‫ص‪83-83‬‬ ‫جملة العلىم القاوىوية واالجتماعية جامعة زيان عاشىر باجللفة ـ اجلسائر ‪Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742‬‬

‫جملة العلىم القاوىوية و االجتماعية‬

‫‪Journal of legal and social studies‬‬
‫‪Issn: 2507-7333‬‬
‫‪Eissn: 2676-1742‬‬

‫آليات الوق اية من عصابات األحياء ومكافحتها‬

‫" قراءة في األمر الرئاسي ‪ 20/02‬المؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪"0202‬‬
‫‪Mechanisms of prevention and control of neighborhood gangs‬‬
‫‪A reading of the Presidential Order 3/20 of 30 August 2020‬‬

‫‪2‬‬
‫مسيكة محمد الصغير‬ ‫بركات‪،*1‬‬ ‫رياض‬

‫‪ 1‬جامعة تيسمسيلت ‪ ،‬اجلزائر‪ryadbarkat25@gmail.com ،‬‬

‫‪ 2‬جامعة تيسمسيلت ‪ ،‬اجلزائر‪messikasaleh60@gmail.com ،‬‬

‫تاريخ النشر‪6461/42/41 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪6461/40/11 :‬‬ ‫تاريخ إرسال المقال‪6461/40/62 :‬‬

‫*المؤلف المرسل‬

‫‪83‬‬ ‫اجمللد السادش ــ العدد الثاوي ــ السنة جىان ‪0202‬‬

‫بركات رياض ـ مسيكة حممد الصغري‬ ‫آليات الىقاية مه عصابات األحياء ومكافحتها‬

‫الملخص‪:‬‬

‫عرفت أغلب ادلدف اجلزائرية الكبرية يف اآلونة األخرية‪،‬عمليات ترحيل واسعة‪ ،‬مست أغلب‬
‫األحياء الفوضوية‪،‬اذلشة‪ ،‬والبيوت القصديرية‪..‬اخل‪،‬ضلو أحياء سكنية جديدة كبرية‪،‬شيدت حديثا وفق‬
‫نسق التجمعات السكانية "عمارات"‪،‬ال يتوفر أغلبها على تغطية أمنية كافية"درؾ وطين‪-‬‬
‫شرطة"‪،‬تسمح باحلفاظ على األمن والسكينة العموميني ومحاية األشخاص وشلتلكاهتم‪،‬شلا تسبب يف‬
‫تنامي ظاىرة العنف واإلعتداءات يف ىذه التجمعات السكانية اجلديدة‪،‬مع ظهور منط إجرامي جديد‬
‫يتمثل يف عصابات األحياء‪،‬اليت تقوـ خبلق جو من إنعداـ األمن يف أوساط األحياء السكنية أو يف‬
‫أي حيز مكاين آخر بغرض فرض السيطرة عليها‪،‬من خالؿ اإلعتداء ادلعنوي أو اجلسدي على الغري‬
‫أو تعريض حياهتم أو حريتهم أو أمنهم للخطر أو ادلساس دبمتلكاهتم‪ ،‬مع محل أو استعماؿ أسلحة‬
‫بيضاء ظاىرة أو سلبأة‪.‬‬

‫يف نفس السياؽ هتدؼ ىذه ادلداخلة إذل تسليط الضوء على اآلليات الوقائية والرعدية اليت‬
‫أتى هبا األمر الرئاسي رقم ‪ 03/20‬ادلؤرخ يف ‪ 30‬أوت ‪ 2020‬ادلتعلق بالوقاية من عصابات‬
‫األحياء ومكافحتها‪،‬يف ظل عجز الًتسانة القانونية اليت كانت موضوعة سابقا يف مواجهة تنامي ىذه‬
‫الظاىرة ‪،‬من خالؿ تغطية مجيع أنواع أشكاؿ اإلجراـ‪،‬وإقرار أحكاـ مشددة على ادلتورطني وإعادة‬
‫تكييف األفعاؿ ادلرتكبة إذل جنايات بدؿ جنح‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬التجمعات السكانية; عصابات األحياء; إنعداـ األمن; اإلعتداء ادلعنوي أو‬
‫اجلسدي ; إستعماؿ أسلحة بيضاء‪.‬‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪Most of the large Algerian cities have known in recent times, massive‬‬
‫‪transfer operations, affecting most chaotic, fragile neighborhoods, and tin‬‬
‫‪houses, etc., towards large new residential neighborhoods, newly constructed‬‬
‫‪according to the pattern of residential "buildings", most of which do not have‬‬
‫‪adequate security coverage. " A national gendarmerie - police, which allows‬‬
‫‪maintaining public security and tranquility and protecting people and their‬‬
‫‪property, which has caused an increase in the phenomenon of violence and‬‬
‫‪attacks in these new population centers, with the emergence of a new criminal‬‬
‫‪pattern represented by neighborhood gangs, which create an atmosphere of‬‬
‫‪insecurity in residential neighborhoods Or in any other place in order to impose‬‬
‫‪control over it, through moral or physical assault on others, endangering their‬‬

‫‪93‬‬ ‫اجمللد السادش ــ العدد الثاوي ــ السنة جىان ‪0202‬‬

‫بركات رياض ـ مسيكة حممد الصغري‬ ‫آليات الىقاية مه عصابات األحياء ومكافحتها‬

‫‪lives, freedom, or security to danger, or compromising their property, while‬‬

‫‪carrying or using visible or hidden white weapons.‬‬
‫‪In the same context, this intervention aims to shed light on the preventive‬‬
‫‪and thunderous mechanisms that Presidential Order No. 20/03 of 30August,‬‬
‫‪2020 came up with regarding the prevention and control of neighborhood gangs,‬‬
‫‪in light of the deficiency of the legal arsenal that was previously placed in the‬‬
‫‪face of the growing phenomenon, from By covering all forms of crime,‬‬
‫‪imposing harsh sentences on those involved and re-adjusting the acts committed‬‬
‫‪to offenses instead of misdemeanors.‬‬

‫‪Keywords: Communities; neighborhood gangs; insecurity; emotional or‬‬

‫‪physical assault; use of white weapons.‬‬

‫مق ّدمة‪:‬‬
‫عرفت الكثري من دوؿ العادل منوا حضريا متسارعا‪،‬بفعل الزيادة الدميغرافية ادلرتفعة واذلجرة الكثيفة‬
‫ضلوىا‪،‬وادلدف اجلزائرية كغريىا من مدف العادل‪،‬دل تسلم ىي كذلك من مشكلة اإلكتضاظ بسب النمو الدميغرايف‬
‫ادلتسارع للسكاف الذي يعترب من العوامل األساسية ليت تؤدي إذل فقداف التوازف وظهور األزمات اليت يعيشها‬
‫اجملتمع ادلعاصر‪،‬فلجأت اجلزائر إذل وضع الكثري من احللوؿ دلشكالت التحضر الزائد يف مدهنا الكربى‪ ،‬ومن بني‬
‫تلك احللوؿ‪ ،‬إنشاء مدف جديدة سبتص التكدس السكاين يف ادلدف ادلختلفة‪ ،‬وىذا بإقامة مناطق سكنية متكاملة‬
‫اخلدمات وادلرافق يف إطار زبطيط عمراين مبين على أسس علمية سامية وحديثة‪.‬‬
‫بيد أف ىذه احللوؿ صاحبتها عمليات ترحيل عشوائية وغري مدروسة‪،‬قامت هبا السلطات احمللية والوالئية‬
‫لإلسكاف‪،‬خاصة من األحياء اذلشة والقصديرية وادلنازؿ ادلكتظة‪ ،‬للقضاء على ىذه األحياء‪ ،‬لكنهم وقعوا يف‬
‫مشكل أكثر تعقيدا‪ ،‬وىذا راجع إذل عدـ مراعاة األصل اجلغرايف يف عملية الًتحيل‪ ،‬وعدـ توفري العدد الكايف من‬
‫ادلرافق العمومية الضرورية مع عدـ التوزيع العادؿ لفضاءات اللعب بني السكاف‪ ،‬جعلها حلبة للعنف وحىت للجرمية‬
‫وإنتشار ادلخدرات وزبريب ادلمتلكات العامة واخلاصة‪.‬‬
‫يف ىذا اإلطار طفت على السطح ظاىرة جديدة دل تكن معروفة يف اجملتمع اجلزائري‪،‬وىي تنامي‬
‫عصابات األحياء‪،‬اليت صارت من بني ادلواضيع اليت شغلت باؿ ادلتخصني يف الشأف األمين‪ ،‬الدارسني للعنف‬
‫واجلرمية وادلكلفني بالبناء والتعمري‪،‬وادلشرفني على عمليات الًتحيل ورجاؿ األمن دبختلف اذليئات‪.‬‬
‫ىذه الظاىرة اجلديدة جعلت أمن اجملتمع اجلزائري خاصة يف العشرية األخرية‪ -‬يف ظل تنامي عصابات‬
‫األحياء‪ -‬يف خطر‪،‬وأضحت مصداقية الدولة على احملك‪ ،‬فحيثما وليت وجهك يف اجلزائر‪ ،‬وقفت على مظاىر‬
‫التجوؿ ويقطعوف السبيل‪.‬‬
‫إجرامية مرعبة أبطاذلا منحرفوف ورلرموف زلًتفوف‪،‬يصولوف وجيولوف‪ ،‬يفرضوف حظر ُّ‬
‫وأماـ ىذا الفراغ القانوين ادلوجود يف الًتسانة التشريعية اجلزائرية يف ظل تفاقم ظاىرة عصابات‬
‫األحي اء‪،‬وعدـ قدرة اإلطار القانوين ادلوجود سابقا على تغطية كل أشكاؿ ىذه اجلرمية وصورىا ‪،‬سعى ادلشرع‬
‫اجلزائري إذل وضع إطار تشريعي جديد خاص للوقاية من ىذه الظاىرة ومكافحتها بصرامة‪ ،‬بسبب خلقها جلو من‬
‫‪04‬‬ ‫اجمللد السادش ــ العدد الثاوي ــ السنة جىان ‪0202‬‬
‫بركات رياض ـ مسيكة حممد الصغري‬ ‫آليات الىقاية مه عصابات األحياء ومكافحتها‬

‫إنعداـ األمن لدى ادلواطنني على مستوى األحياء السكنية‪،‬وإرتفاع زلسوس جلرائم العنف واإلعتداءات ادلرتكبة‬
‫بواسطة األسلحة البيضاء من طرؼ مجاعات إجرامية تتشكل يف األحياء السكنية‪.‬‬
‫وتكمن أمهية ىذا ادلوضوع يف‪ ،‬كونو يعاجل اإلطار القانوين اجلديد الذي وضع مؤخرا بنوع من التحليل‬
‫"القانوف ‪03/20‬ادلؤرخ يف ‪ " 2021/00/31‬ادلتعلق بالوقاية من عصابات األحياء ووقايتها‪،‬من خالؿ إبراز‬
‫اآلليات الوقائية والردعية اليت هبا القانوف اجلديد للوقاية ومكافحة ظاىرة عصابات األحياء‪ 1‬يف اجملتمع اجلزائري‪.‬‬
‫من خالؿ ما سبق‪،‬تتبلور اإلشكالية يف السؤاؿ الرئيسي التارل‪:‬ماهي اآلليات والميكانيزمات الجديدة‬
‫التي أتى بها األمر الرئاسي‪ 03/20‬المتعلق بالوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها‪ ،‬للحد من ظاهر‬
‫تفشي العنف في األحياء السكنية الجديدة؟‪.‬‬
‫ىذه اإلشكالية الرئيسية تندرج ربتها رلموعة من األسئلة الفرعية أمهها‪:‬‬
‫‪ -1‬ما ادلقصود بعصابات األحياء يف مفهوـ األمر الرئاسي‪03/20‬؟‪.‬‬
‫‪ -2‬ماىي اآلليات الوقائية والردعية اليت هبا ادلشرع اجلزائري يف األمر الرئاسي ‪ 03/20‬واليت من شأهنا أف تكفل‬
‫مكافحة فعالة لتفشي ظاىرة عصابات األحياء ؟‬
‫‪ -3‬إذل أي مدى ميكن ربقيق أىداؼ اإلسًتاتيجية الوطنية للوقاية من عصابات األحياء؟‪.‬‬
‫ولإلجابة على ىذه اإلشكالية وتساؤالهتا الفرعية‪،‬ومن أجل إعطاء ىذه ادلداخلة الصبغة العلمية‬
‫األكادميية‪،‬مت اإلعتماد على ادلنهج القانوين التحليلي وىذا لتحليل ادلواد القانونية الواردة يف األمر الرئاسي‬
‫‪.03/20‬‬
‫ولإلجابة على ىذه اخلطة‪،‬مت تقسيم الدراسة إذل مبحثني‪ ،‬حيث مت التطرؽ يف ادلبحث األوؿ إذل‬
‫اآلليات الوقائية دلكافحة عصابات األحياء‪،‬أما يف ادلبحث الثاين فقد مت التطرؽ إذل اآلليات الردعية اليت أتى هبا‬
‫ادلرسوـ الرئاسي ‪ 03/20‬للحد من تفشي ىذه الظاىرة‪.‬‬
‫المبحث األول‪:‬آليات وقائية من عصابات األحياء‪.‬‬
‫جاء ادلرسوـ الرئاسي رقم ‪ 03/20‬بعدة تدابري و آليات وقائية من أجل احلد من خطورة وتنامي‬
‫عصابات األحياء‪ ،‬من خالؿ وضع إسًتاتيجية وطنية و ألوؿ مرة للوقاية من عصابات األحياء ‪،‬وكذا وضع برامج‬
‫للوقاية يف وسائل اإلعالـ وإشراؾ فعاؿ للم جتمع ادلدين ليعلب الدور احلقيقي ادلنوط بو من أجل وقاية فعالة ذلذا‬
‫النوع اإلجرامي اجلديد الدخيل على اجملتمع اجلزائري‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اإلستراتيجية الوطنية للوقاية من عصابات األحياء‪.‬‬
‫أوكلت ادلادة ‪ 3‬من األمر الرئاسي ‪،203/20‬للدولة إعداد إسًتاتيجية وطنية للوقاية من عصابات‬
‫األحياء‪،‬هبدؼ احلفاظ على األمن والسكينة العموميني ومحاية األشخاص وادلمتلكات‪،‬وذلك بإزباذ رلموعة من‬
‫اإلجراءات والتدابري اليت هتدؼ إذل الوقاية من عصابات األحياء‪.‬‬

‫‪04‬‬ ‫اجمللد السادش ــ العدد الثاوي ــ السنة جىان ‪0202‬‬

‫بركات رياض ـ مسيكة حممد الصغري‬ ‫آليات الىقاية مه عصابات األحياء ومكافحتها‬

‫الفرع األول‪:‬اإلجراءات الواجب إتخاذها للوقاية من عصابات األحياء‪.‬‬

‫أكدت ادلادة ‪ 4‬من األمر الرئاسي ‪ 03/20‬على ضرورة أف تتخذ الدولة واإلدارات وادلؤسسات‬
‫العمومية واجلماعات احمللية اإلجراءات الالزمة للوقاية من عصابات األحياء‪،‬من خالؿ القياـ دبا يلي‪:3‬‬
‫‪ -‬إعتماد آليات اليقظة واإلنذار والكشف ادلبكر عن عصابات األحياء‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعالـ والتحسيس دبخاطر اإلنتماء لعصابات األحياء وآثار إستعماؿ وسائل تكنولوجيات اإلعالـ واإلتصاؿ‬
‫يف اإلشادة هبا ونشر أفكارىا‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية التعاوف ادلؤسسايت‪.‬‬
‫‪ -‬توفري تغطية أمنية متوازنة لألحياء السكنية‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد سياسة عامة يف إصلاز الربامج السكنية تراعى فيها متطلبات الوقاية من اجلرمية وزلاربتها‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬برامج وقائية في وسائل اإلعالم للوقاية من عصابات األحياء‪.‬‬
‫لتفعيل آليات الوقاية من عصابات األحياء‪،‬أكدت ادلادة ‪ 6‬من نفس األمر‪،‬على ضرورة أف تلعب برامج‬
‫وسائل اإلعالـ واإلتصاؿ ووسائط التواصل اإلجتماعي‪،‬الدور ادلنوط هبا يف رلاؿ الوقاية من ىذه العصابات‪،‬من‬
‫خالؿ الدور التنويري الذي جيب أف يقوـ بو اإلعالـ اخلاص والعمومي بتضمني برامج ىادفة للوقاية من خطورة‬
‫ىذه العصابات‪،‬ولعب دور إجيايب يف الوقاية من ىذه الظاىرة‪.‬‬
‫يف نفس السياؽ‪،‬ونظرا للقيمة ادلضافة اليت من ادلمكن أف جيلبها إنضماـ وسائل اإلعالـ بإختالؼ‬
‫أنواعها إذل اجلبهة الوطنية دلكافحة اإلجراـ‪،‬أصبح يتحتم على وسائل اإلعالـ ‪،‬زيادة على قيامها بعمليات اإلعالـ‬
‫والتحسيس دبخاطر اإلنتماء لعصابات األحياء‪ ،‬وآثار استعماؿ وسائل تكنولوجيات اإلعالـ واإلتصاؿ يف اإلشادة‬
‫هبا ونشر أفكارىا‪ ،‬العمل على التكثيف من حصص التوعية وكشف اخلاليا السرية لعصابات األحياء وخطورهتا‬
‫على األمن والنظاـ العموميني‪،‬وكذا إعادة النظر يف برارلها ادلوجهة خاصة إذل الشباب باإلبتعاد ونبذ كل مظاىر‬
‫العنف يف اجملتمع‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬إشراك المجتمع المدني والقطاع الخاص في إعداد وتنفيذ اإلستراتيجية الوطنية للوقاية من‬
‫عصابات األحياء‬
‫ألزـ األمر الرئاسي ‪ 03/20‬يف مادتو اخلامسة‪ ،‬إ شراؾ اجملتمع ادلدين والقطاع اخلاص يف إعداد وتنفيذ‬
‫اإلسًتاتيجية الوطنية للوقاية من عصابات األحياء‪،‬من خالؿ عضوية اجملتمع ادلدين والقطاع اخلاص‪،‬ومسامهتهما‬
‫الفعالة يف اللجنة الوطنية واللجاف الوالئية للوقاية من عصابات األحياء وتنفيذ اإلسًتاتيجية الوطنية ادلوضوعة من‬
‫قبل الدولة ومؤساستها وكذا مؤسسات القطاع اخلاص للوقاية من عصابات األحياء‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬إنشاء لجنة وطنية ولجان والئية للوقاية من عصابات األحياء‪.‬‬
‫لتنفيذ اإلسًتاتيجية الوطنية للوقاية من عصابات األحياء‪ ،‬إستحدث األمر الرئاسي ‪ 03/20‬يف مادتو‬
‫السابعة‪،‬إنشاء وألوؿ مرة جلنة وطنية وجلاف والئية للوقاية من عصابات األحياء تتوذل ادلهاـ احملددة يف ىذا األمر‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬لجنة وطنية للوقاية من عصابات األحياء‪.‬‬

‫‪04‬‬ ‫اجمللد السادش ــ العدد الثاوي ــ السنة جىان ‪0202‬‬

‫بركات رياض ـ مسيكة حممد الصغري‬ ‫آليات الىقاية مه عصابات األحياء ومكافحتها‬

‫وضعت ادلادة الثامنة من األمر الرئاسي‪،03/20‬اللجنة الوطنية للوقاية من عصابات األحياء ربت‬
‫وصاية وزير الداخلية‪،‬كما حددت مهامها يف النقاط التالية‪:4‬‬
‫‪ -‬إعداد مشروع اإلسًتاتيجية الوطنية للوقاية من عصابات األحياء وعرضو على احلكومة‪ ،‬ومتابعة تنفيذىا من‬
‫طرؼ السلطات العمومية ادلختصة واجملتمع ادلدين والقطاع اخلاص‪.‬‬
‫‪ -‬مجع ومركزة ادلعطيات ادلتعلقة بالوقاية من عصابات األحياء‪.‬‬
‫‪ -‬ربديد مقاييس وطرؽ الوقاية من عصابات األحياء‪ ،‬وتطوير اخلربة الوطنية يف ىذا ادليداف‪.‬‬
‫‪ -‬إقًتاح كل التدابري اليت من شأهنا ضماف الفعالية يف الوقاية من عصابات األحياء‪.‬‬
‫‪ -‬تقدًن اآلراء أو التوصيات حوؿ أي مسألة تتعلق بالوقاية من عصابات األحياء‪.‬‬
‫‪ -‬ضماف تبادؿ ادلعلومات وتنسيق العمل بني مجيع ادلتدخلني يف رلاؿ الوقاية من عصابات األحياء‪.‬‬
‫‪ -‬إقًتاح وتقييم األدوات القانونية واإلدارية يف رلاؿ الوقاية من عصابات األحياء‪ ،‬وإقًتاح أي تدبري أو إجراء‬
‫لتحسني فعاليتها‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة وتقييم نشاطات اللجاف الوالئية للوقاية من عصابات األحياء وتنسيق نشاطاهتا‪.‬‬
‫كما حددت ادلادة التاسعة من نفس األمر‪ ،‬تشكيلة ىذه اللجنة ‪،‬اليت تتكوف من شلثلني من الوزارات‬
‫واإلدارات وادلؤسسات العمومية ادلعنية ومصاحل األمن واجملتمع ادلدين وسلتصوف يف علوـ اإلجراـ واإلجتماع‬
‫والنفس‪،‬يف حني تركت ربديد تشكيلتها وكيفيات سري أعماذلا إذل تنظيم سيصدر الحقا‪.‬‬
‫أما ادلادة العاشرة من نفس األمر‪ ،‬فقد ألزمت ىذه اللجنة برفع تقرير سنوي إذل رئيس اجلمهورية يتضمن‬
‫على اخلصوص‪ ،‬تقييم تنفيذ اإلسًتاتيجية الوطنية للوقاية من عصابات األحياء‪ ،‬وإقًتاحاهتا وتوصياهتا لتعزيز وترقية‬
‫اآلليات الوطنية ادلعموؿ هبا يف ىذا اجملاؿ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬لجنة وطنية للوقاية من عصابات األحياء‪.‬‬
‫باإلضافة إذل إنشاء جلنة وطنية للوقاية من عصابات األحياء‪ ،‬كفل األمر الرئاسي ‪ 03/20‬يف ادلادة‬
‫‪ 11‬منو‪ ،‬إنشاء جلاف وطنية للوقاية من عصابات األحياء‪،‬يف حني تركت ربديد الواليات ادلعنية بإنشاء ىذه‬
‫اللجاف إذل التنظيم‪ ،‬كما حدد مهاـ اللجنة الوالئية وادلتمثلة أساسا يف‪:5‬‬
‫‪ -‬تنفيذ اإلسًتاتيجية الوطنية للوقاية من عصابات األحياء على ادلستوى احمللي‪.‬‬
‫‪ -‬الرصد ادلبكر لنشاطات عصابات األحياء وإخطار السلطات ادلعنية بذلك‪.‬‬
‫‪ -‬وضع الربامج التحسيسية وتنشيط عمليات التوعية دبخاطر عصابات األحياء وآثارىا على اجملتمع‪ ،‬وإقًتاح‬
‫تنظيم أي نشاط ثقايف أو إعالمي أو ربسيسي على السلطات احمللية هبدؼ توعية اجلمهور دبخاطر عصابات‬
‫األحياء والوقاية منها‪ ،‬وإشراؾ اجملتمع ادلدين يف ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة وربليل نشاط عصابات األحياء على مستوى الوالية والعوامل والظروؼ احمليطة هبا هبدؼ إعتماد‬
‫سياسة زللية للوقاية من عصابات األحياء‪.‬‬

‫‪09‬‬ ‫اجمللد السادش ــ العدد الثاوي ــ السنة جىان ‪0202‬‬

‫بركات رياض ـ مسيكة حممد الصغري‬ ‫آليات الىقاية مه عصابات األحياء ومكافحتها‬

‫‪ -‬طلب إجراء دراسات من ادلصاحل ادلعنية على ادلستوى احمللي حوؿ ظاىرة أو موضوع مرتبط بعصابات‬
‫األحياء‪،‬وسبكينها من كل ادلعطيات واإلحصائيات ادلتعلقة بذلك‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء األولوية يف الربامج ادلعدة للوقاية من عصابات األحياء دلعاجلة الظواىر األكثر تأثريا يف أوساط الشباب‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ توجيهات اللجنة الوطنية ادلتعلقة بنشاطها وتلك ادلتعلقة بتوجيو اإلىتماـ إذل شكل معني من أشكاؿ‬
‫جرائم عصابات األحياء‪.‬‬
‫‪ -‬تبليغ اجلهات القضائية ادلختصة عن األفعاؿ اليت تصل إذل علمها واليت حيتمل أف تشكل جرمية من اجلرائم‬
‫ادلنصوص عليها يف ىذا األمر‪.‬‬
‫‪ -‬تقدًن إقًتاحات إذل السلطات احمللية أو إذل اللجنة الوطنية قصد إصلاز مرافق عمومية أو إزباذ كل التدابري‬
‫للوقاية من عصابات األحياء‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد تقارير دورية وتقرير سنوي ترسل إذل اللجنة الوطنية عن تقييم وضعية عصابات األحياء يف الوالية وما مت‬
‫إصلازه للوقاية منها‪.‬‬
‫كما حددت ادلادة ‪ 13‬من نفس األمر‪ ،‬تشكيلة ىذه اللجنة ‪،‬اليت تتكوف من شلثلني من الوزارات‬
‫واإلدارات وادلؤسسات العمومية ومصاحل األمن واجملتمع ادلدين وادلنتخبني احملليني وادلختصني يف علوـ اإلجراـ‬
‫واإلجتماع والنفس‪ ،‬يف حني تركت ربديد تشكيلتها وكيفيات سري أعماذلا إذل تنظيم سيصدر الحقا‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬آليات ردعية من عصابات األحياء‪.‬‬
‫شدد رئيس اجلمهورية يف اإلجتماع الدوري جمللس الوزراء ادلنعقد يوـ ‪،2020/00/30‬بتقنية التواصل‬
‫ادلرئي عن بعد ‪،‬على إجراءات الردع القانوين جملاهبة تنامي ظاىرة عصابات األحياء‪ ،‬بتشديد العقوبات اجلزائية‬
‫دبعاقبة عناصر ىذه العصابات باحلبس من ‪ 2‬اذل ‪ 20‬سنة‪ ،‬وقد تصل العقوبة إذل السجن ادلؤبد يف حالة الوفاة‪،‬‬
‫حيث أكد يف كلمتو على أف‪ ":‬مكافحة تفشي ظاىرة النشاط اإلجرامي لعصابات األحياء اليت عرفت تناميا يف‬
‫السنوات األخرية‪ ،‬خاصة يف ادلدف الكربى بسبب ضعف سلطة الدولة‪ ،‬شلا يقتضي الزيادة يف إجراءات الردع‬
‫الق انوين حلماية ادلواطنني وشلتلكاهتم من ىذه العصابات اإلجرامية اليت يستخدـ فيها ادلاؿ الفاسد خللق البلبلة‬
‫‪" 6‬‬
‫وترىيب السكاف وترويج ادلخدرات ‪.‬‬
‫المطلب األول‪:‬الزيادة في إجراءات الردع القانوني‪.‬‬
‫أقر األمر الرئاسي ‪ ، 03/20‬قواعد إجرائية جديدة أثناء مباشرة التحقيقات يف اجلرائم اليت ترتكبها‬
‫عصابات األحياء‪ ،‬يف نفس السياؽ فقد شدد يف العقوبات‪،‬دلواجهة تفشي ظاىرة النشاط اإلجرامي لعصابات‬
‫األحياء اليت عرفت تناميا يف السنوات األخرية‪،‬خاصة يف ادلدف الكربى‪،‬بسبب ضعف سلطة الدولة‪،‬شلا إستلزـ‬
‫الزيادة يف إجراءات الردع القانوين حلماية ادلواطنني وشلتلكاهتم‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬القواعد اإلجرائية الجديدة لمواجهة عصابات األحياء‬
‫أرجع األمر الرئاسي ‪،03/20‬ربريك الدعوى العمومية تلقائيا إذل النيابة العمومية عندما يكوف من شأف‬
‫اجلرمية ادلرتكبة أف تشكل مساسا لألمن والنظاـ العمومني‪،‬وىذا إدراكا من ادلشرع اجلزائري خبطورة ىذه الظاىرة‬

‫‪00‬‬ ‫اجمللد السادش ــ العدد الثاوي ــ السنة جىان ‪0202‬‬

‫بركات رياض ـ مسيكة حممد الصغري‬ ‫آليات الىقاية مه عصابات األحياء ومكافحتها‬

‫على األمن والنظاـ العموميني‪،‬فأرجع ربريك الدعوى العمومية تلقائيا إذل النيابة العامة حىت يف حالة عدـ تقدًن‬
‫شكوى من طرؼ الضحايا‪.‬‬
‫كما أعطى ىذا ادلرسوـ الرئاسي‪،‬اإلمكانية للجمعيات الوطنية الناشطة يف رلاؿ حقوؽ اإلنساف‬
‫ومجعيات األحياء‪ ،‬إيداع شكوى أماـ اجلهات القضائية والتأسيس كطرؼ مدين يف اجلرائم ادلنصوص عليها يف‬
‫ىذا األمر‪، 7‬األمر الذي يعد تطور مهم من قبل ادلشرع اجلزائري يف ادلكافحة الفعالة ذلذه الظاىرة من خالؿ إقحاـ‬
‫مجعيات األحياء واجلمعيات الوطنية الناشطة يف رلاؿ حقوؽ اإلنساف يف ربريك الدعوى العمومية أو التأسس‬
‫كطرؼ مدين يف القضايا ادلرفوعة يف ىذا اإلطار‪.‬‬
‫ونظرا لتطور أشكاؿ وصور اجلرائم ادلرتكبة من قبل عصابات األحياء ‪ ،‬فقد مسح ادلشرع اجلزائري‬
‫باستخداـ أساليب التحري اخلاصة ادلنصوص عليها يف التشريع ادلعموؿ بو‪ ،‬من أجل تسهيل مجع األدلة ادلتعلقة‬
‫باجلرائم ادلنصوص عليها يف ىذا األمر‪،‬أي أف ادلشرع اجلزائري يعترب اجلرائم ادلرتكبة من قبل عصابات األحياء‬
‫تدخل يف نطاؽ اإلجراـ اخلطري " اجلرمية ادلنظمة " الذي يتطلب تقنيات خاصة دلواجتو بفعالية شلا يستدعي ضرورة‬
‫إعتماد إجراءات حديثة تتماشى والطرؽ اإلجرامية ادلتبعة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬تشديد العقوبات على عصابات األحياء‪.‬‬
‫أىم ميزة سبيز القانوف اجلديد ‪ ،03/20‬ادلتعلق بالوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها‪،‬ىو زيادة‬
‫الردع القانوين وتشديد العقوبات‪،‬حيث نص القانوف اجلديد على عقوبات متعددة حبق عصابات األحياء‪،‬فمن‬
‫ينتمي إليها أو يشارؾ بأي من أعماذلا‪،‬أو يقوـ بتجنيد شخص أو أكثر لصاحلها‪ ،8‬تًتاوح ما بني ثالثة وعشرة‬
‫سنوات‪،‬باإلضافة إذل غرامات مالية كبرية‪،‬تًتواح ما بني ‪300.000‬دج إذل ‪1000.000‬دج ‪،‬كما شدد القانوف‬
‫العقوبات على كل من يًتأس عاصبة أحياء وجعل عقوبتو تًتاوح ما بني عشرة وعشرين سنة‪،‬وغرامة مالية تًتاوح‬
‫مابني مليوف ومليونني دينار جزائري‪،‬مع رفع احلد األدىن للعقوبة إذل ‪ 15‬سنة يف حالة إرتكاب اجلرمية ربت أي‬
‫ظرؼ من الظروؼ التالية أو أكثر‪:9‬‬
‫– ذبنيد طفل أو أي شخص آخر بسبب ضعفو الناتج عن إعاقة أو عجز بدين أو ذىين‪.‬‬
‫–عن طريق اقتحاـ حرمة منزؿ‪.‬‬
‫–إستعماؿ تكنولوجيات اإلعالـ واالتصاؿ‪.‬‬
‫–محل أو استعماؿ سالح ناري أو زجاجات حارقة أو ألعاب نارية أو شهب أو مفرقعات أو مولدات رذاذ‬
‫معجز أو مسيل للدموع أو استعماؿ كالب مع ّدة للهجوـ‪.‬‬
‫ّ‬
‫–ربت تأثري ادلخدرات أو ادلؤثرات العقلية‪.‬‬
‫– من قبل أكثر من إثين عشر ‪ 12‬شخصا‪.‬‬
‫كما يعاقب بنفس العقوبة ادلقررة على الفاعل ‪،‬كل من يقوـ بالتحريض بأي وسيلة على إرتكاب‬
‫اجلرائم ادلنصوص عليها يف ىذا القانوف‪،‬أما يف وقعت جرائم قتل خالؿ شلارسة أعماؿ عنف فإف أعضاء تلك‬
‫العصابة تصل عقوبتهم إذل السجن ادلؤبد‪.‬‬

‫‪04‬‬ ‫اجمللد السادش ــ العدد الثاوي ــ السنة جىان ‪0202‬‬

‫بركات رياض ـ مسيكة حممد الصغري‬ ‫آليات الىقاية مه عصابات األحياء ومكافحتها‬

‫يف حني شدد القانوف‪،03/20‬على مروجي األسلحة ادلستخدمة يف "حروب" عصابات األحياء‪،‬وأشار‬
‫إذل عقوبات سجن تصل إذل ‪ 12‬سنة‪ ،‬وغرامات مالية تصل إذل مليوين دينار جزائري‪ ،‬حبق كل من يصنع‬
‫األسلحة البيضاء داخل ورشة مشروعة أو غري مشروعة أو يف أي مكاف آخر‪ ،‬أو من يستورد ىذا الصنف من‬
‫األسلحة ويتوذل توزيعو ونقلو وبيعو وعرضو‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬التدابير المتخذة لحماية ضحايا عصابات األحياء‪.‬‬
‫حدد األمر الرئاسي‪،03/20‬محاية خاصة لضحايا عصابات األحياء تضمنها الدولة‪ ،‬تتمثل يف التكفل‬
‫الصحي والنفسي واإلجتماعي‪،‬وىذا دبا يكفل أمنهم وسالمتهم وحرمتهم اجلسدية والنفسية وكرامتهم‪،‬كما تعمل‬
‫الدولة على تيسري جلوئهم إذل القضاء‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬المساعدة القضائية‪.‬‬
‫منح األمر الرئاسي ‪،03/20‬حق ادلساعدة القضائية لضحايا عصابات األحياء بقوة القانوف‪،‬حبيث‬
‫نصت ادلادة ‪ 15‬على أف‪":‬يستفيد ضحايا عصابات األحياء من ادلساعدة القضائية بقوة القانوف"‪،‬حيث يعفى‬
‫ضحايا عصابات األحياء من دفع الرسوـ القضائية‪،‬ومت إدراج ىذه الفئة ضمن الفئات اليت ميكنها أف ربصل على‬
‫ادلساعدة القانونية بقوة القانوف"‪.10‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلجراءات الخاصة بحماية الضحايا والشهود‬
‫يستفيد ضحايا عصابات األحياء من محاية خاصة حبماية الضحايا والشهود‪،‬اليت كرسها ادلشرع اجلزائري‬
‫يف األمر رقم ‪ 02-15‬ادلؤرخ يف ‪ 23‬جويلية ‪ 2015‬ادلعػدؿ وادلػتمم لقانوف اإلجراءات اجلزائية‪،11‬الذي أضاؼ‬
‫الشهود واخلرباء‬
‫الفصل السادس إذل الباب الثاين من الكتاب األوؿ من قانوف اإلجراءات اجلزائية عنوانو "محاية ّ‬
‫الشهود يف احلماية وذلك يف إطار وفاء اجلزائر بالتزاماهتا الدولية‪،‬عقب مصادقتها على‬ ‫والضحايا" الذي أقر حق ّ‬
‫عدة إتفاقيات تنص على ضرورة توفري الدولة الطرؼ احلماية القانونية الالزمة للشهود‪.‬‬
‫كما منحت ادلادة ‪ 16‬من نفس األمر‪،‬اإلمكانية ألي شخص ضحية جرمية من اجلرائم ادلنصوص عليها‬
‫يف األمر ‪ 03/20‬ادلتعلق بالوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها‪،‬أف يطلب من قاضي اإلستعجاؿ لدى اجلهة‬
‫القضائية اليت يقع موطنو بدائرهتا‪،‬إ زباذ أي تدبري ربفظي لوضع حد للتعدي الذي تعرض لو‪ ،‬ربت طائلة غرامة‬
‫هتديدية يومية‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫يف هناية ىذه الدراسة‪ ،‬يستحسن أف نقدـ النتائج اليت توصلنا إليها من خالؿ دراستنا دلوضوع آليات‬
‫الوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها" قراءة يف األمر الرئاسي ‪ 03/20‬ادلؤرخ يف ‪ 30‬أوت ‪ ، "2020‬من‬
‫خالؿ إبراز أىم التدابري واإلجراءات الوقائية والردعية اليت سوؼ تساىم الزلالة يف ادلكافحة الفعالة لظاىرة‬
‫عصابات األحياء واحلد من خطورهتا يف اجملتمع اجلزائري‪.‬‬
‫النتائج ‪:‬‬

‫‪04‬‬ ‫اجمللد السادش ــ العدد الثاوي ــ السنة جىان ‪0202‬‬

‫بركات رياض ـ مسيكة حممد الصغري‬ ‫آليات الىقاية مه عصابات األحياء ومكافحتها‬

‫‪ -1‬أصبحت األحياء السكنية اجلديدة حديثة النشأة يف اآلونة األخرية‪،‬أوكارا لعصابات األحياء‪ ،‬يف ظل عجز‬
‫الًتسانة القانونية السابقة عن رلاهبة كل أشكاؿ وصور ىذه اجلرمية ‪،‬شلا إستدعى إصدار قانوف جديد "‪"03/20‬‬
‫ليواكب ىذا التطور الذي عرفتو عصابات األحياء‪.‬‬
‫‪ -2‬تنامي ظاىرة العنف واإلعتتداءات يف التجمعات السكانية اجلديدة‪،‬برجع أساسا إذل ظهور منط إجرامي‬
‫جديد يتمثل يف عصابات األحياء‪،‬اليت تقوـ خبلق جو من إنعداـ األمن يف أوساط األحياء السكنية أو يف أي حيز‬
‫مكاين آخر بغرض فرض السيطرة عليها‪،‬من خالؿ اإلعتداء ادلعنوي أو اجلسدي على الغري أو تعريض حياهتم أو‬
‫حريتهم أو أمنهم للخطر أو ادلساس دبمتلكاهتم‪ ،‬مع محل أو استعماؿ أسلحة بيضاء ظاىرة أو سلبأة‪.‬‬
‫‪ -3‬تظهر أمهية وضع إسًتاتيجية وطنية للتخطيط السليم للمدف اجلديدة‪ ،‬ألف ىذه األخرية ربتاج إذل مراكز‬
‫للًتفيو ووحدات للصحة العامة وادلدارس ووسائل تنقية اجلو من التلوث واإلضاءة وعملية اإلمداد بادلياه وتنظيم‬
‫حركة ادلرور‪..‬اخل‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسراع يف وضع اإلسًتاتيجية الوطنية للوقاية من عصابات األحياء وذبسيدىا ميدانيا من خالؿ إستحداث‬
‫اللجنة الوطنية واللجاف احمللية للوقاية من عصابات األحياء و مكافحتها‪.‬‬
‫‪ -2‬إعادة النظر يف وضعية األحياء واجملمعات السكنية اجلديدة‪،‬خاصة من جانب توفري التغطية األمنية الكافية‬
‫وتوفري كافة سبل الراحة قبل عمليات الًتحيل‪.‬‬
‫‪ -3‬إعادة ا لنظر يف عمليات الًتحيل ودراستها جيدا من كل اجلوانب‪ ،‬قبل الًتحيل إليها‪ ،‬من خالؿ زلاولة إجياد‬
‫توافقات بني ادلرحلني اجلدد وإستبعاد أي تكتالت للمجرمني يف ىذه األحياء‪.‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪:‬‬
‫‪ -1‬األمر الرئاسي ‪ 03/20‬ادلؤرخ يف ‪، 2020/00/31‬ادلتعلق بالوقاية من عصابات األحياء ووقايتها‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية عدد ‪ 51‬لسنة ‪.2020‬‬
‫‪ -2‬األمر رقم ‪ 02-15‬ادلؤرخ يف ‪ 23‬جويلية ‪ 2015‬ادلعػدؿ وادلػتمم لقانوف اإلجراءات اجلزائية‪.‬‬
‫‪ -3‬مقتطف من كلمة رئيس اجلمهورية السيد عبد اجمليد تبوف ‪ ،‬يف اإلجتماع الدوري جمللس الوزراء ادلنعقد بتقنية‬
‫التواصل ادلرئي عن بعد‪ ،‬متاح على ادلوقع اإللكًتوين ‪https://www.radioalgerie.dz:‬‬

‫‪04‬‬ ‫اجمللد السادش ــ العدد الثاوي ــ السنة جىان ‪0202‬‬

 ‫بركات رياض ـ مسيكة حممد الصغري‬ ‫آليات الىقاية مه عصابات األحياء ومكافحتها‬

‫الهوامش ‪:‬‬

‫ادلادة ‪ 2‬من األمر ‪ : 03/20‬يقصد‪ ،‬يف مفهوـ ىذا األمر‪ ،‬دبا يأيت“‪ :‬عصابة أحياء ‪”:‬كل رلموعة‪ ،‬ربت أي تسمية كانت‪ ،‬مكونة من شخصني (‬ ‫ّ‬
‫‪1‬‬

‫)‪2‬أو أكثر‪ ،‬ينتموف إذل حي سكين واحد أو أكثر‪ ،‬تقوـ بارتكاب فعل أو عدة أفعاؿ بغرض خلق جو انعداـ األمن يف أوساط األحياء السكنية أو يف‬
‫أي حيز مكاين آخر‪ ،‬أو بغرض فرض السيطرة عليها‪ ،‬من خالؿ االعتداء ادلعنوي أو اجلسدي على الغري أو تعريض حياهتم أو حريتهم أو أمنهم للخطر‬
‫أو ادلساس دبمتلكاهتم‪ ،‬مع محل أو استعماؿ أسلحة بيضاء ظاىرة أو سلبأة"‪.‬‬
‫‪ 2‬األمر الرئاسي ‪ 25/42‬ادلؤرخ يف ‪، 4242/20/53‬ادلتعلق بالوقاية من عصابات األحياء ووقايتها‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 73‬لسنة ‪.4242‬‬
‫‪ 3‬ادلادة ‪ 6‬من األمر الرئاسي ‪ 25/42‬ادلؤرخ يف ‪ 4242/20/53‬ادلتعلق بالوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها‪.‬‬
‫‪ 4‬ادلادة ‪ 0‬من األمر الرئاسي ‪ 25/42‬ادلؤرخ يف ‪ 4242/20/53‬ادلتعلق بالوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها‪.‬‬
‫‪ 5‬ادلادة ‪ 33‬من األمر الرئاسي ‪ 25/42‬ادلؤرخ يف ‪ 4242/20/53‬ادلتعلق بالوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها‬
‫‪ 6‬مقتطف من كلمة رئيس اجلمهورية السيد عبد اجمليد تبوف ‪ ،‬يف اإلجتماع الدوري جمللس الوزراء ادلنعقد بتقنية التواصل ادلرئي عن بعد‪ ،‬يوـ‬
‫‪،4242/20/52‬مت اإلطالع عليو يوـ ‪ 4243/25/34‬على الساعة ‪،32:22‬متاح على ادلوقع اإللكًتوين‬
‫‪https://www.radioalgerie.dz:‬‬
‫‪ 7‬ادلادة ‪ 30‬من األمر الرئاسي ‪ 25/42‬ادلؤرخ يف ‪ 4242/20/53‬ادلتعلق بالوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها‪.‬‬
‫‪ 8‬ادلادة ‪ 43‬من األمر الرئاسي ‪ 25/42‬ادلؤرخ يف ‪ 4242/20/53‬ادلتعلق بالوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها‪.‬‬
‫‪ 9‬ادلادة ‪ 42‬من األمر الرئاسي ‪ 25/42‬ادلؤرخ يف ‪ 4242/20/53‬ادلتعلق بالوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها‪.‬‬
‫‪ 10‬ادلادة ‪ 40‬من األمر ‪ 24/22‬ادلؤرخ يف ‪ 47‬فرباير ‪، 4222‬ادلعدؿ وادلتمم لألمر ‪ 71-13‬ادلؤرخ يف ‪ 27‬أوت ‪،3213‬ادلتعلق بادلساعدة‬
‫القضائية‪،‬اليت تنص على أف ‪ ":‬سبنح ا ادلساعدة القضائية بقوة القانوف إذل ‪: - 1‬أرامل وبنات الشهداء غري ادلتزوجات ‪ - 2 ،‬معطويب احلرب ‪- ،‬‬
‫ادلدعي يف مادة النفقة ‪ - 5 ،‬األـ يف مادة احلضانة ‪ - 6 ،‬العماؿ يف مادة حوادث العمل أو‬ ‫‪3‬القصر األطراؼ يف اخلصومة ‪- 4،‬‬
‫األمراض ادلهنية وإذل ذوي حقوقهم ‪ - 7 ،‬ضحايا االذبار باألشخاص أو باألعضاء ‪ - 8 ،‬ضحايا هتريب ادلهاجرين ‪ - 9 ،‬ضحايا اإلرىاب ‪،‬‬
‫‪ - 10‬ا دلعوقني"‪.‬‬
‫‪ 11‬األمر رقم ‪ 24-37‬ادلؤرخ يف ‪ 45‬جويلية ‪ 4237‬ادلعػدؿ وادلػتمم لقانوف اإلجراءات اجلزائية‪.‬‬

‫‪04‬‬ ‫اجمللد السادش ــ العدد الثاوي ــ السنة جىان ‪0202‬‬