You are on page 1of 17

‫مجلة التراث‬

‫‪J-ALT‬‬

‫‪2018/ Vol:8‬‬ ‫‪N°01‬‬

‫‪Available online at‬‬ ‫‪http://www.asjp.cerist.dz‬‬

‫اإلرهاب اإللكرتوني و انعكاساته على األمن اإلجتماعي‬

‫‪ -‬دراسة حتليلية‪-‬‬
‫األستاذة صباح كزيز جامعة محمد خيضر بسكرة‬
‫واألستاذة أمال كزيز جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬

‫ملخص‪:‬‬
‫يعاِب ىذا اؼبوضوع ظاىرة اإلرىاب اإللكًتكين‪ ،‬إذ تعد ىذه الظاىرة اؼبتزايدة ُب العامل إحدل القضايا الرئيسية للمجتمع‬
‫الدكيل‪ ،‬حيث أثبت الواقع العملي أف الدكلة ال تستطيع جبهودىا اؼبنفردة القضاء على ىذه اعبرائم اؼبستحدثة مع ىذا التطور‬
‫اؼبذىل ُب كافة ميادين ُب االتصاالت كتكنولوجيا اؼبعلومات‪ ،‬خاصة كأف اعبرائم السيربانية تتميز بالعاؼبية كبكوهنا عابرة للحدكد‬
‫فإف مكافحتها ال تتحقق إال بوجود تعاكف دكيل‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬اإلرىاب اإللكًتكين‪ ،‬اعبهود الدكلية‪ ،‬اعبهود اإلقليمية‪ ،‬األمن اؼبعلوماٌب‪ ،‬اسًتاتيجية مواجهة اإلرىاب‬
‫اإللكًتكين‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪This topic deals with the phenomenon of cyber terrorism, as this growing in the‬‬
‫‪world phenomenon is one of the key issues for the international community, where‬‬
‫‪the practice has proved that the state can not single elimination efforts on these novel‬‬
‫‪crimes with this stunning development in all fields in the telecommunications and‬‬
‫‪information technology, especially since the crimes cyber characterized by being‬‬
‫‪universal, cross-border, the control can not be achieved only if there is international‬‬
‫‪cooperation.‬‬

‫جملة الرتاث‬
‫اإلرىاب اإللكتروني و انعكاساتو على األمن االجتماعي‬ ‫مجلة التراث‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫بالنظر لإلنتشار الواسع ك اؼبتسارع للتقنية العالية اؼبتمثلة ُب األنظمة اؼبعلوماتية‪ ،‬ك التطور اؽبائل ُب علم الربؾبيات ك‬
‫تزايد اإلعتماد على اغباسبات اآللية ك شبكة اإلنًتنت إىل ظهور صبلة من اعبرائم تعددت صورىا ك أشكاؽبا أطلق عليها‬
‫"اعبرائم السيربانية"‪ ،‬اليت تعترب من أخطر التحديات اليت تواجو اؼبعامالت اإللكًتكنية اليت ألغت صبيع الفواصل بُت الدكؿ‪،‬‬
‫لتكوف كسيلة مثالية لتنفيذ العديد من اعبرائم بعيدا عن أعُت اعبهات األمنية لتتغَت اعبردية من صورهتا التقليدية اؼبادية إىل أخرل‬
‫معنوية عابرة للدكؿ ك القارات‪ .‬أصبحت اعبرائم اإللكًتكنية تشكل خطرا كبَتا دكؿ العامل‪ ،‬كذلك بعد أف استطاع "اإلنًتنت"‬
‫اخًتاؽ صبيع اغبواجز كالقيود اليت تيسيطر على اجملتمعات ‪ ،‬كمن منطلق ىذه اؼبخاطر اإللكًتكنية اليت يأٌب ُب يمقدمتها ما‬
‫ييعرؼ بػ اإلرىاب اإللكًتكين ‪ ،CyberTerrorism -‬ما تطلب تضافر اعبهود الدكلية بغرض التصدم كمواجهة ىذه‬
‫الظاىرة العابرة للحدكد اليت مل تعد تتمركز ُب دكلة معينة كال توجو جملتمع بعينو‪ ،‬بل أصبحت تعرب اغبدكد لتلحق الضرر بعدة‬
‫دكؿ كؾبتمعات مستغلة التطور الكبَت للوسائل التقنية‪ ،‬كخاصة أف اإلجراـ اؼبعاصر يثَت الكثَت من اإلشكاليات كالتحديات من‬
‫نواحي عديدة أمهها صعوبة اكتشاؼ ىذه اعبرائم كإثباهتا‪.‬‬
‫تكمن أمهية ىذه الدراسة ُب تناكؽبا لظاىرة مستحدثة كىى ظاىرة جرائم التطور التكنولوجي كخاصة السيربانية منها‪،‬‬
‫فالتطور التكنولوجي على الرغم من آثاره اإلجيابية إال أف لو العديد من السلبيات اليت هتدد أمن كاستقرار اجملتمعات ‪،‬حيث‬
‫ترتكز ىذه الدراسة أساسا على ربليل ظاىرة اإلرىاب اإللكًتكين‪ ،‬ىذه ظاىرة اؼبتزايدة ُب العامل إحدل القضايا الرئيسية‬
‫للمجتمع الدكيل‪ ،‬حيث أثبت الواقع العملي أف الدكلة – أم دكلة – ال تستطيع جبهودىا اؼبنفردة القضاء على ىذه اعبرائم‬
‫اؼبستحدثة مع ىذا التطور اؼبلموس كاؼبذىل ُب كافة ميادين ُب االتصاالت كتكنولوجيا اؼبعلومات‪ ،‬خاصة كأف اإلرىاب‬
‫اإللكًتكين كاعبرائم السيربانية كلل تتميز بالعاؼبية لكوهنا عابرة للحدكد فإف التصدم ؽبا كمواجهتها ال تتحقق إال بتظافر‬
‫اعبهود الدكلية ‪.‬‬
‫كهتدؼ ىذه اؼب داخلة إىل التعرؼ على ظاىرة اإلرىاب اإللكًتكين ككيفية معاعبتو بتفعيل اعبهود الدكلية كأمهيتها ُب ؾباؿ‬
‫مكافحة اعبرائم اؼبتعلقة باإلنًتنت مع بياف للصعوبات اليت قد تواجو ىذا التعاكف كذلك ؼبا تشكلو ىذه الظاىرة من‬
‫إشكاالت أمنية كقانونية كاقتصادية ك اجتماعية معقدة‪ ،‬على ىذا األساس تتحدد إشكالية اؼبداخلة ُب‪:‬‬
‫كيف يمكن تفعيل الجهود الدولية في مجال مكافحة اإلرىاب اإللكتروني ؟‬
‫كتنطلق الدراسة من فرضية أساسية‪:‬‬
‫يتحدد قباح مكافحة اإلرىاب اإللكًتكين حبجم تفعيل آليات التعاكف الدكيل ُب اجملاؿ القانوين كاألمٍت‪.‬‬
‫ًب تناكؿ الدراسة كفق ثالث ؿباكر أساسية‪:‬‬
‫المحور األول‪ /‬اإلرىاب اإللكًتكين ( مفهومو كـباطره)‬
‫المحور الثاني‪ /‬جهود اؼبنظمات الدكلية ُب مكافحة اإلرىاب اإللكًتكين‬
‫المحور الثاني‪ /‬اعبهود اإلقليمية ُب التصدم لإلرىاب االلكًتكين‬
‫المحور الثالث‪ /‬الصعوبات العملية ُب مواجهة اإلرىاب اإللكًتكين ك كفرص التغلب عليو‬

‫‪313‬‬

‫جملة الرتاث‬
‫اإلرىاب اإللكتروني و انعكاساتو على األمن االجتماعي‬ ‫مجلة التراث‬

‫المحور األول ‪ :‬اإلرىاب اإللكتروني ( مفهومو و مخاطره)‬


‫أوال‪ -‬مفهوم اإلرىاب اإللكتروني‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫كلمة إرىاب ُب اللغة مصدر للفعل أرىب يرىب‪ ،‬دبعٍت‪:‬‬
‫ب فالنا ‪ :‬أم توعده‪ .‬ككذلػك‬ ‫ب دبعٌت توعد إذا كاف متعديا فيقاؿ تىػىرَّى ى‬‫أخاؼ كأفزع ككذلك يستعمل الفعل تىػىرَّى ى‬
‫تستعمل اللغػة العربية صيغة استفعل من نفس اؼبػادة فنقػوؿ اسًتىب فالنان أم ىرَّىبىوي‪ .‬كاسًتىبو ‪:‬أم استدعى رىبتو حىت رىبو‬
‫كزب ًوؼ‪ .‬كبذلك كلمة الرىبة ُب اللغة العربية تعٍت اػبوؼ‪ ،2‬كاإلرىاب‬ ‫الناس كقاؿ ابن األثَت‪ :‬ىي اغبالة اليت تي ًرىب أم تيف ًزع ي‬
‫‪3‬‬
‫ىو اإلزعاج كاإلخافة ‪ .‬كاإلرىاب يعٍت ُب اللغات األجنبية القددية مثل اليونانية‪ :‬حركة من اعبسد تفزع اآلخرين‪.‬‬
‫ينطلق تعريف اإلرىاب اإللكًتكين من تعريف اإلرىا ب‪ ،‬كال خيتلف اإلرىاب اإللكًتكين عن اإلرىاب العاـ إال ُب نوعية‬
‫األداة اؼبستخدمة لتحقيق الغرض اإلرىايب‪ .‬كقد عرفت االتفاقية الدكلية ؼبكافحة اإلرىاب ُب جنيف عاـ ‪1937‬ـ اإلرىاب‬
‫بأنو‪ ":‬األفعاؿ اإلجرامية اؼبوجهة ضد إحدل الدكؿ‪ ،‬كاليت يكوف ىدفها أك من شأهنا إثارة الفزع أك الرعب لدل شخصيات‬
‫معينة أك صباعات من الناس أك لدل العامة"‪.‬‬
‫أما اإلرىاب اإللكتروني‪ :‬يعتمد اإلرىاب اإللكًتكين على استخداـ إمكانيات أك مقدرات اغباسب اآليل ُب تركيع أك‬
‫إكراه اآلخرين‪ ،‬كعلى سبيل اؼبثاؿ الدخوؿ بصورة غَت مشركعة إىل نظاـ الكمبيوتر ُب أحد اؼبستشفيات بغرض تغيَت مقادير‬
‫كمكونات كصفة طبية ؼبريض ما لتكوف جرعة قاتلة تؤدم إىل كفاة اؼبريض على سبيل االنتقاـ‪ .‬كىذا الدخوؿ غَت الشرعي ديثل‬
‫حالة مستحدثة لإلرىاب اإللكًتكين كاليت أصبحت هتدد النظاـ العلمي اؼبعاصر ُب القرف اغبادم كالعشرين‪ .‬كييعد اإلرىاب‬
‫اإللكًتكين منطان جديدان من اغبركب اليت ال تعتمد على استخداـ األسلحة كاؼبتفجرات كينطوم على استخداـ أك استغالؿ‬
‫اجملرمُت لعدـ ضباية أك قابلية األنظمة اؼبدنية كالعسكرية للمخاطر على النحو الذم يؤدم إىل التأثَت على األمن الوطٍت‬
‫كالعاؼبي‪ ،‬لذلك فيشهد مستقبل اإلرىاب ُب القرف اغبايل أسوء أنواع اإلرىاب اإللكًتكين‪.4‬‬
‫كبالتايل ديكن تعريف لإلرىاب االلكًتكين بأنو العدكاف أك التخويف أك التهديد مادينا أك معنوينا باستخداـ الوسائل‬
‫اإللكًتكنية الصادر من الدكؿ أك اعبماعات أك األفراد ‪.‬‬
‫كاإلرىاب اإللكًتكين ىو أحد االستخدامات غَت سلمية للفضاء اإللكًتكين‪ ،‬كىو نتيجة لتفاعل العامل اؼبادم مع العامل‬
‫االفًتاضي‪ ،‬ككانت بداية استخداـ كلمة "‪ُ "cyber terrorism‬ب دراسة ؿ( بارل كولن) ك الذل توصل فيها إىل أنو‬
‫من الصعب الوصوؿ إىل تعريف ؿبدد لظاىرة اإلرىاب اإللكًتكين‪ ،‬كىذا اؼبفهوـ يشَت إىل استخداـ الفضاء اإللكًتكين كأداة‬
‫إلغباؽ الضرر بالبنية التحتية سواء كانت” طاقة‪ -‬مواصالت‪ -‬خدمات حكومية” أم يشَت إىل اؽبجمات اليت يستخدـ فيها‬
‫الكمبيوتر ضد االقتصاد كاغبكومات‪ .‬أىداؼ اإلرىاب اإللكًتكين تكوف غالبان أىداؼ سياسية كقد يأٌب اإلرىاب اإللكًتكين‬
‫ُب صورة‪ :‬تدمَت نظم اؼب علومات لدل اػبصم ك افقاده القدرة على اغبصوؿ على اؼبعلومات‪ ،‬شل قدرتو على التواصل مع‬

‫‪1‬عبداهلل بن مطلق بن عبداهلل اؼبطلق‪ ،‬اإلرىاب وأحكامو في الفقو اإلسالمي‪ ،‬دار ابن اعبوزم‪ ،‬الرياض‪1431 ،‬ىػ‪ ،‬ص ص ‪117 -115‬‬
‫‪- 2‬أضبد ىالؿ الدين‪ ،‬اإلرىاب والعنف السياسي‪ ،‬دار اغبرية‪،‬القاىرة‪ ،1989 ،‬ص ‪- 2 .22‬‬
‫‪- 3‬عبد الرحيم صدؽ‪ ،‬اإلرىاب السياسي والقانون الجنائي‪ ،‬دار النهضة العربية‪1985 ،‬القاىرة‪ ،،‬ص‪.81‬‬
‫‪ -4‬أضبد فالح العموش‪ ،‬مستقبل اإلرىاب في ىذا القرن‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوـ األمنية‪،‬الرياض‪،2006 ،‬ص ‪89‬‬

‫‪314‬‬
‫جملة الرتاث‬
‫اإلرىاب اإللكتروني و انعكاساتو على األمن االجتماعي‬ ‫مجلة التراث‬

‫أعضائو عن طريق تدمَت مواقعو اإللكًتكنية‪ ،‬إخًتاؽ شبكات اؼبعلومات الرظبية للوزارات كاغبكومات بغرض تدمَتىا أك اغبصوؿ‬
‫على معلومات سرية ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬مخاطر اإلرىاب اإللكتروني‪:‬‬
‫ظهر االرتباط بُت االنًتنت ك االرىاب بشكل كاضح بعد أحداث ‪ 11‬سبتمرب‪ ،‬كانتقلت اؼبواجهة مع اإلرىابيُت من‬
‫اؼبواجهة اؼبادية اؼبباشرة إىل اؼبواجهة اإللكًتكنية كأصبحنا نعيش اغبرب الرقمية ( االلكًتكنية) ىناؾ حرب تكنولوجية بُت‬
‫اجملرمُت كصناعة األمن‪ ،‬فاجملرموف يسعوف بشكل دائم كبو التغلب على التقدـ التكنولوجي ُب كسائل مكافحة اعبردية ‪ ،1‬كما‬
‫أف تأثَت الوسائل التكنولوجية اليت تستخدـ غبماية البنوؾ كاؼبساكن كغَتىا ؼبواجهة اؼبنظمات اإلجرامية قد حيد من نشاط تلك‬
‫اؼبنظمات‪ ،‬إال أف ىذا التأثَت يكوف لفًتة قد تطوؿ أك تقصر‪ ،‬كيتوقف البعد الزمٍت لفاعليتها على مدل قدرة اؼبنظمات‬
‫اإلجرامية على استخداـ الوسائل التكنولوجية اؼبضادة‪ .2.‬كما أف التطور ُب ؾباؿ تكنولوجيا األسلحة أدل إىل استخداـ‬
‫األسلحة الكاسبة للصوت ُب جرائم القتل‪ ،‬كاستخداـ األسلحة سريعة الطلقات ُب جرائم مقاكمة السلطات كجرائم اغبرب عن‬
‫بعد‪ .‬كما أف السيارات أصبحت ؿبال لبعض اعبرائم‪ ،‬حيث تقع على السيارات جردية السرقة إما بقصد اغبصوؿ على اؼباؿ‬
‫بواسطة عصابات سرقة السيارات كإما بقصد الرغبة ُب الظهور بواسطة عصابات األحداث‪ ،‬كإما بقصد تفجَتىا ُب عمليات‬
‫إرىابية بواسطة اعبماعات اإلرىابية‪ ،3‬كتكمن خط ورة اإلرىاب اإللكًتكين بشكل كبَت ُب الدكؿ اؼبتقدمة كاليت تعتمد على‬
‫اغبواسب اآللية كالشبكات اؼبعلوماتية ُب إدارة بنيتها التحتية‪ ،‬كبالتايل قدرة اعبماعات اإلرىابية على تدمَت البٌت اؼبعلوماتية‬
‫كأحداث أضرار فائقة‪.‬‬
‫كتتمثل ىذه األضرار على سبيل اؼبثاؿ ُب‪ :‬شل أنظمة القيادة كالسيطرة كاالتصاالت‪ ،‬قطع شبكة االتصاؿ بُت‬
‫الوحدات كالقيادات اؼبركزية‪ ،‬تعطيل أنظمة الدفاع اعبوم‪ ،‬التحكم ُب خطوط اؼبالحة اعبوية كالبحرية كاػبطوط الربية‪ ،‬اخًتاؽ‬
‫النظاـ اؼبصرُب كإغباؽ األضرار بأعماؿ البنوؾ كأسواؽ اؼباؿ العاؼبية‪ ،‬كيتم استخداـ تقنية اؼبعلومات إلصابة اؼبرافق اغبيوية كمن‬
‫ٍب فاف األىداؼ اليت تتعرض للتهديد‪ :‬زبزين اؼبعلومات‪ ،‬عمليات ادخاؿ اؼبعلومات‪ ،‬إرساؿ كإستقباؿ الرسائل‪ ،‬استهداؼ‬
‫البنية التحتية للمعلومات كخاصة ُب قطاعات الكهرباء كاالتصاالت كالكمبيوتر كاليت تعد كحبق ركائز األمن القومي اعبديد ‪.‬‬
‫كقد أدل الفضاء اإللكًتكين إىل ربوؿ اإلرىاب اىل هتديد عاؼبي‪ ،‬كأصبح اإلرىاب جردية عابرة للحدكد القومية من‬
‫حيث النشاط كاػبطط كالتمويل كاألعضاء‪ ،‬كتصاعد نشاط اعبماعات اإلرىابية عرب الفضاء اإللكًتكين كتعزيز بعدىا العاؼبي‬
‫كًب استخداـ اؼبنجزات التكنولوجية ُب فبارسة اإلرىاب‪ ،‬كاليت استطاع اإلرىابيوف من خالؽبا ربقيق أضرار غَت متوقعة كىائلة‬
‫تتجاكز التهديدات اليت سبثلها الدكؿ لبعضها البعض‪.4‬‬
‫استغلت اعبماعات اإلرىابية بكافة أشكاؽبا كأمناطها الفكرية اؼبزايا اإللكًتكنية كعنصر حيوم لدعم كربقيق أىدافها‪،‬‬
‫كربولت بعد أف كانت ؾبموعات قالئل من األفراد موزعة جغرافيان إىل ؾبتمع افًتاضي غَت ؿبدد األبعاد الكمية ككاف ذلك لو‬

‫‪1‬‬
‫‪Mann, David & Sutton, Mike, Net crime, Brit. J. criminal, Vol., 38, No. 2, Spring 1998, p. 220.‬‬
‫‪ -2‬السيد عوض‪ ،‬الجريمة فى مجتمع متغير‪ ،‬اؼبكتبة اؼبصرية‪2004 ،‬االسكندرية‪ ،‬ص ص ‪202 -201‬‬
‫‪3‬ربيع حسن؛ سيد رفاعى‪ ،‬مبادئ علمى اإلجرام والعقاب‪ ،‬اؼبؤسسة الفنية للطباعة كالنشر‪،‬القاىرة‪ ،2001 ،‬ص ص‪-191‬‬
‫‪ -4‬ربيع حسن؛ سيد رفاعى‪ ،‬مبادئ علمى اإلجرام والعقاب‪ ،‬اؼبؤسسة الفنية للطباعة كالنشر‪2001 ،‬القاىرة‪ ،‬ص ص‪194 -191‬‬

‫‪315‬‬
‫جملة الرتاث‬
‫اإلرىاب اإللكتروني و انعكاساتو على األمن االجتماعي‬ ‫مجلة التراث‬

‫دكر كبَت ُب تضخيم الصورة الذىنية لقوة كحجم تلك اجملموعات‪ ،‬ك االرىاب ىو سالح الضعيف غَت القادر على شن حرب‬
‫ضد الدكلة‪ ،‬كمن ٍب يلجأ إىل اإلرىاب ُب ؿباكلة منو إىل إغباؽ األذل بالقوة العظمى كىزديتها‪ ،‬كديثل اإلرىاب كسيلة لتأكيد‬
‫اؽبوية كجذب االنتباه‪.‬‬
‫ديثل اإلرىاب ظاىرة دائمة التغَت‪ ،‬كبالتايل كسائل اإلرىاب ُب تغَت مستمر لتتواكب مع التطورات التكنولوجية كتصبح‬
‫قادرة على ربقيق أىدافها‪ ،‬لقد ظهر التزاكج بُت اإلرىاب كاالنًتنت بشكل أكثر كضوحان بعد أحداث ‪ 11‬سبتمرب‪ ،‬كلكنو منذ‬
‫عاـ ‪ 1999‬كانت كل اعبماعات اإلرىابية حاضرة على االنًتنت بشكل كبَت كبعد عاـ ‪ 2001‬كاف ىناؾ أكثر من ‪5‬‬
‫أالؼ موقع إلكًتكين كغرؼ ؿبادثة الكًتكنية تابعة للجماعات اإلرىابية كتستخدمها للتأثَت على الرأم العاـ من خالؿ معركتها‬
‫الفكرية‪ ،‬أك استخدامها للقياـ بأعماؿ إرىابية مادية عن طريق صبع اؼبعلومات كالتنسيق كالتنظيم‪ .‬كلإلرىاب اإللكًتكين عدد‬
‫‪1‬‬
‫من األىداؼ منها‪:‬‬
‫زعزعة األمن كنشر اػبوؼ كالرعب كإخالؿ نظاـ الدكؿ العاـ‪.‬‬
‫هتديد كابتزاز األشخاص كالسلطات العامة كاؼبنظمات الدكلية‪.‬‬
‫السطو كصبع األمواؿ ‪.‬‬
‫جذب االنتباه‪ ،‬كالدعاية كاإلعالف‬
‫المحور الثاني‪ /‬جهود المنظمات الدولية في مكافحة الجريمة اإللكترونية‬
‫ِّم لتجاكز ربديات اعبرائم‬ ‫أدركت الدكؿ كاؼبنظمات الدكلية أمهية التعاكف الدكيل كأحست بأنو أمر ؿبت ه‬
‫‪2‬‬
‫اإللكًتكنية‪ ،‬فعمدت الكثَت منها إىل عقد اتفاقيات لتسهيل مهمة التحقيق ُب ىذه جرائم الكمبيوتر كاألرىاب اإللكًتكين‬
‫أوال‪ -‬جهود منظمة األمم المتحدة‪:‬‬
‫ُب إطار اعبهد اؼببذكؿ فإف ىناؾ العديد من اؽبيئات الدكلية اليت تلعب دكرا ملحوظا ُب ىذا اجملاؿ على رأسها منظمة‬
‫األمم اؼبتحدة اليت بذلت جهودا ال يستهاف هبا‪ ،‬مؤكدة على كجوب تعزيز العمل اؼبشًتؾ بُت أعضاء اؼبنظمة من أجل التعاكف‬
‫على اغبد من انتشار اعبردية اؼبعلوماتية كاإلرىاب اإللتكركين‪ ،‬ك ىذا من خالؿ مؤسبراهتا ؼبنع اعبردية ك معاملة اجملرمُت بدءا‬
‫باؼبؤسبر السابع عاـ ‪ 1985‬إىل غاية اؼبؤسبر الثام عشر عاـ ‪ .2010‬إضافة إىل اؼبؤسبر اػبامس عشر للجمعية الدكلية لقانوف‬
‫العقوبات ك ذلك ربت إشراؼ األمم اؼبتحدة عاـ ‪ ،1994‬الذم نتج عنو عدة توصيات ك قرارات ذات صلة باعبرائم‬
‫اؼبعلوماتية‪ ،‬ك قد تضمنت شقُت اثنُت كاحد موضوعي يتناكؿ األفعاؿ اليت تقع ربت طائلة اإلجراـ اؼبعلوماٌب‪ ،‬ك ثاين إجرائي‬
‫يتضمن اإلجراءات الواجب إتباعها لتطبيق القواعد اؼبوضوعية‪.‬‬
‫كفيما خيص مؤسبرات األمم اؼبتحدة ُب ىذا اجملاؿ قبد اؼبؤسبر السابع اؼبنعقد بميالنو عام‪ 1985‬الذم كلف عبنة‬
‫اػبرباء العشرين بدراسة موضوع ضباية نظم اؼبعاعبة اآللية كاالعتداء على اغباسب اآليل كإعداد تقرير يعرضو على اؼبؤسبر الثامن‪،‬‬

‫‪ -1‬خلف إدريس اغببابسو‪ ،‬اإلرىاب اإللكًتكين‪ ،2016/10/10،‬متوفر على الرابط اإللكًتكين‪:‬‬


‫‪http://www.lawjo.net/vb/showthread.php?38805‬‬
‫‪2‬ؿبمد األمُت البشرم‪" ،‬التحقيق في جرائم الحاسب اآللي"‪ ،‬كرقة حبثية ضمن ملتقى علمي حوؿ‪ :‬القانوف كالكمبيوتر كاإلنًتنت بكلية الشريعة كالقانوف‪،‬اإلمارات ‪ ،‬أياـ‬
‫‪ 3 – 1‬مايو ‪ ،2000‬ص‪.1078‬‬

‫‪316‬‬
‫جملة الرتاث‬
‫اإلرىاب اإللكتروني و انعكاساتو على األمن االجتماعي‬ ‫مجلة التراث‬

‫كقد عقد ىذا األخَت ُب ىافانا عام ‪ 1990‬كقد خرج بالعديد من التوصيات أمهها التأكيد على ضركرة االستفادة من‬
‫التطورات العلمية كالتكنولوجية ُب مواجهة اعبردية االلكًتكنية‪.‬‬
‫أشار إىل مسألة اػبصوصية كاخًتاقها باإلطالع على البيانات الشخصية اؼبخزنة داخل النظاـ اؼبعلوماٌب‪.‬‬
‫كما أكد على ضركرة ربديث القوانُت اليت تتناكؿ ىذه اعبرائم كربسُت تدابَت األمن كالوقاية اؼبتعلقة هبا‬
‫تدريب القضاة كاؼبسؤكلُت على كيفية التحقيق كاحملاكمة فيها‪ ،‬ككذا التعاكف مع اؼبنظمات اؼبهتمة هبذا اؼبوضوع‪.‬‬
‫كما عقد مؤسبر األمم اؼبتحدة ؼبنع اعبردية كمعاملة اجملرمُت ُب القاىرة عام ‪ 1995‬كالذم أكصى بوجوب ضباية اإلنساف‬
‫ُب حياتو اػباصة كملكيتو الفكرية من تزايد ـباطر التكنولوجيا ككجوب التنسيق كالتعاكف بُت أفراد اجملتمع الدكيل الزباذ‬
‫اإلجراءات اؼبناسبة‪ ،‬كما أكصى كذلك اؼبؤسبر العاشر اؼبنعقد ُب بودابست عاـ ‪ 2000‬بوجوب العمل اعباد من أجل اغبد‬
‫من جرائم تقنية اؼبعلومات اؼبتزايدة كاليت اعتربت منطا من اعبرائم اؼبستحدثة كالعمل على ازباذ تدابَت مناسبة للحد من أعماؿ‬
‫القرصنة‪.‬‬
‫باإلضافة إىل مؤسبرات األمم اؼبتحدة نذكر ُب ىذا اجملاؿ اؼبؤسبر اػبامس عشر للجمعية الدكلية لقانوف العقوبات الذم‬
‫عقد في ريو دي جانيرو عام ‪ 1994‬كقد خرج بالعديد من التوصيات منها‪:‬‬
‫كضع قائمة باغبد األدىن لألفعاؿ اؼبتعُت ذبرديها كاعتبارىا من قبيل اعبرائم اؼبعلوماتية‬
‫كجوب ربديد اعبهات اليت تقوـ بإجراء التفتيش كالضبط‪ ،‬كضركرة كضع القواعد اؼبتعلقة باإلثبات اإللكًتكين كمصداقية‬
‫األدلة‬
‫ثانيا‪ -‬جهود المنظمة العالمية للملكية الفكرية‪:‬‬
‫تلعب الوكاالت كاؼبنظمات العاؼبية العاملة ربت لواء األمم اؼبتحدة دكرا ُب ىذا اجملاؿ كمن ذلك المنظمة‬
‫العالمية للملكية الفكرية )‪ (WIPO‬ىذه األخَتة شكلت ؾبموعة عمل تضم عددا كبَتا من اػبرباء هبدؼ دراسة‬
‫األساليب اؼبناسبة غبماية برامج اغباسب اآليل من خالؿ إخضاعها لقوانُت ضباية حق اؼبؤلف‪ 1.‬كيظهر الدكر البارز للمنظمة‬
‫العاؼبية للملكية الفكرية ُب ىذا اجملاؿ أيضا‪ ،‬من خالؿ خلقها لنصوص قانونية خاصة حبماية برامج اغباسب اآليل ك ىذا من‬
‫خالؿ اؼبادة ‪ 04‬ك ‪ 05‬من إتفاقية تريبس‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬اإلتحاد الدولي لالتصاالت‪:‬‬
‫ىناؾ جهد كبَت مبذكؿ من قبل االتحاد الدولي لالتصاالت ُب إطار برنامج األمن اؼبعلوماٌب العاؼبي اؼبعلن عنو‬
‫من قبل األمُت العاـ لإلرباد عاـ ‪ ،2007‬ك الذم يرمي إىل ربقيق عدة أىداؼ أبرزىا استحداث تشريع منوذجي ؼبكافحة‬
‫اعبردية اؼبعلوماتية ديكن تطبيقو عاؼبيا كيكوف قابل لالستخداـ مع التدابَت التشريعية القائمة على الصعيدين الوطٍت ك اإلقليمي‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬جهود منظمة الشرطة الجنائية الدولية ( االنتربول)‪:‬‬
‫يربز دكر االنًتبوؿ – اؼبنظمة الشرطية ‪ُ -‬ب العامل دكران كبَتان ُب مكافحة اعبرائم االلكًتكنية دبا فيها اإلرىاب اإللكًتكين‬
‫كاليت يعتربىا أحد ؾباالت اإلجراـ األسرع منوا نظران للتسهيالت كالسرعة اليت تقدمها التقنيات اغبديثة كخصائصها فبيزات‬

‫‪ -1‬نعيم سعداين اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.125‬‬

‫‪317‬‬
‫جملة الرتاث‬
‫اإلرىاب اإللكتروني و انعكاساتو على األمن االجتماعي‬ ‫مجلة التراث‬

‫الطابع العاؼبي لإلنًتنت ُب إخفاء اؽبوية األمر ؼبرتكبيها الذم يساعد على تزايد األنشطة اإلجرامية ‪ .‬كلقد مرت جهود اؼبنظمة‬
‫ُب ىذا اجملاؿ دبراحل عديدة ‪ ،‬إىل أف ًب إنشاء عدة مراكز اتصاالت إقليمية ُب كل من طوكيو‪ ،‬نيوزيلندا‪ ،‬نَتكيب‪ ،‬أذربيجاف‪،‬‬
‫بيونس أيرس لتسهيل مركر الرسائل‪ ،‬كيضاؼ إىل ذلك مكتب إقليمي فرعي ُب بانكوؾ‪ .‬كُب ىذا السياؽ أكد األمُت العاـ‬
‫ؼبنظمة الشرطة ‪1‬اعبنائية الدكلية (االنًتبوؿ) ركنالد نوبل أف اعبهود اؼببذكلة عاؼبيان ؼبكافحة اعبرائم االلكًتكنية‪ ،‬كتعزيز األمن‬
‫االلكًتكين حباجة إىل تطبيق قانوين كإىل العمل اؼبباشر مع شركات القطاع اػباص اليت تعمل ُب ؾباؿ أمن اإلنًتنيت‪ ،‬باإلضافة‬
‫إىل تنسيق القوانُت كاألحكاـ حوؿ ىذا الشأف ُب ـبتلف البلداف العامل‪.‬‬
‫على مستول اعبهود الدكلية أيضا صدر ُب عاـ‪ 2000‬مسودة اتفاؽ عاؼبي حوؿ اعبردية كاإلرىاب اإللكًتكين من‬
‫جامعة "ستاندفورد " فيما عرؼ خبطة ستاندفورد كمشلت تلك اػبطة العديد من النقاط حوؿ ىدؼ الوصوؿ إىل تعاكف دكيل‬
‫أكسع ُب مقاكمة ىجمات الفضاء اإللكًتكين‪ ،‬كذلك على اعتبار أف اإلرىابيُت كاجملرمُت يستغلوف نقاط الضعف ُب القوانُت‪،‬‬
‫كخاصة مع التطور اؼبستمر ُب التكنولوجيا كصبود األطر القانونية اغبالية ُب مواجهة األخطار كاؽبجمات‪ ،‬كُب اؼبادة ‪ 12‬من‬
‫‪2‬‬
‫تلك اػبطة اقًتاح بإقامة ككالة دكلية غبماية البنية التحتية الكونية للمعلومات‪.‬‬
‫كبعد أحداث ‪ 11‬سبتمرب‪ 2001‬طلب من مكتب األمم اؼبتحدة للمخدرات كاعبردية ُب فيينا كضع ارشادات للدكؿ‬
‫عند تشريع كتطبيق كسائل ؿباربة اإلرىاب ‪.‬كتنفيذان لذلك كضع اؼبكتب سنة ‪ 2006‬قائمة باإلرشادات تضمنت أربعة أقساـ‬
‫‪:‬األكؿ ُب األعماؿ اجملرمة‪ ،‬كالثاين ُب الوسائل اليت تضمن التجرًن الفعاؿ‪ ،‬كالثالث ُب القانوف اإلجرائي‪ ،‬كالرابع ُب كسائل‬
‫التعاكف الدكيل ُب اؼبسائل اعبنائية‪ ،‬ككضع اؼبكتب ُب هناية اإلرشادات مشركع قانوف ضد اإلرىاب‬
‫المحور الثالث‪ :‬الجهود االقليمية في التصدي لإلرىاب اإللكتروني‬
‫أوال‪ -‬جهود االتحاد األوربي‬
‫لعب اجمللس األكركيب دكرا مهما ُب ؿباكلة اغبد من اعبرائم االلكًتكنية كاإلرىاب اإللكًتكين‪ ،‬من خالؿ إقراره العديد من‬
‫التوصيات اػباصة حبماية البيانات ذات الصبغة الشخصية من سوء اإلستخداـ كضباية تدفق اؼبعلومات‪ ،‬كُب ‪/28‬‬
‫‪ً 1981/01‬ب توقيع اتفاقية ربت مظلة اجمللس األكركيب تتعلق حبماية األشخاص ُب مواجهة اؼبعاعبة االلكًتكنية للبيانات ذات‬
‫الصبغة الشخصية‪ .‬كُب عاـ ‪ 1989‬نشر اجمللس األكركيب دراسة تضمنت توصيات تفعيل دكر القانوف ؼبواجهة األفعاؿ غَت‬
‫اؼبشركعة عرب اغباسب كىي التوصية اليت غبقتها دراسة أخرل ُب عاـ ‪ 1995‬حوؿ اإلجراءات اعبنائية ُب ؾباؿ اعبرائم‬
‫اؼبعلوماتية ‪.‬كعلى أساس اؼببادئ اليت تضمنتها التوصيات قاـ اجمللس األكركيب ُب عاـ ‪ 1997‬بتشكيل عبنة خرباء اعبردية عرب‬
‫‪3‬‬
‫العامل االفًتاضي كذلك بقصد إعداد اتفاقية ُب ىذا اإلطار‪.‬‬
‫كقد أشبرت جهود اإلرباد عن ميالد أكىل اؼبعاىدات الدكلية اػباصة دبكافحة اعبرائم اؼبعلوماتية كاإلرىاب اإللكًتكين‬
‫بالعاصمة اجملرية بودابست عاـ ‪ ، 2001‬ك قد سعت ىذه االتفاقية إىل بناء سياسة جنائية مشًتكة من أجل مكافحة اعبرائم‬

‫‪-1-Malcom Anderson , Policing the world: Interpol the Politics of International Police Co – Operation ,‬‬
‫‪Clarendon press, Oxford, 1989, p. 168-185.‬‬
‫‪2‬رائد العدكاف‪ "،‬اؼبعاعبة الدكلية لقضايا اإلرىاب اإللكًتكين"‪ ،2016/12/12 ،‬متوفر على الرابط اإللكًتكين‪:‬‬
‫‪http://repository.nauss.edu.sa/bitstream/hand‬‬
‫‪ -3‬سعيداين نعيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.85‬‬

‫‪318‬‬
‫جملة الرتاث‬
‫اإلرىاب اإللكتروني و انعكاساتو على األمن االجتماعي‬ ‫مجلة التراث‬

‫اؼبعلوماتية ُب صبيع أكباء العامل من خالؿ تنسيق ك انسجاـ التشريعات الوطنية ببعضها البعض‪ ،‬ك تعزيز قدرات القضاء ك كذا‬
‫ربسُت التعاكف الدكيل ُب ىذا اإلطار‪ ،‬إضافة إىل ربديد عقوبات اعبرائم اؼبعلوماتية ُب إطار القوانُت احمللية‪ .‬ما قاـ بو اجمللس ُب‬
‫ىذا اجملاؿ ىو إشرافو على اتفاقية بودابست اؼبوقعة كرغم أف ىذه االتفاقية ىي ُب األصل أكركبية اؼبيالد إال أهنا دكلية الطابع‬
‫تظهره من بعد حقيقي عن اإلىتماـ الدكيل هبذه النوعية من اعبرائم‪ ،‬حيث أع ٌد ؾبلس أكركبا ىذه االتفاقية بالتعاكف مع كندا‬
‫كالياباف كصبهورية جنوب إفريقيا كالواليات اؼبتحدة األمَتكية كعرضت للتوقيع ُب بودابست ُب ‪ 2001/11/23‬كدخلت حيٌز‬
‫تتضمن االتفاقية‬
‫كفعاؿ للتعاكف الدكيل‪ .‬ك بالتايل فهي ٌ‬
‫التنفيذ ُب ‪ ، 2004/07/01‬هتدؼ االتفاقية إىل إرساء نظاـ سريع ٌ‬
‫أحكامان هتدؼ إىل استحداث ىكذا إطار ُب سبيل تعاكف دكيل سريع كموثوؽ كتطلب من الدكؿ األطراؼ م ٌد بعضها البعض‬
‫‪1‬‬
‫دبختلف أشكاؿ التعاكف‪.‬‬
‫كقد بينت اؼبذكرة التفسَتية ؽبذه االتفاقية أف ربديد اعبرائم االلكًتكنية فيها ىدفو ربسُت كإصالح كسائل منع كقمع‬
‫اعبردية اؼبعلوماٌب‪ ،‬من خالؿ ربديد معيار باغبد األدىن اؼبشًتؾ ‪ ،‬الذم يسمح باعتبار بعض التصرفات من قبيل اعبرائم‬
‫اؼبعلوماتية ‪ ،‬كأنو باإلمكاف أف يتم استكماؿ ىذه القائمة ُب القوانُت الداخلية ‪ ،‬كما أنو يأخذ ُب االعتبار اؼبمارسات غَت‬
‫اؼبشركعة األكثر حداثة كاؼبرتبطة بالتوسع ُب استخداـ شبكات االتصاؿ عن بعد‪ ،‬كقد حددت االتفاقية (اتفاقية بودابست)‬
‫اعبرائم االلكًتكنية كصنفتها ُب طبسة عناكين ُب القسم األكؿ من االتفاقية‪.‬‬
‫العنوان األول‪ :‬كيضم جوىر جرائم اغباسب أك اعبرائم اؼبعلوماتية‪ ،‬كىي تلك اعبرائم اليت تعرؼ باعبرائم ضد سرية‬
‫البيانات كسالمتها كسالمة النظم كإتاحة البيانات كالنظم‪.‬‬
‫العنوان الثاني‪ :‬كيضم االنتهاكات اؼبمارسة بواسطة اغباسب اآليل‪ ،‬اليت سبس بعض اؼبصاّب القانونية اليت ربميها قوانُت‬
‫العقوبات‪ ،‬ك تضم أيضا جرائم الغش اؼبعلوماٌب كالتزكير اؼبعلوماٌب‪.‬‬
‫العنوان الثالث‪ :‬كيشمل االنتهاكات كاعبرائم اؼبرتبطة باحملتوم‪ ،‬كىي اليت زبص اإلنتاج كالنشر غَت اؼبشركع ‪ُ ،‬ب اؼبادة‬
‫التاسعة من االتفاقية‪.‬‬
‫العنوان الرابع‪ :‬كيشمل اعبرائم اؼبتعلقة باالعتداء على اؼبلكية الفكرية كاغبقوؽ اؼبرتبطة هبا ُب نص اؼبادة العاشرة من‬
‫االتفاقية‪.‬‬
‫العنوان الخامس‪ :‬كىو يشتمل على أحكاـ إضافية خبصوص الشركع كاالشًتاؾ كأيضا اعبزاءات كاإلجراءات كالتدابَت‬
‫‪2‬‬
‫طبقا للمعايَت الدكلية اغبديثة بالنسبة ؼبسؤكلية األشخاص اؼبعنوم‪.‬‬
‫كما أنشأ اإلرباد األكركيب أجهزة تساعد على مكافحة ىذا النوع من اعبرائم‪ ،‬من بينها جهاز اليوركبوؿ ك اؼبركز‬
‫األكركيب ؼبكافحة اعبردية اؼبعلوماتية كاإلرىاب اإللكًتكين ك الذم أفتتح ُب جانفي ‪.2013‬‬

‫‪ -1‬كريستينا سكوؼباف‪ "،‬اإلجراءات الوقائية والتعاون الدولي لمحاربة الجريمة اإللكترونية"‪ ،‬كرقة حبثية مقدمة ضمن الندكة اإلقليمية‪ :‬اعبرائم اؼبتصلة بالكمبيوتر‪ ،‬اؼبغرب‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص ص ‪.120 .119‬‬
‫‪2‬نورة طرشي‪" ،‬مكافحة الجريمة المعلوماتية"‪ ،‬مذكرة ماجستَت ُب القانوف اعبنائي‪( ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة اعبزائر‪ ،)2012 ،‬ص ‪.67‬‬

‫‪319‬‬
‫جملة الرتاث‬
‫اإلرىاب اإللكتروني و انعكاساتو على األمن االجتماعي‬ ‫مجلة التراث‬

‫وفي إشارة لجهود الدول الغربية نذكر‪:‬‬


‫تعترب السويد أكؿ دكلة تسن تشريعات خاصة جبرائم اغباسب اآليل كاالنًتنت‪ ،‬حيث صدر قانوف البيانات السويدم‬
‫عاـ (‪ 1973‬ـ) الذم عاِب قضايا االحتياؿ عن طريق اغباسب اآليل إضافة إىل مشولو فقرات عامة تشمل جرائم الدخوؿ غَت‬
‫اؼبشركع على البيانات اغباسوبية أك تزكيرىا أك ربويلها أك اغبصوؿ غَت اؼبشرع عليها‪.‬‬
‫تبعت الواليات المتحدة األمريكية السويد حيث شرعت قانونا خاصة حبماية أنظمة اغباسب اآليل (‪1976‬ـ –‬
‫‪1985‬ـ)‪ ،‬كُب عاـ (‪1985‬ـ) ح ٌدد معهد العدالة القومي طبسة أنواع رئيسة للجرائم اؼبعلوماتية كىي‪ :‬جرائم اغباسب اآليل‬
‫الداخلية‪ ،‬جرائم االستخداـ غَت اؼبشركع عن بعد‪ ،‬جرائم التالعب باغباسب اآليل‪ ،‬دعم التعامالت اإلجرامية‪ ،‬كسرقة الربامج‬
‫عرؼ فيو صبيع‬ ‫اعباىزة كاؼبكونات اؼبادية للحاسب‪ .‬كُب عاـ (‪1986‬ـ) صدر قانونا تشريعان حيمل الرقم (‪ٌ )1213‬‬
‫اؼبصطلحات الضركرية لتطبيق القانوف على اعبرائم اؼبعلوماتية كما كضعت‪ 1‬اؼبتطلبات الدستورية الالزمة لتطبيقو‪ ،‬كعلى اثر‬
‫ذلك قامت الواليات الداخلية بإصدار تشريعاهتا اػباصة هبا للتعامل مع ىذه اعبرائم كمن ذلك قانوف كالية تكساس عبرائم‬
‫اغباسب اآليل‪ ،‬كما صدر ُب ‪ 8‬فرباير ‪ 1996‬قانو هف بشأف االتصاالت يستهدؼ تقييد حرية القصر ُب اإلطالع على‬
‫الصور كاؼبواد اؼبخلة باآلداب أك اليت يكوف األكالد القصر طرفا فيها كديكن االطالع عليها من خالؿ التعامل مع االنًتنت‪،‬‬
‫كرغم أف ىذا القانوف مل يقم إال دبد نطاؽ العقوبات اعبنائية السارية بشأف األعماؿ الفاضحة اليت تت وم باستخداـ اتصاؿ ىاتفي‬
‫ليشمل أم اتصاؿ يتم بأية كسيلة من كسائل االتصاالت‪ ،‬كجعل من سوء النية ركنا ُب تلك اعبرائم كاستحقاؽ العقاب عنها‬
‫حينما قرر اؼبشرع عدـ مسؤكلية اؼبستعمل أك من يقوـ بتوفَت خدمات اإلنًتنت إذا كقع منو حبسن نية‪ ،‬إال أف بعض اعبماعات‬
‫اؼبدافعة عن اغبقوؽ اؼبدني ة اعتربت أحكاـ ىذا القانوف زبالف التعديل األكؿ للدستور األمريكي الذم يكفل حرية التعبَت عن‬
‫‪2‬‬
‫الرأم كطالبت ىذه اعبماعات من القضاء كقف العمل هبذا القانوف غبُت الفصل ُب عدـ دستوريتو‪ ،‬كُب ‪ 12‬يونيو ‪،1996‬‬
‫كبناء على دعول أخرل بوقف العمل بذلك القانوف‪ ،‬صدر حكم من ؿبكمة فيالدلفيا االربادية ليؤكد أف صباعات اغبقوؽ‬
‫اؼبدنية أثبتت أف النصوص اػباصة بقانوف آداب االتصاؿ زبالف التعديل األكؿ للدستور األمريكي كبتاريخ ‪ 26‬يونيو ‪1997‬‬
‫أصدرت احملكمة العليا األمريكية حكمها القاضي بعدـ دستورية بعض نصوص قانوف آداب االتصاالت‪ ،‬كعولت ىذه احملكمة‬
‫ُب حيثيات حكمها على أنو ال جيوز ترتيب اؼبسؤكلية اعبنائية على توجيهات أك قرارات عامة مل توضح األسباب اليت تقوـ‬
‫عليها‪ ،‬أك عبارات نصوص عامة غَت ؿبددة األلفاظ من شأهنا أف تقيد حرية التعبَت عن الرأم اليت يكفلها الدستور‪.‬‬
‫في فرنسا‪ ،‬صدكر قانوف ‪ 6‬يناير ‪ 1978‬خاص باؼبعاعبة اإللكًتكنية للبيانات األظبية‪ ،‬كبينما كاف مطركحا للنظر‬
‫أماـ ؾبلس الشيوخ مشركع قانوف أعد لتعديل قانوف حرية االتصاالت الصادر ‪ 1986‬ليتفق مع التوجيهات األكركبية اعبديدة‪،‬‬
‫تقدمت اغبكومة الفرنسية بتعديل ؽبذا اؼبشركع يتعلق بإضافة مواد جديدة للقانوف اؼبذكور بشأف اإلذاعة كالتليفزيوف مستهدفة‬
‫اغبكومة من ىذا التعديل تعريف القائم على تقدًن خدمة اإلنًتنت‪ ،‬كشركط التقدـ ؼبمارسة ىذه اػبدمة اليت منها ضركرة‬
‫اغبصوؿ على موافقة مسبقة كغَته فبن يقوموف بتوفَت خدمات االتصاالت السمعية كالبصرية من اجمللس األعلى لإلذاعة‬

‫‪ -1‬عبد العاؿ الديرىب‪" ،‬اعبردية االلكًتكنية بُت التشريع كالقضاء ُب الدكؿ الغربية"‪ ،‬اؼبركز العريب ألحباث الفضاء اإللكًتكين‪ ،2017/01/12،‬على الرابط اإللكًتكين‪:‬‬
‫‪www.accronline.com/print_article.aspx?id=9679‬‬
‫‪2‬مدحت رمضاف‪ ،‬جرائم االعتداء على األشخاص واإلنترنت‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬القاىرة‪ ،2000 ،‬ص‪. 19 - 17‬‬

‫‪320‬‬
‫جملة الرتاث‬
‫اإلرىاب اإللكتروني و انعكاساتو على األمن االجتماعي‬ ‫مجلة التراث‬

‫كسع ُب التعريف حبيث‬


‫كالتليفزيوف‪ ،‬كقد اعترب جانب من الفقو أف اؼبشركع عندما قاـ بتعريف االتصاالت السمعية كالبصرية قد ٌ‬
‫مشل خدمات اإلنًتنت من بُت كسائل االتصاؿ‪ ،‬كعندما عرض اؼبشركع على اجمللس الدستورم قرر عدـ دستورية الفقرتُت ‪2‬‬
‫ك‪ 3‬من اؼبادة ‪ 43‬من اؼبشركع استنادا إىل أف نص ىاتُت الفقرتُت خيل كيقيد حرية االتصاؿ كتبادؿ األفكار كاآلراء اليت تع ٌد‬
‫من أظبى حقوؽ اإلنساف الذم من حقو أف يتكلم كيكتب كيطبع حبرية طاؼبا مل يسئ استخداـ ىذه اغبرية اليت حددىا‬
‫ال قانوف‪ ،‬ككانت مآخذ اجمللس الدستورم على اؼبشركع أنو مل يضع ضوابط يتم دبقتضاىا إصدار اؼبوجهات العامة كالقرارات‬
‫اليت تصدر بناء عليها كخصوصا أنو قد يًتتب عليها قياـ اؼبسؤكلية اعبنائية‪.‬‬
‫كعقب فشل اؼبشرع الفرنسي تنظيم استعماؿ اإلنًتنت ُب عاـ ‪ 1996‬صدر القانوف رقم ‪ 19‬لسنة ‪ 1988‬اؼبتعلق‬
‫ببعض اعبرائم اؼبعلوماتية مع التعديل الذم أدخل ُب سنة ‪ٍ ،1992‬ب صدر قانوف رقم ‪ 230‬لسنة ‪ُ 2000‬ب شأف اإلثبات‬
‫كاؼبتعلق بالتوقيع اإللكًتكين ‪.‬‬
‫كعلى الرغم من فشل ؿباكلة اؼبشرع الفرنسي كاؼبشرع األمريكي كضع ضوابط كتنظيم استعماؿ اإلنًتنت‪ ،‬إال أف‬
‫النصوص القائمة كانت ُب أغلبها منطبقة على اعبرائم اليت تقع عن طريق اإلنًتنت‪ ،‬كتلك النصوص اػباصة حبماية حرية اغبياة‬
‫اػباصة‪ ،‬كالنصوص اؼبتعلقة بتجرًن القذؼ كالسب‪ ،‬كالنصوص اليت ربمي الصغار من االستغالؿ اعبنسي‪.‬‬
‫ُب المملكة المتحدة (بريطانيا) جرت ربقيقات أكلية ع لى يد عبنة القانوف االسكتلندم ضمنتها مذكرة استشارية‬
‫مسببة نشرت عاـ ‪ ، 1982‬كَب عاـ ‪ً 1987‬ب نشاط فباثل فيما أعدت فيو كرقة قامت بوضعها عبنة القانوف ُب عاـ‬
‫‪ ،1988‬ككضعت تقريرىا النهائي ُب عاـ ‪ ، 1989‬كقد أسفر عن ىذه األنشطة توصيات كضع على أساسها قانوف أطلق‬
‫عليو إساءة استخداـ اغباسب اآليل الذم سبت اؼبوافقة عليو ُب يونيو ‪ 1990‬كدخل حيز التنفيذ ُب أغسطس من السنة ذاهتا‪.‬‬
‫كيبدك أف ىذه اعبهود كاؼببادرات الغربية ؼبوجهة اعبرائم اإللكًتكنية كاإلرىاب اإللكًتكين كانت متأخرة دبنظور الزمن‪،‬‬
‫كذلك على خلفية أف أكؿ جردية إليكًتكنية كقعت ُب الواليات اؼبتحدة األمريكية كانت عاـ ‪ ،1956‬كأف أكؿ جردية كقعت‬
‫ُب البالد االسكندينافية كانت ُب فلندا عاـ ‪ 1968‬متعلقة بتقليد برامج اغباسب اآليل‪ُ ،‬ب حُت أف اؼببادرة األكىل بإصدار‬
‫اؼبخزنة‬
‫تشريع يتعلق دبعلومات اغباسب اآليل كانت من السويد اليت أصدرت قانونا بشأف ضباية اؼبعلومات الشخصية اػباصة َّ‬
‫ُب اغباسب اآليل كاالنًتنت عاـ ‪ ،1973‬كعدلت تشريعاهتا ُب سنة ‪ ،1982‬كتلتها الواليات اؼبتحدة األمريكية اليت أصدرت‬
‫ُب عاـ ‪ 1976‬قانونا خاصا حبماية اغباسب اآليل‪ ،‬كُب عاـ ‪ 1984‬تبٌت الكوقبرس قانونا متعلقا بالتحليل اؼبعلوماٌب ‪ ،‬عدؿ‬
‫بالقانوف رقم ‪ 1986 / 1213‬ؼبواجهة جرائم اغباسب اآليل‪ ،‬كمنذ عاـ ‪ 1993‬كصبيع كاليات الواليات اؼبتحدة األمريكية‬
‫‪1‬‬
‫ؽبا تشريعات خاصة جبرائم اغباسب اآليل‪ ،‬كأخَتا صدر ُب ‪ 14‬فرباير ‪ 2002‬قانو هف للمعامالت التجارية الرقمية‪.‬‬
‫كُب ‪ 11‬مام ‪ 2004‬أصدرت دكؿ الثمانية بيانا مشًتكا صدر بعنواف مواصلة تعزيز القوانُت احمللية‪ ،‬الذم كصى صبيع‬
‫الدكؿ أف تواصل ربسُت القوانُت اليت ذبرـ اساءة استخداـ الشبكات االلكًتكنية كاليت تسمح بسرعة التعاكف بشأف التحقيقات‬
‫اؼبتصلة باألنًتنت‪ .‬ك ُب ‪ 17‬نوفمرب ‪ 2004‬انعقد االجتماع الوزارم ؼبنظمة األبيك ُب شيلي‪ ،‬كصدر بياف مشًتؾ من زعماء‬

‫‪ -1‬مفتاح بوبكر اؼبطردم‪ ،‬اعبردية اإللكًتكنية كالتغلب على ربدي ات"‪ ،‬كرقة حبثية مقدمة ضمن اؼبلتقى الثالث لرؤساء احملاكم العليا ُب الدكؿ العربية‪ ،‬السوداف‪ ،‬أياـ ‪-23‬‬
‫‪ ،2012 / 9 / 25‬ص‪.9 -8‬‬

‫‪321‬‬
‫جملة الرتاث‬
‫اإلرىاب اإللكتروني و انعكاساتو على األمن االجتماعي‬ ‫مجلة التراث‬

‫االبيك لتعزيز اقتصاديات الدكؿ األعضاء للقدرة على مكافحة اعبردية االلكًتكنية كاإلرىاب اإللكًتكين من خالؿ سن‬
‫‪1‬‬
‫تشريعات ؿبلية دبا يتفق مع أحكاـ الصكوؾ القانونية الدكلية دبا ُب ذلك اتفاقية اعبرائم االلكًتكنية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الجهود العربية في مواجهة الجريمة اإللكترونية‪:‬‬
‫أسفرت اعبهود العربية ىي أيضا عن ميالد إتفاقية عربية ؼبكافحة جرائم تقنية اؼبعلومات‪ ،‬ك ىذا كنتيجة لالجتماع‬
‫اؼبشًتؾ جمللسا كزراء الداخلية ك العدؿ العرب كاؼبنعقد دبقر األمانة العامة عبامعة الدكؿ العربية بالقاىرة ك ذلك ُب ديسمرب‬
‫‪ 2010‬ك ىذا هبدؼ تعزيز التعاكف بُت الدكؿ العربية ُب ؾباؿ مكافحة جرائم تقنية اؼبعلومات‪ .‬على مستول الدكؿ العربية‪،‬‬
‫من خالؿ ما ظبي بالقانوف العريب اإلسًتشادم ؼبكافحة جرائم تقنية اؼبعلومات كما ُب حكمها‪ ،‬أين ًب اعتماده من قبل ؾبلس‬
‫كزراء العدؿ العرب ُب دكرتو التاسعة عشر كيعد ىذا القانوف أبرز اعبهود العربية اؼببذكلة ُب ؾباؿ اغبماية من اعبرائم اؼبعلوماتية‬
‫من الناحية التشريعية‪ ،‬كقد تضمن ىذا القانوف ‪ 27‬مادة موزعة على أربعة أبواب يعاِب الباب األكؿ اعبرائم اؼبعلوماتية‪ .‬كاليت ًب‬
‫النص عليها ُب اؼبواد من ‪ 3‬إىل ‪ 22‬كمن أمهها‪:2‬‬
‫جردية الدخوؿ بغَت حق إىل موقع أك نظاـ معلوماٌب‪ ،‬مع تشديد العقوبة إذا كاف بغرض‬
‫إلغاء أك إتالؼ أك إعادة نشر بيانات أك معلومات شخصية‪.‬‬
‫جردية تزكير اؼبستندات اؼبعاعبة ُب نظاـ معلوماٌب كاستعمالو‪.‬‬
‫جردية اإلدخاؿ الذم من شأنو إيقاؼ الشبكة اؼبعلوماتية عن العمل‪ ،‬أك إتالؼ الربامج أك البيانات فيها‪.‬‬
‫جردية التنصت دكف كجو حق على ما ىو مرسل عن طريق الشبكة اؼبعلوماتية‪.‬‬
‫اعبرائم اؼبخلة باآلداب العامة عرب الشبكة اؼبعلوماتية‪.‬‬
‫كتناكؿ الباب الثاين التجارة كاؼبعامالت اإللكًتكنية‪ ،‬أما الباب الثالث فقد تناكؿ ضباية حقوؽ اؼبؤلف عرب الوسائط‬
‫اإللكًتكنية ُب حُت عاِب الباب الرابع اإلجراءات اؼبتعلقة باعبردية اؼبعلوماتية‪ .‬كإف كاف القانوف العريب اإلسًتشادم ؼبكافحة‬
‫جرائم تقنية أنظمة اؼبعلومات كما ُب حكمها جاء موفقا إىل حد ما ُب أحكامو اؼبوضوعية حيث مشلت بيانا ألىم اعبرائم اليت‬
‫ديكن أف ترتكب ُب ؾباؿ األنظمة اؼبعلوماتية‪ ،‬إال أنو يؤخذ عليو خلوه من األحكاـ اإلجرائية الضركرية ؼبالحقة ىذه اعبرائم‪،‬‬
‫فلم يتعرض ؼبسألة اإلختصاص القضائي بشكل كاضح كمل يشر إىل إخضاع البيانات كاؼبعلومات إلجراءات التفتيش كالضبط‪،‬‬
‫كمل يتعرض كذلك ؼبفهوـ الدليل التقٍت كشركطو كحجيتو‪.‬‬
‫أما على اؼبستول الوطٍت فقد استدرؾ اؼبشرع اعبزائرم الفراغ التشريعي من خالؿ القانوف رقم ‪ 15-04‬اؼبؤرخ ُب‬
‫‪ 2004/11/10‬اؼبعدؿ ك اؼبتمم لقانوف العقوبات الذم ينص على اغبماية اعبزائية لألنظمة اؼبعلوماتية من خالؿ ذبرًن كل‬
‫أنواع االعتداءات اليت تستهدؼ أنظمة اؼبعاعبة اآللية للمعطيات‪ .‬إضافة إىل إصداره للقانوف رقم ‪ 04-09‬اؼبؤرخ ُب‬
‫‪ 2009/08/05‬الذم تضمن القواعد اػباصة للوقاية من اعبرائم اؼبتصلة بتكنولوجيا اإلعالـ ك االتصاؿ كمكافحتها‪ .‬ؿباكال‬
‫بذلك كضع إطار قانوين يتالءـ مع خصوصية اعبردية االفًتاضية ‪،‬ك كضع اإلطار القانوين الذم يتالءـ مع خصوصية اعبردية‬

‫‪1‬ؿبمد سيد سلطاف‪ُ ،‬ب أمن اؼبعلومات كضباية البيئة االلكًتكنية‪ ،2016/11/22 ،‬متوفر على الرابط اإللكًتكين‪:‬‬
‫‪http://www.nashiri.ne‬‬
‫‪ -2‬نعيم سعيداين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.86‬‬

‫‪322‬‬
‫جملة الرتاث‬
‫اإلرىاب اإللكتروني و انعكاساتو على األمن االجتماعي‬ ‫مجلة التراث‬

‫االفًتاضية‪ ،‬كجيمع بُت القواعد اإلجرائية اؼبكملة لقانوف اإلجراءات اعبزائية كبُت القواعد الوقائية اليت تسمح بالرصد اؼببكر‬
‫لالعتداءات احملتملة ك التدخل السريع لتحديد مصدرىا ك التعرؼ على مرتكبيها‪.‬‬
‫المحور الرابع‪ /‬الصعوبات العملية في مواجهة اإلرىاب اإللكتروني وفرص التغلب عليو‬
‫أوال‪ /‬الصعوبات والتحديات‪:‬‬
‫خلفت ثورة تقنية اؼبعلومات انعكاسات كاضحة على إثبات اعبردية اؼبعلوماتية عرب الوطنية خبالؼ اعبرائم التقليدية‪،‬‬
‫بالنظر إىل طبيعة ىذا النوع من اعبرائم كما تتسم بو من خصائص كظبات‪ ،‬األمر الذم بات يثَت كثَتا من التحديات أماـ‬
‫القائمُت دبكافحتها ‪ ،‬ىناؾ العديد من اؼبشكالت كالصعوبات العملية كاإلجرائية اليت تظهر عند ارتكاب أحد جرائم اإلنًتنت‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫كذبعل ىذا التعاكف ليس باألمر اليسَت كذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪/1‬عدم وجود نموذج موحد للنشاط اإلجرامي‪ :‬إذ مل تتفق األنظمة القانونية ُب بلداف العامل على صورة ؿبددة كمناذج‬
‫معينة يتم االتفاؽ اؼبشًتؾ بُت الدكؿ حوؽبا تندرج ُب إطار اعبردية اإللكًتكنية ك اإلرىاب اإللكًتكين‪ ،‬فما يكوف ؾبرما ُب بعض‬
‫األنظمة قد ال يكوف كذلك ُب أخرل‪ .‬كلعل عدـ االتفاؽ بُت األنظمة القانونية اؼبختلفة على صور موحدة للسلوؾ اإلجرامي‬
‫ُب اعبردية اؼبعلوماتية يغرم قراصنة اغباسب اآليل على ارتكاب جرائمهم دكف تقيد باغبدكد اعبغرافية‪.‬‬
‫‪ /2‬اختالف النظم القانونية اإلجرائية‪ :‬إذ بسبب ىذا االختالؼ قد تكوف ىناؾ طرؽ للتحرم كالتحقيق كاحملاكمة‬
‫اليت تثبت فعاليتها ُب دكلة ما‪ ،‬قد تكوف عددية الفائدة ُب دكلة أخرل أك قد ال يسمح بإجرائها كما ىو اغباؿ مثال بالنسبة‬
‫للمراقبة اإللكًتكنية‪ ،‬فإذا ما اعتربت أف طريقة ما من طرؽ صبع اإلستدالالت أك التحقيق أهنا قانونية ُب دكلة معينة‪ ،‬قد تكوف‬
‫ذات الطريقة غَت مشركعة ُب دكلة أخرل‪ ،‬باإلضافة إىل أنو قد ال تسمح دكلة ما باستخداـ دليل إثبات جرل صبعو بطرؽ ترل‬
‫ىذه الدكؿ أهنا طرؽ غَت مشركعة‪.‬‬
‫‪ /3‬التجريم المزدوج ‪ :‬يعترب التجرًن اؼبزدكج من أىم شركط تسليم اجملرمُت‪ ،‬كقد يكوف ىذا الشرط عقبة أماـ التعاكف‬
‫الدكيل ُب ؾباؿ تسليم اجملرمُت بالنسبة للجردية االلكًتكنية‪ ،‬سيما كأف معظم الدكؿ ما زالت نصوصها العقابية خالية من ىذا‬
‫النمط اإلجرامي‪.‬‬
‫كُب اغبقيقة فإف اؼبصلحة اؼبشًتكة للدكؿ تقتضي البحث عن الوسائل اليت تساعد ُب التغلب على ىذه الصعوبات‬
‫كإجياد تعاكف دكيل حقيقي يتفق مع طبيعة ىذا النوع اؼبستحدث من اعبرائم للتخفيف من خلو الفوارؽ بُت األنظمة القانونية‬
‫العقابية الداخلية‪.‬‬
‫‪/4‬عدم وجود قنوات اتصال‪ :‬أىم األىداؼ اؼبرجوة من التعاكف الدكيل ُب ؾباؿ اعبردية كاجملرمُت‪ ،‬اغبصوؿ على‬
‫اؼبعلومات كالبيانات اؼبتعلقة هبم ‪ ،‬كلتحقيق ىذا اؽبدؼ كاف لزاما أف يكوف ىناؾ نظاـ اتصاؿ يسمح للجهات القائمة على‬
‫التحقيق باالتصاؿ جبهات أجنبية عبمع أدلة معينة أك معلومات مهمة ‪ ،‬فعدـ كجود مثل ىذا النظاـ يعٍت عدـ القدرة على‬
‫صبع األدلة كاؼبعلومات العملية اليت غالبا ما تكوف مفيدة ُب التصدم عبرائم معينة كجملرمُت معينُت ‪ .‬كبالتايل تنعدـ الفائدة من‬
‫‪2‬‬
‫ىذا التعاكف‪.‬‬

‫‪ -1‬سعيداين نعيم ‪ ،‬مرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪95.96‬‬


‫‪ -2‬حسُت بن سعيد بن سيف الغافرم‪" ،‬الجهود الدولية في مواجهة جرائم اإلنترنت"‪ ،‬كرقة حبثية مقدمة ضمن اؼبلتقى العلمي‪ :‬سبل مكافحة اعبرائم االلكًتكنية‪،‬‬

‫‪323‬‬
‫جملة الرتاث‬
‫اإلرىاب اإللكتروني و انعكاساتو على األمن االجتماعي‬ ‫مجلة التراث‬

‫‪ /5‬مشكلة االختصاص في الجرائم المتعلقة باإلنترنت ‪ :‬اعبرائم اؼبتعلقة باإلنًتنت من أكرب اعبرائم اليت تثَت مسألة‬
‫االختصاص على اؼبستول احمللى أك الدكيل كال توجد أم مشكلة بالنسبة لالختصاص على اؼبستول الوطٍت أك احمللى حيث يتم‬
‫الرجوع إىل اؼبعايَت احملددة قانونا لذلك كلكن اؼبشكلة تثار بالنسبة لالختصاص على اؼبستول الدكيل حيث اختالؼ‬
‫التشريعات كالنظم القانونية كاليت قد ينجم عنها تنازع ُب االختصاص بُت الدكؿ بالنسبة للجرائم اؼبتعلقة باإلنًتنت اليت تتميز‬
‫بكوهنا عابرة للحدكد‪ ،‬فقد حيدث أف ترتكب اعبردية ُب إقليم دكلة معينة من قبل أجنيب‪ ،‬فهنا تكوف اعبردية خاضعة‬
‫لالختصاص اعبنائي للدكلة األكىل استنادا إىل مبدأ اإلقليمية‪ ،‬كزبضع كذلك الختصاص الدكلة الثانية على أساس مبدأ‬
‫االختصاص الشخصي ُب جانبيو‪ ،‬كقد تكوف ىذه اعبردية من اعبرائم اليت هتدد أمن كسالمة دكلة أخرل فتدخل عندئذ ُب‬
‫اختصاصها استنادا إىل مبدأ العينية‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬المتطلبات العملية‪:‬‬
‫إف صياغة خطة ؿبكمة لتجاكز كاحتواء التأثَتات احملتملة لإلرىاب اإللكًتكين ىي ليست باؼبهمة السهلة كلكن يبدك‬
‫أكثر قبوال ىو إمكانية التقليل من اؼبخاطر احملتملة اليت قد تنتج عن التهديدات اؼبعلوماتية إىل حدكد الدنيا كمنو تفاقم اؼبخاطر‬
‫إىل دائرة كاسعة ‪.‬‬
‫كديكن تقسيم اؼبنهج األمثل للتقليل من ـباطر اإلرىاب اإللكًتكين إىل عدة مستويات‪:‬‬
‫المستوى االول ‪ :‬حماية البني التحتية الوطنية ‪:‬‬
‫كتعاِب من خالؿ ىذا اؼبستول مسألة ضباية نظم البٍت التحتية الوطنية من عمليات االخًتاؽ اؼبعلوماٌب أك اؽبجمات‬
‫اؼبعلوماتية اليت قد ينشأ منها تدمَت أك إتالؼ ألجزاء كبَتة من ىذه اؼبنظومات كديكن تقسيم ىذا اؼبستول إىل عدة خطوات ‪:‬‬
‫الخطوة األولى‪ /‬معالجة مسألة قابلية االختراق عبر ما يأتي ‪:‬‬
‫صياغة سياسات أمنية كطنية كاضحة اؼبعامل كؿبكمة للتقليل من إمكانية اخًتاؽ النظم اؼبعلوماتية ‪.‬‬
‫إجراء تقييم مستمر لقابلية االخًتاؽ من ؿباكلة متخصصُت دبحاكلة اخًتاؽ شبكات اؼبعلومات الوطنية كربديد الثغرات‬
‫اؼبوجودة فيها كالسعي ؼبعاعبتها ‪.‬‬
‫تدريب الكوادر اؼبعلوماتية كاالرتقاء دبستول مهاراهتا دبيداف األمن اؼبعلوماٌب كتعميق الوعي دبسألة األمن كالتنبو إىل‬
‫ـباطرىا الكبَتة ‪.‬‬
‫إعادة تصميم نظم الشبكات اؼبعلوماتية ُب ضوء التقدـ اغباصل بتقنيات األمن اؼبعلوماٌب اليت تضمن زيادة مستول‬
‫كف اؽبجمات احملتملة ‪.‬‬
‫االرتقاء بقدرات الرد ككف اؽبجمات اؼبعلوماتية لدل كوادر النظم اؼبعلوماتية من خالؿ مضاىاة أداء الشبكات‬
‫اؼبعلوماتية بتطبيق أسلوب احملاكاة (‪ )Simulation‬كربديد مواقع الثغرات اؼبوجودة على الشبكة كمعاعبتها‪.‬‬

‫الرياض‪ ،2004 /5/4،‬ص ‪.52‬‬

‫‪324‬‬
‫جملة الرتاث‬
‫اإلرىاب اإللكتروني و انعكاساتو على األمن االجتماعي‬ ‫مجلة التراث‬

‫الخطوة الثانية‪ /‬االرتقاء باألمن المعلوماتي للنظم المعلوماتية من خالل تبني ما يأتي ‪:‬‬
‫عزؿ اؼبوارد اؼبعلوماتية بالغة األمهية عن نظم الشبكات احمللية كشبكة االنًتنيت لضماف ضبايتها من عمليات االخًتاؽ ‪.‬‬
‫استخداـ تقنيات متقدمة لتشفَت اؼبعلومات كمعاعبتها حبيث ال ديكن الوصوؿ إليها ‪.‬‬
‫توظيف تقنيات متقدمة غبماية النظم اؼبعلوماتية مثل اعبدراف النارية كبرؾبيات مكافحة الفَتكسات كالديداف اؼبعلوماتية ‪.‬‬
‫صياغة سياسات أمنية ؿبكمة لضماف أمن نظم اؼبعلومات‪ ،‬قادر على التكيف مع السياسات اؼبعتمدة على مستول‬
‫‪1‬‬
‫البٌت التحتية الوطنية كتتكامل معها ‪.‬‬
‫المستوى الثاني‪ :‬الحماية الفيزيائية لألدوات المعلوماتية‬
‫‪2‬‬
‫تتألف منها نظم اؼبعلومات من خالؿ ‪:‬‬
‫إدارة حسابات مستخدمي الشبكة ككلمات العبور اليت يصلوف بواسطتها اىل قواعد بياناتو ‪.‬‬
‫ربديد أطر الدخوؿ عن بعد كصياغة حدكد كاضحة للتخويل بالدخوؿ ‪.‬‬
‫توفَت برؾبيات ضباية النظاـ من التأثَتات الضارة بالفايركسات كالديداف‪.‬‬
‫هتيئة نسخ احتياطية للموارد اؼبعلوماتية كحفظها ُب اماكن آمنة‪.‬‬
‫إختيار التطبيقات الربؾبية اؼبناسبة غباالت االستخداـ اؼبختلفة ‪.‬‬
‫توُب خطط جاىزة لتجاكز االزمات اليت قد تعصف بالنظاـ اؼبعلوماٌب‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المستوى الثالث‪ :‬الحماية القانونية والتشريعية‬
‫‪ -‬سد الفراغ التشريعي ُب ؾباؿ مكافحة اعبردية اإللكًتكنية‪ ،‬على أف يكوف شامال للقواعد اؼبوضوعية كاإلجرائية‪،‬‬
‫كعلى كجو اػبصوص النص صراحة على ذبرًن الدخوؿ غَت اؼبصرح بو إىل اغباسب اآليل كشبكات االتصاؿ ( اإلنًتنت )‬
‫كالربيد اإللكًتكين‪ ،‬ككذلك اعتبار الربامج كاؼبعلومات من األمواؿ اؼبنقولة ذات القيمة‪ ،‬أم ربديد الطبيعة القانونية لألنشطة‬
‫اإلجرامية اليت سبارس على اغباسب اآليل كاإلنًتنت‪ ،‬كأيضا االعًتاؼ حبجية لألدلة الرقمية كإعطاؤىا حكم احملررات اليت يقبل‬
‫هبا القانوف كدليل إثبات ‪.‬‬
‫‪ -‬تكريس التطور اغباصل ُب نطاؽ تطبيق القانوف اعبنائي من حيث الزماف كاؼبكاف‪ ،‬كتطوير نظاـ تقادـ اعبردية‬
‫اإللكًتكنية ‪.‬‬
‫‪ -‬منح سلطات الضبط كا لتحقيق اغبق ُب إجراء تفتيش كضبط أم تقنية خاصة باعبردية اإللكًتكنية تفيد ُب إثباهتا‪،‬‬
‫على أف سبتد ىذه اإلجراءات إىل أية نظم حاسب آيل آخر لو صلة دبحل اعبردية ‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل التعاكف الدكيل على مستول اؼبنظمات الدكلية كدكر اؼبعاىدات الدكلية كمبدأ اؼبساعدة القانونية كالقضائية‬
‫اؼبتبادلة ‪.‬‬

‫‪ -1‬كردية شاُب جرب‪ ،‬االرىاب اؼبعلوماٌب‪ ،‬ؾبلة كلية اآلداب‪ ،‬العدد ‪ ،96‬ص ‪ ،652‬متوفر على الرابط االلكًتكين‪:‬‬
‫‪http://aladabj.net/wp-content/upload‬‬
‫‪ -2‬حسن مظفر الرزك‪ ،‬الفضاء المعلوماتي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬بَتكت‪ ،2007 ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪3‬مفتاح بوبكر اؼبطردم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54‬‬

‫‪325‬‬
‫جملة الرتاث‬
‫اإلرىاب اإللكتروني و انعكاساتو على األمن االجتماعي‬ ‫مجلة التراث‬

‫‪ -‬العمل على تطور ؾباؿ األمن االلكًتكين من خالؿ إعداد أنظمة ضبطية كقضائية مؤىلة ُب التعامل مع اعبرائم‬
‫اإللكًتكنية‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫بعد معاعبتنا للموضوع‪ ،‬خلصت الدراسة إىل أمهية تعزيز اعبهود الدكلية ُب مكافحة اعبرائم اؼبستحدثة اإلرىاب‬
‫اإللكًتكين‪ ،‬إذ ديكن القوؿ إف الطبيعة الدكلية للجردية اؼبعلوماتية استوجبت تعاكف دكيل من أجل مكافحة فعالة‪ ،‬حيث مل تعد‬
‫اغبدكد القائمة بُت الدكؿ حاجزا أماـ مرتكيب اعبرائم السيربانية كاإلرىاب اإللكًتكين‪ ،‬ك دبا أف أجهزة إنفاذ القانوف ال تستطيع‬
‫ذباكز حدكدىا اإلقليمية ؼبم ارسة األعماؿ القانونية كاف البد من إجياد آلية معينة للتعاكف مع الدكؿ باعتبارىا عضو ُب اجملتمع‬
‫الدكيل فبا يفرض عليها اإليفاء بااللتزامات اؼبًتتبة على ىذه العضوية ك من بينها االرتباط بعالقات دكلية ك ثنائية تتعلق‬
‫باستالـ ك تسليم اجملرمُت إضافة إىل ضركرة كجود تعاكف دكيل ُب ؾباؿ تدريب رجاؿ العدالة اعبزائية‪ ،‬أما أىم النتائج اليت ًب‬
‫التوصل اليها فتمثلت ُب اآلٌب‪:‬‬
‫إف تنامي ظاىرة اعبرائم اؼبعلوماتية عرب الوطنية دبا فيها اإلرىاب اإللكًتكين‪ ،‬كزبطي آثارىا حدكد الدكؿ ‪ ،‬أفرز صبلة من‬
‫التحديات على الصعيد الدكيل ذبسدت ُب اؼب قاـ األكؿ ُب بعض الصعوبات اليت تكتنف إثبات ىذه اعبرائم كقبوؿ الدليل‬
‫بشأهنا باعتبارىا ال تًتؾ أثران ماديان ملموسا‪ ،‬كما ىو اغباؿ ُب اعبرائم التقليدية ‪.‬‬
‫بالرغم من اعبهود اليت بي ًذلت كال تزاؿ تيبذؿ على اؼبستول الدكيل‪ ،‬فإف ىذه التحديات تبقى عصيٌة على اغبل ُب كثَت‬
‫من األحياف ُب غياب إسًتاتيجية كاضحة للتعامل مع ىذه الصنف من اعبرائم كمرتكبيها السيما ُب الدكؿ اليت مل تبادر بعد‬
‫إىل تعديل تشريعاهتا دبا يكفل ذباكز القوالب القانونية التقليدية اليت مل تعد تناسب مع متطلبات ىذا العصر ‪.‬‬
‫كفعاال ُب اؼبسائل اعبنائية‪ ،‬فال بد للبلداف كافة‬
‫تتطلب احملاربة الفعلية لإلرىاب اإللكًتكين تعاكنا دكليا متزايدا كسريعا ٌ‬
‫من ذبرًن استعماؿ أجهزة اغباسوب لغايات غَت مشركعة ُب تشريعاهتا احمللية‪ ،‬كما جيب دعم اعبهود احمللية بنوع جديد من‬
‫تسهل ارتكاب اعبرائم العابرة للحدكد‪ ،‬تتطلٌب احملاربة الفعلية للجرائم اؼبرتكبة بواسطة‬
‫التعاكف الدكيل دبا أف الشبكات العاؼبية ٌ‬
‫جهاز اغباسوب كاعبمع الفعلي لألدلة بالشكل اإللكًتكين ردا يكوف ُب منتهى السرعة‪.‬‬
‫إف اإلرىاب اإللكًتكين ىي جردية عابرة للحدكد كبالتايل تستدعي احملاربة الفعالة ؽبذه الظاىرة تعاكنا دكليا ُب اؼبسائل‬
‫كل بلد‪ ،‬ربوؿ مسائل مثل غياب التشريعات‬ ‫اعبرمية‪ ،‬فبما أف التعاكف الدكيل ىو كقف على األنظمة القانونية السائدة ُب ٌ‬
‫كعدـ التعريف بوضوح باعبرائم اإللكًتكنية ُب القوانُت احمللية أك عدـ استحداث اآلليات الضركرية للتحقيق ُب اعبرائم‬
‫اإللكًتكنية‪ ،‬كاستحالة حجز األصوؿ غَت اؼبادية كعدـ كفاية األحكاـ اؼبتعلقة بالًتحيل كباؼبساعدة القانونية اؼبتبادلة دكف‬
‫استجابة البلد اؼبعٍت بالشكل اؼبناسب لطلب تعاكف دكيل‪.‬‬
‫العمل على إرساء قواعد التعاكف اإلقليمي كالدكيل ُب ؾباؿ ضباية التكنولوجيا كمكافحة اعبرائم اليت تتم باستخداـ‬
‫الكمبيوتر أك عرب شبكة االنًتنت‪ ،‬كالسعي كبو إجياد إطار قانوين للتعاكف بُت النيابات العامة العربية كاألجنبية‪ ،‬أك االجهزة‬
‫اؼبساعدة ؽبا للعمل على اغبد من منو كتطور ىذه اعبرائم‪.‬‬
‫التأكيد على أمهية اإلجراءات الوقائية كالتعاكف الدكيل حملاربة اعبرائم اؼبتصلة بالكمبيوتر‪.‬‬

‫‪326‬‬
‫جملة الرتاث‬
‫اإلرىاب اإللكتروني و انعكاساتو على األمن االجتماعي‬ ‫مجلة التراث‬

‫قائمة المراجع ‪:‬‬


‫‪ .1‬أضبد ىالؿ الدين‪ ،‬اإلرىاب كالعنف السياسي‪ ،‬دار اغبرية‪ ،‬القاىرة‪.1989،‬‬
‫‪ .2‬أضبد فالح العموش‪ ،‬مستقبل اإلرىاب ُب ىذا القرف‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوـ األمنية‪ ،‬الرياض‪.2006 ،‬‬
‫‪ .3‬السيد عوض‪ ،‬اعبردية َب ؾبتمع متغَت‪ ،‬اؼبكتبة اؼبصرية‪ ،‬االسكندرية‪.2004،‬‬
‫‪ .4‬ربيع حسن؛ سيد رفاعى‪ ،‬مبادئ علمى اإلجراـ كالعقاب‪ ،‬اؼبؤسسة الفنية للطباعة كالنشر‪ ،‬القاىرة‪2001 ،‬‬
‫‪ .5‬عبد الرحيم صدؽ‪ ،‬اإلرىاب السياسي كالقانوف اعبنائي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاىرة‪.1985 ،‬‬
‫‪ .6‬عبداهلل بن مطلق بن عبداهلل اؼبطلق‪ ،‬اإلرىاب كأحكامو ُب الفقو اإلسالمي‪ ،‬دار ابن اعبوزم‪ ،‬الرياض‪1431 ،‬ق‪.‬‬
‫‪ .7‬ؿبمد األمُت البشرم‪" ،‬التحقيق ُب جرائم اغباسب اآليل"‪ ،‬كرقة حبثية ضمن ملتقى علمي حوؿ‪ :‬القانوف كالكمبيوتر كاإلنًتنت‬
‫بكلية الشريعة كالقانوف‪،‬اإلمارات ‪ ،‬أياـ ‪ 3 – 1‬مايو ‪.2000‬‬
‫‪ .8‬نعيم سعيداين‪" ،‬آليات البحث كالتحرم عن اعبردية اؼبعلوماتية ُب القانوف اعبزائرم"‪ ،‬مذكرة ماجستَت ُب العلوـ القانونية‪( ،‬كلية‬
‫اغبقوؽ‪ ،‬جامعة اغباج ػبضر باتنة‪.) 2013 ،‬‬
‫‪ .9‬كريستينا سكوؼباف‪ "،‬اإلجراءات الوقائية كالتعاكف الدكيل حملاربة اعبردية اإللكًتكنية"‪ ،‬كرقة حبثية مقدمة ضمن الندكة اإلقليمية‪:‬‬
‫اعبرائم اؼبتصلة بالكمبيوتر‪ ،‬اؼبغرب‪.2007 ،‬‬
‫‪ .10‬نورة طرشي‪" ،‬مكافحة اعبردية اؼبعلوماتية"‪ ،‬مذكرة ماجستَت ُب القانوف اعبنائي‪( ،‬كلية اغبقوؽ‪ ،‬جامعة اعبزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪ .11‬مدحت رمضاف‪ ،‬جرائم االعتداء على األشخاص كاإلنًتنت‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاىرة‪.2000 ،‬‬
‫‪ .12‬مفتاح بوبكر اؼبطردم‪ ،‬اعبردية اإللكًتكنية كالتغلب على ربديات"‪ ،‬كرقة حبثية مقدمة ضمن اؼبلتقى الثالث لرؤساء احملاكم العليا‬
‫ُب الدكؿ العربية‪ ،‬السوداف‪ ،‬أياـ ‪.2012 / 9 / 25-23‬‬
‫‪ .13‬حسُت بن سعيد بن سيف الغافرم‪" ،‬اعبهود الدكلية ُب مواجهة جرائم اإلنًتنت"‪ ،‬كرقة حبثية مقدمة ضمن اؼبلتقى العلمي‪:‬‬
‫سبل مكافحة اعبرائم االلكًتكنية‪ ،‬الرياض‪.2004 /5/4 ،‬‬
‫‪ .14‬حسن مظفر الرزك‪ ،‬الفضاء اؼبعلوماٌب‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بَتكت‪.2007 ،‬‬
‫‪ -‬المراجع االلكترونية‪:‬‬
‫‪ .1‬عبد العاؿ الديرىب‪" ،‬اعبردية االلكًتكنية بُت التشريع كالقضاء ُب الدكؿ الغربية"‪ ،‬اؼبركز العريب ألحباث الفضاء‬
‫اإللكًتكين‪ ،2017/01/12،‬على الرابط اإللكًتكين‪:‬‬
‫‪www.accronline.com/print_article.aspx?id=9679‬‬
‫‪ .2‬كردية شاُب جرب‪ ،‬االرىاب اؼبعلوماٌب‪ ،‬ؾبلة كلية اآلداب‪ ،‬العدد ‪ ،96‬ص ‪ ،652‬متوفر على الرابط االلكًتكين‪:‬‬
‫‪http://aladabj.net/wp-content/upload‬‬
‫‪ .3‬ؿبمد سيد سلطاف‪ُ ،‬ب أمن اؼبعلومات كضباية البيئة االلكًتكنية‪ ،2016/11/22 ،‬متوفر على الرابط اإللكًتكين‪:‬‬
‫‪http://www.nashiri.ne‬‬

‫‪ .4‬رائد العدكاف‪ "،‬اؼبعاعبة الدكلية لقضايا اإلرىاب اإللكًتكين"‪ ،2016/12/12 ،‬متوفر على الرابط اإللكًتكين‪:‬‬

‫‪327‬‬
‫جملة الرتاث‬
‫اإلرىاب اإللكتروني و انعكاساتو على األمن االجتماعي‬ ‫مجلة التراث‬

http://repository.nauss.edu.sa/bitstream/hand
:‫ متوفر على الرابط اإللكًتكين‬،2016/10/10،‫ اإلرىاب اإللكًتكين‬،‫ خلف إدريس اغببابسو‬.5
http://www.lawjo.net/vb/showthread.php?38805
:‫المراجع األجنبية‬
1. Malcom Anderson , Policing the world: Interpol the Politics of
International Police Co – Operation , Clarendon press, Oxford, 1989.
2. Mann, David & Sutton, Mike, Net crime, Brit. J. criminal, Vol., 38, No
2,Spring 1998, p. 220.

328
‫جملة الرتاث‬

You might also like