You are on page 1of 28

‫‪ ٣٠‬فائدة في‬

‫أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫‪ ٣٠‬فائدة في‬
‫أسماء وصفات اهلل تعالى‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫حقوق الطبع والنرش لكل مسلم‬

‫‪2‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫احلمد هلل‪ ،‬والصـالة والسـالم عىل رسول اهلل‪.‬‬

‫فـهذه فـوائد وخالصات مـجموعة يف‪:‬‬


‫أسامء وصفات اهلل تعاىل‪ ،‬أسأل اهلل أن ينفع‬
‫َ‬
‫وأعان يف‬ ‫َ‬
‫شارك‬ ‫خريا َّ‬
‫كل َمن‬ ‫هبا‪ ،‬وأن جيزي ً‬
‫شها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫إعداد هذه املادة و َن ْ ِ‬

‫‪3‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫الح وال‬ ‫ص‬ ‫وال‬ ‫الح‬ ‫َ‬


‫ف‬ ‫وال‬ ‫ِ‬
‫للعباد‬ ‫«ال ســعاد َة‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ويكون هو َو ْح َده‬
‫َ‬ ‫ربم‪،‬‬ ‫يعرفوا َّ‬ ‫عيــم إِ َّل بأن ِ‬‫َ‬ ‫َن‬ ‫‪1‬‬

‫والتقر ُب إليه ُق َّر َة عيوهنم»(((‪.‬‬


‫ُّ‬ ‫مطلوبم‪،‬‬‫ِ‬ ‫غاي َة‬
‫الدنيا واآلخرة َّإل‬ ‫للعبد يف ُّ‬ ‫ِ‬ ‫فال سعاد َة‬
‫حل ْسنى‪.‬‬ ‫ا‬ ‫أسامئه‬ ‫يف‬ ‫بمعرفة اهلل والتف ُّق ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫ُ‬

‫أرشف‬
‫ُ‬ ‫الِع ْل ُم بــاهلل تعاىل وأســائه وصفاته‬
‫رشف ِ‬
‫الع ْلم‬ ‫َ‬ ‫وأ َج ُّلها عىل اإلطالق؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫العلو ِم َ‬ ‫‪2‬‬
‫برشف املعلوم‪ ،‬واملعلوم يف هذا ِ‬
‫الع ْلم هو اهلل‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫فاإلقبال عىل‬ ‫تعاىل بأسامئه وصفاته وأفعاله؛‬
‫ِ‬
‫أرشف‬ ‫ٌ‬
‫إقبــال عىل‬ ‫هذا واالشــتِغال ب َف ْه ِمه‬
‫واشتغال بأعىل املطالِب‪ ،‬وحصوله‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫مطلوب‪،‬‬
‫للعبد من أرشف املواهب(((‪.‬‬
‫رسلة البن القيِّم (‪ ،)366/1‬بتصرُّ ف يسير‪.‬‬
‫(( ( الصواعق المُ َ‬
‫(( ( ينظر‪ :‬تفسير السعدي (ص ‪.)35‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫الر َّب الذي‬ ‫املسلم َّ‬


‫ُ‬ ‫ف‬ ‫«حقيق ُة اإليامن‪ :‬أن َي ْع ِر َ‬
‫ويبــذل ُج ْه َده يف معرفة أســائه‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫يؤمــ ُن به‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫يبلغ درج َة اليقني‪.‬‬ ‫وصفاته‪ ،‬حتى َ‬


‫يكون إيام ُنه‪ ،‬فك َّلام‬
‫ُ‬ ‫وبح َسب َم ْع ِر َفتِه بر ِّبه‬ ‫َ‬
‫نقص‬ ‫ازدا َد معرف ًة بر ِّبه ازدا َد إيام ُنه‪ ،‬وك َّلام َ‬
‫نقص»(((‪.‬‬

‫والصفــات‪« :‬اعتقا ُد‬‫معنى توحيد األســاء ِّ‬


‫المط َلق‬ ‫بالكــال‬ ‫ه‬‫ل‬‫ُ‬ ‫جال‬ ‫َّ‬
‫جل‬ ‫ب‬ ‫الــر‬ ‫راد‬ ‫ِ‬
‫انف‬ ‫‪4‬‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫من مجيع الوجوه‪ ،‬بنُعــوت ال َع َظمة واجلاللة‬
‫شــاركه فيها ُم ِ‬
‫شار ٌك َبو ْجه‬ ‫ِ‬ ‫واجلامل‪ ،‬التي ال ُي‬
‫من الوجوه‪.‬‬
‫بإثبات ما أثب َته اهلل لنفسه‪ ،‬أو أثب َته له‬ ‫ِ‬ ‫وذلك‬
‫((( تفسير السعدي (ص‪.) 35‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫رسو ُله ‪ ‬من مجيع األسامء ِّ‬


‫والصفات‬
‫الواردة يف الكتاب‬‫ِ‬ ‫ومعانيها وأحكامها‪،‬‬
‫الل ِئق بع َظ َمته وجالله‪،‬‬
‫الو ْجه َّ‬
‫والسنَّة‪ ،‬عىل َ‬
‫ُّ‬
‫ٍ‬
‫تعطيل‪ ،‬وال‬ ‫ٍ‬
‫ليشء منها‪ ،‬وال‬ ‫من غري نفي‬
‫ٍ‬
‫حتريف‪ ،‬وال ٍ‬
‫متثيل‪.‬‬
‫ونفي ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسو ُله‬
‫َّقائص وال ُعيوب‪ ،‬وعن ِّ‬
‫كل‬ ‫‪ ‬من الن ِ‬

‫ما ُينايف كام َله»(((‪ ،‬كالنَّوم‪ ،‬والنِّسيان‪ ،‬وال ُّظ ْلم‪،‬‬


‫وال َع ْجز‪ ،‬والت َعب‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬
‫قال اهلل تعاىل‪( :‬ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ‬
‫يف‬ ‫‪‬‬ ‫فجمع اهلل‬
‫َ‬ ‫ﭧ) [الشورى‪]١١ :‬؛‬
‫بصري‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫سميع‬
‫ٌ‬ ‫اآلية بني نفي التمثيل وإثبات أ َّنه‬
‫السديد شرح كتاب التوحيد للسعدي (ص‪.)18‬‬
‫(( ( القول َّ‬

‫‪6‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫وبصه يليقان بجالل اهلل وكامله‬


‫فس ْمع اهلل َ ُ‬
‫َ‬
‫و َع َظ َمته‪ ،‬وأسامع املخلوقات وأبصارها‬
‫ناسب َ‬
‫حالم؛ فال تشا ُبه بني صفات اهلل‬ ‫ُت ِ‬
‫وصفات املخلوقات‪.‬‬

‫فات اهلل توقيف َّية؛ ال جمال لل َعقل‬


‫وص ُ‬‫أســاء ِ‬
‫ُ‬
‫‪5‬‬
‫فيها‪.‬‬
‫والصفات‬
‫ِّ‬ ‫فال ُنثبِ ُت هلل تعاىل من األسامء‬
‫والسنَّة عىل ثبوته؛‬ ‫دل الكتاب ُّ‬ ‫حلسنى إال ما َّ‬‫ا ُ‬
‫إدراك ما َي ْس َت ِح ُّقه تعاىل‬
‫ُ‬ ‫العقل ال ي ِ‬
‫مكنُه‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬
‫«ألن‬
‫فوجب الوقوف يف‬ ‫َ‬ ‫والصفات؛‬‫ِّ‬ ‫من األسامء‬
‫النص؛ لقوله تعاىل‪( :‬ﯯ ﯰ ﯱ‬
‫ذلك عىل ِّ‬
‫ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ‬
‫ﯽ ﯾ ﯿ) [اإلرساء‪ ،]٣٦ :‬وقوله‪( :‬ﮀ ﮁ‬

‫‪7‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫ﮂﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉﮊﮋ‬
‫ﮌ ﮍﮎﮏﮐﮑﮒ ﮓﮔ ﮕﮖ‬
‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ) [األعراف‪.]٣٣ :‬‬
‫نفسه‪ ،‬أو‬ ‫َّ‬
‫وألن تسمي َته تعاىل بام مل ُي َس ِّم به َ‬
‫سمى‬ ‫ما‬ ‫إنكار‬ ‫أو‬ ‫ه‪،‬‬ ‫نفس‬ ‫به‬ ‫ف‬ ‫وص َفه بام مل ِ‬
‫يص‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫نفسه؛ جناي ٌة يف ح ِّقه تعاىل؛‬‫وصف به َ‬ ‫َ‬ ‫أو‬
‫واالقتصار‬
‫ُ‬ ‫وك األدب يف ذلك‪،‬‬ ‫فوجب ُس ُل ُ‬
‫َ‬
‫َّص»(((‪.‬‬
‫عىل ما جاء به الن ّ‬

‫من أسامء اهلل تعاىل الثابتة يف القرآن الكريم‪ :‬اهلل‪،‬‬


‫الســام‪،‬‬ ‫وس‪،‬‬ ‫د‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ال‬ ‫ك‪،‬‬ ‫الرمحن‪ ،‬الرحيم‪ ،‬ا َمل ِ‬
‫ل‬
‫‪6‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫املتكب‪،‬‬ ‫ــار‪،‬‬‫ب‬ ‫اجل‬ ‫العزيز‪،‬‬ ‫ن‪،‬‬ ‫املؤمــن‪ ،‬ا ُملهي ِ‬
‫م‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫املصــور‪ ،‬العزيز‪ ،‬احلكيم‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫البارئ‪،‬‬‫اخلالِق‪ِ ،‬‬

‫الحسْ نَى البن عثيمين (ص‪.)13‬‬


‫(( ( القواعد المُ ثلَى في صفات اهلل وأسمائه ُ‬

‫‪8‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫الغفور‪ ،‬ال َّتواب‪َّ ،‬‬


‫الشــكور‪ ،‬احلليم‪ ،‬القدير‪،‬‬
‫الكريم‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬

‫الســـنَّة النبو َّية‪:‬‬


‫من أسامء اهلل تعاىل الثابتة يف ُّ‬ ‫‪7‬‬
‫الســ ُّبوح‪ ،‬الشايف‪ ،‬ال َّط ِّيب‪،‬‬
‫الرفيق‪ُّ ،‬‬ ‫اجلميل‪َّ ،‬‬
‫املؤخر‪ ،‬ا ُمل ْعطِي‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬
‫املقدم‪ِّ ،‬‬
‫ِّ‬

‫الســمع‪،‬‬ ‫م‪،‬‬‫ل‬‫ْ‬ ‫من صفات اهلل تعاىل‪ :‬احلياة‪ِ ،‬‬


‫الع‬
‫َّ‬
‫‪8‬‬
‫البرص‪ ،‬الكالم‪ ،‬املغفرة‪ ،‬ال ُق ْد َرة‪ ،‬املشيئة‪َ ،‬‬
‫الو ْجه‪،‬‬
‫االستِواء عىل ال َع ْرش‪ ،‬املجيء‬ ‫ال َعينان‪ ،‬اليدان‪ْ ،‬‬
‫عباده يو َم القيامة‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬ ‫لل َفصل بني ِ‬
‫ْ‬

‫معي؛ لقوله‬ ‫د‬‫بعد‬ ‫ٍ‬


‫حمصورة‬ ‫غري‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫أسامء اهلل تعاىل ُ‬
‫ُ‬
‫‪9‬‬
‫حل ْزن‪:‬‬
‫اهلم وا ُ‬ ‫‪ ‬يف حديث ُدعاء تفريج ِّ‬
‫ت ِبه‬
‫لك‪َ ،‬س َّم ْي َ‬ ‫«‪َ ...‬أســأ ُل َ‬
‫ك ب ُك ِّل ْاســ ٍم ُه َو َ‬

‫‪9‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫حدا‬ ‫ك‪َ ،‬أو َع َّل ْم َته َأ ً‬ ‫ــك‪َ ،‬أو أن َز ْل َته يف كِتابِ َ‬‫َن ْف َس َ‬
‫ب‬ ‫بــه يف ِع ْل ِم ال َغ ْي ِ‬
‫ك‪َ ،‬أو اســتأ َثر َت ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫ِمن َخ ْل ِ‬
‫ور‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫و‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫بيــع‬ ‫ر‬ ‫رآن‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ــل‬ ‫ع‬ ‫ت‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ك؛‬ ‫ند‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الء ُحزين‪ ،‬و َذ َ‬
‫هاب َ ِّ‬
‫هي ‪،(((»...‬‬ ‫وج َ‬‫َص ْد ِري‪ِ ،‬‬
‫وما استأثر اهلل تعاىل به يف ِع ْلم الغيب ال ي ِ‬
‫مكن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫حرصه وال اإلحاط َة به(((‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ألحد‬
‫َ‬

‫قو ُلــه ‪ ‬يف احلديــث‪« :‬إِ َّن هلل تِ ْســ َع ًة‬


‫‪10‬‬
‫واح ًدا‪َ ،‬م ْن َأ ْحصاها‬ ‫ــعني اســا‪ِ ،‬ما َئ ًة إِال ِ‬ ‫وتِس ِ‬
‫َ ْ ً‬ ‫َ ْ‬
‫ص أسامء اهلل هبذا‬ ‫ْ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫عىل‬ ‫ل‬ ‫ُّ‬ ‫يد‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫(((‬ ‫َد َخ َل َ‬
‫اجلنَّة»‬
‫النووي َ‬
‫اتفاق العلامء عىل هذا(((‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫العدد‪َ ،‬‬
‫ونقل‬ ‫َ‬
‫رواه اإلمام أحمد (‪ ،)4318‬وهو في صحيح الترغيب والترهيب‪.‬‬ ‫((( ‬
‫ينظر‪ :‬شأن الدُّ عاء للخطَّ ابي (ص‪ ،)23‬وشرح النووي على مسلم (‪،)5/17‬‬ ‫((( ‬
‫والقواعد المُ ثلَى البن عثيمين (ص‪.)14‬‬
‫رواه البخاري (‪ ،)2736‬ومسلم (‪.)2677‬‬ ‫(( (‬
‫ينظر‪ :‬شرح النووي على مسلم (‪.)7/15‬‬ ‫((( ‬

‫‪10‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫أن هذا العدد من شأنِه َّ‬


‫أن‬ ‫بل معنى احلديث‪َّ :‬‬
‫َمن أحصاه دخل اجلنَّة‪ ،‬فاملراد‪ :‬اإلخبار عن‬
‫بح ْص‬
‫دخول اجلنة بإحصائها‪ ،‬ال اإلخبار َ‬
‫العدد‪ ،‬وهذا كقولك‪« :‬عندي‬
‫األسامء هبذا َ‬
‫للص َدقة»‪ ،‬فإ َّنه ال يمنَع‬
‫أعددتا َّ‬
‫ُ‬ ‫مائ ُة ريال‬
‫أن يكون عندك رياالت أخرى مل ت ُع َّدها‬
‫للص َدقة(((‪.‬‬
‫َّ‬

‫تعيني هذه األسامء‬ ‫النبي ‪‬‬ ‫عن‬ ‫ح‬ ‫ص‬‫مل ي ِ‬


‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َّ‬
‫‪11‬‬
‫املروي يف تعيينها‬
‫ُّ‬ ‫التسعة والتسعني‪ ،‬واحلديث‬
‫ضعيف عند علامء احلديث(((‪.‬‬
‫ٌ‬
‫((( ينظر‪ :‬شأن الدُّ عاء للخطَّ ابي (ص‪ ،)24‬وشرح النووي على مسلم (‪،)5/17‬‬
‫والقواعد المُ ثلَى البن عثيمين (ص‪.)14‬‬
‫(( ( ينظر‪ :‬مجموع الفتاوى (‪ ،)382 ،379/6‬وتفســير ابــن كثير (‪،)515/3‬‬
‫وفتح الباري البن حجر (‪.)215/11‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫العلامء يف معنى (إحصاء أســاء اهلل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬


‫اختلف‬
‫«م ْن‬ ‫احلديث‪:‬‬ ‫يف‬ ‫ــه‬ ‫تعــاىل) يف قولِ‬ ‫‪12‬‬
‫َ‬ ‫‪‬‬

‫َأ ْحصاها َد َخ َل َ‬
‫اجل َّنة»‪.‬‬
‫يتضمن‪:‬‬ ‫ء‬ ‫اإلحصا‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫هم‪:‬‬ ‫واحلاصل من ِ‬
‫كالم‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ * َح ِفظها‪ ،‬ومعرفة معناها‪ .‬فيحيط هبا لف ًظا‬
‫ومعنًى‪.‬‬
‫بمقتضاها والتع ُّبد هلل هبا‪ ،‬فإذا َع ِل َم‬ ‫ *والعمل ُ‬
‫غريه‪ ،‬وإذا َع ِل َم أ َّنه‬
‫رشك معه َ‬ ‫أ َّنه األحد فال ُي ِ‬
‫الرزق من غريه‪،‬‬ ‫الر َّزاق فال يط ُلب ِّ‬ ‫‪َّ ‬‬
‫يتعرض َلرمحته ويفعل‬ ‫الرحيم‬ ‫ه‬‫ن‬‫َّ‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫وإذا َع ِ‬
‫ل‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫سبب هلذه الرمحة‪ ،‬وإذا‬ ‫من الطاعات ما هو ٌ‬
‫يتعرض ملغفرته‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َعل َم أ َّنه الغفور َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪( :‬ﭳ‬ ‫ *و ُدعاء اهلل هبا‪ ،‬كام قــال َّ‬

‫‪12‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ) [األعراف‪ ،]١٨٠ :‬كأن‬
‫يقول‪« :‬يا رمحن ار َحني»‪« ،‬يا غفور ِ‬
‫اغفر‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ‬
‫عيل»‪ ،‬وهكذا(((‪.‬‬ ‫ب َّ‬‫اب ُت ْ‬
‫يل»‪« ،‬يا َّتو ُ‬

‫حمرم‪ ،‬ومنه ما يكون‬


‫اإلحلاد يف أسامء اهلل تعاىل َّ‬
‫ش ًكا‪ ،‬قال تعاىل‪( :‬ﭳ ﭴ ﭵ‬ ‫ُكفرا أو ِ‬ ‫‪13‬‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ‬
‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ) [األعراف‪.]١٨٠ :‬‬
‫عم جيب فيها‪ ،‬وهو أنواع(((‪:‬‬ ‫ومعناه‪َ :‬‬
‫الم ْيل هبا َّ‬
‫ *أن ي ِ‬
‫نكر شــي ًئا منهــا‪ ،‬أو ممَّــا د َّلت عليه‬ ‫ُ‬
‫الصفات واألحكام‪ ،‬كــا فعل ُ‬
‫أهل‬ ‫مــن ِّ‬
‫التعطيل‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬شأن الدُّ عاء للخطَّ ابي (ص‪ ،)26‬وشرح النووي على مسلم (‪،)5/17‬‬
‫والقول المفيد البن عثيمين (‪.)314 ،٢٥٨/2‬‬
‫((( ينظر‪ :‬تفسير البغوي (‪ ،)307/3‬والقواعد المثلى البن عثيمين (ص‪.)16‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫ٍ‬
‫صفات ُتشابِه صفات‬ ‫ *أن جيع َلها دا َّل ًة عىل‬
‫املخلوقني‪ ،‬كام فعل ُ‬
‫أهل التشبيه‪.‬‬
‫نفسه‪،‬‬
‫ــم به َ‬
‫ــمى اهلل تعاىل بام مل ُي َس ِّ‬
‫ *أن ُي َس َّ‬
‫كتســمية النَّصارى له‪( :‬األب)‪ ،‬وتسمية‬
‫الفالسفة إياه‪ِ :‬‬
‫(الع َّلة الفاعلة)‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ *أن ُيش َت َّق من أســائه أسامء لألصنام‪ ،‬كام‬
‫فعل ا ُمل ِ‬
‫رشكون يف اشــتقاق (ال ُع َّزى) من‬
‫(اللت) من (اإلله)‬‫(العزيز)‪ ،‬واشتقاق َّ‬
‫‪-‬عىل أحد القو َلني‪ ،-‬واشتقاق ( َمناة) من‬
‫(ا َملنَّان)‪َّ ،‬‬
‫فسموا هبا أصنا َمهم‪.‬‬

‫ِ‬
‫وتعظيمه‪،‬‬ ‫َم ْع ِرفة اهلل تعاىل تدعو إىل‪َ :‬مَـ َّبتِه‪،‬‬
‫ِ‬
‫واخلوف‬ ‫الس والعالنية‪ ،‬و ُمراق َبتِه‪،‬‬ ‫يف‬ ‫ه‬‫وخشيتِ‬
‫َ‬
‫‪14‬‬
‫ِّ ِّ‬
‫ِ‬
‫واالفتقار إليه‪ ،‬والتو ُّك ِل عليه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ورجائه‪،‬‬ ‫منه‪،‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫ِ‬
‫واالســتعانة به‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وتفويــض ِّ‬
‫كل األمور إليه‪،‬‬
‫والرضا‬ ‫له‪،‬‬ ‫العمل‬ ‫ِ‬
‫وإخــاص‬ ‫إليه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫واإلنابة‬
‫ِّ‬
‫وقد ِره‪ ،‬وهذا هو َع ْي سعادة العبد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بقضائه َ‬
‫بم ْع ِر َفة أســائه‬
‫ســبيل إىل معرفة اهلل َّإل َ‬
‫َ‬ ‫وال‬
‫ُ‬
‫احل ْسنى وصفاته ال ُع َل‪ ،‬والتف ُّقه يف معانيها‪.‬‬

‫«يتضمن‬
‫َّ‬ ‫وم ْع ِر َفتها‬ ‫اإليامن بأسامء اهلل ُ‬
‫احل ْسنى َ‬ ‫ُ‬
‫‪15‬‬
‫الربوب َّية‪،‬وتوحيد‬
‫أنواعالتوحيدالثالثة‪:‬توحيد ُّ‬
‫َ‬
‫والصفات‪.‬‬ ‫األُلوه َّية‪ ،‬وتوحيد األسامء ِّ‬
‫وهذه األنواع هي ُروح اإليامن أص ُله وغاي ُته‪،‬‬
‫العبد َم ْع ِرف ًة بأسامء اهلل وصفاته‬
‫ُ‬ ‫فك َّلام ازدا َد‬
‫وقوي يقينُه»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫ازدا َد إيام ُنه‬
‫(( ( التوضيح والبيان لشجرة اإليمان للسعدي (ص ‪ ،)72‬بتصرُّ ف يسير‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫احلسنى‬ ‫«األسامء ُ‬
‫ُ‬ ‫قال اإلمام ابن الق ِّيم ‪:‬‬
‫فات الع َل مقتضي ٌة آلثارها من العب ِ‬
‫ود َّية؛‬
‫‪16‬‬
‫ُُ‬ ‫والص ُ ُ‬ ‫ِّ‬
‫خاص ٌة‪:‬‬ ‫ٌ‬
‫ة‬ ‫ي‬ ‫ود‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫فلِ ُك ِّل ٍ‬
‫صفة‬
‫َّ‬ ‫ُ ُ َّ‬
‫بالض والنَّ ْفع‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫تعاىل‬ ‫ب‬ ‫الر‬ ‫د‬ ‫بتفر‬ ‫د‬ ‫ِ‬
‫فع ْلم العب ِ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫والرزق‪ ،‬واإلحياء‬ ‫والعطاء واملنع‪ ،‬واخللق‪ِّ ،‬‬
‫ثم ُر له ُع ُبود َّي َة التو ُّك ِل عليه باطنًا‪،‬‬ ‫واإلماتة؛ ي ِ‬
‫ُ‬
‫ظاهرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ولواز َم التو ُّكل وثمراته‬
‫ثم ُر له‬‫وع ْل ِمه؛ ي ِ‬
‫صه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫تعاىل‬ ‫ه‬ ‫وع ْلمه بسم ِ‬
‫ع‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ ْ‬
‫كل ما ال ُي ْر ِض اهلل‪،‬‬ ‫وجوار ِحه عن ِّ‬
‫ِ‬ ‫فظ لسانِه‬
‫ِح َ‬
‫جيعل تع ُّل َق هذه األعضاء بام ُ ِ‬
‫ي ُّبه اهلل‬ ‫َ‬ ‫وأن‬
‫ثمر له ذلك احلياء باطنًا‪ ،‬وي ِ‬
‫ثم ُر‬ ‫ويرضاه‪ ،‬في ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫ناب ا ُمل َح َّرمات والقبائح‪.(((»...‬‬ ‫له احلياء ِ‬
‫اجت َ‬ ‫ُ ْ‬
‫((( ِمفتاح دار السعادة (‪ ،)90/2‬باختصار‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫الع ْلم بأسامء اهلل تعاىل وصفاته‪ :‬أ َّننا نؤمن‬ ‫من ِ‬


‫بع ْل ِمه‪ ،‬وهو عىل‬ ‫بأن اهلل تعــاىل «مع َخ ْل ِقــه ِ‬ ‫‪17‬‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫أقوالم‪،‬‬ ‫َ‬
‫أحوالم‪ ،‬و َي ْس َمع‬ ‫َع ْر ِشه بذاته‪َ ،‬ي ْع َلم‬
‫أمورهم‪َ ،‬ي ْر ُزق الفقري‪،‬‬ ‫َ‬
‫أفعالم‪ ،‬و ُي َد ِّبر َ‬ ‫ويرى‬
‫وي ُب الكســر‪ُ ،‬يؤيت ا ُمل ْلك َمن يشاء‪ ،‬و َين ِْزع‬ ‫َْ‬
‫ا ُمللك ممَّن يشــاء‪ ،‬و ُي ِع ُّز َمن يشاء‪ ،‬و ُي ِذ ُّل َمن‬
‫كل يشء قدير»(((‪.‬‬ ‫بيده اخلري وهو عىل ِّ‬ ‫يشاء‪ِ ،‬‬

‫من ِ‬
‫الع ْلم بأســاء اهلل تعــاىل وصفاته‪ِ :‬‬
‫الع ْلم‬
‫‪18‬‬
‫حي ق ُّيوم‪.‬‬ ‫َّ‬
‫بأن اهلل تعاىل ٌّ‬
‫حل ُّي‪ :‬ذو احلياة الكاملة‪ ،‬مل يزل وال يزال‬
‫وا َ‬
‫ح ًّيا‪ ،‬مل يسبِق حيا َته ٌ‬
‫موت‪ ،‬وال َي ْل َح ُقها ٌ‬
‫موت‪،‬‬
‫واآلخر ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫األول‬
‫فهو َّ‬
‫السـنَّة والجماعة البن عثيمين (ص‪ ،)9‬بزيادة يسيرة‪.‬‬
‫(( ( عقيدة أهل ُّ‬

‫‪17‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫ِ‬
‫القائم بذاته‪ ،‬فال حيتاج إىل أحد‪،‬‬ ‫وال َق ُّيو ُم‪:‬‬
‫كل ٍ‬
‫أحد‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والقائم عىل غريه‪ ،‬فيحتاج إليه ُّ‬
‫يقوم بأمور الساموات واألرض و َمن فيه َّن‪،‬‬
‫وهو القائم عىل ِّ‬
‫كل يشء‪.‬‬

‫الع ْلم بأســاء اهلل تعاىل وصفاته‪ :‬اعتقا ُد‬ ‫من ِ‬


‫‪19‬‬
‫مجيع‬
‫ــمع َ‬ ‫بصــر‪َ ،‬ي ْس َ‬‫ٌ‬ ‫ســميع‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫أن اهلل تعــاىل‬
‫األصوات‪ ،‬الظاهر َة والباطن َة‪ ،‬اخلف َّي َة واجلل َّي َة‪،‬‬
‫باختــاف ال ُّلغــات‪ ،‬عىل تفنُّــن احلاجات‪،‬‬
‫والس عنده عالنية‪،‬‬ ‫فال َغيب َ‬
‫عنده شــهادة‪ُّ ِّ ،‬‬
‫والبعيد ِع َ‬
‫نده قريب‪.‬‬
‫قال تعاىل‪( :‬ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ)‬
‫[طه‪ ،]٧ :‬وقال‪( :‬ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ‬
‫ﮆ ﮇﮈﮉ) [الزخرف‪ ،]٨٠ :‬وقال ‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫(ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬
‫ﯣ ﯤ ﯥ) [التوبة‪ ،]٧٨ :‬وقال ‪( :‬ﯱ ﯲ‬
‫ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ‬
‫ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ)‬
‫[هود‪.]٥ :‬‬

‫الع ْلم بأسامء اهلل تعاىل وصفاته‪ِ :‬‬


‫الع ْلم بأ َّنه‬ ‫من ِ‬
‫‪20‬‬
‫وي ِز ُل‬
‫ــم األرزاق‪ْ ُ ،‬‬‫‪ ‬هو الذي « ُي َق ِّس ُ‬
‫العطايا‪ ،‬و َي ُم ُّن ب َف ْض ِله عىل َمن يشاء ِمن عباده‬
‫يزان َي ِْف ُض به َمن‬
‫بيمينــه‪ ،‬وباليد األخرى املِ ُ‬
‫وحكْم ًة‪ ،‬ال‬ ‫يشاء وير َفع به من يشاء َع ْد ًل منه ِ‬
‫َْ ُ َ‬
‫إله َّإل هو العزيز احلكيم‪.‬‬
‫بأمر السموات واألرض و َمن‬ ‫هو الق ُّيوم ِ‬
‫حاجب‬
‫ٌ‬ ‫اب ف ُيستأ َذن‪ ،‬وال‬
‫فيه َّن‪ ،‬ليس له َّبو ٌ‬

‫‪19‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫ظهري‬
‫ٌ‬ ‫وزير فيؤ َتى‪ ،‬وال‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫فيدخل عليه‪ ،‬وال‬
‫ف ُيستعان به‪ ،‬وال و ٌّيل ِمن دونه ف ُي ْش َفع به إليه‪،‬‬
‫عني‬
‫حوائج عباده‪ ،‬وال ُم َ‬
‫َ‬ ‫نائب عنه ف ُي َع ِّرفه‬
‫وال ٌ‬
‫أحاط ‪‬‬ ‫َ‬ ‫قضائها‪ ،‬بل قد‬ ‫ِ‬ ‫له ف ُي ِ‬
‫عاونه عىل‬
‫وو ِس َعها ُق ْد َر ًة ورمح ًة‪.‬‬ ‫‪،‬‬
‫ً َ‬ ‫م‬‫ل‬‫ْ‬ ‫هبا ِ‬
‫ع‬
‫تزيده كثر ُة احلاجات إال ُجو ًدا و َك َر ًما‪،‬‬
‫فال ُ‬
‫شأن عن شأن‪ ،‬وال ُت ْغ ِل ُطه‬ ‫وال َي ْش َغ ُله منها ٌ‬
‫الم ِل ِّحين‬ ‫ربم بإحلاح ُ‬ ‫كثر ُة املسائل‪ ،‬وال يت َّ‬
‫‪( !‬ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬
‫ﯳ) [يس‪.(((»]٨٢ :‬‬

‫من ِ‬
‫الع ْلم بأسامء اهلل تعاىل وصفاته‪ :‬اعتقا ُد َّ‬
‫أن‬
‫‪21‬‬
‫مجيع املخلوقات داخل ٌة حتت َق ْه ِر اهلل ُ‬
‫وس ْلطانه؛‬
‫((( طريق الهجرتَين البن القيِّم (ص‪ ،)207‬باختصار وتصرُّ ف يسير‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫ِ‬
‫قــاد ٌر عليها‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫آخــذ بنواصيها‪،‬‬ ‫فهو ‪‬‬

‫يترصف فيها كيف يشاء وحيكم فيها بام يريد‪:‬‬


‫َّ‬
‫(ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ) [هود‪.]٥٦ :‬‬
‫الرقاب‪،‬‬ ‫فهو ‪« ‬الذي خض َعت له ِّ‬
‫وقهر‬
‫َ‬ ‫وذ َّلت له اجلبابرة‪ ،‬وعنَت له الوجوه‪،‬‬
‫وتواض َعت‬ ‫َ‬ ‫كل يشء‪ ،‬ودانت له اخلالئق‪،‬‬ ‫َّ‬
‫وكربيائه و َع َظ َمتِه و ُع ُل ِّوه‬
‫ِ‬ ‫ل َع َظ َم ِة جاللِه‬
‫و ُق ْد َرته األشياء‪ ،‬واستكا َنت وتضاء َلت بني‬
‫وحتت ُحك ِْمه و َق ْه ِره»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫يديه‬ ‫َ‬

‫مــن ِ‬
‫الع ْلم بأســاء اهلل تعاىل وصفاتــه‪ :‬اعتقا ُد‬
‫‪22‬‬
‫واخلري ك َّله‬
‫َ‬ ‫أمــره‪،‬‬
‫واألمر ُ‬
‫َ‬ ‫خلق اهلل‪،‬‬
‫ــق ُ‬‫أن اخلَ ْل َ‬
‫َّ‬
‫مانع لِـام أعطى‪ ،‬وال ُم ْعطِ َي لِـام منع‪،‬‬
‫بيد اهلل‪ ،‬ال َ‬
‫(( ( تفسير ابن كثير (‪.)244/3‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫باس َط لِـام َق َب َض‪َ ،‬وال‬‫وال قابِ َض لِـام بس َط‪ ،‬وال ِ‬


‫ََ َ‬
‫ـمن َأ ْض َّل ‪َ ،‬وال ُم ِض َّل َلِ ْن َه َدى‪.‬‬ ‫َ‬
‫هادي لِ‬
‫َ‬
‫ِ‬

‫قال تعاىل‪( :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬


‫ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ‬
‫ﯮ ﯯ) [فاطر‪.]٢ :‬‬
‫وقال ‪( :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ‬
‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ‬
‫ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅﰆ ﰇ ﰈ‬
‫ﰉ) [األنعام‪.]١٨-١٧ :‬‬
‫ﮎﮏﮐﮑ‬ ‫وقال‪( :‬ﮌ ﮍ‬
‫ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬
‫عز َّ‬
‫ وجل‪:‬‬ ‫ﮜ ﮝ) [األنعام‪ ،]٣٩ :‬وقال َّ‬
‫(ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬
‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ) [النساء‪.]٨٨ :‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫وقال‪( :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ) [غافر‪،]١٢ :‬‬


‫وقال تعاىل‪( :‬ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ)‬
‫[الرعد‪ ،]٤١ :‬وقال‪( :‬ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ) [املائدة‪،]١ :‬‬
‫وقال ‪( :‬ﯷ ﯸ ﯹ) [هود‪.]١٠٧ :‬‬

‫احل ْم ِد‬ ‫الدعاء‪ ،‬بتقدي ِم َ‬ ‫التوســل إىل اهلل تعاىل يف ُّ‬ ‫ُّ‬


‫والتوسل‬ ‫وصفاته‪،‬‬ ‫بأسامئه‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ومتجيد‬ ‫عليه‬ ‫ِ‬
‫والثناء‬
‫‪23‬‬
‫ُّ‬
‫الدعاء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وتوحيده؛ ال يكاد ُي َر ُّد معه ُّ‬ ‫إليه بعبود َّيته‬
‫التوسل‬ ‫ُّ‬ ‫جعت الفاحت ُة الوسي َل َت ْي‪ ،‬ومها‪:‬‬ ‫ولذا َ َ‬
‫ومتجيده (ﭖ ﭗ ﭘ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والثناء عليه‬ ‫حل ْم ِد‬‫با َ‬
‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ)‬
‫[الفاحتة‪.]٤-٢ :‬‬
‫والتوسل إليه بعبود َّيته وتوحيده‪( :‬ﭢ ﭣ‬
‫ُّ‬
‫ﭤ ﭥ) [الفاحتة‪.]٥ :‬‬
‫أهم املطالب‪ ،‬وهو‪ :‬اهلداية بعد‬ ‫ُ‬
‫سؤال ِّ‬ ‫ثم جاء‬

‫‪23‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫الوسي َل َتني‪( :‬ﭧ ﭨ ﭩ) [الفاحتة‪]٦ :‬؛‬


‫حقيق باإلجابة(((‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫فالداعي به‬

‫معنى اســ ِم (اهلل)‪ :‬املألوه املعبــود‪ ،‬ال معبو َد‬


‫‪24‬‬
‫بحــق إال هو ‪ ،‬وهو االســم اجلامع‬ ‫ِّ‬
‫والصفات ال ُعىل‪.‬‬
‫جلميع األسامء احلسنى ِّ‬

‫(األول) فليــس قب َله ٌ‬


‫يشء‪،‬‬ ‫اهلل ‪ ‬هــو َّ‬
‫‪25‬‬
‫يشء‪.‬‬ ‫ه‬‫بعد‬
‫َ‬ ‫فليس‬ ‫ر)‬ ‫ِ‬
‫(اآلخ‬ ‫وهو‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫حادث‬ ‫كل ما سواه‬ ‫أن َّ‬
‫يدل عىل‪َّ :‬‬ ‫(األول) ُّ‬
‫َّ‬ ‫«فـ‬
‫وجب للعبد أن َي ْل َحظ‬ ‫كائ ٌن بعد أن مل يكن‪ ،‬و ُي ِ‬
‫كل نِ ْع َمة دين َّية أو ُدنيو َّية؛ إذ‬
‫َف ْض َل ر ِّبه يف ِّ‬
‫الس َبب واملس َّبب منه تعاىل‪.‬‬ ‫َّ‬
‫((( ينظر‪ :‬مدارج السالكين البن القيِّم (‪.)47/1‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫والص َمد‬ ‫الغاية‪،‬‬ ‫هو‬ ‫ه‬ ‫ن‬


‫َّ‬ ‫أ‬ ‫عىل‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫يدل‬ ‫ر)‬ ‫ِ‬
‫و(اآلخ‬
‫َّ‬
‫الذي َتصم ُد إليه ( َت ْق ِص ُده) املخلوقات ُّ ِ‬
‫بتألها‬ ‫ْ ُ‬
‫وره َبتِها‪ ،‬ومجي ِع مطالبها»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫ها‬‫وتعب ِدها‪ ،‬ورغبتِ‬
‫َ َ‬ ‫ُّ‬

‫يشء‪،‬‬ ‫ه‬‫ق‬‫َ‬ ‫فو‬ ‫فليس‬ ‫ر)‬ ‫ِ‬


‫(الظاه‬ ‫اهلل ‪ ‬هــو‬
‫ٌ‬
‫يشء‪.‬‬ ‫ه‬‫ن‬‫َ‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫فليس‬ ‫ن)‬ ‫وهو (الباطِ‬ ‫‪26‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫يدل عىل َع َظ َمة صفاته‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫«فـ(الظاهر)‬
‫ٍ‬
‫ذوات‬ ‫كل يشء عند َع َظ َمتِه من‬ ‫واض ِمحالل ِّ‬ ‫ْ‬
‫لوه ‪.‬‬ ‫وصفات‪ُّ ،‬‬‫ٍ‬
‫ويدل عىل ُع ِّ‬
‫الس ِائر‬
‫يدل عىل‪ :‬ا ِّطالعه عىل َّ‬ ‫و(الباطن) ُّ‬
‫والضامئر‪ ،‬واخلبايا واخلفايا ودقائق األشياء‪،‬‬ ‫ِ‬
‫يدل عىل كامل ُق ْربِه و ُد ُن ِّوه»(((‪.‬‬ ‫كام ُّ‬
‫الواضح المُ بين في شرح توحيد األنبياء للسعدي (ص‪.)25‬‬
‫ِ‬ ‫الحق‬
‫ُّ‬ ‫(( (‬
‫الواضح المُ بين للسعدي (ص‪ ،)25‬بتصرُّ ف يسير‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الحق‬
‫ُّ‬ ‫((( ‬

‫‪25‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫ال ُمنافا َة بني اســم اهلل (الظاهر) و(الباطن)؛‬


‫‪27‬‬
‫ألن اهلل تعــاىل (ﭡ ﭢ ﭣ)‬ ‫َّ‬
‫العيل يف ُد ُن ِّوه‪،‬‬ ‫[الشورى‪ ]١١ :‬يف ِّ‬
‫كل النُّ ُعوت؛ فهو ُّ‬
‫القريب يف ُع ُل ِّوه ‪.‬‬‫ُ‬

‫(الص َمد)‪« :‬الــذي َت ْص ُمد‬ ‫معنــى اســم اهلل َّ‬


‫مجيــع املخلوقات‪ ،‬يف‬ ‫ه]‬ ‫ــد‬
‫ُ‬ ‫ص‬ ‫إليــه [أي‪َ :‬ت ْق ِ‬ ‫‪28‬‬
‫ُ‬
‫بالذ ِّل‬
‫مجيع حاجاهتا وأحواهلــا ورضوراهتا‪ُّ ،‬‬
‫ويفزع إليه َ‬
‫العال بأرسه‪.‬‬ ‫واحلاجة واالفتقار‪َ ،‬‬
‫وحلمه‪،‬‬ ‫وحكْمته‪ِ ،‬‬ ‫وهو الذي َكم َل يف ِع ْلمه‪ِ ،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫حته‪ ،‬وسائر أوصافه‪.‬‬ ‫ور ْ َ‬ ‫ه‪،‬‬‫و ُق ْدرته‪ ،‬و َع َظمتِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كامل الصفات‪ ،‬وهو الذي‬ ‫فالصمد هو‪ِ :‬‬
‫َّ َ‬
‫كل احلاجات»(((‪.‬‬ ‫َت ْق ِص ُده املخلوقات يف ِّ‬
‫الواضح المُ بين للسعدي (ص‪ ،)75‬بتصرُّ ف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الحق‬
‫ُّ‬ ‫((( ‬

‫‪26‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫و(السالم)‪« :‬أي‪:‬‬
‫َّ‬ ‫معنى اسم اهلل (ال ُق ُّدوس)‬
‫‪29‬‬
‫ا ُمل َع َّظم ا ُملـن ََّـزه عن صفات النَّ ْقص ك ِّلها‪ ،‬وأن‬
‫ُيامثِ َله ٌ‬
‫أحد من اخلَ ْلق‪.‬‬
‫واملتنزه عن أن‬
‫ِّ‬ ‫املتنزه عن مجيع العيوب‪،‬‬
‫فهو ِّ‬
‫أحد يف يشء من الكامل‪( :‬ﭡ‬‫قار َبه أو ُيامثِ َله ٌ‬
‫ُي ِ‬
‫ﭢ ﭣ) [الشورر‪( ،]١١ :‬ﭞ ﭟ ﭠ‬
‫ﭡ ﭢ) [اإلخالص‪( ،]٤ :‬ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ)‬
‫[مريم‪( ،]٦٥ :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ) [البقرة‪.]٢٢ :‬‬
‫كل َن ْق ٍ‬
‫ص‬ ‫ِ‬
‫ينفيان َّ‬ ‫كـ(السالم)‬ ‫فـ(ال ُق ُّدوس)‬
‫َّ‬
‫ويتضمنان الكامل ا ُملط َلق‬
‫َّ‬ ‫من مجيع الوجوه‪،‬‬
‫ثبت‬ ‫من مجيع الوجوه؛ َّ‬
‫ألن النقص إذا انتفى َ‬
‫ُ‬
‫الكامل ك ُّله»(((‪.‬‬
‫((( تفسير السعدي (ص‪.)946‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ ٣٠‬فائدة في أسماء وصفات اهلل تعالى‬

‫ور‪ ،‬ال َغ َّفار‪« :‬الذي‬‫اهلل ‪ ‬هو ال َع ُف ُّو‪ ،‬ال َغ ُف ُ‬


‫بالعفــو معرو ًفا‪ ،‬وبال ُغ ِ‬
‫فران‬ ‫ِ‬ ‫مل َيزل وال ُ‬
‫يزال‬ ‫‪30‬‬

‫عباده موصو ًفا‪.‬‬ ‫فح عن ِ‬ ‫والص ِ‬


‫َّ‬
‫فوه و َم ْغ ِف َرته‪ ،‬كام هو‬‫ضطر إىل َع ِ‬ ‫ُ ٌّ‬ ‫م‬ ‫كل ٍ‬
‫أحد‬ ‫ُّ‬
‫وكر ِمه‪.‬‬
‫ضطر إىل رمحته َ‬ ‫ُم ٌّ‬
‫وعد باملغفرة والعفو َملن أتى بأسباهبا؛‬‫وقد َ‬
‫قال تعاىل‪( :‬ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬
‫ﮜ ﮝ) [طه‪.((( »]٨٢ :‬‬

‫نسأل اهلل تعاىل أن ُي َع ِّل َمنا ما ينف ُعنا‪ ،‬وأن ينف َعنا‬


‫بام ع َّلمنا‪ ،‬وأن ُي َف ِّق َهنا يف أسامئه وصفاته ويف‬
‫دينِنا‪ ،‬وأن ُي َو ِّف َقنا ملا حي ُّبه ويرضاه‬
‫رب العاملني‪.‬‬
‫واحلمد هلل ِّ‬
‫((( تفسير السعدي (ص‪.)946‬‬

‫‪28‬‬

You might also like