Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الثالثة
المحاضرة الثالثة
العولمططة والمخططاطر ،حيث يعتقططد بططأن العولمططة تططؤدي إلى نتططائج بعيططدة
المدى وتططترك آثارهططا على جططوانب الحيططاة االجتماعيططة غططير أنهططا عمليططة
1
خصوصا ً الواليات المتحدة والصين ،وهو مططا اقططترن بططتراجع الطلب على
لتفشي فططيروس كورونططا ،قططد وفّططر المنططاخ األكططثر مناسططبة لتسططعير هططذا
الصراع ،الذي يشهد العالم مزيططدا من فصططوله .وفي هططذا اإلطططار ،تبططدو
والتطمين الزائف ،وكأن كورونا قضططية أمن دولططة ،اسططتمرت عططدم ثقططة
طريططق العططزل والحجططر الصططحي ومن هططذا المنطلططق يمكن القططول إن
االجتمططاع اإلنسططاني قططد فشططل عنططدما تحططول إلى قريططة صططغيرة بفضططل
السططعادة وتغليب الخططير على الشططر .ذلططك أن منجططز الحداثططة كططان وراء
إلغاء وظيفة بعض منجزات الحداثة .وهذا بدوره يقودنا إلى هططدم فكططرة
3
حريططططططة الفططططططرد الططططططتي قططططططام عليهططططططا جططططططوهر الحداثططططططة.
وهكذاط يكون مجتمع الحداثة قططد عططاد إلى مططا قبططل الحداثططة حيث كططانت
قاده إلى ابتكار أشكال أولية لالعتقططاد يسططتمد منهططا القططوة قبططل ظهططور
األديان التوحيدية.
وفي االتجاه نفسه يرى جيدنز أننا نحيا في عالم يترنح على حافططة
إلى صوابه .فما يسميه مططاركس " فوضططي السطوق " يبططدو في عصططرنا
" الذي فيه تشكل العالقات الرأسمالية االقتصادية كفة المططيزان للعططالم
وحتى على الجانب اإليجابي أو األكثرط أهمية ،نحن نحيا في نظام الدولططة
القوميططة العالميططة وهططو نظططام ال نظططير لططه في التططاريخ ،ولكن فيططه من
4
الهشاشططة الواضططحة في تحطيم قططواه العظمى الططتي تسططلح بهططا على
من الخطر ،هو نتيجططة لعمليططة التحططديث ذاتهططا الططتي غططيرت من التنظيمط
االجتماعي .وقد ترتب على نشوء المجتمع الصططناعي بمططا يتضططمنه ذلططك
5
باعتبارهم فاعلين مشروطين تاريخيًا ،في ظل ظروف تاريخية متوارثة،
المجتمع يتم تطويره من خالل حركة انعكاسية ،ذهابًا وإيابًا ،بين مططا هططو
كائن وما هو ممكن .بالنسبة لجيدنز ،فإن "ما هو بنيوي" هططو مجموعططة
أيض طا من خالل
ً تحقيق اجتمططاعي من خالل ممارسططات الفططاعلين ،ولكن
معقططول ومقبططول ،ثم تشططكل البنيططة بعططد ذلططك "الوسططيط والنتيجططة غططير
كما يرفض جيدنز النظر إلى المجتمع باعتبار وجططوده مسططتقال ً عن
أفراده ،فهو يرى أن المجتمع ينتجه ويعيد إنتاجه فعل البشططر على غططرار
الموقف االجتماعي على أنه المحدد لفعل البشر ،فططالمجتمع يتم إنتاجططه
موارد وظروف ليسوا على وعىط بها ،أو ال يدركونها إال بصورة مشوشة.
في كونها حتمية إذ تتصل رؤيته بمفهططوم الممارسططة ،إذ يططرى أن الططذات
7
اإلنسانية بوصفها كائنًا عاقال ً فططاعالً ،تتحططدد عالقتهططا بططالمجتمع في ضططوء
والبنية في ضوء هذه الممارسات ،ال الفعل سابق على البنيططة وال البنيططة
سابقة على الفعل ،بل إن كالهما متضططمن في اآلخططر .وهططذا يقودنططا إلى
8
الضمنية ،والتي تتميز بططأن لهططا جططانبين يميزانهططا عن القططوانين المكتوبططة
على تأويل األفعال اليومية فيها ،ولقططد أطلططق جيططدنز على تلططك العمليططة
إذ يقوم هذا المفهوم على( :التأويططل من قبططل البططاحث ،وعلى محاولتططه
فهم التأويالت التي تبططنى عليهططا الحيططاة االجتماعيططة) ،ومن ثم فططإن فهم
9
النططاس ،وبنططائهم لمعططاني أفعططالهم ،إلى جططانب القيططام بتأويططل األفعططالط
10