You are on page 1of 23

‫التنظيم و أساسياته‬

‫تدخل العديد من النقاط ضمن إطار التنظيم السياسي و االيديولوجي والعملي‪ .‬حيث أن التنظيم أساس‬
‫تطور المجتمعات االنس''انية‪ ،‬و خالل تط''ور المجتمع''ات البش''رية خل''ق الن''اس تنظيم''ات سياس''ية و‬
‫اجتماعية مختلفة حسب ظروفهم وشروطهم وبهدف تلبية احتياجاتهم المختلفة‪.‬‬
‫التنظيم معناه اجتماع و توحد مجموعة بشرية حول أهداف معينة تضع لنفسها قوانين تنظيم عالقاتها‬
‫وأساليب عملها‪.‬‬
‫من هذا المنطلق ف'إن التنظيم يش''به ال'ذرة المكون'ة من أج''زاء مختلق'ة تجتم''ع مع'اً‪ ،‬ومجم'وع ذرات‬
‫مختلفة يشكل جزيئات مختلفة لها خصائص واستعماالت مختلف'ة‪ ،‬وبنفس اإلط'ار يمكن اس'قاط ه'ذا‬
‫المثال على البشر أيضا‪ .‬فالتنظيم هو اجتماع أشخاص مختلفين معا ً لتشكيل جسم جديد له خصائص''ه‬
‫الفريدة والذي يخدم أهداف معينة مختلفة عن غيره‪.‬‬
‫التنظيم حاجة أساسية لإلنسان ال يمكن التخلي عنها‪ ،‬و كانت أساس تط''وره خالل الت''اريخ اإلنس''اني‬
‫منذ تشكله‪ ،‬هذه القوة التنظيمية تأتي من الحاجة‪ ،‬و يجب أن تعطي الفائدة للمجموع''ة أو المجتم''ع أو‬
‫الشعب أو أي طبقة اجتماعية‪.‬‬
‫هؤالء الذين لديهم ه''دف مش''ترك و لل''دفاع عن مص''الحهم أو الوص''ول لحاج''اتهم عليهم أن يش''كلوا‬
‫تنظيم‪ ،‬ألن التنظيم سالح يقويهم‪ .‬كون أي مجتمع أو طبقة ال تملك أهدافا ً مش'تركة أو ق'وانين مح'ددة‬
‫بذلك ال يستطيع النجاح في شيء‪ ،‬حيث أن هذه المجموعات ال''تي تش''كل ق''وة المجتم''ع يش''كلون في‬
‫نفس الوقت صورة للصراعات والتناقض''ات داخ''ل المجتمع''ات‪ .‬ف''التنظيم ي''دافع عن مص''الحه ض''د‬
‫مصالح مجموعات أخرى مما يؤدي لصراع ضمن المجتمع‪.‬‬
‫عند انفصال اإلنسان عن الحيوان بميزة التنظيم اصبح كائن اجتماعي استثنائي نتيجة شكل العالق''ات‬
‫والقدرات التي امتلكها‪ ،‬وكان هذا تناقضا ً مع أشكال التنظيم السابقة ضمن الطبيعة‪ .‬وم''ع ب''دء ت''اريخ‬
‫اإلنس''ان الم''دني حص''لت تناقض''ات داخ''ل المجتم''ع فظه''رت تنظيم''ات متخلف''ة وأخ''رى متط''ورة‬
‫وعصرية حسب حاجة تلك المجموعات‪ .‬فخالل التاريخ و لتستطيع ك'ل طبق''ة الوص'ول الى أه'دافها‬
‫خلقت تنظيماته''ا ولنجاحه''ا بتش''كيل أي تنظيم على أس''اس ق''وي ومن''افس اس''تطاعوا ال''دفاع عن‬
‫مصالحهم والوصول ألهداف تلك الطبقة‪ ،‬حيث أن نضال الطبقات المختلفة تاريخيا ً هو نفسه صراع‬
‫بين تنظيماتها‪.‬‬
‫ان عمل هيكلية التنظيمات يتم تحديده على أساس المص''الح و الحاج''ة‪ ،‬فك''ل تنظيم عن''دما يتمكن من‬
‫تلبية احتياجاته وتطويرها‪ ،‬فإنه يتمكن من البقاء واالستمرار‪ ،‬وهذا يمكن ان يحص'ل م'ع التنظيم'ات‬
‫السياسية والطبقات االجتماعية أو المجتمع عامة‪ ،‬فالتنظيم هو تعبير عن احتياجاته و أساسه‪ .‬وعندما‬
‫ال يتمكن التنظيم من الوصول ألهداف''ه‪ ،‬وتلبي''ة احتياجات''ه فلن يتمكن من البق''اء واالس''تمرار‪ ،‬ك''ون‬
‫الهدف األساسي من وجوده قد انتفى أو لم يتحقق‪.‬‬
‫كل تنظيم لم يصل لهدفه وعلى الرغم من أنه لعب دوره‪ ،‬إال أنه لم يتمكن من تلبي''ة احتياجات''ه وح''ل‬
‫المشاكل في المجتمع فسينتهي‪ .‬فكل تنظيم يقع على عاتقه مسؤولية الوصول لهدفه المحدد وخلق قوة‬
‫الوحدة التي سيحتاجها للمستقبل‪.‬‬
‫دور التنظيم خالل تطور المجتمعات البشرية‬
‫التنظيم في المجتمع البدائي‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫كان التنظيم األكثر تطوراً الذي لم يحصل مثله من ذلك الوقت هو تحول اإلنسان لكائن اجتماعي‪.‬‬
‫قوة المجتمع في مرحلة المجتمع البدائي والمشاعي والتي تطورت بشكل كبير أتت من خالل قوة‬
‫التنظيم و في نفس الوقت خلق المجتمعات هو التنظيم بحد ذاته في تلك المرحلة‪ ،‬فعندما كان‬
‫المجتمع في بدايته عمل البشر على اكتشاف حل للكوارث الطبيعية و خطر الحيوانات‪ ،‬واستطاعوا‬
‫تنظيم أنفسهم وبالنتيجة التوحد ضد هذه الكوارث والمخاطر‪ ،‬ومن خالل هذه التجربة أدركوا بأنهم‬
‫أصبحوا قوة‪ ،‬أي اكتشفوا أنهم بوحدتهم أصبحوا قوة قادرة على مواجهة ما فشل كل واحد بمفرده‬
‫من القيام به سابقاً‪ ،‬وقد ظهرت المجتمعات وتطورت انطالقا من هذه الخاصية‪.‬‬
‫المجتمع البدائي هو شكل بسيط للتنظيم بحاجة للتطور‪ ،‬وإنه من هذه الحاجة تطور على أساس‬
‫المصائب الكبيرة ومتطلبات المجتمع‪ ،‬وفي نفس الوقت كان تطور اإلنسان العقلي و الجسدي مؤثراً‬
‫في تلك الفترة‪ ،‬وهذه القوة عند اإلنسان برزت من مرحلة عمله الجماعي في المجموعات البشرية‬
‫ضمن المجتمع البدائي فكان الصيد والدفاع المشترك ضد الهالك عوامل أساسية في التطور‬
‫الجسدي عند االنسان و فتح الطريق لتطور العقل من ناحية التفكير‪ .‬كما أن تطور اللغة مرتبط‬
‫بشكل كبير بهذه التطورات الحاصلة‪ ،‬فاللغة هي وسيلة وأداة أساسية لتجمع البشر معا ً و ليتنظموا‪.‬‬
‫فعندما كان يطلب االنسان المساعدة لم تكن اللغة إال مجرد اصوات و منها كانت اشارة ضد الخطر‬
‫و لهذا اصبحت اللغة اداة لتواصلهم فيما بينهم و اداة للتنظيم و لهذا فان تطور االنسان اصبح اسهل‬
‫و اسرع من خالل اللغة ‪.‬‬
‫و في مرحلة المجتمع المشاعي كان التنظيم مثل عالقات الذرة قوية مثلما كان من الصعب الدخول‬
‫في العشيرة و القبلية و كان من الصعب انهاء عالقات القبيلة و في نفس الوقت كانت وحدة و‬
‫تشارك القبيلة مع مفهومة و مبررة لهذه الوحدة التي كانت المعيار االساسي في المحافظة على‬
‫المجتمع و الجنس االنساني و تطوره ‪.‬‬
‫و كان التخلي عن هذه الوحدة بمثابة خوف و فناء (ماركس) بتخلي االنسان عن هذه الوحدة يشبه‬
‫االنسان طفل صغير مرتبط برحم امه ‪ .‬و في ذلك الوقت نرى التنظيم القوي ال يسمح بدخول‬
‫الغريب ألخذ مكان في القبيلة او العشيرة و عند المساس بأحد اعضاء القبيلة كان من المستحيل‬
‫لآلخرين ان يبقون حياديين و كانوا جاهزين للدفاع عن هذا الفرد و لو تطلب االمر الموت و‬
‫االنقراض لجميعهم و بهذا الخصوص عدم تطبيق هذا القانون هو انتهاء التنظيم القائم على‬
‫المشاركة في كل شيء و في المحلة المشاعية لم يصلوا البشر لمرحلة كونهم تنظيم سياسي بل كانوا‬
‫تنظيم مجموعات و عشائر ‪.‬‬
‫و هذه الوحدة التي كانت تنظمهم المجتمع كانت ضعيفة جدا و حدودها قاسية اتجاه الغرباء و كان‬
‫االرتباط في هذه المجموعات قوي جدا فعند حصول الصراع بينهم مستحيل سيطرة احدهم على‬
‫االخر فإما ينهون بعضهم بشكل نهائي او يصلون لقرار معين باالنفصال ‪ ,‬كان مفهوم التسلط على‬
‫االخر غير موجود بداخلهم‬
‫و بخارجهم كمجموعات اخرى ‪ .‬فلم يكن من الممكن تكوين مفهوم حكم سياسي ضمن هذه‬
‫المجموعات ‪.‬‬
‫‪ -2‬التنظيم في مرحلة العبودية ‪:‬‬
‫المجتمع البدائي الذي كان مرحلة في تاريخ البشرية و االنسانية تم المرور من خالله الى مرحلة‬
‫العبودية التي كانت تضم تقسيما ً طبقيا ً للمجتمع ‪.‬‬
‫المرور لمجتمع العبودية يعني تكسير تنظيم االنسان في مرحلة المشاعية البدائية من خالل كسر‬
‫التجمعات و العالقات المجودة في المرحلة البدائية و كسر هذا التنظيم و الوحدة التي كانت موجودة‬
‫في المرحلة البدائية مما أدى الى تشكل طبقات اجتماعية مفرقة ضمن مجتمع العبودية فزعماء‬
‫العشائر أصبحوا زعماء طبقات مالكي العبيد و الذي كان يريد تشكيل نفوذه لقوة سياسية و عسكرية‬
‫و تحولت العالقات بين ابناء العشيرة الى عالقات بين الطبقات المختلفة و أصبحوا عبيد و كسروا‬
‫تنظيم العشائر االخرى و أوصلوهم الى عبيد أيضا ً ‪.‬‬
‫الطبقات في العبودية كان تملك تنظيم افضل و اقوى من تنظيم العبيد و هو قائم على اساس الفرض‬
‫و االكراه و شكلوا تنظيم سياسي و فرضوا مزيد من الضغط و االستعمار ضد المجموعات و‬
‫العشائر االخرى و حرم االنسان من حقوقه الطبيعية و العائلية و تحول الحيوان للعمل و هكذا‬
‫فُرض عليهم أال يكونوا منظمين ‪.‬‬
‫و طبقة مالكي العبيد كان هدفها األساسي خلق تنظيم سياسي قوي و فرض على الناس الخروج من‬
‫تنظيم العشيرة و تحويلهم لعبيد ال يوجد حياة تشاركية بينهم ‪.‬‬

‫و كانت هذه الفترة تخلق من ما عاشوه سابقا ً في حرية ‪,‬‬


‫كان التنظيم القوي للقوى الحاكمة كانت تعني عدم تنظيم او كسر تنظيم و التفريق بين الطبقات‬
‫المستعبدة ثم ابعاد العبيد عم مفهوم الحرية و المقاومة و تحويلهم الى عبيد يتبعون للطبقة الحاكمة‬
‫بدون تنظيم ‪.‬‬
‫و على هذا اخذ المجتمع الطبقي دوره و كان بشكل افضل ‪ ,‬ظهرت القوى الحاكمة صراع حول من‬
‫سيدير الدولة و استعملت هذه المجموعات االالعيب و االنقالبات ضد بعضها البعض ‪.‬‬
‫استمر الصراع بين المجموعات المختلفة في الفلسفة الحاكمة و تمكن الناجح منهم تشكيل‬
‫امبراطورية في مرحلة العبودية ‪.‬‬
‫و من اجل خروج المظلومين و المضطهدين من هذا الظلم كان يجب ان يعودوا الى تنظيم العشيرة‬
‫او القبيلة و خارج القوة السياسية و كان الخالص من هذا الظلم اما عن طريق الهرب او عن طريق‬
‫التحرر و اسقاط مجتمع العبودية ‪.‬‬
‫و لكن سبب عدم وصول الى تطور كبير في وسائل االنتاج فلم تتمكن مثل هذه الحركة من النجاح و‬
‫كان اقصى ما وصل اليه هو تغيير مالك العبيد او يتمكن ان يصبح مسؤوالً عن العبيد االخرين ‪,‬‬
‫ففي مرحلة العبودية لم تتواجد الظروف و الشروط المناسبة لتنظيم الناس ‪.‬‬
‫اضافة لهذه الصعوبة ‪ ,‬فقد تم سلب الحرية التي حصل عليها االنسان خالل تاريخه و ربطه‬ ‫‪-‬‬
‫بقيود مختلفة و فرض عليه العيش في حظائر الحيوانات و تم سلب تعبه و كان ال يزال يعيش‬
‫ذكريات الحرية ‪ ,‬فكان من المستحيل ان ال يفكر في الية و كيفية العودة لذلك الملكوت الذي‬
‫يعيش فيه بحرية ‪ .‬و كان الدين الذي ظهر في تلك المرحلة ترك اثره على البشر ما اعطاهم‬
‫االول بالحرية و الناس الذين تجمعوا بحجة الدين و على رغم من اختالف افكارهم فإننا نرى‬
‫كيف ان الدين وجه العبيد للوحدة ضد امبراطورية' روما ‪.‬‬
‫أعاد الدين المساواة و طريقة الحياة القديمة بأشكال مختلفة و لهذا ترك أثر كبير على البشر و‬ ‫‪-‬‬
‫جعلهم عبيد للدين ‪.‬‬
‫كونه اظهر لهم ملكوت الذين اضاعوه ‪ ,‬بدأ العبيد يتجمعون حول ايديولوجية الدين و هذا شكل‬ ‫‪-‬‬
‫خطراً كبيراً على امبراطورية العبودية و على هذا االساس تم قبول هذه االيدلوجية كدين رسمي‬
‫حتى تستطيع القوى الحاكمة ان تحكم بشكل افضل ‪.‬‬
‫و كان الدين بالنسبة للقوى الحاكمة مثل السوط يتم استعمال أحدهم عندما ال ينفع االخر‬ ‫‪-‬‬
‫تحول الصراع في هذه المرحلة الى صراع سياسي و كان الناس جميعا ً في تلك المرحلة واقعين‬ ‫‪-‬‬
‫تحت تأثير الميتافيزقيا ( علم ما وراء الطبيعة ) سواء في مرحلة العشائر او الحقا تشكل‬
‫ايديولوجية السياسية فان الدين لم يكن يقدم الحقيقة للناس و تم استعماله لخدعاهم ‪.‬‬
‫و من كان يحكم الدولة كان يسيطر عليها من خالل الدين ومن كان يعارضه كان يستعمل حجة‬ ‫‪-‬‬
‫الدين مختلف ليقاومه لم يكن الصراع' على اساس مادي بل اساس صراع ايديولوجي ‪.‬‬
‫‪ -3‬التنظيم في المرحلة االقطاعية ‪:‬‬
‫تطور المجتمع االقطاعي من الناحية التنظيمية للمجموعات المضطهدة' مختلف عن المجتمعات‬
‫االخرى ‪ ,‬بشكل خاص االختالف الموجود هو بكونها أكثر ليونة أو اقل شدة من العبودية و‬
‫االقطاعية تعطي للمستعمرين امكانية و فرصة اكبر من العبودية ‪ ,‬و االستعمار يكون من خالل‬
‫السيطرة و االرتباط باألراضي ‪ ,‬اي ان وسيلة و اليات االنتاج تكون مرتبطة في االرض و حياة‬
‫االنسان و استعمرت القوى الحاكمة بتنظيمها في مرحلة االقطاعية سواء من ناحية السيطرة على‬
‫اآلالت و االنتاج او العلم و المعرفة و االدارة ‪ ,‬ونتيجة لهذه السيطرة اصبحوا قوة مهمة ‪.‬‬
‫القوة الحاكمة و نتيجة ربط عدد كبير من البشر باألرض قامت بتطوير نفسها و ربطت العشائر و‬
‫استعملت القوة و الشدة ‪.‬‬
‫و كانت معيشة و حياة العامل المرتبطة باألرض ضعيفة جداً و كان لديه الحق في انشاء عائلة ‪ ,‬و‬
‫هذا ايضا ً كانت مفتوح بتعدي عليه من قبل الطبقة االقطاعية ‪.‬‬
‫كان شكل الدولة في المرحلة االقطاعية ملبكا ً اي حكم مجموعة و سالالت و تحت حكم ساللة واحدة‬
‫كانت تنتقل السلطة من االب لالبن ‪.‬‬
‫و هنا شكل حكم السالالت الذي كان موجوداً في مرحلة العبودية تطور بشكل اكبر خالل مرحلة‬
‫االقطاعية ‪ .‬و كانت السالالت الحاكمة في الدولة تدخل في صراعات من اجل السلطة بشكل مستمر‬
‫و كانت الصراعات بينهم ليست صراعات سياسية كأحزاب بل كمؤامرات ‪ ,‬و تطورت النضاالت و‬
‫كانت الحروب في تلك الفترة قائمة على اساس المذاهب و العقائد ‪ ,‬و الشعوب المظلومة المضطهدة‬
‫عاشت حروبها ضد الدين الرسمي للدولة من خالل تشكيل طوائف و اديان او مذاهب جديدة او‬
‫تقسيم الدين الرسمي لطوائف مختلفة و استعماله ضد الدولة ‪.‬‬
‫كان من الممكن تبديل االيديولوجيات الرسيمة للدولة ليس من اجل تفعيل مقاومتهم و نضالهم و بل‬
‫من اجل مصالحهم المادية ‪.‬‬
‫و يوجد العديد من االمثلة و منها االسالم الذي كان الدين الرسمي للدولة في مرحلة االقطاعية ‪.‬‬
‫و هنا ظهرت مقاومة الشعوب من خالل انقسامات المذهبية التي حصلت في االسالم نتيجة انتهاء‬
‫مصلحة تلك المجموعات في الدين ‪ .‬و قد تم الوقوف في وجه األيديولوجيات الجديدة بالقوة و السيف‬
‫و لم يتم فتح المجال امام هذا االمر ‪ ,‬و من اجل تطور المقاومة اضافة الى القبول باإلسالم فقد‬
‫ظهرت مذاهب جديدة و مختلفة ضمنه مثل العلوية و الشيعة التي تعتبر خارج االسالم فهو يظهر‬
‫عمق التناقضات ضد السالالت الحاكمة الرسمية ‪.‬‬
‫و هنا فان المظلومين لم يكن لهم عمل سياسي سابق و على هذا االساس كان ارتباطهم بالتنظيم‬
‫ضعيف جداً و عليه ان تجمعهم االساسي حول اديان و مذاهب و معتقدات جديدة ‪ ,‬و لكن مع هذا لم‬
‫يكن باإلمكان تحرر المضطهدين و االستمرار بالبحث عن خالصهم و لهذا فقد كانوا يحاولون‬
‫االستفادة من كل فرصة متاحة لهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬التنظيم في المرحلة الرأسمالية ‪:‬‬
‫خرجت الرأسمالية من االقطاعية بقيادة البرجوازيين و التي كانت طبقة ضعيفة ضد االقطاعية‬
‫فناضلت بشدة ضدهم و هذا جاء من خالل االشخاص الذين واجهوا المجتمع االقطاعي ‪ ,‬فوجدوا‬
‫خالصهم في شخصية البرجوازي و اتفقوا و تحالفوا معه ‪ .‬و من ناحية اخرى فان نضال الشعوب‬
‫المعرضة لالضطهاد االقطاعي ‪ ,‬ادى بالنتيجة لتعيش مرحلة صعبة ‪.‬‬
‫و الشعوب التي قبلت التطور الديمقراطي للمجتمع البرجوازي استطاعوا هزيمة الدولة االقطاعية ‪,‬‬
‫لقد نظم البرجوازي المجتمع القديم من الناحية الثقافية و االقتصادية بشكل دولة من اجل مصلحته ‪.‬‬
‫فقام البرجوازي بحويل الخدم الموجودين في المدن الى فالحين ‪ ,‬و تم خلق طبقات اجتماعية مختلفة‬
‫ضد النظام السياسي االقطاعي الحاكم ‪ ,‬و هذا ادى الى تطور المجتمع اكثر ‪ ,‬و هذا حصل من خالل‬
‫دعم البرجوازي للطبقات المضطهدة' و التي كانت لديها مصلحة معه ‪.‬‬
‫و مثل كل طبقة جديدة و ليخلق البرجوازي سلطته و يستمر بها فقد حول نفسه الى ايديولوجية‬
‫سلطوية و لهذا فقد كان بحاجة الى اعادة تنظيم المجتمع وفقا ً لمصلحته ‪ .‬قبل كل شيء وصل حجم‬
‫االقتصاد الى حجم اكبر من االقطاعية لذلك من البداية بدأ بشيء صغير من المعامل و الصناعة بهذا‬
‫الشكل نظم نفسه من الناحية االقتصادية بشكل جديد و اخذ القوة و عمل تصفية لالقتصاد االقطاعي‬
‫ووضع االقتصاد الرأسمالي ‪.‬‬
‫كان يجب ان يتطور من الناحية الصناعية اكثر من زمن االقطاعية و ساهم عصر النهضة في طور‬
‫الصناعة ‪ ,‬و نرى من ناحية الدين ايضا ً حيث نظم الدين لمصلحة طبقة و لهذا قام بخلق تغيير و‬
‫تطوير و اصالحات دينية و خاصة قام بتطوير البروتستانتية ومن هذه الناحية ميز و فرق نفسه عن‬
‫االقطاعية ‪.‬‬
‫قام البرجوازي بتطوير الناحية السياسية اكثر من غيرها و ناضل ضد االقطاعية لخلق نظام سلطته‬
‫الذي هو الجمهورية البرجوازية ‪ ,‬و حتى يتمكن من القيام بثورته كان يحتاج لقوة كبيرة ‪ ,‬وجدها في‬
‫اقناع الطبقات االخرى بكون مصلحتها في الثورة و لهذ كان بحاجة لوضع سياسة و ايديولوجية‬
‫ثورته المرتكزة على مفهومه ‪ ,‬حيث لم يكن من الممكن بعد هذا ان يتغلب على االقطاعية التي كان‬
‫قوية سياسيا ً ‪.‬‬
‫قام البرجوازي بتنمية شخصيات متنورة من ناحية االجتماعية و الدولة و العلوم الطبيعية و أظهر‬
‫قوته في هذا االطار و التي ساهمت في خدمة الطبقة البرجوازية ضد االقطاعية ‪ ,‬قويت البرجوازية‬
‫بتنمية شخصيات متنورة من ناحية البروباغندا و الدعاية بشكل قوي ‪ ,‬و على هذا يجب ان تظهر و‬
‫تنشأ منظمات و مؤسسات و تنظيمات سياسية ‪ .‬المجتمع الرأسمالي هو الطبقة االخيرة من بين كل‬
‫الطبقات حيث خلقت شروط موضوعية من اجل تطوير المجتمع بدون طبقات ‪.‬‬

‫البرجوازي لم يحلق بداخله طبقة استعمارية و لكنه خلق بداخله طبقة للعمال و التي ستحفر قبرهُ‬
‫الحقا ً ‪ .‬البرولتياريا اسقطت البرجوازي من خالل بناء مجتمع بدون طبقات و احزاب عصرية‬
‫تطورت للمرة في المجتمع البرجوازي ‪ .‬تطور وسائل االنتاج دفع نحو فائض كبير في االنتاج ‪ ,‬و‬
‫ذلك نتيجة عدم تجانس بين طبقات المجتمع ‪ .‬فالبرجوازي كان اكثر تطوراً من القوى الحاكمة‬
‫االقطاعية ‪ ,‬و انقسمت البرجوازية الى طبقات مختلفة من االعلى لألسفل و مثلها انقسم البرجوازي‬
‫الصغير و الطبقات ال ُمستَعمرة ليست مختلفة من هذه الناحية ‪ .‬أما البرولتياريا متشكلة من كل‬
‫االقسام ‪.‬‬
‫و سكان القرى المنقسمين الى عدة اطرف ‪ ,‬اما البرجوازي الذي توسع و عاش ضغوط المجتمع ‪ ,‬و‬
‫الوسيلة لحل هذه التناقضات هي االحزاب ‪ ,‬و لذلك تطورت الحزبية في المرحلة البرجوازية ‪ .‬اما‬
‫الحزب الموجود داخل الطبقات الحاكمة في الدولة هو االلة التي تؤثر على الدولة ‪ ,‬حيث يزيد‬
‫المنفعة و المصلحة و ترسيخ سلطة الدولة ‪.‬‬
‫اما الطبقات ال ُمستَعمرة فلكي تخلق تطور سياسي و ايديولوجي كان عليهم ان ينظموا انفسهم و لكي‬
‫يصبحوا قوة حاكمة يجب ان يصبحوا حزب ‪ ,‬تقبلت الرأسمالية بدايةً البرجوازية ‪ ,‬و لكن الحقا ً‬
‫الحت التخريب التي احدثته الرأسمالية ‪.‬‬
‫**(التنظيم القومي و الوطني في المجتمع البرجوازي)**‬
‫جلبت الثورة البرجوازية القضايا القومية التي كانت بعيدة في المجتمع االقطاعي و خلق الوحدة‬
‫القومية و انتقل المجتمع نحو تنظيم اكثر رقي قائم على الوطنية و القومية ‪.‬‬
‫و في نفس الوقت اتى المجتمع البرجوازي لنفسه شكل مجتمع قومي و اذا لم يتمكن البرجوازي خلق‬
‫وحدة اللغة و السوق و الوطن ‪ ,‬المرحلة التي كان االقطاعي قد فرقها فأن لم يكن سيتمكن من‬
‫النجاح و التطور ‪ ,‬الشكل المغلق من االقتصاد االقطاعي كان عائق امام تطور السياسة االجتماعية‬
‫و البرجوازية تطور قوة االنتاج من العالقات االقتصادية الجديدة لم يكن لها ان تتطور اال من خالل‬
‫مجتمع حر و لكي تتطور البرجوازية نحو طبقة حاكمة كان ممكنا ً فقط من خالل خلق تنظيم و‬
‫عالقات معيشية جديدة ‪ ,‬جمع البرجوازي من خالل الثورات قوته في مركز واحد و جمع اللهجات‬
‫المتشابهة في لغة واحدة و جمع االرضي التي فرقها االقطاعيون في وطن واحد ‪.‬‬
‫و من الناحية االقتصادية جمع االقاليم المقسمة و التنظيم الذي خلقه عند االمم من الناحية الثقافية و‬
‫نجح في صنع ثقافة قومية و استطاع تنظيم مجتمع برجوازي جديد‪ ,‬تشكل المجتمع البرجوازي لم‬
‫يكن على اساس ديني او اجتماعي بل على اساس االمة و القومية وهي احد نقاط النضال الرئيسية‬
‫التي خلقها ‪.‬‬
‫تطور المجتمع المحكوم من قبل البرجوازي مرحلة تركز السياسة في مرحلة البرجوازية حيث كان‬
‫لديه االمكانيات لجعل سلطته مركزية اكثر من باقي الطبقات الحاكمة ‪.‬‬
‫**( التنظيم عند االستعمار الرأسمالي)**‬
‫بالنسبة للشعوب المظلومة في مرحلة الرأسمالية كان الوضع صعبا ً كونهم وصلوا الى مرحلة ال‬
‫يستطيعون مواجهة التعدي و الظلم االقتصادي و الوطني للرأسمالي ‪.‬‬
‫البرجوازي الذي طور مجتمعه كأمة قام بتخريب المفهوم القومي للشعوب التي يحكمها و منع‬
‫تطورهم على اساس قيمه القومية ‪.‬‬
‫مرحلة تطور االمم البرجوازية خلق مرحلة معاكسة بالنسبة للشعوب المحكومة من قبل البرجوازي‬
‫القومي نشر لغته و ثقافته و اقتصاده و اراد ان يصهر الشعوب االخرى ‪ ,‬البرجوازي الذي خلق امة‬
‫لنفسه منع االخرين من تشكيلها و كان يقوم بتخريب تنظيم الشعوب االخرى و لعب دوره في تدمير‬
‫الشعوب االخرى‪.‬‬
‫و ان التاريخ الوطني و االجتماعي لل ُمستعمرات قائم على اساس الفرض من قبل المستعمر بهذا تم‬
‫تخريب النظام القديم للمجتمع الذي كان قائم على اساس المذهب و العشيرة و القيم االجتماعية ‪.‬‬
‫و كون هذا عائق لتطوره فقام بإزالته و حل مكانه شكل قائم على اساس مصلحته و ايديولوجيته و‬
‫فتح المجال و خلق الشروط لالستعمار ‪.‬‬
‫و عندما بدأت الثورة البروليتارية قامت طبقة العمال و وجدت نفسها بوضع مشابه للشعوب‬
‫المستعمرة ‪ ,‬ان الشعوب التي تفتت و بقيت بدون تنظيم من قبل البرجوازية كان بإمكانها ان تنظم‬
‫نفسها من خالل الثورات البروليتارية و هذه الثورات كانت السبيل الوحيد للتقاسم و تطور الشعوب‬
‫المستعمرة ‪ ,‬هذه الشعوب التي عاشت ظلم الرأسمالية ظروفهم جاهزة في هذه المرحلة لكي‬
‫يستطيعوا ان يجمعوا قواهم و يخصلوا انفسهم و التنظيمات العصرية' التي نشأت في تلك المرحلة‬
‫كانت اغلبها مرتبطة بالثورات البروليتارية ‪.‬‬
‫**(أهمية التنظيم عند الشعب السرياني االشوري الكلداني)**‬
‫يجب ان ندرس الناحية و الحلة التنظيمية للشعب السرياني االشوري الكلداني كامالً حيث انه بهذا‬
‫الشكل نستطيع ان نعرف اهمية و دور التنظيم عند شعبنا و بهذا الشكل فقط نستطيع ان نتجاوز حالة‬
‫عدم التنظيم و نبني تنظيم قوي ‪.‬‬
‫نظم السومريون انفسهم في بيث نهرين ‪4000‬ق‪.‬م حيث تمكنوا من تجفيف االهوار و شق قنوات‬
‫الري و زرع االرضي المجاورة للنهر و بعد زيادة االنتاج بنوا دول و مدن صغيرة و خالل مرور‬
‫السومريون بمرحلة العبودية حوالي ‪3000‬ق‪.‬م و بناء المجموعة السامية االولى ( األكاديين ) شبه‬
‫البدو استطاعوا ان يسيطروا على المدن السومرية و ان يطوروا الحضارة السومرية ‪ 2350‬ق‪.‬م‬
‫نظم االكاديون دولة العبودية االولى و بعد سقوطها تحولت اشور و بابل لدولة عبودية لكن دولة‬
‫عبودية االكثر تنظيما ً كانت االمبراطورية االشورية في ‪ 800‬ق‪.‬م و بعد سقوط نينوى ‪612‬ق‪.‬م و‬
‫التي كانت عاصمة االشوريين فان تنظيم العبودية استمر مع دولة بابل التي سقطت بعدها على يد‬
‫الفرس عام ‪539‬ق‪.‬م و انتهت معها قوة شعبنا ‪ ,‬حافظت ممالك االراميين الصغيرة على تأثيرها في‬
‫المنطقة من خالل التجارة و اللغة في هذه المرحلة بدأت اآلرامية تصبح اللغة الدبلوماسية بعد ان‬
‫كانت سابقا ً االكادية و بعد استعمال االبجدية اآلرامية عوضا ً عن المسمارية ‪ .‬استولى اسكندر الكبير‬
‫على المنطقة عام ‪322‬ق‪.‬م و لكن مع استمرار االستعمار فقد حصل تطور في الثقافة و بعد سيطرة‬
‫روما عام ‪50‬ق‪.‬م و هنا بقيت شعوب المنطقة مشتتة ‪.‬‬
‫و حيث حروب روما و الساسانيين في بيث نهرين أدت الى تناقضات كبيرة لشعوبها و منها شعبنا ‪.‬‬
‫و شعبنا االرامي االشوري الكلداني االكادي ذو االصول السامية انصهر في بوتقة واحدة مع‬
‫المسيحية وبعدها تنظم الشعب السرياني من خالل الكنيسة فقط ‪ .‬و لم يكن له غيرها ‪ ,‬و بعد‬
‫المسيحية اضطهدت دولة البيزنطيين شعبنا كثيراً ووقع االحتالل العربي عام ‪650‬م و الحقا ً استولى‬
‫االتراك و البرابرة عام ‪1100‬م و مع حكم العثمانيين عاش شعب بيث نهرين مرحلة صعبة و‬
‫مريرة ‪.‬‬
‫الدولة التركية التي قامت على انقاض االمبراطورية العثمانية و من خالل المجازر و السياسات‬
‫الرفيعة التي انتهجتها بحق شعوب المنطقة فقد تمكنت من تشتيت تنظيم الشعب السرياني و‬
‫اقتالعه ‪.‬‬
‫خالل هذه المرحلة يعيش شعبنا حالة عدم تنظيم من الناحية االقتصادية و الثقافية و العسكرية و‬
‫السياسية‪.‬‬
‫انعدام التنظيم يظهر اثره السلبي و يظهر بشكل واضح و عميق على المستوى الدولي و الوطني ‪.‬‬
‫لكي يعيش كل مجتمع حياته الخاصة فان عناصر المجتمع التي تدمرت و خربت ادت بشعبنا‬
‫السرياني لحالة انقراض‪ ,‬حافظ العدو على حالة عدم التنظيم عند شعبنا بقوة و شتته بكل النواحي و‬
‫فرض عليه عدم التنظيم من اجل مصالحه القومية و الوطنية و نتيجة هذا االمر تعمقت حالة الال‬
‫تنظيم واصبح مجتمعنا غريب عن ذاته‪.‬‬
‫و اخرجه عن هويته ووصل لمرحلة ال يفكر بها بذاته و استعمل العدو في البداية من الناحية‬
‫التنظيمية لمنفعته الخاصة و مصلحته و الحقا ً استخدم القوة و العنف و هذا أدى الى تجميد شعبنا و‬
‫هكذا كسب كثيراً نتيجة هذا االمر و نتيجة الستخدام القوة عبر التاريخ ادى بمجتمعنا الى حالة عدم‬
‫التنظيم و لمصلحته ان يعتقد شعبنا بأن هذا قدره و لكن اليوم نرى انه من الممكن خلق تنظيم قوي‬
‫ووطني على اساس الظروف و االمكانيات الموجودة ‪.‬‬
‫و في هذا الوقت حالة عدم التنظيم ستؤدي الى حصول التناقضات و تخلف الشعب عن اللحاق‬
‫بموكب الحضارة و هذا يأتي نتيجة لسياسات الدول الذي تركت شعبنا يعتنق عادات و تقاليد و ثقافة‬
‫مختلفة حيث يجب ان نعرف انه يجب التخلص من حالة عدم التنظيم و عندها يجب ان نبدأ العمل‬
‫على هذا االساس ‪.‬‬
‫االستعمار الذي استمر مئات السنين في بيث نهرين ادلى الى تخريب و ضياع شعبنا ايضا ً ‪ ,‬فقوى‬
‫االستعمار تستعمل سياسات رفيعة أدت الى خلق مجتمع فوضوي بدون اساس خارجا ً عن هويته و‬
‫حقيقته العدو يتعامل بحساسية في هذا الخصوص فلم يعد كافيا ً لالبتعاد عن المجتمع بدون تنظيم‬
‫سياسي و اقتصادي فالعمل على تخريب القيم التي كانت قد تطورت داخل المجتمع ‪.‬‬
‫فع العدو بقيمنا القومية ان تبقى بدون فعالية او معنى‪ ،‬واستعمل كل الوسائل لكي ال يستطيع ان‬
‫نصبح و نتشكل كأمة أو نلعب دورنا و منذ بداية ظهور التنظيم و حتى اليوم كان تطور التنظيم‬
‫متأثراً بتخريب العدو و هذا التخريب وصل للمرحلة النهائية ‪.‬‬
‫اليوم تحققت تصفية االستعمار الكالسيكي في العالم لكن المستعمر التركي بسياساته الرفيعة و‬
‫الخشنة و بفرض استعمر بيث نهرين و من خاللها ادى الن يعيش المجتمع حالة ال تنظيم عميقة و‬
‫أيقن المستعمرون انهم سيستمرون باستعمارهم و يمكن تطبيقه من خالل الالتنظيم و من خالل‬
‫الحجج الدقيقة يحافظوا على الشعب بهذه الحالة من خاللها يحافظون على الشعب على هويته‬
‫االجتماعية و في وقتنا هذا يوجد ظروف موضوعية للتنظيم سياسيا ً و عسكريا ً و ايديولوجيا ً عند‬
‫ظهور القوى العصرية فإنها ستكون واضحة و عصرية و حالة عدم التنظيم ستلغى تدريجيا ً و‬
‫عندها لن تكون حالة الالتنظيم قدراً بل ستعرف اسبابها التاريخية و سنتمكن من تجاوز هذه الحالة و‬
‫لتتمكن من تجاوز المرحلة القديمة نبدأ صفحة جديدة ستكون الناحية التنظيمية االساس لهذا االمر ‪.‬‬
‫التنظيم هو مفتاح الحل في كل المجاالت بشكل صحيح و ليست فقط مؤسسة لنا بل هي لكل المجتمع‬
‫فمنذ بداية المجتمع البدائي حتى اليوم هي اساس تطور بغض النظر عن شكله يجب ان نحمل داخل‬
‫روح و مفهوم المقاومة و الهدف االساسي لخلق التنظيم المقاوم هو من اجل خطوة من الخطوات‬
‫االولى ببرنامج قومي ووطني و ثوري للشعب السرياني الكلداني االشوري‪.‬‬
‫نقاط التنظيم‬
‫من خالل أعمال البحث والتحليل حول الواقع القومي والتنظيمي للشعب السرياني ‪ ،‬يتبين‬ ‫‪-1‬‬
‫لنا كم هو مهم اإلدراك النظري‪ .‬بالنسبة لشعب كهذا ليشارك ف يالثورة وليعمل من اج''ل‬
‫مستقبله‪ ،‬ولالهداف الديمقراطية القومية فإن خصوصية مسؤوليته والتكتيك واالستراتجية‬
‫لسياسته‪ ،‬وإطار تنظيمه‪ ،‬والتكتكيات لنشاطاته ليتم إدراكه''ا وتطبيقه''ا يجب تواج''د عم''ل‬
‫نظري قوي‪.‬‬
‫انعدام الوعي واألمل والالسياسة داخل الش''عب الس''رياني‪ ،‬يجب ان يتم إدراكه''ا ومعرف''ة كم‬ ‫‪-‬‬
‫ه''و مهم أن يتم توعي''ة الش''عب‪ ،‬ولكي يتم إدخ'ال وش''عبنا في النض''ال السياس''ي ن''رى كم من‬
‫المهم أن يتم تفسير التجارب الثورية في العالم بشكل صحيح وأن يتم التعلم منه''ا ‪ ،‬ومن أج''ل‬
‫هذا يجب تحليلها نظرياً‪.‬‬
‫من ناحي''ة اخ''رى االس''تعمار ال''تركي المتحالف''ة م''ع اإلمبريالي''ة يجب أن نعي خصوص''ياتها‬ ‫‪-‬‬
‫وشكلها‪ ،‬االستعمار التركي الذي يستند اليوم لتجربت''ه التاريخي''ة‪ ،‬من ناحي''ة أخ''رى تس''تعمل‬
‫جميع األساليب التي تم تطويرها في مواجهة الثورات ‪ ،‬وعلى هذا األساس فإنه''ا تس''تمر في‬
‫ص''راعها وحربه''ا ض''د الث''ورة والتح''رر في بيث نه''رين العلي''ا‪ ،‬وله''ذا يوج''د حاج''ة كب''يرة‬
‫لتطوير خط وإطار نضالي ثوري ضد ه''ذه الق''وى ‪ ،‬وله''ذا يجب العم''ل نظري 'ا ً لفهم وإدراك‬
‫ماضي هذه القوى وإمكانياتها وظروفها الحالية بشكل صحيح‪.‬‬
‫يجب القيام بعمل نظري قوي من اجل فهم االس''تعمار ال''تركي ال''ذي ف''رق وش''تت ش''عبنا في‬ ‫‪-‬‬
‫ال''دول اإلمبريالي''ة‪ ،‬وفهم اإلمبريالي''ة وخصوص''ياتها وتأثيره''ا على الش''عب وكي''ف يمكن‬
‫االنفصال عنها‪ ،‬وكيف يمكن ربط الشعب بوطنه‪.‬‬
‫لنستطيع تطوير نضالنا بشكل ثوري يجب أن نل''بي احتياجياتن''ا النظري''ة‪ ،‬فليس مقب''وال أن ال‬ ‫‪-‬‬
‫يك''ون ق''ادة نض''النا وك''وادره متمك''نين نظري''ا‪ ،‬ويط''وروا انفس''هم من ناحي''ة التعليم بش''كل‬
‫مستمر ‪ ،‬وبغير ذلك لن يتمكنوا من تطوير النضال‪.‬‬
‫يجب ان يط''ور الك''وادر الق''ادة عملهم النظ''ري من ناحي''ة‪ ،‬وومن ناحي''ة أخ''رى أن يقوم''وا‬ ‫‪-‬‬
‫بالدعاية والنشر لعملهم هذا‪ ،‬كما يوجد حاجة أن يتم تأسيس مركز للناحي''ة النظري''ة والدعاي''ة‬
‫والبروباغندا والبروشورات والمجالت والمطبوع''ات‪ .‬وه''ذا كل''ه س''يكون في خدم''ة الش''عب‬
‫والكوادر والعمل النظري‪ .‬وهكذا ستتحول جميع هذه االعم''ال إلى نض''ال إي''ديولوجي‪ .‬يجب‬
‫أن نعلم أنه عندما تتطور األعمال النظرية واإليديولوجية ‪ ،‬ف''إن النض''ال سيس''ير على أس''س‬
‫ثابتة‪..‬‬

‫شكل العمل السياسي‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫الش''عب الس''رياني اآلش''وري عن''دما ال تتم توعيت''ه بالعم''ل الث''وري وال يش''ارك في العم''ل‬ ‫‪-‬‬
‫السياسي ‪ ،‬ال يجب ان نتأمل بحصول حركة داخله‪ ،‬من المعلوم أن األعمال الثورية التي تنفذ‬
‫هي بهدف خلق نشاط ومفه''وم منظم داخ''ل الش''عب‪ .‬ومن خالل عم''ل م''دروس ومنظم يمكن‬
‫خلق اي شيء‪ ،‬ولن تحصل أي تطورات جدية ما لم نتجاوز حائط وعقبة الالمعرفة أو انعدام‬
‫المعرفة‪.‬‬
‫من خالل الشروظ والظروف الموجودة احاليا من ناحية تفرق شعبنا وتبعثره فإنه يجب تق''ديم‬
‫التوعي''ة ح''ول المفه''وم الث''وري خارجي 'ا ً اك''ثر من الش''عوب األخ''رى‪ .‬والش''عب الس''رياني‬
‫اآلشوري يحتاج معرفة كبيرة وخاصة من اجل تحقيق خالصه وتحرره القومي‪ .‬وله''ذا يجب‬
‫العمل على تطوير الشعب وتنظيمه وليس االنجرار وراءه‪ ،‬وعلى هذا األساس دفعه للحرك''ة‬
‫والعمل‪.‬‬
‫يعيش الشعب السرياني اآلشوري اليوم مشكلة من ناحية دفعه للعمل السياسي وتنظيمه وخلق‬
‫وحدته الساسية‪ .‬الدعاية والبروباغندا وسياسية العدو دفعت شعبنا الن يك''ون غريب''ا عن ذات''ه‬
‫وأوصلته لمرحلة وحالة الن يكون متعارضا مع مص''لحته السياس''ية واالجتمعاي''ة وش''تته من‬
‫الناحي'ة التنظيمي''ة‪ .‬ومهم'ا حص''ل ف'إن ش''عبنا من اج'ل توعيت''ه سياس''يا لمص''لحته االساس''ية‬
‫وليصبح قوة سياسية فإن عليه أن يخلق تنظيمه العسكري والسياسي‪.‬‬
‫يجب تفعيل آليات ووسائل العمل السياس''ي من تظ''اهرات ومس''يرات وبيان''ات وبروش''ورات‬ ‫‪-‬‬
‫وأعمال النشر واإلعالم جميعها والعمل العسكري ‪ ،‬والتي عند استخدامها وفق برن''امج منظم‬
‫يمكن من خاللها قطع شعبنا عن الحياة والمعيشة اإلمبريالية‪ .‬ويمكن إدخاله للنضال السياسي‬
‫وربطه بوطنه‪.‬‬
‫نوعية العمل السياسي‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫إن الش''عب الس''رياني ال''ذي ع''اش تحت الحكم األجن''بي لمئ''ات الس''نوات‪ ،‬ب''ات يعيش بش''كل‬ ‫‪-‬‬
‫متخلف ولم يستطع تطوير تنظيمه العسكري والسياسي‪ ،‬وعاش حال''ة الالتنظيم المخيف''ة‪ ،‬وتم‬
‫قمع تنظيمه ببربرية شديدة‪،‬بهدف منعه من تشكيل تنظيمه السياس''ي ودفع''ه لالنق''راض‪ .‬ومن‬
‫اجل تحويل حال''ة الالتنظيم إلى تنظيم يجب أن يخل''ق تنظيم''ه السياس''ي الق''ومي وله''ذا هن'اك‬
‫حاجة لتنفيذها من خالل حزب ثوري ‪.‬‬
‫إن الش''كل االقتص''ادي والعملي والنظ''ري للنض''ال لدي''ه عالق''ة مباش''رة ب''التنظيم‪ ،‬حيث يتم‬ ‫‪-‬‬
‫تأسيس التنظيمات من أجل النضال‪ ،‬ولهذا فإن الشكل الذي يسير به النض''ال يت''بين من خالل‬
‫تشكله‪ ،‬إن نوعية وتوسع الحزب تظه''ر من خالل نوعي''ة وتوس''ع عمل''ه السياس''ي والنظ''ري‬
‫والعملي ‪.‬النضال الذي يقوم باعمال نظرية واقتصادية فقط فلن يس''تطيع خل''ق عم''ل ونض''ال‬
‫سياس''ي‪ ،‬الق''وى المناض''لة سياس''يا فق''ط لن تس''تطيع تمثي''ل مص''لحة الطبق''ة والش''عب ولن‬
‫يستطيعوا تبيان خط وإطار سياسي صحيح‪ ،‬وعندما يكون الخط السياسي ضيقا فلن ينتج عنه‬
‫خط تنظيمي صحيح ولن يتم تشكيل مؤسسات وتنظيمات قوية ثابتة ولن يستطيعوا ان يحدثوا‬
‫تطويرا أو يقوموا بعمل تنظيمي نوعي‪.‬‬
‫إن كان العم''ل السياس''ي ض''يقا وبقي نض''اال أكاديمي''ا واقتص''اديا وإذا لم يتم التح''ول لنض''ال‬ ‫‪-‬‬
‫سياسي‪ ،‬فلن يتم تشكيل وإنشاء تنظيم سياس''ي وس''يبقى فق''ط بش''كل ن''ادي ‪ ،‬التنظيم والنض''ال‬
‫السياسي والنضال االك''اديمي واالقتص''ادي ال يجب ان يختل''ط تنظيمهم ببعض''ه‪ ،‬إن النض''ال‬
‫االقتص''ادي مهم وه''و ليس مرتب''ط بالنض''ال فق''ط ب''ل يجب ان يق''دم الحل''ول لالحتياج''ات‬
‫االقتص'''ادية للمجتم'''ع ويخل'''ق مش'''اريع اقتص'''ادية‪ ،‬ويعطي اإليم'''ان للش'''عب من الناحي'''ة‬
‫االقتصادية‪ .‬النضال االكاديمي يعني إجراء الدراسات وبحوث حول الصناعة واللغ''ة واألدب‬
‫والعم''ارة وثقاف''ة الش''عب‪ ،‬النض''ال األك''اديمي واالقتص''ادي يجب ان يخ''دم خ''ط التح''رر‬
‫والخالص الشعبي‪.‬‬
‫يجب تطبيق ق''وانين وتنظيم ث''وري متواف''ق م''ع واق''ع وش''روط وظ''روف الش''عب الس''رياني‬ ‫‪-‬‬
‫اآلشوري‪ .‬عندما ال يتم تشكيل تنظيم ثوري اختصاصي‪ ،‬وعندما ال تتطور قي''ادة التنظيم ف'إن‬
‫نضال التحرر القومي وتنظيماته لن تتطور‪ ،‬وعندما ال يتم تنفيذ المهام واالعم''ال التحرري''ة‬
‫القومية لن يتواجد نضال تحرري‪ ،‬فال يمكن وجود نضال تحرري خارج هذه المهام‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس فإن العمل التنظيمي الثوري يتش'كل من شخص''يات تأخ'ذ التعليم التنظيمي‬ ‫‪-‬‬
‫الثوري التخصصي ‪ ،‬والذين يكونون أثوياء ومرتبطين بسرية العم''ل‪ ،‬ويجب أن يجهّ''ز ق''ادة‬
‫قادرين على إدراة المهام الثورية‪ ،‬ومن ناحية أخرى يجب على الش'عب المش'اركة م'ع الق'ادة‬
‫من أجل خلق قوة للتحرر والخالص القومي‪.‬‬
‫النظام الداخلي للحزب‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫النظام الداخلي هو من يستطيع تفسير وتوضيح مه'ام وه'دف التنظيم الث'وري ويخل'ق ويؤك'د‬ ‫‪-‬‬
‫وحدته اإليديولوجية‪ ،‬ومن اجل خلق حزب عصري فه''و يحت''اج لنظ''ام داخلي ولكن''ه لوح''ده‬
‫غير كافي ويحتاج لوثيقة ومنه''اج سياس''ية الس''تكماله‪ ،‬النظ''ام ال''داخلي يح''دد هم''ق الق''وانين‬
‫التنظيمية ويبين الوحدة التنظيمية للحزب‪ ،‬وضمن هذا اإلطار هو تمثيل إلرادة التنظيم‪.‬‬
‫ال يمكن وجود تنظيم ثوري بدون نظامه الداخلي‪ ،‬فهو يبين وينظم آليات التواصل والعالقات‬ ‫‪-‬‬
‫الحزبية والخط الحزبي‪ ،‬ويوضح هيكلية الحزب وارتباط وعالق''ات ال''درجات العلي''ا وال''دنيا‬
‫وتشكيل اللجان والمؤسسات وآليات العمل ‪ ،‬وتنسيب وفصل األعضاء ‪ ،‬الترفيع والعقوب''ات‪،‬‬
‫وحل المشاكل التنظيمية‪ .‬ويتم تنفيذها على أساس'ه‪ .‬وال يمكن ان يتم اتخ'اذ مواق'ف أو أعم'ال‬
‫أو هيكلي''ة خ''ارج إط''ار النظ''ام ال''داخلي‪ .‬وإذا لم يتم االل''تزام به''ذا فس''يؤدي لخل''ق اعم''ال‬
‫وتصرفات شخصية وال يمكن عندها الحديث عن وحدة ورسمية حزبية‪ .‬النظام الداخلي يلغي‬
‫تسلط مجموعة على ‪ -‬الحزب‪ ،‬ويفعل وينظم العمل ضمن التنظيم والحزب‪.‬‬
‫ال يمكن القبول باألفكار واألساليب واألعمال التي تتع''ارض م''ع النظ''ام ال''داخلي‪ ،‬ويجب‬
‫العمل بجد لتفعيل العالقات العامة والرسمية داخ''ل الح''زب‪ ،‬وعلى ه''ذا األس''اس ال يجب‬
‫على عضو الحزب أن ينسى ولو قليال أنه داخل حزب رسمي ويجب عليه أن يفهم نظامه‬
‫الداخلي‪.‬‬
‫شكل وقوانين المنهاج والنظام الداخلي‬

‫‪ .1‬المركزية الديمقراطية‪ :‬االحزاب الثورية يتم تأسيسها وقيادتها وإدارة ش''ؤونها على أس''س المركزي''ة‬
‫الديمقراطية‪ ،‬فالحزب الثوري يتخذ المركزية الديمقراطية أساسا ً لنفسه ويق''وم بتطبيقه''ا ويق''دمها‬
‫ويطبقها لشعبه ووطنه‪.‬‬
‫قانون المركزية الديمقراطية لديه ناحيتين‪ ،‬األولى الناحي''ة الديمقراطي''ة والثاني''ة المركزي''ة‪ ،‬وكليهم''ا‬
‫مرتبط''تين والتنفص''الن‪ ،‬في األح''زاب الثوري''ة ت''أتي المركزي''ة أوالً بينم''ا تتب''دل الناحي''ة‬
‫الديمقراطية حسب الظروف والشروط سواءاً يتم توس''يعها او التض''ييق عليه''ا‪ ،‬المركزي''ة ل''ديها‬
‫لجنة أو هيئة قيادة مركزية‪ ،‬تتبع فيها األقلي'ة لق'رار االكثري'ة‪ ،‬وترتب'ط التنظيم'ات والمؤسس'ات‬
‫ب'المركز‪ ،‬والتنظيم'ات ال''دنيا ترتب'ط بالعلي'ا‪ .‬أم''ا من الناحي''ة الديمقراطي'ة ف'إن جمي''ع تنظيم'ات‬
‫مؤسسات الحزب يجب اختياره''ا باالنتخاب''ات ويجب ان تعق''د االجتماع''ات والم''ؤتمرات بش''كل‬
‫مفتوح‪ .‬ويجب على الحزب عدم خلط هذين المفهومين ويجب عليه تطبيقهما بالشكل الصحيح‪.‬‬
‫في الدول غير الديمقراطي''ة وال''تي يحت''اج فيه''ا الح''زب للعم''ل والتنظم بش''كل غ''ير ق''انوني‪ ،‬عن''دها‬
‫تتجاوز المركزية الناحية الديمقراطية في مثل هذه الحاالت‪ ،‬وال يتم االلتزام باختي''ار األش''خاص‬
‫من خالل االنتخابات‪ ،‬ونتيجة الضغوط التي تفرض عليه من قبل هذه الدول‪ ،‬فإنه يض''ع الح''دود‬
‫أم''ام الناحي''ة الديمقراطي''ة ويص''بح مركزي''ا ب''المطلق‪ ،‬حيث ال مج''ال آخ''ر امام''ه للخالص من‬
‫مالحقة العدو‪.‬‬
‫مثال‪ :‬يجب تطبيق تعليمات الهيئة األعلى بدقة‪ ،‬من أج''ل اس''تكمال األعم''ال والمه''ام الموكل''ة بش''كل‬
‫صحيح‪ .‬ولهذا فإن مفهوم المركزية تكون مصيرية بالنسبة لهذه األعمال‪ ،‬ومن المهم تطبيقه'ا في‬
‫بداي''ة التنظيم وب''دونها ف''إن ذل''ك التنظيم س''يكون عرض''ة الس''تعمال من قب''ل اآلخ''رين حس''ب‬
‫مصالحهم‪ ،‬إن وحدة الحزب هي وحدة الرغبة واإلرادة‪ ،‬ولهذا فإن كوادر الحزب يل''تزمون به''ذا‬
‫الق''انون والمفه''وم ال''ذي ه''و رغبتهم‪ ،.......................... ،‬يتم تط''بيق الهيكلي''ة من األعلى‬
‫لألسفل‪ ،‬ويتم توزيع المهام وتحديد البرامج من قبل المركز‪.‬‬
‫نقصت الناحية الديمقراطي''ة في الش''روط ال''تي يعيش ض''منها ش''عبنا ووطنن''ا‪ ، ،‬ولكن ه''ذا ال يع''ني‬
‫زوال الناحية الديمقراطية من تنظيمنا‪ ،‬إن الناحي''ة الديمقراطي''ة الموج''ودة ض''من التنظيم ويجب‬
‫ان تأخذ مكانها بشكل دائم‪ ،‬إن أعضاء التنظيم وقبل اتخاذ القرار وبع''د تطبيق''ه أح''رار في تق''ديم‬
‫أفكارهم وآرائهم ونقدهم للمركز‪ ،‬وال يوجد أي عائق أو حاجز أم''ام ه''ذا األم''ر‪ ،‬وه''ذا مهم ج''داً‬
‫لكي يسير العمل والتنظيم بشكل صحيح ويتطور‪ ،‬ومعها أيض'ا فهي واجب ك'ل ش'خص ث'وري‪،‬‬
‫فاألعض''اء يجب أن يعمل''وا ويتحرك''وا وف''ق ه''ذه المس''ؤولية‪ ،‬من أج''ل أن يس''تطيع المرك''ز أن‬
‫يعطي تعليمات واوامر أفضل‪ ،‬فكل األعضاء لديهم نفس الحقوق من القاعدة إلى القيادة‪.‬‬
‫بهذا الخصوص فعندما يق''دم األعض''اء آرائهم ونق''دهم يجب أن تق''دم في مكانه''ا المناس''ب وبأس''لوب‬
‫ص''حيح ح''تى ال ت''ؤدي إلى خل''ق تناقض''ات ومش''اكل‪ ،‬المركزي''ة يجب أن ال تخطئ من ناحي''ة‬
‫التعليمات والقرارات المتخذة والمرسلة‪ .‬إن االعتراض أو التهرب من تنفيذ الق''رارات وتطبيقه''ا‬
‫خطأ جسيم ويضر التنظيم كثيراً وهو مخالف للنظام الداخلي‪ ،‬وعلى ه''ذا األس''اس يجب أن يبقى‬
‫النقد لما بعد تنفيذه‪ ،‬ويقوموا بتنفيذ التعليمات والق''رارات' بش''كل ص''حيح‪ ،‬وفي نفس اإلط''ار ف''إن‬
‫اآلراء والمقترحات والنقد المقدم من قب''ل األعض''اء يجب أن تق''دم على أس''اس خ''ط التنظيم وأن‬
‫يحسوا بالمسؤولية المرتبطة بهذا القانون الذي هو قانون ديمق''راطي للتنظيم يع''برون من خاللهم‬
‫عن رأيهم ضمن التنظيم‪ .‬فبغير هذا الشكل لن يكون للديمقراطية ضمن التنظيم أي معنى ولن يتم‬
‫تفعيله‪.‬‬
‫نقطة أخرى يجب أن نفهم أنه ضمن قانون المركزية يجب على العضو تقديم معلومات كاملة للمركز‬
‫والقيادة األعلى حول أعماله ونشاطاته‪ ،‬فعندما يكون للمرك''ز معلوم''ات معرف''ة كامل''ة ص''حيحة‬
‫حول األعمال والنشاطات فعندها ستكون توجيهاته وتعليماته بدقة أكثر وتبين الناحي''ة والبرن''امج‬
‫العملي بشكل صحيح‪ .‬ومع ازدياد حجم التنظيم ومن أجل تفعيل المركزية تظهر الحاجة للتقري''ر‬
‫والتعليمات‪ .‬فعندما تتمكن القيادة من العمل بهذا الشكل فعن''دها نس''تطيع الق''ول بأنن''ا خلقن''ا هيكالً‬
‫لتنظيمنا‪.‬‬
‫عندما يمتلك التنظيم قيادة مركزية بصالحية واسعة‪ ،‬وانضباط قوي كالحديد‪ ،‬ويكسب إيمان وثقة كل‬
‫أعضاءه‪ ،‬عندها سيتمكن من القي''ام بواجب''ه ومهام''ه‪ ،‬وعن''دما يص''ل لمرحل''ة أن يمتل''ك الس''لطة‬
‫فعندها سيستطيع القيام بما يلزم وينجح بها‪.‬‬
‫‪ .2‬نظ''ام التق''ارير والتعليم''ات والمراقب''ة‪ ':‬قب''ل االنتق''ال له''ذه النقط''ة يجب ان نع''رف م''ا ه''و التقري''ر‬
‫والتعليمات‪ ،‬فحتى يتمكن التنظيم من العمل بنجاح‪ ،‬يتوجب على المركز أو الهيئ''ة األعلى يعطي‬
‫تعليمات وأوامر للهيئات األدنى من اجل تطبيقها‪ ،‬وح''تى تتمكن القي''ادة من إدارة كام''ل الحرك''ة‬
‫ويشجعها فهو يحتاج إلى إعطاء تعليمات قوية في مكانها وزمانه'ا المناس'بين‪ ،‬ومن اج'ل تط'بيق‬
‫هذا األمر يحتاج إلى معرفة كاملة وبدقة وتفاصيل حول الحركة باكملها‪ ،‬وهذه المعرفة ت'أتي من‬
‫خالل التقارير‪ ،‬فالطريق لتقديم تعليمات قوية هو من خالل تقارير قوية‪ .‬التقرير ه''و المعلوم''ات‬
‫المقدمة من الهيئات االدنى لألعلى منها بشكل دوري ومنظم‪ ،‬أي ان التقرير هو التوض''يح' ال''ذي‬
‫يقدمه التنظيم أو العضو للمركز حول أعماله‪ ،‬وعندها يجب أن يتم تطبيق التعليمات القادمة دون‬
‫تردد ويجب تقديم تقرير حولها مهما كانت الظروف‪.‬‬
‫لماذا نحتاج التقارير؟ يجب أن نعي أنه ولتقديم مهام ص'حيحة‪ ،‬والتخ'اذ الق'رارات ح'ول النش'اطات‪،‬‬
‫ومن أجل معالجة المفاهيم الخاطئة‪ ،‬ولعدم ارتكاب األخطاء داخل التنظيم‪ ،‬فيجب أن يكون هناك‬
‫شفافية كبيرة وهذا يمكن أن يحص''ل من خالل نظ''ام التق''ارير‪ ،‬فهي ض''رورية من أج''ل تط''وير‬
‫تعليمات وقرارات صحيحة‪.‬‬
‫التقارير ليست مجرد معلومات تلقلى جانبا‪ ،‬حيث يتم القيام بتحليل اإلمكانيات والظروف على أساس‬
‫محتواها واتخاذ القرارات على أساسها‪ ،‬ولهذا فإن التقارير ال''تي يتم إرس''الها ألي جه''ة يت''وجب‬
‫على تلك الجهة الرد عليها بالتعليمات المناسبة‪ ،‬التعليمات يجب أن تكون بنوعي''ة وكافي''ة وتل''بي‬
‫جميع االحتياجات‪ ،‬ألن المفهوم الذي ال يملك مركز وقي'ادة فلن يس''تطيع الجس'م ان يس'ير بش'كل‬
‫مناسب‪ ،‬فهو مثل جهاز التحكم ال تستطيع اآللة العمل بدون توجيهاته وتعليمات''ه‪ .‬فعن''دما تنقط''ع‬
‫التعليمات يحصل انقطاع في العم''ل ويح''دث تخل''ف وتراج''ع في الفاعلي''ة‪ .‬ألن التعليم''ات ال يتم‬
‫تق''ديمها ط''وال ال''وقت ب''ل عن''د الحاج''ة والض''رورة وبالش''كل المناس''ب‪ .‬إن ع''دم العم''ل بنظ''ام‬
‫التعليمات ضمن تنظيم ما يشبه توقف الجهاز العصبي في الجسم م'ا ي''ؤدي إلص''ابته بالش'لل‪ .‬إن‬
‫إنهاء تنظيم ما من أساسه ممكن من خالل إنهاء وإيقاف نظام التعليمات‪ .‬وعندها فإن ذلك التنظيم‬
‫سيخرب من تلقاء ذاته‪.‬‬
‫إن نظام التعليمات والتقارير هو وسيلة القيام بمراقبة وتحكم قوي‪ ،‬وعندما ال يستطيع التنظيم االلتزام‬
‫بهذا النظام فإنه يخرب ولن يقوم بواجبه وسيصل لمرحلة الخطر‪.‬‬
‫هل يتم تطبيق الخط السياسي والتكتيك أم ال‪ ،‬وكيف؟ م'ا هي نتيج''ة األعم''ال؟ م''ا هي حال''ة الك''وادر‬
‫واألعضاء؟ إن األجابة عن هذه األسئلة ممكنة فقط من خالل مراقبة قوي''ة‪ .‬وفي التنظيم الث''وري‬
‫فإن هذه المراقبة ال تحصل فقط من خالل التقارير والتعليمات فق''ط‪ ،‬ب''ل أيض''ا من خالل تحلي''ل‬
‫نتيج'ة األعم'ال والنش'اطات ومراقب'ة الناحي'ة العملي'ة‪ .‬وخل'ق آلي'ة مراقب'ة فعال'ة ض'من التنظيم‬
‫أساس''ية ومص''يرية من الناحي''ة األمني''ة للتنظيم‪ ،‬وتنظيف''ه من العناص''ر الض''ارة‪ ،‬والحف''اظ على‬
‫وحدته ‪ ،‬والدفاع عن خطه السياسي مقابل التخ''ريب الممكن حص''وله‪ ،‬ولض''مان أمني''ة الك''وادر‬
‫واألعضاء وإعطائهم مهام وواجبات‪ ،‬وهي أساسية من أجل حسن سير وتطوير العمل والنش'اط‪.‬‬
‫وعندما ال يتم تطبيق هذه النقطة ضمن التنظيمات فليس من الممكن أن يتمكنوا من حماية وتأمين‬
‫وج''ودهم التنظيمي واإلي''ديولوجي‪ ،‬ونتيج''ة ه''ذه األس''باب جميعه''ا يجب تقوي''ة آلي''ة التنظيم في‬
‫المراقبة وجعلها منتظمة‪.‬‬
‫النقطة األخرى المهمة هي أنه ليس''ت القي''ادة المركزي''ة فق''ط هي من تق''وم بالمراقب''ة على األعض''اء‬
‫والمؤسسات الدنيا‪ ،‬بل أيضا االعضاء والمؤسسات األدنى تراقب عمل ونشاط الهيئ''ات األعلى‪،‬‬
‫مثالً‪ :‬األعضاء والتنظيمات االدنى يقوموا بمتابعة ومراقبة عمل المركز ويحللوا نتيجة أعمالهم‪،‬‬
‫وعندما يروا أخطاء ومشاكل يقومون بتق''ديم نق''دهم‪ ،‬وبه''ذا الش''كل فإن''ه يتم تش''كيل آلي''ة مراقب''ة‬
‫قوية‪.‬‬
‫‪ .3‬العم''ل الجم''اعي ‪ : Collectivism‬الش''خص المنظم يع''ني أن''ه تش''اركي‪ ،‬يعت''بر العم''ل الجم''اعي‬
‫بالنسبة للتنظيم مثل الظفر واللحم‪ ،‬وكما هو معلوم فإن التنظيم وخاصة بين األعضاء هو اجتماع‬
‫من أجل هدف مشترك ووحدة لإلرادة والقرار‪ .‬وهذا هو مع''نى العم''ل الجم''اعي التش''اركي‪ .‬أي‬
‫أن''ه تط''بيق الق''رار المش''ترك ووح''دة اإلرادة‪ .‬أي أن''ه عم''ل ع''دة أش''خاص مع'ا ً وتوحي''د ق''وتهم‬
‫وتحركهم معا بقرار مشترك‪ .‬العمل الجماعي الذي بدأ منذ المجتم''ع المش''اعي الب''دائي من خالل‬
‫أسلوب وتعامل األفراد ضد الطبيعة والذي طوروه في المجتمع ع''بر ال''زمن‪ ،‬م''ا لم يتواج''د ه''ذا‬
‫األسلوب لما تمكن البش''ر الب''دائيين من مواجه''ة ظ''روف الطبيع''ة والحيوان''ات المتوحش''ة‪ ،‬وم''ا‬
‫استطاعوا االستمرار بوجودهم وحياتهم‪ ،‬ولهذا فإن اإلنسان لوال هذا التطور ك''ان من الممكن ان‬
‫ينقرض‪ .‬وبهذا الشكل بدأ العمل والمعيشة واستمر مع المجتمعات األخرى‪.‬‬
‫تم إلغاء خاصية العمل الجم''اعي من خص''ائص الش''عوب والمجتمع''ات ال''تي تعيش في بيث نه''رين‪،‬‬
‫وإن تفكك ارتب''اط وعالق''ات المجتم''ع ل''دينا ال''تي أدت بوق''وف الن''اس بوج''ه بعض''هم البعض لم‬
‫يعودوا قادرين على العمل معاً‪ .‬وإن لم تتواج''د وح''دة ح''ال وق''رار وإرادة بين الن''اس والمجتم''ع‬
‫حتى وإن لم يكونوا ثوريين فلن يستطيعوا أن يطوروا حياتهم‪ ،‬ولهذا فإن أسلوب العمل الجماعي‬
‫يجب تطبيقها من ناحية وحدة اإلرادة والقرار‪ .‬ولهذا من المهم لنا كش''عب وض'من ه''ذه الش'روط‬
‫والظروف التي نعيشها أن نقوم بتط'بيق ق'انون العم'ل الجم'اعي‪ ،‬فمن ال يك'ون تش'اركيا يص'بح‬
‫فريسة للعدو‪ ،‬أي أنه سيدخل العشائرية وتفكك العائلة‪ ،‬وآغاتية اإلقطاعي''ة ض''من التنظيم‪ .‬جمي''ع‬
‫هذه الخصائص يجب أن تكون غريبة عن الشخص الثوري‪ ،‬فعندما ال تخلق وح''دة ق''رار وإرادة‬
‫قوية في التنظيم‪ ،‬من غير الممكن أن يصبح تنظيما ش''عبيا ويق''وم بنش''اطات قوي''ة في وطن مث''ل‬
‫بيث نهرين ومجتمع مفك''ك لماليين القط''ع واالج''زاء ‪ .‬إن األعض''اء عن''دما ال يس''تطيعون خل''ق‬
‫عمل جماعي قوي بين بعضهم البعض فلن يتمكنوا من تحقيق الوحدة لشعب مقسم ومتفكك مثلنا‪،‬‬
‫الذي تفككت العائلة ضمنه ‪ ،‬واألشخاص الموجودين ضمنها يكون''ون منقس''مين‪ ،‬فكي''ف يمكن أن‬
‫يكونوا متحدي اإلرادة والقرار‪ .‬يمكن الوصول لوحدة الق''رار واإلرادة من خالل تنظيم ث''وري ‪،‬‬
‫حال''ة العم''ل الجم''اعي يجب في البداي''ة أن تتطب''ق وتتط''ور بين أعض''اء التنظيم وثم نقله''ا إلى‬
‫المجتم''ع‪ ،‬فعلى العض''و أن يجع''ل من ه''ذه الحال''ة خاص''ية اليمكن''ه االس''تغناء عنه''ا‪ .‬إن العم''ل‬
‫الجماعي ض''من التنظيم الث'وري يظه''ر من خالل أس''لوب وآلي''ة العم''ل واإلدارة ض''من اللجن''ة‪.‬‬
‫فعندما يكون العمل مرتبط بلجن''ة فس''يلغي المفه''وم الشخص''ي‪ ،‬وس''تخلق وح''دة اإلرادة والق''رار‬
‫القوية ضمن التنظيم أيضاً‪ .‬إن عم''ل اللجن''ة الجم''اعي ي''أتي من خالل دراس''ة ومناقش''ة القض''ايا‬
‫االساس''ية وح''ل المش''اكل من خالل مناقش''ات وق''رارات جماعي''ة تش''اركية‪ .‬إن أعض''اء اللجن''ة‬
‫المسؤولين عن العمل يجب ان يكون لهم دور من ناحية حل المشاكل ومؤثرين في اتخاذ القرار‪.‬‬
‫عن''دما يتواج''د مس''ؤول أو مس''ؤولين ال يع''ني ذل''ك الوق''وف في وج''ه الق''رارات واألس''لوب‬
‫الجماعي ‪ .‬فعن''دما ال يتم تط''بيق العم''ل الجم''اعي على أرض الواق''ع فس''تظهر األناني''ة والتمل''ق‬
‫والالشخصية‪ .‬ولهذا فمن المهم جداً أن يكون العضو تشاركيا ً لكي يكون ذو شخصية‪ .‬االنته''ازي‬
‫هو من ال يعطي أهمية للتنظيم وال ينظم نفس''ه وفق''ط يري''د اس''تعمال ك''ل ش''يء بش''كل شخص''ي‬
‫لنفسه‪ ،‬وهذه الشخصية ضارة ج'داً ب'التنظيم‪ ،‬وليس ل'ه أهمي'ة وفائ'دة مهم'ا ك'ان جس'وراً وذكي'ا ً‬
‫وفع''االً‪ ،‬ك''ون النج''اح بالعم''ل مرتبط''ة أساس'ا ً بوح''دة اإلرادة والق''رار وتنظيمه''ا‪ .‬أي أن العم''ل‬
‫الجماعي هو المفتاح األساسي للنجاح‪.‬‬
‫يجب ان نعرف أن الفرد ال يشكل شيئا لوحده‪ ،‬بل عن''دما يك''ون منظم'ا ً فيص''بح تمثي''ل للق''وة‪ ،‬اي ان‬
‫الش''خص المنظم يجب أن يك''ون تش''اركيا ً وعلي''ه فأعض''اء التنظيم يجب أال يتهرب''وا من العم''ل‬
‫الجم''اعي‪ ،‬وعن''دما ال يتم تطبيقه''ا فال يمكن إيج''اد تنظيم وإدارة ص''حيحة‪ .‬يجب أال ننس''ى أن‬
‫االعمال والقرارات الصحيحة تأتي من خالل العمل والنشاط القائم على العمل الجماعي‪.‬‬
‫‪ .4‬نظام االجتماع'ات ‪ :Meeting System‬العم''ل الجم''اعي ال'ذي ه'و تمثي'ل وح''دة اإلرادة والق'رار‬
‫مرتبط''ة مباش''رة بنظ''ام االجتماع''ات‪ ،‬حي''اة التنظيم ال تص''ح ب''دون ق''رارات ‪ ،‬وال يمكن اتخ''اذ‬
‫القرارات بدون االجتماعات‪.‬‬
‫عندما نتكلم عن شعبنا المفرق الذي تشتت بكل ما لديه وهي مشكلة أساس''ية نواجهه''ا واألس''اس لك''ل‬
‫المشاكل األخرى‪ ،‬ومنها مشكلة االجتماعات‪ ،‬وال يوج''د إمكاني''ة لح''ل ه''ذه المش''اكل ومعالجته''ا‬
‫بشكل عص''ري‪ ،‬االس''تعمار ال''تركي ال''ذي ال يفتح المج''ال أم''ام ه''ذا األم''ر‪ ،‬ومن أج''ل منفعته''ا‬
‫القومي''ة والوطني''ة وض''عت ق''وانين فاش''ية ض''د عق''د االجتماع''ات ونظمت مؤسس''ة للعمالء‬
‫والمخبرين إضافة إلى الجيش والشرطة للوقوف في وجهها‪ .‬ومن هذه الناحية فإن شعبنا لم يعق''د‬
‫اجتماعات جدية‪.‬‬
‫االجتم''اع ه''و نش''اط يع''الج المش''اكل التنظيمي''ة األساس''ية لكي تتط''ور األعم''ال وبه''دف اتخ''اذ‬
‫قرارات أفضل‪ ،‬على الرغم من تواجد العديد من األشخاص في االجتماع الذين يناقش''ون قض''ايا‬
‫مختلف''ة وه''ذا أيض''ا يعت''بر نش''اط‪ ،‬فاالجتم''اع يس''اعد على س''ير األعم''ال بش''كل ص''حيح‬
‫ولتتطور‪.‬النقطة األساسية المهمة ضمن االجتماع هي عدم عق''دها بش''كل اعتب''اطي‪ ،‬ويجب ع''دم‬
‫عقدها لمواضيع وقضايا يومية صغيرة بل فقط للقضايا الهامة‪.‬‬
‫يجب تحض''ير االجتم''اع بش''كل جي''د من أج''ل النج''اح وح''ل المش''اكل‪ ،‬فعن''دما ال يتم تحض''ير‬
‫االجتماع بشكل جيد ال يمكن الوصول للنتيجة المرجوة منه‪ .‬كيف يمكن التحضير لالجتم''اع‪ ،‬م''ا‬
‫هو برنامج االجتماع‪ ،‬من سيدعى لالجتماع‪ ،‬اين ومتى س''يعقد‪ ،‬كم س''تطول مدت''ه‪ ،‬وجمي''ع ه''ذه‬
‫النقاط يجب التفكير فيها والتحضير لها مسبقاً‪.‬‬
‫النقطة األخرى المهمة هي انه ال يمكن عقد االجتماع بدون علم وموافقة الهيئ''ة األعلى من اج''ل‬
‫أن يأخذ مشروعيته‪ ،‬يجب أن يكون للتنظيم علم مس''بق به''دف االجتم''اع والمش''اركين في''ه وه''و‬
‫حق أساسي له ومن أجل أن يكون رسميا ً ض'من عالق'ات التنظيم‪ .‬كث''يراً م''ا ال يتم الترك'يز على‬
‫هذه النتقطة كثيراً فلذلك يجب أن نعرف أن المؤسس''ة ال''تي تعق''د اجتماعه''ا ب''دون علم التنظيم ال‬
‫يعتبر رسميا ومشروعاً‪.‬‬
‫النظام داخل االجتماع‪ ،‬فكل اجتماع لديه قوانينه التي يتم عق''ده على أساس''ها‪ ،‬قب''ل ك''ل ش''يء يتم‬
‫عقد االجتماع على أس''اس برنامج'ه ال''ذي تم تحدي''ده‪ ،‬وم''ا ه'و خارج'ه ال يجب دراس''ته هن'اك‪،‬‬
‫االجتماع يعالج المواض''يع حس''ب أهميته''ا‪ ،‬حيث ان''ه إن لم يتم عق''ده به''ذا الش''كل فإن''ه س''يؤدي‬
‫لالخطاء وتض''ييع ال''وقت‪ .‬وعلي''ه فإن''ه قب''ل الب''دء باالجتم''اع يتم اختي''ار إدارت''ه وبع''دها تحدي''د‬
‫قوانين''ه‪ ،‬وبه''ذا الش''كل ف''إن التنظيم واالنض''باط يتفعالن داخل''ه‪ ،‬نقط''ة أخ''رى مهم''ة لرس''مية‬
‫االجتماع هي كتابة البروتوكول من اجل تحديد النقاشات والنتيجة التي خرج بها االجتماع‪.‬‬
‫داخل االجتماع كل عضو تقع مهمة على عاتقه‪ ،‬وأن يرى نفسه مس''ؤول عن حس''ن س''ير االجتم''اع‪،‬‬
‫ويجب أن يستمع حقه في الكالم بشكل جيد‪ ،‬ويجب ان يساهم من خالل نقده وتجربت''ه وآراءه في‬
‫القرارات المتخذة من اجل حل القضايا المطروحة‪ ،‬ولكن احيان'ا نواج'ه مش'اكل بش'كل متن''اقض‬
‫مع هذا‪ ،‬حيث ان االعضاء عندما ي''دعون لالجتم''اع ف''إنهم ال يش''اركون في النق''اش أو ي''دخلون‬
‫قض''ايا أخ''رى داخ''ل برن''امج االجتم''اع‪ ،‬والعض''و الجي''د يجب أال يس''تعمل ه''ذا األس''لوب في‬
‫االجتماع‪ .‬في النهاي''ة يجب أن نوض''ح ان ك''ل اجتم''اع يجب ان يص''ل لنتيج''ة ويتم اتخ''اذ ق''رار‬
‫بداخله وأن يصل للهدف الذي بينه‪ .‬وبعد اتخاذ قرار ضمن االجتماع يجب أال يفتح المج''ال أم''ام‬
‫النقد واآلراء حول القرار بل يجب أن يكون النقاش حول آلية تفعيله وتطبيقه‪ .‬جمي''ع ه''ذه النق''اط‬
‫ال''تي تكلمن''ا به''ا ح''ول االجتم''اع يجب معرفته''ا بش''كل جي''د من قب''ل األعض''اء ويجب تفعيله''ا‬
‫وتطبيقها‪.‬‬

‫‪ .5‬المبادرة ‪ :initiative‬المبادرة بالمفهوم الثوري هو التدخل الذي يقوم به األعض''اء ال''ذين ل''ديهم ق''وة‬
‫وموهبة في القضايا والتطورات بش'كل شخص'ي على أس'اس ه'دف وق'رار مش'ترك‪ .‬يجب على‬
‫العضو من ناحية المبادرة ومثلها مث''ل العم''ل الجم''اعي يجب أن يفهمه''ا جي''دا وان يطبقه''ا‪ ،‬ألن‬
‫العضو مثلما يجب أن يقوم بالعمل بشكل جماعي فإنه من المهم أن يستعمل مبادرته أيضاً‪.‬‬
‫المبادرة يظهر قوة التدخل الشخصي في التطورات والقضايا‪ ،‬ولكن هناك فرق بين مبادرة وأخ''رى‪،‬‬
‫هناك مبادرة ال تنفع العمل وبالنتيجة فإنه يضر العمل ويصبح عائق'ا ً في وج''ه التط''ور‪ .‬وب''الطبع‬
‫على العضو ان يكون له مبادرة إيجابية‪ ،‬فالمبادرة الثورية التي تتعام'ل م''ع القض''ايا بش'كل جي''د‬
‫على أساس ق'وانين وق'رارات الح'زب وال يض'ر ب'القوة الجماعي'ة ولوح'دة التنظيم‪ ،‬ويجب على‬
‫العضو أن يكون له ت''دخل ومب''ادرة شخص''ية في التنظيم‪ .‬ومن ه''ذا المنطل''ق نس''تطيع الق''ول ان‬
‫المبادرة عندما تكون قائمة على أساس إرادة العمل الجماعي والتنظيم فسيكون ل''ه ت''أثير إيج''ابي‬
‫ومفيد‪ .‬المبادرة التي تكمل التشاركية والعمل الجماعية ويهدف إلى تطبيقه بشكل عملي‪ ،‬وه''اتين‬
‫النقطتين مترابطتين ويقويان بعضهما البعض‪ .‬والعضو الذي لديه روح العمل الجماعي يجب أن‬
‫يظهر قوة مبادرته‪ ،‬وإلى جانب ذل''ك فعن''د تط''ويره لق''وة مبادرت''ه يجب أن يطب''ق ق''انون العم''ل‬
‫الجماعي معه‪.‬‬
‫إن المبادرة في مجتمعنا تعيش تناقضات ومشاكل عميقة مثلها مثل العمل الجماعي‪ ،‬والمجتمع وصل‬
‫لمرحلة ال يبادر فيها ألي شيء‪ ،‬فاألفراد لم يستطيعوا ان يخلقوا وحدة اإلرادة والق''رار من أج''ل‬
‫مصلحتهم ومثله لم يستطيعوا ان يط''وروا المب''ادرة لمص''لحتهم المش''تركة‪ .‬فإم''ا أنهم يخض''عون‬
‫لمبادرة العدو المستعمر‪ ،‬أو مبادرة رؤوساء العشائر واإلقطاعيين المتعاملين مع الع''دو‪ ،‬وعلي''ه‬
‫لم يس''تطيعوا تفعي''ل مب''ادرتهم بنفس''هم‪ ،‬وعلي''ه ليس من المس''تغرب أن يتمكن المس''تعمر من ان‬
‫يجعل شعبنا يدافع عن مص''الحه وال''ذي قب''ل ب''ه المجتم''ع بأكمل''ه‪ ،‬وه''ذا يظه''ر كم أن ش''عبنا لم‬
‫يستطع أن يبادر من اجل مصلحته المشتركة‪.‬‬
‫العضو الثوري يجب أن يطبق مفهوم المبادرة بذاته بشكل قوي‪ ،‬وإذا لم يكن يريد أن يظ''ل مقي''داً في‬
‫مواجهة القضايا التي تعترضه يجب ان يمتلك موهبة للتدخل والمساهمة والمبادرة في التطورات‬
‫الحاصلة‪.‬‬
‫وكما ناقش'نا س'ابقا فإنن'ا ال نس'تطيع أن نفص'ل المب'ادرة عن العم'ل الجم'اعي ‪ ،‬فال العم'ل الجم'اعي‬
‫سيقف في وجه المبادرة وال تلغي المبادرة العمل الجماعي أيض'اً‪ ،‬ب''ل إن كال ه''اتين الخاص'يتين‬
‫تكمالن بعضهما البعض‪ .‬عندما يتم قياس وتحليل المشاكل وبعد اتخاذ ق''رار جم''اعي بحقه''ا فمن‬
‫المهم تطبيقه ‪ ،‬ومن هذه الناحية ولكي يأخذ القرار معناه بإرادة مش''تركة في التنظيم ف''إن مب''ادرة‬
‫األعضاء يجب أن يتم تفعيلها‪ .‬النه بعد اتخاذ القرار فإن عمل األعضاء ه''و تبي''ان آلي''ة تطبيق''ه‪،‬‬
‫أي أن المبادرة قوة للخلق‪ ،‬ويجب على العضو تطبيق القرارات بهذه العزيم''ة‪ ،‬وله''ذا ف''إن علي''ه‬
‫توحي''د خصوص''ية ه''اتين النقط''تين في ذات''ه‪ ،‬ويجب ان يعلم كي''ف وأين يجب أن يطب''ق العم''ل‬
‫الجماعي وأين ومتى يجب أن يطور المبادرة‪.‬‬
‫عض''و التنظيم ولكي يق''وي النض''ال الث''وري‪ ،‬يجب أن يعلم ويع''رف أين وم''تى يجب أن يس''تعمل‬
‫المبادرة الشخصية أو العمل الجماعي‪ ،‬وأن يأخذ قرارا مشتركا ً ويح''ترم الق''رارات ‪ ،‬وأن يب''ادر‬
‫إلى تطبيق هذه القرارات‪.‬‬

‫‪ .6‬النقد والنقد الذاتي‪:‬‬


‫آلية النقد والنقد الذاتي يتم اس''تخدامها كث''يراً‪ ،‬ولكن من أج''ل تطبيقه''ا فإنه''ا واح''دة من القض''ايا ال''تي‬
‫نعيش فيها الكثير من الصعوبات‪ .‬ففي بيث نهرين التي يجب أن نخلق كل ش''يء فيه''ا من جدي''د‪،‬‬
‫فإن هذه اآللية هي إحدى األسلحة ال''تي يمكن اس''تخدامها للوص''ول إلى ه''ذا اله''دف‪ ،‬حيث يجب‬
‫الوقوف بشكل موسع على قضية النقد والنقد الذاتي وتعليمها بشكلها الصحيح‪.‬‬
‫إذا لن تتواجد آلية للنقد والنقد الذاتي عند الشعب السرياني اآلشوري فلن يحصل تط''ور داخل''ه‪ ،‬فكم''ا‬
‫يتم استبدال حالة الالتنظيم بحالة جدي''دة من التنظيم‪ ،‬فمن اج''ل نج''اح وتط''ور عم''ل التنظيم ف''إن‬
‫المركزية الديمقراطية ومعها أيضا العمل الجماعي والمبادرة‪ ،‬وبأساسه النقد والنقد الذاتي س''الح‬
‫لتطويرهم وتطبيقهم‪ .‬إن الفوضى التي تم خلقه''ا في شخص''ية اإلنس''ان ال''بيث نهري''ني فإنه''ا عن‬
‫طريق السياسة والتنظيم والسلطة والمفه''وم‪ ،‬وس''وا ًء المش''اكل والقض''ايا االجتماعي''ة أو القومي''ة‬
‫فإنه ال يمكن حلها إال عن طريق سالح النقد والنقد الذاتي‪ .‬أي أن النق'د والنق'د ال'ذاتي ه'و وس'يلة‬
‫تبين الطريق إللغاء ومعالجة األخطاء وتقديم الحق والصحيح مكانها‪.‬‬
‫كل قضية جديدة تبدأ بنقد القديم‪ ،‬ولهذا فإن تطبيقه يعني الخطو نحو ش''يء جدي''د‪ ،‬لم يتم تط''بيق ه''ذا‬
‫األمر عند المجتمع الس'رياني اآلش'وري‪ ،‬ولم ينق''د المجتم'ع الجدي'د األم''ور القديم''ة ولم يس'تطع‬
‫إلغاء األمور القديمة وجلب شيء جدي''د عوض'ا ً عن''ه وله''ذا ف''إن األم''ور الس''لبية والقديم''ة ال''تي‬
‫تجمعت مع''ا أص''بحت عص''ية على الح''ل‪ .‬إن األم''ور الجدي''دة ال''تي دخلت ت''اريخ بيث نه''رين‬
‫وفرض''ت من قب''ل القديم''ة خدم''ة لمص''لحتها‪ ،‬ولكن بقي المج''ال مفتوح''ا للحرك''ات المعادي''ة‬
‫للعصرية وهذا كله يظهر حجم االمور التي احتلها العدو من شعبنا‪ ،‬وبه''ذا الش''كل ف''إن المجتم''ع‬
‫وعبر المراحل التاريخية المختلفة لم يس'تطع ان يق'دم نق'ده ولم يس'تطع أن يلغي النق'اط المض'ادة‬
‫للثورة‪ ،‬بل على العكس من ذلك فإن القديم اخذ ق''وة أك''بر‪ .‬به''ذا الش''كل لم يتم نق''د الش''يء الق''ديم‬
‫الموجود في المجتمع وبقيوا متخلفين وبعيد عن الجدي''د والتط''ور‪ .‬خالل التط''ور الت''اريخي ومن‬
‫خالل المصالح اليومية فإن المجتمع وصل لمرحل''ة لم يس''تطع ‪-‬بم''ا يخص قض''اياه المص''يرية‪-‬‬
‫أن يفعل عقله للتفكير‪ ،‬ولسانا ً ال ينقد ‪ ،‬وأذنا ال تسمع‪ ،‬وعينا ال ترى‪ ،‬وعليه فإن المجتمع اص''بح‬
‫يبحث في هذه القضايا كالعميان والطرش والخرسان‪.‬‬
‫إن النقد المقدم للخارج‪ ،‬فإنه يجب متابعة التطور والعمل الذي يحصل بخصوصه في داخ''ل التنظيم‪،‬‬
‫وفقط من خالل هذا الشكل فإن النقد يخرج من إطار االتهام وبأخذه شكله الطبيعي ويصل لدرجة‬
‫كونه فكرة ومفهوم يجب تطبيقها‪.‬‬
‫عندما ال يتم استعمال النقد على أساس الواقع وبشكل صحيح‪ ،‬فعندها حتى ولو تم نقد الشيء الخاطئ‬
‫فإنه لن يستطيع أن يغير او يفيد‪ ،‬أي أن ه''ذا التعب والجه''د كل''ه س''يذهب س''دى‪ .‬إن تم اس''تعمال‬
‫النقد من ناحية واحدة فقط فلن يص''بح بن'اءاً ومفي''دا وس''يلغى دوره‪ ،‬النق'د في أساس'ه ه''و إظه'ار‬
‫الخاطئ والقديم وغير المفيد وتقديم البديل المفيد عوضا عنه‪.‬‬
‫عندما نتحدث عن النقد والنقد الذاتي في التنظيم وكيف يتم استعماله؟ عندما يتم اس''تعمال النق''د والنق''د‬
‫الذاتي منم أجل الهدف الواقعي الصحيح فإنه يدفع التنظيم التخاذ بني''ة ص''حية ويس''تطيع معالج''ة‬
‫المرض‪ .‬ولكن عندما ال يتم استعماله بش''كل ص''حيح وال يك''ون هدف''ه ص''حيحاً‪ ،‬فه''و ق''ادر على‬
‫التخريب وإحداث الضرر وسيخلق بنية غير صحية في التنظيم‪ ،‬ولهذا فإن أعضاء التنظيم لديهم‬
‫هذا السالح ويجب أن يكونوا متمكنين منه عند استعماله‪ .‬فكما أنه يضر عند عدم اس''تعماله وقت‬
‫الحاجة إليه وهمذا أيضا عندما يتم استخدامه بشكل خاطئ‪ .‬واألكثر أهمية من وجود هذا الس''الح‬
‫هي معرفة استعماله‪ ،‬فال يمكن التخلي عن هذا السالح ضمن حياة التنظيم وأعماله‪.‬‬
‫كما ناقشنا س'ابقا ً عن'دما يتم اس'تعماله بش'كل اته'ام ولكن في أساس'ه فس'يتمكن م'رة أخ'رى من تق'ديم‬
‫الصحيح ضد الخ''اطئ‪ ،‬ويجب أال يتم اس''تعمال ض''من التنظيم بش''كل فوض''وي واعتب''اطي‪ ،‬ب''ل‬
‫بشكل بناء‪ .‬وكون مجتمعنا لم يستعمل خاصية النق''د أو يتعلمه''ا فعلي''ه نحن أيض''ا نعيش ص''عوبة‬
‫في تطبيقها‪ .‬وعليه فعند تقديم النقد إما يتم تخريب كل شيء أو يقدم كل شيء بش''كل س''لبي‪ .‬أو ال‬
‫يتم استعمال النقد أبداً ويصبح العضو مث''ل األعمى واالط''رش واالخ''رس ض''د األخط''اء‪ .‬وه''ذا‬
‫أيضا يظهر ضمن التنظيم‪ ،‬فعوضا عن أن يتم استخدام النقد والنقج ال''ذاتي بين األعض''اء له''دف‬
‫أساسي فإنه يعمل على اإلساءة والتبلي لرفاقه وهذا ي''ؤدي إلى زي'ادة الم''رض والض'رر‪ '.‬أو أن''ه‬
‫يتم الكشف عن المرض ولكن يتم التستر عليه فيبقى ذلك المرض موجودا ليتطور وينتشر ضمن‬
‫التنظيم‪ .‬يوجد أشخاص يتهربون من النقد بغية أال يتلقوا النقد أيضا‪ ،‬وعندما يكون العض''و به''ذا‬
‫الشكل يعتقد بأنه ليس له أخطاء وال يمكن نقده‪ ،‬وحتى عندما يقدم نقده الذاتي فيك''ون بغ''ير جدي''ة‬
‫ومن أجل أن يخلص نفسه‪ ،‬أي أنه يصبح بمفهوم تقديم النقد والنقد الذاتي بدون لعمل الحق''ا ً على‬
‫تطويرها‪ ،‬وهذا المفهوم فاشل‪ ،‬ولهذا فعلى األعضاء عدم إفس''اح المج''ال الس''تعمال النق''د والنق''د‬
‫الذاتي بهذا المفهوم‪.‬‬

‫من أجل أن ت''درس القض''ايا والتناقض''ات داخ''ل الح'زب‪ ،‬ومن أج''ل تط'بيق الق''وانين ومعرف'ة م'دى‬
‫صحتها وتطبيقها فإن النقد مهم من اجل هذا الموضوع‪ ،‬ولكننا ال نعني أن الش''خص يس''تطيع ان‬
‫ينقد كل شيء (مثال ‪ :‬تقديم النقد لشخص ليس مرتبط بالواجب معي أو ال أعرف''ه جي''داً)‪ .‬اللج''ان‬
‫والمجموعات واألشخاص الذين يخطئون داخل التنظيم يجب نقدهم عندما يخطئون حتى ينتبه''وا‬
‫ويتيقظوا‪ ،‬ولكن هناك فرق بين نقد وآخر‪ ،‬فهناك نق''د يط''ور ويفي''د التنظيم‪ ،‬ونق''د يجلب الض''رر‬
‫لمفهوم التنظيم‪ ،‬النقد البناء يحتاج''ه التنظيم لعمل''ه‪ ،‬ولكن النق''د الس''لبي يجلب الض''رر والتهلك''ة‪،‬‬
‫ولهذا فيجب أن يكون النق''د على أس''اس الق''وانين والنظ''ام ال''داخلي للتنظيم‪ ،‬وعلى أس''اس وبني''ة‬
‫تقوية وتطوير التنظيم‪.‬‬
‫النقطة األخرى المهمة من ناحية النقد‪ ،‬هي معرفة ال''وقت المناس''ب للنق''د‪ ،‬وأين يق''دم وب''أي طريق''ة‪،‬‬
‫وإال فإن النقد في المكان والزمان غير المناسبين سيجلب الض''رر أك''ثر من الفائ''دة‪ ،‬وله''ذا يجب‬
‫التنب''ه والتيق''ظ لع''دم الض''غط على التنظيم‪ ،‬وان ال يتمكن الع''دو من اس''تعمال ه''ذا الس''الح ض''د‬
‫التنظيم‪ .‬وهذا ال يعني االبتعاد أو رفض النقد بل اختيار الوقت والش'روط المناس'بة لتقديم'ه‪ .‬ف'إذا‬
‫كانت الشروط غير مالئمة يجب انتظار الوقت المناسب‪( ،‬مثال‪ :‬عند وجود أشخاص غرباء عن‬
‫التنظيم او أعضاء ليس لهم عالقة بالعمل الحالي فمن الخطأ تق''ديم النق''د أم''امهم‪ .).‬ويجب أال يتم‬
‫تقديم النقد بهدف النقد فقط‪ .‬ويجب أال ننسى أن هدف النقد هو تقوي''ة التنظيم وليس إض''عافه‪ ،‬فال‬
‫يجب أن يؤدي لخلق تناقض ضمن التنظيم‪ .‬فالنق''د ه''و أس''لوب الث''وري ال''ذي يس''تعمله من اج''ل‬
‫التغيير‪.‬‬
‫النقد الذاتي هو تقديم الشخص النقد للمف''اهيم القديم''ة الموج''ودة عن''ده به''دف االنتق''ال لحي''اة ومف''اهيم‬
‫جديدة‪ ،‬وضمن التنظيم الثوري فسالح النقد الذاتي أساسي ومهم للمعيشة كامل''ة وي''دفع الش''خص‬
‫نحو التطور‪ ،‬جدية العضو نراها من خالل الموق''ف ال''ذي يض''عه أم''ام خط''أه‪ ،‬ف''إذا ك''ان يحس‬
‫بالمسؤولية تجاه الشعب والث''ورة والتنظيم فإن''ه س''يحاول من ك''ل قلب''ه أن يلغي أخطائ''ه ويواج''ه‬
‫مسبباتها‪ ،‬ال يجب على العضو ال'ذي يق'ر بخط'أه ويطلب إعط'اءه فرص'ة أخ'رى أن يع'ود م'رة‬
‫أخرى الرتكاب نفس الخطأ‪ ،‬ولكن الشخص الثوري هو من يع''رف ويق''ر بخط''أه ويتخ''ذ الق''رار‬
‫بحقها من أجل تغييرها‪ ،‬ولكن يظهر أشخاص ال يستطيعون من كثرة أخطائهم أن يعملوا عليه''ا‬
‫وبعد ان يقدموا نق'دهم ال'ذاتي يع'ودون م'رة أخ'رى الرتكابه'ا‪ ،‬وه'ذا م'رض ج'دي للعض'و وال‬
‫يس''تطيع لوح''ده معالجت''ه‪ ،‬وهك''ذا فغن العض''و ال''ذي يعيش مث''ل ه''ذا األم''ر يص''بح ض''عيفا في‬
‫مواجهة أخطائه ونواقصه‪.‬‬
‫ال يمكن أن يظهر إنسان ال يخطئ‪ ،‬فمن يقوم بالعم'ل‪ ،‬س'يخطئ حتم'اً‪ ،‬وكم'ا يق'ول لي'نين‪" :‬اإلنس'ان‬
‫العاقل ليس من ال يخطئ‪ ،‬فلم ولن يحدث مثل هذا أبداً‪ ،‬فاإلنسان العاق''ل لن يق''وم بأخط''اء كب''يرة‬
‫جداً‪ ،‬وعندما يخطئ فإنه يعالجها بسرعة‪ . ".‬والنقد الذاتي يأخذ معناه من هذا المفهوم أي معالجة‬
‫اإلنسان ألخطائه‪ ،‬فعندما ال تتم معالجة وتصحيح األخطاء فإن النقد الذاتي سيصبح بدون مع''نى‪،‬‬
‫والعضو الثوري من أجل أن يرفع مستواه ويزي''د قوت''ه ويق''وم بواجب''ه الث''وري يجب أن يكش''ف‬
‫أخطائه للتنظيم ويعمل عليها بجدية ليتجاوزها‪.‬‬
‫إن النقد الذاتي ليس فقط لألشخاص والتنظيمات ‪ ،‬يجب أن يفع''ل ض''من المجتم''ع أيض''ا في مواجه''ة‬
‫األخطاء والنواقص الموجودة‪ ،‬ولهذا يمكن من خالل النقد والنقد الذاتي مواجهة ما فرضه الع''دو‬
‫على شعبنا من تخلف وإنكار للهوية وكل السلبيات األخرى‪ .‬فعندما يحصل مثل ه''ذا التط''ور في‬
‫المجتمع من ناحية النقد والنقد الذاتي فإنه سيؤدي لتطور األشخاص أيضا‪ ،‬وعلي''ه يجب أن نتفهم‬
‫النقد الذاتي بشكل واسع‪.‬‬
‫إن بقيت الشخصية تحت تأثيرات سلبية‪ ،‬وكان تطورها فوضويا فإن الشخص يجب أن ي''راقب نفس''ه‬
‫بشكل مس''تمر ويكش''ف أخطائ''ه ويعالجه''ا‪ ،‬أي يجب أن يفع''ل حال''ة النق''د والنق''د ال''ذاتي بش''كل‬
‫مستمر‪ .‬فعندما يتم اكتشاف األخطاء والس''لبيات بس''رعة يمكن حله''ا بس''هولة‪ ،‬مثال ف''إن العض''و‬
‫الذي يستعمل أسلوب خاطئ مع الشعب يمكن كشفه بسهولة ويتم العمل على معالجته‪.‬‬
‫إن قانون النقد ال''ذاتي مهم للث''ورة فل''ذلك يجب احتض''انه‪ ،‬ويس''تعمل بش''كل ص''حيح كس''الح أساس''ي‬
‫وجوهري للثورة‪ ،‬ولكنه حتى اآلن تم استعماله ضد الخارج ‪ ،‬وهي وسيلة من أجل التغطية على‬
‫األخطاء الشخصية‪ .‬ولكن عندما نقول بأن النقد الذاتي سالح فمن المهم أن يتم استعماله ليتخلص‬
‫الشخص من أخطائه وسلبياته‪.‬‬
‫ال يجب استعمال النقد والنقد الذاتي في اوقات ومراح''ل معين''ة فق''ط من عم''ل النض''ال‪ ،‬ب''ل يجب أن‬
‫نكون جاهزين الستعماله بشكل دائم‪ ،‬ويجب ان نستعمله في النضال من أجل خلق شخصية قوية‬
‫قادرة على تحمل مسؤوليتها التاريخية‪ ،‬وهو شرط أساسي لكل ش''خص ي''دخل في التنظيم‪ ،‬ولكي‬
‫نتخلص من التخلف الكب''ير ال'ذي نعيش''ه كمجتم''ع يجب أن نس''تعمل س'الح النق''د والنق''د ال''ذاتي‪،‬‬
‫وليس لنا غ''يره به''ذا اإلط''ار‪ ،‬وعلي''ه ف''إن ه''ذا الس''الح يجب ان نس''تخدمه بش''كل بن''اء وبه''دف‬
‫التطوير‪ ،‬وال يتم استعماله في مكان واحد فقط بل في مج''االت مختلف'ة‪ ،‬وعلى العض''و أن يتمكن‬
‫ويتعلم هذا الس'الح من كاف'ة نواحي'ه لكي يس'تطيع ان يص'ل إلى هدف'ه من خالل'ه‪ .‬فكلم'ا أص'بح‬
‫خبيرا ومتمكنا ً منه كلما تمكن من معالجة األم''راض واألخط'اء‪ ،‬وعلي''ه ف'إن أهمي'ة س''الح النق''د‬
‫والنق''د االتي وتفعيل''ه يجب فهمه''ا به''ذا اإلط''ار ويجب على األعض''اء اتخ''اذه خاص''ية أساس''ية‬
‫النفسهم‪.‬‬

‫‪ .7‬االنضباط‪:‬‬
‫هو العمل وفق القوانين‪ ،‬ليس بالكالم وبشكل سطحي ‪ ،‬بل بالعمل بعم''ق على أس''اس الق''وانين وروح‬
‫التنظيم على أسس الخط السياسي والنظري‪ .‬وهو إجادة العمل بما يلي''ق لحقيق''ة التنظيم ‪ ،‬فمن ال‬
‫يكون منضبطا لن يستطيع إظهار وتبيان حقيقة تنظيمه‪ ،‬ولهذا فإن الش''خص ال''ذي ال يرتك''ز إلى‬
‫االنضباط لن يتمكن من أن يصبح شخصية مقبولة بين الشعب والتنظيم‪.‬‬
‫االنضباط يجمع كاف''ة الخص''ائص ال''تي تكلمن''ا عنه''ا ح''تى اآلن‪ ،‬ف''إن لم يتواج''د االنض''باط ال يمكن‬
‫للمركزية الديمقراطية والعمل الجماعي والنقد والنقد الذاتي ان يتفعلوا بشكل ص''حيح ولن يك''ون‬
‫لهم مع'نى‪ ،‬وبنفس اإلط'ار ف'إن عض'و التنظيم إن لم يس'تطع االل'تزام ب'أوامر وتعليم'ات التنظيم‬
‫وتطبيقها‪ ،‬وتنظيم برنامجه فيكمل عمل الشهر خالل سنة‪ ،‬وال يعقد اجتماعاته ويؤخرها‪ ،‬فعن''دما‬
‫يعيش مثل هذا التشتت فإما المشكلة في التنظيم أو أن ذلك العضو ال يلي''ق بمرك''زه ومس''ؤوليته‪،‬‬
‫وهو غير قادر على أداء واجبه‪ .‬العضو الجي''د ه''و المنض''بط‪ ،‬فق''د انتهى ولم يتط''ور االنض''باط‬
‫ضمن الشعب السرياني اآلشوري ‪ ،‬ولهذا فإن األشخاص قانعون بما يقولون ويفكرون ويعمل''ون‬
‫على أساسها‪ ،‬وعليه فمن المهم االلتزام وتطبيق االنضباط بمثل هذه الحال''ة‪ ،‬حيث ال يمكن تنطيم‬
‫مثل هذه الفوضى إال من خالل القوانين واالنضباط‪.‬‬
‫عن''دما نق''ول انض''باط تنظيمي فليس انض''باطا دوغمائي''ا مقولب''اً‪ ،‬ب''ل على أس''اس ق''وانين التنظيم‬
‫وج''وهره‪ ،‬حيث يجب أن يرتب''ط بوح''دة الرغب''ة ‪ ،‬وله''ذا لم يف''رض على الش''خص على دخ''ول‬
‫التنظيم وطلب منه تطبيق قوانينه‪ ،‬بل التزم وانتمى للتنظيم بإرادته وعليه االلتزام بقوانينه‪.‬‬
‫ال يعني االنضباط االلتزام بالقرارات التي تتوافق مع رغبة الشخص وأهوائ''ه‪ ،‬ب''ل أساس''ه ق''ائم على‬
‫االلتزام بتطبيق الق''رارات والق'وانين جميع'اً‪ ،‬ح'تى ال''تي تتع''ارض م'ع أفك''اره‪ ،‬حيث يمكنن'ا أن‬
‫نعرف مدى التزام الشخص باالنضباط من خالل تطبيقه وتفعيل''ه لق''رارات التنظيم‪ .‬فاالنض''باط‬
‫يعني ارتباط إرادة الشخص بالمؤسسة المرتبطة بالقيادة‪ .‬وله''ذا ف''إن األش''خاص والمؤسس''ات ال‬
‫تستطيع ان تفصل نفسها عن التنظيم وتتحرك بشكل منفرد‪ ،‬وللمحافظة على صحة التنظيم هناك‬
‫أشكال مختلفة للقوانين يتم إدراجها في النظام ال''داخلي‪ ،‬وعلى أساس''ها يق''وم األش''خاص بعملهم‪،‬‬
‫وفقط من خالل انضباط الشخص سيتمكن من القيام بواجبه ومسؤوليته‪.‬‬
‫الجيش التركي يحافظ على نفسه من خالل انضباط العبودي''ة‪ ،‬وعلى ال''رغم من وج''ود الظلم والش''دة‬
‫في أساسه‪ ،‬ولكنه يحافظ من خالل هذا االنضباط يقوم بعمله ويحافظ على وجوده‪ ،‬أما بالنسبة لنا‬
‫فانضباطنا ليس قائما على الفرض ‪ ،‬بل نحتاج إلى انضباط يدفع األشخاص للحركة بقرار واحد‪،‬‬
‫فإن اس''تمر وج''ود جيش ق''ائم على الف''رض فإنن''ا بانض''باط ث''وري ق''ائم على المعرف''ة والرغب''ة‬
‫والتضحية سنتمكن من القيام بالكثير من األمور‪ .‬فإذا كان تنظيمنا من خالل عدده الص''غير ق''ادر‬
‫على إدخ''ال أش''خاص ك''ثر في الحرك''ة والعم''ل فإن''ه س''يتمكن الحق''ا وفي المس''تقبل من إدخ''ال‬
‫اآلالف في العم''ل‪ .‬ف''إذا ك''ان التنظيم غ''ير ق''ادر على إدخ''ال وإش''راك ع''دد ص''غير في الحرك''ة‬
‫ويبطق االنضباط عليهم ففي المستقبل لن يتمكن من تنظيم أعداد كب''يرة من الش''عب‪ .‬التنظيم ه''و‬
‫انضباط بحد ذاته‪ ،‬ولكي يتمكن من السير وإدخال أعضائه في النشاطات فهو بحاجة إلى قوانين‪،‬‬
‫وعندما ال يتواجد هذا األمر فال يمكن خلق وحدة تنظيمية ووحدة لألعضاء‪ ،‬فالتنظيم يعني وحدة‬
‫النشاط ‪ ،‬واالنضباط هو إحدى األساسيات التي تدعم وتقوي هذه الوحدة‪.‬‬

You might also like