Professional Documents
Culture Documents
رسالة في وضوء الشيعة
رسالة في وضوء الشيعة
3
4
أهدي هذا العمل املتواضع ملوالنا صاحب العرص و الزمان بمناسبة قرب ذكرى
مولده الرشيف راجيا اهلل أن يتقبل منا هذا القليل بالكثري من عطائه .
5
بسم اهلل الرمحن الرحيم تعد آية الوضوء من أهم املسائل الفقهية التي وقع فيها
اخلالف بني السنة و الشيعة ,حيث ذهب كل طرف لتفسريها بام خيالف الطرف
اآلخر فقد فرسها أتباع مدرسة أهل البيت حسب ما بينه هلم أئمتهم أوال و وفق
ما تقتضيه اآلية من الناحية اللغوية ثانيا وهو احلق الذي سنبينه هنا ,ونحن
ذاكرون يف هذه الرسالة داللة اآلية عىل صحة وضوء الشيعة بالكيفية املعروفة
عندهم يف غسل اليدين و مسح األرجل باألدلة الصحيحة لغة ومن روايات
املخالفني باإلضافة لكالم علامئهم و نختم البحث بروايات اهل البيت عليهم
ويف حقيقة األمر ان الدافع وراء تسويد هذه الوريقات هبذا البحث هو ما اسمعه
من املخالفني من أن الشيعة حيرفون اآلية الكريمة و جيعلون مكان احلرف (إىل)
فق) حرف اجلر (من) اي هكذا (من املَرافِ ِق) و ان الشيعة يقرؤون
(اىل املَراِ ِ
بالقراءة املشهورة التي فيها نصب األرجل يف قوله تعاىل(و أرج َلكم) وبالتاي
املتعني غسلها ال مسحها فكيف يستنبطون من القراءة الثانية التي فيها (أرجلِكم)
2022/2/19
7
عىل ان الوضوء هو مقدمة الصالة و ترتتب عليه صحة الصالة من عدمها ,لذلك
جيب علينا معرفة الكيفية الصحيحة للوضوء كي تصح صالتنا .والكالم سيقع
ال خالف يف غسل الوجه و أن وقع الكالم يف حد غسله إال انا نتكلم عن اخلالف
قال بعض املخالفون :يف تفسري قوله تعاىل(وأ ْي ِد َيك ُْم إىل املَْ َرافِ ِق) أن املقصود منها
غسل اليدين من أطراف األصابع اىل املرفق ودليلهم أن حرف اجلر(إىل) يفيد
انتهاء الغاية وانه هنا بني غاية الغسل اي انتهاء الغسل اىل املرافق .وقال بعضهم
ممن عرف بتهجمه عىل أتباع مدرسة اهل البيت عليهم السالم ان الشيعة حرفوا
ٍ
معان منها اهنا تفيد(املعية) وهو رأي علامء الكوفة الوجه األول :أن (إىل) هلا عدة
(و َال
عمران اآلية, 52فمعنى اآلية هو من أنصاري مع اهلل و أيضا قوله تعاىل َ :
َت ْأ ُك ُلوا َأ ْم َو َاهل ُ ْم إِ َىل َأ ْم َوالِك ُْم) النساء اآلية 2فمعنى اآلية ال تأكلوا امواهلم مع
أموالكم.
9
غسل اليد قال :وكان إسحق يقول :قوله إىل حيتمل معنيني :أحدمها هذا و
األخر أن يكون إىل بمعنى مع كقوله (وال تأكلوا أمواهلم اىل أموالكم) يقول مع
أموالكم فكذلك معنى قوله (اىل املرافق) مع املرافق :كتاب األوسط يف السنن و
قال البغوي :قوله تعاىل (و أيديكم إىل املرافق) أي مع املرافق كام قال تعاىل (وال
تأكلوا أمواهلم اىل أموالكم) أي مع أموالكم وقال (من أنصاري إىل اهلل) أي مع
قال الشنقيطي :يف قوله تعاىل (فأغسلوا وجوهكم و أيديكم إىل املرافق) فقوله
(إىل) بمعنى مع وهي تأيت يف لغة العرب هبذا املعنى ومنه قوله تعاىل(قال من
أنصاري إىل اهلل) أي مع اهلل فإىل بمعنى مع فيكون قوله تعاىل (إىل املرافق) اي مع
املرافق ,قال عبد الرمحن بن قاسم احلنبيل النجدي :أي مع املرافق و إىل تستعمل
بمعنى مع كقوله(وال تأكلوا أمواهلم اىل أموالكم) :حاشية الروض املربع ألبن
قاسم ()182/1
10
وقال حممد حسن عبد الغفار :حد اليدين من أطراف األصابع وليس من الكوع
اىل املرفق قال اهلل تعاىل (فأغسلوا وجوهكم و أيديكم اىل املرافق) و (إىل)هنا
بمعنى (مع) قال اهلل تعاىل حاكيا عن عيسى انه قال (من أنصاري اىل اهلل) يعني
من أنصاري مع اهلل وقال اهلل تعاىل (ويزدكم قوة غىل قوتكم)يعني مع قوتكم
وهذه فيها داللة عىل أن (إىل) تأيت بمعنى(مع) فقوله تعاىل(و أيديكم غىل
املرافق)يعني مع املرفقني : .كتاب رشح متن أيب شجاع ملحمد حسن عبد الغفار
()12/14
احلنفية و املشهور عند املالكية أن املرفق جيب غسله كذلك فمعنى قوله تعاىل(إىل
املرافق)مع املرافق.
قال الشيخ الطويس :ليس يف اآلية ما ينايف ما ذكرناه الن إىل قد تكون بمعنى مع
وهلا ترصف كثري واستعامهلا يف ذلك ظاهر عند أهل اللغة قال تعاىل ( :وال تأكلوا
أمواهلم إىل أموالكم) وقال تعاىل حاكيا عن عيسى عليه السالم (من أنصاري إىل
اهلل) أي مع اهلل ,ويقال فالن وي الكوفة إىل البرصة وال يراد الغاية بل املعنى فيه
مع البرصة ,ويقولون فالن فعل كذا وأقدم عىل كذا هذا إىل ما فعله من كذا أي مع
ما فعله.
11
له كفل كالدعص لبده الندى * إىل حارك مثل الرتاج املضبب
وقال النابغة اجلعدي :ولوح ذراعني يف منكب * إىل جججج رهل املنكب .أي مع
جججج وهذا أكثر من أن حيتاج إىل االطناب فيه ,وإذا ثبت ان إىل بمعنى (مع) دل
عىل وجوب غسل املرافق أيضا عىل حسب ما تضمنه الفصل :هتذيب االحكام
()61 – 59/1
وعىل ضوء ذلك يكون معنى اآلية اغسلوا أيديكم مع املرافق اي دخول املرافق
بالغسل.
الوجه الثاين :أن قلنا ان (إىل) يف هذه اآلية دلت عىل أنتهى الغاية فأن الكالم
سيكون حول هل (إىل) بينت غاية الغسل ليكون ابتداء الغسل من أطراف
األصابع اىل املرافق أم أهنا بينت غاية املغسول (اليدين) اي حدود اجلزء املطلوب
و الصواب أهنا بينت املقدار املطلوب غسله من اليد الن اليد قد تطلق ويراد منها
الكف و ما حتت املرفق و ما حتت الزند وما حتت الكتف لذلك أقتىض األمر حتديد
املقدار املغسول منها وهو من االصابع اىل املرافق ال بيان كيفية الغسل بداية و
هناية كام لو قيل لشخص أصقل السيف إىل القبضة فأنه ال يفهم من الكالم إال
حتديد اجلزء املصقول أو تقول لشخص أصبغ اجلدار اىل السقف فأنه ال يفهم من
كالمك انك تريد منه أن يبدأ الصبغ من األسفل اىل السقف بل فهم منه حد
اجلدار املصبوغ.
يقول الشيخ باقر األيرواين :وأما التعبري ب (إىل املرافق) يف اآلية الكريمة فال
يتناىف وما عليه الشيعة الن حرف اجلر ليس غاية للغسل بل هو غاية للمغسول
....ثم قال :و يبقى تساؤل خيالج النفس ,وهو أن اآلية الكريمة ملاذا بينت حد
املغسول ومل تبني كيفية الغسل و أنه من املرافق؟ واجلواب :لعل ذلك من جهة
وضوح األمر أذ احلالة الطبيعية لغسل اليد أن تكون من األعىل إىل األسفل دون
العكس ,و األمر ال حيتاج إىل بيان من هذه الناحية و أنام الذي حيتاج اىل ذلك
الوجه الثالث :قال املخالفون انه جيوز النكس بغسل اليد بمعنى ان يبدأ الغسل
يقول الرازي :السنة أن يصب املاء عىل الكف بحيث يسيل املاء من الكف إىل
املرفق ,فإن صب املاء عىل املرفق حتى سال املاء إىل الكف ,فقال بعضهم :هذا ال
جيوز ألنه تعاىل قال َ { :و َأ ْي ِد َيك ُْم إِ َىل املرافق } فجعل املرافق غاية الغسل ,فجعله
مبدأ الغسل خالف اآلية فوجب أن ال جيوز .وقال مجهور الفقهاء :أنه ال خيل
بصحة الوضوء إال أنه يكون تركا للسنة :تفسري الرازي ()162/11
أذن فحسب كالم الرازي ان من أبتدأ بغسل يديه من املرفقني ال يكون خمالفا
ونفس الكالم قاله عثامن اخلميس يف قناته عىل موقع اليوتيوب انه جيوز غسل
فنقول لو كانت اآلية دالة عىل وجوب البدء بغسل اليد من األصابع لكان النكس
باطال ويرض بصحة الوضوء أما وبحسب كالم هجالء فانه يدل عىل أن فعل
فعىل أقل تقدير جيب أن يقال أن اآلية ليست بصدد بيان بداية الغسل و هنايته إنام
لبيان املقدار املراد غسله من اليد .وهذا قول الشيعة أما دليلنا عىل بدا الغسل من
محاد بن عيسى ,عن حريز ,عن زرارة قال :قال أبو جعفر (ع) :أال أحكي لكم
وضوء رسول اهلل (ص) ؟ فقلنا :بىل ,فدعا بقعب فيه شئ من ماء ثم وضعه بني
يديه ثم حرس عن ذراعيه ثم غمس فيه كفه اليمنى ثم قال :هكذا إذا كانت الكف
طاهرة ,ثم غرف فمالها ماء ا فوضعها عىل جبينه ثم قال " :بسم اهلل " وسدله
عىل أطراف حليته ثم أمر يده عىل وجهه وظاهر جبينه مرة واحدة ثم غمس يده
اليرسى فغرف هبا مالها ثم وضعه عىل مرفقه اليمنى وأمر كفه عىل ساعده حتى
جرى املاء عىل أطراف أصابعه ,ثم غرف بيمينه مالها فوضعه عىل مرفقه اليرسى
وأمر كفه عىل ساعده حتى جرى املاء عىل أطراف أصابعه .....حسن كالصحيح
وبكري أهنام سأال أبا جعفر (ع) عن وضوء رسول اهلل (صىل اهلل عليه وآله) فدعا
بطست أو تور فيه ماء فغمس يده اليمنى فغرف هبا غرفة فصبها عىل وجهه,
فغسل هبا وجهه ,ثم غمس كفه اليرسى فغرف هبا غرفة فأفرغ عىل ذراعه اليمنى
فغسل هبا ذراعه من املرفق إىل الكف ال يردها إىل املرفق ثم غمس كفه اليمنى
فأفرغ هبا عىل ذراعه اليرسى من املرفق وصنع هبا مثل ما صنع باليمنى....
الكليني ,حممد بن احلسن وغريه ,عن سهل بن زياد ,عن عيل بن احلكم ,عن
اهليثم ابن عروة التميمي قال سألت أبا عبداهلل (ع) عن قول اهلل عز وجل " :
16
فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إىل املرافق " فقلت :هكذا ومسحت من ظهر كفي
إىل املرفق ,فقال :ليس هكذا تنزيلها إنام هي " فاغسلوا وجوهكم وأيديكم من
واجلواب عنها:
-1الرواية ضعيفة السند بسهل بن زياد اآلدمي الذي ضعفه الشيخان النجايش و
الطويس ونقل النجايش أن أمحد بن حممد بن عيسى يشهد عليه بالغلو و الكذب و
كذلك نقل هو و الشيخ الطويس استثناء أبن الوليد روايات حممد بن امحد بن
حييى عن سهل بن زياد اآلدمي وضعفه ابن الغضائري بقوله كان ضعيفا جدا
قال العالمة املجليس احلديث ضعيف عىل املشهور مراة العقول ()93/13
-2أن سلمنا بقبول الرواية فغاية ما تدل عليه انه هذا تفسريها و بياهنا ال أنه كان
م(وا ْم َس ُحوا
لآلية الكريمة قراءتان احدامها بنصب الالم يف كلمة أرجلك َ
بِرء ِ
وسك ُْم َو َأ ْر ُج َلك ُْم إِ َىل ا ْل َك ْع َب ْ ِ
ني) وهي قراءة نافع و ابن عامر وعاصم برواية ُ ُ
(و َأ ْر ُجلِك ُْم إِ َىل ا ْل َك ْع َب ْ ِ
ني) وهي قراءة حفص حفص عنه و األخرى بكرس الالم َ
برواية ابو بكر عنه وقراءة ابن كثري ومحزة و أبو عمر وكالمها مشهورتان .
قال بعض املخالفون :أن اآلية دالة عىل وجوب غسل األرجل بدليل قراءة
األعراب و يف الوضوء أيضا ,و أما يف قراءة الكرس فهي ايضا تفيد الغسل وهي
معطوفة عىل الوجوه و لكنها خفضت (جرت بالكرس) ملجاورهتا كلمة جمرورة
الوجه األول :قراءة النصب فإنا نقول أن (أرج َلكم) معطوفة عىل حمل
(رؤوسكم) ال عىل لفظها ألن حمل رؤوسكم هو النصب كوهنا مفعول به
للفعل(أمسحوا) وأنام جرت لدخول ال (باء) عليها فتكون أرجلكم معطوفة عىل
الوجه الثاين :يف عطف النسق ال جيوز أن يفصل بني املعطوف و املعطوف عليه
بجملة أجنبية ألنه خمالفا لفصاحة العرب و القرآن الكريم بالتاي تكون
يقول إبراهيم احللبي الفقيه احلنفي الكبري :و الصحيح أن األرجل معطوفة عىل
الرؤوس يف القرائتني و نصبها عىل املحل و جرها عىل اللفظ وذلك إلمتناع
العطف عىل املنصوب للفصل بني العاطف و املعطوف عليه بجملة أجنبية و
األصل أن ال يفصل بينهام بمفرد فضال عن اجلملة ومل يسمع يف الفصيح نحو
(رضبت زيدا و مررت بعمرو و بكرا) بعطف بكرا عىل زيدا :رشح منية املصيل
وقال أبن حزم يف معرض كالمه عن االية:ال جيوز ان حيال بني املعطوف و
قال الرازي :فنقول :ظهر أنه جيوز أن يكون عامل النصب يف قوله { َو َأ ْر ُج َلك ُْم }
هو قوله { وامسحوا } وجيوز أن يكون هو قوله { فاغسلوا } لكن العامالن إذا
اجتمعا عىل معمول واحد كان إعامل األقرب أوىل ,فوجب أن يكون عامل
} بنصب الالم توجب املسح أيضا ,فهذا وجه االستدالل هبذه اآلية عىل وجوب
قال حممد السندي :ومحل قراءة النصب عليها جيعل العطف عىل املحل أقرب من
محل قراءة اجلر عىل قراءة النصب بالوجه الذي ذكرنا كام رصح به النحاة لشذوذ
اجلوار واطراد العطف عىل املحل وأيضا فيه خلوص عن الفصل باألجنبي بني
املعطوف واملعطوف عليه وهذا الزم عىل ما ذكرنا :حاشية السندي عىل سنن ابن
ماجة ()172/1
قال الشيخ الطويس :فإن قيل :فاين انتم عن القراءة بنصب االرجل وعليها أكثر
القراء وهي موجبة للغسل وال حيتمل سواه؟ قلنا ( :أول) ما يف ذلك ان القراءة
باجلر جممع عليها والقراءة بالنصب خمتلف فيها النا نقول ان القراءة بالنصب غري
وهذا يسقط أصل السجال ,ثم لو سلمنا ان القراءة باجلر مساوية للقراءة بالنصب
من حيث قرأ باجلر من السبعة ابن كثري وأبو عمرو ومحزة ويف رواية أيب بكر عن
عاصم ,والنصب قرأ به نافع وابن عامر والكسائي ويف رواية حفص عن عاصم
لكانت ايضا مقتضية للمسح الن موضع الرؤوس موضع نصب بوقوع الفعل
20
الذي هو املسح عليه وإنام جر الرؤوس بالباء ,وعىل هذا ال ينكر ان تعطف
االرجل عىل موضع الرؤوس ال لفظها فتنصب وإن كان الفرض فيها املسح كام
كان يف الرؤوس كذلك ,والعطف عىل املوضع جائز مشهور يف لغة العرب ,اال
ترى اهنم يقولون ( :لست بقائم وال قاعدا) فينصب قاعدا عىل موضع بقائم ال
لفظه وكذلك يقولون ( :خشنت بصدره وصدر زيد) (وإن زيدا يف الدار وعمرو)
فرفع عمرو عىل املوضع الن أن وما علمت فيه يف موضع رفع ومثله من كالمهم
(ان تأتني فلك درهم وأكرمك) ملا كان قوهلم فلك درهم يف موضع جزم عطف
وأكرمك عليه وجزم ومثله (من يضلل اهلل فال هادي له ويذرهم) باجلزم عىل
وإنام نصب عبد رب الن من حق الكالم ان يكون باعث دينارا فحمله عىل
املوضع ال اللفظ وقد سوغوا ما هو أبعد من هذا الهنم عطفوا عىل املعنى وان كان
ملا كان معنى جئني أي هات مثلهم أو اعطني مثلهم قال :أو مثل بالنصب عطفا
عىل املعنى.
فان قيل :ما تنكرون أن يكون القراءة بالنصب ال تقتيض اال الغسل وال حتتمل
املسح الن عطف االرجل عىل موضع الرؤوس يف االجياب توسع وجتوز والظاهر
واحلقيقة يوجبان عطفها عىل اللفظ ال املوضع؟ قلنا :ليس االمر عىل ما تومهتم
بل العطف عىل املوضع مستحسن يف لغة الرعب وجائز ال عىل سبيل االتساع
والعدول عن احلقيقة واملتكلم خمري بني محل االعراب عىل اللفظ تارة وبني محله
عىل املوضع اخرى وهذا ظاهر يف العربية مشهور عند أهلها ويف القرآن والشعر له
نظائر كثرية ,عىل انا لو سلمنا ان العطف عىل اللفظ اقوى لكان عطف االرجل
عىل موضع الرؤوس أوىل مع القراءة بالنصب ,الن نصب االرجل ال يكون إال
22
عىل أحد الوجهني إما بان يعطف عىل االيدي والوجوه يف الغسل ,أو يعطف عىل
موضع الرؤوس فينصب ويكون حكمها املسح وعطفها عىل موضع الرؤوس
أوىل ,وذلك ان الكالم إذا حصل فيه عامالن احدمها قريب واآلخر بعيد فإعامل
االقرب أوىل من اعامل االبعد ,وقد نص أهل العربية عىل هذا فقالوا :إذا قال
القائل اكرمني واكرمت عبد اهلل وأكرمت واكرمني عبد اهلل فحمل املذكور بعد
الفعلني عىل الفعل الثاين اوىل من محله عىل االول الن الثاين اقرب إليه ,وقد جاء
القرآن وأكثر الشعر بإعامل الثاين قال اهلل تعاىل ( :واهنم ظنوا كام ظننتم ان لن
يبعث اهلل احدا) النه لو أعمل االول لقال كام ظننتموه وقال ( :آتوين أفرغ عليه
قطرا) ولو اعمل االول لقال افرغه وقال « :هاؤم اقرؤا كتابيه » [ ]3ولو اعمل
فاعمل الثاين دون االول ,النه لو اعمل االول لقال قىض كل ذي دين فوفاه
ولو اعمل االول لرفع لون ويف الرواية منصوب ,ومثله قول الفرزدق:
فقال (بنو) ألنه اعمل الثاين دون االول ,فاما قول امرئ القيس واعامله االول :
فاول ما فيه انه شاذ خارج عن بابه وال حكم عىل شاذ ,والثاين إنام رفع ألنه مل
جيعل القليل مطلوبا وإنام كان املطلوب عنده امللك وجعل القليل كافيا ولو مل يرد
أذن نخلص اىل نتيجة أن قراءة النصب تفيد بأن األرجل معطوفة عىل الرؤوس
الوجه الثالث :فيام خيص قراءة اجلر فقوهلم اهنا جرت ملجاورهتا اسم جمرور وهي
حكمها النصب فهو كالم واه و ضعيف جدا الن اجلر باجلوار امرا شاذ يف لغة
العرب وال يلجئ أليه اىل للرضورة وهو خمالفة لفصاحة العرب وقد قال غري
قال أبن هشام األنصاريَ :و َخا َل َفهم يف ذلك املحققون ور َأوا َأن اخلفض عىل
للمجاورة ........إىل أن قال ويرجح ذلك القول ثالثة َأمور َأحدها َأن احلمل
ُ
صون القرآن. عىل املجاورة محل عىل شاذ فينبغي
رشح شذور الذهب ص 430مجال الدين أبو حممد عبد اهلل بن الشيخ مجال الدين
والذي عليه املحققون أن خفض اجلوار يكون يف النعت قليال كام مثلنا ,ويف
الذن ِ
َب انحلت ُعرا َّ
ْ ٌ
وصل إذا ِ
وجات ك ِّل ِه ُم ...أن ليس يا صاح ب ِّل ْغ ذوي ّ
الز
25
قال الفراء :أنشدنيه أبو اجلراح بخفض كلهم ,فقلت له هالّ قلت ك َّلهم -يعني
النصب -فقال :هو خري من الذي قلته أنا ,ثم استنشدته إياه ,فأنشدنيه باخلفض.
وال يكون يف النسق ,ألن العاطف يمنع من التجاور .......أنكر السريايف وابن
قال النحاس :قال أبو جعفر ال جيوز ان يعرب يشء عىل اجلوار يف كتاب اهلل عز
وجل وال يف يشء من الكالم و إنام اجلوار غلط و إنام وقع يف يشء شاذ وهو قوهلم
هذا جحر ضب خرب ,و إنام هذا بمنزلة اإلقواء وال حيمل يشء من كتاب اهلل عز
بالكرس.
فعىل القراءة األوىل تكون معطوفة عىل قوله{ :وجوهكم} ألنه إذا تعددت
منهم من قال :إهنا جرت عىل سبيل املجاورة ,واملجاورة أن تتبع الكلمة ما
جاورها يف اإلعراب ,ومثلوا لذلك بقول العرب :هذا جحر ضب خرب ,فخرب
ال تصلح أن تكون نعتا للضب؛ ألن اخلرب هو اجلحر ,لكن قالوا :إنه جر عىل
سبيل املجاورة ,ولكن هذا التعليل عليل ,إال أنه دأب كثري من النحويني إذا
عجزوا عن توجيه اإلعراب ذكروا علة قد تكون مستكرهة ,وهلذا يقولون :إن
علل النحويني كجحور الريابيع ,والريبوع دويبة أكرب من الفأر ,والفأر معروف,
لكن رجليها طويلة ,ويدُّيا قصرية جدا ,وهلا ذنب طويل ,وهي ذات حيل ,حتفر
اجلحر هلا يف الصحراء وجتعل له بابا واضحا ولكنها تستمر يف حفره وحتفر
صاعدة إىل أقصاه ,حتى إذا مل يبق عىل أن خترقه إال قرشة رقيقة توقفت ,من أجل
إذا حجرها أحد من فم اجلحر خرجت من الباب املغلق إىل حني احلاجة إليه,
فنقول :إن القول بأهنا جمرورة عىل سبيل املجاورة فيه نظر
وقال الرازي :فإن قيل :مل ال جيوز أن يقال :هذا كرس عىل اجلوار كام يف قوله :
جحر ضب خرب ,وقوهلكبري أناس يف بجاد مزمل ...قلنا :هذا باطل من وجوه
:األول :أن الكرس عىل اجلوار معدود يف ال َّلحن الذي قد يتحمل ألجل الرضورة
27
يف الشعر ,وكالم اهلل جيب تنزُّيه عنه .وثانيهام :أن الكرس إنام يصار إليه حيث
بالرضورة أن اخلرب ال يكون نعتا للضب بل للجحر ,ويف هذه اآلية األمن من
االلتباس غري حاصل .وثالثها :أن الكرس باجلوار إنام يكون بدون حرف العطف
,وأما مع حرف العطف فلم تتكلم به العرب ,وأما القراءة بالنصب فقالوا أيضا
:إهنا توجب املسح ,وذلك ألن قوله { وامسحوا بِر ُؤ ِ
وسك ُْم } فرؤوسكم يف ُ
النصب ولكنها جمرورة بالباء ,فإذا عطفت األرجل عىل الرؤوس جاز يف األرجل
النصب عطفا عىل حمل الرؤوس ,واجلر عطفا عىل الظاهر ,وهذا مذهب مشهور
للنحاة .
وقال أبو حيان اإلمام النحوي يف رده عىل أيب إسحاق الشريازيَ :و َق ْو َل ُهَ :مل َيك ِ
ُن ْ
ا ْل َف ِصيحِ .
رش هي بِ ْ
اجلَ ِّر الزخمَ ْ َ ِ
وقال ايضا يف معرض رده عىل الزخمرشي :وقرىء ْاألَ ْي َم َن َق َال َّ
اب َأ َّن ُه َم ْع ُط ٌ
وف يف َشا ٌّذ َمل ي ِرد ِمنْه إِ َّال َأحر ٌ ِ
اجل َو ِار ِيف َن ْف ِس ِه َض ِع ٌ
ِْ
الص َو ُ
ف َيس َري ٌة َو َّ ُْ َْ ْ ُ
قال عالء الدين البغدادي :وأما من جعل كرس الالم يف(األرجل) عىل جماورة
اللفظ دون احلكم و أستدل بقوهلم(جحر ضب خرب) اخلرب نعت للجحر ال
-1ألن الكرس عىل املجاورة إنام حيمل ألجل الرضورة يف الشعر أو يصار إليه
حيث حيصل األمن من األلتباس ألن اخلرب ال يكون نعتا للضب بل للحجر.
29
-2و ألن الكرس باجلوار إنام يكون بدون واو العطف أما مع حرف العطف فلم
تتكلم به العرب.
ويف النقوالت التي مرت عن أكابر املفرسين و النحويني من أن اخلفض عىل اجلور
امر شاذ يف اللغة وانه خمالفا للفصاحة و يلجئ أليه لألضطرار وان القران الكريم
خاي منه كافية يف أثبات املطلوب من ان قراءة الكرس تفيد مسح األرجل وان
األرجل معطوفة عىل الرؤوس ال الوجوه بالتاي يكون حكمها املسح ال الغسل.
يف معرض رده عىل املخالفني قال :فان قال قائل ما أنكرتم أن يكون ما اعتمدمتوه
يف اآلية من القراءة باجلر ال يوجب املسح وإنام يفيد اشرتاك الرجل بالرأس يف
االعراب ال أن يوجب اشرتاكهام يف احلكم فيكون ذلك عىل املجاورة كام جاء يف
كثري من كالم العرب مثل قوهلم (جحر ضب خرب) وان كان خرب من صفات
وعىل هذا ال ينكر أن تكون االرجل مغسولة وان كانت جمرورة.قلنا هذا باطل من
وجوه (أحدمها) انه ال خالف بني أهل العربية يف أن االعراب باملجاورة ال يتعدى
إىل غريها وما هذه منزلته يف الشذوذ واخلروج عن االصول ال جيوز أن حيمل كالم
اهلل تعاىل عليه( .وثانيها) ان كل موضع أعرب باملجاورة مما ذكره السائل ومما مل
يذكره مفقود منه حرف العطف الذي تضمنته اآلية وعليه اعتمدنا يف تساوي
حكم االرجل والرؤوس ,فلو كان ما أورده من حكم املجاورة يسوغ القياس
عليه لكانت اآلية خارجة عنه لتضمنها من دليل العطف ما فقدنا يف املواضع
املعربة باملجاورة ,وال شبهة عىل أحد ممن يفهم العربية يف أن املجاورة ال حكم هلا
مع العطف( .وثالثها) ان االعراب باجلوار إنام استحسن بحيث ترتفع الشبهة يف
املعنى أال ترى ان الشبهة زائلة يف كون خرب صفة للضب واملعرفة حاصلة بانه
من صفات اجلحر وكذلك قوله :مزمل معلوم انه من صفات الكبري ال البجاد ,
31
وليس هكذا اآلية الن االرجل يصح أن يكون فرضها املسح كام يصح أن يكون
الغسل ,والشك يف ذلك واقع غري ممتنع فال جيوز اعامل املجاورة فيها حلصول
اللبس والشبهة ,وخلروجه عن باب ما عهد استعامل القوم اجلوار فيه ,فأما البيت
الذي انشدوه لالعشى فقد أخطأوا يف تومههم ان هناك جماورة وإنام جر ثواء
بالبدل من احلول واملعنى لقد كان يف ثواء ثويته تقيض لبانات ,وهذا القسم من
البدل هو بدل االشتامل كام قال تعاىل ( :قتل أصحاب االخدود النار) وقال :
فان قيل :كيف ادعيتم ان املجاورة ال حكم هلا مع واو العطف مع قوله تعاىل :
(يطوف عليهم ولدان خملدون باكواب وأباريق) إىل قوله ( :وحور عني)
فخفضهن باملجاورة الهنن يطفن وال يطاف هبن ومثل ذلك أيضا قول الشاعر :
وموثق يف عقال االرس مكبول مل يبق إال أسري غري منفلت
فخفض موثقا باملجاورة للمنفلت وكان من حقه أن يكون مرفوعا الن تقدير
قلنا :أول ما يبطل هذا الكالم انه ليس مجيع القراء عىل جر (حور عني) بل أكثر
قراء السبعة عىل الرفع وهم نافع وابن كثري وعاصم يف رواية وأبو عمرو وابن
32
عامر ,والذي جر محزة والكسائي ويف رواية املفضل عن عاصم وقد حكي انه
كان ينصب (وحورا عينا) وللجر وجه غري املجاورة وهو انه ملا تقدم قوله تعاىل :
(أولئك املقربون يف جنات النعيم عطف بحور عني عىل جنات النعيم فكأنه قال
هم يف جنات النعيم ويف مقارنة أو معاشة حور العني وحذف املظاف وهذا وجه
حسن ذكره أبو عيل الفاريس يف كتاب احلجة يف القراءة ,فأما البيت الذي انشده
السائل فعىل خالف ما تومهه الن معنى قوله مل يبق اال أسري أي مل يبق غري أسري
وغري تعاقب إال يف االستسناء ,ثم قال وموثق باجلر عطفا عىل املعنى وعىل
موضع أسري ,فكأنه قال مل يبق غري اسري وغري منفلت ومل يبق غري موثق ,فأما
يمكن أن يكون الوجه يف خاطب الرفع وإنام جر الراوي ومها ويكون عطفا عىل
بعد التسليم من هجالء عىل أن األرجل معطوفة عىل الرؤوس ونفيهم للعطف
عىل املجاورة و قوهلم انه ال جيوز ان يفصل بني العاطف و املعطوف عليه بجملة
أجنبية أضطر بعضهم لتأويل اآلية بكالم ينم عن سفاهة املتكلم حيث قالوا ان
األرجل عطفت عىل الرؤوس الن الرؤوس حكمها املسح فيكون غسل األرجل
الزخمرشي حيث قال:و األرجل من بني األعضاء الثالثة املغسولة تغسل بصب
املاء عليها فكانت مظنة لألرساف املذموم املنهي عنه فعطفت عىل املمسوح ال
ونفس الكالم هذا نقله إبراهيم احللبي يف رشح منية املصيل(ص)16تأييدا له.
34
قال العيني :وقيل إنام ذكر بلفظ املسح ألن األرجل من بني سائر األعضاء مظنة
إرساف املاء بالصب فعطف عىل املمسوح وإن كانت مغسولة للتنبيه عىل وجوب
نقول ماهو دليلكم عىل هذا القول ثم كيف يفهم االنسان ان اهلل عطف األرجل
عىل الرؤوس كي ال يكون هناك أرساف يف املاء اثناء غسل األرجل ثم ملاذا مل
جيعل اهلل حكم األيدي املسح بدل الغسل جتنبا لألرساف؟ فلامذا هذا التأويل
التافه للكالم اهلل تعاىل و التقول عليه بدون دليل فيكونوا مصداقا لقوله تعاىل( َوإِ َّن
َاب َو َما ُه َو ِم َن ا ْلكِت ِ
َاب َاب لِت َْح َسبُو ُه ِم َن ا ْلكِت ِ
ِمن ُْه ْم َل َف ِريقا َي ْل ُوو َن َأ ْل ِسنَت َُه ْم بِا ْلكِت ِ
َي ْع َل ُم َ
ون) [ آل عمران]78:
الغسل اخلفيف ,قال أبو عيل الفاريس :العرب تسمي خفيف الغسل مسحا
قال الرازي :واعلم أنه ال يمكن اجلواب عن هذا إال من وجهني :األول :أن
األخبار الكثرية وردت بإجياب الغسل ,والغسل مشتمل عىل املسح وال ينعكس ,
فكان الغسل أقرب إىل االحتياط فوجب املصري إليه ,وعىل هذا الوجه جيب
فأن كان الغسل مشتمال عىل املسح فلامذا ال تغسلوا رؤوسكم بدل مسحها كون
الغسل مشتمال عىل املسح و يقوم مقامه ,ثم أليس الغسل و املسح حقيقتان
ثم ما هو منشئ هذا األحتياط مع األقرار بأن قراءة اجلر و النصب تدل عىل
ما انكرتم عىل تسليم اجياب اآلية ملسح الرجلني أن يكون املسح بمعنى الغسل
الن املسح عند العرب هو الغسل اخلفيف حكي ذلك عن أيب زيد االنصاري
واستشهد بقوهلم « :متسحت للصالة « فسموا الغسل مسحا وعىل ذلك محل
36
املفرسون قوله تعاىل (:فطفق مسحا بالسوق واالعناق ) اي انه غسل سوقها
وأعناقها.
قلنا :هذا باطل من وجوه ( :منها) انه ال معترب باحتامل اللفظة يف اللغة إذا كانت
يف عرف الرشع خمتصة بفائدة واحدة ,فلو سلمنا ان الغسل يف اللغة مسح مل يقدح
ذلك يف تأويلنا اآلية الن اطالق املسح يف الرشع يستفاد به ما ال يستفاد بالغسل ,
وهلذا جعل أهل الرشع بعض أعضاء الطهارة ممسوحا وبعضها مغسوال وفصلوا
بني احلكمني وفرقوا بني قول القائل :فالن يرى ان الفرض يف الرجلني املسح
وبني قوله فالن يرى الغسل (ومنها) ان الرؤوس إذا كانت ممسوحة املسح الذي
ال يدخل يف معنى الغسل بال خالف وعطف االرجل عليها فواجب أن يكون
حكمها مثل حكم الرؤوس يف املسح وكيفيته ,الن من فرق بينهام مع العطف يف
كيفية املسح كمن فرق بينهام يف املسح( .ومنها) ان املسح لو كان غسال والغسل
عليهالسالم انه توضأ وغسل رجليه النه كان ال ينكر أن يكون الغسل املذكور إنام
هو املسح فصار تأويلهم اآلية عىل هذا يبطل أصل مذهبهم يف غسل الرجلني.
(ومنها) :ان شبهة من جعل املسح غسال من أهل اللغة هي من حيث اشتامل
الغسل عىل املسح ,وليس كل شئ اشتمل عىل غريه يصح ان يسمى باسمه النا
37
نعلم ان الغسل يشتمل عىل أفعال مثل االعتامد واحلركة وال جيوز أن يسمى بأسامء
ما يشتمل عليه ,واما استشهاد أيب زيد بقوهلم « :متسحت للصالة « فاملعنى فيه
اهنم ملا أرادوا أن خيربوا عن الطهور بلفظ خمترص ومل جيز ان يقولوا اغتسلت
للصالة قالوا بدال من ذلك متسحت الن املغسول من االعضاء ممسوح ايضا
فتجوزوا بذلك اختصارا أو تعويال عىل أن املراد مفهوم وهذا ال يقتيض أن يكونوا
جعلوا املسح من أسامء الغسل ,فأما اآلية فاكثر املفرسين ذهبوا فيها إىل غري ما
ذكر يف السجال ,وقال أبو عبيدة والفراء وغريمها :معنى فطفق مسحا أي رضبا ,
وقال آخرون :اراد املسح يف احلقيقة وانه كان مسح أعرافها وسوقها وقال شاذ
منهم :انه أراد الغسل ومن قال بذلك ال يدفع أن يكون محل املسح عىل الغسل
استعارة وجتوزا وليس لنا أن نعدل يف كالم اهلل تعاىل عن احلقيقة إىل املجاز إال عند
الرضورة.
جيد قال :إن اهلل قال(و أرج َلكم)بالفتح و(أرجلِكم) بالكرس ألن للرجل حالني
:حاال تكون فيها مكشوفة ففرضها الغسل و حاال تكون فيها مستورة ففرضها
املسح.
أبن تيمية هنا تعامل مع القراءتني كام يتعامل مع احلديثني املتعارضني فحاول
اجلمع بينهام بقوله هذا انه اهلل قال اللفظني بالكرس أراد به املسح عىل اخلفني و
بالفتح اراد به غسل الرجل املكشوفة؟!! ونطرح سجال ما الدليل عىل ما قاله ابن
وقريب من هذا الكالم قاله اآللويس :إن القراءتني متواترتان بإمجاع الفريقني بل
بإطباق أهل اإلسالم كلهم ,ومن القواعد األصولية عند الطائفتني أن القراءتني
املتواترتني إذا تعارضتا يف آية واحدة فلهام حكم آيتني ,فال بدّ لنا أن نسعى
ونجتهد يف تطبيقهام أوال مهام أمكن ألن األصل يف الدالئل اإلعامل دون اإلمهال
كام تقرر عند أهل األصول؛ ثم نطلب بعد ذلك الرتجيح بينهام ,ثم إذا مل يتيرس لنا
39
الرتجيح بينهام نرتكهام ونتوجه إىل الدالئل األخر من السنة ,وقد ذكر األصوليون
أن اآليات إذا تعارضت بحيث ال يمكن التوفيق ,ثم الرتجيح بينهام يرجع إىل
السنة فإهنا ملا مل يمكن لنا العمل هبا صارت معدومة يف حقنا من حيث العمل.
وقد رد عىل كالمه املتهافت هذا سامحة الشيخ املحقق آية اهلل جعفر
متعارضتني ثم نسعى يف رفع التعارض بالوجوه التي ذكرها القائل ,فأن فرض
التعارض بني القراءتني رهن فرض املذهب عىل القرآن و تطبيقه عليه و إال
فالقراءتان ليس فيهام أي تعارض و هتافت و كلتامها هتدفان اىل أمر واحد وهو
مسح الرجلني ألن قوله(وأرجلكم)عىل كلتا القراءتني معطوف عىل لفظ واحد
وهو قوله(رءوسكم)لكن إما عطفا عىل املحل فتنصب أو عطفا عىل الظاهر
فتجر.
بخالف ذلك فهام أشبه باملغسوالت (الثاين ) اهنام حمدودان بحد ينتهى اليه أشبها
ابن قدامة يقول ان الرأس لوجود الشعر فيه وجب مسحه الن يشق علينا
غسله(ال نعلم أين املشقة يف غسل الرأس سواء كان كله فضال عن ان املمسوح
غسلها وما عالقة اوساخ القدم بغسل الوضوء وهل جعله غسلهام بالوضوء من
ناس إال الصحابة وإمجاعهم حجة أي حجة باالتفاق فيجب محل القرآن عليه
بنحو ما ذكرنا وإنام كان املسح هو ظاهر الكتاب ألن قراءة اجلر ظاهرة فيه ومحل
قراءة النصب عليها جيعل العطف عىل املحل أقرب من محل قراءة اجلر عىل قراءة
النصب بالوجه الذي ذكرنا كام رصح به النحاة لشذوذ اجلوار واطراد العطف عىل
املحل.
صار اإلمجاع حاكام عىل كالم اهلل تعاىل فياهلل و العجب فهذا السندي بعد أن سلم
بداللة ظاهر االية عىل املسح خالف العمل هبا بحجة اإلمجاع,و أي أمجاع هذا
وخارجه اإلمام عيل عليه السالم و عبد اهلل ابن عباس(وهناك غريهم سنبينه بعد
ذلك).
42
الصحيحة األوىل
-1احلاكم النيسابوري - ,حدثنا عيل بن محشاذ العدل ,ثنا عيل بن عبد العزيز ,
ثنا حجاج بن منهال ,ثنا مهام ,ثنا إسحاق بن عبد اهلل بن أيب طلحة ,ثنا عيل بن
حييى بن خالد ,عن أبيه ,عن عمه رفاعة بن رافع أنه كان جالسا عند رسول اهلل
صىل اهلل عليه وسلم إذ جاء رجل فدخل املسجد فصىل ,فلام قىض صالته جاء
فسلم عىل رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم وعىل القوم ,فقال له رسول اهلل صىل
اهلل عليه وسلم « :ارجع فصل فإنك مل تصل » وذكر ذلك إما مرتني أو ثالثة ,
فقال الرجل :ما أدري ما عبت عيل من صاليت ,فقال رسول اهلل صىل اهلل عليه
وسلم « :إهنا ال تتم صالة أحد حتى يسبغ الوضوء كام أمره اهلل عز وجل ,يغسل
وجهه ويديه إىل املرفقني ,ويمسح رأسه ورجله إىل الكعبني ,ثم يكرب وحيمد اهلل
ويمجده ,ويقرأ من القرآن ما أذن اهلل له فيه ,ثم يكرب ,ويركع ,ويضع كفيه عىل
ركبتيه حتى يطمئن مفاصله ويستوي ثم يقول :سمع اهلل ملن محده ,ويستوي قائام
حتى يأخذ كل عظم مأخذه ,ثم يقيم صلبه ,ثم يكرب فيسجد فيمكن جبهته من
األرض حتى يطمئن مفاصله ,ويستوي ثم يكرب فريفع رأسه ,ويستوي قاعدا
عىل مقعدته ويقيم صلبه » فوصف الصالة هكذا حتى فرغ ثم ,قال « :ال يتم
43
صالة أحدكم حتى يفعل ذلك » « .هذا حديث صحيح عىل رشط
()368/1
يف صحيح سنن ابن ماجه ج1ص 151و ايضا يف صحيح اجلامع الصغري و زيادته
ص 476و ايضا يف صحيح سنن ابن ماجه ص.95وقد أخرجه الدارقطني يف
الصحيحة الثانية
ِ ِ ِ ٍ َ -2حدَّ َثنَا َوكِي ٌع َحدَّ َثنَا ْاألَ ْع َم ُش َع ْن َأ ِيب إِ ْس َح َ
اق َع ْن َعبْد َخ ْري َع ْن َع ٍّيل َر َ
ِض اهللَُّ
ِ ِ ِ َعنْ ُه َق َالُ :كن ُْت َأ َرى َأ َّن َباطِ َن ا ْل َقدَ َم ْ ِ
ني َأ َح هق بِاملَْ ْسحِ م ْن َظاه ِر َ
مها َحتَّى َر َأ ْي ُت َر ُس َ
ول
ِ ِ
اهللَِّ َص َّىل اهللَُّ َع َليْه َو َس َّل َم َي ْم َس ُح َظاه َر ُ َ
مها.إسناده صحيح
و صححه الضياء يف املختار ( )284/2و حمقق الكتاب الدكتور عبد امللك بن
عبد اهلل.
44
الصحيحة الثالثة
-3نا أبو زهري عبد املجيد بن إبراهيم املرصي ,نا املقرئ ,نا سعيد بن أيب أيوب ,
عن أيب األسود وهو حممد بن عبد الرمحن موىل آل نوفل يتيم عروة بن الزبري ,عن
عباد بن متيم ,عن أبيه قال « :رأيت رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم يتوضأ
ويمسح املاء عىل رجليه » قال أبو بكر « :خرب نافع ,عن ابن عمر من هذا الباب».
الصحيحة األوىل
-1حدثنا أبو داود قال :حدثنا شعبة ,قال :أخربين عبد امللك بن ميرسة ,قال :
سمعت النزال بن سربة ,يقول :صىل عيل رِض اهلل عنه الظهر يف الرحبة ثم
جلس يف حوائج الناس حتى حرضت العرص ثم أيت بكوز من ماء فصب منه كفا
فغسل وجهه ويديه ومسح عىل رأسه ورجليه ثم قام فرشب فضل املاء وهو قائم
ثم قال :إن ناسا يكرهون أن يرشبوا وهم قيام ورأيت رسول اهلل صىل اهلل عليه
الصحيحة الثانية
اق ْب ُن إِ ْس َام ِع َيل َق َاال َحدَّ َثنَا
َ -2حدَّ َثنَا َع ْبد اهللَِّ َحدَّ َثنِي َأ ُبو َخ ْيثَ َم َة َو َحدَّ َثنَا إِ ْس َح ُ
الصحيحة الثالثة
َ -3حدَّ َثنَا َعبْد اهللَِّ َحدَّ َثنِي َأ ُبو َبك ِْر ْب ُن َأ ِيب َشيْ َب َة َحدَّ َثنَا َأ ُبو ْاألَ ْح َو ِ
ص َع ْن َأ ِيب
ِض اهللَُّ َعنْ ُه ت ََو َّض َأ َف َأ ْن َقى َك َّف ْي ِه ُث َّم َغ َس َلِ ِ إِ ْس َح َ
اق َع ْن َأ ِيب َح َّي َة َق َال َر َأ ْي ُت َعل ًّيا َر َ
ب
رش َ َو ْج َه ُه َث َالثا َو ِذ َرا َعيْ ِه َث َالثا َو َم َس َح بِ َر ْأ ِس ِه ُث َّم َغ َس َل َقدَ َميْ ِه إِ َىل ا ْل َك ْعبَ ْ ِ
ني ُث َّم َقا َم َف َ ِ
ول اهللَِّ َص َّىل اهللَُّ َع َليْ ِه َو َس َّل َم. َف ْض َل َو ُضوئِ ِه ُث َّم َق َال إِن ََّام َأ َر ْد ُ
ت َأ ْن ُأ ِر َيكُم ُط ُهور رس ِ
َ َ ُ ْ
وأمحد (.)1046
الصحيحة الرابعة
ِ ِ
اق ْب ُن إِ ْس َامع َيل َحدَّ َثنَا َوك ٌ
يع َحدَّ َثنَا ْاألَ ْع َم ُش َع ْن َ -3حدَّ َثنَا َع ْبد اهللَِّ َحدَّ َثنَا إِ ْس َح ُ
اق َع ْن َعبْ ِد َخ ْ ٍري َع ْن َع ِيل َر ِِض اهللَُّ َعنْ ُه َقا َل ُكن ُْت َأ َرى َأ َّن َباطِ َن ا ْل َقدَ َم ْ ِ
ني َأ ِيب إِ ْس َح َ
َ ٍّ
47
مسند أمحد حتقيق أمحد حممد شاكر ص 41إسناده صحيح وكذلك يف ()487/1
حتت رقم(.)737
الصحيحة اخلامسة
الس ْو َد ِاء َ :ع ْم ٌرو الن َّْه ِد هى َع ِن ا ْب ِن ِ احلُ َم ْي ِد هى َحدَّ َثنَا ُس ْف َي ُ
ان َحدَّ َثنى َأ ُبو َّ َ -5حدَّ َثنَا ْ
إسناده صحيح.
الصحيحة السادسة
-6حدثنا إسحق بن يوسف عن رشيك عن السدي عن عبد خري قال :رأيت
عليا دعا بامء ليتوضأ ,فتمسح به متسحا ,ومسح عىل ظهر قدميه ,ثم قال :هذا
وضوء من مل حيدث ,ثم قال :لوال أين رأيت رسول اهلل -صىل اهلل عليه وسلم -
مسح عىل ظهر قدميه رأيت أن بطوهنام أحق ,ثم رشب فضل وضوئه وهو قائم,
ثم قال :أين الذين يزعمون أنه ال ينبغي ألحد أن يرشب قائام؟!.
إسناده صحيح.
صىل اهلل عليه وسلم -مسح عىل ظهر قدميه ,لرأيت أن بطوهنام أحق)
قال حسنه األلباين يف صحيح أيب داود حتت حديث , 156 :وقال الشيخ شعيب
األرناؤوط :حسن.
ميرسة ,عن النزال بن سربة قال :رأيت عليا صىل الظهر ,ثم قعد للناس يف
الر ْحبة ,ثم أيت بامء فغسل وجهه ويديه ,ثم مسح برأسه ورجليه ,وقال هذا وضوء
ّ
حيدث.
من مل ُ ْ
وهذه طرق جيدة عن عيل [رِض اهلل عنه] يقوي بعضها بعضا.
بن يوسف ,أخربنا أمحد بن املبارك املرقعايت ,أخربنا جدي المي ثابت بن بندار,
أخربنا عبد اهلل بن إسحاق اللبان ,يف سنة ثامن وعرشين وأربع مئة ,أخربنا أبو عبد
اهلل حممد بن إسحاق احلافظ ,أخربنا اهليثم بن كليب ببخارى سنة ( ,)334حدثنا
50
أبو حممد عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة ,حدثني الزيادي ,حدثني عيسى بن يونس,
عن االعمش ,عن أيب إسحاق ,عن عبد خري ,قال :قال عيل بن أيب طالب :ما
كنت أرى أن أعىل القدم أحق من باطنها ,حتى رأيت رسول اهلل -صىل اهلل عليه
حممد بن عقيل عن الربيع قالت أتاين ابن عباس فسألني عن هذا احلديث تعني
حديثها الذي ذكرت أن رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم توضأ وغسل رجليه فقال
ابن عباس إن الناس أبوا إال الغسل وال أجد يف كتاب اهلل إال املسح.
احلسنة الثانية
-2حدثنا أبو بكر بن أيب شيبة حدثنا ابن علية عن روح بن القاسم عن عبد اهلل بن
حممد بن عقيل عن الربيع قالت أتاين ابن عباس فسألني عن هذا احلديث تعني
حديثها الذي ذكرت «أن رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم توضأ وغسل رجليه»
فقال ابن عباس إن الناس أبوا إال الغسل وال أجد يف كتاب اهلل إال املسح.
52
ــإسناده حسن واهلل أعلم.حاشية السندي عىل سنن ابن ماجة ()172/171/ 1
وقال حممد فجاد عبد الباقي بتحقيقه عىل سنن ابن ماجه () 156/1إسناده
حسن.
الصحيحة األوىل
-1فقال أنس :صدق اهلل وكذب احلجاج ,قال اهلل [تعاىل] { وامسحوا بِرء ِ
وسك ُْم َ ْ َ ُ ُ ُ
َو َأ ْر ُج َلك ُْم } قال :وكان أنس إذا مسح قدميه َب َّلهام.
وقالوا حمققي كتاب تفسري الثعلبي ط دار التفسري البالغ عددهم 21حمقق
التخريج:
أخرجه سعيد بن منصور يف "سننه" ,)718( 1444 /4وابن أيب شيبة يف
خمترصا ,بدون ذكر القصة ,وأخرجها بالقصة الطربي ,128 /6كلهم من طريق
ويف إسناد الطربي ترصيح محيد بالسامع ,فيصح احلديث ,وقد صحح إسناده ابن
الصحيحة الثانية
-2وقال ابن جرير :حدثنا عيل بن َس ْهل ,حدثنا ُم َج َّمل ,حدثنا محاد ,حدثنا عاصم
تفسري ابن كثري ج3ص 52وهو ينقل كالم الطربي ,وقال املحققون لتفسري
الشعبي.
الصحيحة الثالثة
-3روى ابن أيب شيبة ,قال :حدثنا ابن علية ,عن محيد ,قال:
رواية صحيحة
-1عن محران قال:رأيت عثامن دعا بامء فغسل كفيه ثالثا ,ومضمض ثالثا و
قال العيني:ومنها حديث عثامن رِض اهلل عنه ذكره أمحد بن عيل القاِض يف كتابه
مسند عثامن بسند صحيح أنه توضأ ثم مسح رأسه ثم ظهر قدميه ثم رفعه إىل
بوجوب املسح.
-1الرازي
قال :فنقل الفقال يف تفسريه عن ابن عباس وأنس بن مالك وعكرمة والشعبي
وأيب جعفر حممد بن عيل الباقر :أن الواجب فيهام املسح ,وهو مذهب اإلمامية
من الشيعة.
تفسري الرازي()164/11
-2أبو حيان
قال :وقرأ ابن كثري وأبو عمرو ومحزة وأبو بكر ,وهي قراءة أنس ,
مع الرأس .وروى وجوب مسح الرجلني عن :ابن عباس ,وأنس ,
-3ابن حزم
قال :وهكذا جاء عن ابن عباس :نزل القرآن باملسح -يعني يف الرجلني يف
الوضوء * وقد قال باملسح عىل الرجلني مجاعة من السلف ,منهم عيل بن أبى
طالب وابن عباس واحلسن وعكرمة والشعبي ومجاعة غريهم ,وهو قول
-4اآللوس
قال :فنقل الفقال يف تفسريه عن ابن عباس وأنس بن مالك وعكرمة والشعبي
وأيب جعفر حممد بن عيل الباقر :أن الواجب فيهام املسح ,وهو مذهب اإلمامية
-5القرطب
قال :روي عن ابن عباس أنه قال :الوضوء غسلتان ومسحتان وروى أن احلجاج
برءوسكم وأرجكم فإنه ليس يش من ابن آدم أقرب من خبثه من قدميه فاغسلوا
بطوهنام وظهورمها وعراقيبهام فسمع ذلك انس بن مالك فقال :صدق اهلل وكذب
احلجاج قال اهلل تعاىل { :وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم } قال :وكان إذا مسح
رجليه بلهام وروى عن ابن أنس أيضا أنه قال :نزل القرآن باملسح والسنة بالغسل
وكان عكرمة بمسح رجليه وقال :ليس يف الرجلني غسل إنام نزل فيهام املسح
وقال عامر الشعبي :نزل جربيل بالسمح أال ترى أن التيمم يسمح فيه ما كان
غسال ويلغى ما كان مسحا وقال قتادة :افرتض اهلل غسلتني ومسحتني.
-1قال السندي :احلق هو االغتسال التفاق السنة وإمجاع األمة عليه إذ مل يكن
ثمة ناس إال الصحابة وإمجاعهم حجة أي حجة باالتفاق فيجب محل القرآن عليه
بنحو ما ذكرنا وإنام كان املسح هو ظاهر الكتاب ألن قراءة اجلر ظاهرة فيه ومحل
قراءة النصب عليها جيعل العطف عىل املحل أقرب من محل قراءة اجلر عىل قراءة
النصب بالوجه الذي ذكرنا كام رصح به النحاة لشذوذ اجلوار واطراد العطف عىل
املحل.
-2أبو حيان قال:وقرأ ابن كثري وأبو عمرو ومحزة وأبو بكر ,وهي قراءة أنس ,
-3القاسمي قال :وال خيفى أن ظاهر اآلية رصيح يف أن واجبهام املسح كام قال
ابن عباس و غريه ,و أيثار غسلهام يف املأثور عنه صىل اهلل عليه (واله) أنام هو
60
للتزييد يف الفرض و التوسع منه حسب عادته صىل اهلل عليه( واله )وسلم فإنه
وقال:ومما يجيد عىل ان واجبهام املسح ترشيع املسح عىل اخلفني و اجلوربني وال
سند له إال هذه اآلية فإن كل سنة أصلها يف كتاب اهلل منطوقا أو مفهوما فأعرف
-4قال حميي الدين درويش :والظاهر أنه عطف عىل الرأس ,أي:
اخلالصة :
-1أن القراءة بنصب األرجل دالة عىل املسح و أهنا معطوفة عىل حمل الرؤوس ال
لفظها الن حمل الرؤوس هو النصب اال اهنا جرت لدخول الباء عليها
-3أن القراءة باجلر نصا ظاهرا باملطلوب واهنا عطفت عىل لفظ الرؤوس و بينا
-4أختالفهم يف فهم اآلية فبعضهم قال باملسح و البعض األخر قال بالغسل و
اخر قال بالتخيري بينهام و اخر قال باجلمع بينهام فهذا يدل عىل بطالن هتجمهم
الصحيحة األوىل
-1الكليني,عيل بن ابراهيم ,عن حممد بن عيسى ,عن يونس بن عبدالرمحن ,عن
أبان ومجيل ,عن زرارة قال :حكى لنا أبوجعفر (ع) وضوء رسول اهلل (صىل اهلل
عليه وآله) فدعا بقدح فأخذ كفا من ماء فأسدله عىل وجهه ثم مسح وجهه من
اجلانبني مجيعا ثم أعاد يده اليرسى يف االناء فأسدهلا عىل يده اليمنى ثم مسح
جوانبها ثم أعاد اليمنى يف االناء فصبها عىل اليرسى ثم صنع هبا كام صنع باليمنى
ثم مسح بام بقي يف يده رأسه ورجليه ومل يعدمها يف االناء.
الصحيحة الثانية
-2الكليني,عيل بن إبراهيم ,عن حممد بن عيسى ,عن يونس ,عن العالء بن
رزين ,عن حممد ابن مسلم ,عن أيب جعفر (ع) قال :يأخذ أحدكم الراحة من
الدهن فيمال هبا جسده واملاء أوسع [من ذلك] أال أحكي لكم وضوء رسول اهلل
(صىل اهلل عليه وآله)؟ قلت :بىل قال :فأدخل يده يف االناء ومل يغسل يده فأخذ كفا
من ماء فصبه عىل وجهه ثم مسح جانبيه حتى مسحه كله ثم أخذ كفا آخر بيمينه
64
فصبه عىل يساره ثم غسل به ذراعه االيمن ثم أخذ كفا أخر فغسل به ذراعه
الصحيحة الثالثة
-3عدة من أصحابنا ,عن أمحد بن حممد ,عن ابن حمبوب ,عن ابن رئاب ,عن
حممد بن قيس قال :سمعت أبا جعفر (عليه السالم) يقول وهو حيدث الناس
بمكة :صىل رسول اهلل (ص) الفجر ثم جلس مع أصحابه حتى طلعت الشمس
فجعل يقوم الرجل بعد الرجل حتى مل يبق معه إال رجالن أنصاري وثقفي فقال
هلام رسول اهلل (صىل اهلل عليه وآله) :قد علمت أن لكام حاجة وتريدان أن تسأال
عنها فإن شئتام أخربتكام بحاجتكام قبل أن تسأالين وإن شئتام فاسأال عنها؟ قاال:
بل ختربنا قبل أن نسألك عنها فإن ذلك أجىل للعمى وأبعد من االرتياب وأثبت
لاليامن ,فقال رسول اهلل (صىل اهلل عليه وآله) :أما أنت يا أخا ثقيف فإنك جئت
أن تسألني عن وضوئك وصالتك مالك يف ذلك من اخلري أما وضوؤك فإنك إذا
وضعت يدك يف إنائك ثم قلت " :بسم اهلل " تناثرت منها ما اكتسبت من
الذنوب فإذا غسلت وجهك تناثرت الذنوب التي اكتسبتها عيناك بنظرمها وفوك,
65
فإذا غسلت ,ذراعيك تناثرت الذنوب عن يمينك وشاملك فإذا مسحت رأسك
وقدميك تناثرت الذنوب التي مشيت إليها عىل قدميك ,فهذا لك يف وضوئك.
احلسنة األوىل
-4الكليني,عدة من أصحابنا ,عن أمحد بن حممد ,عن عيل بن احلكم ,عن داود
بن النعامن ,عن أيب أيوب ,عن بكري بن أعني ,عن أيب جعفر (ع) قال :أال أحكي
لكم وضوء رسول اهلل (صىل اهلل عليه وآله)؟ فأخذ بكفه اليمنى كفا من ماء
فغسل به وجهه ثم أخذ بيده اليرسى كفا من ماء فغسل به يده اليمنى ,ثم أخذ
بيده اليمنى كفا من ماء فغسل به يده اليرسى ,ثم مسح بفضل يديه رأسه
ورجليه.
احلسنة الثانية
-5عيل ,عن أبيه ,وحممد بن إسامعيل ,عن الفضل بن شاذان مجيعا ,عن محاد بن
عيسى ,عن حريز ,عن زرارة قال :قال أبوجعفر (ع) :أال أحكي لكم وضوء
رسول اهلل (ص)؟ فقلنا :بىل ,فدعا بقعب فيه شئ من ماء ثم وضعه بني يديه ثم
66
حرس عن ذراعيه ثم غمس فيه كفه اليمنى ثم قال :هكذا إذا كانت الكف طاهرة,
ثم غرف فمالها ماء ا فوضعها عىل جبينه ثم قال " :بسم اهلل " وسدله عىل
أطراف حليته ثم أمر يده عىل وجهه وظاهر جبينه مرة واحدة ثم غمس يده
اليرسى فغرف هبا مالها ثم وضعه عىل مرفقه اليمنى وأمر كفه عىل ساعده حتى
جرى املاء عىل أطراف أصابعه ,ثم غرف بيمينه مالها فوضعه عىل مرفقه اليرسى
وأمر كفه عىل ساعده حتى جرى املاء عىل أطراف أصابعه ومسح مقدم رأسه
قال :وقال أبوجعفر (ع) :إن اهلل وتر حيب الوتر فقد جيزئك من الوضوء ثالث
غرفات :واحدة للوجه واثنتان للذراعني ,ومتسح ببلة يمناك ناصيتك وما بقي من
بلة يمينك ظهر قدمك اليمنى ومتسح ببلة يسارك ظهر قدمك اليرسى.
قال زرارة :قال أبوجعفر (ع) :سأل رجل أمري املجمنني (ع) عن وضوء رسول اهلل
احلسنة الثالثة
-6عيل بن إبراهيم ,عن أبيه ,عن ابن أيب عمري ,عن عمر بن أذينة ,عن زرارة
وبكري أهنام سأال أبا جعفر (ع) عن وضوء رسول اهلل (صىل اهلل عليه وآله) فدعا
بطست أو تور فيه ( )1ماء فغمس يده اليمنى فغرف هبا غرفة فصبها عىل وجهه,
فغسل هبا وجهه ,ثم غمس كفه اليرسى فغرف هبا غرفة فأفرغ عىل ذراعه اليمنى
فغسل هبا ذراعه من املرفق إىل الكف ال يردها إىل املرفق ثم غمس كفه اليمنى
فأفرغ هبا عىل ذراعه اليرسى من املرفق وصنع هبا مثل ما صنع باليمنى ,ثم مسح
رأسه وقدميه ببلل كفه ,مل حيدث هلام ماء ا جديدا ثم قال :وال يدخل أصابعه حتت
الرشاك قال :ثم قال :إن اهلل عزوجل يقول " :ياأُّيا الذين آمنوا إذا قمتم إىل
الصلوة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم " فليس له أن يدع شيئا من وجهه إال غسله
وأمر بغسل اليدين إىل املرفقني فليس له أن يدع شيئا من يديه إىل املرفقني إال
غسله الن اهلل يقول " :اغسلوا وجوهكم وأيديكم إىل املرافق " ثم قال" :
وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إىل الكعبني " فإذا مسح بشئ من رأسه أو بشئ من
قال :فقلنا :أين الكعبان؟ قال ,ههنا يعني املفصل دون عظم الساق ,فقلنا :هذا ما
هو؟ فقال :هذا من عظم الساق والكعب أسفل من ذلك فقلنا أصلحك اهلل
68
فالغرفة الواحدة جتزئ للوجه وغرفة للذراع؟ قال :نعم ,إذا بالغت فيها والثنتان
احلسنة الرابعة
-7عيل بن إبراهيم ,عن أبيه ,عن ابن أيب عمري ,عن ابن اذينة ,عن أيب عبداهلل
(عليه السالم) قال :قال :ما تروي هذه الناصبة؟ فقلت :جعلت فداك فيامذا؟
فقال :يف أذاهنم وركوعهم وسجودهم ,فقلت :إهنم يقولون :إن ايب بن كعب رآه
يف النوم ,فقال :كذبوا فإن دين اهلل عزو جل أعز من أن يرى يف النوم ,قال :فقال
له سدير الصرييف -:جعلت فداك فأحدث لنا من ذلك ذكرا ,فقال أبوعبداهلل
(عليه السالم) :إن اهلل عز وجل ملا عرج بنبيه (صىل اهلل عليه و آله ) إىل سامواته
السبع ثم قال ي :طأطأ رأسك انظر ما ترى فطأطأت رأيس فنظرت إىل بيت مثل
بيتكم هذا وحرم مثل حرم هذا البيت لو ألقيت شيئا من يدي مل يقع إال عليه,
فقيل ي :ياحممد إن هذا احلرم وأنت احلرام ولكل مثل مثال ,ثم أوحى اهلل إي:
ياحممد ادن من صاد فاغسل مساجدك وطهرها وصل لربك فدنى رسول اهلل
(صىل اهلل عليه و آله) من صاد وهو ماء يسيل من ساق العرش االيمن فتلقى
رسول اهلل (صىل اهلل عليه و آله) املاء بيده اليمنى فمن أجل ذلك صار الوضوء
69
باليمني ثم أوحى اهلل عز وجل إليه أن اغسل وجهك فإنك تنظر إىل عظمتي ثم
اغسل ذراعيك اليمنى واليرسى فإنك تلقى بيدك كالمي ثم امسح رأسك بفضل
ما بقي يف يديك من املاء ورجليك إىل كعبيك فإين ابارك عليك واوطيك موطئا مل
احلسنة اخلامسة
-8عيل بن إبراهيم ,عن أبيه وحممد بن إسامعيل ,عن الفضل بن شاذان مجيعا ,
عن محاد بن عيسى ,عن حريز ,عن زرارة قال قلت أليب جعفر عليهالسالم أال
ختربين من أين علمت وقلت إن املسح ببعض الرأس وبعض الرجلني فضحك ثم
قال يا زرارة قال رسول اهلل صىل اهلل عليه و آله ونزل به الكتاب من اهلل ألن اهلل
ِ
عز وجل يقول « َفا ْغس ُلوا ُو ُج َ
وهك ُْم » فعرفنا أن الوجه كله ينبغي أن يغسل ثم
قال « َو َأ ْي ِد َيك ُْم إِ َىل املَْرافِ ِق » ثم فصل بني الكالم فقال « َوا ْم َس ُحوا بِ ُرؤو ُِسك ُْم »
فعرفنا حني قال « بِرؤو ِسكُم » أن َفتَيمموا ص ِعيدا َطيبا َفامسحوا بِوج ِ
وهك ُْم ُ ُ ْ َ ُ ِّ َ َّ ُ َ ْ ُ ُ
َو َأ ْي ِديك ُْم ِمنْ ُه » فلام وضع الوضوء إن مل جتدوا املاء أثبت بعض الغسل مسحا ألنه
وهك ُْم » ثم وصل هبا « َو َأ ْي ِد َيك ُْم » ثم قال « ِمنْ ُه » أي من ذلك التيمم
قال « بِوج ِ
ُ ُ
70
ألنه علم أن ذلك أمجع مل جير عىل الوجه ألنه يعلق من ذلك الصعيد ببعض الكف
وال يعلق ببعضها ثم قال « ما ُي ِريدُ اهللُ ل ِيَ ْج َع َل َع َليْك ُْم » يف الدين « ِم ْن َح َرجٍ »
واحلرج الضيق.
املوثقة األوىل
9ـ ما أخربين به الشيخ أيده اهلل تعاىل عن أمحد بن حممد عن ابيه عن سعد بن امحد
بن حممد عن عثامن بن عيسى عن ابن أذينة عن بكري وزرارة ابني أعني اهنام سأال
أبا جعفر عليه السالم عن وضوء رسول اهلل صىل اهلل عليه و آله فدعا بطست أو
بتور فيه ماء فغسل كفيه ثم غمس كفه اليمنى يف التور فغسل وجهه هبا واستعان
بيده اليرسى بكفه عىل غسل وجهه ,ثم غمس كفه اليمنى يف املاء فاغرتف هبا من
املاء فغسل يده اليمنى من املرفق إىل االصابع ال يرد املاء إىل املرفقني ,ثم غمس
كفه اليمنى يف املاء فاغرتف هبا من املاء فأفرغه عىل يده اليرسى من املرفق إىل
الكف ال يرد املاء إىل املرفق كام صنع باليمنى ,ثم مسح رأسه وقدميه إىل الكعبني
71
بفضل كفيه ومل جيدد ماء .السند موثق .هنذيب األحكام للشيخ الطويس (59/1
املوثقة الثانية
-10وهبذا االسناد عن احلسني بن سعيد عن أمحد بن محزة والقاسم بن حممد عن
أبان بن عثامن عن ميرس عن أيب جعفر عليه السالم قال :أال أحكي لكم وضوء
رسول اهلل صىل اهلل عليه و آله ثم أخذ كفا من ماء فصبها عىل وجهه ,ثم أخذ كفا
فصبها عىل ذراعه ,ثم أخذ كفا آخر فصبها عىل ذراعه االخرى ,ثم مسح رأسه
وقدميه ,ثم وضع يده عىل ظهر القدم ثم قال هذا هو الكعب ,قال وأومأ بيده إىل
يف الروايات السابقة كفاية للمطلب إال إنا نذكر مجلة من الروايات يتكلم بعضها
منها:
الصحيحة األوىل:
-1عدة من أصحابنا ,عن أمحد بن حممد ,عن أمحد بن حممد بن أيب نرص ,عن أيب
احلسن الرضا عليه السالم قال سألته عن املسح عىل القدمني كيف هو فوضع كفه
عىل األصابع فمسحها إىل الكعبني إىل ظاهر القدم فقلت جعلت فداك لو أن
الصحيحة الثانية:
-2ما أخربين به الشيخ أيده اهلل تعاىل عن أمحد بن حممد عن أبيه عن احلسني بن
احلسن بن أبان وحممد بن حييى عن أمحد بن حممد عن احلسني ابن سعيد عن
73
صفوان وفضالة ابن أيوب عن فضيل بن عثامن عن أيب عبيدة احلذاء قال :وضأت
أبا جعفر عليه السالم بجمع وقد بال فناولته ماء فاستنجى ثم صببت عليه كفا
فغسل وجهه وكفا غسل به ذراعه االيمن وكفا غسل به ذراعه االيرس ثم مسح
الصحيحة الثالثة:
-3وهبذا االسناد عن احلسني بن سعيد عن صفوان عن العال عن حممد بن مسلم
عن أحدمها عليه السالم قال :سألته عن املسح عىل الرجلني فقال :ال بأس.
عليه السالم :عن املسح عن القدمني كيف هو؟ فوضع كفه عىل االصابع ثم
مسحها إىل الكعبني ,فقلت له لو أن رجال قال بأصبعني من أصابعه هكذا إىل
عن أمحد بن حممد عن أيوب بن نوح قال :كتبت إىل أيب احلسن عليه السالم أسأله
عن املسح عىل القدمني فقال :الوضوء باملسح وال جيب فيه إال ذلك ومن غسل
فال بأس.
الصحيحة السادسة
6مل يتم العثور عىل إدخاالت فهرسة .ـ ما أخربين به الشيخ أيده اهلل تعاىل قال :
أخربين أمحد ابن حممد عن أبيه عن حممد بن حييى عن حممد بن عيل بن حمبوب عن
أمحد بن عيل عن أيب مهام عن أيب احلسن الرضا عليه السالم يف الوضوء الفريضة
الصحيحة السابعة
-7وأخربين الشيخ أيده اهلل تعاىل قال :أخربين أمحد ابن حممد عن أبيه عن سعد
بن عبد اهلل عن أمحد بن حممد عن العباس عن حممد بن أيب عمري عن محاد بن
عثامن عن أيب عبد اهلل عليه السالم قال :ال بأس بمسح القدمني مقبال ومدبرا.
احلسنة األوىل
-6عيل بن إبراهيم ,عن أبيه ,عن ابن أيب عمري ,عن أيب أيوب ,عن حممد بن
مسلم ,عن أيب عبد اهلل عليه السالم قال األذنان ليسا من الوجه وال من الرأس
قال وذكر املسح فقال امسح عىل مقدم رأسك وامسح عىل القدمني وابدأ بالشق
احلسنة الثانية
-7عيل بن إبراهيم ,عن أبيه وحممد بن إسامعيل ,عن الفضل بن شاذان مجيعا ,
عن محاد بن عيسى ,عن حريز ,عن زرارة قال قلت أليب جعفر عليه السالم أال
ختربين من أين علمت وقلت إن املسح ببعض الرأس وبعض الرجلني فضحك ثم
76
قال يا زرارة قال رسول اهلل صىل اهلل عليه و آله ونزل به الكتاب من اهلل ألن اهلل
ِ
عز وجل يقول « َفا ْغس ُلوا ُو ُج َ
وهك ُْم » فعرفنا أن الوجه كله ينبغي أن يغسل ثم
قال « َو َأ ْي ِد َيك ُْم إِ َىل املَْرافِ ِق » ثم فصل بني الكالم فقال « َوا ْم َس ُحوا بِ ُر ُؤو ِسك ُْم »
فعرفنا حني قال « بِرؤو ِسكُم » أن َفتَيمموا ص ِعيدا َطيبا َفامسحوا بِوج ِ
وهك ُْم ُ ُ ْ َ ُ ِّ َ َّ ُ َ ْ ُ ُ
َو َأ ْي ِديك ُْم ِمنْ ُه » فلام وضع الوضوء إن مل جتدوا املاء أثبت بعض الغسل مسحا ألنه
وهك ُْم » ثم وصل هبا « َو َأ ْي ِد َيك ُْم » ثم قال « ِمنْ ُه » أي من ذلك التيمم
قال « بِوج ِ
ُ ُ
ألنه علم أن ذلك أمجع مل جير عىل الوجه ألنه يعلق من ذلك الصعيد ببعض الكف
وال يعلق ببعضها ثم قال « ما ُي ِريدُ اهللُ ل ِ َي ْج َع َل َع َل ْيك ُْم » يف الدين « ِم ْن َح َرجٍ »
واحلرج الضيق.
احلسنة الثالثة
-8عيل بن إبراهيم ,عن أبيه ,عن محاد ,عن حريز ,عن زرارة قال قال لو أنك
ذلك بوضوء ثم قال ابدأ باملسح عىل الرجلني فإن بدا لك غسل فغسلت فامسح
عليه السالم قال :جلست أتوضأ فاقبل رسول اهلل صىل اهلل عليه وآله
موسى بن أيب عبداهلل عليه السالم يف الرجل يتوضأ الوضوء كله اال
اجلواب عنها
أوال-:أن هاتني الروايتني خمالفتان لظاهر القرآن الكريم الذي بينا يف
وجوب مسح األرجل كوهنا معطوفة عىل الرؤوس إما عىل لفظها
بقراءة اجلر أو عىل املحل يف قراءة النصب ,وكام نص أئمة اهلدى من
عدة من أصحابنا ,عن أمحد بن حممد بن خالد ,عن أبيه ,عن النرض بن
سويد ,عن حييى احللبي ,عن أيوب بن احلر قال :سمعت أبا عبداهلل
عليه السالم يقول :كل شئ مردود إىل الكتاب والسنة ,وكل حديث ال
الثاين :أن هاتني الروايتني موثقتان و املوثق هو(ما رواه الثقة غري
اإلمامي) يعني رجل منصوص عىل وثاقته إال أنه ليس بشيعي إمامي
ففي سند الرواية األوىل احلسني بن علوان قال عنه الشيخ النجايش
أما الرواية الثانية فهي موثقة ايضا حيث وقع يف سندها أمحد بن احلسن
بن عيل بن فضال قال عنه النجايش كان فطحيا و ثقة يف
80
ويف سندها ايضا عامر بن موسى الساباطي وهو ثقة فطحي كام قال
املوثقتان؟!!
املتواتر(قطعي الثبوت)؟
وإذا وقع تعارض بني خرب موثق و اخر صحيح هل يقدم املوثق عليه؟
فنقول:أن أهل البيت عليهم السالم قد قعدوا لنا قواعد يف التعامل مع
مسألة كهذه فقد جاء يف اخلرب املتواتر عن أئمة اهلدى عليهم السالم:أذا
ورد عليكم حديثان خمتلفان فأعرضومها عىل كتاب اهلل فام وافق الكتاب
81
فخذوه وما خالف الكتاب فردوه فان مل جتدوه يف كتاب اهلل فأعرضومها
عىل أخبار العامة فام وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم
فخذوه.
لذلك قال علامئنا ان اخلرب الصحيح مقدم عىل اخلرب املوثق عند
التعارض و أنه جيوز العمل برواية الثقة غري اإلمامي اذا كان خربه ال
قال الشيخ الطويس :االخبار إذا تعارضت وتقابلت ,فانه حيتاج يف
العمل ببعضها إىل ترجيح ,والرتجيح يكون باشياء :منها :أن يكون
أحد اخلربين موافقا للكتاب أو السنة املقطوع هبا واالخر خمالفا هلام,
فانه جيب العمل بام وافقهام وترك العمل بام خالفهام.....وقال ايضا:
فأما إذا كان خمالفا يف االعتقاد الصل املذهب وروى مع ذلك عن
االئمة عليهم السالم نظر فيام يرويه .فان كان هناك من طرق املوثوق
هبم ما خيالفه وجب اطراح خربه .وان مل يكن هناك ما يوجب اطراح
الشيعة غري اإلمامية :وأذا كان الراوى من فرق الشيعة مثل الفطحية,
والواقفة ,والناووسية وغريهم نظر فيام يرويه :فان كان هناك قرنية
تعضده أو خرب آخر من جهة املوثوقني هبم ,وجب العمل به .وان كان
وفخرب احلسني بن علون الثقة العامي موافق ملا عليه العامة لذلك
وجب طرحه وكذلك بالنسبة للخرب الثاين فانه يطرح ملخالفته االخبار
العمل ,نعم رواية املعتقد للحق املوثوق به يتقدم عىل غريه يف مقام
قال الشيخ حسني عبد الصمد العاميل :ال شبهة عندنا يف تقديم
الصحيح عىل احلسن واملوثق عند التعارض إذا مل يمكن تأويلهام ,وأما
إذا أمكن تأويلهام أو محلهام عىل بعض الوجوه ,فإنه جيب عند من يعمل
وقد قال الشيخ الطويس :يف معرض كالمه عن هذين اخلربين بعد
نقلهام يف كتابه فعن األوىل قال :فهذا خرب موافق للعامة وقد ورد مورد
التقية الن املعلوم الذي ال يتخالج فيه الشك من مذاهب ائمتنا عليهم
السالم القول باملسح عىل الرجلني وذلك اشهر من أن يدخل فيه شك
أو ارتياب ,بني ذلك أن رواة هذا اخلرب كلهم عامة ورجال الزيدية وما
وعن الثانية قال:فهذا اخلرب حممول عىل التقية .هتذيب األحكام للشيخ
الطويس(.)69/1
84
واخلالصة :أن الروايتني غري معمول هبام إلهنام خمالفتان للقران اوال و
للخرب املتواتر ثانيا و لكوهنام موافقتان للعامة ثالثا فال يمكن العمل هبام
أعرتاف علامء املخالفني بأن بعض الصحابة و التابعون قالوا بوجوب املسح.
56 ......................................................................