Professional Documents
Culture Documents
أثر تطبيق تكنولوجيا الرقمنة المالية على الشمول المالى في القطاع
أثر تطبيق تكنولوجيا الرقمنة المالية على الشمول المالى في القطاع
Abstract
This study tries to test the impact of the application of financial digitization
technology represented in ATMs, credit cards, electronic debts, and portable cash
on financial inclusion in a number of African countries during the period 2014-
341
2021 إبريل- مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر
2018, and the study sample included 15 African countries and the time-series
analysis was applied to the Panel. Data. The study concluded that the use of ATMs
and portable cash has a positive impact on financial inclusion, while the study
found, on the other hand, that the use of electronic debts and credit cards has no
significant effect on financial inclusion. In addition, the study introduced a number
of macroeconomic variables governing the model, such as: the inflation rate, the
population growth rate, and the remittances of workers. The results indicated that
there was the same positive effect of using ATMs and mobile money on financial
inclusion, as the inflation rate had an effect. A positive moral is also on financial
inclusion, while it became clear that there is a negative impact of workers'
remittances on financial inclusion.
Key words: digital finance, financial technology, financial inclusion, cross-sectional
time series analysis.
: مقدمة
أصبح الشمول المالي محور اهتمام العديد من الحكومات والجهات المالية الرقابية فى أغلب دول العالم وكذلك
حيث حدد الشمول المالي كعامل رئيسي في تحقيق سبعة من أهداف التنمية المستدامة، وكاالت التنمية الدولية
ولقد ازداد اهتمام واضعى السياسات والحكومات والمؤسسات الدولية ومؤسسات القطاع الخاص.السبعة عشر
وبدأت العديد من الدول االفريقية في تطبيق سياسات تعزز وتوسع من نطاق الشول، بمفهوم الشمول المالى
ويزيد من، كما انه يخفض من معدالت الفقر، المالى بما يحفز النمو االقتصادى ويحقق االستقرار المالى
وذلك من خالل تعزيز وتسهيل وصول كافة فئات المجتمع الى الخدمات المالية المدعومة، تمكين المرأة
والخدمات المالية، واألموال والمدفوعات االلكترونية، حيث ظهرت االبتكارات المالية، بالتطور التكنولوجى
، %69 وقد بلغت نسبة البالغين الذين يمتلكون حسابات مصرفية على مستوى العالم. عبر الهاتف المحمول
الف مقترض وذلك وفقاً لبيانات164 الف بالغ ) نحو100 كما بلغ عدد المقترضين من البنوك التجارية ( لكل
342
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
البنك الدولى لعام . 2018كما قدر عدد ماكينات الصراف االلى ( لكل 100الف بالغ ) نحو 49الف ماكينة
وذلك وفقاً لبيانات البنك الدولى لعام ، 2019مما أدى الى تحسن مستوى الشمول المالى عالمياً وعزز بدوره
النمو االقتصادى المنشود .
ولقد حققت الدول االفريقية خطوات ملموسة لتحقيق الشمول المالى ،وال سيما فيما يتعلق بتحسين االنتشار
والوصول واالستخدام الموسع للخدمات المالية ،حيث كانت هذه النتيجة مدفوعة بشمل أساسي بخدمات األموال
عبر الهاتف المحمول كمنصة لتقديم الخدمات المالية ،ومن خالل أدوات االبتكار المالى تم التغلب على
الحواجز الجغرافية ،خاصة في المناطق الريفية ذات الكثافة السكانية المنخفضة حيث انخفضت تكاليف
الحصول على الخدمات المالية بشكل ملموس .كما خفف ابتكار التكنولوجيا المالية من القيود المرتبطة
بالوصول الى الخدمات المالية .وتتضح أهمية الشمول المالى كأحد المحاور األساسية في اجندة االتحاد
األفريقي للتنمية المستدامة 2063حيث ظهر واضحاً في العديد من األهداف بها.
هدف الدراسة :
اتبعت العديد من الدول االفريقية استراتيجيات وطنية وخطط للشمول المالى وحققت خطوات واسعة في انتشار
واستخدام الخدمات المالية ،ومن ثم تهدف تلك الدراسة الى اختبار اثر تطبيق تكنولوجيا الرقمنة المالية والمتمثلة
في ماكينات الصراف األلى ،وبطاقات االئتمان والديون االلكترونية ،والنقود المحمولة على الشمول المالى
في عدد من الدول االفريقية خالل الفترة . 2018 -2014
إشكالية الدراسة :
على الرغم من ان العديد من الدول االفريقية قد خطت خطوات ثابته وحثيثة نحو الشمول المالى ،وانتهجت
العديد من البرام ج والسياسات الداعمة لذلك ،اال ان تنفيذ تلك الخطط والسياسات في القطاع المصرفي يواجه
بالعديد من التحديات منها :االنتشار المحدود للخدمات المالية خاصة في المناطق النائية ،وضعف البنية
التحتية المصرفية ،وارتفاع مستويات االمية المالية ،وارتفاع تكلفة الحصول على تلك الخدمات المالية ،
وانخفاض االدخار وضعف ثقافة سداد القروض ،وزيادة المعامالت خارج القطاع المصرفي بسبب انتشار
ظاهرة االقتصاد غير الرسمي بالدول االفريقية .وقد اثرت تلك التحديات على انتشار الشمول المالى في الدول
االفريقية رغم اعتماد التكنولوجيا المالية فيها .
343
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
ما هو أثر تطبيق تكنولوجيا الرقمنة المالية على الشمول المالى في القطاع المصرفي في عدد من الدول
االفريقية ؟
وعلى ضوء هذا التساؤل يمكن إدراج عدد من األسئلة الفرعية وهى:
تتضمن فروض الدراسة عدداً من التكنولوجيات المالية الرقمية والتي يمكن ان تشكل محددات للشمول المالى
بالدول االفريقية كما يتضح مما يلى :
-1هناك اثر موجب للنقود المحمولة على الشمول المالى .
-2هناك اثر موجب الستخدام بطاقات االئتمان والديون اإللكترونية على الشمول المالى
-3هناك اثر موجب الستخدام ماكينات الصراف االلى على الشمول المالى .
منهجية الدراسة :
تعتمد الدراسة على أسلوب السالسل الزمنية المقطعية ( (panel dataبحيث يتم استعمال هذه النماذج أو ما
يعرف أيضا بمعطيات السلة عند تقارب اآلثار والمميزات الفردية بين مجموعة الد ارسة ،وبذلك سنلجأ في دراستنا
إلى استعمال هذا النوع من النماذج كون أن هذه الدراسة تخص مجموعة من الدول االفريقية التي تتقارب فيما
بينها من حيث األداء ،ونعني بمصطلح بيانات السالسل الزمنية المقطعية أو معطيات البانل مجموعة من
344
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
المشاهدات التي تتكرر عند مجموعة من األفراد في عدة فترات من الزمن ،بحيث أنها تجمع بين خصائص
كل من البيانات المقطعية والسالسل الزمنية في نفس الوقت .فبالنسبة للبيانات المقطعية فهي تصف سلوك
عدد من المفردات أو الوحدات المقطعية (شركات أو دول) عند فترة زمنية واحدة ،بينما تصف بيانات السالسل
الزمنية سلوك مفردة واحدة خالل فترة زمنية معينة ،وهنا تكمن أهمية استخدام بيانات البانل كونها تحتوي على
معلومات ضرورية تتعامل مع ديناميكية الوقت وعلى مفردات متعددة.
وبناء على ما تقدم ،فان النموذج المطبق بهذه الدراسة يأخذ الشكل التالى :
FI= α0 + α1 (ATM) + α2 (MM) + α3 (EC) + α4 (IN) + α5 (PG) + α6 (RE) + ε
حيث إن :
) :(FIمؤشر للشمول المالي يتمثل في عدد المقترضين من البنوك التجارية لكل 1000بالغ .
) :(MMمؤشر للنقود المحمولة يتضمن قيمة المعامالت المالية التي تمت باستخدام األموال المحمولة خالل
العام كنسبة من ( . (GDP
) :(ECاللوغاريتم الطبيعى لكل من عدد الديون وعدد بطاقات االئتمان لكل 100الف بالغ .
345
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
تستخدم الدراسة بيانات سالسل زمنية مقطعية لعدد من الدول االفريقية يبلغ 15دولة خالل الفترة -2014
، 2018ويعود السبب في اختيار تلك الدول الى عدم توافر البيانات المطلوبة للدول االفريقية االخرى ،حيث
تضمنت تلك الدول :مصر ،أنجوال ،بتسوانا ،الكاميرون ،غانا ،غينيا ،كينيا ،ليسوتو ،مدغشقر ،
موريتانيا ،موريشيوس ،موزمبيق ،ناميبيا ،سيشل ،وزيمبابوى .
فى اطار ما تقدم تنقسم الورقة الى اربعة محاور باإلضافة الى مقدمة وخاتمة ،يتناول المحور االول منها
اطا اًر نظرياً حول مفهوم الشمول المالى واهميته وطرق قياسه وعرض لبعض االدبيات االقتصادية في الموضوع،
ويركز المحور الثانى من الورقة على تناول بعض مؤشرات الشمول المالى في الدول االفريقية محل الدراسة
،فى حين يعرض المحور الثالث لنموذج القياس المطبق والبيانات المستخدمة ،ويتناول المحور الرابع مناقشة
الهم نتائج القياس ،ويأتي المحور الخامس واألخير لعرض اهم التوصيات والسبل المقترحة لتعزيز متطلبات
الشمول المالى في الدول االفريقية .
اوالً :اطا اًر نظرياً حول مفهوم الشمول المالى واهميته وطرق قياسه وعرض لبعض االدبيات االقتصادية:
346
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
ويرجع ظهور مصطلح الشمول المالي إلى عام 1993الى دراسة عن الخدمات المالية في جنوب شرق إنجلت ار
،تم فيها تناول أثر إغالق فرع أحد البنوك على وصول سكان المنطقة فعلياً للخدمات المصرفية ،وفي العام
1999استخدم مصطلح الشمول المالي ألول مرة بشكل أوسع لوصف محددات وصول األفراد إلى الخدمات
()2
وتتعدد المصطلحات والمفاهيم المتعلقة بالشمول المالي ،ويأتي هذا التعدد نتيجة المدارس المالية المتوافرة .
الفكرية التي تتبنى تلك المفاهيم .فلقد قام صندوق النقد العربي بتعريف الشمول المالي على إنه:
" إتاحة واستخدام كافة الخدمات المالية لمختلف فئات المجتمع من خالل القنوات الرسمية بما في ذلك الحسابات
المصرفية والتوفي ر ،خدمات الدفع والتحويل ،خدمات التأمين ،وخدمات التمويل واالئتمان لتفادي لجوء البعض
إلى القنوات والوسائل غير الرسمية التي ال تخضع لحد أدنى من الرقابة واإلشراف مرتفعة األسعار نسبيا مما
()3
يؤدي إلى سوء استغالل احتياجات هؤالء من الخدمات المالية والمصرفية".
ويركز هذا التعريف على إتاحة الخدمات المالية سواء المصرفية أو غيرها ،لجميع فئات المجتمع
وخصوصا الفئات المهمشة التي ال تستطيع الوصول إلى الخدمات المالية وغيرها من الخدمات نتيجة ضعف
الخدمات في المناطق غير الحضرية أو ألسباب أخرى تتعلق بالضمانات ،كما يركز التعريف على إتاحة تلك
الخدمات من خالل القنوات الرسمية المرخصة من قبل الدولة ،حيث إن القنوات غير الرسمية تكون أكثر تكلفة
،مع صعوبة إثبات الحقوق وااللتزامات عبر القنوات غير الرسمية .
بينما تبنى البنك الدولي تعريفاً للشمول المالي على إنه " أن األفراد والشركات لديهم إمكانية الوصول إلى
منتجات وخدمات مالية مفيدة وبأسعار ميسورة تلبي احتياجاتهم -المعامالت المدفوعات والمدخرات واالئتمان
()4
والتأمين -ويتم تقديمها لهم بطريقة تتسم بالمسئولية واالستدامة " .
ومن هذا التعريف يالحظ إن الشمول المالي يشمل األفراد والشركات ،كما يتضمن جميع الخدمات المالية وال
يقتصر على الخدمات المصرفية فقط ،كما يشترط فى الشمول المالي أن تكون هذه الخدمات مستدامة وليست
مؤقتة ،كما يركز أن تكون تكلفة تلك الخدمات بأسعار مناسبة .
347
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
-1مساعدة األشخاص على تأمين الخدمات والمنتجات المالية بأسعار اقتصادية مثل الودائع وخدمات تحويل
األموال والقروض والتأمين ،الخ .
-2إنشاء مؤسسات مالية مناسبة لتلبية احتياجات الفقراء.
ظا اليقين في الحفاظ علي األموال التي يكافحون
-3بناء االستدامة المالية حتى يكون لدى األشخاص األقل ح ً
من أجلها.
-4توسيع قاعدة المؤسسات التي تقدم خدمات مالية منخفضة التكلفة بحيث يكون هناك منافسة كافية ويكون
لدى العمالء الكثير من الخيارات لالختيار من بينها.
اقتصاديا في المجتمع.
ً -5زيادة الوعي بفوائد الخدمات المالية بين الفئات المحرومة
ظا في المجتمع.
-6إنشاء منتجات مالية مناسبة لألشخاص األقل ح ً
-7تحسين المعرفة المالية والوعي المالي في البالد.
اقتصاديا في البالد.
ً -8إيجاد حلول مالية رقمية لالفراد المحرومين
خصيصا للفقراء وفًقا لظروفهم المالية الفردية واحتياجات أسرهم
ً -9توفير حلول مالية مخصصة ومصممة
ومستويات دخلهم.
معوقات انتشار الشمول المالي : -3
على الرغم من دعم المؤسسات الدولية (مثل مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومجموعة العشرين
وغيرها من المؤسسات) النتشار الشمول المالي ،كما وضعت أغلب دول العالم استراتيجيات وطنية لنشر
الشمول المالي ،إال إن هناك تحديات تحول دون انتشار الشمول المالي على المستوى المطلوب ،وبالطبع
تختلف تلك التحديات تبعاً لخصائص كل دولة ،وعموماً تنقسم تلك التحديات إلى تحديات على جانب العرض
()6
وتحديات على جانب الطلب .
أ -عدد مقدمي الخدمات المالية :حيث يقل عدد مقدمي الخدمات المالية في المناطق التي تبعد عن المدن
والمناطق الريفية.
348
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
ب -توافر البنية التحتية والتكنولوجية :حيث يسهم توافر البنية التحتية والتكنولوجية في توفير الخدمة باإلضافة
لتوفير بدائل مناسبة للمناطق الريفية والصحراوية.
ج -مشاركة القطاع الخاص في تقديم الخدمات المالية :حيث يكون هناك مرونة أكثر في تقديم الخدمات
المالية من قبل القطاع الخاص بشرط وضع قواعد التعامل من قبل الجهات الرقابية .
د -مدى فهم وادراك مقدمي الخدمات المالية ألهمية الشمول المالي :يعد هذا العامل أحد أهم التحديات
النتشار الشمول المالي ،باإلضافة لفهم الخدمات المالية ذاتها وقدرتهم الشخصية على نقل تلك المعرفة إلى
العمالء وخصوصاً في المناطق الريفية.
-2تحديات على جانب الطلب:
أ -محو األمية المالية :يعد هذا العمال أحد التحديات الرئيسية خصوصاً بين سكان المناطق الريفية وسكان
()7
العشوائيات يضاف إلى ذلك مدى معرفة السكان للقراءة والكتابة.
ب -معدل التضخم :حيث يمثل عدم قدرة السكان على االدخار في حاالت تحقيق االقتصاد لرقم مزدوج من
التضخم مع ما يصاحب ذلك من آثار على معدل الفائدة الحقيقية والخسارة المستمرة في قيمة النقود ،كما أن
()8
أسعار الفائدة الحقيقية تجعل المدخرين المحتملين يبحثون عن طرق أخرى غير مصرفية لتحقيق المنفعة .
ج -معدل الفقر في المجتمع :يوجد عالقة عكسية بين زيادة معدالت الفقر ومدى انتشار الشمول المالي ،
ففي المجتمعات األكثر احتياجا يكافح اإلفراد من أجل توفير المتطلبات األساسية وال يحتاجون للتعامالت المالية
في أغلب األحيان .
د -وجود نظام أجور غير تنافسي :تصنف طبقة كبيرة من األيدي العاملة في القطاع الخاص والقطاع غير
الرسمي في الدول النامية في مستويات أجور متدنية مما يجعلهم في الفئات المستبعدة مالياً.
ه -توافر المستندات الثبوتية :حيث يعاني العديد من األفراد فى المناطق غير الحضرية من عدم توافر
مستندات تحقيق الشخصية ،كما يعاني األفراد من عدم توافر المستندات المطلوبة األخرى مثل إيصال توصيل
المرافق للمسكن .
349
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
و -ألسباب العقائدية :يمتنع المنتمين لبعض العقائد والديانات من استخدام الخدمات المالية نظ اًر لتحريمها
بالنسبة لهم.
-4عرض لبعض االدبيات االقتصادية ذات الصلة بموضوع الدراسة :
()9
أ -دراسة أ .د .جالل الدين بن رجب:
هدفت الدراسة الى تحقيق ما يلى -:
350
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
()11
Okaro, Celestine دراسة ج-
هدفت الدراسة الى اختبار آثر الشمول المالي على االقتصاد النيجيري خالل الفترة ( ، )2015-1990وذلك
عن طريق تحديد العالقة بين أنشطة الوساطة المالية ،والتعميق المالي ،والناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي ،
وتحديد العالقة بين الشمول المالي والقضاء على الفقر في نيجيريا .واعتمدت الدراسة على منهج البحث الوصفي
والكمي وتم اس تخدام اثنين من األدوات التحليلية وهما اإلحصاء الوصفي والنماذج التحليلية متعددة االنحدار،
وباستخدام طريقة المربعات الصغرى العادية ( ، )OLSوخلصت الدراسة الى ان هناك إجماع عالمي على
أهمية الشمول المالي بسبب دوره األساسي في تحقيق النزاهة واالستقرار إلى النظام المالي لالقتصاد وكذلك
دوره في مكافحة الفقر بطريقة مستدامة .كما يعد الشمول المالي ضرورياً للنمو الشامل في نيجيريا ويمكن
تسهيله من خالل إعادة هيكلة الخدمات المالية للوفاء باالحتياجات األساسية للسكان ،واستخدام الخدمات
المصرفية عبر الهاتف المحمول واإلنترنت ،ومؤسسات التمويل الصغير والدور النشط للمؤسسات التعليمية
لتعزيز التعليم المالي .
()12
Ngulingwa Philip Balele د -دراسة
تبحث هذه الدراسة تأثير الشمول المالى على النمو االقتصادى في دول افريقيا جنوب الصحراء بالتطبيق على
25دولة من دول اإلقليم خالل الفترة ( )2014-2009باستخدام طريقة المربعات الصغرى العادية .ولقد
351
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
اعتمدت الدراسة على نموذجين لالنحدار الذاتي للفجوات الموزعة ،تعلق النموذج األول بدراسة العالقة بين
النمو االقتصادى متمثال في نصيب الفرد من الناتج المحلى االجمالى ،والشمول المالى متمثالً في المؤشر
العام للشمول المالى ،اما النموذج الثانى فيقيس العالقة بين النمو االقتصادي متمثال في نصيب الفرد من
الناتج المحلى االجمالى ،والشمول المالى متمثال في ابعاده الثالثه ( االنتشار المالى ،والوصول المالى ،
واالستخدام المالى ) حيث يهدف النموذج الثانى الى التوصل الى البعد ذى التأثير األقوى على االقتصاد .
وتكشف نتائج الدراسة ان دول افريقيا جنوب الصحراء يمكنها زيادة النمو االقتصادى من خالل تعزيز الشمول
المالى واالستفادة من التكنولوجيا المالية ،كما تشير النتائج ايضاً الى ان هناك حاجة الى التوسع في ابعاد
االستخدام والوصول الى الخدمات المالية من خالل انشاء بيئات تنظيمية مواتية للوساطة المالية ،تقوم على
تخفيض التكاليف الخاصة بالتشغيل خاصة تلك المتعلقة بالضرائب والرسوم وتقليل مخاطر عدم السداد وتقليل
حجم االقتصاد غير الرسمي .
()13
Kesuh Thaddeus , et. Al., ه -دراسة
بحثت هذه الدراسة األثر االيجابى للشمول المالى على النمو االقتصادى في عينة من دول افريقيا جنوب
الصحراء ،وطبقت الدارسة نموذج متجه تصحيح الخطأ واختبار سببية جرانجر لتحديد اتجاه العالقة ،مستخدم ًة
بيانات لعدد 22دولة افريقية عن الفترة ( ، )2017-2011حيث مثل نصيب الفرد من الناتج المحلى
االجمالى المتغير التابع ،في حين مثلت المتغيرات المستقلة للشمول المالى :عدد ماكينات الصراف االلى ،
وعدد فروع البنوك التجارية ،والقروض المستحقة ،ومنافذ وكالء الهاتف المحمول ،والمعامالت المالية عبر
الهاتف المحمول .
وتشير نتائج الدراسة الى وجود عالقة سببية طويلة االجل بين الشمول المالى والنمو االقتصادى في دول
الدراسة ،وان اتجاه السببية يسير أحادي الجانب من النمو االقتصادى الى الشمول المالي ،واوصت الدراسة
بضرورة زيادة توعية العمالء بأهمية الشمول المالى والتدريب على الخدمات المصرفية االلكترونية ،والتوسع
في برامج محو االمية للشمول المالى لجميع المواطنين ،الى جانب العمل على تيسير عمليات الوصول
للخدمات المالية بسهولة ويسر .
352
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
ثانياً :عرض لبعض مؤشرات الشمول المالى في الدول االفريقية محل الدراسة:
تعتبر كل من جنوب افريقيا ،ونيجيريا ،وكينيا ،وموريشيوس من اهم الدول االفريقية التى تمتلك اكبر قطاعاً
مصرفياً بافريقيا ،وكان هذا التزايد نتيجة لما تشهده اقتصادات تلك الدول من انفتاح اقتصادى يتبعه اجراءات
التحرير المالى ،مما ادى الى ظهور البنوك االجنبية وغيرها من مزودى الخدمات المالية .وتمتلك البنوك
االجنبية العديد من المزايا التنافسية منها قدرتها فى الحصول على رأس المال من مصادر تمويلية متعددة ،
واستفادتها من االبتكارات المالية واستخدامها للتكنولوجيا الحديثة لذلك تواجه البنوك المحلية االفريقية منافسة
شديدة دفعتها الى تعديل اتجاهها وتحفيزها نحو تقليص التكاليف وزيادة العوائد وتحسين معدالت االداء من
()14
اجل امكانية البقاء واالستمرار والنمو .
لقد تبنت الدول االفريقية برامج االصالح االقتصادى والتحرير المالى منذ اواخر ثمانينات القرن العشرين ،وقد
نتج عن هذا التحرير زيادة ملحوظة فى عدد البنوك بتلك الدول تفاوتت فى مستوى ادائها وفقاً لمستوى التنمية
االقتصادية والمالية فى كل دولة .ويأتي البنوك المركزية على قمة القطاع المصرفي في الدول االفريقية ،
يليه البنوك التجارية التي تعد بمثابة العمود الفقرى للقطاع المالى والمصرفى في افريقيا ،والمستحوذة على
الجزء األكبر من األصول والمعامالت المالية ،حيث بدأ تزايدها في نهاية فترة الثمانينيات من القرن العشرين
،وكان لهذا التواجد العديد من الفوائد بالنسبة لالقتصادات االفريقية ،منها تسهيل قنوات للحصول على التمويل،
()15
وتتنوع تلك البنوك وتعزيز اهداف التحرير المالى ،ودعم المنافسة في األسواق ،وتحسين خدمة العمالء .
353
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
ما بين البنوك المحلية المملوكة للقطاع الخاص والعام والبنوك األجنبية ،ويوضح الجدول التالى عدد البنوك
التجارية وفروعهم خالل عام 2018في الدول محل الدراسة :
جدول رقم ( )1عدد البنوك التجارية وفروعهم في الدول محل الدراسة خالل عام 2018
عدد فروع البنوك التجارية عدد البنوك التجارية الدولة
354
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
كما نما في افريقيا تواجد البنوك األجنبية ذات األصول الضخمة ،حيث وصل متوسط أصول البنك األجنبي
ويرجع ()16
العامل في افريقيا نحو 220مليون دوالر في مقابل 1مليون دوالر فقط ألى بنك افريقي محلى .
تزايد عدد تلك البنوك الى تداعيات مرحلة االنفتاح االقتصادى والعولمة المالية التي أدت الى التواجد المكثف
لتلك البنوك وسيطرتها على معظم أصول النظم المصرفية والمالية في افريقيا ،اذ تصل النسبة الى -60
%80في بعض الدول مثل :موزمبيق ،وغينيا بيساو ،والنيجر ،والسنغال ،وليسوتو ،ومدغشقر ،
وبوركينافاسو ،ومالى ،وموريتانيا ,بينما تنخفض تل كالنسبة الى %30-25في دول مثل جنوب افريقيا ،
()17
ونيجيريا ،وكينيا ،والمغرب .
عرض مؤشرات الشمول المالى فى الدول االفريقية محل الدراسة: -2
ويعني الشمول المالي مدى قدرة األفراد ومؤسسات األعمال على الحصول على الخدمات المالية والمصرفية
واستخدامها بفعالية وبتكلفة معقولة). )18وفيما يلي مؤشرات الشمول المالي لكل من المؤسسات المالية واألسواق
المالية بالدول االفريقية محل الدراسة :
)1المؤسسات المالية:
• أ -الكثافة المصرفية :ويعني عدد البنوك المتاحة لخدمة 100ألف من السكان ويحسب كالتالى :
(عدد فروع البنوك | عدد السكان )* 100,000وكلما زادت قيمته عن ۱دل ذلك على تواجد مقبول
للمصارف .وكلما انخفض عن ۱كلما دل على أن عدد البنوك غير كافي؛ وبالتالي ال تصل الخدمات المصرفية
()19
جدول ()2 الى شرائح معينة من األفراد.
355
2021 إبريل- مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر
Source:
World Bank Global Financial Development, at
: https://www.quandl.com/data/WGFD-World-Bank-Global-Financial-Development
The World Bank: Financial Inclusion Data, at:
http://datatopics.worldbank.org/financialinclusion/country
The World bank, Financial Sector, at:
https://data.worldbank.org/topic/financial-sector?view=chart
356
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
ويتضح من الجدول رقم( )2أن متوسط عدد البنوك لكل100ألف من السكان قد بلغ 5,3لدول أفريقيا جنوب
الصحراء عام، 2018مقارنة بخمسة فروع عام 2017أي ان هناك تحسن نسبى طفيفي ،وتزايدت تلك
النسبة في بعض الدول األفريقية ،وبشكل ملحوظ فى بعض دول أفريقيا جنوب الصحراء محل الدراسة وعلى
رأسهم سيشل ،وموريشيوس .ومن هنا يمكن القول بأن معظم النظم المصرفية فى افريقيا تتسم بانها متواضعة
من حيث الكثافة المصرفية ،كما تتركز معظم الفروع المصرفية فى االماكن الحضرية الرتفاع تكلفتها فى
()20
الريف ،وتزايد الفوارق بين اسعار الفائدة ورسوم الخدمات بين الريف والحضر.
• ب -عدد الحسابات البنكية التي يمتلكها البالغون (فوق 15سنة) بالمؤسسات المالية لكل۱۰۰۰من
السكان :
ويظهر هذا المؤشر مدى االقبال على المؤسسات المصرفية كوسيلة لتعبئة المدخرات وتوفيرها لتمويل
االستثمارات المختلفة ،وكلما تزايد عدد هؤالء المودعين والمقترضين كلما كان ذلك مؤش ار على المزيد من الوعى
()21
وكما يتضح من جدول ( )2بلغ متوسط عدد الحسابات للبالغين نحو 172لدول أفريقيا جنوب المصرفي .
الصحراء لعام ،2018مقارنة بنحو 165عام . 2017وقد تزايد عدد تلك الحسابات في عدة دول أفريقية
مثل كينيا التي بلغت 1601,8حساب لكل ألف من البالغين وهذا يدل على أن الفرد الواحد يمتلك أكثر من
حساب بنكي .كما ارتفعت في ناميبيا ،وغانا ،وبتسوانا ،في حين تراجعت بشكل ملحوظ في عدة دول مثل
غينيا .ويوضح الشكل رقم ( )1نسبة السكان البالغين الذين لديهم حسابات بنكية فى عدد من الدول االفريقية
عام ،2018حيث يتضح منه ان موريشيوس احتلت المركز االول فنحو %82من السكان البالغين فيها لديهم
حسابات رسمية بالبنوك ،يليها جنوب افريقيا بنسبة ، %70ثم بتسوانا بنسبة ، %52بينما كانت اقل الدول
من حيث هذه النسبة كل من النيجر ومدغشقر وتشاد والكاميرون .
شكل رقم ( )1نسبة البالغين ( فوق 15عام) الذين لديهم حسابات رسمية بالبنوك فى بعض الدول
االفريقية عام 2018
357
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
المصدر :من اعداد الباحثة استناداً الى البيانات الواردة فى المرجع التالى:
• ج -عدد مستخدمي ماكينات الصرف اآللى لكل 100ألف من السكان :وهو مؤشر يوضح مدى توفير
الخدمات المالية التي تعتمد على التكنولوجيا والتقنية الحديثة في تسهيل المعامالت المالية)22(.وقد شهد عدد
مستخدمي هذه اآلالت تزايدا في معظم دول الشمال األفريقي مثل مصر وذلك كما يتضح من جدول ( . )2
كذلك كان التزايد الكبير مقصور على قلة من دول أفريقيا جنوب الصحراء مثل :سيشل ،وموريشيوس،
وناميبيا .
• د -مؤشر قوة الحقوق القانونية ،وعمق المعلومات االئتمانية :ويعنى مؤشر قوة الحقوق القانونية :مدى
تطور النظام القانوني والقضائي والقوانين الحاكمة ألنشطة القطاع المصرفي ،بما يفعل من قدرته على الزام
المقترضين بالدفع وضمان حقوق المودعين وانفاذ العقود .وتتراوح قيمته ما بين صفر الي ۱۲وكلما ارتفعت
قيمته كلما كان أفضل )23(.ويتضح من الجدول رقم ( )2أن متوسط هذا المؤشر في دول أفريقيا جنوب الصحراء
قد بلغ 5لعام ،2018وقد تراجعت قيمة هذا المؤشر فى معظم دول أفريقيا جنوب الصحراء ،على حين
ارتفعت في قلة من الدول مثل كينيا ،وغانا ،وذلك كما اتضح من الجدول.
358
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
أما مؤشر عمق المعلومات االئتمانية :فهو المؤشر المعنى بدراسة مدى دقة ووضوح وسهولة الحصول
على المعلومات االئتمانية من سجالت االئتمان العامة والخاصة لمختلف الشرائح من العمالء ،وتتراوح قيمة
المؤشر ما بين صفر الى ۸وكلما زادت القيمة دل ذلك على توافر المعلومات االئتمانية؛ وبالتالى سهولة اتخاذ
قرار االقتراض ،كما أن عمق المعلومات االئتمانية يساعد في تجنيب أو تخفيض القروض المتعثرة ،وهذا يعني
حاجة العديد من الدول األفريقية الى مزيد من الشفافية في توفير تلك المعلومات والحد من ارتباط الحصول
ويالحظ من الجدول رقم ( )2أن متوسط قيمة ()24
عليها بالعالقات السياسية وقوة الحقوق القانونية للمقترضين.
هذا المؤشر في دول أفريقيا جنوب الصحراء قد بلغ 3لعام ،2018وان كان قد تحسن هذا المؤشر في بعض
الدول مثل مصر ،وموريشيوس ،وبتسوانا .وبشكل عام تتسم البنوك االفريقية بضعف البيئة المؤسسية والتشريعية
،حيث صعوبة انفاذ العقود وحماية حقوق المودعين والمقترضين وطول االجراءات القانونية ،فقد يحتاج
العمالء الى 35خطوة فى المتوسط تصل مدتها الى 15شه اًر ويتكبدوا فيها نحو %43من دخلهم من اجل
()25
الحصول على االئتمان من البنوك وانهاء االجراءات المطلوبة
359
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
وعادة تظهر صعوبة بالغة في الحصول على بيانات هذا المؤشر حيث تتوافر في قلة فقط من الدول االفريقية
.
ثالثاً :نموذج القياس المطبق والبيانات المستخدمة
-1تحديد متغيرات النموذج وطريقة قياسهم:
يوضح الجدول ( )3اهم المتغيرات الواردة بالنموذج المطبق وطريقة قياس كل منهم وكذلك اإلشارة المتوقعة
جدول ( )3متغيرات النموذج وطرق القياس لهم :
360
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
بينها من حيث األداء ،ونعني بمصطلح بيانات السالسل الزمنية المقطعية أو معطيات البانل مجموعة من
المشاهدات التي تتكرر عند مجموعة من األفراد في عدة فترات من الزمن ،بحيث أنها تجمع بين خصائص
()28
كل من البيانات المقطعية والسالسل الزمنية في نفس الوقت .
ويتضمن أسلوب البانل نموذجين لالنحدار ،نموذج االثار الثابتة ، Fixed Effectونموذج االثار العشوائية
. Random Effectحيث يستخدم نموذج االثار الثابتة للتحكم في المتغيرات التي تختلف عبر الدول ولكنها
تتسم بالثبات عبر الزمن ،والتي تعرف باآلثار البينية ،Between Effectsاو تلك التي تختلف عبر الزمن
ولكنها تتسم بالثبات بين الدول والمعروفة باسم االثار الضمنية .Within Effectsاما بالنسبة لنموذج االثار
العشوائية فانه يستخدم للتحكم في كال النوعين من المتغيرات طالما انه يمثل متوسط مرجح لكل من االثار
البينية والضمنية .يعطى نموذج االثار الثابتة نتائج متسقة ولكنه ال يعد النموذج األكثر كفاءة ،وذلك مقارنة
بنموذج االثار العشوائية الذى يعطى قيم افضل ل . p-valuesولالختيار بين نموذج االثار الثابتة ونموذج
()29
االثار العشوائية البد من اجراء االختبارات التالية :
-اختبار ”“Hausmanوالذى يطبق لالختيار بين النموذجين ويستخدم االختبار توزيع Chi2الختبار صحة
الفرض العدمى التالى :
-ان المعامالت المقدرة باستخدام نموذج االثار العشوائية ال تختلف بشكل ملموس عن تلك المقدرة بواسطة
نموذج االثار الثابتة .
-اذا تم رفض الفرض العدمى واختلفت المعامالت المقدرة بنموذج االثار العشوائية عن تلك المقدرة بنموذج
االثار الثابتة ،فانه يتم تطبيق نموذج االثار الثابتة .
-اذا تم قبول الفرض العدمى ولم تختلف المعامالت المقدرة بنموذج االثار العشوائية عن تلك المقدرة بنموذج
االثار الثابتة ،فانه يتم تطبيق نموذج االثار العشوائية .
-اذا تم اختيار نموذج االثار العشوائية عن طريق اختبار ” ، “Hausmanفانه يتم تقدير هذا النموذج اما
بطريقة المربعات الصغرى المعممة ) Generalized Least Square (GLSاو بطريقة المربعات الصغرى
المعممة الممكنة )Feasible Generalized Least Square (FGLS
361
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
-ويتم بعد ذلك اجراء اختبار االرتباط الذاتي والذى يتم من خالل اختبار ديربن – واطسون ،وذلك من خالل
تقدير معامل االرتباط الذاتي ( (dوالتى تأخذ قيم تتروح بين صفر و ، 4فاذا اتضح عدم وجود ارتباط ذاتى
بين المتغيرات يتم تقدير نموذج االثار العشوائية باستخدام طريقة المربعات الصغرى المعممة ،اما اذا اتضح
وجود ارتباط ذاتى فانه يتم تقدير نموذج االثار العشوائية باستخدام طريقة المربعات الصغرى المعممة الممكنة
.
وبناء على اهداف الدراسة فانه يتم تقدير النموذج باستخدام المعادلة التالية :
FI= α0 + α1 (ATM) + α2 (MM) + α3 (EC) + ε
()1
حيث إن :
) :(FIمؤشر للشمول المالي يتمثل في عدد المقترضين من البنوك التجارية لكل 1000بالغ .
) :(MMمؤشر للنقود المحمولة يتضمن قيمة المعامالت المالية التي تمت باستخدام األموال المحمولة خالل
العام كنسبة من ( . (GDP
) :(ECاللوغاريتم الطبيعى لكل من عدد الديون وعدد بطاقات االئتمان لكل 100الف بالغ
ونظ اًر الن اهمال عدد من المتغيرات ذات الصلة بالنموذج المطبق يؤدى الى نتائج متحيزة ،فانه سيتم
ادخال بعض المتغيرات االقتصادية الكلية الحاكمة مثل معدل التضخم ) ، (INومعدل النمو السكانى )،(PG
وتحويالت العاملين ) ،(REحيث تعد هذه المتغيرات ذات صلة بالشمول المالى .ومن ثم يصبح شكل
معادلة النموذج على النحو التالى :
362
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
()2
المصدر :من اعداد الباحثة بناء على الحزمة اإلحصائية المستخدمة .
حيث يتضح من الجدول ان هناك عدد من المشاهدات يقدر ب 75مشاهدة ،كما ان المتغير المستقل سجل
متوسطاً قدره 110,8بحد ادنى بلغ 11,02والذى تم تسجيله في غينيا خالل عام ، 2014وحد اقصى بلف
317,39والذى تم تسجيله في ناميبيا خالل عام . 2016
وتأتى الخطوة التالية في االختيار بين نموذج االثار الثابتة والعشوائية من خالل اختبار ، “Hausmanوقد
اشارت النتائج الى انه سيتم تطبيق نموذج االثار العشوائية ،حيث بلغت قيمة توزيع 0,4854 = Chi2وهى
اكبر من ، 0.05مما يدعو الى قبول الفرض العدمى والذى يقضى بعدم اختالف المعامالت المقدرة باستخدام
نموذج االثار العشوائية عن تلك المقدرة باستخدام نموذج االثار الثابتة .وبناء على ذلك يتم تطبيق اختبار
363
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
ديربن – واطسون للتعرف على مدى وجود ارتباط ذاتى بين متغيرات النموذج عند ،N= 75ودرجات حرية
،K= 3ومستوى معنوية = . %5وفى بعض األحيان يتم اإلشارة الى اختبار ديربن -واطسون ب * ، dومن
جدول دربن واتسون يتم استخراج الحدين األدنى واألعلى ل * dويرمز لهما ب dUو dLويشير الجدول
التالى الى نتائج ذلك االختبار :
جدول ( )5نتائج اختبار ديربن – واطسون
Du dL
*d
1,709 1,543 1,3636 =)0,3182-1(2
المصدر :من اعداد الباحثة بناء على الحزمة اإلحصائية المستخدمة .
حيث تشير النتائج الى ان قيمة * dاقل من قيمة ، dLوهذا يعنى رفض الفرض العدمى القائل بعدم وجود
ارتباط ذاتى اى ان النموذج به ارتباط ذاتى موجب ،ومن ثم يتم تقدير نموذج االثار العشوائية باستخدام طريقة
المربعات الصغرى المعممة الممكنة ( ،(FGLSوالجدول التالى يوضح نتائج التقدير باستخدام تلك الطريقة :
جدول ( )6نتائج طريقة المربعات الصغرى المعممة الممكنة ((FGLS
P-value Z Std.Error Coefficients المتغيرات
0,226 1,21 77,69 93,97 الحد الثابت
0,042 2,03 2,31 4,69 عدد ماكينات
الصراف االلى
0.395 0,85- 78,35 66,58- عدد الديون وعدد
بطاقات االئتمان
0.008 2,65 0,21 0,57 النقود المحمولة
364
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
المصدر :من اعداد الباحثة بناء على الحزمة اإلحصائية المستخدمة .
يالحظ من الجدول رقم ( )6انه عند مستوى معنوية %5هناك تأثير معنوى موجب لعدد ماكينات الصراف
االلى على الشمول المالى ،كما يالحظ ايضاً ان هناك تأثير موجب للنقود المحمولة على الشمول المالى عند
مستوى معنوية %5ايضاً .وباإلضافة الى ذلك فان النموذج يتسم بكونه معنوياً عند مستوى معنوية %5حيث
بلغت قيمة p-valueالختبار chi2نحو .0,0132
وعند عمل النموذج مرة أخرى ولكن بإدخال المتغيرات االقتصادية الكلية الحاكمة السابق اإلشارة اليها ،فانه
البد من تكرار االختبارات السابقة مرة أخرى .ففي البداية البد من االختيار بين نموذج االثار الثابتة والعشوائية
وذلك من خالل اجراء اختبار ، Hausmanوقد اشارت النتائج الى انه سيتم تطبيق نموذج االثار العشوائية ،
حيث بلغت قيمة توزيع 0,9821 = Chi2وهى اكبر من ، 0.05مما يدعو الى قبول الفرض العدمى والذى
يقضى بعدم اختالف المعامالت المقدرة باستخدام نموذج االثار العشوائية عن تلك المقدرة باستخدام نموذج
االثار الثابتة .وبناء على ذلك يتم تطبيق اختبار ديربن – واطسون للتعرف على مدى وجود ارتباط ذاتى بين
،K=6ومستوى معنوية = . %5وفى بعض األحيان يتم متغيرات النموذج عند ،N= 75ودرجات حرية
اإلشارة الى اختبار ديربن -واطسون ب * ، dومن جدول دربن واتسون يتم استخراج الحدين األدنى واألعلى
ل * dويرمز لهما ب dUو dLويشير الجدول التالى الى نتائج ذلك االختبار :
جدول ( )7نتائج اختبار ديربن – واطسون
dU dL
*d
1,801 1,458 1,312 =)0,344-1(2
المصدر :من اعداد الباحثة بناء على الحزمة اإلحصائية المستخدمة .
حيث تشير النتائج الى ان قيمة * dاقل من قيمة ، dLوهذا يعنى رفض الفرض العدمى القائل بعدم وجود
ارتباط ذاتى ،أي ان النموذج به ارتباط ذاتى موجب ،ومن ثم يتم تقدير نموذج االثار العشوائية باستخدام
طريقة المربعات الصغرى المعممة الممكنة ( ،(FGLSوالجدول التالى يوضح نتائج التقدير باستخدام تلك
الطريقة :
365
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
366
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
تناولت الدراسة تقييم لبعض مؤشرات الشمول المالى في عدد من الدول االفريقية ،واتضح من العرض تفاوت
اداء االنظمة المصرفية فى تلك الدول ،حيث شهدت مؤشرات الشمول المالى تحسناً ملحوظاً فى قلة من تلك
الدول م وريشيوس ،وسيشل ،وكينيا ،وكذلك مصر .فى الوقت الذى استمرت فيه العديد من المشكالت التى
تتعلق بندرة تواجد فروع البنوك فى المناطق الريفية ،وقلة الوعى المصرفى ،وضعف البيئة القانونية والتنظيمية
التى يعمل فى اطارها القطاع المصرفى ،وكذلك صعوبة الحصول على المعلومات االئتمانية .
كما حاولت الدراسة اختبار تأثير تكنولوجيا الرقمنة المالية والمتمثلة في استخدام ماكينات الصراف االلى،
وبطاقات االئتمان والديون االلكترونية ،والنقود المحمولة ،على الشمول المالى في عدد من الدول االفريقية .
ولقد اشارت النتائج الى وجود تأثير معنوى موجب الستخدام ماكينات الصراف االلى والنقود المحمولة على
الشمول المالى ،بينما ال يوجد تأثي اًر معنوياً الستخدام بطاقات االئتمان والديون االلكترونية على الشمول المالى
في تلك الدول .وعند ادخال عدداً من المتغيرات االقتصادية الحاكمة الى النموذج مثل معدل التضخم ومعدل
النمو السكانى وتحويالت العاملين ،اشارت النتائج الى وجود تأثير معنوى موجب الستخدام ماكينات الصراف
االلى والنقود المحمولة على الشمول المالى ،بينما وجد ان هناك تأثير معنوى موجب للتضخم على الشمول
المالى ،كما لوحظ وجود تأثير معنوى سالب لتحويالت العاملين على الشمول المالى .ومن ثم فانه يمكن
القول بناء على هذه النتائج ان أدوات التكنولوجيا الرقمية المالية يمكن تطبيقها كأداة فعالة لتعزيز الشمول المالى
للدول النامية على وجه العموم ،والدول االفريقية على وجه الخصوص .
وبناء على ما تقدم ومن اجل تعزيز نمو وتطور الشمول المالى فى الدول االفربقية توصى الدراسة بتنفيذ
اصالحات اوسع نطاقاً واكثر عمقاً فى معظم هذه الدول تتضمن االرتقاء بمستوى البنية التحتية وتحسين نوعية
الخدمات المالية المقدمة ،وتحديث النظام المالى ،باإلضافة الى المحافظة على بيئة اقتصاية كلية مستقرة .
ومن ثم يمكن توضيح اهم اإلجراءات المطلوب اتباعها للتوسع فى استخدام خدمات التكنولوجيا الرقمية والتي
من شأنها تطوير وتعزيز الشمول المالى بالدول االفريقية :
-1إنشاء هيئة متخصصة مهمتها تسريع وتيرة التحول الرقمي في القطاعات االقتصادية المختلفة
367
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
-2نشر ثقافة التكنولوجيا الرقمية على مستوى االفراد والشركات بكافة مستوياتها
-3دعم التحول الرقمي ليشمل ليس فقط الشركات الكبيرة وإنما يتسع ذلك ليشمل المشروعات الصغيرة
والمتوسطة.
-4اغتنام الفرص الجديدة ذات الصلة بالتجارة الرقمية وااللكترونية ،وتعزيز السياسات التي توفر بيئة مواتية
للتجارة الرقمية اإلنتاجية ونظم الدفع والتخليص الرقمي لدفع فرص العمل الرقمي ،والمنافسة العادلة لألعمال
التجارية الرقمية ،والمساهمة في وضع متميز ألفريقيا في االقتصاد الرقمى العالمي،
-5دعم البرنامج "اإللكتروني" األفريقي الرئيسي ألجندة 2063من خالل توفير سياسات واستراتيجيات تؤدي
إلى تطبيقات وخدمات إلكترونية واسعة النطاق ،مما يجعل الثورة الرقمية أساسا لتقديم الخدمات وتحول أفريقيا
في النهاية إلى مجتمع رقمي.
-6تطوير منصات رقمية لخدمة األفراد والشركات والوكاالت الحكومية في جميع القطاعات ،بما في ذلك
الرعاية الصحية والتعليم والتجارة والنقل .
-7إنشاء أدوات مالية مبتكرة لنشر البنية التحتية الرقمية في أفريقيا مع التركيز على المناطق التي تعاني من
نقص الخدمات المالية التكنولوجية.
-8تطوير واعتماد سياسات تحقيق األمن االلكتروني الوطنية لحماية خصوصية البيانات ومكافحة الجريمة
االلكترونية.
-9وضع تدابير تشريعية وتنظيمية تكافح استخدام المنصات عبر اإلنترنت لنشر المحتوى الذي يهدد كرامة
وحقوق المواطنين.
368
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر -إبريل 2021
( )9أ .د .جالل الدين بن رجب :احتساب مؤشر ُمرّكب للشمول المالي وتقدير العالقة بين الشمول المالي والناتج المحلي
اإلجمالي في الدول العربية ( ،أبو ظبي :صندوق النقد العربي ،يونيو .)2018
(10) Awad, Mai Mostafa. and Eid, Nada Hamed.” Financial Inclusion in the MENA Region: A
Case Study on Egypt ”,( Journal of Economics and Finance (IOSR-JEF).)Volume 9,
Issue 1 Ver. II (Jan.- Feb .2018), PP 11-25 ) , at www.iosrjournals.org
369
2021 إبريل- مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر
(11) Okaro, Celestine” Financial Inclusion and Nigerian Economy (1990-2015)”,( Journal of
Policy and Development Studies (JPDS), Vol. 10, No. 4, November 2016,pp 50 - 65
), at www.arabianjbmr.com/JPDS_index.php).
(12) Ngulingwa Philip Balele, “ The impact of financial inclusion on economic growth in sub –
Saharan Africa “ , journal of applied economic and business , ( Tanzania: directorates of
economic research and policy , bank of Tanzania , vol.7, no.4, 2019 )
(13) Kesuh Thaddeus , et. Al., “ digital financial inclusion and economic growth : evidence
from sub-Saharan Africa (2011-2017)” International Journal of Business and
Management , ( Nsukka: department of banking and finance , university of Nigeria , vol.8,
no.4, 2020)
(14) Ahmed, Abdullahi D. "Integration of financial markets, financial development and growth:
Is Africa different?.",( Journal of International Financial Markets, Institutions and
Money, 42 (2016): 43-59
(15) European Investment Bank, Banking in sub- Sharan Africa , Challenges and
Opportunities ,( Luxembourg: European Investment Bank, jan.2013) , p.8
(16) Jennifer Moyo, et.al., Financial sector reform , competition and banking system
stability in sub- Saharan Africa , paper presented at the IMF / DFID conference on “
macroeconomic challenged facing low-income countries” , ( Washington D.C.: IMF
,Jan.2014), p.14.
(17) Thorsten Beck , et.al. , Making cross – border banking work for Africa ,( Eschborn ,
Greman Federal Ministry of Economic Cooperation and development ,2014) , pp36-37.
(18) Akhil Damodaran , Financial Inclusion: Issues and Challenges , 2016 ,pp 54-55, at:
http\\:www.akgec.in/journals/july-Dec13/11-Akh.pdf
(19) مؤسسة: ( عمان، ادارة المصارف – استراتيجية تعبئة الودائع وتقديم االئتمان: حمزة محمود الزبيدى.د
.166 ص، )2000،الوراق
(20) Thorsten Beck, Robert cull, Banking in Africa , center for the study of African economies
(CSAE), Working paper No. 16,( Oxford: CSAE, August 2013 ) , pp.2-3.
(21) , World Bank,at: http//databank.worldbank.org/data/views/reports/tableview.asopx
world development indicators
(22) . World Bank , World Development Indicators , Op.cit
370
2021 إبريل- مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر
(23) George C.Anayiotos, Havhannes Toroyan, Institutional Factors and Financial Sector
Development : Evidence from Sub-Saharan Africa , IMF working paper No. 258,(
Washington D.C.: IMF,NOV.2009), P.3
(24) World Bank , World Development Indicator Op.cit.
(25) Cathrine Pattillo, Sub- Saharan Africa Financial Sectors, Issues , Challenges and
Strategies , 2006 , p.9
at: http//www.hofstra.edu/pdf/biz_mlc_catherine_africa.pdf.
(26) . World Bank , World Development Indicators , Op.cit.
(27) ibid
دراسة قياسية باستخدام بيانات: تأثير نظم سعر الصرف على النمو االقتصادى في الدول النامية، ) بدراوى شهيناز28(
كلية العلوم االقتصادية، جامعة ابى بكر بلقعيد تلمسان: ( الجزائر، )2012-1980( دولة نامية18 بانل لعينة من
.201-200 ص، )2015-2014 ، والتجارية وعلوم التيسير
(29) : لمزيد من التفاصيل انظر
-Dielman, 1989, « Pooled Cross-Sectional and time series data analysis », Texas :
Christian
University, USA,1989 ) ,
-Free. A and Kim,, « Longitudinal and Panel Data », ( University of Wisconsin,
Madison,2007)
-William Green, « Econometric Analysis », 5 ed, ( New Jersey, Prentice Hall, Apper
Saddle -River, 2003)
371