You are on page 1of 17

‫‪ISSN : 2602-7380‬‬ ‫‪‬א‪‬א‪‬א‪‬א‪‬‬

‫املجلد ‪ ،03‬العدد ‪2019 -01‬‬


‫خالدي فتيحة‪ ،‬فعالية الحماية الدولية لوقف ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الدول ٔالاوروبية‪ ،‬ص ص‪.96-80 .‬‬

‫*‬
‫فعالية الحماية الدولية لوقف ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الدول ٔالاوروبية‬

‫) ‪(1‬‬
‫خالدي فتيحة‬
‫)‪ (1‬أستاذة محاضرة قسم "أ"‪ ،‬جامعة آك ي محند اولحاج‪ ،‬البويرة‪،‬‬
‫الجزائر‬
‫امللخص‪:‬‬
‫يتعرض املهاجرون غ ﺮ النظامي ن إ ى ان اك حقوقهم ٕالانسانية‪ ،‬ي ظل ممارسة الدول‬
‫ٔالاوروبية املستقبلة للهجرة ضدهم أشكال التمي وٕالاقصاء ي كل املجاالت الاقتصادية‬
‫والاجتماعية‪ٔ ،‬الامر الذي يشكل تجاهال من هذﻩ الدول لصكوك واتفاقيات حقوق ٕالانسان ال‬
‫كفلت حدا أدنى من الحقوق املدنية والاجتماعية والاقتصادية لهذﻩ الفئة‪.‬‬
‫وعليه يشكل واقع عدم وجود وثيقة دولية خاصة لحماية املهاجرين غ ﺮ النظامي ن فراغا‬
‫ساهم ي ضعف وهشاشة مركزهم ي الدول املستقبلة‪ ،‬لذلك نبحث ي هذا املقال فعالية‬
‫الحماية الدولية لوقف ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الدول ٔالاوروبية املستقبلة‬
‫للهجرة ي إطار الصكوك والاتفاقيات الدولية لحقوق ٕالانسان ال قدمت لهم حدا أدنى من‬
‫الحماية باعتبارهم بشرا قبل كل ء‪ ،‬باإلضافة إ ى حماية حقوقهم ي الاتفاقيات الدولية‬
‫املعنية بالهجرة ال تبقى ضعيفة مقارنة بحماي ا لحقوق املهاجرين النظامي ن‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪:‬‬
‫املهاجرين غ ﺮ النظامي ن‪ ،‬الهجرة غ ﺮ الشرعية‪ ،‬العمال املهاجرين‪ ،‬ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ‬
‫النظامي ن‪.‬‬

‫* تاريخ إرسال املقال ‪ ،2018/10/07‬تاريخ مراجعة املقال ‪ ،2018/11/05‬تاريخ نشر املقال ‪.2019/03/28‬‬

‫‪80‬‬
ISSN : 2602-7380 ‫א‬‫א‬‫א‬‫א‬
2019 -01 ‫ العدد‬،03 ‫املجلد‬
.96-80 .‫ ص ص‬،‫ فعالية الحماية الدولية لوقف ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الدول ٔالاوروبية‬،‫خالدي فتيحة‬

The Effectiveness of International Protection to Stop the Violation of the Rights


of Irregular Migrants in European Countries
Abstract:
Irregular migrants are exposed to the violation of their human rights by
European receiving countries which practice against them all forms of discrimination
and exclusion in economic, social and other sectors. This fact is considered from
these states as a disregard for human rights instruments and conventions, as they have
guaranteed a minimum of civil, social and economic rights to this category.
Therefore, the absence of an international document relative to protect irregular
migrants is considered as a gap, which has contributed to the weakness and the
fragility of their status in the receiving countries.
In this article, we are trying to explore the effectiveness of international
protection to halt the violation of irregular migrants’ rights in European receiving
countries under international human rights instruments and conventions, which have
accorded them minimum protection as considered them as human beings before
everything. In addition, protecting their rights under international conventions
concerning on migration, which remain weak compared to their protection of regular
migrants rights.
Keywords:
Irregular migrants, Illegal immigration, Migrant workers, Violation of irregular
migrants’ rights.

L'efficacité de la protection internationale pour mettre fin à la violation des droits des
migrants en situation irrégulière dans les pays européens
Résumé :
Les migrants en situation irrégulière sont exposés à la violation de leurs droits
humains, de la part des pays européens qui pratiquent à leur encontre toutes les formes de
discrimination et d’exclusion économiques, sociales et autres. Cette situation entamée par
ces pays tend à ignorer les chartes et les conventions garantissant un minimum de droits
civils, sociaux et économiques liés à cette catégorie.
Ainsi, l'absence d'un document international relatif à la protection des migrants en
situation irrégulière, crée un vide qui a contribué à la vulnérabilité et à la fragilité de leur
statut dans les Etats d'accueil.
Le présent article examine l'efficacité de la protection internationale pour mettre fin à
la violation des droits des migrants en situation irrégulière dans les pays européens
récepteurs, et ceci en vertu des chartes et des conventions internationaux relatifs aux droits
de l'homme qui leur garantissent un minimum de protection , les considérant comme étant
des êtres humains avant tout. Par ailleurs, la protection de leurs droits évoquée par les
conventions internationales relatives à l’immigration, demeure insuffisante par rapport au
volet relatif à sa protection des droits des migrants en situation régulière.
Mots clés:
Migrants Irréguliers- Immigration Clandestine- Travailleurs Migrants- La Violation des
droits des migrants irréguliers.

81
‫‪ISSN : 2602-7380‬‬ ‫‪‬א‪‬א‪‬א‪‬א‪‬‬
‫املجلد ‪ ،03‬العدد ‪2019 -01‬‬
‫خالدي فتيحة‪ ،‬فعالية الحماية الدولية لوقف ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الدول ٔالاوروبية‪ ،‬ص ص‪.96-80 .‬‬

‫مقدمــة‬
‫ارتفعت معدالت الهجرة غ ﺮ النظامية ي وقتنا الحا ي خاصة نحو أوروبا‪ ،‬وازداد معها حرص‬
‫هذﻩ الدول ع ى التصدي لهذﻩ الظاهرة حماية ألم ا الداخ ي ع ﺮ نهج سياسة أمنية صارمة ي‬
‫قواني ا املتعلقة بالهجرة‪ ،‬دون إعطاء أي اهتمام لحماية وضع املهاجرين ٕالانساني‪ ،‬مما أدى إ ى‬
‫ان اك حقوقهم ٔالاساسية واملساس بكرام م كبشر أمام هشاشة وضعف مركزهم القانوني‬
‫بسبب عدم وجود نصوص قانونية دولية خاصة لحماية حقوق هذﻩ الفئة‪.‬‬
‫ي ظل هذا الوضع يتعرض املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي أوروبا إ ى ان اكات تطال حقوقهم‬
‫ٔالاساسية ال يتمتعون ا كبشر‪ ،‬كاالعتقال وعدم اح ﺮام إجراءات الوضع ي مراكز الاحتجاز‬
‫ٕالاداري والتمي والاختفاء وغ ﺮها‪ ،‬بسبب تصنيفهم كمهاجرين غ ﺮ نظامي ن‪ ،‬بالرغم من إقرار‬
‫معظم الصكوك والاتفاقيات الدولية لحقوق ٕالانسان ملبادئ وقيم مش ﺮكة ب ن جميع البشر‪،‬‬
‫تتعلق باملساواة والحرية والعيش بكرامة والعدل والحماية من العنف والاستغالل‪ ،‬وعدم التمي‬
‫بسبب الجنس أو العرق أو ٔالاصل القومي أو الدي أو اللون او الانتماء السياﺳ ‪ ،‬وحق أي إنسان‬
‫ي التطلع ملستوى معي أفضل ‪.‬‬
‫ٔالامر الذي يفهم منه أن تواجد املهاجر بشكل غ ﺮ قانوني ي إقليم دولة أجنبية ال يع‬
‫سقوط الحماية عنه‪ ،‬ع ى ٔالاقل من جانب كفالة حقوق هؤالء بموجب ال امات الدول املستقبلة‬
‫بمواثيق واتفاقيات حقوق ٕالانسان‪ ،‬باإلضافة إ ى محتوى بعض الاتفاقيات الدولية املعنية‬
‫بالهجرة ال لم تفرق ب ن املهاجر النظامي وغ ﺮ النظامي ي الحقوق ٔالاساسية‪ ،‬من قبيل‬
‫الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال املهاجرين وأفراد أسرهم وبرتوكول مكافحة ريب‬
‫املهاجرين عن طريق ال ﺮ والبحر والجو‪.‬‬
‫بناء ع ى ما سبق فإن ٕالاشكال الذي يمكن إثارته يتعلق بمدى فعالية الحماية الدولية ي‬
‫صكوك واتفاقيات حقوق ٕالانسان والاتفاقيات الدولية املعنية بالهجرة‪ ،‬لوقف ان اك حقوق‬
‫املهاجرين غ ﺮ النظامي ن عموما والجزائري ن ع ى وجه الخصوص ي الدول ٔالاوروبية‬
‫املستقبلة‪ ،‬ي ظل عدم وجود نصوص قانونية دولية خاصة لحماي م؟‬
‫ولتفصيل هذا املقال وٕالاجابة عن ٕالاشكالية املطروحة‪ ،‬نقسم بحث هذا املوضوع إ ى‬
‫قسم ن‪ ،‬يتناول القسم ٔالاول حماية الحد ٔالادنى من حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي صكوك‬

‫‪82‬‬
‫‪ISSN : 2602-7380‬‬ ‫‪‬א‪‬א‪‬א‪‬א‪‬‬
‫املجلد ‪ ،03‬العدد ‪2019 -01‬‬
‫خالدي فتيحة‪ ،‬فعالية الحماية الدولية لوقف ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الدول ٔالاوروبية‪ ،‬ص ص‪.96-80 .‬‬

‫واتفاقيات حقوق ٕالانسان )أوال(‪ ،‬بينما يب ن القسم الثاني ضعف حماية حقوق تلك الفئة ي‬
‫الاتفاقيات الدولية للهجرة)ثانيا(‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حماية صكوك واتفاقيات حقوق ٕالانسان للحد ٔالادنى لحقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن‬
‫يش ﺮ مصطلح املهاجر "غ ﺮ النظامي" أو "غ ﺮ القانوني" أو" غ ﺮ الشر ي" إ ى ٕالاقامة ي دولة‬
‫أجنبية ع ى خالف ما تنص عليه قوان ن ٕالاقامة لتلك الدولة أو الاتفاقيات الدولية ال تكون‬
‫تلك الدولة طرفا فيه‪ٔ .‬الامر الذي يفهم منه أن املهاجر غ ﺮ النظامي يأخذ إحدى الوضعيت ن‪:1‬‬
‫‪ -‬الشخص الذي يدخل دولة ما بطريقة غ ﺮ قانونية وال يسوي وضعيته‪.‬‬
‫‪ -‬الشخص الذي يدخل دولة ما بطريقة قانونية وتنتﻬ مدة إقامته‪ ،‬فيصبح ي وضع غ ﺮ‬
‫قانوني‪.‬‬
‫وعليه فان املركز القانوني للمهاجر غ ﺮ النظامي يرتبط بحرية التنقل وٕالاقامة ي إقليم دولة‬
‫أخرى‪ ،‬مما يسهل معه التمي بينه وب ن الوط وتن ك حقوقه ٔالاساسية‪ ،‬سيما ي ظل غياب‬
‫نصوص قانونية خاصة لحمايته‪ ،‬لهذا نحاول البحث ي املواثيق واتفاقيات حقوق ٕالانسان ال‬
‫توفر حدا أدنى لحماية هذﻩ الفئة ضد ان اك حقوقهم ٔالاساسية‪ ،‬من خالل الشرعة الدولية‬
‫لحقوق ٕالانسان‪ ،‬املتمثلة ي ٕالاعالن العالم لحقوق ٕالانسان والعهدين الدولي ن‪ ،‬ثم الاتفاقيات‬
‫الدولية لحقوق ٕالانسان‪.‬‬

‫‪-1‬حماية حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الشرعة الدولية لحقوق ٕالانسان‬


‫يتمتع املهاجر غ ﺮ النظامي باعتبارﻩ إنسانا بالحد ٔالادنى من الحماية ي الشرعة الدولية‬
‫لحقوق ٕالانسان‪ ،‬ويقصد بالشرعة الدولية لحقوق ٕالانسان‪ٕ ،‬الاعالن العالم لحقوق ٕالانسان‬
‫الذي أقر له عدة حقوق‪ ،‬كحقه ي الحياة والسالمة الشخصية‪ ،‬وحظر التعذيب واملعاملة‬
‫القاسية أو الالإنسانية أو املهينة‪ ،‬باإلضافة إ ى الحقوق ال كفلها العهد الدو ي الخاص بالحقوق‬
‫السياسية واملدنية والعهد الدو ي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ISSN : 2602-7380‬‬ ‫‪‬א‪‬א‪‬א‪‬א‪‬‬
‫املجلد ‪ ،03‬العدد ‪2019 -01‬‬
‫خالدي فتيحة‪ ،‬فعالية الحماية الدولية لوقف ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الدول ٔالاوروبية‪ ،‬ص ص‪.96-80 .‬‬

‫أ‪ -‬ي إطار ٕالاعالن العاملي لحقوق ٕالانسان‬


‫للمهاجرين غ ﺮ النظامي ن بموجب ٕالاعالن العالم لحقوق ٕالانسان الحق ي اح ﺮام حيا م‬
‫وحرمة جسدهم ومنع ممارسة أي عنف بدني أو معنوي عل م‪ ،‬أو معامل م معاملة تحط من‬
‫كرام م‪ ،‬أو اس ﺮقاقهم أو استعبادهم بغض النظر عن وضعي م غ ﺮ النظامية‪.2‬‬
‫كما ال يجوز حرما م من حري م كتوقيفهم أو اعتقالهم أو احتجازهم تعسفيا‪ ،‬حيث‬
‫يتعرض هؤالء إ ى الاعتقال أثناء عبورهم حدود الدولة املستقبلة أو أثناء إقام م ي إقليمها‬
‫بطريقة غ ﺮ نظامية‪ ،‬حيث يوضعون ي مراكز الاحتجاز ٕالاداري أو مراكز العبور قصد إرجاعهم إ ى‬
‫بلدا م ٔالاصلية‪ ،‬حيث تنص املادة التاسعة من ٕالاعالن العالم لحقوق ٕالانسان ع ى‪ " :‬ال يجوز‬
‫القبض ع ى أي إنسان أو حجزﻩ أو نفيه تعسفيا "‪.‬‬
‫ي هذا الصدد يشكل لجوء الدول ٔالاوروبية املستقبلة للهجرة لالعتقال الروتي للمهاجرين‬
‫غ ﺮ النظامي ن كشكل من أشكال مراقبة الهجرة ان اك لحقوق ٕالانسان‪ ،‬يضاف إل ا ممارسات‬
‫السلطات بشان احتجاز املهاجرين غ ﺮ النظامي ن‪ ،‬حيث كشفت تقارير املنظمات الدولية‬
‫ٕالانسانية عن تجاوزات كث ﺮة بحق هذﻩ الفئة‪ ،‬م ا ظروف الاعتقال الالإنسانية وغ ﺮ الالئقة‬
‫وسوء املعاملة وتدهور مستوى الرعاية الصحية‪ ،‬ففي تصريح للمقرر الخاص املع بحقوق‬
‫املهاجرين لدى مجلس حقوق ٕالانسان السيد "فرنسوا كريبو‪ "François Crépeau‬ي تقريرﻩ‬
‫املقدم ي الدورة ‪ 29‬أمام مجلس حقوق ٕالانسان سنة ‪ ،2015‬كشف عن عدة تجاوزات ومعاملة‬
‫قاسية وعقابية ضد املهاجرين غ ﺮ النظامي ن أثناء احتجازهم املطول الذي له تأث ﺮ مدمر ع ى‬
‫الصحة العقلية للمهاجرين‪ ،‬مش ﺮا ا ى أن الهجرة غ ﺮ النظامية ليست عمال إجراميا‪ ،‬لذلك حث‬
‫جميع الدول ع ى اعتماد تداب ﺮ فعالة من أجل وضع حد لالعتقال والاحتجاز التعسفي ن‪ ،‬مع‬
‫إيالء الاهتمام لحاالت بعي ا كاألطفال واملراهق ن والنساء‪ ،‬واعتماد تداب ﺮ ملموسة من أجل‬
‫الحيلولة دون ان اك حقوق املهاجرين ومعامل م وفقا للقانون‪.3‬‬
‫ي ظل هذا الواقع دعت منظمة العفو الدولية إ ى إيجاد بدائل لالعتقال التلقائي‬
‫للمهاجرين غ ﺮ النظامي ن وفقا للمعاي ﺮ الدولية لحقوق ٕالانسان وبناء ع ى تقييم فردي لظروف‬
‫كل حالة‪ ،‬بحيث يستخدم كاستثناء وكمالذ أخ ﺮ عندما تكون التداب ﺮ البديلة غ ﺮ فعالة أو‬
‫فاشلة‪ ،‬كإخالء السبيل بكفالة أو دفع مبلغ من املال كضمان‪ ،‬أو ٕالاشراف الشرطي أو الاجتما ي‬

‫‪84‬‬
‫‪ISSN : 2602-7380‬‬ ‫‪‬א‪‬א‪‬א‪‬א‪‬‬
‫املجلد ‪ ،03‬العدد ‪2019 -01‬‬
‫خالدي فتيحة‪ ،‬فعالية الحماية الدولية لوقف ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الدول ٔالاوروبية‪ ،‬ص ص‪.96-80 .‬‬

‫أو ٕالاقامة ي عنوان محدد مع الحضور الدوري إ ى مقر السلطات‪ ،‬أو إيداع وثائق السفر لدى‬
‫السلطات‪.4‬‬
‫كما نجد من ب ن الحقوق ٔالاساسية لإلنسان املكفولة بموجب ٕالاعالن العالم لحقوق‬
‫ٕالانسان‪ ،‬حرية التنقل املنصوص عل ا ي املادة ‪ 13‬بقولها‪ " :‬لكل فرد حرية التنقل واختيار محل‬
‫إقامته داخل حدود كل دولة‪ ،‬ويحق له أن يغادر أي بالد بما ي ذلك بلدﻩ‪ ،‬كما يحق له العودة‬
‫إليه"‪ّ ،‬أما املادة ‪ 14‬فقد أعطت الحق لكل فرد ي أن يلجا إ ى بلد أخر أو يحاول الالتجاء إليه‬
‫هربا من الاضطهاد‪.‬‬
‫ونش ﺮ ي هذا الصدد أن حرية تنقل ٔالاجن ودخوله إ ى إقليم دولة أجنبية مرتبط بقبول‬
‫هذﻩ ٔالاخ ﺮة استقباله رعاية لحقها ي السيادة ع ى إقليمها‪ ،‬إذ ال يمكن لألجن دخول إقليم بلد‬
‫أجن رغما عن سلطاته‪ ،‬مما يع ّأن الدول غ ﺮ مج ﺮة ع ى استقبال ٔالاجانب الراغب ن ي‬
‫ّ‬
‫الدخول إل ا‪ ،‬وإنما يخضع ذلك لقيود تشريعية حماية ألمن ونظام الدولة‪.5‬‬
‫كما ترد ع ى ممارسة هذا الحق قيود دستورية تتعلق بحفاظ الدولة ع ى النظام العام‬
‫وعناصرﻩ أو بممارسة حالة الضرورة نتيجة ظروف استثنائية طارئة ي الدولة‪ ،‬ويضاف إل ا‬
‫قيودا إدارية أو ما يعرف بالضبط ٕالاداري‪.6‬‬
‫وع ى صعيد آخر يتمتع املهاجر غ ﺮ النظامي بحق الحماية من إعادته قسرا أو ترحيله إ ى بلد‬
‫يتعرض فيه لالضطهاد‪ ،‬ع ى ٔالاقل بشكل مؤقت‪ ،‬غ ﺮ ّأن سياسة دول ٕالاتحاد ٔالاوروبي تبنت طرد‬
‫املهاجرين‪ ،‬وإبرام اتفاقيات مع دول ٔالاصل إلبعادهم‪ .‬خاصة بعد تصاعد وت ﺮة ال اعات الداخلية‬
‫ي الدول العربية وٕالافريقية‪ ،‬الذي ازداد معه ارتفاع أعداد املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي أوروبا‬
‫ليبلغ سنة ‪ 2016‬نحو ربع مليون مهاجر‪ ،‬حيث وصفته منظمة الهجرة الدولية بأك ﺮ موجة تدفق‬
‫للهجرة منذ الحرب العاملية الثانية‪ ،‬مما دفع دول ٕالاتحاد ٔالاوروبي إ ى إلغاء كل اتفاقات الهجرة‬
‫السابقة وتتمسك بالحفاظ ع ى أم ا‪.7‬‬

‫ب‪ -‬ي إطار العهد الدو ي الخاص بالحقوق السياسية واملدنية‬


‫تكفل الدول ٔالاعضاء ي العهد الدو ي للحقوق السياسية واملدنية الحقوق الواردة فيه‬
‫لجميع ٔالافراد املوجودين ي إقليمها والداخل ن ي والي ا دون تمي ب ن الوطني ن ؤالاجانب‪ ،‬وبأ ا‬
‫تحظر بالقانون أي دعوة للكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية ال تشكل تحريضا ع ى‬

‫‪85‬‬
‫‪ISSN : 2602-7380‬‬ ‫‪‬א‪‬א‪‬א‪‬א‪‬‬
‫املجلد ‪ ،03‬العدد ‪2019 -01‬‬
‫خالدي فتيحة‪ ،‬فعالية الحماية الدولية لوقف ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الدول ٔالاوروبية‪ ،‬ص ص‪.96-80 .‬‬

‫التمي ‪ ،‬باإلضافة إ ى الال ام بحماية وضمان الحق ي الحياة والسالمة الشخصية‪ ،‬وحظر‬
‫التعذيب أو املعاملة القاسية أو الالإنسانية أو املهينة‪ ،‬وأيضا حق مغادرة أي بلد والعودة إليه‪،‬‬
‫والحق ي التماس اللجوء ي بلدان أخرى هربا من الاضطهاد ‪ ،‬كما يتمتع املهاجر غ ﺮ النظامي‬
‫بالحق ي الحرية وحظر الاحتجاز غ ﺮ التعسفي‪ ،‬وعند تسليم املهاجر غ ﺮ النظامي أو إبعادﻩ أو‬
‫طردﻩ من إقليم الدولة العضو حينما توجد أسباب حقيقية تدعو إ ى الاعتقاد بأ ّن هناك خطرا‬
‫حقيقيا يتمثل ي وقوع ضرر ال يمكن إصالحه‪ ،‬سواء ي البلد الذي سيبعد إليه او ي أي بلد أخر‬
‫قد يبعد إليه هذا الشخص ي وقت الحق‪.8‬‬
‫كما يجب مراعاة عند حرمانه من حريته‪ ،‬معاملته معاملة إنسانية واح ﺮام كرامته‬
‫الشخصية وفقا للفقرة ٔالاو ى من املادة العاشرة من العهد‪ ،‬وهو ما يشكل ضمانة أساسية‬
‫لحقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن عند احتجازهم ي مراكز الاحتجاز أو العبور أو السجون‪.9‬‬
‫فمع تزايد نسبة املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي أوروبا ارتفعت معها مراكز الاحتجاز والتجاوزات‬
‫املرتكبة ضد هؤالء‪ ،‬فع ى سبيل املثال ال الحصر هددت املفوضية ٔالاوروبية ي أواخر ‪2013‬‬
‫بتقليص املساعدات ٔالاوروبية املخصصة ا ى ايطاليا ملواجهة قضية الهجرة بسبب عدم توف ﺮها‬
‫لظروف استقبال إنسانية وكريمة للمهاجرين وطال حق اللجوء‪ ،‬كما طالب رئيس ال ﺮملان‬
‫ٔالاوروبي عقب مأساة جزيرة " المبيدوزا" ال راح ضحي ا ما يقارب ‪ 400‬مهاجر ي أكتوبر من عام‬
‫‪ 2013‬بالتوزيع العادل للمهاجرين ع ى دول الاتحاد ٔالاوروبي‪ ،‬باعتبار ان مشكلة املهاجرين مشكلة‬
‫أوروبية وليست قومية‪.10‬‬
‫ي هذا الصدد قدم السيد "خور ي بوستامان " املقرر الخاص املع بحقوق ٕالانسان‬
‫للمهاجرين توصياته للدول بعدم حرمان املهاجرين غ ﺮ الشرعي ن من حقهم ي الحرية عن طريق‬
‫قوان ن توفر سبل انتصاف كافية وفعالة‪ ،‬بما ي ذلك املراجعة القضائية‪ ،‬وذلك لتجنب الاحتجاز‬
‫التعسفي وضمان الحصول ع ى الخدمات القانونية‪ ،‬وإال يتم الاحتجاز ي مرافق مخصصة‬
‫ّ‬
‫للمجرم ن‪ ،‬وينب ي أال تحمل مراكز الاحتجاز املرتبطة بالهجرة أوجه شبه مع ظروف السجون‪.11‬‬
‫ّ‬
‫إال ّأن الدول ٔالاوروبية ال تعمل ع ى نشر حقوق ٕالانسان واقعيا وكونيا‪ ،‬تجعل من‬
‫املهاجرين غ ﺮ النظامي ن مواطن ن من الدرجة الثانية‪ ،‬بسبب إهانة كرام م وتمريغها ي وحل‬
‫التمي العنصري وتعمل ع ى إجهاض الحق ي التنقل وتن ك حقوق املهاجرين املدنية‬
‫والاجتماعية والاقتصادية ال نادت ا مواثيق والعهود الدولية لحقوق ٕالانسان‪.12‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ISSN : 2602-7380‬‬ ‫‪‬א‪‬א‪‬א‪‬א‪‬‬
‫املجلد ‪ ،03‬العدد ‪2019 -01‬‬
‫خالدي فتيحة‪ ،‬فعالية الحماية الدولية لوقف ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الدول ٔالاوروبية‪ ،‬ص ص‪.96-80 .‬‬

‫ج‪ -‬ي إطار العهد الدو ي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية‬
‫أشار العهد الدو ي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من خالل نص‬
‫املادة الثانية الفقرة الثانية منه ع ى جعل ممارسة وإعمال الحقوق الاقتصادية الواردة فيه بريئة‬
‫من أي تمي بسبب العرق أو اللون أو ٔالاصل القومي أو الاجتما ي‪....‬أو غ ﺮ ذلك من ٔالاسباب‪ ،‬مع‬
‫وضع استثناء بموجب الفقرة الثالثة فيما يتعلق بالحقوق الاقتصادية دون الحقوق الاجتماعية‬
‫والثقافية بالنسبة للدول النامية‪ ،‬أين تعطى ٔالاولوية ي التمتع ذﻩ الحقوق ملواط الدولة‪،‬‬
‫بسبب عدم تساوي الدول ي ٕالامكانيات واملوارد وتفاو ا ي مستوى النمو الاقتصادي‪.13‬‬
‫وبناء عليه يعت ﺮ حق التعليم والصحة والسكن والغذاء من الحقوق الاجتماعية ٔالاساسية‬
‫ال يجب أن يتمتع ما أي شخص بغض النظر عن وضعه ي الدولة‪ ،‬حيث نصت املادة ‪ 12‬من‬
‫العهد الدو ي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ع ى حق كل إنسان ي التمتع‬
‫بأع ى مستوى من الصحة الجسمية والعقلية‪ ،‬باإلضافة إ ى حق أوالد املهاجرين غ ﺮ النظامي ن‬
‫ي التعليم ومعامل م مثلهم مثل غ ﺮهم من ٔالاطفال إيالء ع ى ٔالاقل ملبدأ مصلحة الطفل الفض ى‬
‫الذي استندت إليه اتفاقية حقوق الطفل‪.14‬‬
‫كما من حق املهاجر غ ﺮ النظامي ي سكن الئق ومنع أي تفريق عنصري ي ٕالاسكان‪ ،‬والواقع‬
‫ّأن هذﻩ الفئة تواجه التشرد ي دول املهجر‪ ،‬أين يعيشون ي ٔالاكواخ أو مبان مهجورة و ي الغالب‬
‫يتخذون من الشوارع مكانا لهم ارا و من محطات النقل مأوى ي الليل‪.‬‬
‫بعد استعراضنا لحقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن املستمدة من ٕالاعالن العالم لحقوق‬
‫ٕالانسان والعهدين الدولي ن‪ ،‬نقر بعدم ٕالاشارة املباشرة لحقوق املهاجرين املتواجدين بصفة غ ﺮ‬
‫نظامية ي إقليم الدولة الطرف‪ ،‬غ ﺮ أنه يمكن أن نستشف من روح امليثاق ما يش ﺮ إ ى هذﻩ‬
‫الحماية‪ ،‬سيما وأنه جاء لتحقيق املساواة ب ن جميع البشر ي العالم دون أي تمي ‪.‬‬

‫‪-2‬حماية حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الاتفاقيات الدولية لحقوق ٕالانسان‬


‫تمثل الاتفاقية الدولية للقضاء ع ى جميع أشكال التمي العنصري والاتفاقية الدولية‬
‫ملناهضة التعذيب وغ ﺮﻩ من ضروب املعاملة أو العقوبة القاسية أو الإلنسانية أو املهينة لسنة‬
‫‪ ،1984‬وثيقت ن دوليت ن لحماية حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن‪ ،‬نظرا لنوعية الحقوق ال‬

‫‪87‬‬
‫‪ISSN : 2602-7380‬‬ ‫‪‬א‪‬א‪‬א‪‬א‪‬‬
‫املجلد ‪ ،03‬العدد ‪2019 -01‬‬
‫خالدي فتيحة‪ ،‬فعالية الحماية الدولية لوقف ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الدول ٔالاوروبية‪ ،‬ص ص‪.96-80 .‬‬

‫تعالجها كال الاتفاقيت ن وتنطبق ع ى حالة هذﻩ الفئة‪ ،‬من قبيل عدم التمي ي الحقوق وحظر‬
‫التعذيب واملعاملة القاسية واملهينة للكرامة ٕالانسانية‪ ،‬وهو ما سنأتي إ ى توضيحه فيما ي ي‪:‬‬

‫أ‪-‬الاتفاقية الدولية للقضاء ع ى جميع أشكال التمي العنصري‬


‫تعهدت الدول ٔالاطراف ي هذﻩ الاتفاقية ع ى القضاء ع ى جميع أشكال التمي العنصري‪،‬‬
‫من خالل حظر اتخاذ أية تداب ﺮ تشريعية أو غ ﺮ تشريعية الهدف م ا حرمان فئة أو فئات من‬
‫الحق ي الحياة والحرية الشخصية‪ ،‬أو إخضاعها للتعذيب أو لعقوبة قاسية أو غ ﺮ إنسانية أو‬
‫ا إ ى الهالك الك ي أو‬ ‫حاطة بالكرامة‪ ،‬أو إخضاعها لظروف معيشية يقصد م ا أن تف‬
‫الجزئي‪ ،‬وكذا حرمان فئة أو فئات بعي ا من املشاركة ي الحياة السياسية والاقتصادية‬
‫والاجتماعية والثقافية للبلد‪ ،‬أو من حقوق ٕالانسان ٔالاساسية بما ف ا الحق ي العمل وتشكيل‬
‫نقابات والحق ي التعليم والاجتماع والتنقل والتعب ﺮ عن الرأي وغ ﺮها‪.15‬‬
‫كما يجب ع ى الدول ضمان عدم تطبيق تمي القوان ن املتعلقة باإلبعاد ل ﺮحيل املهاجرين من‬
‫حيث ٔالاثر او الغرض ع ى أساس العرق أو اللون أو النسب أو ٔالاصل القومي أو العر ي‪ ،‬باإلضافة‬
‫إ ى ضمان تمتع هؤالء ع ى قدم املساواة من وسائل الانتصاف الفعالة‪ ،‬سيما عندما يتعلق ٔالامر‬
‫باإلبعاد الجما ي وال تتوفر الضمانات الكافية ال تب ن عدم ٔالاخذ بع ن الاعتبار الظروف‬
‫الشخصية لكل مهاجر غ ﺮ نظامي‪.16‬‬
‫من خالل استقراء نصوص هذﻩ الاتفاقية نالحظ صل ا الوثيقة بالحماية القانونية للمهاجرين‬
‫غ ﺮ النظامي ن من أشكال التمي العنصري ال يتعرضون لها ي الدول ٔالاوروبية املستقبلة‬
‫للهجرة‪ ،‬وال تقوم ع ى أساس عر ي أو دي باعتبار أ ّن املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ينحدرون من‬
‫أصول عربية أو افريقية أو إسالمية‪ ،‬لهذا غالبا ما تطاردهم صورة التطرف وٕالارهاب ي الدول‬
‫ٔالاوروبية املستقبلة‪ ،‬خاصة ي ٓالاونة ٔالاخ ﺮة‪.‬‬
‫ي ظل هذا الواقع سجلت املنظمات غ ﺮ الحكومية العاملة ي مجال حقوق ٕالانسان عدة ان اكات‬
‫لحقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن تر ى إ ى جريمة التمي العنصري‪ ،‬لذلك دعت لجنة التمي‬
‫العنصري ي العديد من تعليقا ا وتوصيا ا إ ى حماية ٔالاجانب‪ ،‬من الجئ ن وطالبوا اللجوء‬
‫وعدمي الجنسية واملهاجرون بما ف م املهاجر غ ﺮ النظامي من كافة أشكال املمارسات والان اكات‬
‫القائمة ع ى أسس عنصرية وتمي ية ال بدأت تظهر وتتنامى ي أوروبا‪.17‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ISSN : 2602-7380‬‬ ‫‪‬א‪‬א‪‬א‪‬א‪‬‬
‫املجلد ‪ ،03‬العدد ‪2019 -01‬‬
‫خالدي فتيحة‪ ،‬فعالية الحماية الدولية لوقف ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الدول ٔالاوروبية‪ ،‬ص ص‪.96-80 .‬‬

‫ب‪-‬الاتفاقية الدولية ملناهضة التعذيب وغ ﺮﻩ من ضروب املعاملة أو العقوبة القاسية أو‬


‫ٕالانسانية أو املهينة لسنة ‪1984‬‬
‫حظرت هذﻩ الاتفاقية جميع أشكال التعذيب القائم ع ى أي سبب من أسباب التمي ‪،‬‬
‫حيث ألزمت جميع الدول ٔالاعضاء باتخاذ إجراءات تشريعية أو إدارية أو قضائية ّ‬
‫فعالة أو أي‬
‫إجراءات أخرى ملنع أعمال التعذيب ي إقليم يخضع الختصاصها القضائي‪ ،‬كما ال يجوز التذرع‬
‫بأي ظرف استثنائي أي كان‪ ،‬سواء كان حالة حرب أو ديدا بالحرب أو حالة عدم استقرار داخ ي‬
‫أو حالة طوارئ‪ ،‬كم ﺮر للتعذيب‪.‬‬
‫كما دعت ذات الاتفاقية إ ى منع ٕالاعادة القسرية لألشخاص بموجب نص املادة )‪/3‬ف‪(1‬‬
‫م ا بقولها‪ " :‬ال يجوز ألية دولة طرف أن تطرد أي شخص أو تعيدﻩ )تردﻩ( أو أن تسلمه إ ى دولة‬
‫أخرى‪ ،‬إذا توافرت لد ا أسباب حقيقية تدعو إ ى الاعتقاد بأنه سيكون ي خطر التعرض‬
‫للتعذيب"‪.18‬‬
‫ّ‬
‫غ ﺮ أنه من الناحية الواقعية ال ينطبق نص هذﻩ الفقرة ع ى املهاجرين غ ﺮ النظامي ن إذا‬
‫لم تكن دوا ي مغادرة البلد ٔالاص ي سياسية أو أمنية‪ ،‬ويطبق باألساس ع ى حالة الالجئ ن‪ ،‬ما‬
‫عدى ي حاالت التدفقات املختلطة للهجرة غ ﺮ النظامية أين يختلط املهاجرين ويصبح من‬
‫الصعب التمي بي م ‪.19‬‬
‫ونش ﺮ إ ى أ ّنه رغم أهمية الوثائق والصكوك والاتفاقيات الدولية املذكورة ي توف ﺮ حقوق‬
‫إنسانية للمهاجرين غ ﺮ النظامي ن وال عززت بقرارات من مجلس ٔالامن الدو ي وتوصيات من‬
‫الجمعية العامة لألمم املتحدة‪ ،‬نذكر م ا قرار مجلس ٔالامن رقم ‪ (2015)2240‬الذي أكد من‬
‫خالله ع ى ضرورة معاملة جميع املهاجرين بغض النظر عن وضعي م القانونية‪ ،‬معاملة إنسانية‬
‫ّ‬
‫وأن تح ﺮم حقوقهم اح ﺮاما تاما‪ ،‬وحث الدول ع ى الامتثال الل اما ا بموجب القانون الدول‪.20‬‬
‫ّ‬
‫إال ّأن الدول ٔالاوروبية املستقبلة للهجرة تضرب عرض الحائط هذﻩ الوثائق‪ ،‬حيث يتعرض‬
‫املهاجرون غ ﺮ النظاميون الذي ترتفع أعدادهم باستمرار إ ى مختلف املخاطر وان اك حقوقهم‬
‫ّ‬
‫إال وتطلعنا وسائل ٕالاعالم عن غرق‬ ‫ٔالاساسية‪ ،‬بدءا باملوت غرقا ي البحر‪ ،‬إذ ال يكاد يمر يوما‬
‫أعداد رهيبة من املهاجرين ي عرض البحر أو قبالة السواحل ٔالاوروبية‪ ،‬وان اء بالتعرض لالحتجاز‬
‫والحبس وال ﺮحيل‪ ،‬والنصب والاحتيال عل م من طرف عصابات ال ريب‪ ،‬ضف ا ى ممارسة‬
‫العنف عل م ومعامل م معاملة سيئة ومهينة لكرام م‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ISSN : 2602-7380‬‬ ‫‪‬א‪‬א‪‬א‪‬א‪‬‬
‫املجلد ‪ ،03‬العدد ‪2019 -01‬‬
‫خالدي فتيحة‪ ،‬فعالية الحماية الدولية لوقف ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الدول ٔالاوروبية‪ ،‬ص ص‪.96-80 .‬‬

‫ثانيا‪ :‬ضعف حماية حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الاتفاقيات الدولية املعنية بالهجرة‬
‫تعد اتفاقية ٔالامم املتحدة لحقوق العمال املهاجرين وأفراد أسرهم أهم اتفاقية تع بحماية‬
‫حقوق املهاجرين وأفراد عائال م‪ ،‬وال م ت ب ن مفهوم العامل املهاجر القانوني وغ ﺮ القانوني‬
‫واكتفت بمنح هذا ٔالاخ ﺮ حد أدنى من الحقوق ٔالاساﺳ ‪.‬‬
‫من جانب أخر هناك من املهاجرين من يساعدﻩ مهرب أو شبكة متخصصة ع ى عبور الحدود‬
‫لذلك تأخذ الهجرة غ ﺮ الشرعية وصف فعل مجرم يدخل ي أنماط ٕالاجرام املنظم العابر‬
‫للحدود‪ ،‬يتعلق ٔالامر بمكافحة ريب املهاجرين‪ ،‬لذلك عالج برتوكول مكافحة ريب املهاجرين‬
‫لسنة ‪ 2000‬ظاهرة الهجرة غ ﺮ الشرعية وأضفى نوعا من الحماية ع ى حقوق املهاجرين ّ‬
‫املهرب ن‪.‬‬

‫‪ - 1‬ي إطار الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال املهاجرين وأفراد أسرهم‬
‫عرفت الاتفاقية الدولية لحماية العمال املهاجرين وأفراد أسرهم ال أقر ا الجمعية‬
‫العامة بتاريخ ‪ ،211990/12/31‬العمال املهاجرين ي املادة الثانية من القسم ٔالاول‪ ،‬فقرة)أ( بأ م‪:‬‬
‫" ٔالاشخاص الذين يعملون أو سيعملون أو قد عملوا ي نشاط مأجور ي دولة غ ﺮ دول م"‪ .‬ويعت ﺮ‬
‫هؤالء ي وضعية قانونية حسب نص املادة الخامسة فقرة )أ(‪ ،‬إذا رخص لهم الدخول وٕالاقامة‬
‫والعمل ي الدولة ال يمارس ف ا العمل‪ ،‬وفقا للنظام املعمول به ي تلك الدولة وبما ال يتعارض‬
‫مع الاتفاقيات الدولية ال تل م ا‪ .‬ويعت ﺮ بدون وثائق و ي وضعية غ ﺮ قانونية كل مهاجر ال‬
‫تتوفر فيه الشروط املنصوص عل ا ي الفقرة )أ( املذكورة‪.22‬‬
‫وقد منح الجزء الثالث من الاتفاقية املعنون بـ" حماية حقوق ٕالانسان للمهاجرين" ‪ ،‬من‬
‫املادة الثامنة إ ى املادة الخامسة والثالثون)‪ (35-8‬حماية نسبية لحقوق العمال املهاجرين‬
‫مستمدة من الصكوك الدولية لحقوق ٕالانسان‪ ،‬بصرف النظر عن وضعي م من حيث الهجرة‪،‬‬
‫فنصت ي ماد ا التاسعة ع ى حماية الحق ي الحياة‪ ،‬وحظر التعذيب ي املادة العاشرة‪ ،‬ومنع‬
‫السخرة ي املادة الحادية عشر‪ ،‬والسالمة الجسدية ي املادة الثالثة عشر‪ ،‬باإلضافة إ ى حرمة‬
‫املسكن وغ ﺮها من الضمانات ملمارسة الحقوق املدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية‪.23‬‬
‫فاالتفاقية املذكورة بالرغم من عدم معالج ا لحقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن بصورة‬
‫واضحة وكافية إال أ ا منحت هذﻩ الفئة حدا أدنى من الحقوق ال تنطبق ي ٔالاصل ع ى جميع‬
‫البشر‪ ،‬من تأكيدها ع ى ضرورة اح ﺮام وتام ن حقوق جميع العمال املهاجرين وأفراد أسرهم‬

‫‪90‬‬
‫‪ISSN : 2602-7380‬‬ ‫‪‬א‪‬א‪‬א‪‬א‪‬‬
‫املجلد ‪ ،03‬العدد ‪2019 -01‬‬
‫خالدي فتيحة‪ ،‬فعالية الحماية الدولية لوقف ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الدول ٔالاوروبية‪ ،‬ص ص‪.96-80 .‬‬

‫دون أي تمي ‪ ،‬بسبب الجنس أو العنصر أو اللون أو اللغة أو الدين أو املعتقد أو الرأي السياﺳ‬
‫‪...‬الخ‪ ،‬كما أكدت ع ى ضرورة حرص حكومات الدول ع ى اتخاذ التداب ﺮ الكافية لضمان إبالغ‬
‫العمال املهاجرين من جانب الدول املضيفة أو دول العبور أو دولة املنشأ بحقوقهم املتضمنة‬
‫ف ا‪.24‬‬
‫وألجل إعمال هذﻩ الحماية تأسست لجنة حماية حقوق كل العمال املهاجرين وأفراد‬
‫عائال م‪ ،‬تتألف من خ ﺮاء يتمثل دورها ي فحص التقارير الوطنية ال توجهها الدول ٔالاعضاء‬
‫واملتعلقة بتطبيق الاتفاقية‪ ،‬كما تقدم املالحظات والتعليقات إ ى الدولة املعنية‪ ،‬و ي كل سنة‬
‫تقدم تقريرا إ ى الجمعية العامة لألمم املتحدة‪.25‬‬
‫ورغم أن القدر الذي يتمتع به العامل املهاجر النظامي من الحقوق يجاوز بكث ﺮ ما يتمتع به‬
‫املهاجر غ ﺮ النظامي‪ ،‬باعتبار ّأن الاستفادة التامة من الحقوق تستوجب الوضعية القانونية‬
‫ّ‬
‫السليمة إال أ ّن الاتفاقية املذكورة حاولت إعطاء العامل املهاجر غ ﺮ النظامي حدا أدنى من‬
‫الحقوق تتعلق بمنع تعريض العامل املهاجر أو أحد أفراد أسرته لالس ﺮقاق أو الاستعباد‪ ،‬كما ال‬
‫يجوز إلزامه بالعمل سخرة أو قسرا‪ ،‬وعليه يجب أن يتمتع هؤالء العمال باملساواة ي املعاملة مع‬
‫مواط الدولة املستقبلة ي كل ما يتعلق بالعمل وظروفه‪.26‬‬
‫كما حظرت الاتفاقية تطبيق قرار الطرد الجما ي بالنسبة للعمال املهاجرين النظامي ن وغ ﺮ‬
‫النظامي ن‪ ،‬وحثت ع ى وجوب التوصل إ ى قرار بالطرد وفقا للقانون مع إعطاء الحق للعامل‬
‫املطرود بالطعن أمام الهيئات القضائية‪ ،‬ومنحه وقتا كافيا ي حالة الطرد بتسوية مستحقاته‬
‫املطالبة بحقوقه العالقة وفق نص املادة ‪ 22‬من الاتفاقية‪.27‬‬
‫وال يجوز تجريدهم تعسفيا من ممتلكا م وفق املادة ‪ ،15‬وال إتالف أو محاولة إتالف أو‬
‫مصادرة أو الاستيالء ع ى وثائقهم أو هوي م أو تصاريح عملهم أو شهادات إقام م أو جوازات‬
‫سفرهم بموجب املادة ‪.2821‬‬
‫والحقيقة أن الاتفاقية املذكورة تس ى ا ى حماية الحقوق ٔالاساسية للمهاجرين غ ﺮ‬
‫النظامي ن الذين يتعرضون إ ى ان اك حقوقهم ٕالانسانية نتيجة وضعهم وظروفهم‪ ،‬وع ى ٔالاخص‬
‫الاع ﺮاف م كأشخاص أمام القانون‪ ،‬و ي الوقت ذاته تدعو الدول ٔالاطراف إ ى مكافحة الهجرة‬
‫غ ﺮ الشرعية والتعاون ملنع عمليات الانتقال والتوظيف غ ﺮ القانوني والسري للعمال املهاجرين‬
‫غ ﺮ النظامي ن‪ ،‬واعتماد تداب ﺮ بإعادة العمال املهاجرين بشكل منظم إ ى دول املنشأ مع ٔالاخذ‬

‫‪91‬‬
‫‪ISSN : 2602-7380‬‬ ‫‪‬א‪‬א‪‬א‪‬א‪‬‬
‫املجلد ‪ ،03‬العدد ‪2019 -01‬‬
‫خالدي فتيحة‪ ،‬فعالية الحماية الدولية لوقف ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الدول ٔالاوروبية‪ ،‬ص ص‪.96-80 .‬‬

‫وطبقا لالتفاقيات الثنائية أو‬ ‫بع ن الاعتبار إمكانية تسوية وضعي م وفقا للتشريع الوط‬
‫املتعددة ٔالاطراف‪.29‬‬
‫وقد شكلت حماية حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن بموجب هذﻩ الاتفاقية سببا وج ا‬
‫المتناع الدول ٔالاوروبية عن التصديق أو الانضمام أو إعال ا الال ام ا لكو ا تعطل سياس ا‬
‫ٔالامنية تجاﻩ الهجرة غ ﺮ الشرعية‪ ،‬وهو ما أدى إ ى عدم فعالي ا وتعطيل سريان أحكامها ع ى‬
‫املهاجرين عامة وغ ﺮ النظامي ن ع ى وجه الخصوص ‪.30‬‬

‫‪ -2‬ي إطار برتوكول مكافحة ريب املهاجرين عن طريق ال ﺮ والبحر والجو‬


‫عرف برتوكول مكافحة ريب املهاجرين عن طريق ال ﺮ والبحر والجو الهجرة غ ﺮ الشرعية بأ ا‪" :‬‬
‫دخول غ ﺮ مق ن لفرد من دولة إ ى أخرى عن طريق ال ﺮ أو الجو أو البحر‪ ،‬وال يحمل هذا الدخول‬
‫أي شكل من تصاريح ٕالاقامة الدائمة أو املؤقتة‪ ،‬كما تع عدم اح ﺮام املتطلبات الضرورية‬
‫لعبور حدود الدولة" ‪.31‬‬
‫وقد ركز ال ﺮتوكول ع ى ضرورة حسن معاملة املهاجرين وحماية حقوقهم ٕالانسانية‪،‬‬
‫ومحاربة ٔالانشطة ٕالاجرامية املنظمة ي مجال ريب املهاجرين‪ٔ ،‬الامر الذي يتطلب نهجا دوليا من‬
‫أجل التعاون واتخاذ التداب ﺮ الالزمة ملواجهة الظاهرة‪ ،‬وعليه دف ال ﺮتوكول ي العموم إ ى منع‬
‫ومكافحة ريب املهاجرين‪ ،‬وحماية حقوق املهاجرين املهرب ن ومساعد م ع ى اح ﺮام كامل‬
‫لحقوقهم ٕالانسانية‪ ،‬وتعزيز التعاون ب ن الدول من اجل تحقيق ذلك‪.32‬‬
‫فبالنسبة لتداب ﺮ حماية ومساعدة املهاجرين املهرب ن وفقا لل ﺮتوكول‪ ،‬فتتمثل ي اتخاذ‬
‫الدول ٔالاطراف كل ما يلزم من تداب ﺮ وفقا للمادة )‪ ،(16‬بما ف ا سن تشريعات عند الاقتضاء من‬
‫أجل‪.33‬‬
‫‪ -‬صون وحماية حقوق املهاجرين املهرب ن‪ ،‬بحسب ما يمنحهم إياها القانون الدو ي‪ ،‬سيما الحق‬
‫ي الحياة والحق ي عدم الخضوع للتعذيب أو غ ﺮﻩ من أشكال املعاملة أو العقوبة القاسية أو‬
‫الالإنسانية أو املهينة‪ ،‬وغ ﺮها من الحقوق ٕالانسانية ٔالاخرى‪.‬‬
‫‪ -‬الحماية املالئمة من العنف الذي يمكن تسليطه عل م‪ ،‬من جانب أفراد أو جماعات‪.‬‬
‫‪ -‬توف ﺮ املساعدة املناسبة للمهاجرين الذين تتعرض حيا م أو سالم م للخطر‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة عند اتخاذ التداب ﺮ املذكورة الاحتياجات الخاصة لفئ النساء ؤالاطفال‪ ،‬كإبعادهم‬

‫‪92‬‬
‫‪ISSN : 2602-7380‬‬ ‫‪‬א‪‬א‪‬א‪‬א‪‬‬
‫املجلد ‪ ،03‬العدد ‪2019 -01‬‬
‫خالدي فتيحة‪ ،‬فعالية الحماية الدولية لوقف ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الدول ٔالاوروبية‪ ،‬ص ص‪.96-80 .‬‬

‫فورا عن أي مصدر خطر‪ ،‬عرضهم ع ى مختص ن طبي ن لفحصهم‪ ،‬وتزويدهم باملالبس‬


‫الضرورية‪ ،‬ضف إ ى ذلك ضرورة اتفاق تداب ﺮ الحماية املتخذة ي ٔالاطفال مع مقتضيات‬
‫اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬لهذا نجد لجنة حقوق الطفل ي تعليقها رقم ‪ 6‬لسنة ‪ 2000‬بشأن‬
‫معاملة ٔالاطفال غ ﺮ املرافق ن واملنفصل ن عن والد م خارج البلد ٔالاص ي‪ ،‬قد أشارت إ ى‬
‫إرشادات فيما يتعلق باالل امات تخص طل اللجوء ؤالاطفال املهرب ن‪. 34‬‬
‫هرب فيجب أن تتقيد الدول ٔالاطراف بال اما ا بمقت اتفاقية فينا‬ ‫‪ -‬وعند احتجاز املهاجر املُ ّ‬
‫للعالقات القنصلية‪ ،‬حيثما تنطبق‪ ،‬بما ف ا ما يتعلق باطالع املهاجر املع ‪ ،‬دون إبطاء‪ ،‬ع ى‬
‫ٔالاحكام املتعلقة بإبالغ املوظف ن القنصلي ن والاتصال م‪ ،‬يجب وضعه ي أماكن احتجاز‬
‫مع ﺮف ا رسميا وتزويدهم بما يكفي من الغذاء وامللبس والخدمات الطبية ‪.‬‬
‫وبخصوص إعادة املهاجرين املهرب ن فقد أشار ال ﺮتوكول السابق من خالل نص مادته‬
‫الثامنة عشر)‪ (18‬إ ى إمكانية إعادة املهاجرين املهرب ن إ ى دولة املنشأ‪ ،‬بشرط عدم ٕالاخالل‬
‫هرب‪ ،‬وذلك وفق‬ ‫بالحقوق ال يمنحها القانون الداخ ي للدولة الطرف املستقبلة للمهاجر املُ ّ‬
‫الحاالت املذكورة ي الفقرت ن ٔالاو ى والثانية من املادة ‪.3518‬‬
‫يضاف إ ى ما سبق حق املهاجرين املهرب ن ي الحماية أثناء إعاد م إ ى أوطا م‪ ،‬بحيث‬
‫يجب مراعاة أن تتم عملية إعاد م من دولة املقصد إ ى دولة املنشأ بما يتفق وقواعد القانون‬
‫الدو ي وخاصة القانون الدو ي لحقوق ٕالانسان‪ ،‬واح ﺮام عدم ٕالاعادة القسرية‪ ،‬وعليه ال يمكن‬
‫للدولة املستقبلة إعادة شخصا إ ى بلد تكون ف ا حياته معرضة للخطر‪ ،‬عندما يكون هناك‬
‫أسبابا جوهرية تدعو لالعتقاد بأنه سيتعرض لخطر ان اك حقوق ٔالاساسية‪. 36‬‬
‫ّ‬
‫وع ى العموم بالرغم من تنوع حقوق ٕالانسان ي الصكوك والاتفاقيات الدولية‪ ،‬إال ّأن‬
‫الجهود الدولية ال تزال محدودة ودون فعالية ي توف ﺮ حماية قانونية للمهاجر غ ﺮ النظامي‪ ،‬سيما‬
‫ي ظل التصور القانوني الحديث ملكافحة الهجرة غ ﺮ الشرعية القائم ع ى حماية أمن الدول ي‬
‫املقام ٔالاول‪ ،‬وعزوف الدول ٔالاوروبية كدول مستقبلة للمهاجرين عن الانضمام واملصادقة ع ى‬
‫بعض الاتفاقيات املعنية بالهجرة‪ ،‬وال تقدم حدا أدنى من الحقوق للمهاجرين غ ﺮ النظامي ن‪،‬‬
‫ٔالامر الذي يجعل من هذﻩ الفئة مواطنون من الدرجة الثانية تن ك حقوقهم وحريا م ٔالاساسية‬
‫ي كل ٔالاوقات‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ISSN : 2602-7380‬‬ ‫‪‬א‪‬א‪‬א‪‬א‪‬‬
‫املجلد ‪ ،03‬العدد ‪2019 -01‬‬
‫خالدي فتيحة‪ ،‬فعالية الحماية الدولية لوقف ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الدول ٔالاوروبية‪ ،‬ص ص‪.96-80 .‬‬

‫خاتــمة‬
‫ي ختام هذا املقال توصلنا إ ى ّأنه رغم تمتع املهاجر غ ﺮ النظامي بالحد ٔالادنى من الحقوق‬
‫ي الصكوك واتفاقيات حقوق ٕالانسان و كذا ي الاتفاقيات املتعلقة بالهجرة ال منحت بعض‬
‫الحقوق ٔالاساسية للمهاجر غ ﺮ النظامي من أجل حماية كرامته ٕالانسانية‪ ،‬وسعت إ ى وضع‬
‫تداب ﺮ جادة من أجل حفظ حقوق املهاجرين ّ‬
‫املهرب ن ومعاقبة الشبكات ٕالاجرامية الناشطة ي‬
‫هذا املجال ال تج أرباحا غ ﺮ مشروعة ع ى حساب املهاجرين غ ﺮ النظامي ن‪ ،‬غ ﺮ أ ا تبقى‬
‫حقوقا شحيحة وتتم بالعمومية‪ٔ ،‬الامر الذي سهل من تنصل الدول ٔالاوروبية املستقبلة للهجرة‬
‫من ال اما ا بدافع حماية أم ا وسياد ا ٕالاقليمية‪.‬‬
‫من جهة أخرى يعود استمرار ان اك الدول ٔالاوروبية املستقبلة للهجرة لحقوق املهاجرين‬
‫غ ﺮ النظامي ن الذي يشكل ان اكا صارخا لحقوق ٕالانسان‪ ،‬إ ى عدم مصادقة هذﻩ الدول ع ى‬
‫بعض الاتفاقيات املعنية بالهجرة من قبيل اتفاقية منظمة ٔالامم املتحدة لحماية حقوق جميع‬
‫العمال املهاجرين وأفراد أسرهم‪ٔ ،‬الامر الذي ترتب عنه ضعف حماية حقوق العمال املهاجرين‬
‫غ ﺮ النظامي ن وعدم فعالية هذﻩ النصوص ي توف ﺮ حماية حقيقية لحقوق املهاجرين غ ﺮ‬
‫النظامي ن‪.‬‬
‫وبناء ع ى النتائج املتوصل إل ا نو بما ي ي‪:‬‬
‫‪ -‬بات من الضروري التفك ﺮ بجدية ي إبرام اتفاقية دولية تتطرق إ ى إشكالية الهجرة غ ﺮ‬
‫الشرعية ع ى نحو يرا ي حقوق ٕالانسان‪ ،‬وبالتا ي ضمان أال تتأثر حقوق املهاجرين باإلجراءات‬
‫ٔالامنية املتخذة من طرف الدول خاصة ٔالاوروبية ملكافحة هذﻩ الظاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬معاملة املهاجر غ ﺮ الشر ي كإنسان يستحق قدرا أدنى من الحقوق ٕالانسانية الواردة ي‬
‫اتفاقيات وصكوك حقوق ٕالانسان‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن واعتبار وضعي م خارجة عن إراد م‪ ،‬وبالتا ي العمل‬
‫ع ى تقديم املساعدات لهم قدر ٕالامكان‪.‬‬
‫‪ -‬إقناع‪ ،‬بل الضغط ع ى الدول ٔالاوروبية املستقبلة للهجرة باالنضمام إ ى اتفاقية حماية حقوق‬
‫جميع العمال املهاجرين وأفراد أسرهم‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة إيجاد ضمانات كافية لحقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ح ن إبرام اتفاقيات العودة مع‬
‫دول املنشأ‪ ،‬تتضمن ع ى ٔالاقل توف ﺮ مستوى معي الئق للمهاجر املعاد‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ISSN : 2602-7380‬‬ ‫‪‬א‪‬א‪‬א‪‬א‪‬‬
‫املجلد ‪ ،03‬العدد ‪2019 -01‬‬
‫خالدي فتيحة‪ ،‬فعالية الحماية الدولية لوقف ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الدول ٔالاوروبية‪ ،‬ص ص‪.96-80 .‬‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ 1‬بن ي ي عتيقة‪" ،‬الجهود ٔالاوروبية ي مجال مكافحة الهجرة غ ﺮ الشرعية"‪ ،‬مجلة البحوث ي الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪،2‬‬
‫املجلد‪ ، ،3‬جامعة ابن خلدون تيارت‪ ،2018 ،‬ص‪.458‬‬
‫‪ 2‬املادتان ‪ 5، 4‬من ٕالاعالن العالم لحقوق ٕالانسان‪ ،‬الصادر بموجب قرار الجمعية العامة ‪217‬الف)د‪ ،(3-‬املؤرخ ي ‪.1948/12/10‬‬
‫‪ 3‬أوكيل محمد أم ن‪" ،‬عن فعالية املقاربة ٔالاوروبية للتصدي لظاهرة الهجرة غ ﺮ النظامية"‪ ،‬املجلة ٔالاكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،1‬املجلد ‪ ،2018 ،17‬ص ص‪.32-31‬‬
‫‪ 4‬منظمة العفو الدولية‪ ،‬املكتب ٕالاقليم للشرق ٔالاوسط وشمال إفريقيا‪ ،‬املهاجرون غ ﺮ النظاميون وطالبوا اللجوء‪ :‬بدائل الاعتقال‬
‫املتعلق بالهجرة‪ ،‬منشور ع ى موقع ‪www.amnestymena.org :‬‬
‫‪ 5‬لوشن دالل‪ ،‬شرعية ٕالاجراءات القانونية ملكافحة الهجرة السرية‪ ،‬أشغال امللتقى الوط الرابع حول الهجرة غ ﺮ الشرعية‪ ،‬إشكالية‬
‫جديدة للقانون‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي أم البوا ي‪ ،‬يومي ‪ 19‬و‪ 20‬أفريل ‪.2009‬‬
‫‪ 6‬بن سالم رضا‪" ،‬الهجرة غ ﺮ الشرعية وآليات محارب ا من خالل املعاهدات الدولية والتشريع الجزائري"‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪،1‬املجلد ‪ ،2017 ،6‬ص ‪.120‬‬
‫‪ 7‬مالوي ابراهيم‪" ،‬إشكالية عالقة الهجرة غ ﺮ الشرعية بالتنمية وتأث ﺮها ع ى حقوق املهاجرين غ ﺮ الشرعي ن"‪ ،‬مجلة املعيار‪ ،‬العدد‬
‫‪،27‬املجلد ‪ ،2011 ،14‬ص ص‪.277-276‬‬
‫‪ 8‬املواد ‪ 20 ،12 ،9 ،2،6،7‬من العهد الدو ي للحقوق املدنية والسياسية لعام ‪ ،1966‬املعتمد من طرف الجمعية العامة لألمم املتحدة‬
‫بموجب قرارها رقم ‪ 2200‬بتاريخ ‪ ،1966/12/16‬والذي صادقت عليه الجزائر بموجب املرسوم الرئاﺳ رقم ‪ 67-89‬املؤرخ ي‬
‫‪.1989/05/16‬‬
‫‪ 9‬بطاهر عبد القادر‪،‬حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي إطار التعاون ٔالاورومتوسطي‪ ،‬مذكرة ماجست ﺮ ‪ ،‬جامعة وهران ‪ ،2015 ،2‬ص‬
‫‪.88‬‬
‫‪ 10‬دخالة مسعود‪" ،‬واقع الهجرة غ ﺮ الشرعية ي حوض املتوسط‪ :‬تداعيات وآليات مكافح ا"‪ ،‬املجلة الجزائرية للسياسات العامة‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2014 ،5‬ص ص ‪.135-34‬‬
‫‪ 11‬مصطفى العطا ي‪" ،‬الحماية القانونية للمهاجرين غ ﺮ الشرعي ن ي البحر"‪ ،‬مجلة القانون‪ :‬املجتمع والسلطة‪ ،‬العدد ‪ ،2‬مجلد ‪، ،7‬‬
‫‪ ،2018‬ص ‪.239‬‬
‫‪ 12‬محمد رضا التميم ‪" ،‬الهجرة غ ﺮ القانونية من خالل التشريعات الوطنية واملواثيق الدولية"‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2011 ،4‬ص‪.259‬‬
‫‪ 13‬العهد الدو ي للحقوق الاقتصادية وٕالاجتماعية والثقافية لعام ‪ ،1966‬املعتمد من طرف الجمعية العامة لألمم املتحدة بموجب‬
‫قرارها رقم ‪ 2200‬بتاريخ ‪ ،1966/12/16‬والذي صادقت عليه الجزائر بموجب املرسوم الرئاﺳ رقم ‪ 67-89‬املؤرخ ي ‪.1989/05/16‬‬
‫‪ 14‬بن لخضر محمد‪ ،‬الهجرة السرية لألطفال الجزائري ن نحو أوروبا‪ :‬دراسة ي ظل املواثيق الدولية والتشريعات الوطنية‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراﻩ‪ ،‬جامعة وهران ‪ 2‬محمد بن أحمد‪ ،2017/2016،‬ص ‪.35-30‬‬
‫‪ 15‬املادة الخامسة من اتفاقية القضاء ع ى جميع أشكال التمي العنصري‪ ،‬املعتمدة بموجب قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة ‪2106‬‬
‫ألف)د‪ (20-‬املؤرخ ي ‪ ،1965/12/11‬وال دخلت ح التنفيذ بتاريخ ‪.1969/01/04‬‬
‫‪ 16‬عبد الوهاب محنش‪ ،‬حماية العمال املهاجرين وأفراد أسرهم ي القانون الدو ي لحقوق ٕالانسان‪ ،‬مذكرة ماجست ﺮ‪ ،‬جامعة باتنة ‪،1‬‬
‫‪ ،2016/2015‬ص ‪.62‬‬
‫‪ 17‬بطاهر عبد القادر‪ ،‬املرجع السابق ص ‪.63، 55‬‬
‫‪،‬‬

‫‪95‬‬
‫‪ISSN : 2602-7380‬‬ ‫‪‬א‪‬א‪‬א‪‬א‪‬‬
‫املجلد ‪ ،03‬العدد ‪2019 -01‬‬
‫خالدي فتيحة‪ ،‬فعالية الحماية الدولية لوقف ان اك حقوق املهاجرين غ ﺮ النظامي ن ي الدول ٔالاوروبية‪ ،‬ص ص‪.96-80 .‬‬

‫‪ 18‬اتفاقية مناهضة التعذيب وغ ﺮﻩ من ضروب املعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو املهينة‪ ،‬املعتمدة من طرف الجمعية‬
‫العامة لألمم املتحدة بموجب قرارها رقم ‪ 39-46‬املؤرخ ي ‪ ،1984/12/10‬انضمت ال ا الجزائر بموجب املرسوم الرئاﺳ رقم ‪،66-89‬‬
‫املؤرخ ي ‪.1989/05/16‬‬
‫‪ 19‬بطاهر عبد القادر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ 20‬قرار مجلس ٔالامن رقم ‪ (2015)2240‬الصادر بتاريخ ‪ 2015/10/09‬حول صون السلم ؤالامن الدولي ن‪ ،‬وثيقة )‪S/RES/2240(2015‬‬
‫‪ٕ 21‬الاتفاقية الدولية لحماية العمال املهاجرين وأفراد أسرهم‪ ،‬اعتمد ا الجمعية العامة لألمم املتحدة بموجب قرارها رقم ‪158/45‬‬
‫بتاريخ ‪.1990/12/18‬‬
‫‪ 22‬املادة الخامسة من ٕالاتفاقية الدولية لحماية العمال املهاجرين وأفراد أسرهم‪.‬‬
‫‪ 23‬أوكيل محمد أم ن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.40-39‬‬
‫‪ 24‬بن طاهر أمينة‪ ،‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 25‬محمد رضا التميم ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.268‬‬
‫‪ 26‬عبابسة حمزة‪ ،‬الحماية القانونية للمهاجرين ي القانون الدو ي‪ ،‬رسالة دكتوراﻩ‪ ،‬جامعة أبو بكر بالقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2017،‬ص ‪-124‬‬
‫‪.126‬‬
‫‪ 27‬املادة ‪ 56 ، 22‬من ٕالاتفاقية الدولية لحماية العمال املهاجرين وأفراد أسرهم‪.‬‬
‫‪ 28‬املادة ‪ 21 ،15‬من املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 29‬بن طاهر أمينة‪ ،‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 30‬أوكيل محمد ام ن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ 31‬املادة الثالثة من بروتوكول مكافحة ريب املهاجرين عن طريق ال ﺮ و البحر والجو‪ ،‬املكمل التفاقية ٔالامم املتحدة ملكافحة الجريمة‬
‫املنظمة ع ﺮ الوطنية‪ ،‬اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق والانضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة رقم ‪ 25‬ي الدورة‬
‫الخامسة والخمسون‪ ،‬بتاريخ ‪ .2000/11/15‬وقد صادقت عليه الجزائر بموجب املرسوم الرئاﺳ رقم ‪ 418-03‬املؤرخ ي‬
‫‪ ،2003/11/09‬جريدة رسمية عدد ‪ ،69‬صادر بتاريخ ‪.2003/11/12‬‬
‫‪ 32‬أمحمدي بوزينة امنة‪ ،‬الجهود الدولية وٕالاقليمية ملكافحة الهجرة غ ﺮ الشرعية)مع ال ﺮك ع ى حالة الجزائر(‪ ،‬كتاب جما ي بعنوان‪:‬‬
‫الهجرة غ ﺮ الشرعية ي منطقة البحر ٔالابيض املتوسط‪ ،‬ابن نديم للنشر والتوزيع‪ ،‬دار الروافد‪ ،‬ب ﺮوت‪ ،‬الطبعة ٔالاو ى‪ ،2014 ،‬ص‬
‫‪.248‬‬
‫‪ 33‬بن فريحة رشيد‪ ،‬جريمة مغادرة ٕالاقليم الوط بصفة غ ﺮ شرعية‪ ،‬مذكرة ماجست ﺮ‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪،‬‬
‫‪ ،2010/2009‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 34‬مليكة حجاج‪ ،‬جريمة ريب املهاجرين ب ن أحكام القانون الدو ي والتشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراﻩ‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪،‬‬
‫بسكرة‪ ،2016 ،‬ص ‪.319‬‬
‫‪ 35‬بن فريحة رشيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.113-112‬‬
‫‪ 36‬مليكة حجاج‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.323‬‬

‫‪96‬‬

You might also like