Professional Documents
Culture Documents
مضاعفة الحسنات في السنة النبوية
مضاعفة الحسنات في السنة النبوية
ﱢ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﱠ اﻟﺘﺮاث واﻟﺪراﺳﺎت ﱠٌ
ﻋﻠﻤﻴﺔُ ،ﺗﻌﻨﻰ ﺑﻨﺸﺮ ﱡ ٌ
وﻗﻔﻴﺔ
الحمـد هلل ،والصلاة والسلام علـى رسـول اهلل ،وعلـى آلـه وصحبـه ومـن
وااله ،وبعـد.
ٍ
جسيمة ،أعظمها مضاعفة ٍ
عظيمة ،وعطايا فقد أكرم اهلل أ ّمة نب ّيه ﷺ بنع ٍم
ٍ
ألعمال صغيرة ال تستغرق وقتًا وخصها باألجور الكبيرة
ّ الحسنات واألجور،
وتعويضا لها عن ِق َص ِر أعمارها بالنسبة
ً كبيرا؛ رفع ًة لها في اآلخرة، ً
طويل ،أو جهدً ا ً
ٍ
سابقة بليلة خير من ألف شهر ،وصيام يو ٍم يك ّفر ذنوب ٍ
سنة لألمم السابقة ،فخصها ٍ
ّ
ٍ
وقادمة ،وغير ذلك من المواسم الرحمانية والنفحات الربانية التي َمن ََحها لهذه األ ّمة
دون غيرها من األمم.
جمع األحاديث التي د ّلت بمنطوقها ومفهومها
وقد حاولنا في هذه األوراق ْ
ورتّبت حسب األجور
على مضاعفة الحسنات واألجور للعاملين من المؤمنينُ ،
حسب الخ ّطة
المترتّبة عليها ،ودراستها دراسة موضوعية في ضوء السنة النبويةْ ،
اآلتي ذكْرها:
الجهود والدراسات السابقة
برسالة مستق ّل ٍة استوفى
ٍ ٍ
وتفتيش من أ ْفرد هذا الموضوع ٍ
بحث لم أجد بعد
ٍ
رسالة صغيرة الحجم لم يقصد فيها االستيعاب جميع مباحث الموضوع كله ،سوى
٣
6
لجميع قضايا الدراسة التي نقوم بها ،إضاف ًة إلى دراسات خاصة لبعض مواضيع
مرتين ،أو مضاعفة األجور في العبادات
الرسالة مثل :مبحث من ُيؤتى أجرهم ّ
داخل المساجد الثالثة التي ُيشدّ إليها الرحال ،وهذه الجهود والدراسات على
النحو التالي:
1ـ «األسباب واألعمال التي ُيضاعف بها الثواب» للشيخ عبد الرحمن بن
ناصر السعدي (ت 1376ﻫ) ،وهي رسال ٌة صغيرة الحجم ،تك ّلم فيها المؤلف
ٍ
تفصيل في المباحث ،وهو في عن أسباب مضاعفة األجور على وجه العموم دون
ٍ
لسؤال ُو ّجه إليه ،فأجاب عليه بهذه الرسالة ،ومن األمور التي ذكرها: األصل جواب
اإلخالص ،وصحة العقيدة ،وأن تكون األعمال التي نفعها لإلسالم والمسلمين له
وأثر وعنا ٌء ،والعمل الذي إذا قام به العبد شاركه فيه غيره ،وإذا كان العمل له
وقع ٌٌ
عظيم ،وأن يكون العبدُ َح َسن اإلسالم ،ورفعة العامل عند اهلل ،إلى آخر ما ذكره
ٌ وقع
ٌ
في هذه الرسالة.
من المسجد .وهذا الذي اختاره العالئي هو الذي رجحه جمع من المحققين ،كما
ذكره هو عن بعضهم وغيرهم ممن أتى بعده»(.)1
ٍ
بحث مح ّك ٍم في مجلة مركز بحوث ودراسات وقد نُشر هذا التحقيق في
المدينة المنورة( ،ص 11ـ .)49
8
السـابقة ،وقـد حقق هذه الرسـالة :سـليم الهاللي ،فـي ( )80صفحة ،ونشـرها في
دار الهجـرة بالدمـام ،عـام 1410ﻫ ،الموافـق 1989م .وقـد عيب على السـيوطي
مـا يلي:
ـ فاتـه ِذكـر بعـض األحاديث التي هي على شـرطه ـ حتى ولـو كانت ضعيفة ـ
مثـل :مـن أخـذ القذاة مـن المسـجد بقدر قـذاة العيـن ،ومن شـارك في فتـح بالد
الـروم آخـر الزمان.
وقد بنى بحثه على كتاب السيوطي السابق الذكْر ،واقتصر على الصحيح من
األحاديث فقط ،ونشره في مجلة جامعة أم القرى بمكة.
ـ «جـزء فـي المضاعفـة» للشـيخ العالمـة أبـي عبـد اهلل محمـد بن إسـماعيل
اليمنـي ،المعـروف بابـن أبي الصيـف( ،ت 609ﻫ) ،ذكـره له اإلمام الزركشـي في
كتابـه «إعلام السـاجد» ص ( ،)124 ،122وهـو في عـداد المفقود ،ولـم أقف له
علـى أثر.
ـ «أزهار الروضتين فيمن ُيؤتى أجره مرتين» للشيخ أحمد بن الصديق الغماري،
9 المقدمة
وهو مخطوط ،منه نسخ ٌة في دار الكتب المصرية ،لم أتمكن من الحصول على
ٍ
نسخة منها بعد.
خطة البحث:
يشتمل البحث على تمهيد وأربعة فصول وخاتمة.
التمهيد
وفيه ثمانية مباحث:
واصطالحا.
ً المبحث األول :تعريف مضاعفة األجور لغة
المبحث الثاني :أنواع مضاعفة األجور.
المبحث الثالث :خصوصية األمة المحمدية بمضاعفة األجور.
المبحث الرابع :اآليات القرآنية الواردة في مضاعفة األجور.
المبحث الخامس :موقف المخالفين في مضاعفة األجور.
المبحث السادس :أسباب مضاعفة األجور.
المبحث السابع :الحكمة الشرعية من مضاعفة األجور.
المبحث الثامن :المسائل واألحكام الشرعية المتع ّلقة بمضاعفة األجور.
الفصل األول
المضاعفة العامة في كل األعمال
وفيه مبحثان:
المبحث األول :المضاعفة العامة في أبواب العبادات والمعامالت.
المبحث الثاني :المضاعفة العامة في أبواب اآلداب والفضائل.
٣
10
الفصل الثاني
ّ
محددة ومتنوعة وبأجور
ٍ خاصة
ٍ بأعمال
ٍ المضاعفة
وفيه خمسة مباحث:
المبحث األول :المضاعفة مرتين:
المطلب األول :النبوة.
المطلب الثاني :مؤمن أهل الكتاب.
المطلب الثالث :العبد المملوك الذي أسلم وأطاع سيده.
المطلب الرابع :من أعتق َأ َم ًة بعد أن رباها ثم تزوجها.
المطلب الخامس :قارئ القرآن وهو يشتد عليه يتتعتع فيه.
المطلب السادس :الصدقة على الفقراء والمحتاجين من األرحام واألقارب.
المطلب السابع :الجاهد المجاهد.
المطلب الثامن :المحافظ على صالة العصر.
المطلب التاسع :من تيمم ثم أعاد الصالة بعد أن وجد الماء.
المطلب العاشر :الحاكم والقاضي إذا اجتهد وأصاب الحكم.
المطلب الحادي عشر :الغريق في البحر.
المطلب الثاني عشر :اتّباع الجنازة وانتظار الميت حتى يوضع في القبر.
جهز غاز ًيا.
المطلب الثالث عشر :من ّ
المبحث الثاني :المضاعفة عشر مرات:
11 المقدمة
12
14
ثال ًثا :المحافظة على الصلوات الخمس ،وموافقة تأمين المؤ ّمن تأمين المالئكة
في سورة الفاتحة.
خامسا :النطق بالشهادتين بعد األذان ،والوضوء بمثل وضوء النبي ﷺ وصالة
ً
ركعتين بعده
عاشرا :قول سبحان اهلل والحمد هلل واهلل أكبر عقب الصالة.
ً
المطلب الثاني :مغفرة الذنوب المتقدّ مة والمتأخرة:
المبحث الثاني :مضاعفة األجور باستمرار عمله بعد الموت وعدم انقطاعه:
المطلب الثاني :العلم النافع ،والصدقة الجارية ،والولد الصالح يدعو لوالديه.
واصطالحا.
ً المبحث األول :تعريف مضاعفة األجور لغة
المبحث الثاني :أنواع مضاعفة األجور.
المبحث الثالث :خصوصية األمة المحمدية بمضاعفة األجور.
المبحث الرابع :اآليات القرآنية الواردة في مضاعفة األجور.
المبحث الخامس :موقف المخالفين في مضاعفة األجور.
المبحث السادس :أسباب مضاعفة األجور.
المبحث السابع :الحكمة الشرعية من مضاعفة األجور.
المبحث الثامن :المسائل واألحكام الشرعية المتع ّلقة بمضاعفة األجور.
***
19 التمهيد
المبحث األول
ً
واصطالحا تعريف مضاعفة األجور ً
لغة
أوالً :تعريف المضاعفة لغة:
ف» ،فالضاد والعين والفاء :أصالن متباينان،
«ض َع َ
أصلها مأخوذ من مادةَ :
والض ْعف .يقالَ :ض ُعف
الض ْعفُّ ،يدل أحدهما على ضدِّ القوة ،والصحة( ،)1ومنهَّ :
وض ْع َفى(.)4
وض َع َفة(َ ،)3 َي ْض ُعف ،ورجل َض ِعيف ،والجمعِ :ض َعافُ ،
وض َعفاء(َ ،)2
وأض َع ْف ُت الشيء إِ ْضعاف ًا ،وضاع ْفتُه واألصل اآلخر :يدل على زيادة الشيء مث َله(ْ ،)5
وض َّع ْفتُه ت َْض ِعيف ًا ،إذا ِز ْد َت على أصله ،فجع ْلتَه ِم ْث َل ْين أو أكثرَ ،
وض َع ْف ُت القوم ُم َضا َعفةَ ،
وضعف الشيء :مث ُلهِ ،
وض ْع َفاه: ْ
ف عليهم(ِ ،)6 َأ ْض ُع ُف ُه ْم َض ْعف ًاَ :ك َث ْرت ُُهم ،فصار لِ َي ِّ
الض ْع ُ
مثاله ،وأضعافه :أمثاله ،كما َّ
دل عليه قوله تعالى﴿ :ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ﴾
مـرتَـ ْيـن .وقـال تـعـالى﴿ :ﯸﯹﯺﯻﯼ [األحزاب ،]٣٠ :أي َّ
()7
ﯽ﴾ [اإلسراء ،]٧٥ :والمقصودِ :ض ْعف العذاب ،ح ًّيا و َم ْيتًا ،و ُأ ْض ِعف القوم إذا
ضوعف لهم ،وو َّقع فالن في أضعاف كتابه :أي توقيعه في أثناء سطوره ،أو حاشيته(.)8
(( ( انظر« :مقاييس اللغة» البن فارس (« ،)362/3المصباح المنير» للفيومي (.)361/2
(( ( انظر« :مقاييس اللغة» البن فارس (.)362/3
((( انظر« :الصحاح» للجوهري (.)1309/4
(( ( انظر« :المصباح المنير» للفيومي (.)361/2
(( ( انظر« :مقاييس اللغة» البن فارس (.)362/3
(( ( انظر« :العين» للخليل بن أحمد (.)282/1
(( ( انظر« :لسان العرب» البن منظور (.)206/9
((( انظر« :الصحاح» للجوهري (.)1390/4
٣
20
الم ْثل ،ثم استعمل في ِ
الم ْثل وفيما زاد عليه، الضعف في كالم العربِ :
وأصل ِّ ْ
دون أن يكون للزيادة حد ،حتى جاز في كالمهم أن يقالِ :ض ْع ُفه ،أي :مثاله ،وثالثة
غير محصورة ،فلو قيل في الوصيةَ :أ ْع ُطو ُه ِض ْعف نصيب ف زيادة ُ الض ْع َ أمثاله؛ ألن ِّ
فولديُ ،أ ْعطِي ِم ْث َل ْيه ،ولو قيلِ :ض ْع َف ْيهُ ،أ ْعطِي ثالثة أمثاله ،على ما جرى به ُع ْر ُ
واصطالح ُهم( .)1قال تعالى﴿ :ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ﴾ [سبأ ،]٣٧ :لم ُ الناس
األضعاف ،وأولى األشياء به أن ُي ْج َع َل
َ ُي ِرد به ِم ْث ًل ،وال ِم ْث َل ْين ،بل أراد ِّ
بالض ْعف
الضعف محصور وهو ِ
الم ْثل ،وأكثره ال حصر له( .)2وقال تعالى: عشر َة أمثالهُّ ،ْ
فأقل ِّ ْ
الثواب للقوم و َأ ْض َع ُفوا هم :حصل
َ ﴿ﯡ ﯢ ﯣ﴾ [الروم ،]٣٩ :و َأ ْض َع ْف ُت
الم َضا َعف( ،)4وما ُأ ْض ِع َ
ف من شيء(،)5 الم ْض ُعوف :الشيء ُ لهم التضعيف ،ومنه َ
()3
اصطالحا:
ً ثان ًيا :تعريف المضاعفة
مرات(.)8
اصطالحا فهي :تثنية الشيء بمثله مرة أو َّ
ً أما المضاعفة
األجـور فـي اللغـة :أصلها مأخـوذ من مـادة « َأ َج َـر» ،فالهمـزة والجيـم والراء
ِ
أصلان؛ األول منهمـا :الك َـراء علـى العمـل ،كاألجـر ،واألُ ْجـرة ،مـن َأ َج َـر ُ
يأج ُر،
ـت مـن أجر المسـتأجر ،واألُ َجـارة :مـا أعط ْي َ
َ واسـم المفعـول :مأجـور ،واألجيـر:
فـي عمـل ،ومنهَ :م ْه ُـر المرأة( .)2قـال تعالـى﴿ :ﭮ ﭯ﴾ [النسـاء،]٢٤ :
واألُ ْج َـرة ،واألُ َجـارة ،واألَ َجـارةِ ،
واإل َجـارة بمعنـى ،وهـي :مـا أعطيت مـن َأ ْجر
()3
واألجـر :الثـواب ،وآجـره اهللْ :يأ ُج ُـره َأ ْج ًرا ،إذا أثابـه ،وفي قولـه تعالى﴿ :ﮫ
()6
22
24
المبحث الثاني
أنواع مضاعفة األجور
موزعة على النحو التالي:
أنواع عدّ ٌة ّ
ٌ لمضاعفة األجور
1ـ مضاعفة عامة في جميع األعمال:
واعتبارات عدّ ٍة
ٍ ٍ
ألسباب ٍ
حسنات ،وتزداد بفضل اهلل إلى ما يشاء اهلل تبدأ بعشر
يأتي بيانها.
ومتنوعة:
ّ ٍ
وبأجور محدّ دة 2ـ مضاعفة خاصة ألعمال خاصة
تبدأ من مضاعفة األجر مرتين حتى تصل مليون حسنة ،واهلل يضاعف لمن
يشاء ،وهذه المضاعفة زائدة عن المضاعفة العامة السابقة ،وهي من تمام رحمة اهلل
وتفضله على عباده.
ّ
ٍ
عبادات أخرى: 3ـ المضاعفة بأجور
وعمرة معا ،وأجر قيام وصيام ٍ
سنة ٍ حج ٍة ٍ ٍ
ً كالمضاعفة بأجر حجة ،أو عمرة ،أو ّ
ٍ
كاملة م ًعا ،وأجر صيام الدهر ،وأجر قيام ليلة.
ٍ
مطلقة: ٍ
وبأجور خاص ٍة ٍ
بأعمال ّ 4ـ المضاعفة
كمضاعفـة األجر بمغفرة الذنوب المتقدّ مـة ،أو المتقدمة والمتأخرة ،ومضاعفة
األجـر باسـتمرار عمله بعد الموت وعـدم انقطاعه ،ومضاعفة األجـور بالثواب العام
غير المق ّيد.
***
25 التمهيد
المبحث الثالث
خصوصية األمة المحمدية بهذه المضاعفة
خـص اهلل تعالـى األمـة المحمديـة بخصائـص عظيمة وميـزات جسـيمة ،منها
ّ
مضاعفـة األجور والحسـنات على الطاعـات واألعمال الصالحات ،سـواء مضاعفة
عامـة أو خاصـة؛ إكرا ًمـا لهـم ،ورحمة بهم.
26
س َع َلى ِق َيرا َط ْي ِن الش ْم ِب َّ اطُ ،ثم َق َال :من يعم ُل لِي ِمن ص ِ
الة ال َع ْص ِر إِ َلى َمغ ِْر ِ ْ َ َ ْ ََْ َّ
ِقير ٍ
َ
سَ ،ع َلى ِق َيرا َط ْي ِن الش ْم ِ ب َّ ون ِمن ص ِ
الة ال َع ْص ِر إِ َلى َمغ ِْر ِ ين َي ْع َم ُل َ ْ َ
ِ
ق َيرا َط ْي ِنَ ،أال َف َأ ْنت ُُم ا َّلذ َ
ِ
َضب ِِ ِ
ت ال َي ُهو ُد َوالن ََّص َارىَ ،ف َقا ُلوا :ن َْح ُن َأ ْك َث ُر َع َم ًل ق َيرا َط ْي ِنَ ،أال َلك ُُم األَ ْج ُر َم َّر َت ْي ِنَ ،فغ َ
هللَ :ه ْل َظ َل ْم ُتك ُْم ِم ْن َح ِّقك ُْم َش ْيئًا؟ َقا ُلوا :الَ ،ق َالَ :فإِ َّن ُه َف ْضلِي ُأ ْعطِ ِيه
اءَ ،ق َال ا ُ َو َأ َق ُّل َع َط ً
َم ْن ِشئْت»(.)1
أجـرا مـن أهـل التـوراة وأهـل
قـال ابـن بطـال« :لمـا كان المسـلمون أكثـر ً
اإلنجيـل؛ ّ
دل ذلـك على فضـل القرآن على التـوراة واإلنجيل؛ ألن المسـلمين إنما
اسـتحقوا هـذه الفضيلـة بالقـرآن الـذي فضلهـم اهلل بـه ،وجعل فيه للحسـنة عشـر
أمثالهـا وللسـيئة واحـدة ،وتفضـل عليهـم بـأن أعطاهـم علـى تالوته لـكل حرف
عشـر حسـنات» (.)2
بالعمـال :تفـاوت أجورهـمّ ،
وأن ّ وقـال ابـن كثيـر« :المـراد من هـذا التّشـبيه
ٍ
بأمـور ُأ َخـر معتبـرة عنـد اهلل تعالـى، ذلـك ليـس منو ًطـا بكثـرة العمـل وق ّلتـه ،بـل
ٍ
قليـل أجدى مـا ال يجديـه العمـل الكثيـر ،هذه ليلـة القـدر العمل ٍ
عمـل وكـم مـن
محمـد ﷺ أنفقوا في
شـهر سـواها ،وهؤالء أصحـاب ّ ٍ فيهـا أفضـل مـن عبادة ألف
الذهب مثـل ٍ
أحد ما بلـغ مـدّ أحدهـم وال نصيفه من ٍ
أوقـات لـو أنفـق غيرهـم مـن ّ
ٍ
تمـر( ،)3وهـذا رسـول اهلل ﷺ بعثـه اهلل علـى رأس أربعيـن سـن ًة من عمـره ،وقبضه
ٌ
ثالث ٍ
ثلاث وسـتّين على المشـهور ،وقـد ّبرز فـي هذه المـدّ ة التي هـي وهـو ابـن
الصالحـة على سـائر األنبيـاء قبله،
وعشـرون سـنة فـي العلـوم النّافعـة واألعمـال ّ
نـوح الـذي لبث فـي قومـه ألف سـنة ّإل خمسـين عا ًمـا يدعوهـم إلى
حتّـى علـى ٍ
صباحـا ومسـا ًء
ً ونهـارا،
ً عبـادة اهلل وحـده ال شـريك لـه ،ويعمـل بطاعـة اهلل ً
ليلا
صلـوات اهلل وسلامه عليـه وعلى سـائر األنبيـاء أجمعيـن» (.)1
أج ِرهـا ،مـعوقـال ابـن حجـر« :فـي الحديـث تفضيـل هـذه األمـة ،وتوفيـر ْ
ق َّلـة ِ
دينهـا،
ـوة يقينهـا ومراعـاة أصـل َ «وإِن ََّمـا فضلـت بِ ُق َّعملهـا» ( ،)2زاد العينـيَ :
َ
ِ َفـإِن زلـت َفأكْثـر زللها فِـي ا ْل ُفـروع ،بِ ِ
َان قبلهـم َك َق ْول ِهـم﴿ :ﭟ ﭠ خ َلف مـن ك َ ُ
ﭡ﴾ [األعـراف ،]١٣٨ :وكامتناعهـم مـن َأ ْخذ الكتـاب َحتَّى نتق ا ْل َج َبـل َف ْوقهم ،و:
﴿ﭛﭜﭝﭞ﴾ [المائدة.)3(»]٢٤ :
ويقول ابن كثير« :هذه األمة إنما َش ُرفت وتضاعف ثوابها ببركة سيادة نب ّيها،
وشرفه ،وعظمته»(.)4
يقول الشيخ محمد أنور شاه الكشميري« :ضابطة الحسنة بعشرة أمثالها من
خصوص األمة المرحومة ،أهدي به النبي ﷺ في ليلة اإلسراء»(.)5
***
28
المبحث الرابع
اآليات القرآنية الواردة في المضاعفة
ً
مطلقا. المطلب األول :اآليات الواردة في مضاعفة األجر
وهي أنواع:
قال الطبري« :إنه ِعدَ ٌة من اهلل تعالى ِذك ُْره ُم ْقرضه و ُمنْفق ماله في سبيل اهلل من
إضعاف الجزاء له على قرضه ونفقته ،ما ال َحدّ له وال نهاية»(.)2 ِ
(( ( أ َفدْ ُت بعض ترتيب هذا المبحث من كتاب شيخنا الدكتور صالح ِسن ِْدي «المسائل العقدية المتع ّلقة
بالحسنات والسيئات جم ًعا ودراس ًة» ( 645/2ـ .)672
((( «تفسير الطبري» (.)286/5
29 التمهيد
قال ابن جرير الطبري« :هؤالء لهم من اهلل على أعمالهم الصالحة الضعف من
عشر ،وبنحو الذي قلنا قال أهل التأويل»(.)1
الثواب ،بالواحدة ٌ
وقال الثعلبي« :لهم جزاء الضعف بما عملوا من الثواب بالواحد عشرة»(.)2
عشرا ،إلى
ً وقال الواحدي« :يضاعف اهلل لهم حسناتهم ،فيجزي بالواحدة
سبعمائة إلى ما زاد»(.)3
عشرا
وقال البغوي« :أي :يض ّعف اهلل لهم حسناتهم ،فيجزي بالحسنة الواحدة ً
إلى سبعمائة»(.)4
عشرا»(.)5
وقال الزمخشري« :أن تضاعف لهم حسناتهم ،الواحدة ً
ٍ
جنس ،أي :بالتضعيف ،إذ بعضهم يجازى «الض ْعف هنا :اسم
وقال ابن عطيةِّ :
إلى عشرة ،وبعضهم أكثر من سبعمائة بحسب األعمال ومشيئة اهلل تعالى فيها»(.)6
وبنحوه قال ابن الجوزي في «زاد المسير»( ،)7والرازي في «مفاتيح الغيب»(.)8
30
قـال ابـن الجوزي فـي بيان معنـى ﴿ﭔ ﭕ ﭖ﴾« :فيـه قـوالن :أحدهما :فله
ٍ
بحسـنة خيـر منهـا يصـل إليه ،وهـو الثـواب ،والثانـي :فله أفضـل منهـا؛ ألنه يأتي
ٌ
حـق ،وال مانـع مـن أن يكونـا مرادفين
ف ُيعطـى عشـر أمثالهـا»( ،)1و«كال المعنييـن ٌّ
جمي ًعا» (.)2
32
ٍ
حساب: سادسا :بعض اآليات التي وردت بأن األجر بغير
ً
المبحث الخامس
موقف المخالفين في مضاعفة األجور
رغم توافر اآليات الصريحة ،وتضافر األحاديث الصحيحة التي تثبت مضاعفة
األجور ،إال أن هناك فري ًقا ـ وهو ٌ
نادر بفضل اهلل ـ يذهب إلى عدم مضاعفة األجور
في الشريعة اإلسالمية ،وقد كفانا الر ّد عليه اإلمام القرطبي في تفسيره عند قوله
تعالى﴿ :ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ
ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ﴾ [الحديد.]٢٨ :
أن الحسنة إنما لها من ّ
استدل بعض العلماء بهذه اآلية على ّ قال « :وقد
كل نو ٍع من اإليمان ،وينطلقاسم عا ٌّم ينطلق على ّ ٍ
األجر مثل واحد ،فقال :الحسنة ٌ
واحد فليس له عليها من الثواب إال مثلٍ على عمومه ،فإذا انطلقت الحسنة على نو ٍع
ٍ
حسنة تشتمل على نوع ْين كان الثواب عليها مثل ْين؛ بدليل هذه ٍ
واحد .وإن انطلقت على
اآلية ،فإنه قال﴿ :ﯔﯕﯖ﴾ والكفل :النصيب كـ «المثل» ،فجعل لمن اتقى اهلل
وآمن برسوله نصيبين ،نصي ًبا لتقوى اهلل ،ونصي ًبا إليمانه برسولهّ ،
فدل على ّ
أن الحسنة
عشر هي التي جمعت عشرة أنوا ٍع من الحسنات ،وهو اإليمان الذي
التي جعل لها ٌ
جمع اهلل تعالى في صفته عشرة أنواع ،لقوله تعالى﴿ :ﮢ ﮣﮤ﴾
[األحزاب ]٣٥ :اآلية بكمالها .فكانت هذه األنواع العشرة التي هي ثوابها أمثالها فيكون
ٌ
تأويل فاسدٌ ؛ لخروجه عن عموم الظاهر ،في قوله تعالى: لكل نو ٍع منها ٌ
مثل .وهذا
﴿ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ﴾ بما ال يحتمله تخصيص العموم؛ ّ
ألن ما جمع
ٍ
حسنة إال بمثلها .وبطل أن يكون جزاء الحسنة عشر حسنات فليس يجزى عن كل
عشر أمثالها واألخبار دا ّلة عليه ،ولو كان كما ُذ ِكر لما كان بين الحسنة والسيئة ٌ
فرق»(.)1
34
المبحث السادس
أسباب مضاعفة األجور
أسباب عدّ ة ،من أهمها:
ٌ لمضاعفة األجور
وقوة إيمانه وإخالصه:
وفضله ّ
1ـ ُح ْس ُن إسالم المؤمن ْ
لحديث أبي هريرة قال :قال رسول اهلل ﷺ« :إِ َذا َأ ْح َس َن َأ َحدُ ك ُْم
فَ ،وك ُُّل َس ِّيئ ٍَة
إِسالمه َفك ُُّل حسن ٍَة يعم ُلها ُت ْكتَب َله بِع ْش ِر َأم َثالِها إِ َلى سب ِع ِمائ َِة ِضع ٍ
ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َ َ َ ََْ َ ْ َُ
َب َل ُه بِ ِم ْثلِ َها»(.)1
َي ْع َم ُل َها ُت ْكت ُ
قال ابن رجب« :جاءت األحاديث بفضل من َح ُسن إسالمه ،وأنه تضاعف
حسناته وتك ّفر سيئاته ،والظاهر أن كثرة المضاعفة تكون بحسب ُحسن اإلسالم»،
ثم قال« :فالمضاعفة للحسنة بعشر أمثالها ال ُبدّ منه ،والزيادة على ذلك تكون
بحسب إحسان اإلسالم»(.)2
ومما يشهد لهذا األصل العظيم المتمثل في أن فضل المؤمن وقوة إيمانه
خص اهلل سبحانه أفضل البشر بعد األنبياء إيمانًا،
سبب عظيم لمضاعفة أجره« :ما ّ
ٌ
وأبرهم قلو ًبا بمزيد فضله؛ فضاعف حسناتهم ،وك ّثر أجورهم بما ال يدركهم فيه
ّ
أحدٌ بعدهم»(.)3
سعيد الخدري قالَ :ق َال النَّبِ ُّي ﷺ« :ال ت َُس ُّبوا ٍ والدليل :حديث أبي
َأ ْص َحابِيَ ،ف َل ْو َأ َّن َأ َحدَ ك ُْم َأ ْن َف َق ِم ْث َل ُأ ُح ٍد َذ َه ًبا َما َب َلغَ ُمدَّ َأ َح ِد ِه ْمَ ،وال ن َِصي َف ُه»(.)4
صريح على ّ
أن «العمل القليل من أحد الصحابة يفضل العمل الكثير ٌ فهذا ٌ
دليل
من غيرهم؛ وذلك لكمال إخالصهم ،وصادق إيمانهم»(.)1
حق أزواج عز ّ
وجل في ّ أيضا« :ويشهد لهذا المعنى :ما ذكره اهلل ّ
وقال ابن رجب ً
نبيه ﷺ فقال﴿ :ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ
ﭝ ﭞ ﭟ﴾ [األحزابّ ،]٣١ :
فدل على ّ
أن من عظمت منزلته ودرجته عند اهلل
فإن عمله يضاعف له أجره .وقد تأول بعض السلف من بني هاشم دخول آل النبي
ﷺ في هذا المعنى لدخول أزواجه؛ فلذلك من حسن إسالمه بتحقيق إيمانه وعمله
الصالح فإنه يضاعف له أجر عمله بحسب حسن إسالمه وتحقيق إيمانه وتقواه واهلل
أعلم .ويشهد لذلك :أن اهلل ضاعف لهذه األمة؛ لكونها خير أ ّم ٍة أخرجت للناس
مرتين ،قال اهلل تعالى﴿ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔأجرها ّ
ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡ﴾ [الحديد.)2(»]٢٨ :
ٍ
موطن آخر« :وأما من أحسن عمله وأتقنه ،وعمله على الحضور وقال في
والمراقبة ،فال ريب أنه يضاعف بذلك أجره وثوابه في هذا العمل بخصوصه على
من عمل ذلك بعينه على وجه السهو والغفلة»(.)3
وقال ابن ُه َبيرة« :ثم ضوعفت ـ أي الحسنة ـ ،يعني :إنما يكون ذلك على
مقدار خلوص النية وإيقاعها في مواضعها»(.)4
36
أحدهم أكثر ثوا ًبا من الكثير الذي ينفقه غيرهم ،قال النووي« :وسبب تفضيل
ّ
وألن إنفاقهم نفقتهم :أنها كانت في وقت الضرورة وضيق الحال؛ بخالف غيرهم؛
كان في نصرته ﷺ وحمايته ،وذلك معدو ٌم بعده ،وكذا جهادهم وسائر طاعتهم،
هذا كله مع ما كان في أنفسهم من الشفقة ،والتو ّدد ،والخشوع ،والتواضع ،واإليثار،
والجهاد في اهلل حق جهاده ،وفضيلة الصحبة ولو لحظة ال يوازيها ٌ
عمل ،وال تنال
ٍ
بقياس ،ذلك فضل اهلل يؤتيه من يشاء»(.)1 ٍ
بشيء ،والفضائل ال تؤخذ درجتها
3ـ مشقة الحسنة الحاصلة بأدائها:
قال ابن دقيق العيد« :األجور قد تتفاوت بحسب زيادة المشقات ،الس ّيما ما
كان أجره بحسب مش ّقته ،إذ لمش ّقته َد ْخ ٌل في األجر»(.)2
ومن األدلة النبوية عليه :حديث أبي هريرة قالَ :جا َء َر ُج ٌل إِ َلى النَّبِ ِّي
ِ الصدَ َق ِة َأ ْع َظ ُم َأ ْج ًرا؟ َق َالَ :
«أ ْن ت ََصدَّ َق َو َأن َ ﷺ َف َق َال :يا رس َ ِ
يح
ْت َصح ٌ ول اهللَ ،أ ُّي َّ َ َ ُ
ت :لِ ُف ٍ
الن ِ ِ
يح تَخْ َشى ال َف ْق َرَ ،وت َْأ ُم ُل الغنَىَ ،وال ت ُْم ِه ُل َحتَّى إِ َذا َب َلغَت ُ
الح ْل ُقو َمُ ،ق ْل َ ِ
َشح ٌ
الن»(.)3َان لِ ُف ٍ ك ََذاَ ،ولِ ُف ٍ
الن ك ََذا َو َقدْ ك َ
البـر ك ّلمـا َص ُع َبـت كان أجرهـا أعظـم؛ ّ
ألن قـال ابـن بطـال« :فيـه ّ
أن أعمـال ّ
وسـول له
ّ الصحيـح الشـحيح إذا خشـي الفقـر وأ ّمـل الغنـى َص ُعبـت عليـه النفقة،
مؤثر
الشـيطان طـول العمـر وحلـول الفقـر بـه؛ فمـن تصدّ ق فـي هـذه الحال فهـو ٌ
لثـواب اهلل علـى هوى نفسـه»(.)4
38
ظاهر في ّ
أن الثواب والفضل في العبادة يكثر بكثرة النصب ٌ وقال النووي« :هذا
والنفقة ،والمراد :النصب الذي ال يذمه الشرع ،وكذا النفقة» (.)1
أجرا
عبادات تكون أكثر ً
ٌ ٌ
محمول على الغالب ،وإال فهناك ّ
ولعل كالم النووي
مثل( ،)2وسيأتي ذكرهما بعد ٍ
قليل. على سهولتها؛ لشرف الزمان والمكان ً
ٌ
مشارك»(.)4 أعمال ُأ َخر ،ويقتدي به غيره ،أو يشاركه فيه
ً العمل الذي يثمر
5ـ شرف الزمان:
مثل :العمرة في رمضان ،وقيام ليلة القدر التي قال اهلل فيها﴿ :ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ
ﭡ ﭢ﴾ [القدر ،]٣ :قال السعدي في تفسيره« :أي :تعادل من فضلها ألف ٍ
شهر،
خير من العمل في ألف ٍ
شهر خالية منها ،وهذا مما تتحير فيه فالعمل الذي يقع فيهاٌ ،
القوة
األلباب ،وتندهش له العقول؛ حيث م َّن على هذه األمة الضعيفة ّ
عمرا وال ُقوى ٍ
بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف ٍ
معمر ً
شهر؛ عمر رجل َّ َ
طويل ن ّي ًفا وثمانين سنة» (.)5
َ
أشار إلى شرف العمل اب ُن حجر في «الفتح»( ،)1ومن األدلة عليه :حديث أبي
هلل َق َال :إِ َذا َت َل َّقانِي َع ْب ِدي بِ ِش ْب ٍرَ ،ت َل َّق ْي ُت ُه ول اهلل ﷺ َق َال« :إِ َّن ا َ
هريرة َ ،عن رس ِ ِ
ْ َ ُ
بِ ِذ َراعٍَ ،وإِ َذا َت َل َّقانِي بِ ِذ َراعٍَ ،ت َل َّق ْي ُت ُه بِ َباعٍَ ،وإِ َذا َت َل َّقانِي بِ َبا ٍع َأ َت ْي ُت ُه بِ َأ ْس َر َع»(.)2
قال الخطابي« :هذا َم َث ٌل ،ومعناهُ :ح ْسن ال َقبول ،ومضاعفة الثواب على قدر
ً
ممثل بف ْعل من أقبل نحو العمل الذي يتقرب به العبد إلى ربه ،حتى يكون ذلك
صاحبه َقدْ ر ٍ
شبر ،فاستقبله صاحبه ذرا ًعا ،وكمن مشى إليه ،فهرول إليه صاحبه ً
قبول
له وزياد ًة في إكرامه»(.)3
8ـ قوة دفع العمل للمعارضات:
فمن رحمة اهلل بعبده أن يرزقه من العمل ما يكون سب ًبا في دفع المعارضات وما
عدي معدّ ًدا بعض أسباب المضاعفات« :وكالعمل
الس ّ
يتعرض له في حياته ،يقول ّ
وقوته ودفعه المعارضات كما ذكره ﷺ في قصة أصحاب الغار،
الذي قوي بحسنه ّ
البغي التي سقت الكلب»(.)4
ّ وقصة
40
ول اهللِ ﷺَ ،ق َالَ « :ب ْين ََما َثال َث ُة َن َف ٍر ِم َّم ْن ك َ
َان َق ْب َلك ُْم َع ِن ا ْب ِن ُع َم َر َ ،أ َّن َر ُس َ
ض :إِ َّنه واهللِ ِ ون ،إِ ْذ َأ َصا َب ُه ْم َم َط ٌرَ ،ف َأ َو ْوا إِ َلى َغ ٍ
ار َفا ْن َط َب َق َع َل ْي ِه ْمَ ،ف َق َال َب ْع ُض ُه ْم ل َب ْع ٍ ُ َ َي ْم ُش َ
الصدْ ُقَ ،فل َيدْ ُع ك ُُّل َر ُج ٍل ِمنْك ُْم بِ َما َي ْع َل ُم َأ َّن ُه َقدْ َصدَ َق فِ ِيه،ْجيك ُْم إِ َّل ِّ الء ،ال ُين ِ يا ه ُؤ ِ
َ َ
َان لِي َأ ِج ٌير َع ِم َل لِي َع َلى َف َر ٍق(ِ )1م ْن َأ ُرزٍّ، ْت َت ْع َل ُم َأ َّن ُه ك َ احدٌ ِمن ُْه ْم :ال َّل ُه َّم إِ ْن ُكن ََف َق َال و ِ
َ
ت ك ال َف َر ِق َفز ََر ْع ُت ُهَ ،ف َص َار ِم ْن َأ ْم ِر ِه َأنِّي ْاشت ََر ْي ُ ب َوت ََر َك ُهَ ،و َأنِّي َع َمدْ ُت إِ َلى َذلِ َ َف َذ َه َ
ك ال َب َق ِر َف ُس ْق َهاَ ،ف َق َال لِي: ت َل ُه :ا ْع ِمدْ إِ َلى تِ ْل َ ب َأ ْج َر ُهَ ،ف ُق ْل ُ ِ ِ
منْ ُه َب َق ًراَ ،و َأ َّن ُه َأتَاني َي ْط ُل ُ
ك ال َف َر ِق ك ال َب َق ِرَ ،فإِن ََّها ِم ْن َذلِ َت َل ُه :ا ْع ِمدْ إِ َلى تِ ْل َ إِن ََّما لِي ِعنْدَ َك َف َر ٌق ِم ْن َأ ُرزٍَّ ،ف ُق ْل ُ
ت(َ )2عن ُْه ُم اح ْك َف َف ِّر ْج َعنَّاَ ،فان َْس َ ك ِم ْن َخ ْش َيتِ َ ت َذلِ َ ْت َت ْع َل ُم َأنِّي َف َع ْل َُف َسا َق َهاَ ،فإِ ْن ُكن َ
ْتانَ ،ف ُكن ُان َكبِ َير ِان َش ْيخَ ِ َان لِي َأ َب َو ِ
ْت َت ْع َل ُم َأ َّن ُه ك َ اآلخ ُر :ال َّل ُه َّم إِ ْن ُكن َ
الصخْ َرةَُ ،ف َق َال َ َّ
ْت َو َقدْ َر َقدَ ا َو َأ ْهلِي َو ِع َيالِيجئ ُ يه َما ك َُّل َل ْي َل ٍة بِ َل َب ِن َغنَ ٍم لِيَ ،ف َأ ْب َط ْأ ُت َع َل ْي ِه َما َل ْي َل ًةَ ،ف ِ
آتِ ِ
ت َأ ْن ُأ ِ ْت ال َأ ْس ِق ِ ِ
وق َظ ُه َما، يه ْم َحتَّى َي ْش َر َب َأ َب َو َ
اي َفك َِر ْه ُ الجوعَِ ،ف ُكن ُ َيت ََضا َغ ْو َن( )3م َن ُ
ت َأ ْن َأ َد َع ُه َماَ ،ف َي ْستَكِنَّا لِ َش ْر َبتِ ِه َماَ ،ف َل ْم َأز َْل َأ ْنتَظِ ُر َحتَّى َط َل َع ال َف ْج ُرَ ،فإِ ْن ُكن َ
ْت َوك َِر ْه ُ
الصخْ َر ُة َحتَّى َن َظ ُروا إِ َلىت َعن ُْه ُم َّ ك َف َف ِّر ْج َعنَّاَ ،فان َْس َ
اح ْ ك ِم ْن َخ ْش َيتِ َ ت َذلِ َ َت ْع َل ُم َأنِّي َف َع ْل ُ
ِ ْت َتع َلم َأ َّنه ك َ ِ السم ِ
َّاس إِ َل َّي،
ب الن ِ َان لي ا ْبنَ ُة َع ٍّم ،م ْن َأ َح ِّ اآلخ ُر :ال َّل ُه َّم إِ ْن ُكن َ ْ ُ ُ اءَ ،ف َق َال َ َّ َ
آصع يكِ :م ْك َيال َي َس ُع ِس َّت َة َع َش َر ِر ْط ًالَ ،و ِه َي ا ْثنَا َع َش َر ُمدّ ًاَ ،أ ْو َث َ
ل َث ُة ُ
(( ( قال ابن األثير« :ال َفرق بِالتَّح ِر ِ
ْ َ
از»« .النهاية في غريب الحديث واألثر» البن األثير (.)437 /3 أهل ا ْل ِح َج ِ ِ
عنْدَ ْ
ت :قال ابن األثير« :أي :اندفعت واتّسعت»« .النهاية في غريب الحديث واألثر» البن األثير
اح ْ
(( ( فان َْس َ
(.)433/2
َـون :قـال ابـن األثير« :أي :يصيحـون ويبكون»« .النهايـة في غريب الحديـث واألثر» البن
(( ( يتضاغ ْ
األثير (.)92/3
41 التمهيد
َارَ ،ف َط َل ْبت َُها َحتَّى َقدَ ْر ُتَ ،ف َأ َت ْيت َُها ت ،إِ َّل َأ ْن آتِ َي َها بِ ِمائ َِة ِدين ٍ َو َأنِّي َر َاو ْدت َُها َع ْن َن ْف ِس َها َف َأ َب ْ
ت :ات َِّق اهللَ بِ َها َفدَ َف ْعت َُها إِ َل ْي َهاَ ،ف َأ ْم َكنَتْنِي ِم ْن َن ْف ِس َهاَ ،ف َل َّما َق َعدْ ُت َب ْي َن ِر ْج َل ْي َهاَ ،ف َقا َل ْ
ت ْت َت ْع َل ُم َأنِّي َف َع ْل ُ َارَ ،فإِ ْن ُكن َ الما َئ َة ِدين ٍ
ْت ِ ت َوت ََرك ُ َوال َت ُف َّض الخَ ات ََم إِ َّل بِ َح ِّق ِهَ ،ف ُق ْم ُ
هلل َعن ُْه ْم َفخَ َر ُجوا»(.)1 ك َف َف ِّر ْج َعنَّاَ ،ف َف َّر َج ا ُ ك ِم ْن َخ ْش َيتِ َ َذلِ َ
و«حديث ال َب ِغ ّي» التي سقت الكلب:
وم َس ٍةَ ،م َّر ْت ول اهللِ ﷺَ ،ق َالُ « :غ ِفر ِلمر َأ ٍة م ِ
َ َْ ُ
َع ْن َأبِي ُهر ْير َة َ ،ع ْن رس ِ
َ ُ َ َ
ت ُخ َّف َهاَ ،ف َأ ْو َث َق ْت ُه ثَ ،ق َال :كَا َد َي ْق ُت ُل ُه ال َع َط ُشَ ،فنَ َز َع ْ س َركِ ٍّي(َ )2ي ْل َه ُ ب َع َلى َر ْأ ِ بِ َك ْل ٍ
اءَ ،فغ ُِف َر َل َها بِ َذلِ َ
ك»(.)3 ت َله ِمن الم ِ بِ ِ
خ َم ِ
ار َهاَ ،فنَ َز َع ْ ُ َ َ
***
42
المبحث السابع
الح ْك َمة الشرعية من المضاعفة
ِ
قال ابن ُهبيرة(« :)1إن اهلل تعالى لما صرم هذه األمة أخلفها على ما قصر من
أعمارها بتضعيف أعمالها فمن هم بحسنة احتسب له بتلك الهمة حسنة كاملة ألجل
أنها همة مفردة وجعلها كاملة لئال يظن ظان أن كونها مجرد همة تنقص الحسنة أو
تهضمها فبين ذلك ،بأن قال حسنة كاملة وإن هم بالحسنة وعملها فقد أخرجها من
الهمة إلى ديوان العمل وكتب له بالهمة حسنة ثم ضوعفت».
وطاعـات كثيرةٌ،
ٌ أعمـار طويلـ ٌة،
ٌ وأكّـد هـذا النيسـابوري بقولـه« :كان لألمـم
َف َو َضـع اهلل لهـذه األمـة ليلـة القدر ً
خيرا مـن ألف شـهر ،وأضعاف األعمـال :كقوله
(( ( لـم أجـده فـي المطبـوع مـن كتابـه (اإلفصـاح) ،فلعلـه فـي الجـزء المفقـود منـه ،ينظـر «شـرح
األربعيـن النوويـة» المنسـوبة البـن دقيـق العيـد (.)124
((( «غرائب القرآن» للنيسابوري (.)192/3
43 التمهيد
إلى أن تب ّقى اإلضعاف ،فيقول اهلل :أضعافهم ليست من فعلهم ،هي من رحمتي فال
أقتص منهم أبدا»(.)1
ّ
وأكد األلوسي هذا األمر بقوله« :حكمة التضعيفّ :
لئل يفلس العبد إذا اجتمع
تسع ،فمظالم العباد ت َُو ّفى من
الخصماء في طاعته ،ف ُيدْ فع إليهم واحدة ،و ُيبقى له ٌ
ألن التضعيف ٌ
فضل من اهلل تعالى ،وأصل الحسنة التضعيفات ،ال من أصل حسناته؛ ّ
ٍ
بواحدة» ( ،)2وللطحاوي كال ٌم نحوه(.)3 الواحدة ٌ
عدل منه ،واحد ٌة
ـول اهللِ
ومـن األدلة علـى ذلك :حديـث عبد اهلل بن عبـاس َ ،ع ْن رس ِ
َ ُ
َات والسـيئ ِ
َات»، ِ ﷺ فِيمـا يـر ِوي َعـن رب ِ
ـه َ ،ق َ
الح َسـن َ َّ ّ
َـب َ
«إن اهللَ َكت َ
ـالّ : ْ َ ِّ َ َ ْ
ِ ِ ٍ
ـم َي ْع َم ْل َهـاَ ،ك َت َب َهـا اهللُ عنْـدَ ُه َح َسـنَ ًة كَام َلـ ًةَ ،وإِ ْن َه َّ
ـم بِ َهـا «وإِ ْن َه َّ
ـم بِ َسـ ِّيئَة َف َل ْ وفيـهَ :
ـك»(.)4 ـك َع َلـى اهللِ إِ َّل َهالِ ٌ هلل َو َل َي ْهلِ ُ
اهـا ا ُ
ِ
هلل َسـ ِّي َئ ًة َواحـدَ ةًَ ،و َم َح َ
ِ
َف َعم َل َهـاَ ،ك َت َب َهـا ا ُ
ـك َع َلـى اهللِ إِ َّل َهالِ ٌ
ـك» :أي :من ُحتّم «و َل َي ْهلِ ُ
قـال القاضـي عياض« :قولـهَ :
عليـه الهلاكَ ،و ُسـدَّ عليـه أبواب الهـدى؛ لسـعة رحمـة اهلل تعالى وكرمـه إذ جعل
الهم
السـيئة حسـنة ولم يكتبهـا حتى ُيعمل بهـا ،فإذا ُعملـت كتبت واحـدةً ،وكتب ّ
عشـرا إلـى سـبعمائة وأضعا ًفا كثيـرةّ ،
وكل هذا ً بالحسـنة حسـن ًة ،وكتبها إذا عملها
ٌ
فضـل مـن اهلل ،إذ ضاعف حتـى تكثر وتزيد على السـيئات؛ لكثرة سـيئات بنى آدم،
وض ِّيـق عليـه َر ْحبها حتى غلبـت عليه سـيئا ُت ُه مـع إفرادها فمـن ُح ِ
ـرم هذه السـعةُ ،
44
حسـناتِ ِه مـع تضعيفهـا ،فهـو الهالـك الـذى سـبق عليه ذلـك فـي أ ّم الكتـاب» (،)1
وبنحوه قال المنـاوي(.)2
وقال النووي« :في أحاديث الباب ـ يعني :المضاعفة ـ بيان ما أكرم اهلل تعالى
به هذه األمة ـ زادها اهلل شر ًفا ـ وخ ّففه عنهم مما كان على غيرهم من اإلصر وهو:
ّ
والمشاق»(.)3 الثقل
أيضا﴿ :ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ
وقال ً
ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ
ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ﴾
[الحديد 28 :ـ .]29
قال ابن تيمية« :إرساله ﷺ أعظم ٍ
نعمة أنعم اهلل بها على عباده ،يجمع اهلل أل ّمته
بخاتم المرسلين ،وإمام المتقين ،وسيد ولد آدم أجمعين ،ما ّفرقه في غيرهم من
الفضائل ،وزادهم من فضله أنواع الفواضل ،بل أتاهم كفلين من رحمته»(.)4
وقال الكرماني« :من فضل اهلل وسعة رحمته ،حيث جعل الحسنة كالعشر،
ٍ
زيادة»(.)1 والسيئة كما هي بال
46
المبحث الثامن
المسائل واألحكام الشرعية المتعلّقة بالمضاعفة
«فأخبرهم اهلل تعالى في هذه اآلية أنّهم إن أسلموا وتابوا من ذنوبهم ،وعملوا
ٍ
حسنات ،وغفر لهم ما سلف األعمال الصالحة ،ك ّفر اهلل عنهم سيئاتهم ،وأبدلها
منهم في جاهليتهم»(.)1
قال ابن كثير« :في معنى قوله﴿ :ﭺ ﭻ﴾ [الفرقان ]70 :قوالن:
أحدهما :أنهم بدّ لوا مكان عمل السيئات بعمل الحسنات .قال علي بن أبي
طلحة ،عن ابن عباس في قوله تعالى﴿ :ﭹ ﭺ ﭻ﴾ [الفرقان]70 :
قال :هم المؤمنون ،كانوا من قبل إيمانهم على السيئات ،فرغب اهلل بهم عن ذلك
فحولهم إلى الحسنات ،فأبدلهم مكان السيئات الحسنات.
والقول الثاني :أن تلك السيئات الماضية تنقلب بنفس التوبة النصوح حسنات،
((( «منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري» لحمزة قاسم (.)69/5
47 التمهيد
وما ذاك إال أنه كلما تذكر ما مضى ندم واسترجع واستغفر ،فينقلب الذنب طاعة
بهذا االعتبار .فيوم القيامة وإن وجده مكتوبا عليه لكنه ال يضره وينقلب حسنة في
صحيفته»(.)1
يقول الشيخ محمد آدم األثيوبي ـ حفظه اهلل ـ« :ال تنافي بين القولين ،فاآلية
أن ًّ
كل صحة الدليل على ّ
عا ّمة لكليهما ،وال داعي لقصرها على أحد المعنيين؛ مع ّ
من التبديلين مقصو ٌد باآلية ،فتبديل اهلل تعالى أحوالهم الس ّيئة بعد التوبة النصوح
إلى األحوال الحسنة مما ال نقاش فيه ،وتبديل اهلل تعالى لهم ذنوبهم بالحسنات،
ثابت في الحديث الصحيح ،فاتّضح أن التبديل سيئة حسنةٌ ، ٍ يعطيهم مكان ّ
كل
ثابت لهم ،واآلية الكريمة دا ّل ٌة عليه داللة واضحة .واهلل
واألخروي م ًعا ٌ
ّ الدنيوي
ّ
تعالى أعلم بالصواب»(.)2
ول اهللِ ﷺ: ومن األدلة النبوية على ذلك :ما رواه َأ ُبو َذ ٍّر َ ق َالَ :ق َال َر ُس ُ
وجا ِمن َْهاَ ،ر ُج ٌل ُي ْؤتَى َّار ُخ ُر ً آخ َر َأ ْه ِل الن ِ ول ا ْلجنَّ َة ،و ِ ِ ِ
«إِنِّي َلَ ْع َل ُم آخ َر َأ ْه ِل ا ْل َجنَّة ُد ُخ ً َ َ
َار ُذنُوبِ ِهَ ،و ْار َف ُعوا َعنْ ُه كِ َب َار َهاَ ،ف ُت ْع َر ُض َع َل ْي ِه ِ ِ ِ ِ ِ
بِه َي ْو َم ا ْلق َي َامةَ ،ف ُي َق ُال :ا ْع ِر ُضوا َع َل ْيه صغ َ
ت َي ْو َم ك ََذا َوك ََذا ك ََذا ت َي ْو َم ك ََذا َوك ََذا ك ََذا َوك ََذاَ ،و َع ِم ْل َ َار ُذنُوبِ ِهَ ،ف ُي َق ُالَ :ع ِم ْل َصغ ُ
ِ
48
يقول الرازي في تفسيره« :قال بعضهم :التقدير بالعشرة ليس المراد منه
إلي معرو ًفا ألكافئنّك
التحديد ،بل أراد األضعاف مطل ًقا ،كقول القائل :لئن أسد ْيت ّ
عشرا ،وال يريد
ً بعشرة أمثاله ،وفي الوعيدُ :يقال :لئن ك ّلمتني واحد ًة ألكلمنّك
التّحديد ،فكذا ها هنا ،والدليل على أنه ال يمكن حمله على التحديد :قوله تعالى:
﴿ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ
ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ﴾ [البقرة.)1(»]٢٦١ :
ٍ
معينة ال تعني أنها أفضل من غيرها من المسألة الثالثة :مضاعفة األجر لعبادة
الفرائض.
يقـول األلوسـي« :اعلـم أن الشـارع قـد يرتّـب الثـواب للعمـل؛ ّ
لئلا ُيتـرك،
بـل ير ّغـب فيـه ،فلا يكون ذلـك العمـل أفضل مـن العمـل المؤكّـد عليه الـذي لم
يترتّـب عليـه ذلك الثـواب ،فمن ذلك صلاة الضحى ،مـع أن الراتبة لفـرض الظهر
أفضـل مـن الضحـى ،وإنمـا رتّـب الثـواب على ذلـك؛ لكثـرة الغفلـة فيـه ،وأمثال
ذلـك كثيـر ٌة فـي األخبار ،فلا يفضل علـى الراتـب المؤكّـد وإن لم يع ّيـن أجره غير
الراتـب مـن النوافـل وإن رتـب أجره ،وقد اتّفـق أهل العلم أنـه ال يبلغ مرتبـة الراتبة
ٌ
نفـل مـن األحـكام وإن لـم يتع ّيـن قـدر أجرها ،فإن السـنن شـرعت لتتميـم نقائص
الفرائـض ،والنوافـل غيـر الراتبـة لتتميـم نقائـص السـنن الراتبـة ،فلا ينـوب ٌ
نفـل
ٍ
فـرض ال يسـقط بالنوافـل» ( ،)1وبنحـوه قال ٍ
فـرض يجـب قضـاؤه ،فقضـاء منـاب
السـيوطي في «قـوت المغتـذي»(.)2
***
تج ّلت حكمة اهلل في التشريع ،ورحمته في المك َّلفين ،أن ضاعف لهم الحسنة
يتقرب بها العبد إلى ر ّبه( ،)1وقد ٍ
الواحدة إلى عشر حسنات في جميع األعمال التي ّ
وردت هذه المضاعفة في أحاديث كثيرة سيأتي ذكرها بعد قليل ،وهذه المضاعفة
عا ّمة في جميع األعمال ،وتختلف عن المضاعفة المخصوصة التي ستأتي في
الفصول القادمة.
جم ٌع من أهل العلم ،منهم:
نص على هذه المضاعفة ْ
وقد ّ
أمر 1ـ جمال الدين ابن الجوزي :قال« :اعلم ّ
أن هذا الثواب على الحسنة ٌ
عشرا ،فهذا عز ّ
وجل ،وقد جعل لنا على الحسنة من تلك المقادير ً معلو ٌم عند اهلل ّ
الراتب ،وقد ُي َضاعف ذلك للمؤمن على قدر إخالصه ورضاه عنه إلى الر ْسم ّ
ّ
سبعمائة ،وإلى سبعين أل ًفا وأكثر»(.)2
2ـ محيي الدين النووي :قالّ :
«إن التضعيف بعشرة أمثالها ال ُبدّ بفضل اهلل ورحمته
ٍ
أضعاف ٍ
ضعف وإلى وو ْعده الذى ال يخلف ،والزيادة بعد بكثرة التضعيف إلى سبعمائة
ٍ
بعض على حسب مشيئته .)3(» ٍ
كثيرة يحصل لبعض الناس دون
(( ( انظر« :تيسير اللطيف المنان في خالصة تفسير القرآن» للسعدي (.)336/1
(( ( «كشف المشكل من حديث الصحيحين» البن الجوزي (.)206/2
(( ( «شرح النووي على صحيح مسلم» (.)12/17
٣
54
3ـ زيـن الديـن ابن رجـب الحنبلي :قـال« :المضاعفة للحسـنة بعشـر أمثالها
ال ُبـدّ منه»(.)1
4ـ ابن رسالن الشافعي :قال« :إن ّ
أقل ما َوعد اهلل به من األضعاف أن الحسنة
بعشر أمثالها ،وقد وعد بالواحدة سبعمائة ،ووعد ثوا ًبا بغير حساب» (.)2
5ـ شـهاب الديـن ابـن حجـر :قـال« :تضعيـف حسـنة العمـل إلـى عشـرة
جائـز وقوعـه بحسـب الزيـادة في اإلخلاص وصدق
ٌ مجـزو ٌم بـه ،ومـا زاد عليهـا
العـزم وحضـور القلـب»(.)3
6ـ عـز الديـن الشـهير باألمير الصنعانـي :قال «ثبـت بإخباره ﷺ أن الحسـنة
حتمـا مـن فضلـه تعالـى ،فالتضعيـف إلـى أكثـر منهـا فضـل من اهلل
بعشـر أمثالهـا ً
لمـن أراده تعالى»(.)4
ٍ
بعشر ،وقد 7ـ الشيخ عبد الرحمن السعدي :قالّ :
«أقل التضعيف أن الواحدة
ٍ
بأسباب»(.)5 تزيد على ذلك
وتحمل هذه المضاعفة العامة على ّ
أقل ما يكتبه اهلل للعبد ،وهو الحدّ األدنى
ٍ
وألسباب ضعف ،إلى أضعاف كثيرة(،)6ٍ الذي يستحقه ،ثم يضاعفه اهلل إلى سبعمائة
ٍ
عدة سبق ذكرها.
ّ
الملا علـي القـاري« :مضاعفـة العشـر هـو أقـل التضاعـف الموعـود يقـول
بقولـه تعالـى ﴿ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ﴾ [األنعـام ،]١٦٠ :واهلل يضاعف لمن
يشاء» (.)1
ٍ
حسنات أمثالها؛ أي: قال القرطبي في تفسير اآلية السابقة« :والتقديرَ :ف َل ُه عشر
له من الجزاء عشرة أضعاف مما يجب له ،ويجوز أن يكون له ٌ
مثل ،ويضاعف المثل
فيصير عشرة» (.)2
***
56
المبحث األول
المضاعفة العامة في أبواب العبادات والمعامالت
تنوعت اآلثار النبوية في بيان هذه المضاعفة العامة التي شملت أبواب العبادات
ّ
والمعامالت ،منها:
1ـ َعن َأبِي ُهرير َة َ ،أ َّن رس َ ِ
ث ول اهلل ﷺَ ،ق َالِّ :
«الص َيا ُم ُج َّن ٌة َفال َي ْر ُف ْ َ ُ ََْ ْ
َوال َي ْج َه ْلَ ،وإِ ِن ْام ُرؤٌ َقا َت َل ُه َأ ْو َشات ََم ُه َف ْل َي ُق ْل :إِنِّي َصائِ ٌمَ ،م َّر َت ْي ِنَ ،وا َّل ِذي َن ْف ِسي بِ َي ِد ِه
كَ ،يت ُْر ُك َط َع َام ُه َو َش َرا َب ُه المس ِ وف(َ )1ف ِم الصائِ ِم َأ ْطيب ِعنْدَ اهللِ َتعا َلى ِمن ِريحِ ِ َلخُ ُل ُ
ْ ْ َ َ ُ َّ
الح َسنَ ُة بِ َع ْش ِر َأ ْم َثالِ َها»(.)2 ِ ِ
الص َيا ُم ليَ ،و َأنَا َأ ْج ِزي بِه َو َ
ِ
َو َش ْه َو َت ُه م ْن َأ ْج ِل ِّ
قال البيضاوي« :والمعنىّ :
أن الحسنات ُيضا َعف جزاؤها من عشر أمثالها إلى
ِ
سبعمائة م ْث ٍلْ ،
بحسب ما بينها من التفاوت ،ويدل على أدناها قوله تعالى ﴿ﮎ ﮏ
ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ﴾ [األنعام.)3(»]١٦٠ :
هلل َع َّز َو َج َّل :ك ُُّل
ول ا ُ ول اهللِ ﷺَ « :ي ُق ُ 2ـ َع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة َ
قالَ :ق َال َر ُس ُ
عمائَة ِضع ٍ
ف ،ا ْلحسنَ ُة ع ْشر َأم َثالِها إِ َلى سب ِ
فَ ،ق َال اهللُ َع َّز َو َج َّل: ْ َ ْ َع َم ِل ا ْب ِن آ َد َم ُي َضا َع ُ َ َ َ ُ ْ َ
لصائِ ِم َف ْر َحت ِ
َان: ِ ِ ِ ِ ِ
الص ْو َمَ ،فإِ َّن ُه لي َو َأنَا َأ ْج ِزي بِهَ ،يدَ ُع َش ْه َو َت ُه َو َط َع َام ُه م ْن َأ ْجلي ،ل َّ إِ َّل َّ
اء َر ِّب ِه»(.)4َفرح ٌة ِعنْدَ فِ ْط ِر ِه ،و َفرح ٌة ِعنْدَ لِ َق ِ
َ ْ َ ْ َ
يح ال َف ِمَ .و َأ ْص ُل َها فِي النَّ َبات َأ ْن َينْ ُبت َّ
الش ْي ُء َب ْعدَ (( ( خلوف :قال ابن األثير« :ا ْل ِ
خ ْل َف ُة بِا ْلك َْس ِرَ :ت َغ ُّير ِر ِ
ف ِخ ْل َف ًة ُ الر ِائ َح ِة ْالُو َلىُ .ي َق ُالَ :خ َل َ َّ ِ ِ
وخ ُلو ًفا»« .النهاية فمه َي ْخ ُل ُ
ف ُ الش ْيء؛ لَن ََّها رائح ٌة َحدَ ثت َب ْعدَ َّ
في غريب الحديث واألثر» البن األثير (.)67/2
(( ( أخرجه البخاري في «صحيحه» رقم ( ،)1894ومسلم في «صحيحه» رقم (.)1151
((( «تحفة األبرار شرح مصابيح السنة» للبيضاوي (.)489/1
((( أخرجه مسلم في «صحيحه» رقم (.)1151
57 الفصل األول :المضاعفة العامة في كل األعمال
الصوم» :فإن ثوابه ال يقادر قدره ،وال يقدر إحصاءه «إل ّ قال البيضاوي« :قولهّ :
إال اهلل تعالى ،فلذلك يتو ّلى جزاءه بنفسه ،وال َي ِك ُل ُه إلى مالئكته» ،ثم قال:
أن سائر الحسنات راجع ٌة إلى صرف المال ،واشتغال البدن بما فيه
وثانيهماّ :
كسر النّ ْفس ،وتعريض البدن للنقصان والنحول ،مع ما فيه
يتضمن ْ
ّ رضاه ،والصوم
من الصبر على مضض الجوع وحرقة العطش ،فبينه وبينها أمدٌ بعيدٌ ،وإليه أشار
بقولهَ « :يدَ ُع َش ْه َو َت ُه َو َط َع َام ُه ِلَ ْجلِي»»(.)1
فإن قلت :جميع العبادات والطاعات هلل فلم خص الصوم بإضافته إليه بقوله:
«الص ْو ُم لِي»؟
َّ
وقـد أجـاب عليـه الكرماني بقوله« :سـبب إضافته :أنـه لم يعبد أحـد غير اهلل به
فلـم يعظـم الكفـار في عصر مـن األعاصر معبـود ًا لهم بالصيـام وإن كانـوا يعظمونه
بصـورة السـجود والصدقـة وغيـر ذلك وقيـل :إنه ليس للصائـم فيه حـظ إذ ال يطلع
عليـه أحـد ،وكيف يكون وفيه كسـر النفـس وتعريض البـدن للنقصـان والصبر على
حرقـة العطـش ومضض الجوع ،وقيل :إضافته للتشـريف كقولـه تعالى ﴿ﮆﮇ﴾
[الشمس.)2(»]١٣ :
58
60
والصحيح أن المضاعفة تزيد على سبعمائة كما أفادتها هذه الرسالة في مطاوي
مباحثها.
ِ ِ ِ
بَ ،و َأ ُبو َسـ َل َم َة الم َسـ ِّي ِ
الزهـري قالَ :أ ْخ َب َرني َسـعيدُ ْب ُن ُ ّ ـه ٍ
اب ـن ا ْب ِن ش َ 5ـ و َع ِ
ـول اهللِ ﷺ، ـالُ :أ ْخبِ َـر َر ُس ُ ـرو َ ق َ ـنَ ،أ َّن َع ْبـدَ اهللِ ْبـ َن َع ْم ٍ الر ْح َم ِ ِ
ا ْبـ ُن َع ْبـد َّ
ـت َل ُهَ :قـدْ ُق ْل ُت ُه
ـتَ ،ف ُق ْل ُ ـارَ ،و َلَ ُقو َمـ َّن ال َّل ْي َـل َما ِع ْش ُ ِ
ـولَ :واهلل َلَ ُصو َمـ َّن الن ََّه َ َأنِّـي َأ ُق ُ
َـمَ ،و ُص ْم ِم َن ِ
ـكَ ،ف ُص ْم َو َأ ْفط ْـرَ ،و ُق ْم َون ْ يع َذلِ َ ِ
َّك ال ت َْسـتَط ُ ْـت َو ُأ ِّمـي َق َالَ « :فإِن َبِ َأبِـي َأن َ
ـك ِم ْث ُل ِص َيـا ِم الدَّ ْه ِر». ـر َأ ْم َثالِ َهاَ ،و َذلِ َ ـه ِر َثال َثـ َة َأ َّيـامٍَ ،فـإِ َّن َ
الح َسـنَ َة بِ َع ْش ِ َّ
الش ْ
ُق ْل ُت :إِنِّي ُأطِ ُيق َأ ْف َض َل ِم ْن َذلِ َكَ ،ق َالَ « :ف ُص ْم َي ْو ًما َو َأ ْفطِ ْر َي ْو َم ْي ِن».
كـم َي ْو ًمـا َو َأ ْفطِ ْـر َي ْو ًمـاَ ،ف َذلِ َ
ـالَ « :ف ُص ْ يـق َأ ْف َض َـل ِمـ ْن َذلِ َ
ـكَ ،ق َ ـت :إِنِّـي ُأطِ ُ
ُق ْل ُ
يـق َأ ْف َض َل ِمـ ْن َذلِ َك. ـت :إِنِّـي ُأطِ ُ الص َيـامِ»َ ،ف ُق ْل ُ ـو َأ ْف َض ُ ِ
ـل ِّ ص َيـا ُم َد ُاو َد َ ،و ُه َ
«ل َأ ْف َض َل ِم ْن َذلِ َ
ك»(.)1 َف َق َال النَّبِ ُّي ﷺَ :
***
62
المبحث الثاني
المضاعفة العامة في أبواب اآلداب والفضائل
لم تقتصر المضاعفة على أبواب العبادات والمعامالت فحسب؛ بل شملت
أبواب اآلداب والفضائل ،من ذلك:
«م ْن َق َر َأ َح ْر ًفا ِم ْن ود قالَ :ق َال رس ُ ِ
ول اهلل ﷺَ : َ ُ
1ـ عن َعبد اهللِ ب ِن مسع ٍ
ْ َ ْ ُ ْ
ف ف َح ْر ٌ فَ ،و َلكِ ْن َألِ ٌ
ول الم َح ْر ٌالح َسنَ ُة بِ َع ْش ِر َأ ْم َثالِ َهاَ ،ل َأ ُق ُ ِ كِت ِ ِ
َاب اهلل َف َل ُه بِه َح َسنَ ٌةَ ،و َ
ف» (.)1يم َح ْر ٌ و َلم حر ٌ ِ
ف َوم ٌ َ ٌ َْ
أيضا:
ومنها ً
2ـ عن أبي سعيد الخدري قال :سمعت رسول اهلل ﷺ يقول« :إِ َذا َأ ْس َل َم
ِ ِ الم ُهُ ،ي َك ِّف ُر اهللُ َعنْ ُه ك َُّل َس ِّيئ ٍَة ك َ
اص: َان َب ْعدَ َذل َك الق َص ُ َان َز َل َف َها(َ ،)2وك َ ال َع ْبدُ َف َح ُس َن إِ ْس ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ
الس ِّي َئ ُة بِم ْثل َها إِ َّل َأ ْن َيت ََج َاو َز ا ُ
هلل َعن َْها»(.)3 الح َسنَ ُة بِ َع ْش ِر َأ ْم َثال َها إِ َلى َس ْب ِع مائَة ض ْعفَ ،و َّ
َ
قال ابن حجر« :قوله« :إذا أسلم العبد» هذا الحكم يشترك فيه الرجال والنساء،
ِ
وذكْره بلفظ المذكّر تغلي ًبا»(.)4
64
ت ِمنْ ُه َبا ًعاَ ،و َم ْن َأتَانِي ت ِمنْ ُه ِذ َرا ًعاَ ،و َم ْن َت َق َّر َب ِمنِّي ِذ َرا ًعا َت َق َّر ْب َُت َق َّر َب ِمنِّي ِش ْب ًرا َت َق َّر ْب ُ
ض َخطِي َئ ًة َل ُي ْش ِر ُك بِي َش ْيئًا َل ِقي ُت ُه بِ ِم ْثلِ َها اب ْالَ ْر ِ َي ْم ِشي َأ َت ْي ُت ُه َه ْر َو َل ًةَ ،و َم ْن َل ِق َينِي بِ ُق َر ِ
َمغ ِْف َرة»(.)1
أن التضعيف قال النووي« :قوله تعالى « َف َل ُه َع ْش ُر َأ ْم َثالِ َها َأ ْو َأ ِزيد» معناهّ :
بعشرة أمثالها ال ُبدّ بفضل اهلل ورحمته وو ْعده الذى ال ُيخلف ،والزيادة بعد بكثرة
كثيرة يحصل لبعض الناس دون بعض ٍ ٍ
أضعاف ٍ
ضعف وإلى التضعيف إلى سبعمائة
على حسب مشيئته .)2(»
َّاس َأ ْر َب َع ٌة، ِ ِ ٍ
6ـ َع ْن ُخ َر ْي ِم ْب ِن َفاتك ْالَ َسد ِّي َ ،ع ِن النَّبِ ِّي ﷺ َق َال« :الن ُ
ُور(َ )3ع َل ْي ِه ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َو ْالَ ْع َم ُال س َّت ٌةُ ،م َو َّس ٌع َع َل ْيه في الدُّ ْن َيا َو ْالخ َرةَ ،و ُم َو َّس ٌع َل ُه في الدُّ ْن َيا َو َم ْقت ٌ
ُور َع َل ْي ِه فِي ْال ِخ َر ِةَ ،و ُم َو َّس ٌع َع َل ْي ِه فِي ْال ِخ َر ِة ِ ِ
ُور َع َل ْيه في الدُّ ْن َيا َو َم ْقت ٌ
ِ ِ
في ْالخ َرةَ ،و َم ْقت ٌ
ِ
َان ،و ِم ْث ٌل بِ ِم ْث ٍل ،وع َشر ُة َأ ْضع ٍ ُور َع َل ْي ِه فِي الدُّ ْن َياَ ،و ْالَ ْع َم ُال ِس َّت ٌةُ :م ِ
اف، َ َ َ َ وج َبت ِ َ َم ْقت ٌ
ات ات ُم ْسلِ ًما َأ ْو ُم ْؤ ِمنًا َل ُي ْش ِر ُك بِاهللِ َش ْيئًا َد َخ َل ا ْل َجنَّ َةَ ،و َم ْن َم َ فَ ،م ْن َم َوسبع ِمائ َِة ِضع ٍ
ْ َ َ ُْ
فَ ،و َم ْن ت َل ُه َح َسنَ ٌة َل ت َُضا َع ُ كَافِ ًرا َد َخ َل الن ََّارَ ،و َم ْن َه َّم بِ َح َسن ٍَة َحتَّى ُي ْش ِع َر َها َق ْل َب ُه كُتِ َب ْ
ت َل ُه َع َش َر ُة ف َع َل ْي ِهَ ،و َم ْن َع ِم َل َح َسنَ ًة كُتِ َب ْ احدَ ٌة َل ْم ت َُضا َع ْ ت ع َلي ِه سي َئ ٌة و ِ ِ
َعم َل َس ِّي َئ ًة كُت َب ْ َ ْ َ ِّ َ
ِ
ف»(.)4 ت َله بِسب ِع ِمائ َِة ِضع ٍ َأم َثالِها ،ومن َأ ْن َف َق َن َف َق ًة فِي سبِ ِ ِ ِ
ْ يل اهلل كُت َب ْ ُ َ ْ َ ْ َ ََ ْ
خاص بالنفقة في ٌّ إن العمل الذي يضاعف إلى سبعمائةقال ابن حجر« :قيلّ :
«و َم ْن َع ِم َل
سبيل اهلل ،وتمسك قائله بما في حديث خريم بن فاتك المشار إليه :وفيهَ :
ت َله بِسب ِع ِمائ َِة ِضع ٍ ت َله ع َشر ُة َأم َثالِها ،ومن َأ ْن َف َق َن َف َق ًة فِي سبِ ِ ِ ِ ِ
ف»، ْ يل اهلل كُت َب ْ ُ َ ْ َ َح َسنَ ًة كُت َب ْ ُ َ َ ْ َ َ َ ْ
أن النفقة في سبيل اهلل تضاعف إلى سبعمائة ،وليس فيه َن ْفي
صريح في ّ
ٌ وتع ّقب :بأنه
صريحا ،ويدل على التعميم حديث أبي هريرة الماضي وفيه« :ك ُُّل ً ذلك عن غيرها
ف»»(.)1 حسن ٍَة بِع َشرة َأم َثالِها ،إِ َلى سب ِع ِمائ َِة ِضع ٍ
ْ َ ْ ْ َ َ َ َ
دل بحسنة ،كما ّ ٍ ينص على كتابة الحسنة ٌ وقد ُي ْش ِكل على هذا الفصل
حديث ّ
عليه حديث َأبِي ُهرير َة َ ،أ َّن رس َ ِ
هلل،«م ْن َق َال :ال إِ َل َه إِ َّل ا ُ ول اهلل ﷺ َق َالَ : َ ُ ََْ
الح ْمدُ َ ،و ُه َو َع َلى ك ُِّل َش ْي ٍء َق ِد ٌير ،فِي َي ْو ٍم ِما َئ َة َم َّر ٍة، ك َو َل ُه َالم ْل ُ
يك َل ُهَ ،ل ُه ُ َو ْحدَ ُه ال َش ِر َ
َت َل ُه ت َعنْ ُه ِما َئ ُة َس ِّيئ ٍَةَ ،وكَان ْ ت َله ِما َئ ُة حسن ٍَة ،وم ِ
ح َي ْ َ َ َُ
ِ
ابَ ،وكُت َب ْ ُ َت َل ُه َعدْ َل َع ْش ِر ِر َق ٍ كَان ْ
اء بِ ِه ،إِ َّل َأ َحدٌ ِ ِ ِ
ك َحتَّى ُي ْمس َيَ ،و َل ْم َي ْأت َأ َحدٌ بِ َأ ْف َض َل م َّما َج َ ان َي ْو َم ُه َذلِ َ ِح ْرزًا ِم َن َّ
الش ْي َط ِ
ك»(.)2 َع ِم َل َأ ْك َث َر ِم ْن َذلِ َ
ٍ
تهليلة كل ٍ
حسنة؛ فتكون ّ فمنطوق هذا الحديث :كتابة المائة تهليلة بمائة
يوجه الحديث بأن ٍ
بحسنة ،قال الدكتور صالح سندي ـ حفظه اهلل ـ« :ويمكن أن ّ
ُيقال :لع ّله لم يضاعف هذا الثواب من جهة العدد؛ لوجود ٍ
بدل عنه وهو ما ُيعطاه من
ثواب عتق عشر رقاب مع محو مائة س ّيئة وحصول التحرز من الشيطان ،وال شك أن
هذا القدر من الثواب أعظم من مضاعفة الحسنة بعشر أمثالها»(.)3
***
ف ٍ
يسير. (( ( «فتح الباري» البن حجر ( )326/11بتصر ٍ
ّ
(( ( أخرجه البخاري في «صحيحه» رقم ( ،)3293ومسلم في «صحيحه» رقم (.)2691
((( «المسائل العقدية المتعلقة بالحسنات والسيئات» للدكتور صالح سندي ( 654ـ .)655
الفصل الثاني
عة ّ
ومتنو ٍ ّ
محدد ٍة وبأجور
ٍ بأعمال ّ
خاص ٍة ٍ المضاعفة
مر َت ْين.
المبحث األول :المضاعفة ّ
المبحث الثاني :المضاعفة عشر مر ٍ
ات. ّ
مرة.
مرة إلى ستين ّ
المبحث الثالث :المضاعفة من عشرين ّ
مرة.
مرة إلى سبعمائة ّ
المبحث الرابع :المضاعفة من سبعين ّ
مرة.
مرة إلى ألف ألف ّ
المبحث الخامس :المضاعفة من ألف ّ
***
عة ّ
ومتنو ٍ ّ
محدد ٍة وبأجور بأعمال ّ
خاص ٍة الفصل الثاني :المضاعفة
69 ٍ ٍ
المبحث األول
مر َت ْين
المضاعفة ّ
ان؟ َق َالَ « :ن َع ْمَ ،ما ِم ْن ُم ْسلِ ٍم ُي ِصي ُب ُه َأ ًذىَ ،م َر ٌض َف َما
فقلت َل َك َأجر ِ
َْ ُ ِمنْك ُْم»َ .ق َال:
هلل َس ِّيئَاتِ ِه ،ك ََما ت َُح ُّط َّ
الش َج َر ُة َو َر َق َها»(.)3 ِ
س َوا ُه ،إِ َّل َح َّط( )2ا ُ
خصهم بـ«شـدّ ة األوجـاع واألوصاب لما وهـذه منّـ ٌة عظيم ٌة مـن اهلل ألنبيائه ْ
أن ّ
ويتم
خصهـم بـه من قـوة اليقيـن وشـدة الصبـر واالحتسـاب؛ ليكمل لهـم الثـواب ّ
ّ
لهـم الخيـر»( )4و«يعظـم لهم به األجر ،ويسـتخرج منهـم حاالت الصبـر ،والرضى،
والشـكر ،والتسـليم ،والتوكل ،والتفويـض ،والتضـرع ،والدعاء؛ إعظا ًمـا ألجرهم،
وتوفيـ ًة لثوابهم ،وتأكيـدً ا لتصابرهم في رحمـة الممتحنين ،والشـفقة على المبتلين،
وو ِع َك َف ُه َو:
المرض َو ْعكًا ُ
ُ هو ا ْل ُح َّمىَ ،و ِق َيل :أ َل ُمهاَ ،و َقدْ َو َع َك ُه
(( ( يوعك :قال ابن األثير« :ا ْل َو ْعكَ :
َم ْو ُع ٌ
وك»« .النهاية في غريب الحديث واألثر» (.)207 /5
حط الشيء يح ّطه إذا أنزله
تحط عنه خطاياه وذنوبه ،وهي ف ْعلة من ّ
ّ ّ
حط :قال ابن األثير« :أي: (( (
وألقاه»« .النهاية في غريب الحديث واألثر» (.)402/1
(( ( أخرجه البخاري في «صحيحه» رقم ( ،)5648ومسلم في «صحيحه» رقم (.)2571
(( ( «التوضيح لشرح الجامع الصحيح» البن الملقن (.)269/27
٣
70
قال الطحاوي« :تأ َّم ْلنا هذه اآلثار ،فوجدنا رسول اهلل ﷺ ّ
لما كان ال خطايا له
الو ْعكَ ،ج َعل له مكان ذلك من األجر ما كان ُح ّط عنه بما كان يصيبه في بدنه من َ ت َ
ودل ما في حديث أبي سعيد من قول رسول اهلل يجعل له فيه مما ُذ ِك َر في هذه اآلثارّ .
ﷺ جوا ًبا له عما سأله عنه فيه« :إِنّا ك ََذلِ َ
ك يشدّ د علينا البالء ،و ُي َضاعف لنا األجر»،
أنه أراد بذلك نفسه وسائر أنبياء اهلل عز وجل صلوات اهلل عليهم»(.)1
72
74
المل علي القاري« :فإن ُق ْل َت :يؤ ّيد إرادة اإلنجيل وحده رواية البخاري: قال ّ
يسى ُث ّم َآم َن بِي َف َل ُه َأ ْج َران»ُ .ق ْل ُت :ال يؤ ّيده؛ ّ ِ
النص على عيسى إنماألن ّ « َفإِ َذا َآم َن بِع َ
صحة إيمانه بأن لم يبلغه دعوة ٍ ٍ
مؤمن بموسى دون عيسى ،مع ّ لحكمة هي بعد بقاء هو
حمل أهل الكتاب ِ
عيسى إلى بعثة نب ّينا فآمن به ،وهذا وإن اس ُت ْبعد وجوده لكن في ْ
على ما يشمله فائدة ،هيّ :
أن اليهود من بنى إسرائيل ومن دخل في اليهودية من
يهودي مؤم ٌن بنبيه موسى ،ولم ّ
يكذب ٌّ غيرهم ولم يبلغه دعوة عيسى يصدق عليه أنه
نب ًّيا آخر بعده ،فإذا أدرك بعثة نبينا وآمن به تناوله الخبر المذكور واألجر المسطور،
متهودون ،ولم تبلغهم دعوة عيسى؛ الختصاص رسالته
عرب نحو اليمن ّ
ومن هؤالء ٌ
ببني إسرائيل إجما ًعا دون غيرهم ،فاتّضح بهذا ّ
أن المراد :التوراة واإلنجيل كما هو
المعهود ذهنًا في نصوص الكتاب والسنة»(.)1
ٌ
«محمـول علـى اقتصـار الـراوي وأجـاب المباركفـوري بقولـهّ :
إن هـذا
واختصـاره» (.)2
ويدخل معهم من دخل في اليهودية من غير بني إسرائيلَ ،أ ْو لم يكن بحضرة
عيسى فلم تبلغه دعوته يصدق عليه أنه يهودي مؤمن ،إذ هو مؤم ٌن بنبيه
موسى ولم يكذب نب ًّيا آخر بعده ،فمن أدرك بعثة محمد ﷺ ممن كان بهذه
المثابة وآمن به ال يشكل أنه يدخل في الخبر المذكور .قال ابن حجر« :ومن هذا
القبيل :العرب الذين كانوا باليمن وغيرها ،ممن دخل منهم في اليهودية ولم تبلغهم
دعوة عيسى ؛ لكونه ُأرسل إلى بني إسرائيل خاصة»(.)3
76
و ُأ ْش ِ
ـك َل علـى مـا سـبق :اليهـود الذين كانـوا بحضرة النبـي ﷺ ،والذيـن نزلت
فيهـم اآليـات التالية من سـورة القصـص﴿ :ﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ
ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ ﭠﭡﭢﭣ ﭤﭥﭦﭧﭨ ﭩﭪﭫﭬ
ﭭ ﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ ﭺﭻ
ﭼﭽﭾﭿﮀﮁ ﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ
ﮊﮋﮌﮍ﴾ [القصـص ٥١ :ـ .]٥٥
ت َه ِذ ِه اآل َي ُة فِي َع َش َر ٍة َأنَا
فعن رفاعة القرظي ـ وكان من س ْبي ُق َر ْيظة ـ قالَ « :ن َز َل ْ
َأ َحدُ ُه ْم ﴿ ﭒﭓﭔﭕﭖﭗ﴾»(.)1
«فهؤالء من بني إسرائيل ،ولم يؤمنوا بعيسى ،بل استمروا على اليهودية إلى أن
آمنوا بمحمد ﷺ ،وقد ثبت أنهم يؤتون أجرهم مرتين»(.)2
قال القاضي البيضاوي مع ّل ًقاُ « :يحتمل إجراء الحديث على عمومه ،إذ ال يبعد
أن يكون طرآن اإليمان بمحمد ﷺ سب ًبا لقبول تلك األديان وإن كانت منسوخة»(.)3
قـال ابـن حجـر« :ويمكـن أن ُيقـال فـي حق هـؤالء الذيـن كانـوا بالمدينـة إنه
لـم تبلغهـم دعـوة عيسـى ؛ ألنها لم تنتشـر في أكثـر البالد ،فاسـتمروا على
يهوديتهـم مؤمنين بنبيهم موسـى إلى أن جاء اإلسلام فآمنـوا بمحمد ﷺ،
فبهـذا يرتفع اإلشـكال إن شـاء اهلل تعالى»(.)4
78
وكذلك ما رواه ابن عمر ،أن رسول اهلل ﷺ قال« :إِن ََّما َأ َج ُلك ُْم فِي
سَ ،وإِن ََّما َم َث ُلك ُْم َو َم َث ُلالش ْم ِ
ب َّ َأج ِل من َخال ِمن األُممِ ،ما بين ص ِ
الة ال َع ْص ِر إِ َلى َمغ ِْر ِ َ َ َ َْ َ َ َ َ ْ
ار َع َلى ف الن ََّه ِ ود ،والنَّصارى ،كَرج ٍل اس َتعم َل عم ًالَ ،ف َق َال :من يعم ُل لِي إِ َلى نِص ِ ِ
ْ َ ْ ََْ َ ُ ْ ْ َ ُ َّ ال َي ُه َ َ َ
اط ِقير ٍار ع َلى ِقير ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ ٍ
اطُ ،ث َّم َق َالَ :م ْن َي ْع َم ُل َ َ ق َيراط ق َيراطَ ،ف َعم َلت ال َي ُهو ُد إِ َلى ن ْصف الن ََّه ِ َ
ف ت النَّصارى ِمن نِص ِ اطَ ،فع ِم َل ِ اط ِقير ٍ الة العص ِر ع َلى ِقير ٍ ار إِ َلى ص ِ ف الن ََّه ِ لِي ِمن نِص ِ
ْ ْ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ ْ
اطُ ،ثم َق َال :من يعم ُل لِي ِمن ص ِ
الة ال َع ْص ِر اط ِقير ٍ الة العص ِر ع َلى ِقير ٍ ار إِ َلى ص ِ الن ََّه ِ
ْ َ َ ْ ََْ َّ َ َ َ ْ َ َ
ون ِمن ص ِ ِ ِ ِ
الة ال َع ْص ِر ين َي ْع َم ُل َ ْ َ س َع َلى ق َيرا َط ْي ِن ق َيرا َط ْي ِنَ ،أالَ ،ف َأ ْنت ُُم ا َّلذ َ الش ْم ِ ب َّ إِ َلى َمغ ِْر ِ
َضب ِِ ِ ِ
ت ال َي ُهو ُد، سَ ،ع َلى ق َيرا َط ْي ِن ق َيرا َط ْي ِنَ ،أال َلك ُُم األَ ْج ُر َم َّر َت ْي ِنَ ،فغ َ الش ْم ِ ب َّ إِ َلى َمغ ِْر ِ
80
82
عذاب الناس ،والعكس إذا آمنوا؛ ألنه في قوة أنه من الجهنميين ،فهو من أسلوب
قوله :فالن من العلماء ،أي له مساهمة معهم في العلم ،وأن الوصف كاللقب
المشهور له»(.)1
***
((( «شرح الطيبي على المشكاة المسمى الكاشف عن حقائق السنن» (.)451/2
(( ( انظر« :القبس في شرح الموطأ» البن العربي (.)959/3
ُون و ِ ِ
احدً ا ،وي َق ُع الرجل وأتبا ُعه ،وأحدُ هم َخائ ٌلَ .و َقدْ َيك ُ َ
«الخ َو ُلَ :ح َش ُم ُ
(( ( َخ َولكم :قال ابن األثيرَ :
ِ ِ بد واأل َمةَ ،و ُه َو َم ْأ ُخو ٌذ ِم َن الت ْ
َع َلى الع ِ
الرعاية» .النهاية في غريب َّخ ِويل :التَّمليكَ .وق َيل :م َن ِّ َ
الحديث (.)88/2
(( ( أخرجه البخاري في «صحيحه» رقم ( ،)2545ومسلم في «صحيحه» رقم (..)1661
((( «القبس في شرح موطأ مالك بن أنس» البن العربي (.)959/1
عة ّ
ومتنو ٍ ّ
محدد ٍة وبأجور بأعمال ّ
خاص ٍة الفصل الثاني :المضاعفة
83 ٍ ٍ
انَ :ر ُج ٌل النبي ﷺ قالَ « :ثال َث ٌة َل ُه ْم َأ ْج َر ِ وعن أبي موسى األشعري أن ّ
وك إِ َذا َأ َّدى َح َّق اهللِ َو َح َّق ٍ ِ ِم ْن َأ ْه ِل الكِت ِ
الم ْم ُل َُابَ ،آم َن بِنَبِ ِّيه َو َآم َن بِ ُم َح َّمد ﷺَ ،وال َع ْبدُ َ
ِ ِ موالِ ِيه ،ورج ٌل كَان ْ ِ
َت عنْدَ ُه َأ َم ٌة َف َأ َّد َب َها َف َأ ْح َس َن ت َْأدي َب َهاَ ،و َع َّل َم َها َف َأ ْح َس َن َت ْعل َ
يم َهاُ ،ث َّم ََ ُ ََ
ان»(.)1 َأ ْع َت َق َها َف َتز ََّو َج َها َف َل ُه َأ ْج َر ِ
فمن صفة العبد المملوك الصالح أنه «لسيده الخاد ُم المطيع والحافظ األمين،
يخلص لسيده في سائر أعماله ،يحرص على ماله وينميه ،ويحافظ على بناته وبنيه،
يرشده إلى ما يراه الخير ،وينبهه إلى مواطن الشر ،وهو لربه مؤد للحقوق ،قائم
بالواجبات فال يلهيه القيام بخدمة سيده ،عن القيام بحق بارئه ،فإذا ما نودي للصالة
هرول إليها ،وإذا ما دعي لمكرمة أجابها ،وإذا ما رغب إليه سيده في اقتراف جريمة
نصحه وأطاع ربه ،فهو بأوامر الدين قائم ،ولنواهيه تارك ،وللقرآن ذاكر ،وللسوء
مخاصم»(.)2
َف َو ْج ُه المضاعفة في هذا الحديث هو حصول العبد على«أجر عبوديته هلل
الر ّق» (،)3
وتحمله مضض العبودية ،واإلذعان لحقوق ّ
ّ تعالى ،وأجر طاعته لسيده،
يقول القاضي عياض« :ذلك ّ
أن جميع تصرف العبد غال ًبا في امتثال األوامر؛ إما هلل
وإما لمالكه ،بخالف الحر الذى يتصرف باختياره ،فالعبد طائع لمواله بما ملكه اهلل
من منافعه ،وطاعته له طاعة هلل ،فأجره أبدً ا متصل»(.)4
وطاعة العبد لسيده مرتهن ٌة ْ
بنصحه له ورعايته لماله ،كما بينته الرواية األخرى.
84
ول اهللِ ﷺ َق َال« :ال َع ْبدُ إِ َذا ن ََص َح َس ِّيدَ ُهَ ،و َأ ْح َس َن
َف َع ِن ابن عمر َ أ َّن َر ُس َ
ِع َبا َد َة َر ِّب ِه ،ك َ
َان َل ُه َأ ْج ُر ُه َم َّر َت ْين»(.)1
قال أبو الوليد الباجي في تفسير معنى الن ّْصح الوارد في الحديثُ « :ي ِريد حفظه
وأنماه وامتثل أمره في الطاعة والمباح ،ولم َيخنْ ُه ،و َأ ْح َسن مع ذلك عبادة ر ّبه عز
أجر عام َل ْين؛ ألنه ٌ
عامل بطاعة اهلل، وجل له أجره مرتين ،يريد ـ واهلل أعلم ـ أنه له ْ
مأمور بذلك»(.)2
ٌ ٌ
وعامل بطاعة سيده وهو
ـض المملوك علـى ن ُْص ِح سـ ّيده؛ ألنّـه را ٍع فـي ماله،
قـال ابـن بطـال« :فيـه َح ّ
مسـئول عمـا اسـت ِ
أن أثـر نصحه طاعـة اهلل؛ فلهذا تب ّيـن فضل أجره ُرعي ،فبان ّ ٌ ّ وهـو
فـي طاعة اهلل علـى طاعة مـواله»(.)3
الصالِحِ ِ ِ ِ
أن رسول اهلل ﷺ قال« :ل ْل َع ْبد ا ْل َم ْم ُلوك ّ
وعن أبي هريرة ّ ،
ان» ،ولفظ مسلم« :ا ْل ُم ْصلِحِ »( .)4قال أبو هريرة مع ّل ًقا ـ عقب الحديث السابق ـ:
َأ ْج َر ِ
ج َها ُد فِي َسبِ ِ
يل اهللَِ ،وا ْل َح ُّجَ ،وبِ ُّر ُأ ِّميَ ،لَ ْح َب ْب ُ
ت «وا َّل ِذي َن ْف ُس َأبِي ُه َر ْي َر َة بِ َي ِد ِهَ ،ل ْو َل ا ْل ِ
َ
وك». وت َو َأنَا َم ْم ُل ٌ
َأ ْن َأ ُم َ
رواية أخرى عن أبي هريرة مرفو ًعا« :إِ َذا َأ َّدى ا ْل َع ْبدُ َح َّق اهللِ َو َح َّق َم َوالِ ِيه،
ٍ وفي
َان َل ُه َأ ْج َر ِ
ان»(.)5 ك َ
ٍ
روايـة أخرى عن َأبِي ُهريـرةََ ،عن رس ِ ِ
ـول اهلل ﷺ َق َال« :إِ َذا َأ َط َ
ـاع ا ْل َع ْبدُ َر َّب ُه ْ َ ُ َْ َ وفـي
قـال النـووي« :المملـوك المصلـح :هـو الناصـح لسـ ّيده ،والقائم بعبـادة ر ّبه
بالـر ّق»(.)3
وإن لـه أجر ْين؛ لقيامـه بالح َّق ْين ،والنكسـاره ّ
المتوجبـة عليـهّ ،
ّ
وانتصـر لـه ابـن حجر بقولـه« :اسـم الصالح يشـمل ما تقـدم من الشـرطين،
وهمـا :إحسـان العبـادة والنصـح للسـيد .ونصيحـة السـيد تشـمل أداء حقـه مـن
الخدمـة وغيرهـا»(.)4
((( القائل هو :ثابت ال ُبناني الراوي عن أبي رافع .انظر« :شرح النووي على صحيح مسلم» (.)139/1
((( أخرجه إسحاق بن راهويه في «مسنده» رقم ( ،)21وإسناده صحيح.
(( ( «شرح النووي على صحيح مسلم» (.)136/11
(( ( «فتح الباري» البن حجر (.)175/5
((( «عمدة القاري» للعيني (.)121/2
((( «عمدة القاري» للعيني ()109/13
(( ( «التوضيح لشرح الجامع الصحيح» البن الملقن (.)226/16
(( ( أخرجه البخاري في «صحيحه» رقم (.)2551
٣
86
انَ :أ ْج ُر َما َأ ْح َس َن ِع َبا َد َة َر ِّب ِهَ ،و َأ ْج ُر َما َأ َّدى إِ َلى َملِيكِ ِه ا َّل ِذي زاد بعضهمَ « :ل ُه َأ ْج َر ِ
َع َل ْي ِه ِم َن ا ْل َح ِّق»(.)1
استمر العبد في هذين الفرضين حتى أن األجر مع َّل ٌق إذا رواية أخرى تب ّين ّ ٍ وفي
ّ
الوفاة ،فعن أبي هريرة ،أن رسول اهلل ﷺ قال« :نِ ِعما لِ ْلمم ُل ِ
وك َأ ْن ُيت ََو َّفى َّ َ ْ
ُي ْح ِس ُن ِع َبا َد َة اهللَِ ،و َص َحا َب َة َس ِّي ِد ِه ،نِ ِع َّما َل ُه»(.)2
عبـد قـال :يـا فلان ،أبشـر زاد البيهقـي« :وكان عمـر إذا مـر علـى ٍ
ّ
باألجـر مرتيـن» (.)3
أن من كان عليه فرضان فقام بهما وأ ّداهما كان البر« :هذا ّ
يدل على َّ قال ابن عبد ّ
أفضل ممن كان عليه واحد وأ ّداه ،وكذلك سائر ما زاد من الفرائض واهلل أعلم ،وهذا
وبر الوالدين ،وغير ذلك مما يطول ِذكْره»(.)4
والحجّ ،
ّ يدخل فيه :الزكاة،
قال المه ّلب مع ّل ًقا على األجر ْين السابق ْين« :ال ُيقالّ :
إن األجر ْين متساويان؛
والعيني(،)7
ّ وأقره ابن المل ّقن(،)6 ّ
ألن طاعة اهلل أوجب من طاعة المخلوقين» ّ ،
()5
وتع ّقبه العراقي بقوله« :طاعة المخلوق المأمور بها هي من طاعة اهلل ،وذلك كطاعة
أولي األمر وطاعة الزوج والمالك والوالد»(.)8
أحدهما :أنه لما كان جنس العمل مختل ًفا؛ ألن أحدهما طاعة اهلل واآلخر طاعة
خصه بحصول أجره مرتين؛ ألنه يحصل له الثواب على عمل ال يأتي في
مخلوق ّ
حق غيره ،بخالف من ال يأتي في ح ّقه إال طاعة خاصة فإنه يحصل أجره مرة واحدة،
ٍ
واحد لكن تظهر مشاركة المطيع ألميره ٍ
جنس عمل أجر ،وأعماله منأي :على كل ٍ
والمرأة لزوجها والولد لوالده له في ذلك.
ثانيهما :يمكن أن يكون في العمل الواحد طاعة اهلل وطاعة سيده فيحصل له
على العمل الواحد األجر مرتين المتثاله بذلك أمر اهلل ،وأمر سيده المأمور بطاعته
واهلل أعلم(.)1
وقـال القاضـي عيـاض« :إمـا أن يكـون التضعيـف المـراد بـه كثـرة األجـور
الحـر ،أو يكـون علـى وجـه التضعيـف المعـروف فـي أجـر
ّ وزيادتهـا علـى أجـر
العمـل الواحـد مـن طاعـة اهلل تعالـى ،بمـا امتحـن بـه مـن الـرق وربقـة العبودية،
ٍ
ألسـباب أخر من المـرض ،والمقام تفض ً
لا مـن اهلل تعالـى عليه ،كمـا ُض ّعف ذلك ّ
بالمدينـة وغير ذلـك»(.)2
88
وذهب الصنعاني إلى أن المراد بقوله« :كان له أجران» ليس «أجر طاعة ر ّبه
ٍ
عامل ،بل المراد يضاعف له أجر وأجر طاعة مواليه ،فإنه معلو ٌم أن اهلل ال يضيع عمل
كل عمل نظير قوله تعالى﴿ :ﭙ ﭚ ﭛ﴾ [األحزاب.)1( »]٣١ :
1ـ قال المه ّلب« :فيه دليل َع َلى أن من أحسن في معنيين من أي فعل كان من
أفعال البر فله أجره مرتين واهلل يضاعف لمن يشاء ،وحصول األجر مرتين بكونه
أدى حق اهلل وحق مواليه كما نطق به الحديث»(.)2
العبد منه من خفض الجناح ،ولين القول والتذ ّلل ما يلزم المسلمين ،وأما السعي
عليهما بالنفقة والكسوة فال يلزمه؛ ألن نفقته وكسوته على مواله ،وكسبه لمواله،
ٍ
شيء منه إال بإذنه» (.)1 تصرف له في
وال ّ
يتعرض ـ يعني أبا هريرة ـ للعبادات المالية ـ كالزكاة
4ـ قال ابن حجر« :لم ّ
وغيرها ـ ،إما لكونه كان إذ ذاك لم يكن له ٌ
مال يزيد على قدر حاجته ،فيمكنه صرفه
في القربات بدون إذن السيد ،وإما ألنه كان يرى ّ
أن للعبد أن يتصرف في ماله بغير
إذن السيد»(.)2
***
لما َج َرت العادة بامتالك الرجل لإلماء والجواري ،فإنهن يك ّن خد ًما عنده
ويأتمرن بأمره ،فإن أحسن إلى َأ َمتِ ِه فأكرمها وأطعمها وأدبها وع ّلمها ثم أعتقها
مرتين.
وتزوجها فإن اهلل يضاعف له األجر ّ
انَ :ر ُج ٌل النبي ﷺ قالَ « :ثال َث ٌة َل ُه ْم َأ ْج َر ِ فعن أبي موسى األشعري أن ّ
وك إِ َذا َأ َّدى َح َّق اهللِ َو َح َّق ٍ ِ ِم ْن َأ ْه ِل الكِت ِ
َابَ ،آم َن بِنَبِ ِّيه َو َآم َن بِ ُم َح َّمد ﷺَ ،وال َع ْبدُ َ
الم ْم ُل ُ
ِ ِ موالِ ِيه ،ورج ٌل كَان ْ ِ
َت عنْدَ ُه َأ َم ٌة َف َأ َّد َب َها َف َأ ْح َس َن ت َْأدي َب َهاَ ،و َع َّل َم َها َف َأ ْح َس َن َت ْعل َ
يم َهاُ ،ث َّم ََ ُ ََ
ان»(.)3 َأ ْع َت َق َها َف َتز ََّو َج َها َف َل ُه َأ ْج َر ِ
قال ابن بطال مب ّينًا سبب هذه المضاعفة« :الذى يعتق َأ َم َت ُه فيتزوجها فله أجر
90
آخذ ٍّ
بحظ مفارق للكبرٌ ،
ٌ العتْق والت ّْزويج ،وأجر التأديب والتعليم .ومن فعل هذا فهو
ٍ
ومنصب» ( ،)1وانتصر لهذا ٍ
شرف ٌ
وتارك للمباهاة بنكاح ذات وافر من التواضع، ٍ
أجر إلعتاقها وتزويجها، «أجر في ُم َقاب َلة تعليمها وتأديبهاَ ،و ٌ ٌ الرأي :المناوي وقال:
عرفيَ ،وال َّثانِي َش ْر ِع ّي،
ّ وغاير َبين الت َّْأ ِديب والتعليم َم َع َأنه قد يدْ خل فِ ِيهِ ،لَ ّن األول
َأو :األول ُد ْن َي ِو ّيَ ،وال َّثانِي أخروي»(.)2
وذهب العيني إلى أن المضاعفة إنما هي بسبب العتق والزواج دون التأديب
َان َولم ي ْعتَبر ا ْلكل؟ قلتِ :لَن الت َّْأ ِديب
والتعليم ،قالَ « :فإِن قلت :لِم لِم يعتَبر إالَّ ا ْثنَت ِ
َ ْ ْ
والتعليم يوجبان ْالجر فِي ْالَ ْجنَبِ ّي َو ْالَ ْو َلد َو َج ِميع النَّاس َفلم يكن ُم ْخت ًَّصا باإلماء،
ال ْعتِ َبار إال فِي ا ْل ِج َه َت ْي ِن ،وهما :ا ْلعتْق والتزوجَ .فإِن قلت :إِذا ك َ
َان ا ْل ُم ْعتَبر َفلم يبق ِ
ْ
َأمر ْينَ ،ف َما َف ِائدَ ة ذكر ْالَمر ْي ِن اآلخرين؟ قلتِ :لَن الت َّْأ ِديب والتعليم أكمل لِ ْل ِ
جر،
إِ ْذ تزوج ا ْل َم ْر َأة المؤدبة المعلمة َأكثر بركَة َوأقرب إِ َلى َأن تعين َز َ
وجها على دينه»(.)3
قـال القـاري« :وكان هـذا هـو الحامـل لهـم ـ أي أهـل العلـم ـ مـن تفسـيرهم
األجريـن بواحـد علـى العتـق وآخر علـى التـزوج؛ ألنه يصيـر محسـن ًا إليها إحسـان ًا
أعظـم بعـد إحسـان أعظـم بالعتـق؛ ألن األول فيـه تخليـص مـن قهـر الرق وأسـره،
والثانـي فيـه الترقـي إلـى إلحـاق المقهور بقاهـره ،قال تعالـى في الزوجـات﴿ :ﮘ
ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ﴾ [البقـرة.)4(»]٢٢٨ :
قـال المنـاويَ « :ق َـرن العتـق بالتزويج؛ لمـا فيه من قمـع الكبـر وإذالل النفس
وتـرك التعاظـم ،إذ لـم يكتف سـيدها بعتقها حتـى تزوجها ولم يتزوج ذات شـرف
وأصالـة ومال»(.)1
َت
«م ْن كَان ْ رواية أخرى َعن َأبِي موسى َ ،ق َالَ :ق َال رس ُ ِ ٍ
ول اهلل ﷺَ : َ ُ ُ َ ْ وفي
َان َل ُه َأ ْج َران»(.)3 ار َي ٌة َف َعا َل َها(َ ،)2ف َأ ْح َس َن إِ َل ْي َها ُث َّم َأ ْع َت َق َها َو َتز ََّو َج َها ك َ َل ُه َج ِ
ول اهللِ ﷺَ : ٍ
«أ ُّي َما وسى َ ق َالَ :ق َال َر ُس ُ وفي رواية أخرى َع ْن َأبِي ُم َ
يم َهاَ ،و َأ َّد َب َها َف َأ ْح َس َن ت َْأ ِدي َب َهاُ ،ث َّم َأ ْع َت َق َها ِ ِ
َت عنْدَ ُه َوليدَ ةٌَ ،ف َع َّل َم َها َف َأ ْح َس َن َت ْعل َ
رج ٍل كَان ْ ِ
َ ُ
ان،َابَ ،آم َن بِنَبِ ِّي ِه َو َآم َن بِي َف َل ُه َأ ْج َر ِ انَ ،و َأ ُّي َما َر ُج ٍل ِم ْن َأ ْه ِل الكِت ِ َو َتز ََّو َج َها َف َل ُه َأ ْج َر ِ
ان»(.)4 وك َأ َّدى َح َّق َم َوالِ ِيه َو َح َّق َر ِّب ِه َف َل ُه َأ ْج َر ِ و َأيما مم ُل ٍ
َ ُّ َ َ ْ
ِ صلهاَ :ما َو َلد من ْ ِ
ثم
ال َماء في ملك الرجلَّ ، ومعنى الوليدة« :أيَ :أ َمةَ ،و َأ َ
َت ِعنْدَ ُه َأ َم ًة َي َط ُؤ َها»« :أي ٍ ٍ ()5
كل َأ َمة» ،وجاء في رواية أخرىَ :
«ر ُج ٌل كَان ْ ُأطلق على ّ
أيضا يحصل له الثواب في تربيتها»(.)6 يجامعها ،وفائدة هذا القيد أنه مع هذا ً
رواية أخرى َع ْن َصالِ ِح ْب ِن َصالِ ٍح ا ْل َه ْمدَ انِ ِّي َق َالَ :ر َأ ْي ُت َر ُج ًل ِم ْن َأ ْه ِل ٍ وفي
ون فِي ان َي ُقو ُل َ
اس َ ِ ِ
الش ْعبِ َّيَ ،ف َق َالَ :يا َأ َبا َع ْم ٍرو ،إِ َّن َم ْن ق َب َلنَا م ْن َأ ْه ِل ُخ َر َ
ان َس َأ َل َّ
اس َ
ُخ َر َ
الش ْعبِ ُّيَ :حدَّ َثنِي َأ ُبو ب َبدَ َن َت ُهَ ،ف َق َال َّ الرج ِل إِ َذا َأ ْعت ََق َأم َتهُ ،ثم ت ََزوجهاَ :فهو كَالر ِ
اك ِ َ ُ َّ َّ َ َ ُ َ َّ َّ ُ
ول اهللِ ﷺ َق َالَ « :ث َل َث ٌة ُي ْؤت َْو َن َأ ْج َر ُه ْم َم َّر َت ْي ِن:وسىَ ،ع ْن َأبِ ِيهَ ،أ َّن َر ُس َ
ُب ْر َد َة ْب ُن َأبِي ُم َ
92
َاب َآم َن بِنَبِ ِّي ِهَ ،و َأ ْد َر َك النَّبِ َّي ﷺ َف َآم َن بِ ِه َوا َّت َب َع ُه َو َصدَّ َق ُهَ ،ف َل ُه َأ ْج َر ِ
ان، َر ُج ٌل ِم ْن َأ ْه ِل ا ْلكِت ِ
َت َل ُه َأ َم ٌة َفغ ََذ َاها
انَ ،و َر ُج ٌل كَان ْ وك َأ َّدى َح َّق اهللِ َت َعا َلى َو َح َّق َس ِّي ِد ِهَ ،ف َل ُه َأ ْج َر ِ
َو َع ْبدٌ َم ْم ُل ٌ
َف َأ ْح َس َن ِغ َذ َاء َهاُ ،ث َّم َأ َّد َب َها َف َأ ْح َس َن َأ َد َب َهاُ ،ث َّم َأ ْع َت َق َها َو َتز ََّو َج َها َف َل ُه َأ ْج َر ِ
ان» (.)1
ومعنى استدالل أهل العراقّ :
أن الناقة تُهدى إلى بيت اهلل ،ومن أهدى بدنة
ُيكره له ركوبها؛ ألنه قد جعلها هلل ،وأخرجها عن ملكه ،وكذلك من أعتق َأ َم ًة فقد
محررة هلل ،فهي بمنزلة البدنة ،فإذا تزوجها كان كأنه قد ركب بدنته ،فر ّد
جعلها ّ
عليهم الشعبي بهذا الحديث.
ولعظيم هذا األجر :قام النبي ﷺ ِبف ْع ِل ِه مع صف ّية بنت ُح َي ٍّي ،فعن
«س َبى النَّبِ ُّي ﷺ َص ِف َّي َة َف َأ ْع َت َق َها َو َتز ََّو َج َها»َ .ف َق َال َثابِ ٌت َأنَس ْب ِن َمالك قالَ :
ِ ٍ
ويخلـص بمجمـوع الروايـات أن مضاعفـة األجـر مرتين فـي موضـوع األَ َم ِة
يكـون لمن:
«أ َّد َب َها َف َأ ْح َس َن َأ َد َب َها» :أي «ع ّلمها الخصال الحميدة مما يتع ّلق بآداب
2ـ َ
تأديبها بأن يكون بلطف من غير عنف»( ،)1وقال المناوي« :أ ّدبها بأن راضها بحسن
الرفق ِ
األخالق ،وحملها على جميل الخصال ،فأحسن تأديبها بأن استعمل معها ّ
والتأنّي ،وبذل الجهد في إصالحها»(.)2
ِ
يم َهـا» :أي« :علمهـا ما ال ُبدّ من أحكام الشـريعة لها، 3ـ « َع َّل َم َهـا َف َأ ْح َس َ
ـن َت ْعل َ
فاألهـم»( ،)3زاد المناوي« :وما يتيسـر من مندوباته
ّ األهـم
ّ فأحسـن تعليمهـا بتقديم
ومطلوباته»(.)4
ٍ
ثمـرة يقـول الصنعانـي مع ّل ًقـا علـى هـذه األمـور بقولـه« :جمـع لهـا بيـن
ظاهرهـا بحسـن الغـذاء ،وباطنهـا بحسـن الديـن واألخلاق فـإن اآلداب الظاهرة
نتيجـة األخلاق الباطنـة»(.)5
4ـ « ُث ّم َأ ْع َت َق َها» :أي :جعلها ُح ّرة بعد ذلك ك ّله ابتغا ًء لمرضاة اهلل(.)6
5ـ « َتز ََّو َج َها» :أي« :تحصينًا له ،ورحم ًة عليها»(.)7
بـ«ثم» التي
ّ يقول الصنعاني مع ّل ًقا على قوله« :ثم أعتقها وتزوجها»« :ع ّبر عنه
للتراخي؛ إلفادة أنه قد ك َُم َل ْت لديه بحسن الظاهر والباطن ،فالنفس عليها شحيح ٌة،
ٍ
حينئذ َع ُظ َم الموقع بإخراجها عن ملك اليمين. كامل ،فإذا أعتقها ٌ ِ
واإل ْلف بها
94
القرآن الكريم هو كالم اهلل الذي تع ّبد األمة بتالوته وقراءته وحسن تالوته،
وح ْفظِ ِه وتعهده بالقراءة من الفضل ما ال يخفى ،قال تعالى:
وجعل اهلل لتالوته ِ
﴿ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ
ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ
ﰂ ﰃ﴾ [فاطر ٢٩ :ـ .]٣٠
مطـرف بـن عبـد اهلل إذا قـرأ هـذه اآليـة يقـول« :هـذه آيـة
ّ وكان
القـراء»()1؛ «وذلـك لمـا أثبته لهم مـن األجر العظيـم وال ّثواب المضاعـف ،فهم ال
ّ
القرطبي« :هذه
ّ ً
وفضلا» ( ،)2قـال ينعمـون باألجـر واف ًيـا ،وإنّما يزيدهـم اهلل إكرا ًما
الزيـادة هـي ّ
الشـفاعة في اآلخـرة»(.)3 ّ
ومن جملة عناية الشريعة بالقرآن :ترغيب الناس في قراءته بمضاعفة األجور
وتشق عليه أجر ْين.
ّ لقارئه ،حتى جعل لمن لم يحسن القراءة
96
1ـ أن يكون معنى كونه مع المالئكة أن له في اآلخرة منازل يكون فيها رفيق ًا
للمالئكة السفرة التصافه بوصفهم بِ َح ْم ِل كتاب اهلل تعالى.
الس َفرة وسالك مسلكهم(.)1
2ـ يراد أنه عامل بعمل َّ
ٌ
حافظ له، قال القاضي البيضاوي« :الماهر بالقرآن :من حيث إنه حامل للقرآن،
الس َفرة ومعدو ٌد
أمي ٌن عليه ،ويؤ ّديه إلى المؤمنين ،ويكشف لهم ما يلتبس عليهم ،مع َّ
من عدادهم ،فإنهم الحاملون ألصله ،الحافظون له ،ينزلون به على أنبياء اهلل ورسله،
ويؤدون إليهم ألفاظه ،ويكشفون عليهم معانيه» (.)2
وأمـا معنـى التعتعة فـي الحديث السـابق :فقد قال النـووي« :هو الـذي يتر ّدد
فـي تالوته؛ لضعـف حفظه»(.)3
وقـال القاضـي البيضـاوي« :أي :يتو ّقـف فـي تالوتـه ،والتعتعـة فـي الكالم:
ٍ
حفـظ»(.)5 عـي»( ،)4زاد المنـاوي« :أو ض ْعـف ٍ
لحصـر أو ٍّ التـر ّدد فيـه
وأجر ب َت ْع َت َعتِه في تالوته ومش ّقته(.)6
ٌ أجر بالقراءة
أما الذي َي َت َت ْعتَع فيه فله أجرانٌ :
أجرا من وقد ُيشكل على البعض أن الذي يتعتع في القرآن وهو عليه ٌّ
شاق أكثر ً
الماهر فيه ،وقد أجاب على هذا اإلمام إسحاق بن راهويه بقوله« :أجران :يعني نفس
ٍ
حرف ُيضاعف له حتى يصير له أجران ،والماهر به هو فوقه، أجر ّ
كل الحروف ،أيُ :
كما جاء في أجر من كرر كلمات المؤذن يعني :مثل أجر الكلمات التي تك ّلم بها
ٍ
ويابس، ٍ
رطب مثل ِ
أجر من سمعه من المؤ ّذن ،ويفضله المؤ ّذن بما صار مؤ ّذنًا فله ُ
ص بها المؤ ّذن»(.)1
كالمتشحط في دمه ،وهو ّأول من ُيكسى ،وأشباه ذلك ُخ ّ
ّ وهو
وبنحوه أجاب القاضي عياض بقوله« :ليس معناه الذي َي َت َت ْعت َُع عليه له من
أجور
ٌ الس َفرة ،وله
أجرا؛ ألنه مع ّ
األجر أكثر من الماهر به ،بل الماهر به أفضل وأكثر ً
كثيرةٌ ،ولم يذكر هذه المنزلة لغيره ،وكيف يلحق به من لم ِ
يعتن بكتاب اهلل تعالى
ِ
وحفظه وإتقانه وكثرة تالوته وروايته كاعتنائه حتى مهر فيه واهلل أعلم»(.)2
يصح
أجرا من الماهر ،وال ّ قال القاضى عياض« :ليس فيه ٌ
دليل على أنّه أعظم ً
أجور كثيرةٌ ،ولمٌ الس َفرة فمنزلته عظيم ٌة ،وله هذا إذا كان عالم ًا به؛ ّ
ألن من هو َم َع َّ
بأجر من ِ
تحصل هذه المنزلة لغيره ممن لم يمهر مهارته ،وال يسوى أجر من َعل َم ْ
يعتن بكتاب اهلللم يعلم ،فكيف يفضله؟»( ،)3زاد النووي« :وكيف يلحق به من لم ِ
وحفظه وإتقانه وكثرة تالوته وروايته كاعتنائه حتى مهر فيه واهلل أعلم»(.)4 تعالى ِ
98
ٍ
بيسـر وسـهولة ،وجعل في أنعـم اهلل علـى اإلنسـان بالمـال ليقيم شـأن حياته
هـذا المـال ح ًّقـا معلو ًمـا للفقـراء والمحتاجيـن منهم ،وقـد وصف اهلل المسـلمين
بصفـات كان منهـا :قولـه تعالـى ﴿ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ﴾
[المعـارج ٢٤ :ـ .]٢٥
ور ّغبـت الشـريعة باالهتمـام بفقـراء القرابة واألرحـام ،حتى جعلـت للمنفق
عليهـم أجر ْين:
ثَ ،عن َزينَب ـ امر َأ ِة َعب ِد اهللِ ب ِن مسع ٍ ار ِ
الح ِ
ود ـ َقا َل ْت: ْ َ ْ ُ ْ ْ َ َْ ْ ف َع ْن َع ْم ِرو ْب ِن َ
َب
َت َز ْين ُالم ْس ِج ِدَ ،ف َر َأ ْي ُت النَّبِ َّي ﷺ َف َق َال« :ت ََصدَّ ْق َن َو َل ْو ِم ْن ُحلِ ِّيك َُّن»َ ،وكَان ْ ِ
ُكن ُْت في َ
ول اهللِ ﷺ ُتن ِْف ُق َع َلى َع ْب ِد اهللَِ ،و َأ ْيتَا ٍم فِي َح ْج ِر َهاَ ،ق َالَ :ف َقا َل ْت لِ َع ْب ِد اهللَِ :س ْل َر ُس َ
ْتَأيج ِزي َعنِّي َأ ْن ُأن ِْف َق َع َلي َك و َع َلى َأيتَا ٍم فِي حج ِري ِمن الصدَ َق ِة؟ َف َق َال :س ِلي َأن ِ
َ َ َّ َ ْ ْ ْ َ َ ْ
اب، ار َع َلى ال َب ِول اهللِ ﷺَ ،فا ْن َط َل ْق ُت إِ َلى النَّبِ ِّي ﷺَ ،ف َو َجدْ ُت ا ْم َر َأ ًة ِم َن األَن َْص ِ َر ُس َ
اللَ ،ف ُق ْلنَاَ :س ِل النَّبِ َّي ﷺ َأ َي ْج ِزي َعنِّي َأ ْن ُأن ِْف َق َع َلى
اجتِيَ ،ف َم َّر َع َل ْينَا بِ ٌ ِ
اجت َُها م ْث ُل َح َ
َح َ
(( ( انظـر« :مرقـاة المفاتيـح» شـرح مشـكاة المصابيـح (« ،)1455/4دليـل الفالحين لطـرق رياض
الصالحيـن» البـن علان الدمشـقي (.)479/6
عة ّ
ومتنو ٍ ّ
محدد ٍة وبأجور بأعمال ّ
خاص ٍة الفصل الثاني :المضاعفة
99 ٍ ٍ
«م ْن ُه َما؟» ُخبِ ْر بِنَاَ ،فدَ َخ َل َف َس َأ َل ُهَ ،ف َق َالَ :َز ْو ِجيَ ،و َأ ْيتَا ٍم لِي فِي َح ْج ِري؟ َو ُق ْلنَا :ال ت ْ
ب؟» َق َال :ا ْم َر َأ ُة َع ْب ِد اهللَِ ،ق َالَ « :ن َع ْمَ ،ل َها َأ ْج َر ِ
انَ ،أ ْج ُر ي ال َّز َيانِ ِ َبَ ،ق َالَ :
«أ ُّ َق َالَ :ز ْين ُ
الصدَ َق ِة»(.)1 ِ
ال َق َرا َبة َو َأ ْج ُر َّ
الخدْ ِر ِّي َر ِضي اهلل َت َعا َلى عن ُه قالَ :خ َر َج يد ُ رواية أخرى :عن أبِي س ِع ٍ ٍ وفي
َ ْ
ِ ِ رس ُ ِ
َّاسَ ،و َأ َم َر ُه ْم ول اهلل ﷺ في َأ ْض ًحى َأ ْو ف ْط ٍر إِ َلى ُ
الم َص َّلىُ ،ث َّم ان َْص َر َ
فَ ،ف َو َع َظ الن َ َ ُ
اء،اءَ ،ف َق َال« :يا مع َشر النِّس ِ بِالصدَ َق ِةَ ،ف َق َال« :أيها النَّاس ،تَصدَّ ُقوا»َ ،فمر ع َلى النِّس ِ
َ َ ْ َ َ َ َ َّ َ َ ُ ُّ َ َّ
ول اهللِ؟ َق َالُ « :تكْثِ ْر َنَّار» َف ُق ْل َنَ :وبِ َم َذلِ َك َيا َر ُس َ
ت ََصدَّ ْق َنَ ،فإِنِّي َر َأ ْي ُتك َُّن َأ ْك َث َر َأ ْه ِل الن ِ
الر ُج ِل ينَ ،أ ْذه ِ ات َع ْق ٍل َو ِد ٍ
َاقص ِ ِ ال َّلعن ،و َت ْك ُفر َن الع ِشير( ،)2ما ر َأي ُ ِ
ب َّب ل ُل ِّ َ َ ت م ْن ن َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ
فَ ،ف َل َّما َص َار إِ َلى َمن ِْزلِ ِهَ ،جا َء ْت ازمِِ ،من إِحدَ اكُن ،يا مع َشر النِّس ِ
اء» ُث َّم ان َْص َر َ الح ِ
َّ َ َ ْ َ َ ْ ْ َ
ي َبَ ،ف َق َالَ : ود ،تَست َْأ ِذ ُن َع َلي ِهَ ،ف ِق َيل :يا رس َ ِ ِ ِ َزينَب ،امر َأ ُة اب ِن مسع ٍ
«أ ُّ ول اهللَ ،هذه َز ْين ُ َ َ ُ ْ ْ ْ ُ َْ ْ َ ْ ُ
ودَ ،ق َالَ « :ن َع ْم ،ائ َْذنُوا َل َها»َ ،ف ُأ ِذ َن َل َهاَ ،قا َل ْتَ :يا نَبِ َّي اهللِ،ب؟» َف ِق َيل :امر َأ ُة اب ِن مسع ٍ
َْ ْ َ ْ ُ ال َّز َيانِ ِ
َان ِعن ِْدي ُح ِل ٌّي لِيَ ،ف َأ َر ْد ُت َأ ْن َأت ََصدَّ َق بِ ِهَ ،ف َز َع َم ا ْب ُن الصدَ َق ِةَ ،وك َ
إِن ََّك َأ َم ْر َت ال َي ْو َم بِ َّ
ود، ودَ :أ َّنه وو َلدَ ه َأح ُّق من تَصدَّ ْق ُت بِ ِه َع َلي ِهمَ ،ف َق َال النَّبِي ﷺ« :صدَ َق ابن مسع ٍ م سع ٍ
ْ ُ َ ْ ُ َ ُّ ْ ْ ُ َ َ ُ َ َ ْ َ َ ْ ُ
ت بِ ِه َع َل ْي ِه ْم»(.)3 ك وو َلدُ ِك َأح ُّق من تَصدَّ ْق ِ
َ َ ْ َ
ِ
ز َْو ُج َ َ
َب ـ ا ْم َر َأ ِة َع ْب ِد اهللِ ـ َقا َل ْتَ :ج َم ْع ُت َم ْو ِئ ًل لِي
و َع ْن َم ْس ُروق بن األجدعَ ،ع ْن َز ْين َ
الصدَ َق ِة، ِ ِ ِ ِِ ِ ِ
الصدَ َقةَ ،ف َأ َت ْي ُت َعائ َش َةَ ،ف ُق ْل ُتَ :يا ُأ َّم ا ْل ُم ْؤمني َن ،إِنِّي َج َم ْع ُت َم ْوئ ًل لي م َن َّ
م َن َّ
ِ
ول اهللِ ﷺ :فِي َأ ِّي َذلِ َك َأ ْج َع ُل ُه؟ َأفِي َر َق َب ٍة ُأ ْعتِ ُق َها؟ َأ ْم فِي َسبِ ِ
يل اهللِ؟ َأ ْم َع َلى َف َس ِلي َر ُس َ
100
ول اهللِ ﷺ َع َلى َع ِائ َش َةَ ،ف َذك ََر ْت َل ُه َع ِائ َش ُة،
ود(َ )1و َبنِي َأخٍ َأ ْيتَا ٍم؟ َفدَ َخ َل َر ُس َُزو ٍج مجه ٍ
ْ َ ْ ُ
الصدَ َق َة َع َلى ِذي ٍ ِ
ول اهلل ﷺ« :ت ََصدَّ ْق ُه َع ْن ز َْوجٍ َم ْج ُهود َو َبني َأخٍ َأ ْيتَامٍ ،إِ َّن َّ
َف َق َال رس ُ ِ
َ ُ
ف َم َّر َت ْي ِن فِي ْالَ ْج ِر» (.)2
ا ْل َق َرا َب ِة ت َْض َع ُ
ومن األحاديث الواردة في هذا الباب:
الضبي ،قالَ :ق َال رس ُ ِ
ول اهلل ﷺ« :إِ َّن َّ
الصدَ َق َة َع َلى َ ُ ما رواه سلمان بن عامر ّ ّ ّ
َان َصدَ َق ٌة َو ِص َل ٌة» (.)3
الر ِح ِم ا ْثنَت ِ ِ ا ْل ِم ْسكِ ِ
ين َصدَ َق ٌةَ ،و َع َلى ذي َّ
أجر
األجنبي ففيها ٌ
ّ قال المناوي مع ّل ًقا« :فيها أجران ،بخالف الصدقة على
واحدٌ ،وفيه :التصريح ّ
بأن العمل قد يجمع ثواب عمل ْين لتحصيل مقصودهما به
فلعامله سائر ما ورد في ثوابهما بفضل اهلل ومنّته».
ولهذا األجر العظيم كان النبي ﷺ يوصي من أراد دفع زكاته وصدقاته أن
يدفعها إلى قرابته وأرحامه ،من ذلك:
ول اهللَِ ،ألِ َي َأ ْج ٌر َأ ْن ُأن ِْف َق َع َلى َبنِيروتْه ُأ ّم َس َل َم َة َ قا َل ْتُ :ق ْل ُتَ :يا َر ُس َ ما َ
ت َع َل ْي ِه ْم»(.)4 ك َأجر ما َأ ْن َف ْق ِ ِ َأبِي س َلم َة ،إِنَّما هم بنِي؟ َف َق َالِ ِ َ :
«أنْفقي َع َل ْي ِه ْمَ ،ف َل ْ ُ َ َ ُ ْ َ َّ َ َ
َان َأ ُبو َط ْل َح َة َأ ْك َث َر األَن َْص ِ
ار وكذلك ما رواه أنس بن مالك قال :ك َ
الم ْس ِج ِد،
َت ُم ْس َت ْقبِ َل َة َ ب َأ ْم َوالِ ِه إِ َل ْي ِه َب ْي ُر َحا َءَ ،وكَان ْ
َان َأ َح ُّ بِا ْل َم ِدين َِة َم ًال ِم ْن ن ْ
َخ ٍلَ ،وك َ
بَ ،ق َال َأن ٌَسَ :ف َل َّما ُأن ِْز َل ْت َه ِذ ِه ول اهللِ ﷺ يدْ ُخ ُلها وي ْشرب ِمن م ٍ
اء فِ َيها َط ِّي ٍ َان َر ُس ُ
َوك َ
َ ََ َ ُ ْ َ َ
اآل َي ُة﴿ :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ﴾ [آل عمرانَ ،]٩٢ :قا َم َأ ُبو َط ْل َح َة إِ َلى
ول﴿ :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ول اهللِ ،إِ َّن اهللَ َ ي ُق ُ ول اهللِ ﷺ َف َق َالَ :يا َر ُس َ رس ِ
َ ُ
ب َأ ْم َوالِي إِ َل َّي َب ْي ُر َحا َءَ ،وإِن ََّها َصدَ َق ٌة هللَِ ،أ ْر ُجوﭖ ﭗ﴾ [آل عمرانَ ]٩٢ :وإِ َّن َأ َح َّ
ول اهللِاك اهللَُ ،ق َالَ :ف َق َال َر ُس ُ ول اهللِ َح ْي ُث َأ َر َ بِ َّر َها َو ُذ ْخ َر َها ِعنْدَ اهللَِ ،ف َض ْع َها َيا َر ُس َ
تَ ،وإِنِّي َأ َرى َأ ْن ت َما ُق ْل َ ك َم ٌال َرابِ ٌحَ ،و َقدْ َس ِم ْع ُ ك َم ٌال َرابِ ٌح(َ ،)2ذلِ َ ﷺَ « :بخٍ (َ ،)1ذلِ َ
ول اهللَِ ،ف َق َس َم َها َأ ُبو َط ْل َح َة فِي ِ
ين»َ .ف َق َال َأ ُبو َط ْل َح َةَ :أ ْف َع ُل َيا َر ُس َ ت َْج َع َل َها في األَ ْق َربِ َ
اربِ ِه َو َبنِي َع ِّم ِه(.)3
َأ َق ِ
قال النووي« :فيه :أن القرابة يرعى ح ّقها في صلة األرحام وإن لم يجتمعوا إال
النبي ﷺ أمر أبا طلحة أن يجعل صدقته في األقربين ،فجعلها في أب ٍ
بعيد؛ ّ في ٍ
ألن ّ
ُأ َب ّي بن كعب وحسان بن ثابت وإنما يجتمعان معه في الجدّ ّ
السابع»(.)4
102
ار ِ
الح ِ
ث اسَ ،أ َّن َم ْي ُمو َن َة بِن َْت َ ب َم ْو َلى ا ْب ِن َع َّب ٍ ومنها ما رواه ك َُر ْي ٌ
ور َع َل ْي َها ِ َأ ْخ َب َر ْت ُهَ ،أن ََّها َأ ْع َت َق ْت َولِيدَ ًة َو َل ْم ت َْست َْأ ِذ ِن النَّبِ َّي ﷺَ ،ف َل َّما ك َ
َان َي ْو ُم َها ا َّلذي َيدُ ُ
«أو َفع ْل ِ ِ ِ فِ ِيهَ ،قا َل ْتَ :أ َشعر َت يا رس َ ِ
ت؟»َ ،قا َل ْتَ :ن َع ْم، ول اهلل َأنِّي َأ ْع َت ْق ُت َوليدَ تيَ ،ق َالَ َ َ : َْ َ َ ُ
َان َأ ْع َظ َم ِلَ ْج ِر ِك»(.)2
ك( )1ك َ َّك َلو َأع َطيتِها َأ ْخوا َل ِ
َ «أ َما إِن ْ ْ ْ َ
ِ َق َالَ :
الر ِحم والصدقة ،وفي اإلعتاق أن «في إعطائها صلة ّ وسبب إعظام األجرّ :
الصدقة فقط» (.)3
قـال ابـن الجـوزيّ :
«دل هذا الحديـث على ّ
أن صلـة األقارب وإغنـاء الفقراء
أفضـل مـن العتـق والصدقـة علـى األجانـب»( ،)4وأكّـد النـووي هـذا بقولـه« :فيه
فضيلـة صلة األرحام واإلحسـان إلـى األقارب ،وأنـه أفضل من العتـق»( ،)5وتعقبه
ابـن حجـر بقولـه« :ليـس فـي الحديـث أيضـ ًا حجـة علـى أن صلـة الرحـم أفضل
مـن العتـق؛ ألنهـا واقعـة عيـن ،والحـق أن ذلـك يختلف باختلاف األحـوال»(،)6
لما ق ّيدهـا بالحاجة فقـال« :في هذا
أدق ّ ٍ
موطـن آخـر ّ لذلـك كان كالم النـووي فـي
(( ( قال النووي« :هكذا وقعت هذه اللفظة في صحيح مسلم( :أخوالك) باللّمَ ،و َو َق َعت في رواية غير
األصيلي في البخاري وفي رواية األصيلي( :أخواتك) بالتاء .قال القاضي ـ يعني :عياض ـ :ولع ّله
صحيح،
ٌ أصح ،بدليل رواية مالك في «المو ّطأ»( :أع َط ْيتَها أختك) .قلت ـ أي :النووي ـ :الجميع
ّ
وال تعارض ،وقد قال ﷺ ذلك ك ّله»« .شرح النووي على صحيح مسلم» (.)86/7
(( ( أخرجه البخاري في «صحيحه» رقم ( ،)2592ومسلم في «صحيحه» رقم (.)999
((( «عون المعبود شرح سنن أبي داود» للعظيم آبادي (.)75/5
(( ( «كشف المشكل من حديث الصحيحين» البن الجوزي (.)433/4
(( ( «شرح النووي على صحيح مسلم» (.)86/7
(( ( «فتح الباري» البن حجر (.)219/5
عة ّ
ومتنو ٍ ّ
محدد ٍة وبأجور بأعمال ّ
خاص ٍة الفصل الثاني :المضاعفة
103 ٍ ٍ
ثـم قـال النـووي« :فيـه االعتنـاء بأقـارب األم إكرا ًما بح ّقهـا ،وهو زيـاد ٌة في
ّبرهـا»( ،)2يقـول المـازري« :إن لـم يكـن لهـا قرابـ ٌة ّإل مـن ِق َب ِ
ـل األ ِّم ّ
فـإن الوجـه
خـص قرابة
ّ تخصيـص األخـوال ،وإن كان لهـا قرابـ ٌة مـن الجهت ْيـن فيحتمـل أنـه
بالبـر كانـت قرابتهـا أولـى
ّ األم بذلـك ورآهـم َأ ْو َلـى؛ ّ
ألن األم لمـا كانـت أولـى
بالصدقـة»(.)3
تصرف المرأة بمالها بغير إذن زوجها« ،فلو كان أمر المرأة ال يجوز
وفيه جواز ّ
في مالها بغير إذن زوجهاَ ،ل َر ّد رسول اهلل ﷺ َعتَاقهاَ ،
وص َرف الجارية إلى الذي هو
أفضل من ال َعتَاق»(.)4
وحصـول األجر ْيـن علـى الصدقـة وصلـة الرحـم أجـراه بعـض السـلف في
يـقَ ،ق َال: عبـادات أخـرى تجمـع بيـن العبـادة وصلـة الرحـم ،فعـن َي ْح َيـى ْبـن َعتِ ٍ ٍ
104
فوته الرجل من حميم ماله ،وغبيط عقاره عن ورثته بالصدقة أنه 2ـ «فيه ّ
أن ما ّ
لئل يفقد أهله ن ْفع ما خوله اهلل عز وجل،
يستحب له أن ير ّده إلى أقاربه غير الورثة؛ ّ
ُّ
وفى كتاب اهلل ما يؤيد هذا ،قال تعالى﴿ :ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ
الصدقة على األقارب
أن ّﭬ ﭭ ﭮ﴾ [النساء ،]٨ :فثبت بهذا المعنى ّ
وضعفاء األهلين أفضل منها على سائر الناس إذا كانت صدقة تطوع»(.)3
قال ابن حجر مع ّل ًقا« :لكن ال يلزم من ذلك أن تكون هبة ذي الرحم أفضل
محتاجا ونفعه بذلك متعدّ ًيا واآلخر بالعكس»(.)4
ً مطل ًقا؛ الحتمال أن يكون المسكين
***
106
اه ُد.
ج ِ اه ُد ُ
الم َ المطلب السابعَ :
الج ِ
الجهـاد فـي سـبيل اهلل قربـ ٌة مـن أعظـم القربـات ،وعبـاد ٌة جليلـ ٌة مـن ّ
أجـل
العبـادات التي شـرعها اهلل لعباده ،ويكفي فـي عظيم قدرها وجسـيم منزلتها أن يبذل
العبـد روحـه رخيصـة في سـبيل اهلل؛ ليحصل على صفقـة رابحة مع ر ّبـه ،والتي جاء
ويتفاوت أجر الجهاد باختالف حال المجاهد ومكانه وإخالصه ،ومن هؤالء
من رزقه اهلل أجره مرتين ،وهو :الجاهد المجاهد.
ف َع ْن َس َل َم َة ْب ِن األَك َْو ِع َ ،ق َالَ :خ َر ْجنَا َم َع النَّبِ ِّي ﷺ إِ َلى َخ ْي َب َرَ ،ف ِس ْرنَا
َان َع ِام ٌر َر ُج ًل َل ْي ًلَ ،ف َق َال َر ُج ٌل ِم َن ال َق ْو ِم لِ َع ِام ٍرَ :يا َع ِام ُر َأال ت ُْس ِم ُعنَا ِم ْن ُهنَ ْي َهاتِ َك؟ َوك َ
ول: َش ِ
اع ًراَ ،فن ََز َل َي ْحدُ و بِال َق ْو ِم َي ُق ُ
ِ
َحتَّى َأ َصا َب ْتنَا َم ْخ َم َص ٌة َشديدَ ةٌُ ،ث َّم إِ َّن اهللَ َت َعا َلى َفت ََح َها َع َل ْي ِه ْمَ ،ف َل َّما َأ ْم َسى الن ُ
َّاس
«ما َه ِذ ِه الن َِّير ُ
ان ِ ِ ِ ِ
َم َسا َء ال َي ْو ِم ا َّلذي ُفت َح ْت َع َل ْي ِه ْمَ ،أ ْو َقدُ وا ن َيرانًا كَث َيرةًَ ،ف َق َال النَّبِ ُّي ﷺَ :
ع َلى َأي َشي ٍء ت ِ
ي َل ْحمٍ؟» َقا ُلواَ :ل ْح ِم ُح ُم ِر ون؟» َقا ُلواَ :ع َلى َل ْح ٍمَ ،ق َالَ « :ع َلى َأ ِّ ُوقدُ َ ِّ ْ َ
ول اهللَِ ،أ ْو ن َُه ِري ُق َها ِ اإلن ِْس َّي ِةَ ،ق َال النَّبِ ُّي ﷺَ :
ِ
وها»َ ،ف َق َال َر ُج ٌلَ :يا َر ُس َ وها َواكْس ُر َ «أ ْه ِري ُق َ
َو َن ْغ ِس ُل َها؟ َق َالَ :
«أ ْو َذ َ
اك».
ود ٍّي لِ َي ْض ِر َب ُه،
اق يه ِ ِ
َاو َل بِه َس َ َ ُ
َان سي ُ ِ ِ
ف َعام ٍر َقص ًيراَ ،ف َتن َ اف ال َق ْو ُم ك َ َ ْ َف َل َّما ت ََص َّ
ات ِمنْ ُهَ ،ق َالَ :ف َل َّما َق َف ُلوا َق َال َس َل َم ُة: اب َع ْي َن ُر ْك َب ِة َع ِام ٍر َف َم َ ِِ
اب(َ )1س ْيفهَ ،ف َأ َص َ َو َي ْر ِج ُع ُذ َب ُ
اك َأبِي َو ُأ ِّميَ ،ز َع ُموا ِ ِ رآنِي رس ُ ِ
ك؟» ُق ْل ُت َل ُهَ :فدَ َ «ما َل َول اهلل ﷺ َو ُه َو آخ ٌذ بِ َيديَ ،ق َالَ : َ ُ َ
َأ َّن َع ِام ًرا َحبِ َط َع َم ُل ُه؟ َق َال النَّبِ ُّي ﷺ« :ك ََذ َب(َ )2م ْن َقا َل ُه ،إِ َّن َل ُه َلَ ْج َر ْي ِن ـ َو َج َم َع َب ْي َن
اهدٌ َ ،ق َّل َع َربِ ٌّي َم َشى بِ َها ِم ْث َل ُه»(.)3 اهدٌ مج ِ ِ ِ
إِ ْص َب َع ْيه ـ إِ َّن ُه َل َج ُ َ
قال النووي في ضبط كلمة «الجاهد» وبيان معناها:
والمتأخرينَ « :لج ِ
اهدٌ » ـ بِك َْسر الهاء وتنوين ّ «هكذا رواه الجمهور من المتقدّ مين
َ
أيضا ـ وفسروا « َلج ِ
اهدٌ » بـ :الجا ّد في ِ
َ «م َجاهدٌ » ـ ّ
بضم الميم وتنوين الدّ ال ً الدّ ال ـ ُ
علمه وعمله ،أي :إنه لجا ٌّد في طاعة اهلل ،والمجاهد في سبيل اهلل :وهو الغازي .وقال
القاضي ـ يعني :عياض ـ ( :)4فيه وج ٌه آخر أنه َج َمع اللفظ ْين توكيدً ا ،قال ابن األنباري:
108
شيء اشتقت له من لفظه لف ًظا آخر على غير بنائه؛ زيادة ٍ العرب إذا بالغت في تعظيم
و«شعر َش ِ
اع ٌر» ونحو في التوكيد ،وأعربوه بإعرابه ،فيقولون« :جاد م ِجدٌّ » و« َلي ٌل َل ِئ ٌل» ِ
ٌْ ْ ٌّ ُ
اهد» ـ بفتحذلك .قال القاضي :ورواه بعض رواة البخاري وبعض رواة مسلمَ « :ل َج َ
«مجاهدَ » ـ بفتح الميم ونصب الدال بال تنوين ـ (،)1 ٍ
ماضَ ، والدال على أنّه ٌ
فعل ّ الهاء ـ
قال :واألول هو الصواب» (.)2
النـووي فـي تعريـف «الجاهـد المجاهـد» ابـ ُن ُق ْرقـول فقـال« :أي:
َّ وسـبق
اإلسلام ،مجاهـد ألعدائه.جاهـدٌ جـا ٌّد مبالغ في سـبل الخيـر والبر وإعلاء كلمة ِ ِ
ِ
مجاهـدً ا بعد جاهد قـال ابـن دريد :يقـالَ :ر ُج ٌل جاهـدٌ ،أي :جا ٌّد فـي أمره ،وك ّ
َـرر َ
ويـدل علـى صحتـه قوله فـي الروايـة األخرى: ّ للمبالغـة ،كمـا قيـلَ :جـا ٌّد ُم ِجـدٌّ ،
اهـدً ا»(.)4(»)3اهـدً ا مج ِ
ات ج ِ
ُ َ «م َ َ
َ
وأكّده ابن الملقن ـ وتبعه العيني( )5ـ بقوله« :والمعنى« :لجا ٌّد» في األجر،
و«مجاهدٌ » للمبالغة فيه ،يعني :مبالغ في سبيل اهلل»( .)6فيكون المعنى :أجر الجهد
في الطاعة ،وأجر المجاهدة في سبيل اهلل.
وذهب ابن ب ّطال إلى أن المعنى يحتمل:
اضي فِي
((( قال العيني في «عمدة القاري» ( )184/22موضحا الرواية الثانية« :ويروى بِ َل ْفظ ا ْلم ِ
َ َُْ َ ً
األول وبلفظ جمع المجهدة فِي ال َّثانِي».
(( ( «شرح النووي على صحيح مسلم» ( 168/12ـ )169
(( ( رواها مسلم رقم (.)1802
((( «مطالع األنوار على صحاح اآلثار» البن قرقول ( 176/2ـ .)177
((( «عمدة القاري» للعيني (.)184/22
(( ( «التوضيح لشرح الجامع الصحيح» البن الملقن (.)552/28
عة ّ
ومتنو ٍ ّ
محدد ٍة وبأجور بأعمال ّ
خاص ٍة الفصل الثاني :المضاعفة
109 ٍ ٍ
ـ أن يكـون لمـا أمـات نفسـه وقتلهـا فـي سـبيله تفضـل اهلل عليه بـأن ضاعف
أجـره مرتين.
ـ وقيـل :أخـذ األجريـن لموته في سـبيل اهلل ،واآلخـر لِ َما كان يحـدو به القوم
مـن ِشـ ْعره ،ويدعو اهلل فـي ثباتهم عنـد لقاء عدوهـم ،وذلك تحضيض للمسـلمين
وتقوية لنفوسهم(.)1
1ـ كل من اجتهد في الطاعة وجاهد في سبيل اهلل حتى نال الشهادة ،كُتب له
مرتين ،وفيها دعوة كريمة ّ
لكل من وهب نفسه للجهاد أن يضيف إلى جهاده األجر ّ
أصنا ًفا من الطاعةّ ،
كالصيام وقراءة القرآن وقيام الليل والصدقة وغير ذلك ،فيكون
ممن ُيؤتى أجره مرتين بإذن اهلل.
110
وقـد عـدّ النبـي ﷺ اللسـان وكالمه مـن أنـواع الجهـاد ،فعن كعب بـن مالك
ْـز َلَ ،ف َق َال: ْـز َل فِي ِّ
الشـ ْع ِر َما َأن َ ـي ﷺ :إِ َّن ا َ
هلل َع َّـز َو َج َّـل َقدْ َأن َ َ أنَّـه َق َ ِ
ـال للنَّبِ ِّ ُ
ـد ِهَ ،لـك ََأ َّن مـا تَرمونَهـم بِ ِ
ـه ـذي َن ْف ِسـي بِي ِ اهـدُ بِسـي ِف ِه ولِسـانِ ِه ،وا َّل ِ «إِ َّن ا ْلم ْؤ ِمـن يج ِ
َ ُْ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َ ُ
النَّ ْب ِل»(.)2 ()1
ـح
ن َْض ُ
وقد أخرج ابن عبد البر في االستيعاب من طريق محمد بن سيرين قوله :كان
شعراء المسلمين :حسان بن ثابت ،وعبد اهلل بن رواحة ،وكعب بن مالك رضوان اهلل
يخوفهم الحرب ،وعبد اهلل يع ّيرهم بالكفر ،وكان حسان يقبل على
عليهم ،فكان كعب ّ
األنساب .قال ابن سيرين :فبلغني أن َد ْو ًسا إنما أسلمت فر ًقا من قول كعب بن مالك:
مرتين(.)4
أن المجاهد إذا ارتدّ عليه سالحه فقتله له أجره ّ 1ـ فيه ٌ
دليل على ّ
إن بقاء ٌ
محمول على القتل في ساحة المعركة ،والجوابّ : ٍ
ولقائل يقولّ :
إن هذا
اللفظ على عمومه أولى ،وال دليل على تقييدهّ ،
فكل من قتل بسبب خطأ في استعمال
112
السالح سواء في التدريب العسكري أو أثناء أداء مهامه الجهادية فإنه يحصل هذه
المضاعفة المباركة.
2ـ فيه ٌ
دليل على ّ
أن من قتل نفسه في المعركة خطأ ُحكْمه حكم من قتله غيره
في ترك الغسل(.)1
أن من َقتَل َن ْفسه فهو شهيدٌ (.)2
3ـ فيهّ :
وهاتـان الفائدتـان اسـتنبطهما الشـوكاني مـن حديـث أبي سلام َعـ ْن َر ُج ٍل،
ـب َر ُج ٌـل ِمـ َن ـالَ :أ َغرنَـا َع َلـى ح ِ
ـي مـ ْن ُج َه ْينَـ َة َف َط َل َ
َ ٍّ ْ ـي ﷺ َق َ ِمـ ْن َأ ْص َح ِ
ـاب النَّبِ ِّ
ـول اهللِ
فَ ،ف َق َال َر ُس ُ لا ِمنْهـم َف َضربهَ ،ف َأ ْخ َط َأه و َأصاب َن ْفسـه بِالسـي ِ ِِ
ُ َ َ َ َ ُ َّ ْ ا ْل ُم ْسـلمي َن َر ُج ً ُ ْ َ َ ُ
ِِ ﷺَ :
ـاتَ ،ف َل َّفـ ُه
َّـاس َف َو َجـدُ و ُه َقـدْ َم َ
ين»َ ،فا ْبتَـدَ َر ُه الن ُ ُـم َيـا َم ْع َش َـر ا ْل ُم ْسـلم َ
«أ ُخوك ْ
ـول اهللَ ،أ َش ِ ـه وص َّلـى َع َلي ِ ِ ِ ِ ِ ِ رس ُ ِ
ـهيدٌ ـه َو َد َفنَـ ُهَ ،ف َقا ُلـواَ :يـا َر ُس َ ْ ـول اهلل ﷺ بِث َيابِـه َود َمائ َ َ َ ُ
ـم َو َأنَا َلـ ُه َش ِ
ـهيدٌ »(.)3 ـو؟ َق َ
ـالَ « :ن َع ْ ُه َ
4ـ قال ابن حجر مع ّل ًقا على قول النبي ﷺ« :يرحمه اهلل»« :في رواية إياس
ابن سلمة قال« :غفر لك ربك» ،قال« :وما استغفر رسول اهلل ﷺ إلنسان يخصه إال
الس ّر في قول الرجل« :لوال أمتعتنا به»»(.)4
استشهد» ،وبهذه الزيادة يظهر ّ
***
الع ْ
صر. افظ على صالة َ
حِ الم َ
المطلب الثامنُ :
يصح إسالم
الصالة رك ٌن ركي ٌن من أركان اإلسالم العظيم ،وأحد أعمدته التي ال ّ
كافرا ،وقد أمر اهلل بالمحافظة عليها بعامة، ٍ
رجل بدونها ،حتى عدّ العلماء تاركها ً
وبصالة العصر بخاصة ،فقال في كتابه﴿ :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ
ﭖ ﭗ ﭘ﴾ [البقرة ،]٢٣٨ :قال المفسرون :أي صالة العصر.
يقول اإلمام النووي« :الذي تقتضيه األحاديث الصحيحةّ :
أن الصالة الوسطى
هي العصر ،وهو المختار» .ثم قال« :قال صاحب الحاوي :نص الشافعي أنها
الصبح ،وصحت األحاديث أنها العصر ،ومذهبه اتباع الحديث ،فصار مذهبه أنها
العصر» ،قال« :وال يكون في المسألة قوالن ،كما َو ِه َم بعض أصحابنا»(.)1
َ
رسـول اهلل ﷺ والمؤمنيـن عنها يـوم الخندق دعـا عليهم الكفـار
ُ ولمـا شـغل
أن رسـول اهلل ﷺ قال يـوم الخندق: بالهلاك ،فعـن علـي بن أبـي طالـب ّ
لاة الوسـ َطى حتَّـى َغاب ِ
ـن الص ِ «م َ َ
ـت َ َ ُ ْ َـاراَ ،شـ َغ ُلونَا َع ِ َّ
ـم ن ً ـم َو ُق ُب َ
ور ُه ْ لأ اهللُ ُب ُيوت َُه ْ َ
ـم ُس»(.)2 َّ
الش ْ
رواية أخرى عند مسلم من طريق عبد اهلل بن مسعود قالَ :ح َب َس ٍ وفي
ول اهللِ ﷺ َعن ص َل ِة ا ْلعص ِر ،حتَّى احمر ِ
الش ْم ُسَ ،أ ِو ْ
اص َف َّر ْت، ت َّ ْ َ َّ َ َ ْ ْ َ ا ْل ُم ْش ِرك َ
ُون َر ُس َ
هلل َأ ْج َوا َف ُه ْم،
لا ُالص َل ِة ا ْل ُو ْس َطىَ ،ص َل ِة ا ْل َع ْص ِرَ ،م َ َ ول اهللِ ﷺَ :
«ش َغ ُلونَا َع ِن َّ َف َق َال َر ُس ُ
َارا»(.)3 َو ُق ُب َ
ور ُه ْم ن ً
ّ
المهذب» للنووي (.)61/3 ((( «المجموع شرح
(( ( أخرجه البخاري في «صحيحه» رقم ( ،)2931ومسلم في «صحيحه» رقم (.)627
((( أخرجه مسلم في «صحيحه» رقم (..)628
٣
114
وعوقب من تفوته هذه الصالة بقوله ﷺ ـ كما في حديث عبد اهلل بن عمر
ـ« :ا َّل ِذي َت ُفو ُت ُه َصال ُة ال َع ْص ِر ،ك ََأن ََّما ُوتِ َر َأ ْه َل ُه َو َما َله»(.)1
خصهـا ّ
بالذكْـر ألنّهـا تأتي وقـت تعب النـاس من البـر« :إنمـا ّ
قـال ابـن عبـد ّ
مقاسـاة أعمالهـم وحرصهـم علـى قضـاء أشـغالهم وتسـويفهم بهـا إلـى انقضـاء
وظائفهـم»(.)2
وألهمية هذه الصالة ،جاء الوعد من اهلل لمن حافظ عليها أن يؤتى أجره مرتين:
ول اهللِ ﷺ ا ْل َع ْص َر الغفاري قالَ :ص َّلى بِنَا َر ُس ُ ّ فعن أبي َب ْص َرة
الص َل َة ُع ِر َض ْ ص(َ ،)3ف َق َالِ ِ َّ : بِا ْل ُم َخ َّم ِ
وهاَ ،ف َم ْن َان َق ْب َلك ُْم َف َض َّي ُع َ
ت َع َلى َم ْن ك َ «إن َهذه َّ
اهدُ »(.)4 الش ِ
َان َل ُه َأ ْج ُر ُه َم َّر َت ْي ِنَ ،و َل َص َل َة َب ْعدَ َها َحتَّى َي ْط ُل َع َّ
َحا َف َظ َع َل ْي َها ك َ
ووجه المضاعفة فيها:
1ـ أن هـذه الصلاة عرضـت علـى اليهود والنصـارى فض ّيعوهـا ،فمن حافظ
عليهـا كُتـب لـه أجـر المحافظـة عليهـا خال ًفـا لمن قبلهـم ،ثم كُتـب له أجـر عمله
كسـائر الصلوات(.)5
وأجر لترك البيع والشراء بالزهادةّ ،
فإن ٌ أجر للمحافظة على العبادة،
2ـ وقيلٌ :
وقت العصر كان زمان سوقهم وأوان شغلهم(.)6
ومـرة
لفضلهـا؛ ألنهـا وسـطىّ ، أجـر ْ
مرتيـنٌ ،
3ـ قـال ابـن حجـر« :يؤجـر ّ
للمحافِ ْ
ـظ عليهـا؛ ألن مشـاركة بقية الصلـوات لها في هـذا ال تؤ ّثر فـي تخصيصها
ّ
الحـث بمجمـوع األمر ْيـن»( .)1وفـي هـذا الحديـث «فضيلـة العصـر ،وشـدّ ة
عليهـا»(.)2
عمل ُع ِر َض على
كل ٍأن َّ
«تحصل لي ّ
ّ يقول الشيخ محمد أنور شاه الكشميري:
فقصروا فيه ،فإن حاف ْظنَا عليه فلنا فيه األجران»(.)3
بني إسرائيل َّ
***
يسر اهلل للعبد أمور عباداته ،وجعل له العديد من الرخص الشرعية لرفع المشقة
ّ
التيمم حال ف ْقد الماء للصالة ،كما قال تعالى﴿ :ﭷ
والحرج عنه ،من ذلك رخصة ّ
ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ﴾ [المائدة.]٦ :
116
ُك» َو َق َال لِ َّل ِذي ت ََو َّض َأ َو َأ َعا َد: السنَّ َة َو َأ ْجز ََأت َ
ْك َص َلت َ ت ُّ َل ُهَ ،ف َق َال لِ َّل ِذي َل ْم ُي ِعدْ َ :
«أ َص ْب َ
«لك ْالَ ْج ُر َم َّر َت ْي ِن»(.)1 َ
وأجر لصالته
ٌ أجر لصالته األولى،
ووجه المضاعفة ـ كما قال العيني ـ هوٌ :
الثانية(.)2
«أجر الصالة بالتراب ،وأجر الصالة بالماء»( ،)3زاد الشوكاني:
يقول الصنعانيْ :
وتوضأ وص ّلى ّ
مر َت ْين ،وال ّ تيمم ٍ
عامل ،وقد ّ «فذلك لكون اهلل سبحانه ال يضيع عمل
يستلزم ثبوت األجر له إصابته»(.)4
ومن فوائد أحاديث هذا المطلب:
السنَة تعجيل الصالة للمتيمم 1ـ قال الخطابي« :في هذا الحديث من الفقه ّ
أن ُّ
في أول وقتها،
للمتطهـر بالماء»( .)5وتعقبه العيني بقوله« :ال نسـ ّلم ذلـك؛ ّ
ألن الحديث ّ ـو
ك َُه َ
يتلـوم مـا بينه وبيـن آخر
ال يـدل علـى هـذا ،بـل المـروي عـن ابـن عمر أنـه قـالّ :
الوقت» (.)6
2ـ وفيه إشار ٌة إلى ّ
أن العمل باألحوط أفضل(.)7
أن الرجل إذا ص ّلى بالتيمم ،ثم وجد الماء قبل خروج الوقت ال
3ـ ومنهاّ :
إعادة عليه( ،)1ونقل بعضهم اإلجماع عليه()2؛ ّ
ألن اإلجزاء عبارة عن كون الفعل
مسق ًطا لإلعادة(.)3
4ـ ومنها :أنه ال يجب طلب الماء لمن عدمه في غير موضعه الذي هو فيه ،وقد
أخذ بذلك إسحاق ،واستنبطه من فعل ابن عمر هذا(.)4
***
للقضاء بين الناس منزلة عالية ،فهو الميزان العدل الذي تقوم به مصالح العباد ،وبه
أجر واحدٌ .
وألهميته جعل اهلل لمن أصاب فيه أجر ْين ،ولمن أخطأ ٌ
ّ ُي ْؤ َخذ للمظلوم ح ّقه،
فعن أبي قيس مولى عمرو بن العاص ،عن عمرو بن العاص أن النبي
اجت ََهدَ ُث َّم َأ ْخ َط َأ اب َف َل ُه َأ ْج َر ِ ِ
انَ ،وإِ َذا َحك ََم َف ْ اجت ََهدَ ُث َّم َأ َص َ ﷺ قال« :إِ َذا َحك ََم َ
الحاك ُم َف ْ
َف َل ُه َأ ْج ٌر»(.)5
والمقصود بالحاكم« :هو الذي عنده من العلم الذي يصلح به للفتوى ،ويؤهله
للقضاء»(.)6
(( ( انظر« :شرح سنن أبي داود» للعيني ( ،)156/2نخب األفكار للعيني ( ،)440/2سبل السالم
للصنعاني (.)144/1
((( انظر« :مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» للقاري (.)485/2
((( انظر« :نيل األوطار» للشوكاني (.)332/1
(( ( انظر« :فتح الباري» البن رجب (.)232/2
(( ( أخرجه البخاري في «صحيحه» رقم ( ،)7352ومسلم في «صحيحه» رقم (..)1716
((( «بهجة قلوب األبرار» وقرة عيون األخيار للسعدي ص (.)133
٣
118
((( انظر« :بهجة قلوب األبرار» وقرة عيون األخيار للسعدي ص (.)133
((( انظر« :شرح المشكاة» للطيبي المسمى بالكاشف عن حقائق السنن (.)2594/8
عة ّ
ومتنو ٍ ّ
محدد ٍة وبأجور بأعمال ّ
خاص ٍة الفصل الثاني :المضاعفة
119 ٍ ٍ
120
الحق عند اهلل واحدٌ ،لكن اهلل وسع لألمة ،وجعل اختالف المجتهدين
أن ّ 4ـ فيه ّ
رحمة(.)6
5ـ فيه ّ
أن المجتهد يخطئ ويصيب ،وإال لما كان لقوله« :فأخطأ» معنى(.)7
122
ركوب البحر من األمور التي دعت إليها الشريعة ،ور ّغبت بالغزو فيه كما ّ
دل
الر ْفع ـ:
عليه حديث عبد اهلل بن عمرو بن العاص موقو ًفا ـ وله حكم ّ
ات فِي ا ْل َب ّرَ ،و َم ْن َجا َز( )1ا ْل َب ْح َر َفك ََأن ََّما َجا َز
« َغزْو ٌة فِي ا ْلبح ِر َأ ْف َض ُل ِمن ع ْش ِر َغزَو ٍ
َ ْ َ َ ْ َ
ط( )3فِي َد ِم ِه»(.)4
ْالَو ِدي َة ،وا ْلمائِدُ ( )2فِي الس ِفين َِة كَا ْلمت ََشح ِ
ُ ّ َّ ْ َ َ َ
ـر ِم ْث ُل
ـالَ « :غـز َْو ٌة فِـي ا ْل َب ْح ِ
ـول اهللِ ﷺ َق َ وعـن َأبِـي الـدَّ ْر َد ِاء َ ،أ َّن َر ُس َ
يل اهللِ ط فِي َد ِم ِه فِي َسـبِ ِ ات فِي ا ْلبر ،وا َّل ِذي يسـدَ ر( )5فِي ا ْلبح ِر كَا ْلمت ََشـح ِ
ِّ ُ َ ْ َ ْ ُ َ ِّ َ
ـر َغزَو ٍ
َع ْش ِ َ
ُس ْب َحا َن ُه»(.)6
«لَ ْن َأ ْغ ُز َو فِي ا ْل َب ْح ِر
لذلك كان عبد اهلل بن عمرو بن العاص يقولَ :
ب إِ َل َّي ِم ْن َأ ْن ُأن ِْف َق ِقنْ َط ًارا ُم َت َق َّب ًل فِي َسبِ ِ
يل اهللِ»(.)7 َغ ْز َو ًة َأ َح ُّ
(( ( َجازَ :قال ابن األثير« :أي :قطع وسار» .النهاية في غريب الحديث البن األثير (.)315/1
الس ِفين َِة باأل ْمواج» .النهاية واضطِ َر ِ
اب َّ رأس ِه ِم ْن ِر ِ
يح ال َب ْح ِر ْ (( ( المائد :قال ابن األثير« :هو ا َّل ِذي يدَ ار بِ ِ
ُ ُ ُ َ
في غريب الحديث البن األثير (.)379/4
المتشحط :قال الخطابي« :الذي يضطرب في دمه» .أعالم الحديث للخطابي (.)1467/2
ّ (( (
(( ( أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في مصنّفه رقم ( ،)9630وإسناده ضعيف ،لكن يشهد له الحديث
الذي بعده؛ وعليه؛ فالحديث حسن لغيره.
وار وهـو كَثِيرا مـا يع ِرض ِ ِ
لراكـب ا ْل َب ْح ِ
ـرُ .ي َق ُال «السـدَ ُر بِالت َّْح ِريـك :كالـدُّ ِ َ ُ َ ً َ َ ْ
(( ( يسـدَ ر :قـال ابـن األثيـرَّ :
ِ ـر ِمن َأسـم ِ ِ ِ
البحر»« .النهاية في غريب الحديـث واألثر» البن اء والسـد ُر بِا ْلك َْس ِ ْ ْ َ
َسـد َر َي ْسـدَ ُر َسـدَ ر ًاَّ ،
األثيـر (.)354/2
(( ( أخرجـه ابـن ماجه في «سـننه» رقم ( ،)2777وإسـناده ضعيف ،لكن يشـهد له الحديـث الذي قبله،
وعليه؛ فالحديث حسـن لغيره.
(( ( أخرجه سعيد بن منصور في «سننه» رقم (.)2396
عة ّ
ومتنو ٍ ّ
محدد ٍة وبأجور بأعمال ّ
خاص ٍة الفصل الثاني :المضاعفة
123 ٍ ٍ
ف َع ْن ُأ ِّم َح َرا ٍم بنت ملحان َ ،ع ِن النَّبِ ِّي ﷺ َأ َّن ُه َق َال« :المائِدُ فِي ا ْل َب ْح ِر
ا َّل ِذي ي ِصيبه ا ْل َقيء(َ )1له َأجر َش ِه ٍ
يدَ ،وا ْلغ َِر ُق َل ُه َأ ْج ُر َش ِهيدَ ْي ِن»(.)2 ُ ُُ ْ ُ ُ ْ ُ
لطاعـة ،يقـول ٍ وق ّيـد بعـض أهـل العلـم هـذا الحديـث بمـن ركـب البحـر
طاعة كالغزو ٍ مظهـر الديـن الزيداني عن المائد« :له أجر شـهيد إن كان يمشـي إلـى
طريـق سـوى البحر،
ٌ التجـار؛ فـإن لـم يكـن لهـم
والحـج وتحصيـل العلـم ،وأمـا ّ
وكانـوا يتّجـرون للقـوت ال لجمـع المـال فهـم داخلون في هـذا األجـر»( ،)3ونقله
كالمقريـن له ،وكذا اشـترطه المنـاوي( ،)6ويدخل فيه من
ّ
()5
القـاري( )4والصنعانـي
يمـوت غري ًقـا فـي التدريبـات العسـكرية التـي يسـتعد فيهـا المجاهـدون لمقارعة
األعداء.
يقول ابن عبد البر« :أكثر أهل العلم يجيزون ركوب البحر في طلب الحالل إذا
تعذر البر وركب البحر في حين يغلب عليه فيه السكون وفي كل ما أباحه اهلل ولم
يحظره على حديث أم حرام وغيره إال أنهم يكرهون ركوبه في االستغزار من طلب
الدنيا واالستكثار من جمع المال»(.)7
(( ( ال َق ْيء :قال ابن األثير« :استخراج ما في الجوف» .النهاية في غريب الحديث البن األثير (.)130/4
((( أخرجه أبو داود في «سننه» رقم ( ،)2493وإسناده حسن.
(( ( «المفاتيح في شرح المصابيح» للمظهر الزيداني (.)359/4
((( انظر« :مرقاة المفاتيح» للقاري (.)2485/6
((( انظر« :التنوير شرح الجامع الصغير» للصنعاني (.)98/9
((( انظر« :التيسير بشرح الجامع الصغير» للمناوي (.)450/2
(( ( «التمهيد» البن عبد البر (.)240/1
٣
124
المطلب الثاني عشرّ :اتباع الجنازة وانتظار الميت حتى يوضع في القبر.
جعـل اهلل للمؤمـن ح ًّقـا فـي الحيـاة وبعـد الممـات ،ومـن جملة حقوقـه بعد
السـنّة النبو ّيـة
موتـه :تجهيـزه وتغسـيله ،والصلاة عليـه ،ودفنـه .لذلـك جـاءت ّ
مر ّغبـة فـي اتبـاع الجنائـز وانتظار الميـت حتى يوضع فـي قبره ،وضاعفـت له بهذا
مرت ْين.
الف ْعـل األجـر ّ
الجنَـا َز َة َحتَّىـهدَ َ ـن َش ِ «م ْ
فعـن أبـي هريـرة قال ،قـال رسـول اهلل ﷺَ :
القيرا َط ِِ َان َله ِقيرا َط ِ ِ اطَ ،و َم ْن َش ِ ـيَ ،ف َلـ ُه ِق َير ٌ
ان؟ ـان» ،ق َيلَ :و َمـا َ ـن ك َ ُ َ ـهدَ َحتَّـى تُدْ َف َ ُي َص ِّل َ
ابَ :ق َال َسـالِ ُم ـه ٍ ِ ِ ـالِ :
يم ْي ِن» زاد مسـلم في صحيحهَ :ق َال ا ْب ُن ش َ الج َب َل ْي ِن ال َعظ َ
ـل َ «م ْث ُ َق َ
يث فَ ،ف َل َّمـا َب َل َغ ُه َح ِد ُ ـم َين َْص ِر ُ
َان ا ْب ُن ُع َم َرُ ،ي َص ِّلـي َع َل ْي َها ُث َّ
ـن ُع َم َـرَ :وك َ ابـن َعب ِ
ـد اهللِ ْب ِ ْ ُ ْ
يـط كَثِ َيرةً»(.)1
َأبِـي ُه َر ْي َـرةََ ،ق َالَ « :ل َقـدْ َض َّي ْعنَا َق َر ِار َ
واختلف في ضبط كلمةُ « :ي َص ِّلي» ،قال ابن حجرُ «« :ي َص ِّلي» :بكسر ّ
اللم،
و ُيروى بفتحها ،فعلى األول ال يحصل الموعود به إال لمن تُوجد منه الصالة ،وعلى
مانع، الثاني قد ُيقال :يحصل له ذلك ولو لم ِّ
يصل ،أما إذا قصد الصالة وحال دونه ٌ
فال ّظاهر حصول الثواب له مطل ًقا ،واهلل أعلم»(.)2
126
والمقصود بهذا الحديث :هو من شهدها مصدّ ًقا بثوابها ،محتس ًبا وطال ًبا ثوابها
أحد( ،)1كما بينته الرواية األخرى: من اهلل ،ال رياء وال تطييبا لقلب ٍ
ً ً
احتِ َسا ًباَ ،وك َ
َان يمانًا َو ْ
ِ
«م ِن ا َّت َب َع َجنَا َز َة ُم ْسلمٍ ،إِ َ
عن أبي هريرة مرفو ًعاَ :
معه حتَّى يص َّلى ع َليها وي ْفر َغ ِمن د ْفنِهاَ ،فإِ َّنه ير ِجع ِمن األَج ِر بِ ِقيرا َطي ِن ،ك ُُّل ِقير ٍ
اط َ َ ْ ُ َْ ُ َ ْ ْ َ َ َ َْ ََ ُ َ َُ َ ُ َ
اط»(.)2ِم ْث ُل ُأح ٍد ،ومن ص َّلى ع َليها ُثم رجع َقب َل َأ ْن تُدْ َفنَ ،فإِ َّنه ير ِجع بِ ِقير ٍ
ُ َْ ُ َ َ َ ْ َ َّ َ َ َ ْ ُ ََ ْ َ
و«أمـا التّقييـد بـ «اإليمان واالحتسـاب» فلا ُبدّ منـه؛ ّ
ألن ترتّـب الثواب على
المجردة،
ّ العمـل يسـتدعي سـ ْبق الن ّيةَ ،ف َي ْخ ُرج مـن َف َع َل ذلك على سـبيل المكافـأة
أو علـى سـبيل المحابـاة»( .)3وتقييدهـا بــ «جنازة مسـلم»« :يقتضي أنـه ال أجر في
اتّبـاع الكافر»(.)4
المتأخرين :الظاهر أن هذا القيراط دون القيراط في خبر (من شهد ّ ((( يقول المناوي« :قال بعض
ألن هذا من َقبِيل المطلوب ت َْركُه ،وذلك من المطلوب فِ ْعله،
الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط)؛ ّ
وعادة ّ
الشارع تعظيم الحسنات وتخفيف مقابلها كر ًما منه»« .فيض القدير» له (.)81/6
(( ( «شرح النووي على صحيح مسلم» ( 14/7ـ .)15
(( ( «فتح الباري» البن حجر ( 194/3ـ .)195
(( ( «شرح مشكل اآلثار» للطحاوي (.)307/3
٣
128
«م ْثل ُأح ٍ
ـر» ،وبيـن المقدار المـراد منه بقولـهِ : ِ
ـد»»(.)1 ُ المـوزون بقولـه« :م َن األَ ْج ِ َ َّ
أما ابن المن ّير فقال« :أراد تعظيم الثواب فم ّثله للعيان بأعظم الجبال َخ ْل ًقا ،وأكثرها
حبنَا ون ِ
ِ
ُح ُّب ُه»( ،)3(»)2زاد ابن إلى النفوس المؤمنة ُح ًّبا؛ ألنه الذي قال في حقه «إِنّه َج َب ٌل ُي ّ َ
قريب من المخا َطبِين ،يشترك أكثرهم في معرفته»( .)4و«فيه تقدير ٌ حجر« :وألنّه أيض ًا
األعمال بنسبة األوزان إما تقري ًبا لألفهام ،وإما على حقيقته ،واهلل أعلم»(.)5
«م ْن َص َّلى َع َلى ول اهللِ ﷺَ ،أ َّن رس َ ِ ما رواه َث ْو َبان م ْو َلى رس ِ
ول اهلل ﷺ َق َالَ : َ ُ َ ُ َ
اط ِم ْث ُل ُأ ُح ٍد»(.)8
ان ،ا ْل ِق َير ُ
اطَ ،فإِ ْن َش ِهدَ َد ْفن ََها َف َل ُه ِق َيرا َط ِ
َجنَاز ٍَة َف َل ُه ِق َير ٌ
«م ْن َتبِ َع وكذلك ما رواه البراء بن عازب قالَ :ق َال رس ُ ِ
ول اهلل ﷺَ : َ ُ
((( «شرح المشكاة» للطيبي ( ،)1393/4وانظر :إحكام األحكام البن دقيق العيد (.)373/1
(( ( أخرجه البخاري في «صحيحه» رقم ( ،)2889ومسلم في «صحيحه» رقم (..)1365
((( نقله ابن حجر في «الفتح» ( ،)195/3وبنحوه قال العيني في «عمدة القاري» (.)273/1
(( ( «فتح الباري» البن حجر (.)195/3
((( المصدر السابق (.)198/3
((( المصدر السابق (.)193/3
(( ( انظر« :بهجة قلوب األبرار» للسعدي ص (.)82
((( أخرجه مسلم في «صحيحه» رقم (.)946
عة ّ
ومتنو ٍ ّ
محدد ٍة وبأجور بأعمال ّ
خاص ٍة الفصل الثاني :المضاعفة
129 ٍ ٍ
وبمجموع األحاديث َيبِي ُن أن القيراط ْين يستحقهما من :ص ّلى على الجنازة،
وشهدها ومشى معها ،وحضر دفنها وإهالة التراب عليها .يقول النووي :وهذا هو
وأقره ابن حجر في «الفتح»(.)5
الصحيح ّ ،
()4
130
2ـ يقول القاضي عياض :وفي إطالق هذا الحديث وغيره إشارة إلى أنه ال
ٍ
استئذان ،وهو مذهب جماهير يحتاج المنصرف عن اتباع الجنازة بعد دفنها إلى
العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
3ـ في قول ابن عمر« :لقد فرطنا في قراريط كثيرة» ٌ
دليل على ما كان الصحابة
عليه من الرغبة في الطاعات حين يبلغهم ،والتأسف على ما يفوتهم منها وإن كانوا
ال يعلمون عظم موقعه(.)1
4ـ قال العراقي« :فيه ّ
أن األفضل لمش ّيع الجنازة أن يكون ماش ًيا ،وهو كذلك
رخص في ذلك ،وبعضهم شدّ د فيه وك َِر َه أن بعضهم ّ ٍ
خالف أعلمه ،إال ّ من غير
الركوب»(.)2
ّ
***
ج ّه َز غازيًا.
المطلب الثالث عشر :من َ
شرف اهلل الجهاد وأعلى قدره ،ورزق أهله من األجور العظيمة والعطايا
ّ
الجسيمة ما لم يمنحها لغيرهم .لذلك كان شرف العناية بالمجاهدين له شأن عظيم
في اإلسالم ،وجعل اهلل للقائمين على تجهيز المجاهدين أجرين.
فعن عبد اهلل بن عمرو قال :قال رسول اهلل ﷺ« :لِ ْلغ ِ
َازي َأ ْج ُر ُه،
ولِ ْلج ِ
اع ِل َأ ْج ُر ُه َو َأ ْج ُر ا ْلغ ِ
َازي»(.)3 َ َ
جعل»؛ أي :أجرة إلى ٍ
غاز ليغزو ،قال ابن والمقصود بالجاعل :هو من «يدفع ً
ِ
صحيح( ،)1فيكون للغازي أجرة سعيه ،وللجاعل أجران:
ٌ ومي« :وهذا عندنا الم َلك ّ
الر ّ َ
أجرة إعطاء المال في سبيل اهلل ،وأجرة كونه سب ًبا لغزو ذلك الغازي»( .)2وقال المناوي:
استئجارا؛ لعدم جوازه»(.)3
ً تطو ًعا ال
المجهز للغازي ّ
ِّ «الجاعل:
أن المعرفة إذا ُأعيدت كان الثاني َع ْين «تقرر في علم البيان ّ
يقول الطيبيّ :
األول ،فالمراد بالغازي األول :هو الذي ُج ِعل له ُج ْع ٌل ،فمن شرط للغازي ُج ْع ًل
فله أجر بذل المال الذي جعله ُج ْع ًل ،وأجر غزاء المجعول له فإنه حصل بسببه»(.)4
واختلف العلماء في حكم ذلكّ :
«فرخص فيه :الزهري ومالك بن أنس ،وقال
أصحاب الرأي :ال بأس به ،وك َِر َه ُه قو ٌم ،وروي عن ابن عمر أنه قال :أرى الغازي
يبيع غزوه وأرى هذا يفر من عدوه ،وكرهه علقمة ،وقال الشافعي :ال يجوز أن يغزو
بجعل فلو أخذه فعليه ر ّده»(.)5
وذهـب القاضـي البيضـاوي إلـى تأويل الحديـث ْ
بـأن « ُيحمـل الجاعل على
المجهـز للغـازي والمعيـن لـه ببذل مـا يحتاج إليـه ،ويتمكن بـه من الغـزو من غير
ِّ
ٍ
وشرط» (.)6 ٍ
اسـتئجار
***
132
المبحث الثاني
المضاعفة عشر مرات
تُعدّ الصالة من أعظم أركان اإلسالم بعد الشهادتين ،وأجمع العلماء على ُك ْفر
تاركها جحو ًدا ،مما يد ّلل على مكانتها في الشريعة اإلسالمية.
ولعظيم مكانتها ضاعف اهلل أجرها إلى عشر درجات ،وهذه المضاعفة زائدة عن
المضاعفة العامة في كل األعمال التي سبق الحديث عنها .وكانت أول ما فرضها اهلل
خمسين صالة ،ثم خففها اهلل إلى خمس صلوات في اليوم والليلة.
ين َص َلةًَ ،فنَاز ََل َر َّبك ُْم َأ ْن ِ فعن ابن عباس قالِ ُ :
«أم َر َنبِ ُّيك ُْم ﷺ بِخَ ْمس َ
يجع َلها َخمس ص َلو ٍ
ات»(.)1 َ ْ َ َ ْ َ َ َ
مرة بعد ُأ ْخ َرى َعن ربكُم» ( )2من
ومعنى نازل أي« :طلب الن ُُّزول وراجع وسأل ّ
ٍ
صلوات. الصلوات عن أ ّمته حتى أوصلها إلى خمس أجل أن يخ ّفف اهلل عدد ّ
النبـي ﷺ قـال فـي حديـث اإلسـراءَ « :ف َق َال
ّ وعـن أنـس بـن مالـك ّ
أن
ـال :إِ َّن ُه ال ُي َبـدَّ ُل ال َق ْو ُل َلدَ َّ
ي ،ك ََمـا َف َر ْض ُت ُه ـارَ :يـا ُم َح َّمـدُ َ ،ق َالَ :ل َّب ْي َك َو َسـ ْعدَ ْي َكَ ،ق َ الج َّب ُ
َ
َاب، ـون فِـي ُأ ِّم الكِت ِ
ـر َأ ْم َثالِ َهاَ ،ف ِه َي َخ ْم ُس َ َابَ ،ق َالَ :فك ُُّل َح َسـن ٍَة بِ َع ْش ِ ـك فِـي ُأ ِّم الكِت ِ َع َل ْي َ
ِ
ـف َعنَّا، ـالَ :خ َّف َ ت؟ َف َق َ ـف َف َع ْل َ
ـالَ :ك ْي َ وسـىَ ،ف َق َ ـع إِ َلـى ُم َ
ـكَ ،ف َر َج َ ـس َع َل ْي َـي َخ ْم ٌ َوه َ
َأ ْع َطانَـا بِك ُِّل َح َسـن ٍَة َع ْش َـر َأ ْم َثالِ َها»(.)3
(( ( أخرجه ابن ماجه في «سننه» رقم ( ،)194وإسناده ضعيف؛ لكنه حسن لغيره بشواهده.
((( حاشية السيوطي على «سنن ابن ماجه» (.)100/1
(( ( أخرجه البخاري في «صحيحه» رقم ( ،)7517ومسلم في «صحيحه» رقم (.)162
عة ّ
ومتنو ٍ ّ
محدد ٍة وبأجور بأعمال ّ
خاص ٍة الفصل الثاني :المضاعفة
133 ٍ ٍ
و َعن مالِ ِك ب ِن صعصع َة َ ،ع ِن النَّبِي ﷺ َأ َّنه َق َال« :بينَا َأنَا ِعنْدَ البي ِ
ت َب ْي َن َْ َْ ُ ِّ ْ َ ْ َ َ ْ َ
ون َصالةً، ت َع َل َّي َخ ْم ُس َ ان» ثم ذكر حديث اإلسراء ،وفيهُ « :ث َّم ُف ِر َض ْ النَّائِ ِم َوال َي ْق َظ ِ
ون َصالةً، ت َع َل َّي َخ ْم ُس َ تُ :ف ِر َض ْ وسىَ ،ف َق َالَ :ما َص َن ْع َ
ت؟ ُق ْل ُ ت َحتَّى ِجئ ُ
ْت ُم َ َف َأ ْق َب ْل ُ
َك ال تُطِ ُيق، الم َعا َل َج ِةَ ،وإِ َّن ُأ َّمت َ يل َأ َشدَّ ُ ت َبنِي إِ ْس َرائِ َ ْكَ ،عا َل ْج ُ َّاس ِمن ََق َالَ :أنَا َأ ْع َل ُم بِالن ِ
ِ ِ ِ
ينُ ،ث َّم م ْث َل ُهُ ،ث َّم َثالث َ
ينُ ،ث َّم تَ ،ف َس َأ ْل ُت ُهَ ،ف َج َع َل َها َأ ْر َبع َ كَ ،ف َس ْل ُهَ ،ف َر َج ْع ُ َف ْار ِج ْع إِ َلى َر ِّب َ
وسىَ ،ف َق َالِ :م ْث َل ُهَ ،ف َج َع َل َها َخ ْم ًسا، ت ُم َ ينُ ،ث َّم ِم ْث َل ُه َف َج َع َل َع ْش ًراَ ،ف َأ َت ْي ُ ِ
م ْث َل ُه َف َج َع َل ع ْش ِر َ
ِ
ت بِخَ ْي ٍر، تَ :س َّل ْم ُ تَ :ج َع َل َها َخ ْم ًساَ ،ف َق َال ِم ْث َل ُهُ ،ق ْل ُ ت؟ ُق ْل ُ وسى َف َق َالَ :ما َص َن ْع َ ت ُم َ َف َأ َت ْي ُ
ِ ِ يضتِيَ ،و َخ َّف ْف ُ ِ
الح َسنَ َة َع ْش ًرا»(.)1 ت َع ْن ع َباديَ ،و َأ ْج ِزي َ ت َف ِر َ ي إِنِّي َقدْ َأ ْم َض ْي ُ َفنُود َ
صلوات وخففت َعن ع َبادي من خمسين ومعناه أي« :أنفذت فريضتي بِ ْ
خمس َ
إِ َلى خمس ،وأجزي ا ْل َح َسنَة عشرا َفيحصل َث َواب خمسين َص َلة لكل َص َلة َث َواب
ِ ِ صلواتَ .فإِن قلت :ك َ
الص َلة من َر ُسولنَا َيف َج َازت َهذه ا ْل ُم َر َ
اج َعة في َباب َّ عشر َ
الس َلم؟ قلتِ :لَن َُّه َما عرفا َأن ْالَمر األول غيرالص َلة َو َّوسى َع َل ْي ِه َما َّ
ُم َح َّمد و ُم َ
َّخ ِفيف»(.)2 َان َو ِ
اج ًبا قط ًعا َل يقبل الت ْ اجب قط ًعاَ ،و َلو ك َ َو ِ
134
رفع اهلل قدْ ر نب ّيه ﷺ فأعلى ذكْره في العالمين ،وجعله مقرونًا في الشهادتين،
فال يصح إيمان ٍ
عبد إال بالنطق بهما. ّ
ب اهلل لنب ّيه أن أعلى أجر من أكثر من الصالة عليه ،وضاعف
ومن جملة ما َو َه َ
كل صالة يصليها عليه. مرات مع ّ ٍ له األجر عشر
ـال« :مـن ص َّلـى ع َلـي و ِ فعـن أبـي هريـرة َ ،أ َّن رس َ ِ
احدَ ًة َ َّ َ ـول اهلل ﷺ َق َ َ ْ َ َ ُ
َص َّلـى اهلل َع َل ْي ِه َع ْش ًـرا»(.)2
رواية أخرى عن أبي هريرة مرفو ًعا« :من ص َّلى ع َلي مر ًة و ِ
احدَ ةً، ٍ وفي
َ َّ َ َّ َ َ ْ َ
َات»(.)3َكتَب اهلل ع َّز وج َّل َله بِها ع ْشر حسن ٍ
َ ُ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ
ومعنى صالة العبد على النبي ﷺ« :طلب التعظيم والتبجيل لجناب رسول اهلل
ﷺ»( ،)4يقول المناويَ « :أي :طلب لي من اهلل َ
دوام التشريف»(.)5
136
ٍ
أقوال: واختلف العلماء في تفسير المراد بصالة اهلل على العبد على
األول :صالة اهلل بمعنى الرحمة:
«ص َلة اهللِ َع َل ْيه» :رحمته له وتضعيف أجره على
يقول القاضي عياض« :معنى َ
عشرا ،كقوله تعالى﴿ :ﮎﮏﮐﮑﮒﮓ﴾ [األنعام ،)1(»]١٦٠ :زاد الصالة ً
أقل المضاعفة» ( .)2قال الترمذيُ :ر ِو َي عن سفيان الثوري وغير
القاري« :والظاهر أنه ّ
الر ّب الرحمة ،وصالة المالئكة االستغفار»(.)3 ٍ
واحد من أهل العلم قالوا« :صالة ّ
وممن ذهب إلى هذا :العيني( ،)4والسيوطي( ،)5والمناوي( ،)6والسندي.
الثاني :إقبال اهلل عليه بعطفه:
قال الشـوكاني« :وقيـل :المراد بصالته عليهم :إقباله عليهـم بعطفه ،وإخراجهم
مـن ظلمـة إلـى رفعـة ونـور كمـا قـال سـبحانه﴿ :ﰆﰇﰈﰉﰊ
ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ﴾ [األحـزاب.)7(»]٤٣ :
الثالث :صالة اهلل بمعنى ذكْره بين المالئكة:
يقول اإلمام أبو العالية ـ كما نقله عنه البخاري في صحيحه ـ« :صالة اهلل ثناؤه
عليه عند المالئكة وصالة المالئكة الدعاء»(.)8
قـال القاضـي عيـاض« :وقد تكـون ـ أي :صلاة اهلل على العبـد ـ على وجهها
«وإِ ْن َذك ََرنِي فِي
وظاهرهـا تشـري ًفا لـه بين مالئكتـه ،كما قال فـي الحديـث اآلخـرَ :
ل َخ ْي ٍر ِمن ُْهـم»(.)2(»)1
لإ َذك َْر ُت ُه فِـي َم َ ٍ
َم َ ٍ
وتع ّقبـه القـاري بقوله« :ال حاجـة إلى التقييد بسـماع المالئكة؛ ألنـه جاء «إِ ْن
ـهَ ،ذك َْر ُت ُه فِي َن ْف ِسـي»(.)4(»)3
َذكَرنِـي فِي َن ْف ِس ِ
َ
المباركفوري بقوله« :إذا كانت الصالة على ظاهرها
ّ وأجاب على هذا التعقيب
وتكريما له ،فال ُبدّ من التقييد بسماع المالئكة؛ ليظهر عندهم
ً كال ًما تشري ًفا للمصلي،
شرافته وكرامته بسماعهم صالة اهلل عليه»(.)5
يقول ابن العربي« :إن ِقيل :قد قال اهلل تعالى﴿ :ﮎﮏﮐﮑﮒﮓ﴾
أن القرآن اقتضى َّ
أن من [األنعام ،]١٦٠ :فما فائدة هذا الحديث؟ قلنا :أعظم ٍ
فائدة ،وذلك َّ
عشرا ،والصالة على النَّبي ﷺ حسنةَ ،ف ُم ْقت ََضى القرآن أن ُيعطى ٍ
جاء بحسنة ت َُضا َعف ً
ٍ
عشر درجات في الجنَّة ،فأخبر اهلل تعالى أنه ُيص ِّلي على من ص َّلى على رسوله ً
عشرا،
أن اهلل تعالى لم ِ
الحسنة ُم َضا َعف ًة» .ثم قال« :وتح ّقق ذلكَّ : أعظم من ِ
وذك ُْر اهلل للعبد
ُ
ذكر نب ّيه ِذكْره لمن َذكَر ُه»(.)6
يجعل جزاء ِذك ِْره إال ذكره ،وكذلك جعل جزاء ِ
138
ّ
وحط عشر ٍ
حسنات، قال العراقي« :لم يقتصر على ذلك حتى َزا َده كتابة عشر
ٍ
درجات ،كما ورد في أحاديث»(.)1 ٍ
سيئات ،ورفع عشر
مـا جـاء فـي الحديـث القدسـي الـذي رواه أبـو طلحـة األنصـاري
اءنِي ِ ِ
ـو ٍم َوا ْلبِ ْش ُـر ُي َرى في َو ْج ِهـهَ ،ف َق َال« :إِنَّـ ُه َج َ ـول اهللِ ﷺ َجـا َء َذ َ
ات َي ْ قـالَ :أ َّن َر ُس َ
ك إِ َّلـن ُأ َّمتِ َ ِ
ـك َأ َحدٌ م ْ ـالَ :أ َمـا ُي ْر ِض َ
يـك َيـا ُم َح َّمـدُ َأ ْن َل ُي َص ِّل َ
ـي َع َل ْي َ يـل ﷺَ ،ف َق َِج ْب ِر ُ
ت َع َل ْي ِه َع ْش ًـرا» ،زاد ك َأ َحـدٌ ِم ْن ُأ َّمتِ َ
ك إِ َّل َسـ َّل ْم ُ ـت َع َل ْي ِه َع ْش ًـراَ ،و َل ُي َسـ ِّل َم َع َل ْي َ
َص َّل ْي ُ
بعضهـم« :قلت :بلـى»(.)2
ٍ
بتصرف. ((( «طرح التثريب» للعراقي ()239/3
((( أخرجه النسائي في «سننه» رقم ( ،)1295وإسناده ضعيف؛ لكنه حسن لغيره بشواهده.
((( «شرح المشكاة» للطيبي (.)1045/3
((( «مرعاة المفاتيح» للمباركفوري (.)278/3
عة ّ
ومتنو ٍ ّ
محدد ٍة وبأجور بأعمال ّ
خاص ٍة الفصل الثاني :المضاعفة
139 ٍ ٍ
2ـ قال ابن ُه َبيرة« :في هذا الحديث من فضل رسول اهلل ﷺ ما ُيشعر ّ
أن الواحد
مر ًة واحدةً ،لم َي ْر َض اهلل عز وجل أن يتو ّلى الصالة على
من أ ّمته إذا صلى على نب ّيه ّ
(( ( أخرجه أحمد في «المسند» رقم ( ،)16352وإسناده ضعيف؛ لكنه حسن لغيره بشواهده.
(( ( «التنوير شرح الجامع الصغير» للصنعاني (.)290/1
((( أخرجه النسائي في «سننه» رقم ( ،)1297وإسناده حسن.
((( «صحيح ابن حبان» رقم (.)911
(( ( «مرقاة المفاتيح» للقاري (.)743/2
٣
140
يقول المباركفوري« :وقد يستشكل بأنه كيف يجوز أن تكون الصالة على
عشرا؟ وأجيبّ :
بأن الواحدة صفة فعل المصلي، النبي ﷺ واحدة وعلى المص ّلي ً
ٍ
وجزاءها عشر صلوات من اهلل عليه على ما قال تعالى﴿ :ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ
ﮓ﴾ [األنعام .]١٦٠ :وال يفهم منه أن الصالة على النبي ﷺ من اهلل تكون واحدة،
أن الصالة على النبي ﷺ من اهلل تكون واحدةًّ ،
فلعل واسع ،ولو س ّلمنا ّ
ٌ ّ
فإن فضل اهلل
ٍ
صالة ،أو تزيد في الشرف هذه الصالة الواحدة من اهلل تساوي في الشرف مائة ألف
مر ٍة ،كما ّ
أن الجوهرة الواحدة الثمينة النفيسة تساوي في الثمن والكرامة بمائة ألف ّ
مائة ألف ٍ
فلس ،واهلل أعلم»(.)3
***
خلق اهلل الناس شعو ًبا وقبائل للتعارف ،وجعل مفتاح التعارف في المجتمع،
ون ا ْل َجنَّ َة َحتَّى«ل تَدْ ُخ ُل َ وطريق التوادد في األمة :إفشاء السالم بينهم ،فقال ﷺَ :
ت ُْؤ ِمنُواَ ،و َل ت ُْؤ ِمنُوا َحتَّى ت ََحا ُّبواَ ،أ َو َل َأ ُد ُّلك ُْم َع َلى َش ْي ٍء إِ َذا َف َع ْلت ُُمو ُه ت ََحا َب ْبت ُْم؟ َأ ْف ُشوا
الس َل َم َب ْينَك ُْم»(.)1
َّ
ِ ِ
خير؟ قالُ « :ت ْطع ُم ال َّط َعا َمَ ،و َت ْق َر ُأ َّ
السال َم َع َلى أي اإلسالم ٌ ولما ُسئ َل ّ
النبي ﷺّ :
ت َو َم ْن َل ْم َت ْع ِرف»(.)2
َم ْن َع َر ْف َ
«الس َلم َع َل ْيكُم» له عشر
ولمزيد الترغيب فيه :جعل اهلل من ألقى السالم بلفظَّ :
ٍ
حسنات ،وكلما زاد في اللفظ زاد في األجر.
س ول اهللِ ﷺ َو ُه َو فِي َم ْج ِل ٍ ف َع ْن َأبِي ُهر ْير َة َ ،أ َّن ر ُج ًل مر َع َلى رس ِ
َ ُ َ َّ َ َ َ
الس َل ُم َع َل ْيك ُْم َف َق َال :الس َلم َع َليكُمَ ،ف َق َال« :ع ْشر حسن ٍ
آخ ُر َف َق َالَّ : َات»َ ،ف َم َّر َر ُج ٌل َ َ ُ َ َ َّ ُ ْ ْ
آخر َف َق َال :الس َلم َع َليكُم ورحم ُة اهللِ ورحم ُة اهللَِ ،ف َق َالِ :
َّ ُ ْ ْ َ َ ْ َ ون َح َسنَ ًة»َ ،ف َم َّر َر ُج ٌل َ ُ «ع ْش ُر َ ََ ْ َ
ول اهللِ س َو َل ْم ُي َس ِّل ْمَ ،ف َق َال َر ُس ُ ون َح َسنَ ًة»َ ،ف َقا َم َر ُج ٌل ِم َن ا ْل َم ْج ِل ِ
َو َب َركَا ُت ُهَ ،ف َق َالَ « :ث َل ُث َ
اء َأ َحدُ ك ُُم ا ْل َم ْجلِ َس َف ْل ُي َس ِّل ْمَ ،فإِ ْن َبدَ ا َل ُه َأ ْن ِ ِ
ك َما نَس َي َصاح ُبك ُْم ،إِ َذا َج َ «ما َأ ْو َش َﷺَ :
َي ْجلِ َس َف ْل َي ْجلِ ْسَ ،وإِ َذا َقا َم َف ْل ُي َس ِّل ْمَ ،ما ْالُو َلى بِ َأ َح َّق ِم َن ْال ِخ َر ِة»(.)3
142
ٍ
حسنات؛ ألنه دعا بالسالم فقط. ـ «السالم عليكم» عشر
ـ «السالم عليكم ورحمة اهلل» عشرون حسن ًة؛ ألنه دعا بالسالم والرحمة.
ـ «السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته» ثالثون حسن ًة؛ ألنه دعا بالسالم والرحمة
والبركة.
أن ًّ
كل من «السلام» أن الحسـنة بعشـر أمثالها« ،وذلـك بنا ًء علـى ّ تقـرر ّ
وقـد ّ
ٍ
بواحـدة منهـا حصل له عشـر و«رحمـة اهلل» و«بركاتـه» حسـن ٌة مسـتق ّل ٌة ،فـإذا أتـى
ٍ
حسـنات ،وإن أتـى بهـا كلهـا حصل لـه ثالثون حسـن ًة»(.)1
ٍ
روايات أخر: ُ
وأكّدت هذه الزيادة في األجر في
«م ْن َق َال: ف َ ق َالَ :ق َال رس ُ ِ منها ما رواه سهل بن حنَي ٍ
ول اهلل ﷺَ : َ ُ ُ ْ
َاتَ ،ع َلى َسبِ ِ ت َله ع ْشر حسن ٍ ِ
يل َما َق َال﴿ :ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ الس َل ُم َع َل ْيك ُْم كُت َب ْ ُ َ ُ َ َ َّ
ت َل ُه ِع ْش ُر َ
ون َح َسنَ ًة، الس َل ُم َع َل ْيك ُْم َو َر ْح َم ُة اهللِ كُتِ َب ْ ﮓ﴾ [األنعامَ ،]١٦٠ :و َم ْن َق َالَّ :
ون َح َسنَ ًة»(.)2 ت َل ُه َث َل ُث َ الس َل ُم َع َل ْيك ُْم َو َر ْح َم ُة اهللِ َو َب َركَا ُت ُه ،كُتِ َب ْ
َو َم ْن َق َالَّ :
ـالَ :جـا َء َر ُج ٌـل إِ َلـى النَّبِ ِّي ﷺ ـن َ ق َ ان ْبـن ُح َص ْي ٍ ومنهـا مـا رواه ِع ْم َـر ُ
ـي ﷺَ « :ع ْش ٌـر»ُ ،ث َّم ـال النَّبِ ُّـسَ ،ف َق َ ـم َج َل َ ُـمَ ،ف َـر َّد ُ ،ث َّ لا ُم َع َل ْيك ْ الس َ
ـالَّ : َف َق َ
ـهَ ،فج َلسَ ،ف َق َالِ : لام َع َليكُم ورحمـ ُة اهللَِ ،فرد َع َلي ِ
ون» «ع ْش ُـر َ َ َ َ َّ ْ الس َ ُ ْ ْ َ َ ْ َ آخ ُـر َف َق َالَّ : َجـا َء َ
لام َع َليكُـم ورحم ُة اهللِ وبركَاتُـهَ ،فرد َع َلي ِ
ـهَ ،ف َج َل َسَ ،ف َق َال: ُ َ َّ ْ َََ الس َ ُ ْ ْ َ َ ْ َ آخ ُر َف َق َالَّ :ـم َجـا َء َُث َّ
ون»(.)3 « َث َل ُث َ
أن ابتداء السالم وإن كان ُسنّ ًة أفضل من ر ّده وإن كان واج ًبا()3؛ لذلك حرص
1ـ ّ
الصحابة على فعله ،وكان ابن عمر يخرج إلى السوق من أجل إلقاء السالم ،فقد
أخرج مالك في الموطأ عن الطفيل بن أبي بن كعب أنه كان يأتي ابن عمر فيغدو معه
اط( )4وال صاحب إلى السوق قال :فإذا غدونا إلى السوق لم يمر ابن عمر على س َّق ٍ
َ ّ
مسكين وال ٍ
أحد إال سلم عليه .قال الطفيل :فجئت ابن عمر يو ًما فاستتبعني ٍ ٍ
بيعة وال
إلى السوق فقلت :ما تصنع بالسوق وأنت ال تقف على البيع وال تسأل عن السلع
وال تساوم بها وال تجلس مجالس السوق؟ قال :فقلت :اجلس بنا ها هنا نتحدث،
فقال ابن عمر :يا أبا بطن ـ وكان الطفيل ذا ٍ
بطن ـ إنما نغدو من أجل السالم ،نس ّلم
على من لقينا(.)5
((( أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنّفه» رقم ( ،)26717وإسناده ضعيف؛ لكنه حسن لغيره بشواهده.
(( ( «فيض القدير» للمناوي (.)155/6
(( ( «فيض القدير» للمناوي (.)155/6
(( ( َسـقاط :قـال القـاري« :هـو الـذي يبيـع السـقط وهـو الـرديء مـن المتـاع»« .مرقـاة المفاتيـح»
للقـاري (.)2957/7
(( ( أخرجه مالك في «المو ّطأ» ـ رواية سويد الحدثاني ـ رقم (.)667
٣
144
2ـ فيه أن أفصل صيغ االبتداء« :السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته» ،وأفضل
ِص َي ِغ الر ّد« :وعليكم السالم ورحمة اهلل وبركاته»ّ ،
وأقل الر ّد« :عليكم السالم» ال
مجرد قوله« :عليكم» أو« :وعليكم» من غير ِذكْر «السالم» (.)1
ّ
ب أن يقول المبتدئ
3ـ ّبوب النووي لهذا الحديث في رياضه بقولهُ :ي ْست ََح ُّ
الم َس َّلم
بالسالم« :السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته» ،فيأتي بضمير الجمع وإن كان ُ
عليه واحدً ا ،ويقول المجيب« :وعليكم السالم ورحمة اهلل وبركاته» ،فيأتي بواو
العطف في قوله« :وعليكم» (.)2
4ـ ينبغي لمن ُر ّد أن ير ّد مثله أو يزيد عليه ،وإن زاد الملقي زاد الرا ّد؛
استجاب ًة لقوله تعالى﴿ :ﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆ﴾ [النساء.]٨٦ :
***
لقد ك ّلف اهلل اإلنسان بالسعي في األرض لينفق على نفسه وعلى من ألزمه اهلل
أجرا مضاع ًفا
بالنفقة عليهم من والديه وزوجه وأوالده ،وزيادة في الترغيب جعل ً
على ذلك.
اح َن ُعو ُد ُه ِم ْن َشك ًْوى فَ ،ق َالَ :د َخ ْلنَا َع َلى َأبِي ُع َب ْيدَ َة ْب ِن ا ْل َج َّر ِ اض ب ِن ُغ َطي ٍ
ْ
ِ
فعن ع َي ِ ْ
ات َأ ُبو ُع َب ْيدَ ةَ؟ َقا َل ْتَ :واهللِ َل َقدْ ف َب َ اعدَ ٌة ِعنْدَ َر ْأ ِس ِه ،قلناَ :ك ْي َ
َأصابه ،وامر َأ ُته تُحي َف ُة َق ِ
َ َُ َ َْ ُ َْ
َان م ْقبِ ًل بِوج ِه ِه َع َلى ا ْلح ِائ ِ
ط ـ َف َأ ْق َب َل َ َ ْ ات بِ َأ ْج ٍرَ ،ف َق َال َأ ُبو ُع َب ْيدَ ةََ :ما بِ ُّت بِ َأ ْج ٍر ـ َوك َ ُ
َب َ
َع َلى ا ْل َق ْو ِم بِ َو ْج ِه ِهَ ،ف َق َالَ :أال ت َْس َأ ُلونَنِي َع َّما ُق ْل ُت؟ َقا ُلواَ :ما َأ ْع َج َبنَا َما ُق ْل َتَ ،فن َْس َأ ُل َك
(( ( وقعت في جميع المتون وكتب الشروح بلفظ« :نفقة فاضلة» بالضاد المعجمة ،أما في كتب اللغة
والغريب بلفظ« :فاصلة» بالصاد المهملة ،حيث ذكروها في مادة (فصل) ،قال الجوهري في
«الصحاح» (« :)1791/5الفاصلة التي في الحديث :تفسيره أنها التي فصلت بين إيمانه وكفره»،
وبمثله قال ابن فارس في «مجمل اللغة» ( ،)722/1و«مقاييس اللغة» ( ،)506/4والراغب
األصفهاني في غريب القرآن ص ( ،)638وابن األثير في «النهاية في غريب الحديث واألثر»
أثبت في المتن لفظ:
( )451/3وزاد« :وقيل :يقطعها من ماله ويفصل بينها وبين مال نفسه» .وإنما ُّ
«الفاضلة» العتبار باب الرواية والسماع.
نحاه وأزالـه»« .النهايـة في غريـب الحديث واألثر» البـن األثير (( ( َمـازَ :قـال ابـن األثيـرَ « :م َ
ـاز :أي ّ
(.)380/4
(( ( أخرجه أحمد في «المسند» رقم ( ،)1690وإسناده حسن.
٣
146
وصدقة التطوع كلها ،فهذه نفقة مندوب إليها مأجور عليها ،فمن أنفق في هذه
الوجوه الثالثة فقد وضع المال في موضعه ،وأنفقه في حقه»(.)1
ومن فوائد أحاديث هذا المطلب:
أن مذهب أبي عبيدة بن الجراح أن المصائب يترتب عليها تكفير الذنوب 1ـ ّ
بت ٍ
بأجر» .قال العراقي مع ّل ًقا: دون األجور ،وذلك في قوله في حديث الباب« :ما ّ
المصرحة برفع الدرجات وكتب الحسنات»(.)2
ّ ّ
«كأن هؤالء لم يبلغهم األحاديث
صرح فيه باألجر لمن ّ
«كأن أبا عبيدة لم يسمع الحديث الذي ّ يقول ابن حجر:
أصابته المصيبة ،أو سمعه وحمله على التقييد بالصبر ،والذي نفاه مطلق حصول
األجر العاري عن الصبر»(.)3
2ـ قال القاري« :في الحديث ٌّ
حث على صلة األرحام واإلحسان إلى األقارب
والشفقة على الورثة ،فإن صلة القريب واإلحسان إليه أفضل من األبعد ،وفيه
استحباب اإلنفاق في وجوه الخير ،وأنه إنما يثاب على عمله بن ّيته»(.)4
***
أمر اهلل بحسن التعامل مع الناس وعدم أذيتهم ولو بالكالم فقال﴿ :ﯦ
ﯧ ﯨ﴾ [البقرة ،]٨٣ :وجعل إماطة األذى عن الناس من أدنى شعب اإليمان
ون ـ َأ ْوان بِ ْض ٌع َو َس ْب ُع َ
يم ُ ول اهللِ ﷺِ ْ :
«ال َ كما روى َأبو ُه َر ْي َر َة َ ق َالَ :ق َال َر ُس ُ
يق، َاها إِ َما َط ُة ْالَ َذى َع ِن ال َّط ِر ِ
هللَ ،و َأ ْدن َ بِ ْض ٌع َو ِست َ
ُّون ـ ُش ْع َب ًةَ ،ف َأ ْف َض ُل َها َق ْو ُل َل إِ َل َه إِ َّل ا ُ
ان»(.)1 يم ِ اء ُش ْع َب ٌة ِم َن ْ ِ
ال َ َوا ْل َح َي ُ
وللترغيـب فـي هـذا األمـر أكثـر :ضاعـف اهلل األجـر لمـن أمـاط األذى إلى
ٍ
حسـنات. عشر
ـالَ :د َخ ْلنَـا َع َلى َأبِـي ُع َب ْيـدَ َة ْب ِن ا ْل َج َّـر ِ ـن ُغ َطي ٍ فعـن ِع َي ِ
اح ـفَ ،ق َ ـاض ْب ِ ْ
ـات َأ ُبوف َب َ ـه ،قلنـاَ :ك ْي َ اعـدَ ٌة ِعنْدَ ر ْأ ِس ِ َنعـوده ِمـن َشـكْوى َأصابـه ،وامر َأتُـه تُحي َف ُة َق ِ
َ َ َ ُ َ َْ ُ َْ ً ُ ُُ ْ
َان ُم ْقبِ ًل
ـر ـ َوك َ ـت بِ َأ ْج ٍ
ـال َأ ُبـو ُع َب ْيدَ ةََ :مـا بِ ُّ ـات بِ َأ ْج ٍ
ـرَ ،ف َق َ ـتَ :واهللِ َل َقـدْ َب َ ُع َب ْيـدَ ةَ؟ َقا َل ْ
ـأ ُلونَنِي َع َّمـا ُق ْل ُت؟ ـهَ ،ف َق َالَ :أال ت َْس َ ـط ـ َف َأ ْقب َـل َع َلى ا ْل َقـو ِم بِوج ِه ِ
ْ َ ْ َ
ـه َع َلـى ا ْلح ِائ ِ
َ
بِوج ِه ِ
َ ْ
«م ِن ـول اهللِ ﷺ َي ُق ُ ـم ْع ُت َر ُس َ ـأ ُل َك َعنْهَ .ق َال :س ِ ـتَ ،فن َْس َ َقا ُلـواَ :مـا َأ ْع َج َبنَـا َما ُق ْل َ
ـولَ : َ ُ
ـه و َأهلِ ِ
ـهَ ،أ ْو َعا َد ِ ِ يل اهللَِ ،فبِسـب ِع ِمائ ٍ
َـةَ ،و َم ِن أ ْن َف َ اض َلـ ًة فِي َسـبِ ِ ـق َن َف َقـ ًة َف ِ
ـق َع َلى َن ْفس َ ْ َ ْ أ ْن َف َ
يضـاَ ،أو مـا َز َأ ًذىَ ،فا ْلحسـنَ ُة بِع ْش ِ ِ
ـم َيخْ ِر ْق َهـاَ ،و َم ِن ـو ُم ُجنَّـ ٌة َمـا َل ْ الص ْ ـر َأ ْم َثال َهـاَ ،و َّ َ َ َ ْ َ َم ِر ً
ـو َل ُه ِح َّطـ ٌة»(.)2 ِِ ٍ ِ
هلل بِ َبلاء في َج َسـده َف ُه َ ا ْبتَلا ُه ا ُ
الغفـاري
ّ ذر
وهـذا الحديـث يقيـد الثـواب المطلـق الـوارد فـي حديـث أبـي ٍّ
ـال ُأ َّمتِـي َح َسـن َُها َو َسـ ِّيئ َُها،
ـي َأ ْع َم ُ
ـت َع َل َّ ـالُ « :ع ِر َض ْـي ﷺَ ،ق َ ـن النَّبِ ِّ
َ ،ع ِ
ـاوييـقَ ،و َو َجـدْ ُت فِـي َم َس ِ ـن ال َّط ِر ِ ـن َأ ْع َمالِ َهـا ْالَ َذى ُي َم ُ
ـاط َع ِ اس ِ َفوجـدْ ُت فِـي مح ِ
َ َ َ َ
ُـون فِـي ا ْلمس ِ ِ َأ ْع َمالِ َهـا النُّخَ ا َعـ َة َتك ُ
أقلـن»( ،)3ويحمل الحديث علـى أن ّ ـجدَ ،ل تُدْ َف ُ َ ْ
يتحصلـه العبد في إماطة األذى هو عشـر حسـنات ،واهلل يضاعف لمن يشـاء.
ّ ثـواب
148
المطلب السادسْ :
ذكر اهلل.
ً
أول :التسبيح.
أمر اهلل تعالى نبيه ﷺ بالتسبيح لعظيم فضله وجسيم أثره ،فقال﴿ :ﮁ ﮂ
ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ﴾ [ق.]٣٩ :
قال ابن حجر في بيان معنى التسبيح« :يعني :قول «سبحان اهلل» ،ومعناه :تنزيه اهلل
عما ال يليق به من كل نقص فيلزم نفي الشريك والصاحبة والولد وجميع الرذائل
ويطلق التسبيح ويراد به جميع ألفاظ الذكر ويطلق ويراد به صالة النافلة»(.)1
ٍ
حسنات. وللترغيب فيها ضاعف اهلل أجر الحسنة فيه إلى عشر
ّ
«ويحط» وأبو عوانة ويحيى القطان عن موسى الذي رواه مسلم من جهته فقالوا:
بغير ٍ
ألف»(.)1
قال الحافظ ـ يعني :ابن حجر ـ في فتاويه« :وهو كما قال البرقاني والحميدي،
لكن وجدته في مسند أحمد من طريق شعبة وغيره ،بـ«الواو» تارة ،وبـ«أو» تارة،
وكان ِ
اإلمام أحمد شديد الحرص على ألفاظ الرواية»(.)2
قال الطيبي« :يختلف معنى «الواو» إذا أريد بها أحد األمرين ،وأما إذا أريد بها
التنويع فهما سيان في القصد»(.)3
ّ
وكأن زاد القاري فقال« :وقد تأتي الواو بمعنى «أو» فال منافاة بين الروايتين،
المعنىّ :
إن من قالها يكتب له ألف حسنة إن لم يكن عليه خطيئة ،وإن كانت عليه
فيحط بعض ويكتب بعض ،ويمكن أن تكون «أو» بمعنى الواو ،أو بمعنى «بل»
فحينئذ يجمع له بينهما ،وفضل اهلل أوسع من ذلك»(.)4
وقال في شرح الحصن(«« :)5أو» هنا للتنويع في اختالف الحالة .فالكتابة للمتقي،
ّ
«ويحط»»(.)6 ّ
والحط للمخطي ،أو بمعنى« :الواو» الموضوعة للجمع كما يدل قوله:
***
150
مرة:
ثان ًيا :قول المؤمن قبل النوم« :سبحان اهلل والحمد هلل واهلل أكبر» مائة ّ
ً
موصول أذكارا ،ليكون بدء يوم اإلنسان ونهايته
ً أذكارا ،وللنوم
ً جعل اهلل للنهار
بذكر اهلل ،ومن هذه األذكار ،قول« :سبحان اهلل ،والحمد هلل ،واهلل أكبر» مائة مرة،
ٍ
حسنات. مر ًة إلى عشر وللترغيب فيه ضاعف اهلل أجر من قالها ّ
َان َل َانَ ،أ ْو َخ َّلت ِ ف َع ْن َع ْب ِد اهللِ ْب ِن َع ْم ٍرو َ ،ع ِن النَّبِ ِّي ﷺَ ،ق َالَ :
«خ ْص َلت ِ
يلُ ،ي َس ِّب ُحُي َحافِ ُظ َع َل ْي ِه َما َع ْبدٌ ُم ْسلِ ٌم إِ َّل َد َخ َل ا ْل َجنَّ َةُ ،ه َما َي ِس ٌيرَ ،و َم ْن َي ْع َم ُل بِ ِه َما َقلِ ٌ
ان،ون َو ِما َئ ٌة بِال ِّل َس ِ
ك َخ ْم ُس َ فِي ُد ُب ِر ك ُِّل َص َل ٍة َع ْش ًراَ ،و َي ْح َمدُ َع ْش ًراَ ،و ُي َك ِّب ُر َع ْش ًراَ ،ف َذلِ َ
ين إِ َذا َأ َخ َذ َم ْض َج َع ُهَ ،و َي ْح َمدُ َث َل ًثا ِ ف َو َخ ْم ُس ِمائ ٍَة فِي ا ْل ِميز ِ
َانَ ،و ُي َك ِّب ُر َأ ْر َب ًعا َو َث َلث َ َو َأ ْل ٌ
ف فِي ا ْل ِميز ِ
َان» َف َل َقدْ َر َأ ْي ُت انَ ،و َأ ْل ٌ ك ِما َئ ٌة بِال ِّل َس ِ ينَ ،ف َذلِ َ ِ
ينَ ،و ُي َس ِّب ُح َث َل ًثا َو َث َلث َ
ِ
َو َث َلث َ
ف ُه َما َي ِس ٌير َو َم ْن َي ْع َم ُل بِ ِه َما َق ِل ٌيل؟ ول اهللِ َك ْي َ ول اهللِ ﷺ َي ْع ِقدُ َها بِ َي ِد ِهَ ،قا ُلواَ :يا َر ُس َ
َر ُس َ
ان ـ فِي َمن َِام ِه َف ُين َِّو ُم ُه َق ْب َل َأ ْن َي ُقو َل ُهَ ،و َي ْأتِ ِيه فِي َص َلتِ ِه َق َالَ « :ي ْأتِي َأ َحدَ ك ُْم ـ َي ْعنِي َّ
الش ْي َط َ
اج ًة َق ْب َل َأ ْن َي ُقو َل َها»(.)1
َف ُي َذك ُِّر ُه َح َ
ومعنى قوله« :فذلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان»،
هو «أن عدد الكلمات المحصاة خلف ّ
كل صالة ثالثون ،والصلوات خمس في
اليوم والليلة فإذا ضرب أحدهما في اآلخر بلغ هذا العدد»(.)2
«ل َي ْأتِي بِ ِه َما».
وفي رواية أخرىَ :
يظهر هذا الحديث شرط ْين رئيس ْين لحصول هذا األجر:
1ـ المحافظـة عليهـا؛ وجـاءت في لفـظ آخـر« :ال يحصيهما» ،قـال القاري:
المأتـي
ِّ «أي :ال يحافـظ عليهمـا ،كمـا فـي روايـة «أو ال يأتـي بهمـا»َ .ع ّبـر عـن
بـه باإلحصـاء؛ ألنـه مـن جنـس المعـدودات ،أو ال يطيقهمـا ،أو ال يأتـي عليهمـا
باإلحصـاء كالعـا ّد للشـيء»(.)1
2ـ المداومة عليها؛ للفظ« :ومن يعمل بهما» ،قال القاري« :أي :على وصف
المداومة»(.)2
وقيل :األظهر أنه ليس المراد إجراء هذه األلفاظ على اللسان فقط ،بل التذكّر
والتي ّقظ في فهم معانيها ،وإن لم يحرم من البركة من ي ْذكرها وقلبه ٍ
اله عنها(.)3 َ ُ َْ ْ
مجرد ِذكْرها بال ّلسان؛ لقوله فيحمل الحديث على ّ قال الباحث :والصحيح ْ
الحديث« :فتلك مائة باللسان» ،مع ق ْطعنا بزيادة أجر من َف ِه َم معانيها وتد ّبرها على
من كان ُغ ْف ًل عنها.
وأما مسألة هل يجوز الزيادة على هذه األذكار أم ال؟
قـال القرافـي فـي قواعـده« :مـن البـدع المكروهـة الزيـادة فـي المندوبـات
المحـدودة شـر ًعا ،كمـا ورد فـي التسـبيح والتحميـد والتكبيـر ثال ًثـا وثالثين عقب
الفرائـض ،فيفعـل أكثر؛ مـن ذلك ألن شـأن العظماء إذا حـدوا شـي ًئا أن يوقف ويعد
الخـارج عنه مسـي ًئا للأدب»(.)4
ع ّلق ابن حجر على قول القرافي السابق بقوله« :يؤ ّيد ذلك ّ
أن األذكار المتغايرة
اإلتيان بجميعها متوالية لم تحسن الزيادةإذا ورد لكل منها عدد خصوص مع طلب ِ
152
على العدد المخصوص لما في ذلك من قطع المواالة الحتمال أن يكون للمواالة
في ذلك حكمة خاصة تفوت بفواتها ،واهلل أعلم» (.)1
ِ وعن علي بن أبي طالب ِ َّ :
النبي ﷺ، السال ُم ،أتَت َّ «أن َفاط َم َة َع َل ْي َها َّ
اد ْف ُهَ ،ف َذك ََر ْتت َْشكُو إ َلي ِه ما َت ْل َقى فِي ي ِدها ِمن الرحى ،وب َلغَها أنه جاءه ر ِق ٌيق َف َلم تُص ِ
ْ َ ُ َ َُ َ َ َّ َ َ َ َ ْ َ
أخ ْذنا َم َض ِ ِ ذلِ َ ِ ِ ِ
اج َعنَا َف َذ َه ْبنا اءنَا َو َقدْ َ أخ َب َر ْت ُه َعائ َش ُةَ .ق َالَ :ف َج َ ك ل َعائ َشةَ .ق َالَ :ف َل َّما َج َ
اء ْ
اء َف َق َعدَ َب ْينِي َو َب ْينَها َحتَّى َو َجدْ ُت َب ْر َد َقدَ َم ْي ِه َع َلى َب ْطنِي، ِ
َن ُقو ُم َف َق َالَ :ع َلى َمكَانك َُما َف َج َ
اج َعك َُما ـ ْأو َأو ْيت َُما إ َلى أخ ْذتُما َم َض ِ َف َق َالَ :أال أ ُد ُّلكُما َع َلى َخ ْي ٍر ِم َّما َسأ ْلتُما؟ إ َذا َ
ِ ِ ِ ِ ِ
ينَ ،ف ُه َو ينَ ،و َك ِّب َرا ْأر َبع ًا َو َثالث َ
اح َمدا َثالثا َو َثالث َ ينَ ،و ْ ف َراشك َُما ـ َف َس ِّبحا َثالث ًا َو َثالث َ
ادمٍ»(.)2 َخير َلكُما ِمن َخ ِ
ْ ٌْ
عظيما ،لكن كيف يكون
ً شك ّ
أن للتسبيح ونحوه ثوا ًبا قال القاري« :قيل :ال ّ
خيرا بالنسبة إلى مطلوبها وهو االستخدام؟ وأجيبّ :
لعل اهلل تعالى ُيعطي للمس ّبح ً
قوة يقدر بها على الخدمة أكثر مما يقدر الخادم عليه ،أو يسهل األمور عليه بحيث
ّ
يكون فعل ذلك بنفسه أسهل عليه من أمر الخادم بذلك ،أو أن معناهّ :
أن نفع التسبيح
في اآلخرة ،ونفع الخادم في الدنيا ﴿ﭖ ﭗ ﭘ﴾ [األعلى.)3(»]١٧ :
ونقل القاري عن ابن الجزري قوله« :في بعض الروايات الصحيحة التكبير
ّأو ًل ،وكان شيخنا الحافظ ابن كثير ّ
يرجحه ويقول :تقدّ م التسبيح يكون عقيب
الصالة ،وتقدّ م التكبير عند النوم»(.)4
154
4ـ بلغ من اهتمام النبي ﷺ بهذه األذكار أنه كان يعقدها بيده ،قال المباركفوري:
«أي :بأصابعها أو بأناملها أو بعقدها .والمراد :يضبط األذكار المذكورة ويحفظ
عددها أو يعقد ألجلها بيده» (.)1
***
كَ ،و َل ُه ا ْل َح ْمدُ ، «ل إِ َل َه إِ َّل اهللَُ ،و ْحدَ ُه َل َش ِر َ
يك َل ُهَ ،ل ُه ا ْل ُم ْل ُ ثال ًثا :قول المؤمنَ :
َو ُه َو َع َلى ك ُِّل َش ْي ٍء َق ِد ٌير» حين يصبح أو يمسي:
ح ّثت الشريعة على أن يبتدئ المسلم يومه بذكر اهلل تعالى ،ويختمه بذكره
وفضل ّ
الذكْر أيضا ،وجعلت له من األجور العديدة ً
دليل على مكانة هذه األوقات ْ ً
ٍ
مرات كان كمن أعتق رقبة. فيها ،حتى جعل النبي ﷺ من قالها عشر
«م ْن َق َالَ :ل إِ َل َه إِ َّل اهللُ، فع ِن ا ْلبر ِاء بن عازب َ ق َالَ :ق َال رس ُ ِ
ول اهلل ﷺَ : َ ُ َ ََ
ك و َله ا ْلحمدُ ،وهو ع َلى ك ُِّل َشي ٍء َق ِدير ع ْشر مر ٍ َو ْحدَ ُه َل َش ِر َ
ات ك َُّن ٌ َ َ َ َّ ْ يك َل ُهَ ،ل ُه ا ْل ُم ْل ُ َ ُ َ ْ َ ُ َ َ
َل ُه َعدْ َل ن ََس َم ٍة»(.)2
النبي ﷺ قال: رواية أخرى من حديث أبي أيوب األنصاري ّ ، ٍ
أن ّ وفي
الح ْمدُ َو ُه َو على ك ُّل َش ْي ٍء ك َو َل ُه َ
الم ْل ُ
يك َل ُهَ ،ل ُه ُ«م ْن َق َال ال إل َه إِال اهللُ َو ْحدَ ُه ال َش ِر َ َ
س ِمن و َل ِد إِسم ِ َق ِدير ع ْشر مر ٍ
يل»(.)3 اع َ ْ َ كان ك ََم ْن أ ْعت ََق َأ ْر َب َع َة َأ ْن ُف ٍ ْ َ
اتَ ، ٌ َ َ َ َّ
ومن األحاديث الواردة في فضل هذا الذكر في هذه األوقات:
«م ْن َق َال ُد ُب َر ما جاء عن أبي ذر الغفاري قالَ :ق َال رس ُ ِ
ول اهلل ﷺَ : َ ُ ٍّ
يك َل ُهَ ،ل ُهَص َل ِة ا ْل َف ْج ِر َو ُه َو َثانِي ِر ْجلِ ِه َق ْب َل َأ ْن َي َت َك َّل َمَ :ل إِ َل َه إِ َّل اهللَُ ،و ْحدَ ُه َل َش ِر َ
يت ،بِي ِد ِه ا ْلخَ ير ،وهو ع َلى ك ُِّل َشي ٍء َق ِدير ع ْشر مر ٍ ِ
ات، ٌ َ َ َ َّ ْ ُْ َ ُ َ َ ك َو َل ُه ا ْل َح ْمدُ ُ ،ي ْحيِي َو ُيم ُ َ ا ْل ُم ْل ُ
احدَ ٍة َقا َل َها ِمن ُْه َّن َح َسنَ ًةَ ،و َم َحى َعنْ ُه َس ِّي َئ ًةَ ،و ُرفِ َع بِ َها َد َر َج ًةَ ،وك َ
َان َكتَب اهلل َله بِك ُِّل و ِ
َ َ ُ ُ
وهَ ،و ُح ِر َس ِم َن
ك فِي ِحر ٍز ِمن ك ُِّل مكْر ٍ
َ ُ ْ ْ َان َي ْو َم ُه َذلِ َ
احدَ ٍة َقا َل َها َعت َُق َر َق َب ٍةَ ،وك َ َله بِك ُِّل و ِ
َ ُ
الش ْر ُك بِاهللِ»(.)1 ك ا ْل َي ْو ِم إِ َّل ِّْب َأ ْن ُيدْ ِر َك ُه فِي َذلِ َ
انَ ،و َل ْم َينْ َب ِغ لِ َذن ٍ الش ْي َط ِ
َّ
ـالَ :ل إِ َلـ َه إِ َّل اهللُ، «م ْن َق َ ـالَ :ق َال رس ُ ِ فعـن َأبِـي ُه َر ْي َـر َة َ ق َ
ـول اهلل ﷺَ : َ ُ
ـن َقا َل َها ك ،و َلـه ا ْلحمـدُ ،وهو ع َلى ك ُِّل َش ٍ ِ َو ْحـدَ ُه َل َش ِ
ـيء َقد ٌيرَ ،م ْ ْ َ ُ َ َ يك َل ُهَ ،لـ ُه ا ْل ُم ْل ُ َ ُ َ ْ
ـر َ
ـي َعنْ ُه بِ َهـا ِما َئ ُة َسـ ِّيئ ٍَة، ِ ٍ ِ
ـب َل ُه بِ َهـا مائَـ ُة َح َسـنَةَ ،و ُمح َ
ِ
يـن ُي ْصبِ ُ
ـح ،كُت َ
ٍ ِ
َع ْش َـر َم َّـرات ح َ
156
ـال ِم ْث َل َذلِ َ ِ ِ ِ ٍ ِ ٍ
ين
ـك ح َ َـت َلـ ُه َعـدْ َل َر َق َبـةَ ،و ُحف َظ بِ َهـا َي ْو َمئـذ َحتَّى ُي ْمس َ
ـيَ ،و َم ْن َق َ َوكَان ْ
ك»(.)1 ـل َذلِ َ َان َل ُه ِم ْث ُ
ُي ْم ِسـي ،ك َ
الز َر ِق ِّي مرفو ًعا(.)2 اش ُّ مروي عن َأبِي َع َّي ٍ ٌّ ومثله
قال ابن حجر« :جمع القرطبي في «المفهم»( )3بين االختالف على اختالف
بحق هذه الكلمات
أحوال الذاكرين ،فقال :إنما يحصل الثواب الجسيم لمن قام ّ
فاستحضر معانيها بقلبه ،وتأ ّملها بفهمه ،ثم لما كان الذاكرون في إدراكاتهم وفهومهم
مختلفين كان ثوابهم بحسب ذلك ،وعلى هذا ينزل اختالف مقادير الثواب في
األحاديث ،فإن في بعضها ثوا ًبا مع ّينًا ،ونجد ذلك الذكر بعينه في رواية أخرى أكثر
أو أقل ،كما اتفق في حديث أبي هريرة وأبي أيوب .قلت ـ والكالم البن حجر ـ :إذا
الجمع ،وإذا اتّحدت فال ،وقد يتع ّين الجمع
ْ تعدّ دت مخارج الحديث فال بأس بهذا
أيضا أن يختلف المقدار بالزمان ،كالتقييد بما
الذي قدّ ْمتُه ،ويحتمل فيما إذا تعددت ً
بعد صالة الصبح ً
مثل ،وعدم التقييد إن لم يحمل المطلق في ذلك على المقيد» (.)4
اعتدائها وأنه ال فضل في الزيادة عليها كما في ركعات السنن المحدودة وأعداد
الطهارة ويحتمل أن تراد الزيادة من غير هذا الجنس من الذكر أو غيره إال أن يزيد
أحد عم ً
ال آخر من األعمال الصالحة»(.)1
قـال النـووي« :يحتمل أن يكون المراد مطلق الزيادة سـواء كانـت من التهليل
أو غيره»(.)2
2ـ قال النووي« :ظاهر إطالق الحديث ّ
أن األجر يحصل لمن قال هذا التهليل
في اليوم متوال ًيا أو متفرق ًا في مجلس أو مجالس في أول النهار أو آخره لكن األفضل
أن يأتي به أول النهار متوالي ًا ليكون له حرز ًا في جميع نهاره وكذا في أول الليل
ليكون له حرزا في جميع ليله»(.)3
***
تصرف ٍ
يسير. (( ( «إكمال المعلم» للقاضي عياض ( )93/8مع ّ
(( ( «شرح النووي على صحيح مسلم» (.)17/17
((( المصدر السابق.
٣
158
المبحث الثالث
مضاعفة األجر عشرين مرة إلى ستين مرة
المطلب الثاني :قول المؤمن« :سبحان اهلل» ،و«ال إله إال اهلل» ،و«اهلل أكبر».
للتسبيح منزل ٌة كبيرة في حياة المؤمن؛ لما يترتب عليه من عظيم األجر وجسيم
المثوبة ،وقد جعل النبي ﷺ ثواب التسبيح مغفرة جميع ذنوبه ،فعن َأنَس ْبن َمالِ ٍك
َ ق َالَ :أ َخ َذ النَّبِ ُّي ﷺ ُغ ْصنًا َفنَ َف َض ُه(َ )2ف َل ْم َينْت َِف ْضُ ،ث َّم َن َف َض ُه َف َل ْم َينْت َِف ْضُ ،ث َّم
ان اهللَِ ،وا ْل َح ْمدَ هللَِ ،و َل إِ َل َه إِ َّل اهللَُ ،ينْ ُف ْض َن ا ْلخَ َطا َيا ك ََما
َن َف َض ُه َفا ْن َت َف َضَ ،ق َال« :إِ َّن ُس ْب َح َ
الش َج َر ُة َو َر َق َها»(.)1
َتنْ ُف ُض َّ
160
ٍ
وقـت شـاء فإنـه يكتـب لـه الثـواب على ٍ
صلاة ،أو أي فمـن قالهـن دبـر ّ
كل
النحـو التالي:
ّ
وحط عنه عشرون سيئة. ـ وإن قال« :اهلل أكبر» له عشرون حسنة،
ّ
وحط عنه عشرون سيئة. ـ وإن قال« :ال إله إال اهلل» له عشرون حسنة،
ّ
وحط عنه ثالثون سيئة. ـ وإن قال« :الحمد هلل رب العالمين» له ثالثون حسنة،
وب ّيـن الصنعانـي وجـه الزيـادة فـي الحمـد هلل عـن غيرهـا بقولـه« :كأن زيادة
العشـر لزيـادة وصفـه الـرب تعالى ،فـدل علـى أن قـول« :الحمد هلل» فيه عشـرون
حسـنة كقرائنه»(.)2
فـي الحمـد ،ومسـتلز ٌم بمعنـى «اهلل أكبـر»؛ ألنـه إذا كان كل الفضـل واإلفضـال هلل
ومن اهلل وليس من غيره فال يكون أحد أكبر منه»(.)1
ٍ
كلمة إنما هو مع إيضامها إلى األخرى «والظاهر أن هذا النوع من الجزاء ّ
لكل
من قرائنها المذكورات فلو انفردت سبحان اهلل عنها ما كان لها إال عشر حسنات
كغيرها من الطاعات ويضاعف اهلل لمن يشاء ولعل إفراد جملة الحمد هلل إشارة إلى
أن ما ذكر من األجر لهذه الكلمات ثابت ولو انفردت»(.)2
***
162
ممن كان ً
غافل عن والمقصود بشاهد الصالة :أي :حاضر الصالة مع الجماعة ّ
ٍ
خمس وعشرين صالة. وقتها ،فهذا ُيكتب له أجر
واختلف العلماء في بيان العطف الوارد في قوله« :وشاهد الصالة» إلى قولين:
1ـ ذهب الطيبي إلى ّ
أن قوله «وشاهد الصالة» عطف على قوله« :المؤمن يغفر
له» .أي :والذي يحضر لصالة الجماعة .وهذا يعنيّ :
أن شاهد الصالة وقت األذان
يحصل له مغفرة الذنوب ،وزيادة على ذلك خمس وعشرون درج ًة.
يؤ ّيـد هـذا الـرأي :روايـة حديـث «تفضـل صلاة الجماعـة علـى الفذ بسـب ٍع
وعشـرين درجة»(.)1
وذهـب إلـى هذا الـرأي :المناوي فـي «فيـض القديـر»( ،)2والمباركفوري في
«مرعـاة المفاتيح»(.)3
ٍ
رطب» ،أي :يشهد للمؤذن حاضرها 2ـ وقيل :بعطف «شاهد» على ّ
«كل
خمس وعشرون صالة ،ورجحه القاري وقال« :فإذا
ٌ ف ُيكتب له ـ أي :للمؤذن ـ
كتب لشاهد الجماعة بأذانه ذلك كان فيه إشارة إلى كتب مثله للمؤذن ،ومن ثم
عطفت هذه الجملة على «المؤذن يغفر له» لبيان أن له ثوابين المغفرة وكتابة مثل
عطف خاص
ُ عطف على «كل رطب»
ٌ تلك الكتابة ،واألظهر عندي أن شاهد الصالة
على عام؛ ألنه مبتدأ كما اختاره الطيبي ،ثم يحتمل أن يكون الضمير في «يكتب له»
للشاهد ،وهو أقرب لف ًظا وسيا ًقا ،أو للمؤ ّذن وهو أنسب معنًى وسيا ًقا»(.)4
قال العيني« :فإن قيل :ما الحكمة في تعيين الخمس والعشرين؟ قلت :الذي
ظهر لي في هذا المقام من األنوار اإللهية ،واألَسرار الربانية ،والعنايات المحمد ّية:
حسنة بعشر أمثالها بالنّص ،وأنه لو صلى في َبيته كان َيحصل له ثواب عشر
أن كل َ
صلوات ،وكذا لو صلى في ُسوقه كان يحصل له ثواب عشر صلوات ،كل صالة
ٍ
بعشر ،ثم إنه لو صلى بالجماعة يحصل له ما كان يحصل له من الصالة في َبيته وفي
سوقه ،و ُيضاعف له مثله ،فيصير ثواب عشرين صالةً .وأما زيادة الخمسة؛ فلكونه
فرضا من الفروض الخمسة ،فأنعم اهلل عليه ثواب خمس صلوات أخرى نظير
أدى ً
عدد الفروض الخمسة ،زيادة على العشرين ،إنعام ًا وفض ً
ال منه عليه ،فيصير الجملة
خمس ًة وعشرين .وجواب آخر :أن مراتب األعداد :آحاد وعشرات ومئات وألوف،
والمائة من األوساط ،وخير األمور :أوساطها ،والخمسة والعشرون ربع المائة،
وللربع حكم الكل»(.)1
يقول العيني في شرح لفظةُ « :يغفر له مدى صوته»« :المعنى :أنه يستكمل مغفرة اهلل
الصوت ،فيبلغ الغاية من المغفرة إذا بلغ الغاية من الصوت،
إذا استوفى ُوس َعه في رفع َ
والظاهر :أنه من باب التمثيل والتشبيه ،بمعنى أن المكان الذي ينتهي إليه الصوت لو
ذنوب تمأل تلك المسافة ،لغفرها اهلل
ٌ قدر أن يكون ما بين أقصاه وبين مقامه الذي هو فيه
له»( .)2و«قيل :لو كانت صحيفة خطاياه تبلغ مقدار ما يبلغ صوته لغفر له ،وقيل :يعطى
164
في الجنة قدر مبلغ صوته ،وقيل :كناية عن أنها مغفرة واسعة طويلة عريضة»(.)1
ٍ
ويابس ،و«هذا يتناول ٍ
رطب ـ من فضائل المؤ ّذن :أنه يشهد له يوم القيامة ّ
كل
اإلنس والج ّن وسائر الحيوانات ،وسائر األشياء المخلوقة من الرطب واليابس»(.)2
ً
«تكميل لسرورهم ،وتطيي ًبا لقلوبهم ،وبكثرة الشهود تزداد ويأتي هذا اإلكرام لهم
ّقرة عيونهم»(.)3
رص على صالة الجماعة ك ّفر اهلل عنه خطاياه وذنوبه بين الصالة ـ فيه ّ
أن من َح َ
التي ّ
صلها والصالة التي تليها ،وهذا يشمل جميع الذنوب عدا الكبائر(.)4
***
ولَ « :ت ْف ُض ُل ول اهللِ ﷺ َي ُق ُ وكذلك ما رواه أبو هريرة قالَ :س ِم ْع ُت َر ُس َ
ين ُجز ًْءاَ ،وت َْجت َِم ُع َمالئِ َك ُة ال َّل ْي ِل صال ُة الج ِمي ِع صال َة َأح ِدكُم وحدَ ه ،بِخَ م ٍ ِ
س َوع ْش ِر َ ْ َ ْ َ ْ ُ َ َ َ
ِ ار فِي ص ِ
َو َمالئِ َك ُة الن ََّه ِ
ول َأ ُبو ُه َر ْي َرةََ :فا ْق َر ُءوا إِ ْن ش ْئت ُْم﴿ :ﭴ الة ال َف ْج ِر» ُث َّم َي ُق ُ َ
ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ﴾ [اإلسراء.)1(]٧٨ :
«ص َل ُة ا ْل َج َما َع ِة ت َِزيدُ ِ
ومنها كذلك ما روته َعائ َش َة َ ،ع ِن النَّبِ ِّي ﷺ َق َالَ :
ِ ِ
َع َلى َص َلة ا ْل َف ِّذ َخ ْم ًسا َوع ْش ِر َ
ين َد َر َج ًة»(.)2
2ـ روايات سبع وعشرين درجة:
الج َما َع ِة
«صال ُة َ
منها ما رواه َعبد اهللِ بن ُعمر َ :أ َّن رس َ ِ
ول اهلل ﷺ َق َالَ : َ ُ ْ ُ ََ ْ
ِ
َت ْف ُض ُل َصال َة ال َف ِّذ بِ َس ْب ٍع َوع ْش ِر َ
ين َد َر َج ًة»(.)3
وقد سلك العلماء مسالك عدّ ة في الجمع بين رواتي «خمس وعشرين» و«سب ٍع
وعشرين» على النحو التالي:
جزءا» خص به قوم ًا بأعيانهم، فريق إلى ّ
أن في قوله« :خمسة وعشرين ً فذهب ٌ
وأراد بقوله« :سبع وعشرين» قوم ًا آخرين(.)4
وقـال آخـر :إنـه ﷺ َأ ْع َلـم بفضيلـة صلاة الجماعة علـى صالة ّ
الفذ بخمسـة
وعشـرين جـزء ًا ،ثـم ُأ ْع ِلـم بعـد ذلـك بفضيلـة صلاة الجماعـة بسـبع وعشـرين
درجـةَ ،ف َأ ْع َل َ
ـم بذلـك( ،)5وتك ّلف البعض بـر ّده باعتبار ت ّعـذر معرفـة التاريخ ،لكن
166
ٍ
وقـت ما العلمـاء تعقبـوه ّ
بـأن الفضائـل ال ُتن َْسـخ( ،)1وقـد ذكـر النبـي ﷺ فـي كل
فالسـ ْب ُع
أعلمـه اهلل تعالـى ،وأوحـاه إليـه مـن الفضـل ،فبلغـه كمـا أوحـي إليـه َّ ،
()2
متأخـر ٌة عـن َ
الخ ْمس(.)3
وفهم بعضهم أن كالم أبي الوليد الباجي ُيشعر أن الصالة بسبع وعشرين درجة
في بعض الصلوات ،وبخمس وعشرين في بعضها اآلخر؛ الختالف الصلوات في
اء فِي َج َما َع ٍة َت ْع ِد ُل
ذلك؛ لما ورد في حديث عثمان مرفو ًعا« :ص َل ُة ا ْل ِع َش ِ
َ
الص ْبحِ فِي َج َما َع ٍة َت ْع ِد ُل ِق َيا َم َل ْي َل ٍة(.)5( »)4 ِ ِ ِ ٍ
ق َيا َم ن ْصف َل ْي َلةَ ،و َص َل ُة ُّ
وفصل بعضهم فقال :إن الدرجة أصغر من الجزء ،فإذا جزئت أجزاء كانت
ّ
خمسة وعشرين جز ًءا ،وإذا عُدَّ ت درجات كانت سب ًعا وعشرين درجة ،ور ّد ُم ُغ ْل َط ْ
اي
هذا القول( ،)6وكذا العيني؛ لورود اختالف العدد والقدر في الروايات مع اتحاد لفظ
الدرجة في الصحيحين(.)7
وقيـلّ :
إن صلاة الجماعـة فـي المسـجد أفضل من صلاة الفذ في المسـجد
الفذ في بخمـس وعشـرين درجة ،وصلاة الجماعة في المسـجد أفضل من صلاة ّ ٍ
الج َما َع ِة ِ
الر ُج ِل فـي َ بيته بسـب ٍع وعشـرين درجـة ،ور ّد هـذا القول ،بروايـةَ :
«صلا ُة َّ
واختلفوا ،فمنهم من قال :يتفاوت ثوابها بما يقترن بها من المشي إلى المسجد،
و ُب ْع ِده ،وكثرة الجماعة فيه ،وكونه عتيق ًا ،وكون المشي على طهارة ،والتبكير إلى
المساجد ،والمسابقة إلى الصف األول عن يمين اإلمام ،أو وراءه ،وإدراك تكبيرة
اإلحرام معه ،والتأمين معه ،وانتظار الصالة بعد الصالة ،وغير ذلك ،وهو األظهر(.)6
وحاول البعض الجمع باعتبار أنه ال تنافي بين الحديثين؛ لكون العدد ال مفهوم
وأن ِذكْر القليل ال ينافي الكثير(.)8 له عند ٍ
كثير من العلماء(ّ ،)7
168
ُّوربِ ْشـتِي :وجه قصر أبـواب الفضيلة على خمس وعشـرين تارة ،وعلى
وقـال الت ِ
سـبع وعشـرين أخـرى ،فالمرجـع فـي ذلك إلـى علـوم النبـوة ،التي قصـرت عقول
األلبـاء عـن إدراك ُج َملهـا وتفاصيلهـا ،ولعـل الفائـدة فيما كشـف به حضـر ُة النبوة،
وهـي اجتمـاع المسـلمين مص َط ِّفين كصفـوف الصلاة ،واالقتـداء باإلمـام ،وإظهار
شـعائر اإلسلام ،وغيرهـا .ور ّده العينـي :بأنـه قد ظهر لـه أن النصوص دلـت على أن
الحسـنة بعشـر أمثالهـا ،فإذا صلـى في بيتـه َح َّصل ثواب عشـر صلـوات ،ومثل ذلك
صالتـه في سـوقه ،فـإذا صلـى جماعة ضوعـف له مثلـه إلى عشـرين صلاة ،وزيادة
فرضا مـن الفروض الخمسـة ،فأنعم عليه ثـواب خمس صلوات
الخمـس؛ ألنـه أدى ً
أخـرى مقابـل عـدد الفـروض الخمسـة ،وزيـادة عشـرين إنعامـ ًا وفضل ً
ا منـه عليه،
فتصيـر الجملـة خمسـة وعشـرين ،أو ّ
ألن مراتب األعـداد آحاد ،وعشـرات ،ومئات،
و ُأ ُلـوف ،والمئات من األوسـاط ،وخير األمور أوسـطها ،والخمسـة والعشـرون ربع
المائـة ،وللربع حكـم الكل(.)1
وأما زيادة السبع :فذكر ِ
الك ْرماني أنه يحتمل ذلك؛ لمناسبة أعداد ركعات اليوم َّ ْ
والليلة ،إذ الفرائض سبع عشرة ركعة ،والسنن الرواتب المؤكدة عشر ركعات(.)2
ور ّده العيني :بكون الرواتب اثنتي عشرة ركعة ،فتصير تسعة وعشرين ،فال تطابق
ثواب
الواقع ،ثم قال :إن أيام ال ُع ُمر سبعة ،فإذا صلى الجماعة يزاد له على العشرين ُ
سبع صلوات كل صالة من صلوات كل يوم وليلة ،من األيام السبعة ،وأما الوتر
فشرع بعد ذلك(.)3
170
الر ُج ِل َو ْحدَ ُه» ( ،)1وهذا الحديث وإن كان ظاهره الوقف ،فإنه يأخذ حكم ِ
َص َلة َّ
بالر ْأي واالجتهاد.
الرفع؛ ألنه ال ُيقال ّ
ِ
الس ّـر ُت َعـاد ُل ْ
أجـر صلاة العبد في بوضـوح ّ
أن صلاة النافلـة فـي ّ ٍ وهـذا يب ّيـن
البغـوي في «شـرح السـنة» عـن القاسـم بـن محمد ـ
ُّ جماعـة المسـجد ،وقـد نقـل
الس ّـر على العالنية وهـو :ابـن أبي بكـر الصديق ـ قولـهّ :
«إن صالة النافلـة تفضل في ّ
كفضـل الفريضـة في الجماعـة» (.)2
تلذلك كان من الهدي النبوي أن تُص َّلى النوافل في البيتَ ،فعن َزي ِد ب ِن َثابِ ٍ
َ ْ ْ ْ َ
ول اهللِ ﷺ الم ْس ِج ِد ِم ْن َح ِص ٍيرَ ،ف َص َّلى َر ُس ُ ِ
َّخ َذ ُح ْج َر ًة في ََ ،أ َّن النَّبِ َّي ﷺ ات َ
ِ ِ ِ
اجت ََم َع إِ َل ْيه ن ٌ
َاسُ ،ث َّم َف َقدُ وا َص ْو َت ُه َل ْي َل ًةَ ،ف َظنُّوا َأ َّن ُه َقدْ نَا َمَ ،ف َج َع َل ف َيها َل َيال َي َحتَّى ْ
ت ِمن صن ِ ِ ِ ِ
يعك ُْمَ ،حتَّى «ما ز ََال بِك ُُم ا َّلذي َر َأ ْي ُ ْ َ َب ْع ُض ُه ْم َي َتن َْحن َُح ل َي ْخ ُر َج إِ َل ْي ِه ْمَ ،ف َق َالَ :
َّاس فِي ُب ُيوتِك ُْم، ِ
ب َع َل ْيك ُْم َما ُق ْمت ُْم بِهَ ،ف َص ُّلوا َأ ُّي َها الن ُ
ِ
َب َع َل ْيك ُْمَ ،و َل ْو كُت َ يت َأ ْن ُي ْكت ََخ ِش ُ
ِ ِ ِِ ِ
الم ْكتُو َب َة» (.)3
الصال َة َ الم ْرء في َب ْيته إِ َّل َّ َفإِ َّن َأ ْف َض َل َصالة َ
وكان زيد بن ثابت يفتي بهذا بعد سماعه هذا الحديث.
172
زيد بن ثابت على غير صالة التراويح أو على زمان النبي ﷺ حين كان يخشى أن
تُكتب عليهم» (.)1
التطوع في البيوتّ ،
وأن ف ْعلها ّ يدل الحديث على استحباب ف ْعل صالة ـ ّ
فيها أفضل من فِ ْعلها في المساجد ولو كانت المساجد فاضل ًة كالمسجد الحرام،
والمسجد النبوي ،والمسجد األقصى ،والدليل عليه رواية زيد بن ثابت
ج ِدي َه َذا ،إِ َّل
«ص َل ُة ا ْل َم ْر ِء فِي َب ْيتِ ِه َأ ْف َض ُل ِم ْن َص َلتِ ِه فِي َم ْس ِ
عند أبي داود بلفظَ :
ا ْل َم ْكتُو َب َة»(.)2
البر« :فإذا كانت النافلة في البيت أفضل منها في مسجد النبي يقول ابن عبد ّ
ٍ
فضل أبين من هذا؟ ولهذا كان مالك فأي ٍ
ـ والصالة فيه بألف صالة ـ ُّ
كل ٍ
نافلة»(.)3 والشافعي ومن سلك سبيلهما َير ْون االنفراد في البيت أفضل في ّ
يقول شمس الحق العظيم أبادي« :فعلى هذا ،لو ص ّلى نافل ًة في مسجد المدينة
صلها فيصالة على القول بدخول النوافل في عموم الحديث ،وإذا ّ ٍ كانت بألف
ٍ
صالة ،وهذا ُحك ُْم المسجد الحرام وبيت المقدس»(.)4 بيته كانت أفضل من ألف
ـ قال النووي« :خير صالة المرء في بيته إال المكتوبة :هذا عا ٌّم في جميع النوافل
المرتّبة مع الفرائض والمطلقة ،إال في النوافل التي هي من شعائر اإلسالم ،وهي:
ٍ
جماعة األصح ،فإنها مشروعة في العيد والكسوف واالستسقاء وكذا التراويح على
ّ
في المسجد ،واالستسقاء في الصحراء ،وكذا العيد إذا ضاق المسجد»(.)5
(( ( أخرجه ابن ماجه في «سننه» رقم ( ،)728وإسناده ضعيف ،لكنه حسن لغيره بالمتابعات.
(( ( «التنوير شرح الجامع الصغير» للصنعاني (.)70/10
(( ( أخرجه الترمذي في «سننه» رقم ( ،)206وإسناده ضعيف جدًّ ا.
((( انظر« :التيسير بشرح الجامع الصغير» للمناوي (.)393/2
٣
174
ووجه اشتراط مدة ثنتي عشرة عا ًما الكتساب هذا األجر ب ّينه الجالل البلقيني
أن ال ُع ْم َر األقصى مئة وعشرون سن ًة ،واالثنتي عشر عشرها ،ومن
بقوله« :حكمتهّ :
سنة اهلل ّ
أن العشر يقوم مقام الكل ﴿ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ﴾ [األنعام،]١٦٠ :
فكأنه تصدّ ق بالدّ عاء إلى اهلل ّ
كل عمره ولو عاش هذا القدر الذي هذا عشره فكيف
دونه؟ وأما خبر سبع سنين فإنها عشر العمر الغالب» (.)1
وتعقبه الصنعاني بقوله« :استحقها استحقاق الوجوب الذي ال خالف فيه،
و ُذ ِكر لهذه المدة وج ٌه من الحكمة ال تنهض»(.)2
ومن فوائد أحاديث هذا المطلب:
ظاهر للمؤذن المثابر على أذانه هذه المدة المذكورة
ٌ ـ في هذا الحديث ٌ
فضل
خالصا لوجه اهلل تعالى،
ً مشروط بمن أ ّذن
ٌ فيه ،يقول األلباني« :وال يخفى ّ
أن ذلك
«وإن مما ُي ْؤ َسف له ح ًّقا ّ
أن ّ ال يبتغي من ورائه رز ًقا ،وال ريا ًء ،وال سمع ًة» .ثم قال:
هذه العبادة العظيمة ،والشعيرة اإلسالمية ،قد انصرف أكثر علماء المسلمين عنها
ٍ
مسجد ما إال ما شاء اهلل ،بل ربما في بالدنا ،فال تكاد ترى أحدً ا منهم يؤ ّذن في
خجلوا من القيام بها ،بينما تراهم يتهافتون على اإلمامة ،بل ويتخاصمون! فإلى اهلل
المشتكى من غربة هذا الزمان»(.)3
أيضا الش ْطر من ْ
أجر األذان( .)4وفيه ً أجر إقامة الصالة على َّ
أن ْ ـ فيه ٌ
دليل على ّ
داللة على ّ
أن اإلقامة فرادى ألنها نصف أجر األذان(.)5
176
اء َأ َحدُ ك ُُم ا ْل َم ْجلِ َس َف ْل ُي َس ِّل ْمَ ،فإِ ْن َبدَ ا َل ُه َأ ْن ِ
ك َما نَس َي َصاح ُبك ُْم ،إِ َذا َج َ
ِ «ما َأ ْو َش َ ﷺَ :
َي ْجلِ َس َف ْل َي ْجلِ ْسَ ،وإِ َذا َقا َم َف ْل ُي َس ِّل ْمَ ،ما ْالُو َلى بِ َأ َح َّق ِم َن ْال ِخ َر ِة»(.)1
وموضع الشاهد :استحقاق من قال« :السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته» أجر
ثالثين حسنة ،وقد سبق الحديث عنه بالتفصيل في المبحث السابق.
من سمات المؤمن أنه يحمد اهلل سبحانه في جميع أوقاته ،واختالف أحواله،
مخلصا األجر التالي:
ً وقد رتّب من مضاعفة األجر لمن قالها
يد ا ْل ُخـدْ ِر ِّي ،كالهمـا َع ِ ـع ٍ َعـن َأبِـي هريـرةَ ،و َأبِـي س ِ
ـي ﷺ ـن النَّبِ ِّ َ َُْ َ َ ْ
ان اهللَِ ،وا ْل َح ْمـدُ هللَِ ،و َل إِ َلـ َه إِ َّل اهللُ،
ـن ا ْلـك ََل ِم َأ ْر َب ًعاُ :سـ ْب َح َ ِ
ـال« :إِ َّن اهللَ ْ
اص َط َفـى م َ َق َ
ت َعنْ ُه ِع ْش ُـر َ
ون ون َح َسـنَ ًةَ ،و ُح َّط ْ ب َل ُه ِع ْش ُـر َ ـال :سـبح َ ِ ِ
ان اهلل ،كُت َ ـن َق َ ُ ْ َ هلل َأ ْك َب ُـرَ ،ف َم ْ
َوا ُ
ـالَ :ل إِ َلـ َه إِ َّل اهللُ َف ِم ْث ُل َذلِ َ
ـكَ ،و َم ْن ـكَ ،و َم ْن َق َ ـل َذلِ َ
ـال :اهللُ َأ ْك َب ُـر َف ِم ْث ُ
ـن َق َ َسـ ِّي َئ ًةَ ،و َم ْ
ِ ِ ِ ـال :ا ْلحمـدُ هللِ رب ا ْلعا َل ِميـن ِم ِ
ون َح َسـنَ ًة َو ُح َّط ْ
ـت َعنْ ُه ـن ق َب ِل َن ْفسـه كُت َ
ـب َل ُه َث َل ُث َ َ ْ َ ِّ َ َ ْ َق َ
َث َل ُث َ
ون َسـ ِّي َئ ًة»(.)2
«وقد زاد في ثواب الحمد عندما يقوله العبد ِمن ِق َبل نفسه عن األربع؛ َّ
ألن
رب ،أو حدوث نعمة ،فكأنَّه وقع في كأكل أو ُش ٍ
ٍ الحمد ال يقع غال ًبا إال بعد سبب
سدي إليه وقت الحمد ،فإذا أنشأ العبد الحمد من ِق َبل نفسه دون أن يدفعهمقابلة ما ُأ َ
لذلك تجدُّ د ٍ
نعمة ،زاد ثوابه»(.)3 ُّ
يقول الصنعاني« :ولعل إفراد جملة «الحمد هلل» إشارة إلى أن ما ذكر من األجر
لهذه الكلمات ثابت ولو انفردت»(.)1
ومن فوائد أحاديث هذا المطلب:
وفضل التحميد على التسبيح؛ لزيادة 1ـ ّ
أن هذا الحديث حجة عند من قدّ م ّ
أجر األول عن الثاني .يقول النخعي« :كانوا يرون أن الحمد أكثر الكالم تضعي ًفا»(،)2
أي :زيادة في الحسنات.
يقول الثوري« :ليس ُيضاعف من الكالم مثل :الحمد هلل»()3؛ وذلك ألن
يتضمن إثبات جميع أنواع الكمال هلل ،فيدخل فيه التوحيد»( .)4وقيل:
ّ «الحمد
ّ
«ألن في التحميد إثبات سائر صفات الكمال ،والتسبيح تنزيه عن سمات النقص،
واإلثبات أكمل من السلب»(.)5
أيضا ،ولكن 2ـ ذهب البعض إلى ّ
أن التحميد أفضل من التهليل لهذا الحديث ً
ر ّده العلماء بحديث البطاقة المشهور وفيه «ما يفيد ّ
أن ال إله إال اهلل ال يعدلها شي ٌء»(.)6
ظاهر .وأما
ٌ يقول المناوي« :قال بعضهم :والحمد أفضل من التسبيح ،ووجهه
القول بأنه أكثر ثوا ًبا من التهليل فمردو ٌد»(.)7
178
ذر المرفوع:
قال ابن حجر« :ويعارض ذلك في الظاهر حديث أبي ّ
ان اهللِ َوبِ َح ْم ِده»(.»)1
ب ا ْلك ََل ِم إِ َلى اهللُِ :س ْب َح َ
«إِ َّن َأ َح َّ
ٍ
بأوجه منهاّ :
«أن أفضلية سبحان اهلل وبحمده لدخول معاني وج ِم َع بين ذلك
ُ
الكلمات األربع تحتها إما بالتصريح أو باالستلزام فقد صرحت بالتنزيه والتحميد،
وإذا كان معناها :تنزيهه تعالى عما ال يليق بجالله اندرج فيه معنى ال إله إال اهلل ،وإذا
ٌ
وإفضال منه تعالى فال شيء أكبر منه ،وأما أفضلية ال إله إال اهلل فلذكر كل ٌ
فضل كان ٌّ
صريحا» (.)2
ً الوحدانية
***
وترغي ًبا في الصالة في السفر مع تمام الخشوع فيها وإتمام ركوعها وسجودها؛
ضاعف اهلل أجر هذه الصالة إلى خمسين صالة.
س الر ُج ِل فِي َج َما َع ٍة ت َِزيدُ َع َلى َص َلتِ ِه َو ْحدَ ُه بِخَ ْم ٍ«ص َل ُة َّ
ٍ
وفي رواية أخرىَ :
َت َص َل ُت ُهض ِق ٍّي(َ )2ف َأت ََّم ُركُو َع َها َو ُس ُجو َد َها َب َلغ ْ
ين َد َر َج ًةَ ،فإِ ْن َص َّل ُه بِ َأ ْر ِ ِ
َوع ْش ِر َ
ِ
بِخَ ْمس َ
ين َد َر َج ًة» (.)3
رواية أخرى« :وإِ ْن صالَّها بِ َأر ِ ٍٍ
ض َفالة َف َأت ََّم ُو ُض َ
وء َها َو ُركُو َع َها َو ُس ُجو َد َها َ َ َ ْ وفي
ين َد َر َجة»(.)4 ِ َب َلغ ْ
َت َصال ُت ُه َخ ْمس َ
والمقصود بـ«الفالة» :األرض المتسعة التي ال ماء فيها ،والجمعَ « :ف ًلى» ،مثل:
وح ًصى(.)5
َح َصاة َ
قال صاحب القاموس المحيط«« :الفالة» :القفر ،أو :المفازة ال ماء فيها ،أو
الصحراء الواسعة»(.)6
وهذا يعني أن الصالة في الفالة تعادل ضعف صالة الجماعة ،و ُيشترط لهذا
األجر :أن يصليها العبد بخشو ٍع تا ٍمّ ،
يتم فيها الوضوء والركوع والسجود على
«فأتم وضوءها وركوعها وسجودها»« ،أي :أتى بالثالثة
ّ الوجه المشروع ،للفظ:
180
ٍ
صالة شرط ّ
لكل ٌ تا ّمة الشروط واألركان والسنن»( .)1قال الصنعاني« :الظاهر ّ
أن هذا
فخرج على األغلب».
واختلف العلماء في صالة الفالة وتحديد األجر المترتب عليها ،هل هو لمن
صالها جماع ًة أو منفر ًدا؟ على قولين:
أن هذا األجر لمن ّ
صلها جماع ًة في الفالة: األولّ :
لاةَ ،و َذلِ َك يحصل َلـ ُه فِي أن العبـد «يحصـل َلـ ُه أجـر خمسـين َص َ ألن المعنـى ّ ّ
ـع ا ْل َج َما َعـة؛ ِلَن ا ْل َج َما َعة َل تتأكـد فِي حق ا ْل ُم َسـافِر ُلو ُجود ا ْل َم َشـ َّقةَ ،فإِذا
لاة َم َ الص َ
َّ
صالهـا َم َع ا ْل َج َما َعة
َ صالهـا ُمنْ َفـر ًدا َل يحصل َل ُه َه َذا الت َّْض ِعيـفَ ،وإِن ََّما يحصل َل ُه إِذا
َ
ون ُأ ْخ َـرى ل َّلتِي
ـع ا ْل َج َما َعةَ ،و َخ ْم َسـة َو ِع ْش ُـر َ
صالها َم َ
َ َخ ْم َسـة َو ِع ْش ُـر َ
ون ألجـل َأنـه
ـذي ُه َو صلته وسـجودها ،وهو فِي السـفر ا َّل ِ ـي ضعـف تِ ْل َك ألجـل َأنه أتـم ُركُوع َ ِ
ّ َ ُ َ ه َ
َم َظنَّـة الت َّْخ ِفيف»(.)2
182
عبـد الواحـد بن زيـاد؛ ألنه جعـل فيها صلاة الرجل في الفلاة مقابلـة لصالته في
الجماعة» (.)1
ثم قال« :والحكمة في اختصاص صالة الفالة بهذه المزية أن المصلي فيها
يكون في الغالب مسافر ًا ،والسفر مظنة المشقة ،فإذا صالها المسافر مع حصول
وأيضا الفالة في الغالب من مواطن الخوف
المشقة تضاعفت إلى ذلك المقدارً ،
والفزع لما جبلت عليه الطباع البشرية من التوحش عند مفارقة النوع اإلنساني،
فاإلقبال مع ذلك على الصالة أمر ال يناله إال من بلغ في التقوى إلى حدٍّ يقصر عنه
وأيضا في مثل هذا الموطن تنقطع الوساوس التي
كثير من أهل اإلقبال والقبولً .
ٌ
تقود إلى الرياء ،فإيقاع الصالة فيها شأن أهل اإلخالص»(.)2
1ـ قال أبو زرعة العراقي عن حديث الباب« :هو حجة على مالك في ذهابه
إلى أنه ال فضل لجماعة على جماعة ،وتعلقه بأنه جعل في الخبر السابق الجماعات
كلها بخمس أو سبع وعشرين فاقتضى تساوي الجماعات ال ينهض؛ ألن أقل ما
تحصل به الجماعة محصل للتضعيف وال مانع من تضعيف آخر من نحو كثرة
جماعة أو شرف بقعة أو نحوه» (.)3
2ـ قال الشوكاني« :الحديث يدل على أفضلية الصالة في الفالة مع تمام
الركوع والسجود وأنها تعدل خمسين صالة في جماعة كما في رواية عبد الواحد،
وعلى هذا الصالة في الفالة تعدل ألف صالة ومائتين وخمسين صالة في غير
جماعة ،وهذا إن كانت صالة الجماعة تتضاعف إلى خمسة وعشرين ضعفا فقط،
فإن كانت تتضاعف إلى سبعة وعشرين كما تقدم فالصالة في الفالة تعدل ألفا
وثالثمائة وخمسين صالة ،وهذا على فرض أن المصلي في الفالة صلى منفردا،
فإن صلى في جماعة تضاعف العدد المذكور بحسب تضاعف صالة الجماعة على
االنفراد وفضل اهلل واسع» (.)1
***
بات من المعلوم أن اإلسالم بدأ غري ًبا وسيعود كما بدأ ،كما روى أبو هريرة
ال ْس َل ُم َغ ِري ًباَ ،و َس َي ُعو ُد ك ََما َبدَ َأ َغ ِري ًباَ ،ف ُطو َبى
أن النبي ﷺ قالَ « :بدَ َأ ْ ِ
آحاد من الناس وق ّل ٍة ،ثم انتشر وظهر ،ثم ٍ لِ ْلغُرب ِ
اء»( ،)2ومعناه« :أن اإلسالم بدأ في ََ
آحاد وق ّل ٍة».
ٍ سيلحقه النقص واإلخالل حتى ال يبقى إال في
ولذلك ضاعف اهلل أجر المتمسك بدينه آخر الزمان حيث الفتن والشبهات
وغلبة الشهوات إلى خمسين ضع ًفا.
ـت: الشـ ْعباني قـالَ :س َـأ ْل ُت َأ َبـا َث ْع َل َبـ َة ا ْل ُخ َشـنِ َّي َ ،ف ُق ْل ُ فعـن أبـي أميـة ُّ
ـة﴿ :ﭮﭯ﴾ [المائـدة]١٠٥ :؟ َق َال: ـذ ِه ْالي ِ ـول فِـي ه ِ ـف َت ُق َُيـا َأ َبـا َث ْع َل َبـ َةَ ،ك ْي َ
َ َ
ـل ا ْئت َِم ُروا ـالَ « :ب ِ ـول اهللِ ﷺَ ،ف َق َ ـأ ْل ُت َعن َْها َر ُس َ يـراَ ،س َ َأ َمـا َواهللِ َل َقـدْ َس َ
ـأ ْل َت َعن َْهـا َخبِ ً
َـرَ ،حتَّى إِ َذا َر َأ ْي َ
ـوا َع ِن ا ْل ُمنْك ِ ِ
ـحا ُم َطا ًعـاَ ،و َه ًوى ُم َّت َب ًعـاَ ،و ُد ْن َيا
ت ُش ًّ َاه ْبِا ْل َم ْع ُـروفَ ،و َتن َ
184
((( أخرجه أبو داود في «سننه» رقم ( ،)4341وإسناده ضعيف ،لكنه حسن لغيره بشواهده.
(( ( أخرجه ابن ب ّطة في «اإلبانة» رقم ( ،)30وإسناده ضعيف ،لكنه حسن لغيره بشواهده.
(( ( أخرجه البخاري في «صحيحه» رقم ( ،)2652ومسلم في «صحيحه» رقم (.)3651
(( ( أخرجه البخاري في «صحيحه» رقم ( ،)3673ومسلم في «صحيحه» رقم (.)2541
عة ّ
ومتنو ٍ ّ
محدد ٍة وبأجور بأعمال ّ
خاص ٍة الفصل الثاني :المضاعفة
185 ٍ ٍ
والمعاصـي والكبائـر كانـوا عنـد ذلـك أيضـ ًا غربـاء وزكـت أعمالهـم فـي ذلـك
الزمـن كمـا زكت أعمـال أوائلهـم»(.)1
أحدهمـا :أن يكـون أجـر كل واحـد منهـم علـى تقديـر أنـه غيـر مبتلـى ولـم
ُي َضا َعـف أجـره.
ثانيهما :أن يراد أجر خمسين منهم ممن لم يبتلوا ببالئه» (.)3
األولين على هؤالء؛ َّ
ألن غاية ما 4ـ وقال ابن الزملكاني« :هذا ال يمنع تفضيل َّ
في هذا َّ
أن هؤالء األخيرين يعملون على مشقة شديدة ،إذ القابض على دينه كالقابض
على الجمر ،فيضاعف ثواب العامل منهم على عمله لقلة من يعمل ذلك العمل ،وال
يلزم من ذلك أفضليته على من تقدَّ م ،بل يكُون ذلك العمل الخاص الذي عمله
هذا المتأخر مضاعف الثواب لقلة األعوان عليه ،كما قال ﷺ« :إِ َّنك ُْم ت ِ
َجدُ ون َع َلى
بأمور ال يجدها المتأخر ٍ الش ِّر َأ ْع َوانًا» .ويمتاز المتقدّ م
ون َع َلى َّ الخَ ْي ِر َأ ْع َوانًا َو َل ت ِ
َجدُ َ
الخاصة وتفضلها بأضعاف كثيرة ،كيف وقد
َّ توازي هذه المضاعفة في هذه األعمال
األولين« :لو أنفق أحدكم مثل ُأ ْحد ذه ًبا ما بلغَ ُمدَّ أحدهم وال
حق َّقال النَّبي ﷺ في ّ
186
فصح َّ
أن خير القرون قرن النَّبي ﷺ؛ ُلرؤيتهم له ،وصالتهم خلفه ،وغزوهم َّ نصيفه»،
بين يديه وغير ذلك»(.)1
5ـ نقل المباركفوري عن صاحب اللمعات( )2قولهّ :
«يدل على فضل هؤالء
في األجر على الصحابة من هذه الحيث ّية ،وقد جاء أمثال هذا أحاديث أخر ،وتوجيهه
كما ذكروا أن الفضل الجزئي ال ينافي الفضل ال ُك ّلي»(.)3
6ـ ونقـل العظيـم أبادي عـن صاحب كتاب «فتـح الودود»( )4في تفسـير قوله
يشـق فعلها في
النبـي ﷺ« :أجـر خمسـين منكـم» قـال« :هـذا فـي األعمـال التـي ّ
تلـك األيـام ال ُمطل ًقا»(.)5
بأن للصحبة فضيل ًة ومز ّي ًة
«ج َمع الجمهور بين األحاديث ّ
7ـ وقال الصنعانيَ :
ال يوازيها شي ٌء من األعمال ،فلمن َص ِح َبه ﷺ فضيلتها وإن َقصر عمله ،وأجره
باعتبار االجتهاد في العبادة ،وتكون خير ّيتهم على من سيأتي باعتبار كثرة األجر،
ال بالنظر إلى ثواب األعمال ،وهذا قد يكون في حق بعض الصحابة ،وأما مشاهير
الصحابة فإنهم حازوا السبق من ّ
كل نو ٍع من أنواع الخير ،وبهذا يحصل الجمع بين
وأيضا فإن المفاضلة بين األعمال بالنظر إلى األعمال المتساوية في
ً األحاديث.
188
المبحث الرابع
مرة
مرة إلى سبعمائة ّ
مضاعفة األجر من سبعين ّ
ّ
وحث على يعـدّ الـوزغ( )1من الحشـرات المؤذيـة التي أمر النبـي ﷺ بقتلهـا،
اإلسـراع في ذلك.
ـي ﷺ َ
«أ َم َـر بِ َقت ِ
ْـل ا ْل َو َز ِغ َو َس َّ
ـما ُه فعـن سـعد بن أبـي وقـاص َ ،أ َّن النَّبِ َّ
ُف َو ْي ِس ًقا» (.)2
ول اهللِ ﷺَ ، و َعن ُأم َش ِر ٍ
«أ َم َر بِ َقت ِْل َ
الو َزغِ» َو َق َال« :ك َ
َان يك َ ،أ َّن َر ُس َ ْ ِّ
ِ
َينْ ُف ُخ َع َلى إِ ْب َراه َ
يم .)3(»
قـال ابـن عبد البر« :واآلثـار بذلك كثيـر ٌة جـدًّ ا»( ،)4زاد العراقـي« :وقد ألحقه
أصحابنـا بالفواسـق الخمـس( )5فـي نـدب قتلـه ،وورد الترغيـب في قتلـه في عدة
أحاديث»(.)6
الوزَغ :جمع وزغة ،وهي ـ كما يقول الدّ ِميري ـ« :بفتح الواو والزاي والغين المعجمة ،دويبة
(( ( َ
أيضا على:
أبرص ،واتفقوا على أن الوزغ من الحشرات المؤذيات ،وتجمع ً
ٌ معروفة ،وهي سا ٌّم
أوزاغ ،ووزغان»« .حياة الحيوان الكبرى» للدميري (.)544/2
((( أخرجه مسلم في «صحيحه» رقم (.)2238
(( ( أخرجه البخاري في «صحيحه» رقم ( ،)3307ومسلم في «صحيحه» رقم (.)2237
(( ( «التمهيد» البن عبد البر (.)188/15
(( ( وهـن« :الغُـراب ،و ِ
الحـدَ َأةَُ ،وال َع ْق َـر ُبَ ،وال َف ْ
ـور» .انظـر« :صحيـح البخاري» ـأ َرةَُ ،وال َك ْل ُ
ـب ال َع ُق ُ َ ُ َ
رقـم (.)1829
((( «طرح التثريب» للعراقي (.)70/5
عة ّ
ومتنو ٍ ّ
محدد ٍة وبأجور بأعمال ّ
خاص ٍة الفصل الثاني :المضاعفة
189 ٍ ٍ
وس ّمي بالفويسق :ألن أصل الفسق الخروج ،وهذا فاسق لخروجه عن أطباع
ُ
جنسه إلى األذى ،إذ الوزغة عندها من أنواع الضر واألذى ما خرجت به عن أجناسها
من الحشرات المستضعفات(.)1
تمرغ فيه ،فيصير ِ
زاد الدَّ ميري« :ومن شأن هذا الحيوان أنه إذا تمكن من الملح ّ
مادة لتولد البرص» (.)2
قال المه ّلب« :في تسمية النبي ﷺ الوزغ :فواس ما ّ
يدل على عقرها ،كما سمى
العقورات كلها :فواسق» (.)3
أما عن سبب تصغيره بالفويسق :فذهب التوربشتي إلى أنه للتعظيم كما في
دويهية ،وقيل :للتحقير؛ إللحاقه ﷺ بالفواسق الخمس(.)4
قال القاري« :واألول أظهر فتدبر» (.)5
وللعلماء في سبب قتله أقوال ،من أهمها(:)6
1ـ أنّه من الحشرات المؤذيات ،ومن ذوات السموم ،وقد عدّ ه األطباء فيما
يؤذي أو يقتل نهشه.
ويمج في اإلناء.
ّ 2ـ ويقال :إنه يسقي الح ّيات
(( ( «كشف المشكل من حديث الصحيحين» البن الجوزي ( ،)244/1و«إكمال المعلم بفوائد
مسلم» للقاضي عياض (.)174/7
((( «حياة الحيوان» للدميري (.)17/2
((( نقله ابن بطال في «شرح البخاري» (.)494/4
((( «شرح المشكاة» للطيبي (.)2824/9
(( ( «مرقاة المفاتيح» للقاري (.)2671/7
أيضا (.)59/2
((( انظر« :التيسير بشرح الجامع الصغير» للمناوي (« ،)192/1فيض القدير» له ً
٣
190
3ـ كان ينفخ النار على إبراهيم لما ألقاه قومه في النار.
ٌ
«بيان لخبث هذا النوع وفساده ،وأنه بلغ في ذلك قال القاضي البيضاوي :فيه
مبل ًغا استعمله الشيطان ،فحمله على أن ينفخ في النار التي ألقي فيها خليل اهلل
صلوات اهلل عليه ،وسعى في إشعالها ،وهو في الجملة من ذوات السموم المؤذية»(.)1
خصوصا الملح ،فإنها إذا لم تجد
ً قال ابن الملك« :ومن شغفها إفساد الطعام
طري ًقا إلى إفساده ارتقت السقف وألقت خرأها في موضع يحاذيه ،وفي الحديث
بيان أن جبلتها على اإلساءة»(.)2
ّ
للحث على ٍ
ضربة، وبخاص ٍة في أول أجرا على قتل الوزغ،
ّ وقد رتّب الشارع ً
فوته(.)3
المبادرة بقتله خوف ْ
«م ْن َقت ََل َو َز َغ ًة فِي َأ َّو ِل َض ْر َب ٍة
ول اهلل ﷺَ :
فعن أبي هريرة قالَ :ق َال رس ُ ِ
َ ُ
ون ْالُو َلى، الض ْر َب ِة ال َّثانِ َي ِة َف َل ُه ك ََذا َوك ََذا َح َسنَ ًة ،لِدُ ِ
َف َل ُه ك ََذا َوك ََذا َح َسنَ ًةَ ،و َم ْن َق َت َل َها فِي َّ
ون ال َّثانِ َي ِة» (.)4
الض ْر َب ِة ال َّثالِ َث ِة َف َل ُه ك ََذا َوك ََذا َح َسنَ ًة ،لِدُ ِ
َوإِ ْن َق َت َل َها فِي َّ
تنص على أمرين:
وهذا األجر المبهم الوارد في هذا الحديث ب ّينته روايات أخرى ّ
1ـ من قتلها في أول ضربة له سبعون حسنة:
ف َع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة َ ،ع ِن النَّبِ ِّي ﷺَ ،أ َّن ُه َق َال في قتل الوزغ« :فِي َأ َّو ِل َض ْر َب ٍة
ين َح َسنَ ًة»(.)5 ِ
َس ْبع َ
192
ول اهللِ ﷺَ ،ق َال لِ ْل َو َزغُِ « :ف َو ْي ِس ٌق»َ ،و َل ْم َأ ْس َم ْع ُه
أما قول عائشة َ ،أ َّن َر ُس َ
َأ َم َر بِ َقتْلِ ِه(.)1
ٌ
مقول عن عائشة ،والضمير للنبي ﷺ، فقد أجاب ابن حجر عليه بقوله« :هو
مباحا ،وكونها لم تسمعه ال ّ
يدل على منْع وقضية تسميته إياه «فويس ًقا» أن يكون َقتْله ً
ذلك فقد سمعه غيرها» ( .)2ونقل عن ابن التين قوله« :هذا ال حجة فيه؛ ألنه ال يلزم
من عدم سماعها عدم الوقوع وقد حفظ غيرها كما ترى»(.)3
وقد ثبت عن عائشة خالف ذلك:
فعن سعيد بن المسيبَ :أ َّن ا ْم َر َأ ًة َد َخ َل ْت َع َلى َع ِائ َش َة َ وبِ َي ِد َها ُعك ٌ
َّاز،
َف َقا َل ْتَ :ما َه َذا؟ َف َقا َل ْت« :لِ َه ِذ ِه ا ْل َو َز ِغ ِلَ َّن َنبِ َّي اهللِ ﷺ َحدَّ َثنَا َأ َّن ُه َل ْم َيك ُْن َش ْي ٌء إِ َّل
يم إِ َّل َه ِذ ِه الدَّ ا َّب ُة َف َأ َم َرنَا بِ َقتْلِ َها.)4(».... ِ ِ
ُي ْطف ُئ َع َلى إِ ْب َراه َ
ومن فوائد أحاديث هذا المطلب:
ٍ
مكان ،سواء في البيت أو 1ـ ينبغي على المسلم أن يتتبع األوزاغ في كل
المسجد أو السوق لما في قتله من األجر(.)5
البر اإلجماع على جواز قتل الوزغ في ّ
الحل والحرم(.)6 2ـ نقل ابن عبد ّ
***
أعدّ اهلل للمجاهد في سبيله من األجور ما يتناسب مع عظيم بذله للروح والنفس
والمال وأعز ما يملك في سبيل اهلل ،وحسب المجاهد من الفضل قول اهلل تعالى:
﴿ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ
ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ
ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ﴾
[التوبة.]١١١ :
وترغي ًبا في هذه العبادة الجليلة جعل اهلل لفاعلها من المضاعفة ما يجعل
المسلم يسعى للتنافس فيه.
يدَ ،م ْنول اهللِ ﷺ َق َال« :يا َأبا س ِع ٍ يد ا ْل ُخدْ ِر ِّي َ ،أ َّن َر ُس َ فعن َأبِي س ِع ٍ
َ َ َ َ َ ْ
ت َله ا ْلجنَّ ُة»َ ،فع ِجب َلها َأبو س ِع ٍ ٍ ِ َر ِض َي بِاهللِ َر ًّباَ ،وبِ ْ ِ
يد، َ َ َ ُ َ ال ْس َل ِم دينًاَ ،وبِ ُم َح َّمد َنبِ ًّياَ ،و َج َب ْ ُ َ
«و ُأ ْخ َرى ُي ْر َف ُع بِ َها ا ْل َع ْبدُ ِما َئ َة َد َر َج ٍة فِي َف َق َالَ :أ ِعدْ َها َع َلي يا رس َ ِ
ول اهللَ ،ف َف َع َلُ ،ث َّم َق َالَ : َّ َ َ ُ
ول اهللِ؟ ض»َ ،ق َالَ :و َما ِه َي َيا َر ُس َ اء َو ْالَ ْر ِ ا ْلجن َِّة ،ما بين ك ُِّل درج َتي ِن كَما بين السم ِ
َ َ ْ َ َّ َ ََ َ ْ َ َ َْ َ
ج َها ُد فِي َسبِ ِ
يل اهللِ»(.)1 ج َها ُد فِي َسبِ ِ
يل اهللِ ،ا ْل ِ َق َال« :ا ْل ِ
وفي قوله« :فعجب لها أبو سعيد» أسلوب «تفخيم ألمر الجهاد وتعظيم شأنه،
ٌ
مشتمل على جميع ما أمر اهلل به ّ
فإن قوله« :من رضي باهلل ر ًّبا وباإلسالم دينًا»...
ونهى عنه ،ومنه :الجهاد .وكذا إبهامه بقوله« :وأخرى» ،وإبرازه في صورة البشارة
ليسأل عنها فيجاب بما يجاب؛ ّ
ألن التبيين بعد اإلبهام أوقع في النفس ،وكذا تكراره
ثالث مرات .ونظير الحديث قوله تعالى﴿ :ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ
194
ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ
ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ
ﯮ ﯯ﴾ [الصف 10 :ـ .)1(»]12
«م ْن َآم َن بِاهللِ َو َر ُسولِ ِهَ ،و َأ َقا َم و َع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة َ ،ع ِن النَّبِ ِّي ﷺَ ،ق َالَ :
يل اهللَِ ،أ ْو اج َر فِي َسبِ ِ الج َّن َةَ ،ه َ
ِ ِ
َان َح ًّقا َع َلى اهلل َأ ْن ُيدْ خ َل ُه َ ان ،ك َ الصالةََ ،و َصا َم َر َم َض َ َّ
َّاس بِ َذلِ َك؟ َق َال« :إِ َّن ج َلس فِي َأر ِض ِه ا َّلتِي ولِدَ فِ َيها»َ ،قا ُلوا :يا رس َ ِ
ول اهللَ ،أ َفال ُننَ ِّب ُئ الن َ َ َ ُ ُ ْ َ َ
ين فِي َسبِيلِ ِه ،ك ُُّل َد َر َج َت ْي ِن َما َب ْين َُه َما ك ََما َب ْي َن ِ ِ فِي الجن َِّة ِما َئ َة درج ٍةَ ،أعدَّ ها ا ِ
هلل ل ْل ُم َجاهد َ َ َ ُ ََ َ َ
الجن َِّة، ِ
الجنَّةَ ،و َأ ْع َلى َ
ِ
ضَ ،فإِ َذا َس َأ ْلت ُُم اهللَ َف َس ُلو ُه الف ْر َد ْو َسَ ،فإِ َّن ُه َأ ْو َس ُط َ
السم ِ
اء َواألَ ْر ِ َّ َ
الجن َِّة»(.)2 ِ
الر ْح َم ِنَ ،ومنْ ُه َت َف َّج ُر َأن َْه ُار َ
َو َف ْو َق ُه َع ْر ُش َّ
«الدرجة :المنزلة الرفيعة ،و ُيراد بها
َ قال القرطبي في تفسير معنى الدرجات:
غرف الجنّة ومراتبها التي أعالها الفردوس»(.)3
أن هذا على ظاهرهّ ،
وأن الدرجات هنا :المنازل قال القاضي عياض« :يحتمل ّ
ٍ
بعض في الظاهر ،وهذه صفة منازل الجنة ،ويحتمل أن يكون التي بعضها أرفع من
المراد :الرفعة بالمعنى ،من كثرة وعظيم اإلحسان ،مما لم يخطر على قلب بشر،
ً
تفاضل البر والكرامة يتفاضل
وبوأه من ّ
واصف ،وأن أنول ما أنعم به عليه ّ
ٌ وال يصفه
بعضا ،ومثل تفاضله في البعد بما بين السماء واألرض» .ثم قال
كبيرا ،و ُينسي بعضه ً
ً
القاضي عياض« :واألول أظهر»(.)4
196
((( أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» رقم ( ،)2714وإسناده ضعيف؛ لكنه حسن لغيره بمتابعاته.
عة ّ
ومتنو ٍ ّ
محدد ٍة وبأجور بأعمال ّ
خاص ٍة الفصل الثاني :المضاعفة
197 ٍ ٍ
198
(( ( أخرجه ابن ماجه في «سننه» رقم ( ،)1413وإسناده ضعيف جدًّ ا.
(( ( «مرقاة المفاتيح» للقاري (.)587/2
((( «طرح التثريب» للعراقي (.)51/6
عة ّ
ومتنو ٍ ّ
محدد ٍة وبأجور بأعمال ّ
خاص ٍة الفصل الثاني :المضاعفة
199 ٍ ٍ
200
قال الباحث :وهذا االهتمام يتع ّين في حق المسجد األقصى هذه األيام أكثر
من سابقتها؛ لما يتعرض له األقصى من اغتصاب وتهويد وتدنيس لم ُيعهد من قبل،
وال حول وال قوة إال باهلل.
***
كل ما يتع ّلق معـه ،حتى ضاعف أعلـى اهلل شـأن الجهاد في سـبيله ،وأعلى معـه ّ
النفقـة فيـه إلى سـبعمائة ضعف؛ ترغي ًبـا في فِ ْع ِل َهـا ،وتشـجي ًعا على َب ْ
ـذل المزيد في
سبيل اهلل.
ـق َن َف َق ًة فِي
ـن َأ ْن َف َ
«م ْ
ـول اهلل ﷺَ : َ ُ ـن َفاتِ ٍك َ ق َ
ـالَ :ق َال رس ُ ِ فعـن ُخ َر ْيـ ِم ْب ِ
ف»(.)1 َـة ِضع ٍ
ت َله بِسـب ِع ِمائ ِ سـبِ ِ ِ ِ
ْ يل اهلل كُت َب ْ ُ َ ْ َ
وهذه المضاعفة الواردة في هذا الحديث ـ كما قال ّ
المل علي القاري ـ هي:
ّ
«أقل الموعود ،واهلل يضاعف لمن يشاء»(.)2
202
ٍ
واحدة ويحتمـل أن يكـون علـى ظاهـره ،ويكـون له فـي الجنـة بهـا سـبعمائةّ ،
كل
للتنـزه ،كمـا جـاء فـي خيـل الجنـة ونجبها،
ّ منهـن مخطومـة يركبهـن حيـث شـاء
وهـذا االحتمـال أظهـر ،واهلل أعلـم» (.)1
وهذا الذي ذكره النووي هو كالم القاضي عياض وفيه زيادة قوله« :وقد يكون
ذلك إشارة إلى تضعيف ثوابه ،وتسمية الثواب باسم الحسنة والطاعة ،لكن قوله:
يقوي أنه على ظاهره ،ومعناه :عليها خطام ،وهو مثل الزمام» (.)2
«مخطومة» ّ
ويفيد هذا الحديث بتقييد النفقة المضاعفة الواردة في الحديث التالي على
حملها في الجهاد في سبيل اهلل:
ْ
اح َن ُعـو ُد ُه ِم ْن ـالَ :د َخ ْلنَا َع َلـى َأبِـي ُع َب ْيدَ َة ْب ِ
ـن ا ْل َج َّر ِ فَ ،ق َ ـن ُغ َطي ٍ
ـاض ْب ِ ْ عـن ِع َي ِ
ـات َأ ُبـو ُع َب ْيدَ ةَ؟
ف َب َ ـه ،قلنـاَ :ك ْي َ اعـدَ ٌة ِعنْـدَ ر ْأ ِس َِشـكْوى َأصابـه ،وامر َأتُـه تُحي َفـ ُة َق ِ
َ َ َ ُ َ َْ ُ َْ ً
لا بِ َو ْج ِه ِهَان ُم ْقبِ ً
ـر ـ َوك َ ـت بِ َأ ْج ٍـال َأ ُبو ُع َب ْيـدَ ةََ :ما بِ ُّ
ـرَ ،ف َق َ ـتَ :واهللِ َل َقـدْ َب َ
ـات بِ َأ ْج ٍ َقا َل ْ
ـت؟ َقا ُلوا: ـالَ :أال ت َْس َـأ ُلونَنِي َع َّما ُق ْل ُ
ـو ِم بِ َو ْج ِه ِهَ ،ف َق َ ِ ِ
َع َلـى ا ْل َحائـط ـ َف َأ ْق َب َـل َع َلـى ا ْل َق ْ
«م ِ
ـن أ ْن َف َق ـول اهللِ ﷺ َي ُق ُ ـم ْع ُت َر ُس َ مـا َأ ْعجبنَـا مـا ُق ْل َتَ ،فنَس َـأ ُل َك َعنْـهَ .ق َال :س ِ
ولَ : َ ُ ْ ََ َ َ
ـه و َأهلِ ِ
ـهَ ،أ ْو َعـا َد ِ ِ يل اهللَِ ،فبِسـب ِع ِمائ ٍ
َـةَ ،و َم ِ اض َلـ ًة فِـي َسـبِ ِ َن َف َقـ ًة َف ِ
ـق َع َلـى َن ْفس َ ْ ـن أ ْن َف َ َ ْ
ِ
ـو ُم ُجنَّ ٌة َمـا َل ْم َيخْ ِر ْق َهـاَ ،و َم ِن ـر َأ ْم َثال َهـاَ ،و َّ
الص ْ يضـاَ ،أ ْو َمـا َز َأ ًذىَ ،فا ْل َح َسـنَ ُة بِ َع ْش ِ َم ِر ً
ـو َل ُه ِح َّطـ ٌة»(.)3 ِِ ٍ ِ
ا ْبتَلا ُه اهللُ بِ َبلاء في َج َسـده َف ُه َ
ولما قال عبد الرحمن بن َغنْم لمعاذ بن جبل « :إِن ََّما النَّ َف َق ُة َس ْب ُع ِمائ َِة
***
204
الغفـار فـي خاتمة منيتهم ومشـارفة وفاتهم لتكون لهم آمنة من حشـر مـا بعد مماتهم
فكمـل به بنـاء الدين وفرض في آخر سـني الهجـرة»(.)1
2ـ قـال المنـاوي :فيـه «بيـان عظيم فضلـه ،كيف وقـد جعلت مواقفـه أعال ًما
علـى السـاعة ،والحـج آيـة الحشـر وأهـل الحشـر ﴿ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ﴾
[عبـس.)2(»]٣٧ :
الحج يصرف فيه من سـهم سـبيل اهلل
ّ أن 3ـ قـال ابـن رجبُ « :ي ْسـت ّ
َدل به على ّ
المذكـور فـي آيـة الـزكاة ،كمـا هو أحـد قولـي العلمـاء ،فيعطى مـن الـزكاة من لم
يحج مـا يحج بـه»(.)3
***
المبحث الخامس
مضاعفة األجر من ألف مرة إلى ألف ألف مرة
206
َت َشك َْوىَ ،ف َقا َل ْت :إِ ْن عباس َ أ َّن ُه َق َال :إِ َّن ا ْم َر َأ ًة ْاش َتك ْ ٍ وعن ابن
وج، َج َّه َز ْت ت ُِريدُ ا ْل ُخ ُر َ ت ا ْل َم ْق ِد ِ
سَ ،ف َب َر َأ ْتُ ،ث َّم ت َ
لص ِّلين فِي بي ِ
هلل َلَ ْخ ُر َج َّن َف َ ُ َ َ َّ َ ْ
ِ
َش َفاني ا ُ
اج ِل ِسي َفك ُِلي َما ِ
َف َجا َء ْت َم ْي ُمو َن َة َز ْو َج النَّبِ ِّي ﷺ ت َُس ِّل ُم َع َل ْي َهاَ ،ف َأ ْخ َب َرت َْها َذل َكَ ،ف َقا َل ْتْ :
«ص َل ٌة
ولَ : ول اهللِ ﷺَ ،ي ُق ُ ول ﷺَ .فإِنِّي َس ِم ْع ُت َر ُس َ تَ ،و َص ِّلي فِي مس ِج ِد الرس ِ
َّ ُ َ ْ
صنَع ِ
َ ْ
جدَ ا ْل َك ْع َب ِة»(.)1اج ِد ،إِ َّل َم ْس ِيما ِس َوا ُه ِم َن ا ْل َم َس ِ ٍ ِ ِ ِ
فيه َأ ْف َض ُل م ْن َأ ْلف َص َلة ف َ
ِ ِ
ج ِدي َه َذا
«ص َل ٌة فِي َم ْس ِوعن ُج َبير بن ُم ْطعم قال :قال رسول اهلل ﷺَ :
ِ
ف َص َل ٍة ـ أو قال :مائة ـ فِي غيره إِ َّل ا ْل َم ْس ِ
جدَ ا ْل َح َرا َم»(.)3 َأ ْف َض ُل ِمن َأ ْل ِ
ْ
ول اهللِ ﷺ َر ُج ًل َف َق َال َل ُهَ :
«أ ْي َن وعن أبي سعيد الخدري قالَ :و َّد َع َر ُس ُ
ج ِد َأ ْف َض ُل
سَ ،ف َق َال َل ُه النَّبِ ُّي ﷺَ « :ل َص َل ٌة فِي َه َذا ا ْل َم ْس ِ
ت ُِريدُ ؟» َق َالُ :أ ِريدُ َب ْي َت ا ْل َم ْق ِد ِ
ف َص َل ٍة فِي َغ ْي ِر ِه إِ َّل ا ْل َم ْس ِ
جدَ ا ْل َح َرا َم»(.)4 يعنِي ِمن َأ ْل ِ
ْ َْ
وقد اختلف العلماء في تحديد المراد باالستثناء الوارد في األحاديث السابقة
وهو قوله ﷺ« :فيما سواه إال المسجد الحرام» ،ويعود سبب االختالف إلى
اختالفهم في مكة والمدينة أيتهما أفضل؟
قـال النـووي« :مذهب الشـافعي وجماهير العلمـاء ّ
أن مكّة أفضل مـن المدينة،
208
ّ
وأن مسـجد مكـة أفضل من مسـجد المدينة .وعكسـه مالك وطائفة ،فعند الشـافعي
والجمهـور معنـاه :إال المسـجد الحـرام ،فـإن الصلاة فيـه أفضـل مـن الصلاة في
مسـجدي ،وعنـد مالـك وموافقيـه إال المسـجد الحـرام فـإن الصلاة في مسـجدي
تفضلـه بدون األلـف»(.)1
ومن فوائد أحاديث هذا المطلب:
يختص هذا التفضيل
ّ 1ـ قال النووي« :اعلم ّ
أن مذهبنا ـ يعني :الشافعية ـ أنه ال
يعم الفرض والنفل جمي ًعا ،وبه قال
بالصالة في هذين المسجدين بالفريضة ،بل ّ
مخالف إطالق
ٌ بالفرض ،وهذا
يختص ّْ مطرف من أصحاب مالك ،وقال الطحاوي:
هذه األحاديث الصحيحة واهلل أعلم»(.)2
2ـ ذهب النووي إلى أن المضاعفة المذكورة للصالة في هذا المسجد مختصة
بنفس مسجده ﷺ الذي كان في زمانه دون ما زيد فيه بعده ،وقال« :ينبغي أن يحرص
المص ّلي على ذلك ويتف ّطن لما ذكرته»(.)3
ظاهر»(.)4
ٌ ونظر
ٌ وتعقبه العراقي بقوله« :وفيه ُب ْعدٌ
قال المال علي القاري« :واعترضه ابن تيمية وأطال فيه ،والمحب الطبري،
تختص بما
ّ ّ
استدل بها ،وبأنه سلم في مسجد مكة أن المضاعفة ال آثارا
وأوردا ً
كان موجو ًدا في زمنه ﷺ ،وبأن اإلشارة في الحديث إنما هي إلخراج غيره من
(( ( «شرح النووي على صحيح مسلم» ( ،)163/9وقد توسع ولي الدين العراقي في ذكر أدلة الفريقين
وترجيح قول الجمهور فيه في كتاب «طرح التثريب» ( 49/6ـ .)50
(( ( «شرح النووي على صحيح مسلم» (.)164/9
(( ( «شرح النووي على صحيح مسلم» (.)163/9
((( «طرح التثريب» للعراقي (.)46/6
عة ّ
ومتنو ٍ ّ
محدد ٍة وبأجور بأعمال ّ
خاص ٍة الفصل الثاني :المضاعفة
209 ٍ ٍ
المساجد المنسوبة إليه عليه الصالة والسالم ،وبأن اإلمام مالكًا سئل عن ذلك،
فأجاب بعدم الخصوصية وقال :ألنه عليه الصالة والسالم أخبر بما يكون بعده،
وز ِو َيت له األرض ،فعلم بما يحدث بعده ،ولوال هذا ما استجاز الخلفاء الراشدون
ُ
أن يستزيدوا فيه بحضرة الصحابة ،ولم ينكر ذلك عليهم»(.)1
ولمـا بـوب البخـاري فـي «صحيحـه» بـاب« :هـل ُيقـال مسـجد بنـي فالن»
اسـتدل علـى الجـواز بتسـمية الصحابـة لمسـجد بنـي زريـق فـي عهـد النبي ﷺ،
وع ّلـق عليـه ابـن رجـب بقوله« :وجـه االسـتدالل من هـذا الحديث على مـا بوبه:
أن فيـه إضافـة المسـجد إلـى بني زريـق ،وهـذا وإن كان من قـول عبـد اهلل بن عمر
أن تعريف المسـجد بذلك ّ
يدل على اشـتهاره بهـذه اإلضافة في ليـس مرفو ًعـا ،إال ّ
النبـي ﷺ بين المسـلمين شـيء إال وهو غير
ّ زمـن المسـابقة ،ولم يشـتهر فـي زمن
خصوصا األسـماء؛ فقـد كان النبي ﷺ
ً أقر عليه،
محظـورا لما ّ
ً ممتنـع؛ ألنـه لو كان
يغ ّيـر أسـماء كثيـرة يكرههـا من أسـماء األماكـن واآلدميين ،ولـم يغير هذا االسـم
للمسـجد ،فدل على جـوازه»(.)3
210
ﭼﭽﭾ﴾ [الجن ،]١٨ :وأجاب عليه ابن رجب بقوله« :أما إضافة المسجد إلى
ما يعرفه به فليس بداخل في ذلك ،وقد كان النبي ﷺ يضيف مسجده إلى نفسه،
فيقول« :مسجدي هذا» ،ويضيف مسجد قباء إليه ،ويضيف مسجد بيت المقدس
إلى إيلياء ،وكل هذه إضافات للمساجد إلى غير اهلل لتعريف أسمائها ،وهذا غير
داخل في النهي .واهلل أعلم»(.)1
نص على
خص ابن خزيمة أجر هذا الحديث للرجال دون النساء ،وقد ّ
4ـ ّ
هذا بقوله في إحدى أبواب صحيحه« :باب اختيار صالة المرأة في حجرتها على
صالتها في دارها ،وصالتها في مسجد قومها على صالتها في مسجد النبي ﷺ،
ٍ
صالة في غيرها من المساجد، وإن كانت صالة في مسجد النبي ﷺ تعدل ألف
ٍ ِ ِ ِ أن قول النبي ﷺ« :ص َل ٌة فِي مس ِ ِ
جدي َه َذا َأ ْف َض ُل م ْن َأ ْلف َص َلة ف َ
يما َ ْ َ والدليل على ّ
اجد»( )2أراد به :صالة الرجال دون صالة النساء»(.)3 ِس َوا ُه ِم َن ا ْل َم َس ِ
وع ّلق األلباني عليه بقوله« :الصواب ت َْرك الحديث على عمومه ،فيشمل النساء
أيضا ،وأنه ال ينافي ّ
أن صالتهن في بيوتهن خير له ّن ،كما ال ينافي أن صالة السنة ً
ٍ
مسجد من المساجد في البيت أفضل من صالتها في المسجد ،لكنه لو صالها في
الخاص بها ،والمرأة كذلك»(.)4
ّ الثالثة يكون له أجر التفضيل
***
ت ا ْل َم ْق ِد ِ
س ول اهللِ َأ ْفتِنَا فِي بي ِ
َْ َع ْن َم ْي ُمو َن َة ـ َم ْو َل ِة النَّبِ ِّي ﷺ ـ َقا َل ْتُ :ق ْل ُتَ :يا َر ُس َ
ف َص َل ٍة فِي َغ ْي ِر ِه» «أر ُض ا ْلمح َش ِر وا ْلمن َْش ِر ا ْئتُوه َفص ُّلوا فِ ِيهَ ،فإِ َّن ص َل ًة فِ ِيه ك ََأ ْل ِ
َ ُ َ َ َ َ ْ َق َالْ َ :
َح َّم َل إِ َل ْي ِه؟ َق َالَ « :فت ُْه ِدي َل ُه َز ْيتًا ُي ْس َر ُج فِ ِيهَ ،ف َم ْن َف َع َل ِ
ُق ْل ُتَ :أ َر َأ ْي َت إِ ْن َل ْم َأ ْستَط ْع َأ ْن َأت َ
َذلِ َ
ك َف ُه َو ك ََم ْن َأتَا ُه»(.)1
ووجه الداللة مضاعفة أجر من صلى في المسجد األقصى إلى ألف صالة،
وقد سبق الحديث عنه في مبحث المضاعفة بـ( )250صالة.
***
212
يختص ذلك
ّ قال العراقي« :المراد بـ«المسجد الحرام» :جميع الحرم ،وال
بالمكان المعدّ للصالة فيه ،قال أصحابنا :لو ذكر الناذر بقع ًة أخرى من بقاع الحرم
كالصفا والمروة ،ومسجد الخيف ،ومنى ،ومزدلفة ،ومقام إبراهيم عليه الصالة
والسالم ،وقبة زمزم وغيرها ،فهو كما لو قال :المسجد الحرام ،حتى لو قال :آتي
دار أبي جهل أو دار الخيزران كان الحكم كذلك؛ لشمول حرمة الحرم في تنفير
الصيد وغيره للجميع»(.)1
1ـ قال المناوي« :استدل به الجمهور بالتقرير المتقدم على تفضيل مكة
على المدينة ألن األمكنة تشرف بفضل العبادة فيها على غيرها مما تكون العبادة به
مرجوحة وهو مذهب الثالثة وعكس مالك على المشهور بين صحبه لكن قال ابن
عبد البر :روى عنه ما يدل على أن مكة أفضل»(.)3
2ـ قال العلماء :ضوعف األجر في مكة؛ لجاللة المكان وقداسته ،ولذلك
الهم بها حتى ولو لم تُفعل ،يقول ابن
بمجرد ّ
ّ ضوعف فيه الوزر ،وتُكتب فيه السيئة
القيم عن المسجد الحرام« :ومن خواصه أنه يعاقب فيه على الهم بالسيئات وإن لم
يفعلها ،قال تعالى﴿ :ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ﴾ [الحج.]٢٥ :
فتأ ّمل كيف عدّ ى فعل اإلرادة هاهنا بالباء ،وال يقال :أردت بكذا إال لما ضمن معنى
هم بأن يظلم فيه بأن يذيقه العذاب
فعل»هم« ،فإنه يقال :هممت بكذا ،فتو ّعد من ّ
ّ
األليم .ومن هذا تضاعف مقادير السيئات فيه ال كمياتها ،فإن السيئة جزاؤها سيئة،
لكن سيئة كبيرة جزاؤها مثلها ،وصغيرة جزاؤها مثلها ،فالسيئة في حرم اهلل وبلده
وعلى بساطه آكد وأعظم منها في طرف من أطراف األرض ،ولهذا ليس من عصى
الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه ،فهذا فصل
النزاع في تضعيف السيئات ،واهلل أعلم»(.)1
***
214
وت ،بِ َي ِد ِه الخَ ْي ُر َو ُه َو َع َلى ك ُِّل َش ْي ٍء يتَ ،و ُه َو َح ٌّي َل َي ُم ُ الح ْمدُ ُي ْحيِي َو ُي ِم ُ الم ْل ُك َو َل ُه َ
ُ
ف َد َر َج ٍة»(.)1
ف َأ ْل ِ
ف َس ِّيئ ٍَةَ ،و َر َف َع َل ُه َأ ْل َف َأ ْل ِ
ف َح َسن ٍَةَ ،و َم َحا َعنْ ُه َأ ْل َ
ف َأ ْل ِ
هلل َل ُه َأ ْل َ َقد ٌيرَ ،كت َ
َب ا ُ
ِ
يقول محمد بن واسع ـ أحد رواة الحديث ـ« :ف َق ِد ْمت خراسان ،فأت ْي ُت ُقتيبة
بهدية ،فحدّ ْثتُه بالحديث ،فكان قتيبة بن مسلم يركب في ٍ ابن مسلم فقلت له :أت ْيتك
موكبه حتى يأتي باب السوق فيقولها ،ثم ينصرف».
ووجه تسمية مكان البيع بالسوق:
ـ ألن الناس يسوقون أنفسهم وأمتعتهم إليه.
ـ أو ألنه محل السوقة وهي الرعية(.)2
وخص هذا المكان بهذا الذكر ألمرين:
ّ
1ـ قال الطيبي« :ألنّه مكان الغفلة عن ذكر اهلل واالشتغال بالتجارة فهو موضع
سلطنة الشيطان ومجمع جنوده فالذاكر هناك يحارب الشيطان ويهزم جنوده فهو
خليق بما ذكر من الثواب» ( .)3ولذلك كان سلمان الفارسي يوصي طالبه
وق و َل ِ «ل َتكُون ََّن إِ ِن ْاس َت َط ْع َ
آخ َر َم ْن َيخْ ُر ُج ت َأ َّو َل َم ْن َيدْ ُخ ُل ُّ
الس َ َ وجلسه بقولهَ :
ّ
ِ ِمن َْهاَ ،فإِن ََّها َم ْع َر َك ُة َّ
الش ْي َط ِ
انَ ،وبِ َها َينْص ُ
ب َرا َيتَه»(.)4
يقول النووي« :شـ ّبه السـوق وف ْعل الشـيطان بأهلها ون ْيله منهـم بـ«المعركة»؛
ّ
كالغـش والخـداع واأل ْيمان الخائنـة والعقود لكثـرة مـا يقع فيها مـن أنـواع الباطل
(( ( أخرجه الترمذي في «سننه» رقم ( ،)3428وإسناده ضعيف ،لكنه حسن لغيره بمتابعاته.
((( انظر« :مرقاة المفاتيح» للقاري (.)1687/4
(( ( نقله القاري في «مرقاة المفاتيح» (.)1687/4
(( ( أخرجه مسلم في «صحيحه» ،رقم (.)2451
عة ّ
ومتنو ٍ ّ
محدد ٍة وبأجور بأعمال ّ
خاص ٍة الفصل الثاني :المضاعفة
215 ٍ ٍ
الفاسـدة والنجـش والبيع على بيع أخيه والشـراء على شـرائه والسـوم على سـومه
وبخـس المكيـال والميـزان» .ثـم قـال« :وقولـه« :وبهـا تنصـب رايته» إشـارة إلى
وحملهـم علـى هـذه
ثبوتـه هنـاك ،واجتمـاع أعوانـه إليـه للتحريـش بيـن النـاسْ ،
المفاسـد المذكـورة ونحوهـا ،فهي موضعـه وموضـع أعوانه»(.)1
العـدو اللعين ومـا يترتب
ّ فجـاء هـذا الذكْـر لتحصيـن العبـد من شـرور هـذا
علـى فتنه مـن مفاسـد دينيـة ودنيوية.
2ـ وقال القاري« :ألن اهلل ينظر إلى عباده نظر الرحمة في كل لحظة ولمحة
فيحرم منها أهل الغفلة وينالها أهل الحضرة»(.)2
وقال في موض ٍع آخر« :لعل وجه الحكمة في ذلك :أن اهلل تعالى ينظر في كل
ساعة إلى عباده نظر رحمة وعناية ،فكل من غفل فاته ،وكل من شهد وحضر أدركه،
بل وأخذ من نصيب غيره»(.)3
سوق هذا األجر العظيم لهذا العمل
يقول الحكيم الترمذي مب ّينًا الحكمة من ْ
دو قد انتهز الفرصة من أهل ْالَ ْس َواق لما رأى من َأ ْح َوالهم من «ه َذا ّ
ألن ال َع ّ المهمَ :
وسالحا لفتنتهَ ،فدَ َخ ُلوا أسواقهم
ً وشحهم ورغبتهم فِي الدُّ ْن َيا وصيرها عدَّ ًة ّ حرصهم
اص َلة ،والحرص كام ٌن ،فنصب كرسيه فِي وهم طالبون للمعاش ،والر ْغبة فيهم ح ِ
َ َ َّ َ
بث ُجنُودهَ ،و َق َال :دونكم من رجال َم َ
ات أبوهم وأبوكم وسط أسواقهم ،وركز رايتهَ ،و ّ
ومنفق س ْلعة بِا ْلحلف ا ْلك ِ
َاذب، ٍ ان، وطائش فِي َ
ميز ٍ ٍ َح ّيَ ،فمن َبين مط ّفف فِي ٍ
كيل،
َ
216
ويقول المناوي أثناء حديثه عن المساجد وفضلها« :ومنه ينفر الشيطان فيعدو
إلى السوق وينصب كرسيه وسطه ويركز رايته ويبث جنوده ويقول دونكم من رجال
مات أبوهم وأبوكم حي فمن بين مطفف في كيل وطائش في وزن ومنفق سلعته
بيمين مفتراه ويحمل عليهم بجنوده حملة فيهزمهم ويقلبهم إلى المكاسب الرديئة
وإضاعة الصلوات ومنع الحقوق فال يزال هذا دأب الشيطان مع أهل الغفلة من
أول دخول أولهم إلى آخر خروج آخرهم فهذا ما أشار إليه المصطفى ﷺ بقوله
في الحديث السابق والدواء النافع من ذلك لداخله تقوى اهلل ولزوم الذكر المشهور
المندوب لداخل السوق الذي يكتب لقائله فيه ألف ألف حسنة ويحط عنه ألف
ألف خطيئة ويرفع له ألف ألف درجة»(.)1
ومن فوائد أحاديث هذا المطلب:
المبحث األول
المضاعفة بأجر حجة
مكتوبة.
ٍ ّ
متطه ًرا إلى صال ٍة المطلب األول :الخروج من البيت
بات من المعلوم ّ
أن «فضل بناء المسجد ومالزمته وانتظار الصالة فيه ترجع
محل الصالة ،ومعتكف العابدين ،ومطرح الرحمة،إلى أنه من شعائر اإلسالم ،وأنه ّ
ٍ
صالة مكتوبة متطه ًرا إلى ويشبه الكعبة من ٍ
وجه»( )1هو مضاعفة من خرج من بيته
ّ
الحاج المحرم.
ّ كان له أجر
«م ْن َخ َر َج ِم ْن َب ْيتِ ِه ُم َت َط ِّه ًرا إِ َلىول اهلل ﷺ َق َالَ :
َفعن َأبِي ُأمام َة َ أ َّن رس َ ِ
َ ُ َ َ َ
الض َحى َل َين ِْص ُب ُه إِ َّل ٍ ٍ
َص َلة َم ْكتُو َبة َف َأ ْج ُر ُه ك ََأ ْج ِر ا ْل َح ِّ
اج ا ْل ُم ْح ِرمَِ ،و َم ْن َخ َر َج إِ َلى ت َْسبِيحِ ُّ
إِياه َف َأجره ك ََأج ِر ا ْلمعت َِم ِر ،وص َل ٌة ع َلى َأ َث ِر ص َل ٍة َل َلغْو بينَهما كِت ِ ِ
ين»(.)2 َاب في ع ِّل ِّي َ ٌ َ َْ ُ َ َ َ َ َ َّ ُ ْ ُ ُ ْ ُ ْ
«م ْن َم َشى إِ َلى َص َل ٍة َم ْكتُو َب ٍة فِي و َع ْن َأبِي ُأ َما َم َة َ ،ع ِن النَّبِ ِّي ﷺَ ،ق َالَ :
ا ْل َج َما َع ِةَ ،ف ِهي ك ََح َّج ٍةَ ،و َم ْن َم َشى إِ َلى َص َل ِة َت َط ُّو ٍع َف ِهي َك ُع ْم َر ٍة ت ََّام ٍة»(.)3
ٍ
مختلفة: ٍ
بأجور ٍ
عبادات وقد اشتمل الحديث على ثالث
ٍ
مكتوبة ،وهذا له أجر الحاج المحرم. ٍ
صالة متطه ًرا إلى
األول :الخروج ّ
الحاج،
ّ «مضاعف كأجـر
ٌ ومعنـى قولـه« :فأجره كأجر الحـاج المحـرم» :أي:
أو مثـل أجره»(.)4
222
يقـول زيـن العـرب« :أي :كأصـل أجـره ،وقيل :كأجـره من حيث إنـه يكتب له
كالحـاج ،وإن تغايـر األجران كثـرة وقلـة أو كمية ،وكيفيـة ،أو من أجر ٍ ّ
ّ بـكل خطـوة ٌ
حيـث إنـه يسـتوفي أجـر المصلين مـن وقت الخـروج إلـى أن يرجـع ،وإن لم يصل
إال فـي بعـض تلـك األوقات كالحـاج ،فإنه يسـتوفي أجر الحـاج إلـى أن يرجع وإن
يحـج إال في عرفـة»(.)1
ّ لم
المص ّلي القاصد إلى الصالة المكتوبة بحال الحاج المحرم في الفضل مبالغة
وترغي ًبا للمص ّلي؛ ليركع مع الراكعين ،وال يتقاعد عن الجماعات»(.)1
الثاني :الخروج إلى تسبيح الضحى ،وهذا له أجر المعتمر:
يتطـوع بها ٍ
صالة الض َحـى»« :يريـد بـه صلاة الضحـىّ ،
وكل ومعنـى «تسـبيح ُّ
ّ
فهي تسـبيح وسـبحة»( ،)2و«يطلق التسـبيح على الصلاة النافلة لوجـود معنى النفل
أخص بهذا االسـم من حيث ّ
إن التسـبيحات فـي كل منهما»( ،)3وألن «النافلة جاءت ّ
في الفرائـض نوافل»(.)4
ٍ
واحدة منهما ُيس ّبح فيهما، أن ّ
كل قال الطيبي« :المكتوبة والنافلة ِ
وإن اتّفقتا في ّ
أن التسبيحات في الفرائض نوافل، أن النافلة جاءت بهذا االسم أخص من ِ
جهة ّ إال ّ
ّ
فكأنه قيل للنافلة تسبيحة على أنها شبيهة باألذكار في كونها غير واجبة»(.)5
وقـال ابـن حجـر المكّـي« :ومن هـذا أخذ أئمتنـا قولهم :السـنة فـي الضحى
فعلهـا فـي المسـجد ،ويكون من جملة المسـتثنيات مـن خبر« :أفضل صلاة المرء
في بيته إال المكتوبـة»(.)7(»)6
وتع ّقبه القاري بقوله« :الحديث ّ
يدل على جوازه ال على أفضل ّيته ،أو ُي ْحمل
224
على من يكون له مسكن ،أو في مسكنه شاغل ونحوه على أنّه ليس للمسجد ِذك ٌْر
متوج ًها إلى صالة
ّ في الحديث ً
أصل ،فالمعنى :من خرج من بيته أو سوقه أو شغله
الضحى تاركًا أشغال الدنيا»(.)1
الثالث :الصالة عقب الصالة ،فهذه تُكتب في عليين:
قال العيني« :الصالة التي ُت ْكتَب في ع ِّل ِّيين موصوف ٌة بشيئ ْين ،األول :أن تكون
لغو وأباطيل من الكذب والغيبة ٍ
مكتنفة بصالة أخرى ،والثاني :أن ال يكون بينهما ٌ
والنميمة ونحو ذلك» (.)2
ومن فوائد أحاديث هذا المطلب:
فرضا(.)3 1ـ استدل به العلماء على ّ
أن ال ُع ْمرة ُسنّة وليست ً
الم ْعت َِم ِر» إشار ٌة إلى ّ
أن نسبة ثواب «أ ْج ُره ك ََأ ْج ِر ُ
2ـ قال التوربشتي« :في قولهَ :
الخروج للنافلة من الصلوات إلى الخروج لفرائضها نسبة ثواب الخروج للعمرة
إلى الخروج إلى الحج»(.)4
***
تنوعت العبادات في رمضان؛ لكثرة فضائله ،وعظيم بركاته ،حتى عُدّ عمل
ّ
العمرة فيه يعدل حجة مع النبي ﷺ.
اس َ ،ق َالَ :لما رجع النَّبِي ﷺ ِمن حجتِ ِه َق َال ِلُم ِسن ٍ
َان ف َع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ
ِّ ْ َ َّ ُّ َّ َ َ َ
َاضح ِ ِ النَ ،ت ْعنِي َز ْو َج َها ،ك َ ك ِمن الحج؟» َقا َل ْتَ :أبو ُف ٍ اري ِة« :ما منَع ِ
ان َان َل ُه ن َ ُ َ َ ِّ األَن َْص ِ َّ َ َ َ
ان َت ْق ِضي َح َّج ًة اآلخ ُر َي ْس ِقي َأ ْر ًضا َلنَاَ ،ق َالَ « :فإِ َّن ُع ْم َر ًة فِي َر َم َض َ َح َّج َع َلى َأ َح ِد ِه َماَ ،و َ
َأ ْو َح َّج ًة َم ِعي»(.)1
ول اهللِ ﷺ ا ْل َح َّج اس َ ق َالَ :أ َرا َد َر ُس ُ رواية أخرى َع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ ٍ وفي
ول اهللِ ﷺ َع َلى َج َم ِل َكَ ،ف َق َالَ :ما ِعن ِْدي َما َف َقا َل ْت :امر َأ ٌة لِ َز ْو ِج َها َأ ِح َّجنِي م َع رس ِ
َ َ ُ َْ
يل اهللِ َع َّز يس فِي َسبِ ِ اك َحبِ ٌ ُأ ِح ُّج ِك َع َل ْي ِهَ ،قا َل ْتَ :أ ِح َّجنِي َع َلى َج َم ِل َك ُف َل ٍنَ ،ق َالَ :ذ َ
الس َل َم َو َر ْح َم َة اهللَِ ،وإِن ََّها ِ وج َّلَ ،ف َأتَى رس َ ِ
ول اهلل ﷺ َف َق َال :إِ َّن ا ْم َر َأتي َت ْق َر ُأ َع َل ْي َك َّ َ ُ َ َ
ول اهللِ ﷺَ ،ف ُق ْل ُتَ :ما ِعن ِْدي َما ُأ ِح ُّج ِك س َأ َلتْنِي ا ْل َح َّج م َع َكَ ،قا َل ْتَ :أ ِح َّجنِي م َع رس ِ
َ َ ُ َ َ
«أ َمايل اهللَِ ،ف َق َالَ : يس فِي َسبِ ِ اك َحبِ ٌ َع َل ْي ِهَ ،ف َقا َل ْت َأ ِح َّجنِي َع َلى َج َم ِل َك ُف َل ٍنَ ،ف ُق ْل ُتَ :ذ َ
يل اهللِ؟» َق َالَ :وإِن ََّها َأ َم َرتْنِي َأ ْن َأ ْس َأ َل َك َما َي ْع ِد ُل َان فِي َسبِ ِ َّك َل ْو َأ ْح َج ْجت ََها َع َل ْي ِه ك َ
إِن َ
الس َل َم َو َر ْح َم َة اهللِ َو َب َركَاتِ ِهَ ،و َأ ْخبِ ْر َها َأن ََّها ول اهللِ ﷺَ :
«أ ْق ِرئ َْها َّ َح َّج ًة َم َع َكَ ،ف َق َال َر ُس ُ
ان(.)2 َت ْع ِد ُل َح َّج ًة َم ِعي» َي ْعنِيُ :ع ْم َر ًة فِي َر َم َض َ
مبو ًبا على هذا الحديث :فيه ّ
«أن الشيء يشبه الشيء و ُي ْجعل قال ابن خزيمة ّ
ِعدْ له إذا أشبهه في بعض المعاني ال في جميعه؛ إذ العمرة لو عدلت حجة في جميع
أحكامها ل ُقضي العمرة من الحج ،ولكان المعتمر في رمضان إذا كان عليه حجة
اإلسالم تُسقط عمرته في رمضان حجة اإلسالم عنه ،فكان النّاذر َح ًّجا لو اعتمر في
نذر الحج»(.)3 رمضان كانت عمرته في رمضان قضا ًء لِ َما أوجب على نفسه من ْ
226
قـال النـووي في بيـان قوله « َت ْق ِضـي ِح ّجة»« :أي :تقـوم مقامها فـي الثواب ال
أنهـا تعدلهـا فـي ّ
كل شـيء ،فإنـه لـو كان عليه حجـة فاعتمر فـي رمضـان ال تجزئه
عـن الحجة»(.)1
قال الكرماني« :فإن قلت :ظاهره يقتضي ّ
أن عمر ًة في رمضان تقوم مقام حجة
اإلسالم ،فهل هو كذلك؟ قلت أي :الكرماني :معناه كحجة اإلسالم في الثواب،
والقرينة اإلجماع على عدم قيامها مقامها»(.)2
قال ابن حجر مع ّل ًقا« :وما قاله غير مس ّل ٍم ،إذ ال مانع أن تكون ّ
حجت مع أبي
أن الحج إنما ُف ِرض في السنة العاشرة
بكر وسقط عنها الفرض بذلك ،لكنه بنى على ّ
حتى يسلم مما يرد على مذهبه من القول بأن الحج على الفور وعلى ما قاله ابن
خزيمة فال يحتاج إلى شيء مما بحثه ابن بطال ،فالحاصل أنه أعلمها أن العمرة في
رمضان تعدل الحجة في الثواب ال أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض لإلجماع
على أن االعتمار ال يجزئ عن حج الفرض»(.)1
علن« :الظاهر أن المراد بالعدل هناّ :
أن في القليل مثل ثواب ويقول ابن ّ
ً
حامل للناس على لئل يلزم تساوي القليل والكثير ،فيكون ٍ
مضاعفة؛ ّ الكثير من غير
ِ
اإلعراض ِ
عن الكثير ،وهذا أولى من قول الطيبي أنه من باب المبالغة ،وإلحاق
الناقص بالكامل ترغي ًبا وح ًّثا عليه؛ ّ
ألن اهلل امت ّن على ضعفاء عباده العاجزين عن
ِ
اإلتيان بذلك الكثير ،بأن جعل لهم ما يصلون به إلى مراتب األقوياء القادرين على
الكثير ،وال يلزم منه الرغبة عن الكثير ،لما تقرر من الفرق بينهما»(.)2
ٍ
ألسباب: قال ابن العربي« :وعدل العمرة في رمضان بحجة يكون
أحدهـا :أن ينسـحب فضـل رمضـان علـى العمـرة فيجتمـع مـن الوجه ْين ما
يعـادل الحج.
ثانيهمـا :إن المعتمـر فـي رمضـان أجـاب داعـي الحـج وهـو قولـه تعالـى:
﴿ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ﴾ [الحـج ،]٢٧ :ومـن ُدعي فأجاب ،ومن أجاب
دعـاءه تع ّيـن عليـه الثواب .وقوله فـي الزيادة :تعـدل حجة معي زيادة فـي التفضيل
فـإن النبـي ﷺ ،إذا وقـف مـع الخلـق فدعـا ودعوا معـه كانـت تلك وسـيلة كريمة
إلـى اإلجابـة ،فلمـا اسـتأثر اهلل تعالـى برسـوله خ َّلـف فينا شـهر رمضان ننـال تلك
البركـة فيه كما قال اهلل تعالـى﴿ :ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ﴾ [األنفال،]٣٣ :
ثـم اسـتأثر اهلل تعالى برسـوله ثـم قـال﴿ :ﯫ ﯬ﴾ اآلية؛ إلـى قوله﴿ :ﯶ
228
ﯷ﴾ [األنفـال ،]٣٣ :فصـار االسـتغفار خل ًفـا لنـا مـن األمن من العـذاب من
وجود شـخصه الكريم معنـا»(.)1
وقال الترمذي قبلها« :قال أحمد ـ يعني :ابن حنبل ـ ،وإسحاق ـ يعني :ابن
راهويه ـ :قد ثبت عن النبي ﷺ أن عمرة في رمضان تعدل حجة»(.)2
ول اهللِ ﷺُ « :ع ْم َر ٌة فِي َر َم َض َ
ان، ب ْب ِن َخنْ َب ٍ
ش َ ق َالَ :ق َال َر ُس ُ و َع ْن َو ْه ِ
َت ْع ِد ُل َح َّج ًة»(.)3
ـلـال :إِ َّن ُأ َّم َم ْع ِق ٍ
ـول اهللِ ﷺ َف َق َ
ـل َ أنَّـ ُه َجـاء إِ َلـى رس ِ
َ ُ َ و َعـ ْن َأبِـي َم ْع ِق ٍ
ـالُ « :ع ْم َر ٌة ـت َع َل ْي َهـا َح َّجـ ًة َم َع َكَ ،ف َل ْم َي َت َي َّس ْـر َل َهـا َذلِ َكَ ،ف َمـا ُي ْج ِ
ـز ُئ َعن َْها؟ َق َ َج َع َل ْ
يسـاَ ،ف ُأ ْعطِ َيهـا إِ َّيا ُه لا جع ْلتُـه فِي سـبِ ِ ِ
يل اهلل َحبِ ً َ
ِ ِ
ـالَ :فـإِ َّن عنْدي َج َم ً َ َ ُ
ـان»َ .ق َفِـي َر َم َض َ
َفت َْر َك ُبـ ُه؟ َق َ
ـالَ « :ن َع ْم»(.)4
ومن فوائد أحاديث هذا المطلب:
1ـ قال ابن التين« :قوله كـ «حجة» :يحتمل أن يكون على بابه ،ويحتمل أن
مخصوصا بهذه المرأة».
ً يكون لبركة رمضان ،ويحتمل أن يكون
«ثم ال ُع ْمرة
قال ابن حجر« :والظاهر حمله على العموم» ،وقال القاريّ :
()5
بوقوع أفعالها في رمضان ال إحرامها كما مال إليه ابن حجر فتد ّبر»(.)6
((( «القبس في شرح موطأ مالك بن أنس» البن العربي ( 563/1ـ .)564
(( ( «سنن الترمذي» ،رقم (.)939
(( ( أخرجه ابن ماجه في «سننه» رقم ( ،)2991وإسناده صحيح.
((( أخرجه النسائي في «السنن الكبرى» رقم ( ،)4214وإسناده ضعيف ،لكنه حسن لغيره بمتابعاته.
(( ( «فتح الباري» البن حجر (.)605/3
(( ( «مرقاة المفاتيح» للقاري (.)1742/5
229 عبادات أخرى
ٍ الفصل الثالث :المضاعفة بأجور
وأن ٍ
أوقاتّ ، بعضا في البر« :فيه ّ
أن األعمال قد يفضل بعضها ً وقال ابن عبد ّ
الشهور بعضها أفضل من بعض ،والعمل في بعضها أفضل من بعضّ ،
وأن شهر
رمضان مما يضاعف فيه عمل البر وذلك دليل على عظيم فضله»(.)5
230
وقـال ابـن الق ّيـم« :اجتمع فـي عمرة رمضـان أفضل الزمـان ،وأفضـل البقاع،
ولكـ ّن اهلل لـم يكـن ليختـار لنبيـه ﷺ فـي عمـره إال أولـى األوقـات وأح ّقهـا بهـا،
فكانـت العمـرة فـي أشـهر الحج نظيـر وقوع الحـج في أشـهره ،وهذه األشـهر قد
خصهـا اهلل تعالـى بهـذه العبـادة ،وجعلهـا وقتًـا لهـا ،والعمـرة حج أصغـر ،فأولى
ّ
األزمنـة بها أشـهر الحج وذو القعدة أوسـطها ،وهذا مما نسـتخير اهلل فيـه فمن كان
عنـده فضل علـم فليرشـد إليه.
وقـد يقـال :إن رسـول اهلل ﷺ كان يشـتغل فـي رمضـان مـن العبـادات بما هو
أهـم مـن العمـرة ،ولم يكـن يمكنـه الجمع بين تلـك العبـادات وبين العمـرة ،فأخر
العمـرة إلـى أشـهر الحـج ووفـر نفسـه على تلـك العبـادات فـي رمضان مـع ما في
تـرك ذلـك مـن الرحمة بأمتـه والرأفة بهـم ،فإنه لو اعتمـر في رمضان لبـادرت األمة
إلـى ذلـك ،وكان يشـق عليهـا الجمـع بيـن العمـرة والصـوم وربمـا ال تسـمح أكثر
النفـوس بالفطـر فـي هـذه العبـادة حرصـ ًا علـى تحصيـل العمـرة وصـوم رمضان،
فتحصـل المشـقة ،فأخرهـا إلى أشـهر الحج ،وقـد كان يتـرك كثير ًا مـن العمل وهو
يحـب أن يعمله خشـية المشـقة عليهم»(.)2
4ـ قال ابن عبد البر« :فيه ّ
أن الحج أفضل من العمرة؛ وذلك واهلل أعلم لما فيه
من زيادة المشقة في العمل واإلنفاق»(.)3
5ـ قال المناوي :فيه أنه « ُيس ّن إكثار العمرة في رمضان ،وعليه الشافعية»(.)1
6ـ قـال الخطابـي« :فيـه مـن الفقـه :جـواز إحبـاس الحيـوان .وفيـه :أنـه جعل
بأسـا أن
الحـج مـن السـبيل ،وقـد اختلف النـاس في ذلـك ،وكان ابن عبـاس ال يرى ً
يعطـي الرجـل مـن زكاتـه فـي الحـج ،وروي مثـل ذلك عـن ابـن عمـر ،وكان أحمد
وإسـحاق يقـوالن :يعطـي مـن ذلـك فـي الحـج ،وقـال سـفيان وأصحـاب الـرأي
والشـافعي :ال تصـرف الزكاة إلى الحج ،وسـهم السـبيل :الغـزاة والمجاهـدون»(.)2
***
232
المبحث الثاني
المضاعفة بأجر عمرة ،أو حجة وعمرة
ع ّظم اهلل أجر النوافل ،وضاعف من أجورها؛ ليهتم الناس بها ،وييقبلون على
إقامتها ،من ذلك :صالة تسبيح الضحى ،ومما في ورد في أجرها:
«م ْن َخ َر َج ِم ْن َب ْيتِ ِه ُم َت َط ِّه ًرا إِ َلى ما رواه أبو ُأمام َة َ ،أ َّن رس َ ِ
ول اهلل ﷺ َق َالَ : َ ُ َ َ
الض َحى َل َين ِْص ُب ُه إِ َّل ٍ ٍ
َص َلة َم ْكتُو َبة َف َأ ْج ُر ُه ك ََأ ْج ِر ا ْل َح ِّ
اج ا ْل ُم ْح ِرمَِ ،و َم ْن َخ َر َج إِ َلى ت َْسبِيحِ ُّ
إِياه َف َأجره ك ََأج ِر ا ْلمعت َِم ِر ،وص َل ٌة ع َلى َأ َث ِر ص َل ٍة َل َلغْو بينَهما كِت ِ ِ
ين»(.)1 َاب في ع ِّل ِّي َ ٌ َ َْ ُ َ َ َ َ َ َّ ُ ْ ُ ُ ْ ُ ْ
والشاهد منه :استحقاق من خرج من بيته إلى المسجد ليصلى الضحى أجر
ٍ
عمرة ،وقد سبق الحديث عنه في المبحث السابق.
***
***
يعدّ مسجد قباء رابع المساجد التي ورد الفضل في الصالة فيه ،بعد المسجد
الحرام ،والمسجد النبوي ،والمسجد األقصى ،وقد ضاعف اهلل أجر من ص ّلى فيه
صالة كأجر أداء عمرة في بيت اهلل الحرام.
ـر األَن َْص ِ
ـار َّي فعـن أبـي األَبـر ِد مو َلـى بنِـي َخ ْطمـ َةَ ،أنَّـه س ِ
ـم َع ُأ َسـ ْيدَ ْبـ َن ُظ َه ْي ٍ ُ َ َ َ ْ َ َْ
«الص َل ُة فِي
ـالَّ : ـن النَّبِ ِّي ﷺ َق َ ثَ ،ع ِ ـي ﷺ ُي َحـدِّ ُ َان ِمـ ْن َأ ْص َح ِ
ـاب النَّبِ ِّ َ ،وك َ
اء َك ُع ْم َـر ٍة»(.)3
ـج ِد ُقب ٍ
َم ْس ِ َ
«م ْن َخ َـر َج َحتَّى َي ْأتِ َي وعن سـهل بن حنَيـف قالَ :ق َال رس ُ ِ
ـول اهلل ﷺَ : َ ُ ُ ْ
َان َل ُه َعـدْ َل ُع ْم َـر ٍة» .هذا لفظ النسـائي، ـجدَ ُقبـاء ـ َفص َّلـى فِ ِ
يـه ك َ ـجدَ ـ َم ْس ِ َ َ َ
ـذا ا ْل َم ْس ِ
َه َ
234
«م ْن ت ََو َّض َأ َف َأ ْح َس َن ف َ ق َالَ :ق َال رس ُ ِ فعن سه ِل ب ِن حنَي ٍ
ول اهلل ﷺَ : َ ُ َ ْ ْ ُ ْ
ك َك َعدْ ِل ُع ْم َر ٍة»(.)3
َان َذلِ َ جدَ ُقباء َفركَع فِ ِيه َأربع ر َكع ٍ
ات ك َ ََْ َ َ اء َم ْس ِ َ َ َ َ وء ُه ُث َّم َج َ
ُو ُض َ
والجواب أن الحديث الثاني ضعيف جدًّ ا ال يصلح لمعارضة حديث الركعتين،
وعلى فرض صحته فقد قال القاري« :ويجمع بأنه يحتمل أن ثواب العمرة رتب أوال
على أربع ركعات ،ثم سهل اهلل على عباده وتفضل عليهم ،فرتبه على ركعتين»(.)4
قـال السـندي« :قوله« :عـدل عمـرة» ،العـدْ ل :بِا ْلك َْس ِ
ـر َوا ْل َفتْـح بِ َم ْعنـى ا ْلمثل،
ـس من جنسـهَ .وقيـل بِا ْل َعك ِ
ْس. َوقيـل بِا ْل َفتْـحَ :مـا عادله من جنسـه ،وبالكسـرَ :ما َل ْي َ
مس ِ ِ مس ِ ِ
ـاوي حتما َوا ْلك َْسـر في ا ْل َ
ـاوي ً السـندي ـَ :و ْالَ ْق َرب َأ ّن ا ْل َفتْح في ا ْل َ
ّ قلـت ـ أي
الحسـي ُيـدْ رك بِ َفتْـح ا ْلعيـن ،والعقلـي بالفكر ا ْل ُم ْحتَـاج إِ َلى خفـض العين عقلا ،إِ ْذ ّ
ً
وغمضهـاَ ،و َه َذا مثـل «العوج» و«العالقة» ،فهمـا بِا ْل َفتْح :فِي المبصرات ،وبالكسـر:
اضع ا ْل َح ِكيـم لم يهمل ُمنَاسـ َبةـذا مبنِـي علـى مـا َقا ُلـواَ :أ ّن ا ْلو ِ
َ َ فـي المعقـوالتَ ،و َه َ َ ْ ّ
ِ
236
ٍ اءَ ،فإِ َّنه ك َ ِ ِ
جدَ ُقب ٍ ِ
جدَ َان َي ْأتيه ك َُّل َس ْبتَ ،فإِ َذا َد َخ َل َ
الم ْس ِ ُ الم َقامَِ ،و َي ْو َم َي ْأتي َم ْس ِ َ ف َ َخ ْل َ
ُور ُه ول اهللِ ﷺ ك َ
َان َيز ُ ثَ :أ َّن َر ُس َ ك َِر َه َأ ْن َيخْ ُر َج ِمنْ ُه َحتَّى ُي َص ِّل َي فِ ِيهَ ،ق َالَ :وك َ
َان ُي َحدِّ ُ
اش ًيا»(.)1 راكِبا وم ِ
َ ً ََ
ج ِد ُقب ٍ ِ
اء «لَ ْن ُأ َص ِّل َي في َم ْس ِ َ لذلك كان سعد بن أبي وقاص يقولَ :
اء َل َض َر ُبوا إِ َل ْي ِه
ون ما فِي ُقب ٍ
َ ت ا ْل َم ْق ِد ِ
س َم َّر َت ْي ِنَ ،ل ْو َي ْع َل ُم َ َ ب إِ َل َّي ِم ْن َأ ْن آتِ َي َب ْي َ
َر ْك َع َت ْي ِن َأ َح ُّ
البِل»(.)2 َأ ْك َبا َد ْ ِ
مستحب،
ٌّ التقرب بالمساجد ومواضع الصلحاء
أن ّ قال الطيبي« :فيه ٌ
دليل على ّ
ّ
وأن الزيارة يوم السبت سنة»(.)3
قال الحافظ الزين العراقي« :فيه ندب زيارة مسجد قباء والصالة فيه ويس ّن
كونه يوم السبت لحديث ابن عمر المتفق عليه بذلك ومن حكمته أنه كان يوم السبت
يتفرغ لنفسه ويشتغل بقية الجمعة من أول األحد بمصالح األمة»(.)4
«إن مجيئه ﷺ إلى قباء إنما كان لمواصلة األنصار وتف ّقد
ويقول ابن حجرّ :
السر في تخصيص حالهم وحال من ّ
تأخر منهم عن حضور الجمعة معه ،وهذا هو ّ
بالس ْبت»( ،)5وبنحوه قال المباركفوري في «مرعاته»(.)6
ذلك ّ
238
لصالة الفجر مكانة عند اهلل تعالى ،وقد مدحها بقوله﴿ :ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ
ﭹ ﭺ ﭻ﴾ [اإلسراء ،]٧٨ :ولمزيد الترغيب فيها ضاعف اهلل أجر من صالها
في جماعة ثم قعد في مصاله يذكر اهلل حتى تطلع الشمس ثم صلى صالة اإلشراق
تامة ٍ
تامة. تامة ٍ وعمرة ٍ
ٍ حج ٍةبعدها كأجر ّ
«م ْن َص َّلى ال َغدَ ا َة فِي ول اهلل ﷺَ :
فعن َأنَس بن مالك َ ق َالَ :ق َال رس ُ ِ
َ ُ َ ْ
َت َل ُه ك ََأ ْج ِر َح َّج ٍة َج َما َع ٍة ُث َّم َق َعدَ َي ْذك ُُر اهللَ َحتَّى َت ْط ُل َع َّ
الش ْم ُسُ ،ث َّم َص َّلى َر ْك َع َت ْي ِن كَان ْ
َو ُع ْم َر ٍة ت ََّام ٍة ت ََّام ٍة ت ََّام ٍة»(.)1
«استمر في مكانه ومسجده الذي ص ّلى فيه ،فال
ّ ومعنى « َق َعدَ َي ْذك ُُر ا َ
هلل» أي:
ٍ
وعظ في المسجد ،بل وكذا لو رجع لطواف أو لطلب عل ٍم أو مجلس ٍ ينافيه القيام
الذكْر»( .)2قال مظهر الدين الزيداني« :ثم ص ّلى بعد أن ترتفع
واستمر على ِّ
ّ إلى بيته
الشمس قدر رمح حتى يخرج وقت الكراهة ،وهذه الصالة تسمى صالة اإلشراق
الضحى»(.)3
وهي ّأول ّ
ومن الوظائف المشروعة للعبد في هذه الفترة :الدعاء والذكر والقراءة
والفكر(« ،)4ومن هنا ك َِر َه ٌ
مالك الكالم بعد صالة الفجر إلى طلوع الشمس؛ ألجل
ٍ
حينئذ» (.)5 االنشغال ِّ
بالذكْر ،و ُيكْره النوم عندهم
(( ( أخرجه الترمذي في «سننه» رقم ( ،)586وإسناده ضعيف ،لكنه حسن لغيره بمتابعاته.
(( ( «مرقاة المفاتيح» للقاري (.)770/2
(( ( «المفاتيح شرح المصابيح» لمظهر الدين الزيداني (.)179/2
((( انظر« :الموسوعة الفقهية الكويتية» (.)98/43
(( ( «الموسوعة الفقهية الكويتية» (.)246/21
239 عبادات أخرى
ٍ الفصل الثالث :المضاعفة بأجور
240
المبحث الثالث
ليلة
كاملة ،أو ألف ٍ
ٍ سنة
المضاعفة بأجر قيام وصيام ٍ
ّ
والدنو من اإلمام واالستماع المطلب األول :الغسل والتبكير والمشي
لخطبة الجمعة.
ليـوم الجمعـة فضائـل عديـدة ،شـرع مـن أجلهـا بعـض العبـادات الجليلـة
إكرا ًمـا لـه ،مثل :الغسـل والتبكيـر والقرب مـن اإلمـام وغيرها ،ورتّـب على ذلك
عظيما.
ً أجـرا
ً
«م ْنولَ : ول اهللِ ﷺ َي ُق ُ س ال َّث َق ِف ُّي قالَ :س ِم ْع ُت َر ُس َ فعن َأ ْوس ْبن َأ ْو ٍ
َبَ ،و َدنَا ِم َن ْ ِ
ال َما ِم ِ
َغ َّس َل َي ْو َم ا ْل ُج ُم َعة َوا ْغت ََس َلُ ،ث َّم َبك ََّر َوا ْب َتك ََرَ ،و َم َشى َو َل ْم َي ْرك ْ
َان َل ُه بِك ُِّل ُخ ْط َو ٍة َع َم ُل َسن ٍَة َأ ْج ُر ِص َي ِام َها َو ِق َي ِام َها»(.)1
است ََم َع َو َل ْم َي ْلغُ ك َ
َف ْ
عبادات يفعلها العبد قبل صالة الجمعة وأثناء ٍ ويشتمل هذا الحديث على
خطبتها ،منها:
«غسل واغتسل» فقال« :قال وكيع بن ونقل الترمذي قولين في تفسير معنى ّ
الجراح :ا ْغتَس َل هو و َغس َل امر َأتَه ،ويروى َع ِن اب ِن المبار ِكَ :أ َّنه َق َال فِي ه َذا الح ِد ِ
يث: َ َ ُ ْ َُ َ َُْ َ َ ُ َ َ َّ ْ َ
«م ْن َغ َّس َل َوا ْغت ََس َل»َ :ي ْعنِي َغ َس َل َر ْأ َس ُه َوا ْغت ََس َل»(.)2
َ
والحكمـة مـن إصابة أهلـه بالجماع قبل الخـروج إلى الجمعـة؛ ليكون أملك
لنفسـه ،وأحفـظ فـي طريقه لبصـره ،ومن هذا قـول العـربَ « :ف ْح ٌل ُغ َسـلة» إذا كان
الضراب(.)1
كثيـر ّ
وانتصر للثاني:
ـ اإلمام أحمد ،قال الطيبي« :كان اإلمام أحمد يذهب إلى األول ـ أي :التشديد ـ،
ثم رجع إلى التخفيف»(.)2
غسل» يريد َغ َسل رأسه ،و«اغت ََسل» يريد اغتسل
ـ ابن حبان ،قال« :قوله« :من َّ
مم احتاجوا إلى تعاهدها»(.)3 بنفسه؛ ّ
ألن القوم كانت لهم ُج ٌ
ـ البيهقي ،قال« :قوله« :غسل واغتسل» يعني :غسل رأسه ،وقوله« :واغتسل»:
وروينا هذا التفسير عن مكحول وسعيد بن عبد العزيز الشامي ،وهو ب ّي ٌن يعني :جسدهّ .
في رواية أبي هريرة عن النبي ﷺ ،ثم في رواية ابن عباس ،وإنما َأ ْف َرد الرأس ّ
بالذكْر؛ ألنّهم
ثم يغتسلون»(.)4 كانوا يجعلون فيه الدُّ ْهن أو الخ ْط ِم ّي وغيرها ،وكانوا يغسلونه ً
أول ّ
ـ النووي ،قال بعد أن ذكر روايتي التخفيف والتشديد« :والمختار ما اختاره
البيهقي وغيره من المحققين أنه بالتخفيفّ ،
وأن معناه :غسل رأسه»(.)5
األول ُيحمل على غسل الرأس ،والثاني
أن ّ المل علي القاري ،قال« :األظهر ّ
ـ ّ
على االغتسال للجمعة»(.)6
(( ( انظر« :شرح السنة» للبغوي ( ،)237/4و«الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي» لألزهري ص (.)44
((( «شرح المشكاة» للطيبي (.)1276/4
((( «صحيح ابن حبان» رقم (.)2781
((( «معرفة السنن واآلثار» للبيهقي ( ،)396/4وبمثله قال في «السنن الصغير» رقم (.)615
ّ
المهذب» للنووي (.)543/4 ((( «المجموع شرح
(( ( «مرقاة المفاتيح» للقاري (.)1034/3
٣
242
244
أن ْ
المش َي في الس ْعي إليها أفضل؛ إال أن يكون بعيدً ا شك ّ
قال العيني« :وال ّ
بـ«المش ِي» في الذهاب إليها
ْ فوتَها فالركوب أفضل ،وهل المراد
عن إقامتها وخشي ْ
فقط ،أو الذهاب والرجوع؟ أما في الذهاب إليها فهو آكدٌ ،وأما في الرجوع فهو
أيضا»(.)3 مندوب إليه ً ٌ
است ََم َع َو َل ْم َي ْلغُ : راب ًعاَ :دنَا ِم َن ْ ِ
ال َما ِم َف ْ
وقوله« :دنا فاستمع» ،فقد قال النووي« :هما شيئان مختلفان ،وقد يستمع وال
يدنوا من الخطبة ،وقد يدنوا وال يستمع ،فندب إليهما جمي ًعا ،وقوله« :ولم يلغ»
معناه :ولم يتك ّلم؛ ألن الكالم حال الخطبة ٌ
لغو»(.)4
وقال األزهري« :أي :استمع إلى الخطيب ،ولم يشتغل بغيره» ،ثم قال:
«و«ال ّلغو» في كالم العربي على وجهين :أحدهما :فضول الكالم وباطله الذي
يجري على غير عقد ومنه :لغو اليمين ،والوجه اآلخر :من ال ّلغو ما كان فيه مأثم
ورفث وفحش»( ،)5وقال القاري«« :لم يلغ» أي :بالكالم مع األنام ،وبالفعل العبث
من أفعال العوام»(.)6
ّ
المهذب» للنووي (.)544/4 ((( «المجموع شرح
((( «حاشية السندي على سنن ابن ماجه» (.)338/1
((( «عمدة القاري» للعيني (.)176/6
ّ
المهذب» للنووي (.)544/4 ((( «المجموع شرح
((( «الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي» لألزهري ص (.)44
(( ( «مرقاة المفاتيح» للقاري (.)1035/3
245 عبادات أخرى
ٍ الفصل الثالث :المضاعفة بأجور
بتفضله ُيعطي
جل َو َعال ّ بأن اهلل ّ وي ْفهم من تبويب ابن حبان ونصهِ :
«ذكْر البيان ّ ّ ّ ُ َ
أن األَ ْجر المترتّب خطوة عبادة ٍ
سنة»(ّ ،)1 ٍ ٍ
معلومة ّ
بكل ٍ
بأوصاف الجائي إلى الجمعة
إنما لمن َأتَى بجميع العبادات ك ّلها في صالة الجمعة ،يقول الشوكاني في «نيل
األوطار»« :والحديث ّ
يدل على مشروعية الغسل يوم الجمعة ،وعلى مشروعية
الجم َع بين هذه
ْ والدنو من اإلمام ،واالستماع وترك اللغوّ ،
وأن ّ التبكير ،والمشي
سبب الستحقاق ذلك الثواب الجزيل»(.)2
األمور ٌ
ومن فوائد أحاديث هذا المطلب:
246
خطوة ،وكتابة حسنةَ ،و َم ْحو س ّيئة ،أ ّما ثبوت َأ ْجر َع َمل َسنَة ،كما في هذا الحديث،
فهو من خصائص الجمعة»(.)1
4ـ قال السندي في شرح قوله في الحديث« :ذها ًبا وإيا ًبا»« :أي :ذها ًبا وإيا ًبا،
خطوة من خطوات ذلك اليوم وإتمام العمر»(.)2 ٍ أو ذها ًبا فقط ،أو ّ
بكل
***
يعـدّ الرباط في سـبيل اهلل من العبادات الجليلة التي ندب اإلسلام إلى إحيائها،
واالجتهـاد فـي تطبيقهـا؛ ذ ًّبا عن حمـى الدين ،وصونًـا ألعراض المسـلمين ،ورتّب
عظيما.
ً أجـرا
عليه ً
َّاسـان الن َ ان ْب ُن َع َّف َب ُع ْث َم ُ ـالَ :خ َط َ الز َب ْي ِر َ ق َ ف َعـ ْن َع ْب ِد اهللِ ْب ِ
ـن ُّ
ـول اهللِ ﷺ َل ْم َي ْمنَ ْعنِـي َأ ْن ُأ َحدِّ َثك ُْم ـم ْع ُت َح ِدي ًثـا ِم ْن رس ِ
َ ُ
ـال :يـا َأيها النَّاس ،إِنِّي س ِ
َ ُ َف َق َ َ ُّ َ
ـول اهللِ ـه َأو لِيدَ ع ،س ِ ِ ِ ِ ِ بِ ِ
ـه إِ َّل ِّ
ـم ْع ُت َر ُس َ ُـمَ ،ف ْل َي ْخت َْر ُم ْخت ٌَار لنَ ْفس ْ َ ْ َ الضـ ُّن بِك َْم َوبِ َص َحا َبتك ْ
ـة ِص َي ِام َهـا ـف َلي َل ٍ
ْ
َـت ك ََأ ْل ِيل اهللِ ُسـ ْب َحا َن ُه ،كَان ْ ـط َل ْي َلـ ًة فِـي َسـبِ ِـن َرا َب َ«م ْـولَ : ﷺ َي ُق ُ
ام َهـا»(.)3 و ِقي ِ
َ َ
ـم ْع ُت ُع ْث َم َ
ان ان بـن عفان َقال :س ِ روايـة أخرى عـن َأبِي َصالِ ٍ
ـح َم ْو َلى ُع ْث َم َ ٍ وفـي
َ
ـول اهللِ ﷺ ـم ْع ُت ُه ِم ْن رس ِ ـول :إِنِّـي َكتَم ُتكُـم ح ِدي ًثـا س ِ
ْ ْ َ ـر َي ُق ُ وهـو َع َلـى ِ
المنْ َب ِ َ ُ َ
َ ُ َ
اهيـ َة َت َفر ِقكُـم َعنِّـيُ ،ثـم بـدَ ا لِـي َأ ْن ُأحدِّ َثكُمـوه لِي ْختَـار امـر ٌؤ لِنَ ْف ِس ِ
ـه َمـا َبـدَ ا َل ُه، ِ
َ ْ ُ ُ ُ َ َ َّ َ ْ ُّ ك ََر َ
ف يو ٍم فِ ِ
ِ ِ اط يو ٍم فِي سـبِ ِ ِ ـول اهللِ ﷺ َي ُق ُ
ـولِ : س ِ
ـوا ُه يل اهلل َخ ْي ٌـر م ْن َأ ْل َ ْ َ
يما س َ َ «ر َب ُ َ ْ ـم ْع ُت َر ُس َ َ
المن ِ
َـازل»(.)1 ِ
م َن َ
العدو
ّ ومعنى الرباط المذكور في الحديث :أي «الزم ثغر الجهاد»( ،)2وراقب
للم ْس ِلمين»( ،)4وهو في األصل: ِ
للعدو وح ْف ًظا ُ
ّ في الثغور المتاخمة لبالده()3؛ «إخاف ًة
فسمى المقام كل من الفريقين خيولهم في ثغرهٌّ ،
وكل منهما معدٌّ لصاحبه َّ ،
()5 أن يربط ٌّ
في الثغر ربا ًطا ،ومنه قوله تعالى﴿ :ﯮ ﯯ﴾ [آل عمران.)6(]٢٠٠ :
أن المرابط في رباطه يحصن دماء المسلمين ،والمجاهد في ووجه ذلكّ :
المعركة يسفك دماء الكفارِ ،
وح ْف ُظ َد ِم المسلم مقدّ ٌم على إراقة دم الكافر ،وهو
مروي عن عبد اهلل بن عمر ونصه« :فرض اهلل الجهاد لسفك دماء المشركين،
ٌّ
إلي من سفك دماء
أحب ّ
ّ والرباط لحقن دماء المسلمين ،وحقن دماء المسلمين
248
المشركين»( ،)1لكن قال المناوي عقبه« :واعترض» أي :على هذا القول ،ولعله يشير
ف َل ْي َل ٍة» ال ّ
يدل على أفضليته ـ يعني :المرابط ـ إلى قول السيوطي ونصه« :قوله« :ك ََأ ْل ِ
حق من فرض عليه المرابطة» (.)2 ألن هذا في ّ من المعركة ،ومن انتظار الصالة؛ ّ
الرباط أم الغارات في أرض أحب َ
إليك ِّ ُّ ٌ
مالك :أ ّيما «س ِئ َل
قال ابن العربيُ :
العدو على
ِّ الس ْير في أرض
العدو؟ فقال :أ ّما الغارات فال أدري ،كأنّه كرهها ،وأ ّما َّ
ِّ
إلي»(.)3
أحب ّ
السنَّة ـ فذلك ُّ
اإلصابة ـ يريد ُّ
قال الباحث :تختلف هذه المفاضلة باختالف األحوال واألزمنة واألماكن،
فأحيانًا يكون الرباط أفضل ،وأحيانًا العكس ،يقول ابن رشد جام ًعا بين األقوال
أن ُيقال: يصح ْ
ّ اختالف من القول ،إذ ال
ٌ السابقة« :ال ينبغي أن ُيحمل هذا على أنّه
إن أحدهما أفضل من صاحبه على اإلطالق ،وإنّما ذلك على َقدْ ِر ما ُي َرى و ُين َّزل، َّ
أن ذلك عند شدّ ة الخوف على ال ّثغورَ ،
وخ ْوف ف ُيحمل قول ابن عمر على ّ
أن الجهاد أفضل عند ق ّلة الخوف علىالعدو عليها ،وما ُر ِو َي عن مالك من ّ
ِّ هجوم
أن اإلمام مالك ك َِر َه
العدو عليها» ( ،)4ويرى ابن رشد ّ
ِّ ال ّثغور ،واألمن من هجوم
استثقال السمها ،ال لمعناها إذا كانت على َو ْج ِه َها(،)5
ً الغارات في هذه الرواية
حق من ُف ِرض عليه المرابطة ،وتع ّين
حمل الطيبي القول األول على أنه «في ّ
ولذلك َ
بنصب اإلمام»(.)6
ْ
((( نقله ابن العربي في :المسالك في شرح موطأ مالك (.)19/5
((( شرح سنن ابن ماجه للسيوطي ()198/1
(( ( المسالك في شرح مو ّطأ مالك (.)19/5
(( ( البيان والتحصيل البن رشد (.)522/2
(( ( انظر :البيان والتحصيل البن رشد (.)523/2
((( «شرح المشكاة» للطيبي (.)2648/8
249 عبادات أخرى
ٍ الفصل الثالث :المضاعفة بأجور
وقد وردت أحاديث أخرى في فضل رباط ليلة في سبيل اهلل ،منها:
رسـول اهلل ﷺ َق َال: َ ـاع ِد ِّي َر ِضي اهلل َت َعا َلى عن ُهَّ ،
أن ما رواه سـهل بن سـع ٍد الس ِ
َ ْ َّ
الجن َِّة ط أح ِدك ِ
ُـم م َن َ ْ ـو َ
يل اهلل َخير ِمن الدُّ ْنيـا وما ع َليها ومو ِضع س ٍ
َ َ َ َ َْ َ ْ ُ َ ْ ٌْ َ ـو ٍم فِي َسـبِ ِ «ر ُ
بـاط َي ْ ِ
يل اهلل َأو ال َغـدْ َو ُة َخ ْي ٌر ِم َنوح َها ال َع ْبـدُ فِي َسـبِ ِ ـن الدُّ ْن َيـا َو َما َع َل ْي َهـا َّ
والر ْو َحـ ُة َي ُر ُ
ِ
َخ ْي ٌـر م َ
الدُّ ْن َيا َو َمـا َع َل ْي َها»(.)1
خير من الثواب الحاصل لمن قال المناوي« :المرادّ :
أن هذا القدر من الثواب ٌ
لو حصلت الدنيا كلها ألنفقها في الطاعة» (.)2
250
الرباط
ـ قال البيهقي« :القصد من هذا ونحوه من األخبار بيان تضعيف أجر ّ
على غيره ،وذلك يختلف باختالف الناس في نياتهم وإخالصهم ،ويختلف
باختالف األوقات» (.)1
ـ وقال العيني« :ال تعارض؛ ألنه باختالف العاملين ،أو باختالف العمل بالنسبة
إلى الكثرة والق ّلة»(.)2
ٍ ٍ
شـهر ـ وقـال المنـاوي« :ربـاط يـو ٍم واحـد فـي سـبيل اهلل ٌ
خيـر مـن صيـام
خيـر من الدنيا
تطو ًعـا؛ بدليـل قولـه« :وقيامه» ،ال يناقضه ما قبلـه أنه ـ أي :الرباط ـ ٌ
ّ
ٍ
وقـت»( ،)4وقال كل ٍ
متـوال ّ ()3
ألن فضـل اهلل [مسـتزاد ،وجوده وكرمـه] ومـا فيهـا؛ ّ
«خير ِمـن َأ ْل ٍ ِ ِ ِ ـة َخير ِم ِ
ـاط يـو ٍم و َلي َل ٍ قبلهـاِ :
ف ـه ٍر َوق َيامـه» ال يعارضه َ ْ ٌ ْ
ـن ص َيا ِم َش ْ
ٌْ ْ ««ر َب ُ َ ْ َ ْ
ٍ
موطن آخر: ـومٍ»؛ الحتمـال إعالمـه ّ
بالزيـادة ،أو الختالف العامليـن»( ،)5زاد فـي َي ْ
«الحتمـال إعالمـه بالزيـادة ،أو الختلاف العامليـن ،أو العمـل ،أو اإلخالص ،أو
الزمن» (.)6
ٍ
واحد ،ففيه أن الرباط يصدق بيو ٍم ٌ
«دليل على ّ 3ـ يقول المناوي :في الحديث
ر ٌّد على مالك في قوله :أق ّله أربعون يو ًما»(.)4
ٍ
خالص كل ٍ
عمل «كثيرا ما ُيضاف السبيل إلى اهلل ،والمراد بهّ :
ً أيضا:
4ـ ويقول ً
تقرب به إليه ،لكن غلب إطالقه على الجهاد حتى صار حقيقة شرعية فيه في ٍ
كثير ُي ّ
من المواطن»(.)5
5ـ يدلل الحديث على أهمية أن يشغل المرابط نفسه بالطاعة والعبادة والذكر؛
ألن حسنته بألف ،فتسبيحه بألف ،وركعته بألف ،وتالوته بألف ،فمن رزقه اهلل ربا ًطا
ٍ
إحسان للحراسة ،وإكثار من الذكر والتالوة ،والتفكر في فليحسن استثمار وقته ،من
السماء ،وإثراء الوقت بثقافة الجهاد والرباط والفنون القتالية وغير ذلك.
***
252
المبحث الرابع
المضاعفة بأجر قيام ليلة
ٍ
مخلص يكتفـي برؤيـة اهلل عز كل ٍ
ظلمـة ،فلا َينْشـط للمشـي إليهمـا إال ّ يقعـان فـي
وجل وحـده لعلمه بـه»(.)1
يصل ٍ
جماعـة كمن قـام الليل ولـم ّ أن مـن ص ّلـى في و«المـراد مـن الحديـثّ :
ٍ
جماعـة»( ،)4يقـول ابـن رجـبُ « :ك ّلما َش ّ
ـي إلـى المسـجد كان أفضل،الم ْش ُ
ـق َ فـي
(( ( «اختيار األولى في شرح حديث اختصام المأل األعلى» البن رجب ص (.)61
أيضا« :دليل الفالحين» البن علّن الدمشقي (.)556/6
(( ( «فتح الباري» البن رجب ( ،)35/6وانظر ً
((( أخرجه مسلم في «صحيحه» رقم (.)656
(( ( «كشف المشكل من حديث الصحيحين» البن الجوزي (.)174/1
٣
254
ولهـذا ُف ّضل المشـي إلى صالة العشـاء وصالة الصبـح ،و ُعدل بقيام الليـل ك ّله»(.)1
َ
سـليمان ب َن أبـي حثمة فـي صالة لذلـك لمـا َف َقـد عمـر بـن الخ ّطـاب
الصبـحّ ،
وأن عمـر بـن الخطـاب غـدا إلـى السـوق ،ومسـكن سـليمان بيـن السـوق
فمـر علـى الشـفاء أم سـليمان ،فقـال لهـا :لـم َأ َر سـليمان فـي
والمسـجد النبـويّ ،
الصبـح ،فقالـت :إنه بات يصلـي فغلبته عيناه ،فقـال عمر« :ألَ ْن َأ ْش َ
ـهد َص َلا َة ُّ
الص ْبحِ
لـي َأ ْن َأ ُقو َم َل ْي َلـ ًة»(.)2 ِ ِ
فـي ا ْل َج َما َعـة َأ َح ّ
ـب إِ ّ
و َف ْقدُ عمر لسليمان ٌ
دليل «على مواظبة سليمان لصالة الصبح معه ،وذلك
الختصاصه به والقرابة التي بينهما ،وسؤاله ـ أي :عمر ـ أ ّم سليمان من كرم األخالق
ومواصلة األهلين»(.)3
(( ( «اختيار األولى في شرح حديث اختصام المأل األعلى» البن رجب ص (.)61
(( ( أخرجه مالك في «المو ّطأ» رقم (.)7
(( ( «المنتقى شرح المو ّطأ» ألبي الوليد الباجي (.)231/1
((( انظر« :كشف المشكل» البن الجوزي (.)175/1
255 عبادات أخرى
ٍ الفصل الثالث :المضاعفة بأجور
لذلك كان لصالة الفجر خصوصية أن يكون مص ّليها في جماعة في ذمة اهلل،
«م ْن َص َّلى ُّ
الص ْب َح كما روى جندب بن عبد اهلل قال :قال رسول اهلل ﷺَ :
هلل ِم ْن ِذ َّمتِ ِه بِ َش ْي ٍء َف ُيدْ ِر َك ُه َف َي ُك َّب ُه فِي ن ِ
َار َج َهن ََّم»(.)6 ِ ِ ِ ِ
َف ُه َو في ذ َّمة اهللَ ،ف َل َي ْط ُل َبنَّك ُُم ا ُ
أن المراد بذلك :كأنّما صلى الليل من يص ّلي العشاء
2ـ وذهب آخرون إلى ّ
()7 ٍ
واحدة بنصف الليل ،وانتصر لهذا القول :النووي كل ٍ
جماعة ،فتكون ّ والفجر في
وابن حجر( ،)8والمناوي( ،)9وتأول العيني معنى الحديث بقوله« :يعني :ومن ص ّلى
الصبح والعشاء ،وطرق هذا الحديث ك ّلها ُم ّ
صرحة بذلك ،وأن ًّ
كل منهما يقوم مقام
256
ليلة ،ومعناه :فكأنما قام نصف ٍ
ليلة أو ليل ًة لم نصف ليلة ،وأن اجتماعهما يقوم مقام ٍ
ٍ
جماعة لحصل له فضلها، صل فيها العتمة والصبح في جماعة ،إذ لو ص ّلى ذلك في
ُي ّ
«نزل صالة ٍّ
كل من طرفي الليل وفضل القيام زائدٌ عليه» ( ،)1أما البيضاوي فيقولّ :
منزلة نوافل نصفه ،وال يلزم منه أن يبلغ ثوابه ثواب من قام الليل ك ّله؛ ّ
ألن هذا تشبي ٌه
في مطلق مقدار الثواب ،وال يلزم من تشبيه الشيء بالشيء ْ
أخذه بجميع أحكامه،
ولو كان قدر الثواب سواء لم يكن لمصلي العشاء والفجر جماعة منفعة في قيام
الليل غير التعب»(.)2
ومن فوائد أحاديث هذا المطلب:
ـاء َل ْي َل َة ا ْل َقـدْ ِر َف َقـدْ َأ َخ َذ 1ـ كان سـعيد بـن المسـيب يقـول« :مـن َش ِ ِ
ـهدَ ا ْلع َش َ َ ْ
ـهدَ صالة العشـاء في أن من َش ِ ـه ِمن َْهـا»( ،)3ولع ّلـه اسـتند إلـى حديـث البـاب ّ
بِح ِّظ ِ
َ
ليلـة ال َقدْ ر عَـدَ ل له ذلك ـهدَ العشـاء في ِ جماعـة فكأنمـا قـام نصف ال ّليل« ،فمن َش ِ
ص بذلك صالة العشـاء وافر منهـاُ ،
وخ ّ حـظ ٌقيـام نصفهـا ،وهـذا بفضـل اهلل تعالى ٌّ
دون صلاة الفجـر على مـا جاء فيهـا؛ ألن صالة العشـاء من الليلة ،وليسـت صالة
الصبح مـن الليلة»(.)4
2ـ قال القاضي عياض« :وفيه ـ أي :الحديث ـ اختصاص بعض الصلوات من
يختص به غيرها»(.)5
ّ الفضل بما ال
(( ( «شرح سنن أبي داود» للعيني ( 32/3ـ ،)33وانظر« :مرقاة المفاتيح» للقاري (.)543/2
(( ( نقله المناوي في «فيض القدير» ( ،)165/6والزرقاني في «شرح المو ّطأ» (.)472/1
(( ( أخرجه مالك في «المو ّطأ» رقم (.)897
(( ( «المنتقى شرح المو ّطأ» ألبي الوليد الباجي (.)89/2
(( ( «إكمال المعلم» للقاضي عياض (.)626/2
257 عبادات أخرى
ٍ الفصل الثالث :المضاعفة بأجور
3ـ يقول القاري في شرح قوله« :فكأنما ص ّلى الليل»« :ع َّبر هنا بـ«ص ّلى»،
ُسمى قيا ًما»(.)1 وفيما سبق بـ«قام»؛ تفنّنًا وإيما ًء إلى ّ
أن صالة الليل ت ّ
4ـ قـال ابـن ّ
علان الدمشـقي فـي شـرح قولـه« :فكأنمـا قـام نصـف الليل»:
«أي :بصلاة التهجـدِ ،
إذ القيـام فـي عـرف الشـارع عبـارة عـن ذلـك ،ففيـه فضل ّ
الجماعة فـي العشـاء»(.)2
***
ُت َعدّ مالزمة اإلمام في صالة القيام والتراويح ومتابعته واالستمرار معه حتى
عظيما،
ً أجرا
ينصرف من صالته من العبادات الجليلة التي رتّب الشارع عليها ً
فجعل من فعل هذا ـ وقد قام جز ًءا من الليل ـ ك ََم ْن قام الليل ك ّله.
ول اهللِ ﷺ َر َم َض َ
انَ ،ف َل ْم َي ُق ْم بِنَا الغفاري قالُ :صمنَا م َع رس ِ
ْ َ َ ُ ّ ذر
عن أبي ٍّ
َت الس ِ
اد َس ُة الشه ِر حتَّى ب ِقي سبعَ ،ف َقام بِنَا حتَّى َذهب ُث ُل ُث ال َّلي ِلَ ،ف َلما كَان ِ ِ
َّ َّ ْ َ َ َ َ َش ْي ًئا م َن َّ ْ َ َ َ َ ْ ٌ
ول اهللِ، ِ ِ
ب َش ْط ُر ال َّل ْي ِلَ ،ف ُق ْل ُتَ :يا َر ُس ََل ْم َي ُق ْم بِنَاَ ،ف َل َّما كَانَت ا ْل َخام َس ُة َقا َم بِنَا َحتَّى َذ َه َ
الر ُج َل إِ َذا َص َّلى َم َع ْ ِ ِ ِ ِ ِ
ف ال َما ِم َحتَّى َين َْص ِر َ َل ْو َن َّف ْل َتنَا ق َيا َم َهذه ال َّل ْي َلةَ ،ق َالَ :ف َق َال« :إِ َّن َّ
َت ال َّثالِ َث ُة َج َم َع َأ ْه َل ُهَت الرابِع ُة َلم ي ُقمَ ،ف َلما كَان ِ ح ِسب َله ِقيام َلي َل ٍة»َ ،ق َالَ :ف َلما كَان ِ
َّ َّ َ ْ َ ْ َّ ُ َ ُ َ ُ ْ
َّاسَ ،ف َقا َم بِنَا َحتَّى َخ ِشينَا َأ ْن َي ُفو َتنَا ا ْل َف َل ُحَ ،ق َالُ :ق ْل ُتَ :و َما ا ْل َف َل ُح؟ َق َال: َون َسا َء ُه َوالن َ
ِ
258
المبحث الخامس
المضاعفة بأجر صيام الدهر
260
َو َو ْج ُه ن َْه ِي ّ
النبي ﷺ عبدَ اهلل بن عمرو بن العاص عن صوم الدهر
«بأن لنفسه عليه ح ًّقا ،وألهله ح ًّقا ،ولضيفه ح ًّقا»(.)3
ّ
ـو َم،
الص ْ ـي ﷺَ ،أنِّـي َأ ْس ُـر ُد َّ ـغ النَّبِ َّ
فعـن عبـد اهلل بـن عمـرو قـالَ :ب َل َ
َّك ت َُصـو ُم َوال ُت ْفطِ ُر،
«أ َل ْم ُأ ْخ َب ْـر َأن َ
ـالَ :ـي َوإِ َّما َل ِقي ُت ُهَ ،ف َق َ
َو ُأ َص ِّلـي ال َّل ْي َـلَ ،فإِ َّما َأ ْر َس َـل إِ َل َّ
ـك َو َأ ْهلِ َ
ك ـك َح ًّظـاَ ،وإِ َّن لِنَ ْف ِس َ َـمَ ،فـإِ َّن لِ َع ْين ِ َ
ك َع َل ْي َ ِ
ـم َو َأ ْفط ْـرَ ،و ُق ْ
ـم َون ْ َوت َُص ِّلـي؟ َف ُص ْ
ـك َح ًّظا»(.)4
َع َل ْي َ
ك ح ًّقا ،ولِجس ِ ِ لفظ آخرَ « :فـإِ َّن لِز َْو ِج َ
وفـي ٍ
ـد َك ك َح ًّقـاَ ،ولز َْو ِر َك َع َل ْي َ َ َ َ َ
ك َع َل ْي َ
()5
َع َل ْي َ
ك َح ًّقا»(.)6
ٍ
رواية جرير بن عبد اهلل البجلي وجاء تحديد هذه األيام الثالثة في
«ص َيا ُم َث َل َث ِة َأ َّيا ٍم ِم ْن ك ُِّل َش ْه ٍر ِص َيا ُم الدَّ ْه ِرَ ،و َأ َّيا ُم ا ْلبِ ِ
يض َصبِ َ
يح َة َث َل َ
ث مرفو ًعاِ :
وبوب البخاري في صحيحه با ًبا بقوله« :باب صيام أيام البيض :ثالث عشرة،
ّ
وأربع عشرة ،وخمس عشرة»(.)2
قال ابن حجر« :قيل :المراد بالبيض :الليالي ،وهي التي يكون فيها القمر من
أول الليل إلى آخره ،حتى قال الجواليقي :من قال األيام البيض فجعل البيض صفة
األيام فقد أخطأ .وفيه نظر؛ ّ
ألن اليوم الكامل هو النهار بليلته ،وليس في الشهر يو ٌم
فصح قول األيام البيض
ّ أبيض كله إال هذه األيام؛ ألن ليلها أبيض ونهارها أبيض،
على الوصف» (.)3
وممـن كان يصـوم هـذه األيـام الـواردة فـي الحديـث :عمـر بـن الخطـاب،
الغفاري ،ومن التابعين :الحسـن البصري
ّ وعبـد اهلل بن مسـعود ،وأبـو ذر
وإبراهيم النخعي(.)4
معينات ،لعموم ٍ شهر غير كل ٍواختار قوم من أهل العلم صيام ثالثة أيا ٍم من ّ
«ص َيا ِم َثال َث ِة َأ َّيا ٍم ِم ْن ك ُِّل
بثالثِ :
ٍ حديث أبي هريرة قال :أوصاني النبي ﷺ
الض َحىَ ،و َأ ْن ُأوتِ َر َق ْب َل َأ ْن َأنَا َم»(.)5
َش ْه ٍرَ ،و َر ْك َعت َِي ُّ
262
((( «شـرح ابـن بطـال علـى صحيـح البخـاري» ( ،)126/4وانظـر« :المنتقـى مـن شـرح المو ّطـأ»
للباجـي (.)77/2
((( نقله ابن بطال في «شرح البخاري» ( .)126/4ولعله في «تهذيب السنن واآلثار».
(( ( «إحكام األحكام» البن دقيق العيد (.)30/2
(( ( «فتح الباري» البن حجر (.)227/4
٣
264
ال ْس َل ِم ِدينًا، ول اهللِ ﷺَ ،ف َل َّما َر َأى ُع َم ُر َ ،غ َض َب ُهَ ،ق َالَ :ر ِضينَا بِاهللِ َر ًّباَ ،وبِ ْ ِ َر ُس ُ
ب َر ُسولِ ِهَ ،ف َج َع َل ُع َم ُر ُ ي َر ِّد ُد ب اهللِ َو َغ َض ِ َوبِ ُم َح َّم ٍد نَبِ ًّياَ ،ن ُعو ُذ بِاهللِ ِم ْن َغ َض ِ
ف بِ َم ْن َي ُصو ُم الدَّ ْه َر ُك َّل ُه؟ ول اهللَِ ،ك ْي ََه َذا ا ْلك ََل َم َحتَّى َس َك َن َغ َض ُب ُهَ ،ف َق َال ُع َم ُرَ :يا َر ُس َ
ف َم ْن َي ُصو ُم َي ْو َم ْي ِن «ل َصا َم َو َل َأ ْف َط َر» ـ َأ ْو َق َال ـ « َل ْم َي ُص ْم َو َل ْم ُي ْفطِ ْر» َق َالَ :ك ْي َ َق َالَ :
ف َم ْن َي ُصو ُم َي ْو ًما َو ُي ْفطِ ُر َي ْو ًما؟ ك َأ َحدٌ ؟» َق َالَ :ك ْي َ «و ُيطِ ُيق َذلِ َ ِ
َو ُي ْفط ُر َي ْو ًما؟ َق َالَ :
ف َم ْن َي ُصو ُم َي ْو ًما َو ُي ْفطِ ُر َي ْو َم ْي ِن؟ َق َال: اك َص ْو ُم َد ُاو َد َ »ق َالَ :ك ْي َ َق َالَ « :ذ َ
انث ِم ْن ك ُِّل َش ْه ٍرَ ،و َر َم َض ُ ول اهللِ ﷺَ « :ث َل ٌ ك»ُ .ث َّم َق َال َر ُس ُ ت َذلِ َ «و ِد ْد ُت َأنِّي ُط ِّو ْق ُ
َ
ِ ِ ِ ِ ِ
ب َع َلى اهلل َأ ْن ُي َك ِّف َر َّ
السنَ َة انَ ،ف َه َذا ص َيا ُم الدَّ ْه ِر ُك ِّله ،ص َيا ُم َي ْو ِم َع َر َف َةَ ،أ ْحتَس ُ
إِ َلى َر َم َض َ
ِ ِ السنَ َة ا َّلتِي َب ْعدَ ُهَ ،و ِص َيا ُم َي ْو ِم َع ُ ِ
ب َع َلى اهلل َأ ْن ُي َك ِّف َر َّ
السنَ َة ور َاءَ ،أ ْحتَس ُ
اش َ ا َّلتي َق ْب َل ُهَ ،و َّ
ا َّلتِي َق ْب َل ُه»(.)1
ألن َحاله َل وسبب غضب النبي ﷺ من سؤال األعرابي« :أنّه ك َِر َه َم ْس َألته؛ ّ
َيف َأصوم؟ ليجيبه بِ َما ُه َو ِ
َان َحقه َأن َي ُقول :ك َ ُينَاسب َحال النَّبِي ﷺ في َّ
الص ْومَ ،فك َ
م ْقتَضى حاله كَما أجاب َغيره .وقيلِ ِ ّ :
الس ّر»(.)2 ألن فيه إِ ْظ َهار عمل ِّ َ َ َ َ ُ
والحكمة في صوم هذه األيام ـ كما ذكر بعض أهل العلم ـ:
3ـ فيه جواز اإلخبار عن األعمال الصالحة واألوراد ومحاسن األعمال وال
يخفى أن محل ذلك عند أمن الرياء(.)3
4ـ فيه أن طاعة الوالد ال تجب في ترك العبادة ،ولهذا احتاج عمرو إلى شكوى
ولده عبد اهلل ولم ينكر عليه النبي ﷺ ترك طاعته ألبيه(.)4
5ـ فيه ّ
أن النفل المطلق ال ينبغي تحديده بل يختلف الحال باختالف األشخاص
واألوقات واألحوال(.)5
***
266
وست من شوال.
ٍّ المطلب الثاني :صيام شهر رمضان
لم ُي ْع َط ٌ
شهر من الشهور من عظيم المكانة ،وجسيم الفضائل ،وكثير األجور
مثل ما ُأعطي شهر رمضان الكريم ،ولجاللة مكانته ضاعف اهلل أجر من صامه وأتبعه
ستًّا من شوال كأجر من صام الدّ هر.
اري َ ،أ َّنه حدَّ َثهَ ،أ َّن رس َ ِ
ول اهلل ﷺ َق َالَ :
«م ْن َصا َم َ ُ ُ َ ُ وب ْالَن َْص ِ ِّ ف َع ْن َأبِي َأ ُّي َ
َان ك ِ
َص َيا ِم الدَّ ْه ِر» (.)1 ال ،ك َان ُثم َأ ْت َب َع ُه ِستًّا ِم ْن َش َّو ٍ
َر َم َض َ َّ
ص شوال؛ ألنه زمن يستدعي الرغبة فيه إلى الطعام لوقوعه عقب الصوم ُ
«وخ ّ
«مجاز ،فأخرجه مخرج
ٌ فالصوم حينئذ أشق فثوابه أكثر» ( ،)2وقوله« :صيام الدهر»:
السنَة»(.)3 تقرير يشير إلى ّ
أن مراده بالدّ ْهر َّ ٌ ّ
والحث ،وهذا التشبيه؛ للمبالغة
قال النووي« :إنما كان ذلك كصيام الدهر ألن الحسنة بعشر أمثالها فرمضان
ً
«تنزيل لضابطة الحسنة بعشر بعشرة أشهر والستة بشهرين» ( ،)4زاد الكشميري:
وبقي شهران ،وإذا ضربنا ستة
َ أمثالها فإنه إذا صام رمضان يكون أجر عشرة أشهر،
في عشرة حصل ستون يو ًما» ( ،)5فيكون بذلك حصل صيام ( )360يو ًما وهي مدة
العام الواحد ،وهذا التفصيل ورد على لسان النبي ﷺ.
268
أكثرهـم أو كلهـم لهـا وقولهـم قـد يظـن وجوبهـا ينتقض بصـوم عرفة وعاشـوراء
وغيرهمـا مـن الصوم المنـدوب» (.)1
الح ِديث َما
وقد اعتذر ابن الجوزي لمن قال بالكراهة بقولهُ « :يشبه َأن يكون َ
ِ
بلغهماَ ،أو َما َص َّح عن َ
ْدهما»(.)2
2ـ قال النووي« :األفضل أن تصام الستة متوالية عقب يوم الفطر ،فإن ّفرقها
أو ّ
أخرها عن أوائل شوال إلى أواخره حصلت فضيلة المتابعة؛ ألنه يصدق أنه أتبعه
ستًّا من شوال»(.)3
قـال الترمـذي فـي سـننه« :اختـار ابـن المبـارك أن تكـون سـتة أيـام فـي أول
ٍ
شـوال الشـهر» ،وقـال« :قـد ُروي عن ابن المبـارك أنه قال« :إن صيام سـتة أيا ٍم من
متفر ًقـا فهو جائـز»»(.)4
ّ
***
المبحث األول
مضاعفة األجر بمغفرة الذنوب
أوالً :الحج دون رفث وال فسوق ،والمسح على ركني الكعبة:
ٍ
فسوق: 1ـ الحج دون ٍ
رفث وال
الحج ركن ركين من أركان اإلسالم ،وال يصح إسالم ٍ
عبد إال باإليمان به ،وقد ّ ٌ ٌ ّ
حج البيت أوجبه اهلل على من استطاع إليه ً
سبيل ،وللترغيب فيه أكثر جعل أجر من ّ
فلم يرفث ولم يفسق مغفرة ذنوبه كلها ،حتى يعود إلى بيته كيوم ولدته أمه.
«م ْن َح َّج هللِ َف َل ْم َي ْر ُف ْ
ث، فعن أبي ُه َر ْي َر َة َ ،ق َالَ :س ِم ْع ُت النَّبِ َّي ﷺ َي ُق ُ
ولَ :
َو َل ْم َي ْف ُس ْقَ ،ر َج َع َك َي ْوم َو َلدَ ْت ُه ُأ ُّم ُه» (.)1
272
ّ
لكل ما يريده الرجل من المرأة»(.)2
وأما المراد بـ«الفسوق» هنا :فهو «السيئات ،وقيل :المعاصي ،وقيل :ما أصاب
من محارم اهلل والصيد ،وقيل :الفسوق :قول الزور ،وقيل :الذبح لألنصاب ،وقيل:
لم يذكر هنا الجدال المذكور في اآلية مع الرفث والفسوق؛ ألن المجادلة ارتفعت،
إنما كانت من العرب وسائر قريش في موضوع الوقوف بعرفة أو المزدلفة ،فأسلمت
قريش وارتفعت المجادلة ،ووقف الكل بعرفة»(.)3
ألن ما أتى به من العمل قد ك ّفر «ر َج َع َك َي ْو ِم َو َلدَ ْت ُه ُأ ّم ُه» أي« :ال َذن َ
ْب له؛ ّ ومعنى َ
سائر ذنوبه ،فصار كيوم ولدته أمه ال ذنب له»(.)4
الص َغ ِائر والكبائر والتبعات»(.)5
«ه َذا يت ََض َّمن غفران َّ يقول القرطبيَ :
تحتَاج إِ َلى ِ ِ
يما ي َت َع َّلق بِ َحق اهلل؛ لَ ّن مظالم النَّاس ْ
زاد العيني« :و ُي َقالَ :ه َذا ف َ
استرضاء ا ْل ُخ ُصومَ .فإِن قلت :ال َع ْبد َم ْأ ُمور باجتناب َما ذكر فِي كل ا ْل َح َالتَ ،ف َما
َخ ِصيص َحا َلة ا ْل َحج؟ قلتِ :لَن َذلِك َم َع ا ْل َحج أسمج وأقبح ،كلبس ا ْل َح ِرير معنى ت ْ
الص َلة»(.)6 ِ
في َّ
أيضا:
ومن األحاديث الواردة في هذا الباب ً
ول اهللِ ﷺ« :تَابِ ُعوا َب ْي َن ود َ ق َالَ :ق َال َر ُس ُ ما رواه َعبد اهللِ بن مسع ٍ
ْ َ ْ ُ ْ
الذ َه ِيد َو َّث الح ِد ِ ِ ِ الح ِّج َوال ُع ْم َر ِةَ ،فإِن َُّه َما َين ِْف َي ِ
ان ال َف ْق َر َو ُّ
ب ُوب ك ََما َينْفي الك ُير َخ َب َ َ
الذن َ َ
الف َّض ِة ،و َليس لِ ْلحج ِة المبر ِ و ِ
اب إِ َّل َ
الجنَّ ُة»(.)1 ورة َث َو ٌ َ َّ َ ْ ُ َ َ ْ َ َ
ومعناه« :إذا حججتم فاعتمروا ،أو إذا اعتمرتم فحجوا»( ،)2فإنه ينفي الفقر
ويزيله ،و«هو يحتمل الفقر الظاهر بحصول غنى اليد ،والفقر الباطن بحصول غنى
القلب»(« ،)3وإزالته الفقر :كزيادة الصدقة بالمال»( ،)4وإضافة إليه يمحو الذنوب
الحج والعمرة في إزالة الذنوب بإزالة النار خبث
ّ الصغيرة والكبيرة ،و«م ّثل متابعة
ألن اإلنسان مركوز في جب ّلته القوة
الذهب اإلبريز الذي استصحبه من معدنه؛ ّ
الشهوانية والغضبية ،ويحتاج إلى رياضة تزيلها عنه ،هذا إذا كان معصو ًما ،فكيف
بمن تابع هوى النفس ،خليع العذار ،منهمكًا في المعاصي؟ والحج جامع ألنواع
الرياضات من إنفاق المال ،وجهد النفس بالجوع والعطش والسهر ،وقطع المهامه
واقتحام المهالك ،ومفارقة األوطان ،ومهاجرة اإلخوان واألخدان»(.)5
وخص الحديد وبدأ به مع كونه أشدّ المنطبعات صالب ًة ،وأكثرها خب ًثا« ،إشارة إلى
ّ
وإن اشتدّ ،والذنوب وإن خبثت وعظمت ،يزيلهما المداومة على النسكين»(.)6 أن الفقر ِ
274
3ـ قال المناوي« :فيه مشروعية إدامة الحج والعمرة ،وإحياء الكعبة وإيقاع
حجوا ،وقد جبلت المناسك بهما ،وهو في ّ
كل عام فرض كفاية على القادرين وإن ّ
القلوب على محبة ذلك»(.)1
2ـ المسح على ركني الكعبة:
تُعدّ الكعبة من أعظم األماكن التي شرفها اهلل ،وأحب عبادتها ،وندب إلى كثرة
وخص بعض عبادات بها لها عظيم األجر ،من ذلك :المسح على
ّ الطواف حولها،
ركني الكعبة.
الر ْكنَ ْي ِن ِز َحا ًما َما ِ ف َع ْن ُع َب ْي ِد ْب ِن ُع َم ْيرَ ،أ َّن ا ْب َن ُع َم َر ك َ
َان ُي َزاح ُم َع َلى ُّ
اح ُم َع َلى اب النَّبِي ﷺ ي ْفع ُلهَ ،ف ُق ْل ُت :يا َأبا َعب ِد الرحم ِن ،إِن ََّك ت َُز ِ َر َأ ْي ُت َأ َحدً ا ِم ْن َأ ْص َح ِ
َ َ ْ َّ ْ َ َ َ ُ ِّ
اح ُم َع َل ْي ِهَ ،ف َق َال :إِ ْن َأ ْف َع ْل،
اب النَّبِي ﷺ ي َز ِ
ُ ِّ الر ْكنَ ْي ِن ِز َحا ًما َما َر َأ ْي ُت َأ َحدً ا ِم ْن َأ ْص َح ِ
ُّ
ول« :إِ َّن َم ْس َح ُه َما َك َّف َار ٌة لِ ْلخَ َطا َيا»(.)2
ول اهللِ ﷺ َي ُق ُ َفإِنِّي َس ِم ْع ُت َر ُس َ
ومعناه أن ابن عمر كان يغالب الناس على الركنين ،ويزاحمهم زحاما غير ٍ
مؤذ(.)3 ً
عظيما»(.)4
ً يقول الطيبي« :أي :زحا ًما
ويقول القاري« :وهو يحتمل أن يكون في جميع األشواط ،أو في أوله ،وآخره،
فإنهما آكد أحوالها»(.)5
الزحام في االستالم إال في بدء الطواف ،وآخره،
أحب ّ
ّ الشافعي« :ال
ّ ويقول
لك ّن المراد ازدحام ال يحصل فيه أذى لألنام»(.)6
276
2ـ من األدعية المستحب ذكرها عند الركنين :ما رواه عبد اهلل بن السائب
«ر َّبنَا آتِنَا فِي الدُّ ْن َيا َح َسنَ ًة
الر ْكنَ ْي ِنَ : َ ق َالَ :س ِم ْع ُت َر ُس َ
ول اهللِ ﷺ َي ُق ُ
ول َما َب ْي َن ُّ
اب الن ِ ِ ِ ِ ِ
َّار»( ،)1يقول القرطبي :الذي عليه أكثر أهل العلم َوفي ْالخ َرة َح َسنَ ًةَ ،وقنَا َع َذ َ
أن المراد بالحسنتين نعيم الدنيا واآلخرة .قال :وهذا هو الصحيح فإن اللفظ يقتضي
هذا كله ،فإن «حسنة» نكرة في سياق الدعاء فهو محتمل لكل حسنة من الحسنات
على البدل ،وحسنة اآلخرة الجنة بإجماع(« ،)2والحديث يدل على مشروعية الدعاء
باآلية المذكورة في الطواف بين الركنين اليمانيين»(.)3
***
ثان ًيا :قيام رمضان وصيامه ،وقيام ليلة القدر ،وصيام عاشوراء.
.1قيام رمضان وصيامه:
فضيل ،يعدّ من أفضل الشهور ،ورتّب فيه من ٍ ٍ
بشهر أكرم اهلل أ ّمة اإلسالم
األجور ما يشمل نهاره وليله ،فجعل صيام نهاره وقيام ليله من الموجبات للمغفرة.
فعن َأبِي ُهرير َة َ ق َالَ :ق َال رس ُ ِ
ان إِ َ
يمانًا «م ْن َصا َم َر َم َض َ
ول اهلل ﷺَ : َ ُ ََْ َ ْ
احتِ َسا ًبا ُغ ِف َر َل ُه َما َت َقدَّ َم ِم ْن َذ ْنبِ ِه»(.)4
َو ْ
ـان إِ َ
يمانًا ـن َقـا َم َر َم َض َ
«م ْ ـول اهللِ ﷺ َق َ
ـالَ : و َعـ ْن َأبِـي ُه َر ْي َـر َة َ ،أ َّن َر ُس َ
واحتِسـاباُ ،غ ِفـر َلـه ما َت َقـدَّ م ِمن َذ ْنبِ ِ
ـه»(.)5 َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ً
278
ومعنى «إيمانًا واحتسا ًبا» :كما يقول ابن بطال «يعني :مصدّ ًقا بفرض صيامه،
ومصدّ ًقا بالثواب على قيامه وصيامه ،ومحتس ًبا مريدً ا بذلك وجه اهلل ،بري ًئا من الرياء
والسمعة ،راج ًيا عليه ثوابه»(.)1
كل من ال ّلفظ ْين وهما« :إيمانًا واحتسا ًبا» يغني عن اآلخر ،إذ المؤمن
«فإن قيلٌّ :
ال يكون إال محتس ًبا ،والمحتسب ال يكون إال مؤمنًا ،فهل لغير التأكيد فيه فائد ٌة أم
مخلصا ،بل للرياء ونحوه ،والمخلص ٍ
لشيء ر ّبما ال يفعله ال؟ الجواب :المصدّ ق
ً
مأمورا به ،سب ًبا للمغفرة ونحوه،
ً في الفعل ربما ال يكون مصدّ ًقا بثوابه وبكونه طاع ًة
أو الفائدة هو :التأكيد ،ونعمت الفائدة»(.)1
وقولهُ « :غ ِفر َل ُه َما َت َقدَّ َم ِم ْن َذ ْنبِ ِه»ٌ :
«قول عا ٌّم ُيرجى لمن فعل ما ذكره في الحديث
ّ
و«كل أن يغفر له جميع الذنوب صغيرها وكبيرها؛ ألنه لم يستثن ذن ًبا دون ٍ
ذنب»(،)2
تم عدد رمضان أم نقص واهلل أعلم»(.)3
هذه الفضائل تحصل سواء ّ
يقول الطيبي« :ذكر الخالل الثالث من الصيام والقيام واإلحياء ،ورتّب على
إشعارا بأنه نتيجة الفتوحات اإللهية ،ومستنبع أمرا واحدً ا من الغفران؛ ٍ ّ
ً كل واحد ً
العواطف الربانية ،قال اهلل تعالى﴿ :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ
ﭝ ﭞ ﭟ﴾ [الفتح 1 :ـ .)4(»]2
ومن فوائد أحاديث هذا المطلب:
1ـ قال ولي الدين العراقي« :ليس المراد بقيام رمضان قيام جميع ليله ،بل
التهجد ،وبصالة التراويح وراء
ّ يحصل ذلك بقيا ٍم ٍ
يسير من الليل ،كما في مطلق
ٍ
جماعة»( ،)5وأما قول النووي اإلمام كالمعتاد في ذلك ،وبصالة العشاء والصبح في
ف ٍ
يسير. ((( «الكواكب الدراري» للكرماني ( )159/1مع تصر ٍ
ّ
(( ( «شرح ابن بطال على صحيح البخاري» (« ،)150/4شرح سنن أبي داود» للعيني (.)275/5
(( ( «شرح النووي على صحيح مسلم» (.)199/7
((( «شرح المشكاة» للطيبي (.)1573/5
((( «طرح التثريب» للعراقي (.)161/4
٣
280
أن القيام يحصل بصالة التراويح ،فقد ع ّلق عليه الشوكاني بقوله« :يعني :أنه يحصل
بها المطلوب من القيام ال أن قيام رمضان ال يكون إال بها ،وأغرب الكرماني فقال:
اتفقوا على أن المراد بقيام رمضان صالة التراويح» (.)1
ٌ
إيمان؛ ألنه ﷺ أيضا على ّ
أن األعمال 2ـ قال ابن بطال« :هذا الحديث حج ٌة ً
جعل الصيام والقيام إيمانًا» (.)2
3ـ قال ابن عبد البر« :في هذا الحديث من الفقه :فضل قيام رمضان وظاهره
يبيح فيه الجماعة واالنفراد ألن ذلك كله فعل خير وقد ندب اهلل إلى فعل الخير» (.)3
4ـ قال الكرماني« :فإن قيل :المعذور كالمريض إذا ترك الصوم فيه ولو
صائما ،وكانت نيته الصوم لوال العذر هل يدخل تحت هذا
ً مريضا لكان
ً لم يكن
الحكم؟ الجواب :نعم ،كما أن المريض إذا ص ّلى قاعدً ا ٍ
لعذر له ثواب صالة القائم،
قاله األئمة» (.)4
5ـ قال القاضي عياض« :ال خالف بين المسلمين في ّ
أن قيام رمضان من
السنن ،ومن فضائل األعمال ومندوبات الخيرّ ،
وأن الجمع فيه لمر َّغ ٌ
ب فيه غير
منكر األمر إال لمن ال ُيلتفت إلى قوله من المبتدعة»(.)5
***
282
قصيـرة ،وهـي قيـام ليلـة القـدر خاصـة ،وال يتوقـف حصـول المغفـرة بقيـام ليلة
القـدر علـى معرفتهـا ،بـل لـو قامهـا غير عـارف بها غفـر له ما تقـدم مـن ذنبه لكن
بشـرط أن يكـون إنما قـام بقصد ابتغائهـا» (.)1
قال القاضي عياض« :لعل هذا فيمن لم يقم رمضان فيغفر له؛ لقيامه ليلة
إخالصا واحتسا ًبا» ( ،)2لذلك قال العيني« :المراد من
ً القدر ،أو من لم يكن قيامه
قيام رمضان من غير موافقة ليلة القدر ،فلم ُي ْغ ِن أحدهما عن اآلخر»(.)3
«م ْن َي ُق ْم َل ْي َل َة وفي رواية أخرى َعن َأبِي ُهرير َة َ ق َالَ :ق َال رس ُ ِ
ول اهلل ﷺَ : َ ُ ََْ ْ
احتِ َسا ًباُ ،غ ِف َر َل ُه َما َت َقدَّ َم ِم ْن َذ ْنبِ ِه»(.)4 ال َقدْ ِر إِ َ
يمانًا َو ْ
قال النووي« :من يقم ليلة القدر فيوافقها معناه :يعلم أنها ليلة القدر»( ،)5قال
ولي الدين العراقي« :إنما معنى توفيقها له أو موافقته لها أن يكون الواقع أن تلك
ّ
الليلة التي قامها بقصد ليلة القدر هي ليلة القدر في نفس األمر وإن لم يعلم هو ذلك،
وما ذكره النووي من أن معنى الموافقة العلم بأنها ليلة القدر مردود وليس في اللفظ
ما يقتضي هذا وال المعنى يساعده»(.)6
قال ابن الجوزي مع ّل ًقا على من وافق ليلة القدر« :هذا ٌ
دليل على زيادة أجر
المجتهد إذا أصاب»(.)7
284
ف َم ْن َي ُصو ُم َي ْو ًما َو ُي ْفطِ ُر َي ْو َم ْي ِن؟ َق َال: اك َص ْو ُم َد ُاو َد َ »ق َالَ :ك ْي َ َق َالَ « :ذ َ
انث ِم ْن ك ُِّل َش ْه ٍرَ ،و َر َم َض ُ ول اهللِ ﷺَ « :ث َل ٌ ك»ُ .ث َّم َق َال َر ُس ُ ت َذلِ َ «و ِد ْد ُت َأنِّي ُط ِّو ْق ُ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
ب َع َلى اهلل َأ ْن ُي َك ِّف َر َّ
السنَ َة انَ ،ف َه َذا ص َيا ُم الدَّ ْه ِر ُك ِّله ،ص َيا ُم َي ْو ِم َع َر َف َةَ ،أ ْحتَس ُ إِ َلى َر َم َض َ
ِ ِ السنَ َة ا َّلتِي َب ْعدَ ُهَ ،و ِص َيا ُم َي ْو ِم َع ُ ِ
السنَ َة ب َع َلى اهلل َأ ْن ُي َك ِّف َر َّ ور َاءَ ،أ ْحتَس ُ اش َ ا َّلتي َق ْب َل ُهَ ،و َّ
ا َّلتِي َق ْب َل ُه»(.)2
قال النووي« :قال العلماء :سبب غضبه كراهة مسألته؛ ألنه خشي من جوابه
مفسدة ،وهي أنه ربما يعتقد السائل وجوبه ،أو يستق ّله ،أو يقتصر عليه ،والنبي ﷺ
ً
مشتغل بمصالح المسلمين ،وحقوق أزواجه إنما لم يبالغ في الصوم؛ ألنه كان
فيتضرر بعضهم ،وكان حق السائل أن يقول كيف ولئل يقتدي به كل ٍ
أحد وأضيافهّ ،
ّ
فيخص السؤال بنفسه ليجاب بمقتضى حاله ،كما أجاب غيره
ّ أصوم ،أو كم أصوم،
بمقتضى أحوالهم»(.)1
قـال الطيبـي« :كان األصل أن ُي َقـال« :أرجو من اهلل أن ي َك ّفـر» فوضع موضعه:
«أحتسـب» ،وعـدّ اه بــ« :على» الذي للوجوب على سـبيل الوعـد؛ مبالغة لحصول
الثواب»(.)2
أيضا ،فعن َع ِائ َش َة أم المؤمنين مشهورا في الجاهلية ً ً وكان هذا اليوم
َان النَّبِ ُّي ﷺ َي ُص ُ
وم ُه اهلِ َّي ِةَ ،وك َ
اشوراء تَصومه ُقري ٌش فِي الج ِ
َ َان َي ْو ُم َع ُ َ َ ُ ُ ُ َ ْ َأن ََّها َقا َل ْت« :ك َ
يض َةَ ،وت ُِر َك
ان ال َف ِر َ
َان َر َم َض ُ
ان ك َ الم ِدينَ َة َص َام ُه َو َأ َم َر بِ ِص َي ِام ِهَ ،ف َل َّما َنز ََل َر َم َض ُ ِ
َف َل َّما َقد َم َ
اء َل ْم َي ُص ْمه»(.)3
اء َص َام ُه َو َم ْن َش َ
َان َم ْن َش َ
ور ُاءَ ،فك َ َع ُ
اش َ
الز ْرقانـي عـن بعـض أهـل العلـم قولـه« :اختلف العلمـاء فـي الحقائق
ونقـل ُّ
ٍ
معـان ُأخـر؟ والمختار أن سـنن العرب قبل مسـمياتها على الشـرعية :هـل هي باقي ٌة
ّ
ورود الشـرع ّ
يـدل على أنهم كانوا يسـتعملون هـذه األلفاظ في معانيها الشـرعية من
وتقربـوا بجميع ٍ
أقـوال وأفعـال ،فعرفـوا الصالة والـزكاة والصـوم والحـج والعمرة ّ
286
ٍ
بألفـاظ ابتدعها لهم، ذلـك ،فمـا خاطبهم الشـرع إال بما عرفـوه تحقي ًقا ،ال أنـه أتاهم
رمـزا»(.)1 ٍ
بألفـاظ لغويـة ال ُيعرف منهـا المقصود إال ً أو
ولذلك كان النبي ﷺ يصومه ،الحتمالين:
بحكْم الموافقة ألهل الجاهلية كالحج.
1ـ ُ
2ـ أو أذن اهلل له في صيامه على أنه فعل ٍ
خير(.)2
قـال الباجـي« :يحتمـل أنه ﷺ لمـا ُبعث ترك صومـه ،فلما هاجر وعلـم أنه من
شـريعة موسـى صامـه وأمر بصيامـهٌّ ،
وكل منهمـا يقتضـي الوجوب ،ثم نسـخ بقوله
«فلمـا فـرض رمضان» في السـنة الثانية من شـهر شـعبان ،وكان هو الفريضـة ،وترك
يـوم عاشـوراء ،فمن شـاء صامـه ومن شـاء تركه؛ ألنـه ليـس متحت ًّما ،فعلـى هذا لم
ٍ
واحـدة ،وعلى القـول بفرض ّيته فقد نُسـخ ،ولـم ُي ْر َو يقـع األمـر بصومـه إال في ٍ
سـنة
أمرا بصيامه بعـد فرض رمضان ،بـل تركهم على مـا كانوا عليه
أنـه ﷺ جـدّ د للنـاس ً
من غيـر نهي عن صيامـه»(.)3
ـن َع َّب ٍ
اس ـن ا ْب ِ يتحـرى هـذا اليـوم لصيامه ،ف َع ِ ّ وألهميتـه؛ فقـد كان النبـي ﷺ
ـر ِه إِ َّل َه َذا
ـو ٍم َف َّض َل ُه َع َلـى َغ ْي ِ ِ
ـي ﷺ َيت ََح َّـرى ص َيـا َم َي ْ «مـا َر َأ ْي ُ
ـت النَّبِ َّ ـالَ : َ ق َ
ِ ـور َاءَ ،و َه َذا َّ
ـان»(.)4 ـه َر َر َم َض َـه َر َي ْعني َش ْ
الش ْ اش َ ـو َم َع ُ
ـو َمَ ،ي ْ
ال َي ْ
ول اهللِ ﷺ َي ْأ ُم ُرنَا بِ ِص َيا ِم َي ْو ِم و َع ْن َجابِ ِر ْب ِن َس ُم َر َة َ ،ق َال« :ك َ
َان َر ُس ُ
288
2ـ قـال ابن عالن الدمشـقي« :قوله« :يك ّفر السـنة الماضيـة» :ينبغي أن يكون
والم َك َّفـر واهلل
الم َك ِّفـر ُ هـو آخرهـا ،ال آخـر ذي الحجـة؛ ّ
لئلا يلـزم الفصـل بيـن ُ
أعلم» (.)1
3ـ قال القرطبيَ « :يحتمل أن النبي ﷺ صامه في المدينة استئال ًفا لليهود كما
استألفهم باستقبال قبلتهم ،ويحتمل غير ذلك .وعلى ٍّ
كل فلم يصمه اقتدا ًء لهم فإنه
كان يصومه قبل ذلك ،وكان ذلك في الوقت الذي يجب فيه موافقة أهل الكتاب فيما
لم ُينْ َه عنه»(.)2
***
المؤمن
ّ ثال ًثا :المحافظة على الصلوات الخمس ،وموافقة تأمين
تأمين المالئكة في سورة الفاتحة:
.1المحافظة على الصلوات الخمس:
فرض اهلل الصالة ،وجعلها الميزان الفارق بين إسالم العبد وكفره ،وأثاب لمن
حافظ عليها تكفير ذنوبه.
اب«أ َر َأ ْيت ُْم َل ْو َأ َّن ن ََه ًرا بِ َب ِ ول اهللِ ﷺ َي ُق ُ
ولَ : ف َع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة َ ،أ َّن ُه َس ِم َع َر ُس َ
ك ُي ْب ِقي ِم ْن َد َرنِ ِه» َقا ُلوا :ال ُي ْب ِقي ِم ْن ولَ :ذلِ ََأ َح ِدك ُْم َي ْغت َِس ُل فِ ِيه ك َُّل َي ْو ٍم َخ ْم ًساَ ،ما َت ُق ُ
هلل بِ ِه الخَ َطا َيا»(.)3 سَ ،ي ْم ُحو ا ُ ات الخَ ْم ِ ك ِم ْث ُل الص َلو ِ
َّ َ َد َرنِ ِه َش ْي ًئاَ ،ق َالَ « :ف َذلِ َ
ـل الص َلو ِ ـال رس ُ ِ ِ ِ و َعـ ْن َجابِ ِ
ـر ْب ِ
ات «م َث ُ َّ َ
ـول اهلل ﷺَ : ـن َع ْبـد اهلل َ ق َالَ :ق َ َ ُ
مر ٍ
ات » (.)2 َ َّ
س، ول اهللِ ﷺ« :م َث ُل الص َلو ِ
ات ا ْلخَ ْم ِ و َع ْن َأبِي ُأ َما َم َة َ ق َالَ :ق َال َر ُس ُ
َّ َ َ
اب َأح ِدكُم ي ْغت َِس ُل فِ ِيه ك َُّل يو ٍم َخمس مر ٍ ِ
اتَ ،ف َما َذا ْ َ َ َّ َْ ك ََم َث ِل ن ََه ٍر َع ْذ ًب َي ْج ِري عنْدَ َب ِ َ ْ َ
َي ْب َقى َع َل ْي ِه ِم َن الدَّ َر ِن»(.)3
و«الدَّ َرن»« :كناية عن اآلثام ،وشبه َذلِ َك بصغار الذنوب؛ ألن الدرن صغير
بالنسبة إلى ما هو أكبر منه كالجراحات وشبهها»(.)4
يقول ابن رجب« :هذا مثل ضربه النبي ﷺ لمحو الخطايا بالصلوات الخمس،
فجعل مثل ذلك مثل من ببابه نهر يغتسل فيه كل يوم خمس ٍ
مرار ،كما أن درنه
ووسخه ينقى بذلك حتى ال يبقى منه شيء ،فكذلك الصلوات الخمس في كل يوم
تمحو الذنوب والخطايا حتى ال يبقى منها شيء»(.)5
ثم قال« :وتمثيله ﷺ بالنهر هو مبالغة في إنقاء الدرن؛ فإن النهر الجاري يذهب
الدرن الذي غسل فيه وال يبقى له فيه أثر ،بخالف الماء الراكد؛ فإن الدرن الذي
(( ( الغ َْمـر :قـال القاضـي عيـاض« :بالفتـح وسـكون الميـم ،الكثيـر مـن ّ
كل شـيء ،وفـي «المو ّطـأ»:
أن المـاء العـذب أبلـغ فـي اإلنقـاء من غيـره ،كمـا ّ
أن المـاء الكثيـر أبلغ من (عـذب َغ ٍ
مـر) ،وذلـك ّ ٍ
290
غسل فيه يمكث في الماء ،وربما ظهر مع كثرة االغتسال فيه على طول الزمان»(.)1
ويقول ابن هبيرة« :في هذا الحديث من الفقه أن رسول اهلل ﷺ أقام الصلوات
الخمس في غسل الذنوب مقام الماء في غسل األوساخ ،وإنما ضرب المثل بالنهر؛
ّ
ألن النهر لجريته ال يقف فيه الماء األول الذي اغتسل به في المرة األولى ،وإنما
يتجدد عند كل مرة من االغتسال ماء جديد.
فشبه رسول اهلل ﷺ الصلوات الخمس بالمرات الخمس في االغتسالّ ،
وأن
المرة األولى أزالت ما وجدته من الخطايا بإزالة ذهبت بها الجرية ،ثم جاءت
تلك ّ
الغسلة الثانية فغسلت ما عساه تجدد ،ثم ذهبت به الجرية ،ثم جاءت الغسلة الثالثة
كذلك ،فكانت الغسالت ماحية ما يتجدّ د بين كل غسلت ْين من ّ
الذنوب.
وهـذا ّ
ألن الذنـوب إنما تصدر عـن األعضاء ،أعضـاء اآلدمي التي يسـتعملها
فـي الصلاة فيكون غسـل ما نظـر إليه نفسـه ،ونطق بلسـانه ،وبطش بيديه ،ومشـى
برجليـه بـأن شـغل ًّ
كل مـن ذلـك فـي عبـادة ر ّبه مـرة بعـد مـرة ،وكان ذلـك ماح ًيا
آلثـار الخطايا.
ألن الماء هو الماحي للكتابة ،وقد سبق ّ
أن الكاتبين وإنما ضرب المثل بالماء؛ ّ
يكتبان حركات العبد وأنفاسه ،فكانت الصلوات مزيلة ما يرقمانه كما يزيل الماء أثر
الكتابة المكتوبة بالمداد»(.)2
وقـال ابـن المل ّقـن« :إنمـا يك ّفـر الوضـوء الذنـوب؛ ألنّـه يـراد به الصلاة ،كما
طلـب بالمـراد ،وهـو الصلاة ،وذلـك أقوى فـي التكفيـر ،وأولـى باإلسـقاط ،وكما
يطهـر الماء الوسـخ ،فكذلك يذهـب الهموم والغمـوم الداخلة َع َلى العبـد ً
أيضا ،فإن
الهمـوم أصلها الذنـوب»(.)1
292
يقول الخطابي« :قوله« :إذا قال اإلمام﴿ :ﭲ ﭳ﴾ فقولوا :آمين» معناه:
فأمنوا»
قولوا مع اإلمام حتى يقع تأمينكم وتأمينه م ًعا ،فأ ّما قوله« :إذا ّأمن اإلمام ّ
فإنه ال يخالفه وال ّ
يدل على أنهم ّ
يؤخرونه عن وقت تأمينه ،وإنّما هو كقول القائل:
إذا َر َحل األمير فارحلوا ،يريد :إ َذا أخذ األمير في الرحيل فته ّيؤوا لالرتحال ليكون
رحيلكم مع رحيله ،وبيان هذا في الحديث اآلخر ّ
أن اإلمام يقول آمين ،والمالئكة
فأحب أن
ّ تقول آمين ،فمن وافق تأمينه تأمين المالئكة ُغفر له ما تقدم من ذنبه،
ٍ
واحد رجاء المغفرة»(.)1 يجتمع التأمينان في ٍ
وقت
وقـال ابن رجب« :تأمين المالئكة هو على دعاء القارئ ،هذا هو الصحيح الذي
يفهـم من الحديـث»( ،)2ومعناه« :اسـتغفارهم للمص ّليـن ودعاؤهم ْ
أن يسـتجيب اهلل
منهـم ،كمـا قـال تعالـى﴿ :ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ
ﯣﯤﯥﯦ﴾ [غافـر ]٧ :اآليـة ،فـإذا كان تأميـن العبـد مـع تأميـن المالئكة
مجاب ،وشـفاعتهم يـوم القيامة ٍ
واحد ،وتأميـن المالئكة ٍ
زمـن يرتفعـان إلـى اهلل في
ٌ
مقبولـ ٌة فيمـن استشـفعوا له ،فال يجوز فـي تفضـل اهلل أن يجاب الشـفيع إال وقد ّ
عم
المشـفوع لـه الغفـران واهلل أعلم»(.)3
أيضا« :ظاهر األحاديثّ :
يدل على أن ُيوصل التأمين بالفاتحة من غير وقال ً
ٍ
سكوت»(.)4
ـول اهللِ ﷺ َق َ
ـال« :إِ َذا َق َال وفـي روايـة أخـرى َع ْن َأبِـي ُه َر ْي َـر َة َ أ َّن َر ُس َ
294
خاصة،
نحو ذلك من الصفات المحمودة ،أو في إجابة الدعاء ،أو في الدعاء بالطاعة ّ
أو المراد بتأمين المالئكة :استغفارهم للمؤمنين»( ،)1قال القرطبي وابن دقيق العيد:
أيضا(.)3
«واألول أظهر» ( ،)2وانتصر له ابن األثير ً
قال ابن المن ّير« :الحكمة في إيثار الموافقة في القول والزمان أن يكون المأموم
ألن المالئكة ال غفلة عندهم ،فمن وافقهم ٍ
يقظة لإلتيان بالوظيفة في مح ّلها؛ ّ على
كان متي ّق ًظا»(.)4
وظاهر الحديث يقتضي غفران ما تقدّ م من ذنوبه ،ومال إلى ذلك :الباجي(،)5
«خص العلماء هذا وأشباهه بتكفير الصغائر
ّ وابن الملقن( ،)6والعراقي ،زاد األخير:
فقط وقالوا :إنما يك ّفر الكبائر التوبة ،وكأنهم لما رأوا التقييد في بعض ذلك بالصغائر
حملوا ما أطلق في غيرها عليها»(.)7
أيضا« :وقيل :إن المتوضئ ُت ْغفر ذنوبه ،ويكون مشيه إلى
وقال ابن الملقن ً
الصالة نافلة ،أو يكون هذا القول قبل تبشير اهلل عباده بالشيء على لسان نبيه عليه
أفضل الصالة والسالم ،ثم يزيدهم أو يرفع له درجات إذا لم يكن َث ّم ذنوب ،ويحتمل
أن يصيب ذن ًبا فيما بين الوضوء والتأمين»(.)8
296
***
راب ًعا :قراءة سورة الملك ،وصالة التسابيح:
.1قراءة سورة الملك:
ٍ
وأجور ،ليست في غيرها من سور القرآن، خص اهلل بعض سور القرآن بفضائل
ّ
من ذلك :سورة الملك.
ور ًة ِم َن ال ُق ْر ِ
آن َث َل ُث َ
ون آ َي ًة ف َع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة َ ،ع ِن النَّبِ ِّي ﷺ َق َال« :إِ َّن ُس َ
ِ ِ َش َفع ْ ِ
ور ُة ﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ﴾»(.)4 ت ل َر ُج ٍل َحتَّى ُغف َر َل ُهَ ،وه َي ُس َ َ
«وفي هذا اإلبهام والتطويل فيه ،ثم البيان بقوله« :وهي تبارك الذي» نوع تفخي ٍم
وتعظي ٍم لشأنها ،إذ لو قيل :إن سورة تبارك شفعت لم تكن بهذه المنزلة»(.)5
298
وسبب مغفرة هذه السورة لقارئها« :يحتمل أنه لحفظه إياها ،أو لقراءته لها ،أو
لتوسله بها ،أو بقراءة غيره لها على ن ّيته» (.)1
قال ابن حبان« :قوله ﷺ« :تَس َتغ ِْفر لِص ِ
احبِ َها» أراد به ثواب قراءتها ،فأطلق َ ْ
االسم على ما تو ّلد منه وهو الثواب ،كما ُيطلق اسم السورة نفسها عليه ،إذ العرب
تُطلق في لغتها اسم ما تو ّلد من الشيء على نفسه كما ذكرناه»(.)2
1ـ استدل به من قال أن البسملة ليست آية من القرآن ،باعتبار أنه نص في
الحديث على أنها ثالثون آية ،قال ابن عبد الهادي« :ال يختلف العا ّدون أنها ثالثون
من غير البسملة»( ،)4وقال الزيلعي« :افتتاحه بقوله﴿ :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ﴾ ٌ
دليل
ٍ
سورة الفتتحها أن البسملة ليست منها»( ،)1إذ «لو كانت البسملة من أول ّ
كل على ّ
ﷺ بذلك»(.)2
2ـ قال الصنعاني« :األحاديث في فضائلها كثيرة ،قال بعض العلماء :أما
أحاديث دفعها عذاب القبر فمتواترة»(.)3
.2صالة التسابيح:
تقـرب بـه العبد
شـرع اهلل النوافـل للتقـرب إلـى اهلل بهـا ،وهـي مـن أحـب ما ّ
بعـد الفرائـض ،ومـن عظيـم هـذه النوافـل التي جعـل اهلل لها مـن الثـواب العظيم:
صالة التسـابيح.
بَ « :يا اس ْب ِن َع ْب ِد ا ْل ُم َّط ِل ِ
ول اهللِ ﷺ َق َال لِ ْل َع َّب ِ اس َ ،أ َّن َر ُس َ ف َع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ
ك َع ْشر ِخ َص ٍ
ال ،إِ َذا كَ ،أ َل َأ ْح ُب َ
وك(َ ،)4أ َل َأ ْف َع ُل بِ َ اسَ ،يا َع َّما ُهَ ،أ َل ُأ ْعطِ َ
يكَ ،أ َل َأ ْمن َُح َ َع َّب ُ
َ
يم ُه َو َح ِدي َث ُهَ ،خ َط َأ ُه َو َع ْمدَ ُهَ ،ص ِغ َير ُه ِ ِ
ك َأ َّو َل ُه َوآخ َر ُهَ ،قد َ ك َذ ْن َب َ ك َغ َف َر اهللُ َل َ ت َذلِ َ ْت َف َع ْل َ َأن َ
ات َت ْق َر ُأ فِي ك ُِّل َر ْك َع ٍة َفاتِ َح َة
الَ :أ ْن تُص ِّلي َأربع ر َكع ٍ
َ َ ََْ َ َ َو َكبِير ُهِ ،سر ُه َو َع َلنِي َت ُهَ ،ع ْشر ِخ َص ٍ
َ َ َّ َ
ان اهللِ، تُ :س ْب َح َ ْت َقائِ ٌمُ ،ق ْل َت ِم َن ا ْل ِق َر َاء ِة فِي َأ َّو ِل َر ْك َع ٍة َو َأن َ ورةًَ ،فإِ َذا َف َر ْغ َ
َاب َو ُس َ ا ْلكِت ِ
ْت َوا ْل َح ْمدُ هللَِ ،و َل إِ َل َه إِ َّل اهللَُ ،واهللُ َأ ْك َب ُرَ ،خ ْم َس َع ْش َر َة َم َّرةًُ ،ث َّم ت َْرك َُعَ ،ف َت ُقو ُل َها َو َأن َ
اجدً اَ ،ف َت ُقو ُل َهاالركُوعَِ ،ف َت ُقو ُل َها َع ْش ًراُ ،ث َّم ت َْه ِوي َس ِ راكِع ع ْشراُ ،ثم تَر َفع ر ْأس َ ِ
ك م َن ُّ َ ٌ َ ً َّ ْ ُ َ َ
ك ِمن السج ِ ْت َس ِ
ود َف َت ُقو ُل َها َع ْش ًراُ ،ث َّم ت َْس ُجدُ َ ،ف َت ُقو ُل َها اجدٌ َع ْش ًراُ ،ث َّم ت َْر َف ُع َر ْأ َس َ َ ُّ ُ َو َأن َ
300
ون ،فِي ك ُِّل َر ْك َع ٍة َت ْف َع ُل ك َخ ْم ٌس َو َس ْب ُع َ كَ ،ف َت ُقو ُل َها َع ْش ًراَ ،ف َذلِ َ َع ْش ًراُ ،ث َّم ت َْر َف ُع َر ْأ َس َ
ت َأ ْن ت َُص ِّل َي َها فِي ك ُِّل َي ْو ٍم َم َّر ًة َفا ْف َع ْلَ ،فإِ ْن َل ْم َت ْف َع ْل
ات ،إِ ِن ْاس َت َط ْع َك فِي َأرب ِع ر َكع ٍ
َْ َ َ َذلِ َ
َف ِفي ك ُِّل ُج ُم َع ٍة َم َّرةًَ ،فإِ ْن َل ْم َت ْف َع ْل َف ِفي ك ُِّل َش ْه ٍر َم َّرةًَ ،فإِ ْن َل ْم َت ْف َع ْل َف ِفي ك ُِّل َسن ٍَة َم َّرةً،
َفإِ ْن َل ْم َت ْف َع ْلَ ،ف ِفي ُع ُم ِر َك َم َّرةً» (.)1
حظ جسي ٍم من ّ
الذكْر بمنزلة سرها أنها صالة ذات ّ
قال الدهلوي« :صالة التسبيح ّ
«سميت صالة
الصالة التا ّمة الكاملة التي سنّها رسول اهلل ﷺ بأذكارها» ،وإنما ّ
()2
302
ّ
وجـل بوحدانيتـه ،وللنبـي ﷺ برسـالته وعبوديتـه ،وبالرضـا بـاهلل الشـهادة هلل عـز
ً
رسـول ،وباإلسلام دينًا عنـد سـماع األذان ،وما ُيرجى مـن مغفرة ٍ
وبمحمـد ر ًّبـا،
الذنـوب بذلـك» (.)1
ومعنى «حين يسمع المؤذن» أي« :صوته ،أو أذانه ،أو قوله ،وهو األظهر،
تشهده األول أو األخير ،وهو قوله آخر
وهو يحتمل أن يكون المراد به حين يسمع ّ
األذان« :ال إله إال اهلل» وهو أنسب ،ويمكن أن يكون معنى يسمع :يجيب ،فيكون
ّب على اإلجابة بكمالها وأن الظاهر ّ
أن الثواب المذكور مترت ٌ صريحا في المقصودّ ،
ً
ّ
وألن قوله كهذه الشهادة في أثناء األذان ربما يفوته اإلجابة في بعض مع هذه الزيادة،
الكلمات اآلتية» (.)2
ول اهللِ ﷺ َي ُق ُ
ولَ « :ذ َاق ب ،أ َّن ُه َس ِم َع َر ُس َ اس ْب ِن َع ْب ِد ا ْل ُم َّط ِل ِ
و َع ِن ا ْل َع َّب ِ
ول» (.)3ال ْس َل ِم ِدينًاَ ،وبِ ُم َح َّم ٍد َر ُس ً
ان َم ْن َر ِض َي بِاهللِ َر ًّباَ ،وبِ ْ ِ يم ِ ال ََط ْع َم ْ ِ
وقد بوب ابن حبان لهذا الحديث في صحيحه بقوله« :ذكْر إِ ْثبات طعم اإليمان
لمن قال ما وص ْفنا عند األذان ُم ْعت َِقدً ا لِ َما يقول» (.)4
يتشـهد يقـول« :وأنـا ،وأنـا» ،ف َعـ ْن ّ لذلـك كان النبـي ﷺ إذا سـمع المـؤ ّذن
«و َأنَـا، ـهدُ َ ،ق َ َان إِ َذا س ِ
ـم َع ا ْل ُم َ َع ِائ َشـ َة َ ،أ َّن َر ُس َ
ـول اهللِ ﷺ ك َ
ـالَ : ـؤ ِّذ َن َيت ََش َّ َ
َو َأنَا»(.)5
304
أحدهمـا :مق ّيـدٌ بتـرك حديـث النفـس ،وذلك فـي صلاة ركعتيـن مطل ًقا غير
مقي ٍ
ـد بالمكتوبة. ّ
واآلخـر :فـي الصلاة المكتوبة في الجماعة أو في المسـجد من غيـر ٍ
تقييد بترك
حديث النفس»(.)3
ومعنى« :ال تغتروا» ـ كما قال ابن حجر ـ أي« :ال تحملوا الغفران على عمومه
في جميع الذنوب فتسترسلوا في الذنوب ات ً
ّكال على غفرانها بالصالةّ ،
فإن الصالة
ٍ
ألحد عليها .وظهر لي ـ والكالم البن التي تك ّفر الذنوب هي المقبولة ،وال ا ّطالع
جواب آخر وهو :أن المك ّفر بالصالة هي الصغائر فال ّ
تغتروا فتعملوا الكبيرة ٌ حجر ـ
خاص بالصغائر ،أو ال تستكثروا من الصغائر
ٌّ بنا ًء على تكفير الذنوب بالصالة ،فإنّه
خاص
ٌّ فإنها باإلصرار تُعطى حكم الكبيرة فال يك ّفرها ما يك ّفر الصغيرة ،أو ّ
أن ذلك
ٌ
مرتبك في المعصية»(.)1 بأهل الطاعة فال يناله من هو
ـان ْبـ َن َع َّف َ
ان وفـي روايـة أخـرى عـن ُحمـران مولى عثمـان قـالَ :أ َت ْي ُ
ـت ُع ْث َم َ
ـول اهللِ ﷺ َأح ِ ـون َع ْن رس ِ ٍ
اد َ
يث َ َ ُ ـم َق َال :إِ َّن ن ً
َاسـا َيت ََحدَّ ُث َ بِ َو ُضـوء َفت ََو َّض َـأُ ،ث َّ
ـول اهللِ ﷺ تَو َّض َأ ِم ْث َـل و ُض ِ ِ
ـذاُ ،ث َّم َق َال:
وئي َه َ ُ َ ـت َر ُس َ َل َأ ْد ِري َمـا ه َ
ـي؟ إِ َّل َأنِّـي َر َأ ْي ُ
ـج ِد
َـت َص َل ُت ُه َو َم ْشـ ُي ُه إِ َلى ا ْل َم ْس ِ َـذا ُغ ِفر َلـه ما َت َقـدَّ م ِمن َذ ْنبِ ِ
ـهَ ،وكَان ْ َ ْ ـأ َهك َ َ ُ َ ـن ت ََو َّض َ
«م ْ
َ
نَافِ َلة» (.)2
ومعنى« :كانت صالته نافل ًة»« :أيّ :
أن الوضوء لما ك ّفر ذنوبه كانت صالته وإن
كانت فريض ًة نافل ًة ،أي :زائدة له في األجر على كفارة الذنوب ،والنافل ُة الزياد ُة في
تكفر ،فإما أن تكون ُمدَّ خر ًة تك ِّف ُر ما َب ْعدَ ها أو تُرفع له
كالم العرب ،أي لم يبق له ما ُ
بها درجات»(.)3
ور ُه َف َما
ان َط ُه َ وفي رواية اخرى عن ُحمران بن عثمان قالُ :كن ُْت َأ َض ُع لِ ُع ْث َم َ
ول اهللِ ﷺ ِعنْدَ انَ :حدَّ َثنَا َر ُس ُيض َع َل ْي ِه ُن ْط َف ًة َو َق َال ُع ْث َم ُ َأتَى َع َل ْي ِه َي ْو ٌم إِ َّل َو ُه َو ُي ِف ُ
«ما َأ ْد ِري ُأ َحدِّ ُثك ُْم بِ َش ْي ٍء ِ ِ ِ ِ
انْص َرافنَا م ْن َص َلتنَا َهذه ـ َق َال م ْس َع ٌرُ :أ َر َاها ا ْل َع ْص َر ـ َف َق َالَ :
ِ ِ ِ
ِ َان َخ ْي ًرا َف َحدِّ ْثنَاَ ،وإِ ْن ك َول اهللِ إِ ْن ك َ ُت؟» َف ُق ْلنَا َيا َر ُس َ َأ ْو َأ ْسك ُ
هلل ورسول ُه َان َغ ْي َر َذل َك َفا ُ
َب اهللُ َع َل ْي ِهَ ،ف ُي َص ِّلي َه ِذ ِه ِ
ور ا َّلذي َكت َ
ِ ِ ِ
«ما م ْن ُم ْسل ٍم َي َت َط َّه ُرَ ،ف ُيت ُّم ال ُّط ُه َ َأ ْع َل ُمَ ،ق َالَ :
ات لِ َما َب ْين ََها»(.)4 َت َك َّفار ٍ
َ ات ا ْلخَ ْم َس ،إِ َّل كَان ْ الص َلو ِ
َّ َ
306
يمر على عثمان يو ٌم إال اغتسل فيه محافظة على تكثير الطهارة،
ومعناه :لم يكن ّ
وسبب توقف النبي ﷺ أو سكوته أنه خاف مفسدة اتكالهم ،ثم رأى المصلحة في
التحديث(.)1
ان َفدَ َعا وفي رواية أخرى عن سعيد بن العاص قالُ :كن ُْت ِعنْدَ ُع ْث َم َ
«ما ِم َن ْام ِر ٍئ ُم ْسلِ ٍم ت َْح ُض ُر ُه َص َل ٌة َم ْكتُو َب ٌة ور َف َق َال َس ِم ْع ُت َر ُس َ
ول اهللِ ﷺ َي ُق ُ
ولَ : بِ َط ُه ٍ
َت َك َّف َار ًة لِ َما َق ْب َل َها ِم َن ُّ
الذن ِ
ُوب َما َل ْم وء َها َو ُخ ُشو َع َها َو ُركُو َع َها ،إِ َّل كَان ْ ِ
َف ُي ْحس ُن ُو ُض َ
ت َكبِ َير ًة َو َذلِ َ
ك الدَّ ْه َر ُك َّل ُه» (.)2 ي ْؤ ِ
ُ
وقوله« :ما َلم ي ْؤ ِ
ت َكبِ َيرةً» تقييدٌ للمغفرة بأنها للصغائر دون الكبائر ،وذلك َ ْ ُ
مستمر بجميع الزمان(.)3
ٌّ
ومن األحاديث الواردة في هذا الباب:
الس َل ِم ُّي ُ :كن ُْت ما رواه أبو ُأ َما َم َة َ ق َالَ :ق َال َع ْم ُرو ْب ُن َع َب َس َة ُّ
َّاس َع َلى َض َل َل ٍةَ ،و َأن َُّه ْم َل ْي ُسوا َع َلى َش ْي ٍء َو ُه ْم َي ْع ُبدُ َ
ون ِِ ِ ِ
َو َأنَا في ا ْل َجاهل َّية َأ ُظ ُّن َأ َّن الن َ
اح َلتِيَ ،ف َق ِد ْم ُت َع َل ْي ِه،
انَ ،فس ِمع ُت بِرج ٍل بِم َّك َة ي ْخبِر َأ ْخباراَ ،ف َقعدْ ُت َع َلى ر ِ
َ َ َ ُ ُ َ ً َ ُ ْالَ ْو َث َ َ ْ
َخ ِف ًيا ُج َر َءا ُء َع َل ْي ِه َق ْو ُم ُهَ ،ف َت َل َّط ْف ُت َحتَّى َد َخ ْل ُت َع َل ْي ِه بِ َم َّك َة،
ول اهللِ ﷺ ُم ْست ْ َفإِ َذا َر ُس ُ
ِ «أنَا َنبِ ٌّي»َ ،ف ُق ْل ُتَ :و َما نَبِ ٌّي؟ َق َالَ : ْت؟ َق َالَ :َف ُق ْل ُت َل ُهَ :ما َأن َ
هلل» ،وفيه: «أ ْر َس َلني ا ُ
َق َالَ :ف ُق ْل ُت :يا نَبِي اهللِ َفا ْلو ُضوء حدِّ ْثنِي َعنْهَ ،ق َالِ :
«ما منْك ُْم َر ُج ٌل ُي َق ِّر ُب َو ُض َ
وء ُه َ ُ َ َ ُ َ َّ
يم ِهُ ،ث َّم إِ َذا َغ َس َلاش ِ َفيتَم ْضم ُض ،ويس َتن ِْش ُق َفينْتَثِر إِ َّل َخر ْت َخ َطايا وج ِه ِه ،وفِ ِيه و َخي ِ
َ َ َ َ َ ْ َّ َ ُ ََ ْ َ َ َ
اءُ ،ث َّم َيغ ِْس ُل َيدَ ْي ِه اف لِحيتِ ِه مع ا ْلم ِ
ْ َ َ َ َ
وجهه كَما َأمره اهلل ،إِ َّل َخر ْت َخ َطايا وج ِه ِه ِمن َأ ْطر ِ
ْ َ َ َ ْ َّ َ ْ َُ َ ََُ ُ
اءُ ،ث َّم َي ْم َس ُح َر ْأ َس ُه ،إِ َّل َخ َّر ْت َاملِ ِه مع ا ْلم ِ
إِ َلى ا ْل ِمر َف َقي ِن ،إِ َّل َخر ْت َخ َطايا يدَ ي ِه ِمن َأن ِ
َ َ َ َ َ ْ ْ َّ ْ ْ
اءُ ،ث َّم َيغ ِْس ُل َقدَ َم ْي ِه إِ َلى ا ْل َك ْع َب ْي ِن ،إِ َّل َخ َّر ْت اف َشع ِر ِه مع ا ْلم ِ
ْ َ َ َ
َخ َطايا ر ْأ ِس ِه ِمن َأ ْطر ِ
ْ َ َ َ
هلل َو َأ ْثنَى َع َل ْي ِه َو َم َّجدَ ُه ِ ِ ِ ِِ ِ ِ
َخ َطا َيا ِر ْج َل ْيه م ْن َأنَامله َم َع ا ْل َماءَ ،فإِ ْن ُه َو َقا َم َف َص َّلىَ ،ف َحمدَ ا َ
ف ِم ْن َخطِيئَتِ ِه ك ََه ْيئَتِ ِه َي ْو َم َو َلدَ ْت ُه ُأ ُّم ُه».بِا َّل ِذي ُه َو َل ُه َأ ْه ٌلَ ،و َف َّر َغ َق ْل َب ُه هللِ ،إِ َّل ان َْص َر َ
ـول اهللِ ﷺَ ،ف َق َال ب رس ِ ِ ِ ِ
ث َع ْم ُـرو ْب ُن َع َب َسـ َة بِ َه َذا ا ْل َحديـث َأ َبا ُأ َما َمـ َة َصاح َ َ ُ َف َحـدَّ َ
الر ُج ُل»، ـذا َّاح ٍد ُي ْع َطى َه َ ول فِي م َقـا ٍم و ِ
َ َ َلـ ُه َأ ُبـو ُأ َما َم َةَ « :يا َع ْم َرو ْب َن َع َب َسـ َة ،ا ْن ُظ ْـر َما َت ُق ُ
ـال َع ْم ٌـروَ « :يا َأ َبـا ُأ َما َم َةَ ،ل َقـدْ كَبِ َر ْت ِسـنِّيَ ،و َر َّق َع ْظ ِمـيَ ،وا ْقت ََر َب َأ َج ِلـيَ ،و َما بِي َف َق َ
ـول اهللِ ﷺ إِ َّل ـول اهللَِ ،ل ْو َلم َأسـم ْع ُه ِم ْن رس ِ ْـذ َب َع َلـى اهللِ َو َل َع َلـى رس ِ حاجـ ٌة َأ ْن َأك ِ
َ َ
َ ُ ْ ْ َ َ ُ
ـت بِ ِه َأبـدً ا ،و َل ِكنِّي س ِ ٍ َم َّـرةًَ ،أ ْو َم َّر َت ْي ِ
ـم ْع ُت ُه َ َ ـنَ ،أ ْو َث َل ًثـا َحتَّـى عَـدَّ َسـ ْب َع َم َّـراتَ ،ما َحدَّ ْث ُ َ
َأ ْك َث َر ِمـ ْن َذلِ َك»(.)1
مرات، ٍ وظاهر العبارة األخيرة «أنه ال يرى التّحديث إال بما سمعه أكثر من سبع
مر ًة واحد ًة جاز له الرواية ،بل تجب عليه إذا تعين لها .وجوابه: أن من سمع ّ ومعلو ٌم ّ
ِ
المرات بيانًا لصورة حاله ولم أن معناه لو لم أتح ّققه وأجزم به لما حدّ ْث ُت به ،وذكْر ّ ّ
شرط واهلل أعلم»(.)2 ٌ أن ذلك يرد ّ
ومنها :مارواه عقبة بن َع ِام ٍر ا ْلجهنِي َ ،أ َّن رس َ ِ
ول اهلل ﷺ َق َالَ :
«ما َ ُ ُ َ ِّ
وءَ ،و ُي َص ِّلي َر ْك َع َت ْي ِنُ ،ي ْقبِ ُل بِ َق ْلبِ ِه َو َو ْج ِه ِه َع َل ْي ِه َما ،إِ َّل ِ ٍ
م ْن َأ َحد َيت ََو َّض ُأ َف ُي ْحس ُن ا ْل ُو ُض َ
ِ
ت َل ُه ا ْل َجنَّ ُة»(.)3
َو َج َب ْ
308
قال النووي« :قد يقال :إذا ك ّفر الوضوء فماذا تك ّفر الصالة؟ وإذا ك ّفرت الصالة
فماذا تك ّفر الجمعات ورمضان؟ وكذلك صوم يوم عرفة كفارة سنتين ،ويوم عاشوراء
كفارة سنة ،وإذا وافق تأمينه تأمين المالئكة ُغ ِفر له ما تقدم من ذنبه؟ والجواب :ما
صالح للتكفير ،فإن وجد ما يك ّفره ٍ
واحد من هذه المذكورات أن ّ
كل أجابه العلماء ّ
ٌ
من الصغائر ك ّفره ،وإن لم يصادف صغير ًة وال كبير ًة كُتبت به حسناتُ ،
ورفعت به
رجونَا أن يخ ّفف من
درجات ،وإن صادفت كبير ًة أو كبائر ولم يصادف صغير ًة ْ
الكبائر ،واهلل أعلم» (.)1
خ َصال َصالِ َحة
احد من ه ِذه ا ْل ِ
َ
وقال العيني في الجمع بينها« :إِن المراد َأن كل و ِ
َ َُ
َان فاعلها سليم ًا من الص َغ ِائرَ ،فإِن صادفها كفرتهاَ ،وإِن لم يصادفها َفإِن ك َ
لتكفير َّ
ِ ِ ِ
َابَ ،أو َ
فعلها الص َغائر لكَونه َصغير ًا غير ُم َك ّلفَ ،أو موفق ًا لم ي ْعمل َصغ َيرةَ ،أو َع َ
ملها َوت َ َّ
وعقبها بحسنة أذهبتها ،ك ََما َق َال َت َعا َلى﴿ :ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ﴾ [هود،]١١٤ :
علماء :ويرجى َأن
َف َه َذا يكْتب َل ُه َبها َح َسنَاتَ ،و ْير َفع َل ُه َبها َد َر َجاتَ .و َق َال بعض ا ْل َ
ُي َخفف بعض ا ْلكَبِ َيرة َأو ا ْل َك َب ِائر» (.)2
***
سادسا :مصافحة المؤمن ألخيه المؤمن:
ً
حرصت الشريعة على انتشار المحبة والوئام بين المسلمين ،وحافظت على
العالقة بينهما ،فشرعت المصافحة بينهما ألمرين:
1ـ ألنها من تمام التحية.
وهـذا العمـوم مق ّيـدٌ فـي روايـة أخـرىَ :ع ِن ا ْل َب َـر ِاء بـن عـازب َ ق َال:
هلل َو ْاسـ َت ْغ َف َرا ُه ُغ ِف َـر ِ ـول اهللِ ﷺ« :إِ َذا ا ْل َت َقـى ا ْل ُم ْسـلِ َم ِ
ان وت ََصا َف َحـا َو َحمـدَ ا ا َ ـال َر ُس ُ َق َ
َل ُه َما» ( . )4
وهذا الجزاء إنما يترتب لمن أتى باألمور التالية:
1ـ ر ّد السالم قبل المصافحة ،وقال به القاري( ،)5والصنعاني(.)6
2ـ المصافحـة ،ومعناهـا كمـا قـال ابـن األثيـر« :مفاعلـة مـن إلصـاق صفح
الكـف بالكـف وإقبـال الوجـه بالوجـه»( ،)7وتكـون بيـن ذكر ْيـن أو أنثي ْيـن أو ٍ
ذكر
310
كل منهما يـده في ِ
يـد صاحبه بـ«وضـع ٍّ
ْ وأنثـى هـي حليلتـه أو محرمـه( ،)1وتكـون
عقـب تالقيهما بلا تراخٍ بعـد سلامهما»( ،)2وقال ابن رسلان« :ال تحصل السـنة
إال بتالقـي بشـرة الكفيـن بلا حائـل َكك ِّ
ُـم»(« ،)3وأما تقبيـل اليد فليس من مسـمى
المصافحة» (.)4
«و َذك ََرا اهللَ».
حمد اهلل تعالى ،وفي روايةَ :
3ـ ْ
4ـ اسـتغفار اهلل ،ومعنـاه :طلبـا مغفـرة الذنـوب مـن موالهما( ،)5وهـو قوله:
«يغفـر اهلل لنـا ولكـم» ( ،)6لذلـك كان الجـزاء أن يغفـر اهلل لهمـا ببركة هـذا الدعاء.
والمغفـرة تتح ّقـق بمجـرد االفتـراق باألبـدان ،أو الفـراغ من المصافحـة ،وهو
أظهـر فـي المبالغـة( ،)7وتكـون هـذه المغفـرة للصغائـر( ،)8وسـببها« :المصافحـة،
والحمـد ،واالسـتغفار ،وهـذه فائـد ٌة جليلـ ٌة في مالقـاة المسـلمين لمن فعلهـا» (،)9
يسـتحب عند المصافحـة ذكر اهلل
ّ و«فـي الحديث سـنّ ّية المصافحة عنـد ال ّل ّ
قي ،وأنه
تعالى واالسـتغفار»(.)10
312
ِ ِ ِ
ـن َص َّلـى َع َل ْيـه مائَـ ٌة م َ
ـن «م ْ ـن النَّبِ ِّ
ـي ﷺ َق َ
ـالَ : ف َعـ ْن َأبِـي ُه َر ْي َـر َة َ ،ع ِ
ين ُغ ِف َـر َلـ ُه» (.)1 ِِ
ا ْل ُم ْسـلم َ
ورجح المناوي أن المغفرة تشمل الصغائر والكبائر من الذنوب( ،)2وسبب
المغفرة هو :قبول شفاعة هؤالء المائة فيه( ،)3كما ب ّينته رواية عائشة َ ع ِن
ونُون ِما َئ ًةُ ،ك ُّل ُه ْم َي ْش َف ُع َ ِِ ِ ِ ٍ النَّبِي ﷺ َق َالِ :
«ما م ْن َم ِّيت ت َُص ِّلي َع َل ْيه ُأ َّم ٌة م َن ا ْل ُم ْسلم َ
ين َي ْب ُلغ َ َ ِّ
ب ْب َن ِ
سلم بن أبي مطيع ـ راوي الحديث ـَ :ف َحدَّ ْث ُت بِه ُش َع ْي َ َل ُه ،إِ َّل ُش ِّف ُعوا فِ ِيه»َ ،ق َال ّ
اب َف َق َالَ :حدَّ َثنِي بِ ِه َأن َُس ْب ُن َمالِ ٍكَ ،ع ِن النَّبِ ِّي ﷺ(.)4
ا ْل َح ْب َح ِ
األول :أن يكونوا شافعين فيه ،أي :مخلصين له الدعاء ،سائلين له المغفرة.
314
الثاني :أن يكونوا مسلمين ليس فيهم من يشرك باهلل شي ًئا ،كما في حديث ابن
عباس(.)1
زاد النووي« :ويحتمل أن يكون النبي ﷺ أخبر بقبول شفاعة مائة فأخبر به
أيضا أن ُيقال :هذا
قل عددهم فأخبر به ،ويحتمل ً ثم بقبول شفاعة أربعين وإن ّ
يحتج به جماهير األصوليين ،فال يلزم من اإلخبار عن قبول شفاعة مفهوم ٍ
عدد ،وال
ّ
ٌ
معمول بها كل األحاديث ٍ
وحينئذ ّ مائة منع قبول ما دون ذلك ،وكذا في األربعين،
ويحصل الشفاعة بأقل األمرين»( ،)3وارتضاه ابن عالن الدمشقي(.)4
النص، ِ
وقال الصنعاني« :ال تنافي بينهما؛ إذ مفهوم العدد ُيطرح مع وجود ّ
ٌ
معمول بها ،وتُقبل الشفاعة بأدناها»(.)5 فجميع األحاديث
قال ابن بطال« :إنما ع ّين «المائة» و«األربعين» في األحاديث المتقدّ مة ،وهو
من ح ّيز الكثرة؛ ّ
ألن الشفاعة كلما كثر المشفعون فيها كان أوكد لها ،وال تخلو
ٌ
فاضل ال تر ّد شفاعته ،أو يكون جماعة من المسلمين لهم هذا المقدار أن يكون فيها
اجتماع هذا العدد بالضراعة إلى اهلل شفي ًعا عنده»(.)1
ومن فوائد أحاديث هذا المطلب:
1ـ قـال الشـوكاني« :فيه اسـتحباب تكثير جماعة الجنـازة ويطلب بلوغهم إلى
هـذا العدد الـذي يكون من موجبات الفـوز» (.)2
وقـال الصنعانـي« :في الحديث ٌ
دليـل على فضيلة تكثير الجماعـة على الم ّيت،
وأن شـفاعة المؤمن نافع ٌة مقبولـ ٌة عنده تعالى»(.)3
ّ
2ـ قال التوربشتي في «شرح المصابيح»« :ال تضاد بين حديث عائشة وحديث
ابن عباس؛ ألن السبيل في أمثال هذا الحديث أن األقل من العددين متأخر؛ ألن اهلل
تعالى إذا وعد المغفرة لمعنى واحد لم يكن من سنته أن ينقص من الفضل الموعود
ً
فضل وتكر ًما على عباده .فجعلنا حديث ابن عباس في بعد ذلك ،بل يزيد عليه
متأخرا عن حديث عائشة في المائة للمعنى الذي ذكرنا»(.)4
ً أربعين
ثامنًاُ :س ْقيا البهائم والرحمة بالحيوان:
316
بل جعل للبهائم حق ًا في هذه الرحمة ،وجعل جزاء هذه الرحمة مغفرة الذنوب حتى
ولو كانت كثيرةً.
ومس ٍ ِ ِ ٍ ِ ِ ِ
ـةَ ،م َّر ْت ف َعـ ْن َأبِـي ُه َر ْي َر َة َ ،ع ْن َر ُسـول اهلل ﷺَ ،ق َالُ « :غف َر ل ْم َر َأة ُم َ
ـت ُخ َّف َهـاَ ،ف َأ ْو َث َق ْت ُه ـب ع َلـى ر ْأ ِ ِ
ـال :كَا َد َي ْق ُت ُلـ ُه ال َع َط ُ
ـشَ ،فنَ َز َع ْ ـثَ ،ق َ ـي َي ْل َه ُ
س َرك ٍّ َ بِ َك ْل ٍ َ
ك»(.)1 ـاءَ ،فغ ُِف َر َل َهـا بِ َذلِ َ
ـت َلـه ِمن الم ِ
ار َهـاَ ،فنَ َز َع ْ ُ َ َ
بِ ِ
خ َم ِ
يق، رواية أخرى َع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة َ :أ َّن النَّبِ َّي ﷺ َق َالَ « :ب ْينَا َر ُج ٌل بِ َط ِر ٍ ٍ وفي
ثَ ،ي ْأك ُُل ِ ِ
ْاشتَدَّ َع َل ْيه ال َع َط ُشَ ،ف َو َجدَ بِئ ًْراَ ،فنَز ََل ف َيهاَ ،ف َش ِر َب ُث َّم َخ َر َجَ ،فإِ َذا َك ْل ٌ
ب َي ْل َه ُ
ش ِم ْث ُل ا َّل ِذي ك َ
َان َب َلغَ ب ِم َن ال َع َط ِ شَ ،ف َق َال َّ
الر ُج ُلَ :ل َقدْ َب َلغَ َه َذا ال َك ْل َ ال َّث َرى ِم َن ال َع َط ِ
ول اهللِ، ِ
بَ ،ف َشك ََر اهللُ َل ُه َف َغ َف َر َل ُه»َ ،قا ُلواَ :يا َر ُس َ اءَ ،ف َس َقى ال َك ْل َمنِّيَ ،فنَز ََل البِئ َْر َف َمال ُخ َّف ُه َم ً
ات َكبِ ٍد َر ْط َب ٍة َأ ْج ٌر»(.)2
وإِ َّن َلنَا فِي البه ِائ ِم َلَجرا؟ َف َق َال« :فِي ك ُِّل َذ ِ
ًْ ََ َ
وجمع ابن حجر بين هاتين الروايتين على تعدد الحادثة ،واحتمال كون قصة
الرجل تختلف عن قصة المرأة ،زاد العيني« :بل يقطع بِ َأ َّن ُه قضيتان :إِ ْحدَ َ
اهما ()3
اح ٍد»(.)4
والُ ْخرى :ل ْلمر َأة ،وإِنَّما ي َقال :يحتَمل تعدد ا ْل َق ِضية َأن َلو كَانَت لو ِ
َ َّ ْ َْ َ َ ُ للرجلَ ْ ،
ومعنى « َف َشك ََر اهللُ َل ُه َف َغ َف َر َل ُه» أيَ « :قبِ َل عمله وأثابه وغفر له»(.)5
ُ
الغفران قال ابن العربي« :اختلف النّاس في تأويله :فمنهم من قال :إنّما كان
ألن اهلل تعالى إذا كانت له الزنا بِ ِع َظ ِم ِه؛ ّ إن هذا َ
الفعل بنفسه َك َّف َر ِّ ومنهم من قالَّ :
الحسنات ،حتّى َت ْغ ِلب السي َئ ِ
ات، ِ ضاعف له وس َب َق ْت له عندَ ُه عناي ٌة، ِ
َ َ ِّ َ في ال َع ْبد إرادةٌَ ،
حيح ،فليس بممتن ٍع أن ُض ِ ِ ِ َ
فوع َ الص ِ كالجبل العظي ِم ،كما في الحديث ّ تكون حتّى
الزنا ً
فضل من اهلل. األجر حتّى َو َازى ِّ
ُ لهذا
ب ذلك»(.)1
فاس ْتو َج َ
س ْ ألن فيه إحيا َء َن ْف ٍ
وازا ُه بنفسه و َفدَ ا ُه؛ ّ
وقيل :بل َ
ومن فوائد أحاديث هذا المطلب:
1ـ قال ابن ُهبيرة« :في هذا الحديث من الفقه :اعتراض الشدائد لإلنسان في
أوقاته ،وهي وإن كانت شدة في وقتها؛ فإنها سيقلبها اهلل نعمة في وقت آخر ،فإن
ذلك اإلنسان لما اشتد به العطش ،ذكر به غيره ،فعرفه مبلغ الظمأ من الظمآن ،فأوى
إلى ذلك الكلب حين رآه في مثل حاله ،فكان ذلك سب ًبا لرحمته الكلب ،و
به ،من حيث إنه أباله ً
أول حتى راضه وأدبه ،فجعل رياضته تلك سب ًبا لرحمته خلقه،
فرحمه .)2(»
318
أيضا« :فيه :أن رحمة الدواب ـ حتى الكالب التي ال أجر في اقتنائها بل
3ـ وقال ً
أجرا ،فدل على أن رحمة ما هو أكرم منها من الدواب كالشاة ،والبقر وغيرها ،فيها
وزر ـ ً
أجر ،فذكر ذلك على عادته في اإلتيان بجميع الكلم فقال« :في كل كبد رطبة أجر»»(.)1
قال القاضي عياض« :هذا عا ٌّم في سائر الحيوانّ ،
وأن اإلحسان إلى جميعها،
ك ّن مملوكات أو غير مملوكات ،طاعة هلل مأجور صاحبها ،مك ّفر لسيئاته .وبحسب
ذلك العقاب على اإلساءة لها والوزر»(.)2
ت ول اهللِ ﷺ َق َال« :ع ِّذب ِ كما جاء في حديث َع ْب ِد اهللِ ْب ِن ُع َم َر َ ،أ َّن َر ُس َ
ُ َ
ت فِ َيها الن ََّار ،ال ِه َي َأ ْط َع َمت َْها َوال َس َقت َْها ،إِ ْذ ْام َر َأ ٌة فِي ِه َّر ٍة َس َج َنت َْها َحتَّى َمات ْ
َتَ ،فدَ َخ َل ْ
ض»(.)3 اش األَ ْر َِح َب َست َْهاَ ،وال ِه َي ت ََر َكت َْها ت َْأك ُُل ِم ْن َخ َش ِ
يقول النووي« :في هذا الحديث الحث على اإلحسان إلى الحيوان المحترم
وهو ما ال يؤمر بقتله فأما المأمور بقتله فيمتثل أمر الشرع في قتله والمأمور بقتله
كالكافر الحربي والمرتد والكلب العقور والفواسق الخمس وما في معناهن وأما
المحترم فيحصل الثواب بسقيه واإلحسان إليه أيض ًا بإطعامه وغيره سواء كان
مملوك ًا أو مباح ًا وسواء كان مملوك ًا له أو لغيره واهلل أعلم»(.)4
4ـ قال ابن حجر« :فيه الحث على اإلحسان إلى الناس ألنه إذا حصلت
المغفرة بسبب سقي الكلب فسقي المسلم أعظم أجر ًا»(.)5
5ـ قال ابن حجر« :استدل به على جواز صدقة التطوع للمشركين وينبغي أن
يكون محله ما إذا لم يوجد هناك مسلم فالمسلم أحق وكذا إذا دار األمر بين البهيمة
واآلدمي المحترم واستويا في الحاجة فاآلدمي أحق واهلل أعلم»(.)1
***
تاسعا :من يموت له ثالثة من الولد لم يبلغوا ِ
الحنْث. ً
من سنن اهلل في الحياة الدنيا :االبتالء بجميع صوره ،سواء في :النفس أو
المال ،أو األهل ،أو غير ذلك ،ومن ذلك ف ْقد األوالد ،لذلك جاء الجزاء لمن ابتُلي
ٍ
ثالثة من الولد بمغفرة الذنوب. بفقد
«ما ِم ْن ُم ْسلِ َم ْي ِن َي ُم ُ
وت َب ْين َُه َما فعن أبي ذر قالَ :ق َال رس ُ ِ
ول اهلل ﷺَ : َ ُ ٍّ
ِِ َث َل َث ُة َأو َل ٍد َلم يب ُلغُوا ا ْل ِ
اه ْم»(.)2 هلل َل ُه َما بِ َف ْض ِل َر ْح َمته إِ َّي ُ
ْث إِ َّل َغ َف َر ا ُحن َ ْ َْ ْ
َّاس ِم ْن ُم ْسلِمٍُ ،يت ََو َّفى َل ُه
«ما ِم َن الن ِ َس َ ،ق َالَ :ق َال النَّبِ ُّي ﷺَ : و َع ْن َأن ٍ
ِِ الث َلم يب ُلغُوا ِ
اه ْم»(.)3 الجنَّ َة بِ َف ْض ِل َر ْح َمته إِ َّي ُ
هلل َ ْث ،إِ َّل َأ ْد َخ َل ُه ا ُ الحن َ َث ٌ ْ َ ْ
«ما ِم ْن ُم ْسلِ َم ْي ِن َي ُم ُ
وت َل ُه َما ول اهلل ﷺَ :
و َعن َأبِي ُهرير َة َ ق َالَ :ق َال رس ُ ِ
َ ُ ََْ ْ
اه ْم بِ َف ْض ِل َر ْح َمتِ ِه ا ْل َجنَّ َةَ .ق َالُ :ي َق ُال ْث ،إِ َّل َأ ْد َخ َل ُه َما ا ُ
هلل َوإِ َّي ُ حن َ َث َل َث ُة َأو َل ٍد َلم يب ُلغُوا ا ْل ِ
ْ َْ ْ
ون ِم ْث َل
اتَ .ف َي ُقو ُل َث مر ٍ
يء َأ َب َوانَا» َق َال َث َل َ َ َّ ج َ ونَ :حتَّى َي ِ َل ُه ْم :ا ْد ُخ ُلوا ا ْل َجنَّ َةَ .ق َالَ :ف َي ُقو ُل َ
َذلِ َك َق َالَ « :ف ُي َق ُال َل ُه ْم :ا ْد ُخ ُلوا ا ْل َجنَّ َة َأ ْنت ُْم َو َأ َب َواك ُْم»(.)4
320
ظاهر في اختصاص ذلك بالمسلم ،لكن هل يحصل ذلك لمن مات له أوال ٌد في
نظر».
الكفر ثم أسلم ،فيه ٌ
الس َل ِم ِّي َق َال،
استدل على عدم ذلك بحديث َع ْم ِرو ْب ِن َع َب َس َة ُّ ّ ثم
«م ْن ُولِدَ َل ُه َث َل َث ُة َأ ْو َل ٍد فِي ْ ِ
ال ْس َلمَِ ،ف َماتُوا َق ْب َل َأ ْن ول اهللِ ﷺ َي ُق ُ
ولَ : َس ِم ْع ُت َر ُس َ
ِِ يب ُلغُوا ا ْل ِ
ْثَ ،أ ْد َخ َل ُه اهللُ َع َّز َو َج َّل ا ْل َجنَّ َة بِ َر ْح َمته إِ َّي ُ
اه ْم» (.)2 حن َ َْ
ب َث َل َث ًة ِم ْن «م ِن ْ
احت ََس َ
ِ ِ ويؤكّده رواية َأن ٍ
َس َ ،ع ْن َر ُسول اهلل ﷺ َق َالَ :
ُص ْلبِ ِه َد َخ َل ا ْل َجنَّ َة»(.)3
ب» معناه« :صبر راض ًيا بقضاء اهلل ،راج ًيا لرحمته وغفرانه» ( ،)4وهذا
و«احت ََس َ
ْ
ال يكون إال من المؤمن.
ٍ
لكافر يموت أوالده .ويحتمل َ
«شرط فيه اإلسالم؛ ألنه ال نجاة قال ابن الملقن:
تمسه النار أن يكون ذلك كما قال ابن التينّ :
ألن أجره على مصابه يكفر عنه ذنوبه ،فال ّ
التي يعاقب بها أهل الذنوب ،ففي هذا تسلية للمسلمين في مصابهم بأوالدهم»(.)5
ٍ
بحث ،والذي قال ابن حجر« :هل يدخل في األوالد أوالد األوالد؟ ّ
محل
أن أوالد الصلب يدخلون ،والس ّيما عند ف ْق ِد الوسائط بينهم وبين األب ،وفي
يظهر ّ
التقييد بكونهم «من صلبه» ما ّ
يدل على إخراج أوالد البنات»(.)1
والحب له
ّ ص الصغير بذلك؛ ّ
ألن الشـفقة عليه أعظـم، 1ـ قـال ابـن حجرُ :
«خ ّ
أشـدّ ،والرحمـة لـه أوفر ،وعلى هـذا فمن بلـغ الحنث ال يحصـل لمن َف َقـدَ ه ما ذكر
كثير من
صـرح ٌ مـن هـذا الثـواب ،وإن كان فـي َف ْقـد الولـد ٌ
أجر فـي الجملة ،وبهـذا ّ
وفرقـوا بيـن البالغ وغيره بأنـه يتصور منـه العقوق المقتضي لعـدم الرحمة
العلمـاءّ ،
بخلاف الصغيـر فإنـه ال يتصـور منـه ذلـك إذ ليـس بمخاطب» .ثـم قـال« :ويقويه:
قولـه فـي بقية الحديـث« :بفضـل رحمته إياهـم»؛ ألن الرحمـة للصغار أكثـر؛ لعدم
حصول اإلثم منهـم»(.)2
2ـ قال ابن حجر« :هل يلتحق بالصغار من بلغ مجنونًا ً
مثل واستمر على ذلك
فمات ،فيه نظر؛ ّ
ألن كونهم ال إثم عليهم يقتضي اإللحاق ،وكون االمتحان بهم
يخف بموتهم يقتضي عدمه ،ولم يقع التقييد في طرق الحديث بشدة الحب وال
عدمه ،وكان القياس يقتضي ذلك لما يوجد من كراهة بعض الناس لولده وتبرمه
منه والس ّيما من كان ض ّيق الحال ،لكن لما كان الولد مظنة المحبة والشفقة نيط به
الحكم وإن تخلف في بعض األفراد»(.)3
3ـ قـال ابـن بطـال« :فيـه ٌ
دليـل علـى أن أطفـال المسـلمين بالجنـة» ،قـال ابن
322
عبـد البـر( )1وابـن الملقـن :وهـو إجمـاع ،زاد األخيـر« :وال عبـرة بالمج ّبـرة حيـث
مهجـور مردو ٌد
ٌ جعلوهـم تحت المشـيئة ،فال يعتدّ بخالفهـم وال بوفاقهم ،وهو ٌ
قول
بالسـنّة ،وإجمـاع من ال يجوز عليهم الغلط؛ السـتحالة غفران الذنـوب لآلباء رحمة
لهـم دون أوالدهم ،فـإن اآلباء رحمـوا بهم»(.)2
***
عاشرا :قول سبحان اهلل والحمد هلل واهلل أكبر عقب الصالة:
ً
من األوراد الجليلة التي جاءت بها السنة الغراء عقب الصلوات اليومية:
التسبيح والتحميد والتكبير ،وقد ضمن النبي ﷺ لقائلها عدم الخيبة في الدنيا.
ِ ِ ِ
ات َل َيخ ُ
يب ب ْب ِن ُع ْج َر َة َ ،ع ْن َر ُسول اهلل ﷺ َق َالُ :
«م َع ِّق َب ٌ ف َع ْن َك ْع ِ
ث َو َث َل ُث َ
ون ون ت َْسبِ َ
يح ًةَ ،و َث َل ٌ اع ُل ُه َّن ـ ُد ُب َر ك ُِّل َص َل ٍة َم ْكتُو َب ٍةَ ،ث َل ٌ
ث َو َث َل ُث َ َقائِ ُلهن ـ َأو َف ِ
ُ َّ ْ
ت َْح ِميدَ ةًَ ،و َأ ْر َب ٌع َو َث َل ُث َ
ون َت ْكبِ َيرةً» (.)3
أيضا :ما رواه أبو هريرة قالَ :جا َء ال ُف َق َرا ُء ومن فضائلها العظيمة ً
ات ال ُع َلَ ،والن َِّعي ِم ال بِالدَّ رج ِ
َ َ ور(ِ )4م َن األَم َو ِ
ْ ب َأ ْه ُل الدُّ ُث ِإِ َلى النَّبِ ِّي ﷺَ ،ف َقا ُلواَ :ذ َه َ
ون كَما ن َُصومَ ،و َل ُهم َف ْض ٌل ِم ْن َأم َو ٍ الم ِقي ِم ُي َص ُّل َ
ونال َي ُح ُّج َ ْ ْ ُ ون ك ََما ن َُص ِّليَ ،و َي ُصو ُم َ َ ُ
«أال ُأ َحدِّ ُثك ُْم إِ ْن َأ َخ ْذت ُْم َأ ْد َر ْكت ُْم َم ْن
ونَ ،ق َالَ : ون ،ويج ِ ِ
ونَ ،و َيت ََصدَّ ُق َ
اهدُ َ بِ َهاَ ،و َي ْعتَم ُر َ َ ُ َ
َس َب َقك ُْم َو َل ْم ُيدْ ِر ْكك ُْم َأ َحدٌ َب ْعدَ ك ُْمَ ،و ُكنْت ُْم َخ ْي َر َم ْن َأ ْنت ُْم َب ْي َن َظ ْه َرا َن ْي ِه إِ َّل َم ْن َع ِم َل ِم ْث َل ُه
ِ ٍ
اخ َت َل ْفنَا َب ْينَنَاَ ،ف َق َال
ين»َ ،ف ْ ف ك ُِّل َصالة َثال ًثا َو َثالث َ ون َخ ْل َون َو ُت َك ِّب ُر َ
ون َوت َْح َمدُ َ ت َُس ِّب ُح َ
َب ْع ُضنَا :ن َُس ِّب ُح َثال ًثا َو َثالثِي َنَ ،ون َْح َمدُ َثال ًثا َو َثالثِي َنَ ،و ُن َك ِّب ُر َأ ْر َب ًعا َو َثالثِي َنَ ،ف َر َج ْع ُت
ُون ِمن ُْه َّن ُك ِّل ِه َّن َثال ًثا
الح ْمدُ هللَِ ،واهللُ َأ ْك َب ُرَ ،حتَّى َيك َ ول« :سبح َ ِ
ان اهللَ ،و َ
ِ
إِ َل ْيهَ ،ف َق َالَ :ت ُق ُ ُ ْ َ
ِ
ين»(.)1 َو َثالث َ
وللترغيب في هذا ّ
الذكْر أكثر جاء الفضل فيه بتكفير ذنوب قائلها:
324
ّ
المتقدمة والمتأخرة. المطلب الثاني :مغفرة الذنوب
عز
ليتقرب إلى اهلل ّ
جعل اهلل لإلنسان أيا ًما فضيلة يهتبلها في مواسم الطاعات؛ ّ
وجل بها ،من هذه األيام :يوم عرفة ،وقد جاء في مضاعفة أجر صيامه ما لم يجتمع
ليو ٍم آخر ،وذلك في مغفرة ذنوب صائمه المتقدّ مة والمتأخرة.
ـف ت َُصـو ُم؟ ـالَ :ك ْي َ ـي ﷺَ ،ف َق َ ف َعـ ْن َأبِـي َقتَـا َد َة قـالَ :ر ُج ٌـل َأتَـى النَّبِ َّ
ـالَ :ر ِضينَـا بِـاهللِ َر ًّبـا،
ـول اهللِ ﷺَ ،ف َل َّمـا َر َأى ُع َم ُـر َ ،غ َض َبـ ُهَ ،ق َ ـب َر ُس ُ ِ
َف َغض َ
ب َر ُسـولِ ِهَ ،ف َج َع َل ـب اهللِ َو َغ َض ِ ـد نَبِ ًّيـاَ ،ن ُعو ُذ بِـاهللِ ِم ْن َغ َض ِ
لا ِم ِدينًـا ،وبِمحم ٍ
َ ُ َ َّ َوبِ ْ ِ
ال ْس َ
ـول اهللِ،
ـال ُع َم ُـرَ :يـا َر ُس َ
ـذا ا ْلـك ََل َم َحتَّـى َسـ َك َن َغ َض ُبـ ُهَ ،ف َق َ
ُع َم ُـر ُ ي َـر ِّد ُد َه َ
ـم َو َل ْم «ل َصـا َم َو َل َأ ْف َط َـر» ـ َأ ْو َق َ
ـال ـ « َل ْم َي ُص ْ ـف بِ َمـ ْن َي ُصـو ُم الدَّ ْه َـر ُك َّلـ ُه؟ َق َالَ :
َك ْي َ
ـك َأ َحدٌ ؟» َق َال: «و ُيطِ ُيق َذلِ َ
ـالَ : ـن َو ُي ْفطِ ُر َي ْو ًما؟ َق َ
ف َم ْن َي ُصـو ُم َي ْو َم ْي ِ ُي ْفطِ ْـر» َق َ
ـالَ :ك ْي َ
ف ـو ُم َد ُاو َد َ »ق َ
ـالَ :ك ْي َ اك َص ْ ـالَ « :ذ َ ـف َمـ ْن َي ُصـو ُم َي ْو ًمـا َو ُي ْفطِ ُر َي ْو ًمـا؟ َق َ َك ْي َ
ـول اهللِ ت َذلِ َك»ُ .ث َّم َق َال َر ُس ُ
«و ِد ْد ُت َأنِّـي ُط ِّو ْق ُ
ـن؟ َق َالَ : َمـ ْن َي ُصـو ُم َي ْو ًما َو ُي ْفطِ ُر َي ْو َم ْي ِ
ـهِ ،ص َيا ُم
ـذا ِصيـام الدَّ ه ِر ُك ِّل ِ
انَ ،ف َه َ َ ُ ْ ـان إِ َلـى َر َم َض َ
ـه ٍرَ ،و َر َم َض ُ ـن ك ُِّل َش ْ ثم ْ
ﷺَ « :ث َلا ٌ ِ
326
ووجـه المضاعفـة الزائـدة فيه عـن صوم يـوم عاشـوراء ـ كما يقول ابـن حجر ـ:
منسـوب إلى
ٌ منسـوب إلـى سـيدنا موسـى ،ويـوم عرفـة
ٌ إن يـوم عاشـوراء
سـيدنا محمد ﷺ؛ لذلك كان يومـه أفضل ،وأجره أعظم( ،)1وبنحوه قال السـيوطي(.)2
ٍ
شـيء مـن العبـادات أنـه يك ّفـر الزمان المسـتقبل، «وهـذا ال يوجـد مثلـه في
بنص خـاص برسـول اهلل ﷺ غفـر اهلل لـه مـا تقدم مـن ذنبـه وما ّ
تأخـر ّ ٌّ وإنمـا ذلـك
القـرآن العزيز»(.)3
وقد استشكل بعض أهل العلم مسألة تكفير يوم عرفة لِ َسن ٍَة لم تأت بعد؛ ألن
ٍ
بأقوال ،منها: ٍ
شيء ُيغفر ،وقد أجاب العلماء عليه المغفرة تستدعي سبق
1ـ حمله ابن العربي على أن المراد بالحديث تكفيره لسنة ماضية ومستقبلية
إذا لم يجد قبله ذنوب عامين ،فإن وجد قبله ذنوب عامين كان هما العام ْين ال ّلذ ْين
يك ّفران( ،)4وظاهر حديث أبي قتادة ير ّده.
2ـ وقال الماوردي« :فيه تأويالن :أحدهما :إن اهلل يغفر له ذنوب سنتين،
ثانيهما :إن اهلل تعالى يعصمه في هاتين السنتين فال يعصي فيهما»(.)5
3ـ وقال مظهر الدين الزيداني« :قيل :تكفير السنة اآلتية أن يحفظه من الذنوب
قدرا يكون كفار ًة للسنة الماضية ،والقابلة
فيها ،وقيل :أن يعطيه من الرحمة والثواب ً
ذنوب»(.)6
ٌ إذا جاءت واتفقت له
328
5ـ وقـال الصنعانـي :إن تكفيـره للسـنة المسـتقبلية هـو التجنّـب عـن
المعاصـي ( . )2
6ـ وقـال المباركفـوري« :هـو كنايـ ٌة عـن عـدم الوقـوع ،يعنـي :يحفظهم اهلل
فـي المسـتقبل عـن الكبائـر ،فلا تقـع منهـم كبيـرة ،وقيـل :معنـاه ّ
أن ذنوبهـم تقع
مغفـورةً»(.)3
1ـ قـال الترمذي في «السـنن»« :اسـتحب أهـل العلم صيام عرفـة إال بعرفة»(،)4
وقـال المنـذري« :اختلفـوا في صـوم يوم عرفـة بعرفة ،فقـال ابن عمـر :لم
يصمـه النبـي ﷺ ،وال أبـو بكـر ،وال عمـر ،وال عثمـان ،وأنـا ال أصومـه .وكان مالك
والثـوري يختـاران الفطـر ،وكان ابـن الزبيـر وعائشـة يصومـان يـوم عرفة،
وروي ذلـك عـن عثمـان بـن أبـي العـاص ،وكان إسـحاق يميل إلـى الصـوم ،وكان
عطـاء يقـول :أصـوم في الشـتاء ،وال أصـوم في الصيـف .وقال قتـادة :ال بـأس به إذا
ضعـف عن الدعاء .وقال الشـافعي :يسـتحب صوم يـوم عرفة لغير الحـاج ،فأما لـم ي ِ
ُ
إلـي أن يفطـر لتقويتـه علـى الدعـاء .وقـال أحمد بـن حنبـل :إن َقدَ َر
الحـاج فأحـب ّ
علـى أن يصـوم صـام ،وإن أفطـر فذلك يـوم يحتاج فيـه إلى القـوة»(.)1
2ـ قال ابن العربي« :مع ّ
حث النبي ﷺ على صومه ،وإخباره عن فضله ،فإنه
حجه وذلك لوجهين:
أفطره يوم ِّ
يشق على أمته. أحدهماّ :
لئل ّ
حاجا ،فإنه أقوى له على الدعاء والعبادة ،فيكون
الثاني :ليس ّن فطره لمن كان ًّ
الحاج»(.)2
ّ للحاج من عموم الحديث ،ويبقى الفضل لغير
ّ تخصيصا
ً ذلك
***
330
المبحث الثاني
مضاعفة األجور باستمرار عمله بعد الموت وعدم انقطاعه
مـن العبـادات الجليلـة التي يتعـدّ ى نفعهـا إلى عمـوم المسـلمين :الرباط في
سـبيل اهلل ،والتفانـي فيه حتـى الموت ،لذلك جـازى اهلل فاعله باسـتمرار عمله بعد
الموت.
اط َي ْو ٍم ولِ :
«ر َب ُ ول اهللِ ﷺ َي ُق ُ ان الفارسي َ ق َالَ :س ِم ْع ُت َر ُس َ ف َع ْن َس ْل َم َ
ي ات َج َرى َع َل ْي ِه َع َم ُل ُه ا َّل ِذي ك َ
َان َي ْع َم ُل ُهَ ،و ُأ ْج ِر َ َو َل ْي َل ٍة َخ ْي ٌر ِم ْن ِص َيا ِم َش ْه ٍر َو ِق َي ِام ِهَ ،وإِ ْن َم َ
َّان»(.)1 َع َل ْي ِه ِر ْز ُق ُهَ ،و َأ ِم َن ا ْل َفت َ
ـات ُم َرابِ ًطـا فِي ـن َم َ «م ْ
ـالَ : ـول اهللِ ﷺ َق َ و َعـ ْن َأبِـي ُهر ْيـر َة َ ،عـ ْن رس ِ
َ ُ َ َ
ـل ،و َأجرى ع َلي ِ
ـه ِر ْز َق ُه، ـه الصالِحِ ا َّل ِ ـه َأجـر عملِ ِ ِ سـبِ ِ ِ
َان َي ْع َم ُ َ ْ َ َ ْ ـذي ك َ َّ يل اهلل َأ ْج َـرى َع َل ْي ْ َ َ َ َ
ـة ِآمنًا ِم َن ا ْل َفـ َزعِ»(.)2 َّـان ،وبع َثـه اهلل يـوم ا ْل ِقيام ِ
ـن ا ْل َفت ِ َ َ َ ُ ُ َ ْ َ َ َ ـن م َ
و َأ ِم ِ
َ َ
ت ُيخْ ت َُم ول« :ك ُُّل مي ٍ ول اهللِ ﷺ َي ُق ُ و َع ْن ُع ْق َب َة ْب ِن َع ِام ٍر َ ق َالَ :س ِم ْع ُت َر ُس َ
َ ِّ
ثَ ،و ُي َؤ َّم ُن ِم ْن
يل اهللَِ ،فإِ َّن ُه ُي ْج َرى َل ُه َأ ْج ُر َع َملِ ِه َحتَّى ُي ْب َع َ
َع َلى َع َملِ ِه ،إِ َّل ا ْل ُم َرابِ َط فِي َسبِ ِ
َفت ِ
َّان ا ْل َق ْب ِر»(.)3
يقول القاضي البيضاوي في تعريف «المرابطة»« :هو أن يربط هؤالء خيولهم
في ثغرهم ،وهؤالء خيولهم في ثغرهم ،ويكون ٌّ
كل منهم معدًّ ا لصاحبه ،متر ّب ًصا
لقصده ،ثم اتّسع فيها ،فأطلقت على ربط الخيل واستعدادها لغزو العدو حيث كان
وكيف كان ،وقد يتجوز به للمقام بأرض والتوقف فيها ،وهو في الحديث يحتمل
كل واحد من المعنيين»(.)1
ٍ
سبب ٍ
موقوفة على للنمو إال المضاعفة ،وهي غير يقول القرطبي« :ال معنى
ّ
البر ال يتمكن منها إال دائم من اهلل تعالى؛ ّ
ألن أعمال ّ فضل ٌفتنقطع بانقطاعه ،بل هي ٌ
والتحرز منه ببيضة الدين وإقامة شعائر اإلسالم ،وهذا العمل
ّ العدو،
ّ بالسالمة من
الذي يجري عليه ثوابه هو ما عمله من األعمال الصالحة»(.)2
يقـول النـووي« :هـذه فضيل ٌة ظاهـر ٌة للمرابـط» (« )3الـذي يدركه المـوت وهو
فـي رباطه»()4؛ ّ
ألن مجمـوع الروايات تبين الكرامة الجسـيمة والعط ّيـة العظيمة التي
رزقهـا اهلل لمـن يمـوت مراب ًطا في سـبيل اهلل ،وهـي على النحـو التالي:
1ـ ُيجـرى عليـه ثـواب عمله الذي كان يعمـل قبل الموت حتى يبعـث :ومعناه:
أنـه يجـري «عليـه عملـه الـذي كان يعملـه في حـال رباطـه وأجـر رباطـه» ( ،)5فـ«ال
ينقطـع أجـره وثوابـه»( ،)6و«ظاهـره كل عمـل صالـح؛ ألن اسـم الجنـس المضـاف
مـن صيـغ العمـوم ويحتمـل جهـاده ال غيـر»( ،)7يقـول النـووي« :جريان عملـه عليه
332
بعـد موتـه فضيلـة مختصة بـه ال يشـاركه فيهـا أحـدٌ »( ،)1تؤكـده رواية عقبة بـن عامر
ـه ،إِ َّل ا ْل ُم َرابِ َط فِي َسـبِ ِ
يل اهللَِ ،فإِنَّـ ُه ُي ْج َرى َل ُه ـت يخْ تَم ع َلى عملِ ِ ٍ
األخيـرة وفيـه« :ك ُُّل َم ِّي ُ ُ َ َ َ
ث». َأ ْج ُـر َع َملِ ِه َحتَّـى ُي ْب َع َ
الء،حديث آخر يرويه خارجة بن زيد بن ثابت عن ُأم الع ِ ٍ وقد ُأكّد هذا المعنى في
َ ْ ِّ َ
ان بن م ْظع ٍ و ِهي امر َأ ٌة ِمن نِس ِائ ِهم( ،)2بايع ْت رس َ ِ
ون ول اهلل ﷺَ ،قا َل ْتَ :ط َار َلنَا ُع ْث َم ُ ْ ُ َ ُ ْ َ ْ َ ََ َ ُ َ َ َْ
اش َتكَى َف َم َّر ْضنَا ُه َحتَّى فِي الس ْكنَىِ ،حي َن ا ْقتَر َعت األَن َْصار َع َلى س ْكنَى الم َه ِ
اج ِري َنَ ،ف ْ ُ ُ ُ َ ُّ
ول اهللِ ﷺَ ،ف ُق ْل ُتَ :ر ْح َم ُة اهللِ َع َل ْي َك ت ُُو ِّف َيُ ،ث َّم َج َع ْلنَا ُه فِي َأ ْث َوابِ ِهَ ،فدَ َخ َل َع َل ْينَا َر ُس ُ
يك؟» ُق ْل ُت :ال َأ ْد ِري بَ ،ف َشهادتِي َع َلي َك َل َقدْ َأكْرم َك اهللَ ،ق َال« :وما يدْ ِر ِ الس ِائ ِ
ََ ُ ُ َ َ ْ َ َ َأ َبا َّ
ين ،إِنِّي َلَ ْر ُجو َل ُه الخَ ْي َر ِم َن اهللَِ ،واهللِ َما َأ ْد ِري ـ َو َأنَا ِ
«أ َّما ُه َو َف َقدْ َج َ
اء ُه ال َيق ُ َواهللَِ ،ق َالَ :
ول اهللِ ـ ما ي ْفع ُل بِي وال بِكُم»َ ،قا َلت ُأم الع ِ
الءَ :ف َواهللِ ال ُأ َزكِّي َأ َحدً ا َب ْعدَ ُهَ ،قا َل ْت: َر ُس ُ
ْ ُّ َ ْ َ َ ُ َ
ول اهللِ ﷺ َف َذكَر ُت َذلِ َك َلهَ ،ف َق َالَ « :ذ ِ
اك ان فِي الن َّْو ِم َع ْينًا ت َْج ِريَ ،ف ِج ْئ ُت َر ُس َ َو َر َأ ْي ُت لِ ُع ْث َم َ
ُ ْ
«ش ْيء من عمله َب ِقي َل ُه َث َوابه َج ِار ًيا كالصدقة»( ،)4ويقول الطيبي: َع َم ُل ُه َي ْج ِري َل ُه»( ،)3أيَ :
«إنما كان الماء معبر ًا بالعمل وجريانه بجريانه؛ ألن العمل مسبب عن العلم»(.)5
ويقول العيني« :أنكر َصاحب ال َّت ْل ِويح(َ )6أن يكون َل ُه َش ْيء من ْالُ ُمور ال َّث َل َثة
ذكرها ُمسلم من َح ِديث أبي ُه َر ْي َرة َ رفعه« :إِ َذا َم َ
ات ا ْب ُن آ َد َم ا ْن َق َط َع َع َم ُل ُه َ ا َّلتِي
وأمـا «الفتان» فـورد ضبطان« :ال ُفتّـان» و«ال َفتّان» ،يقول القاضـي عياض« :رواية
األكثريـن :بضـم الفاء جمـع فاتن ،وروايـة الطبراني :بالفتـح وفي رواية أبـي داود في
ومـن من فتّانـي القبر»»( ،)6وذهـب القرطبي إلى أن الفتـان تكون للجنس «أ ِ
«السـنن»ُ :
334
أيّ :
كل ذي فتنـة( ،)1زاد السـيوطي :أو المـراد فتـان القبـر مـن إطلاق صيغـة الجمع
علـى اثنيـن ،أو على أنهـم أكثر مـن اثنين(.)2
3ـ يجرى عليه رزقه« :وهو موافق لقوله تعالى في الشهداء﴿ :ﮝ ﮞ ﮟ
ﮠ ﮡ﴾ [آل عمران.)4(»]١٦٩ :
4ـ يبعث يوم القيامة آمنًا من الفزع :و«هو غير الفتان» ()5؛ «ليكون من اآلمنين
الذين ال خوف عليهم وال هم يحزنون»( ،)6قال السيوطي« :فِ ِيه إِ َش َارة الى َق ْوله َت َعا َلى:
﴿ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ﴾ [األنبياء ،]١٠٣ :قيلُ :ه َو َع َذاب النَّارَ ،وقيل :ا ْلعرض
تَ ،وقيل :إطباقَّخ ُّلص من النَّار بِا ْلمو ِ
َع َل ْي َهاَ ،وقيل :ذبح ا ْل َم ْوت فيئس ا ْلك َّفار َعن الت َ
َْ
ِ
النَّار على ا ْلك َّفارَ ،وقيل :النفخة ْالَخ َيرة؛ ل َق ْوله َت َعا َلى﴿ :ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ
ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ﴾ [النمل.)7(»]٨٧ :
336
ات بـن آدم ا ْن َقطع َعن ُه الح ِديث َح ِديـث إِذا َم َ ـذا َ «ل ُينَافِـي َه َ ـ وقـال السـنديَ :
ـؤ َلء ال َّث َل َثـة َفإِن عملـه إال مـن َث َل َثـةَ ،فـإِن ُ
الم َـراد َب َيـان َأنـه َل ي ْبقـى ا ْل َع َمـل إال َ
له ُ
َعملهـم َب ٍ
ـاق َف ْليت ََأ َّمل»(.)1 َ
***
حرصت الشريعة على ترغيب العبد المسلم بالسعي إلى عدم انقطاع عمله بعد
ٍ
عبادات مفتوحا ال تنقطع الكتابة فيه ،فرغبت في ّ
سجل حسناته موته ،وأن يبقى
ً
ٍ
مهمة تجري للعبد أجورها بعد موته.
ان ا ْن َق َط َع َعنْ ُه ول اهللِ ﷺَ ،ق َال« :إِ َذا َم َ
ات ْ ِ
الن َْس ُ ف َع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة َ ،أ َّن َر ُس َ
ار َي ٍةَ ،أ ْو ِع ْل ٍم ُينْ َت َف ُع بِ ِهَ ،أ ْو َو َل ٍد َصالِحٍ َيدْ ُعو َل ُه»(.)2
َع َم ُل ُه إِ َّل ِم ْن َث َل َث ٍة :إِ َّل ِم ْن َصدَ َق ٍة َج ِ
ومعنى الحديث :أن عمل الميت ينقطع بموته ،وينقطع تجدد الثواب له إال في
هذه األشياء الثالثة لكونه كان سببها ،فإن الولد من كسبه ،وكذلك العلم الذي خلفه
ٍ
تصنيف ،وكذلك الصدقة الجارية وهي الوقف(.)3 من تعلي ٍم أو
ولي الدين العراقي« :إنما أجري على هؤالء الثالثة الثواب بعد موتهم؛
وقال ّ
لوجود ثمرة أعمالهم بعد موتهم ،كما كانت موجودة في حياتهم»(.)4
ويضاف إلى هذه األمور الثالث :من مات في رباطه( ،)1وقد جمعت هذه
األمور األربعة رواية أخرى:
«أ ْر َب ٌع ت َْج ِري ولَ : ول اهللِ ﷺ َي ُق ُ اه ِل ِّي َ ق َالَ :س ِم ْع ُت َر ُس َ فعن َأبِي ُأمام َة ا ْلب ِ
َ َ َ َ ْ
يل اهللَِ ،و َر ُج ٌل َع َّل َم ِع ْل ًما َف َأ ْج ُر ُه
ات ُم َرابِ ًطا فِي َسبِ ِ
تَ :ر ُج ٌل َم َ ع َلي ِهم ُأجورهم بعدَ ا ْلمو ِ
َ ْ ْ ُ ُ ُ ْ َْ َْ
َي ْج ِري َع َل ْي ِه َما َع ِم َل بِ ِهَ ،و َر ُج ٌل َأ ْج َرى َصدَ َق ًة َف َأ ْج ُر َها َي ْج ِري َع َل ْي ِه َما َج َر ْت َع َل ْي ِه ْم،
«و َم ْن َع َّل َم ِع ْل ًما ِ
َو َر ُج ٌل ت ََر َك َو َلدً ا َصال ًحا َيدْ ُعو َل ُه»( ،)2وفي رواية أخرى عند أحمدَ :
ي َل ُه ِم ْث ُل َما َع َّل َم».
ُأ ْج ِر َ
وقد اشتمل هذا الحديث على أربعة أصناف ال ينقطع عملهم بعد الموت:
338
علما فعمل به الناس وتعلموه وع ّلموه :يقول النووي :فيه بيان فضيلة
4ـ من ع ّلم ً
العلم والحث على االستكثار منه والترغيب في توريثه بالتعليم والتصنيف واإليضاح
وأنه ينبغي أن يختار من العلوم األنفع فاألنفع(.)1
قال السيوطي« :ذكر القاضي تاج الدين السبكي أن التصنيف في ذلك أقوى؛
ممر األزمان»(.)2
لطول بقائه على ّ
أن َن ْف َ
ـع التصانيف أكثـر من نفع وقـال ابـن الجـوزي« :رأ ْي ُت من الـرأي القويـم ّ
التعليـم بالمشـافهة؛ ألني أشـافه فـي عمري عـد ًدا مـن المتعلمين ،وأشـافه بتصنيفي
خل ًقـا ال ت ُْحصـى ما ُخ ِل ُقوا بعـد ،ودليل هذا ّ
أن انتفاع النـاس بتصانيف المتقدّ مين أكثر
مـن انتفاعهم بما يسـتفيدونه من مشـايخهم ،فينبغـي للعالم أن يتو ّفر علـى التصانيف
إن ُو ّفـق للتصنيـف المفيـد؛ فإنه ليـس كل من صنّف صنّـف ،وليـس المقصود جمع
ّ
وجـل عليهـا من شـاء مـن عباده، عـز
شـيء كيـف كان ،وإنمـا هـي أسـرار يطلـع اهلل ّ
ويو ّفقـه لكشـفها ،فيجمـع مـا ّ
فـرق ،أو يرتب ما شـتّت ،أو يشـرح ما أهمـل ،هذا هو
التصنيـف المفيد»(.)3
المراد من شأنه ذلك» ( ،)1ويقاس عليه :الصدقة الجارية ودعاء الولد الصالح فإنهما
مستمرا.
ًّ يستمران في نفع الميت ما دام جريانهما
2ـ المـراد بالعلـم إذا أطلـق :الكتاب والسـنة ،يقول الصنعانـي« :وما كان من
ٍ
عادلـة فله حكمها ،وتعليم ٍ
فريضة ٍ
قائمة ،أو محكمة ،أو سـن ٍّة
ٍ العلـوم وسـيلة إلى ٍ
آية
العلم يشـمل :التأليف والتدريس والن َّْسـخ وتصحيح كتب أهل اإلسلام»(.)2
***
340
المبحث الثالث
مضاعفة األجور بالثواب العام غير المقيد
ـس» أي :ربطـه وحبسـه علـى نفسـه ممـا عسـى أن يحـدث من «اح َت َب َ
ومعنـى ْ
ثلمـة فـي ٍ
ثغـر( ،)3أو غير ذلـك ،وقد يجـيء بمعنـى الوقف علـى غيره من ٍ ٍ
غـزو أو
المجاهدين (.)4
ً
امتثال ألمره، خالصا هلل تعالى؛
ً يمانًا بِاهللِ َوت َْص ِدي ًقا بِ َو ْع ِد ِه» :أي ربطه
ومعنى «إِ َ
وتصدي ًقا بوعده بالثواب المترتّب على االحتباس ،وقيل :بوعده للثواب يوم
تبس امتثاالً واحتساب ًاَ ،و َذلِ َك َأن اهلل َت َعا َلى اح َالقيامة( ،)1يقول الطيبي« :تلخيصه َأنه ْ
يما َو َعدتنِي»(.)2 ِ
تبس َفك ََأ َّن ُه َق َال :صدقت ف َ
اح َوعد ال َّث َواب على االحتباسَ ،فمن ْ
عظيم «في اقتناء الخيل وتوقيفها في سبيل اهلل ليجاهد
ٌ وفي هذا الحديث ترغيب
عليها الغزاة ،فإن العبد إذا فعل ذلك يثاب حتى على أرواثها وأبوالها»(.)3
ؤجر في ن ّيته كما يؤجر العامل؛ ّ
ألن هذا إنما وهذا ٌ
دليل على «أن المرء المؤمن ُي َ
فيعوض من أجر العمل المعدوم في ترك استعماله ِ
احتبس فرسه ليقاتل عليه و ُيغيرّ ،
نافع؛ ألن اإلرهاب بارتباطه في
أجرا له ،مع أنه في رباطه ٌ فيه ،بِ َعدّ نفقاته وأرواثه ً
نافع»(.)4
نفس العدو وسماعهم عنه ٌ
ومن األحاديث الواردة في فضل االهتمام بالخيل في سبيل اهلل:
ول اهللِ ﷺ َق َال« :الخَ ْي ُل لِ َر ُج ٍل َأ ْج ٌرَ ،ولِ َر ُج ٍل ما رواه أبو ُه َر ْي َر َة َ :أ َّن َر ُس َ
يل اهللَِ ،ف َأ َط َال بِ َهاِست ٌْرَ ،و َع َلى َر ُج ٍل ِوز ٌْرَ ،ف َأ َّما ا َّل ِذي َل ُه َأ ْج ٌرَ :ف َر ُج ٌل َر َب َط َها فِي َسبِ ِ
الر ْو َض ِة كَان ْ
َت َل ُه الم ْرجِ َأ ِو َّ
ت فِي طِيلِها(َ )6ذلِ َ ِ
ك م َن َ َ َ فِي َم ْرجٍ (َ )5أ ْو َر ْو َض ٍةَ ،ف َما َأ َصا َب ْ
342
ول اهللِ ﷺَ ،ف َق َال:ومنها :مارواه أبو هريرة قالَ :جاء ر ُج ٌل إِ َلى رس ِ
َ ُ َ َ
«ل َأ ِجدُ ه» َق َال« :ه ْل تَستَطِيع إِ َذا َخرج المج ِ
اهدُ الج َها َد؟ َق َالَ : ُد َّلنِي َع َلى َعم ٍل َي ْع ِد ُل ِ
َ َ ُ َ َ ْ ُ ُ َ
يع َذلِ َك؟ َق َال ِ ِ َأ ْن تَدْ ُخ َل َم ْس ِ
جدَ َك َف َت ُقو َم َوال َت ْفت َُرَ ،وت َُصو َم َوال ُت ْفط َر؟» َق َالَ :و َم ْن َي ْستَط ُ
َات»(.)1اه ِد َليستَن فِي طِولِ ِهَ ،في ْكتَب َله حسن ٍ َأبو هريرةَ« :إِ َّن َفرس المج ِ
ُ ُ ُ َ َ َ َ ْ ُّ َ َ ُ َ ُ ُ ََْ
ونشاط ليس عليها فارس(،)2 ٍ ٍ
بمرح ويتحرك و«االستنان» :أن يجري الفرس
ّ
«فيعدو في حبله الذي قد ُشدّ به»(.)3
تتحرك لنفسها في طولها من غير
ّ قال ابن هبيرة :والمعنى «إذا كانت فرسه
تحريك المجاهد لها ،فتكتب له بذلك حسنات ،وما له في ذلك فعل ،فكيف بما له
فيه فعل من تحريكها واإلسراع بها ،والجهاد عليها؟ والمراد :أن هذا العمل يحتسب
فيه بما ليس من فعل العامل ،وليس غيره من األعمال كذلك ،فلذلك ُف ِّضل»(،)4
وكالم أبي هريرة إنما استفاده من الحديث السابق.
ومن فوائد أحاديث هذا المطلب:
َات فِي ِميزَانِ ِه» ٌ
دليل «على أنه َان ِشبعه و ِريه وبو ُله ورو ُثه حسن ٍ
1ـ في قوله« :ك َ َ ُ ُ َ ُّ ُ َ َ ْ ُ َ َ ْ ُ َ َ
كما توزن األعمال كذلك األجرام المتع ّلقه بها»( ،)5وخالف ابن حجر فقال« :قوله:
«و َر ْو ُث ُه» يريد ثواب ذلك ال ّ
أن األرواث بعينها تُوزن»( ،)6وسبقه لهذا الرأي ابن َ
344
بطال ،قال« :وما وصف الرسول ﷺ من الروث وغيره فإنما يريد ثوابه؛ ّ
ألن الروث
ال يوزن بل أجره ،وال نقول إن زنة األجر زنة الروث بل أضعافه إلى ما شاء اهلل»،
ومال إليه القاري في مرقاته(.)1
2ـ قـال المه ّلب« :في هذا الحديث جواز و ْقف الخيل للمدافعة عن المسـلمين،
و ُيسـتنبط منـه جـواز وقف غير الخيـل من المنقـوالت ،ومن غير المنقـوالت من باب
أولى»(.)2
3ـ قال ابن أبي جمرة« :يستفاد من هذا الحديث :أن هذه الحسنات تقبل من
صاحبها؛ لتنصيص الشارع على أنها في ميزانه بخالف غيرها فقد ال تقبل فال تدخل
الميزان»(.)3
ثان ًيا :الرمي في سبيل اهلل.
أمـر اهلل تعالـى باالسـتعداد للعـدو ّ
بـكل ما يتمكن المسـلم مـن إعـداده فقال:
بالر ْم ِ
ـي فـي ﴿ﯘﯙﯚﯛﯜﯝ﴾ [األنفـال ،]٦٠ :وجـاء تفسـير القـوة ّ
أن النبـي صلـى اهلل عليـه قـال بعـد أن تلـى اآلية حديـث عقبـة بـن عامـر ّ ،
ـي»(.)4
الر ْم ُ ـيَ ،أ َل إِ َّن ا ْل ُق َّ
ـو َة َّ الر ْم ُ ـيَ ،أ َل إِ َّن ا ْل ُق َّ
ـو َة َّ الر ْم ُ
ـو َة َّ السـابقةَ :
«أ َل إِ َّن ا ْل ُق َّ
القوة تظهر بإعداد غيره من
بالرمي ـ وإن كانت ّ
القوة ّ
فسر ّ
قال القرطبي« :إنما ّ
العدو وأسهل مؤنة؛ ألنه قد يرمي رأس
ّ الر ْمي أشدّ نكاي ًة في
آالت الحرب ـ؛ لكون ّ
الكتيبة فيصاب ،فينهزم من خلفه»(.)5
اللخمـي قال:ّ ولذلـك جـاءت العقوبـة لمـن تع ّلمه ثم نسـيه ،فقـد روى ُف َق ْي ٌ
ـم
يـر َي ُش ُّ
ـق ْـت كَبِ ٌـن َو َأن َ ـن ا ْل َغ َر َض ْي ِ َخت َِل ُ
ـف َب ْيـ َن َه َذ ْي ِ ـر :ت ْ ـن َع ِام ٍ قلـت لِ ُع ْق َبـ َة ْب ِ
ث: ـال ا ْل َح ِار ُـم ُأ َعانِ ِيهَ ،ق َ ِ ِ ِ ِ
ـو َل ك ََل ٌم َسـم ْع ُت ُه م ْن َر ُسـول اهلل ﷺ َل ْ ـال ُع ْق َبـ ُةَ :ل ْ
ـكَ ،ق َ َع َل ْي َ
ـم ت ََركَـ ُهَ ،ف َل ْي َس ِ ـال :إِنَّـ ُه َق َ اسـ َةَ :و َمـا َذ َ
اك؟ َق َ ـت ِل ْب ِ َف ُق ْل ُ
الر ْم َيُ ،ث َّ
ـم َّ«م ْن َعل َ ـالَ : ـن َش َم َ
ِمنَّـا» َأ ْو « َقـدْ َع َصى»(.)1
الرمي بعد علمه ،وهو مكرو ٌه
عظيم في نسيان ّ
ٌ يقول النووي« :هذا تشديدٌ
كراه ًة شديد ًة لمن تركه بال ُع ْذ ٍر»(.)2
وللترغيب فيه أكثر جاء بعظيم األجر لمن تعلمه ورمى به:
ول اهللِ اصرنَا م َع رس ِ ِ َف َع ْن َأبِي ن ِ
الس َلم ِّي َ ق َالَ :ح َ ْ َ َ ُ يح عمرو بن عبسة ُّ َج ٍ
«م ْن َب َلغَ بِ َس ْه ٍم فِي َسبِ ِ
يل اهللِ َع َّز فَ ،ف َس ِم ْع ُت َر ُس َ
ول اهللِ ﷺ َي ُق ُ
ولَ :
ﷺ بِ َقص ِر ال َّط ِائ ِ
ْ
َو َج َّل َف َل ُه َد َر َج ٌة» ،زاد ابن المباركَ :ق َال َر ُج ٌلَ :يا نَبِ َّي اهللِ ،إِ ْن َر َم ْي ُت َف َب َل ْغ ُتَ ،ف ِلي
ْت َي ْو َمئِ ٍذ ِس َّت َة َع َش َر َس ْه ًما»(.)3َد َر َج ٌة؟ َق َالَ « :ن َع ْم»َ ،ق َالَ :ف َر َمى َف َب َل َغَ ،ق َالَ « :ف َب َلغ ُ
ول اهللِ ﷺ الس َل ِم ِّي َق َالَ :س ِم ْع ُت َر ُس َ يح ُّ
أيضا عن َأبِي ن ِ
َج ٍ وفي رواية أخرى ً
يل اهللِ َف ُه َو ِعدْ ُل(ُ )4م َح َّر ٍر»(.)5 «م ْن َر َمى بِ َس ْه ٍم فِي َسبِ ِ ولَ : َي ُق ُ
346
ٍ
كافـر فهو لـه درجة ،ومن سـهما إلى صدر
ً ومعنـى الروايتيـنّ :
أن مـن أوصـل
ٍ
رقبـة وإن لـم يوصـل إليـه( ،)1ويكون سـهما كان لـه مـن الثـواب مثـل ِعـدْ ل رمـى
ً
يسـتحق الرجل فيسـتحق برميـه مـن الثـواب مـا حـرره، ٍ
ّ ّ ذلـك السـهم «مثـل عبـد ّ
ٍ
رقبـة»(.)2 بتحرير
ومن فوائد أحاديث هذا المطلب:
1ـ فيه دليل على فضيلة الرمي في سبيل اهلل سواء أصاب العدو أو لم يصب،
والمقصود بـ«الرمي» :الذي يكون بنية جهاد الكفار وإعالء كلمة اإلسالم(.)3
سالح يحل ّ
محل رمي السهم في الصناعات الحربية ٍ 2ـ يقاس على السهم أي
الحديثة من الصواريخ والقذائف الصاروخية ،ويكون أجر الرمي بها واالهتمام
بتصنيعها وشرائها أعظم من أجر غيرها من األسلحة؛ التفاقها مع نتائج استعمال
السهام في الحروب والمعارك.
***
ُيعدّ الطواف بالبيت العتيق من العبادات التي يحب اهلل فعلها ،ورغبت الشريعة
تعظيما لهذا البيت العتيق ،وإلعماره بالطاعة والعبادة على مدار الساعة.
ً بفعلها
وللترغيـب فـي هـذه العبـادة أكثـر َكتَـب اهلل لـكل مـن طـاف بـه ً
أجرا يـزداد
بزيـادة الطـواف.
(( ( أخرجه أبو داود الطيالسي في «مسنده» رقم ( ،)2012وإسناده ضعيف ،لكنه حسن لغيره بشواهده.
((( أخرجه النسائي في «سننه» رقم ( ،)2922وإسناده صحيح.
((( «حاشية السندي على سنن ابن ماجه» (.)224/2
٣
348
ثانيهما :أنه إذا فعله اإلنسان إيمانًا بأمر اهلل ،وتصدي ًقا لموعوده ،كان تبيانًا
وشرحا له»(.)1
ً إليمانه
1ـ ينبغـي لمـن طـاف فـي البيـت أن يحافـظ علـى تسـبيع هـذه األشـواط،
كل سـب ٍع ٍ
أطواف ركعتيـن ،يقول مالك« :من السـنة أن يتبع ّ ويصلـي بعـد كل سـبعة
ٍ
طائـف أسـبو ًعا ـ أي :سـب ًعا ـ أن ركعتيـن»( ،)2قـال ابـن تيميـة« :هـذه السـنة ّ
لـكل
يصلي بعـده ركعتيـن»(.)3
2ـ الطواف المعتبر الذي يترتب عليه األجر السابق هو« :من طاف بهذا البيت
حق طوافه ،بأن يوفي سننه ،وآدابه ،وواجباته ،من الطهارة ،وستر العورة ،والصالة،
ٍ
مرات»(.)4 ويستمر عليه أسبو ًعا ،أي :سبع
3ـ لم يأت وقت محدّ د يب ّين زمن هذا الطواف ،و«هذه األحاديث عا ّمة في ّ
كل
ِ
يخصها ويخرجها عن عمومها»(.)5 األوقات ،ولم ْيأت ما ّ
***
ً
أول :المشي إلى الصالة في المسجد:
تعدّ المساجد بيوت اهلل في األرض ،وقد أكرم اهلل من زار بيوته وسعى للصالة
فيها ،وحرص على تعظيم الصالة فها باألجر الجزيل ،وضاعف له من األجور ما
تبينه الروايات التالية:
ـال رس ُ ِ فعـن َع ْبـدَ اهللِ ْب َن َع ْم ِ
«م ْنـول اهلل ﷺَ : ـرو ْب ِن ا ْل َعـاص َ قالَ :ق َ َ ُ
ـة َفخَ ْطـو ٌة تَمحـو سـي َئ ًة ،و َخ ْطـو ٌة ُت ْكتَب َلـه حسـنَ ٌةَ ،ذ ِ
اه ًبا ـج ِد ا ْلجماع ِ اح إِ َلـى َم ْس ِ
ُ ُ َ َ َ َ ْ ُ َ ِّ َ َ َ َ َر َ
َو َر ِ
اج ًعا» (.)1
ات «ذكْر ح َّط ا ْل َخ َطايا ور ْف ِع الدَّ رج ِ وقد بوب ابن حبان على الحديث بقولهِ :
َ َ َ ََ ُ َ ّ
الص َل َة َحتَّى َي ْر ِج َع إِ َلى َب ْيتِ ِه» ،ثم قال َع ِقب الحديث« :ال َع َر ُب بِا ْل ُخ َطى َم ْن َأتَى َّ
ت ا ْل ِف ْع َل إِ َلى ا ْل ِف ْع ِلاع ِل ،وربما َأ َضا َف ِ
َ ُ َّ َ
يف إِ َلى ا ْل َف ِ الف ْع َل إِ َلى ْالَ ْم ِر ك ََما ت ُِض ُ يف ِ ت ُِض ُ
ابن َع ْم ٍرو َأ َّن النَّبِ َّي ﷺ َح َل َق َر ْأ َس ُه فِي َح َّج ِة َن ْف ِس ِه كما تضيفه إلى األمر ،فإخبار ِ
يف ا ْل ِف ْع ُل إِ َلى ْالَ ْم ِرا ْل َو َداعَِ ،أ َرا َد بِ ِهَ :أ َّن ا ْل َحالِ َق َف َع َل َذلِ َك بِ ِه َل َن ْف ُس النَّبِ ِّي ﷺَ ،ف ُأ ِض َ
«خ ْط َو ٌة ت َْم ُحواع ِلَ ،وفِي َخ َب ِر َع ْب ِد اهللِ ْب ِن َع ْم ٍرو ا َّل ِذي َذك َْرنَا ُهُ : اف َذلِ َك إِ َلى ا ْل َف ِك ََما ُي َض ُ
الس ِّي َئ َة َن ْف َس َهاَ ،و َل ِك َّن اهللَ َج َّل ِ سي َئ ًة» َأ َض َ ِ
اف ا ْلف ْع َل إِ َلى ا ْلف ْع ِلَ ،ل َأ َّن ا ْل ُخ ْط َو َة ت َْم ُحو َّ َ ِّ
َو َع َل ُه َو ا َّل ِذي َي َت َف َّض ُل على عبده بذلك»( ،)2زاد المناوي قال« :لما كان مشيه برجليه
سب ًبا لذلك ـ أي :لكتابة الحسنة ومحو الس ّيئة ـ صارت كأنها فاعلة ،وهذا أبلغ في
(( ( أخرجه أحمد في «المسند» رقم ( ،)6599وإسناده ضعيف ،لكنه حسن لغيره بمتابعاته.
(( ( «صحيح ابن حبان» ( 387/5ـ .)388
٣
350
«م ْن َت َط َّه َر فِي َب ْيتِ ِهُ ،ث َّم َم َشى و َعن َأبِي ُهرير َة َ ق َالَ :ق َال رس ُ ِ
ول اهلل ﷺَ : َ ُ ََْ ْ
َت خ ْط َوتَا ُه إِ ْحدَ ُاه َما ت َُح ُّط يض ًة ِم ْن َف َرائِ ِ
ض اهللِ ،كَان ْ وت اهللِ لِ َي ْق ِض َي َف ِر َت من بي ِ ٍ
إِ َلى َب ْي َ ْ ُ ُ
َخطِي َئ ًةَ ،و ْالُ ْخ َرى ت َْر َف ُع َد َر َج ًة»(.)6
352
ـج ِد،
اع َح ْو َل ا ْلمس ِ
َ ْ
ِ ِ ِ
إلى المسـجد ،ف َعـ ْن َجابِ ِر ْب ِن َع ْبـد اهلل َ ق َالَ :خ َلـت ا ْلبِ َق ُ
ـول اهللِ ﷺ، ـك َر ُس َ ـغ َذلِ َ ـج ِدَ ،ف َب َل َ
ب ا ْلمس ِ ِ ِ
ـأ َرا َد َبنُـو َسـل َم َة َأ ْن َينْتَق ُلـوا إِ َلـى ُق ْـر ِ َ ْ َف َ
ـج ِد»َ ،قا ُلـواَ :ن َع ْمَ ،يا ون َأ ْن َت ْنت َِق ُلوا ُق ْـر َب ا ْل َم ْس ِ ِ
ـم« :إِنَّـ ُه َب َلغَنـي َأ َّنك ْ
ُـم ت ُِريـدُ َ ـال َل ُه ْ
َف َق َ
ُـمِ ،د َي َارك ُْم
َـب آ َث ُارك ْ
ُـم ُت ْكت ْ
ِ ِ ِ
ـالَ « :يا َبني َسـل َم َة د َي َارك ْ ـكَ ،ف َق َ ـول اهللِ َقـدْ َأ َر ْدنَـا َذلِ َ
َر ُس َ
َـب آ َث ُارك ُْم»(.)1
ُت ْكت ْ
ِ ِ وفي رواية أخرى عنه قال :كَان ْ ِ
َت د َي ُارنَا نَائ َي ًة َع ِن ا ْل َم ْس ِجدَ ،ف َأ َر ْدنَا َأ ْن نَبِ َ
يع ُب ُيو َتنَا،
ول اهللِ ﷺَ ،ف َق َال« :إِ َّن َلك ُْم بِك ُِّل َخ ْط َو ٍة َد َر َج ًة»(.)2 َفنَ ْقت َِر َب ِم َن ا ْل َم ْس ِج ِدَ ،فن ََهانَا َر ُس ُ
َس ْب ِن َمالِ ٍك َ ق َالَ :ق َال النَّبِ ُّي ﷺَ « :يا َبنِي َسلِ َم َة َأال ت َْحت َِس ُب َ
ون و َع ْن َأن ِ
آ َث َارك ُْم»(.)3
ومعنى« :تُكتب آثاركم» ـ كما يقول القاضي البيضاوي ـ« :المراد بـ«اآلثار»:
الخطى إلى المساجد ،أيُ :ت َعدّ خطاكم وتكتبها الكتبة للثواب ،أو «ما يؤثر» :أي:
ُيكتب في السنن واآلثار حرصكم على الطاعات وجدّ كم واجتهادكم في حضور
الجماعات»(.)4
َّاس َأ ْج ًرا فِي«أ ْع َظ ُم الن ِ وسى األشعري َ ق َالَ :ق َال النَّبِ ُّي ﷺَ : و َع ْن َأبِي ُم َ
ِ ِ ِ
إل َما ِم َأ ْع َظ ُم الصالة َأ ْب َعدُ ُه ْمَ ،ف َأ ْب َعدُ ُه ْم َم ْم ًشىَ ،وا َّلذي َينْتَظ ُر َّ
الصال َة َحتَّى ُي َص ِّل َي َها َم َع ا ِ َّ
َأ ْج ًرا ِم َن ا َّل ِذي ُي َص ِّليُ ،ث َّم َينَا ُم»(.)5
الح ِد ْيث ّ
يدل َع َلى فضل المشي إلى المسجد من المكان قال ابن رجب« :هذا َ
البعيد ،وأن األجر يكثر ويعظم بحسب بعد المكان َعن المسجد ،وعلى فضل السبق
إلى المسجد فِي أول الوقت ،وانتظار الصالة فِ ِيه َم َع اإلمام»(.)1
ومعنـاه :أن مـن توضأ وذهب للمسـجد لصالة الجماعـة ،فوجدها قد انقضت،
354
أعطـاه اهلل مثـل أجـر مـن صالها فـي الجماعة مـن أولهـا ،وال ينقص أجـر المص ّلي
ٍ
واحـد مـن المص ّليـن بالجماعـة ّ
«لـكل وحـده مـن أجـر المصليـن بالجماعـة ،بـل
ٌ
كامـل علـى حـدة ،وذلـك لكمـال فضـل اهلل وسـعة رحمته، أجـر
المصلـي وحـده ٌ
وهـذا إذا لـم يكـن التأخير ناشـ ًئا عـن التقصيـر ،ولع ّلـه ُيعطـى بالنية أصـل الثواب،
وبالتحسـر ما فاتـه من المضاعفـة»(.)1
ّ
ار ا ْل َم ْو ُتَ ،ف َق َال :إِنِّي بَ ،ق َالَ :ح َض َر َر ُج ًل ِم َن ْالَن َْص ِ و َعن س ِع ِ
يد ْب ِن ا ْل ُم َس ِّي ِ ْ َ
ول اهللِ ﷺ َي ُق ُ
ول« :إِ َذا ت ََو َّض َأ احتِ َسا ًباَ ،س ِم ْع ُت َر ُس َ ِ
ُم َحدِّ ُثك ُْم َحدي ًثا َما ُأ َحدِّ ُثك ُُمو ُه إِ َّل ْ
ِ
هلل
َب ا ُ الص َلة َل ْم َي ْر َف ْع َقدَ َم ُه ا ْل ُي ْمنَى إِ َّل َكت َ
وءُ ،ث َّم َخ َر َج إِ َلى َّ َأ َحدُ ك ُْم َف َأ ْح َس َن ا ْل ُو ُض َ
َع َّز َو َج َّل َل ُه َح َسنَ ًةَ ،و َل ْم َي َض ْع َقدَ َم ُه ا ْل ُي ْس َرى إِ َّل َح َّط اهللُ َع َّز َو َج َّل َعنْ ُه َس ِّي َئ ًة َف ْل ُي َق ِّر ْب
جدَ َو َقدْ جدَ َ ،ف َص َّلى فِي َج َما َع ٍة ُغ ِف َر َل ُهَ ،فإِ ْن َأتَى ا ْل َم ْس ِ َأ َحدُ ك ُْم َأ ْو لِ ُي َب ِّعدْ َفإِ ْن َأتَى ا ْل َم ْس ِ
َان ك ََذلِ َ
كَ ،فإِ ْن َأتَى ا ْل َم ْس ِ
جدَ َو َقدْ َص َّل ْوا َب ْع ًضا َو َب ِق َي َب ْع ٌض َص َّلى َما َأ ْد َر َك َو َأت ََّم َما َب ِق َي ك َ
ك»(.)2 َان ك ََذلِ َ
الص َل َة ك َ َص َّل ْوا َف َأت ََّم َّ
ومعناه :أنه إن أتى المسجد ووجد «الجماعة قد صلوا الصالة ولم يدركهم
فأتم هو الصالة ،كان األمر كما كان في الصورتين ـ يعني:
معهم في جزء من الصالة ّ
أيضا ـ؛ ألن األعمال بالنيات ،وقد كانت نيته أن يصلي معهم فغفر له بذلك؛
غفر له ً
ّ
لئل يخيب في سعيه ذلك»(.)3
ص تحصيل الحسنة باليمنى؛ لشرف جهة اليمين ،وحكمة قال العراقيُ :
«خ ّ
ترتب الحسنة على رفعها حصول رفع الدرجة بها ،وحكمة ترتّب ّ
حط السيئة على
الحط للوضع ،فلم يترتّب ّ
حط السيئة على رفع اليسرى كما ّ وضع اليسرى مناسبة
فعل باليمنى بل على وضعها ،أو يقال :إن قاصد المشي للعبادة أول ما يبدأ برفع
إشعار ّ
بأن ٌ اليمنى للمشي ،فترتّب األجر على ابتداء العمل»( ،)1زاد المناوي« :وفيه
ِ
غالبي»(.)2
ّ هذا الجزاء للماشي ال للراكب ـ أي :بال ُع ْذ ٍر ـ وذكْر ِّ
الر ْجل
ـ عدّ النبي ﷺ المشي إلى الصالة من األمور التي يتصدّ ق بها المسلم على
المى ِم َن ول اهلل ﷺ« :ك ُُّل ُس َ
أعضاء جسده ،فعن َأبِي ُهرير َة َ ق َالَ :ق َال رس ُ ِ
َ ُ ََْ َ ْ
ِ ِ ِ َّاس َع َل ْي ِه َصدَ َق ٌة ،ك َُّل َي ْو ٍم َت ْط ُل ُع فِ ِيه َّ
ينالش ْم ُسَ ،ي ْعد ُل َب ْي َن ال ْثنَ ْي ِن َصدَ َق ٌةَ ،و ُيع ُ الن ِ
الر ُج َل َع َلى َدا َّبتِ ِه َف َي ْح ِم ُل َع َل ْي َهاَ ،أ ْو َي ْر َف ُع َع َل ْي َها َمتَا َع ُه َصدَ َق ٌةَ ،والكَلِ َم ُة ال َّط ِّي َب ُة َصدَ َق ٌة،
َّ
يق َصدَ َق ٌة»(.)3 يط األَ َذى َع ِن ال َّط ِر ِ الة َصدَ َق ٌةَ ،و ُي ِم ُ وك ُُّل ُخ ْطو ٍة يخْ ُطوها إِ َلى الص ِ
َّ َ َ َ َ
ـ سبب لدعاء النبي ﷺ للمريض بالشفاء :فعن َع ْب ِد اهللِ ْب ِن َع ْم ِرو ْب ِن ا ْل َع ِ
اص
يضا َف ْلي ُقل :اللهم ْاش ِ َ ،أ َّن رس َ ِ
ف ُ َّ َ الر ُج ُل َي ُعو ُد َم ِر ً
اء َّول اهلل ﷺ َق َال« :إِ َذا َج َ َ ُ
ك إِ َلى َّص َل ٍة»(.)4
ك َعدُ ًّواَ ،و َي ْم ِشي َل َ َع ْبدَ َكَ ،ينْك َُأ َل َ
356
قال الباحث :وفي إقران النبي ﷺ النكاية بالعدو مع المشي إلى الصالة إشارة
العدو ،وأنّه كلما كان مشي
ّ إلى أهمية المشي إلى الصالة في االستعداد للمعارك مع
المؤمن إلى المسجد أكثر كان نكايته للعدو أشدّ .
ومن فوائد أحاديث هذا المطلب:
فضل كثرة المشي و ُب ْعد الدار عن المسجد ،وما تؤدي إليه زيادة الخطوات
1ـ ْ
من زيادة الحسنات وتكفير السيئات ورفع الدرجات.
كبير للمسلم أن يحتسب خطواته
استحباب ٌ
ٌ 2ـ في قوله« :أال تحتسبون آثاركم»
إلى المسجد عند اهلل تعالى ،ويستحضر فضل ذلك في أثناء سيره(.)1
البر إذا كانت خالصة تُكتب 3ـ قال المباركفوري« :وفي الحديث ّ
أن أعمال ّ
آثارها حسنات» (.)2
***
ثان ًيا :سدّ ال ُف َرج في الصالة:
ر ّغبـت الشـريعة بوصـل الصفـوف ،ودعـت لواصلهـا بوصـل اهلل لـه ،فعـن
ـوف َو َحـا ُذوا َب ْي َن
الص ُف َ ـالِ َ :
ـول اهللِ ﷺَ ،ق َ
عبـد اهلل بـن عمـر َ أ َّن َر ُس َ
يمـوا ُّ
«أق ُ
ات لِ َّ
لشـ ْي َط ِ
انَ ،و َم ْن َـذروا ُفرج ٍ ِ ِ ِ
ـب َو ُسـدُّ وا ا ْلخَ َل َل َولينُوا بِ َأ ْيـدي إِ ْخ َوانك ُْمَ ،و َل ت َ ُ ُ َ ا ْل َمنَاكِ ِ
ـع َص ًّفا َق َط َعـ ُه اهلل»(.)3
هللَ ،و َم ْن َق َط َ
ـل َص ًّفـا َو َص َلـ ُه ا ُ
َو َص َ
ومعناه :أنه من وصل ص ًّفا بوقوفه فيه ،وصله اهلل برحمته ،ورفع درجته ،وقربه
((( «منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري» لحمزة قاسم (.)127/2
((( «مرعاة المفاتيح» للمباركفوري (.)406/2
((( أخرجه أبو داود في «سننه» رقم ( ،)666وإسناده حسن.
357 وبأجور مطلقة
ٍ بأعمال ّ
خاص ٍة ٍ الفصل الرابع :المضاعفة
ٍ
حاجة، من منازل األبرار ،ومواطن األخيار ،ومن قطع ص ًّفا بأن كان فيه فخرج منه لغير
ٍ
حاجة قطعه اهلل وأبعده من الصف فرجة بالّ صف وترك بينه وبين من في
أو جاء إلى ٍّ
ثوابه ومزيد رحمته ،والجزاء من جنس العمل ،وهذا يحتمل الخبر والدعاء( ،)1وقال
القاري« :فيه تهديدٌ شديدٌ ،ووعيدٌ ٌ
بليغ ،ولذا عدّ ه ابن حجر ـ يعني :الهيتمي( )2ـ
من الكبائر»( ،)3وع ّلق عليه ابن ّ
علن الدمشقي بقوله« :فيه أبلغ ٍّ
حث على وصل
صف حتى يكمل ما قبله ،وأبلغ
ٍّ الصفوف بسد فروجها وتكميلها ،بأن ال يشرع في
صف آخر ناقص أو فيه فرجة ،ومن
ّ صف وبين يديه
ّ زج ٍر عن قطعها بأن يقف في
ْ
تأ ّمل بركة دعائه للواصل وخطر دعائه المقبول الذي ال يرد على القاطع وكان عنده
الوصل و َف ّر عن القطع ما أمكنه»(.)4
أدنى ذرة من اإليمان بادر إلى ْ
الصف وسدّ خلله والترغيب في ذلك في
ِّ يقول ابن حجر« :ورد األمر بتعديل
أحاديث كثيرة أجمعها هذا الحديث»(.)5
ولذلك كان عمر بن الخطاب « ي ْأمر بِتَس ِوي ِة الص ُف ِ
وف َفإِ َذا َجا ُءو ُه ُّ َ ُُ ْ َ
ِ
يسوي الناس في َف َأ ْخ َب ُرو ُه َأ ْن َقد ْ
است ََو ْت َك َّب َر»( ،)6قال الباجي« :مقتضاه :أنه وكّل من ّ
مندوب»(.)7
ٌ الصفوف وهو
358
والحكمـة مـن ذلـك ك ّلـه« :تأكيـد التـراص والتقـارب بيـن الصفـوف؛ لعظم
فائدتهمـا ،وهـي :منْع دخول الشـيطان بينهم المسـتلزم لتسـ ّلطه وإغوائه ووسوسـته
وعـود بركة ما فيها
ْ حتـى يفسـد عليهم صالتهم وخشـوعهم الذي هـو روح الصالة،
مـن األنفـاس الطاهـرة علـى البقيـة ،وال مذهـب للشـيطان وكيـده أعظم مـن الذكر
الصـادر مـن القلب الصالـح»(.)4
***
الركوع والسجود من العبادات الجليلة التي أمر اهلل بهما ،ور ّغب فيهما النبي
ٍ
درجة ومغفرة خطيئة. ٍ
سجدة يسجدها العبد رفعة ﷺ ،حتى جعل لكل
ول اهللِ ان م ْو َلى رس ِ
َ ُ َ فعن َم ْعدَ ان ْبن َأبِي َط ْل َح َة ا ْل َي ْع َم ِر ُّيَ ،ق َالَ :ل ِق ُ
يت َث ْو َب َ
ب ْالَ ْعم ِ ﷺَ ،ف ُق ْل ُتَ :أ ْخبِرنِي بِعم ٍل َأ ْعم ُله يدْ ِخ ُلنِي ا ِ
ال َ هلل بِه ا ْل َجنَّ َة؟ َأ ْو َق َال ُق ْل ُت :بِ َأ َح ُِّ َ ُُ ََ ْ
ول اهللِ َتُ .ث َّم َس َأ ْل ُت ُه ال َّثالِ َث َة َف َق َالَ :س َأ ْل ُت َع ْن َذلِ َك َر ُس َ َتُ .ث َّم َس َأ ْل ُت ُه َف َسك َ إِ َلى اهللَِ ،ف َسك َ
ك اهللُ بِ َها َّك َل ت َْس ُجدُ هللِ َس ْجدَ ةً ،إِ َّل َر َف َع َ ود هللَِ ،فإِن َك بِ َك ْثر ِة السج ِ ﷺَ ،ف َق َالَ « :ع َل ْي َ
َ ُّ ُ
يت َأ َبا الدَّ ْر َد ِاء َف َس َأ ْل ُت ُه َف َق َال لِيِ :م ْث َل
انُ :ث َّم َل ِق ُْك بِ َها َخطِي َئ ًة» َق َال َم ْعدَ ُ َد َر َج ًةَ ،و َح َّط َعن َ
ان(.)1 َما َق َال لِيَ :ث ْو َب ُ
«ما ِم ْن َع ْب ٍد
ولَ : ول اهللِ ﷺَ ،ي ُق ُ ت َ ،أ َّن ُه َس ِم َع َر ُس َ و َعن ُعباد َة ب ِن الص ِام ِ
َّ ْ َ َ ْ
ِ
َب اهللُ َل ُه بِ َها َح َسنَ ًةَ ،و َم َحا َعنْ ُه بِ َها َس ِّي َئ ًةَ ،و َر َف َع َل ُه بِ َها َد َر َج ًة، َي ْس ُجدُ هلل َس ْجدَ ًة إِ َّل َكت َ
ود»(.)3 َفاس َتكْثِروا ِمن السج ِ
َ ُّ ُ ْ ُ
ف بن عبد اهلل َ ق َالُ :كن ُْت َأ ْم ِشي َم َع َك ْع ٍ
ب َف َم َر ْرنَا بِ َر ُج ٍل َي ْرك َُع و َعن م َطر ٍ
ْ ُ ِّ
َو َي ْس ُجدُ َ ،ل َيدْ ِري َأ َع َلى َش ْف ٍع ُه َو َأ ْم َع َلى ِوت ٍْر؟ َق َالُ :ق ْل ُتَ :لُ ْر ِشدَ َّن َه َذاَ ،فت َ
َخ َّل ْف ُت
360
يت»ُ ،ق ْل ُتَ :م ْن ْت َأ ْم َع َلى ِوت ٍْر؟ َق َالَ « :قدْ ك ُِف ُ َف ُق ْل ُتَ :يا َأ َبا َع ْب ِد اهللَِ ،أ َع َلى َش ْف ٍع َأن َ
َب اهللُ َل ُه بِ َها ِ
«م ْن َس َجدَ هلل َس ْجدَ ًة َكت َ ون» َق َالُ :ث َّم َق َالَ : اك؟ َق َال« :ا ْلكِ َرا ُم ا ْلكَاتِ ُب َ
َك َف َ
ْت؟ َق َالَ :أ ُبو َح َسنَ ًةَ ،و َر َف َع َل ُه بِ َها َد َر َج ًةَ ،و َح َّط َعنْ ُه بِ َها َخطِي َئ ًة» َق َالُ :ث َّم ُق ْل ُتَ :م ْن َأن َ
بَ :
«أ ْي َن السنَّ َة»َ ،ق َالَ :ف َق َال َك ْع ٌ
ف ُّ ت ُم َط ِّر ًفا ُأ ُّم ُهَ ،أبِي َذ ٍّر َي ْع ِر ُ َذ ٍّرَ ،ق َالَ :ف ُق ْل ُتَ « :ثكِ َل ْ
ف ُي ْر ِشدُ َر ُج ًل َرآ ُه َل َيدْ ِري َأ َع َلى َش ْف ٍع ُه َو َأ ْم َع َلى ِوت ٍْر؟ ف؟» َق َال ِق َيل :ت َ
َخ َّل َ ُم َط ِّر ٌ
َب اهللُ َل ُه بِ َها َح َسنَ ًة َو َر َف َع َل ُه بِ َها َد َر َج ًةَ ،و َح َّط َعنْ ُه ِ
«م ْن َس َجدَ هلل َس ْجدَ ًة َكت َ
بَ : َف َق َال َك ْع ٌ
بِ َها َخطِي َئ ًة»(.)1
إن َأ ْم َر ّ
النبي ﷺ بكثرة السجود ال ينافي فضيلة طول وتوسط السندي فقالّ :
القيام إذ ما أوصاه ﷺ بكثرة السجود دون طول القيام( ،)2وبنحوه قال المباركفوري
أن السجود أفضل من القيام؛ ّ
ألن صيغة في «المرعاة» :أنه ال دليل في الحديث على ّ
أيضا ،وال يلزم منه فضل السجود
«أفعل» التفضيل إنما وردت في فضل طول القيام ً
الذي ّ
دل عليه الحديث على طول القيام(.)3
قال الصنعاني« :لما رأت طائفة تعارض األدلة مالت إلى التفصيل وقالت:
واحتجت على هذا
ّ القيام بالليل أفضل ،وكثرة الركوع والسجود بالنهار أفضل،
التفصيل بأن صالة الليل قد ُخ ّصت بالقيام ،كما قال تعالى﴿ :ﭔ ﭕ﴾ [المزمل،]٢ :
ولذا ُي َقال :قيام الليل ،وال ُيقال :قيام النهار»(.)4
قال شيخ اإلسالم ابن تيمية« :تنازع الناس ،هل األفضل طول القيام؟ أم كثرة
أصحها ّ
أن كليهما سواء ،فإن ّ الركوع والسجود؟ أو كالهما سواء؟ على ثالثة أقوال:
القيام اختص بالقراءة ،وهي أفضل من الذكر والدعاء ،والسجود نفسه أفضل من
القيام ،فينبغي أنه إذا طول القيام أن يطيل الركوع والسجود ،وهذا هو طول القنوت
ول ال ُقن ِ
الص َل ٍة َأ ْف َضل؟ َف َقالُ « :ط ُ ِ
ُوت»ّ .
فإن الذي أجاب به النبي ﷺ لما ق َيل َل ُهَ :أ ّي َّ
القنوت هو إدامة العبادة ،سواء كان في حال القيام ،أو الركوع ،أو السجود ،كما
362
أيضا :أنه ٌ
سبب للقرب من النبي ﷺ ومرافقته في الجنة: ومن فوائده ً
ـول اهللِ ﷺ يـت م َع رس ِ
ـالُ :كن ُْت َأبِ ُ َ َ ُ ـب ْالَ ْسـ َل ِم ِّي َ ق َ فعـن َربِي َعـة ْبن َك ْع ٍ
ـأ ُل َك ُم َرا َف َقت ََك فِـي ا ْل َجن َِّةَ .ق َال:
ـل» َف ُق ْل ُتَ :أ ْس َ
«س ْ ِ ـه وح ِ ِ
اجتـه َف َق َال ليَ :
ِ ِ
َف َأ َت ْيتُـ ُه بِ َو ُضوئ َ َ َ
364
2ـ قال الصنعاني« :قوله« :تسـجد هلل سـجدة» يحتمل واحدة من السـجدات،
فتؤخـذ منه مشـروعية السـجدة مفرد ًة عـن الصالة لغيـر التالوة والشـكر فقد علما
مـن غيـره ،ويحتمـل أن يراد بهـا الصالة كما قـد ع ّبر بهـا عنها في غيـره من إطالق
الجزء علـى ّ
الكل»(.)1
***
قال المه ّلب« :أصل هذا في كتاب اهلل ،قال تعالى﴿ :ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ
ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ﴾
[التين 4 :ـ ،]6يريدّ :
أن لهم أجرهم في حال الكبر والضعف عما كانوا يفعلونه في
آفة من ٍ
سفر وغيره مرض من غير الزمانة ،وكل ٍ
ٍ الصحة غير مقطوع لهم؛ فلذلك كل
يمنع من العمل الصالح المعتاد؛ فإن اهلل قد تفضل بإجراء أجره على من منع ذلك
العمل بهذا الحديث»(.)1
قال شيخ اإلسالم ابن تيمية« :وهذه قاعدة الشريعة ّ
أن من كان عاز ًما على
الفعل عز ًما جاز ًما ،وفعل ما يقدر عليه منه كان بمنزلة الفاعل ،فهذا الذي كان له
عمل في صحته وإقامته عزمه أن يفعله ،وقد فعل في المرض والسفر ما أمكنه ،فكان ٌ
بمنزلة الفاعل .كما ثبت في الصحيح من قوله ﷺ« :إِ َّن بِا ْل َم ِدين َِة َأ ْق َو ًاماَ ،ما ِس ْرت ُْم
ول اهللَِ ،و ُه ْم بِا ْل َم ِدين َِة؟ َق َال: م ِسيرا ،وال َق َطعتُم و ِ
اد ًيا إِ َّل كَانُوا َم َعك ُْم»َ ،قا ُلواَ :يا َر ُس َ ْ ْ َ َ ً َ
ِ ِ
«و ُه ْم بِا ْل َمدينَةَ ،ح َب َس ُه ُم ال ُع ْذ ُر» ،وقد قال تعالى﴿ :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ َ
()2
366
في الحديث أن صالة المريض نفسها في األجر مثل صالة الصحيح ،وألن صالة
المنفرد والمعذور في نفسها مثل صالة الرجل في الجماعة ،وإنما فيه أن يكتب له
من العمل ما كان يعمل وهو صحيح مقيم ،كما يكتب له أجر صالة الجماعة إذا فاتته
مع قصده لها .وأيض ًا فليس كل معذور يكتب له مثل عمل الصحيح ،وإنما يكتب له
إذا كان يقصد عمل الصحيح ،ولكن عجز عنه.
قائما ،ثم ترك ٍ
فالحديث يدل على أن َم ْن عادته الصالة في جماعة والصالة ً
ذلك لمرضه ،فإنه يكتب له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم ،وكذلك من تطوع
على الراحلة في السفر ،وقد كان يتطوع في الحضر قائم ًا ،يكتب له ما كان يعمل
في اإلقامة .فأما من لم تكن عادته الصالة في جماعة ،وال الصالة قائم ًا إذا مرض،
فصلى وحده ،أو صلى قاعد ًا ،فهذا ال يكتب له مثل صالة المقيم الصحيح»(.)1
فتعذر فانفرد كُتِب
السبكي« :من كانت عادته أن يصلي جماعة ّ
ّ تقي الدين
قال ّ
له ثواب الجماعة ،ومن لم تكن له عادة لكن أراد الجماعة ّ
فتعذر فانفرد يكتب له
مجر ٌد ،ولو
قصدٌ ّ
ثواب قصده ال ثواب الجماعة؛ ألنه وإن كان قصده الجماعة لكنه ْ
كان يتنزل منزلة من صلى جماعة كان دون من جمع واألولى سبقها فعل ،ويدل
لألول حديث الباب ـ يقصد حديث أنس السابق ـ ،وللثاني :أن أجر الفعل يضاعف
ت َله حسنَة و ِ ٍ ِ
احدَ ة»( ،»)2قال: «م ْن َه ّم بِ َح َسنَة كُت َب ْ ُ َ َ َ
وأجر القصد ال يضاعف بدليلَ :
إن الذي صلى منفر ًدا ولو كتب له أجر صالة الجماعة لكونه «ويمكن أن ُيقالّ :
اعتادها فيكتب له ثواب صالة منفرد باألصالة وثواب مجمع بالفضل»(.)3
ول اهللِ ﷺ« :إِ َّن ا ْل َع ْبدَ اص َ ق َالَ :ق َال َر ُس ُ ف َع ْن َع ْب ِد اهللِ ْب ِن َع ْم ِرو ْب ِن ا ْل َع ِ
ُب َل ُه ِم ْث َل ِ َان ع َلى َط ِري َق ٍة حسن ٍَة ِمن ا ْل ِعباد ِةُ ،ثم م ِر َضِ ،ق َ ِ ِ
يل ل ْل َم َلك ا ْل ُم َوك َِّل بِه :ا ْكت ْ َ َ َ َّ َ َ َ إِ َذا ك َ َ
َان َطلِي ًقاَ ،حتَّى ُأ ْطلِ َق ُهَ ،أ ْو َأك ِْف َت ُه إِ َل َّي»(.)1
َع َملِ ِه إِ َذا ك َ
ول اهللِ ﷺ« :إِ َذا ا ْب َت َلى اهللُ ا ْل َع ْبدَ وعن َأنَس ْب ِن َمالِ ٍك َ ق َالَ :ق َال َر ُس ُ
َان َي ْع َم ُل ُهَ ،فإِ ْن َش َفا ُه ُب َل ُه َصالِ َح َع َملِ ِه ا َّل ِذي ك َ
هلل :ا ْكت ْ
ِِ ٍ ِ
ا ْل ُم ْسل َم بِ َب َلء في َج َسدهَ ،ق َال ا ُ
ِ
1ـ قال ابن بطال« :ليس هذا الحديث على العموم ،وإنما هو لمن كانت له
ٍ
صالح فمنعه اهلل منها بالمرض أو السفر ،وكانت نيته لو كان ٍ
عمل نوافل وعادة من
مقيما أن يدوم عليها وال يقطعها؛ فإن اهلل يتفضل عليه بأن يكتب له أجر
صحيحا أو ً
ً
صالح فال يدخل في معنى
ٌ ثوابها حين حبسه عنها ،فأما من لم يكن له تن ّفل وال ٌ
عمل
الحديث؛ ألنه لم يمنعه مرضه من شيء فكيف يكتب له ما لم يكن يعمله؟ وما
يدل أن الحديث في النوافل ما روى معمر ،عن عاصم بن أبى النجود ،عن خيثمة،
عن عبد اهلل بن عمرو :قال رسول اهلل ﷺ« :إن العبد إذا كان على طريق حسنة من
العبادة ،ثم مرض قيل للملك الموكل به :اكتب له مثل عمله إذا كان طلق ًا حتى
إلي» وقوله« :إذا كان على طريق حسنة من العبادة» ال يقال :إال في
أطلقه أو أكفته ّ
النوافل ،وال ُيقال ذلك لمؤدي الفرائض خاصة؛ ّ
ألن المريض والمسافر ال يسقط
عنهما صلوات الفرائض؛ فسنة المريض الجلوس ،وسنة المسافر قصر الصالة ،فلم
368
«حج َر
ّ يبق أن يكتب للمريض والمسافر إال أجر النوافل» ( ،)1وتعقبه ابن المن ّير بأنه
اس ًعا ،بل تدخل فِ ِيه ا ْل َف َر ِائض ا َّلتِي َش ْأنه َأن ي ْعمل َبها َو ُه َو َص ِحيح ،إِذا عجز َعن و ِ
َ
فعل؛ ِلَ َّن ُه َقا َم بِ ِه عز ًما َأن
مرض كتب َل ُه أجر َما عجز َعن ُه ً ِ ضها بِا ْل
ُج ْم َل َتهاَ ،أو َعن َب ْع َ
يحاَ ،حتَّى َص َلة ا ْل َجالِس فِي ا ْل َف ْرض لمرضه يكْتب َل ُه َعن َْها أجر َص َلة ِ
َان َصح ً َلو ك َ
ا ْلقيامَ ،واهلل أعلمَ .و َظاهر الت َّْر َج َمة َأنه ّنزله على إِ ْط َلقه» (.)2
2ـ قال ابن حجر« :است ُِد ّل به على ّ
أن المريض والمسافر إذا تك ّلف العمل كان
مقيم» (.)3
صحيح ٌ
ٌ أفضل من عمله وهو
3ـ قـال المنـاوي« :أخـذ مـن الحديـث أن الحائـض والنفسـاء تثـاب علـى
قياسـا علـى المريـض والمسـافرَ ،و ُر ّد بال َف ْـر ِقّ :
بأن تـرك الصلاة في زمـن الحيض ً
المريـض أو المسـافر كان يفعلهـا بنيـة الدوام مـع أهليته لهـا ،والحائـض غير ذلك،
بـل نيتهـا تـرك الصالة في وقـت الحيض ،بـل تحرم عليهـا نية الصالة زمـن الحيض
وإن كانـت ال تقضيهـا»(.)4
***
ثان ًيا :االبتالء بالمرض.
كتـب اهلل علـى اإلنسـان جملـة من االبتلاء؛ ليختبـر صبـره وإيمانـه ،وجعل
مـن جملة هـذا االبتلاء :المرض ليكـون كفـارة ورفع درجـة ،سـواء كان المرض
صغيرا.
ً كبيـرا أو
ً
((( انظر« :شرح ابن بطال على صحيح البخاري» ( 154/5ـ .)155
(( ( «المتواري على صحيح البخاري» البن المنير ص (.)165
(( ( «فتح الباري» البن حجر (.)137/6
(( ( «فيض القدير» للمناوي (.)444/1
369 وبأجور مطلقة
ٍ بأعمال ّ
خاص ٍة ٍ الفصل الرابع :المضاعفة
ـش َع َلى َع ِائ َشـ َة اب ِمـ ْن ُق َر ْي ٍ ـالَ :د َخ َـل َشـ َب ٌ ـو ِد بـن يزيـد النخعـي َق َ ـن ْالَ ْس َ
ف َع ِ
ُب ُـونَ ،ف َقا َل ْتَ :مـا ُي ْض ِح ُكك ُْم؟ َقا ُلـواُ :ف َل ٌن َخ َّـر َع َلى ُطن ِ ـم َي ْض َحك َ ِ
ـي بِمنًـىَ ،و ُه ْ
ِ
َوه َ
ـتَ :ل ت َْضحكُـواَ ،فإِنِّـي س ِ ٍ
ـم ْع ُت َ َ ـبَ ،ف َقا َل ُْف ْسـ َطاطَ ،فـكَا َد ْت ُعنُ ُقـ ُه َأ ْو َع ْينُـ ُه َأ ْن ت َْذ َه َ
ت َلـ ُه بِ َها َد َر َج ٌة،ـو َك ًةَ ،ف َمـا َف ْو َق َها إِ َّل كُتِ َب ْ «ما ِم ْن ُم ْسـلِ ٍم ُي َش ُ
ـاك َش ْ
رس َ ِ
ـول اهلل ﷺَ ،ق َالَ : َ ُ
ت َعنْـ ُه بِ َهـا َخطِيئَة»(.)1 وم ِ
ح َي ْ َُ
وعبر النبي ﷺ بـ«الشوكة» العتباره أدنى األذى( ،)2فكيف بما هو أكبر وأشدّ .
وفي قول عائشة َ :
«ل ت َْض َحكُوا»ٌ :
نهي عن الضحك من مثل هذا إال
وكسرا
ً تعمده فمذمو ٌم؛ ألن فيه إشماتًا بالمسلم،
أن يحصل غلبة ال يمكن دفعه ،وأما ّ
لقلبه(.)3
ـي ٍء
«ما م ْن َش ْ
ـول اهللِ ﷺ َأنَّـه َق َالِ :
َ ُ لا ٍد َ ،ع ْن رس ِ
َ ُ ب ْب ِ
ـن َخ َّ ـن الس ِ
ـائ ِ ف َع ِ َّ
َـب َلـ ُه بِ َهـا َح َسـنَ ًة َأ َو َح َّ الش ِ ِ ِ ِ
ـط َعنْـ ُه بِ َهـا ـوكَة تُصي ُبـ ُه إِ َّل َكت َ
ـن َحتَّـى َّ ْيـب ا ْل ُم ْؤم َ
ُيص ُ
َخطِي َئ ًة » ( . )4
ٍ
بأمور عدة: ٍ
بمرض فإنه يجازى فد ّلت األحاديث على أن من ابتلي
1ـ كُتبت له حسنة.
2ـ كُتبت له درجة.
3ـ ُح ّطت عنه خطيئة.
370
وتنوع األحاديث بذكر الكفارة تارة ،وذكر الدرجة والحسنة تارة ،وبذكرها
ّ
ّ
الحط، تنويع باعتبار المصائب؛ فبعضها يترتّب عليه
ٌ جمي ًعا تارة أخرى ،إنما هو
وبعضها يترتب عليه الحسنة ،وبعضها يترتب عليها ّ
الكل(.)1
يقول النووي« :في هذه األحاديث بشار ٌة عظيم ٌة للمسلمين ،فإنه ق ّلما ّ
ينفك
الواحد منهم ساعة من شيء من هذه األمور ،وفيه تكفير الخطايا باألمراض واألسقام
ومصائب الدنيا وهمومها وإن ق ّلت مشقتها ،وفيه رفع الدرجات بهذه األمور وزيادة
الحسنات ،وهذا هو الصحيح الذي عليه جماهير العلماء»(.)2
ونقل القاضي عياض عن بعضهم أن المرض يك ّفر الذنوب فقط ،وقال« :وقد
روي نحوه عن ابن مسعود ،قال :الوجع ال يكتب به األجر ولكن يك ّفر به الخطايا،
واعتمد على األحاديث التي جاء فيها تكفير الخطايا فقط ،ولع ّله لم يبلغه»(.)3
وذهب البعض إلى أن الجزاء السابق ليس للمرض واالبتالء ،بل للصبر
والرضا ،وتعقبه ابن حجر بقوله« :األحاديث الصحيحة صريحة في ثبوت األجر
بمجرد حصول المصيبة ،وأ ّما الصبر والرضا فقدْ ٌر زائدٌ يمكن أن ُيثاب عليهما زيادة
كفارات جز ًما سواء اقترن
ٌ على ثواب المصيبة» ،ثم قال« :قال القرافي :المصائب
بها الرضا أم ال ،لكن إن اقترن بها الرضا عظم التكفير وإال ّ
قل .كذا قال ،والتحقيق
ٍ
لذنب يوازيها ،وبالرضا يؤجر على ذلك ،فإن لم يكن للمصاب أن المصيبة كفار ٌة
ذنب عوض عن ذلك من الثواب بما يوازيه»(.)4
الم ْع ِسر.
المطلب الخامس :التصدق بالناقة ،وإنظار ُ
ً
أول :التصدق بالناقة ّ
والشاة:
ٍ
بعض في الرزق ،وأعطى البعض دون اآلخر؛ فضل اهلل الناس بعضهم على
ّ
ليرى من صدقاتهم وإنفاقهم على غيرهم فيمنحهم عظيم األجر والمثوبة ،ومن
هؤالء :المتصدّ ق بالناقة والشاة؛ لينتفع بها الناس.
«أ َل رج ٌل يمنَح(َ )4أه َل بي ٍ ِ
ت نَا َق ًةَ ،ت ْغدُ و ْ َْ ف َع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة َ ،ي ْب ُل ُغ بِه(ُ ْ َ ُ َ َ :)3
ف ٍ
يسير. ((( «طرح التثريب» للعراقي ( 238/3ـ )239مع تصر ٍ
ّ
((( انظر« :التنوير شرح الجامع الصغير» للصنعاني (.)504/9
(( ( َي ْب ُلغُ بِ ِه :قال النووي« :معناه :يبلغ به النبي ﷺ ،فكأنه قال :عن أبي هريرة قال :قال رسول اهلل ﷺ( :أال رجل
يمنح) ،وال فرق بين هاتين الصيغتين باتفاق العلماء»« .شرح النووي على صحيح مسلم» (.)107/7
(( ( َي ْمن َُح :قال النووي« :أي :يعطيهم ناقة يأكلون لبنها مدة ثم يردونها إليه ،وقد تكون المنيحة عطية
٣
372
ِ
«و َي ْكت ُ
ُب اهللُ وح بِ ُع ٍّس ،إِ َّن َأ ْج َر َها َل َعظ ٌ
يم» ( ،)2زاد الحميدي في مسندهَ : بِ ُع ٍّس(َ ،)1وت َُر ُ
َل ُه بِك ُِّل َح ْل َب ٍة َح َل َب َها َح َسنَة»(.)3
ِ وفي رواية أخرى َعن َأبِي ُهرير َة َ ،أ َّن رس َ ِ
ول اهلل ﷺ َق َال« :ن ْع َم َّ
الصدَ َق ُة َ ُ ََْ ْ
ٍ ِ ِ الص ِف ُّي(ِ )5من َْح ًةَ ،و َّ
وح بِ َ
آخ َر»(.)6 الصف ُّي من َْح ًةَ ،ت ْغدُ و بِإِنَاءَ ،وت َُر ُ
الشا ُة َّ ال ِّل ْق َح ُة(َّ )4
قال ابن التين« :من روى «ن ْعم الصدقة» روى أحدهما بالمعنى؛ ّ
ألن المنحة
ٍ
صدقة أيضا عطية» ،وتعقبه ابن حجر بقوله« :ال تالزم بينهماّ ،
فكل العطية ،والصدقة ً
عط ّية ،وليس كل عطية صدقة ،وإطالق الصدقة على المنحة مجاز ،ولو كانت
المنحة صدقة لما ح ّلت للنبي ﷺ بل هي من جنس الهبة والهدية»( ،)7وإنما قال
النبي ﷺ ذلك ّ
«لئل يحقر اإلنسان المنيحة»(.)8
للرقبة بمنافعها مؤبدة مثل الهبة»« .شرح النووي على صحيح مسلم» (.)106/7
«بضم العين وتشديد السين المهملة ،وهو القدح الكبير»« .شرح النووي على
ّ (( ( ُع ّس :قال النووي:
صحيح مسلم» (.)106/7
((( أخرجه مسلم في «صحيحه» رقم (.)1019
((( مسند الحميدي رقم (.)1093
(( ( ال ِّل ْقحة :قال ابن حجر« :اللقحة :الناقة ذات اللبن القريبة العهد بالوالدة ،وهي مكسورة الالم،
ويجوز فتحها ،والمعروف أن اللقحة بفتح الالم المرة الواحدة من الحلب»« .فتح الباري» البن
حجر ( 243/5ـ .)244
الص ِف ّي :قال ابن حجر« :بفتح الصاد وكسر الفاء ،أي :الكريمة الغزيرة اللبن ،ويقال لها :الصفية
(( ( ّ
أيضا»« .فتح الباري» البن حجر (.)244/5
ً
(( ( أخرجه البخاري في «صحيحه» رقم (.)5608
(( ( «فتح الباري» البن حجر (.)244/5
((( اإلفصاح البن هبيرة (.)280/7
373 وبأجور مطلقة
ٍ بأعمال ّ
خاص ٍة ٍ الفصل الرابع :المضاعفة
ٍ
بالعشـي،
ّ بالغدو وإنا ًء
ّ وح بِ َ
آخ َر» أي« :تُحلـب إنا ًء ومعنـىَ « :ت ْغـدُ و بِإِنَاءَ ،وت ُ
َـر ُ
وقيـل :تغـدو بأجر حلبها فـي الغـدو والـرواح»( ،)1والثاني أقـرب للرواية األخرى
ِ
وفيهـا« :إِ َّن َأ ْج َر َها َل َعظ ٌ
يم».
والمعنىّ :
«أن من أفضل الصدقات المحمودة أن تُعير ناقتك الحلوب قرب
ّ
ويتغذى منها ،حتى إذا انتهى والدتها لغيرك ،فتلد عنده ،وتبقى لديه يشرب من لبنها،
لبنها ر ّدها عليك»(.)2
ٍ
ـي ﷺَ :أنَّـ ُه ن ََهـى َف َذك ََر ـن النَّبِ ِّ
روايـة أخـرى َعـ ْن َأبِـي ُه َر ْي َـر َة َ ،ع ِ وفـي
ِ ()3 ـت بِصدَ َق ٍ ٍ ِ ِخ َص ً
ـةَ ،ص ُبوح َها اح ْ َ يحـ ًةَ ،غـدَ ْت بِ َصدَ َقـةَ ،و َر َ
َـح َمن َ
ـن َمن َ
«م ْ
ـالَ :ـالَ ،و َق َ
و َغب ِ
وق َهـا(.)5(»)4 َ ُ
يحة» بفتحها مع ِ قال النووي« :قال أهل اللغةِ :
و«المن َ
َ «المن َْحة» بكسر الميم،
زيادة الياء ،هي :العطية ،وتكون في الحيوان وفي الثمار وغيرهما ،وفي الصحيح
ً
نخيل ،ثم قد تكون المنيحة عط ّية للرقبة «من ََح ُأ ّم َأ ْي َم َن َ
عذا ًقا»( )6أي: أن النبي ﷺ َ
بمنافعها وهي الهبة ،وقد تكون عطية اللبن أو الثمرة مدّ ة ،وتكون الرقبة باقية
على ملك صاحبها ،وير ّدها إليه إذا انقضى ال ّلبن أو الثمر المأذون فيه»( ،)7وقال
374
اإلسالم ،وإكرام أهله ،وأخالقهم الجميلة ،ونفوسهم الطاهرة ،وقد َش ِهدَ اهلل تعالى
لهم بذلك فقال تعالى﴿ :ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ﴾
[الحشر ]٩ :اآلية»(.)1
أيضـا علـى فضـل اللبـن وأنه مـن أفضل الغذاء الـذي يهدى 2ـ ّ
دل الحديـث ً
ويتصدق به(.)3
الم ْع ِسر:
ثان ًيا :إنظار ُ
أمر اهلل عز وجل بإنظار المعسر فقال﴿ :ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ﴾
أجورا عديدةً ،منها:
ً ّب على إنظار المعسر
[البقرة ،]٢٨٠ :ورت َ
ـ مغفرة اهلل لذنوبه وعفوه عنه :فعن أبي ُه َر ْي َر َة َ ،ع ِن النَّبِ ِّي ﷺَ ،ق َال:
َّاسَ ،فإِ َذا َر َأى ُم ْع ِس ًرا َق َال لِ ِف ْت َيانِ ِه :ت ََج َاوزُوا َعنْ ُهَ ،ل َع َّل اهللَ َأ ْن َان ت ِ
َاج ٌر ُيدَ ايِ ُن الن َ «ك َ
َيت ََج َاو َز َعنَّاَ ،فت ََج َاو َز ا ُ
هلل َعنْ ُه»(.)4
376
قال ابن حجر« :يدخل في لفظ التجاوز :اإلنظار والوضيعة وحسن التقاضي،
خالصا هلل ك ّفر ً
كثيرا من السيئات ،وفيه أن األجر ً وفيه أن اليسير من الحسنات إذا كان
يتول ذلك بنفسه ،وهذا ك ّله بعد تقرير ّ
أن شرع من قبلنا يحصل لمن يأمر به وإن لم ّ
إذا جاء في شرعنا في سياق المدح كان حسنًا عندنا»(.)1
ظـل إال ظلـه :فعن أبي ال َي َسـر ـ تن ّعمـه فـي ظـل اهلل يـوم القيامـة يوم ال ّ
ِ ـول اهللِ ﷺ َو ُه َو َي ُق ُ
«م ْن َأ ْن َظ َـر ُم ْعس ًـرا َأ ْو َو َض َع َعنْـ ُهَ ،أ َظ َّل ُه اهللُ
ـولَ : قـال :سـمعت َر ُس َ
فِي ظِ ِّل ِه»(.)2
قال المناوي« :إنما استحق المنظر ذلك؛ ألنه آثر المديون على نفسه ،وأراحه
فأراحه اهلل ،والجزاء من جنس العمل»(.)3
ـ تيسـير اهلل ألمـوره فـي الدنيـا واآلخـرة :ف َع ْن َأبِـي ُه َر ْي َـر َة َ ق َ
ـالَ :ق َال
هلل َع َل ْي ِه فِـي الدُّ ْن َيا َو ْال ِخ َـر ِة»(.)4 ـن َي َّس َـر َع َلى ُم ْع ِس ٍ
ـرَ ،ي َّس َـر ا ُ «م ْ
رس ُ ِ
ـول اهلل ﷺَ : َ ُ
والو ْضع عنه؛ إما ّ
كل قال النووي« :وفي هذه األحاديث :فضل إنظار المعسرَ ،
الدَّ ْين ،وإما بعضه من ٍ
كثير أو ٍ
قليل ،وفضل المسامحة في االقتضاء وفي االستيفاء،
الوضع من الدَّ ْين ،وأنه ال ُي ْحتَقر شي ٌء من ٍ
معسر ،وفضل ْ ٍ
موسر أو سواء استوفي من
أفعال الخير؛ فلعله سبب السعادة والرحمة»(.)5
بكل يوم ينظر فيه المعسر: وللترغيب فيه أكثر ،ضاعف اهلل له األجر ّ
«م ْن َأ ْن َظ َر ولَ : ول اهللِ ﷺ َي ُق ُ فعن ُب َر ْيدَ َة بن الحصيب َ ق َالَ :س ِم ْع ُت َر ُس َ
«م ْن َأ ْن َظ َر ُم ْع ِس ًرا َف َل ُه بِك ُِّل َي ْو ٍم
ولَ : ُم ْع ِس ًرا َف َل ُه بِك ُِّل َي ْو ٍم ِم ْثلِ ِه َصدَ َق ٌة»َ ،ق َالُ :ث َّم َس ِم ْع ُت ُه َي ُق ُ
«م ْن َأ ْن َظ َر ُم ْع ِس ًرا َف َل ُه بِك ُِّل َي ْو ٍم ِم ْثلِ ِه
ولَ : ول اهللِ َت ُق ُ ِم ْث َل ْي ِه َصدَ َق ٌة»ُ ،ق ْل ُتَ :س ِم ْعت َُك َيا َر ُس َ
«م ْن َأ ْن َظ َر ُم ْع ِس ًرا َف َل ُه بِك ُِّل َي ْو ٍم ِم ْث َل ْي ِه َصدَ َق ٌة»َ ،ق َال َل ُه« :بِك ُِّل ولَ : َصدَ َق ٌة»ُ ،ث َّم َس ِم ْعت َُك َت ُق ُ
ح َّل الدَّ ْي ُنَ ،فإِ َذا َح َّل الدَّ ْي ُن َف َأ ْن َظ َر ُه َف َل ُه بِك ُِّل َي ْو ٍم ِم ْث َل ْيه َصدَ َق ٌة»(.)1يو ٍم صدَ َق ٌة َقب َل َأ ْن ي ِ
َ ْ َْ َ
َان َل ُه «و َم ْن َأ ْن َظ َر ُه َب ْعدَ ِح ِّل ِه ك َ قال السيوطي« :قوله [أي :في رواية أخرى]َ :
ٍ
رجل ألف دره ٍم ،فأنظره إلى عشرة ِم ْث ُل ُه» ،أي :مثل مال الدّ ين بأن كان له ً
مثل على
أيا ٍم ،كان له ثواب صدقة عشرة آالف دره ٍم ،وفي الصورة األولى لم يب ّين مقدار
الثواب؛ ألنه ليس فيه ٌ
أجل مع ّي ٌن ،فال يضطر المقروض كما يضطر المديون بعد
حلول األجل»(.)2
378
2ـ قال السبكي« :تعلق بهذا من ذهب إلى أن إنظار المعسر أفضل من إبرائه،
فإن أجره وإن كان أوفر لكنه ينتهي بنهايته» ( ،)1وخالف هذا الرأي المناوي فقال:
األصح؛ ّ
ألن اإلبراء يحصل مقصود اإلنظار وزيادة، ّ «إبراؤه أفضل من إنظاره على
نظرا للمدارك»(.)2
وال مانع من أن المندوب يفضل الواجب أحيانًا ً
***
جعل اهلل لإلنسان هيبة في شيب شعره ،ونهى المسلمين عن نتفه؛ ألنه نور المؤمن،
اإلنسان عن الغرور والخ ّفة والطيش ،ويميله إلى الطاعة ،وتنكسر به نفسه عن
َ و«يمنع
الشهوات ،وكل ذلك موجب للثواب يوم المآب»(« ،)3وذلك يجلب النور»( ،)4وفي
التعرض إلزالته وتعقيبه»(.)5 «ترغيب ٌ
بليغ في إبقائه ،وترك ّ ٌ تشبيهه بالنور
وللترغيب في الحفاظ عليه ضاعف اهلل أجر من فعل ذلك أن كتب له بكل ٍ
شيبة
ّ
وحط عنه خطيئة. حسنة ،ورفعه بها درجة،
«ل َتنْتِ ُفوا
ول اهللِ ﷺَ : فعن عبد اهلل بن عمرو بن العاص َ ق َالَ :ق َال َر ُس ُ
ِ يب َش ْي َب ًة فِي ْ ِ ِ ِ ِ ِ
ال ْس َل ِم إِ َّل كُت َ
ب َل ُه بِ َها َح َسنَ ٌة، ُور ا ْل ُم ْسلمَِ ،ما م ْن ُم ْسل ٍم َيش ُ بَ ،فإِ َّن ُه ن ُ َّ
الش ْي َ
َو ُرفِ َع بِ َها َد َر َج ًةَ ،أ ْو ُح َّط َع ْن ُه بِ َها َخطِي َئ ٌة»(.)6
الش ْي ِ
ب ف َّوحط الخطيئة نداء بِ َشر ِ
ّ «والتصريح بكتْب الحسنة ،ور ْفع الدّ رجة،
ٌ َ
وأهله ،وأنه من أسباب كثرة األجور ،وإيماء إلى ّ
أن الرغوب عنه بنتفه رغوب عن
المثوبة العظيمة» (.)1
والنهي عن إزالة الشيب يشمل شيب شعر اللحية والرأس وغيرهما ،ووجه
اإلثابة على الحفاظ على الشيب أنه يحزن العبد نزوله به ،لكونه عالمة من عالمات
قرب األجل ،والخروج من الدنيا(.)2
قال النوويُ « :يكره نتف الشيب ،ولو قيل يحرم للنهي الصريح الصحيح لم
يبعد ،وال فرق بين نتفه من اللحية والرأس» ( ،)3زاد الشوكاني« :والشارب والحاجب
والعذار ومن الرجل والمرأة»(.)4
«ما
وأما قول أنس بن مالك ـ وقد سئل عن شيب النبي ﷺ؟ ـ فقالَ :
ٌ
«محمول على أن تلك هلل بِ َب ْي َض َ
اء»( ،)5أي :ما عابه اهلل( ،)6قال ابن حجر :هذا َشا َن ُه ا ُ
ً
وكمال؛ ً
جمال الشعرات البيض لم يتغير بها شي ٌء من حسنه ﷺ»(« ،)7بل زادت
ٍ
سرور»(.)8 وسرورا على
ً نورا على ٍ
نور، لحصول الوقار مع نور األنوار ،فصار ً
380
عجب منه،
ٌ أما ابن األثير فقد استغرب من قول أنس السابق وقال« :وذلك
يخرج وجهه ،وهو أنه ﷺ لما رأى أبا قحافة الس ّيما في حق النبي ﷺ ،ويمكن أن ّ
ولما َع ِلم أنس ذلك من عادته ،قال« :ما
ورأسه كالثغامة ،فأمرهم بتغييره وكرههّ ،
وحمل له على هذا الرأي»( ،)1وع ّلق عليه
ً شانه اهلل ببيضاء» بنا ًء على هذا القول،
الزرقاني بأن قول ابن حجر أوجه وأولى(.)2
وأمـا األحاديـث الـواردة فـي تغييـر الشـيب بالسـواد فحملهـا العلمـاء علـى
بـاب الجهـاد دون غيـره ،يقول القـاري« :ال ينافيه التغيير السـابق ـ يعني الشـيب ـ؛
إلرغـام األعـداء وإظهار الجلادة لهم كيال يظنـوا بهم الضعف في سـنّهم ،والقدح
في شـجاعتهم وطعنهم»(.)3
ألجل لقاء
يقول ابن هبيرة« :إنما خضب أبو بكر وعمر بالحناء لغير الشيب؛ ْ
الحروب ،فإن الشيوخ يستضعفون في الحرب ،وإنما نهى عن التغيير بالسواد؛ ألن
تغريرا للنساء في النكاح»(.)4
ً فيه
***
382
وال يشترط كتابة أجر محيي السنة والدال على هدى أن يفعل األمر في حياته،
بل يشمل أن ُيفعل في حياته أو بعد مماته إلى قيام الساعة(.)1
ويظهر بهذا فضل الصحابة والتابعين لهم بإحسان من العلماء والصلحاء الذين
لم تزل األمة تقتدي بهم ،وتهتدي بسننهم إلى قيام الساعة.
يقـول ابـن عبـد البـر« :أما قول بـن عمـر« :اللهـم اجعلني مـن أئمـة المتقين»،
ّ
وجـل﴿ :ﮭﮮﮯ﴾ [الفرقـان،]٧٤ : فهـو عندي مأخو ٌذ مـن قول اهلل ّ
عز
وفـي هـذا األسـوة الحسـنة ّ
أن تكـون همـة المؤمـن تدعـوه إلـى أن يكـون إما ًما في
وائتم به
ّ الخيـر ،وإذا كان إما ًمـا فـي الخيـر كان لـه أجره وأجـر من عمل بمـا علمـه،
فيما علمـه وأجزاه عنـه»(.)3
***
ول اهللِ ﷺ احبِ َكَ ،و َأ ُبو الدَّ ْر َد ِاء َجالِ ٌس ِعنْدَ ُهَ ،ف َق َال َأ ُبو الدَّ ْر َد ِاءَ :س ِم ْع ُت َر ُس ََش ْأن ََك بِص ِ
َ
اب بِ َش ْي ٍء فِي َج َس ِد ِه َف َيت ََصدَّ ُق بِ ِه إِ َّل َر َف َع ُه اهللُ بِ ِه َد َر َج ًة َو َح َّط ِ
«ما م ْن َر ُج ٍل ُي َص ُ ولَ : َي ُق ُ
َاي ِ
ول اهلل ﷺ؟ َق َالَ :سم َع ْت ُه ُأ ُذن َ
ْت س ِمع َته ِمن رس ِ ِ
ار ُّيَ :أ َأن َ َ ْ ُ ْ َ ُ َع ْن ُه بِ ِه َخطِي َئ ًة»َ ،ق َال األَن َْص ِ
384
ك ِم ْن ُذنُوبِ ِه»( ،)1ولفظ الطبرانيُ :
«أ ْعطِ َي بِ َقدْ ِر َما َج َس ِد ِه بِ َش ْي ٍء َك َّف َر اهللُ َعنْ ُه بِ َقدْ ِر َذلِ َ
ت ََصدَّ ق به» (.)2
عضوا أو أزال منفعته
ً ٌ
إنسان كأن قطع منه ومعنى الحديث :أن من جنى عليه
فعفا عنه لوجه اهلل أثابه اهلل تعالى عليه بقدر الجناية ،ويحتمل أن المراد بالتصدق
بذلك أن يباشر بعض الطاعة ببعض ببدنه كأن يزيل األذى عن الطريق بيده فيثاب
بقدر ذلك(.)3
ٍ
وجناية اتّفقت في بدنه ،فعفا عن الجاني، ٍ
مظلمة يقول الصنعاني« :فإن عفا عن
ُأ ْعطي في اآلخرة من األجر بقدر ما تصدّ ق مضاع ًفا على ما هو شأن كرم اهلل في
مضاعفة األجور» (.)4
وبمجموع ما سبق من الروايتين يتّضح جزاء من عفا وصفح في القصاص
والجراح على النحو التالي:
ـ يرفعه اهلل بها درجة.
ـ ّ
يحط بها خطيئة ،وربما تصل لمغفرة الذنوب كلها.
ـ ُأعطي بقدْ ر ما تصدّ ق به من جسده.
ويوضح ابن تيمية سبب هذا األجر الجزيل لمستحقه بقوله« :إن اإلنسان إذا
(( ( أخرجه النسائي في السنن الكبرى رقم ( ،)11081وإسناده ضعيف ،لكنه حسن لغيره بشواهده.
(( ( عزاه للطبراني في «المعجم الكبير» :الهيثمي في مجمع الزوائد ( ،)473/6والسيوطي في الفتح
الكبير رقم ( ،)11622ولم أقف عليه في المطبوع ،فلعله في الجزء المفقود منه حتى اآلن ،ولم
أيضا.
أجد مسند عبادة بالكامل في المطبوع ً
((( انظر« :فيض القدير» للمناوي (.)106/6
(( ( «التنوير شرح الجامع الصغير» للصنعاني (.)179/10
385 وبأجور مطلقة
ٍ بأعمال ّ
خاص ٍة ٍ الفصل الرابع :المضاعفة
ّ
والغل عفا وأحسن ،أورثه اهلل بذلك من سالمة القلب إلخوانه ،ونقائه من ّ
الغش
ً
عاجل وطلب االنتقام وإرادة ّ
الش ّر ،وحصل له من حالوة العفو ما يزيد لذته ومنفعته
وآجل ،على المنفعة الحاصلة له باالنتقام أضعا ًفا مضاعف ًة ،ويدخل في قوله تعالى:
ً
﴿ﭩ ﭪ ﭫ﴾ [آل عمران ،]١٣٤ :فيصير محبو ًبا هلل ،ويصير حاله حال من
ٍ
فحينئذ يفرح بما م ّن اهلل عليه أعظم أخذ منه درهم فعوض عليه ألو ًفا من الدنانير،
ذل يجده في نفسه ،فإذا فرح يكون .ويعلم أنه ما انتقم أحد قط لنفسه إال أورثه ذلك ًّ
ٍ
العز الحاصل له
فالعز الحاصل له بالعفو أحب إليه وأنفع له من ّ
ّ عفا أعزه اهلل تعالى
ذل في الباطن، عز في الظاهر ،وهو يورث في الباطن ًّ
ذل ،والعفو ٌّ باالنتقام ،فإن هذا ٌّ
وظاهرا» ،ثم قال« :والجزاء من جنس العمل ،وهو يعلم أن
ً العز باطنًا
وهو يورث ّ
نفسه ظالم مذنب ،وأن من عفا عن الناس عفا اهلل عنه ،ومن غفر لهم غفر اهلل له .فإذا
شهد أن عفوه عنهم وصفحه وإحسانه مع إساءتهم إليه سبب ألن يجزيه اهلل كذلك
من جنس عمله ،فيعفو عنه ويصفح ،ويحسن إليه على ذنوبه ،ويسهل عليه عفوه
وصبره ،ويكفي العاقل هذه الفائدة» (.)1
***
بتصرف ٍ
يسير. ّ ((( «جامع المسائل» البن تيمية ()169/1
(( ( أخرجه البخاري في «صحيحه» رقم ( ،)6715ومسلم في «صحيحه» رقم (.)1509
٣
386
فجعلت ِكنَا َيـ ًة َع ْن ُـقِ ، ـل العن ُو«الرقبـة» ـ كمـا يقـول ابـن األثيـر ـ« :فِي ْالَ ْص ِ
ـال :أ ْعتِ ُ
ـق َر َق َبـ ًةَ ،فك ََأنَّـ ُه َق َال لشـي ِء ِ
ببعضـهَ ،فـإِ َذا َق َ ِ ِ ِ ِ
جميـ ِع َذات اإلنسـان؛ تسـمي ًة ل َّ ْ
أ ْعتِـق َع ْبـدً ا َأ ْو َأ َم ًة»(.)1
بالذكْر؛ ألنه ّ
محل أكبر الكبائر بعد خص ال َف ْرج ّ
قال بعض أهل العلم« :إنما ّ
حقير بالنسبة تحقير؛ ّ
ألن الفرج ٌ ٌ ِّ
الش ْرك»( ،)2وقال مظهر الدين الزيداني« :ذكْر الفرج
إلى باقي األعضاء»( ،)3قال القاري مع ّل ًقا« :واألظهر أن المراد بذكره المبالغة في
تع ّلق اإلعتاق بجميع أعضاء بدنه»(.)4
ول اهللِ ﷺ الس َل ِم ِّي قالَ :س ِم ْع ُت َر ُس َ يح عمرو بن عبسة ُّ
َع ْن َأبِي ن ِ
َج ٍ
ِ ِ ِ
اء ك ُِّل َع ْظ ٍم هلل َع َّز َو َج َّل َجاع ٌل ِو َق َ «أ ُّي َما َر ُج ٍل ُم ْسل ٍم َأ ْعت ََق َر ُج ًل ُم ْسل ًما َفإِ َّن ا َ ولَ : َي ُق ُ
ِ ِ ٍ ِم ْن ِع َظ ِام ِه َع ْظ ًما ِم ْن ِع َظا ِم ُم َح َّر ِر ِه ِم َن الن ِ
َّارَ ،و َأ ُّي َما ْام َر َأة َأ ْع َت َقت ْام َر َأ ًة ُم ْسل َم ًة َفإِ َّن ا َ
هلل
َّار َي ْو َم ا ْل ِق َي َام ِة»(.)5
اء ك ُِّل َع ْظ ٍم ِم ْن ِع َظ ِام َها َع ْظ ًما ِم ْن ِع َظا ِم ُم َح َّر ِر َها ِم َن الن ِ ِ
َجاع ٌل ِو َق َ
أن هذه الفضيلة ال تُنال إال الم ْعتَقة بـ«اإلسالم» ٌ
دليل على ّ الرقبة ُ
وفي «تقييد ّ
فضل ،لكن ال يبلغ ما ُو ِعد به هنا
بعتق «المسلمة» ،وإن كان في عتق الرقبة الكافرة ٌ
من األجر»( ،)6قال القاري« :والتقييد باإلسالم ،ليكون ثوابه أكثر»( ،)7وألنه تمكي ٌن
قال المه ّلب :وفي الحديث «فضل العتق ،وأنه من أرفع األعمال ،ومما ّ
ينجي
به اهلل من النار ،وفيه أن المجازاة قد تكون من جنس األعمال ،فجوزي المعتق للعبد
بالعتق من النار ،وإن كانت صدقة تصدق عليه واجتنى في اآلخرة»(.)2
ومن فوائد أحاديث هذا المطلب:
ً
رجلا ،وللمـرأة أن تعتـق أمـرأة( ،)3قـال 1ـ أن األفضـل للرجـل أن يعتـق
المنـاوي« :الـكالم في األفضـل ،فلو أعتـق ٌ
رجل امـرأة وعكسـه كان كذلك ،لكن
الذكَر مطل ًقـا»()4؛ ّ
«ألن المثليـة أولـى ،بل في بعـض األحاديث مـا يقتضي تفضيـل ّ
فـي عتـق ّ
الذكَـر من المعانـي العا ّمـة ما ليس فـي األنثـى لصالح ّيته للقضـاء وغيره
ممـا ال يصلـح له اإلنـاث»(.)5
الم ْعتَق غير
يستحب أن يكون العبد ُ
ّ 2ـ قال الخطابي« :كان بعض أهل العلم
الم ْعتِق قد نال الموعود في عتق أعضائه ِ
خص ٍّي؛ ّ
لئل يكون ناقص العضو ،ليكون ُ
كلها من النار»(.)6
***
388
أيضا
عظيم عند اهلل؛ لعظم عبادة الصوم عنده ،ومن باب تعظيمه ً
ٌ للصائم ٌ
فضل
صائما بأن يكتب له أجر الصائم ال ينقص من أجره شي ًئا.
ً مضاعفة أجر من ف ّطر
«م ْن َف َّط َر َصائِ ًما فعن َزي ِد ب ِن َخالِ ٍد الجهنِي َ ق َالَ :ق َال رس ُ ِ
ول اهلل ﷺَ : َ ُ ُ َ ِّ َ ْ ْ ْ
الصائِ ِم َش ْيئًا»(.)1 ِ ِ ك َ ِ
َان َل ُه م ْث ُل َأ ْج ِرهَ ،غ ْي َر َأ َّن ُه َل َينْ ُق ُص م ْن َأ ْج ِر َّ
ٍ
شيء وأطلق النبي ﷺ اإلفطار ولم يق ّيده ،للداللة على حصول المقصود بأي
تمرة ،أو مذقة لبن( ،)2وكافأه عليه أن قل أو كثر ،حتى ولو كانت شربة ماء ،أو ٍ يف ّطره ّ
يمنحه اهلل أجر هذا الصائم دون أن ينقص من أجره شي ًئا.
ووجه المضاعفة في هذا الثواب« :أنّه من باب التعاون على ال ّت ْقوى ،والدّ اللة
على الخ ْير»(.)3
فمثله المعونة على المعاصي ومكروه الرب تعالى للمعين عليها من الوزر واإلثم
مثل ما لعاملها»(.)1
2ـ قال الصنعاني« :ينبغي للصائم قبول ما ُيعطاه أن ُي ْفطر به إعانة ألخيه على
اآلخرة وإجابته إن دعاه للعشاء»(.)2
***
شرع اهلل الجهاد ،ور ّغب فيه لعظيم أجره ،وندب الناس إلى إعانة من وهب
جهز غاز ًيا أو خلفه
نفسه للجهاد والغزو ،ومن أجل الترغيب في هذا جعل لكل من ّ
خيرا أن يكون له أجر وثواب الغازي حتى يرجع.
في أهله ً
«م ْن َج َّه َز
ولَ : ول اهللِ ﷺ َي ُق ُ اب َ ق َالَ :س ِم ْع ُت َر ُس َ ف َع ْن ُع َم َر ْب ِن ا ْل َخ َّط ِ
َان َل ُه ِم ْث ُل َأ ْج ِر ِه َحتَّى َي ُم َ
وت َأ ْو َي ْر ِج َع»(.)3 يل اهللِ َحتَّى َي ْست َِق َّل ،ك َاز ًيا فِي َسبِ ِ
َغ ِ
قـال ابـن األثيـر«« :تجهيـز الغـازي» :تحميلـه ،وإعـداد مـا يحتـاج إليـه فـي
ٍ
شـيء محتاجا إلى ّ
«يسـتقل»« :أي :يقـدر علـى الغـزو وال يبقى غـزوه»( ،)4ومعنـى
ً
من آالتـه»(.)5
(( ( نقله عنه ابن بطال في «شرح صحيح البخاري» ( ،)51/5وابن الملقن في «التوضيح لشرح الجامع
الصحيح» (.)483/17
(( ( «التنوير شرح الجامع الصغير» للصنعاني (.)329/10
(( ( أخرجه ابن ماجه في «سننه» رقم ( ،)2758وإسناده ضعيف ،لكنه حسن لغيره بشواهده.
((( «النهاية في غريب الحديث واألثر» البن األثير (.)321/1
((( «حاشية السندي على سنن ابن ماجه» (.)172/2
٣
390
ألن ّ
الكل جها ٌد ،ذلك لجيش «ضم الصائم إلى المجاهد؛ ّ
ّ وقال الصنعاني:
األعداء ،واآلخر لجيش الشهوات»(.)1
كفارا،
يقول النووي« :اتفق العلماء على أن بني لحيان كانوا في ذلك الوقت ً
فبعث إليهم بع ًثا يغزونهم ،وقال لذلك البعث :ليخرج من كل قبيلة نصف عددها،
ٌ
محمول على وهو المراد بقوله :من كل رجلين أحدهما ،وأما كون األجر بينهما فهو
ما إذا خلف المقيم الغازي في أهله ٍ
بخير»(.)4
خيرا ،كذلك ضاعف وكما ضاعف اهلل أجر من أخلف المجاهدين في أهليهم ً
ول اهللِ ﷺ« :حرم ُة نِس ِ
اء الح َص ْيب قالَ :ق َال َر ُس ُ
َُْ َ لهم الوزر ،فعن ُب َر ْيدة بن ُ
392
ِِ ِ ِ ِ ِ ِِ ِ ِ
ف َر ُج ًل ين ك َُح ْر َمة ُأ َّم َهات ِه ْمَ ،و َما م ْن َر ُج ٍل م َن ا ْل َقاعد َ
ين َيخْ ُل ُ ين َع َلى ا ْل َقاعد َا ْل ُم َجاهد َ
ف َل ُه َي ْو َم ا ْل ِق َي َام ِةَ ،ف َي ْأ ُخ ُذ ِم ْن َع َملِ ِه َما يه ْم ،إِ َّل ُو ِق َ
ين فِي َأ ْهلِ ِه َف َيخُ و ُن ُه فِ ِ ِ ِ
م َن ا ْل ُم َجاهد َ
ِ
1ـ قال النووي« :فيه الحث على اإلحسان إلى من فعل مصلح ًة للمسلمين
و«أن ّ
كل من شارك في ّ أو قام ٍ
بأمر من مهماتهم» ( ،)4وبخاصة :الرباط والجهاد،
مساعدة الغزاة ،ومد يد المعونة للمجاهدين بإمدادهم بالمال ،وتجهيزهم بالسالح،
أو بكفالة أهلهم وأوالدهم ،فإن اهلل يمنحه مثل أجر المجاهد»(.)5
ـف َغ ِ
از ًيا» زوجات وأبناء الشـهداء الذي «و َم ْن َخ َل َ
2ـ يدخـل فـي عموم قولـهَ :
يدل خيـراّ ، قضـوا نحبهـم شـهداء ،فالمطلـوب ّبرهم واإلحسـان إليهـم ،وإخالفهم ً
ـم َيكُـ ْن َيدْ ُخ ُـل َب ْيتًـا بِا ْل َم ِدين َِة
ـي ﷺ َل ْ عليـه حديـث أنـس بـن مالـك َ أ َّن النَّبِ َّ
()1
وهاـل َأ ُخ َ ـال« :إِنِّـي َأ ْر َح ُم َها ُقتِ َ ـهَ ،ف ِق َ
يـل َل ُهَ ،ف َق َ اج ِ
ِّ ُ
َغيـر بي ِ
ـت ُأم سـ َل ْي ٍم إِ َّل َع َلـى َأ ْز َو ِ ْ َ َْ
ِ
أعم مـن أن يكون َمعـي» ،قـال ابـن المنير مع ّل ًقـا على هـذا الدخول بقولـه« :ذلك ّ
()2
فـي حياتـه ،أو بعـد موته ،والنبـي ﷺ كان يجبر قلب أم سـليم بزيارتهـا ،ويعلل ذلك
ّ
بـأن أخاهـا قتـل معـه ،ففيـه أنـه خلفه فـي أهلـه بخير بعـد وفاتـه ،وذلك من حسـن
عهده ﷺ»(.)3
***
(( ( قـال ابـن حجـر :هو حرام بـن ملحان ،قتل فـي غزوة بئـر معونة .انظـر« :فتح البـاري» البن حجر
(.)51/6
(( ( أخرجه البخاري في «صحيحه» رقم ( ،)2844ومسلم في «صحيحه» رقم (.)2455
((( نقله ابن حجر في «الفتح» (.)51/6
الخاتمة
ُ
َر َز َق َنا اهلل ُ
ح ْس َن َها َو ِزي َ
َادة
هاهو البحث قد انتهى أجله ،ووصل للحدّ الذي ُقدّ ر له ،وها هو الباحث قد
ٍ
ترحال مع أحاديث مضاعفة األجور الواردة في السنة النبوية، ألقى عصا التسيار بعد
وبعد دراسة هذه األحاديث دراسة موضوعية يمكن للباحث أن يسجل أبرز النتائج
التي توصل إليها من خالل هذه الدراسة ،وأبرز التوصيات التي يوصي بها طلبة
العلم من خالل النقاط التالية:
ً
أول :النتائج التي توصل إليها الباحث من خالل الدراسة:
1ـ تُعدّ مضاعفة األجور في الشريعة اإلسالمية من ّ
أجل النعم على هذه األمة
المحمدية ،ومن أعظم خصائصها التي تم ّيزت بها على سائر األمم السابقة.
ّ
عام ٍة ٍ
بأجور ّ 2ـ التعريف الجامع لمضاعفة األجور هو :تكثير ثواب األعمال
ٍ
مندوب إليه شر ًعا ،تختلف باختالف الزمان ،والمكان، ٍ
واجب أو ٍ
لعمل وخاص ٍة،
ّ
وقصد الفاعل ون ّيته.
ْ
3ـ يكاد ينعقد اإلجماع عند علماء األمة على إثبات هذه المضاعفة لألجر،
ولم يخالف في ذلك إال ق ّلة قليلة ر ّد عليهم القرطبي في تفسيره ولم يذكرهم؛ لعدم
اعتبار قولهم في هذا الباب.
4ـ أول أنـواع المضاعفـة هـي المضاعفـة العامـة فـي جميـع األعمـال وهي
٣
396
مضاعفـة الحسـنة إلـى عشـر حسـنات ،وهي أقـل الموعود مـن اهلل كما د ّلـت عليه
نصـوص الكتاب والسـنة.
5ـ يأتي بعد المضاعفة العامة المضاعفة الخاصة ،وهي مضاعفة زائدة على
المضاعفة العامة ،وتأتي على أنواع:
ومتنوعة :تبدأ هذه المضاعفة
ّ ٍ
وبأجور محدّ دة ـ مضاعفة خاصة ألعمال خاصة
من مضاعفة األجر مرتين حتى تصل مليون حسنة ،واهلل يضاعف لمن يشاء.
حج ٍة ٍ ٍ ٍ
ـ المضاعفة بأجور عبادات أخرى :كالمضاعفة بأجر حجة ،أو عمرة ،أو ّ
ٍ
كاملة م ًعا ،وأجر صيام الدهر ،وأجر قيام ليلة. وعمرة معا ،وأجر قيام وصيام ٍ
سنة ٍ
ً
مطلقة :كمضاعفة األجر بمغفرة الذنوب ٍ ٍ
وبأجور خاص ٍة ٍ
بأعمال ّ ـ المضاعفة
المتقدّ مة ،أو المتقدمة والمتأخرة ،ومضاعفة األجر باستمرار عمله بعد الموت
وعدم انقطاعه ،ومضاعفة األجور بالثواب العام غير المق ّيد.
نص عليها العلماء:
6ـ من أسباب المضاعفة التي ّ
وقوة إيمانه وإخالصه.
وفضله ّ
ـ ُح ْس ُن إسالم المؤمن ْ
ـ ن ْفع الحسنة والحاجة إليها.
ـ مشقة الحسنة الحاصلة بأدائها.
ـ التحويل وتعدّ ي النّ ْفع إلى الغير.
ـ شرف الزمان كشهر رمضان.
ـ شرف المكان كمكة والمدينة والقدس.
ـ شرف العمل ومكانته.
397 الخاتمة
وجه إدخال مغفرة الذنوب في المضاعفة هو تبديل اهلل ذنوب العبد إلى
8ـ ْ
نص على ذلك علماء أهل
حسنات بعد توبته وإسالمه ،وهو تبديل على الحقيقة كما ّ
السنةّ ،
ودل عليه ظواهر النصوص في الكتاب والسنة.
9ـ األعداد الواردة في مضاعفة األجور ال مفهوم لها أمام سعة رحمة اهلل
وعظيم فضله ،وتُحمل هذه األعداد على ّ
أقل الموعود بعد المضاعفة العامة ،واهلل
يضاعف لمن يشاء.
ثاني ًا :التوصيات:
1ـ يوصي الباحث المشتغلين بالسنة وعلومها االهتمام بالدراسات الموضوعية
ذات الصلة بحاجات الناس وعرضها بأسلوب يرغب الناس بالعمل بها.
2ـ كما ويوصي طلبة العلم بالتوسع في مباحث هذه األطروحة ،وإفراد بعض
مباحثها في دراسات مستقلة متوسعة تخدم السنة وعلومها من ٍ
جهة ،وتقرب فوائدها
للناس من جهة أخرى.
***
الفهارس العامة
سورة الفاتحة
292 ٧ ﴿ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ﴾
سورة البقرة
160 ٣٠ ﴿ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ﴾
﴿ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ
31 ١١٠
ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ﴾
119 ١٨٥ ﴿ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ﴾
402
،36 ،32
﴿ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋ
،48 ،42 ٢٦١
201 ،60 ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ﴾
سورة آل عمران
363 ٣١ ﴿ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ﴾
﴿ﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸ
79 ٦٤
ﭹﭺ﴾
سورة النساء
104 ٨ ﴿ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ﴾
﴿ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ
44 69ـ 70
ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ﴾
144 ٨٦ ﴿ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ﴾
سورة المائدة
115 ٦ ﴿ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ﴾
سورة األنعام
،42 ،32
،58 ،55
﴿ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ
،137 ،59 ١٦٠
،140 ﮞ﴾
174 ،142
سورة األعراف
27 ١٣٨ ﴿ﭟ ﭠ ﭡ﴾
سورة األنفال
227 ٣٣ ﴿ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ﴾
٣
404
﴿ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ
340 ٦٠
ﯥ﴾
سورة التوبة
193 ،106 ١١١ ﴿ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﴾
سورة هود
308 ،46 ١١٤ ﴿ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ﴾
سورة النحل
45 ٩٧ ﴿ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ﴾
سورة اإلسراء
196 ١ ﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ﴾
سورة األنبياء
334 ١٠٣ ﴿ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ﴾
سورة الحج
213 ٢٥ ﴿ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ﴾
سورة النور
317 ٣٧ ﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ﴾
سورة الفرقان
﴿ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ
46 ٧٠
ﮀ ﮁ ﮂ﴾
سورة الشعراء
110 ٢٢٤ ﴿ﯘ ﯙ ﯚ﴾
سورة النمل
334 ٨٧ ﴿ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ﴾
سورة القصص
22 ٢٦ ﴿ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ﴾
﴿ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ
30 ٨٤
ﰇ ﰈ ﰉ﴾
٣
406
سورة الروم
20 ٣٩ ﴿ﯡ ﯢ ﯣ﴾
﴿ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ
29 ٣٩
ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ﴾
سورة السجدة
127 ١٧ ﴿ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ﴾
سورة األحزاب
72 ،19 ٣٠ ﴿ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ﴾
﴿ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ
35 ٣١
ﭟ﴾
سورة سبأ
20 ٣٧ ﴿ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ﴾
سورة فاطر
﴿ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ
95 ٢٩ـ ٣٠
ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ﴾
407 فهرس اآليات القرآنية الكريمة
سورة الزمر
362 ٩ ﴿ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ﴾
سورة غافر
﴿ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ
293 ٧
ﯦ﴾
سورة الشورى
30 ٢٣ ﴿ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ﴾
سورة الفتح
279 1ـ2 ﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ﴾
سورة النجم
سورة الحديد
،35 ،33
٢٨ ﴿ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ﴾
44
٣
408
سورة ق
سورة الحشر
سورة الصف
194 10ـ 12 ﴿ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ﴾
سورة المعارج
سورة الجن
209 ١٨ ﴿ﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ﴾
سورة المزمل
31 ٢٠ ﴿ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ﴾
سورة النبأ
31 ٣٦ ﴿ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ﴾
سورة عبس
204 ٣٧ ﴿ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ﴾
409 فهرس اآليات القرآنية الكريمة
سورة الشمس
57 ١٣ ﴿ﮆ ﮇ﴾
سورة األعلى
152 ١٧ ﴿ﭖ ﭗ ﭘ﴾
سورة العلق
362 ١٩ ﴿ﯴ ﯵ﴾
سورة الضحى
138 ٥ ﴿ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ﴾
سورة القدر
281 ،29 ٣ ﴿ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ﴾
سورة التين
365 4ـ6 ﴿ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﴾
***
فهرس أطراف األحاديث النبوية
الصفحة الحديث
60 ،34 إِ َذا َأ ْح َس َن َأ َحدُ ك ُْم إِ ْسال َم ُه َفك ُُّل َح َسن ٍَة َي ْع َم ُل َها
َان َله َأجر ِ ِ ِ ِ
84 ان إِ َذا َأ َّدى ا ْل َع ْبدُ َح َّق اهلل َو َح َّق َم َواليه ،ك َ ُ ْ َ
203 إِذا أنْفق الرجل على َأهله َو ُه َو يحتسبها كَانَت َل ُه َصدَ َقة
412
الصفحة الحديث
ِ
اكم َفاجتَهدَ َف َأصابَ ،ف َله َأجر ِ
انَ ،وإِ َذا َحك ََم َف َأ ْخ َط َأ
117 ُ َْ َ َ الح ُ ْ َ إِ َذا َحك ََم َ
364 ب َل ُه ِم ْث ُل َما ك َ
َان َي ْع َم ُل ِ
إِ َذا َم ِر َض ال َع ْبدُ َ ،أ ْو َسا َف َر ،كُت َ
337 ات ُم َرابِ ًطا َأربع تَج ِري َع َلي ِهم ُأجورهم بعدَ ا ْلمو ِ
تَ :ر ُج ٌل َم َ ْ ْ ُ ُ ُ ْ َْ َْ َْ ٌ ْ
225 الس َل َم َو َر ْح َم َة اهللِ َو َب َركَاتِ ِهَ ،و َأ ْخبِ ْر َها َأن ََّها َت ْع ِد ُل َح َّج ًة َم ِعي
َأ ْق ِرئ َْها َّ
وف وحا ُذوا بين ا ْلمن ِ
َاك ِ ِ
356 ب َو ُسدُّ وا ا ْل َخ َل َل َْ َ َ الص ُف َ َ َ َأق ُ
يموا ُّ
322 َأال ُأ َحدِّ ُثك ُْم إِ ْن َأ َخ ْذت ُْم َأ ْد َر ْكت ُْم َم ْن َس َب َقك ُْم َو َل ْم ُيدْ ِر ْكك ُْم
152 اج َعك َُما َ َأال أ ُد ُّلكُما َع َلى َخ ْي ٍر ِم َّما َسأ ْلتُما؟ إ َذا َ
أخ ْذتُما م َض ِ
الصفحة الحديث
360 َأ َل ْم ُأ ْخ َب ْر َأن ََّك ت َُصو ُم َوال ُت ْفطِ ُرَ ،وت َُص ِّلي؟ َف ُص ْم َو َأ ْفطِ ْرَ ،و ُق ْم َون َْم
367 َان َع َلى َط ِري َق ٍة َح َسن ٍَة ِم َن ا ْل ِع َبا َد ِةُ ،ث َّم َم ِر َض
إِ َّن ا ْل َع ْبدَ إِ َذا ك َ
39 هلل َق َال :إِ َذا َت َل َّقانِي َع ْب ِدي بِ ِش ْب ٍرَ ،ت َل َّق ْي ُت ُه بِ ِذ َرا ٍع
إِ َّن ا َ
َات والسي َئ ِ
ِ ّ
43 ات الح َسن َ َّ ّ
َب َإن اهللَ َكت َ
161 س َس ِم َع ُه إِ َّن ا ْل ُم َؤ ِّذ َن ُي ْغ َف ُر َل ُه َمدَ ى َص ْوتِ ِهَ ،و ُي َصدِّ ُق ُه ك ُُّل َر ْط ٍ
ب َو َيابِ ٍ
110 اهدُ بِ َس ْي ِف ِه َولِ َسانِ ِهَ ،وا َّل ِذي َن ْف ِسي بِ َي ِد ِه
إِ َّن ا ْلم ْؤ ِمن يج ِ
ُ َ ُ َ
365 إِ َّن بِا ْلم ِدين َِة َأ ْقواما ،ما ِسرتُم م ِسيرا ،وال َق َطعتُم و ِ
اد ًيا إِ َّل كَانُوا َم َعك ُْم ْ ْ َ َ ً َ ْ ْ َ ً َ َ
٣
414
الصفحة الحديث
205 إِ َّن ِمنْ َب ِري َع َلى َح ْو ِضيَ ،وإِ َّن َما َب ْي َن ِمنْ َب ِري َو َب ْيتِي َل َر ْو َض ٌة
169 إِنَّك لن تنْفق َن َف َقة تبتغي َبها َوجه اهلل إِ َّل أجرت َع َل ْي َها
358 َخت َِل ُفوا َع َل ْي ِهَ ،فإِ َذا َرك ََعَ ،ف ْار َك ُعوا
اإل َما ُم لِ ُي ْؤت ََّم بِ ِهَ ،فال ت ْ
إِن ََّما ُج ِع َل ِ
111 ْاه ُجوا ُق َر ْي ًشاَ ،فإِ َّن ُه َأ َشدُّ َع َل ْي َها ِم ْن َر ْش ٍق بِالنَّ ْب ِل
415 فهرس أطراف األحاديث النبوية الشريفة
الصفحة الحديث
386 َأيما رج ٍل مس ِل ٍم َأ ْعت ََق رج ًل مس ِلما َفإِ َّن اهلل َع َّز وج َّل ج ِ
اع ٌل َ َ َ َ َ ُ ُ ْ ً ُّ َ َ ُ ُ ْ
101 َب ٍخَ ،ذلِ َك َم ٌال َرابِ ٌحَ ،ذلِ َك َم ٌال َرابِ ٌحَ ،و َقدْ َس ِم ْع ُت َما ُق ْل َت
الس َلم َغ ِريبا ،وسيعود كَما بدَ َأ َغ ِريباَ ،ف ُطوبى لِ ْل ُغرب ِ
183 اء ََ َ ً ً َ َ َُ ُ َ َ َبدَ َأ ْ ِ ْ ُ
ِ ِ ِِ ٍ ِ ِ ِ بِس ِم اهللِ الرحم ِن ِ
78 الرحي ِم ،م ْن ُم َح َّمد َع ْبد اهلل َو َر ُسوله إِ َلى ه َر ْق َل َعظي ِم ُّ
الرو ِم َّ ْ َ َّ ْ
َاه ْوا َع ِن ا ْل ُمنْك َِرَ ،حتَّى إِ َذا َر َأ ْي َت ُش ًّحا ُم َطا ًعا، ِ ِ
183 َب ِل ا ْئتَم ُروا بِا ْل َم ْع ُروفَ ،و َتن َ
ت بين الن َِّائ ِم والي ْق َظ ِ ِ ِ
133 ان َ َ َب ْينَا َأنَا عنْدَ ال َب ْي َ ْ َ
316 َب ْينَا َر ُج ٌل بِ َط ِر ٍيقْ ،اشتَدَّ َع َل ْي ِه ال َع َط ُشَ ،ف َو َجدَ بِ ْئ ًراَ ،فن ََز َل فِ َيها
40 ون ،إِ ْذ َأ َصا َب ُه ْم َم َط ٌر َب ْين ََما َثال َث ُة َن َف ٍر ِم َّم ْن ك َ
َان َق ْب َلك ُْم َي ْم ُش َ
416
الصفحة الحديث
ان :رج ٌل ِمن َأه ِل ِ
الكت ِ ِ
89 ،83 ،74 َاب ْ ْ َثال َث ٌة َل ُه ْم َأ ْج َر َ ُ
184 َّاس َق ْرنِيُ ،ث َّم ا َّل ِذي َن َي ُلون َُه ْمُ ،ث َّم ا َّل ِذي َن َي ُلون َُه ْمُ ،ث َّم َي ِجي ُء َأ ْق َوا ٌم
َخ ْي ُر الن ِ
341 الخ ْي ُل لِ َر ُج ٍل َأ ْج ٌرَ ،ولِ َر ُج ٍل ِست ٌْرَ ،و َع َلى َر ُج ٍل ِو ْز ٌرَ ،ف َأ َّما ا َّل ِذي َل ُه َأ ْج ٌر
َ
114 ا َّل ِذي َت ُفو ُت ُه َصال ُة ال َع ْص ِر ،ك ََأن ََّما ُوتِ َر َأ ْه َل ُه َو َما َله
249 يل اهلل َخير ِمن الدُّ ْنيا وما َع َليها ومو ِضع سو ٍ
ط باط َي ْو ٍم فِي َسبِ ِ
ِر ُ
َ َ َ َْ َْ ُ َ ْ ٌْ َ
92 َس َبى النَّبِ ُّي ﷺ َص ِف َّي َة َف َأ ْع َت َق َها َوت ََز َّو َج َها
357 الص َل ِة سووا ص ُفو َفكُمَ ،فإِ َّن تَس ِوي َة الص ِّ ِ
ف ،م ْن ت ََما ِم َّ ْ َ َّ ْ َ ُّ ُ
99 ت بِ ِه َع َل ْي ِه ْم
ودَ ،زوج ِك وو َلدُ ِك َأح ُّق من تَصدَّ ْق ِ
َ َ ْ َ ْ ُ َ َ
صدَ َق ابن مسع ٍ
ْ ُ َ ْ ُ َ
417 فهرس أطراف األحاديث النبوية الشريفة
الصفحة الحديث
196 ،172 َص َل ُة ا ْل َم ْر ِء فِي َب ْيتِ ِه َأ ْف َض ُل ِم ْن َص َلتِ ِه فِي َم ْس ِج ِدي َه َذا ،إِ َّل ا ْل َم ْكتُو َب َة
206 يما ِس َوا ُه ،إِ َّل ا ْل َم ْس ِجدٍَ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َص َل ٌة في َم ْسجدي َه َذا َأ ْف َض ُل م ْن َأ ْلف َص َلة ف َ
٣
418
الصفحة الحديث
261 ِص َيا ُم َث َل َث ِة َأ َّيا ٍم ِم ْن ك ُِّل َش ْه ٍر ِص َيا ُم الدَّ ْه ِرَ ،و َأ َّيا ُم ا ْلبِ ِ
يض
56 الص َيا ُم ُجنَّ ٌة َفال َي ْر ُف ْث َوال َي ْج َه ْلَ ،وإِ ِن ا ْم ُر ٌؤ َقا َت َل ُه َأ ْو َشات ََم ُه
ِّ
الصفحة الحديث
260 يع َذلِ َكَ ،ف ُص ْم َو َأ ْفطِ ْرَ ،و ُق ْم َون َْمَ ،و ُص ْم ِم َن َّ
الش ْه ِر َثال َث َة َأ َّيا ٍم ِ
َفإِن ََّك ال ت َْستَط ُ
فص ٍ ِ ِ ِ
196 الة الصالة في المسجد الحرام على غيره مائَة َأ ْل َ
َف ْض ُل َّ
132 الج َّب ُارَ :يا ُم َح َّمدُ َ ،ق َالَ :ل َّب ْي َك َو َس ْعدَ ْي َكَ ،ق َال :إِ َّن ُه ال ُي َبدَّ ُل ال َق ْو ُل َلدَ َّي
َف َق َال َ
309 َقدْ َجا َءك ُْم َأ ْه ُل ا ْل َي َم ِنَ ،و ُه ْم َأ َّو ُل َم ْن َجا َء بِا ْل ُم َصا َف َح ِة
107 اهدٌ ك ََذب من َقا َله ،إِ َّن َله َلَجري ِن ـ وجمع بين إِصبعي ِه ـ إِ َّنه َلج ِ
اهدٌ مج ِ
ُ َ ُ َ ُ ْ َ ْ َ َ َ َ َْ َ ْ ََْ َ َ ْ ُ
ِ ٍ
350 َب َل ُه بِ َها َح َسنَ ٌة وها إِ َلى َّ
الص َلةُ ،ي ْكت ُ ك ُُّل ُخ ْط َوة َي ْخ ُط َ
420
الصفحة الحديث
330 ت ُي ْخت َُم َع َلى َع َم ِل ِه ،إِ َّل ا ْل ُم َرابِ َط فِي َسبِ ِ
يل اهللِ ك ُُّل مي ٍ
َ ِّ
34 ال ت َُس ُّبوا َأ ْص َحابِيَ ،ف َل ْو َأ َّن َأ َحدَ ك ُْم َأ ْن َف َق ِم ْث َل ُأ ُح ٍد
184 ال ت َُس ُّبوا َأ ْص َحابِيَ ،ف َل ْو َأ َّن َأ َحدَ ك ُْم َأ ْن َف َق ِم ْث َل ُأ ُح ٍدَ ،ذ َه ًبا َما َب َل َغ ُمدَّ
201 َل َك بِ َها َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة َس ْب ُع ِمائَة نَا َقة ك ُّل َها َم ْخ ُطو َم ٌة
192 يم إِ َّل َه ِذ ِه الدَّ ا َّب ُة َف َأ َم َرنَا بِ َقت ِْل َها ِ ِ
َل ْم َي ُك ْن َش ْي ٌء إِ َّل ُي ْطف ُئ َع َلى إِ ْب َراه َ
ف األَ َّو ِلُ ،ث َّم َل ْم َي ِجدُ وا ِ ِ
252 الص ِّ َل ْو َي ْع َل ُم الن ُ
َّاس َما في النِّدَ اء َو َّ
391 لِ َينْ َب ِع ْث ِم ْن ك ُِّل َر ُج َل ْي ِن َأ َحدُ ُه َماَ ،و ْالَ ْج ُر َب ْين َُه َما
،158 ،141 ما َأو َش َك ما ن َِسي ص ِ
اح ُبك ُْم ،إِ َذا َجا َء َأ َحدُ ك ُُم ا ْل َم ْج ِل َس َف ْل ُي َس ِّل ْم َ َ َ َ ْ
176
421 فهرس أطراف األحاديث النبوية الشريفة
الصفحة الحديث
286 َما َر َأ ْي ُت النَّبِ َّي ﷺ َيت ََح َّرى ِص َيا َم َي ْو ٍم َف َّض َل ُه َع َلى َغ ْي ِر ِه
307 َما ِم ْن َأ َح ٍد َيت ََو َّض ُأ َف ُي ْح ِس ُن ا ْل ُو ُضو َءَ ،و ُي َص ِّلي َر ْك َع َت ْي ِن
الث َلم يب ُل ُغوا ِ ِ ما ِمن الن ِ ِ
319 الحن َْث َّاس م ْن ُم ْسل ٍمُ ،يت ََو َّفى َل ُه َث ٌ ْ َ ْ َ َ
369 اك َش ْو َك ًةَ ،ف َما َف ْو َق َها إِ َّل كُتِ َب ْت َل ُه بِ َها َد َر َج ٌة
َما ِم ْن ُم ْس ِل ٍم ُي َش ُ
422
الصفحة الحديث
306 َما ِمنْك ُْم َر ُج ٌل ُي َق ِّر ُب َو ُضو َء ُه َف َيت ََم ْض َم ُضَ ،و َي ْس َتن ِْش ُق َف َينْتَثِ ُر إِ َّل َخ َّر ْت َخ َطا َيا
123 المائدُ فِي ا ْلبح ِر ا َّل ِذي ي ِصيبه ا ْل َقيء َله َأجر َش ِه ٍ
يد ِ
ُ ُُ ْ ُ ُ ْ ُ َ ْ
85 وك ا َّل ِذي ُي ْح ِس ُن ِع َبا َد َة َر ِّب ِه و ُي َؤ ِّدي إ َلى َس ِّي ِد ِه ا َّل ِذي َل ُه
الم ْم ُل ُ
َ
340 يمانًا بِاهللِ َوت َْص ِدي ًقا بِ َو ْع ِد ِه م ِن اح َتبس َفرسا فِي سبِ ِ ِ
يل اهلل إِ َ َ َ ْ َ َ َ ً
173 َم ْن َأ َّذ َن َس ْب َع ِسنِي َن ُم ْحت َِس ًبا كُتِ َب ْت َل ُه َب َرا َء ٌة ِم َن الن َِّار
77 َم ْن َأ ْس َل َم ِم ْن َأ ْه ِل ا ْل ِكتَا َب ْي ِن َف َل ُه َأ ْج ُر ُه َم َّر َت ْي ِنَ ،و َل ُه َما َلنَا َو َع َل ْي ِه َما َع َل ْينَا
َان َله َأجر ِ َم ْن َأ ْعت ََق َج ِ
77 ان ار َي َت ُه َوت ََز َّو َج َها ك َ ُ ْ َ
الصفحة الحديث
129 َم ْن تَبِ َع َجن ََاز ًة َحتَّى ُي َص َّلى َع َل ْي َهاَ ،و ُي ْف َر َغ ِمن َْها
129 من تَبِع ِجن ََاز ًة حتَّى ي ْفر َغ ِمنْها َف َله ِقيرا َط ِ
ان َ ُ َ َ ُ َ َ ْ َ
234 َم ْن َت َط َّه َر فِي َب ْيتِ ِه ُث َّم َأتَى َم ْس ِجدَ ُق َبا َءَ ،ف َص َّلى فِ ِيه َص َل ًة
234 َم ْن ت ََو َّض َأ َف َأ ْح َس َن ا ْل ُو ُضو َءُ ،ث َّم َص َّلى فِي َم ْس ِج ِد ُق َبا َء َر ْك َع َت ْي ِن كَان ْ
َت َل ُه ُع ْم َر ًة
234 من تَو َّض َأ َف َأحسن و ُضوءه ُثم جاء مس ِجدَ ُقباء َفركَع فِ ِيه َأربع ر َكع ٍ
ات َْ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ َّ َ َ َ ْ ْ َ َ ُ َ ْ َ
353 َّاس َقدْ َص َّل ْوا َم ْن ت ََو َّض َأ َف َأ ْح َس َن ُو ُضو َء ُهُ ،ث َّم َر َ
اح َف َو َجدَ الن َ
424
الصفحة الحديث
271 َم ْن َح َّج هللِ َف َل ْم َي ْر ُف ْثَ ،و َل ْم َي ْف ُس ْقَ ،ر َج َع َك َي ْو ِم َو َلدَ ْت ُه ُأ ُّم ُه
ٍ ٍ ِ ِِ
232 ،221 َم ْن َخ َر َج م ْن َب ْيته ُم َت َط ِّه ًرا إِ َلى َص َلة َم ْكتُو َبة َف َأ ْج ُر ُه ك ََأ ْج ِر ا ْل َح ِّ
اج ا ْل ُم ْح ِر ِم
323 هلل َث َل ًثا َو َث َلثِي َن ِ ِ ٍ من سبح ا ِ
هلل في ُد ُب ِر ك ُِّل َص َلة َث َل ًثا َو َث َلثي َنَ ،و َحمدَ ا َ
َ ْ َ َّ َ َ
255 الص ْب َح َف ُه َو فِي ِذ َّم ِة اهللَِ ،ف َل َي ْط ُل َبنَّك ُُم اهللُ ِم ْن ِذ َّمتِ ِه
َم ْن َص َّلى ُّ
253 الص ْب َح َم ْن َص َّلى ا ْل ِع َشا َء فِي َج َما َع ٍة َفك ََأن ََّما َقا َم نِ ْص َ
ف ال َّل ْي ِلَ ،و َم ْن َص َّلى ُّ
الصفحة الحديث
345 الر ْم َيُ ،ث َّم ت ََر َك ُهَ ،ف َل ْي َس ِمنَّا ِ
َم ْن َعل َم َّ
ِ
240 َم ْن َغ َّس َل َي ْو َم ا ْل ُج ُم َعة َوا ْغت ََس َلُ ،ث َّم َبك ََّر َوا ْب َتك ََرَ ،و َم َشى َو َل ْم َي ْرك ْ
َب
ِ من َف َّطر ص ِائما ك َ ِ
388 َان َل ُه م ْث ُل َأ ْج ِرهَ ،غ ْي َر َأ َّن ُه َل َينْ ُق ُ
ص َ ْ َ َ ً
154 َم ْن َق َال إِ َذا َأ ْص َب َحَ :ل إِ َل َه إِ َّل اهللَُ ،و ْحدَ ُه َل َش ِر َ
يك َل ُه
142 من َق َال :الس َلم َع َليكُم كُتِب ْت َله َع ْشر حسن ٍ
َات َّ ُ ْ ْ َ ُ ُ َ َ َ ْ
65 الم ْل ُك َو َل ُه َ
الح ْمدُ يك َل ُهَ ،ل ُه ُ َم ْن َق َال :ال إِ َل َه إِ َّل ا ُ
هللَ ،و ْحدَ ُه ال َش ِر َ
426
الصفحة الحديث
277 احتِ َسا ًباُ ،غ ِف َر َل ُه َما َت َقدَّ َم ِم ْن َذنْبِ ِه ان إِ َ
يمانًا َو ْ َم ْن َقا َم َر َم َض َ
281 احتِ َسا ًباُ ،غ ِف َر َل ُه َما َت َقدَّ َم ِم ْن َذنْبِ ِه َم ْن َقا َم َل ْي َل َة ال َقدْ ِر إِ َ
يمانًا َو ْ
191 َم ْن َقت ََل َو َز ًغا فِي َأ َّو ِل َض ْر َب ٍة كُتِ َب ْت َل ُه ِما َئ ُة َح َسن ٍَة
91 َت َل ُه َج ِ
ار َي ٌة َف َعا َل َها َم ْن كَان ْ
330 الصالِ ِح ا َّل ِذي ِِ ِ ات مرابِ ًطا فِي سبِ ِ ِ
يل اهلل َأ ْج َرى َع َل ْيه َأ ْج َر َع َمله َّ َ َم ْن َم َ ُ َ
376 َم ْن َي َّس َر َع َلى ُم ْع ِس ٍرَ ،ي َّس َر اهللُ َع َل ْي ِه فِي الدُّ ْن َيا َو ْال ِخ َر ِة
281 احتِ َسا ًباُ ،غ ِف َر َل ُه َما َت َقدَّ َم ِم ْن َذنْبِ ِه َم ْن َي ُق ْم َل ْي َل َة ال َقدْ ِر إِ َ
يمانًا َو ْ
64 َّاس َأ ْر َب َع ٌةَ ،و ْالَ ْع َم ُال ِس َّت ٌةُ ،م َو َّس ٌع َع َل ْي ِه فِي الدُّ ْن َيا َو ْال ِخ َر ِة
الن ُ
372 الص ِف ُّي ِمن َْح ًة الص ِف ُّي ِمن َْح ًةَ ،و َّ
الشا ُة َّ الصدَ َق ُة ال ِّل ْق َح ُة َّ
ِ
ن ْع َم َّ
الصفحة الحديث
193 ال ْس َل ِم ِدينًاَ ،وبِ ُم َح َّم ٍد نَبِ ًّياَ ،و َج َب ْت َل ُه يا َأبا س ِع ٍ
يدَ ،م ْن َر ِض َي بِاهللِ َر ًّباَ ،وبِ ْ ِ َ َ َ
ِ ِ ِ
363 َيا َأ َبا َفاط َم َة ،إِ ْن َأ َر ْد َت َأ ْن َت ْل َقاني َف َأكْث ِر ُّ
الس ُجو َد
184 الصابِ ُر ِمن ُْه ْم َع َلى ِدينِ ِه َل ُه َأ ْج ُر َخ ْم ِسي َن ِمنْك ُْم ْيأتِي َع َلى الن ِ
َّاس َز َم ٌ
ان َّ
231 الصابِ ُر ِمن ُْه ْم َع َلى ِدينِ ِه َل ُه َأ ْج ُر َخ ْم ِسي َن ِمنْك ُْم ْيأتِي َع َلى الن ِ
َّاس َز َم ٌ
ان َّ
***
فهرس المصادر والمراجع
1ـ األباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير ،للحسين بن إبراهيم بن الحسين بن جعفر الهمداني
الجورقاني ت543ﻫ ،ط ،4دار الصميعي بالرياض ،ومؤسسة دار الدعوة التعليمية الخيرية بالهند،
تحقيق :عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي.
2ـ اإلبانة الكبرى ،ألبي عبد اهلل عبيد اهلل بن محمد بن محمد بن حمدان المشهور بابن بطة
ال ُع ْك َب ِري ت ،387دار الراية ،الرياض ،تحقيق :رضا معطي وآخرين.
3ـ إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ،ألبي العباس شهاب الدين أحمد بن أبي بكر
ابن إسماعيل البوصيري الكناني ت840ﻫ ،ط ،1دار الوطن للنشر ،الرياض ،تحقيق :دار المشكاة
للبحث العلمي ،بإشراف أبي تميم ياسر بن إبراهيم.
4ـ اآلحاد والمثاني؛ ألبي بكر أحمد بن أبي عاصم عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني
ت287ﻫ ،ط ،1دار الراية ،الرياض ،تحقيق :باسم فيصل الجوابرة.
5ـ اإلحسان في تقريب صحيح ابن حبان ،ألبي حاتم محمد بن حبان ال ُب ْستِي ت354ﻫ ،بترتيب
عالء الدين علي بن بلبان ،ط ،2مؤسسة الرسالة ،بيروت ،تحقيق :شعيب األرنؤوط.
6ـ إحكام اإلحكام شرح عمدة األحكام ،ابن دقيق العيد ،مطبعة السنة المحمدية.
7ـ أحكام العيدين ،ألبي بكر جعفر بن محمد بن الحسن ِ
الف ْر َيابِي ت301ﻫ ،ط ،1مكتبة العلوم
والحكم ،المدينة المنورة ،تحقيق :مساعد سليمان راشد.
8ـ أحوال الرجال ،ألبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق السعدي الجوزجاني ت259ﻫ،
حديث أكادمي ،فيصل آباد ،باكستان ،تحقيق :عبد العليم عبد العظيم البستوي.
٣
430
الص ْي َر ِم ّي الحنفي
9ـ أخبار أبي حنيفة وأصحابه ،ألبي عبد اهلل الحسين بن علي بن محمد بن جعفر َّ
ت436ﻫ ،ط ،2دار عالم الكتب ،بيروت.
10ـ أخبار أصبهان أو تاريخ أصبهان ،ألبي نعيم أحمد بن عبد اهلل بن أحمد بن إسحاق ،ت430ﻫ،
ط ،1دار الكتب العلمية ،بيروت ،تحقيق :سيد كسروي حسن.
11ـ أخبار القضاة ،ألبي بكر محمد بن خلف بن حيان بن صدقة الضبي البغدادي الملقب
بوكيع ،ت306ﻫ ،ط ،1المكتبة التجارية الكبرى بشارع محمد علي بمصر ،تحقيق :عبد العزيز مصطفى
المراغي.
12ـ أخبار مكة وما جاء فيها من اآلثار ،ألبي الوليد محمد بن عبد اهلل بن أحمد الغساني المعروف
باألزرقي ت250ﻫ ،دار األندلس للنشر ،بيروت ،تحقيق :رشدي الصالح ملحس.
13ـ اختصار علوم الحديث ،أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي
774ﻫ ،ط ،2دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،تحقيق :أحمد محمد شاكر.
14ـ أخالق النبي ﷺ وآدابه ،ألبي محمد عبد اهلل بن محمد بن جعفر بن حيان المعروف بأبي
الشيخ األصبهاني ت369ﻫ ،ط ،1دار المسلم ،تحقيق :صالح بن محمد الونيان.
15ـ أخالق أهل القرآن؛ ألبي بكر محمد بن الحسين بن عبد اهلل اآلجري البغدادي ت360ﻫ،
ط ،3دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،تحقيق :محمد عمرو عبد اللطيف.
16ـ اإلخوان ،ألبي بكر عبد اهلل بن محمد بن عبيد بن سفيان المعروف بابن أبي الدنيا ت281ﻫ،
ط ،1دار الكتب العلمية ،بيروت ،تحقيق :مصطفى عبد القادر عطا.
18ـ األدب المفـرد ،ألبـي عبـد اهلل محمـد بـن إسـماعيل بن إبراهيـم البخـاري ت256ﻫ ،ط،3
دار البشـائر اإلسلامية ،بيـروت ،تحقيـق :محمـد فؤاد عبـد الباقي.
20ـ األدب ،ألبي بكر عبد اهلل بن محمد بن إبراهيم ابن أبي شيبة ت235ﻫ ،ط ،1دار البشائر
اإلسالمية ،لبنان ،تحقيق :محمد رضا القهوجي.
21ـ إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني ،ألبي الطيب نايف بن صالح بن علي
المنصوري ،دار الكيان بالرياض ،ومكتبة ابن تيمية باإلمارات.
22ـ اإلرشاد في معرفة علماء الحديث ،ألبي يعلى خليل بن عبد اهلل بن أحمد الخليلي القزويني
ت446ﻫ ،ط ،1مكتبة الرشد ،الرياض ،تحقيق :محمد سعيد عمر إدريس.
23ـ إرواء ال َغ ِليل في تخريج أحاديث منار السبيل ،للشيخ محمد ناصر الدين األلباني ت1420ﻫ،
ط ،2المكتب اإلسالمي ،بيروت ،إشراف :زهير الشاويش.
24ـ أسامي الضعفاء المطبوع مع سؤاالت البرذعي ألبي زرعة الرازي عبيد اهلل بن عبد الكريم
ت264ﻫ ،ط ،1دار الفاروق الحديثة ،القاهرة ،تحقيق :محمد بن علي األزهري.
25ـ األسامي والكنى ،ألبي أحمد الحاكم ت378ﻫ ،ط ،1دار الغرباء األثرية ،المدينة ،تحقيق:
يوسف بن محمد الدخيل.
26ـ االستذكار؛ ألبي عمر يوسف بن عبد اهلل بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي ت463ﻫ،
ط ،1دار الكتب العلمية ،بيروت ،تحقيق :سالم محمد عطا ،ومحمد علي معوض.
27ـ االستيعاب في معرفة األصحاب ،ألبي عمر يوسف بن عبد اهلل بن محمد بن عبد البر ابن
عاصم النمري القرطبي ت463ﻫ ،ط ،1دار الجيل ،بيروت ،تحقيق :علي محمد البجاوي.
28ـ أسـد الغابـة فـي معرفـة الصحابـة ،ألبـي الحسـن علي بـن أبي الكـرم محمد بـن محمد بن
الج َزري ،عـز الدين ابـن األثيـر ت630ﻫ ،ك1989م ،دار الفكـر ،بيروت.
عبـد الكريـم الشـيباني َ
30ـ األشربة ،لإلمام أحمد بن محمد بن حنبل ت241ﻫ ،ط ،2مكتبة التراث اإلسالمي ،القاهرة،
تحقيق :عبد اهلل بن حجاج.
31ـ اإلصابة في تمييز الصحابة ،ألبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقالني
٣
432
ت852ﻫ ،ط ،1دار الكتب العلمية ،بيروت ،تحقيق :عادل أحمد عبد الموجود ،وعلي محمد معوض.
32ـ إصالح المال ،ألبي بكر عبد اهلل بن محمد بن عبيد بن سفيان المعروف بابن أبي الدنيا
ت281ﻫ ،ط ،1مؤسسة الكتب الثقافية ،بيروت ،تحقيق :محمد عبد القادر عطا.
33ـ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ،لمحمد األمين بن محمد المختار بن عبد القادر
الجكني الشنقيطي ت1393 :ﻫ ،دار الفكر بيروت1415 ،ﻫ.
34ـ أعالم الحديث في شرح صحيح البخاري ،ألبي سليمان الخطابي ،ط1409 ،1ﻫ ،مركز
إحياء التراث بجامعة أم القرى ،تحقيق :محمد بن سعد آل سعود.
35ـ إعالم الموقعين عن رب العالمين ،محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن
قيم الجوزية ت 751ﻫ ،تحقيق :محمد عبد السالم إبراهيم ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،ط1411 ،1ﻫ.
36ـ اإلعالم بفوائد عمدة األحكام ،ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد
الشافعي المصري ت 804ﻫ ،تحقيق :عبد العزيز بن أحمد بن محمد المشيقح ،دار العاصمة للنشر
والتوزيع ،المملكة العربية السعوديةط1417 ،1ﻫ.
37ـ اإلعالم بمن في تاريخ الهند من األعالم ،عبد الحي بن فخر الدين بن عبد العلي الحسني
الطالبي ت 1341ﻫ ،دار النشر :دار ابن حزم ،بيروت ،لبنان ،ط1420 ،1ﻫ.
38ـ األعالم ،لخير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزركلي الدمشقي ت1396ﻫ،
ط ،15دار العلم للماليين.
39ـ االغتباط بمن رمي من الرواة باالختالط ،برهان الدين الحلبي أبو الوفا إبراهيم بن محمد بن
خليل الطرابلسي الشافعي سبط ابن العجمي ت 841ﻫ ،تحقيق :عالء الدين علي رضا ،وسمى تحقيقه
(نهاية االغتباط بمن رمي من الرواة باالختالط) وهو دارسة وتحقيق وزيادات في التراجم على الكتاب،
دار الحديث ،القاهرةط1988 ،1م.
40ـ األفراد ،ألبي الحسن علي بن عمر الدارقطني ت ،385ط ،1نشر وتحقيق :جابر بن عبد اهلل
السريع.
الشـيباني،
ّ (ه َب ْي َـرة بن) محمد بـن هبيرة الذهلي
41ـ اإلفصـاح عـن معانـي الصحـاح ،ليحيى بن ُ
433 فهرس المصادر والمراجع
أبـو المظفـر ،عون الديـن ،ت560ﻫ ،تحقيق :فؤاد عبـد المنعم أحمـد ،دار الوطن1417 ،ﻫ.
42ـ إكمال اإلكمال ،ألبي بكر محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع المعروف بابن نقطة
ت629ﻫ ،ط ،1جامعة أم القرى ،مكة المكرمة ،تحقيق :عبد القيوم عبد رب النبي.
43ـ إكمـال تهذيـب الكمـال في أسـماء الرجال ،لعلاء الدين أبي عبـد اهلل ُم ُغ ْل َط ْ
اي بـن قليج بن
عبـد اهلل البكجـري المصري الحكـري الحنفـي ت762ﻫ ،ط ،1دار الفاروق الحديثـة ،تحقيق :أبي عبد
الرحمـن عادل بـن محمد وأبي محمد أسـامة بـن إبراهيم.
44ـ أمالي ابن بشران عبد الملك بن محمد بن عبد اهلل بن بشران بن محمد بن بشران البغدادي
ت430ﻫ ،ط ،1دار الوطن ،الرياض ،تحقيق :أبي عبد الرحمن عادل بن يوسف العزازي.
45ـ األمالي الخميسية ،ليحيى بن الحسين بن إسماعيل بن زيد الحسني الشجري الجرجاني
ت499ﻫ ،ط ،1دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،تحقيق :محمد حسن محمد حسن إسماعيل.
46ـ أمالـي المحاملـي أبـي عبـد اهلل البغـدادي الحسـين بـن إسـماعيل بـن محمد بن إسـماعيل
الضبـي المحاملـي ت330ﻫ ،ط ،1المكتبـة اإلسلامية ،دار ابن القيم ،عمـان األردن ،والدمام ،تحقيق:
إبراهيم القيسـي.
47ـ أمثال الحديث المروية عن النبي ﷺ ،ألبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خالد
الرامهرمزي ت360ﻫ ،ط ،1مؤسسة الكتب الثقافية ،بيروت ،تحقيق :أحمد عبد الفتاح تمام.
48ـ األمثال في الحديث النبوي ،ألبي الشيخ أبي محمد عبد اهلل بن محمد بن جعفر بن حيان
األنصاري ت369ﻫ ،ط ،2الدار السلفية ،بومباي ،الهند ،تحقيق :عبد العلي عبد الحميد حامد.
49ـ األموال ،ألبي أحمد حميد بن مخلد بن قتيبة بن عبد اهلل الخراساني المعروف بابن زنجويه
ت251ﻫ ،ط ،1مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات اإلسالمية ،السعودية ،تحقيق :شاكر ذيب
فياض.
50ـ األموال ،ألبي ُعبيد القاسم بن سالّم بن عبد اهلل الهروي البغدادي ت 224ﻫ ،تحقيق :خليل
محمد هراس ،دار الفكر ،بيروت.
51ـ األنـس الجليـل بتاريـخ القـدس والخليـل ،عبـد الرحمـن بـن محمـد بـن عبـد الرحمـن
٣
434
العليمـي الحنبلـي ،أبو اليمـن ،مجير الديـن ت 928ﻫ ،تحقيق :عدنـان يونس عبد المجيـد نباتة ،مكتبة
دنديـس ـ عمان.
52ـ األنساب ،ألبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني ،المروزي
ت562ﻫ ،ط ،1مجلس دائرة المعارف العثمانية ،حيدر آباد ،تحقيق :عبد الرحمن بن يحيى المعلمي
اليماني وغيره.
53ـ األوائل ،ألبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير الشامي الطبراني ت360ﻫ ،ط،1
مؤسسة الرسالة ،ودار الفرقان ،بيروت ،تحقيق :محمد شكور بن محمود الحاجي أمرير.
54ـ األوائل ،ألبي بكر أحمد بن أبي عاصم عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني ت287ﻫ ،دار
الخلفاء للكتاب اإلسالمي ،الكويت ،تحقيق :محمد بن ناصر العجمي.
55ـ األوسط في السنن واإلجماع واالختالف ،ألبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري
ت319ﻫ ،ط ،1دار طيبة ،الرياض ،تحقيق :صغير أحمد بن محمد حنيف.
56ـ اإليمان ،ألبي عبد اهلل محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن َمنْدَ ه العبدي ت 395ﻫ.
57ـ بحر الدم فيمن تكلم فيه اإلمام أحمد بمدح أو ذم ،ليوسف بن حسن بن أحمد بن حسن ابن
عبد الهادي الصالحي ،جمال الدين ،ابن ابن ِ
الم ْب َرد الحنبلي ت 909ﻫ ،تحقيق وتعليق :الدكتورة روحية
عبد الرحمن السويفي ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،ط1413 ،1ﻫ.
58ـ البحر الزخار المعروف بمسند البزار ،ألبي بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار
ت292ﻫ ،ط ،1مكتبة العلوم والحكم ،تحقيق :محفوظ الرحمن زين اهلل.
59ـ البحـر المحيـط فـي التفسـير ،ألبـي حيـان محمد بن يوسـف بن علي بن يوسـف بـن حيان
أثيـر الدين األندلسـي ت 745ﻫ ،تحقيـق :صدقي محمد جميـل ،دار الفكر بيـروت1420 ،ﻫ.
60ـ بداية السول في تفضيل الرسول ﷺ ،عبد العزيز بن عبد السالم بن أبي القاسم بن الحسن
السلمي الدمشقي ،عز الدين الملقب بسلطان العلماء ت 660ﻫ ،تحقيق :محمد ناصر الدين األلباني،
المكتب اإلسالمي ،بيروت ،ط1406 ،4ﻫ.
435 فهرس المصادر والمراجع
61ـ البداية والنهاية ،ألبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي ت،774
ط ،1دار إحياء التراث العربي ،تحقيق :علي شيري.
62ـ البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ،محمد بن علي بن محمد بن عبد اهلل الشوكاني
اليمني ت 1250ﻫ ،دار المعرفة ،بيروت.
63ـ البدر المنير في تخريج األحاديث واألثار الواقعة في الشرح الكبير ،البن الملقن سراج الدين
أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري ت 804ﻫ ،تحقيق :مصطفى أبو الغيط وعبد اهلل بن
سليمان وياسر بن كمال ،دار الهجرة للنشر والتوزيع ،الرياض ،ط1425 ،1ﻫ.
64ـ البر والصلة ،ألبي عبد اهلل الحسين بن الحسن بن حرب السلمي المروزي ت246ﻫ ،ط،1
دار الوطن ،الرياض ،تحقيق :محمد سعيد بخاري.
66ـ بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث بن محمد بن داهر التميمي أبي محمد البغدادي
الخصيب الشهير بابن أبي أسامة ت282ﻫ ،جمع هذه الزوائد أبو الحسن الهيثمي ت807ﻫ ،ط ،1مركز
خدمة السنة النبوية والسيرة ،المدينة المنورة ،تحقيق :حسين أحمد صالح الباكري.
67ـ بهجة قلوب األبرار وقرة عيون األخيار في شرح جوامع األخبار ،ألبي عبد اهلل ،عبد الرحمن بن
ناصر بن عبد اهلل بن ناصر بن حمد آل سعدي ت 1376ﻫ ،تحقيق :عبد الكريم بن رسمي ال الدريني،
مكتبة الرشد للنشر والتوزيع ،ط1422 ،1ﻫ.
68ـ بيان الوهم واإليهام في كتاب األحكام ،ألبي الحسن ابن القطان علي بن محمد الفاسي
ت628ﻫ ،ط ،1دار طيبة ،الرياض ،تحقيق :الحسين آيت سعيد.
69ـ تاج التراجم ،أبو الفداء زين الدين أبو العدل قاسم بن ُقط ُلوبغا السودوني (نسبة إلى معتق أبيه
سودون الشيخوني) الجمالي الحنفي ت 879ﻫ ،تحقيق :محمد خير رمضان يوسف ،دار القلم ـ دمشق،
ط1413 ،1ﻫ.
٣
436
الح َس ْيني
70ـ تاج العروس من جواهر القاموس ،ألبي الفيض محمد بن محمد بن عبد الرزاق ُ
الزبِيدي ت1205ﻫ ،دار الهداية ،تحقيق :مجموعة من المحققين.
الملقب بمرتضى َّ
71ـ تاريخ أبي زرعة الدمشقي عبد الرحمن بن عمرو بن عبد اهلل بن صفوان المل َّقب بشيخ
الشباب ت281ﻫ ،نشر مجمع اللغة العربية ،دمشق ،دراسة وتحقيق :شكر اهلل نعمة اهلل القوجاني ،رسالة
ماجستير بجامعة بغداد.
72ـ تاريخ أسماء الثقات ممن نقل عنهم العلم ،ألبي حفص عمر بن أحمد المعروف بابن شاهين
ت385ﻫ ،ط ،1الدار السلفية ،الكويت ،تحقيق :صبحي السامرائي.
73ـ تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين ،ألبي حفص عمر بن أحمد المعروف بابن شاهين
ت385ﻫ ،ط ،1تحقيق :عبد الرحيم محمد أحمد القشقري.
74ـ تاريخ اإلسالم ووفيات المشاهير واألعالم ،ألبي عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان بن
قا ْيماز الذهبي ت748ﻫ ،ط ،2دار الكتاب العربي ،بيروت ،تحقيق :عمر عبد السالم التدمري.
75ـ التاريخ األوسط ،ألبي عبد اهلل محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري ت256ﻫ،
ط ،1دار الوعي ،مكتبة دار التراث ،حلب والقاهرة ،تحقيق :محمود إبراهيم زايد.
76ـ تاريخ الثقات ،ألبي الحسن أحمد بن عبد اهلل بن صالح العجلي ت261ﻫ ،ط ،1دار الكتب
العلمية ،بيروت ،تحقيق :عبد المعطي قلعجي.
77ـ تاريخ الرسل والملوك ،لمحمد بن جرير بن يزيد بن كثير الطبري أبي جعفر ت310ﻫ ،ط،2
دار التراث ،بيروت.
78ـ التاريخ الصغير ،ألبي عبد اهلل محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري ت256ﻫ،
دار المعرفة ،بيروت ،لبنان ،تحقيق :محمود إبراهيم زايد.
79ـ التاريخ الكبير المعروف بتاريخ ابن أبي خيثمة أبي بكر أحمد بن أبي خيثمة ت279ﻫ ،ط،1
دار الفاروق الحديثة ،القاهرة ،تحقيق :صالح بن فتحي هالل.
80ـ التاريخ الكبير ،ألبي عبد اهلل محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي موالهم
البخاري ت256ﻫ ،دائرة المعارف العثمانية ،حيدر آباد الدكن ،تحقيق :محمد عبد المعيد خان.
437 فهرس المصادر والمراجع
81ـ تاريخ بغداد ،للخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت أبي بكر ،ت463ﻫ ،ط ،1دار الكتب
العلمية ،بيروت ،تحقيق :مصطفى عبد القادر عطا.
82ـ تاريخ دمشق ،ألبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اهلل المعروف بابن عساكر ت571ﻫ،
ط1415ﻫ1995 ،م ،دار الفكر ،عمر بن غرامة العمروي.
83ـ تاريخ هاشم بن مرثد الطبراني ت ،278عن يحيى بن معين ،ط ،2دار الفاروق الحديثة،
القاهرة ،تحقيق :محمد بن علي األزهري.
84ـ تاريخ يحيى بن معين ت233ﻫ ،رواية ابن محرز ،ط ،1مجمع اللغة العربية ،دمشق ،تحقيق:
محمد كامل القصار.
85ـ تاريخ يحيى بن معين ت233ﻫ ،رواية عباس الدوري ،ط ،1مركز البحث العلمي وإحياء
التراث اإلسالمي ،مكة المكرمة ،تحقيق :أحمد محمد نور سيف.
86ـ تاريخ يحيى بن معين ت233ﻫ ،رواية عثمان الدارمي ت280ﻫ ،دار المأمون للتراث،
دمشق ،تحقيق :أحمد محمد نور سيف.
87ـ التبيين ألسماء المدلسين ،لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي الشهير بسبط بن
العجمي ت841ﻫ ،ط ،1دار الكتب العلمية ،بيروت ،تحقيق :يحيى شفيق حسن.
88ـ تحفة األبرار شرح مصابيح السنة ،للقاضي البيضاوي ت 685ﻫ ،ط1433 ،1ﻫ2012 ،م،
تحقيق :لجنة متخصصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب ،إدارة الثقافة اإلسالمية بالكويت.
89ـ تحفة األشراف بمعرفة األطراف ،ألبي الحجاج جمال الدين يوسف بن الزكي عبد الرحمن
ابن يوسف المزي ت742ﻫ ،ط ،2الدار القيمة بالهند ،والمكتب اإلسالمي ،بيروت ،لبنان ،تحقيق :عبد
الصمد شرف الدين ،وزهير الشاويش.
90ـ تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ،لولي الدين أبي زرعة أحمد بن عبد الرحيم بن
الحسين العراقي ت826ﻫ ،مكتبة الرشد ،الرياض ،تحقيق :عبد اهلل نوارة.
91ـ تخريج األحاديث واآلثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري ،جمال الدين أبو محمد
٣
438
عبد اهلل بن يوسف بن محمد الزيلعي ت 762ﻫ ،تحقيق :عبد اهلل بن عبد الرحمن السعد ،دار ابن خزيمة،
الرياض ،ط1414 ،1ﻫ.
92ـ التراجم الساقطة من كتاب إكمال تهذيب الكمال ،ألبي عبد اهلل مغلطاي بن قليج المصري
المحدِّ ث ،السعودية ،تحقيق :مجموعة من طالب الماجستير بجامعة الملك سعود.
ت762ﻫ ،ط ،1دار َ
93ـ الترغيب في الدعاء والحث عليه ،ألبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور
المقدسي ت600ﻫ ،دار ابن حزم ،بيروت ،تحقيق :فواز أحمد زمرلي.
94ـ الترغيب في فضائل األعمال وثواب ذلك ،ألبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان المعروف
بابن شاهين ت385ﻫ ،ط ،1دار الكتب العلمية ،بيروت ،تحقيق :محمد حسن إسماعيل.
95ـ الترغيب والترهيب من الحديث الشريف ،لزكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد اهلل
المنذري ت656ﻫ ،ط ،1دار الكتب العلمية ،بيروت ،تحقيق :إبراهيم شمس الدين.
96ـ تسمية مشايخ أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب ت303ﻫ وذكر المدلسين« ،ط ،1دار عالم
الفوائد ،مكة المكرمة ،تحقيق :الشريف حاتم بن عارف العوني.
97ـ تعجيل المنفعة بزوائد رجال األئمة األربعة ،ألبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن حجر
العسقالني ت852ﻫ ،ط ،1دار البشائر ،بيروت ،تحقيق :إكرام اهلل إمداد الحق.
98ـ التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح ،ألبي الوليد سليمان بن
خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي القرطبي الباجي األندلسي ت474ﻫ ،ط ،1دار اللواء للنشر
والتوزيع ،الرياض ،تحقيق :أبو لبابة حسين.
100ـ تغليق التعليق ،ألبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقالني ت852ﻫ ،ط ،1المكتب
اإلسالمي ،ودار عمار ،بيروت وعمان ،تحقيق :سعيد عبد الرحمن موسى القزقي.
101ـ تفسير القرآن العظيم ،ألبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي
ت 774ﻫ ،تحقيق :سامي بن محمد سالمة ،دار طيبة للنشر والتوزيع ،ط1420 ،2ﻫ.
439 فهرس المصادر والمراجع
102ـ تفسير القرآن العظيم ،لعبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي ت327ﻫ ،ط،3
مكتبة نزار مصطفى الباز ،السعودية ،تحقيق :أسعد محمد الطيب.
103ـ تفسـير غريـب مـا فـي الصحيحيـن البخاري ومسـلم ،ألبـي عبـد اهلل محمد بـن أبي نصر
الح ِميـدي ت488ﻫ ،ط ،1مكتبـة السـنة، فتـوح بـن عبـد اهلل بـن فتـوح بـن حميـد األزدي الميورقـي َ
القاهـرة ،مصـر ،تحقيـق :زبيـدة محمد سـعيد عبـد العزيز.
104ـ تقريب التهذيب ،ألبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقالني ت853ﻫ ،ط1430ﻫ،
2009م ،دار الحديث ،القاهرة ،تحقيق :حامد عبد اهلل المحالوي.
106ـ التكميل لما فات تخريجه من إرواء الغليل ،صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل
الشيخ ،دار العاصمة للنشر والتوزيع ،الرياض ،ط1417 ،1ﻫ.
107ـ التلخيـص الحبيـر فـي تخريـج أحاديـث الرافعـي الكبيـر ،أبو الفضـل أحمد بـن علي بن
محمـد بـن أحمـد بـن حجـر العسـقالني ت 852ﻫ ،تحقيـق :أبـو عاصم حسـن بـن عباس بـن قطب،
مؤسسـة قرطبة ،مصـر ،ط1416 ،1ﻫ.
108ـ تلخيص كتاب الموضوعات البن الجوزي ،ألبي عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان
الذهبي ت748ﻫ ،ط ،1مكتبة الرشد ،الرياض ،تحقيق :ياسر إبراهيم محمد.
109ـ التمهيد لما في الموطأ من المعاني واألسانيد؛ ألبي عمر يوسف بن عبد اهلل بن محمد ابن
عبد البر بن عاصم النمري القرطبي ت463ﻫ ،ط1387ﻫ ،وزارة عموم األوقاف والشئون اإلسالمية،
المغرب ،تحقيق :مصطفى بن أحمد العلوي ،ومحمد عبد الكبير البكري.
110ـ التمييز ،ألبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري ت261ﻫ ،ط ،3مكتبة
الكوثر ،السعودية ،تحقيق :محمد مصطفى األعظمي.
111ـ تنزيـه الشـريعة المرفوعـة عـن األخبار الشـنيعة الموضوعـة ،لعلي بن محمد بـن علي بن
٣
440
عبـد الرحمـن بـن عـراق الكنانـي ت963ﻫ ،ط ،1دار الكتـب العلمية ،بيـروت ،تحقيق :عبـد الوهاب
عبـد اللطيـف ،وعبـد اهلل محمد الصديـق الغماري.
112ـ التنكيل بما في تأنيب الكوثري من األباطيل ،عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن محمد
المعلمي العتمي اليماني ت 1386ﻫ ،مع تخريجات وتعليقات :محمد ناصر الدين األلباني ،زهير
الشاويش ،عبد الرزاق حمزة ،المكتب اإلسالمي ،ط1406 ،2ﻫ.
113ـ تنوير الحوالك شرح موطأ مالك ،لعبد الرحمن بن أبي بكر ،جالل الدين السيوطي،
ت911ه ،المكتبة التجارية الكبرى ،مصر1389 ،ﻫ.
116ـ تهذيب األسماء واللغات ،ألبي زكريا يحيى بن شرف النووي ت676ﻫ ،دار الكتب
العلمية ،بيروت ،لبنان.
117ـ تهذيب التهذيب ،ألبي الفضل أحمد بن علي ابن حجر العسقالني ت852ﻫ ،ط ،1مطبعة
دائرة المعارف النظامية بالهند.
118ـ تهذيب الكمال في أسماء الرجال ،لجمال الدين أبي الحجاج يوسف بن عبد الرحمن بن
يوسف القضاعي المزي ت742ﻫ ،ط ،1مؤسسة الرسالة ،بيروت ،تحقيق :بشار عواد معروف.
119ـ تهذيب اللغة ،لمحمد بن أحمد بن األزهري الهروي ،أبو منصور ت370 :ﻫ ،تحقيق:
محمد عوض مرعب ،دار إحياء التراث العربي بيروت ،ط2001 ،1م.
120ـ التوحيـد وإثبـات صفـات الـرب عـز وجـل ،ألبي بكـر محمد بن إسـحاق بـن خزيمة بن
المغيـرة بـن صالح بن بكر السـلمي النيسـابوري ت311ﻫ ،ط ،5مكتبة الرشـد ،الريـاض ،تحقيق :عبد
العزيـز بن إبراهيم الشـهوان.
441 فهرس المصادر والمراجع
121ـ التوضيح لشرح الجامع الصحيح ،البن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن
أحمد الشافعي المصري ،ت804ﻫ ،تحقيق :دار الفالح للبحث العلمي وتحقيق التراث ،دار النوادر،
دمشق ،ط1429 ،1ﻫ.
122ـ التوقيف على مهمات التعاريف؛ لزين الدين عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين
العابدين المناوي ت1031ﻫ ،ط ،1عالم الكتب 38عبد الخالق ثروت ،القاهرة.
123ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان ،عبد الرحمن بن ناصر بن عبد اهلل السعدي
ت 1376ﻫ ،تحقيق :عبد الرحمن بن معال اللويحق ،مؤسسة الرسالة ،ط1420 ،1ﻫ.
124ـ تيسـير اللطيـف المنـان في خالصة تفسـير القرآن ،أبـو عبد اهلل ،عبد الرحمـن بن ناصر بن
عبـد اهلل بـن ناصـر بـن حمـد آل سـعدي ت 1376ﻫ ،وزارة الشـئون اإلسلامية واألوقـاف والدعـوة
واإلرشـاد ،المملكـة العربيـة السـعودية ،ط1422 ،1ﻫ.
125ـ التيسير بشرح الجامع الصغير ،زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن
علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري ت 1031ﻫ ،مكتبة اإلمام الشافعي ،الرياض ،ط،3
1408ﻫ.
126ـ الثقات ،ألبي حاتم محمد بن حبان ال ُب ْستِي ت354ﻫ ،ط ،1دائرة المعارف العثمانية ،حيدر
آباد الدكن ،الهند ،تحقيق :د.
127ـ الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب ،ألبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين ،بن الحاج
نوح بن نجاتي بن آدم ،األشقودري األلباني ت 1420ﻫ ،غراس للنشر والتوزيع ،ط1422 ،1ﻫ.
128ـ جامـع األصـول فـي أحاديـث الرسـول ،لمجـد الدين أبـو السـعادات المبارك بـن محمد
بـن محمـد بـن محمـد ابـن عبـد الكريـم الشـيباني الجـزري ابـن األثيـر (المتوفـى606 :ﻫ ،تحقيـق:
عبـد القـادر األرنـؤوط ،التتمة تحقيق بشـير عيـون ،مكتبة الحلوانـي ،مطبعة الملاح ،مكتبـة دار البيان
ط1389 ،1ﻫ.
129ـ جامع البيان في تأويل القرآن ،محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي ،أبو جعفر
الطبري ت 310ﻫ ،تحقيق :أحمد محمد شاكر ،مؤسسة الرسالة ،ط1420 ،1ﻫ.
٣
442
130ـ جامع التحصيل في أحكام المراسيل ،ألبي سعيد خليل بن َك ْي َك َل ِدي العالئي ت ،761ط،2
عالم الكتب ،بيروت ،تحقيق :حمدي عبد المجيد السلفي.
131ـ جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديث ًا من جوامع الكلم ،زين الدين عبد الرحمن بن
السالمي ،البغدادي ،ثم الدمشقي ،الحنبلي ت 795ﻫ ،تحقيق :الدكتور
أحمد بن رجب بن الحسنَ ،
محمد األحمدي أبو النور ،دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع ،ط1424 ،2ﻫ.
132ـ الجامع ألحكام القرآن ،أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري
الخزرجي شمس الدين القرطبي ت 671ﻫ ،تحقيق :أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش ،دار الكتب
المصرية ـ القاهرة ،ط1384 ،2ﻫ
133ـ الجرح والتعديل ،ألبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي
ت327ﻫ ،ط ،1دار إحياء التراث العربي ،بيروت ،دائرة المعارف العثمانية ،حيدر آباد الدكن ،الهند.
134ـ جزء األلف دينار ،وهو الجزء الخامس من الفوائد المنتقاة واألفراد الغرائب ِ
الح َسان،
ألبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب البغدادي القطيعي ت368ﻫ ،ط ،1دار النفائس،
الكويت ،تحقيق :بدر عبد اهلل البدر.
135ـ جمهرة اللغة ،ألبي بكر محمد بن الحسن بن دريد األزدي ت321ﻫ ،ط ،1دار العلم
للماليين ،بيروت ،تحقيق :رمزي منير بعلبكي.
136ـ الجهاد ،ألبي بكر أحمد بن أبي عاصم عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني ت287ﻫ،
ط ،1مكتبة العلوم والحكم ،المدينة المنورة ،تحقيق :مساعد سليمان الراشد الجميد.
137ـ حاشية السندي على سنن ابن ماجه = كفاية الحاجة في شرح سنن ابن ماجه ،محمد بن
عبد الهادي التتوي ،أبو الحسن ،نور الدين السندي ت 1138ﻫ ،دار الجيل ،بيروت.
138ـ حاشية السندي على سنن النسائي (مطبوع مع السنن) ،محمد بن عبد الهادي التتوي ،أبو
الحسن ،نور الدين السندي ت 1138ﻫ ،مكتب المطبوعات اإلسالمية ،حلب ،ط1406 ،2ﻫ.
139ـ حاشية السيوطي على سنن النسائي (مطبوع السنن) ،عبد الرحمن بن أبي بكر ،جالل الدين
السيوطي ت 911ﻫ ،مكتب المطبوعات اإلسالمية ،حلب ،ط1406 ،2ه.
443 فهرس المصادر والمراجع
140ـ حديث أبي الفضل الزهري عبيد اهلل بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد اهلل بن سعد بن
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف العوفي الزهري القرشي البغدادي ت381ﻫ ،ط ،1أضواء السلف،
الرياض ،تحقيق :حسن محمد علي شبالة البلوط.
141ـ حلية األولياء وطبقات األصفياء ،ألبي نعيم أحمد بن عبد اهلل بن أحمد بن إسحاق بن
موسى بن مهران األصبهاني ت430ﻫ ،ط1394ﻫ1974 ،م ،دار السعادة ،مصر.
142ـ حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر ،عبد الرزاق بن حسن بن إبراهيم البيطار الميداني
الدمشقي ت 1335ﻫ ،حققه ونسقه وعلق عليه حفيده :محمد بهجة البيطار ،من أعضاء مجمع اللغة
العربية ،دار صادر ،بيروت ،ط1413 ،2ﻫ.
143ـ حيـاة الحيـوان الكبـرى ،لمحمـد بـن موسـى بـن عيسـى بن علـي الدميـري ،أبـو البقاء،
كمـال الديـن الشـافعي ت 808ﻫ ،دار الكتـب العلميـة ،بيـروت ،ط1424 ،2ﻫ.
144ـ خالصة األثر في أعيان القرن الحادي عشر ،محمد أمين بن فضل اهلل بن محب الدين بن
محمد المحبي الحموي األصل ،الدمشقي ت 1111ﻫ ،دار صادر ،بيروت.
145ـ خالصـة األحـكام فـي مهمـات السـنن وقواعـد اإلسلام ،ألبـي زكريـا محيـي الديـن
يحيى بن شـرف النووي ت676ﻫ ،حققه وخرج أحاديثه :حسـين إسـماعيل الجمل ،مؤسسـة الرسـالة،
لبنان ،بيروت ،ط1418 ،1ﻫ.
146ـ خالصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال؛ لصفي الدين أحمد بن عبد اهلل بن أبي
الخير بن عبد العليم الخزرجي األنصاري الساعدي ت923ﻫ ،ط ،5مكتب المطبوعات اإلسالمية ،ودار
البشائر ،حلب وبيروت ،تحقيق :عبد الفتاح أبو غدة.
147ـ الخالفيات ،للبيهقي ت458ﻫ ،ط ،1دار الصميعي ،تحقيق :مشهور حسن آل سلمان.
148ـ الـدر المنثـور فـي التفسـير بالمأثـور ،لجلال الدين عبـد الرحمن بـن أبي بكر السـيوطي
ت911ﻫ ،دار الفكـر ،بيروت.
149ـ الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ،ألبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن
٣
444
حجر العسقالني ت 852ﻫ ،مراقبة :محمد عبد المعيد ضان ،مجلس دائرة المعارف العثمانية ،حيدر
اباد ،ط1392 ،2ﻫ.
150ـ الدعاء ،ألبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي الطبراني
ت360ﻫ ،ط ،1دار الكتب العلمية ،بيروت ،تحقيق :مصطفى عبد القادر عطا.
153ـ دالئل النبوة ،ألبي نعيم أحمد بن عبد اهلل بن أحمد األصبهاني ت430ﻫ ،ط ،2دار النفائس،
بيروت ،تحقيق :محمد رواس قلعجي ،وعبد البر عباس.
154ـ دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين ،محمد علي بن محمد بن عالن بن إبراهيم البكري
الصديقي الشافعي ت 1057ﻫ ،اعتنى بها :خليل مأمون شيحا ،دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع،
بيروت ،لبنان ،ط1425 ،4ﻫ.
155ـ الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج ،لعبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ت 911ﻫ،
ط1416 ،1ﻫ1996 ،م ،دار ابن عفان ،السعودية ،تحقيق :أبي إسحاق الحويني.
156ـ ديوان الضعفاء ،ألبي عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ت748ﻫ ،ط ،2مكتبة
النهضة الحديثة ،مكة ،تحقيق :حماد بن محمد األنصاري.
157ـ ذخيرة الحفاظ ،ألبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي الشيباني المعروف بابن القيسراني
ت507ﻫ ،ط ،1دار السلف ،الرياض ،تحقيق :عبد الرحمن الفريوائي.
158ـ ذكر المدلسين ،ألبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي ت303ﻫ ،ط ،1دار عالم
الفوائد ،مكة المكرمة ،تحقيق :الشريف حاتم بن عارف العوني.
159ـ ذيل ديوان الضعفاء ،لشمس الدين أبي عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ت748ﻫ،
ط ،1مكتبة النهضة الحديثة ،مكة ،تحقيق :حماد بن محمد األنصاري.
445 فهرس المصادر والمراجع
السالمي،
160ـ ذيل طبقات الحنابلة ،لزين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسنَ ،
البغدادي ،ثم الدمشقي ،الحنبلي ت 795ﻫ ،تحقيق :د عبد الرحمن بن سليمان العثيمين ،مكتبة العبيكان،
الرياض ،ط1425 ،1ﻫ.
161ـ رفـع الملام عـن األئمـة األعلام ،تقـي الديـن أبـو ال َعبـاس أحمـد بـن عبـد الحليـم بن
عبـد السلام بن عبـد اهلل بن أبي القاسـم بـن محمد ابـن تيميـة الحراني الحنبلـي الدمشـقي ت 728ﻫ،
طبع ونشـر :الرئاسـة العامـة إلدارات البحـوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشـاد ،الريـاض ،المملكة
العربية السـعودية1403 ،ﻫ.
162ـ الرواة الثقات المتكلم فيهم بما ال يوجب ردهم ،ألبي عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان
الذهبي ت748ﻫ ،ط ،1دار البشائر اإلسالمية ،بيروت ،تحقيق :محمد إبراهيم الموصلي.
163ـ روح المعانـي فـي تفسـير القـرآن العظيـم والسـبع المثانـي ،لشـهاب الديـن محمـود بـن
عبـد اهلل الحسـيني األلوسـي ت 1270ﻫ ،تحقيق :علي عبد البـاري عطية ،دار الكتـب العلمية ،بيروت،
ط1415 ،1ﻫ.
164ـ زاد المسير في علم التفسير ،لجمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد
الجوزي ت 597ﻫ ،تحقيق :عبد الرزاق المهدي ،دار الكتاب العربي ،بيروت ،ط1422 ،1ﻫ.
165ـ الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي ،ألبي منصور محمد بن أحمد بن األزهر األزهري
الهروي ،ط ،1وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية ،الكويت ،تحقيق :محمد جبر األلفي.
166ـ الزهد والرقائق ،ألبي عبد الرحمن عبد اهلل بن المبارك بن واضح الحنظلي المروزي
ت181ﻫ ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،تحقيق :حبيب الرحمن األعظمي.
الس ِ
ـري بـن مصعب بـن أبي بكر بن شـبر بـن صعفوق بن الس ِ
ـري َهنَّـاد بـن َّ 167ـ الزهـد ،ألبـي َّ
عمـرو بـن زرارة بـن عـدس بـن زيـد التميمـي الدارمـي الكوفـي ت243ﻫ ،ط ،1دار الخلفـاء للكتاب
اإلسلامي ،الكويـت ،تحقيق :عبـد الرحمن عبـد الجبـار الفريوائي.
168ـ الزهد ،ألبي بكر أحمد بن أبي عاصم عمرو بن الضحاك الشيباني ت287ﻫ ،ط ،2دار
الريان للتراث ،القاهرة ،تحقيق :عبد العلي عبد الحميد حامد.
٣
446
169ـ الزهد ،ألبي بكر عبد اهلل بن محمد بن عبيد بن سفيان المعروف بابن أبي الدنيا ت281ﻫ،
ط ،1دار ابن كثير ،دمشق.
170ـ الزهد ،ألبي حاتم محمد بن إدريس الرازي ت277ﻫ ،ط ،1دار أطلس للنشر والتوزيع،
الرياض ،تحقيق :منذر سليم محمود الدومي.
171ـ الزهد ،ألبي عبد اهلل أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ت241ﻫ ،ط ،2دار ابن رجب،
تحقيق :يحيى بن محمد سوس.
172ـ سبل السالم ،لمحمد بن إسماعيل بن صالح بن محمد الحسني ،الكحالني ثم الصنعاني،
أبو إبراهيم ،عز الدين ،المعروف كأسالفه باألمير ت 1182ﻫ ،دار الحديث.
173ـ سلسلة األحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها ،الشيخ محمد ناصر الدين األلباني
ت1420ﻫ ،ط ،1مكتبة المعارف ،الرياض.
174ـ سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر ،لمحمد بن خليل المرادي ت 1206ﻫ ،ط،3
1408ﻫ1988 ،م ،دار البشائر اإلسالمية ،دار ابن حزم ،بيروت.
175ـ السلوك في طبقات العلماء والملوك ،ألبي عبد اهلل الجندي محمد بن يوسف بن يعقوب
اليمني ت732ﻫ ،ط ،2مكتبة اإلرشاد ،صنعاء ،تحقيق محمد بن علي بن الحسين األكوع الحوالي.
176ـ السنة ،ألبي عبد الرحمن عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ت290ﻫ ،ط ،1دار
ابن القيم ،الدمام ،تحقيق :محمد بن سعيد بن سالم القحطاني.
177ـ سنن ابن ماجه ،ألبي عبد اهلل محمد بن يزيد القزويني ت273ﻫ ،ط ،1مكتبة المعارف،
الرياض ،تحقيق :الشيخ محمد ناصر الدين األلباني.
178ـ سنن أبي داود ،سليمان بن األشعث السجستاني ت275ﻫ ،ط ،3دار الكتب العلمية،
تحقيق محمد عبد العزيز الخالدي.
179ـ سنن الترمذي ،ألبي عيسى محمد بن عيسى بن َس ْو َرة الترمذي ت279ﻫ ،ط ،3دار الكتب
العلمية ،بيروت ،تحقيق :خالد عبد الغني محفوظ.
447 فهرس المصادر والمراجع
180ـ سنن الدارقطني أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي ت385ﻫ ،ط،1
مؤسسة الرسالة ،بيروت ،لبنان ،تحقيق :شعيب األرنؤوط وآخرين.
181ـ سنن الدارمي (مسند الدارمي) ،ألبي محمد عبد اهلل بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام
الدارمي التميمي السمرقندي ت255ﻫ ،ط ،1دار المغني ،السعودية ،تحقيق :حسين سليم أسد.
الخ ْس َر ْو ِج ْر ِدي ُ
الخ َراساني البيهقي 182ـ السنن الصغير ،ألبي بكر أحمد بن الحسين بن علي ُ
ت458ﻫ ،ط ،1جامعة الدراسات اإلسالمية ،كراتشي ،باكستان ،تحقيق :عبد المعطي أمين قلعجي.
الخ ْس َر ْو ِج ْر ِدي ُ
الخ َراساني 183ـ السنن الكبرى ،ألبي بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى ُ
البيهقي ت458ﻫ ،ط ،3دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،تحقيق :محمد عبد القادر عطا.
184ـ السنن الكبرى ،ألبي عبد اهلل أحمد بن شعيب النسائي ت303ﻫ ،ط ،1دار الكتب العلمية،
بيروت ،تحقيق :عبد الغفار سليمان البنداري ،وسيد كسروي حسن.
185ـ سنن النسائي (المجتبى) ،ألبي عبد اهلل أحمد بن شعيب بن علي النسائي ت303ﻫ ،ط،1
مكتبة المعارف ،الرياض ،تحقيق :الشيخ محمد ناصر الدين األلباني.
186ـ السنن الواردة في الفتن ،ألبي عمرو عثمان بن سعيد المقرئ الداني ،ط ،1دار العاصمة،
الرياض ،تحقيق :ضياء اهلل بن محمد إدريس المباركفوري.
187ـ سؤاالت ابن الجنيد ألبي زكريا يحيى بن معين ت233ﻫ ،ط ،1مكتبة الدار ،المدينة
المنورة ،تحقيق :أحمد محمد نور سيف.
188ـ سؤاالت أبي داود السجستاني ت275ﻫ ألحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ت241ﻫ،
ط ،1مكتبة العلوم والحكم ،المدينة المنورة ،تحقيق :زياد محمد منصور.
189ـ سؤاالت أبي عبد اهلل ابن بكير البغدادي ت388ﻫ ألبي الحسن الدارقطني ت385ﻫ ،ط،1
دار الفاروق الحديثة ،القاهرة ،تحقيق :محمد بن علي األزهري.
190ـ سؤاالت أبي عبيد اآلجري أبا داود السجستاني سليمان بن األشعث ت275ﻫ ،ط ،1عمادة
البحث العلمي ،الجامعة اإلسالمية ،المدينة المنورة ،تحقيق :محمد علي قاسم العمري.
٣
448
191ـ سؤاالت البرقاني أبي بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب ،للدارقطني ،رواية الكرجي،
ط ،1كتب خانه جميلي ،الهور ،باكستان ،تحقيق :عبد الرحيم محمد القشقري.
192ـ سؤاالت الحاكم ت405ﻫ للدارقطني ت385ﻫ ،ط ،1مكتبة المعارف بالرياض ،تحقيق:
د .موفق بن عبد اهلل بن عبد القادر.
193ـ سؤاالت السلمي محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن خالد النيسابوري ت412ﻫ،
للدارقطني أبي الحسن علي بن عمر ت385ﻫ ،ط ،1تحقيق :سعد عبد اهلل الحميد وآخرين.
194ـ سؤاالت المروذي ألحمد (من كالم أحمد بن حنبل في علل الحديث وغيره ـ رواية
المروذي) ،ط1409 ،1ﻫ ،مكتبة المعارف ،الرياض ،تحقيق :صبحي السامرائي.
195ـ سؤاالت حمزة بن يوسف السهمي ت427ﻫ للدارقطني ت385ﻫ ،ط ،1مكتبة المعارف
بالرياض ،تحقيق :د .موفق بن عبد اهلل بن عبد القادر.
196ـ سؤاالت محمد بن عثمان بن أبي شيبة لعلي بن المديني ت ،234ط1404ﻫ ،مكتبة
المعارف ،تحقيق موفق عبد اهلل عبد القادر.
197ـ سؤاالت مسعود بن علي السجزي للحاكم أبي عبد اهلل النيسابوري ت405ﻫ ،ط ،1دار
الغرب اإلسالمي ،بيروت ،تحقيق :موفق بن عبد اهلل بن عبد القادر.
198ـ سير أعالم النبالء ،لشمس الدين أبي عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ت748ﻫ،
ط ،3مؤسسة الرسالة ،تحقيق :فريق من المحققين برئاسة الشيخ شعيب األرنؤوط.
199ـ السيل الجرار المتدفق على حدائق األزهار ،محمد بن علي بن محمد بن عبد اهلل الشوكاني
اليمني ت 1250ﻫ ،دار ابن حزم ،ط.1
200ـ شجرة النور الزكية في طبقات المالكية ،لمحمد مخلوف ت 1360ﻫ ،ط1424 ،1ﻫ،
2003م ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،تحقيق :عبد المجيد خيالي.
201ـ شذرات الذهب في أخبار من ذهب ،ألبي الفالح عبد الحي بن أحمد بن محمد بن العماد
العكري ت1089ﻫ ،ط ،1دار ابن كثير ،دمشق وبيروت ،تحقيق :عبد القادر األرنؤوط.
449 فهرس المصادر والمراجع
202ـ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ،ألبي القاسم هبة اهلل بن الحسن بن منصور الرازي
الاللكائي ت418ﻫ ،ط ،8دار طيبة ،السعودية ،تحقيق :أحمد سعد حمدان الغامدي.
204ـ شرح الزرقاني على موطأ اإلمام مالك ،لمحمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني المصري
األزهري ،تحقيق :طه عبد الرءوف سعد ،مكتبة الثقافة الدينية ،القاهرة ،ط1424 ،1ﻫ.
205ـ شرح السنة ،ألبي محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي ت516ﻫ ،ط،2
المكتب اإلسالمي ،دمشق وبيروت ،تحقيق :شعيب األرنؤوط وزهير الشاويش.
206ـ شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى بـ (الكاشف عن حقائق السنن) ،لشرف الدين
الحسين بن عبد اهلل الطيبي ،ت743ﻫ ،تحقيق :د .عبد الحميد هنداوي ،مكتبة نزار مصطفى الباز (مكة
المكرمة ـ الرياض) ،ط1417 ،1ﻫ.
هراس ت 1395ﻫ،
207ـ شرح العقيدة الواسطية ،ويليه ملحق الواسطية ،محمد بن خليل حسن ّ
وخرج أحاديثه ووضع الملحق :علوي بن عبد القادر السقاف ،دار الهجرة للنشر والتوزيع،
ضبط نصه َّ
الخبر ،ط1415 ،3ﻫ.
208ـ شرح المصابيح ،ألبي المفاخر زين العرب المصري ت 758ﻫ ،ط1433 ،1ﻫ2012 ،م،
تحقيق :لجنة متخصصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب ،إدارة الثقافة اإلسالمية بالكويت.
209ـ شرح رياض الصالحين ،محمد بن صالح بن محمد العثيمين ت 1421ﻫ ،دار الوطن
للنشر ،الرياض1426 ،ﻫ.
210ـ شرح سنن ابن ماجه ـ اإلعالم بسنته ،لمغلطاي بن قليج بن عبد اهلل البكجري
المصري الحكري الحنفي ،أبو عبد اهلل ،عالء الدين ،ت 762ﻫ ،تحقيق :كامل عويضة ،مكتبة نزار
مصطفى الباز ،الرياض ،ط1419 ،1ﻫ.
211ـ شـرح سـنن أبي داود ،للبـدر العينـي ،ت 855ﻫ ،ط1420 ،1ﻫ1999 ،م ،مكتبة الرشـد،
الريـاض ،تحقيق :خالـد المصري.
212ـ شرح سنن النسائي المسمى «ذخيرة العقبى في شرح المجتبى» ،لمحمد بن علي بن آدم بن
الو َّل ِوي ،دار المعراج الدولية للنشر ،ودار آل بروم ،ط2003 ،1416 ،1ﻫ.
موسى اإلثيوبي َ
٣
450
213ـ شرح صحيح البخارى البن بطال ،البن بطال أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك
ت 449ﻫ ،تحقيق :أبو تميم ياسر بن إبراهيم ،مكتبة الرشد ،الرياض ،ط1423 ،2ﻫ.
215ـ شـرح عمـدة الفقـه ،لتقـي الديـن أبـو العباس أحمـد بن عبـد الحليم بـن عبد السلام بن
عبـد اهلل بـن أبي القاسـم بن محمد ابـن تيمية الحرانـي الحنبلي الدمشـقي ت 728ﻫ ،تحقيـق :خالد بن
علـي بن محمـد المشـيقح ،دار العاصمة ،الريـاض ،ط1418 ،1ﻫ.
216ـ شرح مشكل اآلثار ،ألبي جعفر أحمد بن محمد بن سالمة بن عبد الملك بن سلمة األزدي
المصري الطحاوي ت321ﻫ ،ط ،1مؤسسة الرسالة ،تحقيق :شعيب األرنؤوط.
217ـ شرح مصابيح السنة ،البن الملك الرومي الحنفي ت 854ﻫ ،ط1433 ،1ﻫ2012 ،م،
تحقيق :لجنة متخصصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب ،إدارة الثقافة اإلسالمية بالكويت.
218ـ شرح معاني اآلثار ،ألبي جعفر أحمد بن محمد بن سالمة بن عبد الملك بن سلمة األزدي
المصري الطحاوي ت321ﻫ ،ط ،1عالم الكتب ،تحقيق :محمد زهري النجار ،ومحمد سيد جاد الحق.
الخ ْس َر ْو ِج ْر ِدي
219ـ الجامع لشعب اإليمان ،ألبي بكر أحمد بن الحسن بن علي بن موسى ُ
ُ
الخ َراساني البيهقي ت458ﻫ ،ط ،1مكتبة الرشد بالرياض ،والدار السلفية ببومباي ،الهند ،تحقيق :علي
عبد الحميد حامد.
220ـ الشكر ،ألبي بكر عبد اهلل بن محمد بن عبيد بن سفيان المعروف بابن أبي الدنيا ت281ﻫ،
ط ،3المكتب اإلسالمي ،بيروت ،تحقيق :بدر عبد اهلل البدر.
221ـ شمس العلوم ودواء كالم العرب من الكلوم ،لنشوان بن سعيد الحميرى اليمني
ت573 :ﻫ ،تحقيق :د حسين بن عبد اهلل العمري ومطهر بن علي اإلرياني و د.
222ـ الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ،ألبي نصر الفارابي إسماعيل بن محمد الجوهري
ت393ﻫ ،ط ،4دار العلم للماليين ،بيروت ،تحقيق :أحمد عبد الغفور عطار.
451 فهرس المصادر والمراجع
223ـ صحيح ابن خزيمة ،ألبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة السلمي النيسابوري
ت311ﻫ ،المكتب اإلسالمي ،بيروت ،تحقيق :د.
224ـ صحيح البخاري :ألبي عبد اهلل محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي ،موالهم ،البخاري
ت256ﻫ ،دار ابن الجوزي ،القاهرة ،ترقيم وتبويب :محمد فؤاد عبد الباقي ،تقديم :أحمد شاكر.
225ـ صحيح الجامع الصغير وزياداته ،لـأبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين ،بن الحاج نوح بن
نجاتي بن آدم ،األشقودري األلباني ت 1420ﻫ ،المكتب اإلسالمي.
226ـ صحيح سنن أبي داود ـ األم ـ ،لمحمد ناصر الدين األلباني ت 1420ﻫ ،ط1423 ،1ﻫ،
،2002مؤسسة غراس للنشر والتوزيع ،الكويت.
227ـ صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب األئمة ،ألبي مالك كمال بن السيد سالم ،المكتبة
التوفيقية ،القاهرة2003 ،م.
228ـ صحيح مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري ت261ﻫ ،ط ،1دار ابن رجب.
229ـ الضعفاء الصغير ،ألبي عبد اهلل محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري
ت256ﻫ ،ط ،1مكتبة ابن عباس ،تحقيق :أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين.
230ـ الضعفاء الكبير ،ألبي جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي ت322ﻫ ،ط،1
دار المكتبة العلمية ،بيروت ،تحقيق :عبد المعطي أمين قلعجي.
231ـ الضعفاء والمتروكون ألبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي ت597ﻫ ،ط،1
دار الكتب العلمية ،بيروت ،تحقيق :عبد اهلل القاضي.
232ـ الضعفاء والمتروكون ،ألبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي ت ،303ط ،1دار
المعرفة ،بيروت ،لبنان ،تحقيق :محمود إبراهيم زايد.
233ـ الضعفاء والمتروكون ،لعلي بن عمر ،أبي الحسن الدارقطني ت385ﻫ ،ط ،1دار الفاروق،
القاهرة ،تحقيق :أبي عمر محمد بن علي األزهري.
234ـ الضـوء الالمـع ألهل القرن التاسـع ،شـمس الديـن أبو الخيـر محمد بن عبـد الرحمن بن
محمـد بـن أبـي بكر بن عثمان بـن محمد السـخاوي ت 902ﻫ ،منشـورات دار مكتبة الحيـاة ،بيروت.
٣
452
235ـ طبقات الحنابلة ،ألبي الحسين ابن أبي يعلى محمد بن محمد ت526ﻫ ،دار المعرفة،
بيروت ،تحقيق :محمد حامد الفقي.
236ـ طبقات الشافعية الكبرى ،لتاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي ت771ﻫ ،ط،2
دار هجر ،تحقيق :محمود محمد الطناحي ،وعبد الفتاح محمد الحلو.
237ـ الطبقات الكبرى ،ألبي عبد اهلل محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري البغدادي
ت230ﻫ ،ط ،1دار الكتب العلمية ،بيروت ،تحقيق :محمد عبد القادر عطا.
238ـ طبقات المدلسين (تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس) ،ألبي الفضل
أحمد بن علي بن حجر العسقالني ت852ﻫ ،ط ،1مكتبة المنار ،عمان ،تحقيق :عاصم بن عبد اهلل
القريوتي.
239ـ طرح التثريب في شرح التقريب (المقصود بالتقريب :تقريب األسانيد وترتيب المسانيد)،
أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم العراقي ت 806ﻫ،
أكمله ابنه :أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين الكردي الرازياني ثم المصري ،أبو زرعة ولي الدين،
ابن العراقي ت 826ﻫ ،الطبعة المصرية القديمة ،وصورتها دور عدة منها (دار إحياء التراث العربي،
ومؤسسة التاريخ العربي ،ودار الفكر العربي).
240ـ طلبة الطلبة في االصطالحات الفقهية ،ألبي حفص نجم الدين عمر بن محمد بن أحمد
النسفي ،ط1311ﻫ ،المطبعة العامرة ،ببغداد.
242ـ عارضة األحوذي بشرح صحيح الترمذي ،البن العربي المالكي ،دار الكتب العلمية،
بيروت.
243ـ العرف الشذي شرح سنن الترمذي ،محمد أنور شاه بن معظم شاه الكشميري الهندي
ت 1353ﻫ ،تصحيح :الشيخ محمود شاكر ،دار التراث العربي ،بيروت ،ط1425 ،1ﻫ.
244ـ علل الحديث ،ألبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي ت327ﻫ،
ط ،1مطابع الحميضي ،تحقيق :سعد عبد اهلل الحميد وآخرين.
453 فهرس المصادر والمراجع
245ـ العلل الكبير ،ألبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي ت279ﻫ ،ترتيب أبي طالب القاضي،
ط ،1عالم الكتب ،ومكتبة النهضة العربية ،بيروت ،تحقيق :صبحي السامرائي وآخرين.
246ـ العلل الواردة في األحاديث النبوية ،ألبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي
الدارقطني ت385ﻫ ،ط ،1دار طيبة ،الرياض ،تحقيق :محفوظ الرحمن زين اهلل.
247ـ العلل ومعرفة الرجال ،ألبي عبد اهلل أحمد بن محمد بن حنبل ت241ﻫ ،رواية عبد اهلل بن
أحمد ،ط ،2دار الخاني ،الرياض ،تحقيق :وصي اهلل بن محمد عباس.
الم ُّروذي،
248ـ العلل ومعرفة الرجال ،ألبي عبد اهلل أحمد بن محمد بن حنبل ت241ﻫ ،رواية َ
ط ،1مكتبة المعارف ،الرياض ،تحقيق :صبحي البدري السامرائي.
249ـ العلل ،ألبي الحسن علي بن عبد اهلل بن جعفر السعدي المديني البصري ت234ﻫ ،ط،2
المكتب اإلسالمي ،بيروت ،تحقيق :محمد مصطفى األعظمي.
250ـ عمدة القاري شرح صحيح البخاري ،أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن
حسين الغيتابى الحنفى بدر الدين العينى ت 855ﻫ ،دار إحياء التراث العربي ،بيروت.
251ـ عمل اليوم والليلة (سلوك النبي ﷺ مع ربه عز وجل ومعاشرته مع العباد) ،ألحمد بن
محمد بن إسحاق المعروف بابن السني الدينوري ت364ﻫ ،دار القبلة للثقافة اإلسالمية ،ومؤسسة علوم
القرآن ،جدة وبيروت ،تحقيق :كوثر المدني.
252ـ عون المعبود شرح سنن أبي داود ،ومعه حاشية ابن القيم :تهذيب سنن أبي داود وإيضاح
علله ومشكالته ،محمد أشرف بن أمير بن علي بن حيدر ،أبو عبد الرحمن ،شرف الحق ،الصديقي،
العظيم آبادي ت 1329ﻫ ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،ط1415 ،2ﻫ.
253ـ العين ،ألبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري ت170ﻫ،
دار ومكتبة الهالل ،تحقيق :مهدي المخزومي ،وإبراهيم السامرائي.
454
255ـ غرائـب القـرآن ورغائـب الفرقـان ،نظام الدين الحسـن بن محمد بن حسـين النيسـابوري
ت 850ﻫ ،تحقيـق :الشـيخ زكريا عميـرات ،دار الكتب العلميه ،بيـروت ،ط1416 ،1ﻫ.
256ـ غريب الحديث ألبي سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب ال ُب ْستي الخطابي
ت388ﻫ ،ط ،2دار الفكر ،تحقيق :عبد الكريم الغرباوي ،وآخر.
257ـ غريب الحديث ،البن قتيبة ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،موقع يعسوب.
258ـ غريب الحديث ،ألبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي ت285ﻫ ،ط ،1جامعة أم
القرى ،مكة المكرمة ،تحقيق :سليمان إبراهيم محمد العايد.
259ـ غريب الحديث ،لجمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي
ت597ﻫ ،ط ،1دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،تحقيق :عبد المعطي أمين قلعجي.
260ـ الفائق في غريب الحديث واألثر ،ألبي القاسم محمد بن عمر بن أحمد الزمخشري
ت538ﻫ ،ط ،2دار المعرفة ،لبنان ،تحقيق :محمد علي البجاوي ،ومحمد أبي الفضل إبراهيم.
261ـ فتح الباب في الكنى واأللقاب ،ألبي عبد اهلل محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده
العبدي ت395ﻫ ،ط ،1مكتبة الكوثر ،الرياض ،تحقيق :نظر محمد الفاريابي.
262ـ فتح الباري شرح صحيح البخاري ،زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن،
السالمي ،البغدادي ،ثم الدمشقي ،الحنبلي ت 795ﻫ ،تحقيق :محمود ،1محمود بن شعبان بن عبد
َ
المقصود ،وآخرون ،مكتبة الغرباء األثرية ،المدينة النبوية ،ط1417 ،1ﻫ.
263ـ فتح الباري شرح صحيح البخاري ،ألبي الفضل أحمد بن علي ابن حجر العسقالني
ت852ﻫ ،دار المعرفة ،بيروت1379 ،ﻫ.
264ـ فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب اإلمام مالك ،محمد بن أحمد بن محمد عليش،
أبو عبد اهلل المالكي ت 1299ﻫ ،دار المعرفة.
265ـ الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير ،عبد الرحمن بن أبي بكر ،جالل الدين
السيوطي ت 911ﻫ ،تحقيق :يوسف النبهاني ،دار الفكر ،بيروت ،ط1423 ،1ﻫ.
455 فهرس المصادر والمراجع
267ـ فضائل الرمي في سبيل اهلل ،أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد ابن
عبد الرحمن السرخسي الهروي ،المعروف بـ ال َق َّراب ت 429ﻫ ،ضبط نصه وخرج أحاديثه وعلق عليه
وقدم له :مشهور حسن محود سلمان ،مكتبة المنار ،األردن ،الزرقاء ط1409 ،1ﻫ.
268ـ فضائل الصحابة ،ألبي عبد اهلل أحمد بن محمد بن حنبل بن هالل الشيباني ت241ﻫ،
تحقيق :وصي اهلل محمد عباس ،ط ،1مؤسسة الرسالة ،بيروت.
269ـ فضائل القرآن وما أنزل من القرآن بمكة وما أنزل بالمدينة ،ألبي عبد اهلل محمد بن أيوب بن
يحيى بن الضريس الرازي ت ،294ط ،1دار الفكر ،دمشق ،تحقيق :غزوة بدير.
270ـ فقه األدعية واألذكار ،عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر ،الكويت ط1423 ،،2ﻫ الفقيه
والمتفقه ،ألبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي ت463ﻫ ،ط ،2دار ابن الجوزي،
السعودية ،تحقيق أبي عبد الرحمن عادل بن يوسف الغرازي.
271ـ فهرسة ابن خير األشبيلي أبي بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة اللمتوني األُ َموي
ت ،575ط ،1دار الكتب العلمية ،بيروت ،تحقيق :محمد فؤاد منصور.
272ـ الفوائد ،ألبي القاسم تمام بن محمد الرازي ت ،414ط1412ﻫ ،مكتبة الرشد ،تحقيق:
حمدي عبد المجيد السلفي.
273ـ فيض الباري على صحيح البخاري( ،أمالي) محمد أنور شاه بن معظم شاه الكشميري
الهندي ثم الديوبندي ت 1353ﻫ ،تحقيق :محمد بدر عالم الميرتهي ،أستاذ الحديث بالجامعة
اإلسالمية بدابهيل (جمع األمالي وحررها ووضع حاشية البدر الساري إلى فيض الباري) ،دار الكتب
العلمية بيروت ،لبنان ط1426 ،1ﻫ.
274ـ فيـض القديـر شـرح الجامـع الصغيـر ،زيـن الدين محمـد المدعـو بعبد الـرؤوف بن تاج
العارفيـن بـن علـي بن زيـن العابديـن الحـدادي ثـم المنـاوي القاهـري ت 1031ﻫ ،المكتبـة التجارية
الكبـرى ،مصر ط.1
٣
456
275ـ القاموس الفقهي لغة واصطالح ًا ،لسعدي أبي جيب ،ط ،2دار الفكر ،دمشق.
276ـ القاموس المحيط على طريقة المصباح المنير وأساس البالغة ،لمجد الدين قاضي القضاة
أبي طاهر محمد بن يعقوب بن محمد الفيروز آبادي الشيرازي ت729ﻫ ،ترتيب الطاهر أحمد الزاوي،
ط1399ﻫ1979 ،م ،دار الكتب العلمية ،ودار المعرفة ،بيروت ،لبنان.
277ـ القبس في شرح موطأ مالك بن أنس ،للقاضي محمد بن عبد اهلل أبو بكر بن العربي المعافري
االشبيلي المالكي ،ت543ﻫ ،تحقيق :الدكتور محمد عبد اهلل ولد كريم ،دار الغرب اإلسالمي ،ط،1
1992م.
278ـ القواعد النورانية الفقهية ،تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السالم بن
عبد اهلل بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي ت 728ﻫ ،حققه وخرج أحاديثه:
د .أحمد بن محمد الخليل ،دار ابن الجوزي ،الرياض ،ط1422 ،1ﻫ.
279ـ قوت المغتذي على جامع الترمذي ،عبد الرحمن بن أبي بكر ،جالل الدين السيوطي
ت 911ﻫ ،إعداد الطالب :ناصر بن محمد بن حامد الغريبي إشراف :فضيلة األستاذ الدكتور /سعدي
الهاشمي ،رسالة الدكتوراة ،جامعة أم القرى ،مكة المكرمة ،كلية الدعوة وأصول الدين ،قسم الكتاب
والسنة عام النشر1424 :ﻫ.
280ـ الكاشـف فـي معرفـة من له رواية في الكتب السـتة ،لشـمس الدين أبي عبـد اهلل محمد بن
أحمـد بـن عثمـان بـن قا ْي َمـاز الذهبـي ت748ﻫ ،ط ،1دار القبلـة للثقافـة اإلسلامية ،ومؤسسـة علوم
القـرآن بجـدة ،تحقيـق :الشـيخ محمـد عوامة.
281ـ الكافي في فقه اإلمام أحمد ،أبو محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة
الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي ،الشهير بابن قدامة المقدسي ت 620ﻫ ،دار الكتب العلمية
ط1414 ،1ﻫ.
282ـ الكامل في ضعفاء الرجال ،ألبي أحمد عبد اهلل بن عدي الجرجاني ت365ﻫ ،ط ،1دار
الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،تحقيق :عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض.
457 فهرس المصادر والمراجع
283ـ التعريفات ،لعلي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني ت816ﻫ ،ط ،1دار الكتب
العلمية ،بيروت ،تحقيق جماعة من العلماء.
284ـ كتاب الفوائد (الغيالنيات) ،ألبي بكر محمد بن عبد اهلل بن إبراهيم بن عبدويه البغدادي
البزار ت354ﻫ ،ط ،1دار ابن الجوزي ،الرياض ،تحقيق :حلمي كامل أسعد عبد الهادي.
285ـ الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل ،أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد ،الزمخشري
جار اهلل ت 538ﻫ ،دار الكتاب العربي ،بيروت ،ط1407 ،3ﻫ.
286ـ كشف األستار عن زوائد البزار ،ألبي الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان
الهيثمي ت807ﻫ ،ط ،1مؤسسة الرسالة ،بيروت ،تحقيق :حبيب الرحمن األعظمي.
عمن رمي بوضع الحديث ،لبرهان الدين الحلبي أبي الوفا إبراهيم بن
287ـ الكشف الحثيث َّ
محمد بن خليل الطرابلسي المعروف بسبط بن العجمي ت841ﻫ ،ط ،1عالم الكتب ،ومكتبة النهضة
العربية ،بيروت ،تحقيق :صبحي السامرائي.
288ـ كشف المشكل من حديث الصحيحين ،جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن
محمد الجوزي ت 597ﻫ ،تحقيق :علي حسين البواب ،دار الوطن ،الرياض.
289ـ الكشف والبيان عن تفسير القرآن ،أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ،أبو إسحاق ت
427ﻫ ،تحقيق :اإلمام أبي محمد بن عاشور مراجعة وتدقيق :األستاذ نظير الساعدي ،دار إحياء التراث
العربي ،بيروت ،لبنان ط ،1422 ،1ه.
290ـ كنز العمال في سنن األقوال واألفعال ،لعلي بن حسام الدين بن قاضي خان القادري الشهير
بالمتقي الهندي ت975ﻫ ،ط ،5مؤسسة الرسالة ،تحقيق :بكري حياني ،وصفوة السقا.
291ـ الكنى واألسماء ،ألبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري ت261ﻫ ،ط،1
عمادة البحث العلمي بالجامعة اإلسالمية ،المدينة المنورة ،تحقيق :عبد الرحيم محمد القشقري.
292ـ الكنى واألسماء ،ألبي بشر محمد بن أحمد بن حماد بن مسلم األنصاري الدوالبي الرازي
ت310ﻫ ،ط ،1دار ابن حزم ،بيروت ،لبنان ،تحقيق :أبي قتيبة نظر محمد الفاريابي.
٣
458
293ـ الكواكب الدراري شرح صحيح البخاري ،لمحمد بن يوسف الكرماني ت 786ﻫ ،ط،2
1401ﻫ1981 ،م ،دار إحياء التراث العربي ،بيروت.
294ـ الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة ،نجم الدين محمد بن محمد الغزي ت 1061ﻫ،
تحقيق :خليل المنصور ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ط 1418 ،1ه.
295ـ الآللئ المصنوعة في األحاديث الموضوعة ،لجالل الدين عبد الرحمن بن أبي بكر
السيوطي ت911ﻫ ،ط ،1دار الكتب العلمية ،بيروت ،تحقيق :صالح محمد عويضة.
296ـ اللباب في الجمع بين السنة والكتاب ،جمال الدين أبو محمد علي بن أبي يحيى زكريا بن
مسعود األنصاري الخزرجي المنبجي ت 686ﻫ ،تحقيق :د.
297ـ لسان العرب ،البن منظور محمد بن مكرم بن علي أبي الفضل جمال الدين األنصاري
الرويفعي األفريقي ت711ﻫ ،ط ،3دار صادر ،بيروت.
298ـ لسان الميزان ،ألبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقالني ت852ﻫ ،ط ،1دار البشائر
اإلسالمية ،تحقيق :الشيخ عبد الفتاح أبو غدة.
299ـ لطائف اإلشارات ،عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري ت 465ﻫ ،تحقيق:
إبراهيم البسيوني ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،مصر الطبعة :الثالثة المتفق والمفترق ،ألبي بكر
أحمد بن علي بن ثابت ،الخطيب البغدادي ت463ﻫ ،ط ،1دار القادري ،دمشق ،تحقيق :محمد صادق
الحامدي.
300ـ المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح ،لشرف الدين الدمياطي ،ط1410 ،1ﻫ ،مؤسسة
الكتب الثقافية ،بيروت ،تحقيق :محمد بيضون.
301ـ المجالـس الوعظيـة فـي شـرح أحاديـث خيـر البريـة ﷺ مـن صحيـح اإلمـام البخـاري،
شـمس الديـن محمـد بـن عمر بن أحمـد السـفيري الشـافعي ت 956ﻫ ،حققـه وخرج أحاديثـه :أحمد
فتحـي عبـد الرحمـن ،دار الكتـب العلمية ،بيـروت ،لبنـان ط1425 ،1ﻫ.
302ـ المجالسة وجواهر العلم ،ألبي بكر أحمد بن مروان الدينوري ت333ﻫ ،ط1419ﻫ،
جمعية التربية اإلسالمية بالبحرين ،ودار ابن حزم ببيروت ،تحقيق :مشهور حسن سلمان.
459 فهرس المصادر والمراجع
303ـ المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين ،ألبي حاتم محمد بن حبان ال ُب ْستي
ت354ﻫ ،ط ،1دار الوعي ،حلب ،تحقيق :محمود إبراهيم زايد.
304ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ،ألبي الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي
ت807ﻫ ،ط1414ﻫ1994 ،م ،مكتبة القدسي ،القاهرة ،تحقيق :حسام الدين القدسي.
305ـ مجمل اللغة ،ألبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي ت395ﻫ ،ط،2
مؤسسة الرسالة ،بيروت ،تحقيق :زهير عبد المحسن سلطان.
الفتـاوى ،ألبـي العباس أحمد بـن عبد الحليم بـن تيميـة ت728ﻫ ،ط1416ﻫ،
َ 306ـ مجمـوع
1995م ،مجمـع الملـك فهـد لطباعـة المصحـف الشـريف ،المدينة المنـورة ،تحقيق عبـد الرحمن بن
محمد بن قاسـم.
307ـ المجموع شرح المهذب (مع تكملة السبكي والمطيعي) ،أبو زكريا محيي الدين يحيى بن
شرف النووي ت 676ﻫ ،دار الفكر
308ـ المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ،أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن
تمام بن عطية األندلسي المحاربي ت 542ﻫ ،تحقيق :عبد السالم عبد الشافي محمد ،دار الكتب
العلمية ،بيروت ،ط1422 ،1ﻫ.
309ـ المحكم والمحيط األعظم ،ألبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي ت458ﻫ،
ط ،1دار الكتب العلمية ،بيروت ،تحقيق :عبد الحميد هنداوي.
310ـ المحلى باآلثار ،ألبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم األندلسي القرطبي الظاهري
ت456ﻫ ،ط دار الفكر ،بيروت.
311ـ مختار الصحاح ،لزين الدين أبو عبد اهلل محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي
ت666ﻫ ،تحقيق :يوسف الشيخ محمد ،المكتبة العصرية بيروت ،ط1420 ،5ﻫ.
312ـ مختصر األحكام المستخرج على جامع الترمذي ،ألبي علي الحسن بن علي الطوسي
ت312ﻫ ،ط ،1مكتبة الغرباء األثرية ،المدينة المنورة ،تحقيق :أنيس أحمد طاهر األندونوسي.
٣
460
313ـ مختصر الكامل في الضعفاء ،ألبي العباس أحمد بن علي بن عبد القادر تقي الدين
المقريزي ت845ﻫ ،ط ،1مكتبة السنة ،القاهرة ،تحقيق :أيمن بن عارف الدمشقي.
314ـ مدارك التنزيل وحقائق التأويل ،ألبي البركات عبد اهلل بن أحمد بن محمود حافظ الدين
النسفي ت 710ﻫ ،حققه وخرج أحاديثه :يوسف علي بديوي راجعه وقدم له :محيي الدين ديب مستو،
دار الكلم الطيب ،بيروت ط1419 ،1ﻫ.
316ـ المدلسين ،لولي الدين أبي زرعة أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين العراقي ت826ﻫ،
ط ،1دار الوفاء ،تحقيق :رفعت فوزي عبد المطلب ،ونافذ حسين حماد.
317ـ المراسيل ،ألبي داود سليمان بن األشعث السجستاني ت275ﻫ ،ط ،1مؤسسة الرسالة،
بيروت ،تحقيق :شعيب األرنؤوط.
318ـ المراسيل ،ألبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس التميمي الحنظلي
الرازي ت327ﻫ ،ط ،1مؤسسة الرسالة ،بيروت ،تحقيق :شكر اهلل نعمة اهلل َق ْو َجاني.
319ـ المرض والكفارات ،ألبي بكر عبد اهلل بن محمد بن عبيد بن سفيان المعروف بابن أبي
الدنيا ت281ﻫ ،ط ،1الدار السلفية ،بومباي ،تحقيق :عبد الوكيل الندوي.
320ـ مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ،أبو الحسن عبيد اهلل بن محمد عبد السالم بن خان
محمد بن أمان اهلل بن حسام الدين الرحماني المباركفوري ت 1414ﻫ ،إدارة البحوث العلمية والدعوة
واإلفتاء ،الجامعة السلفية ،بنارس الهند ،ط1404 ،3ﻫ.
321ـ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ،علي بن (سلطان) محمد ،أبو الحسن نور الدين
المال الهروي القاري ت 1014ﻫ ،دار الفكر ،بيروت ،لبنان ط1422 ،1ﻫ مروج الذهب ومعادن
الجوهر ،لعلي بن الحسن بن علي أبي الحسن المسعودي ت346ﻫ ،ط1409ﻫ ،دار الهجرة ،قم،
تحقيق :أسعد داغر.
461 فهرس المصادر والمراجع
322ـ المسالِك في شرح ُم َو َّطأ مالك ،القاضي محمد بن عبد اهلل أبو بكر بن العربي المعافري
323ـ المسائل العقدية المتع ّلقة بالحسنات والسيئات جم ًعا ودراس ًة ،للدكتور صالح سندي،
ط1435 ،1ﻫ2014 ،م ،دار اللؤلؤة ،بيروت.
324ـ مستخرج أبي عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم النيسابوري اإلسفرائيني ت316ﻫ،
ط ،1دار المعرفة ،بيروت ،تحقيق :أيمن بن عارف الدمشقي.
325ـ المسـتدرك علـى الصحيحيـن ،ألبـي عبد اهلل محمد بـن عبد اهلل بن محمد بـن حمدويه بن
نعيـم بـن الحكـم الضبـي الطهمانـي النيسـابوري المعـروف بالحاكـم ابـن البيـع ت405ﻫ ،ط ،1دار
الكتـب العلميـة ،بيـروت ،تحقيـق :مصطفـى عبـد القـادر عطـا.
326ـ مسند أبي بكر بن أبي شيبة عبد اهلل بن محمد بن إبراهيم العبسي ت235ﻫ ،ط ،1دار
الوطن ،الرياض ،تحقيق :عادل بن يوسف العزازي ،وأحمد بن فريد المزيدي.
328ـ مسند إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المروزي أبي يعقوب المعروف بابن راهويه
ت238ﻫ ،ط ،1مكتبة اإليمان ،المدينة المنورة ،تحقيق عبد الغفور عبد الحق البلوشي.
330ـ المسند الشاشي ،ألبي سعيد الهيثم بن كليب بن سريج بن معقل الشاشي ت335ﻫ ،ط،1
مكتبة العلوم والحكم ،المدينة المنورة ،تحقيق :محفوظ الرحمن زين اهلل.
331ـ مسند الشاميين ،ألبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي الطبراني
ت360ﻫ ،ط ،1مؤسسة الرسالة ،بيروت ،تحقيق :حمدي عبد المجيد السلفي.
٣
462
332ـ مسند الشهاب ،ألبي عبد اهلل محمد بن سالمة بن جعفر بن علي بن حكمون ال ُق َضاعي
ت454ﻫ ،ط ،2مؤسسة الرسالة ،بيروت ،تحقيق :حمدي عبد المجيد السلفي.
333ـ مسند الطيالسي ،ألبي داود سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي البصري ت204ﻫ،
ط ،1دار هجر ،مصر ،تحقيق محمد بن عبد المحسن التركي.
334ـ مسـند الفـاروق أميـر المؤمنيـن أبـي حفص عمـر بن الخطـاب ،ألبي الفداء إسـماعيل بن
عمـر بـن كثيـر الدمشـقي ت774ﻫ ،ط ،1دار الوفاء ،المنصـورة ،تحقيق :عبـد المعطي قلعجي.
335ـ مسند علي بن الجعد بن عبيد الجوهري البغدادي ت230ﻫ ،ط ،1مؤسسة نادر ،بيروت،
تحقيق :عامر أحمد حيدر.
336ـ المسند ،ألبي سعيد الهيثم بن كليب بن سريج بن معقل الشاشي ت335ﻫ ،ط ،1مكتبة
العلوم والحكم ،المدينة المنورة ،تحقيق :محفوظ الرحمن زين اهلل.
337ـ المسند ،ألبي عبد اهلل أحمد بن محمد بن حنبل بن هالل الشيباني ت241ﻫ ،ط ،1مؤسسة
الرسالة ،بيروت ،تحقيق :شعيب األرنؤوط وجماعة.
338ـ مشارق األنوار على صحاح اآلثار ،للقاضي عياض بن موسى اليحصبي ت544ﻫ ،المكتبة
العتيقة ودار التراث.
339ـ مشاهير علماء األمصار وأعالم فقهاء األقطار ،ألبي حاتم محمد بن حبان ال ُب ْستي ت354ﻫ،
ط ،1دار الوفاء ،المنصورة ،تحقيق :مرزوق علي إبراهيم.
340ـ مشيخة ابن طهمان ،أبو سعيد إبراهيم بن طهمان بن شعبة الخراساني الهروي ت168ﻫ،
ط1983م ،معجم اللغة العربية ،دمشق ،تحقيق :محمد طاهر مالك.
341ـ مشيخة قاضي المارستان ،واسمها :أحاديث الشيوخ الثقات (المشيخة الكبرى) ،ألبي
بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد األنصاري الكعبي ،المعروف بقاضي المارستان ت535ﻫ ،ط ،1دار
عالم الفوائد ،تحقيق :الشريف حاتم بن عارف العوني.
342ـ مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه ،ألبي العباس شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن
463 فهرس المصادر والمراجع
إسماعيل بن سليم بن قايماز بن عثمان البوصيري ت840ﻫ ،ط ،2دار العربية ،بيروت ،تحقيق :محمد
المنتقى الكشناوي.
343ـ المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ،ألبي العباس أحمد بن محمد بن علي الفيومي
الحموي ت770ﻫ تقريب ًا ،المكتبة العلمية ،بيروت.
344ـ المصنف في األحاديث واآلثار ،ألبي بكر بن أبي شيبة عبد اهلل بن محمد بن إبراهيم ابن
عثمان العبسي ت235ﻫ ،ط ،1مكتبة الرشد ،الرياض ،تحقيق :كمال يوسف الحوت.
345ـ المصنف ،ألبي بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع ِ
الح ْم َيري اليماني الصنعاني ت211ﻫ،
ط ،2المجلس العلمي ،الهند ،تحقيق :حبيب الرحمن األعظمي.
346ـ المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ،ألبي الفضل أحمد بن علي ابن حجر العسقالني
ت852ﻫ ،ط ،1دار العاصمة ،ودار الغيث ،تحقيق مجموعة من الباحثين في رسائل الماجستير.
347ـ مطالع األنوار على صحاح اآلثار ،إلبراهيم بن يوسف بن أدهم الوهراني الحمزي ،أبو
إسحاق ابن قرقول ،ت569ﻫ ،تحقيق :دار الفالح للبحث العلمي وتحقيق التراث ،وزارة األوقاف
والشؤون اإلسالمية ،دولة قطر ،ط1433 ،1ﻫ.
348ـ المطلع على ألفاظ المقنع ،لمحمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل البعلي ،أبو عبد اهلل ،شمس
الدين ت709 :ﻫ ،تحقيق :محمود األرناؤوط وياسين محمود الخطيب ،مكتبة السوادي ،ط1423 ،1ﻫ.
349ـ معالم السنن شرح سنن أبي داود ،ألبي سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم البستي المعروف
بالخطابي ت388ﻫ ،ط ،1المطبعة العلمية ،حلب.
350ـ معجم ابن األعرابي أبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر البصري الصوفي ت340ﻫ،
ط ،1دار ابن الجوزي ،السعودية ،تحقيق :عبد المحسن بن إبراهيم بن أحمد الحسيني.
351ـ معجم ابن المقرئ أبي بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم األصبهاني الخازن
ت381ﻫ ،ط ،1مكتبة الرشد ،الرياض ،تحقيق :أبي عبد الرحمن عادل بن سعد.
352ـ معجم أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ت307ﻫ ،ط ،1إدارة العلوم األثرية،
فيصل آباد ،تحقيق :إرشاد الحق األثري.
٣
464
353ـ معجم األدباء (إرشاد األريب إلى معرفة األديب) ،ألبي عبد اهلل ياقوت بن عبد اهلل الرومي
الحموي ت626ﻫ ،ط ،1دار الغرب اإلسالمي ،بيروت ،تحقيق :إحسان عباس.
354ـ المعجم األوسط ،ألبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي
الطبراني ت360ﻫ ،دار الحرمين ،القاهرة ،تحقيق :طارق بن عوض اهلل بن محمد ،وعبد المحسن بن
إبراهيم الحسيني.
356ـ معجم الشيوخ الكبير ،ألبي عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ت748ﻫ ،ط،1
مكتبة الصديق ،الطائف ،تحقيق :محمد الحبيب الهيلة.
357ـ معجم الشيوخ ،لتاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي ت771ﻫ ،ط ،1دار الغرب
اإلسالمي ،تحقيق :بشار عواد وآخرين.
358ـ معجم الصحابة ،ألبي الحسين عبد الباقي بن قانع بن مرزوق بن واثق األموي البغدادي
ت351ﻫ ،ط ،1مكتبة الغرباء األثرية ،المدينة المنورة ،تحقيق :صالح بن سالم المصراتي.
359ـ معجم الصحابة ،ألبي القاسم عبد اهلل بن محمد بن عبد العزيز البغوي ت317ﻫ ،ط،1
مكتبة دار البيان ،الكويت ،تحقيق :محمد األمين بن محمد الجكني.
360ـ المعجم الصغير (الروض الداني) ،ألبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير
اللخمي الشامي الطبراني ت360ﻫ ،ط ،1المكتب اإلسالمي ،دار عمار ،بيروت وعمان ،تحقيق :محمد
شكور محمود الحاج أمرير.
361ـ المعجم الكبير ،ألبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي الطبراني
ت360ﻫ ،ط ،2دار إحياء التراث العربي ،تحقيق :حمدي عبد المجيد السلفي.
362ـ معجم المصطلحات المالية واالقتصادية في لغة الفقهاء لنزيه حماد ،ط2008 ،1م ،دار
القلم ،دمشق.
465 فهرس المصادر والمراجع
363ـ معجم المصطلحات واأللفاظ الفقهية ،د .محمد عبد الرحمن عبد المنعم ،دار الفضيلة.
364ـ معجم المؤلفين ،لعمر بن رضا بن محمد راغب بن عبد الغني كحالة الدمشقي ت1408ﻫ،
مكتبة المثنى ،ودار إحياء التراث العربي ،بيروت.
365ـ المعجم الوسيط ،للدكتور إبراهيم أنيس وآخرين ،ط ،2دار إحياء التراث العربي.
366ـ المعجم ،ألبي بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم األصبهاني الخازن المشهور بابن
المقرئ ت ،381ط ،1مكتبة الرشد ،الرياض ،تحقيق أبي عبد الرحمن عادل بن سعد.
367ـ معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم،
ألبي الحسن أحمد بن عبد اهلل بن صالح العجلي الكوفي ت261ﻫ ،ط ،1مكتبة الدار ،المدينة المنورة،
تحقيق :عبد العليم عبد العظيم البستوي.
368ـ معرفة الرجال عن يحيى بن معين (تاريخ يحيى بن معين ت233ﻫ ،رواية ابن محرز) ،ط،1
مجمع اللغة العربية ،دمشق ،تحقيق :محمد كامل القصار.
الخسرو ِج ِ
ردي الخراساني 369ـ معرفة السنن واآلثار ،ألبي بكر أحمد بن الحسين بن علي ُ ْ َ ْ
البيهقي ت458ﻫ ،ط ،1دار الوفاء ،المنصورة والقاهرة ،تحقيق :عبد المعطي أمين قلعجي.
370ـ معرفة الصحابة ،ألبي عبد اهلل محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي
ت395ﻫ ،ط ،1مطبوعات جامعة اإلمارات العربية المتحدة ،تحقيق :عامر حسن صبري.
371ـ معرفة الصحابة ،ألبي نعيم أحمد بن عبد اهلل بن أحمد األصبهاني ت430ﻫ ،ط ،1دار
الوطن ،الرياض ،تحقيق :عادل بن يوسف العزازي.
372ـ معرفة القراء الكبار على الطبقات واألعصار ،لشمس الدين أبي عبد اهلل محمد بن أحمد
ابن عثمان الذهبي ت748ﻫ ،ط ،1دار الكتب العلمية.
373ـ المعرفة والتاريخ ،ألبي يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي ت277ﻫ ،ط ،2مؤسسة
الرسالة ،بيروت ،تحقيق :أكرم ضياء العمري.
الم ْعلم بفوائد مسلم ،ألبي عبد اهلل محمد بن علي بن عمر الت َِّميمي المازري المالكي ،ت
374ـ ُ
والمؤسسة الوطنية للكتاب
ّ 536ﻫ ،تحقيق :فضيلة الشيخ محمد الشاذلي النيفر ،الدار التونسية للنشر،
٣
466
والمؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدّ راسات بيت الحكمة ،ط1988 ،2م.
ّ بالجزائر،
375ـ مغانـي األخيـار في شـرح أسـامي رجـال معاني اآلثار ،ألبـي محمد محمود بـن أحمد بن
موسـى بـن أحمد بن حسـين الغيتابـي الحنفي بـدر الديـن العينـي ت855ﻫ ،ط ،1دار الكتـب العلمية،
بيـروت ،لبنان ،تحقيق :محمد حسـن محمد حسـن إسـماعيل.
376ـ المغني عن حمل األسفار في األسفار ،في تخريج ما في اإلحياء من األخبار (مطبوع
بهامش إحياء علوم الدين) ،أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن
إبراهيم العراقي ت 806ﻫ ،دار ابن حزم ،بيروت ،ط1426 ،1ﻫ.
377ـ المغني في الضعفاء ،لشمس الدين أبي عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي
ت ،748تحقيق د .نور الدين عتر.
378ـ مفاتيح الغيب ،أبو عبد اهلل محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب
بفخر الدين الرازي خطيب الري ت 606ﻫ ،دار إحياء التراث العربي ،بيروت ،الطبعة :الثالثة1420 ،ﻫ.
379ـ المفاتيح في شرح المصابيح ،لمظهر الدين الزيداني ت 727ﻫ ،ط1433 ،1ﻫ2012 ،م،
تحقيق :لجنة متخصصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب ،إدارة الثقافة اإلسالمية بالكويت.
380ـ المفردات في غريب القرآن ،ألبيالقاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب األصفهانى
ت 502ﻫ ،تحقيق :صفوان عدنان الداودي ،دار القلم ،دمشق ب ،ط1412 ،1ﻫ.
381ـ المفهـم لمـا أشـكل مـن تلخيـص مسـلم ،للقرطبـي ت 656ﻫ ،ط1417 ،1ﻫ ،تحقيـق:
محيـي الديـن مسـتو ،ويوسـف علي بديـوي ،أحمـد السـيد ،دار ابـن كثيـر ،ودار الكلـم الطيب.
382ـ مقاييس اللغة ،ألبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي ت395ﻫ،
ط1979م ،دار الفكر ،تحقيق :عبد السالم محمد هارون.
383ـ المقتنى في سرد الكنى ،ألبي عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ت748ﻫ ،ط،1
المجلس العلمي بالجامعة اإلسالمية ،المدينة المنورة ،تحقيق :محمد صالح عبد العزيز المراد.
384ـ مقدمة ابن الصالح (معرفة أنواع علوم الحديث) ،ألبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن
467 فهرس المصادر والمراجع
الشهير بابن الصالح ت643ﻫ ،ط1406ﻫ1986 ،م ،دار الفكر ،سوريا ،ودار الفكر المعاصر ،بيروت،
تحقيق :نور الدين عتر.
385ـ مكارم األخالق ،ألبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ت360ﻫ ،ط ،1دار الكتب
العلمية ،بيروت ،تحقيق :أحمد شمس الدين.
386ـ من تكلم فيه وهو موثق ،لشمس الدين أبي عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
ت748ﻫ ،ط ،1تحقيق :عبد اهلل بن ضيف اهلل الرحيلي.
387ـ من سؤاالت أبي بكر أحمد بن محمد بن هانئ األثرم ألحمد بن حنبل الشيباني ت241ﻫ،
ط ،1دار البشائر اإلسالمية ،بيروت ،تحقيق :عامر حسن صبري.
388ـ من كالم أبي زكريا يحيى بن معين ت233ﻫ في الرجال ،رواية ابن طهمان ،دار المأمون
للتراث ،دمشق ،تحقيق :أحمد محمد نور سيف.
389ـ منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري ،حمزة محمد قاسم راجعه :الشيخ عبد القادر
األرناؤوط عني بتصحيحه ونشره :بشير محمد عيون ،مكتبة دار البيان ،دمشق ،الجمهورية العربية
السورية ،مكتبة المؤيد ،الطائف1410 ،ﻫ.
390ـ المنتخب من مسند عبد بن حميد بن نصر الك َِّسي أو الك َِّشي ت249ﻫ ،ط ،1مكتبة السنة،
القاهرة ،تحقيق :صبحي البدري السامرائي ،ومحمود محمد خليل الصعيدي.
391ـ المنتقى شرح الموطأ ،أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي
القرطبي الباجي األندلسي ت 474ﻫ ،مطبعة السعادة ،بجوار محافظة مصر ط1332 ،1ه.
392ـ المنتقى من السنن المعتمدة ،ألبي محمد عبد اهلل بن علي بن الجارود النيسابوري
ت307ﻫ ،ط ،1مؤسسة الكتب الثقافية ،بيروت ،تحقيق :عبد اهلل عمر البارودي.
468
394ـ المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج ،ألبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي
ت676ﻫ ،ط ،2دار إحياء التراث العربي ،بيروت.
395ـ الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة ،حسين بن عودة العوايشة،
المكتبة اإلسالمية ،عمان ،ودار ابن حزم ،بيروت ،ط ،1من 1429 ،1423ﻫ.
396ـ موضح أوهام الجمع والتفريق ،ألبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي
ت463ﻫ ،ط ،1دار المعرفة ،بيروت ،تحقيق :عبد المعطي أمين قلعجي.
397ـ الموضوعات الكبرى ،ألبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي ت597ﻫ،
ط ،1المكتبة السلفية بالمدينة المنورة ،تحقيق :عبد الرحمن محمد عثمان.
398ـ موطأ مالك بن أنس ـ رواية سويد بن سعيد الحدثاني ،ط1994 ،1م ،دار الغرب اإلسالمي،
بيروت ،تحقيق :عبد المجيد تركي.
399ـ الموطأ ،لإلمام مالك بن أنس األصبحي ت179ﻫ ،رواية يحيى بن يحيى الليثي ت244ﻫ،
دار الغرب اإلسالمي ،بيروت ،تحقيق :بشار عواد معروف.
400ـ ميزان االعتدال في نقد الرجال ،لشمس الدين أبي عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان
الذهبي ،ت748ﻫ ،ط ،1دار المعرفة ،بيروت ،تحقيق :علي محمد البجاوي.
401ـ ناسخ الحديث ومنسوخه ،ألبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان البغدادي المعروف بابن
شاهين ت385ﻫ ،ط ،1مكتبة المنار ،الزرقاء ،تحقيق :سمير بن أمين الزهيري.
402ـ نخب األفكار في تنقيح مباني األخبار في شرح معاني اآلثار ،أبو محمد محمود بن أحمد بن
موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفى بدر الدين العينى ت 855ﻫ ،تحقيق :أبو تميم ياسر بن
إبراهيم ،وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،قطر ط1429 ،1ﻫ.
403ـ نضرة النعيم في مكارم أخالق الرسول الكريم ،ﷺ المؤلف :عدد من المختصين بإشراف
الشيخ /صالح بن عبد اهلل بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي ،دار الوسيلة ،جدة ،ط.4
404ـ نظم الدرر في تناسب اآليات والسور ،إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر
البقاعي ت 885ﻫ ،دار الكتاب اإلسالمي ،القاهرة.
469 فهرس المصادر والمراجع
405ـ النفقة على العيال (العيال) ،ألبي بكر عبد اهلل بن محمد بن عبيد بن سفيان المعروف بابن
أبي الدنيا ت281ﻫ ،ط ،1دار ابن القيم ،الدمام ،السعودية ،تحقيق :نجم عبد الرحمن خلف.
406ـ النهايـة فـي غريـب الحديـث واألثـر ،ألبي السـعادات مجد الديـن المبارك بـن محمد بن
الج َـزري ابـن األثيـر ت606ﻫ ،ط1399ﻫ1979 ،م،
محمـد بـن محمـد بـن عبـد الكريـم الشـيباني َ
المكتبـة العلميـة ،بيـروت ،تحقيـق :طاهـر أحمـد الـزاوي ،ومحمـود محمـد الطناحـي.
407ـ النور السافر عن أخبار القرن العاشر ،لعبد القادر العيدروسي ت 1037ﻫ ،ط1405 ،1ﻫ،
دار الكتب العلمية.
408ـ نيل األوطار ،محمد بن علي بن محمد بن عبد اهلل الشوكاني اليمني ت 1250ﻫ ،تحقيق:
عصام الدين الصبابطي ،دار الحديث ،مصر ط1413 ،1ﻫ.
409ـ هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين ،إسماعيل بن محمد أمين بن مير سليم
الباباني البغدادي ت 1399ﻫ ،طبع بعناية وكالة المعارف الجليلة في مطبعتها البهية إستانبول 1951
أعادت طبعه باألوفست :دار إحياء التراث العربي بيروت ،لبنان.
410ـ الوافي بالوفيات ،لصالح الدين خليل بن أيبك بن عبد اهلل الصفدي ت764ﻫ ،ط1420ﻫ،
2000م ،دار إحياء التراث ،بيروت ،تحقيق :أحمد األرنؤوط ،وتركي مصطفى.
411ـ الورع ،ألبي بكر عبد اهلل بن محمد بن عبيد بن سفيان المعروف بابن أبي الدنيا ت281ﻫ،
ط ،1الدار السلفية ،الكويت ،تحقيق :أبي عبد اهلل محمد بن حمد الحمود.
412ـ الوسيط في تفسير القرآن المجيد ،أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي،
النيسابوري ،الشافعي ت 468ﻫ ،تحقيق وتعليق :الشيخ عادل أحمد عبد الموجود ،الشيخ علي محمد
معوض ،الدكتور أحمد محمد صيرة ،الدكتور أحمد عبد الغني الجمل ،الدكتور عبد الرحمن عويس
قدمه وقرظه :األستاذ الدكتور عبد الحي الفرماوي ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ط1415 ،1ﻫ.
413ـ وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان ،أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن
أبي بكر ابن خلكان البرمكي اإلربلي ت 681ﻫ ،تحقيق :إحسان عباس ،دار صادر ،بيروت ،طبع كل
جزء في عام مختلف ابتداء بـ 1900م ،وانتهاء بـ1994م.
***
فهرس الموضوعات
الصفحة الموضوع
472
الصفحة الموضوع
مر َت ْين69..............................................................
المبحث األول :مضاعفة األجر ّ
المطلب األول :النُّ ُب ّوة69..............................................................................
المطلب الثاني :مؤمن أهل الكتاب73.................................................................
المطلب الثالث :العبد المملوك الذي أسلم وأطاع سيده82............................................
المطلب الرابع :من أعتق َأ َم ًة بعد أن رباها ثم تزوجها 89...............................................
المطلب الخامس :قارئ القرآن وهو يشتد عليه ويتعتع فيه94......................................... .
المطلب السادس :الصدقة على الفقراء والمحتاجين من األرحام واألقارب 98.........................
اهدُ 106...............................................................اهدُ المج ِ
المطلب السابع :الج ِ
ُ َ َ
الم َحافِظ على صالة ال َع ْصر113......................................................
المطلب الثامنُ :
المطلب التاسع :من تيمم ثم أعاد الصالة بعد أن وجد الماء115.......................................
المطلب العاشر :الحاكم والقاضي إذا اجتهد وأصاب الحكم117.....................................
المطلب الحادي عشر :الغريق في البحر 122.........................................................
المطلب الثاني عشر :اتّباع الجنازة وانتظار الميت حتى يوضع في القبر125............................
المطلب الثالث عشر :من َج ّه َز غاز ًيا 130.............................................................
المبحث الثاني :مضاعفة األجر عشر مرات132.......................................................
المطلب األول :الصلوات الخمس132...............................................................
المطلب الثاني :الصالة على النبي ﷺ135............................................................
المطلب الثالث :إلقاء السالم بلفظ« :السالم عليكم» 141.............................................
المطلب الرابع :النفقة على النفس واألهل144........................................................
المطلب الخامس :إماطة األذى عن الطريق146.......................................................
المطلب السادس :ذكْر اهلل 148.......................................................................
473 فهرس الموضوعات
الصفحة الموضوع
ً
أول :التسبيح148....................................................................................
مرة 150..........................
ثان ًيا :قول المؤمن قبل النوم« :سبحان اهلل والحمد هلل واهلل أكبر» مائة ّ
كَ ،و َل ُه ا ْل َح ْمدُ َ ،و ُه َو َع َلى ك ُِّل َش ْي ٍء َق ِد ٌير» «ل إِ َل َه إِ َّل ا ُ
هللَ ،و ْحدَ ُه َل َش ِر َ
يك َل ُهَ ،ل ُه ا ْل ُم ْل ُ ثال ًثا :قول المؤمنَ :
حين يصبح أو يمسي 154............................................................................
مرة ،أو ثالثين
خمسا وعشرين مرة ،أو سب ًعا وعشرين ّ
ً المبحث الثالث :مضاعفة األجر عشرين مرة ،أو
مرة ،أو خمسين مرة ،أو ستين مرة158................................................................
المطلب األول :ر ّد السالم بلفظ« :السالم عليكم ورحمة اهلل» 158.....................................
المطلب الثاني :قول المؤمن« :سبحان اهلل» ،و«ال إله إال اهلل» ،و«اهلل أكبر»158.........................
المطلب الثالث :شاهد الصالة عند األذان 161........................................................
المطلب الرابع :صالة الجماعة164...................................................................
السر دون أن يراه أحدٌ 169.........................................
المطلب الخامس :صالة النافلة في ّ
المطلب السادس :من داوم على األذان ثنتي عشرة سنة173............................................
المطلب السابع :ر ّد السالم بلفظ« :السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته» 175............................
المطلب الثامن :قول المؤمن« :الحمد هلل رب العالمين»176..........................................
المطلب التاسع :صالة الرجل في الفالة 178..........................................................
المتمسك بالدين آخر الزمان183.................................................. .
ّ المطلب العاشر:
مرة188. .
مرة ،أو سبعمائة ّ
مرة ،أو مائتين وخمسين ّ
مرة ،أو مائة ّ
المبحث الرابع :مضاعفة األجر سبعين ّ
المطلب األول :قتل الوزغ من أول ضربة188.........................................................
المطلب الثاني :المجاهد في سبيل اهلل193............................................................
المطلب الثالث :الصالة في المسجد األقصى 196....................................................
المطلب الرابع :النفقة في الجهاد في سبيل اهلل 200....................................................
المطلب الخامس :النفقة في الحج 203...............................................................
٣
474
الصفحة الموضوع
مرة ،أو ألف ألف مرة205....................
مرة ،أو مائة ألف ّ
المبحث الخامس :مضاعفة األجر ألف ّ
المطلب األول :الصالة في المسجد النبوي205.......................................................
المطلب الثاني :الصالة في المسجد األقصى 211.....................................................
المطلب الثالث :الصالة في المسجد الحرام211......................................................
المطلب الرابع :دعاء دخول السوق 213..............................................................
ٍ
عبادات أخرى219.................................................. الفصل الثالث :المضاعفة بأجور
المبحث األول :المضاعفة بأجر حجة221............................................................
ٍ
مكتوبة 221...................................... ٍ
صالة متطه ًرا إلى
المطلب األول :الخروج من البيت ّ
المطلب الثاني :العمرة في رمضان 221...............................................................
المبحث الثاني :المضاعفة بأجر عمرة ،أو حجة وعمرة 224...........................................
المطلب األول :صالة تسبيح الضحى 232............................................................
المطلب الثالث :الصالة في مسجد قباء 233..........................................................
المطلب الرابع :صالة اإلشراق بعد صالة الفجر والمكث في المسجد 238............................
كاملة ،أو ألف ٍ
ليلة 240.............................. ٍ المبحث الثالث :المضاعفة بأجر قيام وصيام ٍ
سنة
والدنو من اإلمام واالستماع لخطبة الجمعة240..............
ّ المطلب األول :الغسل والتبكير والمشي
المطلب الثاني :الرباط في سبيل اهلل 246..............................................................
المبحث الرابع :المضاعفة بأجر قيام ليلة 252.........................................................
المطلب األول :صالة الفجر والعشاء في جماعة 252.................................................
المطلب الثاني :صالة القيام مع اإلمام حتى ينصرف 257..............................................
المبحث الخامس :المضاعفة بأجر صيام الدهر259...................................................
كل ٍ
شهر 259...................................................... المطلب األول :صيام ثالثة أيا ٍم من ّ
475 فهرس الموضوعات
الصفحة الموضوع
وست من شوال 266..............................................
ٍّ المطلب الثاني :صيام شهر رمضان
ٍ
وبأجور مطلقة 269........................................... خاص ٍة ٍ
بأعمال ّ الفصل الرابع :المضاعفة
المبحث األول :مضاعفة األجر بمغفرة الذنوب 271..................................................
المطلب األول :مغفرة الذنوب المتقدمة271..........................................................
ركني الكعبة 271.....................................
ْ أوالً :الحج دون رفث وال فسوق ،والمسح على
ثان ًيا :قيام رمضان وصيامه ،وقيام ليلة القدر ،وصيام عاشوراء 277.....................................
المؤمن تأمين المالئكة في سورة الفاتحة288......
ّ ثال ًثا :المحافظة على الصلوات الخمس ،وموافقة تأمين
راب ًعا :قراءة سورة الملك ،وصالة التسابيح297.......................................................
خامسا :النطق بالشهادتين بعد اآلذان ،والوضوء بمثل وضوء النبي ﷺ وصالة ركعتين بعده 301.......
ً
سادسا :مصافحة المؤمن ألخيه المؤمن 308..........................................................
ً
سابعا :صالة ٍ
مائة أو أربعين من المسلمين على الميت312............................................ ً
ثامنًا :سقيا البهائم والرحمة بالحيوان315.............................................................
تاسعا :من يموت له ثالثة من الولد لم يبلغوا ِ
الحنْث319.............................................. ً
المطلب الثاني :مغفرة الذنوب المتقدّ مة والمتأخرة 325...............................................
ـ صوم يوم عرفة 325.................................................................................
المبحث الثاني :مضاعفة األجور باستمرار عمله بعد الموت وعدم انقطاعه 330.......................
المطلب األول :الرباط في سبيل اهلل والموت فيه330..................................................
المطلب الثاني :العلم النافع ،والصدقة الجارية ،والولد الصالح يدعو لوالديه 336.....................
المبحث الثالث :مضاعفة األجور بالثواب العام غير المقيد 340.......................................
والرمي في سبيل اهلل 340................................
فرسا في سبيل اهللّ ،
المطلب األول :من ح ّبس ً
المطلب الثاني :الطواف بالبيت َس ْب ًعا346.............................................................
٣
476
الصفحة الموضوع
المطلب الثالث :المشي إلى الصالة في المسجد ،وسدّ ال ُف َرج في الصالة ،وكثرة الركوع والسجود349.
المطلب الرابعَ :ح َس ُن العبادة إذا مرض أو سافر ،واالبتالء بالمرض364...............................
الم ْع ِسر 371...............................................
المطلب الخامس :التصدق بالناقة ،وإنظار ُ
المطلب السادس :المحافظة على شيبة الشعر 378....................................................
المطلب السابع :إحياء السنة الحسنة والداللة على الخير 380.........................................
المطلب الثامن :العفو في القصاص والجراحات 383.................................................
المطلب التاسع :عتق العبد المؤمن واألمة المؤمنة385................................................
المطلب العاشر :تفطير الصائم388...................................................................
المطلب الحادي عشر :تجهيز الغازي واإلنفاق على أهله389.........................................
الخاتمة 395.........................................................................................
الفهارس العامة399..................................................................................
ً
أول :فهرس اآليات القرآنية401......................................................................
ثان ًيا :فهرس أطراف األحاديث النبوية 411............................................................
خامسا :فهرس المصادر والمراجع431...............................................................
ً
سادسا :فهرس الموضوعات 473....................................................................
ً
***