You are on page 1of 86

‫أسئةل أجاب علهيا ادلكتور هباء األمري ‪10‬‬

‫النسخة املنقحة‬

‫~‪~1‬‬
‫السؤال‬

‫‪Hussam Joui‬‬

‫لو مسحمت نريد استفسار من ادلكتور هباء عن م‪33‬اذا يقص‪33‬د يف كتاب‪33‬ه‪ :‬الهيود و‬
‫احلراكت الرسية يف احلروب الصليبية‪ ،‬يف طائفة يوحنا املعمدان اليت تعمل خفااي‬
‫املس يحية و اترخيه‪3‬ا ال‪3‬يت ينتس‪3‬ب إلهيا دافنيش‪ ،3‬و ه‪3‬ل ه‪3‬ذه الطائف‪3‬ة ال ت‪3‬ؤمن‬
‫بصلب السيد املسيح و قيامته أم يه من امله‪3‬رطقني؟ ومن املعل‪3‬وم حس‪3‬ب م‪3‬ا‬
‫تقول لك الكنائس املسيحية أهنا غنوصية وثنية‪.‬‬

‫الرد‬

‫دكتور هباء األمري‬

‫‪1‬‬

‫يوحن‪33‬ا املعم‪33‬دان ه‪33‬و ن‪33‬يب هللا حيي بن زكراي‪ ،‬وال عالق‪33‬ة هل ابحلراكت الرسية‪،‬‬
‫ولكهنا حولته إىل رمز ووظفته يف معركهتا التارخيي‪33‬ة م‪33‬ع الكنيس‪33‬ة وعقي‪33‬دهتا من‬
‫~‪~2‬‬
‫أجل تقويض املسيحية وإ حالل ما تريده حملها‪ ،‬فيوحنا املعمدان مق‪33‬دس يف لك‬
‫احلراكت الرسية وبعض‪333‬ها يف تعالميه أن‪333‬ه املس يح احلقيقي‪ ،‬وأن تعالميه ليس‪333‬ت‬
‫س‪33‬وى الهيودي‪33‬ة وم‪33‬ا يرتب‪33‬ط هبا من غاايت ب‪33‬ين إرسائيل‪ ،‬وأن املس يح مل يكن‬
‫س‪33‬وى اكهن من كه‪33‬ان ب‪33‬ين إرسائيل ومن أتب‪33‬اع يوحن‪33‬ا املعم‪33‬دان‪ ،‬وه‪33‬ذا م‪33‬ا‬
‫يقص‪33‬دونه ابملس يحية احلقيقي‪33‬ة‪ ،‬فطائف‪33‬ة يوحن‪33‬ا املعم‪33‬دان امس رم‪33‬زي احلراكت‬
‫الرسية ولعقيدهتا املناهضة للمسيحية التقليدية‪ ،‬وتعبري طائف‪33‬ة أو كنيس‪33‬ة يوحن‪33‬ا‬
‫من ابتاكر ألربت ابيك‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫احلراكت الرسية يف الغرب وعرب اترخيه تنفي الصلب وألوهية املس يح‪ ،‬لكن‬
‫ليس من أجل بيان احلق‪ ،‬بل من أجل معركهتا مع الكنيس‪33‬ة وعقي‪33‬دهتا واحلل‪33‬ول‬
‫يف وعي الغ‪33‬رب وتكوين‪33‬ه حمله‪33‬ا ونقهل من املس يحية إىل أابطي‪33‬ل من ن‪33‬وع آخ‪33‬ر‬
‫تض‪33‬ع مقالي‪33‬ده يف ي‪33‬دها‪ ،‬وه‪33‬ذه األابطي‪33‬ل ميزتج فهيا تق‪33‬ويض املس يحية إبزاح‪33‬ة‬

‫~‪~3‬‬
‫مسأةل األلوهية‪ ،‬وخلط املعرفة إبحياء الفلسفات الوثنية ونرش العقيدة القبالية‪،‬‬
‫وتسويق منوذهجا لأل خالق والاجامتع عرب ربطه برتيق العلوم الطبيعية‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫دافنيش ه‪33‬و أح‪33‬د مثار أرسة دي مديتيش يف إيطالي‪33‬ا وعقيدت‪33‬ه وأفاكره ال‪33‬يت‬
‫ترمجه‪33‬ا يف أعامهل ولوحات‪33‬ه من آاثر م‪33‬ا فعل‪33‬وه وم‪33‬ا بث‪33‬وه فهيا‪ ،‬ويه نفس‪33‬ها عقائ‪33‬د‬
‫حركة الروزيكروشيان‪ ،‬وذلا فدافنيش عندان ه‪33‬و أح‪33‬د أعض‪33‬اء األجي‪33‬ال األوىل‬
‫من احلركة ويه فرضية ال وس يةل لتأكي‪33‬دها س‪33‬وى مض‪33‬اهاة أفاكره وموقف‪33‬ه من‬
‫الكنيسة واملسيحية بتعالمي حرك‪33‬ة الروزيكروش يان‪ ،‬ألن احلرك‪33‬ة يف أول ق‪33‬رن‬
‫عىل األقل من تكويهنا وكام تنص يف وثيق‪33‬ة إش‪33‬هارها مل تكن س‪33‬وى أفاكر تعم‪33‬ل‬
‫احلرك‪33‬ة عىل اجت‪33‬ذاب األنص‪33‬ار وجتني‪33‬د األعض‪33‬اء لبهثا يف اجملمتع‪33‬ات وتغي‪33‬ري وعي‬
‫معوم الناس هبا ممزوجة مبامرس‪3‬ة الطب وتق‪3‬دمي العالج‪3‬ات وتط‪3‬وير العل‪3‬وم دون‬
‫وج ‪33‬ود هيلك تنظميي وال درج ‪33‬ات وال م ‪33‬راتب وال ح ‪33‬ىت مق ‪33‬رات أو مراك ‪33‬ز‬

‫~‪~4‬‬
‫لالجامتع‪ ،‬ومثل دافنيش يف تطابق أفاكره ومعتقدات‪3‬ه م‪3‬ع تع‪3‬المي حرك‪3‬ة الص‪3‬ليب‬
‫ال‪33‬وردي وفلس‪33‬فهتا واش‪33‬تباه الانامتء إىل أجياله‪33‬ا األوىل كوبرنيك‪33‬وس وكبل‪33‬ر من‬
‫العلامء وابرسيلس‪33‬وس‪ 3‬من األطب‪33‬اء وميكي‪33‬افيليل من املفك‪33‬رين ولكهم اكنوا من‬
‫أتباع أرسة دي مديتيش أو عىل صةل وثيقة هبا أو يقعون يف جمال معلها وآاثرها‬

‫‪4‬‬

‫أش‪33‬هر من ي ُش‪33‬تبه‪ ،‬أو أش‪33‬تبه أان يف احلقيق‪33‬ة‪ ،‬يف أن‪33‬ه من األجي‪33‬ال األوىل غ‪33‬ري‬
‫التنظميي ‪33‬ة من حرك ‪33‬ة الروزيكروش يان ومن أش ‪33‬دمه غراب ‪33‬ة وإ اثرة مؤس ‪33‬س‬
‫الربوتس تانتية م‪333‬ارتن ل‪333‬وثر‪ ،‬وعىل ذكل ق‪333‬رائن أكرثه‪333‬ا طراف‪333‬ة ش‪333‬عاره‪،‬‬
‫فالروزيكروش يان مع‪33‬ىن امسها الص‪33‬ليب ال‪33‬وردي أو الص‪33‬ليب وال‪33‬وردة‪ ،‬وه‪33‬و‬
‫نفسه رمز احلركة وشعارها‪ ،‬والرمز األصيل القدمي للحركة اكن يرمس يف صورة‬
‫صليب أبيض حيوي يف وسطه يف موضع التقاء أيدي‪33‬ه وجس‪33‬مه وردة محراء‪ ،‬أو‬
‫يف ص‪33‬ورة وردة محراء يف وس‪33‬طها ص‪33‬ليب أبيض داخ‪33‬ل قلب‪ ،‬وه‪33‬ذا الش‪33‬لك‬

‫~‪~5‬‬
‫األخري هو نفسه شعار لوثر ورمزه‪ ،‬فش‪3‬عار ل‪3‬وثر ه‪3‬و الص‪3‬ليب وال‪3‬وردة‪ ،‬واكن‬
‫يف ص‪33‬ورة وردة بيض‪33‬اء حتي‪33‬ط وريقاهتا بص‪33‬ليب يف وس‪33‬طها داخ‪33‬ل قلب أمحر‪،‬‬
‫وش‪33‬عار ل‪33‬وثر حمف‪33‬وظ منقوش ‪ً 3‬ا عىل زج‪33‬اج إح‪33‬دى نواف‪33‬ذ كنيس‪33‬ة كوبش تاد يف‬
‫ث ‪33‬ورجنن يف أملاني ‪33‬ا‪ ،‬وأدي ‪33‬رة أملاني ‪33‬ا وكنائس ‪33‬ها يه الب ‪33‬ؤرة ال ‪33‬يت تك‪3 3‬ونت فهيا‬
‫الروزيكروشيان وبدأت مهنا نشاطها طبق ًا لوثيقة إشهارها‪.‬‬

‫السؤال‬

‫‪Amier M‬‬

‫ما يه الكتب اليت ينصح هبا ادلكتور هباء؟‬

‫~‪~6‬‬
‫الرد‬

‫دكتور هباء األمري‬

‫‪1‬‬

‫يبدو سؤاكل يف ظاهره س‪3‬ه ًال لكن‪3‬ه يف احلقيق‪3‬ة ش‪3‬ديد الص‪3‬عوبة‪ ،‬ألن املس‪3‬أةل‬
‫ليست ما أرحشه أو أخت‪3‬اره من كتب ب‪3‬ل أن يك‪3‬ون ذكل مناس ب ًا حلاكل ومالمئ ًا‬
‫لطاقتك وقدراتك وقادر ًا عىل إخراجك من ادلوام‪3‬ة ال‪3‬يت أنت فهيا ح‪3‬ىت وإ ن مل‬
‫يكن األوىف أو األفضل‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫أول ما جيب أن تبدأ به وأمهه عىل اإلطالق ه‪3‬و أن تق‪3‬رأ الق‪3‬رآن وأن تس‪3‬معه‬
‫يف أوق‪3‬ات فراغ‪3‬ك م‪3‬ا أمكن‪3‬ك ذكل‪ ،‬وأن يك‪3‬ون ذكل من ق‪3‬ارئ ن‪3‬دي الص‪3‬وت‬
‫ويقرأ ق‪3‬راءة متناس‪3‬قة‪ ،‬ف‪3‬القرآن ليس فق‪3‬ط لكامت ومع‪3‬ان‪ ،‬ب‪3‬ل ه‪3‬و أيض‪ً 3‬ا كت‪3‬اب‬
‫ص‪33‬ويت هل م‪33‬ؤثرات مبارشة يف النفس وإ ن مل تس تطع إدراك املع‪33‬ىن اكم ًال‪ ،‬ومبا‬
‫~‪~7‬‬
‫أنك من مرص أرحش كل سامع القرآن املرتل بصوت الشيخ احلرصي أو الشيخ‬
‫املنشاوي‪ ،‬فاسمتع للقرآن ودع نفسك تعيش فيه وعقكل يرحتل مع آايته‪ ،‬وأنت‬
‫توقن بوجود اخلالق واحلساب واحلي‪3‬اة بع‪3‬د املوت وإ ال ص‪3‬ار لك يشء عبث‪ً 3‬ا وال‬
‫معىن هل‪ ،‬وحينئذ‪ 3‬سزيول من بينك وبني القرآن احلج‪3‬اب اذلي جعهل ع‪3‬ز وج‪3‬ل‬
‫بني القرآن وبني من ال يؤمنون ابآلخرة‪:‬‬
‫ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫ٱ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ۡ‬ ‫﴿و َذا قَ ‪3َ 3‬ر ۡأ َت لق ‪3ۡ 3‬ر َء َان َج َعلنَ ‪33‬ا بَیۡنَ ‪33‬ك َوب َ َ َین یُ ۡؤمنُ ‪َ 3‬‬
‫‪3‬ون ِب لـَٔ‪3 3‬اخ َرة ح َجااًب‬ ‫ِ‬ ‫اَل‬ ‫ِ‬ ‫ذَّل‬ ‫نۡی‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬
‫ِإ‬
‫َّم ۡس ُت ًورا﴾ [اإلرساء‪]٤٥ :‬‬

‫‪3‬‬

‫بعد ذكل أنت حباجة إىل كتب مبس‪3‬طة خالي‪3‬ة من التعقي‪3‬د واملص‪3‬طلحات ومن‬
‫اخلالفات ومكتوبة بأس‪33‬لوب أديب لني خياطب النفس والوج‪33‬دان أو ًال وتربط‪33‬ك‬
‫ابلقرآن وعقيدة اإلسالم وابلنيب وسريته وتقرهبا إليك‪ ،‬فه‪33‬ذه بعض الكتب ال‪33‬يت‬

‫~‪~8‬‬
‫أرحشها كل لتبدأ هبا وأراها مناسبة حلاكل ولطريقتك يف التعبري رمغ ما قد يبدو‬
‫يف اختيار بعضها من غرابة ورمغ أن فهيا ما نستدركه‪:‬‬

‫أ‪ -‬مبا أن‪3‬ك هممت مبس‪3‬أةل العل‪3‬وم يف الق‪3‬رآن جيب أن تق‪3‬رأ كت‪3‬اب‪ :‬الق‪3‬رآن واإلجني‪3‬ل‬
‫والت‪33‬وراة والعمل ملوريس بواكي‪ ،‬وق‪33‬د اخرتت‪33‬ه كل من بني كتب اإلجعاز العلمي‬
‫ألن صاحبه غريب وليس يف الكمه شهبة العاطفة والتحزي‪.‬‬

‫ب‪ -‬كتاب عقيدة املسمل للشيخ‪ 3‬محمد الغزايل‪.‬‬

‫ج‪ -‬كتاب أنبياء هللا ألمحد هبجت‪.‬‬

‫د‪ -‬كتاب رجال حول الرسول خلادل محمد خادل‪.‬‬

‫هـ‪ -‬كتاب الرحيق اخملتوم للمباركفوري‪.‬‬

‫~‪~9‬‬
‫السؤال‬

‫‪Zn8aZn8a‬‬

‫ما رأي ادلكتور يف رؤية السعودية ‪ 2030‬حتديدا يف ما يتعل‪33‬ق بط‪33‬رح ج‪33‬زء‬


‫من أرامك‪33‬و لإل كتت‪33‬اب وت‪33‬رك الاعامتد عىل النفط؟ وم‪33‬اذا عن رشكة م‪33‬اكيزني‬
‫ال‪33‬يت تاكد تك‪33‬ون يه ص‪33‬احبة ه‪33‬ذه الرؤي‪33‬ة يف احلقيق‪33‬ة فه‪33‬ل له‪33‬ا ص‪33‬ةل ابحلراكت‬
‫الرسية أو ابلبدلربريج؟‬

‫الرد‬

‫دكتور هباء األمري‬

‫‪1‬‬

‫كواليس املؤسسات واإلدارة األمريكية ليست سوى ماكمن يس توطهنا الهيود‬


‫والطبق‪33‬ات ال‪33‬يت ت‪33‬دور من ح‪33‬وهلم ويس يطرون من خالله‪33‬ا عىل عق‪33‬ل الوالايت‬

‫~‪~10‬‬
‫املتح‪3333‬دة ويتحمكون يف مس‪3333‬ارها وسياس‪3333‬اهتا‪ ،‬ويف ك‪3333‬واليس وزاريت ادلفاع‬
‫واخلارجية األمريكية خطط مكتوبة لتفكيك اململكة‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫حني اهنارت أسعار البرتول فرس احمللل‪3‬ون واخلرباء من الن‪3‬وع الاس‪3‬رتابطيخي‬


‫اذلين مأل وا حصف بالليص‪ 3‬س تان وشاش‪33‬اهتا م‪33‬ا حيدث بأن‪33‬ه خيالف التوقع‪33‬ات‬
‫املنطقي‪3‬ة لس‪3‬وق الب‪3‬رتول ال‪3‬يت ينبغي معه‪33‬ا ارتف‪3‬اع أس‪33‬عاره ملا حيدث يف من‪3‬اطق‬
‫إنتاج‪333‬ه من ه‪333‬زات اجامتعي‪333‬ة ورصاعات سياس ية هتدد بعرقةل اس تخراجه‬
‫وتص‪33‬ديره‪ ،‬واكن تفس‪33‬ريمه حلدوث العكس أن ذكل أم‪33‬ر مقص‪33‬ود من الوالايت‬
‫املتح‪33‬دة ال‪33‬يت تس يطر عىل أس‪33‬واق الب‪33‬رتول وتس‪33‬عريه‪ ،‬ليك‪33‬ون ذكل رضبة مهنا‬
‫موهجة لروس يا‪ ،‬وم‪33‬ا ال يدرك‪33‬ه ه‪33‬ؤالء اخلرباء من الط‪33‬راز األم‪33‬ربيقي أن اذلي‬
‫يس يطر عىل أس ‪33‬واق الب ‪33‬رتول ويتحمك يف تس ‪33‬عريه ولك م ‪33‬ا يتص ‪33‬ل إبنتاج ‪33‬ه‬
‫وصناعته ليس اإلدارات واملؤسسات األمريكية الرمسية‪ ،‬اليت ليس لها س‪33‬لطان‬

‫~‪~11‬‬
‫عىل إص‪3‬دار ادلوالر معةل ادلوةل وال عالق‪3‬ة له‪3‬ا بقميت‪3‬ه وال مق‪3‬دار م‪3‬ا يطب‪3‬ع من‪3‬ه‪،‬‬
‫فض‪ً 3‬ال عن أن يك‪33‬ون له‪33‬ا س‪33‬لطة عىل م‪33‬ا س‪33‬واه يف ع‪33‬امل املال والاقتص‪33‬اد‪ ،‬اذلي‬
‫يتحمك يف س‪333‬وق الب‪333‬رتول وتس‪333‬عريه رشاكت الب‪333‬رتول األمريكي‪333‬ة م‪333‬ع بعض‬
‫الرشاكت األوروبية مثل ب‪33‬ريتش ب‪33‬رتوليوم والرشكة امللكي‪33‬ة الهولندي‪33‬ة للب‪33‬رتول‬
‫شل‪ ،‬ويه لكها رشاكت هيودية ورؤساؤها مجيع ًا من أعض‪33‬اء البدلربرج ‪ ،‬ودف‪33‬ع‬
‫ه‪33‬ذه الرشاكت أس‪33‬عار الب‪33‬رتول حنو الاخنف‪33‬اض عىل عكس م‪33‬ا ينبغي أن حيدث‬
‫طبق ًا آللي‪3‬ات الس‪3‬وق يف ال‪3‬وقت اذلي يمت في‪3‬ه تس‪3‬خني املنطق‪3‬ة ودفعه‪3‬ا يف اجتاه‬
‫رصاعات سياسية وعس‪33‬كرية متع‪33‬ددة األط‪33‬راف املقص‪33‬ود ب‪33‬ه اخلليج خصوص‪ً 3‬ا‬
‫اململك‪33‬ة‪ ،‬ألن اق‪33‬رتان اخنف‪33‬اض أس‪33‬عار الب‪33‬رتول م‪33‬ع خوض‪33‬ها نزاع‪33‬ات عس‪33‬كرية‬
‫متعددة ويف جهبات خمتلفة هو إح‪33‬دى وس‪33‬ائلهم لقلقةل توازانهتا ادلاخلي‪33‬ة ودفعه‪33‬ا‬
‫حنو التفكك‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫~‪~12‬‬
‫الاقتصاد األحادي القامئ عىل سلعة واح‪33‬دة ي‪33‬وفر الغ‪33‬ىن لكن‪33‬ه ال حيق‪33‬ق الق‪33‬وة‪،‬‬
‫والصحيح اكن أن تتح‪33‬ول ف‪33‬وائض الب‪33‬رتول إىل أص‪33‬ول اثبت‪33‬ة ص‪33‬ناعية وزراعي‪33‬ة‬
‫يتغري هبا الاقتصاد من الريع إىل اإلنت‪33‬اج وتك‪33‬ون ال‪33‬رثوة احلقيقي‪33‬ة في‪33‬ه يه البرش‬
‫وم‪33‬ا ينتجون‪33‬ه‪ ،‬وم‪33‬ا تفعهل م‪33‬اكيزني وأخواهتا ه‪33‬و دف‪33‬ع اململك‪33‬ة حنو التح‪33‬ول من‬
‫اقتصاد الريع إىل الاقتصاد اخلديم وليس اإلنتايج‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫اململك‪33‬ة أقميت عىل هندس‪33‬ة ووزن‪33‬ة خالص‪33‬هتا إش باع الس‪33‬لطة حلاج‪33‬ات معوم‬
‫الناس املادية واحلياتية وحف‪33‬ظ أمهنم ادلاخيل م‪33‬ع إش باع حاج‪33‬اهتم ادليني‪33‬ة بعامرة‬
‫املساجد وإ قامة الشعائر ووج‪33‬ود مظ‪33‬اهر اإلس‪33‬الم يف اجملمتع يف مقاب‪33‬ل انرصافهم‬
‫عن الش‪33‬ؤون العام‪33‬ة وت‪33‬رك سياس‪33‬ة األم‪33‬ور خصوص ‪ً 3‬ا اخلارجي‪33‬ة ألويل األم‪33‬ر‪،‬‬
‫وه‪33‬ذه الهندس‪33‬ة والوزن‪33‬ة العربي‪33‬ة التقليدي‪33‬ة معوده‪33‬ا الطاع‪33‬ة وأواتده‪33‬ا الال‪33‬زتام‬
‫األخاليق والانض ‪33‬باط الاجامتعي‪ ،‬وم ‪33‬ا ينبغي أن ينتب ‪33‬ه إلي ‪33‬ه أول ‪33‬و األم ‪33‬ر أن‬

‫~‪~13‬‬
‫وص‪33‬فات املؤسس‪33‬ات الغربي‪33‬ة ليس‪33‬ت اقتص‪33‬ادية خالص‪33‬ة ب‪33‬ل يص‪33‬احهبا يف املدى‬
‫املتوس‪33‬ط والطوي‪33‬ل تغ‪33‬ريات أخالقي‪33‬ة واجامتعي‪33‬ة‪ ،‬ف‪33‬األخالق متي‪33‬ل حنو التحل‪33‬ل‬
‫والنسيج‪ 3‬الاجامتعي حنو التفكك‪ ،‬مع ميل معوم الناس إىل الانشغال ابلسياس‪33‬ة‬
‫والش‪33‬ؤون العام‪33‬ة وحمااكة المنط الغ‪33‬ريب يف العالق‪33‬ة بني الس‪33‬لطة واجملمتع‪ ،‬وه‪33‬ذه‬
‫التغريات اليت ال يشريون إلهيا يف وصفاهتم يعلموهنا ويه ما يريدونه يف احلقيقة‪،‬‬
‫فإذا مل يكن من سيأخذ وصفة املؤسسات الغربية عىل وعي بذكل ويتحسب هل‬
‫فسيفاجأ أن التحول من أجل ازده‪33‬ار الاقتص‪33‬اد ق‪33‬د أفىض إىل خل‪33‬ل يف الوزن‪33‬ة‬
‫اليت أقميت علهيا ادلوةل وم‪33‬ا يص‪33‬احب ذكل من هزاه‪33‬ز يف األخالق وقالق‪33‬ل يف‬
‫الاجامتع مث ظهور آاثر ذكل يف السياسة والعالقة بني السلطة ومعوم الناس‪.‬‬

‫~‪~14‬‬
‫السؤال‬

‫مس ‪33‬اء اخلري عليمك‪ ،‬عن ‪33‬دي استفس ‪33‬ار لدلكتور هباء‪ ،‬كي ‪33‬ف جليش فرنس ‪33‬ا و‬
‫إجنلرتا أن يكوان متحارابن و متفقان عىل أهداف معينة يف نفس الوقت؟‬

‫و شكرا‪.‬‬

‫الرد‬

‫دكتور هباء األمري‬

‫‪1‬‬

‫ختليق الرصاعات وتغذيهتا والوقوف خلف األطراف املتنازعة ودفعها للص‪33‬دام‬


‫أسلوب تقليدي واسرتاتيجية عريقة للحراكت الرسية يف لك العصور‪.‬‬

‫فأو ًال من خالل ه‪33‬ذا الرصاع يمت حتري‪33‬ك األح‪33‬داث ودفعه‪33‬ا حنو م‪33‬ا يري‪33‬دون‪،‬‬
‫فإس‪33‬قاط ادلول حيت‪33‬اج إىل إهناكه‪33‬ا أو إهناك غريه‪33‬ا هبا‪ ،‬وتقس ميها أو إزالهتا أو‬
‫~‪~15‬‬
‫تقس مي غريه‪33‬ا هبا ال يمت إال من خالل الص‪33‬دامات واحلروب‪ ،‬فالوالايت املتح‪33‬دة‬
‫وروسيا يتنازعان يف سوراي ونزاعهام ه‪33‬ذا ه‪33‬و نفس‪33‬ه وس يةل متزيقه‪33‬ا ول‪33‬و اتفق‪33‬ا‬
‫عىل غاية واحدة ومنارصة طرف واحد ملا حتقق ما يريده الهيود‪.‬‬

‫واثني‪ً 33‬ا‪ :‬احلروب والرصاعات يواكهبا ازده‪33‬ار ص‪33‬ناعة الس‪33‬الح وجتارت‪33‬ه ال‪33‬يت‬
‫يسيطر علهيا يف اجلهبتني الهيود واملاسون‪.‬‬

‫واثلث ًا‪ :‬احلروب والرصاعات املسلحة حتتاج إىل متويل ال متلك‪33‬ه احلكوم‪33‬ات ب‪33‬ل‬
‫يأتهيا من البن‪33‬وك وبي‪33‬وت املال ل‪33‬رتده إلهيا أض‪33‬عاف ًا مض‪33‬اعفة وتس يطر ب‪33‬ه ه‪33‬ذه‬
‫البن‪33‬وك عىل مقالي‪33‬د اجملمتع‪33‬ات ومفاتيحه‪33‬ا‪ ،‬ويف احلرب العاملي‪33‬ة األوىل انترصت‬
‫الوالايت املتح ‪33‬دة وحلفاؤه ‪33‬ا عس ‪33‬كر ًاي ولكن املنترص احلقيقي اذلي ال تس ‪33‬جهل‬
‫كتب الت‪33‬ارخي ه‪33‬و بن‪33‬وك الهيود واملاس‪33‬ون ومؤسس‪33‬اهتم املالي‪33‬ة ال‪33‬يت خ‪33‬رجت‬
‫أطراف احلرب لكها مهنا ويه مدين‪33‬ة له‪33‬ا وتس‪33‬دد له‪33‬ا ابذلهب م‪33‬ا اقرتض‪33‬ته مهنا‬
‫أسلحة وبضائع!‬

‫~‪~16‬‬
‫‪2‬‬

‫تن ‪33‬ازع بريطاني ‪33‬ا وفرنس ‪33‬ا يف مي ‪33‬ادين بالد الع ‪33‬رب ه ‪33‬و اذلي أنتج اتفاقهام يف‬
‫سايكس بيك‪3‬و لتجزئة ه‪3‬ذه البالد‪ 3‬وتقسميها ووضع احلدود بيهنا ليتلو ذكل تسلمي‬
‫لك قطعة فهيا إىل سلطة وخنبة وتركهم يتنازعون مع ًا ليس تمكلوا إقام‪33‬ة احلواجز‬
‫القانونية والاجامتعية والسياسية بيهنا‪ ،‬ولو مل يكن هذا التنازع الظاهر واملسلح‪3‬‬
‫يف امليادين ملا اكن مثة اتفاق وال جتزئة وال تقسمي‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫من تص ‪33‬ارعوا يف مي ‪33‬ادين القت ‪33‬ال من لك األط ‪33‬راف ليس ‪33‬وا مه من ميلك ‪33‬ون‬
‫السيناريو وال مه من يوهجون املسار وال ي‪33‬ديرون األح‪33‬داث وال يعلم‪33‬ون الغاي‪33‬ة‬
‫احلقيقية مما حيدث‪ ،‬بل خلف هؤالء وفوقهم طبقة أخرى يه اليت متسك مبقالي‪33‬د‬
‫ه‪33‬ؤالء وت‪33‬دفعهم حنو الرصاع من خالل أه‪33‬داف مرحلي‪33‬ة ميوه‪33‬ون فهيا غاايهتم‬
‫التارخيية‪ ،‬فيكون حتقيق من يتصادمون يف ساحات القتال ألهدافهم جمرد خطوة‬

‫~‪~17‬‬
‫يف طريق الهيود واملاسون حنو غاايهتم‪ ،‬ويف احلرب العاملية األوىل أوائ‪33‬ل الق‪33‬رن‬
‫العرشين اكن ق‪33‬ادة جيش بريطاني‪33‬ا يف اجلهبة الغربي‪33‬ة ي‪33‬ديرون املع‪33‬ارك واجلن‪33‬ود‬
‫خيوضوهنا من أجل جمد بريطانيا بيامن رئيس احلكوم‪3‬ة لوي‪3‬د ج‪3‬ورج اذلي خيوض‬
‫هبم احلرب كتب هو نفس‪3‬ه يف مذكرات‪33‬ه أن‪3‬ه دف‪33‬ع ق‪3‬وات بريطاني‪33‬ا حنو الش‪3‬ام من‬
‫أج‪33‬ل الس يطرة عىل فلس‪33‬طني وإ ع‪33‬ادة الهيود إلهيا‪ ،‬ويق‪33‬ول إن‪33‬ه مل يكن ي‪33‬رى يف‬
‫احلرب غريها ولك يشء يف مواقع القتال وجهبات املعارك اكن ي‪33‬ذكره بفلس‪33‬طني‬
‫التوراتية وبسرية بين إرسائيل فهيا‪ ،‬وصاحب الس‪33‬يناريو ليس لوي‪33‬د ج‪33‬ورج كام‬
‫قد يتبادر إىل ذهنك‪ ،‬بل من استوطنوا رأسه ورب‪33‬وه عىل ه‪33‬ذه الغاي‪33‬ة ورتب‪33‬وا‬
‫لصعوده إىل رأس السلطة‪ ،‬ليسري تلقائي ًا حنوها‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫لفهم أمعق ومعلوم‪3‬ات أك‪3‬رث ارج‪3‬ع إىل فص‪3‬ل الهيود واحلرب من كت‪3‬اب ال‪3‬ويح‬
‫ونقيضه‪.‬‬

‫~‪~18‬‬
‫السؤال‬

‫‪tergo90‬‬

‫ابرك هللا فيك اي دكتور‪ ،‬نرجوا منمك إعادة لقاءات أخ‪3‬رى ليك تفي‪3‬دوان اك‪3‬رث‪.‬‬
‫عندي سؤال حول األحداث اليت جرت بسنني قبل سقوط ادلوةل العامثنية من‬
‫ثورات عربية و دور عيل ابشا يف حماربة الثورة يف اجلزيرة العربية‪.‬‬

‫و شكرا‪.‬‬

‫الرد‬

‫دكتور هباء األمري‬

‫‪1‬‬

‫احلراكت الرسية تاكحف ع ‪33‬رب الت ‪33‬ارخي من أج ‪33‬ل اس ‪33‬تيطان لك بدل والمتدد بني‬
‫البالد‪ 3‬وخلق قنوات للرتابط بني أجزاهئا فامي استوطنته‪ ،‬مث توظي‪33‬ف الظ‪33‬روف‬

‫~‪~19‬‬
‫واملالبسات‪ 3‬يف لك بدل أو ختليقها دلفع امجليع أو تق‪33‬ريهبم‪ 3‬خط‪33‬وة خط‪33‬وة من غاي‪33‬ة‬
‫هذه احلراكت اليت تكون غري مرئية ومموه‪33‬ة يف األه‪33‬داف اجلزئي‪33‬ة للك بدل ويف‬
‫لك مرحل‪33‬ة وال تظه ‪33‬ر إال بع ‪33‬د أن تك ‪33‬ون ه ‪33‬ذه احلراكت ق ‪33‬د س يطرت عىل‬
‫مسارات امجليع ووهجهتا حنو اإللتقاء يف غايهتا‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫قبل إسقاط ادلوةل العامثني‪33‬ة بعرشات الس نني ومئاهتا اكن الهيود الرصحاء مهنم‬
‫واألخفياء وما يستوطنونه من حراكت علني‪3‬ة ورسية تعم‪3‬ل عىل التوغ‪3‬ل يف لك‬
‫اجلهبات والسيطرة عىل مفاتيح اجملمتعات يف لك األطراف اليت له‪33‬ا ص‪33‬ةل بغايهتا‪،‬‬
‫خصوص ‪ً 3‬ا املال واملؤسس‪33‬ات الاقتص‪33‬ادية واإلعالم وعىل الوص‪33‬ول إىل ك‪33‬واليس‬
‫الس‪33‬لطة والتس‪33‬لل إىل اجلي‪33‬وش يف لك البالد‪ 3‬من أج‪33‬ل رضب لك األط‪33‬راف‬
‫ببعضها وتسيري امجليع حنو حتقق غاية الهيود‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫~‪~20‬‬
‫الثورات اليت تسأل عهنا عربية يف امسها فقط ووقودها ويه غربي‪33‬ة يف رداهئا‬
‫وتنفيذها وهيودية ماس‪3‬ونية يف روهحا وت‪33‬دبريها‪ 3،‬واملاس‪33‬ون مه من ص‪33‬نعوا دوةل‬
‫محمد عيل وكون‪33‬وا هل جيش‪33‬ه‪ ،‬فالس‪33‬ان س ميونيني اذلين وض‪33‬عوا أس‪33‬س دوةل محمد‬
‫عيل ماس ‪33‬ون‪ ،‬وآدم جوم ‪33‬ار اذلي اكن يرس ‪33‬ل إلي ‪33‬ه محمد عىل بعث ‪33‬ات الطالب‬
‫ليت‪33‬وىل اإلرشاف علهيا وتربيهتا وتوجهيه‪33‬ا ماس‪33‬وين من درج‪33‬ة أس تاذ يف الرشق‬
‫األعظم الفرنيس‪ ،‬وفلسفة إقامة دوةل محمد عيل يه تكوين دوةل قوي‪33‬ة عىل المنط‬
‫الهيودي املاسوين اذلي أقاموه يف الغرب وإ عانهتا عىل المتدد لتكون أداة زعزع‪33‬ة‬
‫دوةل اخلالف‪33‬ة وإ هناكه‪33‬ا مث قصقص‪33‬هتا بع‪33‬د ذكل وتركه‪33‬ا منوذج ‪ً 3‬ا يف حمااكة الغ‪33‬رب‬
‫لتحاكيه وتستلهمه بقي‪33‬ة بالد الرشق‪ ،‬ويه الفلس‪33‬فة وه‪33‬و المنوذج الذلان حيكامن‬
‫مس‪33‬ار مرص احلديث‪33‬ة يف لك عص‪33‬ورها ويمتم تكرارهام بص‪33‬ورة منطي‪33‬ة م‪33‬ع تغي‪33‬ري‬
‫املمثلني لك بضعة عقود‪ ،‬لكام أرادوا إمتام مرحةل يف املرشوع الهيودي أو التق‪33‬دم‬
‫فيه خطوة‪.‬‬

‫~‪~21‬‬
‫السؤال‬

‫‪Wajd Shullar‬‬

‫الس‪3333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333‬الم عليمك ورمحة هللا‪،‬‬


‫جزاك هللا خريا دكتور هباء‪ ،‬هل الزرادشتية والصوفية نتجت عن الغنوص‪33‬ية؟‬
‫وهل أثرت الغنوصية يف القبااله؟‬

‫الرد‬

‫دكتور هباء األمري‬

‫‪1‬‬

‫الغنوص‪33‬ية لكم‪33‬ة إغريقي‪33‬ة معناه‪33‬ا املعرف‪33‬ة أو البحث عهنا وحتص‪33‬يلها‪ ،‬وج‪33‬وهر‬


‫الغنوصية ومهنجها معرفة اإلهل والوصول إليه ع‪33‬رب التأم‪3‬ل‪ 3‬يف ذات‪33‬ه وبن‪33‬اء أنس‪33‬اق‬
‫نظرية عن صلته ابلوجود وكيف أوجد الكون واخمللوق‪33‬ات وم‪33‬ا اذلي يربطه‪33‬ا ب‪33‬ه‬
‫من خالل وضع فرضيات نظرية ذهنية مث التفريع مهنا وال‪33‬رتكيب علهيا‪ ،‬والنت‪33‬اجئ‬
‫~‪~22‬‬
‫اليت أفرزهتا هذه الطريق‪33‬ة يف فهم مس‪3‬أةل األلوهي‪33‬ة ومعرف‪33‬ة حق‪33‬ائق الوج‪33‬ود يه‬
‫الاعتقاد يف أن الوجود كو ًان وخملوقات ص‪33‬در عن اإلهل ابلفيض والانبث‪33‬اق‪ ،‬وذلا‬
‫فاإلهل حيل يف الوجود وترسي روحه في‪33‬ه‪ ،‬وذات الك‪33‬ون واخمللوق‪33‬ات من ذات‬
‫اإلهل وتتوحد به‪ ،‬ومن مث فاالرتقاء الرويح والتواصل مع اإلهل يكون إبحالهل يف‬
‫اإلنسان أو توحد اإلنسان به‪ ،‬ووسيلته التأمل يف ذاته واستحضار ه‪33‬ذه اذلات‬
‫إلعادة وصل روح اإلنسان بروح اإلهل‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫ج‪33‬وهر الغنوص‪33‬ية ومهنجه‪33‬ا أو طريقهتا يف فهم مس‪33‬أةل األلوهي‪33‬ة وص‪33‬ةل اإلهل‬


‫ابلوجود وكي‪33‬ف تك‪33‬ون معرفت‪33‬ه ع‪33‬رب التأم‪33‬ل وبن‪33‬اء األنس‪33‬اق النظري‪33‬ة ه‪33‬و نفس‪33‬ه‬
‫جوهر الزرادشتية والقبااله والباطنية العربية خصوص‪ً 3‬ا الغالي‪3‬ة مهنا‪ ،‬وك‪3‬ذكل م‪3‬ا‬
‫تفرزه الغنوصية من نتاجئ يف اعتقاد حل‪3‬ول اإلهل يف الك‪3‬ون واخمللوق‪3‬ات واحتاده‪3‬ا‬
‫به وعبادته ابلتواصل مع روحه واستحضار ذاته‪.‬‬

‫~‪~23‬‬
‫‪3‬‬

‫هناك طريقتان لتفس‪33‬ري ه‪33‬ذا التش‪33‬ابه أو التط‪33‬ابق بني الغنوص‪33‬ية والزرادش‪33‬تية‬


‫والقب ‪33‬االه والباطني ‪33‬ة‪ ،‬األوىل أن ه ‪33‬ذا التواف ‪33‬ق ح ‪33‬دث تلقائي‪ً 33‬ا بتب ‪33‬ادل األفاكر‬
‫واملعتقدات وانتقال اآلاثر عف‪33‬و ًا دون قص‪3‬د وال ت‪3‬دبري من ط‪3‬رف بعين‪3‬ه‪ ،‬وه‪33‬ذه‬
‫الفرض‪33‬ية تع‪33‬ين ابلرضورة نفي املعي‪33‬ار واملزيان وأن ه‪33‬ذه املعتق‪33‬دات ابتاكرات‬
‫وإ بداعات وحماوالت بريئة لتفسري الوجود‪ ،‬وأنه ال يوجد ط‪3‬رف بعين‪3‬ه قص‪3‬دها‬
‫أو تعم‪33‬د بهثا‪ ،‬وأن من ابتكروه‪33‬ا أط‪33‬راف خمتلف‪33‬ة‪ ،‬وأن لك ط‪33‬رف مهنم ابتك‪33‬ر‬
‫إحداها من مالبسات زمانه وظروف ماكنه وما شاع فيه من أفاكر وهو يعتق‪33‬د‬
‫ص ‪33‬واهبا ودون أن يك ‪33‬ون يف وعي أي مهنم وال أح ‪33‬د غ ‪33‬ريمه أهنا ض ‪33‬الالت أو‬
‫ختالف احلق‪ ،‬ألنه طبق ًا لهذا التفسري ال يوجد ح‪3‬ق أص‪ً 3‬ال أو معي‪3‬ار تق‪3‬اس علي‪3‬ه‬
‫األفاكر واملعتق‪33‬دات‪ ،‬وه‪33‬ذه الفرض‪33‬ية يه فرض‪33‬ية تفكي‪33‬ك اترخي الع‪33‬امل وبع‪33‬رثة‬

‫~‪~24‬‬
‫أحداثه وحوادثه وإ فقاده‪33‬ا الرواب‪33‬ط بيهنا‪ 3‬ونفي الفاع‪33‬ل ونس بة الفع‪33‬ل لأل ح‪33‬داث‬
‫واألشياء وتكون املعتقدات ابلظروف واملالبسات دون وجود غاية من البرش‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫الطريقة الثانية يه أن التطابق بني الغنوصية والزرادش‪3‬تية والقب‪3‬االه والباطني‪3‬ة‬


‫تفس‪33‬ريه يف وح‪33‬دة مص‪33‬درها‪ ،‬وأن ه‪33‬ذا املص‪33‬در ه‪33‬و اذلي يق‪33‬وم بت‪33‬دوير ه‪33‬ذه‬
‫املعتقدات وبهثا من ماكن إىل ماكن ونقله‪33‬ا وتس‪3‬لميها من زم‪33‬ان إىل زم‪33‬ان‪ ،‬وأن‪33‬ه‬
‫لوال هذا املصدر وم‪3‬ا يق‪3‬وم ب‪3‬ه من ت‪3‬دوير وبث ونق‪3‬ل إلحنرصت لك ض‪3‬الةل يف‬
‫بقعهتا من املاكن وحلظهتا من الزمان وملا شاعت يف البرشية لكها وال سارت م‪33‬ع‬
‫الزمان‪ ،‬ويه فرضيتنا اليت خنالف فهيا املؤرخني واملفكرين قاطب‪33‬ة‪ ،‬وال‪33‬يت تق‪33‬وم‬
‫عىل أن الض ‪33‬الالت واألابطي ‪33‬ل ع ‪33‬رب الت ‪33‬ارخي لكه تت ‪33‬دفق من نب ‪33‬ع واح ‪33‬د وأن‬
‫مصدرها بنية ذهنية وتك‪33‬وين نفيس بعين‪33‬ه مث تنس‪33‬اب مياهه‪3‬ا بع‪33‬د ذكل يف وعي‬
‫البرش وأذه‪3‬اهنم وتُك‪3‬ون فروع‪ً 3‬ا له‪33‬ا بني األمم والش‪3‬عوب‪ ،‬وه‪33‬ذه الفرض‪33‬ية تع‪3‬ين‬

‫~‪~25‬‬
‫الربط بني أحداث التارخي ووجود فاعل فيه يوهجه يف مس‪33‬ار معني وأن هل غاي‪33‬ة‬
‫من هذا املسار‪ ،‬ويه فرضية املعيار واملزيان اليت تعين أن هذا الطرف يعمل أن‬
‫احلق واحد ال يتعدد وأنه ال وسيةل ملعرفته س‪33‬وى من مص‪33‬دره وأن‪3‬ه يعمل أن م‪3‬ا‬
‫يُدوره ويبثه ضالالت‪ ،‬وفرضيتنا استلهمناها‪ 3‬من الويح اذلي حموره أن التارخي‬
‫لكه رصاع بني الويح وما في‪3‬ه من حق‪3‬ائق الوج‪33‬ود وبني الض‪33‬الالت واألابطي‪3‬ل‬
‫وأن مثة طائفة تتعمد مصارعة الويح يف األذهان وإ زاحته من الوعي وجحبه عن‬
‫الفعل وتزيني الضالالت واألابطيل إلحاللها حمهل‪ ،‬يقول عز وجل‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ٱ‬ ‫ۡ‬ ‫ٱ‬ ‫ۡ‬ ‫ٱ‬ ‫ذَّل‬‫ٱ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿َألَ ۡم تَ َر ىَل َین وتُوا ن َصی ًبا ّم َن لكتَ ٰـ ِب یُ ۡؤمنُ َ‬
‫ون ِب لج ۡبت َو لط ٰـغُوت َویَقول َ‬
‫‪3‬ون‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫۟‬ ‫ُأ‬ ‫ِ‬
‫ِإ‬
‫ِلذَّل ِ َین َك َف ُرو ۟ا َه ٰۤـُؤ اَل ۤ ِء َأهۡدَ ٰى ِم َن ٱذَّل ِ َین َءا َمنُو ۟ا َس ِبیاًل ﴾ [النساء‪]٥١ :‬‬

‫‪5‬‬

‫الغنوصية مثلها مثل القب‪3‬االه والهندوس ية والزرادش‪3‬تية والباطني‪3‬ة اكنت معين‪ً 3‬ا‬
‫لتكوين احلراكت الرسية‪ ،‬من ابب أن م‪3‬ا تف‪3‬رزه معرف‪3‬ة اإلهل والتواص‪3‬ل ب‪3‬ه من‬

‫~‪~26‬‬
‫حمكة وعلوم ال يصلح لفهمها معوم البرش وأهنا خاصة بصفوة مهنم يمت تعلميها هلم‬
‫وتع‪33‬ريفهم بوس‪33‬ائل حيازهتا ع‪33‬رب طق‪33‬وس رسية وم‪33‬راتب ودرج‪33‬ات م‪33‬ع ص‪33‬يانهتا‪3‬‬
‫برموز ولغ‪3‬ة إص‪3‬طالحية ال يفهمه‪3‬ا وي‪3‬درك املقص‪3‬ود هبا س‪3‬وى من ي‪3‬رتىق لتعلميه‬
‫إايها‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫منوذج لكيف تتالىق روافد الضالالت وختتلط ويتكون جمراها‬

‫أبرز أعالم الغنوص‪3‬ية يف الت‪3‬ارخي ه‪3‬و أفل‪3‬وطني الس‪3‬كندري ص‪3‬احب أك‪3‬رب أث‪3‬ر‬
‫فلس‪33‬في وعقائ‪33‬دي يف املس يحية اذلي ق‪33‬ال ابنبث‪33‬اق الع‪33‬امل أو فيض‪33‬ه عن العق‪33‬ل‬
‫األول‪ ،‬وفلس ‪33‬فته يه ص ‪33‬ب للمس يحية يف ق ‪33‬والب الغنوص ‪33‬ية أو ملء لهيلك‬
‫املسيحية ابألساليب الغنوصية‪ ،‬ومعتقدات أفل‪33‬وطني ال‪33‬يت مزهجا ابملس يحية أو‬
‫فرس العقيدة املسيحية من خاللها يه امتداد وتط‪33‬وير لفلس‪33‬فة أفالط‪33‬ون‪ ،‬ولك‬
‫ما هو أفالطوين يف ظاهره هو كام يقول برتراند رس‪33‬ل فيثاغوريس يف ج‪33‬وهره‬

‫~‪~27‬‬
‫وأصوهل‪ ،‬وفيثاغورس‪ 3‬ه‪33‬و أول الفالس‪33‬فة واذلي منح الفلس‪33‬فة امسها‪ ،‬والفلس‪33‬فة‬
‫لكم ‪33‬ة إغريقي ‪33‬ة معناه ‪33‬ا حمب ‪33‬ة احلمكة‪ ،‬وفيث ‪33‬اغورس أيض‪ً 3 3‬ا قب ‪33‬ايل وتلقى تعالميه‬
‫ومعتقدات‪33‬ه عن الرابنيني يف ابب‪33‬ل‪ ،‬والقب‪33‬االه عن‪33‬د لك من اعتنق‪33‬وا أفاكره‪33‬ا ع‪33‬رب‬
‫التارخي يه احلمكة وتفسري الوجود ابلتأمل وت‪33‬ركيب األفاكر‪ ،‬وك‪33‬ذكل الفلس‪33‬فة‪،‬‬
‫واملسيحية نفسها اليت جوهرها جتسد اإلهل أو حلوهل يف جسد اإلنسان يه نوع‬
‫من الغنوصية وامتداد لقصة اخللق البين إرسائيلية يف سفر التكوين ويه قريب‪33‬ة‬
‫من القبااله‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫مسأةل األلوهية وحق‪3‬ائق الوج‪33‬ود ال مص‪33‬در له‪33‬ا س‪33‬وى اإلهل نفس‪33‬ه‪ ،‬والطري‪33‬ق‬
‫الوحيد ملعرفهتا عىل الوجه الصحيح هو الويح والرساالت‪ ،‬والويح هو ما اكن‬
‫اخلطاب فيه صادر ًا عن اإلهل ذاته وهو اذلي يتلكم فيه وقام الربه‪33‬ان عىل حصته‬
‫وعصمته‪ ،‬والرتيق الرويح لإل نس‪33‬ان وص‪33‬لته ابإلهل تك‪33‬ون بطاعت‪3‬ه واتب‪33‬اع هدي‪3‬ه‬

‫~‪~28‬‬
‫وتكوين احلياة مبهنجه‪ ،‬واإلهل هو اذلي يرشده عرب وحيه إىل كيف وب‪3‬أي طريق‪3‬ة‬
‫يك‪33‬ون ذكل‪ ،‬وم‪33‬ا ع‪33‬دا ذكل يف ه‪33‬ذه املس ‪3‬أةل فه‪33‬و أوه‪33‬ام ض‪33‬الني وض‪33‬الالت‬
‫مضللني‪.‬‬

‫السؤال‬

‫‪Mustafa Gamal‬‬

‫عندي أسئةل سوف اسأل سؤال مهنا اآلن وأمتىن أن جُي يب ادلكتور هباء عليه‬
‫إجاب‪33‬ة معيق‪33‬ة ح‪33‬ىت ول‪33‬و طويةل وه‪33‬و عن ع‪33‬ائالت املكل اإللهي‪ ،‬تُعت‪33‬رب ع‪33‬ائالت‬
‫هيودية التكوين اذلهين ورمبا النسب‪ ،‬فكيف تُنشأ لك تكل احلروب إلزالهتا؟‬

‫وكثريا حرضتك شهبهتم بهيود ادلومنة مع أنه حص‪3‬لت ح‪3‬روب هيودي‪3‬ة حقيقي‪3‬ة‬
‫ض‪33‬د تكل الع‪33‬ائالت مث‪33‬ل مل‪33‬وك فرنس‪33‬ا اذلين قتل‪33‬وا ج‪3‬اك دي م‪33‬والي مث ذحبهم‬
‫الهيود بعد الثورة الفرنسية رش ذحبة م‪33‬ع أهنم من مضن ع‪33‬ائالت البورب‪33‬ون اذلين‬
‫مه من مضن أرس املكل اإللهي!‬

‫~‪~29‬‬
‫فكيف حيارب أرس من مضن أرس املكل اإللهي فرسان الهيلك الهيود مث يع‪33‬ود‬
‫الهيود لالنضامم هلم وحماربهتم؟‬

‫يعين مثالً العائةل املالكة الربيطاني‪33‬ة الهيودي‪33‬ة حارهبا الهيود يف أمرياك ليجربوه‪33‬ا‬
‫عىل اخلروج من هن‪33‬اك م‪33‬ع أن ُج‪ْ 3‬‬
‫‪3‬ل من أق‪33‬ام أمرياك اكنوا هيود إجنل‪33‬زي أو رج‪33‬ال‬
‫حراكت رسية من أص ‪33‬ل إجنل ‪33‬زيي‪ ،‬لكن َأتَ َفه ّْم ه ‪33‬ذا عىل أن ‪33‬ه رصاع ع ‪33‬ائالت‬
‫يرفض فيه الهيود أن يشاركهم فيه أي خشص بعقلية قدمية يف بناء العامل اجلديد‪.‬‬

‫مث تَ َفه ُّْم اإلجنلزي هذا وتركها هلم رمغ أن المثن الباهظ يدفع للتس‪33‬اؤل‪ ،‬لكن عىل‬
‫األقل مل هيدموا إجنلرتا اليت ظلت حليف‪33‬ة أمرياك ال‪33‬يت اكنت إح‪33‬دى مس تعمراهتا‬
‫عكس م‪33‬ا فُعل بع‪33‬ائالت أورواب لكه‪33‬ا من روس يا يف الرشق ح‪33‬ىت فرنس‪33‬ا يف‬
‫الغرب‪.‬‬

‫~‪~30‬‬
‫الرد‬

‫دكتور هباء األمري‬

‫‪1‬‬

‫الهيود واحلراكت الرسية ليسوا طبقة واحدة‪ ،‬ب‪33‬ل ن‪33‬واة حوله‪33‬ا طبق‪33‬ات خمتلف‪33‬ة‬
‫ودوائر لك دائرة تغلف أخرى‪ ،‬ولك دائرة يف اخلارج أوسع من اليت تغلفه‪33‬ا يف‬
‫ادلاخل وأقل مهنا علامً مبا حيدث وإ حاطة ابلسيناريو الع‪33‬ام لأل ح‪33‬داث لكه‪33‬ا‪ ،‬وذلا‬
‫ق‪33‬د ت‪33‬دبر طبق‪33‬ة مهنم ح‪33‬د ًاث يف بدل وتواهجه‪33‬ا طبق‪33‬ة أخ‪33‬رى مهنم يف بدل آخ‪33‬ر‬
‫والطبقت‪33‬ان مع ‪ً 3‬ا وم‪33‬ا ي‪33‬دور بيهنام من رصاع وه‪33‬و من ت‪33‬دبري دائ‪33‬رة أخ‪33‬رى يف‬
‫ادلاخل وتص‪33‬ل إىل غايهتا من خالل ه‪33‬ذا الرصاع وم‪33‬ا يص‪33‬احبه من أح‪33‬داث أو‬
‫يثريه من حروب‪ ،‬فصدام بريطانيا مبستعمراهتا األمريكية وهذه ماس ‪3‬ونية وتكل‬
‫ماسونية أوقعهام مع‪ً 3‬ا يف ب‪3‬راثن بي‪3‬وت املال ال‪3‬يت متول احلروب وص‪3‬ناع الس‪3‬الح‬
‫اذلي تدار به ه‪33‬ذه احلروب‪ ،‬وه‪33‬ؤالء وأولئ‪33‬ك هيود‪ ،‬وص‪33‬دام فرنس‪33‬ا املاس‪3‬ونية‬

‫~‪~31‬‬
‫إبجنلرتا املاس‪3‬ونية ه‪3‬و اذلي أنتج خريط‪3‬ة لبالد الع‪3‬رب تك‪3‬ون حمض‪3‬ن ًا للمرشوع‬
‫الهيودي‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫من سامت الت‪3‬دبري الهيودي واملاس‪3‬وين جته‪3‬زي الب‪3‬دائل وتع‪3‬دد املس‪3‬ارات‪ ،‬ف‪3‬إذا‬
‫وصل مسار إىل هنايته أو متت مرحةل وج‪3‬اء أوان أخ‪3‬رى انتقل‪3‬وا من مس‪3‬ار إىل‬
‫مسار‪ ،‬ورمبا توازى مساران مث يف ظ‪33‬رف ومالبس‪33‬ات يمت التض‪33‬حية مبس‪33‬ار من‬
‫أجل آخر أفعل منه‪ ،‬وما ش‪3‬هدته بالد الع‪3‬رب من أح‪3‬داث عاص‪3‬فة يف الث‪3‬ورات‬
‫وقبلها وبعدها خري برهان عىل ذكل‪ ،‬فاذلين ص‪3‬نعوا األنظم‪3‬ة واكنوا ي‪3‬وفرون له‪3‬ا‬
‫سبل البقاء عىل صدر شعوهبا مه أنفسهم من ص‪33‬نعوا من أش‪33‬علوا رشارة الث‪33‬ورة‬
‫علهيم واإلطاح‪3333‬ة هبم‪ ،‬ومه مه من هجزوا من يطيح هبؤالء ويص‪3333‬عد ابملص‪3333‬هور‬
‫اخلارج من فرن الثورة إىل الس‪33‬لطة ورمسوا املس‪33‬ار اذلي حيق‪33‬ق ذكل‪ ،‬وال م‪3‬انع‬
‫عند الهيود واحلراكت الرسية يف حلظة اترخيية يتحقق هبا قف‪33‬زة أو نقةل كب‪33‬رية أن‬

‫~‪~32‬‬
‫يض‪33‬حوا بكت‪33‬ل من ادلوائر اخلارجي‪33‬ة ال ت‪33‬درك م‪33‬ا حيدث عىل حقيقت‪33‬ه وال أن‬
‫يض ‪33‬حوا ابلهيود أنفس ‪33‬هم من أج ‪33‬ل الوص ‪33‬ول إىل الغاي ‪33‬ة‪ ،‬ويف ب ‪33‬داايت الق ‪33‬رن‬
‫العرشين اتفق مخسة من الهيود أحصاب البنوك واملؤسسات العمالقة يف أورواب‬
‫وأمرياك عىل اختاذ لك وس يةل ممكن ‪33‬ة دلفع األح ‪33‬داث يف روس يا القيرصية حنو‬
‫الثورة لتحرير اخلزان البرشي الهيودي فهيا حىت ل‪33‬و أدى ذكل إىل إنف‪33‬اق ملي‪33‬ار‬
‫دوالر والتضحية مبليون هيودي!!‬

‫ويف منتص ‪33‬ف الق ‪33‬رن العرشين أص ‪33‬در حاخ ‪33‬ام الهيود يف الع ‪33‬راق خض ‪33‬وري‬
‫ساس‪33‬ون فت‪33‬وى متن‪33‬ع هيود الع‪33‬راق من الهج‪33‬رة إىل فلس‪33‬طني بع‪33‬د تك‪33‬وين ادلوةل‬
‫العربية فدبرت احلركة الصهيونية ع‪3‬دة تفج‪3‬ريات يف كنيس‪3‬ات‪ 3‬الهيود ومدارس‪3‬هم‬
‫يف العراق أدت إىل مقتل عرشات الهيود إلح‪33‬داث حاةل من اذلعر بيهنم ودفعهم‬
‫للهجرة‪.‬‬

‫~‪~33‬‬
‫‪3‬‬

‫ما سبق يفرس كل مس‪33‬ار أرس املكل اإللهي وم‪33‬وقعهم من املس‪33‬ار الع‪33‬ام للهيود‬
‫واحلراكت الرسية‪ ،‬فه‪3‬ذه األرس من الهيود األخفي‪3‬اء وليس‪3‬وا من الهيود الرصحاء‪،‬‬
‫وهؤالء األخفياء معلهم الرئييس يف لك أمة زعزع‪33‬ة عقائ‪33‬دها وبث اإلحلاد ونرش‬
‫اإلابحية وتوسيع مساحات الله‪33‬و وال‪33‬رتف وتوظي‪33‬ف اآلداب والفن‪33‬ون يف ذكل‪،‬‬
‫ولكهنم ال يغريون مسار األمة لكه أو ال حيدثون في‪33‬ه احنراف‪ً 3‬ا خيرهجا عن اترخيه‪33‬ا‬
‫ويس‪33‬قط عقائ‪33‬دها إس‪33‬قاط ًا اتم‪ً 3‬ا‪ ،‬ف‪33‬إذا وص‪33‬ل م‪33‬ا يفعهل الهيود األخفي‪33‬اء وادلوائر‬
‫اخلارجية من احلراكت الرسية إىل متامه وصار املس‪33‬ار م‪33‬ؤه ًال فالب‪33‬د من فوىض‬
‫كب‪33‬رية وتغي‪33‬ريات هائةل لنس‪33‬ف مس‪33‬ار األم‪33‬ة لكه وش‪33‬ق مس‪33‬ار جدي‪33‬د‪ ،‬وحينئ‪33‬ذ‬
‫يكون من صار املسار القدمي مؤه ًال مبا فعلوه للنسف مه أول حضااي شق املسار‬
‫اجلدي‪333‬د‪ ،‬بيامن الن‪333‬واة من الهيود واحلراكت الرسية يف ق‪333‬رار مكني وبعي‪333‬د ًا عن‬
‫مسارح األحداث ويه اليت خل‪33‬ف م‪33‬ا مت نس‪33‬فه وم‪33‬ا مت ش‪33‬قه‪ ،‬ميكن‪33‬ك فهم ذكل‬

‫~‪~34‬‬
‫من خالل الث‪33‬ورات أيض ‪ً 3‬ا وم‪33‬ا ح‪33‬دث فهيا‪ ،‬فاملس‪33‬ار الق‪33‬دمي ص‪33‬نع أنظم‪33‬ة وخنب ‪ً 3‬ا‬
‫وعوام‪ً 3‬ا ال تق‪33‬در عىل ح‪33‬رب إرسائيل ولكهنا تكرهه‪33‬ا‪ ،‬فلام انهتت وظيفهتم اكنوا‬
‫أول حضااي املسار اجلديد اذلي يمت فيه تصنيع أنظم‪3‬ة وخنب وكت‪33‬ل من الع‪3‬وام ال‬
‫تريد حرب إرسائيل أص ًال بل توالهيا وتدور يف فلكها‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫أرس املكل اإللهي خ‪33‬ربت اجملمتع‪33‬ات األوروبي‪33‬ة من هجة العقي‪33‬دة املس يحية‬
‫والنسيج‪ 3‬الاجامتعي واملنظوم‪33‬ة القميي‪33‬ة واألخالقي‪33‬ة‪ ،‬وفعل‪33‬وا ذكل لكه يف غالف‬
‫املس يحية ومه يظه‪33‬رون ال‪33‬والء والطاع‪33‬ة للكنيس‪33‬ة وأحيا ًان ومه يزمعون حاميهتا‬
‫وادلفاع عهنا‪ ،‬واذلي اكن مطلو ًاب بعد ذكل نقةل ال يصلحون لها‪ ،‬أال ويه إزاح‪33‬ة‬
‫الكنيسة و نسف الرابطة املسيحية بني ش‪33‬عوب أورواب واملعامر اذلي تك‪33‬ون هبا‬
‫وإ قامة معامر آخ‪33‬ر من غريه‪33‬ا‪ ،‬وتك‪33‬وين منوذج خالب مهبر أزحيت من‪33‬ه العقائ‪33‬د‬
‫ومسأةل األلوهية وميزتج ابإلحلاد واإلابحية مغلف ًا يف شعارات احلرية ليكون هذا‬

‫~‪~35‬‬
‫المنوذج ه‪33‬و أداة غ‪33‬زو أمم األرض لكه‪33‬ا وقيادهتا من خالل الس يطرة عىل وعهيا‬
‫ونفوس‪33333‬ها وليس من خالل اجلي‪33333‬وش‪ ،‬فتجعهل الش ‪33 3‬عوب مث ًال أعىل حتاكي‪33333‬ه‬
‫وتستلهمه وتسري خلفه طواعية‪ ،‬فالغاية العليا لعامل الرس واخلفاء يه الاس‪33‬تيالء‬
‫النامع عىل البرشية لكها برغبهتا وليس قهر ًا ابلسالح‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫مع ذكل فأرس املكل اإللهي مل ختتف من التارخي بل يه حارضة فيه‪ ،‬مفن ه‪33‬ذه‬
‫األرس أرسة ساكس كوبرج جوات األملاني‪33‬ة األص‪33‬ل وال‪33‬يت حيمك ف‪33‬رع مهنا بريطاني‪33‬ا‬
‫ابمس وندس‪3333‬ور اإلجنل‪3333‬زيي‪ ،‬وحيمك ف‪3333‬رع اثن مهنا بلجياك‪ ،‬وحيمك ف‪3333‬رع اثلث‬
‫ال‪33‬رنوجي‪ ،‬وك‪33‬ذكل أرسة أوراجن احلامكة يف هولن‪33‬دا وأرسة لي‪33‬يب ال‪33‬يت ينمتي إلهيا‬
‫األمري برانر مؤسس مجموعة البدلربرج من هذه األرس‪ ،‬ولهذه األرس نفوذ هائ‪33‬ل‬
‫يف الصناعة والتج‪33‬ارة يف أورواب ومتكل نس بة كب‪33‬رية من أص‪33‬ول البن‪33‬ك املرك‪33‬زي‬
‫األورويب‪.‬‬

‫~‪~36‬‬
‫السؤال‬

‫رهف اجليالين‬

‫ارج‪33333‬و من دكتوران الفاض‪33333‬ل التعلي‪33333‬ق‪ 3‬ع‪33333‬ل ه‪33333‬ذا الفي‪33333‬ديو وش‪33333‬كرا‬


‫‪https://www.youtube.com/watch?v=N3Ia9pY4LPQ‬‬

‫الرد‬

‫دكتور هباء األمري‬

‫‪1‬‬

‫النقود أو العمةل‬

‫أي معةل يه وس يط يف تب‪333‬ادل الس‪333‬لع أواألش ياء العيني‪333‬ة واخلدمات بني‬


‫األش‪33‬خاص والكياانت والتجمع‪33‬ات وادلول‪ ،‬وابتاكر النق‪33‬ود والعمةل اكن وس يةل‬
‫من أجل توسيع دائرة هذا التبادل وتسهيلها وتنويع ما ميكن تبادهل‪ ،‬فقبل ابتاكر‬

‫~‪~37‬‬
‫النقود والعمةل وأيض ًا إىل زمن قريب يف القرى واألرايف والب‪33‬وادي اكن تب‪33‬ادل‬
‫السلع واخلدمات يمت ابملقايضة‪ ،‬فيعطي خشص شيئ ًا ميلكه أو ينتجه لشخص آخر‬
‫يف مقابل يشء عند هذا الشخص أو خدمة أو منفعة يريده أن يق‪33‬دهما هل‪ ،‬فاكن‬
‫ابتاكر النقود لتكون وسيط ًا يف التبادل‪ ،‬فبد ًال من أن يعطي خشص آلخ‪33‬ر ش‪33‬يئ ًا‬
‫ما يف مقابل سلعة أو منفعة يعطيه نقود ًا‪ ،‬مث يستخدم‪ 3‬ه‪3‬ذا اآلخ‪3‬ر م‪3‬ا أخ‪3‬ذه من‬
‫نق‪33‬ود يف احلص‪33‬ول عىل س‪33‬لعة أو منفع‪33‬ة عن‪33‬د ط‪33‬رف اثلث‪ ،‬وذلا فاالس تخدام‬
‫الواسع للعمةل والنقود عرب التارخي اكن يرتبط يف معومه ابلتجارة‪ ،‬و تطوير النقد‬
‫والعمالت ونظم التعامل هبا اكن خلفه التجار وروابطهم‪ ،‬وأول تط‪33‬وير للعمالت‬
‫ونظام النقد يف أورواب العرص احلديث ه‪33‬و اذلي ق‪33‬ام ب‪33‬ه املرايب واتجر الس‪33‬الح‬
‫الربوتس تانيت الهيودي الس‪3‬ري توم‪3‬اس جريش‪3‬ام‪ ،‬املستش‪3‬ار املايل للمكل إدوارد‬
‫السادس‪ 3‬وامللك‪33‬ة إل‪33‬زيابيث األوىل‪ ،‬وه‪33‬و أيض‪ً 3‬ا مؤس‪33‬س أول بورص‪33‬ة أو س‪33‬وق‬
‫للامل ويه س‪33‬وق املال امللكي‪33‬ة الربيطاني‪33‬ة‪ ،‬فق‪33‬ام جريش‪33‬ام بتحدي‪33‬د‪ 3‬قمية العمةل‬
‫ونس‪33‬ب املع‪33‬ادن فهيا واكن ي‪33‬وفر املع‪33‬دن الالزم ذلكل من هيود هولن‪33‬دا وأملاني‪33‬ا‪،‬‬
‫~‪~38‬‬
‫وهو صاحب العب‪33‬ارة الش‪33‬هرية العمةل الرديئ‪33‬ة تط‪33‬رد العمةل اجلي‪33‬دة من الس‪33‬وق‪،‬‬
‫وجريشام هو نفسه أول أس تاذ أعظم للامس‪3‬ونية يف لن‪3‬دن وجن‪3‬وب إجنل‪3‬رتا بع‪3‬د‬
‫توحيد حمافلها‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫قمية العمةل والنقود من أين تأيت‬

‫النق‪33‬ود أو العمةل ق‪33‬د تك‪33‬ون ذات قمية حقيقي‪33‬ة ألهنا تس‪33‬ك من مع‪33‬دن نفيس هل‬
‫قمية يف ذاته اكذلهب والفضة‪ ،‬فادلينار اإلساليم مث ًال اكن يزن أربع‪33‬ة جرام‪33‬ات‬
‫وربع ج‪33‬رام من اذلهب‪ ،‬ذلا فقميت‪33‬ه في‪33‬ه ه‪33‬و نفس‪33‬ه وال أح‪33‬د يتحمك يف قميت‪33‬ه من‬
‫خارجه‪ ،‬وقد تكون العمةل أو النقود ذات قمية تقديرية‪ ،‬وذكل بأن تك‪33‬ون العمةل‬
‫أوراق ًا ليست لها قمية يف نفسها واذلي مينحها قميهتا هو أهنا تقابل قدر ًا معين‪ً 33‬ا من‬
‫النق ‪33‬د احلقيقي اذلي ه ‪33‬و اذلهب والفض ‪33‬ة‪ ،‬أو تقاب ‪33‬ل ق ‪33‬در ًا م ‪33‬ا من الس ‪33‬لع أو‬
‫اخلدمات واملنافع‪ ،‬ويف هذه احلاةل فاذلي مينح العمةل قميهتا يف احلقيقة ه‪33‬و وج‪33‬ود‬

‫~‪~39‬‬
‫سلطة حتدد قمية العمةل وما يقابلها من السلع واملنافع وتضمن ه‪33‬ذه القمية‪ ،‬ويتحمت‬
‫ليك تكتسب العمةل قميهتا أن يثق من يتعاملون ابلعمةل يف السلطة اليت تص‪33‬درها‬
‫وتتحمك يف قميهتا‪ ،‬وأهنا تضمن هذه القمية‪ ،‬وذلا فالنق‪3‬د والعمةل قرين‪3‬ة الس‪3‬لطة أو‬
‫يه جالبة للسلطة‪ ،‬ألن من يتعامل ابلعمةل اليت تصدرها هجة ما يكون بذكل قد‬
‫وافق عىل إصدارها لها وحتديدها لقميهتا ومن مث يكون قد منحها بوعي أو بدونه‬
‫س‪33‬لطة عىل اجملمتع وق‪33‬درة عىل التحمك يف نس يجه‪ ،‬إذ املال أو النق‪33‬د ه‪33‬و ق‪33‬وام‬
‫احلياة ومدار العالقات الاجامتعية كام أخربان عز وجل يف بيانه إىل خلقه‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ۡ‬ ‫مُك‬‫َ‬ ‫ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َأ‬ ‫ۤ‬ ‫َ‬ ‫ٱ‬
‫﴿واَل ت ُۡؤتُو ۟ا ُّلسفهَا َء ۡم َو الك ُم لیِت َج َع َل هَّلل ُ ل ق َی ٰـ ًما﴾ [النساء‪.]٥ :‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫والسلطة اليت مينحها إص‪33‬دار العمةل والتحمك يف قميهتا ال يش‪33‬رتط كام ق‪33‬د يتب‪33‬ادر‬
‫أن تك ‪33‬ون مقرتن ‪33‬ة ابلس ‪33‬لطة السياس ية والوج ‪33‬ود يف كرايس احلمك‪ ،‬وإ ن اكن‬
‫األصل أن يقرتن االثنان مع‪ً 3‬ا‪ ،‬ف‪33‬إذا اف‪33‬رتقت ه‪33‬ذه عن تكل فاذلي يس يطر عىل‬
‫اجملمتع يف احلقيق‪33‬ة ويتحمك يف أعص‪33‬ابه ويرسي يف رشايينه ه‪33‬و من ميكل س‪33‬لطة‬

‫~‪~40‬‬
‫إص‪3333‬دار العمةل وحتدي‪3333‬د قميهتا وليس من جيلس عىل الع‪3333‬رش وتص‪3333‬در ابمسه‬
‫األوام‪33‬ر‪ ،‬ألن‪33‬ه ه‪33‬و نفس‪33‬ه س يكون حتت ي‪33‬د من ميكل س‪33‬لطة التحمك يف النق‪33‬د‪،‬‬
‫وهذا هو تفسري عبارة روتشيدل الكبري‪:‬‬

‫"أعطوين حق التحمك يف النقد وإ صدار العمةل يف أي بدل وليس همامً بعد ذكل‬
‫من اذلي سيقوم بوضع قوانيهنا وسن ترشيعاهتا"‪.‬‬

‫واذلي ميكل س ‪33‬لطة إص ‪33‬دار ادلوالر وحتدي ‪33‬د قميت ‪33‬ه وم ‪33‬ا يقابهل يف الوالايت‬
‫املتحدة املاسونية هو نظام الاحتياط الفيدرايل‪ ،‬وذلا فهو احلامك احلقيقي للوالايت‬
‫املتحدة والسلطة الفعلية اليت تتحمك يف اجملمتع األمرييك‪ ،‬ونظ‪33‬ام الاحتي‪33‬اط‪ 3‬نظ‪33‬ام‬
‫بنيك خاص ميكل أصوهل وتسيطر عليه بنوك‪ 3‬ومؤسسات مالية وجتاري‪33‬ة مملوك‪33‬ة‬
‫للهيود واملاس ‪33‬ون‪ ،‬واذلي وض ‪33‬ع الق‪3 3‬انون املنظم لعمهل الهيودي وارب ‪33‬ورج‪ ،‬وال‬
‫يرأس‪33‬ه من‪33‬ذ تأسيس‪33‬ه س نة ‪1913‬م إال هيودي‪ ،‬ورئيس‪33‬ه احلايل الهيودي بن‬
‫شالوم براننيك‪ ،‬واغتيال جون كين‪3‬دي اجمتعت في‪3‬ه أس باب متع‪3‬ددة‪ ،‬والس‪3‬بب‬

‫~‪~41‬‬
‫اجملهول اذلي ال يشار إليه أنه اكن ينوي اخلروج عىل النص وتغيري قواعد اللعب‪3‬ة‬
‫اليت يكون فهيا الساسة ومن يف احلمك واهجة للفاعل احلقيقي اذلي ميس‪3‬ك مبقالي‪3‬د‬
‫اجملمتع ويتحمك فيه‪ ،‬بنقل حق إصدار ادلوالر وحتديد قميت‪3‬ه من النظ‪3‬ام الفي‪3‬درايل‬
‫إىل اإلدارة األمريكية‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫البتكوين‬

‫يه معةل إلكرتوني‪33‬ة أو افرتاض‪33‬ية‪ ،‬مبع‪33‬ىن أن‪33‬ه ليس له‪33‬ا جس‪33‬م م‪33‬ادي ميس‪33‬كه‬
‫الش‪33‬خص أو يعطي‪33‬ه ألح‪33‬د اكلنقود املعدني‪33‬ة أو الورقي‪33‬ة‪ ،‬وق‪33‬د ابتكره‪33‬ا ساتويش‬
‫ناكموتو‪ ،‬وهو نفسه خشص افرتايض ال يعمل أحد من يكون وهل ه‪33‬و خشص أو‬
‫مجموعة‪ ،‬وامتالك‪ 3‬هذه العمةل والتعامل هبا يكون من خالل برانمج أو تطبيق يمت‬
‫حتميهل عىل المكبيوتر‪ ،‬ويقوم الشخص ابلتسجيل علي‪33‬ه فيص‪33‬بح هل حمفظ‪33‬ة مالي‪33‬ة‬
‫يف البتكوين أو حس‪33‬اب ميكن‪33‬ه من خالهل التس‪33‬وق ورشاء م‪33‬ا يري‪33‬ده من خالل‬

‫~‪~42‬‬
‫نظام البتكوين‪ 3‬نفسه‪ ،‬كام ميكنه أن يبادهل ابلعمالت التقليدي‪33‬ة اكدلوالر والي‪33‬ورو‪،‬‬
‫فإذا أراد شيئ ًا ما يطلبه من الرشكة اليت تنتجه ويعطهيا عنوان‪33‬ه وبياانت‪33‬ه لرتس‪33‬هل‬
‫يف مقاب‪33‬ل أن يس‪33‬دد له‪33‬ا المثن ابلبتكوين رشيطة أن تك‪33‬ون الرشكة نفس‪33‬ها له‪33‬ا‬
‫حساب وتتعامل ابلبتكوين‪ ،‬وما ميلكه خشص من بتك‪33‬وين‪ 3‬يف حس‪33‬ابه يأتي‪33‬ه إم‪33‬ا‬
‫ابلتحوي‪33‬ل من آخ‪33‬رين أو ب ‪3‬أن يق‪33‬وم ه‪33‬و نفس‪33‬ه إبص‪33‬دار بتك‪33‬وين من حس‪33‬ابه‪،‬‬
‫والبتك‪33‬وين‪ 3‬يمت إص‪33‬داره من خالل ش‪33‬فرة رايض‪33‬ية أو لوغ‪33‬اريمت‪ ،‬ف‪33‬البتكوين‪ 3‬يف‬
‫حقيقت‪333‬ه معةل مادهتا ال‪333‬يت تُس‪333‬ك مهنا يه ه‪333‬ذه الش‪333‬فرة ب‪333‬دي ًال عن األوراق‬
‫واملع ‪33‬دن‪ ،‬وتوج ‪33‬د سلس ‪33‬ةل أو ش بكة من احملاور واملفاص ‪33‬ل ونق ‪33‬اط الالتق ‪33‬اء‬
‫والتحوي ‪33‬ل بني احلس ‪33‬اابت واحملاف ‪33‬ظ املالي ‪33‬ة اخملتلف ‪33‬ة عىل اإلن‪3 3‬رتنت‪ ،‬فلك من‬
‫يش‪33‬رتي ش‪33‬يئ ًا ويس‪33‬دد‪ 3‬مثن‪33‬ه ابلبتكوين‪ 3‬من خالل حس‪33‬ابه وعنوان‪33‬ه عىل ش بكة‬
‫البتكوين‪ 3‬يمت تسجيل ما اشرتاه وما سدده ومن تعام‪33‬ل مع‪33‬ه م‪33‬ع بياانت‪33‬ه يف ه‪33‬ذه‬
‫السلسةل من احملاور وأم‪33‬اكن ختزين املعلوم‪33‬ات‪ ،‬واذلين يس يطرون عىل ش بكة‬
‫البتكوين‪ 3‬يروجون للتعامل هبا فيقول‪3‬ون إهنا تس‪3‬قط الوس‪3‬طاء بني املتع‪3‬املني وال‬
‫~‪~43‬‬
‫رضائب علهيا وخترج املتع ‪33‬املني من رقاب ‪33‬ة الس ‪33‬لطة واحلكوم ‪33‬ات وحتق ‪33‬ق هلم‬
‫اخلصوصية وعدم القدرة عىل تتبع أنشطهتم‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫نقدان‬

‫أو ًال‪ :‬لك ما ذكرانه قبل الالكم عن البتكوين‪ 3‬من معلومات عن النق‪3‬ود وص‪3‬لهتا‬
‫ابلسلطة العامة عىل اجملمتعات وعن العمةل اإلجنلزيية ونظام الاحتي‪33‬اط الفي‪33‬درايل‬
‫هو من أجل المتهيد لهذا النقد وحىت يكون من يقرأه مؤه ًال لفهمه وتقبهل‪.‬‬

‫اثني‪ً 33‬ا‪ :‬النظ ‪33‬ام املركب للتعام‪33‬ل‪ 3‬ابلبتكوين وانتش ‪33‬ارها يف بق ‪33‬ع عدي ‪33‬دة خمتلف ‪33‬ة‬
‫ومتباع‪33‬دة ويف ال‪33‬وقت نفس‪33‬ه متاكمةل ومتناس‪33‬قة‪ ،‬واخنراط مؤسس‪33‬ات مالي‪33‬ة‬
‫وجتارية كربى يف التعامل هبا يقطع أن خلفها هجات مالي‪33‬ة وبنكي‪33‬ة منظم‪33‬ة ومتكل‬
‫نفوذ ًا واسع ًا يف الاقتصاد العاملي‪ ،‬ألن إص‪33‬دار ط‪33‬رف أو فئ‪33‬ة للعمالت وحتدي‪33‬د‬
‫قمية النقود يكس هبا س‪33‬لطة هائةل عىل جممتع‪33‬ات البرش ووعهيم‪ ،‬وه‪33‬و خ‪33‬ط أمحر‬

‫~‪~44‬‬
‫شديد امحلرة ومص‪33‬بوغ ابدلم وغ‪33‬ري مس‪33‬موح ألح‪33‬د ابالقرتاب من‪33‬ه إال ِمن خالل‬
‫َمن وضعوا قواعد اللعبة ورمسوا حدود مالعهبا أو ابالتفاق معهم‪ ،‬وهذه اجلهات‬
‫املالية والبنكية يه مصدر قوة معةل البتك‪33‬وين وانتش‪33‬ارها‪ ،‬ألن البتك‪33‬وين‪ 3‬ش‪33‬فرة‬
‫معلوماتي‪33‬ة افرتاض‪33‬ية ليس له‪33‬ا قمية إذا مل توج‪33‬د س‪33‬لطة متنحه‪33‬ا القمية وتض‪33‬مهنا‬
‫ابلض‪33‬بط اكلعمالت الورقي‪33‬ة ال‪33‬يت ليس له‪33‬ا قمية إذا مل يكن خلفه‪33‬ا س‪33‬لطة تض‪33‬من‬
‫ه‪33‬ذه القمية‪ ،‬واملؤسس‪33‬ات التجاري‪33‬ة ال‪33‬يت تقب‪33‬ل البتك‪33‬وين‪ 3‬ومتنح مقابله‪33‬ا الس‪33‬لع‬
‫واخلدمات يه من وس‪33‬ائل منح الس‪33‬لطة ملن وض‪33‬عوا نظاهما وش بكهتا وتغ‪33‬رس‬
‫هذه السلطة يف وعي املتعاملني هبا‪.‬‬

‫اثلث‪ً 3‬ا‪ :‬ه‪33‬ذا النظ‪33‬ام اذلي ي‪33‬دير التب‪33‬ادل‪ 3‬ابلبتكوين حبس‪33‬اابته وحمافظ‪33‬ه وش بكة‬
‫احملاور ونقاط الالتق‪33‬اء بيهنا ه‪33‬و يف ج‪33‬وهره ش بكة بنكي‪33‬ة مقره‪33‬ا اإلن‪33‬رتت وله‪33‬ا‬
‫فروع علهيا واملشرتكون فيه واملتع‪33‬املون ب‪33‬ه مه املودع‪33‬ون والبتك‪33‬وين نفس‪33‬ه ه‪33‬و‬
‫العمةل أو الرصاف اآليل للعمةل‪ ،‬وه‪33‬ذه الش بكة البنكي‪33‬ة يه ص‪33‬ورة أو ص‪33‬ياغة‬

‫~‪~45‬‬
‫بأدوات العرص لشبكة املقرات املالية ملنظمة فرسان الهيلك‪ ،‬اليت ورثهتا شبكة‬
‫بيوت املال والبنوك يف إيطاليا عرص الهنضة مث يف أورواب لكها‪ ،‬ويه نفسها نظام‬
‫الاحتي‪33‬اط‪ 3‬الفي‪33‬درايل وش بكة البن‪33‬وك ادلولي‪33‬ة‪ ،‬والف‪33‬رق اجلوهري بني ش بكة‬
‫البتك‪33‬وين‪ 3‬البنكي‪33‬ة وبني أس‪33‬الفها ه‪33‬و أهنا انتقلت من األرض إىل الفض‪33‬اء ونقلت‬
‫ع‪3333‬امل املال والاقتص‪3333‬اد والتج‪3333‬ارة من اجملمتع‪3333‬ات الواقعي‪3333‬ة إىل الع‪3333‬امل اذلهين‬
‫الافرتايض‪ ،‬لي‪33‬واكب ذكل رف‪33‬ع أدمغ‪33‬ة البرش ووعهيم من ع‪33‬واملهم وإ خراهجا من‬
‫أنسجهتم‪ 3‬الاجامتعية ووضعها عىل شبكة اإلنرتنت‪ ،‬فالبتكوين ه‪3‬و ش بكة بن‪3‬وك‬
‫اإلنرتنت ومُع لته كام أن الفيس بوك واليوتي‪33‬وب يه مق‪33‬ايه اإلن‪3‬رتنت وش‪33‬وارعه‬
‫وحاراته واإلمييل هو الربيد‪ ،‬واجلهات املنظم‪3‬ة ال‪3‬يت خل‪3‬ف البتك‪3‬وين يه نفس‪3‬ها‬
‫اليت اكنت خلف أسالفها وما تفعهل هو تطوير معله‪33‬ا مبا يالمئ الزم‪33‬ان ووس‪33‬ائهل‪،‬‬
‫وه‪33‬و خط‪33‬وة يف طري‪33‬ق اس‪33‬تيالهئا عىل وعي البرش والتحمك الن‪33‬امع يف س‪33‬لوكهم‬
‫ودوافعهم‪.‬‬

‫~‪~46‬‬
‫رابع ًا‪ :‬من أكرب اخلدع يف نظام البتكوين إغراء البرش يف ادلخول في‪33‬ه من ابب‬
‫اخلروج من حتت أعني احلكومات‪ ،‬وأن البتك‪33‬وين‪ 3‬مث‪33‬ل الربي‪33‬د اإللك‪33‬رتوين غ‪33‬ري‬
‫قابل للرقابة أو التجسس عىل ما يرس‪33‬هل الش‪33‬خص من خالهل‪ ،‬ويه خدع‪33‬ة ألن‬
‫من يبثون ذكل يذهلون من خياطبوهنم عن أن البتكوين خيرج أفع‪33‬ال البرش من‬
‫حتت س‪333‬لطة الساس‪333‬ة واحلكوم‪333‬ات ليض‪333‬ع وعهيم وعق‪333‬وهلم ووج‪333‬داهنم حتت‬
‫الس يطرة الس‪33‬احقة وغ‪33‬ري املرئي‪33‬ة ملن يتحمكون يف ش بكة البتك‪33‬وين‪ ،‬فبياانت‬
‫املتعامل ولك ما يفعهل مرص‪33‬ود‪ 3‬وحمف‪33‬وظ يف احملاور ونق‪33‬اط الالتق‪33‬اء بني احملاف‪33‬ظ‬
‫اخملتلفة ويعلمه من يديروهنا‪ ،‬ابلضبط كام أن م‪33‬ا يرس‪33‬هل من رس‪33‬ائل حتت رقاب‪33‬ة‬
‫أحصاب الربي‪33‬د اإللك‪33‬رتوين ويعرف‪33‬ون حفواه‪33‬ا‪ ،‬وه‪33‬و نفس‪33‬ه يواف‪33‬ق عىل ذكل يف‬
‫رشوط الاستخدام‪ ،‬واخلدعة احلقيقية أن املتعاملني يتومهون اخلصوص‪33‬ية وع‪33‬دم‬
‫الرقاب‪33‬ة ألن أس‪33‬امءمه غ‪33‬ري مس‪33‬جةل‪ ،‬والرقاب‪33‬ة عن‪33‬دمه ترتب‪33‬ط ابلتجس‪33‬س عىل‬
‫أشخاصهم وألهداف تتعلق ابلس‪3‬لطة أو ادلول واحلكوم‪3‬ات‪ ،‬ومه ال يعلم‪3‬ون أن‬
‫املتحمكني يف البتك‪33‬وين ويف الربي‪33‬د اإللك‪33‬رتوين ويف الفيس ب‪33‬وك واليوتي‪33‬وب هلم‬
‫~‪~47‬‬
‫غاايت أخ‪333‬رى من الرقاب‪333‬ة عىل معوم البرش غ‪333‬ري غاايت احلكوم‪333‬ات وادلول‪،‬‬
‫فادلول تراقب األجسام واألفعال لتحفظ البقاء ملن يف الس‪33‬لطة أو األمن للمجمتع‬
‫أو لتحصل عىل الرضائب وجتين األموال‪ ،‬بيامن هؤالء يراقبون ال‪33‬وعي واألذه‪33‬ان‬
‫والنفوس ليك يعرفوا ما فهيا من أفاكر وخ‪33‬واطر ودواف‪33‬ع ورغب‪33‬ات‪ ،‬مث يعمل‪33‬ون‬
‫عىل توجهيه‪333‬ا حنو م‪333‬ا يري‪333‬دون ابإلعالانت وادلعاي‪333‬ة وببث بطيء ومتواص‪333‬ل‬
‫ومتصاعد لأل فاكر وإ اثرة لدلوافع وحتري‪33‬ك حنو الص‪33‬ورة ال‪33‬يت يري‪33‬دون أن يص‪33‬ل‬
‫البرش مجيع ًا وجممتع‪33‬اهتم إلهيا‪ ،‬ف‪33‬البتكوين‪ 3‬ابدلعاي‪33‬ة واإلعالن ودون أوام‪33‬ر س‪33‬وف‬
‫يرفع الزنعة لالسهتالك ويغري البرش برشاء ما ال حيتاجونه ومل يكونوا يفكرون‬
‫فيه‪ ،‬ليشرتوه من رشاكت ومؤسسات‪ ،‬فيض‪33‬ع أحصاهبا أم‪33‬واهلم يف بن‪33‬وك تغ‪33‬ري‬
‫األفراد وادلول ابقرتاضها‪ ،‬ليعودوا إىل اس هتالك م‪33‬ا مه يف غ‪33‬ىن عن‪33‬ه‪ ،‬ابلض‪33‬بط‬
‫كام أن اليوتيوب يغ‪33‬ري وعي البرش وينس‪33‬ف مهنا املع‪33‬ايري واملوازين وحيركه‪33‬ا حنو‬
‫الش‪33‬كوك والاحنالل‪ ،‬دون وج‪33‬ود س‪33‬لطة ظ‪33‬اهرة‪ ،‬خبل‪33‬ط الفي‪33‬ديوهات ووض‪33‬ع‬
‫املقرتح‪33‬ات‪ ،‬فاذلي دخ‪33‬ل ليش‪33‬اهد الش يخ الفالين يض‪33‬ع هل أم‪33‬ام عيني‪33‬ه مش‪33‬هد‬
‫~‪~48‬‬
‫الراقصة عالنه‪ ،‬فإذا اعتادت عيناه ونفسه هذه املشاهد‪ 3‬وإ ن ترفع عن مش‪33‬اهدة‬
‫الفيديو يكون قد احنل درجة‪ ،‬تتلوها ولو بعد سنوات درج‪33‬ة أخ‪33‬رى‪ ،‬وهك‪33‬ذا‬
‫إىل أن تتس ‪33‬اوى لك األفاكر واألفع ‪33‬ال واألش ‪33‬خاص يف وعي من يس توطنون‬
‫اليوتي‪33‬وب ويفق‪33‬دون مع‪33‬ايري المتي‪33‬زي بني الص‪33‬واب واخلط‪3‬أ‪ ،‬ف‪33‬إذا متكن‪33‬وا من رف‪33‬ع‬
‫أدمغة البرش مجيع ًا عىل الشبكة تكون البرشية لكها قد صارت يف قبضة أي‪33‬دهيم‬
‫دون تعلاميت وال أم ‪33‬ر وال هني‪ ،‬وه ‪33‬ذا ه ‪33‬و م ‪33‬ا من اجهل ينفق ‪33‬ون املاليني عىل‬
‫تك‪33‬وين املواق‪33‬ع وص‪33‬ناعة ال‪33‬ربامج مث يق‪33‬دموهنا لعم‪33‬وم البرش جما ًان‪ ،‬ليس ألهنم من‬
‫فاعيل اخلري وأه‪33‬ل اإلحس‪33‬ان‪ ،‬ب‪33‬ل ألن وض‪33‬ع وعي البرش عىل الش بكة والتحمك‬
‫يف ما يتكون فيه يتقدم عندمه عىل إخراج املال من جيوب الناس‪ ،‬مث بعد ذكل‬
‫سيخرج املال من هذا الوعي ويأتهيم طواعية وأضعاف ًا مضاعفة‪.‬‬

‫~‪~49‬‬
‫‪5‬‬

‫لك اخلطب واملواعظ والفتاوى والانتقادات والكتاابت مل متنع ازدهار البن‪33‬وك‬


‫الربوية وال متكنت من دفع معوم الناس إىل اإلعراض عهنا وعدم التعام‪33‬ل معه‪33‬ا‪،‬‬
‫وكذكل البتك‪3‬وين‪ 3‬وش بكته البنكي‪3‬ة الافرتاض‪3‬ية‪ ،‬ألن القض‪3‬اء علهيا ومن‪3‬ع الن‪3‬اس‬
‫عهنا ليس ابخلطاب‪33‬ة والفت‪33‬اوى ال‪33‬يت ق‪33‬د حتج‪33‬ز أف‪33‬راداً أو مجموع‪33‬ات لكهنا لن متن‪33‬ع‬
‫الكتل من العوام ومعوم الناس‪ ،‬ب‪33‬ل ب‪3‬أمرين‪ ،‬ف‪33‬األول ه‪33‬و وج‪33‬ود ص‪33‬فوة وخنب‪33‬ة‬
‫ذهنية ونفسية ذات برص انفذ ووعي فائق ميكهنا من رؤي‪33‬ة ه‪33‬ذه النظم من غ‪33‬ري‬
‫زينهتا وزخرفها وم‪33‬ا تغل‪33‬ف في‪33‬ه من أغلف‪33‬ة براق‪33‬ة و فهم حقيقهتا وآاثره‪33‬ا يف ع‪33‬امل‬
‫البرش ومن اذلي خلفها وغايهتم مهنا‪ ،‬وهذه الصفوة والنخبة اذلهنية والنفسية ال‬
‫وجود لها‪ ،‬واألمر الثاين هو تكوين ب‪33‬دائل له‪33‬ذه النظم‪ ،‬وه‪33‬ذه الب‪33‬دائل ال ميكن‬
‫أن توجد وتتحقق سوى داخل أنس‪3‬جة اجامتعي‪33‬ة وأنظم‪3‬ة أخالقي‪33‬ة وقميي‪3‬ة ذاتي‪3‬ة‬
‫وانبعة من عقائد اإلسالم واترخيه ومستقةل عن األنسجة واألنظم‪3‬ة ال‪3‬يت أنتجت‬

‫~‪~50‬‬
‫البنوك الربوية وتكتسب أمهيهتا وموقعها من حياة الناس بوجودها‪ 3‬فهيا‪ ،‬وهو‬
‫أيض ًا ما ال وجود هل‪ ،‬وما يوجد من‪3‬ه ج‪3‬زر معزوةل ال أث‪3‬ر له‪3‬ا يف معوم اجملمتع‪3‬ات‬
‫أو هجني يستجلب األموال بوضع ايفطة الرشع عىل راب الغرب‪.‬‬

‫السؤال‬

‫‪Mosab Khalifa‬‬

‫الس‪33333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333‬الم عليمك و رمحة هللا‪،‬‬


‫نريد بعض التوضيحات من ادلكتور عىل النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬ذكر ادلكتور يف املقطع‪ :‬دكت‪33‬ور هباء األم‪33‬ري الت‪33‬ارخي الرسي للغ‪33‬رب‪7‬اكم ًال‪،‬‬
‫أنّ من األحداث املهمة اليت أدت إلى ظهور عرص الهنضة يف أورواب هو سقوط‬
‫القسطنطينية عىل يد العامثنيني و أن‪33‬ه موض‪33‬وع معقد‪ ،‬فه‪33‬ل لن‪33‬ا ببعض التفاص‪33‬يل‬
‫عن وجه التعقيد يف ذكل؟‬

‫~‪~51‬‬
‫جدا ابذلات يف جزئي‪3‬ة اإلهل و األلوهية‪ ،‬و لك ي‪3‬وم‬
‫‪ -2‬موضوع القبااله شائك ً‬
‫يطرح ادلكتور معلومات تزيد األمر التباساً عيل فرنيد توض‪33‬يحا عن ذكل‪ .‬ه‪33‬ل‬
‫يه أسفار نصية و جزء أصيل‪ 3‬يف التوراة قام ص‪33‬فوة الهيود ابخفاهئا و توارثوه‪33‬ا‬
‫ش‪33‬فاهة مث‪33‬ل س‪33‬فر الزوه‪33‬ار و س‪33‬فر اخلل‪33‬ق كام يف كت‪33‬اب الهيود و املاس‪33‬ون يف‬
‫الث‪33‬ورات و ادلس‪33‬اتري؟ أم يه جمرد تأوي‪33‬ل و تفس‪33‬ري ابطين للت‪33‬وراة و ليس‪33‬ت‬
‫جزءاً مهنا؟ و األمه من ذكل هل لك الهيود اآلن مطلعني عىل هذا ال‪33‬رتاث بع‪33‬د‬
‫أن كتبه الريب مشعون و أخرجه الريب موشيه للعامل؟ و هل يؤمنون بعقيدهتا يف‬
‫اخللق و الإل هل أم ال؟ و هل لك قبايل ابلرضورة هيودي؟‬

‫‪ -3‬ماهو الفرق بني التوراة والتلمود والقبااله؟‬

‫وشكرا‪.‬‬

‫~‪~52‬‬
‫الرد‬

‫دكتور هباء األمري‬

‫‪1‬‬

‫عالق‪33‬ة س‪33‬قوط القس‪3‬طنطينية بعرص الهنض‪33‬ة وتغي‪33‬ري مس‪33‬ار أورواب مركب‪33‬ة ألن‪33‬ه‬
‫يدخل فهيا جوانب عديدة بعضها ظاهر واترخيي‪ ،‬وبعض‪33‬ها خفي وهل ص‪33‬ةل بأرسة‬
‫دي مديتيش‪ ،‬فالت‪333‬ارخيي أن س ‪33‬قوط عامصة اإلمرباطوري ‪33‬ة البزينطي ‪33‬ة يف ي ‪33‬د‬
‫العامثنيني املسلمني اذلين اكنت تبث الكنيس‪33‬ة يف روع أورواب أهنم وث‪33‬نيون كف‪33‬ار‬
‫أح‪3‬دث ص‪3‬دمة معنوي‪33‬ة يف أورواب ص‪3‬احهبا الش‪33‬ك يف الكنيس‪3‬ة وزعزع‪3‬ة ماكنهتا‬
‫واهزتاز عقيدهتا يف أذه‪33‬ان معوم الن‪33‬اس‪ ،‬وي‪33‬دخل يف ه‪33‬ذا اجلانب الت‪33‬ارخيي م‪33‬ا‬
‫دون‪33‬ه املؤرخ‪33‬ون عن جهرة العلامء والفالس‪33‬فة من آس يا الص‪33‬غرى واليوانن إىل‬
‫أورواب ومعهم كتب الفلسفة اليواننية وعلوم الرشق‪ ،‬وأما اخلفي أو املرص‪33‬ود يف‬
‫كتب التارخي دون فهم حقيقته‪ ،‬فهو أنه بعد سقوط القس ‪3‬طنطينية ص‪33‬ارت أرسة‬

‫~‪~53‬‬
‫دي مديتيش يف إيطاليا قنطرة عربت من خالله‪33‬ا القب‪33‬االه واحلراكت الرسية من‬
‫الرشق إىل الغرب‪ ،‬عرب ط‪33‬ريقني‪ ،‬األول ه‪33‬و احتض‪33‬اهنا هيود القب‪33‬االه امله‪33‬اجرين‬
‫من إسبانيا‪ ،‬والثاين هو استغالل سيوةل األوض‪33‬اع يف اليوانن وآس يا الص‪33‬غرى‬
‫وعدم تقييد العامثنيني حلركة البرش والش‪33‬عوب داخ‪33‬ل أراض‪33‬هيا فأرس‪33‬لت األرسة‬
‫بعثات إىل الرشق الستقطاب القب‪33‬اليني والعلامء والفالس‪33‬فة وللتنقيب عن كتب‬
‫الفلسفة اإلغريقية والعقائ‪33‬د الوثني‪33‬ة والعل‪33‬وم ونقله‪33‬ا إىل إيطالي‪33‬ا مث طبعه‪33‬ا وإ قام‪33‬ة‬
‫األاكدميية األفالطونية هبا وحولها‪ ،‬ويه األاكدميي‪33‬ة ال‪33‬يت ك‪3‬ونت أب‪33‬رز أعالم عرص‬
‫الهنض‪33‬ة يف لك اجملاالت وص‪33‬نعت أذه‪33‬اهنم‪ ،‬وأش‪33‬هر بعث‪33‬ات أرسة دي مديتيش‬
‫الرسية إىل الرشق يه ال‪33333‬يت أرس‪33333‬لها مؤس‪33333‬س األرسة كوزميو دي مديتيش‬
‫برئاسة ليوانردو دي بس تواي س نة ‪1460‬م‪ ،‬فع‪33‬ادت مبت‪33‬ون ه‪33‬رمس املرصية‪،‬‬
‫وذلكل ص‪33‬ةل وثيق‪33‬ة بكوبرنيك‪33‬وس وحتوهل إىل النظ‪33‬ام الشميس‪ ،‬ألن دافع‪33‬ه إىل‬
‫ه‪33‬ذا التح‪33‬ول كام نص ه‪33‬و بنفس‪33‬ه يف كتاب‪33‬ه حرك‪33‬ة األفالك ه‪33‬و اعتناق‪33‬ه لعقي‪33‬دة‬
‫هرمس الشمسية واليت صريهتا أرسة دي مديتيش مع وثنيات اإلغريق العقي‪33‬دة‬
‫~‪~54‬‬
‫احلقيقية إليطاليا ومدارسها وجامعاهتا يف عرص الهنضة‪ ،‬واكن اعتناق‬
‫كوبرنيكوس لعقيدة هرمس إابن دراس ته للق‪3‬انون الكنيس يف جامع‪3‬ات إيطالي‪3‬ا‪،‬‬
‫ولك أساتذته فهيا اكنوا عىل هذه العقيدة الشمسية‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫التوراة معناها احلريف الرشيعة واملقصود هبا األس‪33‬فار امخلس‪33‬ة األوىل من العه‪33‬د‬
‫القدمي اليت تنسب ملوىس عليه السالم‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫التلمود معناه التعالمي وينقسم إىل جزءين رئيسيني‪ :‬املشناه ومعناه‪33‬ا املثن‪33‬اة أو‬
‫الثاني‪33‬ة واملقص‪33‬ود هبا الرشيعة الش‪33‬فوية ال‪33‬يت يعتق‪33‬د الهيود أن موىس ألقاه‪33‬ا إىل‬
‫ه‪33‬ارون والرابنيني وظلت تت‪33‬وارث ش‪33‬فو ًاي إىل أن مجعه‪33‬ا ورتهبا ودوهنا ال‪33‬ريب‬
‫هيوذا هاانيس يف الق‪33‬رن الث‪33‬اين امليالدي‪ ،‬وتنقس‪33‬م املش ناة إىل س تة أقس‪33‬ام أو‬
‫كتب تع ‪33‬اجل أحاكم الرشيعة الهيودي ‪33‬ة يف العب ‪33‬ادات وخمتل ‪33‬ف ج ‪33‬وانب احلي ‪33‬اة‬

‫~‪~55‬‬
‫اكلزراعة واألعياد وأحاكم النساء والطهارة والصالة واملقدسات‪ ،‬واجلزء الثاين‬
‫من التلمود ه‪33‬و امجلاراه ومعناه‪33‬ا الامتم أو الكامل‪ ،‬ويه رشوح الرابنيني للرشيعة‬
‫الش‪33‬فوية يف املش ناه واختالف‪33‬اهتم يف تفس‪33‬ريها ويف ف‪33‬روع أحاكهما بني الق‪33‬رن‬
‫الثاين والق‪33‬رن اخلامس امليالديني‪ ،‬وتنقس‪33‬م امجلاراه ومن مث التلم‪33‬ود‪ 3‬إىل جامرتني‬
‫وتلم‪33‬ودين‪ ،‬األورش ‪3‬لميي ألن‪33‬ه حيوي رشوح الرابنيني يف أورش‪33‬لمي وم‪33‬ا حوله‪33‬ا‪،‬‬
‫والبابيل ألن‪3‬ه حيوي تفس‪3‬ريات الرابنيني يف ابب‪3‬ل وم‪3‬ا حوله‪3‬ا‪ ،‬ومن الطري‪3‬ف أن‬
‫للتلمود صةل أيض ًا بأرسة دي مديتيش‪ ،‬فالتلمود األورش‪3‬لميي طب‪3‬ع ألول م‪3‬رة يف‬
‫الت‪333‬ارخي يف فينيس يا س نة ‪1522‬م يف إح‪333‬دى مط‪333‬ابع األرسة‪ ،‬وأرسة دي‬
‫مديتيش يه وهيود إيطالي‪33‬ا أول من أدخ‪33‬ل الطباع‪33‬ة وأنش ‪3‬أ املط‪33‬ابع واس تخدهما‪3‬‬
‫عىل نطاق واسع يف أورواب‪.‬‬

‫~‪~56‬‬
‫‪4‬‬

‫القب‪33‬االه معناه‪33‬ا الاس تقبال أو التلقي الش‪33‬فوي‪ ،‬واملقص‪33‬ود هبا النص‪33‬وص ال‪33‬يت‬
‫ظهرت مكتوبة ألول مرة يف القرون األوىل من األلف الثانية بع‪33‬د امليالد‪ ،‬واكن‬
‫أول ظهوره ‪33‬ا يف األن ‪33‬دلس مث انتقلت إىل لي ‪33‬ون يف فرنس ‪33‬ا ومهنا إىل جن ‪33‬وب‬
‫أورواب ووس‪3‬طها‪ ،‬وكتب القب‪3‬االه الرئيس ية يه ي‪3‬زتراه أو س‪3‬فر اخلل‪3‬ق وحبري أو‬
‫سفر الربوق واللمعان والزوهار أو س‪3‬فر الض‪3‬ياء واإلرشاق‪ ،‬والقب‪3‬االه خالص‪3‬هتا‬
‫تأمالت ابطني‪3‬ة يف الت‪3‬وراة خصوص‪ً 3‬ا س‪3‬فر التك‪3‬وين وعىل األخص قص‪3‬ة اخلل‪3‬ق‬
‫واذلات اإللهي‪3‬ة وص‪3‬لهتا ابإلنس‪3‬ان والك‪3‬ون وكيفي‪3‬ة التواص‪3‬ل معه‪3‬ا‪ ،‬وللقب‪3‬االه يه‬
‫األخرى صةل وثيقة إبيطالي‪3‬ا عرص الهنض‪3‬ة‪ ،‬فالزوه‪3‬ار طب‪3‬ع ألول م‪3‬رة يف مدين‪3‬ة‬
‫مانتوفا وسط إيطاليا يف الوقت نفسه اذلي اكن يطبع فيه التلمود يف فينيسيا‪.‬‬

‫~‪~57‬‬
‫‪5‬‬

‫رأينا يف مسأةل القبااله‬

‫أن القبااله له‪3‬ا ثالث‪3‬ة أوج‪3‬ه أو ج‪3‬وانب‪ ،‬األول ه‪3‬و ه‪3‬ذه النص‪3‬وص أو األس‪3‬فار‬
‫املكتوبة اليت ظهرت ألول مرة يف التارخي مكتوبة يف ب‪3‬داايت األل‪3‬ف األوىل بع‪3‬د‬
‫امليالد‪ ،‬والث ‪33‬اين ه ‪33‬و مهنج القب ‪33‬االه أو أس ‪33‬لوهبا وطريقهتا يف تأم ‪33‬ل نص س ‪33‬فر‬
‫التكوين عرب قطع عبارات أو تفصيالت من قصة اخللق أو عن اذلات اإل لهي‪33‬ة مث‬
‫ختيل أحداث وسيناريوهات افرتاضية ال عالقة لها ابلنص وال دليل علهيا خارج‬
‫األذه‪33‬ان‪ ،‬ومن مث حتوي‪33‬ل اإلنس‪33‬ان وتأمالت‪33‬ه إىل مص‪33‬در ملس ‪3‬أةل األلوهي‪33‬ة وفهم‬
‫حقائق الوجود بدي ًال عن الويح واإلرشاد اإللهي‪ ،‬والثالث ه‪3‬و مثرة ه‪3‬ذا املهنج‬
‫وهذه الطريقة ويه األبنية الفكري‪3‬ة واألنس‪3‬اق اذلهني‪3‬ة ال‪3‬يت ينتجه‪3‬ا تأم‪3‬ل اذلات‬
‫اإل لهية وكيف خلقت املوجودات أو جاءت مهنا‪ ،‬واملامرسات العملية والطقس ية‬
‫اليت تتودل عن هذا التأمل‪ 3‬وتتبع هذه األنساق اذلهنية‪ ،‬وحس‪33‬ب فهمن‪33‬ا ه‪33‬ذا إذا‬

‫~‪~58‬‬
‫اكنت أسفار القبااله املكتوبة ترتبط ابلزمن اذلي ظهرت فيه‪ ،‬فإن ما حتويه‬
‫ه‪33‬ذه األس‪33‬فار من أس‪33‬لوب القب‪33‬االه ومهنجه‪33‬ا ومن مثرة ملهنجه‪33‬ا يف فهم األلوهي‪33‬ة‬
‫وحقيقة الوج‪3‬ود يه أش ياء ش‪3‬ديدة العراق‪3‬ة والق‪3‬دم‪ ،‬وه‪3‬و م‪3‬ا ميكن التأك‪3‬د من‪3‬ه‬
‫مبض‪33‬اهاة طريق‪33‬ة القب‪33‬االه وم‪33‬ا تنتج‪33‬ه تأمالهتا بعقائ‪33‬د ودايانت أخ‪33‬رى س‪33‬ابقة عىل‬
‫ظهور أسفارها‪ ،‬فالقبااله أسلو ًاب ومثرة وروح‪ً 3‬ا ب‪3‬ل وأنس‪3‬اق ًا وت‪3‬راكيب يه نفس‪3‬ها‬
‫الهندوسية والزرادشتية والفلسفة اإلغريقية والباطنية العربية‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫طرفة عربية هذه املرة‬

‫تعلمي النص ‪33‬وص القبالي ‪33‬ة بع ‪33‬د ظهوره ‪33‬ا اكن مقص ‪33‬ور ًا عىل ص ‪33‬فوة الهيود من‬
‫الرابنيني واألحبار وبع‪3‬د بل‪3‬وغ س‪3‬ن األربعني طبق‪ً 3‬ا لنص القب‪3‬االه نفس‪3‬ها عىل أهنا‬
‫مرياث شفوي منذ عهد موىس بني الصفوة من ب‪33‬ين إرسائيل‪ ،‬ويف هناي‪33‬ة الق‪33‬رن‬
‫السادس‪ 3‬عرش أسقط ال‪3‬ريب أبراه‪3‬ام بن مردخ‪3‬اي أزوالي التح‪33‬رمي عىل معرف‪3‬ة‬

‫~‪~59‬‬
‫هذه األسفار وكتب رساةل أابح فهيا معرفهتا وتعلميها ونرشها بني معوم الهيود‬
‫ب‪33‬ل وبني غ‪33‬ري الهيود ألن نرشها ه‪33‬و اذلي س يأيت ابلهامش يحاه ومعرفهتا مته‪33‬د‬
‫لظهوره‪ ،‬والريب أبراهام أزوالي من فاس يف املغرب!‬

‫السؤال‬

‫‪zahir zahrawi‬‬

‫الس‪3‬الم عليمك ورمحة هللا وبراكت‪3‬ه أيخ األد ِمن‪ .‬حي‪3‬امك هللا وابرك فيمك‪ .‬أرج‪3‬و‬
‫أن تبل‪33‬غ حتي‪33‬ايت وس‪33‬اليم احلارين ألس تاذان الفاض‪33‬ل ادلكتور هباء األم‪33‬ري اذلي‬
‫رشفنا هللا ابالستفادة مما آاته من عمل انفع عرب كتب‪33‬ه و براجمه ونقاش‪33‬اته التوعوي‪33‬ة‬
‫الراقية عىل هذه القناة املباركة‪ .‬جزامك هللا خري ًا عىل جمهودمك الكبري ألجل إيصال‬
‫فوائد ادلكتور للناس عرب هذه الوسيةل اليت يه يف هذه احلاةل نعمة و هلل امحلد‪.‬‬

‫دلي سؤالان لدلكتور أرجو أن تبلغاه هل لو مسحمت‪:‬‬

‫~‪~60‬‬
‫‪ -1‬ما رأيك اي دكتور يف "سلسةل بداية الهناية" التوعوية للمهندس‪ 3‬والباحث‬
‫السيايس الفاض ‪33‬ل عامد العرشي؟ يه موج ‪33‬ودة عىل اليوتي ‪33‬وب و إذا َ‬
‫كنت مل‬
‫تش‪3‬اهدها بع‪3‬د ف‪3‬املرجو أن تفع‪3‬ل وت‪3‬ديل برأي‪3‬ك حوله‪3‬ا ألين أج‪3‬دها ابلفع‪3‬ل من‬
‫األمهي‪33‬ة مباكن من حيث املعلوم‪33‬ات والفوائ‪33‬د والنص‪33‬احئ واحلق‪33‬ائق املعروض‪33‬ة فهيا‬
‫ح‪333333333333333‬ول عمل آخ‪333333333333333‬ر الزم‪333333333333333‬ان وعالقهتا بواقعن‪333333333333333‬ا احلايل‪.‬‬
‫إليك ه‪33333333333‬ذا الراب‪33333333333‬ط اخملترص مجلي‪33333333333‬ع حلق‪33333333333‬ات السلس‪33333333333‬ةل‪:‬‬
‫‪www.bit.ly/bidayatonihaya‬‬
‫وه‪33333333333333333333333333‬ذا املوق‪33333333333333333333333333‬ع من إنش‪33333333333333333333333333‬ايئ املتواضع‪:‬‬
‫‪http://almahdi.co.nf‬‬
‫و ه‪3333333‬ذا احلس‪3333333‬اب الرمسي للمهن‪3333333‬دس عامد العرشي عىل الفيس بوك‪:‬‬
‫‪https://www.facebook.com/emad.alashry‬‬

‫~‪~61‬‬
‫‪ -2‬يف هذا الرابط صوراتن‪ :‬أحدهام لناسا و الثانية ألحصاب نظرية األرض‬
‫املسطحة‪:‬‬

‫‪http://2.bp.blogspot.com/-t8T0sem7gjA/VGcUMXor_zI/‬‬
‫‪AAAAAAAAOvI/zwO4XcmnFPk/s1600/nasa-flat-‬‬
‫‪earth.jpg‬‬

‫أتس‪3‬اءل م‪3‬ا عالق‪3‬ة ه‪3‬ذين الص‪3‬ورتني (و هام ِم ْن مضن بطاق‪3‬ات لعب‪3‬ة املتن‪3‬ورين‬
‫‪3‬بني أن كث‪33‬ري ًا مما ج‪33‬اء فهيا ِم ْن خط‪33‬ط ق‪33‬د ح‪33‬دث ابلفع‪33‬ل مبا فهيا‬
‫الش‪33‬هرية ال‪33‬يت ت‪َ 3‬‬
‫الثورات العربية وما راف َقها من تداعيات وثورة مضادة ‪ +‬أحداث احلادي عرش‬
‫من س‪333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333‬بمترب ‪)...‬‬
‫أعود لسؤايل‪ :‬ما عالقة هذين الصورتني حبقيقة ص‪3‬عود أمرياك للقم‪3‬ر و حبرك‪3‬ة‬
‫"جممتع األرض املس‪333333333333333333333333333333‬طحة" اذلي أص‪333333333333333333333333333333‬بحنا جند‬
‫له‪33‬ا في‪33‬ديوهات عىل اليوتي‪33‬وب ابلعربي‪33‬ة إلثب‪33‬ات أن أن األرض يه يف احلقيق‪33‬ة‬

‫~‪~62‬‬
‫اثبت‪ٌ 3 3‬ة و مس ‪33‬طح ٌة و أن الش ‪33‬مس يه ال ‪33‬يت ت ‪33‬دور حولها‪ ،‬و أن انس ‪33‬ا واكةل‬
‫ماس‪3333333333‬ونية دجاةل اختلقت ع‪3333333333‬دة ك‪3333333333‬ذابت عن األرض والفض‪3333333333‬اء‪،‬‬
‫م‪3333333333333333333333333333‬ا رأيمك يف املوض‪3333333333333333333333333333‬وع برمت‪3333333333333333333333333333‬ه ؟‬
‫هل يوجد فع ًال أدةل من القرآن الكرمي واألحاديث النبوية الرشيفة تدل عىل أن‬
‫األرض مس‪333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333‬طحة؟‬
‫ابلنس بة ملركزي‪333‬ة األرض للك‪333‬ون أظن أن ذكل فع ًال أم‪333‬ر حصيح وهللا أعمل‬
‫وخبصوص نظرية الانفج‪3‬ار الكب‪3‬ري اذلي يق‪3‬ول العلامء املعارصون أن الك‪3‬ون ق‪3‬د‬
‫نشأ من خالهل فإين أظن أهنا نظرية قارصة و ال ميكن الق‪3‬ول بأهنا تواف‪3‬ق بش‪3‬لك‬
‫هللا تع‪33333333333333333333333333333333‬اىل ‪:‬‬ ‫دقي‪33333333333333333333333333333333‬ق ق‪33333333333333333333333333333333‬ول َ‬
‫﴿َأ َولَ ۡم یَ َر ٱذَّل ِ َین َك َف ُر ۤو ۟ا َأ َّن ٱ َّلس َم ٰـ َو  ِٰت َوٱَأۡل ۡر َض اَك ن َ َت‪33‬ا َرتۡقًا فَ َفتَ ۡقنَ ٰـهُ َما ۖ َو َج َعلۡنَ‪33‬ا ِم َن‬
‫ٱلۡ َم ۤا ِء لُك َّ یَش ۡ ٍء یَح ٍّۚ ﴾ [األنبياء‪]٣٠ :‬‬

‫~‪~63‬‬
‫‪ -3‬أقوم من حني آلخر وبلك شغَف ابالطالع عىل جديد إجاابتمك املفيدة عىل‬
‫ئةل املش‪3333333333333333333‬اهدين‪ 3‬وأمج ُعه‪3333333333333333333‬ا يف مل‪3333333333333333333‬ف‬ ‫أس‬
‫وأحب أن أتقا َمسها مع من هيمهم األمر و آمل أن أقوم إبنشاء موقع بسيط أق‪33‬وم‬
‫فيه بعرضها فيه حمتفظ ًا ابمسك طبع ًا‪.‬‬

‫ش‪3333333333333333333333333333333‬كر ًا مق‪3333333333333333333333333333333‬دم ًا عىل اإلجاب‪3333333333333333333333333333333‬ة‬


‫وش‪333333‬كر ًا ج‪333333‬زي ًال عىل لك م‪333333‬ا قدمتَ‪333333‬ه لن‪333333‬ا من فوائ‪333333‬د وال ت‪333333‬زال‬
‫أعانمك هللا و ابرك فيمك و جعلَمك مف‪33‬اتيح للخ‪33‬ري واحلق‪ ،‬مغ‪33‬اليق للرش والباط‪33‬ل‪.‬‬
‫والسالم‪.‬‬

‫~‪~64‬‬
‫الرد‬

‫دكتور هباء األمري‬

‫‪1‬‬

‫بداية الهناية‬

‫اطلعت عىل بعض احللقات اليت يف الرابط‪ ،‬واملهنج‪ 3‬الرئييس للباحث الفاض‪33‬ل‬
‫وحمور احللقات هو املطابقة بني النبوءات وبني الواقع ورمس سيناريو لأل ح‪33‬داث‬
‫من خالل هذه النبوءات‪ ،‬ويف بداية إحدى احللقات يقول إن‪33‬ه حياول من خالل‬
‫ت‪33‬رتيب النب‪33‬وءات توق‪33‬ع س‪33‬يناريو األح‪33‬داث يف الس نوات العرش القادم‪33‬ة‪ ،‬وق‪33‬د‬
‫أجبت من قبل عىل أسئةل مشاهبة ملن مه مغرمون مبس‪3‬أةل النب‪3‬وءات‪ ،‬وخالص‪3‬ة‬
‫رأيي يه أن النبوءات معومية وحتمتل التزنيل عىل أزمنة خمتلف‪33‬ة ووق‪33‬ائع متع‪33‬ددة‬
‫واذلي يطابق بني النبوءات وس‪3‬يناريو األح‪3‬داث يف زمن معني يفع‪3‬ل ذكل ألن‪3‬ه‬
‫يعتق ‪33‬د ه ‪33‬ذه املطابق ‪33‬ة قب ‪33‬ل أن يق ‪33‬وم هبا مث حيور طرفهيا ذهني‪ً 3 3‬ا ليك يتطابق ‪33‬ا‪،‬‬

‫~‪~65‬‬
‫وسيناريو األحداث يف زماننا اذلي طابقه الباحث ابلنبوءات هل سيناريوهات‬
‫ش‪33333‬بهية يف املايض وياكد يك‪33333‬ون ص‪33333‬ورة مهنا وميكن مطابقهتا ابلنبوءات يه‬
‫األخرى مع قليل من التحوير مثل اكتساح بالد الع‪33‬رب إابن احلروب الص‪3‬ليبية‬
‫وإ قام‪33‬ة مملك‪33‬ة أورش‪33‬لمي الالتيني‪33‬ة‪ ،‬ومثة ف‪33‬رق شاس‪33‬ع بني فهم األح‪33‬داث وحتليله‪33‬ا‬
‫والربط بيهنا والتنقيب معن خلفه‪3‬ا والعم‪3‬ل عىل إبط‪3‬ال م‪3‬ا يري‪3‬ده اذلي ه‪3‬و معل‬
‫عقيل منضبط بأدةل وب‪3‬راهني ويض‪3‬ع عىل اإلنس‪3‬ان مس‪3‬ؤولية املواهجة وبني الول‪3‬ع‬
‫ابلنبوءات واختاذ مهنج يق‪3‬وم عىل التنقيب عهنا يف م‪3‬ا حيدث ومطابقهتا ب‪3‬ه وأكهنا‬
‫يه الفاعل وحتدث وحدها وتتحقق من تلق‪3‬اء نفس‪3‬ها مث حيرص همم‪3‬ة اإلنس‪3‬ان يف‬
‫حساب السنوات اليت ستأيت بعدها واجللوس يف انتظارها‪ ،‬ويبقى يشء واح‪3‬د‬
‫هو أنه رمبا اكن الباحث الفاضل ومن مه مثهل عىل ص‪33‬واب واملش‪33‬لكة يف خشيص‬
‫وتكويين فلست مغرم‪ً 3‬ا ابلنبوءات وال يس هتويين البحث فهيا إال من هجة أثره‪3‬ا‬
‫يف تكوين البرش وحتوله‪33‬ا إىل غاايت يس‪3‬عون مه بعملهم‪ 3‬لتحقيقه‪3‬ا وأرى الول‪3‬ع هبا‬
‫نوع ًا من التنفيس عن العج‪3‬ز وع‪3‬دم الق‪3‬درة عىل الفع‪3‬ل‪ ،‬فاذلين يس‪3‬عون لفهم م‪3‬ا‬
‫~‪~66‬‬
‫حيدث وجياه‪3333‬دون ملواهجت‪3333‬ه ابلقول أو الفع‪3333‬ل ليس عن‪3333‬دمه وقت للتنب‪3333‬وء‪3‬‬
‫والنب‪3‬وءات وليس من ش ميهم اجلل‪3‬وس وع‪3‬د الس نني يف انتظاره‪3‬ا‪ ،‬وميكن‪3‬ك أن‬
‫تتص‪3‬ور م‪3‬اذا اكن س يحدث ل‪3‬و ت‪3‬رك ن‪3‬ور ادلين وص‪3‬الح ادلين ومن حوهلام من‬
‫العلامء وأهل الصالح تكوين ادلوةل وإ ع‪33‬دادها وإ ص‪3‬الح بالد اإلس‪3‬الم وجلس‪33‬وا‬
‫ينظرون يف البل‪3‬ورات ليعرف‪3‬وا م‪3‬ىت س‪3‬ريحل الص‪3‬ليبيون عهنا‪ ،‬م‪3‬رة أخ‪3‬رى رمبا‬
‫اكن الباحث الفاضل عىل صواب واملشلكة عندي وهللا أعمل‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫مهنج القبول والرفض يف العلوم‬

‫من أش‪33‬د أن‪33‬واع التض‪33‬ليل‪ 3‬خبث‪ً 3‬ا وأص‪33‬عهبا يف التعام‪33‬ل مع‪33‬ه لبس احلق ابلباط‪33‬ل‬
‫والصحيح ابلضالالت‪ ،‬ألنه حيتاج إىل صرب وجدل ويقظة وهجد شاق لمتي‪3‬زي ه‪3‬ذا‬
‫من ذاك مث ترشحيهام من بعضهام والفصل بيهنام‪ ،‬ومن غ‪33‬ري ذك يتح‪33‬ول األم‪33‬ر إىل‬
‫متاهة يقبل فهيا الباطل من رآه ملتبس‪3ً 3‬ا ابحلق‪ ،‬وي‪33‬رفض فهيا الص‪33‬حيح من ت‪33‬ومه‬

‫~‪~67‬‬
‫بطالنه الختالطه ابلضالالت‪ ،‬والقواعد عندي ومهنجي أين ال أقبل شيئ ًا وال‬
‫أرفضه إال ببينة عىل القبول أو الرفض‪ ،‬والبينة الب‪33‬د أن تك‪3‬ون من ن‪33‬وع املعرف‪3‬ة‬
‫وجنسها أو يصح الاستدالل هبا علهيا‪ ،‬ومسائل العمل الط‪33‬بيعي لكه‪33‬ا األص‪33‬ل فهيا‬
‫أن احلمك علهيا ابلصحة أو اخلطأ من ش‪3‬أن أه‪3‬ل الاختص‪3‬اص فهيا وبأدةل من العمل‬
‫الطبيعي نفسه إال ما خرج عىل حدود ال‪3‬ويح اذلي ه‪3‬و مص‪3‬در املعرف‪3‬ة املطل‪3‬ق‬
‫اذلي يعل‪33‬و ف‪33‬وق لك العل‪33‬وم وه‪33‬و أعىل من لك مص‪33‬ادرها‪ ،‬وال‪33‬ويح يف العل‪33‬وم‬
‫يطلق طاقة اإلنسان يف البحث وال يعيب عليه أن خيطئ مث يصوب وال يف‪33‬رض‬
‫عىل اإلنسان أن يتب‪3‬ىن نظرايت بعيهنا‪ ،‬ولكن‪3‬ه يض‪3‬ع هل ض‪3‬وابط يف لك ف‪3‬رع من‬
‫ف ‪33‬روع املعرف ‪33‬ة ومعلوم ‪33‬ات إرش ‪33‬ادية ال جيب أن خيرج عهنا ألن اخلروج عهنا‬
‫خيرج من مس‪333‬ائل العمل احملض وميزتج مبس‪333‬ائل الاعتق‪333‬اد‪ ،‬فنظري‪333‬ة التط‪333‬ور‬
‫البيولوجي ‪33‬ة ض ‪33‬الةل ول ‪33‬و اجمتع علامء البرشية يف لك عص ‪33‬ورها عىل حصهتا ألهنا‬
‫نظرية علمية عقائدية وتناقض عقيدة اخللق وتزحي الوجود اإللهي وحتل الصدف‬
‫واذلاتية يف الوجود حمهل‪.‬‬
‫~‪~68‬‬
‫‪3‬‬

‫مركزية األرض‬

‫ذك‪33‬رت يف ردود س‪33‬ابقة أين ال أس‪33‬عى إىل إثب‪33‬ات مركزي‪33‬ة األرض وال إىل نفي‬
‫مركزي‪33‬ة الش‪33‬مس‪ ،‬فهي مس‪3‬أةل من ش‪3‬أن أه‪33‬ل الاختص‪33‬اص هبا من علامء الفكل‬
‫ولست مهنم‪ ،‬واذلي يعنيين وأؤك‪3‬ده وعن‪3‬دي ال‪3‬رباهني علي‪3‬ه مس‪3‬أةل حمددة‪ ،‬يه‬
‫أن من حتول‪333‬وا من المنوذج األريض إىل المنوذج الشميس اذلي بُ‪333‬ين علي‪333‬ه عمل‬
‫الفكل لكه بعد ذكل فعلوا ذكل ألسباب نظرية اعتقادية ال عالقة لها مبا رص‪33‬دوه‬
‫وحس بوه وال مبا أنتج ‪33‬ه ه ‪33‬ذه الرص ‪33‬د وه ‪33‬ذه احلس ‪33‬اابت من نت ‪33‬اجئ جزئي ‪33‬ة‪،‬‬
‫واألسباب الاعتقادية اليت أحدث كوبرنيكوس وخلفاؤه ه‪33‬ذا التح‪33‬ول يف ش‪33‬لك‬
‫الك‪33‬ون ملطابقت‪33‬ه هبا كتبوه‪33‬ا مه بأي‪33‬دهيم يف كتهبم‪ 3‬ولكهنم خيفوهنا يف كتب العل‪33‬وم‬
‫واترخيها ليك يومهوا معوم البرش أن هذا التحول اكن مع ًال علمي ًا خالص ًا وحقيق‪33‬ة‬
‫نتجت عن الرص‪33‬د واحلس‪33‬اابت الزنهية وأن‪33‬ه ب‪33‬ريء من األغ‪33‬رض‪ ،‬وأرج‪33‬و أن‬

‫~‪~69‬‬
‫أمتكن قريب ًا من إمتام دراسة وفهيا الرباهني عىل ذكل مما خطه كوبرنيكوس‬
‫وخلفاؤه مه أنفسهم عن دوافعهم لإل طاحة ابألرض وإ حالل الشمس حملها وص‪3‬ةل‬
‫هذه ادلوافع ابلقبااله واحلراكت الرسية وأرسة دي مديتيش‪ ،‬ويه لكها أس باب‬
‫عقائدية حمض ال عالقة لها بعمل الفكل نفسه‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫األرض املسطحة‬

‫يه تصور يف شلك األرض يعتق‪3‬ده بعض املس يحيني يف الغ‪3‬رب‪ ،‬ومن أجله‪3‬ا‬
‫كون‪33‬وا مجعي‪33‬ة األرض املس‪33‬طحة س نة ‪1956‬م‪ ،‬وكث‪33‬ري من أعض‪33‬اهئا من علامء‬
‫الطبيعة وإ ليس هيلامن أول رئيس لها اكن أس تاذ ًا يف معه‪3‬د البوليتكني‪3‬ك للعل‪3‬وم‬
‫التكنولوجية يف زيورخ‪ ،‬والمنوذج اذلي تقدمه امجلعية لأل رض يف ش‪33‬لك ق‪33‬رص‬
‫هل وجه علوي وآخر سفيل وتوجد القارات عىل السطح العلوي‪ ،‬وهذا المنوذج‬
‫يص‪3‬عب تص‪3‬ديقه ألن‪3‬ه يع‪3‬ين أن األرض له‪3‬ا ح‪3‬واف تنهتي عن‪3‬دها وميكن ابلس‪3‬ري‬

‫~‪~70‬‬
‫الوصول إليه وهو ما ينفيه احلس واملشاهدة‪ 3‬وال يوجد يف ال‪3‬ويح م‪3‬ا ي‪3‬دل علي‪3‬ه‬
‫أو يش‪33‬ري إلي‪33‬ه‪ ،‬أم‪33‬ا انس‪33‬ا فهي مث‪33‬ل امجلعي‪33‬ة امللكي‪33‬ة الربيطاني‪33‬ة مؤسس‪33‬ة كوهنا‬
‫املاس‪33‬ون والروزيكروش يان وخيتل‪33‬ط فهيا العمل التجري‪33‬يب والرص‪33‬د والتوظي‪33‬ف‬
‫التكنولويج للمعلوم‪3‬ات ابالعتق‪3‬ادات والتص‪3‬ورات اذلهني‪3‬ة عن الوج‪3‬ود واحلي‪3‬اة‬
‫ال‪33‬يت يمت بهثا يف من تدخهل يف عامله‪33‬ا ليع‪33‬اد تكوين‪33‬ه هبا من خالل مزهجا بنت‪33‬اجئ‬
‫الرصد واحلساابت‪ ،‬واملس‪3‬أةل احملوري‪3‬ة ال‪3‬يت ال يعهيا ج‪3‬ل من يعمل‪3‬ون يف جماالت‬
‫العل‪3‬وم الطبيعي‪3‬ة أن‪3‬ه كام أن الاعتق‪3‬اد بوج‪3‬ود إرادة عاقةل يف الك‪3‬ون عقي‪3‬دة حتمك‬
‫إط ‪33‬ار الفهم والنت ‪33‬اجئ فالب ‪33‬دء من أن الك ‪33‬ون ليس في ‪33‬ه ه ‪33‬ذه اإلرادة وفهم معهل‬
‫وقوانينه من غريها وم‪3‬ا ينتج‪3‬ه ذكل من فرض‪3‬يات وأنس‪3‬اق تفرس هبا املعلوم‪3‬ات‬
‫ليس سوى عقيدة أخرى‪ ،‬والصوراتن اللت‪3‬ان يف اللعب‪3‬ة حفواهام احلقيقي‪3‬ة ليس‪3‬ت‬
‫حصة منوذج انسا وال منوذج األرض املسطحة ب‪3‬ل الرصاع بيهنام وش‪3‬غل األذه‪3‬ان‬
‫ابملعرك‪33‬ة بيهنام لتك‪33‬ون املع‪33‬ارك ال‪33‬يت من ه‪33‬ذا الن‪33‬وع وال‪33‬يت ياكحفون من أج‪33‬ل‬
‫ابتاكرها ودفع البرش خلوضها طمس ًا للمعركة احلقيقية بني احلق واألابطيل‬
‫~‪~71‬‬
‫‪5‬‬

‫الانفجار الكبري‬

‫تبدو النظرية من بعيد‪ 3‬وأكهنا تتوافق مع الويح وعقيدة اخللق ألهنا تبحث عن‬
‫أص‪3‬ل الك‪3‬ون ومن أين ج‪3‬اء وتف‪3‬رتض أن الك‪3‬ون نش‪3‬أ من انفج‪3‬ار بقع‪3‬ة متناهي‪3‬ة‬
‫الصغر وال هنائية الكثافة والكتةل وأن هذا الانفجار هو اذلي بدأت مع‪33‬ه الفزيايء‬
‫وقوانيهنا والزمان والطاقة‪ ،‬ولكهنا يف احلقيقة ليست كذكل ألن الغ‪33‬رض احلقيقي‬
‫من النظرية وك‪33‬ذكل من التج‪33‬ارب ال‪3‬يت جيروهنا يف املعج‪3‬ل اذلري الكب‪3‬ري اذلي‬
‫أق‪333‬اموه حتت األرض بني سويرسا وفرنس‪333‬ا حملااكة الانفج‪333‬ار الكب‪333‬ري ورص‪333‬د‬
‫اجلساميت اليت تتكون أو تنطلق يف حلظته‪ ،‬الغرض أو اإلطار العقائدي احلقيقي‬
‫للنظرية وادلسيس‪3‬ة ال‪3‬يت فهيا يه أهنم يري‪3‬دون الوص‪3‬ول إىل أص‪3‬غر يشء يص‪3‬لح‬
‫أن يكون قد أىت منه لك يشء‪ ،‬ليكون ذكل وس يةل لنفي أن لك يشء ج‪3‬اء من‬
‫ال يشء!‬

‫~‪~72‬‬
‫والفرق بيهنا هو الفرق بني إثب‪3‬ات اإلرادة اإل لهي‪3‬ة ونفهيا‪ ،‬وأش‪3‬هر أعالم نظري‪3‬ة‬
‫الانفج‪3‬ار الكب‪3‬ري س‪3‬تيفن ه‪3‬وكينج ملح‪3‬د وي‪3‬ؤمن ابلتكون اذلايت للك‪3‬ون وقوانين‪3‬ه‬
‫ابلطاقة اليت واكبت الانفجار الكبري‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫الصعود إىل القمر‬

‫ال يوجد يف الويح ما يثبت إماكنية الصعود إىل القمر أو ينفي‪3‬ه‪ ،‬ولكن الص‪3‬ور‬
‫ال‪33‬يت بثهتا انس‪33‬ا لني‪33‬ل أرمس‪33‬رتوجن وإ دوين إدلرين ورحلهتام ال‪33‬يت ن‪33‬زال فهيا عىل‬
‫سطح القمر صور ملفقة مت تصويرها يف حصراء نيف‪3‬ادا بواس‪3‬طة طقم حمرتف من‬
‫املص‪3‬ورين والفن‪3‬يني يف هولي‪3‬وود يرشف علي‪3‬ه اخملرج ستانيل كوبري‪3‬ك‪ ،‬والس‪3‬ؤال‪:‬‬
‫هل تلفيق ص‪3‬ور الص‪3‬عود إىل القم‪3‬ر اكن ب‪3‬دي ًال عن التص‪3‬وير احلقيقي عىل القم‪3‬ر‬
‫لص‪33‬عوبته أو ع‪33‬دم ت‪33‬وافر وس‪33‬ائهل التكنولوجي‪33‬ة م‪33‬ع الرغب‪33‬ة يف تس‪33‬جيل‪ 3‬احلدث‬

‫~‪~73‬‬
‫ومف‪3‬اخرة الع‪3‬امل ومقارع‪3‬ة الاحتاد الس‪3‬وفييت ب‪3‬ه أم ألن الرحةل نفس‪3‬ها أكذوب‪3‬ة ومل‬
‫حتدث أص ًال؟‬

‫هللا أعمل‪.‬‬

‫رد عىل الرد‬

‫‪zahir zahrawi‬‬

‫جزاك هللا خ‪3‬ري اجلزاء اي أيخ األدمن عىل حتم‪3‬ل مش‪3‬قة كتاب‪3‬ة اإلجاب‪3‬ة املمتزية‬
‫واملفص‪3‬ةل ألس تاذان الفاض‪3‬ل ادلكتور هباء األم‪3‬ري ابرك هللا في‪3‬ه و ج‪3‬زاه عن‪3‬ا لك‬
‫خري و زاده علامً وفهامً و حسن تبليغ وتوعي‪33‬ة‪ .‬أرج‪33‬و أن تبلغ‪33‬ه حتي‪33‬ايت وس‪33‬اليم‬
‫احلارين من املغرب‪ .‬و إين أود أن أق‪33‬وم بتجمي‪33‬ع ج‪33‬ل إجاابت ادلكتور و تبويهبا‬
‫حسب املواضيع و عرضها يف موقع بسيط و مشاركهتا عىل ص‪33‬فحة توعوي‪33‬ة يل‬
‫بوك و يه‬ ‫عىل الفيس‬
‫‪www.fb.com/guide4truth‬‬

‫~‪~74‬‬
‫طبع ًا سيكون العنوان ‪ :‬إجاابت ادلكتور هباء األم‪33‬ري عىل أس ئةل املت‪33‬ابعني‪ .‬فه‪33‬ل‬
‫ه‪333333333333333333‬و مواف‪333333333333333333‬ق عىل ذكل؟ أرج‪333333333333333333‬و من‪333333333333333333‬ه ذكل‪.‬‬
‫ه‪33333333333333333333333333333333333333333333333‬ذا لك يشء ح‪33333333333333333333333333333333333333333333333‬ىت اآلن‬
‫والسالم‪.‬‬

‫الرد‬

‫دكتور هباء األمري‬

‫كل وملن ش‪33‬اء غ‪33‬ريك أن جيم‪33‬ع األس ئةل وإ جاابهتا وأن ينرشها كام يري‪33‬د وب‪3‬أي‬
‫طريقة يراها مناسبة وتعم هبا الفائدة ولمك األجر والثواب من هللا‪ ،‬ومن نس هبا‬
‫لنا ووضع امسنا علهيا فهل الش‪33‬كر واملن‪33‬ة‪ ،‬ومن مل يفع‪33‬ل فلن نع‪33‬دم جوازي‪33‬ه ‪ ...‬ال‬
‫يذهب العرف بني هللا والناس‪.‬‬

‫~‪~75‬‬
‫السؤال‬

‫‪Ragi Alnour‬‬

‫ادلكتور أخط‪3‬أ حني ق‪33‬ال أن منوذج دوران الش‪33‬مس والك‪33‬واكب ح‪33‬ول األرض‬
‫ابس‪333‬ط من منوذج دوران األرض والك‪333‬واكب ح‪333‬ول الش‪333‬مس والعكس ه‪333‬و‬
‫الصحيح وميكن‪33‬ه الرج‪33‬وع للفي‪33‬ديوهات ال‪33‬يت هبا حمااكة للمنوذجني عىل اليوتي‪33‬وب‬
‫لرؤية الفارق‪.‬‬

‫الرد‬

‫دكتور هباء األمري‬

‫‪1‬‬

‫املسأةل األوىل واألمه ال‪33‬يت أري‪33‬دها وأؤك‪33‬دها ليس‪33‬ت إثب‪33‬ات أن األرض مرك‪33‬ز‬
‫الكون واألفالك‪ ،‬بل إثبات أن التحول اذلي حدث يف عمل الفكل وحتويل هيئة‬
‫األفالك من مركزية األرض إىل مركزية الش‪33‬مس اكن ألس باب اعتقادي‪33‬ة تعم‪33‬د‬
‫~‪~76‬‬
‫أحصاب هذا المنوذج إخفاءها وع‪3‬دم اإلش‪3‬ارة إىل أثره‪3‬ا يف تب‪3‬نهيم له‪3‬ذا المنوذج‪،‬‬
‫وأن ه‪33‬ذا التح‪33‬ول والتحوي‪33‬ل مل يكن هل عالق‪33‬ة ابلعمل وال الرص‪33‬د وال الهندس‪33‬ة‬
‫واحلس‪33‬اب‪ ،‬والك‪33‬ون الشميس ه‪33‬و الك‪33‬ون الاعتق‪33‬ادي يف القب‪33‬االه واذلي تتبن‪33‬اه‬
‫احلراكت الرسية وتقمي تص ‪33‬ورها للك ‪33‬ون حوهل يف لك العص ‪33‬ور من ‪33‬ذ مدرس ‪33‬ة‬
‫فيثاغورس وحىت جامعات القرن احلادي والعرشين‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫الامنذج اليت أحلتنا إلهيا مناذج وتصورات ذهني‪33‬ة وليس‪33‬ت ص‪33‬ور ًا فوتوغرافي‪33‬ة‪،‬‬
‫واذلي جعل هذا سه ًال وذاك صعب ًا من وضع هذا يف صورة س‪33‬هةل ألن‪33‬ه يعتق‪33‬ده‬
‫ويريد تسويقه ووضع ذاك يف صورة معقدة ألنه يرفضه ويري‪33‬د اإلطاح‪33‬ة ب‪33‬ه من‬
‫األذهان‪.‬‬

‫~‪~77‬‬
‫‪3‬‬

‫استدراكك عىل ما قلته عن آية سورة الرمحن ينقضه قوهل تعاىل‪:‬‬


‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ٱ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ط‬ ‫مَس‬ ‫س‬ ‫ٱ‬
‫﴿َألَ ۡم تَ‪3َ 3‬ر ۡو ۟ا َك ۡی‪3َ 3‬ف َخلَ‪3َ 3‬ق هَّلل ُ َ ۡب َع َ ٰـ َو ٰتٍ َباق‪3‬ا (‪َ )١٥‬و َج َع‪ 3‬ل لق َم‪3َ 3‬ر ف ِهی َّن‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫نُور ًا﴾ [نوح‪.]١٦-١٥ :‬‬

‫فكي‪33‬ف يك‪33‬ون القم‪33‬ر وه‪33‬و اتبع لأل رض ن‪33‬ور ًا يف الس‪33‬موات الس بع بن‪ً 3‬‬
‫‪3‬اءا عىل‬
‫المنوذج الغريب لأل فالك والكون وموقع األرض والقمر منه؟‬

‫رد عىل الرد‬

‫‪Ragi Alnour‬‬

‫آية سورة نوح وكذكل غريها من اآلايت اليت ذكر فهيا القمر يف الق‪33‬رآن ال جند‬
‫فهيا آي‪33‬ة واح‪33‬دة تنص عىل أن القم‪33‬ر خمل‪33‬وق يف الس‪33‬اموات الس بع أي موج‪33‬ود‬
‫بداخلها كحقيقة وجود ولكنك جتد استعامل لكمة‪َ ﴿ :‬ج َع َل﴾‪ ،3‬مما قد يض‪33‬ع احامتل‬
‫أن املراد ابلساموات الس بع يف بعض اآلايت ومهنا آي‪33‬ة س‪33‬ورة ن‪33‬وح‪ ،‬ق‪33‬د يك‪33‬ون‬
‫~‪~78‬‬
‫املقص‪33 3‬ود من‪33 3‬ه الغالف الغ‪33 3‬ازي لأل رض بطبقات‪33 3‬ه الس‪33 3‬ت إض‪33 3‬افة إىل اجملال‬
‫املغناطييس‪ ،‬وادلكتور هل تفسري رائع حول مسأةل الربزخ املايئ واحلجر احملج‪3‬ور‬
‫اتبع فيه مهنجية معينة نطالبه اآلن أن يتبعها يف استقراء اآلايت ال‪33‬يت ذك‪33‬رت فهيا‬
‫الساموات والسامء والقمر ونرجو أن خيربان مبا توصل إلي‪33‬ه فهيا وه‪33‬ل فهيا احامتل‬
‫خمالف لرأي‪33‬ه احلايل أم ال؟ كام أن‪33‬ه ليس مع‪33‬ىن أن القب‪33‬اليني أرادوا منوذج معني‬
‫تصوروه يف أذهاهنم أن يك‪33‬ون ابلرضورة لكه خط‪3‬أ‪ ،‬فبعض‪33‬هم ق‪33‬دمياً وض‪33‬ع منوذج‬
‫لكروية األرض مث جاء ابن تميي‪33‬ة بع‪33‬د ذكل بق‪33‬رون ليؤك‪33‬د إجامع علامء املس‪33‬لمني‬
‫عليه إال قليالً مهنم احتج بظاهر بعض اآلايت القرآنية عىل أن األرض مسطحة‪.‬‬
‫وعىل هذا ف‪33‬رد منوذج أو قب‪33‬ول آخ‪33‬ر مس‪3‬أةل يرج‪33‬ع فهيا أله‪33‬ل الاختص‪33‬اص من‬
‫الفزيايئيني الثقات وإ ن مل جندمه بعد فعىل األقل نتوقف عن اجلزم فهيا بيشء‪.‬‬

‫~‪~79‬‬
‫الرد‬

‫دكتور هباء األمري‬

‫‪1‬‬

‫إثبات أي معلومة جيب أن يكون بدليل وبرهان وكذكل الانتقال من فرض‪33‬ية‬


‫إىل فرض ‪33‬ية أو من منوذج إىل منوذج جيب أن يك ‪33‬ون دلواع وب ‪33‬رباهني‪ ،‬واألدةل‬
‫وال‪33‬رباهني جيب أن تك‪33‬ون من جنس املعلوم‪33‬ة ومن ن‪33‬وع العمل اذلي تق‪33‬ع في‪33‬ه‪،‬‬
‫فاالنتق‪33‬ال من فرض‪33‬ية إىل فرض‪33‬ية يف عمل الفكل جيب أن يك‪33‬ون دلاع وبأدةل من‬
‫الرصد والهندسة واحلس‪33‬اب‪ ،‬واس تخراج املعلوم‪33‬ة من الق‪33‬رآن جيب أن يك‪33‬ون‬
‫بسند من سياق اآلايت وما حتويه وميكن اس تنباطه مهنا وليس بتخمين‪33‬ات‪ 3‬وال‬
‫مبجرد مطابقة ما يف القرآن مبا يف خارجه سواء اكن حصيح ًا أم ال دون أن يوجد‬
‫يف النص ما جيزي هذه املطابقة‪.‬‬

‫~‪~80‬‬
‫‪2‬‬

‫م‪33‬ا اس تخرجته من آايت س‪33‬ورة الفرق‪33‬ان اكن بتحلي‪33‬ل نص‪33‬ها وحفص نس يجها‬
‫مبيكروسكوب لغوي لبيان دقائق صياغهتا لكن دون خ‪33‬روج عىل ه‪33‬ذا النس يج‬
‫ابلزايدة أو احلذف ومن غري الافرتاض من خارهجا‪ ،‬وهو مهنجنا يف التعامل م‪33‬ع‬
‫لك م‪33‬ا نتع‪33‬رض هل من آايت الق‪33‬رآن وب‪33‬ه مقن‪33‬ا حبل ش‪33‬فرة س‪33‬ورة اإلرساء‪ ،‬فال‬
‫نطابق ما يف القرآن مبا يف خارجه إال بعد حفص النص مث الالزتام مبا ينتج‪33‬ه ه‪33‬ذا‬
‫الفحص وال نركب اآلايت مث حنلق هبا يف فض‪33‬اءات األوه‪33‬ام كام يفع‪33‬ل بعض من‬
‫ينتقدوننا‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫بني ما تتلكم عنه آايت سورة الفرقان وغريها من آايت يف القرآن عن مظاهر‬
‫الطبيعة وظواهر الكون وبني اآلايت اليت تستدل هبا عىل مركزي‪33‬ة الش‪33‬مس أو‬
‫عدم مركزية األرض ف‪3‬رق شاس‪3‬ع‪ ،‬ألن مص‪3‬بات األهنار اليت تصفها اآلايت مس‪3‬أةل‬

‫~‪~81‬‬
‫جزئية وال عالق‪33‬ة له‪3‬ا ابالعتق‪3‬اد وال مس‪3‬أةل األلوهي‪3‬ة وميكن لإل نس‪33‬ان أن يعرفه‪33‬ا‬
‫ويص‪33‬ل للحقيق‪33‬ة فهيا ويقمي األدةل علهيا وينقله‪33‬ا لغ‪33‬ريه ويه تق‪33‬ع يف دائ‪33‬رة أنمت أعمل‬
‫بشؤون دنيامك‪ ،‬أما شلك الكون لكه وموقع الشمس أو األرض منه مفس‪3‬أةل لكي‪33‬ة‬
‫وترتبط يف لك مناذهجا ابلعقائ‪3‬د ومس‪3‬أةل األلوهي‪3‬ة‪ ،‬ويه مس‪3‬أةل ذهني‪3‬ة تص‪3‬ورية‬
‫خالصة‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫ال يوجد عند من تبن‪33‬وا المنوذج الشميس دلي‪33‬ل علي‪33‬ه وال ب‪33‬راهني رايض‪33‬ية وال‬
‫هندس ية‪ ،‬ومه ق‪33‬د تبن‪33‬وه وأق‪33‬اموا لك فرض‪33‬ياهتم ونظرايهتم عن الك‪33‬ون حوهل‬
‫ألسباب اعتقادي‪33‬ة حمض‪ ،‬ويف كتب العل‪33‬وم املدرس ية واجلامعي‪33‬ة ويف الرس‪33‬ائل‬
‫العلمية وكتب العلوم العام‪33‬ة س تجد عب‪33‬ارة النظ‪33‬ام الشميس ومركزي‪33‬ة الش‪33‬مس‬
‫من مجموعهتا مك‪3‬ررة آالف املرات عىل أهنا بدهية ويه ق‪3‬د ص‪3‬ارت بدهية ال ألهنا‬
‫حقيقة بل ابإللف والعادة واإلحلاح وس‪3‬ري الالح‪3‬ق خل‪3‬ف الس‪3‬ابق‪ ،‬ابلض‪3‬بط كام‬

‫~‪~82‬‬
‫صريوا عقيدة التطور بدهية عند شعوب األرض لكها وأحلوه‪33‬ا يف لك األمم حمل‬
‫الويح والرس‪33‬االت وأزاح‪33‬وا هبا عقي‪33‬دة اخلل‪33‬ق اإللهي‪ ،‬وأنت تق‪33‬ول إن اعتن‪33‬اق‪3‬‬
‫القباليني لتصور أو منوذج ال يعين ابلرضورة أن‪3‬ه خط‪3‬أ‪ ،‬وأان مع‪3‬ك يف ذكل ف‪3‬أين‬
‫ادلليل عىل أن‪33‬ه ص‪33‬واب‪ ،‬جفرب أن تس‪3‬أل أح‪33‬د اخملتص‪33‬ني اذلين تتلكم عهنم ه‪33‬ل‬
‫يوجد دلي‪33‬ل هنديس أو حس‪33‬ايب عىل ه‪33‬ذه املركزي‪33‬ة خبالف التص‪33‬ور النظ‪33‬ري‪،‬‬
‫والسؤال إذا مل يكن هناك دليل وال براهني فلامذا اكن هذا التحول؟‬

‫‪5‬‬

‫مرة أخرى ليس ه‪33‬ديف األول إثب‪33‬ات مركزي‪33‬ة األرض وال أن أس تخرهجا من‬
‫الق‪33‬رآن‪ ،‬ويه ابلفع‪33‬ل مس‪3‬أةل اكن جيب أن يفص‪33‬ل فهيا أه‪33‬ل الاختص‪33‬اص ولكن‬
‫أهل الاختصاص عندان عبيد عند الغرب والغرب عبي‪33‬د عن‪33‬د الهيود واحلراكت‬
‫الرسية‪ ،‬واملس‪3‬أةل احلقيقي‪33‬ة اآلن يه‪ :‬مركزي‪33‬ة الش‪33‬مس مكركزي‪33‬ة األرض مس‪3‬أةل‬
‫نظري ‪33‬ة وليس عن ‪33‬دان ب ‪33‬راهني عىل ه ‪33‬ذه وال تكل من عمل الفكل نفس ‪33‬ه ولكهنام‬

‫~‪~83‬‬
‫مسألتان بيهنام بون شاسع من هجة الاعتقاد وفهم صةل اإلهل ابلكون واخمللوق‪33‬ات‪،‬‬
‫وه‪33‬ذه الف‪33‬روق وم‪33‬ا تفيض إلي‪33‬ه إزاح‪33‬ة األرض من اإلطاح‪33‬ة ابإلرادة والت‪33‬دبري‬
‫اإللهي يه سبب تبين القباليني واحلراكت الرسية وم‪3‬ا ش‪3‬ادته من عل‪3‬وم للمنوذج‬
‫الشميس وتوابعه‪ ،‬مفركزية األرض من الكون لكه تعين القصد واإلرادة‪ ،‬وتع‪33‬ين‬
‫أن وجود اإلنسان علهيا تدبري من صاحب ه‪3‬ذا القص‪33‬د وه‪33‬ذه اإلرادة‪ ،‬ابلض‪33‬بط‬
‫مثلام جتد شيئ ًا يف بيت قد وضع يف حمل رفي‪33‬ع وأحي‪33‬ط بعناي‪33‬ة فال يك‪33‬ون عن‪33‬دك‬
‫شك أنه يشء نفيس وأن مثة من قصد وضعه يف ه‪33‬ذا احملل ولغاي‪33‬ة أراده‪33‬ا‪ ،‬أم‪33‬ا‬
‫اإلطاح ‪33‬ة ابألرض من مرك ‪33‬ز الك ‪33‬ون فيع ‪33‬ين أهنا وج ‪33‬دت يف ماكهنا عش ‪33‬وائي ًا‬
‫وابلصدفة ودون قصد وال إرادة من أحد وأن وج‪33‬ود اإلنس‪33‬ان واخمللوق‪33‬ات علهيا‬
‫يه نفس‪33‬ها ص‪33‬دفة اكن ميكن أن حتدث يف أي ماكن آخ‪33‬ر من الك‪33‬ون‪ ،‬ابلض‪33‬بط‬
‫مثلام جتد شيئ ًا قد ألقي يف أي ماكن عىل قارعة الطريق فال يكون عن‪33‬دك ش‪33‬ك‬
‫أنه يشء ال قمية هل وأنه ال أحد قصد أن يكون يف هذا املاكن حتدي‪33‬د ًا واكن ميكن‬
‫أن يلقى يف أي ماكن آخر‪ ،‬فالفرق بني مركزية األرض وبني ع‪33‬دهما ه‪33‬و الف‪33‬رق‬
‫~‪~84‬‬
‫بني اإلرادة اإل لهي ‪33‬ة وخل ‪33‬ق الك ‪33‬ون واإلنس ‪33‬ان هبا وبني التك ‪33‬ون اذلايت للك ‪33‬ون‬
‫واخللق ابلصدف الفزيايئية والبيولوجية‪ ،‬فعدم مركزية األرض يه الوجه الفليك‬
‫الفزياييئ املصاحب واملمكل لعقيدة التطور البيولوجي‪33‬ة‪ ،‬وإ ذا أردت أن تتأك‪33‬د مما‬
‫حتدثه اإلطاحة ابألرض من حتورات يف الاعتق‪33‬اد وإ زاح‪33‬ة للوج‪33‬ود اإللهي وب‪33‬رت‬
‫‪3‬زءا من‬
‫لصةل اإلنسان ابإلهل وترسيخ لعقيدة الصدف يف الكون واخللق ففرغ ج‪ً 3‬‬
‫وقتك واتبع بعض أفالم هوليوود إمرباطورية الهيود‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫تفسريك‪ 3‬ملعىن السموات الس بع بطبق‪33‬ات الغالف اجلوي لأل رض ال حمل هل وال‬
‫عالق‪33‬ة هل بآايت‪ 3‬الق‪33‬رآن ألن ذكل يع‪33‬ين أن‪َ ﴿َ :‬م‪33‬ا بَیۡهَن ُ َم‪ 3‬اۚ﴾ ه‪33‬و م‪33‬ا بني س‪33‬طح‬
‫األرض وغالفها اجلوي‪ ،‬وأن بني طبقات هذا الغالف خملوقات عاقةل لقوهل‪:‬‬

‫﴿وهَّلِل ِ ی َۡس‪ُ 3‬ج ُ‪3‬د َمن یِف ٱ َّلس َم ٰـ َو ٰ ِت﴾‪ ،‬وأن لك م‪33‬ا ه‪33‬و خ‪33‬ارج الغالف اجلوي ق‪33‬د‬
‫َ‬
‫صار فوق الس‪33‬موات أو خارهجا فأكن‪3‬ه ك‪33‬ون آخ‪33‬ر‪ ،‬وم‪33‬ا أنتج‪33‬ه قوكل يُع‪33‬رف ب‪33‬ه‬

‫~‪~85‬‬
‫الفرق بني حفص نسيج اآلايت وإ خراج دقائق‪3‬ه والال‪33‬زتام هبا وبني الب‪33‬دء مهنا مث‬
‫التحليق هبا يف فضاءات ال عالقة لها مبا يف نصها‪.‬‬

‫مدونة عامل الويح‬

‫‪https://alwahyworld.wordpress.com‬‬

‫‪ 18‬ذي احلجة ‪ 19 / 1437‬سبمترب ‪ 2016‬م‬

‫~‪~86‬‬

You might also like