Professional Documents
Culture Documents
أ.مها الحربي.
أهم المحاور في موضوع
الفكر االجتماعي في بالد الهند:
• -1مقدمة
• -2الفكر االجتماعي الهندي من خالل قوانين مانو.
-1المقدمة:
• -1ظلت الهند إلى العصور الحديثة لغزا غامضا ال يعرف
العلماء الغربيون من حضارتها وتاريخها شيء إال ما كتبه
المجسطي فقد وصف هذا المؤرخ بالد الهند وصفا ممتعا و
أعطى صورة واضحة لمظاهر الحضارة التي عاصرته في
عهد الملك (نشاندر اجوتيا)الذي ناهض جيش االسكندر بعد
وفاته وأقام دعائم مملكته على انقاض السلطان المقدوني.
• -2في عام 1924م أعلن (مارشال) أن أعمال الحفر والتنقيب التي
يقوم بها في منطقة (موهنجو دارو) التي تقع في الضفة الغربية من نهر
السند أدت إلى اكتشاف بقايا وآثار دلت على وجود مدينة بالغة الرقي.
• وأثبت أنه كانت هناك صالت تجارية ودينية بين هذه المنطقة وبالد
سومر.
• وهذه البحوث واالكتشفات صححت كثير من المعلومات عن بالد الهند
و وفرت مادة غنية عن نظمها وتقاليدها ومعتقداتها ومظاهر
حضارتها .وابرز هذه المصادر التي أوضحت الناحية االجتماعية بشكل
واضح ومركز هي قوانين مانو .والتي سنعتمدها في الحديث عن الفكر
االجتماعي في الهند.
-2قوانين مانو
• -1تعتبر هذه القوانين أقدم التشريعات في الهند.وتتألف من
2685بيتا من الشعر وهي منسوبة إلى شخصية خرافية
تصورها النصوص في صورة أنه صغير تلقى الوحي عن
براهما نفسه .ويبدو أن هذه القوانين من وضع جماعة البراهمة
تصدوا من تدوينها الحرص على تعليم األجيال القادمة أوضاع
الحياة االجتماعية وقواعد للسلوك االجتماعي واإلبقاء على
قواعد العرف والتقاليد ((ذراماشا سترا)) التي كانت تنظم
العالقات بين الطبقات وتحدد المعامالت بين األفراد .للذلك هذه
القوانين أقرب إلى التشريع الخلقي منها إلى التشريع القانوني .
• -2كانت سلطة حكام الهند من خالل هذه القوانين دكتاتورية ال تقبل
إال تدخل طبقة رجال الدين من البراهمة نظراً لما يتمتعون به من
مركز خارق للعادة نصت عليه الشرائع المقدسة .
• وكان هذا النظام القائم على الضغط واستبعاد األفراد مرتكز على
فكرة الجزاء.فهو المبدأ الواقي لمثل هذا النوع من الحكم .وقد استغل
الحكام خوف المواطنين في ظل الحكم الديكتاتوري فبالغوا في تقرير
الجزاءات وتوقيع العقوبات واستندوا في هذا الجانب إلى ما جاء في
قوانين مانو من نصوص تشيد بفضل (الجزاء)في حفظ الكيان
االجتماعي واستقرار النظام .وتخاطب هذه النصوص (الجزاء)على
أنه ظل اإلله.
• -3يمتاز النظام االجتماعي في الهند القديمة بأنه طبقي حدد
الدين قواعده ورسم حدوده بدقة ونظم عالقات كل طبقة بما
عداها من الطبقات االجتماعية ولهذا التقسيم الطبقي نتيجتان:
-1وراثة وجمود الوضع االجتماعي الذي ال يمكن أن •
يتغير من األصول إلى الفروع.
-2الخضوع لما تفرضه التقاليد والعرف والدين على •
أفراده كل طبقة من التزامات و وظائف اجتماعية.
-3صورت المانوية نظام الطبقات على أنه وحي اإلله •
براهما نفسه وأن كل طبقة تمثل جزءا أجزائه الخالدة.
وتنقسم هذه الطبقات في المجتمع إلى 4طبقات : •
-1طبقة البراهمة وهي طبقة رجال الدين وتمثل هذه الطبقة •
راس اإلله.
-2طبقة الكشاترية وهي طبقة المحاربين وتمثل ذراع اإلله. •
-3طبقة الفياز وهي طبقة التجار والصناع وتمثل فخذ اإلله . •
-4طبقة السودرا وهي طبقة العبيد واألرقاء وتمثل قدم اإلله. •
وعلى أساس هذا التقسيم يتفاوت أفراد المجتمع في الثراء والمركز االجتماعي والحرية •
الشخصية والسياسية.
بمعنى أن الكهنة والبراهمة هم أكثر أفراد المجتمع انتيازا وهم الذين يستأثرون بالسلطة •
والنفوذ معتمدين في ذلك على أفراد الطبقة الثانية الذين يدافعون عنهم ويشدون أزرهم
ويحافظون على هيبتهم االجتماعية .
بالنسبة ألفراد الطبقة الثالثة وظيفتهم تتمثل في فالحة األرض وتربية الماشية ومزاولة •
التجارة والصناعة.
أما الطبقة الرابعة فليس لها وظيفة إال خدمة الطبقات السابقة خاصة الطبقة األولى. •
وحرمت الطبقة الثالثة والرابعة من الحرية السياسية ومن حق أفرادها من الوصول •
لكرسي الحكم أو التمتع بأي سلطة اجتماعية .
باإلضافة إلى األربع الطبقات المذكورة المانوية توجد في بالد الهند طبقة دنيا هي طبقة •
(الباريا) أو المنبوذين.
• وتتكون من قبائل وطنية لم ترتد عن ديانتها الفطرية ولم
تعترف بسمو البراهمة. .
• وتتكون ايضا هذه الطبقة من :أسرى الحروب ,االفراد الذين
أصبحوا عبيدا وأرقاء نتيجة توقيع جزاءات عليهم.
• وقد أخذت هذه الطبقة في النمو والزيادة حتى بلغت في
العصر الحديث اربعين مليون.
• -4من خالل تتبع تاريخ الطبقات في الهند القديمة نجد أن المنزلة
االجتماعية لكل منها قد تطورت تبعا ً لظروف الحياة االجتماعية وتبعا ً
الختالف الديانات والعقائد.
• ففي أوقات الحروب الوطنية التي نشأت منذ أقدم العصور بين السكان
األصليين والنازحين من الشمال كانت الطبقة التي تملك الزعامة
وتحتل المرتبة األعلى في المجتمع (طبقة المحاربين)( .ألن حاجة
المجتمع كانت تتمثل في وجود فئة محاربة تعمل على تحقيق األمن
في تلك الحقبة الزمنية والتي تميزت بالحروب واالضطرابات .
• ولما استقرت األمور في بالد الهند وشغلهم التفكير الصوفي والديني
وتعقدت الطقوس واإلجراءات الدينية كانت الطبقة التي تملك
الزعامة والمرتبة األعلى هي طبقة البراهمة (رجال الدين)
• -5بحث كثير من المفكرين عن أصل وسبب هذا التقسيم الطبقي
الجامد في بالد الهند منذ العصور القديمة وتوصلوا إلى عدد من
األفكار...وكان أهم هذه األفكار التفسيرية لسبب وجود الطبقية في
الهند ...كان سبب تاريخي اجتماعي يتمثل في ( :أن بالد الهند منذ
العصور القديمة كانت هدفا ً لهجرات وغزوات متالحقة من الجنس
اآلري الذي هبط عليها من الشمال ولما وجد اآلريون أنهم أقلية
وخافوا على خصائصهم المميزة لجأوا إلى تحريم الزواج خارج
حدود جنسهم )..
• كانت هذه الظاهرة هي أول نواة للتقسيم الطبقي الذي قام في بدايته
على أساس اللون والحالة االجتماعية.
• -6ظهرت الديانة البوذية في بالد الهند في حقبة زمنية
متقدمة وهي ديانة ثورية تطورية وتفرعت عن البراهمة
الجامدة( .وقد ولدت منها كما ولدت البروتستانتية في أحضان
الكاثوليكية)
• -7نقاط اإلختالف بين الديانة البوذية والبراهمية :
• -1تتميز البوذية عن البراهمة من الناحية األخالقية
فالبراهمية قامت على عدم المساواة والجمود الطبقي بينما
البوذية نادت بوجوب المساواة بين المواطنين .
• -2دعت البوذية جميع األفراد إلى االشتراك في الطقوس
والعبادات على عكس البراهمة فقد كانت تقصر الحياة الدينية
على طبقة رجال الدين من البراهمة.
• -8لم يقصد هذا المذهب في بداية ظهورة إلى إلغاء الطبقات
ولم يفكر في تغييره ولم تهدف إلى مهاجمة النظام السياسي
القائم ولكن روح تعاليمه أدات بطبيعتها إلى زوال كثير من
القيود االجتماعية وخففت من حدة الفواصل التي كانت
موجودة بين مختلف الطبقات االجتماعية.
• فقد دعت إلى المساوة الدينية واالجتماعية وأن ال فرق بين
الفقراء واألغنياء كلهم سواء ,ورجال الزراعة والصناعة
جميعهم مواطنون فضالء لهم الحق في المشاركة في الحياة
الدينية .
• -9وقد أعلن زعماء البوذية فيما بعد حربا ً على نظام
الطبقات ..ودعوا إلى إلغائه والقضاء على االمتيازات التي يتمتع بها
فريق من الشعب دون غيره وشددوا اإلنكار على طبقة البراهمة .
• -10الخالصة:
• أن الفلسفة الهندية بشكل عام لم تهتم بالحياة الدنيا بل وجهت أفكار
األفراد إلى العالم اآلخر.وصورت لهم هذا العالم في صورة غير
سامية واعتبرت الحياة شرا من الشرور يجب التخلص منه .وزينت
لهم الحياة اآلخرة واعتبرته الخير األعظم والمطلب األساسي .فكان
توجهه ديني بحت بعيد إلى حد كبير عن التربية االجتماعية .