You are on page 1of 5

‫تحرير موضوع إنشائي حول دراسة الحالة‬

‫كل من أراد دراسة الحالة‪ ،‬في أي مجال من المجاالت التي تطبق فيها‬
‫هذه الحالة‪ ،‬أو يرغب في كتابة تقرير أو إنشاء مقالي تركيبي‪ ،‬فالبد أن‬
‫ينطلق من مجموعة من المعطيات المنهجية والخطوات المنطقية‬
‫االستنتاجية من أجل اإلحاطة بموضوع الحالة‪ ،‬واإلجابة عن إشكاالته‬
‫المتعددة‪ ،‬وتبيان وضعياته المتنوعة‪ .‬ويرجى أن تدرس الحالة ضمن هذا‬
‫التأطير المنهجي التالي‪:‬‬
‫‪‬مقدمة الموضوع‪:‬‬
‫نشير في المقدمة إلى نوع الحالة التي يعالجها الموضوع‪ ،‬وتأطيرها في‬
‫سياقها‪ ،‬وتعيين المشكلة‪،‬بطرح الفرضيات‪ ،‬وتبيان الطرائق التي ستعالج‬
‫بها اإلشكال‪ ،‬وإبراز مفتاح القراءة‪ ،‬واإلشارة إلى طبيعة القرارات‬
‫المزمع اتخاذها‪ ،‬بالتركيز على األهداف المرصودة من وراء معالجة‬
‫هذه الوضعية اإلشكالية‪.‬‬
‫‪‬عرض الموضوع‪:‬‬
‫نجيب في هذه الخطوة عن كل األسئلة واإلشكاالت المطروحة بطريقة‬
‫منطقية استقرائية واستنتاجية‪ ،‬متدرجين في التحليل تدريجا تعليليا‬
‫ومنطقيا‪ ،‬بشرح المصطلحات والمفاتيح األساسية‪ ،‬وإضاءة الوضعية‬
‫المشكلة الرئيسة‪ .‬ومن ثم‪ ،‬يتم عرض المشكلة داخل السياق الزمكاني أو‬
‫الظرفي من أجل معرفة العوامل كلها التي تتحكم في الموضوع‪ .‬ويعني‬
‫هذا أن يعرف المشخص مكان الحدث‪ ،‬وزمانه‪ ،‬وحيثيات الحادث الذاتية‬
‫والموضوعية قصد الوصول إلى سبل التحليل والمعالجة‪ ،‬بإيجاد األجوبة‬
‫‪258‬‬
‫لالستفهامات الموالية‪ :‬هل وقع الحدث في المصنع أو في مكان آخر؟‬
‫ومتى وقع؟ ولماذا؟ وكيف تم ذلك؟ وما الحلول المقترحة للحد من‬
‫الظاهرة‪ ،‬أو معالجتها معالجة ناجعة؟ وما القرارات المناسبة التي يجب‬
‫اتخاذها؟ومن ثم‪ ،‬البد لمحلل الحالة من تحديد كل المفاهيم والعناصر‬
‫المفيدة التي تحيط بالموضوع أو الظاهرة أو الحالة المدروسة‪.‬‬
‫ويعني هذا كله أن نبدأ عرض الموضوع بتأطير اإلشكال داخل سياقه‬
‫الظرفي‪ ،‬وتحديد العوامل المؤثرة في الموضوع‪ ،‬والسيما المفيدة منها‪،‬‬
‫والتركيز على كل الحيثيات الذاتية والموضوعية التي تتحكم في النص‪.‬‬
‫وبعد االنتقال من مرحلة ا لتأطير السياقي‪ ،‬وتحديد العوامل المساهمة‪ ،‬أو‬
‫المؤثرة في الحالة‪ ،‬نركز على الوضعية المشكلة‪ ،‬وهي الخطوة الرئيسة‬
‫في العرض‪ ،‬وتعالج بعرض األحداث‪ ،‬ووصف وقائع الحالة بطريقة‬
‫متسلسلة منطقيا أوزمنيا(كرونولوجيا)‪ ،‬و اإلشارة إلى بعض المعطيات‬
‫التاريخية التي تتعلق بمجموعة من القرارات المتخذة في حل هذه‬
‫الظاهرة المدروسة‪ ،‬وما ترتب عن ذلك من نتائج‪ ،‬وتبيان توقعات‬
‫األطراف الفاعلة‪ ،‬ورصد آفاق انتظارها‪ ،‬ورصد مختلف سلوكياتها‪،‬‬
‫وتصرفاتها‪ ،‬ووجهات نظرها‪،‬واإلشارة إلى كل الضغوط واإلرغامات‬
‫واإلكراهات النفسية واالجتماعية والتربوية واالقتصادية والصحية التي‬
‫تستلزمها الوضعية المدروسة‪ ،‬واستعراض كل المعلومات واألخبار‬
‫المؤثرة والمفيدة في حل هذه الوضعية المشكلة‪.‬‬
‫‪‬خاتمة الموضوع‪:‬‬
‫تذكر في خاتمة الموضوع مختلف الحلول والقرارات المتخذة كلها‬
‫التي توصل إليها دارس الحالة أو مشخصها‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬تعرض‬
‫جميع الحلول المقابلة التي أدلى بها المعارضون اآلخرون الذين يخالفون‬
‫‪259‬‬
‫وجهة نظر المحلل األول‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬تستجمع النتائج المحصل عليها‬
‫لتركب في قرارات عالجية‪ ،‬تكون بمثابة أجوبة وحلول للوضعية‬
‫اإلشكالية‪.‬‬
‫وسنحاول ‪ -‬اآلن‪ -‬أن نثبت الخطوات المذكورة كلها في رؤوس أقالم‪،‬‬
‫تبين لنا تصميم الموضوع بشكل عملي لكي يستفيد منها الدارسون‬
‫لموضوع الحالة المجتمعية أو لحالة أخرى‪ ،‬كيفما كانت طبيعتها‬
‫النوعية‪.‬‬
‫أ‪ -‬تقديـــم الموضوع‪:‬‬
‫‪‬تبيان نوع الحالة المدروسة(حالة تربوية‪ -‬حالة نفسية‪ -‬حالة‬
‫اجتماعية‪ -‬حالة ثقافية‪ -‬حالة تواصلية‪)...‬؛‬
‫‪‬تأطير الحالة المرصودة سياقيا؛‬
‫‪ ‬طرح اإلشكاالت واألسئلة الجوهرية و إبراز الفرضيات التي تكون‬
‫منطلق الدراسة؛‬
‫‪ ‬اإلشارة إلى األهداف التي يتوخاها الموضوع‪.‬‬
‫ب‪-‬عرض الموضوع‪:‬‬
‫‪‬إدراج الحالة المعروضة في سياقها الظرفي‪ ،‬وتحديد المكان أو‬
‫المحيط الذي يجري فيه الحدث؛‬
‫‪‬فهم مجمل العناصر والعوامل والمفاهيم والمصطلحات كلها التي‬
‫تضيء النص من قريب أو من بعيد‪ ،‬والسيما التي تسهم في إضاءة‬
‫الوضعية اإلشكالية من جميع جوانبها؛‬

‫‪260‬‬
‫‪‬ذكر الحيثيات الذاتية والموضوعية التي تتحكم في الحالة المدروسة؛‬
‫‪ ‬طرح الوضعية المشكلة؛‬
‫‪ ‬ذكر جميع المعطيات والمعلومات المتعلقة بالوضعية المشكلة في‬
‫شكل عوامل ومسببات وحيثيات على النحو التالي‪:‬‬
‫‪‬وصف كرونولوجي لجميع الوقائع واألحداث التي تتكون منها‬
‫الحالة؛‬
‫‪ ‬رصد تاريخية مجموعة القرارات المتخذة في الظاهرة المدروسة‬
‫بتعداد نتائجها؛‬
‫‪‬اإلشارة إلى توقعات الفواعل (الشخوص مثال)‪ ،‬وتحديد آفاق‬
‫انتظارها‪ ،‬ورصد ردود أفعالها؛‬
‫‪ ‬ذكر إكراهات الوضعية وإرغاماتها؛‬
‫‪‬استعراض مختلف المعلومات كلها التي تخدم تحليل موضوع‬
‫الحالة‪.‬‬
‫ج‪ -‬خاتمة الموضوع‪:‬‬
‫‪‬الحل الذي قدمه الدارس ومقابلته بالحلول التي قدمها المعارضون؛‬
‫‪ ‬تركيب النتائج المحصل عليها‪.‬‬
‫وخالصة القول‪ ،‬نستنتج‪ ،‬مما سبق ذكره‪ ،‬أن دراسة الحالة تقنية إجرائية‬
‫افتراضية أو واقعية‪ ،‬تستخدم في معالجة المشاكل المتعلقة بالمجال‬
‫المجتمعي‪ ،‬على الصعيد الثقافي‪ ،‬والتواصلي‪ ،‬واالجتماعي‪ ،‬والنفسي‪،‬‬

‫‪261‬‬
‫واإلداري‪ ،‬والتعلمي‪ ،‬من أجل إيجاد الحلول المناسبة لها قصد اتخاذ‬
‫القرارات المالئمة لمجابهة وضعيات مشابهة في المستقبل‪.‬‬
‫وتتضمن دراسة الحالة المشكل الرئيس‪ ،‬والسياق‪ ،‬والعوامل الفاعلة‪،‬‬
‫وتستوجب الحلول‪ ،‬والقرارات المتخذة في حقها‪.‬‬
‫وتصاغ دراسة الحالة بطريقة سردية‪ ،‬أو وصفية‪ ،‬أو درامية‪ ،‬ويختار‬
‫لها السياق التفاعلي‪ ،‬والشخوص المنجزة‪ ،‬والعقدة المشكلة‪ ،‬واختالف‬
‫وجهات النظر‪ ،‬ورصد الحلول والقرارات العملية‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬ستبقى دراسة الحالة أهم إجراء تقويمي لمعالجة مختلف المشاكل‬
‫كلها التي تعترض الباحثين والدارسين في المجال العلمي‪ ،‬تلك المشاكل‬
‫التي تستلزم منهم التدخل والتفكير من أجل الوصول إلى حلول عملية‪،‬‬
‫واستكشاف قرارات صائبة من أجل اللجوء إليها في وضعيات مشابهة‬
‫في المستقبل‪.‬‬

‫‪262‬‬

You might also like