You are on page 1of 5

‫الخطبة األولى‬

‫الحمد هلل نحمد ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا‪ ،‬ومن سيئات أعمالنا‪،‬‬
‫من يهدي هللا فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد‬
‫أن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬صلى هللا عليه وعلى آله وأصحابه‪ ،‬وسلم تسليما كثيرا‪ ،‬أما بعد‬

‫ين‬‫يد* َف َأ َّما َّالذ َ‬ ‫ُّأيها الناس‪ ،‬إن هللا سبحانه وتعالى خلق الخلق‪ ،‬فمنهم مؤمن ومنهم كافر‪(َ :‬فم ْن ُه ْم َشق ٌّي َو َسع ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ َ َ ْ َّ َ َ ُ َ َ‬ ‫َّ َ ُ ْ َ َ ٌ َ َ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ض إال َما ش َاء َرُّبك إن َرَّبك ف َّع ٌ‬
‫ِ‬
‫األ ْر ُ‬‫يق* خ ِال ِدين ِفيها ما دامت السموات و‬ ‫ش ُقوا ف ِفي الن ِار لهم ِفيها ز ِفير وش ِه‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ ْ َّ َ َ ُ َ َ ْ ُ َّ َ‬
‫ض ِإال َما ش َاء َرُّب َك َعط ًاء غ ْي َر‬
‫َ‬ ‫ُ َ ْ‬
‫ين ُس ِعدوا ف ِفي ال َج َّن ِة خ ِال ِدين ِفيها ما دامت السموات واألر‬ ‫ِلَا ُير ُيد* َو َأ َّما َّالذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬
‫َم ْجذ ٍوذ)‪.‬‬

‫عباد هللا‪ ،‬إن الشقاوة والسعادة لهما أسباب من قبل العبد‪ ،‬فالشقاوة سببها الكفر باهلل عز وجل واِلعاص ي‬
‫والسيئات التي ال يتوب منها صاحبها‪ ،‬وأما السعادة فهي بسبب األعمال الصالحة وتقوى هللا سبحانه وتعالى‪:‬‬

‫لعمرك ما السعادة جمع مال **** ولكن التقي هو السعيد‬


‫الزاد ُذخ ًرا **** وعند هللا لألتقى ُ‬
‫مزيد‬ ‫وتقوى هللا خير ّ‬
‫ّ‬
‫عباد هللا‪ ،‬ثالث خصال من ُو ِف َق لهن نال السعادة في الدنيا واآلخرة‪ ،‬وهي من‪ :‬إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر‪،‬‬
‫وإذا أذنب استغفر‪ ،‬هذه الثالث هن أنواع السعادة‪:‬‬

‫فأما األولى‪ :‬إذا أعطي شكر‪:‬‬


‫إذا أنعم هللا عليه بنعمة شكر هللا عليها‪ ،‬واستعان بها على طاعة هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬وأثنى بها على‬
‫هللا ظاهرا وباطنا‪ ،‬واعترف أنها من هللا ال بحوله وال بقوته‪ ،‬فأركان الشكر هذه الثالثة‪:‬‬

‫‪ -1‬تحدث بها ظاهرا‪.‬‬

‫‪ -2‬واالعتراف بها باطنا‪.‬‬

‫‪ -3‬وصرفها في طاعة ُم ْس ِد ْيها ُوم ْوليها‪.‬‬


‫ْ‬
‫هكذا تكون النعمة منحة من هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬وأما من لم يشكر فإن هللا توعده بالعذاب الشديد‪(َ :‬و ِإذ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ َّ ُ َ َ َ ُ َ ُ َ َ ُ‬
‫تأذ َن َرُّبك ْم ل ِئ ْن شك ْرت ْم أل ِز َيد َّنك ْم َول ِئ ْن ك َف ْرت ْم ِإ َّن َعذ ِابي لش ِد ٌيد)‪ ،‬والشكر ليس باللسان فقط؛ ولكنه باللسان‬
‫الش ُك ُ‬
‫يل م ْن ع َبادي َّ‬ ‫َُْ َ َ ُ َ ُ ْ ً ََ‬
‫ور)‪.‬‬ ‫آل داوود شكرا وق ِل ٌ ِ ِ ِ‬ ‫وبالقلب وباألفعال في طاعة هللا‪( :‬اعملوا‬
‫وأما الخصلة الثانية‪ :‬إذا أبتلي صبر‪:‬‬
‫َ‬ ‫ً َ ُ‬ ‫َ َ ْ ُ ُ ْ َّ ْ َ‬
‫الش ّ ِر َوالخ ْي ِر ِف ْت َنة َو ِإل ْي َنا ت ْر َج ُعون) فتنة يعني اختبار‪ ،‬نختبركم بالشر وبالخير‬‫هللا جل وعال قال‪( :‬ونبلوكم ِب‬
‫فمن إذا أبتلي بالشر صبر وإذا أبتلي بالنعمة شكر فهذا هو السعيد‪ ،‬وأما من إذا أنعم عليه كفر النعمة‬
‫وإذا أبتلي فإنه يجزع ويتسخط لقضاء هللا وقدره فهذا هو الشقي‪ ،‬ولن يحصل على طائل؛ بل يحصل على‬
‫ُ‬
‫ما هو أشد وأنكى ‪ -‬والعياذ باهلل ‪ ،-‬إذا ان ِعم عليه شكر‪ ،‬وال يبطر وال يتكبر وال يصرف هذه النعمة باِلعاص ي‬
‫والشهوات املحرمة واألسفار املحرمة للنزهة في بالد الكفار واالنخراط في سلك الفسقة والفجار فيكون‬
‫مثلهم أو أخس منهم وأردى منهم‪ ،‬إن الكفار يسخرون من بعض اِلسلمين الذين يأتونهم ثم يظهرون من‬
‫الكفر والفجور والفسق ما ال يفعله الكفار‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل‪ ،‬بسبب أن النعمة فاضت عليهم‪ ،‬فلم‬
‫ً‬
‫شقاء عليهم‪،‬‬ ‫يحسنوا التصرف فيها فتكون‬

‫الثالثة‪ :‬إذا أذنب استغفر‪:‬‬


‫عر ٌ‬
‫ض للخطأ ولكنه إن َّ‬
‫أصر عليه واستمر‬ ‫ُك ُّل ْابن َآد َم َخ َّط ٌاء َو َخ ْي ُر ْال َخ َّطائ َين َّ‬
‫الت َّو ُابو َن ‪ ،‬اإلنسان ُم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عليه وقنط من رحمة هللا صار من األشقياء ‪ -‬والعياذ باهلل ‪،-‬‬

‫فإن تاب إلى هللا عز وجل من ذنوبه غفر هللا له وجزاه بالجزاء الحسن‪ ،‬نتيجة الستغفاره‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ ّ ُ ْ َ َ َّ َ ْ ُ َ َّ َ َ ُ َ َ ْ ُ ُ‬
‫ض أ ِع َّد ْت ِلل ُم َّت ِق َين)‪،‬‬ ‫(وس ِارعوا ِإلى مغ ِفر ٍة ِمن رِبكم وجن ٍة عرضها السموات واألر‬
‫َ َّ َ َ َ َ ُ َ َ ً َ ْ َ َ ُ َ ْ ُ َ ُ ْ َ َ ُ َّ َ َ ْ َ ْ َ ُ ُ ُ ْ َ َ ْ َ ْ ُ ُّ ُ َ َّ‬
‫وب ِإال‬ ‫احشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا َّللا فاستغفروا ِلذن ِوب ِهم ومن يغ ِفر الذن‬ ‫(وال ِذين ِإذا فعلوا ف ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ َ َ ْ ُ ُّ َ َ َ َ َ ُ َ ُ ْ َ ْ َ ُ َن ُ ْ َ َ َ َ ُ ُ ْ َ ْ َ ٌ ْ َ ّ ْ َ َ َّ ٌ َ‬
‫ات ت ْج ِري ِم ْن ت ْح ِت َها األ ْن َه ُار‬ ‫َّللا ولم ي ِصروا على ما فعلوا وهم يعلمو * أول ِئك جزاؤهم مغ ِفرة ِمن رِب ِهم وجن‬
‫َ ْ‬ ‫َخالد َ‬
‫ين ِف َيها َو ِن ْع َم أ ْج ُر ال َع ِام ِل َين)‪،‬‬ ‫ِِ‬
‫َْ َ‬ ‫َّ ْ َ‬
‫التا ِئ ُب ِم َن الذن ِب ك َم ْن ال ذن َب ل ُه ‪ ،‬وال يقنط اإلنسان من رحمة هللا ومغفرته مهما عمل؛ ولكنه‬ ‫َو َّ‬
‫ً‬ ‫الذ ُن َ‬ ‫َّ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ ُ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ْ َ َّ َّ َّ َ َ ْ ُ ُّ‬ ‫ُ َ َ‬
‫وب َج ِميعا‬ ‫َّللا ِإن َّللا يغ ِفر‬ ‫يبادر بالتوبة‪( :‬ق ْل يا ِعب ِادي ال ِذين أسرفوا على أنف ِس ِهم ال تقنطوا ِمن رحم ِة ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َّ ُ ُ َ ْ َ ُ ُ َّ ُ َ‬
‫يم* َوأ ِن ُيبوا ِإلى َرِّبك ْم َوأ ْس ِل ُموا ل ُه)‬ ‫ِإنه هو الغفور الر ِح‬

‫بهذا الشرط فمن تاب تاب هللا عليه مهما كانت ذنوبه وخطاياه‪ ،‬التوبة تمحو الذنوب‪ ،‬تمحو ما‬
‫ّ‬
‫وتنقي العبد وتطهره إذا كانت توبة صادقة ليست باللسان فقط‪ ،‬فالتوبة لها شروط كما‬
‫قبلها من الذنوب‪ِ ،‬‬
‫هو معلوم‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬ترك الذنب‪،‬‬

‫أما من يستغفر هللا وهو مقيم على الذنب ال يتغير إنما يستغفر بلسانه فهذا ليس تائبا إلى هللا عز‬
‫وجل‪،‬؛ بل هو إلى السخرية أقرب‪ ،‬ترك الذنب هذا الشرط األول‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬العزم أال يعود عليه مدى الحياة‪،‬‬

‫فإن كان في نيته أنه يعود إلى الذنوب مرة أخرى فهذا توبته مؤقتة‪ ،‬وال تقبل عند هللا سبحانه وتعالى‪،‬‬
‫البد أن يعلم هللا من قلبه‪ ،‬أنه ال يعود إلى الذنوب‪ ،‬فإن علم من قلبه أنه سيعود إلى الذنوب فإن هللا ال‬
‫يغفر له‪ ،‬وال يقبل توبته‪.‬‬

‫والشرط الثالث‪ :‬إذا كان بينه وبين الناس مظالم أخطأ في حقهم أو أكل أموالهم‪ ،‬أو ظلمهم فالبد‬
‫أن يرد اِلظالم إلى أهلها‪ ،‬وأن يطلب منهم اِلسامحة‪.‬‬

‫فهذه شروط التوبة فليست التوبة باللسان فقط‪ ،‬أي إذا أذنب استغفر‪.‬‬
‫ال إ ّني ُت ْب ُت َ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ َ َ ُ ْ َ ْ ُ َ‬ ‫َ َ ْ َ ْ َّ ْ َ ُ َّ َ َ ْ َ ُ َن َّ ّ َ‬
‫اآلن) يؤخر‬ ‫ات حتى ِإذا حض َر أحده ْم اِلوت ق َ ِ ِ‬ ‫الس ِيئ ِ‬ ‫وكذلك‪( :‬وليست التوبة ِلل ِذين يعملو‬
‫التوبة إلى الغرغرة إلى أن ينزل به اِلوت ويعلم أنه مفارق للحياة حينئذ يتوب هذا ال تقبل توبته‪ ،‬إنما التوبة‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫في حال الصحة وفي حال الحياة أما إذا يأس من الحياة فإنه ال تقبل توبته‪ :‬إ َّن َّ َ‬
‫َّللا َي ْق َب ُل ت ْو َبة ال َع ْب ِد َما ل ْم‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ُيغ ْر ِغ ْر أي‪ :‬ما لم تبلغ روحه الغرغرة‪ ،‬وإال فكل الناس يتوبون عند اِلوت؛ ولكن ال تقبل توباتهم عند اِلوت‬
‫وهذا من شروط التوبة أن تكون في وقت التوبة الذي تقبل فيه وال تكون عند اليأس من الحياة‪،‬‬

‫ومن الناس من يتساهل في اِلعاص ي يقول سهلة اِلعاص ي سهلة وهللا غفور رحيم‪ ،‬نعم إن هللا غفور رحيم‬
‫َ ّ َ َ َّ ٌ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ً ُ‬
‫ص ِالحا ث َّم ْاه َت َدى) فهذا هو الذي يغفر‬ ‫ولكنه غفور رحيم ِلن؟ ِلن تاب‪( :‬و ِإ ِني لغفار ِِلن تاب وآمن وع ِمل‬
‫هللا له‪ ،‬أما من يمهل لنفسه ويقول أتوب بعدين أو يعتمد على الرجاء فقط ويقول هللا غفور رحيم فهذا‬
‫متعلق باألماني الكاذبة التي ال تحقق له قبوال عند هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫فمن اتصف بهذه الصفات فإنه هو السعيد‪ :‬إذا أعطي شكر‪ ،‬وإذا ابتلي صبر‪ ،‬وإذا أذنب استغفر‪ ،‬فإن هذه‬
‫الثالث هي عنوان السعادة‪ ،‬أسأل هللا أن يوفقنا وإياكم لهذه الصفات العظيمة‪ ،‬وأن ُّيمن علينا وعليكم‬
‫بالتوبة‪ ،‬وأن ُّيمن علينا وعليكم باِلغفرة والقبول إنه سميع مجيب الدعاء‪ ،‬فالبد من هذه األمور الثالثة‬
‫ُ‬
‫لتتحقق له السعادة‪ ،‬ليست السعادة باِلال واألوالد‪ ،‬ليست السعادة باِللك والرئاسة‪ ،‬ليست السعادة‬
‫بالشهوات‪ ،‬إنما السعادة بتقوى هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬وفقنا هللا وإياكم لتقواه‪ ،‬والعمل بما يرضاه‪ ،‬إنه قريب‬
‫مجيب‪ ،‬أقول قولي هذا واستغفر هللا لي ولكم ولسائر اِلسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور‬
‫الرحيم‪.‬‬
‫الخطبة الثانية‪:‬‬
‫ً‬
‫محمدا عبده‬ ‫الحمد هلل على فضله وإحسانه‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن‬
‫ورسوله‪ ،‬صلى هللا عليه وعلى آله وأصحابه‪ ،‬وسلم تسليما كثيرا‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫أيها الناس‪ ،‬اتقوا هللا وأطيعوه‪ ،‬وتوبوا إليه واستغفروه‪ ،‬من الناس من يعمل الكبائر يترك الصالة‪ ،‬يمنع‬
‫الزكاة‪ ،‬ينخرط في سبيل اِلالحدة والعلمانيين ويقول‪ :‬اإليمان بالقلب ليس هو الصالة ليس هو العمل‬
‫اإليمان بالقلب هذه مغالطة‪ ،‬اإليمان بالقلب وباللسان وباألعمال‪ ،‬يقول أهل السنة والجماعة‪ :‬اإليمان قول‬
‫باللسان‪ ،‬واعتقاد بالقلب‪ ،‬وعمل بالجوارح‪ ،‬أما الذي يضيع الصالة ويمنع الزكاة ويشكك في العقيدة فهؤالء‬
‫من الذين قال هللا فيهم‪،‬‬

‫قال هللا عن أمثالهم ومن سبقهم إذا ألقوا في النار سألهم أهل الجنة‪:‬‬
‫ص ِّل َين* َو َل ْم َن ُك ُن ْط ِع ُم ْ ِاِل ْس ِك َين* َو ُك َّنا َن ُخ ُ‬
‫وض َم َع‬ ‫َ(ما َس َل َك ُك ْم في َس َق َر) ما هو السبب؟ َ(ق ُالوا َل ْم َن ُك م َن ْاِلُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ ُ ُ ْ َ َ َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َ َ َّ‬ ‫ْ َ‬
‫الد ِين* حتى أتانا الي ِقين* فما تنفعهم شفاعة الشا ِف ِعين) نسأل هللا العافية‬ ‫الخا ِئ ِضين* وكنا نك ِذ ُب ِب َي ْو ِم ِ‬
‫ثالثة جرائم‪:‬‬
‫َ ْ َ ُ َ ُْ َ ّ‬
‫ص ِل َين) هذه جريمة تركوا ركنا من أركان اإلسالم بعد الشهادتين‪.‬‬ ‫(لم نك ِمن اِل‬
‫َ َ ُ ْ ْ‬
‫َ(ول ْم ن ُك نط ِع ُم ِاِل ْس ِك َين) منعوا الزكاة‪.‬‬
‫ْ َ‬ ‫َ(و ُك َّنا َن ُخ ُ‬
‫وض َم َع الخا ِئ ِض َين) في العقيدة في أمور الدين وما أكثرهم اليوم الذين يخوضون في العقيدة‬
‫ويشككون اِلسلمين في عقائدهم ويقولون‪ :‬اإلسالم ليس باللحية‪ ،‬ليس بالصالة ليس بكذا وكذا‪ ،‬اإليمان‬
‫بالقلب فقط نسأل هللا العافية‪.‬‬

‫فعلى اِلسلم أن يتقي هللا‪ ،‬وأن ينجو بنفسه قبل الفوات‪ ،‬وأن يدعو غيره إال النجاة‪ ،‬وأن يصلح نفسه ثم‬
‫نس َ‬
‫ان‬ ‫َ َْ ْ‬
‫صر* إ َّن اإل َ‬
‫يسعى في إصالح غيره‪ ،‬يأمر باِلعروف وينهى عن اِلنكر‪ ،‬ويدعو إلى هللا على بصيرة‪( :‬والع ِ ِ ِ‬
‫الص ْب ِر) هكذا اِلؤمن حقا‪ ،‬أسأل‬ ‫اص ْوا ب ْال َح ّق َو َت َو َ‬
‫اص ْوا ب َّ‬ ‫ات َو َت َو َ‬ ‫الصال َ‬
‫ح‬ ‫َلفي ُخ ْسر* إ َّال َّالذ َ‬
‫ين َآم ُنوا َو َعم ُلوا َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫هللا أن يجعلنا وإياكم من اِلؤمنين الصادقين‪.‬‬
‫َّ‬
‫الهدي هدي محمد صلى هللا عليه وسلم‪َّ ،‬‬
‫وشر األمور‬ ‫ثم اعملوا عباد هللا‪َّ ،‬‬
‫أن خير الحديث كتاب هللا‪ ،‬وخير‬
‫َّ َّ‬ ‫ُمحدثاتها‪ ،‬وكل بدعة ضاللة‪ ،‬وعليكم بالجماعة‪َّ ،‬‬
‫فإن يد هللا على الجماعة‪ ،‬ومن شذ شذ في النار‪.‬‬
‫َّ ُ َّ ّ ّ‬ ‫ً‬ ‫ص ُّلوا َع َل ْيه َو َس ّل ُموا َت ْ‬ ‫ين َآم ُنوا َ‬ ‫النب ّي َيا َأ ُّي َها َّالذ َ‬ ‫َّ َّ َ َ َ َ َ ُ ُ َ ُّ َ َ َ َّ‬
‫وسلم على‬ ‫ِ ِ‬ ‫صل‬ ‫م‬ ‫ه‬‫الل‬ ‫ا)‪،‬‬ ‫يم‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ(إن َّللا ومال ِئكته يصلون على ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬
‫وعلي‪ ،‬وعن‬ ‫ٍ‬
‫وعثمان‪ّ ،‬‬ ‫َ‬
‫وعمر‪،‬‬ ‫بكر‪،‬‬‫األئمة اِلهديين‪ ،‬أبي َ‬ ‫ِ‬ ‫وارض الل ُه َّم عن خلفا ِئه الراشدين‪،‬‬ ‫نبينا محمد‪،‬‬
‫يوم الدين‪.‬‬ ‫بإحسان إلى ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الل ُه َّم أعز اإلسالم واِلسلمين‪ ،‬الل ُه َّم أعز اإلسالم واِلسلمين‪ ،‬الل ُه َّم أعز اإلسالم واِلسلمين‪ ،‬ودمر أعداء‬
‫َّ‬
‫الدين‪ ،‬ونصر عبادك اِلوحدين‪ ،‬يا حي يا قيوم يا سميع الدعاء‪ ،‬الل ُه َّم من أراد اإلسالم واِلسلمين بسوء‬
‫َّ‬
‫فأشغله بنفسه‪ ،‬وردد كيده في نحره وجعل تدميره في تدبيره‪ ،‬الل ُه َّم أمنا في أوطاننا وأصلح سلطاننا وولي علينا‬
‫َّ‬
‫خيارنا وكفنا شر شرارنا وقنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن‪ ،‬الل ُه َّم كف عنا بأس الذين كفروا فأنت أشد‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫بأسا وأشد تنكيال‪ ،‬الل ُه َّم أردد كيدهم في نحورهم وكفنا شرورهم‪ ،‬الل ُه َّم أمنا في أوطاننا‪ ،‬الل ُه َّم أمنا في دورنا‪،‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الل ُه َّم أصلح والة أمورنا‪ ،‬وجعلهم هداة مهتدين‪ ،‬الل ُه َّم أصلح ولي أمرنا وهده سبل السالم‪ ،‬الل ُه َّم أصلحه‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫وأصلح به يا حي يا قيوم يا سميع الدعاء‪ ،‬الل ُه َّم أعنهم على الحق وبصرهم به‪ ،‬الل ُه َّم كثر أنصارهم وأعوانهم‬
‫ين)‪ ،‬على هللا‬ ‫على الحق يا رب العاِلين‪(َ ،‬رَّب َنا َظ َل ْم َنا َأ ُنف َس َنا َوإ ْن َل ْم َت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن م ْن ْال َخاسر َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ً َْ‬ ‫َ ْ‬
‫توكلنا‪(َ ،‬رَّب َنا ال ت ْج َعل َنا ِف ْت َنة ِللق ْو ِم الظ ِ ِاِل َين* َون ِ ّجنا ِبرحم ِتك ِمن القو ِم الكا ِف ِرين)‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُُ‬ ‫ُْ َ ْ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫اإل ْح َس ِان َو ِإ َيت ِاء ِذي ال ُق ْرَبى َو َي ْن َهى َع ْن ال َف ْحش ِاء َواِلنك ِر َوال َبغ ِي َي ِعظك ْم‬ ‫َّ َّ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫عباد هللا‪(ِ ،‬إن َّللا يأمر ِبالعد ِل و ِ‬
‫َ َ َّ ُ ْ َ َ َّ ُ َ َ َ ْ ُ َ ْ َّ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ ُ ُ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ ُ ْ َّ َ َ ُ‬
‫َّللا َعل ْيك ْم‬ ‫يدها وقد جعلتم‬ ‫َّللا ِإذا عاهدتم وال تنقضوا األيمان بعد تو ِك ِ‬ ‫لعلكم تذكرون)‪( ،‬وأوفوا ِبعه ِد ِ‬
‫ولذ ْك ُر هللا َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ً َّ َّ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫أكبر‪ ،‬وهللا ي ُ‬
‫علم‬ ‫ك ِفيال ِإن َّللا يعل ُم َما تفعلون)‪ ،‬فذكروا هللا يذكركم‪ ،‬واشكروه على نعمه ِيزدكم‪ِ ،‬‬
‫ما تصنعون‪.‬‬

You might also like