You are on page 1of 85

‫الجزء ّ‬

‫الثاني‬
‫ف ّ‬
‫الثامن‬ ‫الص ّ‬
‫ّ‬
‫‪8‬‬

‫ﻳﺴﺮ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻣﻠﺤﻮﻇﺎﺗﻜﻢ ﻭﺁﺭﺍﺋﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬

‫ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ‪E-mail: Humanities.Division@moe.gov.jo :‬‬


‫بناء على قرار‬ ‫قررت وزارة التربية والتعليم تدري�س هذا الكتاب في مدار�س المملكة الأُر ُد ِ‬
‫نية الها�شمية جميعها‪ً ,‬‬ ‫ّ‬
‫بدءا من العام الدرا�سي ‪2016‬م‪2017/‬م‪.‬‬
‫مجل�س التربية والتعليم رقم (‪ ،)2016/46‬تاريخ ‪2016 /3/6‬م‪ً ،‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة لوزارة التربية والتعليم‬


‫عمان – الأرد ّن‪� /‬ص‪ .‬ب‪1930 :‬‬ ‫ّ‬

‫رقم الإيداع لدى َدائ َِرة املكتبة الوطنية‬


‫(‪)2016/3/1196‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ISBN 978-9957-84-682-4‬‬

‫�أ�شرف على ت�أليف هذا الكتاب كل من‪:‬‬


‫(رئي�ســــا)‬
‫ً‬ ‫�أ‪.‬د‪� .‬سالمة �صالح النعيمات‬
‫د‪ .‬فايـــــــ��ز محـــــمـــ��د الربيــــــع‬ ‫�أ‪.‬د‪ .‬عليــان عبــد الفتاح الجالودي‬
‫�أ‪.‬د‪� .‬صالح محم��د خليل الروا�ضية‬ ‫�أ‪.‬د‪�.‬سليمانعبدالعبداهللالخراب�شه‬
‫(مقررا)‬
‫ًّ‬ ‫د‪� .‬أ�سمى ال�شراب العبادي‬ ‫د‪� .‬شافـــ��ي مو�ســــ��ى الطوالبــــة‬

‫قام بت�أليفه كل من‪:‬‬


‫نهاية عبـــــد الرحمــــن‬ ‫نائل عبد الحميد الرقب‬
‫د‪ .‬خالد محمد العمايـرة‬ ‫د‪ .‬مزهر �شاهر الرحامنــة‬

‫التحري��ر الفني ‪ :‬ن��داء ف���ؤاد �أب��و �شن��ب‬ ‫التحرير العلـمي‪ :‬د‪� .‬أ�سمى ال�شراب العبادي‬
‫الـــــر�ســــــــــم ‪� :‬إبراهي��م محم��د �شاك��ر‬ ‫التحريـر اللغوي ‪ :‬عبد الرحيم عبداهلل ب�شارات‬
‫الإنــــــــتـــــاج ‪ :‬عل��ي محم��د العوي��دات‬ ‫الـتـــ�صــمــــيــم ‪ :‬فخــري مو�ســـى ال�شبــــول‬

‫راجـــــعـــــهـــا ‪ :‬د‪� .‬شـافـي مـو�سـى الطوالبـة‬ ‫دقّــق الطــباعــة ‪ :‬د‪� .‬أ�سمى ال�شراب العبادي‬

‫‪1437‬هـ ‪2016 /‬م‬ ‫ال ّطبعة الأُ ولى‬


‫‪2019 - 2017‬م‬ ‫�أعيدت طباعته ‬
‫المحتويات‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫قائمة‬
‫الجزء الثاني‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫الصفحة‬ ‫ُ‬
‫الموضوع‬

‫‪4‬‬ ‫المغولي)‬
‫ُّ‬ ‫والغزو‬
‫ُ‬ ‫(مظاهرها‬
‫ُ‬ ‫الوِ حـــــ َد ُة ّ‬
‫الرابع ُة‪ :‬ال ّدول ُة العبا�سيّ ُة‬
‫‪6‬‬ ‫العبا�سي ِة‪.‬‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫واالجتماعي ُة في ّ‬ ‫االقت�صادي ُة‬
‫ّ‬ ‫الـــد ْر ُ�س ا َ‬
‫لأ َّو ُل‪ :‬الحيا ُة‬ ‫َّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪16‬‬ ‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ولة‬‫الد ِ‬
‫والح�ضاري ُة في ّ‬
‫ّ‬ ‫الفكري ُة‬
‫ّ‬ ‫المظاهر‬
‫ُ‬ ‫الـــد ْر ُ�س ال ّثاني‪:‬‬
‫َّ‬
‫‪24‬‬ ‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫�ضعف ّ‬ ‫ُ‬ ‫الث‪:‬‬
‫الــد ْر ُ�س ال َّث ُ‬ ‫َّ‬
‫‪31‬‬ ‫المغولي‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫الغزو‬
‫ُ‬ ‫الرا ِب ُع‪:‬‬
‫الــد ْر ُ�س ّ‬
‫َّ‬

‫‪40‬‬ ‫الوِ حــ َد ُة الخام�س ُة‪ُ :‬‬


‫تاريخ الأندل�س وح�ضارتُها‬
‫‪42‬‬ ‫أندل�س (‪92‬هـ‪711/‬م)‪.‬‬
‫�سالمي لل ِ‬‫ُّ‬ ‫الـــد ْر ُ�س الأَ َّو ُل‪ُ :‬‬
‫الفتح إال‬ ‫َّ‬
‫‪49‬‬ ‫أندل�س‪.‬‬
‫الم�سلمين في ال ِ‬
‫َ‬ ‫تاريخ‬
‫ُ‬ ‫الـــد ْر ُ�س ال ّثاني‪:‬‬
‫َّ‬
‫‪56‬‬ ‫أندل�س‪.‬‬
‫دارة في ال ِ‬ ‫وال ِ‬
‫الحكم إ‬
‫ِ‬ ‫نظام‬
‫الث‪ُ :‬‬‫الــد ْر ُ�س ال َّث ُ‬ ‫َّ‬
‫‪62‬‬ ‫أندل�س‪.‬‬
‫واالجتماعي ُة في ال ِ‬
‫ّ‬ ‫االقت�صادي ُة‬
‫ّ‬ ‫ابع‪ :‬الحيا ُة‬
‫الر ُ‬
‫الــد ْر ُ�س ّ‬
‫َّ‬
‫‪70‬‬ ‫أندل�س‪.‬‬
‫مرانية في ال ِ‬
‫والع ّ‬‫أدبي ُة ُ‬
‫العلمي ُة وال ّ‬
‫ّ‬ ‫الخام�س‪ :‬الحيا ُة‬
‫ُ‬ ‫ر�س‬
‫الد ُ‬
‫ّ‬
‫‪80‬‬ ‫راجع‪.‬‬ ‫قائم ُة الم�صاد ِر َ‬
‫والم ِ‬
‫‪4‬‬
‫ُ‬
‫ابعة‬ ‫الو ْح َد ُة ّ‬
‫الر‬ ‫ِ‬

‫ال ّدول ُة العبا�س ّي ُة‬


‫غولي)‬
‫الم ُّ‬ ‫(مظاهرُها والغزو َ‬

‫ور ِة �أعاله‪.‬‬
‫ال�ص َ‬ ‫ف ما ِ‬
‫ت�شاه ُد ُه في ّ‬ ‫ِ�ص ْ‬
‫ام ُة للوِ ْح َدةِ‬
‫الع َّ‬
‫ات َ‬ ‫ال ِّن َ‬
‫تاج ُ‬

‫بالواجب��ات والأَن�شط ِة الوارد ِة فيها‪،‬‬


‫ِ‬ ‫َّالب بَع َد درا�س ِة هذ ِه الوِ ح َد ِة‪ ،‬وال ِقيا ِم‬
‫م��ن الط ِ‬
‫يُتَ َوق َُّع َ‬
‫� ْأن‪:‬‬
‫ِ‬
‫الوحدة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والم�صطلحات الوارد َة في‬ ‫المفاهيم‬
‫َ‬ ‫ي�ستوعب‬
‫َ‬
‫العبا�سي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫واالجتماعي ِة في الع�صرِ‬
‫ّ‬ ‫االقت�صادي ِة‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الحياة‬ ‫مظاهر‬
‫َ‬ ‫يتعر َ‬
‫ف‬ ‫ّ‬
‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫ِ‬
‫�ضعف ّ‬ ‫َ‬
‫عوامل‬ ‫ي�ستنتج‬
‫َ‬
‫ين‪.‬‬
‫العبا�سي َ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫إنجازات الخلفا ِء‬ ‫أهم �‬
‫عد َد � َّ‬
‫ُي ّ‬
‫العبا�سي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫العلمي ِة في الع�صرِ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الحياة‬ ‫تطورِ‬ ‫ِ‬
‫الترجمة في ُّ‬ ‫ِ‬
‫حركة‬ ‫و�ض َح � َأثر‬
‫ُي ّ‬
‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫عن ّ‬ ‫ِ‬
‫الواليات ِ‬ ‫بع�ض‬ ‫ِ‬
‫انف�صال ِ‬ ‫العوامل الّتي �أ َّد ْت �إلى‬
‫َ‬ ‫ُيح ّل َل‬

‫�سالمي‪.‬‬‫اريخ إال‬
‫جالوت في ال ّت ِ‬
‫َ‬ ‫عين‬ ‫ِ‬
‫معركة َ‬ ‫نتائج‬
‫يبي َن �أهمي َة ِ‬
‫ّ‬
‫ِّ‬
‫ن�ساني‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وال‬
‫والح�ضاري إ‬
‫ِّ‬ ‫العلمي‬
‫ِّ‬ ‫طورِ‬
‫ين في ال ّت ُّ‬
‫العبا�سي َ‬
‫ّ‬ ‫دور‬
‫ثم َن َ‬
‫ُي ّ‬
‫غولي‪.‬‬
‫الم ِّ‬
‫�صد َي للخطرِ َ‬ ‫ِ‬
‫المماليك في ال ّت ِّ‬ ‫دور‬ ‫ُي ِ ّ‬
‫قد َر َ‬
‫الخارجي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مقاومة الغزوِ‬ ‫ِ‬
‫الوحدة في‬ ‫دور‬
‫قد َر َ‬
‫ُي ّ‬
‫ِّ‬
‫احليا ُة االقت�صاد ّي ُة واالجتماع ّي ُة يف‬ ‫األو ُل‬
‫رس َّ‬‫الد ُ‬
‫ّ‬
‫ال ّدول ِة العبا�س ّي ِة‬

‫� اً‬
‫أول‪ :‬احليا ُة االقت�صاد ّي ُة‬
‫ين‬
‫العبا�سي َ‬
‫ّ‬ ‫اهتمام الخلفا ِء‬
‫ِ‬ ‫العبا�سي ِة نتيج َة‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫االقت�صادي ُة في ّ‬
‫ّ‬ ‫ازدهر ِت الحيا ُة‬
‫َ‬
‫العمل بها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وت�شجيعهم على‬ ‫جارة‪،‬‬ ‫وال�ص ِ‬
‫ناعة‪ ،‬وال ّت ِ‬ ‫راعة ّ‬‫بالز ِ‬
‫ّ‬
‫بنواح هي‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫العبا�سي ِة‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫االقت�صادي ُة في ّ‬
‫ّ‬ ‫وقد تم ّث َل ِت الحيا ُة‬
‫‪ -1‬ال ّزراع ُة‬
‫��ق ال َق َن ِ‬
‫��وات‪ ،‬وكا َن ِت‬ ‫و�ش ِ ّ‬
‫أمروا بحفرِ ال ُت َر ِع َ‬ ‫ِ‬
‫راع��ة‪ ،‬ف� ُ‬ ‫بالز‬
‫ون ّ‬ ‫ا�س��ي َ‬
‫العب ّ‬ ‫الخلفاء ّ‬
‫ُ‬ ‫اهت��م‬
‫َّ‬
‫�ضم ِت‬ ‫ِ‬
‫المناط��ق‪ .‬وقد ّ‬ ‫ِ‬
‫أخ�صب‬ ‫م��ن �‬ ‫ِ‬
‫والفرات ْ‬ ‫نه��ري دجل َة‬
‫بين َ‬ ‫الأرا�ض��ي الواقع ُة َ‬
‫غرافي‬ ‫الج‬ ‫ِ‬
‫وموقعها ُ‬ ‫ِ‬
‫ومياهها‬ ‫ناخها و ُترب ِتها‬ ‫متنوع ٍة ف��ي ُم ِ‬
‫عد ٍة ّ‬
‫أقاليم ّ‬
‫العبا�سي ُة � َ‬
‫ّ‬ ‫الدول�� ُة‬
‫ّ‬
‫ِّ‬
‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫أنواع الأرا�ضي في ّ‬
‫راعي‪.‬ومن � ِ‬ ‫أمر الّذي‬
‫الز ِّ‬ ‫نتاج ّ‬‫تنو ِع إال ِ‬‫�ساعد على ُّ‬
‫َ‬ ‫وه��و ال ُ‬
‫والو ْق ِف‪.‬‬ ‫والخ َر ِ‬
‫اج ّي ُة َ‬ ‫العبا�سي ِة‪ :‬الأرا�ضي ُ‬
‫الع�شرِ ّي ُة‪َ ،‬‬ ‫ّ‬

‫فحفروا‬
‫ُ‬ ‫راعي ِة‪،‬‬
‫الز ّ‬ ‫ِ‬
‫المياه �إلى الأرا�ضي ّ‬ ‫ِ‬
‫و�صول‬ ‫أمين‬
‫العبا�سي ُة بت� ِ‬
‫ّ‬ ‫الدول ُة‬
‫مت ّ‬ ‫اه ّت ِ‬
‫�ص‬‫وح َر َ‬ ‫ِ‬
‫والفرات‪َ ،‬‬ ‫نهري دجل َة‬
‫من َ‬ ‫ِ‬
‫المياه �إليها ْ‬ ‫أجل جرِ‬
‫من � ِ‬ ‫ِ‬
‫القنوات‪ ،‬و�ش ُّقوا ال ُت َر َع ْ‬
‫من‬ ‫ِ‬
‫المياه �إليها ْ‬ ‫َ‬
‫و�صول‬ ‫مدينة بغدا َد � ْأن ي� ِ ّؤم َن‬
‫ِ‬ ‫عند بنا ِء‬
‫المن�صور َ‬
‫ُ‬ ‫الخليف ُة �أبو جعفرٍ‬
‫ِ‬
‫بالتنقيط‪.‬‬ ‫والر ّي‬
‫الم�سقوفة والنواعيرِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القنوات‬ ‫ِ‬
‫أ�ساليب‬ ‫ِ‬
‫ا�ستحداث �‬ ‫ِ‬
‫خالل‬
‫كل‬ ‫العبا�سي ِة ت� ّأم ِل ّ‬
‫ال�ش َ‬ ‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫ا�ستخد َم ْت في ّ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِّي الّتي‬ ‫ِ‬
‫أ�ساليب ِّ‬‫عن �‬
‫المزيد ْ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ولمعرفة‬
‫عما يليه‪:‬‬ ‫آتي‪ُ ،‬ث ّم � ْ‬
‫أجب ّ‬ ‫ال َ‬

‫‪6‬‬
‫الر ِّي في ال ّدول ِة العبا�سيّ ِة‬ ‫بع�ض � ِ‬
‫أ�ساليب ِّ‬ ‫ُ‬
‫القنوات الم�سقوف ُة‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫المياه‪.‬‬ ‫تبخرِ‬ ‫و�س ِق َف ْت ِ‬
‫لمنع ّ‬ ‫لنقل الما ِء ُ‬
‫القنوات ِ‬
‫ُ‬ ‫�أُ َ‬
‫قيم ْت هذه‬
‫واعير‬
‫النّ ُ‬
‫الماء للأعلى‪.‬‬
‫تحمل َ‬‫ُ‬ ‫أثناء دورا ِنها‬ ‫بقو ِة ِ‬
‫دفع تيارِ ال ّنهرِ و� َ‬ ‫تدور ّ‬
‫ُ‬ ‫دواليب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫بالتنقيط‬ ‫ال ِ ّر ُّي‬
‫ال�ش ِ‬
‫جرة‪ ،‬فيجري منها الماء �إلى الأ�صل‬ ‫أ�صل ّ‬
‫عند � ِ‬
‫تو�ض ُع َ‬ ‫أ�سفل َ‬ ‫ا�ستخدام ِج َرارٍ مثقوب ٍة َ‬
‫من ال ِ‬ ‫ِ‬
‫دائما‪.‬‬
‫جريا لطيفا ً‬

‫ور (ال َّز ْرنُ ُ‬


‫وف)‬ ‫الط ُّْنبُ ُ‬
‫بل �أو البقرِ ‪.‬‬
‫ا�ستخدام إال ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خالل‬ ‫من‬
‫باليد �أو ْ‬ ‫دار ِ‬ ‫لرفع الما ِء‪ُ ،‬ت َركّ ُب على البئرِ و ُت ُ‬
‫ُه َو �آل ٌة ِ‬

‫ال�شا ُد ْو ُف‬
‫ّ‬
‫�أداة لرفع الماء من المناطق المنخف�ضة �إلى المناطق المرتفعة‪.‬‬

‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫ِ‬
‫أ�ساليب الرِ ّ ِ ّي في ّ‬
‫بع�ض �‬ ‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪ُ :)1-4‬‬ ‫ّ‬

‫رفع الما ِء‪.‬‬


‫حيث طريق ُة ِ‬
‫من ُ‬ ‫وال�شا ُد ْو ُ‬
‫ف ْ‬ ‫ّ‬ ‫بين ُّ‬
‫الطنبورِ‬ ‫قارن َ‬
‫ْ‬
‫راعي ِة‪،‬‬
‫الز ّ‬ ‫ِ‬
‫ا�ستغالل الأرا�ضي ّ‬ ‫نتاج‬
‫لتح�سين ِ‬
‫ِ‬ ‫العبا�سي ُطرقٌ متعدد ٌة‬
‫ِّ‬
‫ا�س ُت ِ‬
‫خد َم في الع�صرِ‬
‫َ‬ ‫الط ِ‬
‫�إ�ضاف ًة �إلى ُّ‬
‫رق ا ّلتي كا َن ْت موجود ًة في الع�صرِ الأموِ ِّي َ‬
‫وهي‪:‬‬
‫راعي ِة‪.‬‬
‫الز ّ‬ ‫ك�س ٍ‬
‫ماد للأرا�ضي ّ‬ ‫الحيوانات وبقايا ال ّن ِ‬
‫باتات َ‬ ‫ِ‬ ‫روث‬‫با�ستخد ِام ِ‬
‫َ‬ ‫�أ ‪ -‬التّ�سمي ُد‪:‬‬
‫قليم‪ :‬هي �إزالة الأفرع ال�ضعيفة بهدف �إف�ساح المجال للأفرع الأقوى للنمو‪،‬‬ ‫ب‪ -‬التّ ُ‬
‫وال�سماح للهواء بالولوج داخل ال�شجرة‪.‬‬
‫ياح‪.‬‬
‫الر ِ‬
‫من ِّ‬ ‫الم ْز ُر ِ‬
‫وعات َ‬ ‫ِ‬
‫الحفاظ على َ‬ ‫أجل‬
‫من � ِ‬
‫حواجز ُتقام ْ‬
‫ُ‬ ‫ات‪ :‬وهي‬ ‫جـ‪َ -‬‬
‫الم َ�ص َّد ُ‬

‫‪7‬‬
‫راعي ُة‬
‫الز ّ‬ ‫ُ‬
‫المحا�صيل ّ‬ ‫تنو َع ِت‬
‫وقد ّ‬ ‫ْ‬
‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫ناخ َّي ِة في ّ‬
‫الم ِ‬
‫أقاليم ُ‬
‫لتنو ِع ال ِ‬‫تبعا ُّ‬
‫ً‬
‫المحا�صيل‬
‫ِ‬ ‫‪.‬وللتعر ِف �إلى � ِّ‬
‫أهم‬ ‫ُّ‬ ‫العبا�سي ِة‬
‫ّ‬
‫�ص‬‫العبا�سي ِة اقر�أ ال ّن َّ‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫راعي ِة في ّ‬
‫الز ّ‬‫ّ‬
‫عما يليه‪:‬‬ ‫آتي‪ُ ،‬ث َّم � ْ‬
‫أجب ّ‬ ‫ال َ‬

‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪ :)2-4‬الناعورة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫ان‬
‫وعم َ‬
‫واليمن ّ‬ ‫ِ‬ ‫ويثرب‬
‫َ‬ ‫وخ ْي َب َر ووادي ال ُقرى‬ ‫ِ‬
‫العراق َ‬ ‫ا�س ُت ِثم َر ْت زراع ُة ال ّن ِ‬
‫خيل في‬
‫وال�س َف ْر َج ِل‬
‫والخ ْو ِخ َّ‬
‫والتين َ‬
‫ِ‬ ‫والر ِ‬
‫مان‬ ‫عت الفواك ُه المختلف ُة كال ِ‬
‫أعناب ُّ‬ ‫وا إلح�سا ِء‪ ،‬و ُزرِ ِ‬
‫وغيرها‪ ،‬وك ّلها‬ ‫يتون‬ ‫والر َط ُب َّ‬
‫والز ُ‬ ‫َ‬ ‫عير ّ‬ ‫الط ِ‬
‫في ّ‬
‫ُ‬ ‫والذر ُة والأ ْر ُز ُّ‬ ‫وال�ش ُ‬
‫والقمح ّ‬
‫ُ‬ ‫ائف‪،‬‬
‫والب ِ‬
‫رتقال‬ ‫ات ُ‬ ‫الح ْم ِ�ض َي ِ‬
‫العرب زراع َة َ‬
‫ُ‬ ‫والعراق‪ ،‬و� َ‬
‫أدخل‬ ‫ِ‬ ‫وم�صر‬
‫َ‬ ‫ال�ش ِام‬ ‫ُت ْز َر ُع في ِ‬
‫بالد ّ‬
‫أندل�س‪.‬‬
‫وال�ش ِام وال ِ‬
‫مان ّ‬‫وع َ‬ ‫ِ‬
‫العراق ُ‬ ‫من ِ‬
‫الهند و ُزرِ َع ْت في‬
‫الهجري‪،‬ج‪� ،1‬ص (‪.)299‬‬
‫ِّ‬ ‫ابع‬
‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫القرن ّ‬ ‫�سالمي ُة في‬
‫ّ‬ ‫�آدم متز‪ ،‬الح�ضار ُة إال‬

‫العبا�سي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫زمن الع�صرِ‬
‫�سالمي َ‬
‫ِّ‬ ‫العالم إال‬
‫ِ‬ ‫راعي ِة في‬
‫الز ّ‬‫المحا�صيل ّ‬
‫ِ‬ ‫تنو َع‬
‫ُّ‬
‫ال�صناع ُة‬
‫‪ّ -2‬‬
‫ناعات‬
‫ُ‬ ‫تعد َد ِت ّ‬
‫ال�ص‬ ‫وقد ّ‬‫العمل بها‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫و�شجعوا على‬
‫ُ‬ ‫بال�ص ِ‬
‫ناعة‬ ‫العبا�سيون ّ‬
‫َ‬ ‫الخلفاء‬
‫ُ‬ ‫اهتم‬
‫َّ‬
‫من مظاه��رِ ازدهارِ ها‬
‫مظهرا ْ‬
‫ً‬ ‫��ت‬ ‫العبا�سي ِة‪ ،‬ح ّتى � َ‬
‫أ�صبح ْ‬ ‫ّ‬ ‫للد ِ‬
‫ول��ة‬ ‫الم��دن ال ّت ِ‬
‫ابعة ّ‬ ‫ِ‬ ‫ف��ي‬
‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫فيين من �أرج��ا ِء ّ‬ ‫ناع المه��ر َة ِ‬
‫والح ْر َ‬ ‫ال�ص َ‬
‫الم��دن ُّ‬
‫ُ‬ ‫وقد َ‬
‫اجتذ َب ْت‬ ‫االقت�ص��ادي‪ِ ،‬‬
‫ِّ‬
‫بع�ض‬
‫ون َ‬‫العبا�سي َ‬
‫ّ‬ ‫نقل‬ ‫العمل فيها‪� ،‬إ�ضاف ًة �إلى َ‬
‫ذلك َ‬ ‫ِ‬ ‫فر�ص‬ ‫ِ‬
‫ب�سبب توافرِ ِ‬ ‫العبا�سي ِة كاف ًة‪،‬‬
‫ّ‬
‫معها‪.‬‬
‫احتكوا َ‬‫ُّ‬ ‫عوب الأخرى ا ّلتي‬
‫وال�ش ِ‬
‫أمم ّ‬
‫عن ال ِ‬ ‫الح َر ِف ِ‬‫ِ‬

‫‪8‬‬
‫آتي‪ُ ،‬ث َّم � ْ‬
‫أجب‬ ‫كل ال َ‬ ‫العبا�سي ِة ت� ّأم ِل ّ‬
‫ال�ش َ‬ ‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫ِ‬
‫ناعات في ّ‬‫ال�ص‬
‫أهم ّ‬
‫عن � ِّ‬ ‫ِ‬
‫المزيد ْ‬ ‫ِ‬
‫ولمعرفة‬
‫عما يليه‪:‬‬
‫ّ‬
‫ناعات في ال ّدول ِة العبا�سيّ ِة‬
‫ال�ص ِ‬‫أنواع ّ‬
‫� ُ‬

‫تجفيف‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الفاكهة –‬ ‫تجفيف‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الحبوب ‪-‬‬ ‫طحن‬
‫ُ‬ ‫ال�سكرِ –‬ ‫ِ‬
‫وق�صب ّ‬ ‫ِ‬
‫الزيتون‬ ‫ع�صر‬
‫ُ‬ ‫الغذائيّ ُة‬
‫الع�سل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وتمليح ُه – و�إنتاج‬
‫ُ‬ ‫ال�س ِ‬
‫مك‬ ‫ّ‬
‫فار�س و�صناع ُة‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫وب�لاد‬ ‫را�سان‬
‫َ‬ ‫من ُخ‬
‫�صا�ص ْ‬
‫والر ِ‬
‫حا���س َّ‬ ‫ِ‬
‫الف�ضة وال ُّن ِ‬ ‫ا�ستخ��راج‬
‫ُ‬ ‫الم ِ‬
‫عدنيّ ُة‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫أ�سلحة وال ُّت َح ِف والأواني‪.‬‬
‫ال‬

‫وتو�ص ُلوا �إلى‬


‫َّ‬ ‫ين ونقلت بداي ًة �إلى َ�س َم ْر َق ْن َد‬
‫ال�ص ِ‬
‫عن ّ‬ ‫ِ‬
‫الورق ِ‬ ‫العرب ِ�صناع َة‬
‫ُ‬ ‫�أَ َخ َذ‬
‫الو َرقُ‬
‫َ‬
‫قول‪.‬‬ ‫لو ِن َ‬
‫والم ْ�ص ِ‬ ‫الم ّ‬ ‫ِ‬
‫الورق ُ‬ ‫ِ‬
‫�صناعة‬

‫والحريرِ ‪.‬‬
‫ان َ‬ ‫من ال ُق ْط ِن ِ‬
‫والك َّت ِ‬ ‫�صناع ُة ال ِ‬
‫ألب�سة َ‬ ‫ات‬
‫وج ُ‬
‫الم ْن ُ�س َ‬
‫َ‬

‫والتجاري ِة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الحربي ِة‬
‫َّ‬ ‫فن‬
‫ال�س ِ‬
‫مثل‪ُّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫المختلفة ِ‬ ‫�صر ب�صناعا ِتها‬
‫وا�شتهر ْت ِم ُ‬
‫َ‬ ‫فن‬
‫ال�س ُ‬
‫ّ‬
‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫ِ‬
‫ناعات في ّ‬‫ال�ص‬
‫أنواع ّ‬ ‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪ُ � :)3-4‬‬ ‫ّ‬

‫فن في ِم ْ�ص َر؟‬


‫ال�س ِ‬
‫انت�ش َر ْت �صناع ُة ّ‬
‫لماذا َ‬

‫‪ -3‬التّجار ُة‬
‫الخلفاء‬
‫ُ‬ ‫واهتم‬
‫َّ‬ ‫وال�ص ِ‬
‫ناعة‪،‬‬ ‫الز ِ‬
‫راعة ّ‬ ‫العبا�سي ِة نتيج ًة الزدهارِ ّ‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫ن�شط ِت ال ّتجار ُة في ّ‬
‫َ‬
‫وذلك بحماي ِتها‬
‫َ‬ ‫والبحري ِ‬
‫��ة‬ ‫ّ‬ ‫البر َي ِة‬
‫جاري ِة ّ‬ ‫بالط ِ‬
‫��رق ال ّت ّ‬ ‫ِ‬
‫ج��ارة‪ ،‬فاعت َنوا ُّ‬ ‫��ون بال ّت‬
‫العبا�سي َ‬
‫ّ‬
‫جاري ِة‪،‬‬ ‫الط ِ‬
‫رق ال ّت ّ‬ ‫طول ُّ‬ ‫المحط ِ‬
‫ات على ِ‬ ‫َّ‬ ‫أقاموا‬
‫آبار و� ُ‬
‫فحفروا ال َ‬
‫ُ‬ ‫وحرا�س ِته��ا وت�أمي ِنها‪،‬‬
‫ِ‬
‫(الفنادق)‬ ‫والخا َن ِ‬
‫ات‬ ‫جاري َة كال ِ‬
‫أ�سواق َ‬ ‫المرافق ال ّت ّ‬
‫َ‬ ‫المرا ِفئ وو َّف ُروا‬ ‫المنائر في‬ ‫أقاموا‬
‫و� ُ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫واحل‪.‬‬
‫ال�س ِ‬ ‫ِ‬
‫لحماية ّ‬ ‫أ�ساطيل‬
‫ِ‬ ‫واهتموا ب�إن�شا ِء ال‬
‫ُّ‬

‫‪9‬‬
‫ُ‬
‫القوافل‬ ‫أهم المراكزِ التي َت ُح ُّط بها‬
‫من � ِّ‬
‫وحلب والب�صرةُ‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ودم�شق‬
‫ُ‬ ‫��ت بغدا ُد‬
‫أ�صبح ْ‬
‫و� ْ‬
‫من ال ّت ِ‬
‫جارة‬ ‫نوعين َ‬
‫ِ‬ ‫العبا�سي ُة‬
‫ّ‬ ‫عرف َِت ّ‬
‫الدول ُة‬ ‫وقد َ‬
‫ين‪ْ .‬‬
‫وال�ص ِ‬ ‫��ن ِ‬
‫الهند ّ‬ ‫جاري ُة القادم ُة ِم َ‬
‫ال ّت ّ‬
‫وهما‪:‬‬
‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫ِ‬
‫وواليات ّ‬ ‫أقاليم‬
‫بين � ِ‬‫جاري ِة َ‬ ‫�أ ‪ -‬التّجار ُة ال ّداخليّ ُة‪ :‬وهي تبا ُد ُل ِ ّ‬
‫ال�س َل ِع ال ّت ّ‬
‫من‬ ‫ا�سي ِة َ‬
‫مع غيرِ ها َ‬ ‫العب ّ‬
‫ولة ّ‬ ‫الد ِ‬ ‫بين ّ‬ ‫جاري ِة َ‬ ‫ب‪ -‬التّجار ُة الخارجيّ ُة‪ :‬وهي تبا ُد ُل ِّ‬
‫ال�س َل ِع ال ّت ّ‬
‫ين والحب�ش َة والدول َة الب ِْي َز ْنطي َة‪.‬‬ ‫وال�ص َ‬
‫الهند ّ‬
‫ول وخا�ص ًة َ‬ ‫الد ِ‬
‫ّ‬

‫ِ‬
‫لزيارة ُجزرِ‬ ‫غرافيين‬
‫َ‬ ‫الج‬ ‫الر ِ‬
‫حالة ُ‬ ‫أمام ّ‬
‫الطريق � َ‬
‫َ‬ ‫البحري ُة‬
‫ّ‬ ‫جاري ُة‬
‫حالت ال ّت ّ‬
‫ُ‬ ‫مهد ِت ّ‬
‫الر‬ ‫ّ‬
‫الجغرا ِف َ‬
‫يين‬ ‫هام ٍة‪ْ ،‬‬
‫ومن �أ�شهرِ ُ‬ ‫وتدوين رحال ِتهم في ُم�ص َّن ٍ‬
‫فات ّ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪،‬‬ ‫�شرق � ِآ�س َيا ّ‬
‫وال�ص ِ‬ ‫جنوب ِ‬‫ِ‬
‫أقاليم”‪.‬‬ ‫ِ‬
‫معرفة ال ِ‬ ‫التقا�سيم في‬
‫ِ‬ ‫أح�سن‬ ‫�صاحب ِ‬
‫كتاب “� ِ‬ ‫ُ‬ ‫الم ِ‬
‫قد�س ُّي‬ ‫َ‬
‫فظهر ْت طبق ُة الأغنيا ِء َ‬
‫من‬ ‫َ‬ ‫المجتمع‪ ،‬وزا َد ْت ثرو ُة � ِ‬
‫أفراده؛‬ ‫ِ‬ ‫فاه ّي ِة‬
‫من َر ِ‬
‫زا َد ِت ال ّتجار ُة ْ‬
‫ِ‬
‫المناطق‬ ‫�سالمي ِة �إلى‬
‫ّ‬ ‫العربي ِة إ‬
‫وال‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫والثقافة‬ ‫ال ّتجارِ ‪ ،‬كما �أ َّد ِت ال ّتجار ُة �إلى انت�شارِ إال ِ‬
‫�سالم‬
‫�سالم ال�سمحة ون�شرِ ه في‬ ‫ِ‬
‫�صورة إال ِ‬ ‫أ�سهموا في �إظهارِ‬ ‫ِ‬
‫بو�ساطة ال ُّتجارِ الذين � ُ‬ ‫ِ‬
‫البعيدة‬
‫أمم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وامتزاجهم بال ِ‬ ‫طريق تعامال ِتهم‬
‫ِ‬ ‫عن‬ ‫َ‬
‫وذلك ْ‬ ‫�سالمي‪,‬‬
‫ُّ‬ ‫الفتح إال‬ ‫ِ‬
‫البالد الّتي ْ‬
‫لم ي�ص ْلها ُ‬
‫�ساعد ِت ال ّتجار ُة على انت�شارِ إال ِ‬
‫�سالم؟‬ ‫َ‬ ‫كيف‬
‫َ‬
‫وك في‬ ‫ال�ص ُك ُ‬ ‫ِ‬
‫فا�ستخد َم ِت ُّ‬ ‫العبا�سي‬
‫ِّ‬ ‫جاري في الع�صرِ‬
‫ِّ‬ ‫عام ِل ال ّت‬
‫أ�ساليب ال ّت ُ‬
‫ُ‬ ‫تطو َر ْت �‬
‫ّ‬
‫جاري ِة‬
‫دن والمراكزِ ال ّت ّ‬ ‫ال�ص َيارِ ف َِة في ُ‬
‫الم ِ‬ ‫قود‪ ،‬وازدا َد عد ُد َّ‬ ‫بدل ال ّن ِ‬
‫جاري َ‬ ‫ِّ‬ ‫عام ِل ال ّت‬
‫ال َّت ُ‬
‫�سالمي ِة بل‬
‫ّ‬ ‫الب ِ‬
‫لدان إال‬ ‫قود على ُ‬ ‫التعامل بال ّن ِ‬
‫ُ‬ ‫ولم يقت�صرِ‬ ‫ِ‬
‫والقاهرة‪ْ ،‬‬ ‫وخا�ص ًة في بغدا َد‬
‫للب�ضائع الّتي ُّ‬
‫يتم‬ ‫ِ‬ ‫�سالمي ُة ُت ْق َب ُل ثم ًنا‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫وكانت النقو ُد إال‬ ‫العالم الأُ ْخ َرى‪،‬‬
‫ِ‬ ‫تعد َاها �إلى ُب ِ‬
‫لدان‬ ‫ّ‬
‫�شمال �أوروبا و�شر ِقها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫�شرا ُ�ؤها من‬
‫ِ‬
‫ادرات‬ ‫ومن �أ�شهرِ ّ‬
‫ال�ص‬ ‫العبا�سي ِة‪ْ ،‬‬‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫والواردات في ّ‬
‫ُ‬ ‫ادرات‬
‫ُ‬ ‫ال�ص‬
‫تنو َع ْت ّ‬‫وقد َّ‬‫ْ‬

‫‪10‬‬
‫العاج َ‬
‫ُور وال ُق ُر ْن ُف ُل‬
‫والكاف ُ‬ ‫ِ‬
‫الواردات ُ‬ ‫جاج‪ .‬و� ْأب َر ُز‬
‫والز ُ‬
‫كر ّ‬ ‫الحبوب والأَ ْر ُز والفاكه ُة ّ‬
‫وال�س ُ‬ ‫ُ‬
‫والحرير‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ات‬
‫هار ُ‬
‫والب َ‬
‫ابل َ‬ ‫وج ْو ُز ِ‬
‫الهند وال َّت َو ُ‬ ‫َ‬

‫العبا�سي ِة؟‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫ِ‬
‫ادرات في ّ‬ ‫ال�ص‬
‫تنو ِع ّ‬
‫ُّ‬
‫ثان ًيا‪ :‬احليا ُة االجتماع ّي ُة‬
‫المجتمع‬
‫ِ‬ ‫فئات‬
‫‪ُ -1‬‬
‫أجنا�س مختلف ٍة‬
‫من � ٍ‬ ‫العبا�سي وت�أ ّل َ‬
‫��ف ْ‬ ‫ِّ‬ ‫�سالمي في الع�صرِ‬
‫ِّ‬ ‫المجتمع إال‬
‫ِ‬ ‫فئ��ات‬
‫ُ‬ ‫تعد َد ْت‬
‫ّ‬
‫�سالمي الّذي �ساوى بي َنهم‪ ،‬و�أعطى َ‬
‫غير‬ ‫ِّ‬ ‫الدين إال‬
‫بف�ضل ّ‬
‫ِ‬ ‫البع�ض‬
‫ِ‬ ‫مع ِ‬
‫بع�ضها‬ ‫��ت َ‬ ‫تفاع َل ْ‬
‫ِ‬
‫الواجبات‪.‬‬ ‫بع�ض‬
‫الم�سلمين حقو َقهم‪ ،‬ور َّتب عليهم َ‬
‫َ‬
‫ال�ش َ‬
‫كل‬ ‫أمل ّ‬
‫العبا�س��ي ت� ِ‬ ‫�سالم��ي في الع�صرِ‬ ‫المجتمع إال‬
‫ِ‬ ‫ع��ن ِ‬
‫فئات‬ ‫ِ‬
‫المزيد ْ‬ ‫ِ‬
‫ولمعرف��ة‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫آتي‪:‬‬
‫ال َ‬

‫المجتمع في ال ّدول ِة العبا�سيّ ِة‬


‫ِ‬ ‫فئات‬
‫ُ‬

‫العرب‬
‫ُ‬
‫جميع‬
‫ِ‬ ‫انت�شرت في‬ ‫ُ‬
‫القبائ��ل العربي ُة التي‬ ‫العبا�سي‪ ،‬وهم‬ ‫المجتمع‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫ي�شكل��ون غالبي َة‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫و�شمال �إِفْرِ ِيق َّيا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وم�صر‬
‫َ‬ ‫ال�شام‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وبالد‬ ‫وخرا�سان‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫العراق‬ ‫العبا�سي ِة في‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫أقاليم ّ‬
‫� ِ‬

‫الموالي‬
‫وكان‬
‫َ‬ ‫وبربر‪،‬‬
‫َ‬ ‫وروم و� ِ‬
‫أقباط‬ ‫ٍ‬ ‫فر�س‬ ‫ِ‬
‫المفتوحة من ٍ‬ ‫ِ‬
‫البالد‬ ‫ِ‬
‫�سكان‬ ‫الم�سلمون من‬
‫َ‬ ‫وهم‬
‫وعمل ه�ؤال ِء‬
‫َ‬ ‫الد ِ‬
‫يات‪.‬‬ ‫كدف��ع ّ‬
‫ِ‬ ‫منافع متبادل ٍة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مقابل‬ ‫العبا�سي ِة‬
‫ّ‬ ‫للد ِ‬
‫ولة‬ ‫ال��والء ّ‬
‫ُ‬ ‫عليهم‬
‫وال�ص ِ‬
‫يرفة‪.‬‬ ‫وال�ص ِ‬
‫ناعة ّ‬ ‫بال ّت ِ‬
‫جارة ّ‬

‫‪11‬‬
‫�أهلُ الذ ِّّم ِة‬
‫والمجو�س ا ّلذين ب ُقوا على دي ِنهم‬
‫ُ‬ ‫ال�صابئ ُة‬
‫لح َق به��م ّ‬ ‫وه��م الم�سيحيون واليهو ُد و �أُ ِ‬
‫�سالم على معامل ِتهم معامل ًة ح�سن ًة‪.‬‬
‫حث إال ُ‬ ‫وقد ّ‬ ‫ِ‬
‫العبا�سية‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫وعا�شوا في َك َن ِف‬
‫ُ‬

‫العبا�سي ِة ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫المجتمع في ّ‬
‫ِ‬ ‫فئات‬ ‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪ُ :)4-4‬‬ ‫ّ‬

‫مظاهر الحيا ِة االجتماعيّ ِة‬


‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫االجتماعي ِة‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الفئات‬ ‫لتنو ِع‬
‫تبعا ّ‬ ‫العبا�سي ِة ً‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫االجتماعي ِة في ّ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الحياة‬ ‫مظاهر‬
‫ُ‬ ‫تنو َع ْت‬
‫ّ‬
‫وال�سعي لتوفيرِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالب�ساطة‬ ‫عام ٍة‬
‫العبا�سي‪ ،‬وامتا َز ْت ب�صور ٍة ّ‬
‫ُّ‬ ‫المجتمع‬
‫ُ‬ ‫ف منها‬ ‫الّت��ي ت�ألّ َ‬
‫أخر‪.‬‬
‫أ�شياء � َ‬
‫ومالب�س و� َ‬
‫َ‬ ‫وطعام‬
‫ٍ‬ ‫م�ساكن‬
‫َ‬ ‫أ�سا�سي ِة ْ‬
‫من‬ ‫ِ‬
‫االحتياجات ال ّ‬

‫العبا�سي؟‬
‫ِّ‬ ‫�سالمي في الع�صرِ‬
‫ِّ‬ ‫المجتمع إال‬
‫ِ‬ ‫فئات‬
‫تنوعت ُ‬
‫لماذا ّ‬
‫ثم‬
‫آتي‪ّ ،‬‬ ‫َ‬
‫ال�شكل ال َ‬ ‫العبا�سي ِة ت� ِ‬
‫أمل‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الدول��ة‬ ‫االجتماعي ِة في‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الحياة‬ ‫للتع��ر ِف �إلى مظاهرِ‬
‫ُّ‬
‫عما يليه‪:‬‬
‫أجب ّ‬ ‫� ْ‬

‫مظاهر الحيا ِة االجتماعيّ ِة في ال ّدول ِة العبا�سيّ ِة‬


‫ُ‬
‫الم�ساكن‬
‫ُ‬
‫ق�صور الخلف��ا ِء التي ال َق ْت عناي ًة كبير ًة من‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الطبقات ف�شم َل ْت‬ ‫لتنو ِع‬
‫تبعا ّ‬
‫الم�ساكن ً‬
‫ُ‬ ‫��ت‬‫تنو َع ِ‬
‫ّ‬
‫البناء لك ّنها‬
‫حيث ُ‬ ‫ِ‬
‫بالب�ساطة من ُ‬ ‫امتازت‬
‫ْ‬ ‫العام ِ‬
‫��ة التي‬ ‫وبيوت ّ‬‫ُ‬ ‫أثاث‪،‬‬
‫والتزيين وال ُ‬
‫ُ‬ ‫البناء‬
‫حي��ث ُ‬ ‫ُ‬
‫أ�سا�سي ِة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الحياة ال ّ‬ ‫ِ‬
‫متطلبات‬ ‫احتو ْت على‬ ‫َ‬

‫‪12‬‬
‫المالب�س‬
‫ُ‬
‫العبا�سي‪،‬‬ ‫المجتمع‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫يت�شك ُل منها‬ ‫كان‬ ‫ِ‬
‫والفئات الّت��ي َ‬ ‫ِ‬
‫ال�شعوب‬ ‫لتنو ِع‬
‫تبعا ُّ‬
‫المالب�س ً‬
‫ُ‬ ‫تنوع��ت‬ ‫ّ‬
‫ُّ‬
‫�سالمي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وال‬ ‫ِ‬
‫العربية إ‬ ‫ِ‬
‫بالتقاليد‬ ‫وااللتزام‬
‫ِ‬ ‫باالحت�شام‬
‫ِ‬ ‫مالب�سهم‬
‫ُ‬ ‫وامتا َز ْت‬

‫واالحتفاالت‬
‫ُ‬ ‫الأعيا ُد‬
‫بقدوم‬
‫ِ‬ ‫وعيد الأ�ضحى‪ ،‬فكان��وا يحتفلون‬ ‫ُ‬ ‫عي��د الفطرِ‬ ‫الم�سلمين ُ‬
‫َ‬ ‫الديني ِة َ‬
‫عند‬ ‫ّ‬ ‫�أب��ر ُز ال ِ‬
‫أعي��اد‬
‫ال�صدقات‬
‫ُ‬ ‫الموائد وتو ّز ُع‬
‫ُ‬ ‫ن�ص ُب‬‫بالم�صابيح‪ ،‬و ُت َ‬
‫ِ‬ ‫وال�ش��وارع‬
‫ُ‬ ‫الم�ساجد‬
‫ُ‬ ‫فت�ضاء‬
‫ُ‬ ‫رم�ضان‬
‫َ‬ ‫�شهرِ‬
‫وت�ستمر‬
‫ُّ‬ ‫والحلوى‪،‬‬ ‫والز ِ‬
‫ين��ة َ‬ ‫بالمالب�س ّ‬
‫ِ‬ ‫يتهي ُ�أ ال ّن ُ‬
‫ا���س‬ ‫العيد ّ‬ ‫وبحل��ول ِ‬
‫ِ‬ ‫عل��ى الفقرا ِء وال ِ‬
‫أيتام‪،‬‬
‫وجر ِت الع��اد ُة � ْأن ي�ص ِّل َي‬
‫عي��د الأ�ضحى تذكّ ى الأ�ضاح��ي‪َ ،‬‬ ‫أيام‪ .‬وفي ِ‬ ‫ع��د َة � ٍ‬
‫االحتف��االت ّ‬
‫ُ‬
‫العبا�سي َة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الدولة‬‫العيد‪ .‬واح ُت ِف َل بر�أ�س ال�سن َة الميالدي َة وعيد النيروزِ في ّ‬
‫يوم ِ‬‫الخليف�� ُة بالنا�س َ‬
‫من الفرح‬ ‫بمظاهر َ‬ ‫َ‬ ‫م�سلمين وم�سيحيين‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االحتفاالت من‬ ‫المجتمع في ِ‬
‫هذه‬ ‫ِ‬ ‫فئات‬
‫و�شاركت ُ‬
‫ِ‬
‫المواليد‪.‬‬ ‫وقدوم‬
‫ِ‬ ‫الزواج‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بمنا�سبات‬ ‫وال�سرور‪ ،‬واحتف ُلوا‬
‫ّ‬

‫و�سائلُ التّ�سلي ِة والتّرفي ِه‬


‫ال�ش ْط َر ِ‬
‫نج‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ولعب ِّ‬ ‫الخيل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫و�سباق‬ ‫كالفرو�سي ِة‬
‫ّ‬ ‫من ال ّت ِ‬
‫�سلية وال ّلهوِ‬ ‫أنواعا مختلف ًة َ‬
‫ا�س � ً‬
‫مار�س ال ّن ُ‬
‫َ‬
‫ق�ص�ص‬
‫َ‬ ‫م�شاهد ق�ص�صي ًة ناقد ًة وم�سلي ًة تروي‬
‫َ‬ ‫عر�ض‬ ‫الظ��ل الّذي َ‬
‫كان َي ُ‬ ‫ِّ‬ ‫م�سرح ِ‬
‫خيال‬ ‫َ‬ ‫وعرفُوا‬
‫ِ‬
‫والحكمة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫البطوالت‬

‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫االجتماعي ِة في ّ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الحياة‬ ‫مظاهر‬
‫ُ‬ ‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪:)5-4‬‬ ‫ّ‬

‫هل تعل ْم‬


‫الربيع‬
‫ِ‬ ‫ف�صل‬
‫أيام ِ‬
‫من � ِ‬
‫يوم ْ‬ ‫العبا�سية احتف ُلوا في ِ‬
‫عيد النيروزِ وه��و � ّأو ُل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫� ّأن الم�سيحيي��ن في ّ‬
‫وجميع ِ‬
‫فئات‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫المنا�سبة الم�سلمون‬ ‫وي�شاركهم في ِ‬
‫هذه‬ ‫ُ‬ ‫وال�سرور‬
‫َ‬ ‫الفرح‬
‫َ‬ ‫ويظهر فيه الم�سيحيون‬
‫ُ‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫ِ‬
‫مروج َ‬
‫الذ ِ‬
‫هب‪ ،‬ج‪� ،2‬ص‪.)198‬‬ ‫ُ‬ ‫(الم�سعودي‪،‬‬
‫ُّ‬

‫‪13‬‬
‫كان عليه‬
‫الحالي وما َ‬
‫ّ‬ ‫بعيدي الفطرِ والأ�ضحى في ع�صرِ نا‬ ‫ِ‬
‫االحتفال َ‬ ‫بين مظاهرِ‬
‫قارن َ‬
‫ْ‬
‫العبا�سي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫في الع�صرِ‬
‫�سبق‪.‬‬ ‫ِ‬
‫خالل ما َ‬ ‫ّبي ْن �إحدى �صورِ العي�ش الم�شترك وال ّت ُ‬
‫�سام ِح من‬
‫ما المق�صو ُد بعيد النيروزِ ؟‬

‫‪14‬‬
‫عرف َما ي�أتي‪:‬‬
‫‪ِّ -1‬‬
‫�سميد‪.‬‬
‫َ‬ ‫الموالي‪ ،‬ال َّت‬
‫َ‬

‫مما ي�أتي‪:‬‬ ‫�سببا ٍّ‬


‫لكل ّ‬ ‫‪ّ -2‬بي ْن ً‬
‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫راعي ِة في ّ‬
‫الز ّ‬ ‫ِ‬
‫المنتجات ّ‬ ‫تنو ِع‬
‫أ� ‪ُّ -‬‬
‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫والبحري ِة في ّ‬
‫ّ‬ ‫البري ِة‬
‫جارة ّ‬‫ب‪ -‬ازدهارِ ال ّت ِ‬
‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫ِ‬
‫االجتماعية في ّ‬ ‫ِ‬
‫الحياة‬ ‫تنوع ِ مظاهرِ‬
‫جـ‪ّ -‬‬

‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫الخارجي ِة في ّ‬
‫ّ‬ ‫التجاري ِة‬
‫ّ‬ ‫الط ِ‬
‫رق‬ ‫أهم ّ‬
‫‪ّ -3‬بي ْن � َّ‬

‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫الز ِ‬
‫راعية في ّ‬ ‫ِ‬
‫ا�ستغالل الأرا�ضي ّ‬ ‫اذكر َ‬
‫طرق‬ ‫‪ْ -4‬‬

‫‪15‬‬
‫املظاه ُر الفكر ّي ُة واحل�ضار ّي ُة يف‬ ‫رس الثاني‬
‫الد ُ‬
‫ّ‬
‫ال ّدول ِة العبا�س ّي ِة‬

‫من العلما ِء‬


‫عدد كبيرٍ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ب�سبب ظهورِ‬ ‫العبا�سي ِة‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫الفكري ُة في ّ‬
‫ّ‬ ‫ازدهر ِت الحيا ُة‬
‫َ‬
‫العربي ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أجنبية �إلى ال ّل ِ‬
‫غة‬ ‫اللغات ال ِ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫رجمة َ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حركة ال ّت‬ ‫ِ‬
‫وب�سبب ازدهارِ‬ ‫والمفكرين‪،‬‬
‫َ‬
‫العبا�سي ِة في‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫الفكري ُة في ّ‬
‫ّ‬ ‫العلوم‪ .‬وتتم ّث ُل الحيا ُة‬
‫ِ‬ ‫وتطورِ‬
‫ّ‬ ‫ف�ساعد ذلك على ن�ش� ِأة‬
‫نواح هي‪:‬‬
‫ٍ‬
‫املدار�س‬
‫ُ‬ ‫� اً‬
‫أول‪:‬‬
‫ِ‬
‫العلمية‬ ‫ِ‬
‫المنجزات‬ ‫أهم‬
‫من � ِّ‬
‫المدار�س التي هي ْ‬
‫ِ‬ ‫بالعلم‪ ،‬وبنا ِء‬
‫ِ‬ ‫العبا�سيون‬
‫َ‬ ‫الخلفاء‬
‫ُ‬ ‫اهتم‬
‫َّ‬
‫وم�صر‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫والعراق‬ ‫ال�ش ِام‬ ‫ِ‬
‫وبالد ّ‬ ‫ِ‬
‫الم�شرق‬ ‫المدار�س في‬
‫ُ‬ ‫العبا�سي‪ ،‬فقد � ِ‬
‫أن�شئت هذه‬ ‫في الع�صرِ‬
‫ِّ‬
‫لل ِ‬
‫نفاق عليها‪.‬‬ ‫�صت ال ُ‬
‫أوقاف إ‬ ‫وخ ّ�ص ِ‬ ‫ُ‬
‫آتي‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال�شكل ال َ‬ ‫أمل‬
‫العبا�سي ت� ِ‬
‫ِّ‬ ‫ظهرت في الع�صرِ‬
‫المدار�س التي َ‬
‫ِ‬ ‫أهم‬
‫عن � ِّ‬
‫المزيد ْ‬ ‫ولمعرفة‬
‫عما يليه‪:‬‬
‫أجب ّ‬
‫ثم � ْ‬
‫ّ‬
‫العبا�سي‬
‫ِّ‬ ‫المدار�س في الع�ص ِر‬
‫ِ‬ ‫أهم‬
‫� ُّ‬
‫الم ْ�ستَ ْن ِ�صرِيّ ُة‬
‫المدر�س ُة ُ‬ ‫المدر�س ُة النِّظا ِميّ ُة في بغدا َد‬
‫الم ْل ِك‪ ،‬وكانت مدر�س ٌة �أن�ش�أها الخليف ُة‬ ‫ِ‬
‫الم�ستن�صر‬
‫ُ‬ ‫العبا�سي‬
‫ُّ‬ ‫نظام ُ‬
‫��ي ُ‬ ‫ال�س ْل ُجوق ُّ‬ ‫الوزير ُّ‬
‫ُ‬ ‫�أن�ش�أها‬
‫علوم‬
‫���س فيها ُ‬ ‫در َ‬ ‫��ت ب��ا ِ‬
‫واهتم ْ‬ ‫ِ‬
‫للطلب��ة‪،‬‬ ‫الم�سك��ن والم��� َ‬
‫أكل‬ ‫��ن‬‫ت� ّؤم ُ‬
‫وكان ُي َّ‬‫َ‬ ‫هلل في بغ��دا َد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫جان��ب ال ّل ِ‬
‫غة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والحدي��ث �إلى‬ ‫بتدري���س الق��ر� ِآن‬
‫وال�صيدل�� ُة‬
‫يا�ضي��ات ّ‬
‫ُ‬ ‫الق��ر� ِآن والفق�� ُه ّ‬
‫والر‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫والط ُّب‪.‬‬ ‫الريا�ضي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والعلوم‬
‫ِ‬ ‫وال�شعرِ‬
‫أدب ّ‬ ‫والفقه وال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العربية‬
‫العبا�سي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫المدار�س في الع�صرِ‬
‫ِ‬ ‫أهم‬ ‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪ُّ � :)6-4‬‬ ‫ّ‬

‫اال�سم؟‬
‫ِ‬ ‫لماذا ُ�س ّم َي ِت المدر�س ُة ال ّن ّ‬
‫ظامي ُة بهذا‬

‫‪16‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬املكتباتُ‬
‫العالم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والمعرفة في‬ ‫العلم‬
‫ِ‬ ‫العبا�سي نتيج َة انت�شارِ‬ ‫المكتبات في الع�صرِ‬
‫ُ‬ ‫تطو َر ِت‬
‫ّ‬
‫ِّ‬
‫أ�صبح ْت‬
‫المكتبات‪ ،‬و� َ‬
‫ُ‬ ‫العلمي ُة في هذا الع�صرِ ؛ فانت�شرت‬
‫ّ‬ ‫وازدهر ِت ال ّنه�ض ُة‬
‫َ‬ ‫�سالمي‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫إال‬
‫ون العناي َة بها‪،‬‬
‫العبا�سي َ‬
‫ّ‬ ‫الخلفاء‬
‫ُ‬ ‫العبا�سي‪ ،‬و�أولى‬ ‫المجتمع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طبقات‬ ‫ظاهر ًة م�ألوف ًة في ِّ‬
‫كل‬
‫ِّ‬
‫نوعين هما‪:‬‬
‫ِ‬ ‫العبا�سي �إلى‬ ‫ِ‬
‫المكتبات في الع�صرِ‬ ‫ت�صنيف‬
‫ُ‬ ‫مكن‬
‫وي ُ‬‫ُ‬
‫ِّ‬
‫الخا�ص ُة‬
‫ّ‬ ‫المكتبات‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬
‫والقادة والعلم��ا ِء والأدبا ِء ومكتب ُة‬ ‫ي��ن والوزرا ِء والأمرا ِء‬
‫العبا�سي َ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫كمكتب��ات الخلفا ِء‬
‫من‬‫البرمكي هي ْ‬ ‫خاقان ويحيى‬
‫َ‬ ‫بن‬
‫الفتح ِ‬
‫ِ‬ ‫لدين ا ِ‬
‫هلل‪ ،‬ومكتب�� ُة الوزيرِ‬ ‫ِ‬
‫الخليف��ة ال ّنا�صرِ ِ‬
‫ِّ‬
‫الخا�ص ِة في هذا الع�صرِ ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫المكتبات‬ ‫�أ�شهر‬

‫المكتبات العام ُة‬


‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫و�ساعد على‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫المطالعة له��م‪،‬‬ ‫لت�سهي��ل ُ�س ُب ِل‬
‫ِ‬ ‫لعام ِة ِ‬
‫النا�س‬ ‫أن�شئ��ت ّ‬
‫ْ‬ ‫المكتبات �‬
‫ُ‬ ‫وه��ذه‬
‫تكون ِ‬
‫هذه‬ ‫ُ‬ ‫وغالبا ما‬
‫ً‬ ‫ن�سخها‪،‬‬ ‫و�صعوبة ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المخطوطة‬ ‫ِ‬
‫الكتب‬ ‫ارتف��اع �أ�سعارِ‬
‫ُ‬ ‫ظهورِ ها‬
‫تكون في �أبني ٍة منف�صل ٍة ْ‬
‫ومن �أ�شهرِ ها‬ ‫ُ‬ ‫ربما‬
‫المدار�س‪� ،‬أو َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم�ساجد �أو‬ ‫المكتب��ات في‬
‫ُ‬
‫وازدهر ْت في ع�صرِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الر�شي��د‬ ‫أن�شئت في ع�صرِ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫الحكم��ة في بغدا َد التي �‬ ‫مكتب�� ُة ِ‬
‫بيت‬
‫العبا�سيون على‬
‫ّ‬ ‫الخلفاء‬
‫ُ‬ ‫�ص‬ ‫�سالمي ِة‪ ،‬وقد َ‬
‫حر َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫المكتبات إال‬ ‫أعظم‬
‫من � ِ‬ ‫الم� ِ‬
‫أمون‪ ،‬وهي ْ‬
‫ِ‬
‫المختلفة‬ ‫غات‬ ‫والمترج ِ‬
‫مة عن ال ّل ِ‬ ‫َ‬ ‫العربي ِة‬
‫ّ‬ ‫من الم� ِ‬
‫ؤلفات‬ ‫ِ‬
‫النادرة َ‬ ‫ِ‬
‫النفي�سة‬ ‫ِ‬
‫الكتب‬ ‫جمع‬
‫ِ‬
‫أثناء احتال ِلهم بغ��دا َد َ‬
‫عام (‪658‬هـ‪/‬‬ ‫المغول��ي � َ‬
‫ُّ‬ ‫الغزو‬
‫ُ‬ ‫دم َرها‬
‫وق��د ّ‬
‫ْ‬ ‫و�إدخا ِله��ا �إليها‪.‬‬
‫‪1258‬م)‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ثال ًثا‪� :‬أنوا ُع العلو ِم يف الدول ِة العبا�سي ِة‬
‫كالفار�سي ِة‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الح�ضارات الأخرى‬ ‫من‬
‫العلوم َ‬
‫ِ‬ ‫نقل‬
‫ون على ِ‬‫العبا�سي َ‬
‫ّ‬ ‫الخلفاء‬
‫ُ‬ ‫�ص‬‫حر َ‬ ‫َ‬
‫و�شج ُعوا‬
‫ّ‬ ‫هذه الآثارِ وتحلي ِلها وال ِ‬
‫إ�ضافة عليها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بدرا�سة ِ‬ ‫واهتموا‬
‫ُّ‬ ‫واليوناني ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والهندي ِة‬
‫ّ‬
‫الر ْغ ِم‬
‫العلمي ُة زاخر ًة على َّ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫وكانت الحيا ُة‬ ‫ناقلين‪،‬‬
‫َ‬ ‫مجر َد‬
‫العرب ّ‬
‫ُ‬ ‫يكن‬ ‫ِ‬
‫رجمة‪ ،‬فلم ِ‬ ‫حرك َة ال ّت‬
‫العبا�سي ال ّثاني‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫يا�سي في الع�صرِ‬
‫ال�س ِّ‬ ‫ال�ض ِ‬
‫عف ّ‬ ‫من ّ‬ ‫َ‬
‫ازدهرت في هذا الع�صرِ ‪:‬‬
‫َ‬ ‫العلوم التي‬
‫ِ‬ ‫ومن �أ�شهرِ‬
‫ْ‬
‫وعلم ِ‬
‫الفقه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫احلديث‬ ‫وعلم‬
‫ُ‬ ‫علوما كثير ًة منها ُ‬
‫علم التف�س ِري‬ ‫العلوم الدينيّ ُة‪،‬وت�شملُ ً‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫العلوم الأدبيّ ُة‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬
‫العقائد‬ ‫ُ‬
‫يه��دف �إلى � ِ‬
‫إثبات‬ ‫إ�سالمي‬
‫ُّ‬ ‫علم �‬
‫عل��م الكال ِم‪ٌ :‬‬
‫�أ ‪ُ -‬‬
‫المعتزل ُة‬
‫بهة عنها‪ ،‬وتو ِلي‬
‫ودفع ال�شُّ ِ‬
‫جج عليها ِ‬ ‫الديني ِة ب�إيراد ُ‬
‫الح ِ‬ ‫ّ‬
‫الكالم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بعلم‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫اهتم‬
‫ّ ْ‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫جماع‬
‫و�ضع‬
‫م��ن َ‬ ‫إخال�ص‪ .‬و أ� ّو ُل ْ‬
‫ٍ‬ ‫بحما���س و�‬
‫ٍ‬ ‫ف��اع ع ْنه��ا‬
‫الد ِ‬ ‫ّ‬
‫ظه��رت ف��ي �أواخ��رِ الع�صرِ‬
‫َ‬
‫الأَ‬
‫ُ‬
‫وا�صل ُبن عطا ٍء‪.‬‬ ‫ورئي�سهم‬
‫ُ‬ ‫العلم المعتزل ُة‬
‫أ�س�س هذا ِ‬
‫� َ‬
‫ِ‬
‫الب�صرة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫مدين��ة‬ ‫م��وي في‬
‫ِّ‬
‫ازده��رت ف��ي الع�صرِ‬ ‫ِ‬
‫وق��د‬ ‫العبا�سي‬
‫ِّ‬ ‫علم ال ّل ِ‬
‫غة ف��ي الع�صرِ‬ ‫ُ‬ ‫تط��و َر‬
‫ّ‬ ‫عل��م النّحوِ ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ب ‪-‬‬
‫َ‬
‫العبا�سي‪.‬‬ ‫المعاجم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وتنظيم‬
‫ِ‬ ‫بعد ظهورِ ال ّن ِ‬
‫حو‬ ‫ً‬
‫ملحوظا َ‬ ‫تطو ًرا‬
‫ّ‬
‫ِّ‬
‫حو في‬
‫علم ال ّن ِ‬ ‫الد َ�ؤ ِل ُّي هو م� ِّؤ�س ُ‬
‫���س ِ‬ ‫و�أبو ال ِ‬
‫أ�س��ود ُّ‬
‫علم النّحو‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الحروف‪.‬‬ ‫و�ضع ال ِّن َ‬
‫قاط على‬ ‫ِ‬
‫الب�صرة‪ ،‬وهو الذي‬
‫َ‬
‫وه��و العلم ال��ذي يبحث في‬
‫ألف‬ ‫ِ‬
‫العربية‪ ،‬ف� َ‬ ‫المعاج��م‬
‫ِ‬ ‫أليف‬
‫تط��و َر ت� ُ‬
‫ّ‬ ‫المعاج��م‪:‬‬
‫ُ‬ ‫جـ ‪-‬‬
‫قواعد إال ِ‬
‫عراب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العين وهو‬
‫كت��اب ِ‬
‫َ‬ ‫الفراهيدي‬
‫ُّ‬ ‫أحم��د‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الخلي��ل بن �‬
‫العبا�سي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫� ّأو ُل معجم ُل ٍّ‬
‫غوي في الع�صرِ‬
‫من الخلفا ِء والوزرا ِء‬
‫بت�شجيع َ‬
‫ٍ‬ ‫العبا�سي من �شعرِ هم‬
‫ِّ‬ ‫ال�شعراء في الع�صرِ‬
‫ُ‬ ‫أكثر‬
‫ال�شعر‪َ � :‬‬
‫ُ‬ ‫د ‪-‬‬
‫ِ‬
‫خالل‬ ‫من‬ ‫ك�سب ِ‬
‫عي�شهم ْ‬ ‫ِ‬ ‫ال�شع��راء على ال�شعرِ في‬
‫ُ‬ ‫واعتمد‬
‫َ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫رجال ّ‬ ‫وكب��ارِ‬

‫‪18‬‬
‫ال�شعرِ في ذلك‬ ‫ِ‬
‫مميزات ّ‬ ‫أهم‬
‫من � ِّ‬
‫المدح ْ‬
‫ُ‬ ‫من الخلفا ِء والوزرا ِء؛ ولهذا َ‬
‫كان‬ ‫ِ‬
‫التقرب َ‬
‫الطي ِب المتنبي‪ ،‬و�أبو‬
‫الرومي‪ ،‬و�أبو ّ‬
‫ُّ‬ ‫وابن‬
‫البحتري‪ُ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫ومن �أ�شهرِ �شعرائهم‪:‬‬
‫الع�صرِ ‪ْ .‬‬
‫المعري‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫العال ِء‬
‫ِ‬
‫والفنون الّتي َ‬
‫ظهر ْت‬ ‫العلوم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لكثرة‬ ‫العبا�سي‬
‫ِّ‬ ‫تنو ِ‬
‫عت الكتاب ُة النثري ُة في الع�صرِ‬ ‫النثر‪َّ :‬‬
‫هـ‪ُ -‬‬
‫الز ِ‬
‫مان‬ ‫بديع ّ‬
‫وبرع ُ‬
‫َ‬ ‫اب ال ّنثرِ ‪،‬‬ ‫من �أ�شهر الأدبا ِء ُ‬
‫وك َّت ِ‬ ‫ُ‬
‫الجاحظ ْ‬ ‫وكان‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الفترة‪،‬‬ ‫في ِ‬
‫هذه‬
‫ِ‬
‫قامات‪.‬‬‫الم‬
‫فن َ‬
‫الهمذاني في ِّ‬
‫ُّ‬
‫ازدهر ْت حرك ُة‬
‫َ‬ ‫من لغ ٍة �إلى لغ�� ٍة �أُخرى‪ِ ،‬‬
‫وقد‬ ‫الكالم بمعناه ْ‬
‫ِ‬ ‫و‪ -‬الترجم�� ُة‪َ :‬تع ِن��ي َ‬
‫نقل‬
‫العبا�سي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الترجمة في الع�صرِ‬
‫ِّ‬
‫عما يليه‪:‬‬ ‫أجب ّ‬‫ثم � ْ‬ ‫آتي‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫�ص ال َ‬ ‫المزيد‪ .‬اقر�أ ال ّن َّ‬ ‫ولمعرفة‬

‫هارون‬
‫ُ‬ ‫المن�صور والخليف ُة‬
‫ُ‬ ‫ون وفي مقدم ِتهم الخليف ُة �أبو جعفرٍ‬ ‫العبا�سي َ‬
‫ّ‬ ‫الخلفاء‬
‫ُ‬ ‫�شج َع‬
‫ّ‬
‫خا�صا‬
‫اهتماما ًّ‬
‫ً‬ ‫ِ‬
‫خالفة الم� ِ‬
‫أمون ا ّلذي �أبدى‬ ‫ِ‬
‫الترجمة‪ ،‬وبل َغ ْت ذُرو َتها في‬ ‫�شيد على‬
‫الر ُ‬ ‫ّ‬
‫أغدق عليهم ال َ‬
‫أموال‪،‬‬ ‫�ساخ‪ ،‬و� َ‬
‫بالمترجمين وال ُّن ِ‬
‫َ‬ ‫وزو َدها‬ ‫ِ‬
‫الحكمة‪ّ ،‬‬ ‫فاهتم ِ‬
‫ببيت‬ ‫َّ‬ ‫بها‪،‬‬
‫ِ‬
‫يا�ضيات‬‫الر‬ ‫ِ‬
‫وكتب ّ‬ ‫بات‬ ‫ب وال ِ‬
‫أدوية وال ّن ِ‬ ‫كتب ّ‬
‫الط ِّ‬ ‫من ِ‬ ‫العرب ْ‬
‫ُ‬ ‫ترجمه‬
‫َ‬ ‫و�شم َلت ما‬
‫العلوم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫اليونانية وغيرِ ها َ‬ ‫ِ‬
‫والفل�سفة‬ ‫والتنجيم والجغرافيا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والفلك‬
‫ِ‬
‫العرب‪� ،‬ص (‪.)114‬‬ ‫عند‬
‫العلوم َ‬
‫ِ‬ ‫تاريخ‬
‫ُ‬ ‫عمر فروخ‪،‬‬

‫ات ُث َّم �أَ ْخ ْبر ُز َ‬


‫مالء َك ِب ِه‪.‬‬ ‫قام ِ‬
‫الم َ‬
‫ريف َ‬
‫ف من ُه َت ْع َ‬ ‫ربي ِة‪ْ ،‬‬
‫واعرِ ْ‬ ‫معلم ال َّل َغ ِة َ‬
‫الع َّ‬ ‫ارجع �إلى ِ‬
‫ْ‬

‫‪19‬‬
‫ِ‬
‫رجمة‪.‬‬‫العبا�سيين بال ّت‬
‫َ‬ ‫اهتمام الخلفا ِء‬
‫َ‬
‫العبا�سي‬
‫ِّ‬ ‫المترجمين في الع�ص ِر‬
‫َ‬ ‫أ�شهر‬
‫� ُ‬

‫اني (‪280-220‬هـ)‬
‫الح ّر ُّ‬
‫بن ق ُّر َة َ‬
‫ثابت ُ‬
‫ُ‬
‫أتقن‬ ‫ِ‬
‫الواقعة في �سوري��ا‪ ،‬و� َ‬ ‫ان‬
‫��ر َ‬ ‫عا���ش في َح ّ‬
‫َ‬
‫إ�سحق (‪260-194‬هـ)‬
‫بن � َ‬‫ُحنَ ْي ُن ُ‬ ‫والعربي�� َة)‪،‬‬ ‫والفار�سي�� َة‬ ‫(ال�س ْر َيا ِن ّي�� َة‬ ‫ال ّل ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫غ��ات ُّ‬
‫��ر ِة‪ ،‬و� ّأو ُل َم ْن‬ ‫أهل ِ‬
‫الح ْي َ‬ ‫من � ِ‬
‫م�سيحي ْ‬ ‫مترج��م‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫يا�ضيات‬‫الر‬ ‫ِ‬
‫مج��ال ّ‬ ‫ِ‬
‫كت��ب ف��ي‬ ‫ع��د َة‬
‫��م ّ‬‫ترج َ‬
‫َ‬
‫زمن الم� ِ‬
‫أمون‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الحكمة َ‬ ‫أ�شرف على ِ‬
‫بيت‬ ‫� َ‬ ‫ِ‬
‫والتنجيم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والفلك والجغرافيا‬

‫العربي ِة ولماذا؟‬
‫ّ‬ ‫غات الأخرى �إلى ال ّل ِ‬
‫غة‬ ‫من ال ّل ِ‬
‫العلوم َ‬
‫ِ‬ ‫هل ت�ؤيِّ ُد َ‬
‫نقل‬

‫ِ‬
‫العرب؟‬ ‫ِ‬
‫العبا�سية من غيرِ‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫المترجمين في‬
‫َ‬ ‫أغلب‬
‫كان � ُ‬
‫َ‬

‫‪20‬‬
‫العلوم التطبيقيّ ُة‬
‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫ٍ‬
‫ملحوظ‪،‬‬ ‫ب�شكل‬
‫ٍ‬ ‫العبا�سي‬ ‫تطو َر ِّ‬
‫الط ُّب في الع�صرِ‬ ‫ّب ‪ّ :‬‬
‫�أ ‪ -‬الط ُّ‬
‫ِّ‬
‫اوي‪،‬‬‫والز ْه َر ُّ‬
‫ازي‪َّ ،‬‬ ‫ومن �أ�شهرِ �أطبا ِء هذا الع�ص��رِ ّ‬
‫الر ُّ‬ ‫ْ‬
‫وابن �سينا‪ ،‬وم��ن �أ�شهرِ �أطبا ِء الخلفا ِء‬
‫النفي�س‪ُ ،‬‬‫ِ‬ ‫وابن‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الخليفة‬ ‫طبيب‬
‫ُ‬ ‫جورج�س‬
‫َ‬ ‫بن‬
‫بختي�شوع ُ‬
‫ُ‬ ‫ان‬‫الم�سيحي ِ‬
‫ّ‬
‫طبيب‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫جبرائي��ل‬ ‫ب��ن‬
‫وبختي�شوع ُ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الر�شي��د‬ ‫ه��ارون‬
‫َ‬
‫وكان له�ؤال ِء الأطب��ا ِء ٌ‬
‫دور في‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫المت��وك ِل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الخليف��ة‬
‫النفي�س‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ابن‬ ‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪ُ :)7-4‬‬ ‫ّ‬ ‫القي ِ‬
‫مة التي‬ ‫ن�سانية تم ّث َل ف��ي م�ؤلفا ِتهم ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الح�ضارة إال‬
‫ِ‬
‫الجامعات‬ ‫در ُ�س في‬
‫معظمه��ا ُي َّ‬
‫ُ‬ ‫وظل‬ ‫ِ‬
‫القرون الو�سطى‪َّ ،‬‬ ‫نه َل��ت منها �أوروبا ف��ي‬
‫ِ‬
‫القانون البن �سينا والحاوي للرازي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ككتاب‬ ‫عهد ٍ‬
‫قريب‬ ‫أوروبي ِة حتى ٍ‬
‫ّ‬ ‫ال‬
‫ابن‬
‫مثل ِ‬ ‫ِ‬
‫الطبية ِ‬ ‫ِ‬
‫العديد من إالنجازات‬ ‫ِ‬
‫العرب في‬ ‫الف�ضل �إلى الأطبا ِء‬
‫ُ‬ ‫ويرجع‬
‫ُ‬
‫ال�صغرى‪.‬‬
‫الدموي َة ُّ‬
‫ّ‬ ‫الدور َة‬
‫اكت�شف ّ‬
‫َ‬ ‫النفي�س ا ّلذي‬
‫ِ‬
‫العربي ِة‬
‫ّ‬ ‫ب‬ ‫كتب ِّ‬
‫الط ِّ‬ ‫تدري�س ِ‬
‫ُ‬ ‫عالم ُّ‬
‫يدل‬ ‫َ‬
‫أوروبي ِة في‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الجامع��ات ال‬ ‫ِ‬
‫القديمة في‬
‫ِ‬
‫الحديث؟‬ ‫الع�صرِ‬
‫ِ‬
‫الفلك في الع�صرِ‬ ‫عل��م‬
‫أ�صبح ُ‬ ‫ب‪-‬عل��م ِ‬
‫الفلك‪َ � :‬‬ ‫ُ‬
‫يعتمد على‬
‫ُ‬ ‫ا�ستقرائيا َع َم ًّليا‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫‪ ‬علما‬
‫العبا�سي ً‬
‫ِّ‬
‫ال�ش ُ‬
‫العلمي ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والمقايي�س‬
‫ِ‬ ‫الح�س ّي ِ‬
‫��ة‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫المالحظة‬
‫�صطرالب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫كل (‪ :)8-4‬إال‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫الفلكية‬ ‫ِ‬
‫والح�سابات‬ ‫بني على ال ِ‬
‫أر�صاد‬ ‫وهو َم ٌّ‬
‫علماء‬
‫ُ‬ ‫ا�ستطاع‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫المنطلق‬ ‫فم ْن ه��ذا‬ ‫والتطبي ِ‬
‫قية‪ِ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫البحتة‬ ‫الريا�ضيات‬ ‫ِ‬
‫الم�ستندة �إل��ى ّ‬
‫ماوي ِة‪.‬‬
‫ال�س ّ‬ ‫أجرام ّ‬ ‫ِ‬
‫الكواكب وال ِ‬ ‫ِ‬
‫لحركة‬ ‫علميا‬
‫ال ًّ‬ ‫الم�سلمين � ْأن ُي ُ‬
‫عطوا تعلي ً‬ ‫َ‬

‫‪21‬‬
‫العبا�سي‬
‫ُّ‬ ‫أمون‬
‫أمر الخليف ُة الم� ُ‬
‫عندما � َ‬
‫تقريبا َ‬ ‫ِ‬
‫المرا�صد �سن َة ‪215‬هـ ً‬ ‫وق��د بد�أَ � ُ‬
‫إن�شاء‬ ‫ْ‬
‫جوم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الكواكب وال ّن ِ‬ ‫ِ‬
‫حركة‬ ‫ِ‬
‫لر�صد‬ ‫ودم�شق‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫المرا�صد في بغدا َد‬ ‫من‬ ‫ب�إن�شا ِء ٍ‬
‫عدد َ‬
‫ِ‬
‫الفلك‪.‬‬ ‫علم‬
‫مفهوم ِ‬
‫َ‬ ‫ا�ستنتج‬
‫ْ‬

‫ِ‬
‫الفلك‪.‬‬ ‫علم‬ ‫آخر ا ّلذي َ‬
‫كان ُيط ّل ُق على ِ‬ ‫اال�سم ال ُ‬
‫ُ‬ ‫ما‬

‫راب ًعا‪ :‬ال ِعمار ُة يف الدول ِة العبا�س ّي ِة‬


‫الفار�سي؛ وذلك‬
‫ِّ‬ ‫بالفن‬ ‫ً‬
‫ملحوظا‪ ،‬وت� َأثر ْت ِّ‬ ‫العبا�سي ِة ُّ‬
‫تطو ًرا‬ ‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫رت ِ‬
‫العمار ُة في ّ‬ ‫تطو ِ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫الفخمة‬ ‫ِ‬
‫والم�ساجد والق�صورِ‬ ‫ِ‬
‫الدولة ببنا ِء المدن‬ ‫ِ‬
‫رجال‬ ‫ين وكبارِ‬
‫العبا�سي ِ‬
‫ّ‬ ‫الهتمام الخلفا ِء‬
‫ِ‬
‫والخارج‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اخل‬
‫الد ِ‬
‫من ّ‬ ‫ِ‬
‫والزخارف َ‬ ‫�سوم‬ ‫المزي ِنة ّ‬
‫بالر ِ‬ ‫ّ‬

‫�سامراء‪.‬‬
‫َ‬ ‫الم ْلوِ َّي ِة في‬
‫م�سجد َ‬
‫ُ‬ ‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪:)10-4‬‬ ‫ّ‬ ‫ابن ُط َ‬
‫ولون‪.‬‬ ‫جامع ِ‬
‫ُ‬ ‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪:)9-4‬‬ ‫ّ‬

‫‪22‬‬
‫أتي‪:‬‬
‫ف َما ي� َ‬ ‫‪َ -1‬ع ّر ْ‬
‫الم�ستن�صري َة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ابن ُط َ‬
‫ولون‪ ،‬المدر�س َة ال ِّنظامي َة‪ ،‬المدر�س َة‬ ‫جامع ِ‬
‫َ‬ ‫علم ال ّنحوِ ‪ ،‬المعتزل َة‪،‬‬
‫َ‬

‫العبا�سي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫المدار�س ا ّلتي َ‬
‫ظهر ْت في الع�صرِ‬ ‫ِ‬ ‫أهم‬
‫اذكر � َّ‬
‫‪ْ -2‬‬

‫المدار�س‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بالعلم و�إن�شا ِء‬
‫ِ‬ ‫ين‬
‫العبا�سي َ‬
‫ّ‬ ‫اهتمام الخلفا ِء‬
‫ِ‬ ‫�سبب‬
‫‪ّ -3‬بي ْن َ‬

‫عما كانت عليها في‬


‫العبا�سي ّ‬ ‫الع ِ‬
‫مارة في الع�صرِ‬ ‫تطورِ ِ‬
‫�سببا �ساعد على ُّ‬
‫اذكر ً‬
‫ْ‬ ‫‪-4‬‬
‫ِّ‬
‫الع�صرِ الأَ ِّ‬
‫موي‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الث‬ ‫رس ّ‬
‫الث ُ‬ ‫الد ُ‬
‫ّ‬
‫�ضعفُ ال ّدول ِة العبا�س ّي ِة‬

‫�ضعف ال ّدول ِة العبا�س ّي ِة‬


‫أول‪ :‬عوام ُل ِ‬
‫� اً‬
‫ِ‬
‫العهد ال ّأو ِل لخلفا ِء‬ ‫العبا�سي ِة ُ‬
‫منذ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫ِ‬
‫�ضعف‬ ‫َ‬
‫عوامل �أ ّد ْت �إلى‬ ‫عد ُة‬
‫ت�ضافر ْت ّ‬
‫َ‬
‫�سالمي ِة‬
‫ّ‬ ‫فر�ض ُ�سلطا ِته على ال ِ‬
‫أقاليم إال‬ ‫فاح في ِ‬ ‫ال�س ُ‬
‫العبا�س ّ‬
‫ِ‬ ‫ينجح �أبو‬
‫ْ‬ ‫فلم‬ ‫ِ‬
‫العبا�سية؛ ْ‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬
‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫ِ‬
‫�سيطرة‬ ‫خارج‬
‫َ‬ ‫أندل�س‬
‫المغرب وال ُ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫جميعها َفب ْق َي ْت‬
‫بعد‬
‫خا�ص ًة َ‬
‫ّ‬ ‫وا�ضحا‬
‫ً‬ ‫العبا�سي ِة‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫�سالمي ِة ْ‬
‫عن مركزِ ّ‬ ‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ول إال‬ ‫ِ‬
‫انف�صال ّ‬ ‫أمر‬
‫وبات � ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫حركات‬ ‫أهم � ِ‬
‫أ�سباب ظهورِ‬ ‫من � ِّ‬ ‫َّ‬
‫ولعل ْ‬ ‫ِ‬
‫الواثق �سن َة (‪232‬هـ‪ 848/‬م)‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الخليفة‬ ‫ِ‬
‫وفاة‬
‫ِ‬
‫االنف�صال ما يلي‪:‬‬
‫بع�ض الخلفا ِء‪.‬‬
‫�ضعف ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬
‫الخالفة‪.‬‬ ‫والفر�س ومحاول ُتهم ال�سيطر َة على م� ِ‬
‫ؤ�س�سة‬ ‫ِ‬ ‫أتراك‬ ‫تزايد ِ‬
‫نفوذ ال ِ‬ ‫‪ُ -2‬‬
‫ِ‬
‫وثورة‬ ‫ثورة ال َق َر ِام َط ِة‬
‫مثل ِ‬ ‫ِ‬
‫الثورات ِ‬ ‫ِ‬
‫المختلفة وا ّلتي �أ ّد ْت �إلى‬ ‫التمر ِد‬ ‫ِ‬
‫حركات ُّ‬ ‫ظهور‬
‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫الز ْن ِج‪.‬‬
‫َّ‬
‫بع�ض الخلفا ِء‬ ‫حياة ال َّت َر ِف الّتي َ‬
‫عا�شها ُ‬ ‫ب�سبب ِ‬
‫ِ‬ ‫�ص واردا ِتها‬ ‫الد ِ‬
‫ولة وتق ُّل ِ‬ ‫‪� -4‬إفال�س خزينة ّ‬
‫ِ‬
‫والمغرب‪.‬‬ ‫الم ِ‬
‫�شرق‬ ‫أقاليم عنها في َ‬ ‫ِ‬
‫وانف�صال ال ِ‬ ‫ين‬
‫العبا�سي َ‬
‫ّ‬
‫العبا�سي ِة؟‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫ِ‬
‫�ضعف ّ‬ ‫بوادر‬
‫ُ‬ ‫ظهر ْت‬
‫م َتى َ‬
‫العبا�سي ِة؟‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫ِ‬
‫�ضعف‬ ‫أكبر في‬
‫كان له ال ُأثر ال ُ‬
‫العوامل َ‬
‫ِ‬ ‫بر� َ‬
‫أيك � ُّأي‬

‫الد َو ْيالتُ امل�ستق ّل ُة واحلركاتُ االنف�صال ّي ُة‬


‫ثان ًيا‪ُّ :‬‬
‫لل�ض ِ‬
‫عف الّذي � ْ‬
‫آلت‬ ‫الد ِ‬
‫ولة نتيج ًة ّ‬ ‫ِ‬
‫وحدة ّ‬ ‫َ‬
‫الحفاظ على‬ ‫العبا�سيون‬
‫َ‬ ‫الخلفاء‬
‫ُ‬ ‫ي�ستطع‬
‫ِ‬ ‫لم‬

‫‪24‬‬
‫ِ‬
‫الخالفة‪،‬‬ ‫عف هيب َة‬ ‫ِّ‬
‫المتوك ِل الذي � ْأ�ض َ‬ ‫ِ‬
‫الخليفة‬ ‫مقتل‬
‫بعد ِ‬‫خا�ص ًة َ‬ ‫ِ‬
‫الخالفة‪َّ ،‬‬ ‫� ِ‬
‫إليه م�ؤ�س�س ُة‬
‫العبا�سي ِة في‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫ِ‬
‫البعيدة عن مركزِ‬ ‫أقاليم‬
‫بع�ض ال ِ‬ ‫ٍ‬
‫انف�صال في ِ‬ ‫حركات‬
‫ُ‬ ‫وظهر ْت هناك‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫والمغرب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الم�شرق‬
‫عما يليها‪:‬‬
‫أجب ّ‬
‫ثم � ْ‬
‫أمل الخريط َة الآتي َة‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ويالت ت� ِ‬ ‫الد‬
‫هذه ُّ‬ ‫ِ‬
‫المزيد عن ِ‬ ‫ِ‬
‫ولمعرفة‬

‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫عن ّ‬ ‫الد َ‬
‫ول الّتي انف�ص َل ْت ِ‬ ‫تبي ُن ُّ‬ ‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪ :)12-4‬خريط ٌة ّ‬ ‫ّ‬

‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫عن ّ‬ ‫ِ‬
‫ويالت ا ّلتي انف�ص َل ْت ِ‬‫الد‬
‫�أ�شرِ �إلى ُّ‬
‫ويالت الم�ستق ّل ُة؟‬
‫ُ‬ ‫ظهر ِت ُّ‬
‫الد‬ ‫ِ‬
‫المناطق َ‬ ‫في � ِّأي‬

‫ق�سمين هما‪:‬‬
‫ِ‬ ‫العبا�سي ِة �إلى‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫عن‬ ‫الد ُ‬
‫ول ا ّلتي انف�ص َل ْت ِ‬ ‫ انق�س ِ‬
‫مت ُّ‬ ‫َ‬
‫م��ع اعترا ِفه��ا بالتبعيّ ِة اال�سميّ�� ِة بال ّدعا ِء ف��ي الخطب ِة‬
‫الفعلي َ‬
‫ِّ‬ ‫��ت عل��ى ا�ستقال ِله��ا‬
‫‪ُ –1‬دولٌ حافظَ ْ‬
‫و�س ِّك �أ�سمائهم على النقو ِد‪ ،‬ومنها في بالد ال�شام‪ :‬الدولة‬ ‫المنابرِ‪َ ،‬‬‫العبا�سي عل��ى َ‬
‫ّ‬ ‫للخليف ِة‬
‫أي�ضا دول الم�شرق‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫الحمداني��ة والدولة البويهية وال�سلطنة ال�سلجوقية‪ ،‬ومنها � ً‬
‫الدول��ة الطاهرية‪ ،‬وال�ساماني��ة‪� ،‬أما دول المغرب فهي‪ :‬الدول��ة الطولونية‪ ،‬والدولة‬
‫الإخ�شيدية‪ ،‬ودولة الأغالبة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫معرك ُة َمال َذك َْر َد (‪464‬هـ‪1071/‬م)‬
‫ِ‬
‫بقيادة‬ ‫الم�سلمين‬
‫َ‬ ‫بي��ن‬
‫وقع ْت َ‬
‫�سالمي َ‬ ‫اري��خ إال‬ ‫ِ‬
‫البارزة في ال ّت ِ‬ ‫ِ‬
‫المع��ارك‬ ‫أهم‬
‫من � ِّ‬ ‫ه��ي ْ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫بقيادة إالمبراطورِ‬ ‫ِيزنطيين‬
‫َ‬ ‫وم الب‬
‫ال��ر ِ‬
‫جي�ش ّ‬ ‫لجو ِق ِّي �أ ْل ِب �أَ ْر َ�سال َْن َ‬
‫وب ْي َن ِ‬ ‫ال�س ُ‬ ‫ِ‬
‫ال�سلط��ان ُّ‬
‫ِ‬
‫الق�سطنطينية‬ ‫تحر َك بهم َ‬
‫نحو‬ ‫�ضخما‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫جي�شا‬
‫ح�شد الروم ً‬ ‫َ‬ ‫وج ْي ِن�س‪ُ ،‬‬
‫حيث‬ ‫و�س ِد ُي ِ‬ ‫ُر ْو َما ُن َ‬
‫الحالي ِة‬
‫ِّ‬ ‫�شرق تركيا‬ ‫��ر َد َ‬ ‫مدينة َمالذ ََك ْ‬ ‫ِ‬ ‫وا َّت َج َه �إلى‬
‫ِ‬
‫ف�سارع‬
‫َ‬ ‫ال�س ْل ُج ُّ‬
‫وق��ي‪،‬‬ ‫الجي���ش ُّ‬‫ُ‬ ‫يع�سك ُر‬ ‫حي��ث‬
‫ُ‬
‫جي�ش‬ ‫بالهج��وم على ِ‬
‫ِ‬ ‫��ب َ�أ ْر َ�سال ََن‬‫ال�سلط��ان �أ ْل ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫بجي�شه قائالً‪:‬‬ ‫ألب �أَ ْر َ�سال ََن‬
‫وخطب � ُ‬
‫َ‬ ‫وم‬
‫الر ِ‬
‫ُّ‬
‫�صابرا‪ ،‬ف� ْإن َ�س ِل ْم ُت َف ِن ْع َم ٌة‬
‫ً‬ ‫ِ‬
‫محت�س ًبا‬ ‫“ �إ ّني � ُ‬
‫أقاتل‬
‫��د َت فهذا َك َف ِن��ي و�أَكْ ِم ُلوا‬ ‫ا�ست�ش َه ْ‬ ‫م��ن ا ِ‬
‫هلل و� ْإن ْ‬ ‫َ‬
‫قيادة ابني َم ِل ْك َ�شاةَ‪”.‬‬
‫تحت ِ‬ ‫معرك َتكم َ‬
‫الم�سلمين‬
‫َ‬ ‫جي���ش‬
‫ُ‬ ‫وانت�صر‬
‫َ‬ ‫واحت��د ِت المعرك ُة‬
‫ّ‬
‫كل (‪� :)13-4‬أ ْل ُب �أَ ْر َ�س َ‬
‫الن‪.‬‬ ‫ال�ش ُ‬
‫ّ‬
‫و���س في‬
‫البيزنط��ي ُر ْو َما ُن ُ‬
‫ُّ‬ ‫مبراط��ور‬
‫ُ‬ ‫ووق��ع إال‬
‫َ‬
‫أتراك في � ِآ�س َيا ُّ‬
‫ال�صغرى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الجقة ال ِ‬ ‫ال�س‬ ‫ِ‬
‫فتوحات ّ‬ ‫الأ�سرِ ‪ ،‬وكا َن ْت معرك ُة َمالذ ََك ْر َد بداي َة‬

‫تقع مالذكر ُد؟‬


‫أين ُ‬
‫� َ‬
‫ِ‬
‫معركة َمال َذ َك ْر َد‪.‬‬ ‫نتائج‬
‫ا�ستخل�ص َ‬
‫ْ‬
‫العبا�سية؟‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫الخالفة‬ ‫ِ‬
‫الحفاظ على �أرا�ضي‬ ‫ِ‬
‫الجقة في‬ ‫ال�س‬
‫دور ّ‬
‫ما ُ‬

‫‪26‬‬
‫هل تعل ْم‬
‫الح ْم َدا ِن ِّي‪ْ ،‬‬
‫وقد‬ ‫ولة َ‬‫الد ِ‬ ‫الزمن في َك َن ِف الأميرِ ِ‬
‫�سيف ّ‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫عا�ش فتر ًة َ‬ ‫الطي ِب المتنبي َ‬ ‫ال�شاعر �أبا ّ‬
‫َ‬ ‫� ّأن‬
‫ولة ومنها‪:‬‬ ‫الد ِ‬ ‫مدح ِ‬
‫�سيف ّ‬ ‫الق�صائد في ِ‬‫ِ‬ ‫من‬
‫العديد َ‬
‫َ‬ ‫قال المتنبي‬ ‫َ‬
‫المكــارِ ُم‬ ‫ـــرام َ‬
‫الك ِ‬ ‫َـدرِ ِ‬
‫و َتــ أ� ِتي َعـ َلى ق ْ‬ ‫العزا ِئ ُم‬
‫ـزم َت�أ ِتي َ‬
‫الع ِ‬‫هـل َ‬‫َـدرِ �أَ ِ‬
‫ـلى ق ْ‬ ‫َع َ‬
‫العظـــا ِئ ُم‬ ‫الع ِظ ِ‬
‫يـــم َ‬ ‫يـن َ‬
‫و َت�ص ُغـر فـي َع ِ‬ ‫غارها‬ ‫ال�ص ِغـير ِ�ص ُ‬
‫يـن ّ‬ ‫عظ ُـم فـي َع ِ‬ ‫و َت ُ‬
‫الخ�ضارِ ُم‬ ‫يو�ش َ‬ ‫الج ُ‬
‫وقـد َع َج َـز ْت عنـ ُه ُ‬ ‫ـي�ش َه َّمـ ُه‬
‫الج َ‬‫الدو َل ِـة َ‬
‫ـيف َ‬ ‫ف َ�س ُ‬ ‫ُيكـ ّل ُ‬

‫‪ -2‬دولٌ م�ستق ّل ٌة عنِ ال ّدول ِة العبا�سيّ ِة‬


‫ول‪:‬‬‫الد ِ‬
‫هذه ُّ‬ ‫العبا�سي ِة ْ‬
‫ومن �أ�شهرِ ِ‬ ‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫عن ّ‬ ‫ول التي �أعل َن ِت انف�صا َلها ً‬
‫تماما ِ‬ ‫الد ُ‬ ‫ِه َي ّ‬
‫أندل�س (‪422-138‬هـ‪1031-756 /‬م)‬ ‫�أ ‪ -‬ال ّدول ُة الأَموِ يّ ُة في ال ِ‬
‫َ‬
‫حاول �أبو‬ ‫وقد‬ ‫العبا�سي ِة‪ ،‬ف��ي ال ِ‬
‫أندل�س‪ْ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الخالفة‬ ‫ول ا ّلتي ا�ستق َّل ْت ِ‬
‫عن‬ ‫� ّأو ُل ّ‬
‫ال��د ِ‬
‫أندل�س‬
‫تبعية ال ِ‬ ‫إخ�ضاعها و�إع��اد َة ِ‬
‫َ‬ ‫من ِ‬
‫بع��ده �‬ ‫الر�شيد ْ‬
‫ُ‬ ‫وهارون‬
‫ُ‬ ‫المن�ص��ور‬
‫ُ‬ ‫جعفرٍ‬
‫العبا�سي ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫بالدولة‬ ‫ف�ش َل ْت‪ ،‬وكا َن ْت ال تع ِت ُ‬
‫رف‬ ‫العبا�سي ِة �إال � ّأن جهو َدهم ِ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫للخالف��ة‬
‫دم�شق‬
‫َ‬ ‫انتهت في‬
‫ْ‬ ‫للخالفة الأَ ّ‬
‫موي ِة ا َّلت��ي‬ ‫ِ‬ ‫�شرعي ِتها �إل��ى انت�سا ِبها‬
‫َّ‬ ‫وا�ستن��د ْت في‬
‫َ‬
‫العبا�سيين‪.‬‬
‫َ‬ ‫يد‬
‫على ِّ‬

‫دم�شق‪.‬‬
‫َ‬ ‫الخالفة الأَ ّ‬
‫موي ِة في‬ ‫ِ‬ ‫�شرعي ِتها �إلى‬
‫ّ‬ ‫أندل�س في‬ ‫ا�ستند ِت ّ‬
‫الدول ُة الأموي ُة في ال ِ‬ ‫َ‬

‫ُ�ش) (‪313-172‬هـ‪ 925 -788/‬م)‪:‬‬ ‫(م َّراك ُ‬


‫المغرب الأق�صى َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪-‬دول ُة الأَ َدار َِ�س ِة في‬
‫العربي �سن َة (‪172‬هـ‪788/‬م)‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫المغرب‬ ‫قام ْت في‬‫دول ُة الأدار�س ُة � ّأو ُل دول ٍة َع َلوِ َّي ٍة َ‬
‫طالب ا ّلذي‬
‫ٍ‬ ‫بن �أبي‬
‫علي ِ‬ ‫بن ِ‬ ‫عل��ى ِيد � َ‬
‫بن ِّ‬ ‫الح�سن ِ‬
‫ِ‬ ‫بن‬
‫الح�سن ِ‬
‫ِ‬ ‫ب��ن‬
‫عبداهلل ِ‬ ‫إدري�س ِ‬
‫العبا�سيين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العربي خوفًا من‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫المغرب‬ ‫م�صر ُث َّم �إلى‬
‫انتقل �إلى َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫أدار�سة؟‬ ‫�س ِ‬
‫دولة ال‬ ‫من هو م� ّؤ�س ُ‬
‫‪27‬‬
‫ِ‬
‫ال�شمال‬ ‫العبا�سي ِة في‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫عن‬‫ول الّتي ا�ستق َّل ْت ِ‬ ‫الد ِ‬
‫من � ّأو ِل ّ‬ ‫ِ‬
‫أدار�سة ْ‬‫كا َن ْت دول ُة ال‬
‫عد ُة‬ ‫بالط ِ‬
‫اعة َّ‬ ‫العربي‪ ،‬ودا َن ْت لها ّ‬ ‫ِ‬
‫المغرب‬ ‫عم َل ْت على ن�شرِ إال ِ‬
‫�سالم في‬ ‫وقد ِ‬
‫فريقي‪ْ ،‬‬ ‫إال‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫العربي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المغرب‬ ‫�س ح ّتى‬ ‫روان في ُت ْو ُن َ‬ ‫ِ‬
‫مدينة ال َق ْي ِ‬ ‫من‬
‫امتد نفوذُها ْ‬ ‫بربري ٍة‪ِ ،‬‬
‫وقد َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫قبائل‬
‫ِّ‬

‫العربي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القبائل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫توحيد‬ ‫كبير في‬
‫دور ٌ‬ ‫ِ‬
‫أدار�سة ٌ‬
‫كان لل‬
‫َ‬

‫�س‬ ‫الفاطميون في ُتو ُن َ‬


‫َ‬ ‫جـ‪ -‬ال ّدول ُة الفاطميّ ُة (‪567-296‬هـ‪1171-909/‬م)‪ :‬دول ُة � َّأ�س�سها‬
‫تون�س � ّأو َل عا�صم ٍة لهم‪ ،‬و�أعل ُنوا‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫القيروان في‬ ‫�سن َة (‪1171-909‬م) وكانت مدين ُة‬
‫وب ُقوا فيها‬ ‫الم ْه ِد َّي ِة في الجزائرِ ‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الفاطمية‪ُ ،‬ث ّم نقلوا العا�صم َة �إلى َ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫قيام ّ‬ ‫منها َ‬
‫م�صر �سن َة (‪358‬هـ‪968/‬م)‪ ،‬وبنى‬ ‫ِ‬ ‫ال�ص ِق ِّل ُّي ْ‬ ‫�إلى � ْأن َّ‬
‫دخول َ‬ ‫من‬ ‫جوهر ِّ‬
‫ُ‬ ‫القائد‬
‫ُ‬ ‫تمك َن‬
‫مركزا‬
‫ً‬ ‫لدين ا ِ‬
‫هلل‪ ،‬وا ّتخذها‬ ‫ِ‬ ‫الفاطمي المعزِ‬ ‫ِ‬
‫الخليفة‬ ‫من‬
‫القاهرة ب�أمرٍ َ‬ ‫ِ‬ ‫فيها مدين َة‬
‫ِّ‬
‫ال�ش ِام‬
‫وم�صر وبال َد ّ‬
‫َ‬ ‫لت�شمل �شمال افريقيا‬ ‫َ‬ ‫ومدوا دول َتهم‬ ‫الم ْه ِد َّي ِة‪ّ ،‬‬ ‫من َ‬ ‫ولة بد ًال َ‬ ‫للد ِ‬
‫ّ‬
‫واليمن‪.‬‬
‫َ‬ ‫والحجا َز‬

‫اال�سم؟‬
‫ِ‬ ‫الفاطميون بهذا‬
‫َ‬ ‫لماذا ُ�س ِّمي‬

‫العرب في دول ِتهم‬


‫ِ‬ ‫أجنا�س ك ّلها مع‬
‫من ال ِ‬ ‫ِ‬
‫اال�ستفادة َ‬ ‫الفاطميون بقدر ِتهم على‬
‫ّ‬ ‫امتا َز‬
‫الد ِ‬
‫ولة‪.‬‬ ‫أحبا�ش والأَ ْر ِم ِن من � ِ‬
‫أجل ت�سييرِ �أمورِ ّ‬ ‫رك وال ِ‬ ‫مثل البربرِ وال ُّت ِ‬‫ِ‬

‫ِ‬
‫الحكمة‬ ‫دار‬
‫الفاطمي َ‬
‫ُّ‬
‫الحاكم ب�أمرِ ا ِ‬
‫هلل‬ ‫ُ‬ ‫بالعلم‪ ،‬ف�أن�ش�أَ الخليف ُة‬
‫ِ‬ ‫الفاطميون‬
‫َ‬ ‫واهتم‬
‫ّ‬
‫الم ْر َ�ص َد‬
‫أقام َ‬ ‫ِ‬
‫المختلفة‪ ،‬و� َ‬ ‫ِ‬
‫بالكتب‬ ‫ِ‬
‫بتزويدها‬ ‫وقام‬
‫وهي مكتب ٌة كبير ٌة َ‬ ‫ِ‬
‫في القاهرة َ‬

‫‪28‬‬
‫وظهر‬
‫َ‬ ‫الم َق َّط ِم‪،‬‬
‫جبل ُ‬ ‫الفلكي على ِ‬
‫قمة ِ‬ ‫َّ‬
‫من العلما ِء والأطبا ِء في عهدهم‬
‫العديد َ‬
‫ُ‬
‫الهيثم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ابن‬
‫العربي ِ‬
‫ِّ‬ ‫الفلكي‬
‫ِّ‬ ‫العالم‬
‫ِ‬ ‫مثل‬
‫ِ‬
‫كتاب المناظرِ ا ّلذي تحدث فيه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫�صاحب‬
‫ال�ضو ِء والمرايا‪.‬‬
‫عن َّ‬
‫ِ‬
‫كجامع الأزهرِ‬
‫ِ‬ ‫الم�ساجد‬
‫َ‬ ‫ون‬
‫الفاطمي َ‬
‫ّ‬ ‫وبنى‬
‫ِ‬
‫القاهرة‪.‬‬ ‫في‬

‫ِ‬
‫القاهرة‪.‬‬ ‫أزهر في‬
‫جامع ال ُ‬
‫ُ‬ ‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪:)14-4‬‬ ‫ّ‬

‫الفاطمي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫والمعماري ِة في الع�صرِ‬
‫ّ‬ ‫الح�ضاري ِة‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫المنجزات‬ ‫بع�ض‬
‫عد ْد َ‬
‫ّ‬

‫بجامع الأزهرِ ؟‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لجامعة الأزهرِ عالق ٌة‬ ‫هل‬

‫ِ‬
‫حيحة‪:‬‬ ‫ال�ص‬ ‫ِ‬
‫بالمعلومات ّ‬ ‫آتي‬ ‫َ‬ ‫الخ ِ‬
‫ريطة (‪� ،)12 - 4‬أكملْ‬ ‫ِ‬
‫الجدول ال َ‬ ‫بالعودة �إلى َ‬

‫�سيطر ْت عليها‬
‫َ‬ ‫املناطق الّتي‬
‫ُ‬ ‫الدول ُة امل�ستق ّل ُة‬
‫الح ْم َدا ِن ّي ُة‬
‫َ‬

‫الفاطمي ُة‬
‫ّ‬

‫ال ْإخ ِ�ش ْي ِد ّي ُة‬

‫‪29‬‬
‫ف ما ي�أتي‪:‬‬ ‫عر ْ‬
‫‪ّ -1‬‬
‫كتاب المناظرِ ‪.‬‬
‫َ‬ ‫البربر‪،‬‬
‫َ‬

‫مما ي�أتي‪:‬‬ ‫�سببا ٍّ‬


‫لكل ّ‬ ‫‪ّ -2‬بي ْن ً‬
‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫�أ ‪�َ -‬ض ِ‬
‫عف‬
‫الد ِ‬
‫ولة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وحدة ّ‬ ‫َ‬
‫الحفاظ على‬ ‫العبا�سيون‬
‫َ‬ ‫الخلفاء‬
‫ُ‬ ‫ي�ستطع‬
‫ِ‬ ‫ب‪ -‬لم‬

‫ِ‬
‫معركة َم اَلذ ََك ْر َد‪.‬‬ ‫أهم ّي ِة‬
‫‪ّ � -3‬‬

‫ِ‬
‫الم�ستقلة؟‬ ‫الد ِ‬
‫ول‬ ‫من ّ‬
‫عن غيرِ ها َ‬
‫الفاطمي ُة ْ‬
‫ّ‬ ‫تمي َز ِت الدول ُة‬
‫‪ -4‬بماذا َّ‬

‫العبا�سي ِة؟‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫عن ّ‬
‫أقاليم ِ‬
‫بع�ض ال ِ‬ ‫ِ‬
‫انف�صال ِ‬ ‫أ�سباب‬
‫‪ -5‬ما � ُ‬

‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫ِ‬
‫�ضعف ّ‬ ‫َ‬
‫عوامل‬ ‫اذكر‬
‫‪ْ -6‬‬

‫‪30‬‬
‫الر ُ‬
‫ابع‬ ‫رس ّ‬
‫الد ُ‬
‫ّ‬
‫الغز ُو ال َمغو ِل ُّي‬

‫� اًأول‪� :‬أ�ص ُل ِ‬
‫املغول‬
‫قائم‬
‫ونظامهم ٌ‬
‫ُ‬ ‫تعي�ش في � ِآ�س َيا الو�سطى‬
‫قبلي كا َن ْت ُ‬
‫طابع ٍّ‬
‫ذات ٍ‬
‫قبائل َر َع ِو َّي ٌة ُ‬ ‫ُ‬
‫المغول (ال ّت َت ُار) ُ‬
‫وال�س ْل ِب وال َّن ْه ِب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الحروب َّ‬ ‫الكواكب‪ ،‬ويميلون �إلى‬
‫َ‬ ‫يعبدون‬ ‫طاعة ر�ؤَ�سائهم‪ُ ،‬‬ ‫على ِ‬
‫غولي‬
‫التو�سعال َم ُّ‬
‫ثان ًيا‪ُّ :‬‬
‫الفعلي‬
‫ُّ‬ ‫وم ْن ُغولي��ا وبد�أَ ُ‬
‫تاريخهم‬ ‫ال�ص ِين َ‬ ‫َ‬
‫�شمال ّ‬ ‫غ��ول في � ِآ�س َيا ُ‬
‫الو�سطى‬ ‫الم ِ‬ ‫ا�ستق��ر ْت ُ‬
‫قبائل َ‬ ‫َ‬
‫قائدهم الم�شه��ورِ ِج ْن ِك ْي َز‬
‫بظه��ورِ ِ‬
‫الم ِ‬
‫غول‬ ‫موقع ِ‬
‫دولة َ‬ ‫ِ‬
‫‪-‬ولمعرفة ِ‬ ‫خ��ان‬
‫َ‬
‫َ‪-‬تمك َنت‬ ‫ت� ّأم ِل الخريط�� َة المجاورة َّ‬
‫أ�سي�س �إمبراطوري ٍة‬
‫من ت� ِ‬ ‫ُ‬
‫القبائل ْ‬ ‫ِ‬
‫ه��ذه‬
‫ال�صين‪ ،‬وفي‬
‫من ّ‬ ‫ال�ش ِ‬
‫مالية َ‬ ‫في الأجزا ِء ّ‬
‫تو�سيع‬
‫ِ‬ ‫أوا�س��ط �آ�سيا ولرغب ِتهم ف��ي‬
‫ِ‬ ‫�‬
‫توج َه ْت‬ ‫ِ‬
‫مبراطورية‪َّ ،‬‬ ‫حدود ِ‬
‫هذه إال‬ ‫ِ‬
‫العبا�سي ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫نحو ّ‬
‫غربا َ‬
‫أنظارهم ً‬
‫� ُ‬
‫ال�ض ْع ِف‬ ‫�ساعدهمعلى َ‬
‫ذلكحال ُة َّ‬ ‫وقد َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫المغول‪.‬‬ ‫موقع ِ‬
‫دولة‬ ‫تبي ُن َ‬ ‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪ :)15-4‬خريط ٌة ّ‬ ‫ّ‬
‫العبا�سي ُة‬
‫ّ‬ ‫الدول ُة‬ ‫ا ّلتي كا َن ْت ُ‬
‫تعي�شه��ا ّ‬
‫َ‬
‫خالل‬ ‫الخ َوارِ ْز ِم ّي ُة‬ ‫مقدم ِتها ّ‬
‫الدول ُة ُ‬ ‫�سالمي وفي ّ‬‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫الم�شرق إال‬ ‫إ�سالمي ٍة في‬
‫ّ‬ ‫وانق�سامها �إلى ُد َو ٍِ‬
‫يالت �‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ال�سيطرة‬ ‫من‬‫الكو َ‬ ‫غولي ُه ْو ُ‬ ‫الميالدي)‪َّ .‬‬ ‫ِ‬
‫الم ُّ‬ ‫القائد َ‬
‫وتمك َن ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ع�شر‬
‫الثالث َ‬ ‫َّ‬ ‫الهجري‪/‬‬
‫ِّ‬ ‫ابع‬
‫(ال�س ِ‬
‫القرن ّ‬
‫ِ‬
‫واحتالل بغدا َد‪.‬‬ ‫العبا�سي ِة‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫خ�ضاع ّ‬
‫ِ‬ ‫فار�س‪ ،‬وكا َن ِت الفر�ص ُة منا�سب ًة له إل‬ ‫بالد َ‬ ‫على ِ‬

‫‪31‬‬
‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫ِ‬
‫لل�سيطرة على‬ ‫غربا‬ ‫ِ‬
‫المغول ً‬ ‫توج َه �أنظارِ‬
‫ُّ‬
‫ُ‬
‫�سقوط بغدا َد (‪656‬هـ‪1258/‬م)‬ ‫ثال ًثا‪:‬‬
‫ِ‬
‫الم�ستع�ص ِم‬ ‫العبا�سي‬ ‫ِ‬
‫الخليفة‬ ‫وبين‬
‫جر ْت بي َنه َ‬‫فار�س‪َ ،‬‬
‫بالد َ‬ ‫الكو على ِ‬ ‫�سيطر ُه ْو ُ‬
‫َ‬ ‫بعد � ْأن‬
‫َ‬
‫ِّ‬
‫جي�شه‬‫من ِ‬‫جزءا ْ‬ ‫ً‬ ‫الكو‬ ‫�سفر عن نتيج ٍة حا�سم ٍة‪ .‬ف� َ‬
‫أر�سل ُه ْو ُ‬ ‫ٍ‬
‫مرا�سالت لم ُت ْ‬ ‫با ِ‬
‫هلل عد َة‬
‫�سار ِ‬
‫بنف�سه‬ ‫دعى ِب ْي ُغو الذي َ‬ ‫أحد قاد ِته ُ‬
‫وي َ‬ ‫بقيادة � ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وكانت الحمل ُة‬ ‫ِ‬
‫مدينة بغدا َد‪،‬‬ ‫ِ‬
‫لمحا�صرة‬
‫من‬‫المغولي ْ‬ ‫الجي�ش‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫فتمك َن‬ ‫ِ‬
‫ال�شرق؛‬ ‫من ِ‬
‫جهة‬ ‫ِ‬
‫لمحا�صرة بغدا َد ْ‬ ‫قو ٍة كبير ٍة‬ ‫على ر� ِأ�س ّ‬
‫ُّ‬
‫العبا�سي في‬ ‫بالجي�ش‬
‫ِ‬ ‫الغرب فح َّل ِت الهزيم ُة‬ ‫ِ‬ ‫ومهاجمة بغدا َد من ِ‬
‫جهة‬ ‫ِ‬ ‫عبورِ نهرِ دجل َة‬
‫ِّ‬
‫من ِ‬
‫جهة‬ ‫ِ‬
‫دخول بغدا َد ْ‬ ‫من‬
‫الكو ْ‬ ‫وتمك َن ُه ْو ُ‬‫ّ‬ ‫محر ٍم �سن َة (‪656‬هـ‪1258 /‬م)‪،‬‬ ‫من َّ‬ ‫العا�شرِ ْ‬
‫الم�ستع�صم با ِ‬
‫هلل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫العبا�سي‬
‫َّ‬ ‫المغول على �أ�سوارِ ها‪ ،‬وقت ُلوا الخليف َة‬ ‫ِ‬ ‫رايات‬
‫ُ‬ ‫ور ِف َع ْت‬ ‫رق ُ‬ ‫ال�ش ِ‬
‫ّ‬
‫لطان‬
‫ال�س ُ‬ ‫قام ّ‬
‫العبا�سي ُة في بغدا َد �إلى � ْأن َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫بذلك الخالف ُة‬ ‫لتنتهي‬
‫َ‬ ‫العبا�سيين‬
‫ّ‬ ‫آخر الخلفا ِء‬ ‫� َ‬
‫ِ‬
‫القاهرة‪.‬‬ ‫بيبر�س ب�إحيائها مجد ًدا في‬‫ُ‬ ‫الظاهر‬
‫ُ‬ ‫المملوكي‬
‫ُّ‬
‫عما يليه‪:‬‬‫أجب ّ‬ ‫آتي‪ُ ،‬ث ّم � ْ‬ ‫ُ‬ ‫بعد � ْأن دخ َلها‬ ‫ولمعرفة ما َّ‬ ‫ِ‬
‫�ص ال َ‬ ‫المغول اقر�أ ال ّن َّ‬ ‫حل ببغدا َد َ‬

‫يوما �س ُلبوا فيها‬


‫أربعين ً‬
‫أهل بغدا َد � َ‬
‫رقاب � ِ‬ ‫ِ‬ ‫يف في‬ ‫ال�س َ‬ ‫ِ‬
‫المغول ّ‬ ‫جند‬ ‫«وقد � َ‬
‫أعمل ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الم�ساجد وعا ُثوا فيها ف�سا ًدا‬ ‫العلم وقت ُلوا �أئم َة‬
‫رجال ِ‬‫ِ‬ ‫�أموا َلهم و�أهلكوا ً‬
‫كثيرا من‬
‫القيم َة»‪.‬‬
‫كتبها ّ‬
‫م�ساجدها و�أتل ُفوا َ‬
‫َ‬ ‫وهدموا‬
‫ُ‬
‫التواريخ‪ ،‬مج‪ ،2‬ج‪� ،1‬ص(‪.)682‬‬
‫ِ‬ ‫جامع‬
‫ُ‬ ‫الهمذاني‪،‬‬

‫بعد دخو ِلها‪.‬‬


‫أهل بغدا َد َ‬ ‫ِ‬
‫المغول ل ِ‬ ‫�صف معامل َة‬
‫ْ‬
‫تدعي‬‫ما وجه ال�شبه بين مافعله المغول في بغداد‪ ،‬وما تفعله الع�صابات الإرهابية التي ّ‬
‫ِ‬
‫البيوت‪ ،‬وتدميرِ‬ ‫وه ْد ِم‬ ‫ال�س ّك ِ‬
‫ان‪َ ،‬‬ ‫حاليا‪ ،‬من َق ْت ِل الأبريا ِء‪ ،‬و َت ْ�ش ِ‬
‫ريد ُّ‬ ‫الإ�سالم في العراق ً‬
‫الآثار‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫ال�شا ِم بي ِد املغولِ‬ ‫ُ‬
‫�سقوط بال ِد ّ‬ ‫راب ًعا‪:‬‬
‫الطين‬
‫ال�س ِ‬‫حكم ّ‬‫ِ‬ ‫ال�ش ِام ا ّلتي كا َن ْت َ‬
‫تحت‬ ‫نحو ِ‬
‫بالد ّ‬ ‫توجه َ‬ ‫احتل ُه ْو ُ‬
‫الكو بغدا َد َّ‬ ‫َّ‬ ‫بعد �أنْ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫وتناف�سهم‬ ‫ِ‬
‫انق�سامهم‬ ‫ب�سبب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للمغول‬ ‫�صدي‬ ‫ين‪ ،‬ا ّلذين ف�ش ُلوا في ت� ِ‬
‫أليف جبه ٍة َّ‬
‫موحد ٍة لل ّت ّ‬ ‫أيوبي َ‬
‫ال ّ‬
‫الحكم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫على‬
‫حا�صروها مد َة ِ‬
‫�شهر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫توج ُهوا �إلى َح َل َب الّتي‬ ‫عد ِة ٍ‬
‫مدن‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫المغول على ّ‬ ‫�سيطر‬
‫َ‬ ‫وبعد �أنْ‬
‫َ‬
‫بجي�شه �إِلى ِح ْم ٍ‬
‫�ص التي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫هوالكو‬ ‫من احتال ِلها �سن َة (‪658‬هـ‪1260 /‬م)‪ّ ،‬ثم اتّج َه‬ ‫َّ‬
‫فتمك ُنوا ْ‬
‫دم�شق‪.‬‬
‫َ‬ ‫ا�ست�س َل َم ْت ومنها � َ‬
‫أكمل طريقَه �إلى‬
‫فالتف‬
‫َّ‬ ‫غولي‪،‬‬
‫الم ِّ‬
‫الغزو َ‬ ‫ِ‬
‫لمواجهة ِ‬ ‫أيوبي‬
‫النا�صر ال ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الملك‬ ‫ِ‬
‫باال�ستعداد بقياد ِة‬ ‫دم�شق‬
‫ُ‬ ‫� َ‬
‫أخذ ْت‬
‫دافعين‪ ،‬وما‬
‫َ‬ ‫الم‬ ‫حو َله عد ٌد ٌ‬
‫كبير من ُ‬
‫دم�شق ح ّتى‬
‫َ‬ ‫من‬
‫اقترب هوالكو ْ‬‫َ‬ ‫� ِأن‬
‫دم�شق‪،‬‬
‫َ‬ ‫لج�أَ المدافعون �إلى ِ‬
‫قلعة‬
‫دم�شق فعا ُثوا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فدخل هوالكو مدين َة‬
‫مثلما فع ُلوا‬
‫وتخريبا َ‬
‫ً‬ ‫فيها ف�سا ًدا وقت ً‬
‫ال‬
‫حلب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ومدينة َ‬ ‫في ِ‬
‫مدينة بغدا َد‬
‫دم�شق‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫المغول �إلى‬ ‫�سير‬
‫خط ِ‬ ‫ولمعرفة ِّ‬
‫ِ‬
‫أجب‬
‫ت� ّأم ِل الخريط َة المجاورةَ‪َّ ،‬ثم � ْ‬
‫عما يليها‪:‬‬
‫ّ‬
‫المغولي‬
‫َّ‬ ‫الجي�ش‬
‫ِ‬ ‫�سير‬
‫خط ِ‬ ‫تتب ْع َّ‬
‫ّ‬
‫دم�شق‪.‬‬
‫َ‬ ‫نحو‬
‫َ‬

‫دم�شق‪.‬‬
‫َ‬ ‫نحو‬
‫المغولي َ‬
‫َّ‬ ‫الجي�ش‬
‫ِ‬ ‫كل (‪ُّ :)16-4‬‬
‫خط �سير‬ ‫ال�ش ُ‬
‫ّ‬

‫‪33‬‬
‫َ‬
‫و�صل �إلى‬ ‫امية الواح��د َة ِت ْل َو الأُخرى ْ‬
‫ق��د‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫ِ‬
‫للم��دن ّ‬ ‫ِ‬
‫المغ��ول‬ ‫اجتياح‬
‫ُ‬ ‫أنب��اء‬
‫كان��ت � ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ال�سلطان‬ ‫الك��و �إلى‬‫من ُه ْو ُ‬ ‫ٍ‬
‫تهديد ْ‬ ‫ط��اب‬
‫ُ‬ ‫و�صل ِخ‬
‫َ‬ ‫م�صر‪ ،‬كما‬
‫المملوكي ف��ي َ‬ ‫ِ‬
‫ال�سلط��ان‬
‫ِّ‬
‫وخرج ِبه �إلى‬
‫َ‬ ‫جي�شه‬
‫جه َز َ‬ ‫قطز ب� ْأن َّ‬
‫ال�سلطان ُ‬
‫ُ‬ ‫اال�ست�سالم‪ .‬فر َّد‬
‫َ‬ ‫يطلب منه‬
‫ُ‬ ‫المملوكي ُق ُطزِ‬
‫ِّ‬
‫ان�سحب‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫المماليك غز َة‬ ‫جي�ش‬
‫و�صل ُ‬ ‫َ‬ ‫قد و�ص ُلوا غ��زةَ‪ّ ،‬‬
‫ولما‬ ‫ُ‬
‫المغول ْ‬ ‫وكان‬
‫َ‬ ‫ال�ش ِام‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ب�لاد ّ‬
‫جالوت‪،‬‬
‫َ‬ ‫عين‬
‫ودار ُت بي َنهم معرك ُة َ‬ ‫طبري�� َة‪َ .‬‬
‫قطز ومنها ا َّتجه �إلى َّ‬‫المغ��ول منها ودخ َلها ُ‬ ‫ُ‬
‫الم�سلمين‪،‬‬
‫َ‬ ‫انته ْت بانت�صارِ‬
‫وقد َ‬‫والعالم‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫�سالم‬
‫تاريخ إال ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الفا�صلة في‬ ‫ِ‬
‫المع��ارك‬ ‫من‬
‫وهي َ‬
‫غولي‪.‬‬
‫الم ِّ‬‫حف َ‬‫الز ِ‬
‫وتو ُّق ِف ّ‬
‫جالوت ما‬
‫َ‬ ‫عين‬ ‫ِ‬
‫معركة َ‬ ‫نتائج‬
‫من ِ‬ ‫وكان ْ‬
‫َ‬
‫يلي‪:‬‬
‫ِ‬
‫المغول‪.‬‬ ‫الم�سلمين وهزيم ُة‬
‫َ‬ ‫انت�صار‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫وم�صر من الغزو‬
‫َ‬ ‫ال�ش ِام‬ ‫‪ -2‬حماي ُة ِ‬
‫بالد ّ‬
‫المغولي‪.‬‬
‫�سالمي‬
‫َّ‬ ‫ين إال‬
‫الد َ‬ ‫ُ‬
‫المغول ّ‬ ‫اعتنق‬
‫وقد َ‬ ‫ِ‬
‫ترك ْت عد ًدا‬ ‫دول َ‬‫الحقًا‪ ،‬و�أن�ش�أوا اً‬
‫��ة في‬‫الح�ضاري ِ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫المنج��زات‬ ‫م��ن‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫وجن��وب‬ ‫فار���س‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫وب�لاد‬ ‫ِ‬
‫الع��راق‬
‫ِ‬
‫والهند و� َّأ�س ُ�س��وا ح�ضار ًة‬ ‫رو�سي��ا‬
‫الهندي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القار ِة‬
‫�شبه ّ‬‫مزدهر ًة في ِ‬
‫ِ‬
‫لمعركة‬ ‫تو�ضيحي‬ ‫ر�سم‬ ‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪ٌ :)17-4‬‬ ‫ّ‬
‫ٌّ‬
‫جالوت‪.‬‬
‫َ‬ ‫عين‬
‫َ‬

‫‪34‬‬
‫عما يليه‪:‬‬
‫أجب ّ‬
‫ثم � ْ‬
‫آتي‪ّ ،‬‬
‫�ص ال َ‬ ‫ِ‬
‫المغول اقر�أ ال ّن َّ‬ ‫وللتعر ِف � َ‬
‫أكثر �إلى‬ ‫ُّ‬
‫ذلك �إلى‬ ‫الر ِ‬
‫عية‪ ،‬و�أ ّدى َ‬ ‫بين ّ‬ ‫ِ‬
‫والعدل َ‬ ‫بالت�سام ِح‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بالهند‬ ‫ِ‬
‫المغولية‬ ‫ِ‬
‫مبراطورية‬ ‫حكام إال‬
‫ُ‬ ‫�سم‬
‫ا ّت َ‬
‫ربوع دول ِتهم‪ ،‬وقد تج ّلى‬
‫ِ‬ ‫ا�س منهم‪ ،‬وم�صاهر ِتهم‪ ،‬و�إلى انت�شارِ ا إل ِ‬
‫�سالم في‬ ‫ِ‬
‫اقتراب ال ّن ِ‬
‫أكب َر‪ ،‬الّذي نادى ب� ْأن‬
‫الد ِين � َ‬ ‫ِ‬
‫جالل ّ‬ ‫ِ‬
‫ال�سلطان‬ ‫الت�سام ُح في �أبهى �صورِ ه في ِ‬
‫عهد‬ ‫ُ‬ ‫هذا‬
‫والهندو�س‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الم�سلمين‬
‫َ‬ ‫الهند ل ِأهلها َ‬
‫من‬ ‫تكون ُ‬‫َ‬
‫المغولية في ِ‬
‫الهند‪ِ � ،‬إذ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مبراطورية‬ ‫ِ‬
‫الح�ضارة في ا إل‬ ‫من �أبرزِ مظاهرِ‬ ‫ولعل ِ‬
‫العمار َة كا َن ْت ْ‬ ‫َّ‬
‫المعماري‬
‫ُّ‬ ‫أ�صبح لهم طرا ُزهم‬ ‫ِ‬
‫المدن‪ ،‬و� َ‬ ‫وعمدوا �إلى تعميرِ‬
‫ُ‬ ‫اهتماما بال ًغا‪،‬‬
‫ً‬ ‫اهتموا بها‬ ‫ُّ‬
‫روائع‬
‫ِ‬ ‫تاج َم َح ٍّل ْ‬
‫من‬ ‫عد ُ‬‫وي ُّ‬‫والهندو�س‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫الم�سلمين‬
‫َ‬ ‫مزيجا من ِ‬
‫فنون‬ ‫ً‬ ‫كان‬
‫المميز‪ ،‬الذي َ‬ ‫ُّ‬
‫المغول في ِ‬
‫الهند‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫عجائب الدنيا الّتي � َ‬
‫أقامها‬ ‫ِ‬ ‫ومن‬
‫المعماري‪ْ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫الفن‬
‫ِّ‬
‫�سالم في ِ‬
‫الهند‪� ،‬ص (‪.)269‬‬ ‫تاريخ إال ِ‬
‫ُ‬ ‫عبد المنعم النمر‪،‬‬

‫�سالم في ِ‬
‫الهند؟‬ ‫ُ‬
‫المغول في ن�شرِ إال ِ‬ ‫�ساهم‬
‫َ‬ ‫كيف‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫و�صورة إالعمارِ ‪.‬‬ ‫الدمارِ‬ ‫ِ‬
‫�صورة ّ‬ ‫ِ‬
‫المغول في‬ ‫و�ضع‬
‫ِ‬ ‫بين‬
‫قارن َ‬
‫ْ‬

‫محل في ِ‬
‫الهند‪.‬‬ ‫تاج ٍّ‬ ‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪ُ :)18-4‬‬ ‫ّ‬

‫‪35‬‬
‫ف ما ي�أتي ‪:‬‬‫عر ْ‬
‫‪ّ -1‬‬
‫َ‬
‫المماليك‪ُ ،‬ه ْوال َُكو‪.‬‬ ‫َ‬
‫المغول‪،‬‬

‫أتي‪:‬‬
‫مما ي� َ‬ ‫�سببا ٍّ‬
‫لكل ّ‬ ‫‪ّ -2‬بي ْن ً‬
‫عام (‪656‬هـ‪1258/‬م)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المغول بغدا َد َ‬ ‫اجتياح‬
‫ِ‬ ‫�أ ‪-‬‬
‫م�صر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫احتالل َ‬ ‫ِ‬
‫المغول �إلى‬ ‫ب‪ -‬تط ُّل ِع‬
‫�سالمي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المغول بحمال ِتهم �إلى الأقاليم إال‬
‫ِ‬ ‫توج ِه‬
‫جـ‪ُّ -‬‬

‫دخل الم ُغ ُ‬
‫ول مدين َة بغدا َد؟‬ ‫كيف َ‬
‫�صف َ‬
‫ْ‬ ‫‪-3‬‬

‫ِ‬
‫المنا�سبة‪:‬‬ ‫ِ‬
‫بالمعلومات‬ ‫آتي‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫خالل درا�س ِتك‬
‫ِ‬
‫الجدول ال َ‬ ‫جالوت املأ‬
‫َ‬ ‫عين‬
‫لمعركة َ‬ ‫من‬
‫‪ْ -4‬‬
‫النتائج‬
‫ُ‬ ‫القاد ُة‬ ‫ال ُ‬
‫أطراف‬
‫الم�سلمون‬
‫َ‬

‫ُ‬
‫المغول‬

‫‪36‬‬
‫ف ما ي�أتي‪:‬‬‫عر ْ‬
‫‪ّ -1‬‬
‫ال�س ِ‬
‫الجق َة‪.‬‬ ‫َ‬
‫المغول‪ ،‬ال ّترجم َة‪َّ ،‬‬
‫العبا�سي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الم�ستقلة في الع�صرِ‬ ‫الد ِ‬
‫ول‬ ‫�سببا لظهورِ ّ‬
‫اذكر ً‬
‫ْ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِّ‬
‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الد ِ‬
‫عوة‬ ‫ِ‬
‫�ضعف ّ‬ ‫‪ -3‬حلّلْ � َ‬
‫أ�سباب‬
‫جالوت‪.‬‬
‫َ‬ ‫عين‬ ‫ِ‬
‫معركة َ‬ ‫نتائج‬
‫اذكر َ‬‫ْ‬ ‫‪-4‬‬
‫ر�س‪:‬‬‫الد ِ‬‫الواردة في ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالمعلومات‬ ‫غ فيما ي�أتي‬ ‫‪ -5‬املأ الفرا َ‬
‫�سلية في الع�صرِ العبا�سي ‪ ................................‬و ‪................................‬‬ ‫أنواع ال ّت ِ‬‫من � ِ‬ ‫�أ ‪ْ -‬‬
‫ِّ‬
‫ب‪ -‬من �أ�شهرِ المترجمين في الع�صرِ العبا�سي ‪ ...........................‬و ‪................................‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫�سيف ّ‬ ‫مدحوا َ‬ ‫من �أ�شهرِ ال�شعرا ِء ا ّلذين ُ‬ ‫ال�شاع��ر ‪ْ ................................‬‬
‫ُ‬ ‫عد‬
‫جـ‪ُ -‬ي ُّ‬
‫اني‪.‬‬
‫الح ْم َد َّ‬ ‫َ‬
‫المعارك ال ِ‬
‫آتية‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫النتائج الّتي تر َّت َب ْت على‬‫ُ‬ ‫‪ -6‬ما‬
‫جالوت‬
‫َ‬ ‫�أ ‪َ -‬م اَلذ ََك ْر َد ب‪َ -‬‬
‫عين‬
‫رو�س ِ‬
‫والع َب َر الم�ستفاد َة منها‪.‬‬ ‫العبا�سي ِة ِّبي ِن ّ‬
‫الد َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫ِ‬
‫لوحدة‬ ‫خالل درا�س ِتك‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫‪ْ -7‬‬

‫‪37‬‬
‫ِي ال َّذاْ ِت ُّي‬
‫ال َّت ْقو مْ ُ‬
‫نا�س ُب تعل َُّم َك‪:‬‬ ‫ِ�شار ِة (√) �أَ َ‬
‫مام العبار ِة الّتي تُ ِ‬ ‫قَيّ ْم ما تعل ّْمتَه َبو ْ�ض ِع �إ َ‬
‫اَ ْل‬ ‫نَ َع ْم‬ ‫معايير التّقويمِ ال ّذ ٍّ‬
‫اتي‬ ‫ُ‬ ‫الر ْق ُم‬
‫َّ‬
‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫ِ‬
‫�ضعف‬ ‫َ‬
‫عوامل‬ ‫أذكر‬
‫� ُ‬ ‫‪1‬‬

‫جالوت‪.‬‬
‫َ‬ ‫عين‬ ‫ِ‬
‫معركة َ‬ ‫نتائج‬
‫� ّأبي ُن َ‬ ‫‪2‬‬

‫العبا�سي‪.‬‬ ‫المجتمع في الع�صرِ‬


‫ِ‬ ‫أذكر ِ‬
‫فئات‬ ‫� ُ‬ ‫‪3‬‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫الخالفة‬ ‫عن‬ ‫الد َ‬
‫ول الّتي انف�ص َل ْت ِ‬ ‫ِ‬
‫الخريطة ُّ‬ ‫أعي ُن على‬‫� ّ‬ ‫‪4‬‬
‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬
‫العلمي ِة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الحياة‬ ‫العبا�سيين في ازدهارِ‬
‫ّ‬ ‫دور الخلفا ِء‬
‫أثم ُن َ‬
‫� ِّ‬ ‫‪5‬‬

‫غولي‪.‬‬
‫الم ِّ‬
‫�صدي للغزوِ َ‬ ‫ِ‬
‫المماليك في ال ّت ّ‬ ‫دور‬
‫أقد ُر َ‬
‫� ّ‬ ‫‪6‬‬

‫ِ‬
‫االنت�صارات ا ّلتي � َ‬
‫أحر َزها‬ ‫النتائج المترتب َة على‬
‫َ‬ ‫أثم ُن‬
‫� ِّ‬ ‫‪7‬‬
‫ُ‬
‫والمماليك‪.‬‬ ‫ال�سالجق ُة‬
‫ّ‬
‫�أو�ضح دالالت العي�ش الم�شترك في الدولة العبا�سية‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪38‬‬
39
‫‪5‬‬
‫ُ‬
‫الخامسة‬ ‫الو ْح َد ُة‬
‫ِ‬

‫أندل�س وح�ضار ُتها‬


‫تاري ُخ ال ِ‬

‫ين �أعاله؟‬
‫ال�صور َت ِ‬
‫ت�شاهد في ّ‬
‫ُ‬ ‫ماذا‬

‫�سالمي ِة في ال ِ‬
‫أندل�س؟‬ ‫ّ‬ ‫يدل وجو ُد ِ‬
‫هذه المن�ش� ِآت إال‬ ‫عالم ُّ‬
‫َ‬

‫‪40‬‬
‫ام ُة للوِ ْح َدةِ‬
‫الع َّ‬
‫ات َ‬ ‫ال ِّن َ‬
‫تاج ُ‬

‫بالواجبات والأَن�شط ِة الوارد ِة فيها‪ْ � ،‬أن‪:‬‬


‫ِ‬ ‫َّالب بَع َد درا�س ِة هذ ِه الوِ ح َد ِة‪ ،‬وال ِقيا ِم‬
‫من الط ِ‬
‫يُتَ َوق َُّع َ‬
‫ِ‬
‫الوحدة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والم�صطلحات الوارد َة في‬ ‫المفاهيم‬
‫َ‬ ‫ي�ستوعب‬
‫َ‬
‫أندل�س‪.‬‬
‫فتح ال ِ‬
‫أ�سباب ِ‬
‫ي�ستنتج � َ‬
‫َ‬
‫أندل�س‪.‬‬ ‫الدولة الأَ ّ‬
‫موي ِة في ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫تطورِ‬ ‫َ‬
‫مراحل ُّ‬ ‫يتتب َع‬
‫ّ‬
‫أندل�س‪.‬‬
‫الم�سلمون في ال ِ‬
‫َ‬ ‫خا�ضها‬ ‫ِ‬
‫المعارك الّتي َ‬ ‫أهم‬ ‫يتعر َ‬
‫ف � َّ‬ ‫ّ‬
‫أندل�س‪.‬‬ ‫الدولة الأَ ّ‬
‫موي ِة في ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫�ضعف‬ ‫أ�سباب‬
‫يذكر � َ‬
‫َ‬
‫أندل�س‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الطوائف في ال ِ‬ ‫ول ِ‬
‫ملوك‬ ‫قيام ُد ِ‬
‫أ�سباب ِ‬ ‫ِّ‬
‫يف�س َر � َ‬
‫الح�ضاري َة للدو َلة الأَ ّ‬
‫موي ِة في ال ِ‬
‫أندل�س‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المظاهر‬
‫َ‬ ‫ُي ّبي َن‬
‫العربي‬ ‫ِ‬
‫الوجود‬ ‫ِ‬
‫الحفاظ على‬ ‫العربي في‬ ‫ِ‬
‫المغرب‬ ‫ول الّتي َ‬
‫قام ْت في‬ ‫الد ِ‬ ‫ُي ّبي َن � َأثر ُّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫أندل�س‪.‬‬
‫�سالمي في ال ِ‬
‫ِّ‬ ‫وال‬
‫إ‬
‫أندل�س‪.‬‬
‫�سالمي في ال ِ‬‫وال‬
‫العربي إ‬ ‫ِ‬
‫الوجود‬ ‫ِ‬
‫إ�ضعاف‬ ‫ِ‬
‫التجزئة في �‬ ‫ُي ّبي َن � َأثر‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫إ�سالمي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫اريخ ال‬
‫أندل�س في ال ّت ِ‬
‫فتح ال ِ‬
‫قد َر �أهمي َة ِ‬
‫ُي ّ‬
‫أندل�س‪.‬‬ ‫للم�سلمين في ِ‬
‫بالد ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫الح�ضاري ِة‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫بالمنجزات‬ ‫عتز‬
‫َي َّ‬
‫ِ‬
‫ح�ضارة �أوروبا‪.‬‬ ‫�سالمي ِة في‬
‫ّ‬ ‫العربي ِة إ‬
‫وال‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الح�ضارة‬ ‫دور‬
‫ثم َن َ‬
‫ُي ِّ‬
‫�سالمي لل ِ‬
‫أندل�س‬ ‫الفت ُح إال‬ ‫األو ُل‬
‫رس َّ‬‫الد ُ‬
‫ّ‬
‫ُّ‬
‫(‪92‬هـ‪ 711/‬م)‬

‫املوق ُع والتّ�سم َي ُة ‬
‫ِ‬
‫الجزيرة‬ ‫ِ‬
‫(�شبه‬ ‫أندل�س‬
‫تقع ال ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫والبرتغال) في‬ ‫أيبيري ِة‪� :‬إ�سبانيا‬
‫ال ّ‬
‫ِ‬
‫القارة‬ ‫من‬
‫الغربي َ‬ ‫الجنوبي‬ ‫الجز ِء‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫ال�شمال‬ ‫من‬
‫ويحدها َ‬
‫ُّ‬ ‫أوروبي ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ال‬
‫ُ‬
‫وجبال‬ ‫أطل�سي‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫المحيط ال‬ ‫ِ‬
‫والغرب‬
‫الب َرا ِن ِ�س) ا ّلتي‬ ‫ُ‬
‫(جبال َ‬ ‫ال ِ‬
‫ألب‬
‫ِ‬
‫الجنوب‬ ‫تف�ص ُلها ْ‬
‫عن فرن�سا‪َ ،‬‬
‫ومن‬
‫ال�ش ِ‬
‫رق‬ ‫ومن ّ‬
‫طارق‪َ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫جبل‬
‫م�ضيق ِ‬
‫ُ‬
‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪ :)1-5‬خريطة االندل�س‪.‬‬ ‫ّ‬
‫المتو�س ُط‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أبي�ض‬
‫البحر ال ُ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫والجنوب‬
‫أندل�س‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المحيطة بال ِ‬ ‫ال�شكل (‪� )1-5‬إلى البحارِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخريطة في‬ ‫أ�شر على‬
‫� ْ‬
‫ِ‬
‫الوقت الحا�ضرِ ؟‬ ‫أندل�س في‬ ‫ِ‬
‫جزيرة ال ِ‬ ‫ف منها �شب ُه‬ ‫الد ُ‬
‫ول ا ّلتي تت�أ َّل ُ‬ ‫ما ُّ‬

‫قديما؟‬
‫أطل�سي ً‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫والمحيط ال‬ ‫المتو�س ِط‬
‫ِّ‬ ‫اال�سم الّذي �أُط ِل َق على البحرِ‬
‫ُ‬ ‫ما‬

‫تاريخ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫تتناول‬ ‫الكتب ا ّلتي‬
‫ِ‬ ‫وبالرجوع �إلى � ِ‬
‫أحد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مدر�ستك‪،‬‬ ‫ِ‬
‫مكتبة‬ ‫جوع �إلى‬
‫بالر ِ‬
‫ّ‬
‫اال�سم ُث َّم اقر�أْ ُه � َ‬
‫أمام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت�سمية الأندل�س بهذا‬ ‫عن ِ‬
‫�سبب‬ ‫أندل�س‪ُ ،‬ق ْم ب� ِ‬
‫إعداد تقريرٍ ْ‬ ‫ال ِ‬
‫ال�ص ِ ّ‬
‫ف‪.‬‬ ‫زمالئك في ّ‬
‫‪42‬‬
‫�أو ًال‪ :‬مراح ُل ِ‬
‫فتح ال ِ‬
‫أندل�س‬
‫عبد ِ‬
‫الملك‬ ‫بن ِ‬ ‫ِ‬
‫الوليد ِ‬ ‫الخليفة الأَ ّ‬
‫موي‬ ‫ِ‬ ‫أندل�س في ِ‬
‫عهد‬ ‫�سالمي ُة لل ِ‬
‫ّ‬ ‫الفتوحات إال‬
‫ُ‬ ‫بد�أَ ِت‬
‫عامي (‪ 96-86‬هـ‪ 715- 705/‬م)‪ ،‬و� ّأما‬ ‫بين َ‬ ‫وواليه على �إفْرِ ِيق َّيا مو�سى ِ‬
‫بن ُن َ�ص ْيرٍ َ‬ ‫ِ‬
‫أندل�س فهِ َي‪:‬‬
‫فتح ال ِ‬‫وج ِه �إلى ِ‬ ‫أ�سباب ا ّلتي َ‬
‫دفع ْت ُهم لل َّت ُّ‬ ‫ال ُ‬
‫�سالمي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الد ِين إال‬
‫ن�شر ّ‬
‫‪ُ -1‬‬
‫أندل�س‪.‬‬ ‫ِ‬
‫واالقت�صادية في ال ِ‬ ‫ال�س ِ‬
‫يا�سية‬ ‫أو�ضاع ّ‬
‫ِ‬ ‫ور ال‬
‫تده ُ‬
‫‪ُ -2‬‬
‫يين‪.‬‬
‫نط َ‬‫الم�سلمين من خطرِ الب ِْي َز ِ‬
‫َ‬ ‫حدود ِ‬
‫بالد‬ ‫ِ‬ ‫‪ -3‬حماي ُة‬
‫أندل�س‪.‬‬
‫فتح ال ِ‬
‫الم�سلمين على ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫مدينة �سبت َة‬ ‫حاكم‬
‫ُ‬ ‫ان‬
‫ولي ُ‬
‫ت�شجيع ُج َ‬
‫ُ‬ ‫‪-4‬‬
‫أندل�س؟‬
‫الم�سلمين ال َ‬
‫َ‬ ‫لفتح‬ ‫أهم ٍ‬
‫�سبب ِ‬ ‫بر� َ‬
‫أيك ما � ُّ‬
‫هي‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫أندل�س ّ ِ‬
‫بعدة حمالت َ‬ ‫فتح ال ِ‬‫ّمر ُ‬
‫عام (‪ 91‬هـ ‪ 710/‬م)‬ ‫طريف بنِ ٍ‬
‫مالك َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬حمل ُة‬
‫ُ‬
‫تهدف‬ ‫ا�ستطالعي ٍة‬
‫َّ‬ ‫بن ُن َ�ص ْيرٍ بحمل ٍة‬ ‫أحد كبارِ ِ‬
‫قادة مو�سى ِ‬ ‫وهو � ُ‬ ‫بن ٍ‬
‫مالك َ‬ ‫طريف ُ‬ ‫ُ‬ ‫قام‬
‫َ‬
‫ال�س ِ‬
‫ريعة‬ ‫الغارات ّ‬‫ِ‬ ‫من‬‫ف�ش َّن �سل�سل ًة َ‬ ‫الجزيرة ال ِ‬
‫أيبيرية‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫أو�ضاع في ِ‬
‫�شبه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫معرفة ال‬ ‫�إلى‬
‫هذه الحمل ُة‬ ‫تجد قوا ُته � َّأي مقاوم ٍة ُتذْ َك ُر‪ ،‬بل � َ‬
‫أظهر ْت ِ‬ ‫فلم ْ‬‫أندل�س‪ْ ،‬‬
‫�ساحل ال ِ‬
‫ِ‬ ‫على‬
‫ع�سكريا‬
‫ًّ‬ ‫أندل�س‬
‫فتح ال ِ‬
‫فم َّه َد ذلك عملي َة ِ‬ ‫الحاميات ال ُق ْو ِط ّي ِة في ال ِ‬
‫أندل�س؛ َ‬ ‫ِ‬ ‫�ضعف‬
‫َ‬
‫بعد ذلك‪.‬‬
‫َ‬
‫أندل�س‪.‬‬ ‫بن ٍ‬
‫مالك على ال ِ‬ ‫ِ‬
‫طريف ِ‬ ‫ِ‬
‫حملة‬ ‫نتائج‬
‫ا�ستخل�ص َ‬
‫ْ‬
‫هل تعل ْم‬
‫جنوب‬
‫َ‬ ‫جاه فرن�س��ا‪ ،‬و� َّأ�س ُ�سوا مملك ًة‬ ‫ِ‬
‫�شم��ال �أوروبا ُت َ‬ ‫من‬ ‫قبائل ِج ْرما ِن ّي ٌة ِ‬
‫قد ُموا ْ‬ ‫��م ُ‬‫��و َط ُه ْ‬
‫� ّأن ال ُق ْ‬
‫الجزيرة الأَ ِ‬
‫يبيرية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تو�س ُعوا في ِ‬
‫�شبه‬ ‫غرب فرن�سا‪ُ ،‬ث ّم‪َّ .‬‬
‫ِ‬

‫‪43‬‬
‫بن زيا ٍد‬
‫طارقُ ُ‬
‫طارق بنِ زيا ٍد (‪ 92‬هـ ‪ 711/‬م)‬
‫‪ -2‬حمل ُة ِ‬
‫الفت��ح‬
‫َ‬ ‫م�سل��م ق��ا َد‬ ‫ع�سك��ري‬
‫ٌّ‬ ‫قائ��د‬
‫ٌ‬ ‫قيام‬ ‫بن ٍ‬
‫مالك �إلى ِ‬ ‫طريف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حملة‬ ‫نجاح‬
‫ُ‬ ‫دفع‬
‫َ‬
‫ٌ‬
‫الجزيرة ال ِ‬
‫أيبيرية‪ ،‬وهو‬ ‫ِ‬ ‫إال�سالمي ِ‬
‫ل�شبه‬ ‫َّ‬ ‫بن ُن َ�ص ْيرٍ والي �إِفْرِ ِيق َّيا بتجهيزِ حمل ٍة‬‫مو�سى ِ‬
‫أثناء‬
‫�سالم � َ‬
‫ذين اعتن ُق��وا إال َ‬ ‫م��ن البربرِ ا ّل َ‬
‫فعبر‬
‫أندل�س‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫لفتح ال ِ‬ ‫زياد ِ‬ ‫بن ٍ‬ ‫ِ‬
‫طارق ِ‬ ‫ِ‬
‫بقيادة‬
‫العربي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المغرب‬ ‫الفتح إال�سالمي ِ‬
‫لبالد‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫�ساحل‬
‫ِ‬ ‫من مينا ِء �سبت َة �إلى‬ ‫بن ٍ‬
‫زياد ْ‬ ‫طارق ُ‬‫ُ‬
‫َ‬
‫و�صل �إلى‬ ‫ِ‬
‫بجي�شه ح ّتى‬ ‫َ‬
‫ونزل‬ ‫أندل�س‪،‬‬
‫ال ِ‬
‫ف ِ‬
‫با�سمه ح ّتى ال َآن‪.‬‬ ‫طارق) ا ّلذي ُعرِ َ‬ ‫ٍ‬ ‫(جبل‬
‫ِ‬ ‫جبل (كالبي)‬‫ِ‬

‫اال�سم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫طارق بهذا‬ ‫�سمي ُ‬
‫جبل‬ ‫َّ‬ ‫لماذا‬

‫احل‬
‫ال�س ِ‬ ‫ِ‬
‫بمحاذاة ّ‬ ‫وط َّي ِة‪ُ ،‬ث َّم َ‬
‫�سار‬ ‫الحامية ال ُق ِ‬
‫ِ‬ ‫يق�ضي على‬ ‫بن ٍ‬
‫زياد � ْأن‬ ‫طارق ُ‬
‫ُ‬ ‫ا�ستطاع‬
‫َ‬
‫َ‬
‫أحد‬ ‫وعندما َع ِل َم ُرذَرِ ُ‬
‫يق � ُ‬ ‫َ‬ ‫الخ�ضراء‪،‬‬
‫َ‬ ‫وفتح الجزير َة‬
‫اجة‪َ ،‬‬ ‫ح�صن َق ْر َط َ‬
‫ِ‬ ‫�شماالً‪ ،‬فا�ستو َلى على‬
‫بن ٍ‬
‫زياد‪،‬‬ ‫ِ‬
‫طارق ِ‬ ‫جي�ش‬ ‫ِ‬
‫لمالقاة ِ‬ ‫جي�ش‬
‫إعداد ٍ‬ ‫قام ب� ِ‬
‫الم�سلمين َ‬
‫َ‬ ‫جي�ش‬
‫بقدوم ِ‬
‫ِ‬ ‫قادة ال ُق ْو ِط‬
‫كبارِ ِ‬
‫عام (‪92‬هـ‪711/‬م)‬‫رم�ضان َ‬
‫َ‬ ‫بمعركة وادي َل َّك َة في‬
‫ِ‬ ‫َت‬
‫َين ُعرِ ف ْ‬ ‫بين ّ‬
‫الطرف ِ‬ ‫ودار ْت معرك ٌة َ‬ ‫َ‬
‫ال�ؤهم على ِ‬
‫مدن قرطب َة وغرناط َة‬ ‫الم�سلمين وا�ستي ُ‬
‫َ‬ ‫جي�ش‬
‫ِ‬ ‫انت�صار‬
‫ُ‬ ‫من نتائجها‬
‫وكان ْ‬‫َ‬
‫ُ‬
‫وطليطل َة‪.‬‬
‫هل تعل ْم‬
‫ٍ‬
‫طريف ن�سب ًة �إليه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫جزيرة‬ ‫با�سم‬
‫اليوم ِ‬ ‫ُ‬
‫تعرف َ‬ ‫بن ٍ‬
‫مالك‬ ‫طريف ُ‬
‫ُ‬ ‫الخ�ضراء الّتي غزاها‬
‫َ‬ ‫� ّأن الجزير َة‬

‫اذكرها؟‬
‫رم�ضان ْ‬
‫َ‬ ‫�سالمي ح�ص َل ْت في �شهرِ‬
‫ِّ‬ ‫إ�سالمي ٌة �أُخرى في ال ّت ِ‬
‫اريخ إال‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫معارك �‬ ‫هل َ‬
‫هناك‬

‫‪44‬‬
‫عما‬
‫أجب ّ‬
‫ثم � ْ‬
‫بن ُن َ�صيرٍ ت� ّأم ِل الخريط َة الآتي َة‪َّ ،‬‬ ‫بن ٍ‬
‫زياد ومو�سى ِ‬ ‫ِ‬
‫طارق ِ‬ ‫ِ‬
‫حملة‬ ‫ولتتب ِع �سيرِ‬
‫ُّ‬
‫يليها‪:‬‬

‫بن ُن�صيرٍ ‪.‬‬ ‫بن ِ‬


‫زياد ومو�سى ِ‬ ‫ِ‬
‫طارق ِ‬ ‫ِ‬
‫حملة‬ ‫�سير‬
‫تبي ُن َ‬ ‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪ :)2-5‬خريط ُة ّ‬ ‫ّ‬

‫المتو�س ِط ح ّتى ال َت َقى‬


‫ّ‬ ‫من مينا ِء �سبت َة على البحرِ ال ِ‬
‫أبي�ض‬ ‫ِ‬
‫حملة مو�سى ِبن ُن َ�صيرٍ ْ‬ ‫�سير‬
‫تتب ْع َ‬
‫ّ‬
‫ِيرةَ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مدينة َط َلب َ‬ ‫طارق ِبن ٍ‬
‫زياد في‬ ‫ِ‬ ‫بجي�ش‬
‫ِ‬
‫‪ - 3‬حمل ُة مو�سى بنِ نُ َ�صي ٍر في عا ِم (‪93‬هـ ‪ 712/‬م)‬
‫طارق على‬‫ٍ‬ ‫جبل‬
‫م�ضيق ِ‬ ‫َ‬ ‫بن ُن َ�صيرٍ‬
‫القائد مو�سى ُ‬ ‫ُ‬ ‫أندل�س َع َب َر‬
‫فتح ال ِ‬ ‫إتمام ِ‬ ‫ومن �أجل � ِ‬
‫ِ‬
‫الجزيرة‬ ‫بالقرب من‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫و�صل‬ ‫و�سار ح ّتى‬ ‫طارق ِبن ٍ‬
‫زياد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لم�ساعدة‬ ‫جي�ش كبيرٍ‬
‫ر� ِأ�س ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫فتوحاته في‬ ‫مو�سى‪ ،‬وبد�أَ‬ ‫نزل فيه با�سمِ َم ْر َ�سى َ‬ ‫المكان ا ّلذي َ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫وعرِ َ‬ ‫الخ�ضرا ِء‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫طارق‬ ‫ِ‬
‫القائد‬ ‫مع‬ ‫َ‬
‫وهناك الت َقى َ‬ ‫ِ‬
‫مدينة َط َلب ِْي َرةَ‪،‬‬ ‫َ‬
‫وو�صل �إلى‬ ‫الغربي‪،‬‬ ‫ال�شمالي‬ ‫ِ‬
‫االتجاه‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫فتح َ�س َرق ُْ�س َط َة‪ُ ،‬ث ّم َّ‬
‫تقد َما‬ ‫وتمك َنا من ِ‬ ‫َّ‬ ‫ع�سكري ًة واحد ًة‬
‫ّ‬ ‫قو ًة‬ ‫و�شك اَل ً‬
‫معا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِبن ٍ‬
‫زياد‬
‫أندل�سي ِة ت�س ُق ُط الواحد ُة ِت َل َو ا ُلأخرى ب�أيدي‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫المدن ال‬ ‫جميع‬
‫ُ‬ ‫�شما ًال ح ّتى � َ‬
‫أ�صب َح ْت‬
‫الم�سلمين‪.‬‬
‫َ‬
‫‪45‬‬
‫أندل�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫المدن ال‬ ‫فتح‬ ‫ِ‬
‫حملة مو�سى ِبن ُن َ�صيرٍ في ِ‬ ‫�سير‬
‫وتتب ْع َ‬ ‫ِ‬
‫ال�سابقة ّ‬ ‫ِ‬
‫الخريطة‬ ‫ارجع �إلى‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫�سلمان‪.‬‬ ‫الم‬ ‫ِ‬
‫القائدان ُ‬ ‫َع ِّي ِن المدين َة الّتي ال َت َقى فيها‬
‫والع�سكري َة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫داري َة‬
‫أمور إال ّ‬ ‫وا�ستقر فيها وبد�أَ ُي ِ ّ‬
‫نظ ُم ال َ‬ ‫َّ‬ ‫بن ُن َ�صيرٍ �إلى � ْإ�شب ِْي ِل ّي َة‬ ‫َ‬
‫انتقل مو�سى ُ‬
‫إ�شبيلي َة عا�صم ًة له‪ ،‬وو َّز َع الجنو َد على‬
‫خذ � ّ‬ ‫أندل�س‪ ،‬وا ّت َ‬
‫واليا على ال ِ‬
‫عبدالعزيزِ ً‬
‫وعي َن اب َنه َ‬
‫َّ‬
‫الخارجي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فاع عنها من الأخطارِ‬ ‫أجل حماي ِتها ّ‬
‫والد ِ‬ ‫الثغورِ من � ِ‬

‫بالط ال�شّ هدا ِء ( ُتو ُر �أو ُب َوا ِتيه) يف عام ( ‪114‬هـ‪732 /‬م)‬
‫ثال ًثا ‪ :‬معرك ُة ِ‬
‫أوروبي ِة‬
‫ّ‬ ‫القار ِة ال‬
‫قلب ّ‬ ‫�سالم �إلى ِ‬‫أندل�س لن�شرِ إال ِ‬ ‫فتح ال ِ‬ ‫بعد ِ‬ ‫الم�سلمين َ‬
‫َ‬ ‫أنظار‬
‫توج َه ْت � ُ‬ ‫َّ‬
‫جبال الأَ ْل ِب (البرتات) على‬ ‫ِ‬ ‫الم�سلمون �إلى‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فو�صل‬ ‫الخ َوال ِن ِّي‪،‬‬ ‫مالك َ‬ ‫بن ٍ‬ ‫ال�س ْم ِح ِ‬ ‫ِ‬
‫بقيادة َّ‬
‫وجر ْت معرك ٌة‬
‫الم�سلمين‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫لمالقاة‬ ‫الف َر ْن َج ِة‬
‫من ِ‬ ‫قوات َ‬
‫ٌ‬ ‫تجم َع ْت‬ ‫حدود فرن�سا‪ ،‬وهناك َّ‬ ‫ِ‬
‫هذ ِه المعرك ُة ِ‬
‫با�سم‬ ‫َت ِ‬ ‫عام (‪114‬هـ‪732/‬م)‪ُ ،‬عرِ ف ْ‬ ‫رم�ضان َ‬
‫َ‬ ‫َين في �شهرِ‬ ‫بين ّ‬
‫الطرف ِ‬ ‫فا�صل ٌة َ‬
‫الم�سلمين في‬
‫َ‬ ‫قائد‬
‫وكان ُ‬ ‫َ‬ ‫الم�سلمين‪،‬‬
‫َ‬ ‫وبالط ال�شهدا ِء َ‬
‫عند‬ ‫ِ‬ ‫الف َر ْن َج ِة‬
‫عند ِ‬
‫( ُت ْو َر � ْأو ُب َواتيه) َ‬
‫ار ِتل (المل ّق ُب‬ ‫جي ِة َ�ش ُ‬
‫ار ُل َم ْ‬ ‫الجيو�ش ِ‬
‫الف َر ْن ّ‬ ‫ِ‬ ‫وقائد‬
‫ُ‬ ‫الغافقي‪،‬‬
‫َّ‬ ‫الرحمن‬
‫ِ‬ ‫عبد‬
‫المعركة َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هذه‬
‫اعتقدوا‬
‫ُ‬ ‫الم�سلمين‬
‫َ‬ ‫للم�سلمين‪� ،‬إ ّال � َّأن‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫المعركة حلي ًفا‬ ‫�صر في ِ‬
‫بداية‬ ‫وكان ال ّن ُ‬
‫َ‬ ‫بالم ْط َر َق ِة)‪،‬‬ ‫ِ‬
‫خذوا‬ ‫ذلك و�أَ ُ‬
‫الفر ْن َج ُة �إلى َ‬ ‫فتنب َه ِ‬
‫القتالي َة‪َّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫مواقعهم‬
‫َ‬ ‫ين‬
‫تارك َ‬ ‫فتفر ُقوا ِ‬
‫انته ْت ّ‬ ‫� َّأن المعرك َة َ‬
‫الم�سلمون وا�ست�شهِ َد‬
‫َ‬ ‫�سلمين؛ ف َُهزِ َم‬
‫َ‬ ‫الم‬
‫الكر َة على ُ‬ ‫تجميع �صفوفهِ م‪ ،‬و�أعا ُدوا َّ‬ ‫َ‬ ‫ُيعيدون‬
‫الم�سلمين؛ ولهذا ُ�س ِّم َي ِت المعرك ُة‬ ‫َ‬ ‫من‬
‫كبير َ‬‫الغافقي وعد ُد ٌ‬ ‫الرحمن‬
‫ِ‬ ‫عبد‬
‫المعركة ُ‬ ‫ِ‬ ‫قائد‬
‫ُ‬
‫ُّ‬
‫ال�شهدا ِء‪.‬‬‫ببالط ُّ‬ ‫ِ‬

‫ال�شهدا ِء بهذا اال�سم‪.‬‬ ‫لماذا ُ�س ِ ّم َي ْت معرك ُة ِ‬


‫بالط ُّ‬

‫‪46‬‬
‫بالط ال�شهدا ِء ( ُت ْو َر � ْأو ُب َواتي َه)‪ُ ،‬ث ّم � ْ‬
‫أجب‬ ‫ِ‬
‫معركة ِ‬ ‫موقع‬
‫َ‬ ‫ت� ّأم ِل الخريط َة الآتي َة وا ّلتي ُت ّب ُ‬
‫ين‬
‫عما يليها‪:‬‬
‫ّ‬

‫ال�شهداء‪.‬‬ ‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪ :)3-5‬خريطة تبين موقع معركة بالط ّ‬ ‫ّ‬

‫بالط ال�شهدا ِء ( ُت ْو َر �أو ُب َوا ِتي َه)؟‬ ‫في � ِّأي دول ٍة �أوروبي ٍة َ‬
‫وقع ْت معرك ُة ِ‬
‫أهمي ِة ْ‬
‫فقد‬ ‫نتائج بالغ ُة ال ّ‬
‫ُ‬ ‫ال�شهدا ِء‬
‫بالط ّ‬ ‫ِ‬
‫معركة ِ‬ ‫الم�سلمين في‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫هزيمة‬ ‫تر َّت َب على‬
‫�سالمي في �أوروبا‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫للتو�س ِع إال‬
‫ُّ‬ ‫حدا‬
‫و�ض َع ْت ًّ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الق�سطنطينية‬ ‫َ‬
‫الو�صول �إلى‬ ‫أوروبي ٍة �أو‬
‫ّ‬ ‫القار ِة ال‬
‫التو�س َع في ّ‬
‫مجد ًدا ُّ‬
‫يحاول الم�سلمون ّ‬ ‫ِ‬ ‫ولم‬
‫أندل�س‪.‬‬ ‫�شمال ِ�إ ْف ِ‬
‫ريق َّيا وال ِ‬ ‫ِ‬ ‫لفتح‬
‫أنظارهم ِ‬
‫جه ْت � ُ‬ ‫الغرب‪ُ ،‬‬
‫منذ � ْأن ا َّت َ‬ ‫ِ‬ ‫من ِ‬
‫جهة‬ ‫ْ‬

‫إ�سالمي في‬
‫ِّ‬ ‫الفتح ال‬
‫ِ‬ ‫أ�سباب َت ِ‬
‫وقف‬ ‫ابحث في � ِ‬
‫ْ‬ ‫العنكبوتي ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ال�ش ِ‬
‫بكة‬ ‫جوع �إلى ّ‬
‫بالر ِ‬
‫ّ‬
‫ال�شهدا ِء‪.‬‬
‫بالط ُّ‬ ‫ِ‬
‫معركة ِ‬ ‫بعد‬
‫ريقيا َ‬ ‫ِ‬
‫�شمال �إ ْف َّ‬

‫‪47‬‬
‫ف ما ي�أتي‪:‬‬ ‫عر ْ‬
‫‪ّ -1‬‬
‫وادي َل َّك َة‪ُ ،‬ب َواتيي َه ‪َ ،‬‬
‫جبل كالبِي‪ ،‬ال ُق ْو َط‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُرذَر ِي َق‪،‬‬

‫مما ي�أتي‪:‬‬ ‫�سببا ٍ ّ‬


‫لكل ّ‬ ‫‪ّ -2‬بي ْن ً‬
‫ال�شهدا ِء‪.‬‬
‫بالط ّ‬ ‫ِ‬
‫معركة ِ‬ ‫الم�سلمين في‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫هزيمة‬ ‫�أ ‪-‬‬
‫اال�سم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫طارق بهذا‬ ‫جبل‬ ‫ِ‬
‫م�ضيق ِ‬ ‫ِ‬
‫ت�سمية‬ ‫ب‪-‬‬

‫أندل�س‪.‬‬
‫لفتح ال ِ‬
‫الم�سلمين ِ‬
‫َ‬ ‫أ�سباب الّتي دف ِ‬
‫َعت‬ ‫‪-3‬اذكرِ ال َ‬

‫أندل�س‪.‬‬ ‫بن ٍ‬
‫مالك �إلى ال ِ‬ ‫ِ‬
‫طريف ِ‬ ‫ِ‬
‫حملة‬ ‫َ‬
‫هدف‬ ‫‪-4‬بي ْن‬
‫ّ‬

‫‪48‬‬
‫رس ّ‬
‫الثاني‬ ‫الد ُ‬
‫ّ‬
‫ني يف ال ِ‬
‫أندل�س‬ ‫تاري ُخ امل�سلم َ‬

‫عام‬
‫اب في ِ‬ ‫الز ِ‬ ‫ِ‬
‫معركة َّ‬ ‫ين في‬ ‫هزيمة الأَ ّ‬
‫موي َ‬ ‫ِ‬ ‫العبا�سي ُة في بغدا َد على �إ ْثرِ‬
‫ّ‬ ‫قام ِت الدول ُة‬
‫َ‬
‫العبا�سيين َله‪َّ ،‬‬
‫فتوج َه �إلى‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫مالحقة‬ ‫من‬
‫بن معاوي َة ْ‬ ‫الرحمن ُ‬
‫ِ‬ ‫عبد‬
‫(‪132‬هـ‪750/‬م)‪ ،‬و َن َجا ُ‬
‫موي ِة ِفيها‪.‬‬
‫لأ ّ‬‫مارة ا َ‬ ‫أندل�س ُم ِعل ًنا َ‬
‫قيام إال ِ‬ ‫ال ِ‬
‫أول ‪ :‬ع�ص ُر إالمار ِة الأَمو ّي ِه (‪318-138‬هـ‪912-755/‬م)‬
‫� اً‬
‫مارة الأَ ّ‬
‫موي ِة‬ ‫أ�سي�س إال ِ‬ ‫ِ‬
‫الملك من ت� ِ‬ ‫بن ِ‬
‫عبد‬ ‫ه�شام ِ‬
‫ِ‬ ‫بن‬
‫بن معاوي َة ِ‬
‫الرحمن ُ‬
‫ِ‬ ‫عبد‬ ‫َّ‬
‫تمك َن ُ‬
‫عن‬ ‫َّ‬
‫وا�ستقل ْ‬ ‫أندل�س‪،‬‬ ‫اخ ِل؛ لأ َّنه َ‬
‫دخل ال َ‬ ‫عام (‪138‬هـ‪755/‬م)‪ ،‬و ُل ِ ّق َب َّ‬
‫بالد ِ‬ ‫أندل�س َ‬
‫في ال ِ‬
‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الخالفة‬ ‫ِ‬
‫دولة‬
‫أندل�س م ْنها‪:‬‬ ‫حكم الأَ ّ‬
‫مويي َن في ال ِ‬ ‫أجل ِ‬
‫تثبيت ِ‬ ‫من � ِ‬ ‫بعد ِة � ٍ‬
‫أعمال ْ‬ ‫الد ُ‬
‫اخل ّ‬ ‫الرحمن ّ‬
‫ِ‬ ‫عبد‬
‫قام ُ‬
‫فقد َ‬
‫ْ‬
‫الخارجي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫والتهديدات‬ ‫ِ‬
‫الدولة من الأخطارِ‬ ‫ِ‬
‫بحماية‬ ‫ليقوم‬
‫َ‬ ‫قوي‬
‫جي�ش ٍّ‬
‫إن�شاء ٍ‬
‫‪ُ � -1‬‬
‫�سام ِح والعفوِ ‪.‬‬
‫ين وال ّت ُ‬ ‫ِ‬
‫�سيا�سة ال ِّل ِ‬ ‫انتهاج‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫مارة الأَ ّ‬
‫موي ِة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مدينة ُق ْر ُط َب َة عا�صم َة إال ِ‬ ‫‪ -3‬ا ّتخا ُذ‬

‫عد ُة‬
‫اخل ّ‬
‫الد ِ‬
‫الرحمن ّ‬
‫ِ‬ ‫بعد ِ‬
‫عبد‬ ‫أندل�س َ‬ ‫مارة الأَ ّ‬
‫موي ِة في ال ِ‬ ‫حكم إال ِ‬
‫ِ‬ ‫وق��د توا َلى على‬
‫قام ِ‬
‫بعدة‬ ‫أو�س ِط والّذي َ‬
‫المل ّق َب بال َ‬
‫الحكم ُ‬
‫ِ‬ ‫بن‬
‫الرحمن َ‬
‫ِ‬ ‫عبد‬
‫أمير َ‬
‫كان �أبر ُزهم ال َ‬
‫أمراء‪َ ،‬‬
‫� َ‬
‫الد ِ‬
‫ولة‪.‬‬ ‫تطورِ ّ‬
‫�ساهم ْت في ُّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫إنجازات‬ ‫�‬
‫أوجها ح ّتى‬ ‫الرحمن ال ِ‬
‫أو�سط � َ‬ ‫ِ‬ ‫عهد الأميرِ ِ‬
‫عبد‬ ‫أندل�سي ُة في ِ‬
‫ّ‬ ‫وقد بل َغ ِت الح�ضار ُة ال‬ ‫ْ‬
‫الد ِ‬
‫ول‬ ‫من ُّ‬
‫أندل�س ْ‬
‫أ�صبحت ال ُ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫الخيرات فيها ‪ ،‬و�‬ ‫ِ‬
‫لكثرة‬ ‫العرو�س‬
‫ِ‬ ‫َت � ّأي ُامه ب� ّأي ِام‬ ‫ُعرِ ف ْ‬
‫ِ‬
‫المتقدمة‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫عام‬
‫منذ ِ‬ ‫مارة الأَ ّ‬
‫موي ِة ُ‬ ‫عف في إال ِ‬ ‫ال�ض ُ‬‫أو�سط بد�أَ َّ‬
‫الرحمن ال ِ‬
‫ِ‬ ‫وفاة ِ‬
‫عبد‬ ‫ِ‬ ‫وبعد‬
‫َ‬
‫من‬
‫العديد َ‬
‫ُ‬ ‫فظهر ِت‬
‫َ‬ ‫حياة ال ّت ِ‬
‫رف وال ّلهوِ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪238‬هـ‪852/‬م) ‪� ،‬إذ ازدادت مظاهر‬
‫�شمال ِ‬
‫�شبه‬ ‫ِ‬ ‫الف َر ْن َج ِة الّتي َق ِد َم ْت ْ‬
‫من‬ ‫هجمات ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للدولة‪� ،‬إ�ضاف ًة �إلى‬ ‫ِ‬
‫المناوئة‬ ‫ِ‬
‫الثورات‬
‫أيبيري ِة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الجزيرة ال ّ‬
‫العرو�س؟‬
‫ِ‬ ‫الرحمن ال ِ‬
‫أو�سط ب� ّأي ِام‬ ‫ِ‬ ‫لماذا ُ�س ِ ّم َي ْت � ّأي ُام الأميرِ ِ‬
‫عبد‬
‫أموي ِة‪.‬‬ ‫�ضعف إال ِ‬
‫مارة ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫أ�سباب‬
‫ا�ستخل�ص � َ‬ ‫ْ‬

‫الم�سلمين واكتفى ِ‬
‫بلقب الأميرِ ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫خليفة‬ ‫لقب‬ ‫ُ‬
‫الداخل َ‬ ‫الرحمن‬
‫ِ‬ ‫لماذا َل ْم ي َّتخذْ ُ‬
‫عبد‬

‫ثان ًيا‪ :‬ع�ص ُر اخلالف ِة الأَمو ّي ِة يف ال ِ‬


‫أندل�س (‪422-300‬هـ‪1030-913/‬م)‬
‫أندل�س �سن َة (‪300‬هـ‪913/‬م)‪،‬‬ ‫الحكم في ال ِ‬ ‫َ‬ ‫الثالث‬
‫ُ‬ ‫الرحمن‬
‫ِ‬ ‫عبد‬
‫أمير ُ‬ ‫تو ّلى ال ُ‬
‫الد ِ‬
‫ولة ومنها‪:‬‬ ‫أعمال الّتي �أ َّد ْت �إلى ا�ستقرارِ ّ‬
‫من ال ِ‬
‫العديد َ‬
‫َ‬ ‫أنجز‬ ‫ِ‬
‫بالخليفة النا�صرِ ‪َ � ،‬‬ ‫وتل َّق َب‬
‫ِ‬
‫خ�صومه‪.‬‬ ‫والق�ضاء على‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫البالد‬ ‫توحيد‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫خارجي‪.‬‬ ‫هجوم‬
‫ٍ‬ ‫من � ِّأي‬
‫أندل�س ْ‬
‫�سواحل ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لحماية‬ ‫حربي‬ ‫ٍ‬
‫أ�سطول‬
‫إن�شاء �‬
‫‪ُ �-2‬‬
‫ٍّ‬ ‫ٍّ‬
‫‪-3‬الت�صدي للخطرِ ِ‬
‫الف َر ْن ِج ِّي‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫بحري‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫الثالث ب�إن�شا ِء �‬
‫أ�سطول‬ ‫ِ‬ ‫الرحمن‬
‫ِ‬ ‫الخليفة ِ‬
‫عبد‬ ‫ِ‬ ‫اهتمام‬
‫َ‬

‫يا�سي ُة‬
‫ال�س ّ‬‫ا�ضطر َب ِت الحيا ُة ّ‬
‫َ‬ ‫الرحمن ال ّنا�صرِ‬
‫ِ‬ ‫الخليفة ِ‬
‫عبد‬ ‫ِ‬ ‫حكم‬
‫ِ‬ ‫وبعد انتها ِء ِ‬
‫فترة‬ ‫َ‬
‫الط ِ‬
‫وائف‪.‬‬ ‫متعدد ٍة ُ�س ِّم َي ْت َ‬
‫دول َّ‬ ‫و�ض ُع َف ِت الدول ُة؛ ّ‬
‫مما �أ ّدى �إلى ظهورِ ٍ‬
‫دول ّ‬ ‫َ‬

‫‪50‬‬
‫ِ‬
‫الطوائف (‪898-422‬هـ‪1492-1030/‬م)‬ ‫ثال ًثا ‪ :‬ع�ص ُر ِ‬
‫ملوك‬
‫الفو�ضى‪،‬‬
‫َ‬ ‫أندل�س �إلى انت�شارِ‬‫موي ُة في ال ِ‬ ‫عف الّذي �آ َل ْت �إليه الدول ُة ا َلأ ّ‬ ‫ال�ض ُ‬
‫�أ ّدى ّ‬
‫الت‬ ‫فانق�سم ِت الدول ُة الأَ ّ‬
‫موي ُة �إلى ُد َو ْي ٍ‬ ‫َ‬ ‫الخارجي ِة ( الخطرِ ِ‬
‫الف َر ْن ِج ِّي)؛‬ ‫ّ‬ ‫وتدخ ِل ال ُق َوى‬
‫ُ‬
‫حكمهم في‬ ‫ِ‬ ‫لق على ِ‬
‫فترة‬ ‫وائف‪، ،‬و�أُ ِط َ‬
‫الط ِ‬‫ملوك ّ‬‫ِ‬ ‫با�سم‬
‫بعد ِ‬‫ف فيما ُ‬ ‫عديد ٍة � َ‬
‫أ�صبح ْت ُت ْع َر ُ‬
‫الط ِ‬
‫وائف‪.‬‬ ‫ع�صر ِ‬
‫ملوك ّ‬ ‫ُ‬ ‫أندل�س‬
‫ال ِ‬
‫أ�شهرها‬
‫وع�شرين دول ًة‪ُ � ،‬‬
‫َ‬ ‫اثنتين‬
‫ِ‬ ‫أندل�س �إلى‬
‫تق�سيم ال ِ‬
‫ِ‬ ‫الط ِ‬
‫وائف �إلى‬ ‫ِ‬
‫ملوك ّ‬ ‫ظهور‬
‫ُ‬ ‫و�أ ّدى‬
‫و�س َرق ُْ�س َط ُة‪.‬‬
‫وط َل ْي ِط َل ُة َ‬
‫ناط ُة و�إ ِْ�شبِي ِل ّي ُة ُ‬
‫ِغ ْر َ‬

‫بين‬
‫والتناحر َ‬
‫َ‬ ‫الحكم فيها‬
‫ِ‬ ‫عدم ا�ستقرارِ‬ ‫ول الخالف َة الأَ ّ‬
‫موي َة‪� ،‬إ ّال � َّأن َ‬ ‫الد ُ‬ ‫َورِ َث ْت َ‬
‫تلك ّ‬
‫الط ِ‬
‫وائف‬ ‫ِ‬
‫ملوك ّ‬ ‫آخر‬ ‫ابن ٍ‬
‫عباد � َ‬ ‫المعتمد َ‬
‫َ‬ ‫فدفع َ‬
‫ذلك‬ ‫للف َر ْن َج ِة‪َ ،‬‬
‫طمعا ِ‬ ‫ملوكها َ‬
‫جعل منها َم ً‬ ‫ِ‬
‫ين‬‫ا�ش ِف َ‬
‫بن َت ِ‬
‫يو�سف ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بقيادة‬ ‫العربي‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫المغرب‬ ‫رابطين في‬
‫َ‬ ‫الم‬ ‫ِ‬
‫بدولة ُ‬ ‫ِ‬
‫لال�ستنجاد‬ ‫أندل�س‬
‫في ال ِ‬
‫وهذه المعرك ُة‬‫ِ‬ ‫الف َر ْن َج ِة‪،‬‬
‫�ضد ِ‬
‫عام (‪479‬هـ‪1086/‬م)‪َ ،‬‬ ‫الز اَّل َق ِة َ‬
‫معه معرك َة َّ‬‫خا�ض َ‬
‫َ‬ ‫الذي‬
‫أندل�س‪.‬‬ ‫�شهد ْتها الدول ُة الأَ ّ‬
‫موي ُة في ال ِ‬ ‫الفا�صلة التي َ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المعارك‬ ‫من‬
‫هي َ‬
‫ِ‬
‫المعتمد‬ ‫�ساند ِة ِ‬
‫جي�ش‬ ‫مع ُم َ‬ ‫رابطين َ‬ ‫َ‬ ‫الم‬
‫دولة ُ‬‫أمير ِ‬ ‫ين � ُ‬ ‫ا�ش ِف َ‬
‫بن َت ِ‬
‫يو�سف ُ‬‫ُ‬ ‫أمير‬
‫ا�ستطاع ال ُ‬‫َ‬
‫اد�س‬ ‫بقيادة �أَ ْل ُفو ْن ُ�سو ّ‬
‫ال�س ِ‬ ‫ِ‬ ‫إ�سباني‬
‫ِّ‬ ‫بالجي�ش ال‬
‫ِ‬ ‫ملك �إ�شبيلي َة � ْأن ُي ْل ِح َق هزيم ًة كبير ًة‬ ‫بن َع ّب ِاد ِ‬ ‫ِ‬
‫الز اَّل َق ِة‪.‬‬ ‫يقال لها َ‬
‫�سهل َّ‬ ‫ون)‪ ،‬في منطق ٍة ُ‬ ‫مملكة ( َق ْ�ش َتال َة و ِل ُي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ملك‬
‫الف َر ْن َج ِة ْ‬
‫من‬ ‫زحف ِ‬
‫َ‬ ‫أندل�س؛ لأ ّنها �أوق َف ْت‬ ‫تاريخ ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫كبير في‬‫أثر ٌ‬ ‫الز اَّل َق ِة � ٌ‬ ‫ِ‬
‫لمعركة َّ‬ ‫وكان‬
‫َ‬
‫أندل�س‪.‬‬
‫أيبيرية على �أرا�ضي ال ِ‬ ‫الجزيرة ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫�شمال ِ‬
‫�شبه‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫لمدينة‬ ‫الم�سلمين‪ ،‬ومهاجم ِته‬
‫َ‬ ‫مع‬
‫العهد َ‬
‫َ‬ ‫الثامن ِ‬
‫ملك َق ْ�ش َتال َة‬ ‫ِ‬ ‫لنق�ض �أَ ْل ُف ُ‬
‫ون�سو‬ ‫ونتيج ًة ِ‬
‫مع‬
‫دون معرك ًة َ‬ ‫وح َ‬ ‫الم ِ ّ‬
‫خا�ض ُ‬
‫َ‬ ‫دين‪،‬‬
‫وح َ‬‫الم ِّ‬ ‫ِ‬
‫دولة ُ‬ ‫لحكم‬
‫ِ‬ ‫تخ�ضع‬
‫ُ‬ ‫� ْإ�شبِي ِل ّي َة‪ ،‬ا ّلتي كانت‬
‫قلعة الأَ َر ِك‬
‫عام (‪591‬هـ‪1195/‬م)‪ ،‬ن�سب ًة �إلى ِ‬ ‫معركة الأَ َر ِك َ‬
‫ِ‬ ‫�سبان �أُط ِل َق عليها ُ‬
‫ا�سم‬ ‫إال ِ‬

‫‪51‬‬
‫الم�سلمون‬
‫َ‬ ‫فهاجم‬
‫َ‬ ‫أندل�س‪،‬‬ ‫تقع في ِ‬
‫و�سط ال ِ‬ ‫التي ُ‬
‫بن عبا ٍد (‪488-431‬هـ)‬
‫ُ ُ‬‫د‬ ‫المعتم‬
‫أندل�س‪،‬‬ ‫ملوك بن��ي ٍ‬
‫عباد ف��ي ال ِ‬ ‫ثال��ث ِ‬
‫ُ‬ ‫من‬‫وكان ْ‬
‫َ‬ ‫�سبان‪،‬‬ ‫ُط َل ْي ِط َل َة وتوغَّ ُ‬
‫لوا في ِ‬
‫بالد إال ِ‬
‫ِ‬
‫ملوك‬ ‫حكم �إ�شبيلي َة و ُقرطب�� َة في ع�صرِ‬
‫َ‬ ‫وطلبوا الهدن َة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫�سبان‬
‫ا�ست�سلم إال ُ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫نتائجها � ْأن‬
‫المرا ِب َ‬
‫طون‬ ‫يق�ض��ي ُ‬
‫َ‬ ‫وائ��ف َ‬
‫قب��ل � ْأن‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬
‫الط‬ ‫ع�شرِ‬ ‫ِ‬
‫لمدة ْ‬ ‫عقد هدن ٍة‬
‫الم�سلمون على ِ‬
‫َ‬ ‫فوافق‬
‫َ‬
‫والم� َّؤي ِد‪.‬‬
‫بالظافرِ ُ‬ ‫ِ‬
‫ملكته‪ ،‬و ُل ِّق َب ّ‬ ‫على َم‬ ‫ٍ‬
‫�سنوات‪.‬‬
‫وكان يق�ض��ي وقت َه في‬
‫َ‬ ‫بال�شع��رِ‬
‫اهت��م ّ‬
‫َّ‬
‫ازدهرت �إ�شبيلي ُة‬
‫َ‬ ‫ال�شعرا ِء‪ ،‬وقد‬ ‫ِ‬
‫مجال�سة ّ‬
‫ِ‬
‫عهده‪.‬‬ ‫في‬

‫ِ‬
‫ب�سبب‬ ‫�سباني‬ ‫الجي�ش إال‬
‫ِ‬ ‫يعقوب للقا ِء‬
‫َ‬ ‫بن‬
‫محمد ُ‬
‫ُ‬ ‫خرج‬
‫َ‬ ‫�سنة (‪609‬هـ‪1212/‬م)‬ ‫وفي ِ‬
‫ِّ‬
‫عام‬
‫اب َ‬‫الع َق ُ‬
‫قال له ُ‬‫موقع ُي ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الجي�شان في‬ ‫ِ‬
‫الهدنة‪ ،‬والت َقى‬ ‫َ‬
‫�شروط‬ ‫نق�ض �أَ ْل ُفو ْن ُ�سو التا�سع‬
‫ِ‬
‫وقع ْت في‬ ‫ِ‬
‫الفتنة التي َ‬ ‫ِ‬
‫ب�سبب‬ ‫الم�سلمين‬
‫َ‬ ‫(‪612‬هـ‪1215/‬م)‪ ،‬وكا َن ُت النتيج ُة هزيم َة‬
‫الم�سلمين الّذين َ�ض ُع َف ْت مكا ُنتهم وقو ُتهم في‬
‫َ‬ ‫كانت �شديد ًة على‬‫ْ‬ ‫�صفو ِفهم‪ ،‬والهزيم ُة‬
‫نتائج ِ‬
‫هذه‬ ‫ومن ِ‬ ‫جي�شهم‪ْ ،‬‬ ‫الكثير من ِ‬ ‫َ‬ ‫وخ�سروا‬
‫ُ‬ ‫ف �سلطا ُنهم‬ ‫ف�ض ُع َ‬ ‫ِ‬
‫والمغرب‪َ ،‬‬ ‫أندل�س‬
‫ال ِ‬
‫وانهيار ِ‬
‫دولة‬ ‫ُ‬ ‫و�سقوط ُق ْر ُط َب َة‬
‫ُ‬ ‫�سبان‪،‬‬ ‫أندل�سية ِ‬
‫بيد إال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المدن ال‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫العديد َ‬ ‫ُ‬
‫�سقوط‬ ‫ِ‬
‫المعركة‬
‫عام (‪659‬هـ‪1241/‬م)‪.‬‬
‫دين َ‬
‫الم َو ِّح َ‬
‫ُ‬
‫الع َق ِ‬
‫اب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫معركة ُ‬ ‫نتائج‬
‫و�ض ْح َ‬
‫‪ّ -‬‬

‫العربي يف ال ِ‬
‫أندل�س (‪898‬هـ‪1492/‬م)‬ ‫ِّ‬ ‫احلكم‬
‫ِ‬ ‫رابعا ‪ :‬انهيا ُر‬
‫ِ‬
‫هزيمة‬ ‫بعد‬ ‫ِ‬
‫الفرنجة َ‬ ‫ِ‬
‫بوجه‬ ‫ِ‬
‫الوقوف‬ ‫من‬‫أندل�س َ‬ ‫ّ‬
‫تمك َن َب ُنو الأحمرِ �أقوى �أمرا ِء ال ِ‬
‫�سالمي ِة في ال ِ‬
‫أندل�س‬ ‫ِ‬
‫الممالك إال‬ ‫ِ‬
‫الحفاظ على‬ ‫من‬ ‫ّ‬
‫وتمك ُنوا َ‬ ‫الع ِ‬
‫قاب‬ ‫ِ‬
‫معركة ُ‬ ‫الم�سلمين في‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫عا�صمة‬ ‫مدينة ِغ ْر َن َ‬
‫اط َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لل�سيطرة على‬ ‫ون‬ ‫ملوك إال ِ‬
‫�سبان ظ ُّلوا يتط َّل ُع َ‬ ‫َ‬ ‫ين‪� .‬إال � َّأن‬
‫هاء قر َن ِ‬
‫ُز َ‬
‫تلو‬
‫�سبان الواحد َة َ‬ ‫ت�سقط ِ‬
‫بيد إال ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الممالك الأندل�سي ُة‬ ‫حين كانت‬ ‫ِ‬
‫دولة بني الأحمرِ ‪ ،‬في ٍ‬

‫‪52‬‬
‫ملوك ِ‬
‫دولة بني‬ ‫ِ‬ ‫الم�سلمين في ِ‬
‫عهد �آخرِ‬ ‫َ‬ ‫معاقل‬
‫ِ‬ ‫آخر‬
‫�سقط ْت غرناط ُة � ُ‬ ‫الأُخرى‪� ،‬إلى � ْأن َ‬
‫ِ‬
‫معاهدة غرناط َة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بموجب‬ ‫�سبان‬ ‫الأحمرِ �أبي ِ‬
‫عبداهلل ال�صغيرِ ‪ ،‬ا ّلذي �س َّلم غرناط َة �إلى إال ِ‬
‫ت�ضم َن ِت المعاهد ُة ما يلي‪:‬‬
‫وقد ّ‬
‫فاق و� ِ‬
‫إعالن‬ ‫جو من الوِ ِ‬
‫ملك َق ْ�ش َتال َة في ٍّ‬ ‫ِ‬
‫المدينة �إلى ِ‬ ‫بت�سليم‬
‫ِ‬ ‫يتعه ُد ُ‬
‫ملك غرناط َة‬ ‫ّ‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬
‫(ملك َق ْ�ش َتال َة)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ل�صاحب ال�سموِ ّ‬ ‫والئهم وطاع ِتهم‬
‫ِ‬
‫والح�صون إلل ِ‬
‫�سبان‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫والقالع‬
‫ِ‬ ‫ت�سليم ق�صرِ الحمرا ِء‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬
‫معاهدة غرناط َة؟‬ ‫ما ر� ُأي َك ِ‬
‫ببنود‬

‫�سبان‪.‬‬ ‫أندل�سي ِة ِ‬
‫بيد إال ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫المدن ال‬ ‫ِ‬
‫�سقوط‬ ‫توالي‬

‫وعندما‬
‫َ‬ ‫اق‪،‬‬ ‫و�ض ِ ّي َق عليه ِ‬
‫الخ َن ُ‬ ‫اال�ستغناء ع ْنه‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫تم‬
‫هلل ال�صغيرِ البال َد َّ‬ ‫بعد � ْأن �س ّل َم �أبو ِ‬
‫عبد ا ِ‬ ‫َ‬
‫بعد ٍ‬
‫مجد‬ ‫اع َ‬ ‫الم ْل ِك ُ‬
‫الم َ�ض ِ‬ ‫باكيا على ُ‬ ‫موع ً‬ ‫الد َ‬‫عيناه ُّ‬
‫َت ُ‬ ‫أ�صبح ذ ََرف ْ‬
‫وكيف � َ‬‫َ‬ ‫كان‬
‫كيف َ‬ ‫تذكَّ َر َ‬
‫ِ‬
‫الحال خاطب ْت ُه قائل ًة‪:‬‬ ‫والد ُته على هذا‬
‫‪.‬وعندما ر�أ ْت ُه َ‬
‫َ‬ ‫�شامخ‬
‫ٍ‬ ‫وعز‬
‫را�سخ ٍّ‬
‫ٍ‬
‫الر ِ‬
‫جال‬ ‫تحافظ عليه َ‬ ‫ْ‬ ‫مثل ال ّن�سا ِء ُم ً‬ ‫ِ‬
‫ابك َ‬
‫مثل ّ‬ ‫لم‬
‫ْ‬ ‫اعا‬
‫لكا ُم َ�ض َ‬

‫‪53‬‬
‫عما يليه‪:‬‬
‫أجب ّ‬
‫ثم � ْ‬
‫آتي‪َّ ،‬‬ ‫ال�ش َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ولمعرفة � ِ‬
‫كل ال َ‬ ‫أندل�س انظرِ ّ‬
‫�سقوط ال ِ‬ ‫أ�سباب‬
‫أندل�س‬ ‫ِ‬
‫�سقوط ال ِ‬ ‫أ�سباب‬
‫� ُ‬

‫حياة ال َّت ِ‬
‫رف وال ّلهوِ ‪.‬‬ ‫الميل �إلى ِ‬
‫ُ‬

‫أندل�س �إلى ُد َو ْي اَل ٍت‪.‬‬


‫وتق�سيم ال ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الطوائف‬ ‫بين ِ‬
‫ملوك‬ ‫زاعات المتكرر ُة َ‬
‫ُ‬ ‫الخالفات وال ّن‬
‫ُ‬

‫المجتمع بينهم‬
‫ِ‬ ‫أ�ضع��ف وحد َة‬
‫َ‬ ‫مما �‬ ‫ِ‬
‫(العرب والبربرِ )‪ّ ،‬‬ ‫بين‬
‫أندل�س َ‬
‫الداخلي ف��ي ال ِ‬
‫ُّ‬ ‫��راع‬
‫ال�ص ُ‬ ‫ّ‬
‫الت�صدي إلل ِ‬
‫�سبان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وقدر َته على‬

‫ودعم‬
‫ِ‬ ‫الم�سلمين‪،‬‬
‫َ‬ ‫أندل�س من �أيدي‬
‫انتزاع ال ِ‬
‫ِ‬ ‫يطمعون في‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الفرنجة ا ّلذين كا ُنوا‬ ‫أطماع‬
‫ازديا ُد � ِ‬
‫الم�سلمين‪.‬‬
‫َ‬ ‫�ضد‬ ‫الب َابوِ ّي ِة لمملك َتي � َأرغُ َ‬
‫ون و َق ْ�ش َتال َة َّ‬ ‫َ‬
‫أندل�س ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫�سقوط ال ِ‬ ‫أ�سباب‬ ‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪ُ � : )4-5‬‬ ‫ّ‬

‫‪54‬‬
‫مما ي�أتي‪:‬‬
‫لكل َّ‬ ‫�سببا ٍ ّ‬‫‪ّ -1‬بي ْن ً‬
‫مع � ِ‬
‫أعدائه‪.‬‬ ‫والت�سام ِح َ‬
‫ُ‬ ‫اخل �سيا�س َة ال ِّل ِ‬
‫ين‬ ‫الد ُ‬
‫الرحمن ّ‬
‫ِ‬ ‫عبد‬
‫انتهج ُ‬ ‫َ‬ ‫أ� ‪-‬‬
‫أندل�س‪.‬‬
‫الطوائف في ال ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ممالك‬ ‫قيام‬
‫ب‪ِ -‬‬
‫اب‪.‬‬‫الع َق ِ‬ ‫ِ‬
‫معركة ُ‬ ‫الم�سلمين في‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫هزيمة‬ ‫جـ‪-‬‬
‫ا�ش ِف َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫بن َت ِ‬
‫ف ِ‬ ‫و�س َ‬ ‫المرا ِب ِط َ‬
‫ين ُي ُ‬ ‫باد ب�أميرِ ُ‬‫بن َع ٍ‬ ‫ِ‬
‫المعتمد ِ‬ ‫ِ‬
‫ا�ستنجاد‬ ‫د‪-‬‬

‫ت�سليم غرناط َة‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫معاهدة‬ ‫‪-2‬عد َد ِ‬
‫بنود‬ ‫ّ‬

‫أندل�س؟‬ ‫ِ‬
‫�سقوط ال ِ‬ ‫أ�سباب‬
‫‪-3‬بي ْن � َ‬
‫ّ‬

‫أندل�س؟‬
‫الم�سلمين لل ِ‬
‫َ‬ ‫دام ُح ْك ُم‬
‫‪-4‬كم َ‬
‫ْ‬

‫‪55‬‬
‫الث‬ ‫رس ّ‬
‫الث ُ‬ ‫الد ُ‬
‫ّ‬
‫والدار ِة يف ال ِ‬
‫أندل�س‬ ‫احلكم إ‬
‫ِ‬ ‫نظا ُم‬

‫� اً‬
‫أول ‪ :‬اخلالف ُة يف ال ِ‬
‫أندل�س‬
‫بن ِ‬
‫عبد‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬الوليد ِ‬ ‫الخليفة الأَ ِّ‬
‫موي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عهد‬ ‫‪ ‬عام (‪92‬هـ‪711/‬م) في‬ ‫ُف ِت َح ِت‪ ‬ال ُ‬
‫أندل�س َ‬
‫�سقط ِت‪ ‬الخالف ُة‬
‫ولما َ‬‫ال�ش ِام‪ّ ،‬‬
‫بالد ّ‬ ‫للخالفة الأَ ّ‬
‫موي ِة في ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ�صبح ْت والي ًة تابع ًة‬ ‫ِ‬
‫الملك‪ ،‬ف� َ‬
‫�ستقلي َن‬
‫ِّ‬ ‫أمراء ُم‬
‫أندل�س � ْأن يكو ُنوا � َ‬ ‫َ‬
‫حاول وال ُة ال ِ‬ ‫عام (‪132‬هـ‪750/‬م)‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬بالم�شرق َ‬ ‫الأَ ّ‬
‫موي ُة‬
‫الخالفة الأَ َّ‬
‫موي ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫�سقوط‬ ‫بعد‬
‫أحدا َ‬
‫يتبعون � ً‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫ِ‬
‫ال�شرق؟‬ ‫العبا�سي ِة في‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الخالفة‬ ‫أندل�س عن ِ‬
‫دولة‬ ‫أمراء في ال ِ‬ ‫ّ‬
‫ا�ستقل ال ُ‬ ‫لماذا‬
‫تتوار ُثها‬
‫َ‬ ‫أندل�س �إمار ًة �أَ ّ‬
‫موي ًة‪،‬‬ ‫أ�صبح ِت ال ُ‬
‫اخل‪َ � ،‬‬
‫الد ِ‬
‫الرحمن ّ‬
‫ِ‬ ‫قدوم الأميرِ ِ‬
‫عبد‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ومنذ‬
‫العبا�سي ِة في‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫عن‬‫�سيا�سيا ِ‬ ‫موي ُة (‪316 - 138‬هـ)‪ ،‬وكا َن ْت م�ستق ّل ًة‬ ‫الأ�سر ُة ا َ‬
‫لأ ّ‬
‫ّ‬ ‫ًّ‬
‫رغم ذلك‬ ‫ِ‬
‫الجمعة َو َ‬ ‫ِ‬
‫خطبة‬ ‫العبا�سي في‬ ‫ِ‬
‫للخليفة‬ ‫الدعاء‬
‫ُ‬ ‫تعترف بها‪ ،‬ف ُق ِط َع‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫الم�شرق‪ ،‬ولم‬
‫ِّ‬
‫مام‪.‬‬ ‫خلفاء واكت َفوا ِ‬
‫بلقب الأميرِ �أو إال ِ‬ ‫َ‬ ‫بلقب‬ ‫لم ُي َل ِّق ِب ال ُ‬
‫أمراء �أن ُف َ�سهم ِ‬

‫العبا�سي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الخالفة‬ ‫رغم انف�صا ِلهم ِ‬
‫عن‬ ‫ِ‬
‫بالخليفة َ‬ ‫َت ْر َك الأمرا ِء في ال ِ‬
‫أندل�س ال ّتل ُق َب‬

‫ِ‬
‫خالفة‪،‬‬ ‫من �إمار ٍة �إلى‬ ‫تحو َل ِت ال ُ‬
‫أندل�س ْ‬ ‫ّ‬ ‫الرحمن ال ّنا�صرِ‬
‫ِ‬ ‫الخليفة ِ‬
‫عبد‬ ‫ِ‬ ‫وفي ِ‬
‫عهد‬
‫أموي ِة‬ ‫ِ‬
‫الدولة ال ّ‬ ‫ِ‬
‫�سقوط‬ ‫الرحمن ال ّنا�صرِ ‪ ‬من ِ‬
‫بعده ح ّتى‬ ‫ِ‬ ‫ذرية ِ‬
‫‪ ‬عبد‬ ‫خليفة في ِ‬
‫ِ‬ ‫وا�ستمر َل َق ُب‬
‫ّ‬
‫أ�سا�س‬
‫يقوم على � ِ‬
‫أندل�س ُ‬ ‫ِ‬
‫الخالفة في ال ِ‬ ‫نظام‬
‫وكان ُ‬ ‫َ‬ ‫عام (‪422‬هـ‪1030/‬م)‪،‬‬‫أندل�س َ‬
‫في ال ِ‬
‫ِ‬
‫التوريث‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫العبا�سي ُة في بغدا َد‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫خالفات هي‪ :‬الخالف ُة‬ ‫ثالث‬
‫�سالمي ُ‬ ‫العالم إال‬
‫ِ‬ ‫أ�صبح في‬
‫وهكذا � َ‬
‫ّ‬
‫واليمن والحجازِ ‪ ،‬والخالف ُة‬
‫ِ‬ ‫ال�ش ِام‬ ‫ِ‬
‫وبالد ّ‬ ‫وم�صر‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫�شمال �إفريقيا‬ ‫والخالف ُة الفاطمي ُة في‬
‫أندل�س‪.‬‬
‫أموي ُة في ال ِ‬
‫ال ّ‬
‫ٍ‬
‫واحد؟‬ ‫خلفاء في � ٍآن‬
‫َ‬ ‫تف�س ُر وجو َد ِ‬
‫ثالث‬ ‫بر� َ‬
‫أيك بماذا ّ‬
‫ثانيا‪ :‬الوزار ُة وا ِ‬
‫حل َجاب ُة يف ال ِ‬
‫أندل�س‬
‫ِ‬
‫الخالفة‬ ‫ِ‬
‫الوزارة في‬ ‫نظام‬
‫َ‬ ‫حد كبيرٍ‬
‫أندل�س ُي�شب ُه �إلى ٍّ‬
‫الوزارة في ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫نظام‬
‫ُ‬ ‫كان‬
‫َ‬
‫أ�صبح‬
‫أمر‪ ،‬ف� َ‬
‫تطو َر هذا ال ُ‬
‫ثم ّ‬ ‫رئي�س الوزرا ِء في � ّأو ِل الأمرِ الخليف َة َ‬
‫نف�سه‪َّ ،‬‬ ‫وكان ُ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫العبا�سية‪،‬‬
‫أندل�س‬ ‫ِ‬
‫الوزارة في ال ِ‬ ‫تطورِ‬
‫عن ّ‬ ‫ِ‬
‫المزيد ْ‬ ‫ِ‬
‫ولمعرفة‬ ‫الفعلي‪.‬‬ ‫رئي�س الوزرا ِء‬
‫ُ‬ ‫(الحاجب) هو‬
‫ُ‬
‫ِّ‬
‫عما يليه‪:‬‬
‫أجب ّ‬
‫ثم � ْ‬
‫االتي‪ّ ،‬‬
‫�ص َ‬ ‫ت� ّأم ِل ال ّن َّ‬

‫خط َته‬ ‫الد ِ‬


‫ولة‪ ،‬ثم ق ََّ�س ُموا ّ‬ ‫ِ‬
‫مدلوله � ّأو َل ّ‬ ‫ا�سم الوزيرِ في‬ ‫أندل�س ف�أب َقوا َ‬‫مي َة بال ِ‬ ‫ُ‬
‫«و� ّأما دول ُة بني �أ َّ‬
‫ِ‬
‫(البريد)‬ ‫وللتر�سيل‬
‫ِ‬ ‫وزيرا‪،‬‬
‫المال ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لح�ساب‬ ‫وزيرا‪ ،‬فجع ُلوا‬
‫�صنف ً‬ ‫ٍ‬ ‫�أ�صنافًا‪ ،‬و�أفر ُدوا ِّ‬
‫لكل‬
‫وجعل‬ ‫وزيرا‪ُ ،‬‬
‫ً‬ ‫أهل الثغورِ‬ ‫وزيرا‪ ،‬وللنظرِ في � ِ‬
‫أحوال � ِ‬ ‫تظ ِّلمين ً‬ ‫الم َ‬
‫حوائج ُ‬
‫ِ‬ ‫وزيرا‪ ،‬وللنظرِ في‬‫ً‬
‫مكان‬
‫ٌ‬ ‫كل له‬‫هناك ٌ‬ ‫لطان َ‬‫ال�س ِ‬ ‫أمر ّ‬ ‫ن�ض َد ٍة لهم‪ ،‬وين ّف ُذون � َ‬
‫يجل�سون فيه على ف ُُر ٍ�ش ُم َّ‬
‫َ‬ ‫بيت‬
‫لهم ٌ‬
‫لطان في‬ ‫ال�س ِ‬ ‫ِ‬
‫بمبا�شرة ّ‬ ‫ارتفع ع ْنهم‬
‫َ‬ ‫واحد منهم‬‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫الخليفة‬ ‫ُج ِع َل له‪ ،‬و�أُفْرِ َد للتر ُّد ِد بي َنهم َ‬
‫وبين‬
‫ال�ش� ُأن هذا‬ ‫الحاجب‪ ،‬ولم ِ‬
‫يزل َّ‬ ‫ِ‬ ‫با�سم‬
‫وخ�صوه ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫مجال�سهم‬ ‫مجل�سه عن‬
‫ُ‬ ‫فارتفع‬
‫َ‬ ‫كل ٍ‬
‫وقت‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬
‫ملوك‬ ‫الر َت ِب‪ ،‬ح ّتى َ‬
‫�صار‬ ‫ِ‬
‫الحاجب ومرتبت ُه على �سائرِ ّ‬ ‫فارتفع ْت ّ‬
‫خط ُة‬ ‫َ‬ ‫�إلى �آخرِ دول ِتهم‪،‬‬
‫الحاجب»‪.‬‬
‫َ‬ ‫�سمى‬ ‫يوم ٍ‬
‫ئذ ُي َّ‬ ‫أكثرهم َ‬ ‫لقبها‪ ،‬ف� ُ‬ ‫الطوائف ِ‬
‫ينتح ُلون َ‬ ‫ِ‬
‫ابن خلدون‪ ،‬المقدمة‪�،‬ص (‪.)240-239‬‬

‫ِ‬
‫زارات‪.‬‬ ‫أنواع الوِ‬
‫ا�ستنتج � َ‬
‫ْ‬ ‫�ص‪،‬‬ ‫ِ‬
‫خالل ال َّن ِّ‬ ‫من‬
‫�ص؟‬ ‫الحاجب كما ي ّت ِ�ض ُح َ‬
‫من ال َّن ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ما وظيف ُة‬
‫حيث ال ّت�سمي ُة‬
‫ُ‬ ‫أندل�س من‬ ‫ِ‬
‫الوزارة في ال ِ‬ ‫العبا�سي و‬ ‫ِ‬
‫الوزارة في الع�صرِ‬ ‫بين‬
‫قارن َ‬ ‫ْ‬ ‫ ‬
‫ِّ‬
‫والم َه ُام‪.‬‬
‫َ‬
‫‪57‬‬
‫عن‬
‫ليحجبه ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الخليفة‬ ‫ف ِ‬
‫بباب‬ ‫جل الّذي ِيق ُ‬
‫الر ُ‬ ‫يكن َ‬
‫ذلك ّ‬ ‫أندل�س لم ْ‬
‫والحاجب في ال ِ‬
‫ُ‬
‫رئي�س الوزرا ِء‪.‬‬
‫ُ‬ ‫�سالمي و�إ َّنما ُق ِ�ص َد ِبه‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫الم�شرق إال‬ ‫ُ‬
‫الحال في‬ ‫والعام ِة‪ ،‬كما َ‬
‫كان‬ ‫َّ‬ ‫الخا�ص ِة‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫الحاجب َي ْق َوى �شي ًئا ف�شي ًئا ح ّتى‬ ‫أندل�س‪َ � ،‬‬
‫أخذ نفو ُذ‬ ‫ولما َ�ض ُع َف ِت الخالف ُة الأَ َّ‬
‫موي ُة في ال ِ‬ ‫ّ‬
‫الع�سكري َة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المدني َة و‬
‫ّ‬ ‫ؤون‬ ‫ُ‬
‫ي�شمل ال�ش� َ‬ ‫اخت�صا�صه‬
‫ُ‬ ‫و�صار‬
‫َ‬ ‫الد ِ‬
‫ولة‪،‬‬ ‫بكل �أُمورِ ّ‬
‫ا�ستبد ِّ‬
‫َّ‬
‫�سالمي ودورِ ِه في ال ِ‬
‫أندل�س‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫الم�شرق إال‬ ‫ِ‬
‫الحاجب في‬ ‫بين َم ْن ِ�ص ِب‬
‫قارن َ‬
‫ْ‬
‫بن �أبي عامرٍ ‪ ،‬الّذي � ّأ�س�س‬‫المن�صور ُ‬
‫ُ‬ ‫الحاجب‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الحجابة‬ ‫من تو ّلى َم ِ‬
‫ن�ص َب‬ ‫ومن �أ�شهرِ ْ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫المزيد‬ ‫ِ‬
‫ولمعرفة‬ ‫آخر‪.‬‬
‫منحى � َ‬ ‫أخذ ِت ِ‬
‫الحجاب ُة‬ ‫أندل�س‪ ،‬وفي ِ‬
‫عهد ِه � َ‬ ‫العامري َة في ال ِ‬
‫ّ‬ ‫الدول َة‬
‫ً‬
‫عما يليه ‪:‬‬
‫أجب ّ‬
‫ثم � ْ‬
‫آتي‪ّ ،‬‬
‫�ص ال َ‬
‫ت� ّأم ِل ال ّن َّ‬

‫ِ‬
‫الملوك ‪ ،‬فكا َنت‬ ‫لر�سوم‬
‫ِ‬ ‫ا�ستيفاء‬
‫ً‬ ‫ابن �أبي عامرٍ بالمن�صورِ ‪ ،‬و ُد ِع َي له على المنابرِ‬ ‫�سمى ُ‬‫َت ّ‬
‫بن �أبي عامرٍ الخليف َة‬
‫محمد ُ‬
‫ُ‬ ‫ف�ساوى‬
‫َ‬ ‫بتقبيل ِ‬
‫يده‪......،‬‬ ‫ِ‬ ‫الوزراء‬
‫ُ‬ ‫الكتب تن َّف ُذ ع ْن ُه‪ ،‬و� َ‬
‫أخذ‬ ‫ُ‬
‫اال�سم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخليفة � اّإل في‬ ‫وبين‬ ‫ْ‬
‫يجعل فرقًا بي َنهم َ‬ ‫المراتب‪ ،‬ولم‬‫ِ‬ ‫في‬
‫الم َغ َّرب ‪،‬ج‪� ،2‬ص (‪.)714‬‬
‫البيان ُ‬
‫ُ‬ ‫ابن عذارِ ي‪،‬‬
‫ُ‬

‫أندل�س‪.‬‬
‫الحاجب في ال ِ‬
‫ُ‬ ‫ور الّذي َ‬
‫لعب ُه‬ ‫الد َ‬
‫و�ض ِح ّ‬
‫ّ‬
‫ثال ًثا‪ :‬الق�ضا ُء يف ال ِ‬
‫أندل�س‬
‫الق�ضاء في‬
‫ُ‬ ‫تطو َر‬ ‫من ِق َب ِل الخلفا ِء‪ْ ،‬‬
‫فقد ّ‬ ‫أهمي ًة كبير ًة ِ‬
‫أندل�س � ّ‬
‫الق�ضاء في ال ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫احتل‬
‫ويقوم‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الق�ضاة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بمثابة قا�ضي‬ ‫ِ‬
‫الجماعة وهو‬ ‫قا�ضي‬ ‫أندل�س‪ ،‬ف ََع ّي َن الخليف ُة ِ‬
‫من�ص َب ِ‬ ‫ال ِ‬
‫من�صب‬
‫ُ‬ ‫ختار‬
‫وكان ُي ُ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫العا�صمة قرطب َة‪،‬‬ ‫قيم في‬
‫وي ُ‬ ‫ِ‬
‫البالد‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الق�ضاة في‬ ‫ِ‬
‫�شراف على‬ ‫بال‬
‫إ‬
‫وقو ِة‬
‫العلم ّ‬
‫وعلو ِ‬‫ِّ‬ ‫بالتفو ِق بالق�ضا ِء‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫الم�شهود لهم‬ ‫أقاليم‬ ‫ِ‬
‫ق�ضاة ال ِ‬ ‫بين‬ ‫ِ‬
‫الجماعة من ِ‬ ‫قا�ضي‬
‫أحبا�س (ال ِ‬
‫أوقاف)‬ ‫ِ‬
‫موارد ال ِ‬ ‫تنفيذ إال�شراف على‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الجماعة‬ ‫مهام قا�ضي‬
‫ِّ‬ ‫ومن‬
‫الحزم‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫الم�ساجد‬ ‫خ�صو�صا في‬
‫ً‬ ‫الج َم ِع وال ِ‬
‫أعياد‬ ‫وي ُ�ؤ ُّم الم�ص ّل َ‬
‫ين في � ّأي ِام ُ‬ ‫الفتاوى‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫و�سجالت‬
‫ُ‬
‫الكبرى في ُقرطب َة �أو الزهرا ِء‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫بن‬ ‫ِ‬
‫مالك ِ‬ ‫مام‬ ‫ِ‬
‫مذهب إال ِ‬ ‫فقيها على‬ ‫يكون ً‬‫َ‬ ‫تعيين القا�ضي � ْأن‬
‫ِ‬ ‫�شتر ُط في‬
‫وكان ُي َ‬
‫َ‬
‫يكون م�شهو ًدا له بال ّن ِ‬
‫زاهة‬ ‫َ‬ ‫�شتر ُط � ْأن‬
‫وي َ‬ ‫أندل�س‪ُ ،‬‬
‫انت�شر في ال ِ‬
‫َ‬ ‫المذهب ا ّلذي‬
‫ُ‬ ‫أن�س وهو‬
‫� ٍ‬
‫ولة الأَ ّ‬
‫موي ِة‪.‬‬ ‫الد ِ‬ ‫بداية ِ‬
‫عهد ّ‬ ‫خا�ص َة في ِ‬ ‫يتقن ال ّلغ َة إال ّ‬
‫�سباني َة ّ‬ ‫ِ‬
‫واال�ستقامة‪ ،‬و� ْأن َ‬

‫موي ِة في ال ِ‬
‫أندل�س‪.‬‬ ‫ولة َ‬
‫الأ ّ‬ ‫الد ِ‬ ‫�سبانية في َم َط ِلع ِ‬
‫عهد ّ‬ ‫ِ‬ ‫إتقان ال ّل ِ‬
‫غة إال‬ ‫�شتر ُط في القا�ضي � ُ‬
‫ُي َ‬
‫النظام‬ ‫�سماح ُهم ببقا ِء‬ ‫يني التي مار�سها الم�سلمون في ال ِ‬
‫أندل�س‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الد ِّ‬
‫الت�سامح ّ‬
‫ِ‬ ‫�سيا�سة‬ ‫ومن‬
‫ْ‬
‫الخا�ص ِة‪ ،‬و�أُط ِلق على متولِّي الق�ضا ِء‬
‫ّ‬ ‫الم�سيحيين � ِ‬
‫أنف�سهم إلدارة �ش�ؤونهم‬ ‫َ‬ ‫الق�ضائي ب�أيدي‬
‫ال�ش ِ‬
‫رطة ا ّلذي‬ ‫�صاحب ّ‬
‫ُ‬ ‫يوج ُد‬
‫كان َ‬
‫أندل�س َ‬ ‫ِ‬
‫جانب القا�ضي في ال ِ‬ ‫�س‪ ،‬و�إلى‬ ‫ا�سم ِ‬
‫قوم َ‬ ‫لديهم ُ‬
‫ِ‬
‫البالد وهو‬ ‫أمن في‬ ‫ِ‬
‫بحفظ ال ِ‬ ‫والمدني ِة ِّ‬
‫وكل ما يتع ّل ُق‬ ‫ّ‬ ‫يا�سي ِة‬
‫ال�س ّ‬‫الجرائم ّ‬
‫ِ‬ ‫�صل في‬ ‫ينظر ِ‬
‫ويف ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫اخت�صا�ص القا�ضي‪.‬‬ ‫�ضمن‬
‫َ‬ ‫هامه‬ ‫ِ‬
‫للجنايات الّتي ال َت ُ‬
‫دخ ُل َم ُّ‬ ‫قا�ض‬ ‫ِ‬
‫بمثابة ٍ‬

‫إداري يف ال ِ‬
‫أندل�س‬ ‫راب ًعا‪ :‬التق�سي ُم ال ُّ‬
‫الفتح‬‫ِ‬ ‫ع�شي َة‬
‫أندل�س ّ‬ ‫وجد ُو ُه يف ال ِ‬‫َ‬ ‫داري ا ّلذي‬
‫ظام إال ِّ‬‫من ال ّن ِ‬
‫أندل�س َ‬
‫عرب ال ِ‬‫ُ‬ ‫ا�ستفا َد‬
‫�سالمي‬ ‫داري إال‬
‫ظام إال ِّ‬ ‫تتالئم وطبيع َة ال ّن ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫التعديالت ا ّلتي‬ ‫بع�ض‬
‫أدخلوا عليه َ‬
‫�سالمي‪ ،‬و� ُ‬ ‫إال‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫داري ِة‬‫من ال ُّن ُظ ِم إال ّ‬
‫اقتب�سوه َ‬
‫بح�سب ما ُ‬ ‫ِ‬ ‫الة (‪ 138 - 95‬هـ‪755-713/‬م)‪،‬‬ ‫الو ِ‬
‫يف ع� ِرص ُ‬
‫�سالمي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫امل�رشق إال‬ ‫يف‬
‫املتو�س ِط‬
‫ّ‬ ‫املوقع‬
‫ِ‬ ‫الواليات‪ ،‬وكا َن ْت مدين ُة قرطب َة ِ‬
‫ذات‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫أندل�س �إلى ٍ‬
‫عدد َ‬ ‫و ُق ِّ�س َم ِت ال ُ‬
‫الواليات‪ ،‬والي ُة الأندل�س‬ ‫ِ‬ ‫ومن �أ�شهرِ ِ‬
‫هذه‬ ‫أندل�س الأولى‪ْ .‬‬ ‫والداخل قاعد ًة ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال�ساحل‬
‫ِ‬ ‫ني‬‫ب َ‬
‫مار َدةَ‪ ،‬ووالي ُة �سرَ َ ُق ْ�س َط َة‪ ،‬ووالي ُة �أَ ْر ُبو َن َة‪.‬‬
‫( ُق ْر ُطب ُة و�إِ�شبِي ِل ّي ُة)‪ ،‬ووالي ُة ُط َل ْي ِط َل َة ‪ ،‬ووالي ُة َ‬
‫ِ‬
‫الواليات ت� ّأم ِل اخلريط َة الآتي َة‪.‬‬ ‫مواقع ِ‬
‫هذه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وملعرفة‬

‫‪59‬‬
‫أندل�س‪.‬‬
‫داري َة في ال ِ‬ ‫ِ‬
‫التق�سيمات إال ّ‬ ‫تبي ُن‬
‫ال�شكل (‪ : )5-5‬خريط ٌة ّ‬

‫وهي‬ ‫ِ‬
‫المدن َ‬ ‫لكل والي ٍة مجموع ُة ْ‬
‫من‬ ‫ويتبع ِّ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫واليته‪،‬‬ ‫عن �ش� ِ‬
‫ؤون‬ ‫وال هو م�س� ٌ‬
‫ؤول ْ‬ ‫وكل ٍ‬ ‫ُّ‬
‫عد ُة �أجزا ٍء (� ٍ‬
‫أرياف)‪.‬‬ ‫يتبعه ّ‬
‫إقليم ُ‬ ‫رى كبير ٍة)‪ُّ ،‬‬
‫وكل � ٍ‬ ‫أقاليم ( ُق ً‬
‫عد ُة � َ‬ ‫وك ُّل ُك ْو َر ٍة ُ‬
‫يتبعها ّ‬ ‫ُ‬
‫الك َو ُر‪ُ ،‬‬
‫الطبيعي ِة‬
‫ّ‬ ‫أندل�س‬
‫داري‪ ،‬فحدو ُد ال ِ‬ ‫ِ‬
‫عملية التق�سيمِ إال ِّ‬ ‫ِ‬
‫الجبلية في‬ ‫ِ‬
‫البالد‬ ‫دت طبيع ُة‬
‫و�ساع ْ‬
‫َ‬
‫المعالم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وا�ضحة‬ ‫إداري ٍة‬ ‫ٍ‬
‫حدود � ّ‬ ‫تتحو َل �إلى‬
‫َّ‬ ‫يمكن � ْأن‬
‫ُ‬ ‫�سيا�سي ًة‬
‫ّ‬ ‫تكون حدو ًدا‬
‫َ‬ ‫ت�ص ُل ُح ل ْأن‬

‫حدود �سيا�سي ٍة‪.‬‬


‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫بمثابة‬ ‫ِ‬
‫الطبيعية هي‬ ‫أندل�س‬
‫حدو ُد ال ِ‬
‫ِ‬
‫الم�صطلحات‬ ‫من‬
‫العديد َ‬
‫َ‬ ‫فاقتب�سوا‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الم�شرق‪،‬‬ ‫داري في‬
‫التنظيم إال ِّ‬
‫ِ‬ ‫أندل�سيون ِ‬
‫بنمط‬ ‫َ‬ ‫ت� َأثر ال‬
‫الك ِ‬
‫ورة‬ ‫م�صطلح ُ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫المثال‬ ‫�سبيل‬
‫�سالمي‪ ،‬فعلى ِ‬ ‫ِ‬
‫الم�شرق إال‬ ‫ِ‬
‫الموجودة في‬ ‫إداري ِة‬
‫وال ُّنظمِ ال ّ‬
‫ِّ‬
‫داري ِة‪.‬‬ ‫للد ِ‬
‫اللة على الأجزا ِء إال ّ‬ ‫ال�ش ِام ّ‬ ‫ِ‬
‫وبالد ّ‬ ‫م�صر‬
‫ظهر في َ‬ ‫لفظ َ‬ ‫هو ٌ‬
‫ِ‬
‫الم�شرق‬ ‫داري ِة في‬ ‫ِ‬
‫التق�سيمات إال ّ‬ ‫مع‬
‫أندل�س َ‬
‫داري ُة في ال ِ‬
‫التق�سيمات إال ّ‬
‫ُ‬ ‫تت�شاب ُه‬
‫َ‬ ‫هل‬
‫�سالمي؟‬
‫ِّ‬ ‫إال‬

‫‪60‬‬
‫عر ْ‬
‫ف ما ي�أتي ‪:‬‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫�س‪.‬‬ ‫ِ‬
‫القوم َ‬ ‫ال�ش ِ‬
‫رطة‪،‬‬ ‫�صاحب ّ‬
‫َ‬ ‫الك َو َر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الحجاب َة‪ُ ،‬‬

‫يوم‬
‫العبا�سي على المنابرِ َ‬ ‫ِ‬
‫للخليفة‬ ‫الدعاء‬
‫َ‬ ‫أندل�س‬
‫أمويين في ال ِ‬
‫قطع ال َ‬ ‫عالم ُّ‬
‫يدل ُ‬ ‫َ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِّ‬
‫أندل�س؟‬ ‫ِ‬
‫الجمعة في ال ِ‬

‫حيث‪:‬‬
‫من ُ‬ ‫ِ‬
‫الجماعة ْ‬ ‫عن قا�ضي‬
‫تحد ْث ْ‬
‫‪ّ -3‬‬
‫ال�ش ُ‬
‫روط‬ ‫ب‪ُّ -‬‬ ‫المهام‬
‫ُّ‬ ‫�أ ‪-‬‬

‫‪61‬‬
‫احليا ُة االقت�صاد ّي ُة واالجتماع ّي ُة يف‬ ‫ُ‬
‫الرابع‬ ‫رس‬
‫الد ُ‬
‫ّ‬
‫ال ِ‬
‫أندل�س‬

‫أثير على‬ ‫ِ‬ ‫أندل�س ح�ضار َة زاهر ًة �شم َل ْت َّ‬ ‫�أن�ش�أَ‬


‫وكان لها ت� ٌ‬
‫َ‬ ‫المجاالت‪،‬‬ ‫كل‬ ‫العرب في ال ِ‬
‫ُ‬
‫واالجتماعي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االقت�صادي ِة‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الحياة‬
‫� اً‬
‫أول‪ :‬احليا ُة االقت�صاد ّي ُة‬
‫نواح هي‪:‬‬
‫تم ّثلت الحيا ُة االقت�صادي ُة في ٍ‬
‫‪ -1‬ال ّزراع ُة‬
‫الر ِّي ّ‬
‫ونظ ُموها‪ ،‬وب َنوا ال�سدو َد‬ ‫َ‬
‫و�سائل ِّ‬ ‫أ�صلحوا‬
‫أندل�س‪ ،‬ف� ُ‬
‫راعة في ال ِ‬ ‫بالز ِ‬
‫العرب ّ‬
‫َ‬ ‫اهتم‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫حراثة‬ ‫ِ‬
‫الحيوانات في‬ ‫واعتمدوا على‬
‫ُ‬ ‫والقناطر‪،‬‬
‫َ‬ ‫الج�سور‬
‫َ‬ ‫أقاموا‬ ‫ِ‬
‫القنوات‪ ،‬و� ُ‬ ‫و�ش ُّق��وا‬
‫الحدائ��ق‪ ،‬ف�أدخ ُلوا �إلى ال ِ‬
‫أندل�س‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تن�سيق‬ ‫وبرعوا في‬
‫راع��ة‪ُ ،‬‬‫ِ‬ ‫للز‬ ‫أر���ض‪ ،‬و� ِ‬
‫إعدادها ّ‬ ‫ال ِ‬
‫والموزِ‬
‫يات َ‬‫م�ض ِ‬
‫والح ِ‬ ‫ِ‬
‫والعنب َ‬ ‫ال�سكرِ‬ ‫ِ‬
‫وق�صب ّ‬ ‫تكن معروف ًة �ساب ًقا كالأرزِ‬ ‫ٍ‬
‫نباتات لم ْ‬
‫وغيرِ ها‪.‬‬
‫ِ‬
‫المالحظ � ّأن مدين َة بلن�سي َة‬ ‫ومن‬‫ِ‬
‫تحتفظ بما تب َقى من ُن ُظ ِم‬
‫ُ‬ ‫ما زا َل ْت‬
‫الب�ساتين‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب�سقاية‬ ‫ِ‬
‫المتعلقة‬ ‫العرب‬
‫َ‬
‫تطورِ‬ ‫ِ‬
‫ال�شواهد على ّ‬ ‫ومن �أبرزِ‬
‫ْ‬
‫أندل�س الحديق ُة‬ ‫ِ‬
‫الزراعة في ال ِ‬ ‫ُنظم‬
‫ق�صر الحمرا ِء‪.‬‬ ‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪ُ :)6-5‬‬ ‫ّ‬ ‫الجمي َل ُة الملحق ُة بق�صر الحمرا ِء‬
‫أ�صبح ْت‬ ‫الز ِ‬
‫راعة؛ لأنها � َ‬ ‫ِ‬
‫عظمة العرب في ّ‬ ‫وا�ضح على‬ ‫ٌ‬ ‫في غرناط َة‪ ،‬فهي ٌ‬
‫دليل‬
‫الحدائق ال َغ ّنا ِء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫�أُ ْن ُموذ ًَجا ُي َ‬
‫حتذى في بنا ِء‬

‫‪62‬‬
‫علمي ًة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫كتبا‬ ‫الز ِ‬
‫راعية‪ ،‬و�ص َّن ُفوا فيها ً‬ ‫العلوم ّ‬
‫ِ‬ ‫تقد ِم‬
‫أندل�س في ُّ‬‫علماء ال ِ‬ ‫ُ‬ ‫أ�سهم‬
‫وقد � َ‬ ‫ْ‬
‫الطبي ُة‪ ،‬و�أ َّل ُفوا فيها‬
‫َّ‬ ‫والعقاقير‬
‫ُ‬ ‫�ستخرج منها الأدوي ُة‬
‫َ‬ ‫الط ّبي ِة الّتي ُي‬ ‫واه ُتموا بال ّن ِ‬
‫باتات ّ‬
‫الف ِ‬
‫الحة في‬ ‫وكتاب ( ِ‬
‫ِ‬ ‫أغذية وال ِ‬
‫أدوية) البن البيطار‪،‬‬ ‫لمفردات ال ِ‬
‫ِ‬ ‫(الجامع‬
‫ِ‬ ‫ُك ًتبا مثل‬
‫البن َب َّ�ص ٍ‬
‫ال‪.‬‬ ‫الف ِ‬
‫الحة) ِ‬ ‫وكتاب ( ِ‬
‫ِ‬ ‫الع ّو ِام‪،‬‬
‫ين) البن َ‬ ‫ال ِ‬
‫أر�ض َ‬
‫الحياتي لهم؟‬ ‫الواقع‬
‫ِ‬ ‫بعلم ال ِ‬
‫أدوية في‬ ‫ربط علماء الأندل�س �إنجازا ِتهم ِ‬
‫أيك هل َ‬
‫بر� َ‬
‫ِّ‬
‫علم ال ِ‬
‫أدوية؟‬ ‫النتائج التي تر ّت َب ْت على � ِ‬
‫إيجاد ِ‬ ‫ُ‬ ‫ما‬
‫ال�صنا َع ُة‬
‫‪ّ -2‬‬
‫با�سم � ِ‬
‫أرباب‬ ‫َت ِ‬ ‫طوائف ِح ْر ِف ّي ٌة ُعرِ ف ْ‬
‫ُ‬ ‫هرت‬‫وظ ْ‬ ‫ِ‬
‫المدن‪َ ،‬‬ ‫جميع‬
‫ِ‬ ‫رت ال�صناع ُة في‬ ‫ازده ِ‬
‫َ‬
‫أمين‪ ،‬وهو‬
‫با�سم ال ِ‬‫ف ِ‬ ‫من �أ�صحا ِبها ُعرِ َ‬ ‫ب ْ‬ ‫منتخ ٌ‬
‫رئي�س َ‬ ‫ٌ‬ ‫لكل ِح ْر َف ٍة‬
‫و�صار ِّ‬ ‫َ‬ ‫ناع‪،‬‬‫ال�ص ِ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫المحت�س ُب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الحكومة وهو‬ ‫أمام مم ُث ِل‬
‫حرفته � َ‬‫ِ‬ ‫أهل‬
‫عن � ِ‬ ‫دافع ْ‬
‫وم ٌ‬ ‫ؤول ُ‬ ‫م�س� ٌ‬
‫ِ‬
‫الحديث؟‬ ‫قابة في الع�صرِ‬ ‫ورئي�س ال َّن ِ‬
‫ِ‬ ‫الح ْرف َِة في ال ِ‬
‫أندل�س‬ ‫رئي�س ِ‬ ‫ِ‬ ‫بين‬ ‫ِ‬
‫ال�شبه َ‬ ‫ما وج ُه‬
‫الح ْرف َِة؟‬
‫رئي�س ِ‬ ‫مهام ِ‬ ‫أيك ماهي ُّ‬ ‫بر� َ‬
‫ِ‬
‫ناعات‬ ‫الن�سيجي ِة ّ‬
‫وال�ص‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫ناعات‬ ‫عديني ِة ّ‬
‫وال�ص‬ ‫ِ‬
‫ناعات ال ّت ّ‬ ‫ال�ص‬
‫من ّ‬ ‫َع َرف َِت ال ُ‬
‫أندل�س عد ًدا َ‬
‫ِ‬
‫ب�صناعة الموا ِّد‬ ‫َت‬
‫العالم التي ُعرِ ف ْ‬
‫ِ‬ ‫هم ِة في‬
‫الم َّ‬ ‫ِ‬
‫المناطق ُ‬ ‫الغذائي ِة‪ ،‬فكا َن ِت ال ُ‬
‫أندل�س من‬ ‫ّ‬
‫ال�سكرِ ‪ .‬وعرفُوا‬ ‫ِ‬
‫و�صناعة ّ‬ ‫ِ‬
‫الزيتون‬ ‫ِ‬
‫والفاكهة‪ ،‬وع�صرِ‬ ‫ِ‬
‫الحبوب‬ ‫ِ‬
‫كتجفيف‬ ‫ِ‬
‫الغذائية‬
‫من ِ‬
‫الك ّت ِ‬
‫ان والحريرِ ‪.‬‬ ‫المالب�س َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب�صناعة‬ ‫أندل�س‬ ‫المن�سوجات فا�ش َت ِ‬
‫هرت ال ُ‬ ‫ِ‬ ‫�صناع َة‬
‫الزاهي َة الفاخرةَ‪.‬‬
‫ألوان ّ‬
‫مالب�سهم ال َ‬ ‫أمر ا ّلذي � َ‬
‫أك�سب َ‬ ‫ِ‬
‫ال�صباغة ال َ‬ ‫فن‬
‫و�أتق ُنوا َّ‬
‫ِ‬
‫المعادن فيها‬ ‫التعديني ِة‪ ،‬وذلك لتوافرِ الكثيرِ َ‬
‫من‬ ‫ّ‬ ‫ال�ص ِ‬
‫ناعة‬ ‫وا�شتهرِ ِت ال ُ‬
‫أندل�س في ّ‬
‫وبرعوا في‬
‫ُ‬ ‫جاج وغيرِ ها‪،‬‬
‫والز ِ‬
‫بريت ُّ‬ ‫والحديد ِ‬
‫والك ِ‬ ‫ِ‬ ‫والف�ض ِة وال ُّن ِ‬
‫حا�س‬ ‫ّ‬ ‫هب‬ ‫مثل ّ‬
‫الذ ِ‬ ‫ِ‬
‫الو َر ِق‪.‬‬ ‫ِ‬
‫و�صناعة َ‬ ‫ِ‬
‫وال�سجاد‬ ‫ِ‬
‫الجلود‬ ‫ود ِ‬
‫باغة‬ ‫ذه ِب وال ُف َ�س ِيف�سا ِء‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫�صناعة ال َف َّخارِ ُ‬
‫الم َّ‬

‫‪63‬‬
‫عد ّني ِة في ال ِ‬
‫أندل�س‪.‬‬ ‫والم ِ‬
‫الغذائي ِة َ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫ناعات‬ ‫ال�ص‬
‫تعد َد ّ‬
‫ُّ‬
‫والقو ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والر ِق ِّي‬
‫تقان ُّ‬ ‫من إال ِ‬ ‫عظيما َ‬
‫ً‬ ‫أندل�س �ش�أ ًنا‬
‫الع�سكري ُة في ال ِ‬
‫ّ‬ ‫ناعات‬
‫ُ‬ ‫بل َغ ِت ّ‬
‫ال�ص‬
‫الحربي ِة‬
‫ّ‬ ‫فن‬ ‫ال�س ِ‬ ‫ِ‬
‫ل�صناعة ُّ‬ ‫دور‬
‫ن�شئ فيها ٌ‬ ‫الحربي ِة‪ ،‬و ُ�أ َ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫ناعات‬ ‫بال�ص‬
‫ا�شتهرت ّ‬
‫ْ‬ ‫فمدين ُة َم ْر ِ�س َّي َة‬
‫الخطر ال ُّن ْو َر َما ْن ِد ُّي‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ال�سيما‬
‫َّ‬ ‫الخارج‪،‬‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫أندل�س َ‬ ‫ِ‬
‫المحيطة بال ِ‬ ‫لمواجهة الأخطارِ‬ ‫ِ‬
‫تحمل الجنو َد‬ ‫ُ‬ ‫�سفن كبير ٌة‬
‫ٌ‬ ‫ال�شوا ِني وهي‬ ‫وعرِ فَت في ع�صرِ هم ّ‬ ‫رنجي‪ُ .‬‬‫َّ‬
‫والخطر ِ‬
‫الف‬ ‫ُ‬
‫والخيول ُج ِّه َزت‬ ‫َ‬ ‫الفر�سان‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫تحمل‬ ‫ال�شواني‬‫من ّ‬ ‫أ�صغر ْ‬
‫�سفن � ُ‬
‫والطرِ ْي َد َة وهي ٌ‬‫والأ�سلح َة‪َّ ،‬‬
‫ال�سريع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والعمل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للمطاردة‬
‫‪ -3‬التّجار ُة‬
‫ِ‬
‫المتو�سط‬ ‫أندل�س إل�شرا ِفها على البحرِ‬
‫والخارجي ُة في ال ِ‬
‫ّ‬ ‫الداخلي ُة‬ ‫َ‬
‫ن�شط ِت التجار ُة ّ‬
‫تعج‬
‫أندل�س ُّ‬
‫موانئ ال ِ‬
‫ُ‬ ‫وتعد ِد موانئها‪ ،‬فكانت‬
‫ُّ‬ ‫�سواح ِلها‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ولطول‬ ‫أطل�سي‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫والمحيط ال‬
‫ِ‬
‫المتو�سط‬ ‫المط ّل َة على البحرِ ال ِ‬
‫أبي�ض‬ ‫رقي َة ُ‬
‫ال�ش ّ‬
‫خا�ص ًة الموانئَ ّ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫والحركة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بالن�شاط‬
‫معظم �أ�سما ِء ال ِ‬
‫أماكن في �إ�سبانيا والبرتغال‬ ‫ُ‬ ‫العربي ِة‪ ،‬وال ُ‬
‫تزال‬ ‫ّ‬ ‫بحكم قُر ِبها من الموانئ‬
‫ِ‬
‫أندل�س‪.‬‬
‫�شرق ال ِ‬ ‫المرِ َّي ِة ب�أنها قاعد ُة ال ّت ِ‬
‫جارة في ِ‬ ‫وتمي َزت مدين ُة َ‬
‫أ�صل‪ّ ،‬‬
‫(الأندل�س) عربي َة ال ِ‬

‫العربي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫بالت�سمية‬ ‫أندل�س‬
‫أماكن في ال ِ‬
‫من ال ِ‬ ‫َ‬
‫احتفاظ كثيرٍ َ‬
‫ت�شجيع ال ّت ِ‬
‫جارة‬ ‫ِ‬ ‫ناعي ِة على‬ ‫راعي ِة ّ‬
‫وال�ص ّ‬ ‫الز ّ‬ ‫ِ‬
‫المنتوجات ّ‬ ‫فائ�ض في‬
‫�ساهم وجو ُد ٍ‬
‫َ‬ ‫وقد‬
‫ْ‬
‫لكل مدين ٍة‬
‫فكان ِّ‬
‫َ‬ ‫التجاري ُة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الب�ضائع‬
‫ُ‬ ‫فظهر ِت ال ُ‬
‫أ�سواق ا ّلتي تد َّف َق ْت فيها‬ ‫َ‬ ‫ال َّن ِ‬
‫�شطة‪،‬‬
‫بالرخا ِء وال ّثرا ِء‪ ،‬وزياد ُة ال ِ‬
‫أمان في البحرِ‬ ‫رئي�س‪ ،‬فعا َد ْت على �أهالي الأندل�س ّ‬
‫ٌ‬ ‫�سوقٌ‬
‫ِ‬
‫والم�شرق و�أوروبا‬ ‫أندل�س‬
‫بين ال ِ‬ ‫التجاري َ‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫زيادة التبا ُد ِل‬ ‫�ساعد في‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫المتو�سط‬ ‫أبي�ض‬
‫ال ِ‬
‫أندل�سي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫االقت�صاد ال‬ ‫إيجابيا على‬
‫انعك�س � َّ‬
‫َ‬ ‫الأمرِ ا ّلذي‬
‫ِّ‬
‫‪64‬‬
‫ا�ستخدام‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طري��ق‬ ‫ال�س َل ِع‪ ،‬و�أحيا ًنا عن‬
‫طريق تب��ا ُد ِل ِّ‬
‫ِ‬ ‫ع��ن‬
‫بع�ضهم ْ‬ ‫مع ِ‬
‫ج��ار َ‬ ‫وتعام َ‬
‫��ل ال ّت ُ‬ ‫َ‬
‫اال�ستخدام في‬ ‫ِ‬
‫ال�شائعة‬ ‫الو�سائل‬ ‫االت من‬ ‫الح َو ُ‬ ‫��ج �أو َ‬ ‫ِ‬ ‫ال�ص ُك ُ‬ ‫الع ْم َل ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وال�س َفات ُ‬
‫وك َّ‬ ‫��ة‪ ،‬وكانت ُّ‬ ‫ُ‬
‫البيزنطي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫والدينارِ‬
‫�سالمي ِّ‬
‫ِّ‬ ‫بالدينارِ إال‬
‫تتم ّ‬‫المبادالت التجاري ُة ُّ‬
‫ُ‬ ‫أندل�س‪ ،‬وكا َن ِت‬
‫ال ِ‬
‫ِ‬
‫الحديث؟‬ ‫ما الجه ُة التي ترا ِق ُب ال َ‬
‫أ�سواق في الع�صرِ‬
‫التجاري‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الن�شاط‬ ‫�ساعد ْت على ازدهارِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫العوامل التي‬ ‫�سبق‬
‫مما َ‬‫ا�ستخل�ص ّ‬
‫ْ‬

‫جاري ِة في ال ِ‬
‫أندل�س‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بادالت ال ّت ّ‬ ‫الم‬
‫والبيزنطي في ُ‬
‫ِّ‬ ‫العربي‬
‫ِّ‬ ‫الدينارِ‬
‫ا�ستخدام ّ‬
‫ُ‬ ‫عالم ُّ‬
‫يدل‬ ‫َ‬

‫أهم‬
‫فكان � ُّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫والواردات‬ ‫ِ‬
‫ادرات‬ ‫ال�ص‬
‫تقوم على ّ‬ ‫ُ‬ ‫الخارجي َة الّتي‬
‫ّ‬ ‫َع َرف َِت ال ُ‬
‫أندل�س ال ّتجار َة‬
‫يوت‬‫والز َ‬
‫ار والفواك َه ّ‬ ‫والخ َ�ض َ‬‫ُ‬ ‫والحرير‬
‫َ‬ ‫والمعادن وال ُق ْط َن‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫المن�سوجات‬ ‫ِ‬
‫ادرات‪:‬‬ ‫ال�ص‬
‫ّ‬
‫أ�شياء‬
‫ف وال ُ‬ ‫الواردات ف� َأه ُّمها‪ :‬ال ُّت َح ُ‬
‫ُ‬ ‫يب‪ .‬و� ّأما‬ ‫والع ْن َب َر ِّ‬
‫والط َ‬ ‫باغة َ‬ ‫ال�ص ِ‬
‫والجلو َد وموا َّد ّ‬
‫وال�ص ْم ُغ‪.‬‬
‫والحبوب َّ‬
‫ُ‬ ‫هب‬ ‫مور ّ‬
‫والذ ُ‬ ‫الثمين ُة وال ّت ُ‬
‫ال�س ِلع التي ت�ستورِ ُدها ال ُ‬
‫أندل�س؟‬ ‫أهم ِّ‬
‫من � ِّ‬ ‫لماذا اع ُتب َِر ِت ال ّت ُ‬
‫مور ْ‬

‫ثان ًيا‪ :‬احليا ُة االجتماعي ُة‬


‫العربي‬
‫ِّ‬ ‫الحكم‬
‫ِ‬ ‫ظل‬ ‫أجنا�س مختلف ٍة َ‬
‫عا�ش ْت في ِّ‬ ‫من � ٍ‬ ‫ً‬
‫خليطا ْ‬ ‫أندل�سي‬
‫ُّ‬ ‫المجتمع ال‬
‫ُ‬ ‫كان‬
‫َ‬
‫يني‪.‬‬
‫الد ِّ‬
‫�سام ِح ّ‬
‫�سالمي‪ ،‬وتم َّت َع ْت بال ّت ُ‬
‫ِّ‬ ‫إال‬

‫المجتمع‬
‫ِ‬ ‫فئات‬
‫‪ُ -1‬‬
‫عد ِة ٍ‬
‫فئات وهي‪:‬‬ ‫من ّ‬
‫أندل�سي ْ‬
‫المجتمع ال‬
‫ُ‬ ‫يتكو ُن‬
‫ّ‬
‫ُّ‬
‫القبائل‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫ذين و�ص ُلوا ال َ‬
‫أندل�س وهم َ‬ ‫للعرب ِم َن ا ّل َ‬
‫ِ‬ ‫العرب‪ :‬كا َن ِت ال ّنوا ُة الأولى‬
‫ُ‬ ‫�أ ‪ -‬‬
‫مع مو�سى ِبن ُن َ�صيرٍ ‪ ،‬ثم توا َل ْت هجرا ُتهم َ‬
‫من‬ ‫وفد َ‬ ‫واليمني ِة‪ِ ،‬‬
‫وم َّم ْن َ‬ ‫ّ‬ ‫القي�سي ِة‬
‫ّ‬

‫‪65‬‬
‫أندل�س‬
‫جنوب ال ِ‬
‫َ‬ ‫ين‪ ،‬و�سك ُنوا‬
‫العبا�سي َ‬
‫ّ‬ ‫هربا من‬ ‫ولة الأَ ّ‬
‫موي ِة ً‬ ‫الد ِ‬ ‫ِ‬
‫�سقوط ّ‬ ‫بعد‬
‫ال�ش ِام َ‬
‫ّ‬
‫وغربها‪.‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫‪ ‬طارق ِبن‬ ‫مع‬
‫أندل�س َ‬‫الفاتح لل ِ‬
‫ِ‬ ‫الجي�ش‬
‫ِ‬ ‫معظم‬
‫َ‬ ‫لون‬
‫الب ْر َب ُر ُيم ّث َ‬
‫كان َ‬
‫ب‪ -‬البَ ْربَ ُر‪َ :‬‬
‫إليها‪ ،‬وخا�ص ًة‬
‫ّ‬ ‫أندل�س‪ ،‬توا َلت هجرا ُتهم �‬
‫من ال ِ‬‫رب م�ساك ِنهم َ‬ ‫‪ ،‬ونظرا ل ُق ِ‬
‫ً‬ ‫ٍ‬
‫زياد‬
‫ِ‬
‫الجبلية في‬ ‫ِ‬
‫المناطق‬ ‫ُ‬
‫النزول في‬ ‫الب ْر َب ُر‬
‫واختار َ‬
‫َ‬ ‫اج َة‪،‬‬
‫و�ص ْن َه َ‬ ‫قبائل‪َ  ‬ز َنا َت َة َ‬
‫ِ‬ ‫من‬‫ْ‬
‫هم‪ ،‬وامتهن‬
‫َ‬ ‫طبيعة ِ‬
‫بالد‬ ‫ِ‬ ‫لتقار ِبها َ‬
‫مع‬ ‫والغرب ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والو�سط‬ ‫ِ‬
‫الجنوب‬ ‫أندل�س في‬ ‫ال ِ‬
‫وامتهن‬
‫َ‬ ‫والبناء‪،‬‬
‫َ‬ ‫وال�سقاي َة‬
‫يد ّ‬ ‫وال�ص َ‬
‫ّ‬ ‫اليدوي َة‬
‫ّ‬ ‫ف‬ ‫المدن منهم ِ‬
‫الح َر َ‬ ‫َ‬ ‫�سكن‬
‫َ‬ ‫َم ْن‬
‫ِ‬
‫الما�شية‪.‬‬ ‫ان البوادي تربي َة‬ ‫ّ‬
‫�سك ُ‬
‫ِ‬
‫العرب‬ ‫أبناء‬ ‫ون ا ّلذين اعتن ُقوا إال َ‬
‫�سالم و� ُ‬ ‫أ�صلي َ‬ ‫هم ّ‬
‫أندل�س ال ّ‬
‫ان ال ِ‬
‫�سك ُ‬ ‫الم َولَّدون‪ْ :‬‬
‫جـ‪ُ -‬‬
‫وو�ضع‬
‫ِ‬ ‫العام‬
‫و�ضعهم ِّ‬ ‫ِ‬ ‫بين‬ ‫يكن َ‬
‫هناك فرقٌ َ‬ ‫ولم ْ‬ ‫ٍ‬
‫إ�سبانيات‪ْ ،‬‬ ‫من � َّأم ٍ‬
‫هات �‬ ‫والبربر ْ‬
‫ُ‬
‫الزراع َة‬
‫تلك الطائف ُة ّ‬ ‫أ�صل ِ‬
‫‪ ،‬وقد امته َن ْت َ‬ ‫الم�سلمين في ال ِ‬
‫َ‬ ‫العرب والبربرِ‬‫ِ‬
‫داري ِة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المنا�صب إال ّ‬ ‫بع�ض‬ ‫وا�ستخدمهم الأَ ّ‬
‫مويون في ِ‬ ‫َ‬ ‫وال ّتجارةَ‪،‬‬
‫االقت�صادي ِة في‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الحياة‬ ‫دور في ازدهارِ‬ ‫ِ‬
‫االجتماعية ٌ‬ ‫ِ‬
‫الفئات‬ ‫لتنو ِع‬ ‫ بر� َ‬
‫أيك هل ُّ‬
‫و�ض ْح َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫أندل�س‪ّ ،‬‬
‫ال ِ‬
‫مظاهر الحيا ِة االجتماعي ِة‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫أجنا�س مختلف ٍة في ّ‬
‫الد ِ‬
‫ولة‬ ‫من � ٍ‬‫فقد ت�أَ َّل َف ْت ْ‬
‫أندل�س ْ‬
‫المجتمع في ال ِ‬
‫ِ‬ ‫فئات‬
‫تعد َد ْت ُ‬
‫َّ‬
‫�سالمي ا ّلذي‬ ‫الد ِين إال‬
‫بف�ضل ّ‬
‫ِ‬ ‫مع ِ‬
‫بع�ضها‬ ‫أجنا�س َ‬ ‫�سالمي ِة‪ ،‬وتفاع َل ْت ِ‬
‫هذه ال ُ‬ ‫ّ‬ ‫إال‬
‫ِّ‬
‫الفكر‬
‫َ‬ ‫أثمر ْت ح�ضار ًة عريق ًة �أغ َن ِت‬
‫والفكري‪ ،‬ف� َ‬
‫ِّ‬ ‫الديني‬
‫ِّ‬ ‫الت�سام ِح‬
‫ُ‬ ‫حث على‬‫َّ‬
‫�سالمي‪.‬‬
‫َّ‬ ‫إال‬

‫‪66‬‬
‫ال�ش َ‬
‫كل الآ َتي‪:‬‬ ‫أمل ّ‬
‫أندل�س ت� ِ‬ ‫ِ‬
‫االجتماعية في ال ِ‬ ‫ِ‬
‫الحياة‬ ‫ِ‬
‫ولمعرفة مظاهرِ‬

‫مظاهر الحيا ِة االجتماعيّ ِة في ال ِ‬


‫أندل�س‬ ‫ُ‬

‫الم�ساكن‬
‫ُ‬
‫وتنو َع ِت‬
‫الم�ساكن كانت متج��اورةً‪ّ ،‬‬
‫َ‬ ‫أندل���س � اّإل � ّأن‬
‫أجنا�س في ال ِ‬ ‫تن��و ِع ال ِ‬
‫من ُّ‬ ‫غم ْ‬
‫الر ِ‬‫عل��ى َّ‬
‫النوافير والأروق ُة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫فظهر ِت‬
‫َ‬ ‫�شامي‬ ‫طابع‬
‫ذات ٍ‬ ‫للعام ِة التي كانت َ‬ ‫ٍ‬
‫وبيوت ّ‬ ‫بين ق�صورٍ‬
‫الم�ساكن َ‬
‫ُ‬
‫ٍّ‬
‫ق�ش‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالزخرفة وال َّن ِ‬ ‫أندل�سيين‬
‫َ‬ ‫بيوت ال‬
‫يزت ُ‬ ‫وتم ْ‬
‫ّ‬

‫واالحتفاالت‬
‫ُ‬ ‫الأعيا ُد‬
‫ُ‬
‫االحتفال‬ ‫ال�ص�لاةُ‪ُ ،‬ث َّم يبد�أ‬
‫قام ّ‬
‫بعيدي الفطرِ والأ�ضحى وفيهما ُت ُ‬ ‫أندل���س َ‬ ‫َ‬
‫احتف��ل م�سلمو ال ِ‬
‫ِ‬
‫بالمولد‬ ‫واحتفلوا‬
‫ُ‬ ‫مالب�س جديدةً‪.‬‬
‫َ‬ ‫ا���س‬
‫�س ال ّن ُ‬ ‫ل�ساعات مت�أخر ٍة من ال ّل ِ‬
‫يل‪َ .‬في َلب ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ي�ستمر‬
‫ُّ‬ ‫ال��ذي‬
‫وي��وم النيروزِ ‪ .‬وكانت العطل ُة‬ ‫ِ‬ ‫والميالدي ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الهجري ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫ال�سنة‬ ‫أ���س‬
‫عا�شوراء‪ ،‬ور� ِ‬
‫َ‬ ‫ويوم‬
‫النب��وي ِ‬
‫ّ‬
‫أحد‪.‬‬‫ال�سبت وال ِ‬
‫ِ‬ ‫يومي‬
‫َ‬

‫ِّبا�س‬
‫الل ُ‬
‫وف‬‫ال�ص ِ‬
‫ع�صائب ّ‬
‫َ‬ ‫ويرتدون عل��ى ر� ِ‬
‫ؤو�سهم‬ ‫ُ‬ ‫وف �أو ال ُق ْط ِن‪،‬‬ ‫العام ِة ُج َّب ًة م��ن ّ‬
‫ال�ص ِ‬ ‫لبا���س ّ‬
‫كان ُ‬ ‫َ‬
‫رداء‬ ‫مائم و� ّأما �أَ َ‬
‫لب�س ُة الن�سا ِء فهي ٌ‬ ‫الجالبيب ِ‬
‫والع َ‬ ‫َ‬ ‫يلب�سون‬ ‫العلماء َ‬
‫ُ‬ ‫وكان‬
‫َ‬ ‫الأحم��رِ �أو الأخ�ضرِ ‪،‬‬
‫بالح ِل ِّي والجواهرِ ‪.‬‬
‫ف�ضفا�ض‪ُ ،‬م َز َّي ٌن ُ‬
‫ٍ‬ ‫من ِك ّت ٍ‬
‫ان‬

‫و�سائلُ الت�سلي ِة واللهوِ والتّرفي ِه‬


‫الخيل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫�سباقات‬ ‫أوقات ِ‬
‫فراغهم‪َّ ،‬‬
‫فنظ ُموا‬ ‫يق�ضون فيها � ِ‬
‫عد َة ُ‬ ‫ٍ‬
‫هوايات ّ‬ ‫أندل�س‬
‫�سكان ال ِ‬
‫ُ‬ ‫مار���س‬
‫َ‬
‫عندهم‪.‬‬‫رائجا َ‬ ‫نج وال َّن ِ‬
‫رد ً‬ ‫طر ِ‬
‫بال�ش َ‬
‫عب ِّ‬‫وكان ال ّل ُ‬ ‫�صي‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ومباريات الم�صارعة بالع ِّ‬

‫االجتماعي ِة في ال ِ‬
‫أندل�س‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الحياة‬ ‫مظاهر‬
‫ُ‬ ‫ال�ش ُكل (‪: )7-5‬‬
‫ّ‬

‫‪67‬‬
‫االجتماعي ِة في ال ِ‬
‫أندل�س‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الحياة‬ ‫من‬
‫جانبا َ‬ ‫ّ ُ‬
‫ّ‬ ‫تبي ُن ً‬
‫ال�شكل (‪� : )8-5‬صور ٌة ّ‬

‫‪68‬‬
‫ف ما ي�أتي ‪:‬‬ ‫عر ْ‬
‫‪ّ -1‬‬
‫ال�ش َوا ِن َي‪.‬‬ ‫المو َّل َ‬
‫دين‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬

‫أندل�سي‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫المجتمع ال‬
‫ُ‬ ‫االجتماعي ِة ا ّلتي َّ‬
‫تكو َن منها‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الفئات‬ ‫عد ِد‬
‫‪ّ -2‬‬

‫أندل�س‪.‬‬ ‫الز ِ‬
‫راعة في ال ِ‬ ‫تطورِ ّ‬
‫و�ض ْح � َأثر الم�سلمين في ّ‬
‫‪ّ -3‬‬

‫أندل�سي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫االقت�صاد ال‬ ‫تطورِ‬
‫أندل�س على ُّ‬
‫ام في ال ِ‬
‫الخ ِّ‬
‫‪ -4‬ما � ُأثر توافرِ الموا ِّد َ‬
‫ِّ‬

‫ين‪.‬‬
‫أندل�سي َ‬
‫ّ‬ ‫ال�ش ِام على ِ‬
‫حياة ال‬ ‫حياة ِ‬
‫بالد ّ‬ ‫أثير ِ‬
‫‪ّ -5‬بي ْن ت� َ‬

‫هر ٍة؟‬
‫إ�سالمية مز َد َ‬
‫ّ‬ ‫قيام ح�ضار ٍة عربي ٍة و�‬
‫أندل�س �إلى ِ‬
‫أجنا�س في ال ِ‬
‫تعد ُد ال ِ‬
‫كيف �أ ّدى ُّ‬
‫‪َ -6‬‬

‫‪69‬‬
‫احليا ُة العلم ّي ُة والأدب ّي ُة وال ُعمران ّي ُة‬ ‫رس الخامس‬
‫الد ُ‬
‫ّ‬
‫يف ال ِ‬
‫أندل�س‬

‫ح�ضارات �سابق ٌة‬


‫ٌ‬ ‫ح�ضاري ُمهِ ٌّم‪َ ،‬‬
‫امتز َج ْت فيه‬ ‫ٌّ‬ ‫حدث‬
‫ٌ‬ ‫أندل�س هو‬
‫�سالمي لل ِ‬
‫ُّ‬ ‫الفتح إال‬
‫ُ‬
‫عن‬‫ونتج ْ‬
‫إ�سالمي ُة‪َ ،‬‬ ‫العربي ُة وال‬ ‫هي الح�ضار ُة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وماني ِة وال ُق ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مع ح�ضارة جديدة َ‬ ‫وط ّي ُة َ‬ ‫كالر ّ‬‫ّ‬
‫�سالمي ُة‬
‫ّ‬ ‫وال‬
‫العربي ُة إ‬
‫ّ‬ ‫أندل�سي ٌة مزدهر ٌة َع َبر ْت من خال ِلها الح�ضار ُة‬
‫ّ‬ ‫المزيج ح�ضار ٌة �‬ ‫ِ‬ ‫هذا‬
‫�إلى �أوروبا‪.‬‬

‫ح�ضاري ُمهِ ٌّم‪.‬‬


‫ٌّ‬ ‫حدث‬
‫ٌ‬ ‫أندل�س هو‬
‫إ�سالمي لل ِ‬
‫ُّ‬ ‫الفتح ال‬
‫ُ‬
‫� اً‬
‫أول‪ :‬احليا ُة العلم ّي ُة والثقاف ّي ُة يف ال ِ‬
‫أندل�س‬
‫أنفق‬
‫والمكتبات‪ ،‬و� َ‬
‫ُ‬ ‫العلم‪،‬‬
‫ودور ِ‬‫ُ‬ ‫المدار�س‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فانت�شر ِت‬
‫َ‬ ‫أندل�س‪،‬‬
‫العلوم في ال ِ‬
‫ُ‬ ‫تقدم ِت‬
‫َ‬
‫والحكم ال ّثاني‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخليفة ال ّنا�صرِ‬ ‫فكان ُ‬
‫بالط‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫الكتب‪،‬‬ ‫أليف‬ ‫ِ‬
‫حركة ت� ِ‬ ‫الخلفاء ب�سخا ٍء على‬
‫ُ‬
‫ملتقى للعلما ِء والأدبا ِء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والحاجب المن�صورِ‬ ‫(الم�ستن�صرِ با ِ‬
‫هلل)‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫الم�شرق‬ ‫ِ‬
‫الثقافة من‬ ‫ونقل‬
‫ِ‬ ‫العلم‬
‫والعلماء على ِ‬
‫َ‬ ‫أدباء‬
‫ون ال َ‬ ‫أمراء الأَ ّ‬
‫موي َ‬ ‫�شج َع ال ُ‬‫وقد َّ‬‫ْ‬
‫عبد‬
‫أمير ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫�سالمي �إلى قرطب َة‪ ،‬ف�أن�ش�أُوا‬
‫أ�شهرها مكتب ُة قرطب َة‪ ،‬التي �أن�ش�أها ال ُ‬ ‫المكتبات و� ُ‬ ‫ِّ‬ ‫إال‬
‫ِ‬
‫المكتبات‬ ‫لتكون �إحدى‬
‫َ‬ ‫الكتب‪ ،‬ف�أن�ش�أَها‬
‫ِ‬ ‫جمع‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫اهتمامه‬ ‫فكان ُّ‬
‫جل‬ ‫َ‬ ‫النا�صر‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الرحمن‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫النادرة‪� ،‬إ ّال � َّأن المكتب َة َّ‬
‫تعر َ�ضت‬ ‫الكتب‬ ‫واحتو ْت على الكثيرِ من‬ ‫َ‬ ‫الكبرى في قرطب َة‪،‬‬
‫العربي‪.‬‬ ‫الحكم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫�سقوط‬ ‫بعد‬
‫هب َ‬ ‫ِ‬
‫الحرق و ال َّن ِ‬ ‫�إلى‬
‫ِّ‬
‫العلمي ِة في ال ِ‬
‫أندل�س‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫بالحركة‬ ‫اهتمام الخلفا ِء‬
‫ِ‬ ‫مظاهر‬
‫َ‬ ‫ا�ستخل�ص‬
‫ْ‬

‫المكتبات في حيا ِتنا‪.‬‬


‫ِ‬ ‫أهمي َة‬
‫� ّ‬
‫‪70‬‬
‫ولة الأَ ِ‬
‫موية عد ٌد‬ ‫الد ِ‬ ‫بر َز في الأندل�س في ِ‬
‫عهد ّ‬
‫بن يحيى‬ ‫ِ‬
‫الفقيه يحيى ِ‬ ‫من العلما ِء والفقها ِء ِ‬
‫مثل‬ ‫َ‬
‫ا�س وهو‬ ‫بن ِف ْر َن ٍ‬ ‫عبا�س ِ‬
‫ِ‬ ‫الجليل‬
‫ِ‬ ‫والعالم‬
‫ِ‬ ‫الليثي‪،‬‬
‫ِّ‬
‫َ‬
‫حاول‬ ‫الفلك والكيميا ِء‪َ ،‬‬
‫وهو � ّأو ُل َم ْن‬ ‫ِ‬ ‫بعلوم‬
‫ِ‬ ‫عالم‬
‫ٌ‬
‫و�صنع‬
‫َ‬ ‫بقوادم ال َّن�سرِ ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫نف�سه‬
‫ك�سا َ‬‫فقد َ‬ ‫الطيران‪ْ ،‬‬
‫َ‬
‫احي ّ‬
‫الطيرِ‬ ‫هيئة ج َن َ‬‫ي�ش على ِ‬ ‫الر ِ‬
‫ين من ّ‬ ‫اح ِ‬
‫لنف�سه ج َن َ‬ ‫ِ‬
‫الط ِ‬
‫يران‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بمحاولة ّ‬ ‫ِ‬
‫ج�سمه‪ُ ،‬ث ّم َ‬
‫قام‬ ‫َ‬
‫وربطهما في‬
‫وطار م�ساف ًة ب�سيط ًة‪ ،‬ولك َّنه‬
‫َ‬ ‫فح َّلق في الهوا ِء ّ‬
‫مد ًة‬
‫ومات‪ ،‬وكانت هذه‬ ‫َ‬ ‫أر�ض‬
‫بعدها على ال ِ‬‫�سقط َ‬‫َ‬
‫اريخ‪.‬‬ ‫الط ِ‬
‫يران في ال ّت ِ‬ ‫ِ‬
‫محاوالت ّ‬ ‫المحاول ُة هي �أولى‬
‫بن‬
‫عبا�س َ‬ ‫تبي ُن‬ ‫ّ ُ‬
‫َ‬ ‫ال�شكل (‪ :)9-5‬مج�سم ّ‬
‫يران‪.‬‬
‫الط َ‬ ‫ُ‬
‫يحاول ّ‬ ‫ِف ْر َن ٍ‬
‫ا�س وهو‬

‫جوم‬
‫وعلم ال ُّن ِ‬
‫َ‬ ‫وخا�ص ًة الهند�س َة‬
‫َّ‬ ‫العلوم‬
‫ِ‬ ‫برعوا في‬‫ين ا ّلذين ُ‬
‫أندل�سي َ‬
‫ّ‬ ‫وم َن العلما ِء ال‬‫ِ‬
‫أندل�س في‬
‫ين في ال ِ‬ ‫الر ِ‬
‫يا�ض ِّي َ‬ ‫إمام ّ‬
‫أحمد � ُ‬
‫بن � َ‬ ‫القا�سم م�سلم ُة ُ‬
‫ِ‬ ‫العالم �أبو‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫والح�ساب‬ ‫ِ‬
‫والفلك‬
‫زمنه‪.‬‬
‫يا�ضي ِة وال َف َل ِك؟‬
‫الر ّ‬ ‫بالعلوم ّ‬
‫ِ‬ ‫والم�سلمون‬
‫َ‬ ‫العرب‬
‫ُ‬ ‫اهتم‬
‫أيك لماذا َّ‬ ‫بر� َ‬
‫اهتمام ُه ُم‪ ،‬وتجاو َز ْت �شهر ُة‬
‫َ‬ ‫العلوم ا ّلتي �أَ ْوالها الأندل�سيون‬
‫ِ‬ ‫أكثر‬
‫فكان � َ‬
‫َ‬ ‫و� ّأما ِّ‬
‫الط ُّب‬
‫الملوك َي ِف ُدون �إلى قرطب َة لل ّتداوِ ي على‬
‫ُ‬ ‫فكان‬
‫َ‬ ‫ين الحدو َد في زم ِنهم‪،‬‬ ‫أندل�سي َ‬
‫ّ‬ ‫الأطبا ِء ال‬
‫�أيدي �أطبا ِء ال ِ‬
‫أندل�س‪.‬‬
‫جارب على‬ ‫َ‬ ‫أجروا ال ّت‬ ‫التجريبي‪ ،‬ف� َ‬
‫ِّ‬ ‫المنهج‬
‫ِ‬ ‫ا�ستخدام‬
‫ِ‬ ‫أندل�س �إلى‬
‫أطباء في ال ِ‬ ‫عمد ال ُ‬
‫ُ‬
‫ات)‪،‬‬ ‫الم�ست�شفيات (الب ِْي َمارِ ْ�س َتا َن ِ‬
‫ِ‬ ‫التجارب‪ ،‬و�أن�ش�أُوا‬
‫َ‬ ‫و�شج َع ِت الدول ُة هذه‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الحيوانات‪،‬‬
‫(مكتبة ِّ‬
‫)الط ِ ّب‬ ‫ِ‬ ‫�سع ْت ِخزان ُة‬
‫المر�ض‪ .‬وا ّت َ‬
‫ِ‬ ‫ونوع‬
‫ِ‬ ‫الجن�س‬
‫ِ‬ ‫ح�سب‬
‫َ‬ ‫الم ْر َ�ضى‬
‫و�ص َّن ُفوا فيها َ‬

‫‪71‬‬
‫ر�ضى مجا ًنا‪.‬‬
‫الم َ‬
‫العالج ُيو َّز ُع على َ‬
‫ُ‬ ‫وكان‬
‫َ‬ ‫هلل ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الخليفة الم�ستن�صرِ با ِ‬ ‫في ِ‬
‫عهد‬
‫وبرعوا في �إجرا ِء‬
‫ُ‬ ‫الجروح‪،‬‬
‫َ‬ ‫فقد ُ‬
‫خاطوا‬ ‫علم ِّ‬
‫الط ِ ّب‪ْ ،‬‬ ‫خا�ص في ِ‬
‫ٌّ‬ ‫تمي ٌز‬ ‫ِ‬
‫للعرب ُّ‬ ‫وكان‬
‫َ‬
‫الز ْه َراوِ ُّي‬
‫القا�سم َّ‬
‫ِ‬ ‫والطبيب �أبو‬
‫ُ‬ ‫ين في َ‬
‫ذلك على التخديرِ ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫معتمد َ‬ ‫ِ‬
‫الجراحية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫العمليات‬
‫أندل�س‪.‬‬
‫راحي ال ِ‬ ‫من �أ�شهر َج ِ‬
‫أندل�س؟‬ ‫ِ‬
‫العرب في ال ِ‬ ‫الط ِ ّب َ‬
‫عند‬ ‫ِ‬
‫إنجازات ِّ‬ ‫ما �أبر ُز �‬
‫بالمنهج ال َّت ْجرِ يب ِِّي؟‬
‫ِ‬ ‫ما المق�صو ُد‬
‫َ‬
‫و�صل‬ ‫الحد بلْ‬
‫ِّ‬ ‫عند هذا‬‫يكتف العرب َ‬ ‫ِ‬ ‫ولم‬
‫أعمال القدما ِء في‬ ‫الع على � ِ‬ ‫أمر �إلى ِّ‬
‫االط ِ‬ ‫ِبهِ م ال ُ‬
‫أدوي َة‪ ،‬و�ص َّن ُفوا في‬
‫العقاقير وال َ‬
‫َ‬ ‫فح�ض ُروا‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ال�صيدلة‪،‬‬
‫من‬
‫العديد َ‬
‫َ‬ ‫العرب‬
‫ُ‬ ‫ف‬‫الكتب‪ .‬واك َت َ�ش َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ال�صيدلة‬ ‫علم‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫العربية في‬ ‫مازالت َت َح ِتف ُظ ب�أ�سمائها‬
‫َ‬ ‫العقاقيرِ الّتي‬
‫والح ْن َظ ِل‪،‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫كالح َّنا ِء‪،‬‬ ‫وروبي ِة حتى ال َآن‬ ‫غات الأُ‬
‫ال ّل ِ‬
‫ّ‬
‫الز ْه َراوِ ٌي‪.‬‬ ‫ال�ش ُ‬
‫كل (‪ )10-5‬الطبيب َّ‬ ‫ّ‬ ‫ون وغيرِ ها‪.‬‬ ‫والكر ُك ِم و َ‬
‫الك َّم ِ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬
‫الطبية ب�أ�سمائها ح ّتى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احتفاظ العقاقيرِ‬ ‫ما َدالل ُة‬
‫أوروبي ِة؟‬
‫ّ‬ ‫غات ال‬‫ال َآن في ال ُّل ِ‬

‫ثان ًيا‪ :‬احليا ُة الأدب ّي ُة وال ُعمران ّي ُة يف ال ِ‬


‫أندل�س‬
‫أدب‬
‫‪-1‬ال ُ‬
‫أندل�سي‪ِ ،‬لت ُ�أثرِ �شعرا ِء ال ِ‬
‫أندل�س‬ ‫ِّ‬ ‫وا�ضح في ال ِ‬
‫أدب ال‬ ‫ٍ‬ ‫ب�شكل‬
‫ٍ‬ ‫�سالمي‬
‫ُّ‬ ‫الم�شرق إال‬
‫ُ‬ ‫�أ َّث َر‬
‫أندل�سي‬
‫ِّ‬ ‫حزم ال‬
‫وابن ٍ‬ ‫ون ُ‬ ‫ابن َز ْي ُد َ‬ ‫ومن �أبرزِ ال�شعرا ِء في ال ِ‬
‫أندل�س ُ‬ ‫الم�شرق‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ب�شعرا ِء‬
‫بن ُم َعافَى‬
‫ابتكره َم ْق َد ُم ُ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫المو�شحات الّذي‬ ‫فن‬‫وظهر ُّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الخطيب‪،‬‬ ‫بن‬
‫الد ِين ُ‬
‫ول�سان ِّ‬
‫ُ‬
‫أندل�سي‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫عبد ر ِ ّب ِه ال‬
‫ابن ِ‬ ‫موي ِة في ال ِ‬
‫أندل�س‪ُ ،‬‬ ‫الدولة الأَ ّ‬
‫ِ‬ ‫احي ع�صرِ‬‫الق َْبرِ ُّي‪ ،‬ومن �أ�شهرِ َو َّ�ش ِ‬

‫‪72‬‬
‫ت�شجيع الخلفا ِء‬
‫ُ‬ ‫أندل�س منها ‪:‬‬ ‫�ساعد ْت على ازدهارِ ال ِ‬
‫أدب في ال ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عوامل‬ ‫عد ُة‬ ‫َ‬
‫وهناك ّ‬
‫ِ‬
‫الجميلة‪.‬‬ ‫أندل�سي ِة‬
‫ّ‬ ‫أندل�س‪ ،‬و� ُأثر ِ‬
‫البيئة ال‬ ‫لت �إليه ال ُ‬ ‫الح�ضاري ا ّلذي َ‬
‫و�ص ْ‬ ‫ُّ‬ ‫والر ِق ُّي‬
‫والأمرا ِء‪ُّ ،‬‬
‫أندل�سي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫�سالمي في ال ِ‬
‫أدب ال‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫الم�شرق إال‬ ‫و�ض ْح � َأثر‬
‫ّ‬
‫العربي؟‬
‫ِّ‬ ‫ال�شعرِ‬
‫المو�شحات �إلى ّ‬
‫ُ‬ ‫ال�شيء الّذي �أ�ضا َف ْت ُه‬
‫ُ‬ ‫ما‬
‫أندل�س على ازدهارِ ّ‬
‫ال�شعرِ ؟‬ ‫دت البيئ ُة في ال ُ‬ ‫�ساع ِ‬
‫كيف َ‬‫َ‬

‫أمام زمالئك‬
‫اعر�ضها � َ‬
‫ْ‬ ‫ثم‬
‫أندل�سي ًة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫مو�شحات �‬ ‫واجمع‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫مدر�ستك‪،‬‬ ‫ِ‬
‫مكتبة‬ ‫ارجع �إلى‬
‫ْ‬
‫ال�ص ِف‪.‬‬
‫في ّ‬
‫الم�سيحيون واليهو ُد‪،‬‬
‫ّ‬ ‫عظيما‪ ،‬ح ّتى ُ�ش ِغ َف بها‬
‫ً‬ ‫أندل�س �ش�أ ًنا‬
‫العربي ُة في ال ِ‬
‫ّ‬ ‫وبل َغ ِت ال ّلغ ُة‬
‫ذلك على َب ِث‬
‫ف�ساعد َ‬
‫َ‬ ‫العربي ِة‬
‫ّ‬ ‫الكتب �إلى ال ّل ِ‬
‫غة‬ ‫ِ‬ ‫مختلف‬
‫ُ‬ ‫ف�أقب ُلوا على تع ُّل ِمها‪ ،‬وقد ت ُْر ِج َم ْت‬
‫ِ‬
‫الكتب‬ ‫من‬
‫نقل الكثيرِ َ‬ ‫و�ساعد ِت الترجم ُة على ِ‬
‫ّ‬ ‫بين فئات المجتمع‪،‬‬ ‫والوئام َ‬
‫ِ‬ ‫التفاه ِم‬
‫ُ‬ ‫روح‬
‫ِ‬
‫إ�سالمية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العربي ِة ال‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الح�ضارة‬ ‫ِ‬
‫بعلومها �إلى‬ ‫العلوم �إلى �أوروبا ا ّلتي ُ‬
‫تدين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مختلف‬ ‫العربي ِة ْ‬
‫من‬ ‫ّ‬

‫الت�سام ِح‬
‫ُ‬ ‫العربي ُة على ن�شرِ‬
‫ّ‬ ‫�ساعد ِت اللغ ُة‬
‫َ‬
‫اب‬
‫ز ِْريَ ُ‬
‫أندل�سي‪.‬‬ ‫المجتمع ال‬
‫ِ‬ ‫بين ِ‬
‫فئات‬ ‫الديني َ‬
‫نافع‬
‫ب��ن ٍ‬
‫الح�سن ُ‬
‫ُ‬ ‫ه��و‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬
‫المع��روف ِبزِ ْر َي َ‬
‫��اب‬ ‫ُ‬ ‫�سالمي ِة‬
‫ّ‬ ‫وال‬‫العربية إ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الح�ضارة‬ ‫ِ‬
‫لكون‬ ‫ونتيج ًة‬
‫ِ‬
‫ولون‬ ‫ِ‬
‫�صوت��ه‬ ‫ِ‬
‫لعذوبة‬ ‫آالت‬ ‫من � ِ‬ ‫فقد َ‬ ‫منهال لأوروبا ِ‬
‫العديد ْ‬‫ُ‬ ‫انتقل �إليها‬
‫ال�ش ُكل (‪:)11-5‬‬ ‫اكن‪،‬‬
‫الد ِ‬
‫القاتم ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب�شرته‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ف‬ ‫والد ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫ار ِة‬‫والق ْي َث َ‬ ‫كالع ِ‬
‫ود‬ ‫ُ‬ ‫العربي ِة‬
‫ّ‬ ‫المو�سيقا‬
‫زِ ْر َي ُ‬
‫اب‪.‬‬
‫ا�سم طائرٍ‬
‫والزرياب ُ‬ ‫�شخ�صي ُة‬ ‫وظهر ْت‬ ‫بل وغيرِ ها‪.‬‬ ‫وج َّ‬
‫والط ِ‬ ‫وال�ص ُن ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫��ر ُ‬
‫ف‬ ‫ِ‬
‫ال�ص��وت ُي ْع َ‬ ‫ِ‬
‫ع��ذب‬ ‫��ون‬ ‫� ِ‬
‫أ�س��ود ال ّل ِ‬
‫برع في الغنا ِء‬ ‫اب الّذي َ‬ ‫الم َغ ِني ال�شهيرِ زِ ْر َي َ‬
‫ُ‬
‫بال�ش ْح ُرورِ‬
‫َّ‬
‫خام�سا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وترا‬ ‫ِ‬
‫للعود ً‬ ‫والمو�سيقا‪ ،‬و� َ‬
‫أ�ضاف‬

‫‪73‬‬
‫‪-2‬ال ِعمار ُة في ال ِ‬
‫أندل�س‬
‫الم�ساجد والق�صــورِ‬ ‫ِ‬ ‫واهتموا ببنا ِء‬
‫ُّ‬ ‫أ�سوار‬
‫بالعمارة‪َ ،‬فبنوا ال َ‬‫اهتم الأندل�سيون ِ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫خارف‬ ‫بالز‬
‫زي ُنوها ّ‬ ‫ِ‬
‫المــــائية التي َّ‬ ‫ــاب والقنــــاطرِ‬ ‫�صون ِ‬
‫والق َب ِ‬ ‫والح ِ‬‫ـــات ُ‬ ‫والح ّم َام ِ‬
‫َ‬
‫من‬‫�سالمي ِة َ‬
‫ّ‬ ‫عمارة إال‬‫ِ‬ ‫فن ا ِل‬‫من ِّ‬‫معهم ْ‬ ‫حم ُلوه َ‬
‫مما َ‬‫أندل�سيون ّ‬
‫َ‬ ‫قو�ش‪ ،‬وا�ستفا َد ال‬
‫وال ُّن ِ‬
‫نتجوا‬‫وماني ِة و ُق ْو ِط ّي ٍة‪ ،‬ف�أَ ُ‬
‫مارة ُر ّ‬ ‫من ِع ِ‬‫أندل�س ْ‬
‫وجدوه في ال ِ‬ ‫مع ما ُ‬
‫وه َ‬
‫وم َز ُج ُ‬ ‫ِ‬
‫الم�شرق‪َ ،‬‬
‫الخا�ص ُة الّتي‬
‫ّ‬ ‫أندل�سي ِة‪ ،‬وجعلوه ف ًّنا ُم�ستق ً‬
‫ال له �سما ُته‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫عمارة ال‬ ‫فن ا ِل‬
‫متمي ًزا ِم ْن ِّ‬ ‫ً‬
‫خليطا ِّ‬
‫ِ‬
‫عمارة‬ ‫فن ا ِل‬ ‫ِ‬
‫عظمة ِّ‬ ‫ت�شهد على‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الخالدة التي‬ ‫من الآثارِ‬
‫العديد َ‬
‫ُ‬ ‫مي ُز ُه‪ .‬وما زا َل ْت َ‬
‫هناك‬ ‫ُت ِّ‬
‫أندل�سي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ال‬

‫أندل�س‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مـــارة في ال ِ‬ ‫مــميزات ِ‬
‫الع‬ ‫ِ‬ ‫ا�ستخلـــ�ص‬
‫ْ‬ ‫ ‬

‫الكبير في قرطب َة‬


‫ُ‬ ‫الجامع‬
‫ُ‬ ‫والم�سجد‬
‫ُ‬
‫الد ُ‬
‫اخل �سن َة‬ ‫الرحمن ّ‬
‫ِ‬ ‫ا ّلذي �أَن�ش�أَ ُه ُ‬
‫عبد‬
‫الع ِ‬
‫مارة‬ ‫(‪170‬هـ ‪786/‬م) هو ُد ّر ُة ِ‬
‫ولة الأَ ّ‬
‫موي ِة في‬ ‫الد ِ‬ ‫ِ‬
‫عهد ّ‬ ‫يني ِة في‬
‫الد ّ‬
‫ّ‬
‫�شاهدا على‬
‫ً‬ ‫خالدا‬
‫ً‬ ‫أندل�س‪ ،‬وما َ‬
‫زال‬ ‫ال ِ‬
‫ِ‬
‫الفترة‪،‬‬ ‫أندل�سي في َ‬
‫تلك‬ ‫الفن ال‬ ‫ِ‬
‫عظمة ِّ‬
‫ِّ‬
‫الجامع في قرطب َة‪.‬‬ ‫الم�سجد‬ ‫ال�ش ُكل (‪: )12-5‬‬
‫ّ‬ ‫إ�سالمي ٍة‬ ‫أكبر جامع ٍة �‬
‫الم�سجد � َ‬ ‫وكان‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ّ‬
‫وح�ضاريا ُمهِ ًّما‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫مرك ًزا ِد ْي ِن ًّيا‬
‫أ�صبح ْت قرطب ُة ِ‬
‫العلوم‪ ،‬و� َ‬ ‫ُ‬ ‫ُت َد َّر ُ�س فيها‬
‫محاكيا‬
‫ً‬ ‫اخل في ُق ْر ُط َب َة ً‬
‫ق�صرا‬ ‫الد ِ‬ ‫الرحمن ّ‬
‫ِ‬ ‫ون ببنا ِء الق�صورِ ‪ ،‬فب َنى ُ‬
‫عبد‬ ‫موي َ‬‫اعتنى الأَ ّ‬
‫المدن‪،‬‬
‫َ‬ ‫الر�صاف َِة‪ُّ ،‬‬
‫و�شيدوا‬ ‫ق�صر ُّ‬
‫َ‬ ‫�سماه‬
‫دم�شق‪ّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫الملك في‬ ‫بن ِ‬
‫عبد‬ ‫ه�شام ِ‬
‫ِ‬ ‫جد ِه‬
‫لق�صرِ ِّ‬
‫لدين‬
‫ا�صر ِ‬
‫الرحمن ال ّن ُ‬
‫ِ‬ ‫الزهرا ِء ا ّلتي � ّأ�س َ�سها ُ‬
‫عبد‬ ‫ِ‬
‫مدينة ّ‬ ‫مثل‬ ‫وال ِ‬
‫دارة َ‬ ‫للحكم إ‬ ‫ِ‬ ‫مراكز‬
‫َ‬ ‫لتكون‬
‫َ‬
‫عام (‪325‬هـ‪936/‬م)‪.‬‬ ‫ا ِ‬
‫هلل َ‬
‫‪74‬‬
‫أروع الق�صورِ‬ ‫وق�صر الحمرا ِء هو ْ‬
‫من � ِ‬ ‫ُ‬
‫أبدع‬ ‫�سالمي ِة‪ْ ،‬‬
‫ومن � ِ‬ ‫ّ‬ ‫الع ِ‬
‫مارة إال‬ ‫تاريخ ِ‬
‫ِ‬ ‫في‬
‫�سالمي ِة ح ّتى ِ‬
‫يومنا‬ ‫ّ‬ ‫أندل�سي ِة إال‬
‫ّ‬ ‫الآثارِ ال‬
‫ال�ص ِنع وال ّف ِّن‪،‬‬
‫بدائع ُّ‬
‫ِ‬ ‫هذا؛ ِل َما َحواه من‬
‫الق�صر في غرناط َة في ِ‬
‫عهد‬ ‫ُ‬ ‫وبني هذا‬
‫ُ‬
‫الق�صر على ٍ‬
‫مبان‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َبني الأحمرِ ‪ ،‬واحتوى‬
‫ِ‬
‫الجمال‬ ‫هي غاي ٌة في‬ ‫ٍ‬
‫أبراج‪ ،‬وقاعات َ‬
‫و� ٍ‬
‫ق�صر الحمرا ِء‪.‬‬ ‫ّ ُ‬
‫ال�شكل (‪ُ :)13-5‬‬
‫أ�سود ا ّلتي تمتا ُز بجما ِلها و� ِ‬
‫إبداعها‪.‬‬ ‫بداع ومن �أ�شهرِ ها �ساح ُة ال ِ‬
‫وال ِ‬‫إ‬

‫أندل�س؟‬
‫ون في ال ِ‬‫أهم الق�صورِ ا ّلتي بناها الأَ ّ‬
‫موي َ‬ ‫ما � ُّ‬

‫�سالمي‪.‬‬ ‫الم ِ‬
‫�شرق إال‬ ‫الع ِ‬
‫مارة في َ‬ ‫بفن ِ‬
‫أندل�سي ِة ِّ‬
‫ّ‬ ‫الع ِ‬
‫مارة ال‬ ‫ت أ� ُّث َر ِ‬
‫ِّ‬

‫ر�س‪:‬‬
‫الد ِ‬ ‫ِ‬
‫الواردة في ّ‬ ‫ِ‬
‫بالمعلومات‬ ‫آتي‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الجدول ال َ‬ ‫�سبق املأ‬
‫درا�ستك لما َ‬ ‫خالل‬ ‫من‬
‫املجالُ الّذي َ‬
‫برع فيه‬ ‫العامل ُ‬
‫يران‬
‫الط ُ‬‫ّ‬
‫هراوي‬
‫ُّ‬ ‫الز‬
‫القا�سم َّ‬
‫ِ‬ ‫�أبو‬
‫المو�سيقا‬
‫ربه‬ ‫ابن ِ‬
‫عبد ِّ‬ ‫ُ‬

‫‪75‬‬
‫عر ْ‬
‫ف ما ي�أتي ‪:‬‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫جريبي‬‫المنهج ال ّت‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫المو�شحات‪ ،‬مكتب َة ُق ْر ُطب َة‪،‬‬
‫َّ‬

‫أندل�س‪.‬‬
‫ين في ال ِ‬ ‫مراني ِة للأَ ّ‬
‫موي َ‬ ‫الع ّ‬ ‫ِ‬
‫المنجزات ُ‬ ‫أهم‬
‫‪-2‬بي ْن � َّ‬
‫ّ‬

‫العلوم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫العربي ِة �إلى الأندل�س على ازدهارِ‬
‫ّ‬ ‫دخول ال ّل ِ‬
‫غة‬ ‫ِ‬ ‫‪-3‬و�ض ْح � َأثر‬
‫ّ‬

‫‪ -4‬ما إالنجا ُز ا ّلذي �أ�ضافه زِ ْر َي ُ‬


‫اب للمو�سيقا ؟‬

‫أندل�سي‪.‬‬
‫أدب ال‬ ‫ِ‬
‫ن�شاط ال ِ‬ ‫�ساعد ْت على‬
‫َ‬ ‫العوامل التي‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫عد ْد ثالث ًة ْ‬
‫‪ّ -5‬‬
‫ّ‬

‫العلوم في �أوروبا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫�سالمي ِة في الأندل�س على ُّ‬
‫تطورِ‬ ‫ّ‬ ‫العربي ِة إ‬
‫وال‬ ‫ّ‬ ‫العلوم‬
‫ِ‬ ‫‪ّ -6‬بي ْن � َأثر‬

‫‪76‬‬
‫ف ما ي�أتي‪:‬‬ ‫عر ْ‬
‫‪ّ -1‬‬
‫الط ِ‬
‫وائف‪.‬‬ ‫َ‬
‫ملوك َّ‬ ‫الع َق ِ‬
‫اب‪،‬‬ ‫الب َرا ِن ِ�س‪َ ،‬ط َلب ِْي َرةَ‪َ ،‬‬
‫الب ْر َب َر‪ ،‬زِ ْر َي َ‬
‫اب‪ ،‬معرك َة ُ‬ ‫َ‬
‫جبال َ‬
‫مما ي�أتي‪:‬‬ ‫لكل ّ‬ ‫�سببا ٍ ّ‬ ‫‪ّ -2‬بي ْن ً‬
‫اال�سم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أندل�س بهذا‬
‫ت�سمية ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ� ‪-‬‬
‫بالط ال�شهدا ِء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫معركة ِ‬ ‫الم�سلمين في‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫خ�سارة‬ ‫ب‪-‬‬
‫كبيرا‪.‬‬
‫اهتماما ً‬
‫ً‬ ‫أندل�س مدين َة قرطب َة‬ ‫ين في ال ِ‬ ‫الخلفاء الأَ ّ‬
‫موي َ‬ ‫ُ‬ ‫جـ‪� -‬أولى‬
‫اب بهذا اال�سم‪.‬‬ ‫د ‪ُ -‬ل ِّق َب زِ ْر َي ُ‬
‫العرو�س‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الرحمن ال ِ‬
‫أو�سط ب� ّأي ِام‬ ‫ِ‬ ‫َت � ّأي ُام الأميرِ ِ‬
‫عبد‬ ‫هـ ‪ُ -‬عرِ ف ْ‬
‫أمن واال�ستقرارِ ‪.‬‬‫الث بال ِ‬ ‫حكم ِ‬
‫عبد الرحمن ال ّث ِ‬ ‫ِ‬ ‫تمي َز ْت فتر ُة‬ ‫و‪ّ -‬‬
‫أندل�س‪.‬‬
‫الم�سلمين لل ِ‬
‫َ‬ ‫فتح‬
‫أ�سباب ِ‬
‫اذكر � َ‬
‫‪ْ -3‬‬
‫العلوم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫العربي ِة �إلى ال ِ‬
‫أندل�س في ازدهارِ‬ ‫ّ‬ ‫دخول ال ّل ِ‬
‫غة‬ ‫ِ‬ ‫‪ّ -4‬بي ْن � َأثر‬
‫الط ِ‬
‫وائف‪.‬‬ ‫دول ّ‬
‫أ�شهر ِ‬
‫عد ْد � َ‬
‫‪ّ -5‬‬
‫الف َر ْن ِج ّي ِة‪.‬‬
‫أطماع ِ‬
‫أندل�س من ال ِ‬ ‫ِ‬
‫حماية ال ِ‬ ‫رابطين في‬
‫َ‬ ‫الم‬ ‫دور ِ‬
‫دولة ُ‬ ‫و�ض ْح َ‬
‫‪ّ -6‬‬
‫الز اَّل َق ِة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫معركة َّ‬ ‫أهمي َة‬
‫‪ّ -7‬بي ْن � ّ‬
‫َ‬
‫الفراغ في ما ي�أتي‪:‬‬ ‫أكمل‬
‫‪ِ � -8‬‬
‫أطل�سي‪.‬‬
‫ِّ‬
‫الم ِ‬
‫حيط ال‬ ‫وا�سم ( ) على ُ‬ ‫ُ‬ ‫المتو�س ِط‬
‫ّ‬ ‫ا�سم ( ) على البحرِ‬ ‫�أ ‪�ُ -‬أط ِل َق ً‬
‫قديما ُ‬
‫هو ( )‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫�صن ا ّلذي ا�ستولى عليه‬ ‫ب‪ِ -‬‬
‫بن زياد َ‬ ‫طارق ُ‬
‫ُ‬ ‫الح ُ‬
‫أندل�س و�أن�ش�أَ فيها الدول َة الأَ ّ‬
‫موي َة هو ( )‪.‬‬ ‫دخل ال َ‬ ‫أمير الأَموِ ُّي الّذي َ‬
‫جـ‪ -‬ال ُ‬
‫)‪.‬‬ ‫أندل�سي هو (‬
‫ُّ‬ ‫عري ا ّلذي امتا َز ِبه ال ُ‬
‫أدب ال‬ ‫ال�ش ُّ‬
‫الفن ّ‬
‫د ‪ُّ -‬‬

‫‪77‬‬
‫هو ( )‪.‬‬
‫اريخ َ‬
‫يران في ال ّت ِ‬
‫الط َ‬‫حاول ّ‬‫َ‬ ‫العربي ا ّلذي ُي َع ُّد � ّأو َل َم ْن‬
‫ُّ‬ ‫هـ‪ -‬العا ِل ُم‬
‫اال�سم ن�سب ًة �إلى ( )‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الز اَّل َق ِة بهذا‬
‫و ‪�ُ -‬س ِّم َي ْت معرك ُة َّ‬
‫دولة بني الأحمرِ ‪.‬‬‫ملوك ِ‬ ‫آخر ِ‬ ‫ز ‪ُ -‬ي َع ُّد ( ) � َ‬
‫أندل�س‪.‬‬
‫الم�سلمين في ال ِ‬
‫َ‬ ‫آخر َمعا ِق ِل‬‫ح‪ -‬مدين ُة ( ) هي � ُ‬

‫هم ًة‪ ،‬اك ْتبها‪:‬‬


‫تاريخي ًة ُم ّ‬
‫ّ‬ ‫مني �أحدا ًثا‬ ‫الخ ِ ّط ّ‬
‫الز ِّ‬ ‫نوات الوارد ُة في َ‬ ‫‪ُ -9‬تم ّث ُل ّ‬
‫ال�س ُ‬

‫‪ 898‬هـ‬ ‫‪621‬هـ‬ ‫‪422‬هـ‬ ‫‪114‬هـ‬ ‫‪92‬هـ‬

‫رو�س ِ‬
‫والع َبر‬ ‫تاريخ الأندل�س وح�ضار ِتها ّبي ِن ّ‬
‫الد َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لوحدة‬ ‫ِ‬
‫درا�ستك‬ ‫ِ‬
‫خالل‬ ‫‪ –10‬من‬
‫الم�ستفا َد َة م ْنها‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪78‬‬
‫ِي ال َّذاْ ِت ُّي‬
‫ال َّت ْقو مْ ُ‬
‫ِ‬
‫الجدول الآتي‪:‬‬ ‫قَيّ ْم ما تعل ّْمتَه َبو ْ�ض ِع �إ َِ�ش َار ِة (√) �أَ َم َام ال ِعبَ َار ِة الّتي تُ ِ‬
‫نا�س ُب تعل َُّم َك في‬

‫اَ ْل‬ ‫نَ َع ْم‬ ‫قويم ال ّذ ٍّ‬


‫اتي‬ ‫معايير التّ ِ‬
‫ُ‬ ‫الر ْق ُم‬
‫َّ‬
‫أندل�س‪.‬‬
‫لفتح ال ِ‬
‫الم�سلمين ِ‬
‫َ‬ ‫دفع ِت‬
‫أ�سباب ا ّلتي َ‬
‫أف�س ُر ال َ‬
‫� ّ‬ ‫‪1‬‬

‫الز اَّل َق ِة ُ‬
‫والع َق ِ‬
‫اب‪.‬‬ ‫بين معرك َتي َّ‬
‫أقارن َ‬
‫� ُ‬ ‫‪2‬‬

‫أندل�س‪.‬‬ ‫ولة الأَ َّ‬


‫موي ِة في ال ِ‬ ‫الد ِ‬
‫عوامل َ�ض ْع ِف َّ‬
‫َ‬ ‫�أَ�ستخ ِل ُ‬
‫�ص‬ ‫‪3‬‬

‫أندل�س‪.‬‬
‫الم�سلمين في ال ِ‬
‫َ‬ ‫أذكر �أبر َز العلما ِء‬
‫� ُ‬ ‫‪4‬‬

‫أندل�س‪.‬‬
‫المجتمع في ال ِ‬
‫ِ‬ ‫فئات‬ ‫�أُ ِ ّ‬
‫عد ُد ِ‬ ‫‪5‬‬

‫أندل�س‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الخريطة حدو َد ال ِ‬ ‫أعي ُن على‬
‫� ّ‬ ‫‪6‬‬

‫�سالمي ِة في ال ِ‬
‫أندل�س‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وال‬ ‫ِ‬
‫الح�ضارة العربية إ‬ ‫�أُ ّبي ُن �أبر َز مظاهرِ‬ ‫‪7‬‬

‫الع ْل ِم ّي ِة‪.‬‬
‫الحياة ِ‬
‫ِ‬ ‫ين في ازدهارِ‬ ‫دور الخلفا ِء الأَ ّ‬
‫موي َ‬ ‫�أُ ِّ‬
‫ثم ُن َ‬ ‫‪8‬‬

‫الح�ضاري ِة العربية في الأَ ِ‬


‫ندل�س‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫نجزات‬ ‫الم‬
‫أهمي َة ُ‬ ‫�أُ ِّ‬
‫قد ُر � ّ‬ ‫‪9‬‬

‫‪79‬‬
‫والمراجع‬
‫ُ‬ ‫الم�صادر‬
‫ُ‬

‫اريخ‪ ،‬القاهرةُ‪1348 ،‬هـ‪.‬‬ ‫ٍ‬


‫محمد‪ ،‬الكاملُ في التّ ِ‬ ‫بن‬
‫علي ُ‬
‫ابن الأثيرِ ‪ُّ ،‬‬
‫‪ُ -1‬‬
‫دار‬
‫بيروت‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫تحقيق حجر عا�صي‪،‬‬
‫ُ‬ ‫محم ٍد‪ ،‬مقدم ُة ابنِ ُخ ٍ‬
‫لدون‪،‬‬ ‫بن ّ‬‫الرحمن ُ‬
‫ِ‬ ‫عبد‬ ‫ابن ُخ ٍ‬
‫لدون‪ُ ،‬‬ ‫‪ُ -2‬‬
‫ِ‬
‫الهالل‪1984 ،‬م‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مكتبة‬
‫بيروت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫والم ْغ ِ‬
‫رب‪،‬‬ ‫الم َغ َّر ُب في �أخبا ِر ال ِ‬
‫أندل�س َ‬ ‫البيان ُ‬
‫ُ‬ ‫الم َّر ِاك ِ�ش ُّي‪،‬‬
‫هلل َ‬ ‫ابن عذاري‪� ،‬أبو ِ‬
‫عبد ا ِ‬ ‫‪ُ -3‬‬
‫‪1950‬م‪.‬‬
‫تاريخ ح�ضار ِة وادي الراف َدينِ ‪ ،‬بغدا ُد‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫‪� -4‬أحمد �سو�سة‪ُ ،‬‬
‫محمد �أبو ريدةَ‪ ،‬القاهرةُ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫العربي ِة‬
‫ّ‬ ‫الهجري‪ ،‬نق َل ُه �إلى‬
‫ِّ‬ ‫ابع‬
‫الر ِ‬ ‫آدم متز‪ ،‬الح�ضار ُة الإ�سالميّ ُة في ِ‬
‫القرن ّ‬ ‫‪ُ � -5‬‬
‫العربي‪ ،‬ط‪1967 ،4‬م‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫الكتاب‬ ‫دار‬
‫بيروت‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫الخانجي‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫مكتب ُة‬
‫الرومانيّ ِة و�سقوطُها‪ ،‬ط‪1969 ،1‬م‪.‬‬
‫‪� -6‬إدوارد جيبون‪ ،‬ا�ضمحاللُ الإمبراطوريّ ِة ُّ‬
‫العربي ِة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫النه�ضة‬ ‫الجاهلي ِة‪ُ ،‬‬
‫دار‬ ‫ّ‬ ‫الم�سلمين في ع�صرِ‬
‫َ‬ ‫تاريخ‬
‫ُ‬ ‫عبد العزيزِ �سالم‪،‬‬
‫ال�سي ُد ُ‬
‫‪ّ -7‬‬
‫‪1971‬م‪.‬‬
‫العرب في ع�ص ِر الجاهلي ِة‪ ،‬دار النه�ضة‪ ،‬بيروت ‪1971،‬م‪.‬‬
‫ِ‬ ‫عبد العزيزِ �سالم‪ُ ،‬‬
‫تاريخ‬ ‫ال�سي ُد ُ‬
‫‪ّ -8‬‬
‫ِ‬
‫العرب قبلَ الإ�سال ِم‪ ،‬م�ؤ�س�سة �شباب الجامعة‪،‬‬ ‫تاريخ‬
‫درا�سات في ِ‬
‫ٌ‬ ‫عبد العزيزِ �سالم‪،‬‬
‫ال�سي ُد ُ‬
‫‪ّ -9‬‬
‫الإ�سكندرية‪.‬‬
‫أردن‪.‬‬
‫أندل�س‪ ،‬ط‪ ،1988 ،1‬ال ّ‬ ‫ِ‬
‫المغرب وال ِ‬ ‫‪�-10‬صالح �أبو دياك‪ ،‬الوجي ُز في ِ‬
‫تاريخ‬
‫ِ‬
‫الحديث‪ ،‬بيروت‪1966 ،‬م‪.‬‬ ‫القامو�س‬
‫ِ‬ ‫دار‬ ‫ِ‬
‫والملوك‪ُ ،‬‬ ‫�سل‬
‫الر ِ‬ ‫بن جريرٍ ‪ُ ،‬‬
‫تاريخ ّ‬ ‫محمد ُ‬
‫ُ‬ ‫‪-11‬الطبري‪،‬‬
‫ُّ‬
‫مركز‬
‫ُ‬ ‫والمالي‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫إداري‬
‫يا�سي وال ِّ‬
‫ال�س ِّ‬ ‫العبا�سي الأَ ّولُ ‪ ،‬درا�س ٌة في التّ ِ‬
‫اريخ ّ‬ ‫ُّ‬ ‫الع�صر‬
‫ُ‬ ‫الدوري‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫‪-12‬عبد العزيزِ‬
‫ُ‬
‫العربي ِة‪ ،‬بيروت ‪2006 ،‬م‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الوحدة‬ ‫ِ‬
‫درا�سات‬
‫ِ‬
‫الحكمة‪ ،‬بغدا ُد‪1988 ،‬م‪.‬‬ ‫بيت‬
‫الدوري‪ ،‬النُّظ ُُم الإ�سالميّ ُة‪ُ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫عبد العزيزِ‬
‫‪ُ -13‬‬
‫ِ‬
‫الجديد‪1959 ،‬م‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العهد‬ ‫دار‬ ‫تاريخ الإ�سال ِم في ِ‬
‫الهند‪ُ ،‬‬ ‫المنعم ال ّنمر‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫‪-14‬عبد‬
‫ُ‬

‫‪80‬‬
‫بيروت‪1980 ،‬م‪.‬‬
‫ُ‬ ‫العلم للماليين‪،‬‬
‫دار ِ‬ ‫ِ‬
‫العرب ‪ ،‬ط‪ُ ،3‬‬ ‫‪-15‬عمر فروخ‪ُ ،‬‬
‫تاريخ العلو ِم عن ُد‬
‫أردن‪.‬‬
‫ان‪ ،‬ال ُّ‬
‫عم ُ‬
‫الهجري‪ّ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫القرن ال ّأو ِل‬ ‫ِ‬
‫العراق خاللَ‬ ‫‪-16‬فايز الربيع‪ ،‬و�ضعيّ ُة ال ِ‬
‫أر�ض في‬
‫م�صر‪1298 ،‬هـ‬
‫ال�سلطانيّ ُة‪ُ ،‬‬ ‫علي‪ ،‬ال ُ‬ ‫ِ‬
‫أحكام ّ‬ ‫الح�سن ُّ‬
‫ِ‬ ‫‪-17‬الماورد ُّي‪� ،‬أبو‬
‫العربي ِة‪1930 ،‬م‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الكتب‬ ‫دار �إحيا ِء‬
‫تاريخ الأمم الإ�سالميّ ِة‪ُ ،‬‬
‫محا�ضرات ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-18‬محمد الخ�ضري ‪،‬‬
‫أردن‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫ان‪ ،‬ال ُّ‬
‫عم ُ‬ ‫التاريخ والح�ضار ُة ِ‬
‫والم ْح َن ُة‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫أندل�س‪،‬‬
‫‪-19‬محمد عبده حتاملة‪ ،‬ال ُ‬
‫�سقوط الثغو ِر الأندل�سيّ ِة‪ ،‬ط‪1420( ،1‬هـ‪1993/‬م )‪ ،‬ال ّ‬
‫أردن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪-20‬محمد نايف عمايرة‪ ،‬مراحلُ‬
‫بيروت‪1955 ،‬م‪.‬‬
‫َ‬ ‫معجم البُ ِ‬
‫لدان‪ ،‬طبع ُة‬ ‫ُ‬ ‫الد ِين‪،‬‬
‫�شهاب ّ‬
‫ُ‬ ‫‪-21‬ياقوت الحموِ ُّي‪،‬‬
‫ُ‬
‫تاريخ ع�ص ِر الخالف ِة العبا�سيّ ِة‪ُ ،‬‬
‫دار الفكرِ ‪ ،‬ط‪1982 ،1‬م‪.‬‬ ‫�ش‪ُ ،‬‬ ‫‪-22‬يو�سف ِ‬
‫الع ُّ‬ ‫ُ‬

‫‪81‬‬
‫ت ِب َح ْم ِد ا ِ‬
‫هلل َت َعا َلى‬ ‫مَ َّ‬

You might also like