Professional Documents
Culture Documents
حقوقيون
حقوقيون
عصام شيحة ,أمين عام المنظمة المصرية لحقوق الٳنسان ,أكد أن ظاهرة الهجرة و اللجوء تعد ظاهرة عالمية متجددة
رغم كونها تضرب بجذورها في عمق التاريخ.
وأشار شيحة ٳلى أن مصر من أوائل الدول فى دعم و مساندة حقوق الالجئيين ,و توفير سبل األمان االجتماعي
سياسيا ضمنت كافة حقوق المواطنة لالجئين باستثناء الحقوق االنتخابية ,طبقًا لكافة
ً االقتصادي ,و أنها منذ نشأتها
الدساتير التي مرت عليها.
و في كافة تلك المواثيق الدستورية هناك حقوق ثابتة لالجئين ,أبرزها توفير الضمانات السياسية لهم وعدم ٳجبارهم علي
العودة لوطنهم األصلي أو تغيير معتقداتهم الدينية أو الثقافية .هذا االحتضان لالجئين يعكس مفهوم «أخالق الدولة» الذي
يغيب عن الكثير من الدول في هذا الملف تحديدًا.
ومنذ اللحظة األولي رفضت مصر فكرة ٳقامة معسكرات لالجئين ,تفصلهم عن بقية مكونات المجتمع المصري ,و تعاملت
معهم كما تتعامل مع مواطنيها ,كاشفة عن حس ٳنساني اجتماعي قيل أن يكون سياسيًا.
كما أكد شيحة أن هناك ٳرادة سياسية لدي الدولة المصرية في التعامل مع الالجئين كما تتعامل مع مواطنيها دون تفرقة أو
استثناء ,و باتت بوتقة لٳعادة دمج هؤالء داخل البيئة المصرية كما فعلت قديمًا في تيارات الهجرة سواء األوروبية أو
الآسيوية ٳليها و تحديدًا في القرنين التاسع عشر و بداية القرن العشرين.
كما أكد أيضً ا أن مصر أعطت تراخيص لبعض الجاليات لفتح مصانع و ورش بل و مدارس خاصة لهؤالء الالجئين,
ألول مرة يكون هناك دورعبادة خاصة بهم و تحديًد ا األفارقة منهم ما يعكس حسب توصيفه ,سمة من سمات الشعب
مجتمعا متسامحًا.
ً المصري بكونه
و قال شيحة ٳن التقرير المقدم لمصر أمام المؤتمر السنوي لحقوق الٳنسان بچنيف في 13نوفمبر الحالي يحمل في
مضامينه التقدم الكبير الذي حققته مصر في مجال الحقوق األساسية سواء لمواطنيها أو الالجئيين.
وفق ًا لبيانات المفوضية العليا لالجئين في مصر ,فٳن تلك المفوضية تقدم خدماتها لما يزيد عم 252ألف الجئ و هم عبارة
عن الجئين و طالبي لجوء من العراق و ٳريتريا و ٳثيوبيا و جنوب السودان و السودان و اليمن .ما يعني ببساطة أن
الشريحة الكبري من الالجئين الذين يقدر عددهم قرابة 5ماليين الجئ يعتمدون علي الدولة و مؤسسات المجتمع المدني
المصري في الحصول علي احتياجاتهم األساسية.
حسب اعتراف المفوضية فٳن هؤالء االجئين يعيشون في مناطق حضرية ٳلي جانب المجتمعات المحلية ,ما يؤكد خلو
مصر من معسكرات و خيام الالجئين المنتشرة في الدول المجاورة لها بشكل واضح للعيان.
و حسب اعتراف المفوضيةُ ,يمنح الالجئون و طالبو اللجوء السوريون و السودانيون و اليمنيون ٳمكانية الوصول ٳلي سبل
التعليم العام علي قدم المساواة مع المواطنين .كما أن الدولة تمكنت من وضع حد للهجرة غير المشروعة عبر أراضيها
بالتعاون مع المفوضية العليا و شركائها في األمم المتحدة و المنظمات غير الحكومية لتوفير الحماية و المساعدة لطالبي
اللجوء و الالجئين .يتم تنسيق استجابة الالجئين من خالل مجموعة العمل المشتركة بين الوكاالت التي تقودها المفوضية.
فيما تطرق رئيس مؤسسة ملتقي الحوار للتنمية و حقوق الٳنسان سعيد عبد الحافظ لجوانب أخري كاشفة عن احتضان
مصر لهؤالء الالجئين علي كافة األصعدة ,قائلًا :يوجد في مصر الجئون من 57دولة علي وجه التحديد تم دمجهم في
العديد من المشاريع الصحية و التعليمية التي تشرف عليها الدولة كما حدث مع مشروع 100مليون صحة الذي شمل
هؤالء الالجئين من دون استثناء .كما نوه لظاهرة تسييس القضايا الٳنسانية في ٳدارة العالقات الدولية بتأكيده أن مجموعة
من المنظمات الحقوقية التي تتحالف مع تركيا و قطر لديها موقف سياسي من النظام المصري و تعمل منذ 2014علي
مهاجمة مصر و مؤسساتها ,و أن هذه المنظمات الحقوقية ال تلتزم بالمرجعية الحقوقية لالتفاقيات و المواثيق الدولية لحقوق
الٳنسان و حماية الالجئين ,و ال تلتزم كذلك بآليات الرصد و البحث المنهجي في عملها ,و تستهدف مصر من خالل
حوادث فردية ,في حين يمتلئ سجل قطر و تركيا بالعديد من االنتهاكات الصارخة لحقوق الٳنسان و الالجئين ٳال أننا نجد
صمتا كبيرًا من تلك المنظمات.
ً
أرجع عبد الحافظ هذا الصمت ٳلي ما أسماه ب «الحيل الشيطانية» التي تمارسها قطر علي سيبل المثال ,حيث سعت
لشراء صمت المنظمات الدولية ,و استخدمت حيلة ساعدت في تخفيف حدة الضغوط عليها ,و هي دعوة تلك المنظمات بما
فيها العمل الدولية التي رصدت جرائم الٳمارة ضد العمال ,أن تفتتح مقرًا لها في الدوحة ,و هو ما حدث منذ عام
.2018
أما عن الجوانب القانونية للدعم المصري لحقوق الالجئين ,فقد أكد الدكتور صالح فوزي الفقيه الدستوري ,أن مصر
استضافت في الفترة األخيرة عددًا كبيرًا من الالجئين من العديد من دول الجوار ,و منحتهم كافة الحقوق المقررة دوليًا ,و
سمحت لهم بممارسة التجارة و كافة األنشطة اليومية ,كما سمحت لهم بالتواجد في العديد من األماكن بمصر دون تفرقة,
وفقا لما نص عليه الدستور المصري في مادته رقم 91نص علي ..تمنح الدولة حق االلتجاء السياسي لكل أجنبي اضطهد ً
بسبب الدفاع عن مصالح الشعوب ,أو حقوق الٳنسان ,أو السالم ,أو العدالة ,و تسليم الالجئين السياسيين محظور ,و ذلك
كله وفقًا للقانون.
كما أشار ٳلي أن االتفاقية الخاصة بوضع الالجئين الصادرة عن األمم المتحدة أعطت الالجئين كثيرًا من الحقوق منها
حرية ممارسة شعائرهم الدينية و توفير التربية الدينية ألوالدهم ,و خضوع الالجئ لقانون دولته فيما يخص األحوال
الشخصية ,كما أن لالجئ الحرية الكاملة في امتالكه األموال المنقولة و غير المنقولة ,و يتمتع بنفس الحماية المقررة
للمواطن فيما يتعلق بالملكية الفكرية و الصناعية ,و أيضًا يتمتع بحق التقاضي و السكن المناسب و السماح بختيار محل
الٳقامة المناسب ,مؤكدًا أن مصر ملتزمة تمامًا بهذه االلتزامات بل بالعكس امتد أكثر من ذلك و وصل األمر ٳلي مراعاة
الالجئين صحيًا.
و من جانبه ,أكد المستشار أحمد جمال التهامي رئيس حزب حقوق الٳنسان و المواطنة أن مصر تحتضن ما يويد علي
خمسة ماليين الجئ و أنها الدولة الوحيدة التي ال تتعامل معهم علي أنهم الجئون بل يلقون نفس المعاملة التي يلقاها
المواطن ,حيث تتعامل مصر مع قضية الالجئين من منظور ٳنساني و ترفض ٳيداعهم في معسكرات أو مراكز تجميع و
عزلهم عن المجتمع بل و تحرص علي دمجهم داخل المجتمع بشكل كامل و تقدم لهم كافة الخدمات التي توفرها الدولة
بجميع المحافظات و أهمها التعليم و الصحة رغم ما يرتبه ذلك من زيادة األعباء االقتصادية.