Professional Documents
Culture Documents
تقرير عن الذكاء الصناعي
تقرير عن الذكاء الصناعي
The Atlantic
1/2/2023
مقدمة للترجمة
ال يزال النقاش حول "شات جي بي تي" ورفاقه من تقنيات الذكاء االصطناعي مشتعال ،ليس فقط
بخصوص القدرات الفائقة لتلك التقنيات ،ولكن كذلك حول تأثيرها على مستقبل الوظائف ،وجهة النظر
السائدة هي أن الذكاء االصطناعي سيسرق وظيفتك ،لكن آني لوري ،الكاتبة في "ذا أتالنتك" ،تقول إن
هذه الحجة ببساطة غير دقيقة إلى ح ٍّد كبير ،ألن العالقة بين البشر والذكاء االصطناعي -على مستوى
.الوظائف -أكثر تعقيدا مما يظن الناس
نص الترجمة
خالل السنوات الخمس ال ُمقبلة ،من المحتمل أن يبدأ الذكاء االصطناعي في تقليل فرص الوظائف التي
يشغلها خريجو الجامعات .ومع استمرار تقدم التكنولوجيا ،سيكون الذكاء االصطناعي وسيلة تُ ِّ
خول للبشر
أداء المهام التي كانت تتطلب سابقا مستوى عاليا من التعليم والمهارة .وما إن تتطلع الشركات إلى خفض
التكاليف باالستعانة بعمليات التشغيل اآللي في أداء جميع المهام ،حتى تستغني دون غضاضة عن العمال
.في بعض الصناعات
صحيح أن من الصعب التنبؤ بما ستؤول إليه األمور في النهاية ،لكن من الواضح أن الذكاء االصطناعي
تغلغل في حياتنا لدرجة أننا سنشهد تأثيره الكبير على سوق العمل ،وباألخص على الوظائف التي يشغلها
خريجو الجامعات .في ظل هذه األزمة التي نكابدها ،سيفرض هذا الوضع على البشر اإللمام بأحدث
ال ُمستجدات المتعلِّقة بالذكاء االصطناعي والتفكير في كيفية االستفادة من مهاراتهم وخبراتهم في ظل عالم
.تتزايد فيه بقوة قدرة اآلالت على أداء العديد من المهام
الذي يعتمد على تقنيات )" (ChatGPTلعلك سمعت مؤخرا عن روبوت المحادثة "شات جي بي تي
الذكاء االصطناعي لإلجابة عن أسئلة المستخدم بطريقة إبداعية ،ويشير هذا االختصار إلى "ال ُمحرِّك
استطاعت التقنية " (Chat Generative Pre-trained Transformer).التوليدي ال ُمدرَّب ُمسبقا
وهي أحد أكثر مراكز أبحاث الذكاء " (Open AI)،الجديدة التي أطلق ْتها الشركة األميركية "أوبن إيه آي
االصطناعي تأثيرا في البالد ،أن تُثبت قدراتها ال ُمذهلة حقا في ُمحاكاة أساليب البشر ،وكتابة فقرات كاملة
.عن أي موضوع قد يُطلَب منها
إحدى أدوات الذكاء االصطناعي التوليدي التي تُثير الدهشة " "ChatGPTيُ َع ُّد روبوت المحادثة الجديد
في نفوس المستخدمين .لم يكن روبوت المحادثة الجديد األول من نوعه الذي يثير مثل هذه الدهشة ،بل
ْ
وأظهرت أدوات مماثلة إمكانات ُمدهشة في إنشاء محتوى جديد ،كمولدات الصور بالذكاء سبق
ال ُمدرَّبة على تحويل النص إلى صورة مفعمة بالحياة"Midjourney" (،و " "DALL-Eاالصطناعي
وهو تقنية لتحويل النص العادي إلى( " "Synthesiaأو مولد الفيديو )،وتفوز حتى بالمسابقات الفنية
مقطع فيديو يُح ِّرك فيه شخص ما شفتيه بالمزامنة مع النص ،غير أنك لن تالحظ أن الشخص غير
).حقيقي
سيناريوهات مركبة
من السهل لمس الجانب اإليجابي ألدوات الذكاء االصطناعي هذه ،لقدرتها ببساطة على إنتاج قدر هائل
من المحتوى الرقمي بسرعة فائقة وبتكلفة زهيدة .في الوقت الذي استعان فيه الطالب بروبوت المحادثة
لمساعدتهم على كتابة المقاالت ،حققت الشركات هي األخرى ما كانت تصبو إليه " "ChatGPTالجديد
باستغالل هذه التقنية الجديدة إلنشاء نسخة لمواقعها اإللكترونية وموادها الترويجية ،وللرد على
استفسارات العمالء ،في حين استخدمه المحامون لكتابة المذكرات القانونية ،واستعان به األكاديميون في
.كتابة بعض الهوامش لمشاريعهم
بقدر ما يمكننا لمس الجوانب اإليجابية ألدوات الذكاء االصطناعي ،من السهل أيضا رؤية جوانبها األشد
"سلبية .ألم تتساءل يوما عما عسى أن تتمخض عنه التقنيات الحديثة على شاكلة "شات جي بي تي
بعد أن تحل محل ال ُكتَّاب ،والمؤلفين ،والصحفيين ،وممثلي خدمة العمالء ،والمساعدين )(ChatGPT
والمسوقين الرقميين؟ ظل هذا السؤال يُن ِّغص صفو ال ُمفكرين في المجال التقني
ِّ القانونيين ،والمبرمجين،
َ ّ
لسنوات طويلة ،وكثيرا ما حذرونا من المرونة ال ُمطلقة للذكاء االصطناعي ومدى إبداعه ،ألن صفات
صد أبواب العمل في وجههم ويحظى الذكاء كهذه تُمثِّل تهديدا حقيقيا لموظفي المكاتب حينما تو َ
.االصطناعي بالوظيفة التي ربضوا في كنفها دهورا وهم يعتقدون أنها ُمحصنة ضد نظم التشغيل اآللي
في السيناريو األشد قتامة واألكثر تطرفا ،يفترض ال ُمحللون أن الذكاء االصطناعي سيُغيِّر المشهد
الوظيفي إلى األبد ،حيث ق َّدرت إحدى الدراسات التي أجرتها جامعة أكسفورد أن %47من الوظائف
األميركية قد تكون ُمعرَّضة للخطر .كثيرا ما شهدت الذاكرة الحديثة على تلك األدوات اإلنسانية المسيطرة
لكن أيًّا منها لم يتسبب في خسارة جماعية للوظائف بين العمال ذوي المؤهالت التعليمية
أيما سيطرةّ ،
العالية ،فهل سيحيق بالذكاء االصطناعي التوليدي مصير مثل الذي حاق ب َمن سبقوه أم سيختلف الوضع
في ظله حقا؟ بالنظر إلى حياة يشتد عسرها مع تطور التكنولوجيا ،وبطء خط سير عمليات التوظيف
.استجابة للتغيُّر التكنولوجي ،سيبقى هذا السؤال عصيًّا على اإلجابة
رغم ذلك ،يرى خبراء التكنولوجيا أن الذكاء االصطناعي مختلف حقا ،ألنه يخوض غمار المعركة
بمهارة ويخرج ظافرا بقدرته على تحويل مجموعة من المهام التي كان من المستحيل حتى اآلن تشغيلها
آليا إلى مهام قابلة لذلك .في السياق ذاته ،يقول "ديفيد أوتور" ،األستاذ في معهد ماساتشوستس
للتكنولوجيا ،وأحد أبرز الخبراء في مجال التوظيف والتغيير التكنولوجي في العالم" :في السابق ،كان
الذكاء االصطناعي يُظ ِهر تق ُّدما خطيا يمكن التنبؤ به ،وكل ما عليك فعله حينذاك أن تُلقِّن الحاسوب
الخطوات ،وسيتبع كل ما تمليه عليه بال زيادة أو نقصان ،لن يتعلم وحده شيئا ولن يرتجل" ،في حين طُ ِّور
على الجانب اآلخر ليرتجل ،فيزعزع بذلك استقرار الكثير من أعمال " "ChatGPTروبوت المحادثة
.موظفي المكاتب ،بغض النظر عما سيؤول إليه مصير هذه الوظائف في النهاية
تتمحور الغاية الرئيسية لألفراد والشركات حول كيفية استخدام تقنيات الذكاء االصطناعي الناشئة
واستغاللها في إنشاء منتجات جديدة ،وتيسير عملياتهم التجارية ،وصقل كفاءة الموظفين .لكن لو التمسنا
العبرة بين ثنايا أحداث التاريخ ،الكتشفنا أن الحياة ال تتبدل بغتة مع هذه االختراعات الجديدة ،بل تستغرق
وقتا أطول مما تعتقد .فلتأخذ الكهرباء على سبيل المثال ،طُ ِّو ْ
رت الدوائر الكهربائية واألضواء
وال ُمحركات البدائية في أوائل القرن التاسع عشر ،لكن الكهرباء لم تلعب دورا فعاال في رفع إجمالي الناتج
المحلي في الواليات المتحدة إال بعد مرور قرن آخر من بدء ظهورها .أو خذ على سبيل المثال أجهزة
الحاسوب التي باتت متوفرة تجاريا في أوائل الخمسينيات ،لكنها مع ذلك لم تَظهر في إحصاءات اإلنتاجية
.حتى أواخر التسعينيات
ُشعل اإلنترنت بعد ثورة إنتاجية ،وكذلك لم تفعل الهواتف الذكية .لذا يبقى السؤال األهم هنا :هل يغدو
لم ي ِ
) الذكاء االصطناعي أقرب إلى الهواتف الذكية أم إلى األدوات المؤتمتة؟
من الواضح بالطبع أن بعض التقنيات ال تزال موضع احتفاء وتقدير لدورها في تحسين اإلنتاجية وتقليل
الحاجة إلى العمالة ،فمثال تخفض األدوات المؤتمتة (التي تعمل أتوماتيكيا) العمالة في مجال التصنيع جنبا
إلى جنب مع رفع اإلنتاجية كما تفعل العديد من أشكال اآلالت التي اختُ ِرعت واستُخ ِدمت منذ الثورة
الصناعية .لكن على الجانب اآلخر ،لم تترك بعض التقنيات األخرى -حتى تلك التي أثارت في نفوسنا
الدهشة -وراءها آثارا ملموسة ،وأقرب مثال على ذلك هو اإلنترنت الذي أحدث ثورة في جوانب
االتصاالت كافة في العقود األربعة الماضية ،ورغم قدرته على التفنن في إغرائنا بالتعلُّق به وتغيير نمط
حياتنا تغييرا جذريا ،بدءا من طريقة تعرفنا على شركاء حياتنا ،وطريقة تحدثنا وقراءتنا وتفاعالتنا،
وتسجيل قصص حياتنا الخاصة ،وصوال إلى إطالق ماليين الشركات ،وحشد الكثير من الثروات ،فإن
.اإلنترنت فشل في كونه اختراعا عظيما من وجهة نظر الخبير االقتصادي روبرت جوردون
صرَّح جوردون عام 2000قائال" :صحيح أننا وجدنا في رحاب اإلنترنت معلومات ووسائل ترفيهية
بصورة أرخص وأيسر من ذي قبل ،لكن اإلفراط في استخدامه يمكن أن يُعرقل حياتنا ،ألنه يحل محل
األنشطة الحالية باختالف استخداماته من وسط إلى آخر" .بعد ما يقرب من ربع قرن ،لم يُش ِعل اإلنترنت
بعد ثورة إنتاجية ،وكذلك لم تفعل الهواتف الذكية .لذا يبقى السؤال األهم هنا :هل يغدو الذكاء االصطناعي
أقرب إلى الهواتف الذكية أم إلى األدوات المؤتمتة (التي تعمل تلقائيا)؟ هل هو على وشك تغيير الطريقة
التي يتبنَّاها البشر إلنجاز العمل دون إلغاء العديد من الوظائف بصورة إجمالية ،أم على وشك أن يتسبب
في انزالقنا إلى مهوى وخيم العواقب بتحويل العالم إلى صورة أشبه بمنطقة "حزام الصدأ"؟ (وهو
ُمصطلح يُطلَق على المنطقة شمال شرق الواليات المتحدةُ ،مشيرا إلى التدهور االقتصادي ،واضمحالل
.المناطق الحضرية بسبب تقلص القطاع الصناعي الذي كان قويا سابقا)
هل تتذكر الرهبة التي داهمتنا منذ عدة سنوات جرّاء احتمالية أن تُلغي السيارات ذاتية القيادة عمل سائقي
الشاحنات؟ يلعب الذكاء االصطناعي دورا في تأجيج مخاوف مشابهة لدى موظفي المكاتب ،ألنه ببساطة
ويتمتع بقدرة إبداعية أكبر من مستند غوغل (Excel)،يتسم بدرجة من المرونة تفوق نظام إكسل
فضال عن أن أنظمة الذكاء االصطناعي تتحسن مع الوقت وتغدو أفضل مع زيادة (Google Doc)،
استخدامها واستيعابها للمزيد من البيانات ،في حين يبذل المهندسون غالبا جهودا ُمضنية عند تحديث أنواع
.أخرى من البرامج وال ينجحون في ذلك إال بشق األنفس
كقاعدة عامة ،بمجرد أن يُتَاح للشركات استبدال اآلالت بالناس ،فإنها ستفعل ذلك بال أدنى تردد ،ويرجع
ذلك لقدرة الذكاء االصطناعي على أن يحل اآلن محل المساعدين القانونيين ،والمؤلفين ،ومنتجي
المحتوى الرقمي ،والمساعدين التنفيذيين ،والمبرمجين المبتدئين ،وحتى بعض الصحفيين .هذا يعني أن
مثل هذه الوظائف قد تتغير في القريب العاجل .ورغم أن مستقبل هؤالء يبدو ُملبدا بالغيوم ،فإن بإمكانهم
من كتابة فقرة جيدة للغاية حول " "ChatGPTأن يستردوا بعض طمأنينتهم ،ألنه حتى لو تم َّكن
"موضوع الذكاء االصطناعي" على سبيل المثال ،فلن يتم َّكن من مقابلة خبراء الذكاء االصطناعي
وإجراء حوار عميق معهم ،ولن يُسفِر مسعاه عن العثور على وثائق تاريخية ،أو تقييم جودة الدراسات
.المتعلِّقة بالتغيير التكنولوجي ومستقبل التوظيف
يخلق الذكاء االصطناعي محتوى مما هو موجود بالفعل دون فهم حقيقي ،أو قدرة على تصحيح نفسه،
ويستحيل أن يخرج بأفكار جديدة قد تستثير االنتباه والفضول ،وذلك يعني أن الذكاء االصطناعي قد
يُضفي على الصحافة األصلية قيمة أكبر ،ويحفز الصحفيين االستقصائيين ( َمن يُجرون تحقيقات صحفية)
ليتحلّوا بكفاءة وإنتاجية أكبر ،مع خلق وفرة هائلة من المحتوى األبسط .لكن يظل الفرق بين اآللة والبشر
واضحا ،فبينما تتجلى سطحية نتائج الذكاء االصطناعي بما يوافينا به من قوائم وملخصات لجلسات علنية
أو اجتماعات عامة ،يكتب البشر على الجانب اآلخر قصصا ُمع َّمقة عن هذه المواضيع .في السياق ذاته،
تخول للبشر إتقان مهامهم على أفضل
نواح عديدة ،سيغدو الذكاء االصطناعي وسيلة ِّ
ٍ يقول أوتور" :من
".وجه ،وتوظيف خبراتهم على نح ٍو أفضل ،فيقودهم ذلك نحو طريقة عمل أكثر تخصصا في مجاالتهم
يمكن للذكاء االصطناعي أيضا أن يساعد مجموعة متنوعة من الصناعات لكي تتحلى بكفاءة أكبر دون
المساس بالوظائف البشرية .ومن جانبه ،يشارك "مات وامبلر" ،أحد مؤسسي شركة صغيرة تعمل بالذكاء
تجربته بقوله إنه طوال حياته المهنية كان يعمل في المطاعم "ClearCOGS"، ،االصطناعي تُس َّمى
واكتشف أن المطاعم ومحالت البقالة ال تزال تميل إلى إهدار كميات كبيرة من الطعام .فإذا طلب الناس
معكرونة أكثر من البرغر ،فإن المطعم يضطر إلى إهدار شطائر البرغر ال ُمتبقية .وعن هذا يقول" :ستجد
غالبا أن الرابطة بين المطاعم والتكنولوجيا واهية ،كل شيء هناك يتعلق بالبشر ،بشر يخدمون بشرا،
وبشر يتولون إدارة بشر .وفي هذا العالم المتمحور حول البشر ،فإن الطريقة المعتادة للتعامل مع
".المشكالت التي تُو ِجب الحلول هي تسليمها إلى شخص ما
دورا في أخذ سجل طلبات العمالء للمطاعم " "ClearCOGSلكن في حالة كهذه ،تلعب شركات مثل
وبيانات التوريد وبيانات العمالة ،وتستخدم النمذجة المدعومة بالذكاء االصطناعي لجعل مبيعاتهم أكثر
ربحا .إذا بدأ الناس في طلب السباغيتي أكثر من البرغر مثال ،فسيبدأ الذكاء االصطناعي في تنبيه الطاهي
أو المدير لشراء المزيد من المعكرونة وكمية أقل من البرغر .تعليقا على ذلك يقول وامبلر" :لقد طبَّقنا هذا
النظام على بعض محالت الشطائر التي تحتاج إلى إجابات بسيطة تتعلق بأسئلة أبسط ،فمثال إذا احتاج
مدير مساعد في الوردية الليلية -قبل ساعتين من اإلغالق -إلى أن يقرر ما إذا كان سيخبز صينية أخرى
من الخبز أم ال ،فسيكون الذكاء االصطناعي خير وسيلة يمكن أن تقدِّم له إجابة بسيطة" ،ما يعني أن
في هذا النطاق لن يحيل الوظائف البشرية إلى موت بطيء ،بقدر ما سيُحسِّن من " "ChatGPTاستخدام
.خدمة الطعام برمتها ويزيد من كفاءتها
وحتى لو لم يُن ِعش الذكاء االصطناعي االقتصاد ،فال يزال بإمكانه تغيير نسيج حياتنا ،والطريقة التي
نقضي بها أوقاتنا مثلما فعلت وسائل التواصل االجتماعي من قبل .قد تجود الحياة في ظل الذكاء
االصطناعي بمذاقات جديدة ،كأن تصبح ألعاب الفيديو أكثر إبهارا ،وتتبنى المتاجر رؤية أفضل في مجال
المبيعات وكتابة اإلعالنات ،وربما تغدو األفالم أفضل ،وتعلو مقاطع الفيديو على اليوتيوب هالة من
الغموض والجمال ،وقد نشهد على محتوى أكثر تجانسا واتساقا( ،لكن يظل الجانب األخطر واألشد مدعاة
.لألسف هو احتمالية وجود قدر هائل من المعلومات ال ُمضلِّلة على اإلنترنت التي تبدو معقولة رغم ذلك)
في نهاية المطاف ،يرى أوتور أن الخطر األكبر بالنسبة للعمال يتمثَّل في قدرة تقنيات الذكاء االصطناعي
على أن تباغتهم بتغيير مفاجئ في نوع العمل الذي يريده أرباب العمل ،وبالتالي يمكن أن يتسبب ذلك في
صد األبواب في وجه اآلالف من العاملين في التخلي عن بعض التخصصات ،ما يترك احتمالية ألن تُو َ
مراكز االتصاالت أو في مجال التسويق .لكنه مع ذلك ش َّدد على فوائد وجود مثل هذه التكنولوجيا في
حياتنا ،ألنه كثيرا ما طالت يد الهوان والضعف اإلنتاجية واستمرت لعقود طويلة ،وها قد حان وقت
.اآلالت لكي تلعب دورا مرشدا وإيجابيا في إنجاز بعض األعمال