You are on page 1of 91

2

3
‫‪4‬‬

‫أهدي هذا العمل املتواضع ملوالنا صاحب العرص و الزمان بمناسبة قرب ذكرى‬

‫مولده الرشيف راجيا اهلل أن يتقبل منا هذا القليل بالكثري من عطائه ‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم تعد آية الوضوء من أهم املسائل الفقهية التي وقع فيها‬

‫اخلالف بني السنة و الشيعة‪ ,‬حيث ذهب كل طرف لتفسريها بام خيالف الطرف‬

‫اآلخر فقد فرسها أتباع مدرسة أهل البيت حسب ما بينه هلم أئمتهم أوال و وفق‬

‫ما تقتضيه اآلية من الناحية اللغوية ثانيا وهو احلق الذي سنبينه هنا‪ ,‬ونحن‬

‫ذاكرون يف هذه الرسالة داللة اآلية عىل صحة وضوء الشيعة بالكيفية املعروفة‬

‫عندهم يف غسل اليدين و مسح األرجل باألدلة الصحيحة لغة ومن روايات‬

‫املخالفني باإلضافة لكالم علامئهم و نختم البحث بروايات اهل البيت عليهم‬

‫السالم املعتربة للدالة عىل املطلوب و اإلجابة عىل بعض الشبهات‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫ويف حقيقة األمر ان الدافع وراء تسويد هذه الوريقات هبذا البحث هو ما اسمعه‬

‫من املخالفني من أن الشيعة حيرفون اآلية الكريمة و جيعلون مكان احلرف (إىل)‬

‫فق) حرف اجلر (من) اي هكذا (من املَرافِ ِق) و ان الشيعة يقرؤون‬
‫(اىل املَراِ ِ‬

‫بالقراءة املشهورة التي فيها نصب األرجل يف قوله تعاىل(و أرج َلكم) وبالتاي‬

‫املتعني غسلها ال مسحها فكيف يستنبطون من القراءة الثانية التي فيها (أرجلِكم)‬

‫و احلقيقة ال أعلم ما هو الربط من أهنم يقرؤون بقراءة و يستنبطون من أخرى‪.‬‬

‫سجاد حممد الشواي‬

‫‪2022/2/19‬‬
‫‪7‬‬

‫وهك ُْم َو َأ ْي ِد َيك ُْم إِ َىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫قال تعاىل ( َيا َأ ه َُّيا ا َّلذي َن َآ َمنُوا إِ َذا ُق ْمت ُْم إِ َىل َّ‬
‫الص َالة َفا ْغس ُلوا ُو ُج َ‬
‫املَْرافِ ِق وامسحوا بِرء ِ‬
‫وسك ُْم َو َأ ْر ُج َلك ُْم إِ َىل ا ْل َك ْع َب ْ ِ‬
‫ني) }سورة املائدة اآلية‪{ 6‬أمرنا‬ ‫َ ْ َ ُ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫اهلل تعاىل يف هذه اآلية الكريمة بالوضوء قبل الدخول للصالة وقد أتفق اجلميع‬

‫عىل ان الوضوء هو مقدمة الصالة و ترتتب عليه صحة الصالة من عدمها‪ ,‬لذلك‬

‫جيب علينا معرفة الكيفية الصحيحة للوضوء كي تصح صالتنا‪ .‬والكالم سيقع‬

‫هنا حول اليدين و القدمني الن اخلالف األكرب وقع فيهام‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫ما يتعلق بالغسل‬

‫ال خالف يف غسل الوجه و أن وقع الكالم يف حد غسله إال انا نتكلم عن اخلالف‬

‫األسايس وهو غسل اليدين ‪.‬‬

‫قال بعض املخالفون ‪ :‬يف تفسري قوله تعاىل(وأ ْي ِد َيك ُْم إىل املَْ َرافِ ِق) أن املقصود منها‬

‫غسل اليدين من أطراف األصابع اىل املرفق ودليلهم أن حرف اجلر(إىل) يفيد‬

‫انتهاء الغاية وانه هنا بني غاية الغسل اي انتهاء الغسل اىل املرافق‪ .‬وقال بعضهم‬

‫ممن عرف بتهجمه عىل أتباع مدرسة اهل البيت عليهم السالم ان الشيعة حرفوا‬

‫القرآن عمليا بغسلهم اليد من املرافق‪.‬‬

‫قلنا ‪ :‬هذا مردود بوجوه ‪:‬‬

‫ٍ‬
‫معان منها اهنا تفيد(املعية) وهو رأي علامء الكوفة‬ ‫الوجه األول ‪ :‬أن (إىل) هلا عدة‬

‫يسى ِمن ُْه ُم ا ْل ُك ْف َر َق َال َم ْن‬ ‫ِ‬


‫و بعض البرصيني مثال ذلك قوله تعاىل( َف َل َّام َأ َح َّس ع َ‬
‫ون ن َْح ُن َأن َْص ُار اهللَِّ َآ َمنَّا بِاهللَِّ َو ْاش َهدْ بِ َأنَّا ُم ْسلِ ُم َ‬
‫ون) آل‬ ‫احلَ َو ِار هي َ‬ ‫َأن َْص ِ‬
‫اري إِ َىل اهللَِّ َق َال ْ‬

‫(و َال‬
‫عمران اآلية‪, 52‬فمعنى اآلية هو من أنصاري مع اهلل و أيضا قوله تعاىل ‪َ :‬‬

‫َت ْأ ُك ُلوا َأ ْم َو َاهل ُ ْم إِ َىل َأ ْم َوالِك ُْم) النساء اآلية‪ 2‬فمعنى اآلية ال تأكلوا امواهلم مع‬

‫أموالكم‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫كالم ابن املنذر(ت‪319‬ه) يف كالمه عن اختالفهم يف دخول املرفق من عدمه يف‬

‫غسل اليد قال ‪ :‬وكان إسحق يقول ‪ :‬قوله إىل حيتمل معنيني ‪ :‬أحدمها هذا و‬

‫األخر أن يكون إىل بمعنى مع كقوله (وال تأكلوا أمواهلم اىل أموالكم) يقول مع‬

‫أموالكم فكذلك معنى قوله (اىل املرافق) مع املرافق ‪ :‬كتاب األوسط يف السنن و‬

‫اإلمجاع و األختالف ملحمد بن إيراهيم بن املنذر النيسابوري (‪)390/1‬‬

‫قال البغوي ‪ :‬قوله تعاىل (و أيديكم إىل املرافق) أي مع املرافق كام قال تعاىل (وال‬

‫تأكلوا أمواهلم اىل أموالكم) أي مع أموالكم وقال (من أنصاري إىل اهلل) أي مع‬

‫اهلل ‪ :‬تفسري البغوي (‪)21/3‬‬

‫قال الشنقيطي‪ :‬يف قوله تعاىل (فأغسلوا وجوهكم و أيديكم إىل املرافق) فقوله‬

‫(إىل) بمعنى مع وهي تأيت يف لغة العرب هبذا املعنى ومنه قوله تعاىل(قال من‬

‫أنصاري إىل اهلل) أي مع اهلل فإىل بمعنى مع فيكون قوله تعاىل (إىل املرافق) اي مع‬

‫املرافق‪ ,‬قال عبد الرمحن بن قاسم احلنبيل النجدي ‪ :‬أي مع املرافق و إىل تستعمل‬

‫بمعنى مع كقوله(وال تأكلوا أمواهلم اىل أموالكم) ‪ :‬حاشية الروض املربع ألبن‬

‫قاسم (‪)182/1‬‬
‫‪10‬‬

‫وقال حممد حسن عبد الغفار ‪ :‬حد اليدين من أطراف األصابع وليس من الكوع‬

‫اىل املرفق قال اهلل تعاىل (فأغسلوا وجوهكم و أيديكم اىل املرافق) و (إىل)هنا‬

‫بمعنى (مع) قال اهلل تعاىل حاكيا عن عيسى انه قال (من أنصاري اىل اهلل) يعني‬

‫من أنصاري مع اهلل وقال اهلل تعاىل (ويزدكم قوة غىل قوتكم)يعني مع قوتكم‬

‫وهذه فيها داللة عىل أن (إىل) تأيت بمعنى(مع) فقوله تعاىل(و أيديكم غىل‬

‫املرافق)يعني مع املرفقني ‪ : .‬كتاب رشح متن أيب شجاع ملحمد حسن عبد الغفار‬

‫(‪)12/14‬‬

‫ويف املوسوعة الكويتية (‪ )206/21‬فاجلمهور وهم الشافعية و احلنابلة و أكثر‬

‫احلنفية و املشهور عند املالكية أن املرفق جيب غسله كذلك فمعنى قوله تعاىل(إىل‬

‫املرافق)مع املرافق‪.‬‬

‫قال الشيخ الطويس ‪ :‬ليس يف اآلية ما ينايف ما ذكرناه الن إىل قد تكون بمعنى مع‬

‫وهلا ترصف كثري واستعامهلا يف ذلك ظاهر عند أهل اللغة قال تعاىل ‪( :‬وال تأكلوا‬

‫أمواهلم إىل أموالكم) وقال تعاىل حاكيا عن عيسى عليه السالم (من أنصاري إىل‬

‫اهلل) أي مع اهلل‪ ,‬ويقال فالن وي الكوفة إىل البرصة وال يراد الغاية بل املعنى فيه‬

‫مع البرصة‪ ,‬ويقولون فالن فعل كذا وأقدم عىل كذا هذا إىل ما فعله من كذا أي مع‬

‫ما فعله‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫وقال امرؤ القيس‪:‬‬

‫له كفل كالدعص لبده الندى * إىل حارك مثل الرتاج املضبب‬

‫أراد ‪ :‬مع حارك‪.‬‬

‫وقال النابغة اجلعدي ‪ :‬ولوح ذراعني يف منكب * إىل جججج رهل املنكب‪ .‬أي مع‬

‫جججج وهذا أكثر من أن حيتاج إىل االطناب فيه‪ ,‬وإذا ثبت ان إىل بمعنى (مع) دل‬

‫عىل وجوب غسل املرافق أيضا عىل حسب ما تضمنه الفصل ‪ :‬هتذيب االحكام‬

‫(‪)61 – 59/1‬‬

‫وعىل ضوء ذلك يكون معنى اآلية اغسلوا أيديكم مع املرافق اي دخول املرافق‬

‫بالغسل‪.‬‬

‫الوجه الثاين ‪ :‬أن قلنا ان (إىل) يف هذه اآلية دلت عىل أنتهى الغاية فأن الكالم‬

‫سيكون حول هل (إىل) بينت غاية الغسل ليكون ابتداء الغسل من أطراف‬

‫األصابع اىل املرافق أم أهنا بينت غاية املغسول (اليدين) اي حدود اجلزء املطلوب‬

‫من اليد ‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫و الصواب أهنا بينت املقدار املطلوب غسله من اليد الن اليد قد تطلق ويراد منها‬

‫الكف و ما حتت املرفق و ما حتت الزند وما حتت الكتف لذلك أقتىض األمر حتديد‬

‫املقدار املغسول منها وهو من االصابع اىل املرافق ال بيان كيفية الغسل بداية و‬

‫هناية كام لو قيل لشخص أصقل السيف إىل القبضة فأنه ال يفهم من الكالم إال‬

‫حتديد اجلزء املصقول أو تقول لشخص أصبغ اجلدار اىل السقف فأنه ال يفهم من‬

‫كالمك انك تريد منه أن يبدأ الصبغ من األسفل اىل السقف بل فهم منه حد‬

‫اجلدار املصبوغ‪.‬‬

‫يقول الشيخ باقر األيرواين ‪ :‬وأما التعبري ب (إىل املرافق) يف اآلية الكريمة فال‬

‫يتناىف وما عليه الشيعة الن حرف اجلر ليس غاية للغسل بل هو غاية للمغسول‬

‫‪ ....‬ثم قال ‪ :‬و يبقى تساؤل خيالج النفس ‪ ,‬وهو أن اآلية الكريمة ملاذا بينت حد‬

‫املغسول ومل تبني كيفية الغسل و أنه من املرافق؟ واجلواب ‪ :‬لعل ذلك من جهة‬

‫وضوح األمر أذ احلالة الطبيعية لغسل اليد أن تكون من األعىل إىل األسفل دون‬

‫العكس ‪ ,‬و األمر ال حيتاج إىل بيان من هذه الناحية و أنام الذي حيتاج اىل ذلك‬

‫حتديد املقدار الذي جيب غسله ‪ :‬تفسري آيات األحكام (ص‪)60-59‬‬


‫‪13‬‬

‫الوجه الثالث ‪ :‬قال املخالفون انه جيوز النكس بغسل اليد بمعنى ان يبدأ الغسل‬

‫من املرافق اىل أطراف األصابع‪.‬‬

‫يقول الرازي ‪ :‬السنة أن يصب املاء عىل الكف بحيث يسيل املاء من الكف إىل‬

‫املرفق ‪ ,‬فإن صب املاء عىل املرفق حتى سال املاء إىل الكف‪ ,‬فقال بعضهم ‪ :‬هذا ال‬

‫جيوز ألنه تعاىل قال ‪َ { :‬و َأ ْي ِد َيك ُْم إِ َىل املرافق } فجعل املرافق غاية الغسل‪ ,‬فجعله‬

‫مبدأ الغسل خالف اآلية فوجب أن ال جيوز ‪ .‬وقال مجهور الفقهاء ‪ :‬أنه ال خيل‬

‫بصحة الوضوء إال أنه يكون تركا للسنة ‪ :‬تفسري الرازي (‪)162/11‬‬

‫أذن فحسب كالم الرازي ان من أبتدأ بغسل يديه من املرفقني ال يكون خمالفا‬

‫لنص اآلية انام خمالفا للسنة و وضوئه صحيح‪.‬‬

‫ونفس الكالم قاله عثامن اخلميس يف قناته عىل موقع اليوتيوب انه جيوز غسل‬

‫اليدين من املرافق اىل اطراف األصابع وقال أن األمر فيه سعة‪.‬‬

‫فنقول لو كانت اآلية دالة عىل وجوب البدء بغسل اليد من األصابع لكان النكس‬

‫باطال ويرض بصحة الوضوء أما وبحسب كالم هجالء فانه يدل عىل أن فعل‬

‫الشيعة (بغسل اليد من املرفق)صحيح وال أشكال فيه حسب كالمهم‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫فعىل أقل تقدير جيب أن يقال أن اآلية ليست بصدد بيان بداية الغسل و هنايته إنام‬

‫لبيان املقدار املراد غسله من اليد‪ .‬وهذا قول الشيعة أما دليلنا عىل بدا الغسل من‬

‫املرفق فهي االخبار املعتربة عن أئمة اهلدى‪ ,‬منها‪.‬‬

‫الرواية األوىل ‪:‬‬


‫‪-1‬الكليني‪ ,‬عيل‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬وحممد بن إسامعيل‪ ,‬عن الفضل بن شاذان مجيعا‪ ,‬عن‬

‫محاد بن عيسى‪ ,‬عن حريز‪ ,‬عن زرارة قال ‪ :‬قال أبو جعفر (ع) ‪ :‬أال أحكي لكم‬

‫وضوء رسول اهلل (ص) ؟ فقلنا ‪ :‬بىل‪ ,‬فدعا بقعب فيه شئ من ماء ثم وضعه بني‬

‫يديه ثم حرس عن ذراعيه ثم غمس فيه كفه اليمنى ثم قال ‪ :‬هكذا إذا كانت الكف‬

‫طاهرة‪ ,‬ثم غرف فمالها ماء ا فوضعها عىل جبينه ثم قال ‪ " :‬بسم اهلل " وسدله‬

‫عىل أطراف حليته ثم أمر يده عىل وجهه وظاهر جبينه مرة واحدة ثم غمس يده‬

‫اليرسى فغرف هبا مالها ثم وضعه عىل مرفقه اليمنى وأمر كفه عىل ساعده حتى‬

‫جرى املاء عىل أطراف أصابعه‪ ,‬ثم غرف بيمينه مالها فوضعه عىل مرفقه اليرسى‬

‫وأمر كفه عىل ساعده حتى جرى املاء عىل أطراف أصابعه‪ .....‬حسن كالصحيح‬

‫مرآة العقول للعالمة املجليس (‪)74/13‬‬


‫‪15‬‬

‫الرواية الثانية ‪:‬‬


‫‪-2‬عيل بن إبراهيم‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن ابن أيب عمري‪ ,‬عن عمر بن أذينة‪ ,‬عن زرارة‬

‫وبكري أهنام سأال أبا جعفر (ع) عن وضوء رسول اهلل (صىل اهلل عليه وآله) فدعا‬

‫بطست أو تور فيه ماء فغمس يده اليمنى فغرف هبا غرفة فصبها عىل وجهه‪,‬‬

‫فغسل هبا وجهه‪ ,‬ثم غمس كفه اليرسى فغرف هبا غرفة فأفرغ عىل ذراعه اليمنى‬

‫فغسل هبا ذراعه من املرفق إىل الكف ال يردها إىل املرفق ثم غمس كفه اليمنى‬

‫فأفرغ هبا عىل ذراعه اليرسى من املرفق وصنع هبا مثل ما صنع باليمنى‪....‬‬

‫احلديث حس ٌن مرآة العقول (‪)102/13‬‬

‫وغريها من األخبار الدالة عىل املطلوب‪.‬‬

‫شبهة و الرد عليها ‪:‬‬


‫و أما الرواية التي يتشبث هبا املخالفون و يشنعون هبا عىل الشيعة باهنم يغسلون‬

‫أيدُّيم من املرافق العتقادهم بتحريف القرآن فهي هذه ‪:‬‬

‫الكليني‪ ,‬حممد بن احلسن وغريه‪ ,‬عن سهل بن زياد‪ ,‬عن عيل بن احلكم‪ ,‬عن‬

‫اهليثم ابن عروة التميمي قال سألت أبا عبداهلل (ع) عن قول اهلل عز وجل ‪" :‬‬
‫‪16‬‬

‫فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إىل املرافق " فقلت‪ :‬هكذا ومسحت من ظهر كفي‬

‫إىل املرفق‪ ,‬فقال ‪ :‬ليس هكذا تنزيلها إنام هي " فاغسلوا وجوهكم وأيديكم من‬

‫املرافق " ثم أمر يده من مرفقه إىل أصابعه‪.‬‬

‫واجلواب عنها‪:‬‬

‫‪ -1‬الرواية ضعيفة السند بسهل بن زياد اآلدمي الذي ضعفه الشيخان النجايش و‬

‫الطويس ونقل النجايش أن أمحد بن حممد بن عيسى يشهد عليه بالغلو و الكذب و‬

‫كذلك نقل هو و الشيخ الطويس استثناء أبن الوليد روايات حممد بن امحد بن‬

‫حييى عن سهل بن زياد اآلدمي وضعفه ابن الغضائري بقوله كان ضعيفا جدا‬

‫فاسد الرواية و املذهب‪.‬‬

‫قال العالمة املجليس احلديث ضعيف عىل املشهور مراة العقول (‪)93/13‬‬

‫بالتاي الرواية ساقطة عن احلجية‪.‬‬

‫‪ -2‬أن سلمنا بقبول الرواية فغاية ما تدل عليه انه هذا تفسريها و بياهنا ال أنه كان‬

‫يف اآلية حرف(من)ثم بدل اىل حرف(إىل)‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫م(وا ْم َس ُحوا‬
‫لآلية الكريمة قراءتان احدامها بنصب الالم يف كلمة أرجلك َ‬
‫بِرء ِ‬
‫وسك ُْم َو َأ ْر ُج َلك ُْم إِ َىل ا ْل َك ْع َب ْ ِ‬
‫ني) وهي قراءة نافع و ابن عامر وعاصم برواية‬ ‫ُ ُ‬
‫(و َأ ْر ُجلِك ُْم إِ َىل ا ْل َك ْع َب ْ ِ‬
‫ني) وهي قراءة حفص‬ ‫حفص عنه و األخرى بكرس الالم َ‬

‫برواية ابو بكر عنه وقراءة ابن كثري ومحزة و أبو عمر وكالمها مشهورتان ‪.‬‬

‫قال بعض املخالفون ‪ :‬أن اآلية دالة عىل وجوب غسل األرجل بدليل قراءة‬

‫النصب فأن (أرجلكم)معطوفة عىل وجوهكم فأخذت حكمها من ناحية‬

‫األعراب و يف الوضوء أيضا‪ ,‬و أما يف قراءة الكرس فهي ايضا تفيد الغسل وهي‬

‫معطوفة عىل الوجوه و لكنها خفضت (جرت بالكرس) ملجاورهتا كلمة جمرورة‬

‫فتبعتها أعرابا ال حكام‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬وهذا مردود بوجوه ‪:‬‬

‫الوجه األول ‪ :‬قراءة النصب فإنا نقول أن (أرج َلكم) معطوفة عىل حمل‬

‫(رؤوسكم) ال عىل لفظها ألن حمل رؤوسكم هو النصب كوهنا مفعول به‬

‫للفعل(أمسحوا) وأنام جرت لدخول ال (باء) عليها فتكون أرجلكم معطوفة عىل‬

‫حملها اعرابا و حكام فيكون حكمها املسح ال الغسل‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫الوجه الثاين ‪ :‬يف عطف النسق ال جيوز أن يفصل بني املعطوف و املعطوف عليه‬

‫بجملة أجنبية ألنه خمالفا لفصاحة العرب و القرآن الكريم بالتاي تكون‬

‫(أرجلكم) معطوفة عىل(رؤوسكم) ‪.‬‬

‫يقول إبراهيم احللبي الفقيه احلنفي الكبري ‪ :‬و الصحيح أن األرجل معطوفة عىل‬

‫الرؤوس يف القرائتني و نصبها عىل املحل و جرها عىل اللفظ وذلك إلمتناع‬

‫العطف عىل املنصوب للفصل بني العاطف و املعطوف عليه بجملة أجنبية و‬

‫األصل أن ال يفصل بينهام بمفرد فضال عن اجلملة ومل يسمع يف الفصيح نحو‬

‫(رضبت زيدا و مررت بعمرو و بكرا) بعطف بكرا عىل زيدا ‪ :‬رشح منية املصيل‬

‫املشتهر برشح الكبري يف الفقه احلنفي للشيخ إبراهيم احللبي (ص ‪)16‬‬

‫وقال أبن حزم يف معرض كالمه عن االية‪:‬ال جيوز ان حيال بني املعطوف و‬

‫املعطوف عليه بقضية مبتدئة ‪ :‬املحىل باآلثار (‪)57/2‬‬

‫قال الرازي ‪ :‬فنقول ‪ :‬ظهر أنه جيوز أن يكون عامل النصب يف قوله { َو َأ ْر ُج َلك ُْم }‬

‫هو قوله { وامسحوا } وجيوز أن يكون هو قوله { فاغسلوا } لكن العامالن إذا‬

‫اجتمعا عىل معمول واحد كان إعامل األقرب أوىل ‪ ,‬فوجب أن يكون عامل‬

‫النصب يف قوله { َو َأ ْر ُج َلك ُْم } هو قوله { وامسحوا } فثبت أن قراءة { َو َأ ْر ُج َل ُك ْم‬


‫‪19‬‬

‫} بنصب الالم توجب املسح أيضا ‪ ,‬فهذا وجه االستدالل هبذه اآلية عىل وجوب‬

‫املسح ‪ :‬تفسري الرازي (‪)165/11‬‬

‫قال حممد السندي ‪ :‬ومحل قراءة النصب عليها جيعل العطف عىل املحل أقرب من‬

‫محل قراءة اجلر عىل قراءة النصب بالوجه الذي ذكرنا كام رصح به النحاة لشذوذ‬

‫اجلوار واطراد العطف عىل املحل وأيضا فيه خلوص عن الفصل باألجنبي بني‬

‫املعطوف واملعطوف عليه وهذا الزم عىل ما ذكرنا ‪ :‬حاشية السندي عىل سنن ابن‬

‫ماجة (‪)172/1‬‬

‫قال الشيخ الطويس‪ :‬فإن قيل ‪ :‬فاين انتم عن القراءة بنصب االرجل وعليها أكثر‬

‫القراء وهي موجبة للغسل وال حيتمل سواه؟ قلنا ‪( :‬أول) ما يف ذلك ان القراءة‬

‫باجلر جممع عليها والقراءة بالنصب خمتلف فيها النا نقول ان القراءة بالنصب غري‬

‫جائزة وإنام القراءة املنزلة هي القراءة باجلر‪ .......‬عىل اخلفض هي أم عىل‬

‫النصب؟ قال ‪ :‬بل هي عىل اخلفض‪.‬‬

‫وهذا يسقط أصل السجال ‪ ,‬ثم لو سلمنا ان القراءة باجلر مساوية للقراءة بالنصب‬

‫من حيث قرأ باجلر من السبعة ابن كثري وأبو عمرو ومحزة ويف رواية أيب بكر عن‬

‫عاصم ‪ ,‬والنصب قرأ به نافع وابن عامر والكسائي ويف رواية حفص عن عاصم‬

‫لكانت ايضا مقتضية للمسح الن موضع الرؤوس موضع نصب بوقوع الفعل‬
‫‪20‬‬

‫الذي هو املسح عليه وإنام جر الرؤوس بالباء ‪ ,‬وعىل هذا ال ينكر ان تعطف‬

‫االرجل عىل موضع الرؤوس ال لفظها فتنصب وإن كان الفرض فيها املسح كام‬

‫كان يف الرؤوس كذلك ‪ ,‬والعطف عىل املوضع جائز مشهور يف لغة العرب ‪ ,‬اال‬

‫ترى اهنم يقولون ‪( :‬لست بقائم وال قاعدا) فينصب قاعدا عىل موضع بقائم ال‬

‫لفظه وكذلك يقولون ‪( :‬خشنت بصدره وصدر زيد) (وإن زيدا يف الدار وعمرو)‬

‫فرفع عمرو عىل املوضع الن أن وما علمت فيه يف موضع رفع ومثله من كالمهم‬

‫(ان تأتني فلك درهم وأكرمك) ملا كان قوهلم فلك درهم يف موضع جزم عطف‬

‫وأكرمك عليه وجزم ومثله (من يضلل اهلل فال هادي له ويذرهم) باجلزم عىل‬

‫موضع قوله هادى النه يف موضع جزم ‪ ,‬وقال الشاعر ‪:‬‬

‫معاوي اننا برش فاسجح‬

‫فلسنا باجلبال وال احلديدا‬

‫فنصب احلديدا عىل موضع باجلبال‬

‫وقال آخر ‪:‬‬

‫هل أنت باعث دينار حلاجتنا‬

‫أو عبد رب أخاعون بن خمراق‬


‫‪21‬‬

‫وإنام نصب عبد رب الن من حق الكالم ان يكون باعث دينارا فحمله عىل‬

‫املوضع ال اللفظ وقد سوغوا ما هو أبعد من هذا الهنم عطفوا عىل املعنى وان كان‬

‫اللفظ ال يقتضيه مثل قول الشاعر ‪:‬‬

‫جئني بمثل بني بدر لقومهم‬

‫أو مثل أرسة منظور بن سيار‬

‫ملا كان معنى جئني أي هات مثلهم أو اعطني مثلهم قال ‪ :‬أو مثل بالنصب عطفا‬

‫عىل املعنى‪.‬‬

‫فان قيل ‪ :‬ما تنكرون أن يكون القراءة بالنصب ال تقتيض اال الغسل وال حتتمل‬

‫املسح الن عطف االرجل عىل موضع الرؤوس يف االجياب توسع وجتوز والظاهر‬

‫واحلقيقة يوجبان عطفها عىل اللفظ ال املوضع؟ قلنا ‪ :‬ليس االمر عىل ما تومهتم‬

‫بل العطف عىل املوضع مستحسن يف لغة الرعب وجائز ال عىل سبيل االتساع‬

‫والعدول عن احلقيقة واملتكلم خمري بني محل االعراب عىل اللفظ تارة وبني محله‬

‫عىل املوضع اخرى وهذا ظاهر يف العربية مشهور عند أهلها ويف القرآن والشعر له‬

‫نظائر كثرية ‪ ,‬عىل انا لو سلمنا ان العطف عىل اللفظ اقوى لكان عطف االرجل‬

‫عىل موضع الرؤوس أوىل مع القراءة بالنصب ‪ ,‬الن نصب االرجل ال يكون إال‬
‫‪22‬‬

‫عىل أحد الوجهني إما بان يعطف عىل االيدي والوجوه يف الغسل ‪ ,‬أو يعطف عىل‬

‫موضع الرؤوس فينصب ويكون حكمها املسح وعطفها عىل موضع الرؤوس‬

‫أوىل ‪ ,‬وذلك ان الكالم إذا حصل فيه عامالن احدمها قريب واآلخر بعيد فإعامل‬

‫االقرب أوىل من اعامل االبعد ‪ ,‬وقد نص أهل العربية عىل هذا فقالوا ‪ :‬إذا قال‬

‫القائل اكرمني واكرمت عبد اهلل وأكرمت واكرمني عبد اهلل فحمل املذكور بعد‬

‫الفعلني عىل الفعل الثاين اوىل من محله عىل االول الن الثاين اقرب إليه ‪ ,‬وقد جاء‬

‫القرآن وأكثر الشعر بإعامل الثاين قال اهلل تعاىل ‪( :‬واهنم ظنوا كام ظننتم ان لن‬

‫يبعث اهلل احدا) النه لو أعمل االول لقال كام ظننتموه وقال ‪( :‬آتوين أفرغ عليه‬

‫قطرا) ولو اعمل االول لقال افرغه وقال ‪ « :‬هاؤم اقرؤا كتابيه » [‪ ]3‬ولو اعمل‬

‫االول لقال هاؤم اقرؤه كتابيه ‪ ,‬وقال الشاعر ‪:‬‬

‫قىض كل ذي دين فوىف غريمه‬

‫وعزة ممطول معنى غريمها‬

‫فاعمل الثاين دون االول ‪ ,‬النه لو اعمل االول لقال قىض كل ذي دين فوفاه‬

‫عزيمه ‪ ,‬ومما اعمل فيه الثاين قول الشاعر ‪:‬‬

‫وكمتا مدماة كأن متوهنا‬


‫‪23‬‬

‫جرى فوقها فاستشعرت لون مذهب‪.‬‬

‫ولو اعمل االول لرفع لون ويف الرواية منصوب ‪ ,‬ومثله قول الفرزدق‪:‬‬

‫ولكن نصفا لو سببت وسبني‬

‫بنو عبد شمس من مناف وهاشم‪.‬‬

‫فقال (بنو) ألنه اعمل الثاين دون االول ‪ ,‬فاما قول امرئ القيس واعامله االول ‪:‬‬

‫ولو أن ما اسعى الدنى معيشة‬

‫كفاين ومل اطلب قليل من املال‬

‫فاول ما فيه انه شاذ خارج عن بابه وال حكم عىل شاذ ‪ ,‬والثاين إنام رفع ألنه مل‬

‫جيعل القليل مطلوبا وإنام كان املطلوب عنده امللك وجعل القليل كافيا ولو مل يرد‬

‫هذا ونصب فسد املعنى‪.‬‬

‫هتذيب األحكام للشيخ الطويس (‪)78-74/1‬‬

‫أذن نخلص اىل نتيجة أن قراءة النصب تفيد بأن األرجل معطوفة عىل الرؤوس‬

‫بالتاي تكون مطابقة هلا باحلكم وهو املسح‪.‬‬


‫‪24‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬فيام خيص قراءة اجلر فقوهلم اهنا جرت ملجاورهتا اسم جمرور وهي‬

‫حكمها النصب فهو كالم واه و ضعيف جدا الن اجلر باجلوار امرا شاذ يف لغة‬

‫العرب وال يلجئ أليه اىل للرضورة وهو خمالفة لفصاحة العرب وقد قال غري‬

‫واحد من النحاة بخلو القران الكريم منه‬

‫قال أبن هشام األنصاري‪َ :‬و َخا َل َفهم يف ذلك املحققون ور َأوا َأن اخلفض عىل‬

‫اج ٌز بني االسمني َو ُمبْطِل‬


‫اجلوار ال حيسن يف املعطوف ألن حرف العطف َح ِ‬

‫للمجاورة‪ ........‬إىل أن قال ويرجح ذلك القول ثالثة َأمور َأحدها َأن احلمل‬

‫ُ‬
‫صون القرآن‪.‬‬ ‫عىل املجاورة محل عىل شاذ فينبغي‬

‫رشح شذور الذهب ص‪ 430‬مجال الدين أبو حممد عبد اهلل بن الشيخ مجال الدين‬

‫يوسف بن أمحد بن عبد اهلل بن هشام األنصاري‪.‬‬

‫(وأر ُجلِكُم) باخلفض‪ :‬إنه عطف عىل (أيديكم) ال عىل‬


‫ْ‬ ‫وقال أيضا‪ :‬وقيل يف‬

‫(رؤوسكم)‪ ,‬إذ األرجل مغسولة ال ممسوحة‪ ,‬ولكنه خفض ملجاورة رؤوسكم‬

‫والذي عليه املحققون أن خفض اجلوار يكون يف النعت قليال كام مثلنا‪ ,‬ويف‬

‫التوكيد نادرا كقوله‪:‬‬

‫الذن ِ‬
‫َب‬ ‫انحلت ُعرا َّ‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫وصل إذا‬ ‫ِ‬
‫وجات ك ِّل ِه ُم ‪ ...‬أن ليس‬ ‫يا صاح ب ِّل ْغ ذوي ّ‬
‫الز‬
‫‪25‬‬

‫قال الفراء‪ :‬أنشدنيه أبو اجلراح بخفض كلهم‪ ,‬فقلت له هالّ قلت ك َّلهم ‪ -‬يعني‬

‫النصب ‪ -‬فقال‪ :‬هو خري من الذي قلته أنا‪ ,‬ثم استنشدته إياه‪ ,‬فأنشدنيه باخلفض‪.‬‬

‫وال يكون يف النسق‪ ,‬ألن العاطف يمنع من التجاور‪ .......‬أنكر السريايف وابن‬

‫ب باجلر عىل أنه صفة لضب‪.‬‬ ‫وتأوال قوهلم ِ‬


‫خر ٍ‬ ‫جني اخل ْفض عىل اجلوار‪ّ ,‬‬

‫مغني اللبيب عن كتاب األعاريب (ص‪)260‬‬

‫قال النحاس ‪:‬قال أبو جعفر ال جيوز ان يعرب يشء عىل اجلوار يف كتاب اهلل عز‬

‫وجل وال يف يشء من الكالم و إنام اجلوار غلط و إنام وقع يف يشء شاذ وهو قوهلم‬

‫هذا جحر ضب خرب‪ ,‬و إنام هذا بمنزلة اإلقواء وال حيمل يشء من كتاب اهلل عز‬

‫وجل عىل هذا‪ .‬إعراب القرآن الكريم للنحاس (‪)109/1‬‬

‫قال حممد بن صالح العثيمني‪ :‬قوله‪{ :‬وأرجلكم إىل الكعبني} يف {وأرجلكم}‬

‫قراءتان سبعيتان صحيحتان‪ ,‬األوىل‪{ :‬وأرجلكم} بالفتح‪ ,‬والثانية‪{ :‬وأرجلكم}‬

‫بالكرس‪.‬‬

‫فعىل القراءة األوىل تكون معطوفة عىل قوله‪{ :‬وجوهكم} ألنه إذا تعددت‬

‫املعطوفات فاملعطوف عليه ما ييل العامل‪ ,‬وهو األول‪.‬‬

‫وأما عىل قراءة اجلر ففيها إشكال عند بعض العلامء‪:‬‬


‫‪26‬‬

‫منهم من قال‪ :‬إهنا جرت عىل سبيل املجاورة‪ ,‬واملجاورة أن تتبع الكلمة ما‬

‫جاورها يف اإلعراب‪ ,‬ومثلوا لذلك بقول العرب‪ :‬هذا جحر ضب خرب‪ ,‬فخرب‬

‫ال تصلح أن تكون نعتا للضب؛ ألن اخلرب هو اجلحر‪ ,‬لكن قالوا‪ :‬إنه جر عىل‬

‫سبيل املجاورة‪ ,‬ولكن هذا التعليل عليل‪ ,‬إال أنه دأب كثري من النحويني إذا‬

‫عجزوا عن توجيه اإلعراب ذكروا علة قد تكون مستكرهة‪ ,‬وهلذا يقولون‪ :‬إن‬

‫علل النحويني كجحور الريابيع‪ ,‬والريبوع دويبة أكرب من الفأر‪ ,‬والفأر معروف‪,‬‬

‫لكن رجليها طويلة‪ ,‬ويدُّيا قصرية جدا‪ ,‬وهلا ذنب طويل‪ ,‬وهي ذات حيل‪ ,‬حتفر‬

‫اجلحر هلا يف الصحراء وجتعل له بابا واضحا ولكنها تستمر يف حفره وحتفر‬

‫صاعدة إىل أقصاه‪ ,‬حتى إذا مل يبق عىل أن خترقه إال قرشة رقيقة توقفت‪ ,‬من أجل‬

‫إذا حجرها أحد من فم اجلحر خرجت من الباب املغلق إىل حني احلاجة إليه‪,‬‬

‫وهلذا تسمى نافقاء الريبوع‪.‬‬

‫فنقول‪ :‬إن القول بأهنا جمرورة عىل سبيل املجاورة فيه نظر‬

‫تفسري العثيمني سورة املائدة (‪.)96 /1‬‬

‫وقال الرازي‪ :‬فإن قيل ‪ :‬مل ال جيوز أن يقال ‪ :‬هذا كرس عىل اجلوار كام يف قوله ‪:‬‬

‫جحر ضب خرب ‪ ,‬وقوهلكبري أناس يف بجاد مزمل ‪ ...‬قلنا ‪ :‬هذا باطل من وجوه‬

‫‪ :‬األول ‪ :‬أن الكرس عىل اجلوار معدود يف ال َّلحن الذي قد يتحمل ألجل الرضورة‬
‫‪27‬‬

‫يف الشعر ‪ ,‬وكالم اهلل جيب تنزُّيه عنه ‪ .‬وثانيهام ‪ :‬أن الكرس إنام يصار إليه حيث‬

‫حيصل األمن من االلتباس كام يف قوله ‪ :‬جحر ضب خرب ‪ ,‬فإن من املعلوم‬

‫بالرضورة أن اخلرب ال يكون نعتا للضب بل للجحر ‪ ,‬ويف هذه اآلية األمن من‬

‫االلتباس غري حاصل ‪ .‬وثالثها ‪ :‬أن الكرس باجلوار إنام يكون بدون حرف العطف‬

‫‪ ,‬وأما مع حرف العطف فلم تتكلم به العرب ‪ ,‬وأما القراءة بالنصب فقالوا أيضا‬
‫‪ :‬إهنا توجب املسح ‪ ,‬وذلك ألن قوله { وامسحوا بِر ُؤ ِ‬
‫وسك ُْم } فرؤوسكم يف‬ ‫ُ‬
‫النصب ولكنها جمرورة بالباء ‪ ,‬فإذا عطفت األرجل عىل الرؤوس جاز يف األرجل‬

‫النصب عطفا عىل حمل الرؤوس ‪ ,‬واجلر عطفا عىل الظاهر ‪ ,‬وهذا مذهب مشهور‬

‫للنحاة ‪.‬‬

‫تفسري الرازي (‪.)166-165/11‬‬

‫وقال أبو حيان اإلمام النحوي يف رده عىل أيب إسحاق الشريازي‪َ :‬و َق ْو َل ُه‪َ :‬مل َيك ِ‬
‫ُن‬ ‫ْ‬

‫ِّني «‪َ , »1‬و َأ َّن ْاألَ ْص َل ُه َو َّ‬


‫الر ْف ُع‪َ ,‬أ ْي‬ ‫رشكِ َ‬
‫ني ُمنْ َفك َ‬ ‫ا َّل ِذي َن َك َف ُروا ِم ْن َأ ْه ِل ا ْلكِ ِ‬
‫تاب َواملُْ ْ ِ‬
‫ِ‬ ‫ُون‪َ ,‬ع ْطفا َع َىل ا َّل ِذي َن َك َف ُروا‪َ ,‬و َه َذا َح ِد ُ‬
‫رص ِيف ا ْل َع َربِ َّية‪َ ,‬و َت َط َ‬
‫او َل‬ ‫يث َم ْن َق َ َ‬ ‫َو َال املُْ ْ ِ‬
‫رشك َ‬

‫حيحِ َوت َْركِيبِ ِه‬


‫ظ َع َىل معنَاه الص ِ‬
‫َ ْ ُ َّ‬
‫مح ِل ال َّل ْف ِ‬
‫يها بِ َغ ْ ِري َم ْع ِر َف ٍة‪َ ,‬وعَدَ َل َع ْن َ ْ‬‫ِ‬
‫إِ َىل ا ْلك ََال ِم ف َ‬

‫ا ْل َف ِصيحِ ‪.‬‬

‫تفسري البحر املحيط (‪)545 /1‬‬


‫‪28‬‬

‫رش هي بِ ْ‬
‫اجلَ ِّر‬ ‫الزخمَ ْ َ ِ‬
‫وقال ايضا يف معرض رده عىل الزخمرشي‪ :‬وقرىء ْاألَ ْي َم َن َق َال َّ‬

‫وذ َوا ْل ِق َّل ِة بِ َحيْ ُث َينْبَ ِغي‬


‫الش ُذ ِ‬
‫ب ا ْنت ََهى‪َ .‬و َه َذا ِم َن ه‬ ‫َع َىل ِْ‬
‫اجل َو ِار ن َْح َو ُج ْح ِر َض ٍّ‬
‫ب َخ ِر ٍ‬

‫يه ِم َن ا ْل ُي ْم ِن َو َأ َّما لِك َْونِ ِه‬


‫ور َمل ِا فِ ِ‬
‫يح َأ َّن ُه َن ْع ٌت لِل هط ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأ ْن َال ُخت ََّر َج ا ْلق َرا َء ُة َع َل ْيه‪َ ,‬و َّ‬
‫الصح ُ‬
‫َع َىل َي ِم ِ‬
‫ني َم ْن َي ْستَ ْقبِ ُل ْ‬
‫اجلَبَ َل‪.‬‬

‫تفسري البحر املحيط (‪.)364/7‬‬

‫اجل َو ِار ِألَ َّن ْ‬


‫اجلَ َّر َع َىل‬ ‫وقال السيوطي‪َ :‬و َم ْن َق َال ِيف‪َ { :‬و َأ ْر ُج َلك ُْم} إِ َّن ُه َجم ْ ُر ٌ‬
‫ور َع َىل ِْ‬

‫اب َأ َّن ُه َم ْع ُط ٌ‬
‫وف‬ ‫يف َشا ٌّذ َمل ي ِرد ِمنْه إِ َّال َأحر ٌ ِ‬
‫اجل َو ِار ِيف َن ْف ِس ِه َض ِع ٌ‬
‫ِْ‬
‫الص َو ُ‬
‫ف َيس َري ٌة َو َّ‬ ‫ُْ‬ ‫َْ ْ ُ‬

‫ف‪.‬‬ ‫وسك ُْم} َع َىل َأ َّن املُْ َرا َد بِ ِه َم ْس ُح ْ‬


‫اخلُ ِّ‬ ‫عىل {بِر ُؤ ِ‬
‫ُ‬

‫اإلتقان يف علوم القرآن للسيوطي (‪)313/2‬‬

‫قال عالء الدين البغدادي ‪:‬وأما من جعل كرس الالم يف(األرجل) عىل جماورة‬

‫اللفظ دون احلكم و أستدل بقوهلم(جحر ضب خرب) اخلرب نعت للجحر ال‬

‫للضب و إنام أخذ إعراب الضب للمجاورة فليس بجيد لوجهني‪:‬‬

‫‪-1‬ألن الكرس عىل املجاورة إنام حيمل ألجل الرضورة يف الشعر أو يصار إليه‬

‫حيث حيصل األمن من األلتباس ألن اخلرب ال يكون نعتا للضب بل للحجر‪.‬‬
‫‪29‬‬

‫‪-2‬و ألن الكرس باجلوار إنام يكون بدون واو العطف أما مع حرف العطف فلم‬

‫تتكلم به العرب‪.‬‬

‫تفسري اخلازن (‪.)16/2‬‬

‫ويف النقوالت التي مرت عن أكابر املفرسين و النحويني من أن اخلفض عىل اجلور‬

‫امر شاذ يف اللغة وانه خمالفا للفصاحة و يلجئ أليه لألضطرار وان القران الكريم‬

‫خاي منه كافية يف أثبات املطلوب من ان قراءة الكرس تفيد مسح األرجل وان‬

‫األرجل معطوفة عىل الرؤوس ال الوجوه بالتاي يكون حكمها املسح ال الغسل‪.‬‬

‫و ملزيد من الفائدة ننقل لكم كالم الشيخ الصدوق هبذا الصدد‪.‬‬

‫كالم الشيخ الطويس فيام خيص القراءة باخلفض‬

‫يف معرض رده عىل املخالفني قال‪ :‬فان قال قائل ما أنكرتم أن يكون ما اعتمدمتوه‬

‫يف اآلية من القراءة باجلر ال يوجب املسح وإنام يفيد اشرتاك الرجل بالرأس يف‬

‫االعراب ال أن يوجب اشرتاكهام يف احلكم فيكون ذلك عىل املجاورة كام جاء يف‬

‫كثري من كالم العرب مثل قوهلم (جحر ضب خرب) وان كان خرب من صفات‬

‫اجلحر ال الضب وإنام جر ملجاورته للضب وكام قال الشاعر ‪:‬‬

‫كأن بثريا يف عرانني وبله‬


‫‪30‬‬

‫كبري اناس يف بجاد مزمل‬

‫واملزمل من صفات الكبري ال البجاد ‪ ,‬وكام قال االعشى ‪:‬‬

‫لقد كان يف حول ثواء ثويته‬

‫تقيض لبانات ويسأم سائم‬

‫وعىل هذا ال ينكر أن تكون االرجل مغسولة وان كانت جمرورة‪.‬قلنا هذا باطل من‬

‫وجوه (أحدمها) انه ال خالف بني أهل العربية يف أن االعراب باملجاورة ال يتعدى‬

‫إىل غريها وما هذه منزلته يف الشذوذ واخلروج عن االصول ال جيوز أن حيمل كالم‬

‫اهلل تعاىل عليه‪( .‬وثانيها) ان كل موضع أعرب باملجاورة مما ذكره السائل ومما مل‬

‫يذكره مفقود منه حرف العطف الذي تضمنته اآلية وعليه اعتمدنا يف تساوي‬

‫حكم االرجل والرؤوس ‪ ,‬فلو كان ما أورده من حكم املجاورة يسوغ القياس‬

‫عليه لكانت اآلية خارجة عنه لتضمنها من دليل العطف ما فقدنا يف املواضع‬

‫املعربة باملجاورة ‪ ,‬وال شبهة عىل أحد ممن يفهم العربية يف أن املجاورة ال حكم هلا‬

‫مع العطف‪( .‬وثالثها) ان االعراب باجلوار إنام استحسن بحيث ترتفع الشبهة يف‬

‫املعنى أال ترى ان الشبهة زائلة يف كون خرب صفة للضب واملعرفة حاصلة بانه‬

‫من صفات اجلحر وكذلك قوله ‪ :‬مزمل معلوم انه من صفات الكبري ال البجاد ‪,‬‬
‫‪31‬‬

‫وليس هكذا اآلية الن االرجل يصح أن يكون فرضها املسح كام يصح أن يكون‬

‫الغسل ‪ ,‬والشك يف ذلك واقع غري ممتنع فال جيوز اعامل املجاورة فيها حلصول‬

‫اللبس والشبهة ‪ ,‬وخلروجه عن باب ما عهد استعامل القوم اجلوار فيه ‪ ,‬فأما البيت‬

‫الذي انشدوه لالعشى فقد أخطأوا يف تومههم ان هناك جماورة وإنام جر ثواء‬

‫بالبدل من احلول واملعنى لقد كان يف ثواء ثويته تقيض لبانات ‪ ,‬وهذا القسم من‬

‫البدل هو بدل االشتامل كام قال تعاىل ‪( :‬قتل أصحاب االخدود النار) وقال ‪:‬‬

‫(يسألونك عن الشهر احلرام قتال فيه )‪.‬‬

‫فان قيل ‪ :‬كيف ادعيتم ان املجاورة ال حكم هلا مع واو العطف مع قوله تعاىل ‪:‬‬

‫(يطوف عليهم ولدان خملدون باكواب وأباريق) إىل قوله ‪( :‬وحور عني)‬

‫فخفضهن باملجاورة الهنن يطفن وال يطاف هبن ومثل ذلك أيضا قول الشاعر ‪:‬‬

‫وموثق يف عقال االرس مكبول‬ ‫مل يبق إال أسري غري منفلت‬

‫فخفض موثقا باملجاورة للمنفلت وكان من حقه أن يكون مرفوعا الن تقدير‬

‫الكالم مل يبق اال أسري وموثق‪.‬‬

‫قلنا ‪ :‬أول ما يبطل هذا الكالم انه ليس مجيع القراء عىل جر (حور عني) بل أكثر‬

‫قراء السبعة عىل الرفع وهم نافع وابن كثري وعاصم يف رواية وأبو عمرو وابن‬
‫‪32‬‬

‫عامر ‪ ,‬والذي جر محزة والكسائي ويف رواية املفضل عن عاصم وقد حكي انه‬

‫كان ينصب (وحورا عينا) وللجر وجه غري املجاورة وهو انه ملا تقدم قوله تعاىل ‪:‬‬

‫(أولئك املقربون يف جنات النعيم عطف بحور عني عىل جنات النعيم فكأنه قال‬

‫هم يف جنات النعيم ويف مقارنة أو معاشة حور العني وحذف املظاف وهذا وجه‬

‫حسن ذكره أبو عيل الفاريس يف كتاب احلجة يف القراءة ‪ ,‬فأما البيت الذي انشده‬

‫السائل فعىل خالف ما تومهه الن معنى قوله مل يبق اال أسري أي مل يبق غري أسري‬

‫وغري تعاقب إال يف االستسناء ‪ ,‬ثم قال وموثق باجلر عطفا عىل املعنى وعىل‬

‫موضع أسري ‪ ,‬فكأنه قال مل يبق غري اسري وغري منفلت ومل يبق غري موثق ‪ ,‬فأما‬

‫قول الشاعر ‪:‬‬

‫فهل انت ان ماتت أتانك راحل‬

‫إىل آل بسطام بن قيس فخاطب‬

‫يمكن أن يكون الوجه يف خاطب الرفع وإنام جر الراوي ومها ويكون عطفا عىل‬

‫راحل ويمكن أن يكون املراد بخاطب االمر وإنام جر الطالق الشعر‪.‬‬

‫هتذيب األحكام للشيخ الطويس (‪.)72-69/1‬‬


‫‪33‬‬

‫التأويل األول‪ :‬عطفت األرجل عىل املمسوح كي ال يكون هناك‬

‫أرساف يف املاء عند غسلها‪.‬‬

‫بعد التسليم من هجالء عىل أن األرجل معطوفة عىل الرؤوس ونفيهم للعطف‬

‫عىل املجاورة و قوهلم انه ال جيوز ان يفصل بني العاطف و املعطوف عليه بجملة‬

‫أجنبية أضطر بعضهم لتأويل اآلية بكالم ينم عن سفاهة املتكلم حيث قالوا ان‬

‫األرجل عطفت عىل الرؤوس الن الرؤوس حكمها املسح فيكون غسل األرجل‬

‫بقليل من املاء حتى ال يكون هناك أرسافا فيه‪.‬‬

‫ذكر من قال ذلك‬

‫الزخمرشي حيث قال‪:‬و األرجل من بني األعضاء الثالثة املغسولة تغسل بصب‬

‫املاء عليها فكانت مظنة لألرساف املذموم املنهي عنه فعطفت عىل املمسوح ال‬

‫لتمسح ولكن لينبه عىل وجوب األقتصاد يف صب املاء عليها‪.‬‬

‫التفسري الكشاف (‪) 4/2‬نسخة الشاملة‬

‫ونفس الكالم هذا نقله إبراهيم احللبي يف رشح منية املصيل(ص‪)16‬تأييدا له‪.‬‬
‫‪34‬‬

‫قال العيني ‪:‬وقيل إنام ذكر بلفظ املسح ألن األرجل من بني سائر األعضاء مظنة‬

‫إرساف املاء بالصب فعطف عىل املمسوح وإن كانت مغسولة للتنبيه عىل وجوب‬

‫االقتصاد يف الصب ال للمسح‪.‬‬

‫عمدة القاري رشح صحيح البخاري (‪)364/2‬‬

‫نقول ماهو دليلكم عىل هذا القول ثم كيف يفهم االنسان ان اهلل عطف األرجل‬

‫عىل الرؤوس كي ال يكون هناك أرساف يف املاء اثناء غسل األرجل ثم ملاذا مل‬

‫جيعل اهلل حكم األيدي املسح بدل الغسل جتنبا لألرساف؟ فلامذا هذا التأويل‬

‫التافه للكالم اهلل تعاىل و التقول عليه بدون دليل فيكونوا مصداقا لقوله تعاىل( َوإِ َّن‬
‫َاب َو َما ُه َو ِم َن ا ْلكِت ِ‬
‫َاب‬ ‫َاب لِت َْح َسبُو ُه ِم َن ا ْلكِت ِ‬
‫ِمن ُْه ْم َل َف ِريقا َي ْل ُوو َن َأ ْل ِسنَت َُه ْم بِا ْلكِت ِ‬

‫ون َع َىل اهللَِّ ا ْل َك ِذ َب َو ُه ْم‬


‫َو َي ُقو ُلو َن ُه َو ِم ْن ِعن ِْد اهللَِّ َو َما ُه َو ِم ْن ِعن ِْد اهللَِّ َو َي ُقو ُل َ‬

‫َي ْع َل ُم َ‬
‫ون) [ آل عمران‪]78:‬‬

‫التأويل الثاين الغسل مشتمال عىل املسح‬


‫قال أبن قدامة‪ :‬ان اهلل تعاىل انام أمره بالغسل ال باملسح وحيتمل انه أراد باملسح‬

‫الغسل اخلفيف ‪,‬قال أبو عيل الفاريس ‪ :‬العرب تسمي خفيف الغسل مسحا‬

‫فيقولون متسحت للصالة أي توضأت‪ .‬الرشح الكبري ألبن قدامة (‪)117/6‬‬


‫‪35‬‬

‫قال الرازي‪ :‬واعلم أنه ال يمكن اجلواب عن هذا إال من وجهني ‪ :‬األول ‪ :‬أن‬

‫األخبار الكثرية وردت بإجياب الغسل ‪ ,‬والغسل مشتمل عىل املسح وال ينعكس ‪,‬‬

‫فكان الغسل أقرب إىل االحتياط فوجب املصري إليه ‪ ,‬وعىل هذا الوجه جيب‬

‫القطع بأن غسل الرجل يقوم مقام مسحها‪.‬‬

‫عند الرازي أن الغسل هو غسل و مسح يف آن واحد وهذا من العجب العجاب‬

‫فأن كان الغسل مشتمال عىل املسح فلامذا ال تغسلوا رؤوسكم بدل مسحها كون‬

‫الغسل مشتمال عىل املسح و يقوم مقامه‪ ,‬ثم أليس الغسل و املسح حقيقتان‬

‫خمتلفتان كل له معناه اخلاص ال أهنام حقيقة واحدة‪.‬‬

‫ثم ما هو منشئ هذا األحتياط مع األقرار بأن قراءة اجلر و النصب تدل عىل‬

‫املطلوب وهو مسح األرجل ال غسلها‪.‬‬

‫الشيخ الطويس و شبهة أن الغسل مشتمل عىل املسح‬


‫رد الشيخ الطويس عن هذا التهافت(الغسل مشتمل عىل املسح)بقوله‪ :‬فان قيل ‪:‬‬

‫ما انكرتم عىل تسليم اجياب اآلية ملسح الرجلني أن يكون املسح بمعنى الغسل‬

‫الن املسح عند العرب هو الغسل اخلفيف حكي ذلك عن أيب زيد االنصاري‬

‫واستشهد بقوهلم ‪ « :‬متسحت للصالة « فسموا الغسل مسحا وعىل ذلك محل‬
‫‪36‬‬

‫املفرسون قوله تعاىل ‪(:‬فطفق مسحا بالسوق واالعناق ) اي انه غسل سوقها‬

‫وأعناقها‪.‬‬

‫قلنا ‪ :‬هذا باطل من وجوه ‪( :‬منها) انه ال معترب باحتامل اللفظة يف اللغة إذا كانت‬

‫يف عرف الرشع خمتصة بفائدة واحدة ‪ ,‬فلو سلمنا ان الغسل يف اللغة مسح مل يقدح‬

‫ذلك يف تأويلنا اآلية الن اطالق املسح يف الرشع يستفاد به ما ال يستفاد بالغسل ‪,‬‬

‫وهلذا جعل أهل الرشع بعض أعضاء الطهارة ممسوحا وبعضها مغسوال وفصلوا‬

‫بني احلكمني وفرقوا بني قول القائل ‪ :‬فالن يرى ان الفرض يف الرجلني املسح‬

‫وبني قوله فالن يرى الغسل (ومنها) ان الرؤوس إذا كانت ممسوحة املسح الذي‬

‫ال يدخل يف معنى الغسل بال خالف وعطف االرجل عليها فواجب أن يكون‬

‫حكمها مثل حكم الرؤوس يف املسح وكيفيته ‪ ,‬الن من فرق بينهام مع العطف يف‬

‫كيفية املسح كمن فرق بينهام يف املسح‪( .‬ومنها) ان املسح لو كان غسال والغسل‬

‫مسحا لسقط ما ال يزال يستدل به خمالفونا وجيعلونه عمدهتم من روايتهم عنه‬

‫عليهالسالم انه توضأ وغسل رجليه النه كان ال ينكر أن يكون الغسل املذكور إنام‬

‫هو املسح فصار تأويلهم اآلية عىل هذا يبطل أصل مذهبهم يف غسل الرجلني‪.‬‬

‫(ومنها) ‪ :‬ان شبهة من جعل املسح غسال من أهل اللغة هي من حيث اشتامل‬

‫الغسل عىل املسح ‪ ,‬وليس كل شئ اشتمل عىل غريه يصح ان يسمى باسمه النا‬
‫‪37‬‬

‫نعلم ان الغسل يشتمل عىل أفعال مثل االعتامد واحلركة وال جيوز أن يسمى بأسامء‬

‫ما يشتمل عليه ‪ ,‬واما استشهاد أيب زيد بقوهلم ‪ « :‬متسحت للصالة « فاملعنى فيه‬

‫اهنم ملا أرادوا أن خيربوا عن الطهور بلفظ خمترص ومل جيز ان يقولوا اغتسلت‬

‫للصالة الن يف الطهارة ما ليس بغسل واستطالوا أن يقولوا اغتسلت ومتسحت‬

‫للصالة قالوا بدال من ذلك متسحت الن املغسول من االعضاء ممسوح ايضا‬

‫فتجوزوا بذلك اختصارا أو تعويال عىل أن املراد مفهوم وهذا ال يقتيض أن يكونوا‬

‫جعلوا املسح من أسامء الغسل ‪ ,‬فأما اآلية فاكثر املفرسين ذهبوا فيها إىل غري ما‬

‫ذكر يف السجال ‪ ,‬وقال أبو عبيدة والفراء وغريمها ‪ :‬معنى فطفق مسحا أي رضبا ‪,‬‬

‫وقال آخرون ‪ :‬اراد املسح يف احلقيقة وانه كان مسح أعرافها وسوقها وقال شاذ‬

‫منهم ‪ :‬انه أراد الغسل ومن قال بذلك ال يدفع أن يكون محل املسح عىل الغسل‬

‫استعارة وجتوزا وليس لنا أن نعدل يف كالم اهلل تعاىل عن احلقيقة إىل املجاز إال عند‬

‫الرضورة‪.‬‬

‫هتذيب األحكام (‪)74-72/1‬‬


‫‪38‬‬

‫اجلمع بني القراءتني‬


‫قال أبن تيمية بحسب ما نقله عنه العثيمني‪ :‬لكن ذهب شيخ اإلسالم إىل مذهب‬

‫جيد قال ‪:‬إن اهلل قال(و أرج َلكم)بالفتح و(أرجلِكم) بالكرس ألن للرجل حالني‬

‫‪:‬حاال تكون فيها مكشوفة ففرضها الغسل و حاال تكون فيها مستورة ففرضها‬

‫املسح‪.‬‬

‫تفسري ابن العثيمني ج‪1‬ص‪91‬تفسري سورة املائدة‪.‬‬

‫أبن تيمية هنا تعامل مع القراءتني كام يتعامل مع احلديثني املتعارضني فحاول‬

‫اجلمع بينهام بقوله هذا انه اهلل قال اللفظني بالكرس أراد به املسح عىل اخلفني و‬

‫بالفتح اراد به غسل الرجل املكشوفة؟!! ونطرح سجال ما الدليل عىل ما قاله ابن‬

‫تيمية هل هناك حديث صحيح او كالم ألحد سلفهم الصالح من الصحابة و‬

‫التابعني أم هو من كيس ابن تيمية‪.‬‬

‫وقريب من هذا الكالم قاله اآللويس ‪ :‬إن القراءتني متواترتان بإمجاع الفريقني بل‬

‫بإطباق أهل اإلسالم كلهم ‪ ,‬ومن القواعد األصولية عند الطائفتني أن القراءتني‬

‫املتواترتني إذا تعارضتا يف آية واحدة فلهام حكم آيتني ‪ ,‬فال بدّ لنا أن نسعى‬

‫ونجتهد يف تطبيقهام أوال مهام أمكن ألن األصل يف الدالئل اإلعامل دون اإلمهال‬

‫كام تقرر عند أهل األصول؛ ثم نطلب بعد ذلك الرتجيح بينهام ‪ ,‬ثم إذا مل يتيرس لنا‬
‫‪39‬‬

‫الرتجيح بينهام نرتكهام ونتوجه إىل الدالئل األخر من السنة ‪ ,‬وقد ذكر األصوليون‬

‫أن اآليات إذا تعارضت بحيث ال يمكن التوفيق ‪ ,‬ثم الرتجيح بينهام يرجع إىل‬

‫السنة فإهنا ملا مل يمكن لنا العمل هبا صارت معدومة يف حقنا من حيث العمل‪.‬‬

‫تفسري روح املعاين (‪) 395/4‬نسخة الشاملة‬

‫وقد رد عىل كالمه املتهافت هذا سامحة الشيخ املحقق آية اهلل جعفر‬

‫السبحاين(أطال اهلل بقائه) حيث قال‪ :‬أن من الغرائب أن نجعل القراءتني‬

‫متعارضتني ثم نسعى يف رفع التعارض بالوجوه التي ذكرها القائل ‪,‬فأن فرض‬

‫التعارض بني القراءتني رهن فرض املذهب عىل القرآن و تطبيقه عليه و إال‬

‫فالقراءتان ليس فيهام أي تعارض و هتافت و كلتامها هتدفان اىل أمر واحد وهو‬

‫مسح الرجلني ألن قوله(وأرجلكم)عىل كلتا القراءتني معطوف عىل لفظ واحد‬

‫وهو قوله(رءوسكم)لكن إما عطفا عىل املحل فتنصب أو عطفا عىل الظاهر‬

‫فتجر‪.‬‬

‫الوضوء عىل ضوء الكتاب و السنة الشيخ السبحاين ص‪57‬‬


‫‪40‬‬

‫أبن قدامة و تأويله الصادم‬


‫حيث قال‪ :‬فان قيل فعطفه عىل الرأس يدل عىل انه أراد حقيقة املسح ‪ .‬قلنا قد‬

‫افرتقا من وجوه ( أحدها ) ان املمسوح يف الرأس شعر يشق غسله والرجالن‬

‫بخالف ذلك فهام أشبه باملغسوالت (الثاين ) اهنام حمدودان بحد ينتهى اليه أشبها‬

‫اليدين(الثالث ) اهنام معرضتان للخبث لكوهنام يوطأ هبام عىل االرض‪.‬‬

‫الرشح الكبري ابن قدامة (‪)118/1‬‬

‫ابن قدامة يقول ان الرأس لوجود الشعر فيه وجب مسحه الن يشق علينا‬

‫غسله(ال نعلم أين املشقة يف غسل الرأس سواء كان كله فضال عن ان املمسوح‬

‫هو قسم منه) و قال أن الرجالن معرضتان للخبث(االوساخ و غريها) فوجب‬

‫غسلها وما عالقة اوساخ القدم بغسل الوضوء وهل جعله غسلهام بالوضوء من‬

‫أجل تنظيفها من األوساخ؟ ثم أال يستطيع املكلف أن يغسل قدماه من األوساخ‬

‫و يطهرمها من اخلبث ثم يرشع بالوضوء؟‪.‬‬


‫‪41‬‬

‫اآلية ظاهرة يف املسح لكنها خمالفة لإلمجاع‬


‫قال السندي‪ :‬احلق هو االغتسال التفاق السنة وإمجاع األمة عليه إذ مل يكن ثمة‬

‫ناس إال الصحابة وإمجاعهم حجة أي حجة باالتفاق فيجب محل القرآن عليه‬

‫بنحو ما ذكرنا وإنام كان املسح هو ظاهر الكتاب ألن قراءة اجلر ظاهرة فيه ومحل‬

‫قراءة النصب عليها جيعل العطف عىل املحل أقرب من محل قراءة اجلر عىل قراءة‬

‫النصب بالوجه الذي ذكرنا كام رصح به النحاة لشذوذ اجلوار واطراد العطف عىل‬

‫املحل‪.‬‬

‫حاشية السندي عىل سنن ابن ماجه (‪)171/1‬‬

‫صار اإلمجاع حاكام عىل كالم اهلل تعاىل فياهلل و العجب فهذا السندي بعد أن سلم‬

‫بداللة ظاهر االية عىل املسح خالف العمل هبا بحجة اإلمجاع‪,‬و أي أمجاع هذا‬

‫وخارجه اإلمام عيل عليه السالم و عبد اهلل ابن عباس(وهناك غريهم سنبينه بعد‬

‫ذلك)‪.‬‬
‫‪42‬‬

‫الصحيحة األوىل‬
‫‪-1‬احلاكم النيسابوري‪ - ,‬حدثنا عيل بن محشاذ العدل ‪ ,‬ثنا عيل بن عبد العزيز ‪,‬‬

‫ثنا حجاج بن منهال ‪ ,‬ثنا مهام ‪ ,‬ثنا إسحاق بن عبد اهلل بن أيب طلحة ‪ ,‬ثنا عيل بن‬

‫حييى بن خالد ‪ ,‬عن أبيه ‪ ,‬عن عمه رفاعة بن رافع أنه كان جالسا عند رسول اهلل‬

‫صىل اهلل عليه وسلم إذ جاء رجل فدخل املسجد فصىل ‪ ,‬فلام قىض صالته جاء‬

‫فسلم عىل رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم وعىل القوم ‪ ,‬فقال له رسول اهلل صىل‬

‫اهلل عليه وسلم ‪ « :‬ارجع فصل فإنك مل تصل » وذكر ذلك إما مرتني أو ثالثة ‪,‬‬

‫فقال الرجل ‪ :‬ما أدري ما عبت عيل من صاليت ‪ ,‬فقال رسول اهلل صىل اهلل عليه‬

‫وسلم ‪ « :‬إهنا ال تتم صالة أحد حتى يسبغ الوضوء كام أمره اهلل عز وجل ‪ ,‬يغسل‬

‫وجهه ويديه إىل املرفقني ‪ ,‬ويمسح رأسه ورجله إىل الكعبني ‪ ,‬ثم يكرب وحيمد اهلل‬

‫ويمجده ‪ ,‬ويقرأ من القرآن ما أذن اهلل له فيه ‪ ,‬ثم يكرب ‪ ,‬ويركع ‪ ,‬ويضع كفيه عىل‬

‫ركبتيه حتى يطمئن مفاصله ويستوي ثم يقول ‪ :‬سمع اهلل ملن محده ‪ ,‬ويستوي قائام‬

‫حتى يأخذ كل عظم مأخذه ‪ ,‬ثم يقيم صلبه ‪ ,‬ثم يكرب فيسجد فيمكن جبهته من‬

‫األرض حتى يطمئن مفاصله ‪ ,‬ويستوي ثم يكرب فريفع رأسه ‪ ,‬ويستوي قاعدا‬

‫عىل مقعدته ويقيم صلبه » فوصف الصالة هكذا حتى فرغ ثم ‪ ,‬قال ‪ « :‬ال يتم‬
‫‪43‬‬

‫صالة أحدكم حتى يفعل ذلك » ‪ « .‬هذا حديث صحيح عىل رشط‬

‫الشيخني‪.‬وقال الذهبي يف التخليص عىل رشطهام‪.‬املستدرك عىل الصحيحني‬

‫(‪)368/1‬‬

‫و صححه األلباين يف صحيح الرتغيب و الرتهيب ج‪/1‬ص‪ 208‬و صححه أيضا‬

‫يف صحيح سنن ابن ماجه ج‪1‬ص‪ 151‬و ايضا يف صحيح اجلامع الصغري و زيادته‬

‫ص‪ 476‬و ايضا يف صحيح سنن ابن ماجه ص‪.95‬وقد أخرجه الدارقطني يف‬

‫سننه حتت رقم(‪)314‬ج‪1‬ص‪243/‬و البيهقي يف السنن الكربى ج‪2‬ص‪ 487‬و‬

‫أبو داود (‪) 227/1‬و غريهم‪.‬‬

‫الصحيحة الثانية‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫‪َ -2‬حدَّ َثنَا َوكِي ٌع َحدَّ َثنَا ْاألَ ْع َم ُش َع ْن َأ ِيب إِ ْس َح َ‬
‫اق َع ْن َعبْد َخ ْري َع ْن َع ٍّيل َر َ‬
‫ِض اهللَُّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعنْ ُه َق َال‪ُ :‬كن ُْت َأ َرى َأ َّن َباطِ َن ا ْل َقدَ َم ْ ِ‬
‫ني َأ َح هق بِاملَْ ْسحِ م ْن َظاه ِر َ‬
‫مها َحتَّى َر َأ ْي ُت َر ُس َ‬
‫ول‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهللَِّ َص َّىل اهللَُّ َع َليْه َو َس َّل َم َي ْم َس ُح َظاه َر ُ َ‬
‫مها‪.‬إسناده صحيح‬

‫مسند أمحد حتقيق أمحد حممد شاكر (‪) 487/1‬‬

‫و صححه الضياء يف املختار (‪ )284/2‬و حمقق الكتاب الدكتور عبد امللك بن‬

‫عبد اهلل‪.‬‬
‫‪44‬‬

‫الصحيحة الثالثة‬
‫‪ -3‬نا أبو زهري عبد املجيد بن إبراهيم املرصي ‪ ,‬نا املقرئ ‪ ,‬نا سعيد بن أيب أيوب ‪,‬‬

‫عن أيب األسود وهو حممد بن عبد الرمحن موىل آل نوفل يتيم عروة بن الزبري ‪ ,‬عن‬

‫عباد بن متيم ‪ ,‬عن أبيه قال ‪ « :‬رأيت رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم يتوضأ‬

‫ويمسح املاء عىل رجليه » قال أبو بكر ‪« :‬خرب نافع ‪ ,‬عن ابن عمر من هذا الباب»‪.‬‬

‫صحيح أبن خزيمة (‪.)369/1‬‬


‫‪45‬‬

‫الصحيحة األوىل‬
‫‪ -1‬حدثنا أبو داود قال ‪ :‬حدثنا شعبة ‪ ,‬قال ‪ :‬أخربين عبد امللك بن ميرسة ‪ ,‬قال ‪:‬‬

‫سمعت النزال بن سربة ‪ ,‬يقول ‪ :‬صىل عيل رِض اهلل عنه الظهر يف الرحبة ثم‬

‫جلس يف حوائج الناس حتى حرضت العرص ثم أيت بكوز من ماء فصب منه كفا‬

‫فغسل وجهه ويديه ومسح عىل رأسه ورجليه ثم قام فرشب فضل املاء وهو قائم‬

‫ثم قال ‪ :‬إن ناسا يكرهون أن يرشبوا وهم قيام ورأيت رسول اهلل صىل اهلل عليه‬

‫وسلم فعل مثل الذي فعلت وقال ‪ « :‬هذا وضوء من مل حيدث »‬

‫مسند الطياليس (‪ )125/1‬حتقبق الرتكي احلديث صحيح‬

‫الصحيحة الثانية‬
‫اق ْب ُن إِ ْس َام ِع َيل َق َاال َحدَّ َثنَا‬
‫‪َ -2‬حدَّ َثنَا َع ْبد اهللَِّ َحدَّ َثنِي َأ ُبو َخ ْيثَ َم َة َو َحدَّ َثنَا إِ ْس َح ُ‬

‫‪:‬ص َّليْنَا َم َع َع ِ ٍّيل‬


‫رب َة َق َال َ‬ ‫ِ‬
‫رس َة َع ِن الن ََّّزال ْب ِن َس ْ َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫َجر ٌير َع ْن َمن ُْصور َع ْن َعبْد املَْلك ْب ِن َميْ َ َ‬
‫ِ‬

‫الر َحبَ ِة َف َق َعدَ َو َق َعدْ نَا َح ْو َل ُه ُث َّم‬ ‫س َله َ ِ‬


‫جيل ُس ُه ِيف َّ‬
‫ِ‬
‫ِض اهللَُّ َعنْ ُه ال هظ ْه َر َفا ْن َط َل َق إِ َىل َجمْل ٍ ُ ْ‬
‫َر َ‬
‫ِ‬

‫استَن َْش َق َو َم َس َح بِ َو ْج ِه ِه‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬


‫يت بِإِنَاء َف َأ َخ َذ منْ ُه َك ًّفا َفت ََم ْض َم َض َو ْ‬ ‫رص َف ُأ ِ َ‬‫ت ا ْل َع ْ ُ‬ ‫رض ْ‬ ‫َح َ َ‬
‫ت‬ ‫ب َف ْض َل إِنَائِ ِه ُث َّم َق َال إِ ِّين ُحدِّ ْث ُ‬ ‫َو ِذ َرا َعيْ ِه َو َم َس َح بِ َر ْأ ِس ِه َو َم َس َح بِ ِر ْج َليْ ِه ُث َّم َقا َم َف َ ِ‬
‫رش َ‬
‫‪46‬‬

‫ول اهللَِّ َص َّىل اهللَُّ َع َل ْي ِه‬ ‫ب َأ َحدُ ُه ْم َو ُه َو َقائِ ٌم إِ ِّين َر َأ ْي ُ‬


‫ت َر ُس َ‬ ‫َأ َّن ِر َجاال َيك َْر ُه َ‬
‫ون َأ ْن َي ْ َ‬
‫رش َ‬

‫َو َس َّل َم َف َع َل ك ََام َف َع ْل ُت‪.‬‬

‫مسند أمحد حتقيق شعيب األرنجوط إسناده صحيح (‪)462/ 2‬‬

‫الصحيحة الثالثة‬
‫‪َ -3‬حدَّ َثنَا َعبْد اهللَِّ َحدَّ َثنِي َأ ُبو َبك ِْر ْب ُن َأ ِيب َشيْ َب َة َحدَّ َثنَا َأ ُبو ْاألَ ْح َو ِ‬
‫ص َع ْن َأ ِيب‬

‫ِض اهللَُّ َعنْ ُه ت ََو َّض َأ َف َأ ْن َقى َك َّف ْي ِه ُث َّم َغ َس َل‬‫ِ ِ‬ ‫إِ ْس َح َ‬
‫اق َع ْن َأ ِيب َح َّي َة َق َال َر َأ ْي ُت َعل ًّيا َر َ‬
‫ب‬
‫رش َ‬ ‫َو ْج َه ُه َث َالثا َو ِذ َرا َعيْ ِه َث َالثا َو َم َس َح بِ َر ْأ ِس ِه ُث َّم َغ َس َل َقدَ َميْ ِه إِ َىل ا ْل َك ْعبَ ْ ِ‬
‫ني ُث َّم َقا َم َف َ ِ‬

‫ول اهللَِّ َص َّىل اهللَُّ َع َليْ ِه َو َس َّل َم‪.‬‬ ‫َف ْض َل َو ُضوئِ ِه ُث َّم َق َال إِن ََّام َأ َر ْد ُ‬
‫ت َأ ْن ُأ ِر َيكُم ُط ُهور رس ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫ْ‬

‫الراوي ‪ :‬أبو حية بن قيس | املحدث ‪ :‬األلباين | املصدر ‪ :‬صحيح النسائي |‬

‫الصفحة أو الرقم ‪ | 96 :‬خالصة حكم املحدث ‪ :‬صحيح | التخريج ‪ :‬أخرجه أبو‬

‫داود (‪ ,)116‬والرتمذي (‪ ,)48‬والنسائي (‪ )96‬واللفظ له‪ ,‬وابن ماجه (‪,)456‬‬

‫وأمحد (‪.)1046‬‬

‫الصحيحة الرابعة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اق ْب ُن إِ ْس َامع َيل َحدَّ َثنَا َوك ٌ‬
‫يع َحدَّ َثنَا ْاألَ ْع َم ُش َع ْن‬ ‫‪َ -3‬حدَّ َثنَا َع ْبد اهللَِّ َحدَّ َثنَا إِ ْس َح ُ‬
‫اق َع ْن َعبْ ِد َخ ْ ٍري َع ْن َع ِيل َر ِِض اهللَُّ َعنْ ُه َقا َل ُكن ُْت َأ َرى َأ َّن َباطِ َن ا ْل َقدَ َم ْ ِ‬
‫ني‬ ‫َأ ِيب إِ ْس َح َ‬
‫َ‬ ‫ٍّ‬
‫‪47‬‬

‫ول اهللَِّ َص َّىل اهللَُّ َع َل ْي ِه َو َس َّل َم َي ْم َس ُح‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫َأ َح هق بِاملَْ ْسحِ م ْن َظاه ِر َ‬
‫مها َحتَّى َر َأ ْي ُت َر ُس َ‬
‫ِ‬
‫َظاه َر ُ َ‬
‫مها‪.‬‬

‫مسند أمحد حتقيق أمحد حممد شاكر ص‪ 41‬إسناده صحيح وكذلك يف (‪)487/1‬‬

‫حتت رقم(‪.)737‬‬

‫وصححه أيضا األرنجوط بتحقيقه عىل املسند (‪)139/2‬‬

‫الصحيحة اخلامسة‬
‫الس ْو َد ِاء ‪َ :‬ع ْم ٌرو الن َّْه ِد هى َع ِن ا ْب ِن‬ ‫ِ‬ ‫احلُ َم ْي ِد هى َحدَّ َثنَا ُس ْف َي ُ‬
‫ان َحدَّ َثنى َأ ُبو َّ‬ ‫‪َ -5‬حدَّ َثنَا ْ‬

‫ور َقدَ َميْ ِه َو َي ُق ُ‬


‫ول ‪َ :‬ل ْوالَ‬ ‫ت َع ِ َّىل ْب َن َأبِى َطال ِ ٍ‬
‫ب َي ْم َس ُح ُظ ُه َ‬
‫ري َعن َأبِ ِ‬
‫يه َق َال ‪َ :‬ر َأ ْي ُ‬ ‫ِ‬
‫َعبْد َخ ْ ٍ ْ‬
‫ول اهللَِّ ‪-‬صىل اهلل عليه وسلم‪ -‬مسح َع َىل ُظه ِ ِ‬
‫مها َل َظنَن ُْت َأ َّن‬ ‫َأنِّى َر َأ ْي ُت َر ُس َ‬
‫ور َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬

‫وهن ُ َام َأ َح هق‪.‬‬


‫ُب ُط َ‬

‫إسناده صحيح‪.‬‬

‫مسند احلميدي (‪) 175/1‬حتقيق حسني سليم أسد‬


‫‪48‬‬

‫الصحيحة السادسة‬
‫‪ -6‬حدثنا إسحق بن يوسف عن رشيك عن السدي عن عبد خري قال‪ :‬رأيت‬

‫عليا دعا بامء ليتوضأ‪ ,‬فتمسح به متسحا‪ ,‬ومسح عىل ظهر قدميه‪ ,‬ثم قال‪ :‬هذا‬

‫وضوء من مل حيدث‪ ,‬ثم قال‪ :‬لوال أين رأيت رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وسلم ‪-‬‬

‫مسح عىل ظهر قدميه رأيت أن بطوهنام أحق‪ ,‬ثم رشب فضل وضوئه وهو قائم‪,‬‬

‫ثم قال‪ :‬أين الذين يزعمون أنه ال ينبغي ألحد أن يرشب قائام؟!‪.‬‬

‫إسناده صحيح‪.‬‬

‫مسند امحد حتقيق شاكر (‪,)13/2‬أيضا إسناده صحيح‬

‫طبعة الرسالة املحقق‪ :‬شعيب األرنجوط ‪ -‬عادل مرشد‪ ,‬وآخرون (‪)256/2‬‬

‫رواية حسنة اإلسناد‬


‫‪-7‬عن عيل بن أيب طالب ‪ -‬رِض اهلل عنه ‪ -‬قال‪( :‬لوال أين رأيت رسول اهلل ‪-‬‬

‫صىل اهلل عليه وسلم ‪ -‬مسح عىل ظهر قدميه ‪ ,‬لرأيت أن بطوهنام أحق)‬

‫كتاب اجلامع الصحيح للسنن واملسانيد (‪)61/24‬‬


‫‪49‬‬

‫قال حسنه األلباين يف صحيح أيب داود حتت حديث‪ , 156 :‬وقال الشيخ شعيب‬

‫األرناؤوط‪ :‬حسن‪.‬‬

‫رواية معتربة بطرقها‬


‫‪ -8‬وحدثنا ابن املثنى‪ ,‬حدثني َو ْهب بن جرير‪ ,‬أخربنا شعبة‪ ,‬عن عبد امللك بن‬

‫ميرسة‪ ,‬عن النزال بن سربة قال‪ :‬رأيت عليا صىل الظهر‪ ,‬ثم قعد للناس يف‬

‫الر ْحبة‪ ,‬ثم أيت بامء فغسل وجهه ويديه‪ ,‬ثم مسح برأسه ورجليه‪ ,‬وقال هذا وضوء‬
‫ّ‬
‫حيدث‪.‬‬
‫من مل ُ ْ‬

‫وهذه طرق جيدة عن عيل [رِض اهلل عنه] يقوي بعضها بعضا‪.‬‬

‫تفسري ابن كثري (‪)45/3‬‬

‫رواية رجاهلا ثقات‬


‫‪-9‬قرأت عىل مسند حلب أيب سعيد سنقر بن عبد اهلل (‪ :)1‬أخربنا عبد اللطيف‬

‫بن يوسف‪ ,‬أخربنا أمحد بن املبارك املرقعايت‪ ,‬أخربنا جدي المي ثابت بن بندار‪,‬‬

‫أخربنا عبد اهلل بن إسحاق اللبان‪ ,‬يف سنة ثامن وعرشين وأربع مئة‪ ,‬أخربنا أبو عبد‬

‫اهلل حممد بن إسحاق احلافظ‪ ,‬أخربنا اهليثم بن كليب ببخارى سنة (‪ ,)334‬حدثنا‬
‫‪50‬‬

‫أبو حممد عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة‪ ,‬حدثني الزيادي‪ ,‬حدثني عيسى بن يونس‪,‬‬

‫عن االعمش‪ ,‬عن أيب إسحاق‪ ,‬عن عبد خري‪ ,‬قال‪ :‬قال عيل بن أيب طالب‪ :‬ما‬

‫كنت أرى أن أعىل القدم أحق من باطنها‪ ,‬حتى رأيت رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه‬

‫وسلم ‪ -‬يمسح عىل قدميه‪.‬‬

‫سري أعالم النبالء للذهبي (‪) 300/13‬بتحقيق األرنجوط رجاله ثقات‪.‬‬


‫‪51‬‬

‫الرواية احلسنة األوىل‬


‫‪-1‬حدثنا أبو بكر بن أيب شيبة حدثنا ابن علية عن روح بن القاسم عن عبد اهلل بن‬

‫حممد بن عقيل عن الربيع قالت أتاين ابن عباس فسألني عن هذا احلديث تعني‬

‫حديثها الذي ذكرت أن رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم توضأ وغسل رجليه فقال‬

‫ابن عباس إن الناس أبوا إال الغسل وال أجد يف كتاب اهلل إال املسح‪.‬‬

‫هذا إسناد حسن رواه ابن أيب شيبة يف مصنفه‬

‫كتاب مصباح الزجاجة يف زوائد ابن ماجه للبويرصي (‪)66/1‬‬

‫احلسنة الثانية‬
‫‪-2‬حدثنا أبو بكر بن أيب شيبة حدثنا ابن علية عن روح بن القاسم عن عبد اهلل بن‬

‫حممد بن عقيل عن الربيع قالت أتاين ابن عباس فسألني عن هذا احلديث تعني‬

‫حديثها الذي ذكرت «أن رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم توضأ وغسل رجليه»‬

‫فقال ابن عباس إن الناس أبوا إال الغسل وال أجد يف كتاب اهلل إال املسح‪.‬‬
‫‪52‬‬

‫ــإسناده حسن واهلل أعلم‪.‬حاشية السندي عىل سنن ابن ماجة (‪)172/171/ 1‬‬

‫وقال حممد فجاد عبد الباقي بتحقيقه عىل سنن ابن ماجه (‪) 156/1‬إسناده‬

‫حسن‪.‬‬

‫الصحيحة األوىل‬
‫‪-1‬فقال أنس‪ :‬صدق اهلل وكذب احلجاج‪ ,‬قال اهلل [تعاىل] { وامسحوا بِرء ِ‬
‫وسك ُْم‬ ‫َ ْ َ ُ ُ ُ‬
‫َو َأ ْر ُج َلك ُْم } قال‪ :‬وكان أنس إذا مسح قدميه َب َّلهام‪.‬‬

‫إسناد صحيح إليه‪.‬‬

‫تفسري ابن كثري (‪) 52/3‬وهو ينقل كالم الطربي‬

‫وقالوا حمققي كتاب تفسري الثعلبي ط دار التفسري البالغ عددهم ‪ 21‬حمقق‬

‫(‪ )198/11‬احلكم عىل اإلسناد‪:‬رجاله ثقات‪.‬‬


‫‪53‬‬

‫التخريج‪:‬‬

‫أخرجه سعيد بن منصور يف "سننه" ‪ ,)718( 1444 /4‬وابن أيب شيبة يف‬

‫"املصنف" ‪ ,)182( 36 /1‬وابن املنذر يف "األوسط" ‪)418( 412 /1‬‬

‫خمترصا‪ ,‬بدون ذكر القصة‪ ,‬وأخرجها بالقصة الطربي ‪ ,128 /6‬كلهم من طريق‬

‫محيد‪ ,‬عن موسى بن أنس‪ ,‬عن أنس‪.‬‬

‫ويف إسناد الطربي ترصيح محيد بالسامع‪ ,‬فيصح احلديث‪ ,‬وقد صحح إسناده ابن‬

‫كثري يف "تفسري القرآن العظيم"( ‪.)107 /5‬‬

‫الصحيحة الثانية‬
‫‪-2‬وقال ابن جرير‪ :‬حدثنا عيل بن َس ْهل‪ ,‬حدثنا ُم َج َّمل‪ ,‬حدثنا محاد‪ ,‬حدثنا عاصم‬

‫األحول‪ ,‬عن أنس قال‪ :‬نزل القرآن باملسح‪ ,‬والسنة الغسل‪.‬‬

‫وهذا أيضا إسناد صحيح‪.‬‬

‫تفسري ابن كثري ج‪3‬ص‪ 52‬وهو ينقل كالم الطربي‪ ,‬وقال املحققون لتفسري‬

‫الثعلبي ج‪11‬ص‪ :199‬احلكم عىل اإلسناد‪ :‬رجاله ثقات‪.‬‬


‫‪54‬‬

‫التخريج‪ :‬أخرجه الطربي يف "جامع البيان" ‪.128 /6‬‬

‫(‪ )5‬أخرجه الطربي يف "جامع البيان" ‪ ,129 /6‬والنحاس يف "الناسخ‬

‫واملنسوخ" ‪ ,)429( 261 /2‬وعبد الرزاق يف "املصنف" ‪ )56( 19 /1‬عن‬

‫الشعبي‪.‬‬

‫الصحيحة الثالثة‬
‫‪ -3‬روى ابن أيب شيبة‪ ,‬قال‪ :‬حدثنا ابن علية‪ ,‬عن محيد‪ ,‬قال‪:‬‬

‫كان أنس إذا مسح عىل قدميه بلهام‪.‬‬

‫[وسنده صحيح]‪.‬موسوعة أحكام الطاهرة لديبان الدبيان (‪.)566/10‬‬


‫‪55‬‬

‫رواية صحيحة‬
‫‪-1‬عن محران قال‪:‬رأيت عثامن دعا بامء فغسل كفيه ثالثا ‪,‬ومضمض ثالثا و‬

‫أستنشق و غسل وجه ثالثا و ذراعيه ثالثا و مسح برأسه وذراعيه‪.........‬ثم‬

‫قال(حم و البزار حل ع و صحح)‪.‬‬

‫كنز العامل (‪)442/9‬‬

‫قال العيني‪:‬ومنها حديث عثامن رِض اهلل عنه ذكره أمحد بن عيل القاِض يف كتابه‬

‫مسند عثامن بسند صحيح أنه توضأ ثم مسح رأسه ثم ظهر قدميه ثم رفعه إىل‬

‫النبي‪.‬عمدة القاري (‪)364/2‬‬


‫‪56‬‬

‫أعرتاف علامء املخالفني بأن بعض الصحابة و التابعون قالوا‬

‫بوجوب املسح‪.‬‬
‫‪-1‬الرازي‬

‫قال‪ :‬فنقل الفقال يف تفسريه عن ابن عباس وأنس بن مالك وعكرمة والشعبي‬

‫وأيب جعفر حممد بن عيل الباقر ‪ :‬أن الواجب فيهام املسح ‪ ,‬وهو مذهب اإلمامية‬

‫من الشيعة‪.‬‬

‫تفسري الرازي(‪)164/11‬‬

‫‪-2‬أبو حيان‬

‫قال‪ :‬وقرأ ابن كثري وأبو عمرو ومحزة وأبو بكر ‪ ,‬وهي قراءة أنس ‪,‬‬

‫وعكرمة ‪ ,‬والشعبي ‪ ,‬والباقر ‪ ,‬وقتادة ‪ ,‬وعلقمة ‪ ,‬والضحاك ‪:‬‬

‫وأرجلِكم باخلفض ‪ .‬والظاهر من هذه القراءة اندراج األرجل يف املسح‬

‫مع الرأس ‪ .‬وروى وجوب مسح الرجلني عن ‪ :‬ابن عباس ‪ ,‬وأنس ‪,‬‬

‫وعكرمة ‪ ,‬والشعبي ‪ ,‬وأيب جعفر الباقر ‪ ,‬وهو مذهب اإلمامية من الشيعة‪.‬‬

‫تفسري البحر املحيط (‪)371/4‬‬


‫‪57‬‬

‫‪-3‬ابن حزم‬

‫قال‪ :‬وهكذا جاء عن ابن عباس‪ :‬نزل القرآن باملسح ‪ -‬يعني يف الرجلني يف‬

‫الوضوء * وقد قال باملسح عىل الرجلني مجاعة من السلف‪ ,‬منهم عيل بن أبى‬

‫طالب وابن عباس واحلسن وعكرمة والشعبي ومجاعة غريهم‪ ,‬وهو قول‬

‫الطربي‪ ,‬ورويت يف ذلك آثار‪.‬‬

‫املحىل باآلثار (‪)57/2‬‬

‫‪-4‬اآللوس‬

‫قال‪ :‬فنقل الفقال يف تفسريه عن ابن عباس وأنس بن مالك وعكرمة والشعبي‬

‫وأيب جعفر حممد بن عيل الباقر ‪ :‬أن الواجب فيهام املسح ‪ ,‬وهو مذهب اإلمامية‬

‫من الشيعة‪ .‬تفسري اآللويس (‪)73/6‬‬


‫‪58‬‬

‫‪-5‬القرطب‬

‫قال‪ :‬روي عن ابن عباس أنه قال ‪ :‬الوضوء غسلتان ومسحتان وروى أن احلجاج‬

‫خطب باألهواز فذكر الوضوء فقال اغسلوا وجوهكم وأيديكم وامسحوا‬

‫برءوسكم وأرجكم فإنه ليس يش من ابن آدم أقرب من خبثه من قدميه فاغسلوا‬

‫بطوهنام وظهورمها وعراقيبهام فسمع ذلك انس بن مالك فقال ‪ :‬صدق اهلل وكذب‬

‫احلجاج قال اهلل تعاىل ‪ { :‬وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم } قال ‪ :‬وكان إذا مسح‬

‫رجليه بلهام وروى عن ابن أنس أيضا أنه قال ‪ :‬نزل القرآن باملسح والسنة بالغسل‬

‫وكان عكرمة بمسح رجليه وقال ‪ :‬ليس يف الرجلني غسل إنام نزل فيهام املسح‬

‫وقال عامر الشعبي ‪ :‬نزل جربيل بالسمح أال ترى أن التيمم يسمح فيه ما كان‬

‫غسال ويلغى ما كان مسحا وقال قتادة ‪ :‬افرتض اهلل غسلتني ومسحتني‪.‬‬

‫تفسري القرطبي (‪)343/7‬‬


‫‪59‬‬

‫‪ -1‬قال السندي‪ :‬احلق هو االغتسال التفاق السنة وإمجاع األمة عليه إذ مل يكن‬

‫ثمة ناس إال الصحابة وإمجاعهم حجة أي حجة باالتفاق فيجب محل القرآن عليه‬

‫بنحو ما ذكرنا وإنام كان املسح هو ظاهر الكتاب ألن قراءة اجلر ظاهرة فيه ومحل‬

‫قراءة النصب عليها جيعل العطف عىل املحل أقرب من محل قراءة اجلر عىل قراءة‬

‫النصب بالوجه الذي ذكرنا كام رصح به النحاة لشذوذ اجلوار واطراد العطف عىل‬

‫املحل‪.‬‬

‫حاشية السندي عىل سنن ابن ماجه (‪)171/1‬‬

‫‪ -2‬أبو حيان قال‪:‬وقرأ ابن كثري وأبو عمرو ومحزة وأبو بكر ‪ ,‬وهي قراءة أنس ‪,‬‬

‫وعكرمة ‪ ,‬والشعبي ‪ ,‬والباقر ‪ ,‬وقتادة ‪ ,‬وعلقمة ‪ ,‬والضحاك ‪ :‬وأرجلِكم‬

‫باخلفض ‪ .‬والظاهر من هذه القراءة اندراج األرجل يف املسح مع الرأس‪.‬‬

‫تفسري البحر املحيط (‪)371/4‬‬

‫‪-3‬القاسمي قال‪ :‬وال خيفى أن ظاهر اآلية رصيح يف أن واجبهام املسح كام قال‬

‫ابن عباس و غريه ‪,‬و أيثار غسلهام يف املأثور عنه صىل اهلل عليه (واله) أنام هو‬
‫‪60‬‬

‫للتزييد يف الفرض و التوسع منه حسب عادته صىل اهلل عليه( واله )وسلم فإنه‬

‫سن يف كل فرض سننا تدعمه و تقويه‪.‬‬

‫وقال‪:‬ومما يجيد عىل ان واجبهام املسح ترشيع املسح عىل اخلفني و اجلوربني وال‬

‫سند له إال هذه اآلية فإن كل سنة أصلها يف كتاب اهلل منطوقا أو مفهوما فأعرف‬

‫ذلك و أحتفظ به واهلل اهلادي‪.‬‬

‫تفسري القاسمي (‪)112/6‬‬

‫‪-4‬قال حميي الدين درويش ‪:‬والظاهر أنه عطف عىل الرأس‪ ,‬أي‪:‬‬

‫وامسحوا بأرجلكم اىل الكعبني‪.‬‬

‫كتاب إعراب القرآن وبيانه (‪)419/2‬‬


‫‪61‬‬

‫اخلالصة ‪:‬‬
‫‪-1‬أن القراءة بنصب األرجل دالة عىل املسح و أهنا معطوفة عىل حمل الرؤوس ال‬

‫لفظها الن حمل الرؤوس هو النصب اال اهنا جرت لدخول الباء عليها‬

‫‪-2‬ال جيوز الفصل بن املعطوف و املعطوف عليه‬

‫‪-3‬أن القراءة باجلر نصا ظاهرا باملطلوب واهنا عطفت عىل لفظ الرؤوس و بينا‬

‫بطالن القول باخلفض باملجاورة‪.‬‬

‫‪-4‬أختالفهم يف فهم اآلية فبعضهم قال باملسح و البعض األخر قال بالغسل و‬

‫اخر قال بالتخيري بينهام و اخر قال باجلمع بينهام فهذا يدل عىل بطالن هتجمهم‬

‫عىل الشيعة من اهنم خيالفون نص القران‪.‬‬


62
‫‪63‬‬

‫صفة وضوء النبي(صىل اهلل عليه و آله وسلم)‬

‫الصحيحة األوىل‬
‫‪ -1‬الكليني‪,‬عيل بن ابراهيم‪ ,‬عن حممد بن عيسى‪ ,‬عن يونس بن عبدالرمحن‪ ,‬عن‬

‫أبان ومجيل‪ ,‬عن زرارة قال‪ :‬حكى لنا أبوجعفر (ع) وضوء رسول اهلل (صىل اهلل‬

‫عليه وآله) فدعا بقدح فأخذ كفا من ماء فأسدله عىل وجهه ثم مسح وجهه من‬

‫اجلانبني مجيعا ثم أعاد يده اليرسى يف االناء فأسدهلا عىل يده اليمنى ثم مسح‬

‫جوانبها ثم أعاد اليمنى يف االناء فصبها عىل اليرسى ثم صنع هبا كام صنع باليمنى‬

‫ثم مسح بام بقي يف يده رأسه ورجليه ومل يعدمها يف االناء‪.‬‬

‫السند صحيح‪ .‬مراة العقول (‪)72/ 13‬‬

‫الصحيحة الثانية‬
‫‪ -2‬الكليني‪,‬عيل بن إبراهيم‪ ,‬عن حممد بن عيسى‪ ,‬عن يونس‪ ,‬عن العالء بن‬

‫رزين‪ ,‬عن حممد ابن مسلم‪ ,‬عن أيب جعفر (ع) قال‪ :‬يأخذ أحدكم الراحة من‬

‫الدهن فيمال هبا جسده واملاء أوسع [من ذلك] أال أحكي لكم وضوء رسول اهلل‬

‫(صىل اهلل عليه وآله)؟ قلت‪ :‬بىل قال‪ :‬فأدخل يده يف االناء ومل يغسل يده فأخذ كفا‬

‫من ماء فصبه عىل وجهه ثم مسح جانبيه حتى مسحه كله ثم أخذ كفا آخر بيمينه‬
‫‪64‬‬

‫فصبه عىل يساره ثم غسل به ذراعه االيمن ثم أخذ كفا أخر فغسل به ذراعه‬

‫االيرس ثم مسح رأسه ورجليه بام بقي يف يديه‪.‬‬

‫صحيح‪.‬مراة العقول (‪)74/ 13‬‬

‫الصحيحة الثالثة‬
‫‪ -3‬عدة من أصحابنا‪ ,‬عن أمحد بن حممد‪ ,‬عن ابن حمبوب‪ ,‬عن ابن رئاب‪ ,‬عن‬

‫حممد بن قيس قال‪ :‬سمعت أبا جعفر (عليه السالم) يقول وهو حيدث الناس‬

‫بمكة‪ :‬صىل رسول اهلل (ص) الفجر ثم جلس مع أصحابه حتى طلعت الشمس‬

‫فجعل يقوم الرجل بعد الرجل حتى مل يبق معه إال رجالن أنصاري وثقفي فقال‬

‫هلام رسول اهلل (صىل اهلل عليه وآله)‪ :‬قد علمت أن لكام حاجة وتريدان أن تسأال‬

‫عنها فإن شئتام أخربتكام بحاجتكام قبل أن تسأالين وإن شئتام فاسأال عنها؟ قاال‪:‬‬

‫بل ختربنا قبل أن نسألك عنها فإن ذلك أجىل للعمى وأبعد من االرتياب وأثبت‬

‫لاليامن‪ ,‬فقال رسول اهلل (صىل اهلل عليه وآله) ‪ :‬أما أنت يا أخا ثقيف فإنك جئت‬

‫أن تسألني عن وضوئك وصالتك مالك يف ذلك من اخلري أما وضوؤك فإنك إذا‬

‫وضعت يدك يف إنائك ثم قلت‪ " :‬بسم اهلل " تناثرت منها ما اكتسبت من‬

‫الذنوب فإذا غسلت وجهك تناثرت الذنوب التي اكتسبتها عيناك بنظرمها وفوك‪,‬‬
‫‪65‬‬

‫فإذا غسلت‪ ,‬ذراعيك تناثرت الذنوب عن يمينك وشاملك فإذا مسحت رأسك‬

‫وقدميك تناثرت الذنوب التي مشيت إليها عىل قدميك‪ ,‬فهذا لك يف وضوئك‪.‬‬

‫صحيح مراة العقول (‪)198/13‬‬

‫احلسنة األوىل‬
‫‪ -4‬الكليني‪,‬عدة من أصحابنا‪ ,‬عن أمحد بن حممد‪ ,‬عن عيل بن احلكم‪ ,‬عن داود‬

‫بن النعامن‪ ,‬عن أيب أيوب‪ ,‬عن بكري بن أعني‪ ,‬عن أيب جعفر (ع) قال‪ :‬أال أحكي‬

‫لكم وضوء رسول اهلل (صىل اهلل عليه وآله)؟ فأخذ بكفه اليمنى كفا من ماء‬

‫فغسل به وجهه ثم أخذ بيده اليرسى كفا من ماء فغسل به يده اليمنى‪ ,‬ثم أخذ‬

‫بيده اليمنى كفا من ماء فغسل به يده اليرسى‪ ,‬ثم مسح بفضل يديه رأسه‬

‫ورجليه‪.‬‬

‫إسناده حسن‪.‬مراة العقول (‪)74/ 13‬‬

‫احلسنة الثانية‬
‫‪ -5‬عيل‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬وحممد بن إسامعيل‪ ,‬عن الفضل بن شاذان مجيعا‪ ,‬عن محاد بن‬

‫عيسى‪ ,‬عن حريز‪ ,‬عن زرارة قال‪ :‬قال أبوجعفر (ع)‪ :‬أال أحكي لكم وضوء‬

‫رسول اهلل (ص)؟ فقلنا‪ :‬بىل‪ ,‬فدعا بقعب فيه شئ من ماء ثم وضعه بني يديه ثم‬
‫‪66‬‬

‫حرس عن ذراعيه ثم غمس فيه كفه اليمنى ثم قال‪ :‬هكذا إذا كانت الكف طاهرة‪,‬‬

‫ثم غرف فمالها ماء ا فوضعها عىل جبينه ثم قال‪ " :‬بسم اهلل " وسدله عىل‬

‫أطراف حليته ثم أمر يده عىل وجهه وظاهر جبينه مرة واحدة ثم غمس يده‬

‫اليرسى فغرف هبا مالها ثم وضعه عىل مرفقه اليمنى وأمر كفه عىل ساعده حتى‬

‫جرى املاء عىل أطراف أصابعه‪ ,‬ثم غرف بيمينه مالها فوضعه عىل مرفقه اليرسى‬

‫وأمر كفه عىل ساعده حتى جرى املاء عىل أطراف أصابعه ومسح مقدم رأسه‬

‫وظهر قدميه ببلة يساره وبقية بلة يمناه ‪.‬‬

‫قال‪ :‬وقال أبوجعفر (ع)‪ :‬إن اهلل وتر حيب الوتر فقد جيزئك من الوضوء ثالث‬

‫غرفات‪ :‬واحدة للوجه واثنتان للذراعني‪ ,‬ومتسح ببلة يمناك ناصيتك وما بقي من‬

‫بلة يمينك ظهر قدمك اليمنى ومتسح ببلة يسارك ظهر قدمك اليرسى‪.‬‬

‫قال زرارة‪ :‬قال أبوجعفر (ع)‪ :‬سأل رجل أمري املجمنني (ع) عن وضوء رسول اهلل‬

‫(صىل اهلل عليه وآله) فحكى له مثل ذلك‪.‬‬

‫حسن كالصحيح مراة العقول (‪)74/13‬‬


‫‪67‬‬

‫احلسنة الثالثة‬
‫‪ -6‬عيل بن إبراهيم‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن ابن أيب عمري‪ ,‬عن عمر بن أذينة‪ ,‬عن زرارة‬

‫وبكري أهنام سأال أبا جعفر (ع) عن وضوء رسول اهلل (صىل اهلل عليه وآله) فدعا‬

‫بطست أو تور فيه (‪ )1‬ماء فغمس يده اليمنى فغرف هبا غرفة فصبها عىل وجهه‪,‬‬

‫فغسل هبا وجهه‪ ,‬ثم غمس كفه اليرسى فغرف هبا غرفة فأفرغ عىل ذراعه اليمنى‬

‫فغسل هبا ذراعه من املرفق إىل الكف ال يردها إىل املرفق ثم غمس كفه اليمنى‬

‫فأفرغ هبا عىل ذراعه اليرسى من املرفق وصنع هبا مثل ما صنع باليمنى‪ ,‬ثم مسح‬

‫رأسه وقدميه ببلل كفه‪ ,‬مل حيدث هلام ماء ا جديدا ثم قال‪ :‬وال يدخل أصابعه حتت‬

‫الرشاك قال‪ :‬ثم قال‪ :‬إن اهلل عزوجل يقول‪ " :‬ياأُّيا الذين آمنوا إذا قمتم إىل‬

‫الصلوة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم " فليس له أن يدع شيئا من وجهه إال غسله‬

‫وأمر بغسل اليدين إىل املرفقني فليس له أن يدع شيئا من يديه إىل املرفقني إال‬

‫غسله الن اهلل يقول‪ " :‬اغسلوا وجوهكم وأيديكم إىل املرافق " ثم قال‪" :‬‬

‫وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إىل الكعبني " فإذا مسح بشئ من رأسه أو بشئ من‬

‫قدميه ما بني الكعبني إىل أطراف االصابع فقد أجزأه‪.‬‬

‫قال‪ :‬فقلنا‪ :‬أين الكعبان؟ قال‪ ,‬ههنا يعني املفصل دون عظم الساق‪ ,‬فقلنا‪ :‬هذا ما‬

‫هو؟ فقال‪ :‬هذا من عظم الساق والكعب أسفل من ذلك فقلنا أصلحك اهلل‬
‫‪68‬‬

‫فالغرفة الواحدة جتزئ للوجه وغرفة للذراع؟ قال‪ :‬نعم‪ ,‬إذا بالغت فيها والثنتان‬

‫تأتيان عىل ذلك كله‪.‬‬

‫إسناده حسن ‪.‬مرآة العقول (‪)/13‬‬

‫احلسنة الرابعة‬
‫‪-7‬عيل بن إبراهيم‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن ابن أيب عمري‪ ,‬عن ابن اذينة‪ ,‬عن أيب عبداهلل‬

‫(عليه السالم) قال‪ :‬قال‪ :‬ما تروي هذه الناصبة؟ فقلت‪ :‬جعلت فداك فيامذا؟‬

‫فقال‪ :‬يف أذاهنم وركوعهم وسجودهم‪ ,‬فقلت‪ :‬إهنم يقولون‪ :‬إن ايب بن كعب رآه‬

‫يف النوم‪ ,‬فقال‪ :‬كذبوا فإن دين اهلل عزو جل أعز من أن يرى يف النوم‪ ,‬قال‪ :‬فقال‬

‫له سدير الصرييف‪ -:‬جعلت فداك فأحدث لنا من ذلك ذكرا‪ ,‬فقال أبوعبداهلل‬

‫(عليه السالم)‪ :‬إن اهلل عز وجل ملا عرج بنبيه (صىل اهلل عليه و آله ) إىل سامواته‬

‫السبع ثم قال ي‪ :‬طأطأ رأسك انظر ما ترى فطأطأت رأيس فنظرت إىل بيت مثل‬

‫بيتكم هذا وحرم مثل حرم هذا البيت لو ألقيت شيئا من يدي مل يقع إال عليه‪,‬‬

‫فقيل ي‪ :‬ياحممد إن هذا احلرم وأنت احلرام ولكل مثل مثال‪ ,‬ثم أوحى اهلل إي‪:‬‬

‫ياحممد ادن من صاد فاغسل مساجدك وطهرها وصل لربك فدنى رسول اهلل‬

‫(صىل اهلل عليه و آله) من صاد وهو ماء يسيل من ساق العرش االيمن فتلقى‬

‫رسول اهلل (صىل اهلل عليه و آله) املاء بيده اليمنى فمن أجل ذلك صار الوضوء‬
‫‪69‬‬

‫باليمني ثم أوحى اهلل عز وجل إليه أن اغسل وجهك فإنك تنظر إىل عظمتي ثم‬

‫اغسل ذراعيك اليمنى واليرسى فإنك تلقى بيدك كالمي ثم امسح رأسك بفضل‬

‫ما بقي يف يديك من املاء ورجليك إىل كعبيك فإين ابارك عليك واوطيك موطئا مل‬

‫يطأه أحد غريك فهذا علة االذان والوضوء‪.‬‬

‫قال العالمة املجليس حسن و روي مثله يف العلل بأسانيد صحيحة‬

‫مراة العقول (‪)468/15‬‬

‫احلسنة اخلامسة‬
‫‪-8‬عيل بن إبراهيم ‪ ,‬عن أبيه وحممد بن إسامعيل ‪ ,‬عن الفضل بن شاذان مجيعا ‪,‬‬

‫عن محاد بن عيسى ‪ ,‬عن حريز ‪ ,‬عن زرارة قال قلت أليب جعفر عليهالسالم أال‬

‫ختربين من أين علمت وقلت إن املسح ببعض الرأس وبعض الرجلني فضحك ثم‬

‫قال يا زرارة قال رسول اهلل صىل اهلل عليه و آله ونزل به الكتاب من اهلل ألن اهلل‬
‫ِ‬
‫عز وجل يقول « َفا ْغس ُلوا ُو ُج َ‬
‫وهك ُْم » فعرفنا أن الوجه كله ينبغي أن يغسل ثم‬

‫قال « َو َأ ْي ِد َيك ُْم إِ َىل املَْرافِ ِق » ثم فصل بني الكالم فقال « َوا ْم َس ُحوا بِ ُرؤو ُِسك ُْم »‬
‫فعرفنا حني قال « بِرؤو ِسكُم » أن َفتَيمموا ص ِعيدا َطيبا َفامسحوا بِوج ِ‬
‫وهك ُْم‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َّ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ‬

‫َو َأ ْي ِديك ُْم ِمنْ ُه » فلام وضع الوضوء إن مل جتدوا املاء أثبت بعض الغسل مسحا ألنه‬

‫وهك ُْم » ثم وصل هبا « َو َأ ْي ِد َيك ُْم » ثم قال « ِمنْ ُه » أي من ذلك التيمم‬
‫قال « بِوج ِ‬
‫ُ ُ‬
‫‪70‬‬

‫ألنه علم أن ذلك أمجع مل جير عىل الوجه ألنه يعلق من ذلك الصعيد ببعض الكف‬

‫وال يعلق ببعضها ثم قال « ما ُي ِريدُ اهللُ ل ِيَ ْج َع َل َع َليْك ُْم » يف الدين « ِم ْن َح َرجٍ »‬

‫واحلرج الضيق‪.‬‬

‫كالصحيح مرآة العقول (‪.)96/13‬‬

‫كالصحيح(يعني حسن كالصحيح) وحكم العالمة ناشئ عن كون إبراهيم بن‬

‫هاشم ممدوح ال موثق‪ ,‬وعىل مبنى من يعتقد بوثاقته فاحلديث صحيح‪.‬‬

‫املوثقة األوىل‬
‫‪9‬ـ ما أخربين به الشيخ أيده اهلل تعاىل عن أمحد بن حممد عن ابيه عن سعد بن امحد‬

‫بن حممد عن عثامن بن عيسى عن ابن أذينة عن بكري وزرارة ابني أعني اهنام سأال‬

‫أبا جعفر عليه السالم عن وضوء رسول اهلل صىل اهلل عليه و آله فدعا بطست أو‬

‫بتور فيه ماء فغسل كفيه ثم غمس كفه اليمنى يف التور فغسل وجهه هبا واستعان‬

‫بيده اليرسى بكفه عىل غسل وجهه ‪ ,‬ثم غمس كفه اليمنى يف املاء فاغرتف هبا من‬

‫املاء فغسل يده اليمنى من املرفق إىل االصابع ال يرد املاء إىل املرفقني ‪ ,‬ثم غمس‬

‫كفه اليمنى يف املاء فاغرتف هبا من املاء فأفرغه عىل يده اليرسى من املرفق إىل‬

‫الكف ال يرد املاء إىل املرفق كام صنع باليمنى ‪ ,‬ثم مسح رأسه وقدميه إىل الكعبني‬
‫‪71‬‬

‫بفضل كفيه ومل جيدد ماء‪ .‬السند موثق ‪ .‬هنذيب األحكام للشيخ الطويس (‪59/1‬‬

‫)حتقيق الشيخ الغفاري‬

‫املوثقة الثانية‬
‫‪ -10‬وهبذا االسناد عن احلسني بن سعيد عن أمحد بن محزة والقاسم بن حممد عن‬

‫أبان بن عثامن عن ميرس عن أيب جعفر عليه السالم قال ‪ :‬أال أحكي لكم وضوء‬

‫رسول اهلل صىل اهلل عليه و آله ثم أخذ كفا من ماء فصبها عىل وجهه ‪ ,‬ثم أخذ كفا‬

‫فصبها عىل ذراعه ‪ ,‬ثم أخذ كفا آخر فصبها عىل ذراعه االخرى ‪ ,‬ثم مسح رأسه‬

‫وقدميه ‪ ,‬ثم وضع يده عىل ظهر القدم ثم قال هذا هو الكعب ‪ ,‬قال وأومأ بيده إىل‬

‫أسفل العرقوب ‪ ,‬ثم قال إن هذا هو الظنبوب ‪.‬‬

‫هتذيب األحكام للشيخ الطويس (‪) 78/1‬حتيقيق الغفاري‬


‫‪72‬‬

‫يف الروايات السابقة كفاية للمطلب إال إنا نذكر مجلة من الروايات يتكلم بعضها‬

‫عن خصوص املسح عىل القدمني‬

‫منها‪:‬‬

‫الصحيحة األوىل‪:‬‬
‫‪-1‬عدة من أصحابنا ‪ ,‬عن أمحد بن حممد ‪ ,‬عن أمحد بن حممد بن أيب نرص ‪ ,‬عن أيب‬

‫احلسن الرضا عليه السالم قال سألته عن املسح عىل القدمني كيف هو فوضع كفه‬

‫عىل األصابع فمسحها إىل الكعبني إىل ظاهر القدم فقلت جعلت فداك لو أن‬

‫رجال قال بإصبعني من أصابعه هكذا فقال ال إال بكفه‪.‬‬

‫صحيح مرآة العقول (‪)103/13‬‬

‫الصحيحة الثانية‪:‬‬
‫‪ -2‬ما أخربين به الشيخ أيده اهلل تعاىل عن أمحد بن حممد عن أبيه عن احلسني بن‬

‫احلسن بن أبان وحممد بن حييى عن أمحد بن حممد عن احلسني ابن سعيد عن‬
‫‪73‬‬

‫صفوان وفضالة ابن أيوب عن فضيل بن عثامن عن أيب عبيدة احلذاء قال ‪ :‬وضأت‬

‫أبا جعفر عليه السالم بجمع وقد بال فناولته ماء فاستنجى ثم صببت عليه كفا‬

‫فغسل وجهه وكفا غسل به ذراعه االيمن وكفا غسل به ذراعه االيرس ثم مسح‬

‫بفضل الندا رأسه ورجليه‪.‬‬

‫السند صحيح‪ ,‬هتذيب األحكام (‪) 62/1‬حتقيق الغفاري‬

‫الصحيحة الثالثة‪:‬‬
‫‪-3‬وهبذا االسناد عن احلسني بن سعيد عن صفوان عن العال عن حممد بن مسلم‬

‫عن أحدمها عليه السالم قال ‪ :‬سألته عن املسح عىل الرجلني فقال ‪ :‬ال بأس‪.‬‬

‫هتذيب األحكام بتحقيق الغفاري (‪)67/1‬‬

‫الصحيحة الرابعة ‪:‬‬


‫‪ 4‬ـ وهبذا االسناد عن احلسني بن سعيد عن أمحد بن حممد قال سألت أبا احلسن‬

‫عليه السالم ‪ :‬عن املسح عن القدمني كيف هو؟ فوضع كفه عىل االصابع ثم‬

‫مسحها إىل الكعبني ‪ ,‬فقلت له لو أن رجال قال بأصبعني من أصابعه هكذا إىل‬

‫الكعبني قال ‪ :‬ال إال بكفه كلها‪.‬‬

‫هتذيب األحكام بتحقيق الغفاري (‪)64/1‬‬


‫‪74‬‬

‫الصحيحة اخلامسة ‪:‬‬


‫‪ 5‬ـ وأخربين الشيخ أيده اهلل تعاىل عن أمحد بن حممد عن أبيه عن سعد بن عبد اهلل‬

‫عن أمحد بن حممد عن أيوب بن نوح قال ‪ :‬كتبت إىل أيب احلسن عليه السالم أسأله‬

‫عن املسح عىل القدمني فقال ‪ :‬الوضوء باملسح وال جيب فيه إال ذلك ومن غسل‬

‫فال بأس‪.‬‬

‫هتذيب األحكام بتحقيق الغفاري (‪)64/1‬‬

‫الصحيحة السادسة‬
‫‪6‬مل يتم العثور عىل إدخاالت فهرسة‪ .‬ـ ما أخربين به الشيخ أيده اهلل تعاىل قال ‪:‬‬

‫أخربين أمحد ابن حممد عن أبيه عن حممد بن حييى عن حممد بن عيل بن حمبوب عن‬

‫أمحد بن عيل عن أيب مهام عن أيب احلسن الرضا عليه السالم يف الوضوء الفريضة‬

‫يف كتاب اهلل تعاىل املسح ‪ ,‬والغسل يف الوضوء للتنظيف‪.‬‬

‫هتذيب األحكام بتحقيق الغفاري (‪)64/1‬‬


‫‪75‬‬

‫الصحيحة السابعة‬
‫‪ -7‬وأخربين الشيخ أيده اهلل تعاىل قال ‪ :‬أخربين أمحد ابن حممد عن أبيه عن سعد‬

‫بن عبد اهلل عن أمحد بن حممد عن العباس عن حممد بن أيب عمري عن محاد بن‬

‫عثامن عن أيب عبد اهلل عليه السالم قال ‪ :‬ال بأس بمسح القدمني مقبال ومدبرا‪.‬‬

‫هتذيب األحكام بتحقيق الغفاري (‪)86/1‬‬

‫احلسنة األوىل‬
‫‪-6‬عيل بن إبراهيم ‪ ,‬عن أبيه ‪ ,‬عن ابن أيب عمري ‪ ,‬عن أيب أيوب ‪ ,‬عن حممد بن‬

‫مسلم ‪ ,‬عن أيب عبد اهلل عليه السالم قال األذنان ليسا من الوجه وال من الرأس‬

‫قال وذكر املسح فقال امسح عىل مقدم رأسك وامسح عىل القدمني وابدأ بالشق‬

‫األيمن‪ .‬أسناده حسن‬

‫مراة العقول (‪)96/13‬‬

‫احلسنة الثانية‬
‫‪-7‬عيل بن إبراهيم ‪ ,‬عن أبيه وحممد بن إسامعيل ‪ ,‬عن الفضل بن شاذان مجيعا ‪,‬‬

‫عن محاد بن عيسى ‪ ,‬عن حريز ‪ ,‬عن زرارة قال قلت أليب جعفر عليه السالم أال‬

‫ختربين من أين علمت وقلت إن املسح ببعض الرأس وبعض الرجلني فضحك ثم‬
‫‪76‬‬

‫قال يا زرارة قال رسول اهلل صىل اهلل عليه و آله ونزل به الكتاب من اهلل ألن اهلل‬
‫ِ‬
‫عز وجل يقول « َفا ْغس ُلوا ُو ُج َ‬
‫وهك ُْم » فعرفنا أن الوجه كله ينبغي أن يغسل ثم‬

‫قال « َو َأ ْي ِد َيك ُْم إِ َىل املَْرافِ ِق » ثم فصل بني الكالم فقال « َوا ْم َس ُحوا بِ ُر ُؤو ِسك ُْم »‬
‫فعرفنا حني قال « بِرؤو ِسكُم » أن َفتَيمموا ص ِعيدا َطيبا َفامسحوا بِوج ِ‬
‫وهك ُْم‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َّ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ‬

‫َو َأ ْي ِديك ُْم ِمنْ ُه » فلام وضع الوضوء إن مل جتدوا املاء أثبت بعض الغسل مسحا ألنه‬

‫وهك ُْم » ثم وصل هبا « َو َأ ْي ِد َيك ُْم » ثم قال « ِمنْ ُه » أي من ذلك التيمم‬
‫قال « بِوج ِ‬
‫ُ ُ‬

‫ألنه علم أن ذلك أمجع مل جير عىل الوجه ألنه يعلق من ذلك الصعيد ببعض الكف‬

‫وال يعلق ببعضها ثم قال « ما ُي ِريدُ اهللُ ل ِ َي ْج َع َل َع َل ْيك ُْم » يف الدين « ِم ْن َح َرجٍ »‬

‫واحلرج الضيق‪.‬‬

‫كالصحيح مراة العقول (‪.)96/13‬‬

‫احلسنة الثالثة‬
‫‪-8‬عيل بن إبراهيم ‪ ,‬عن أبيه ‪ ,‬عن محاد ‪ ,‬عن حريز ‪ ,‬عن زرارة قال قال لو أنك‬

‫توضأت فجعلت مسح الرجلني غسال ثم أضمرت أن ذلك هو املفرتض مل يكن‬

‫ذلك بوضوء ثم قال ابدأ باملسح عىل الرجلني فإن بدا لك غسل فغسلت فامسح‬

‫بعده ليكون آخر ذلك املفرتض‪.‬‬

‫حسن مراة العقول (‪)104 /13‬‬


‫‪77‬‬

‫قال بعض املخالفون أن غسل األرجل يف الوضوء ثابت يف كتبكم و‬

‫بروايتني معتربتني عندكم‪:‬‬

‫الرواية األوىل‪ :‬حممد بن احلسن الصفار عن عبيد اهلل بن املنبه عن‬

‫احلسني بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن عيل عن آبائه عن عيل‬

‫عليه السالم قال‪ :‬جلست أتوضأ فاقبل رسول اهلل صىل اهلل عليه وآله‬

‫حني ابتدأت يف الوضوء‪ ,‬فقال‪ :‬ي متضمض واستنشق واستن ثم‬

‫غسلت ثالثا فقال قد جيزيك من ذلك املرتان‪ ,‬فغسلت ذراعي‬

‫ومسحت برايس مرتني‪ ,‬فقال‪ :‬قد جيزيك من ذلك املرة وغسلت‬

‫قدمي‪ ,‬فقال‪ :‬ي يا عيل خلل بني االصابع ال ختلل بالنار‪.‬‬

‫األستبصار للشيخ الطويس(‪ )71/1‬وسندها موثق‬


‫‪78‬‬

‫الرواية الثانية‪ :‬حممد بن امحد بن حييى عن امحد بن احلسن بن عيل بن‬

‫فضال عن عمرو ابن سعيد املدايني عن مصدق بن صدقة عن عامر بن‬

‫موسى بن أيب عبداهلل عليه السالم يف الرجل يتوضأ الوضوء كله اال‬

‫رجليه ثم خيوض املاء هبام خوضا؟ قال‪ :‬اجزأه ذلك‪.‬‬

‫األستبصار(‪ )70/1‬و السند موثق أيضا‪.‬‬

‫فلامذا متسحوا أرجلكم وال تغسلوها؟‬

‫اجلواب عنها‬

‫أوال‪-:‬أن هاتني الروايتني خمالفتان لظاهر القرآن الكريم الذي بينا يف‬

‫البحوث السابقة من كالم أهل اللغة و علامء املخالفني فضال عن كالم‬

‫علامئنا بأن القرآن الكريم وبكلتا القراءتني(بالنصب أو باجلر)دال عىل‬

‫وجوب مسح األرجل كوهنا معطوفة عىل الرؤوس إما عىل لفظها‬

‫بقراءة اجلر أو عىل املحل يف قراءة النصب‪ ,‬وكام نص أئمة اهلدى من‬

‫أن اخلرب املخالف للقران الكريم فهو زخرف جيب طرحه‪.‬‬


‫‪79‬‬

‫عدة من أصحابنا‪ ,‬عن أمحد بن حممد بن خالد‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن النرض بن‬

‫سويد‪ ,‬عن حييى احللبي‪ ,‬عن أيوب بن احلر قال‪ :‬سمعت أبا عبداهلل‬

‫عليه السالم يقول‪ :‬كل شئ مردود إىل الكتاب والسنة‪ ,‬وكل حديث ال‬

‫يوافق كتاب اهلل فهو زخرف‪.‬‬

‫صحيح مرآة العقول للعالمة املجليس (‪)229/1‬‬

‫الثاين‪ :‬أن هاتني الروايتني موثقتان و املوثق هو(ما رواه الثقة غري‬

‫اإلمامي) يعني رجل منصوص عىل وثاقته إال أنه ليس بشيعي إمامي‬

‫كأن يكون من أهل العامة او من الفطحية او الزيدية او الواقفية‪...‬الخ‬

‫ففي سند الرواية األوىل احلسني بن علوان قال عنه الشيخ النجايش‬

‫عامي ثقة(رجال النجايش‪ )39/‬و عمرو بن خالد وهو زيدي املذهب‬

‫وفق حتقيق السيد اخلوئي(معجم رجال احلديث ‪.)68/14‬‬

‫أما الرواية الثانية فهي موثقة ايضا حيث وقع يف سندها أمحد بن احلسن‬

‫بن عيل بن فضال قال عنه النجايش كان فطحيا و ثقة يف‬
‫‪80‬‬

‫احلديث‪(.‬رجال النجايش‪ )58/‬ونفس الكالم قاله الشيخ‬

‫الطويس(رجال الشيخ الطويس‪)238/2‬‬

‫ويف سندها ايضا عامر بن موسى الساباطي وهو ثقة فطحي كام قال‬

‫الشيخ الطويس(الفهرست‪,)93/‬فنقول بعد ذلك أن األخبار‬

‫الصحيحة و احلسنة التي أخرجتها يف هذا الكتاب و التي فاقت‬

‫العرشين رواية (متواترة) بغض النظر عن بقية الروايات التي مل أوفق‬

‫للبحث عنها هل من املمكن أن تصمد امامها هاتان الروايتان‬

‫املوثقتان؟!!‬

‫وهل يمكن تقديم خرب اآلحاد املوثق(ضني الثبوت) عىل اخلرب‬

‫املتواتر(قطعي الثبوت)؟‬

‫وإذا وقع تعارض بني خرب موثق و اخر صحيح هل يقدم املوثق عليه؟‬

‫فنقول‪:‬أن أهل البيت عليهم السالم قد قعدوا لنا قواعد يف التعامل مع‬

‫مسألة كهذه فقد جاء يف اخلرب املتواتر عن أئمة اهلدى عليهم السالم‪:‬أذا‬

‫ورد عليكم حديثان خمتلفان فأعرضومها عىل كتاب اهلل فام وافق الكتاب‬
‫‪81‬‬

‫فخذوه وما خالف الكتاب فردوه فان مل جتدوه يف كتاب اهلل فأعرضومها‬

‫عىل أخبار العامة فام وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم‬

‫فخذوه‪.‬‬

‫لذلك قال علامئنا ان اخلرب الصحيح مقدم عىل اخلرب املوثق عند‬

‫التعارض و أنه جيوز العمل برواية الثقة غري اإلمامي اذا كان خربه ال‬

‫خيالف ما رواه الثقة اإلمامي ‪.‬‬

‫قال الشيخ الطويس‪ :‬االخبار إذا تعارضت وتقابلت‪ ,‬فانه حيتاج يف‬

‫العمل ببعضها إىل ترجيح‪ ,‬والرتجيح يكون باشياء‪ :‬منها‪ :‬أن يكون‬

‫أحد اخلربين موافقا للكتاب أو السنة املقطوع هبا واالخر خمالفا هلام‪,‬‬

‫فانه جيب العمل بام وافقهام وترك العمل بام خالفهام‪.....‬وقال ايضا‪:‬‬

‫فأما إذا كان خمالفا يف االعتقاد الصل املذهب وروى مع ذلك عن‬

‫االئمة عليهم السالم نظر فيام يرويه‪ .‬فان كان هناك من طرق املوثوق‬

‫هبم ما خيالفه وجب اطراح خربه‪ .‬وان مل يكن هناك ما يوجب اطراح‬

‫خربه ويكون هناك ما يوافقه وجب العمل به‪.....‬وقال عن أخبار‬


‫‪82‬‬

‫الشيعة غري اإلمامية‪ :‬وأذا كان الراوى من فرق الشيعة مثل الفطحية‪,‬‬

‫والواقفة‪ ,‬والناووسية وغريهم نظر فيام يرويه‪ :‬فان كان هناك قرنية‬

‫تعضده أو خرب آخر من جهة املوثوقني هبم‪ ,‬وجب العمل به‪ .‬وان كان‬

‫هناك خرب آخر خيالفه من طريق املوثوقني‪ ,‬وجب اطراح ما اختصوا‬

‫بروايته والعمل بام رواه الثقة‪.‬‬

‫عدة األصول للشيخ الطويس(‪)113/1‬‬

‫وفخرب احلسني بن علون الثقة العامي موافق ملا عليه العامة لذلك‬

‫وجب طرحه وكذلك بالنسبة للخرب الثاين فانه يطرح ملخالفته االخبار‬

‫الصحيحة األخرى ألن الصحيح مقدم عىل املوثق‪.‬‬

‫قال السيد اخلوئي يف ترمجة حفص بن غياث‪ :‬يظهر من جمموع‬

‫كالمه(أي الشيخ الطويس) فيها أن العدالة املعتربة يف الراوي أن يكون‬

‫ثقة متحرزا يف روايته عن الكذب و إن كام خمالفا يف األعتقاد فاسقا يف‬

‫العمل‪ ,‬نعم رواية املعتقد للحق املوثوق به يتقدم عىل غريه يف مقام‬

‫املعارضة‪ .‬معجم رجال احلديث(‪)159/7‬‬


‫‪83‬‬

‫قال الشيخ حسني عبد الصمد العاميل‪ :‬ال شبهة عندنا يف تقديم‬

‫الصحيح عىل احلسن واملوثق عند التعارض إذا مل يمكن تأويلهام‪ ,‬وأما‬

‫إذا أمكن تأويلهام أو محلهام عىل بعض الوجوه‪ ,‬فإنه جيب عند من يعمل‬

‫هبام ويرجح ذلك عىل طرحهام بالكلية‪.‬‬

‫وصول األخيار إىل أصول االخبار ص‪.179‬‬

‫وقد قال الشيخ الطويس‪ :‬يف معرض كالمه عن هذين اخلربين بعد‬

‫نقلهام يف كتابه فعن األوىل قال‪ :‬فهذا خرب موافق للعامة وقد ورد مورد‬

‫التقية الن املعلوم الذي ال يتخالج فيه الشك من مذاهب ائمتنا عليهم‬

‫السالم القول باملسح عىل الرجلني وذلك اشهر من أن يدخل فيه شك‬

‫أو ارتياب‪ ,‬بني ذلك أن رواة هذا اخلرب كلهم عامة ورجال الزيدية وما‬

‫خيتصون بروايته ال يعمل به عىل ما بني يف غري موضع‪.‬‬

‫األستبصار للشيخ الطويس(‪)71/1‬‬

‫وعن الثانية قال‪:‬فهذا اخلرب حممول عىل التقية ‪.‬هتذيب األحكام للشيخ‬

‫الطويس(‪.)69/1‬‬
‫‪84‬‬

‫واخلالصة ‪ :‬أن الروايتني غري معمول هبام إلهنام خمالفتان للقران اوال و‬

‫للخرب املتواتر ثانيا و لكوهنام موافقتان للعامة ثالثا فال يمكن العمل هبام‬

‫و العدول عن األخبار املتواترة و الصحيحة و احلسنة‪.‬‬


85
‫‪86‬‬

‫‪4............... ................................ ................................‬‬

‫املقدمة ‪5.................................... ................................ :‬‬

‫آية الوضوء ‪7................................ ................................ :‬‬

‫الوجه األول ‪8 ............................................................‬‬

‫الوجه الثاين ‪11 ..........................................................‬‬

‫الوجه الثالث ‪13 .........................................................‬‬

‫غسل اليدين يف حديث آل حممد (ع) ‪14 .............................. :‬‬

‫الرواية األوىل ‪14 ....................................................... :‬‬

‫الرواية الثانية ‪15 ........................................................ :‬‬

‫شبهة و الرد عليها ‪15 ...................................................:‬‬

‫واجلواب عنها ‪16 ........................................................‬‬

‫املسح على األرجل ‪17 ..................... ................................ :‬‬

‫الوجه األول ‪17 ..........................................................‬‬

‫الوجه الثاين ‪18 ..........................................................‬‬


‫‪87‬‬

‫الوجه الثالث ‪24 .........................................................‬‬

‫كالم الشيخ الطويس فيام خيص القراءة باخلفض ‪29 .........................‬‬

‫تأويالت عجيبة!!! ‪33 ....................... ................................‬‬

‫التأويل األول‪33 .........................................................‬‬

‫التأويل الثاين الغسل مشتمال عىل املسح ‪34 ................................‬‬

‫الشيخ الطويس و شبهة أن الغسل مشتمل عىل املسح ‪35 ....................‬‬

‫اجلمع بني القراءتني ‪38 ...................................................‬‬

‫أبن قدامة و تأويله الصادم ‪40 .............................................‬‬

‫اآلية ظاهرة يف املسح لكنها خمالفة لإلمجاع ‪41 ..............................‬‬

‫املسح سنة نبوية ‪42 ........................ ................................‬‬

‫الصحيحة األوىل ‪42 ......................................................‬‬

‫الصحيحة الثانية ‪43 ......................................................‬‬

‫الصحيحة الثالثة ‪44 ......................................................‬‬

‫املسح سنة علوية ‪45 ........................ ................................‬‬

‫الصحيحة األوىل ‪45 ......................................................‬‬


‫‪88‬‬

‫الصحيحة الثانية ‪45 ......................................................‬‬

‫الصحيحة الثالثة ‪46 ......................................................‬‬

‫الصحيحة الرابعة ‪46 .....................................................‬‬

‫الصحيحة اخلامسة ‪47 ....................................................‬‬

‫الصحيحة السادسة ‪48 ...................................................‬‬

‫رواية حسنة اإلسناد ‪48 ...................................................‬‬

‫رواية معتربة بطرقها ‪49 ...................................................‬‬

‫رواية رجاهلا ثقات ‪49 ....................................................‬‬

‫أبن عباس ‪51 ................................. ................................‬‬

‫الرواية احلسنة األوىل ‪51 ..................................................‬‬

‫احلسنة الثانية ‪51 .........................................................‬‬

‫أنس أبن مالك ‪52 ........................... ................................‬‬

‫الصحيحة األوىل ‪52 ......................................................‬‬

‫الصحيحة الثانية ‪53 ......................................................‬‬

‫الصحيحة الثالثة ‪54 ......................................................‬‬


‫‪89‬‬

‫عثمان بن عفان ‪55 .......................... ................................‬‬

‫رواية صحيحة ‪55 ........................................................‬‬

‫أعرتاف علامء املخالفني بأن بعض الصحابة و التابعون قالوا بوجوب املسح‪.‬‬

‫‪56 ......................................................................‬‬

‫من قال بأن اآلية ظاهرة يف املسح ‪59 ....................................‬‬

‫اخلالصة ‪61 ............................................................ :‬‬

‫الباب الثاني ‪62 ............................. ................................‬‬

‫الوضوء يف الروايات املعتربة عن أئمة اهلدى‪62 ..................... .‬‬

‫صفة وضوء النبي(صىل اهلل عليه و آله وسلم) ‪63 ...........................‬‬

‫الصحيحة األوىل ‪63 ......................................................‬‬

‫الصحيحة الثانية ‪63 ......................................................‬‬

‫الصحيحة الثالثة ‪64 ......................................................‬‬

‫احلسنة األوىل ‪65 .........................................................‬‬

‫احلسنة الثانية ‪65 .........................................................‬‬

‫احلسنة الثالثة ‪67 .........................................................‬‬


‫‪90‬‬

‫احلسنة الرابعة ‪68 ........................................................‬‬

‫احلسنة اخلامسة ‪69 .......................................................‬‬

‫املوثقة األوىل ‪70 .........................................................‬‬

‫املوثقة الثانية ‪71 ..........................................................‬‬

‫الروايات الدالة على مسح القدمني ‪72 ................................‬‬

‫الصحيحة األوىل‪72 .................................................... :‬‬

‫الصحيحة الثانية‪72 .................................................... :‬‬

‫الصحيحة الثالثة‪73 .................................................... :‬‬

‫الصحيحة الرابعة ‪73 .................................................. :‬‬

‫الصحيحة اخلامسة ‪74 .................................................. :‬‬

‫الصحيحة السادسة ‪74 ...................................................‬‬

‫الصحيحة السابعة ‪75 ...................................................‬‬

‫احلسنة األوىل ‪75 ........................................................‬‬

‫احلسنة الثانية ‪75 .........................................................‬‬

‫احلسنة الثالثة ‪76 .........................................................‬‬


‫‪91‬‬

‫شبهة ‪77 ...................................... ................................‬‬

‫اجلواب عنها‪78 ..........................................................‬‬

‫الفهرس ‪86 ................................... ................................‬‬

You might also like