You are on page 1of 2

‫حقوقيون ‪ :‬مصر تتعامل مع الالجئين بمفهوم «أخالق الدولة»‬

‫نحن الدولة الوحيدة التي تستضيف ‪ 5‬ماليين الجئ بال معسكرات‬


‫______________________________________________________________________________________‬

‫القاهرة لم توظف القضية سياسًي ا و لم تستغلها لالبتزاز‬


‫______________________________________________________________________________________‬

‫عصام شيحة‪ ,‬أمين عام المنظمة المصرية لحقوق الٳنسان‪ ,‬أكد أن ظاهرة الهجرة و اللجوء تعد ظاهرة عالمية متجددة‬
‫رغم كونها تضرب بجذورها في عمق التاريخ‪.‬‬

‫وأشار شيحة ٳلى أن مصر من أوائل الدول فى دعم و مساندة حقوق الالجئيين ‪ ,‬و توفير سبل األمان االجتماعي‬
‫سياسيا ضمنت كافة حقوق المواطنة لالجئين باستثناء الحقوق االنتخابية‪ ,‬طبقًا لكافة‬
‫ً‬ ‫االقتصادي‪ ,‬و أنها منذ نشأتها‬
‫الدساتير التي مرت عليها‪.‬‬

‫و في كافة تلك المواثيق الدستورية هناك حقوق ثابتة لالجئين ‪ ,‬أبرزها توفير الضمانات السياسية لهم وعدم ٳجبارهم علي‬
‫العودة لوطنهم األصلي أو تغيير معتقداتهم الدينية أو الثقافية‪ .‬هذا االحتضان لالجئين يعكس مفهوم «أخالق الدولة» الذي‬
‫يغيب عن الكثير من الدول في هذا الملف تحديدًا‪.‬‬

‫ومنذ اللحظة األولي رفضت مصر فكرة ٳقامة معسكرات لالجئين‪ ,‬تفصلهم عن بقية مكونات المجتمع المصري‪ ,‬و تعاملت‬
‫معهم كما تتعامل مع مواطنيها‪ ,‬كاشفة عن حس ٳنساني اجتماعي قيل أن يكون سياسيًا‪.‬‬

‫كما أكد شيحة أن هناك ٳرادة سياسية لدي الدولة المصرية في التعامل مع الالجئين كما تتعامل مع مواطنيها دون تفرقة أو‬
‫استثناء‪ ,‬و باتت بوتقة لٳعادة دمج هؤالء داخل البيئة المصرية كما فعلت قديمًا في تيارات الهجرة سواء األوروبية أو‬
‫الآسيوية ٳليها و تحديدًا في القرنين التاسع عشر و بداية القرن العشرين‪.‬‬

‫كما أكد أيضً ا أن مصر أعطت تراخيص لبعض الجاليات لفتح مصانع و ورش بل و مدارس خاصة لهؤالء الالجئين‪,‬‬
‫ألول مرة يكون هناك دورعبادة خاصة بهم و تحديًد ا األفارقة منهم ما يعكس حسب توصيفه‪ ,‬سمة من سمات الشعب‬
‫مجتمعا متسامحًا‪.‬‬
‫ً‬ ‫المصري بكونه‬

‫و قال شيحة ٳن التقرير المقدم لمصر أمام المؤتمر السنوي لحقوق الٳنسان بچنيف في ‪ 13‬نوفمبر الحالي يحمل في‬
‫مضامينه التقدم الكبير الذي حققته مصر في مجال الحقوق األساسية سواء لمواطنيها أو الالجئيين‪.‬‬

‫وفق ًا لبيانات المفوضية العليا لالجئين في مصر‪ ,‬فٳن تلك المفوضية تقدم خدماتها لما يزيد عم ‪ 252‬ألف الجئ و هم عبارة‬
‫عن الجئين و طالبي لجوء من العراق و ٳريتريا و ٳثيوبيا و جنوب السودان و السودان و اليمن‪ .‬ما يعني ببساطة أن‬
‫الشريحة الكبري من الالجئين الذين يقدر عددهم قرابة ‪ 5‬ماليين الجئ يعتمدون علي الدولة و مؤسسات المجتمع المدني‬
‫المصري في الحصول علي احتياجاتهم األساسية‪.‬‬

‫حسب اعتراف المفوضية فٳن هؤالء االجئين يعيشون في مناطق حضرية ٳلي جانب المجتمعات المحلية‪ ,‬ما يؤكد خلو‬
‫مصر من معسكرات و خيام الالجئين المنتشرة في الدول المجاورة لها بشكل واضح للعيان‪.‬‬
‫و حسب اعتراف المفوضية‪ُ ,‬يمنح الالجئون و طالبو اللجوء السوريون و السودانيون و اليمنيون ٳمكانية الوصول ٳلي سبل‬
‫التعليم العام علي قدم المساواة مع المواطنين‪ .‬كما أن الدولة تمكنت من وضع حد للهجرة غير المشروعة عبر أراضيها‬
‫بالتعاون مع المفوضية العليا و شركائها في األمم المتحدة و المنظمات غير الحكومية لتوفير الحماية و المساعدة لطالبي‬
‫اللجوء و الالجئين‪ .‬يتم تنسيق استجابة الالجئين من خالل مجموعة العمل المشتركة بين الوكاالت التي تقودها المفوضية‪.‬‬

‫فيما تطرق رئيس مؤسسة ملتقي الحوار للتنمية و حقوق الٳنسان سعيد عبد الحافظ لجوانب أخري كاشفة عن احتضان‬
‫مصر لهؤالء الالجئين علي كافة األصعدة ‪ ,‬قائلًا ‪ :‬يوجد في مصر الجئون من ‪ 57‬دولة علي وجه التحديد تم دمجهم في‬
‫العديد من المشاريع الصحية و التعليمية التي تشرف عليها الدولة كما حدث مع مشروع ‪ 100‬مليون صحة الذي شمل‬
‫هؤالء الالجئين من دون استثناء‪ .‬كما نوه لظاهرة تسييس القضايا الٳنسانية في ٳدارة العالقات الدولية بتأكيده أن مجموعة‬
‫من المنظمات الحقوقية التي تتحالف مع تركيا و قطر لديها موقف سياسي من النظام المصري و تعمل منذ ‪ 2014‬علي‬
‫مهاجمة مصر و مؤسساتها‪ ,‬و أن هذه المنظمات الحقوقية ال تلتزم بالمرجعية الحقوقية لالتفاقيات و المواثيق الدولية لحقوق‬
‫الٳنسان و حماية الالجئين‪ ,‬و ال تلتزم كذلك بآليات الرصد و البحث المنهجي في عملها‪ ,‬و تستهدف مصر من خالل‬
‫حوادث فردية ‪ ,‬في حين يمتلئ سجل قطر و تركيا بالعديد من االنتهاكات الصارخة لحقوق الٳنسان و الالجئين ٳال أننا نجد‬
‫صمتا كبيرًا من تلك المنظمات‪.‬‬
‫ً‬

‫أرجع عبد الحافظ هذا الصمت ٳلي ما أسماه ب «الحيل الشيطانية» التي تمارسها قطر علي سيبل المثال‪ ,‬حيث سعت‬
‫لشراء صمت المنظمات الدولية‪ ,‬و استخدمت حيلة ساعدت في تخفيف حدة الضغوط عليها‪ ,‬و هي دعوة تلك المنظمات بما‬
‫فيها العمل الدولية التي رصدت جرائم الٳمارة ضد العمال ‪ ,‬أن تفتتح مقرًا لها في الدوحة‪ ,‬و هو ما حدث منذ عام‬
‫‪.2018‬‬

‫أما عن الجوانب القانونية للدعم المصري لحقوق الالجئين‪ ,‬فقد أكد الدكتور صالح فوزي الفقيه الدستوري‪ ,‬أن مصر‬
‫استضافت في الفترة األخيرة عددًا كبيرًا من الالجئين من العديد من دول الجوار‪ ,‬و منحتهم كافة الحقوق المقررة دوليًا ‪ ,‬و‬
‫سمحت لهم بممارسة التجارة و كافة األنشطة اليومية‪ ,‬كما سمحت لهم بالتواجد في العديد من األماكن بمصر دون تفرقة‪,‬‬
‫وفقا لما نص عليه الدستور المصري في مادته رقم ‪ 91‬نص علي‪ ..‬تمنح الدولة حق االلتجاء السياسي لكل أجنبي اضطهد‬ ‫ً‬
‫بسبب الدفاع عن مصالح الشعوب‪ ,‬أو حقوق الٳنسان ‪ ,‬أو السالم‪ ,‬أو العدالة‪ ,‬و تسليم الالجئين السياسيين محظور‪ ,‬و ذلك‬
‫كله وفقًا للقانون‪.‬‬

‫كما أشار ٳلي أن االتفاقية الخاصة بوضع الالجئين الصادرة عن األمم المتحدة أعطت الالجئين كثيرًا من الحقوق منها‬
‫حرية ممارسة شعائرهم الدينية و توفير التربية الدينية ألوالدهم‪ ,‬و خضوع الالجئ لقانون دولته فيما يخص األحوال‬
‫الشخصية‪ ,‬كما أن لالجئ الحرية الكاملة في امتالكه األموال المنقولة و غير المنقولة‪ ,‬و يتمتع بنفس الحماية المقررة‬
‫للمواطن فيما يتعلق بالملكية الفكرية و الصناعية‪ ,‬و أيضًا يتمتع بحق التقاضي و السكن المناسب و السماح بختيار محل‬
‫الٳقامة المناسب‪ ,‬مؤكدًا أن مصر ملتزمة تمامًا بهذه االلتزامات بل بالعكس امتد أكثر من ذلك و وصل األمر ٳلي مراعاة‬
‫الالجئين صحيًا‪.‬‬

‫و من جانبه‪ ,‬أكد المستشار أحمد جمال التهامي رئيس حزب حقوق الٳنسان و المواطنة أن مصر تحتضن ما يويد علي‬
‫خمسة ماليين الجئ و أنها الدولة الوحيدة التي ال تتعامل معهم علي أنهم الجئون بل يلقون نفس المعاملة التي يلقاها‬
‫المواطن‪ ,‬حيث تتعامل مصر مع قضية الالجئين من منظور ٳنساني و ترفض ٳيداعهم في معسكرات أو مراكز تجميع و‬
‫عزلهم عن المجتمع بل و تحرص علي دمجهم داخل المجتمع بشكل كامل و تقدم لهم كافة الخدمات التي توفرها الدولة‬
‫بجميع المحافظات و أهمها التعليم و الصحة رغم ما يرتبه ذلك من زيادة األعباء االقتصادية‪.‬‬

You might also like