You are on page 1of 31

‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫أثر تطبيق تكنولوجيا الرقمنة المالية على الشمول المالى في القطاع‬


‫المصرفى بالدول االفريقية‬

‫‪The impact of applying financial digitization technology on‬‬


‫‪financial inclusion in the banking sector in African countries‬‬
‫د‪.‬نهلة أبو العز‬
‫جامعة القاهرة‪-‬كلية الدراسات االفريقية العليا‬

‫ملخص الدراسة ‪:‬‬


‫تحاول تلك الدراسة اختبار اثر تطبيق تكنولوجيا الرقمنة المالية والمتمثلة في ماكينات الصراف األلى ‪،‬‬
‫وبطاقات االئتمان والديون االلكترونية ‪ ،‬والنقود المحمولة على الشمول المالى في عدد من الدول االفريقية‬
‫خالل الفترة ‪ , 2018-2014‬ولقد تضمنت عينة الدراسة ‪ 15‬دولة افريقية وتم تطبيق تحليل السالسل الزمنية‬
‫المقطعية ‪ . Panel Data‬ولقد توصلت الدراسة الى نتيجة مفادها وجود اثر معنوى موجب الستخدام ماكينات‬
‫الصراف االلى والنقود المحمولة على الشمول المالى ‪ ،‬بينما وجدت الدراسة على الجانب االخر ان استخدام‬
‫الديون االلكترونية وبطاقات االئتمان ليس له اثر معنوى على الشمول المالى ‪ .‬باإلضافة الى ذلك قامت الدراسة‬
‫بإدخال عدد من المتغيرات االقتصادية الكلية الحاكمة الى النموذج مثل‪ :‬معدل التضخم ‪ ،‬ومعدل النمو السكانى‬
‫‪ ،‬وتحويالت العاملين ‪ ،‬وقد اشارت النتائج الى وجود نفس األثر المعنوى الموجب الستخدام ماكينات الصراف‬
‫االلى والنقود المتحركة على الشمول المالى ‪ ،‬كما كان لمعدل التضخم اثر معنوى موجب ايضاً على الشمول‬
‫المالى ‪ ،‬في حين اتضح ان هناك اثر معنوى سالب لتحويالت العاملين على الشمول المالى ‪.‬‬
‫الكلمات الدالة ‪ :‬التمويل الرقمى ‪ ،‬التكنولوجيا المالية ‪ ،‬الشمول المالى ‪ ،‬تحليل السالسل الزمنية المقطعية ‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This study tries to test the impact of the application of financial digitization‬‬
‫‪technology represented in ATMs, credit cards, electronic debts, and portable cash‬‬
‫‪on financial inclusion in a number of African countries during the period 2014-‬‬

‫‪341‬‬
2021 ‫ إبريل‬- ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر‬

2018, and the study sample included 15 African countries and the time-series
analysis was applied to the Panel. Data. The study concluded that the use of ATMs
and portable cash has a positive impact on financial inclusion, while the study
found, on the other hand, that the use of electronic debts and credit cards has no
significant effect on financial inclusion. In addition, the study introduced a number
of macroeconomic variables governing the model, such as: the inflation rate, the
population growth rate, and the remittances of workers. The results indicated that
there was the same positive effect of using ATMs and mobile money on financial
inclusion, as the inflation rate had an effect. A positive moral is also on financial
inclusion, while it became clear that there is a negative impact of workers'
remittances on financial inclusion.
Key words: digital finance, financial technology, financial inclusion, cross-sectional
time series analysis.
: ‫مقدمة‬
‫أصبح الشمول المالي محور اهتمام العديد من الحكومات والجهات المالية الرقابية فى أغلب دول العالم وكذلك‬
‫ حيث حدد الشمول المالي كعامل رئيسي في تحقيق سبعة من أهداف التنمية المستدامة‬، ‫وكاالت التنمية الدولية‬
‫ ولقد ازداد اهتمام واضعى السياسات والحكومات والمؤسسات الدولية ومؤسسات القطاع الخاص‬.‫السبعة عشر‬
‫ وبدأت العديد من الدول االفريقية في تطبيق سياسات تعزز وتوسع من نطاق الشول‬، ‫بمفهوم الشمول المالى‬
‫ ويزيد من‬، ‫ كما انه يخفض من معدالت الفقر‬، ‫المالى بما يحفز النمو االقتصادى ويحقق االستقرار المالى‬
‫ وذلك من خالل تعزيز وتسهيل وصول كافة فئات المجتمع الى الخدمات المالية المدعومة‬، ‫تمكين المرأة‬
‫ والخدمات المالية‬، ‫ واألموال والمدفوعات االلكترونية‬، ‫ حيث ظهرت االبتكارات المالية‬، ‫بالتطور التكنولوجى‬
، %69 ‫ وقد بلغت نسبة البالغين الذين يمتلكون حسابات مصرفية على مستوى العالم‬. ‫عبر الهاتف المحمول‬
‫ الف مقترض وذلك وفقاً لبيانات‬164 ‫ الف بالغ ) نحو‬100 ‫كما بلغ عدد المقترضين من البنوك التجارية ( لكل‬

342
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫البنك الدولى لعام ‪ . 2018‬كما قدر عدد ماكينات الصراف االلى ( لكل ‪ 100‬الف بالغ ) نحو ‪ 49‬الف ماكينة‬
‫وذلك وفقاً لبيانات البنك الدولى لعام ‪ ، 2019‬مما أدى الى تحسن مستوى الشمول المالى عالمياً وعزز بدوره‬
‫النمو االقتصادى المنشود ‪.‬‬
‫ولقد حققت الدول االفريقية خطوات ملموسة لتحقيق الشمول المالى ‪ ،‬وال سيما فيما يتعلق بتحسين االنتشار‬
‫والوصول واالستخدام الموسع للخدمات المالية ‪ ،‬حيث كانت هذه النتيجة مدفوعة بشمل أساسي بخدمات األموال‬
‫عبر الهاتف المحمول كمنصة لتقديم الخدمات المالية ‪ ،‬ومن خالل أدوات االبتكار المالى تم التغلب على‬
‫الحواجز الجغرافية ‪ ،‬خاصة في المناطق الريفية ذات الكثافة السكانية المنخفضة حيث انخفضت تكاليف‬
‫الحصول على الخدمات المالية بشكل ملموس ‪ .‬كما خفف ابتكار التكنولوجيا المالية من القيود المرتبطة‬
‫بالوصول الى الخدمات المالية ‪ .‬وتتضح أهمية الشمول المالى كأحد المحاور األساسية في اجندة االتحاد‬
‫األفريقي للتنمية المستدامة ‪ 2063‬حيث ظهر واضحاً في العديد من األهداف بها‪.‬‬
‫هدف الدراسة ‪:‬‬
‫اتبعت العديد من الدول االفريقية استراتيجيات وطنية وخطط للشمول المالى وحققت خطوات واسعة في انتشار‬
‫واستخدام الخدمات المالية ‪ ،‬ومن ثم تهدف تلك الدراسة الى اختبار اثر تطبيق تكنولوجيا الرقمنة المالية والمتمثلة‬
‫في ماكينات الصراف األلى ‪ ،‬وبطاقات االئتمان والديون االلكترونية ‪ ،‬والنقود المحمولة على الشمول المالى‬
‫في عدد من الدول االفريقية خالل الفترة ‪. 2018 -2014‬‬
‫إشكالية الدراسة ‪:‬‬
‫على الرغم من ان العديد من الدول االفريقية قد خطت خطوات ثابته وحثيثة نحو الشمول المالى ‪ ،‬وانتهجت‬
‫العديد من البرام ج والسياسات الداعمة لذلك ‪ ،‬اال ان تنفيذ تلك الخطط والسياسات في القطاع المصرفي يواجه‬
‫بالعديد من التحديات منها ‪ :‬االنتشار المحدود للخدمات المالية خاصة في المناطق النائية ‪ ،‬وضعف البنية‬
‫التحتية المصرفية ‪ ،‬وارتفاع مستويات االمية المالية ‪ ،‬وارتفاع تكلفة الحصول على تلك الخدمات المالية ‪،‬‬
‫وانخفاض االدخار وضعف ثقافة سداد القروض ‪ ،‬وزيادة المعامالت خارج القطاع المصرفي بسبب انتشار‬
‫ظاهرة االقتصاد غير الرسمي بالدول االفريقية ‪ .‬وقد اثرت تلك التحديات على انتشار الشمول المالى في الدول‬
‫االفريقية رغم اعتماد التكنولوجيا المالية فيها ‪.‬‬

‫‪343‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫تساؤالت الدراسة ‪:‬‬


‫انطالقا من إشكالية الدراسة السابق عرضها سيتم محاولة اإلجابة على تساؤل رئيسي للدراسة وهو‪:‬‬

‫ما هو أثر تطبيق تكنولوجيا الرقمنة المالية على الشمول المالى في القطاع المصرفي في عدد من الدول‬
‫االفريقية ؟‬

‫وعلى ضوء هذا التساؤل يمكن إدراج عدد من األسئلة الفرعية وهى‪:‬‬

‫‪ -1‬ما هو مفهوم الشمول المالي وأهم المفاهيم المرتبطة به ؟‬


‫‪ -2‬ماهي أهم فرص تعزيز الشمول المالي والتحديات التي تواجهه؟‬
‫‪ -3‬كيف يمكن تقديم رؤية مستقبلية لتعزيز الشمول المالي بالدول االفريقية؟‬
‫‪ -4‬كيف يمكن تحسين اليات النفاذ الى الخدمات المالية والمصرفية بحيث تشمل كافة فئات‬
‫المجتمع في الدول االفريقية ؟‬
‫فرضيات الدراسة‪:‬‬

‫تتضمن فروض الدراسة عدداً من التكنولوجيات المالية الرقمية والتي يمكن ان تشكل محددات للشمول المالى‬
‫بالدول االفريقية كما يتضح مما يلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬هناك اثر موجب للنقود المحمولة على الشمول المالى ‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك اثر موجب الستخدام بطاقات االئتمان والديون اإللكترونية على الشمول المالى‬
‫‪ -3‬هناك اثر موجب الستخدام ماكينات الصراف االلى على الشمول المالى ‪.‬‬
‫منهجية الدراسة ‪:‬‬
‫تعتمد الدراسة على أسلوب السالسل الزمنية المقطعية ( ‪ (panel data‬بحيث يتم استعمال هذه النماذج أو ما‬
‫يعرف أيضا بمعطيات السلة عند تقارب اآلثار والمميزات الفردية بين مجموعة الد ارسة‪ ،‬وبذلك سنلجأ في دراستنا‬
‫إلى استعمال هذا النوع من النماذج كون أن هذه الدراسة تخص مجموعة من الدول االفريقية التي تتقارب فيما‬
‫بينها من حيث األداء ‪ ،‬ونعني بمصطلح بيانات السالسل الزمنية المقطعية أو معطيات البانل مجموعة من‬

‫‪344‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫المشاهدات التي تتكرر عند مجموعة من األفراد في عدة فترات من الزمن‪ ،‬بحيث أنها تجمع بين خصائص‬
‫كل من البيانات المقطعية والسالسل الزمنية في نفس الوقت‪ .‬فبالنسبة للبيانات المقطعية فهي تصف سلوك‬
‫عدد من المفردات أو الوحدات المقطعية (شركات أو دول) عند فترة زمنية واحدة‪ ،‬بينما تصف بيانات السالسل‬
‫الزمنية سلوك مفردة واحدة خالل فترة زمنية معينة‪ ،‬وهنا تكمن أهمية استخدام بيانات البانل كونها تحتوي على‬
‫معلومات ضرورية تتعامل مع ديناميكية الوقت وعلى مفردات متعددة‪.‬‬
‫وبناء على ما تقدم ‪ ،‬فان النموذج المطبق بهذه الدراسة يأخذ الشكل التالى ‪:‬‬
‫‪FI= α0 + α1 (ATM) + α2 (MM) + α3 (EC) + α4 (IN) + α5 (PG) + α6 (RE) + ε‬‬
‫حيث إن ‪:‬‬

‫)‪ :(FI‬مؤشر للشمول المالي يتمثل في عدد المقترضين من البنوك التجارية لكل ‪ 1000‬بالغ ‪.‬‬

‫)‪ : (ATM‬عدد ماكينات الصراف االلى لكل ‪ 100‬الف بالغ ‪.‬‬

‫)‪ :(MM‬مؤشر للنقود المحمولة يتضمن قيمة المعامالت المالية التي تمت باستخدام األموال المحمولة خالل‬
‫العام كنسبة من ( ‪. (GDP‬‬

‫)‪ :(EC‬اللوغاريتم الطبيعى لكل من عدد الديون وعدد بطاقات االئتمان لكل ‪ 100‬الف بالغ ‪.‬‬

‫)‪ : (IN‬معدل التضخم‬

‫)‪ :(PG‬معدل النمو السكانى ‪.‬‬

‫)‪ :(RE‬تحويالت العاملين‬

‫‪ : ε‬حد الخطأ العشوائى‬

‫‪ : αS‬معامالت االنحدار المراد تقديرها ‪.‬‬

‫االطار المكانى والزمانى للدراسة ‪:‬‬

‫‪345‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫تستخدم الدراسة بيانات سالسل زمنية مقطعية لعدد من الدول االفريقية يبلغ ‪ 15‬دولة خالل الفترة ‪-2014‬‬
‫‪ ، 2018‬ويعود السبب في اختيار تلك الدول الى عدم توافر البيانات المطلوبة للدول االفريقية االخرى ‪ ،‬حيث‬
‫تضمنت تلك الدول ‪ :‬مصر ‪ ،‬أنجوال ‪ ،‬بتسوانا ‪ ،‬الكاميرون ‪ ،‬غانا ‪ ،‬غينيا ‪ ،‬كينيا ‪ ،‬ليسوتو‪ ،‬مدغشقر ‪،‬‬
‫موريتانيا ‪ ،‬موريشيوس ‪ ،‬موزمبيق ‪ ،‬ناميبيا ‪ ،‬سيشل ‪ ،‬وزيمبابوى ‪.‬‬

‫تقسيم الدراسة ‪:‬‬

‫فى اطار ما تقدم تنقسم الورقة الى اربعة محاور باإلضافة الى مقدمة وخاتمة ‪ ،‬يتناول المحور االول منها‬
‫اطا اًر نظرياً حول مفهوم الشمول المالى واهميته وطرق قياسه وعرض لبعض االدبيات االقتصادية في الموضوع‪،‬‬
‫ويركز المحور الثانى من الورقة على تناول بعض مؤشرات الشمول المالى في الدول االفريقية محل الدراسة‬
‫‪ ،‬فى حين يعرض المحور الثالث لنموذج القياس المطبق والبيانات المستخدمة ‪ ،‬ويتناول المحور الرابع مناقشة‬
‫الهم نتائج القياس ‪ ،‬ويأتي المحور الخامس واألخير لعرض اهم التوصيات والسبل المقترحة لتعزيز متطلبات‬
‫الشمول المالى في الدول االفريقية ‪.‬‬
‫اوالً ‪ :‬اطا اًر نظرياً حول مفهوم الشمول المالى واهميته وطرق قياسه وعرض لبعض االدبيات االقتصادية‪:‬‬

‫‪ -1‬مفهوم الشمول المالي ونشأته وتطوره ‪:‬‬


‫يمكن إرجاع فكرة الشمول المالي إلى بداية القرن التاسع عشر عندما نشأت الحركة التعاونية في الهند عام‬
‫‪ 1904‬ضد وكاالت اإلقراض غير المؤسسية في شكل مقرضين ماليين كانوا يتقاضون فائدة باهظة من‬
‫الفالحين الفقراء‪ ،‬حيث استبعد الفقراء من المصدر الرسمي للخدمات المصرفية وما صاحبه من استغالل‬
‫المقرضين المحليين مما تتطلب ظهور نظام مالي شامل ‪ ،‬وسد الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية في‬
‫تسهيل الخدمات المصرفية ‪ ،‬واكتسب مفهوم الدمج المالي زخماً في محاولة للتركيز على المناطق الريفية ‪،‬‬
‫بنكا‬
‫ومن ثم قام بنك االحتياطي الهندي بتحرير قواعد ترخيص الفروع في عام ‪ 1965‬وبعد ذلك تم تأميم ‪ً 14‬‬
‫ئيسيا في أنحاء الهند خالل عام ‪ 1969‬وتم تقديم مخططات للبنوك الرائدة‪ ،‬وقد ساعد هذا إلى حد ما‬
‫تجارًيا ر ً‬
‫في فتح عدد من الفروع في كافة المناطق لتقليل االستبعاد الجغرافي الذي يحرم الناس من الخدمات المصرفية‬
‫(‪)1‬‬
‫األساسية‪.‬‬

‫‪346‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫ويرجع ظهور مصطلح الشمول المالي إلى عام ‪ 1993‬الى دراسة عن الخدمات المالية في جنوب شرق إنجلت ار‬
‫‪ ،‬تم فيها تناول أثر إغالق فرع أحد البنوك على وصول سكان المنطقة فعلياً للخدمات المصرفية ‪ ،‬وفي العام‬
‫‪ 1999‬استخدم مصطلح الشمول المالي ألول مرة بشكل أوسع لوصف محددات وصول األفراد إلى الخدمات‬
‫(‪)2‬‬
‫وتتعدد المصطلحات والمفاهيم المتعلقة بالشمول المالي ‪ ،‬ويأتي هذا التعدد نتيجة المدارس‬ ‫المالية المتوافرة ‪.‬‬
‫الفكرية التي تتبنى تلك المفاهيم ‪ .‬فلقد قام صندوق النقد العربي بتعريف الشمول المالي على إنه‪:‬‬

‫" إتاحة واستخدام كافة الخدمات المالية لمختلف فئات المجتمع من خالل القنوات الرسمية بما في ذلك الحسابات‬
‫المصرفية والتوفي ر‪ ،‬خدمات الدفع والتحويل‪ ،‬خدمات التأمين‪ ،‬وخدمات التمويل واالئتمان لتفادي لجوء البعض‬
‫إلى القنوات والوسائل غير الرسمية التي ال تخضع لحد أدنى من الرقابة واإلشراف مرتفعة األسعار نسبيا مما‬
‫(‪)3‬‬
‫يؤدي إلى سوء استغالل احتياجات هؤالء من الخدمات المالية والمصرفية"‪.‬‬
‫ويركز هذا التعريف على إتاحة الخدمات المالية سواء المصرفية أو غيرها ‪ ،‬لجميع فئات المجتمع‬
‫وخصوصا الفئات المهمشة التي ال تستطيع الوصول إلى الخدمات المالية وغيرها من الخدمات نتيجة ضعف‬
‫الخدمات في المناطق غير الحضرية أو ألسباب أخرى تتعلق بالضمانات ‪ ،‬كما يركز التعريف على إتاحة تلك‬
‫الخدمات من خالل القنوات الرسمية المرخصة من قبل الدولة ‪ ،‬حيث إن القنوات غير الرسمية تكون أكثر تكلفة‬
‫‪ ،‬مع صعوبة إثبات الحقوق وااللتزامات عبر القنوات غير الرسمية ‪.‬‬

‫بينما تبنى البنك الدولي تعريفاً للشمول المالي على إنه " أن األفراد والشركات لديهم إمكانية الوصول إلى‬
‫منتجات وخدمات مالية مفيدة وبأسعار ميسورة تلبي احتياجاتهم‪ -‬المعامالت المدفوعات والمدخرات واالئتمان‬
‫(‪)4‬‬
‫والتأمين‪ -‬ويتم تقديمها لهم بطريقة تتسم بالمسئولية واالستدامة " ‪.‬‬
‫ومن هذا التعريف يالحظ إن الشمول المالي يشمل األفراد والشركات ‪ ،‬كما يتضمن جميع الخدمات المالية وال‬
‫يقتصر على الخدمات المصرفية فقط ‪ ،‬كما يشترط فى الشمول المالي أن تكون هذه الخدمات مستدامة وليست‬
‫مؤقتة ‪ ،‬كما يركز أن تكون تكلفة تلك الخدمات بأسعار مناسبة ‪.‬‬

‫أهداف الشمول المالي ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫(‪)5‬‬
‫للشمول المالي العديد من األهداف من أهمها‪:‬‬

‫‪347‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫‪ -1‬مساعدة األشخاص على تأمين الخدمات والمنتجات المالية بأسعار اقتصادية مثل الودائع وخدمات تحويل‬
‫األموال والقروض والتأمين ‪ ،‬الخ ‪.‬‬
‫‪ -2‬إنشاء مؤسسات مالية مناسبة لتلبية احتياجات الفقراء‪.‬‬
‫ظا اليقين في الحفاظ علي األموال التي يكافحون‬
‫‪ -3‬بناء االستدامة المالية حتى يكون لدى األشخاص األقل ح ً‬
‫من أجلها‪.‬‬
‫‪ -4‬توسيع قاعدة المؤسسات التي تقدم خدمات مالية منخفضة التكلفة بحيث يكون هناك منافسة كافية ويكون‬
‫لدى العمالء الكثير من الخيارات لالختيار من بينها‪.‬‬
‫اقتصاديا في المجتمع‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -5‬زيادة الوعي بفوائد الخدمات المالية بين الفئات المحرومة‬
‫ظا في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -6‬إنشاء منتجات مالية مناسبة لألشخاص األقل ح ً‬
‫‪ -7‬تحسين المعرفة المالية والوعي المالي في البالد‪.‬‬
‫اقتصاديا في البالد‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -8‬إيجاد حلول مالية رقمية لالفراد المحرومين‬
‫خصيصا للفقراء وفًقا لظروفهم المالية الفردية واحتياجات أسرهم‬
‫ً‬ ‫‪ -9‬توفير حلول مالية مخصصة ومصممة‬
‫ومستويات دخلهم‪.‬‬
‫معوقات انتشار الشمول المالي ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫على الرغم من دعم المؤسسات الدولية (مثل مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومجموعة العشرين‬
‫وغيرها من المؤسسات) النتشار الشمول المالي ‪ ،‬كما وضعت أغلب دول العالم استراتيجيات وطنية لنشر‬
‫الشمول المالي ‪ ،‬إال إن هناك تحديات تحول دون انتشار الشمول المالي على المستوى المطلوب ‪ ،‬وبالطبع‬
‫تختلف تلك التحديات تبعاً لخصائص كل دولة ‪ ،‬وعموماً تنقسم تلك التحديات إلى تحديات على جانب العرض‬
‫(‪)6‬‬
‫وتحديات على جانب الطلب ‪.‬‬

‫‪ -1‬تحديات على جانب العرض‪:‬‬

‫أ‪ -‬عدد مقدمي الخدمات المالية ‪ :‬حيث يقل عدد مقدمي الخدمات المالية في المناطق التي تبعد عن المدن‬
‫والمناطق الريفية‪.‬‬

‫‪348‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫ب‪ -‬توافر البنية التحتية والتكنولوجية ‪ :‬حيث يسهم توافر البنية التحتية والتكنولوجية في توفير الخدمة باإلضافة‬
‫لتوفير بدائل مناسبة للمناطق الريفية والصحراوية‪.‬‬
‫ج‪ -‬مشاركة القطاع الخاص في تقديم الخدمات المالية‪ :‬حيث يكون هناك مرونة أكثر في تقديم الخدمات‬
‫المالية من قبل القطاع الخاص بشرط وضع قواعد التعامل من قبل الجهات الرقابية ‪.‬‬
‫د‪ -‬مدى فهم وادراك مقدمي الخدمات المالية ألهمية الشمول المالي ‪ :‬يعد هذا العامل أحد أهم التحديات‬
‫النتشار الشمول المالي ‪ ،‬باإلضافة لفهم الخدمات المالية ذاتها وقدرتهم الشخصية على نقل تلك المعرفة إلى‬
‫العمالء وخصوصاً في المناطق الريفية‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديات على جانب الطلب‪:‬‬

‫أ‪ -‬محو األمية المالية ‪ :‬يعد هذا العمال أحد التحديات الرئيسية خصوصاً بين سكان المناطق الريفية وسكان‬
‫(‪)7‬‬
‫العشوائيات يضاف إلى ذلك مدى معرفة السكان للقراءة والكتابة‪.‬‬
‫ب‪ -‬معدل التضخم ‪ :‬حيث يمثل عدم قدرة السكان على االدخار في حاالت تحقيق االقتصاد لرقم مزدوج من‬
‫التضخم مع ما يصاحب ذلك من آثار على معدل الفائدة الحقيقية والخسارة المستمرة في قيمة النقود ‪ ،‬كما أن‬
‫(‪)8‬‬
‫أسعار الفائدة الحقيقية تجعل المدخرين المحتملين يبحثون عن طرق أخرى غير مصرفية لتحقيق المنفعة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬معدل الفقر في المجتمع ‪ :‬يوجد عالقة عكسية بين زيادة معدالت الفقر ومدى انتشار الشمول المالي ‪،‬‬
‫ففي المجتمعات األكثر احتياجا يكافح اإلفراد من أجل توفير المتطلبات األساسية وال يحتاجون للتعامالت المالية‬
‫في أغلب األحيان ‪.‬‬
‫د‪ -‬وجود نظام أجور غير تنافسي‪ :‬تصنف طبقة كبيرة من األيدي العاملة في القطاع الخاص والقطاع غير‬
‫الرسمي في الدول النامية في مستويات أجور متدنية مما يجعلهم في الفئات المستبعدة مالياً‪.‬‬
‫ه‪ -‬توافر المستندات الثبوتية ‪ :‬حيث يعاني العديد من األفراد فى المناطق غير الحضرية من عدم توافر‬
‫مستندات تحقيق الشخصية ‪ ،‬كما يعاني األفراد من عدم توافر المستندات المطلوبة األخرى مثل إيصال توصيل‬
‫المرافق للمسكن ‪.‬‬

‫‪349‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫و‪ -‬ألسباب العقائدية ‪ :‬يمتنع المنتمين لبعض العقائد والديانات من استخدام الخدمات المالية نظ اًر لتحريمها‬
‫بالنسبة لهم‪.‬‬
‫‪ -4‬عرض لبعض االدبيات االقتصادية ذات الصلة بموضوع الدراسة ‪:‬‬
‫(‪)9‬‬
‫أ‪ -‬دراسة أ ‪ .‬د‪ .‬جالل الدين بن رجب‪:‬‬
‫هدفت الدراسة الى تحقيق ما يلى ‪-:‬‬

‫تكامال وشموًال لوضع الشمول‬


‫ً‬ ‫‪ -1‬احتساب مؤشر مركب للشمول المالي يمكن من الحصول على صورة أكثر‬
‫المالي في الدول العربية‪ ،‬باعتماد منهجيات إحصائية متقدمة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تقدير معامل العالقة بين الش ـ ـ ــمول المالي ونص ـ ـ ــيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي في الدول العربية‬
‫في االتجاهين‪ ،‬باسـ ــتخدام نموذج المعادالت اآلنية‪ ،‬إلى جانب التعرف على أثر محددات أخرى على الشـ ــمول‬
‫المالي‪ ،‬كمؤشـ ــر التركز المص ـ ـرفي ومؤشـ ــر سـ ــهولة ممارسـ ــة أنشـ ــطة األعمال‪ ،‬بهدف المسـ ــاعدة على وضـ ــع‬
‫إسـتراتيجية وخطط عمل مناسـبة لمزيد الوصـول إلى أكثر شـمول (إدماج) مالي ‪ ،‬وخلصـت الد ارسـة الى ما يلى‬
‫‪:‬‬
‫‪ -1‬ال يمكن الوقوف على وضع الشمول المالي باالعتماد على المؤشرات الجزئية فقط‪ ،‬بل يجب احتساب‬
‫مؤشر مرّكب ُيم ّكن من الحصول على صورة شاملة ومتّسقة للشمول المالي‪ ،‬من ميزات هذا المؤشر التحديد‬
‫اإلحصائي لمساهمة كل بعد من أبعاد الشمول المالي في المؤشر المرّكب‪.‬‬
‫‪ -2‬نالحظ من خالل المؤشر المرّكب أن االقتراض من القنوات غير الرسمية يمثل عائقا أمام الشمول المالي‬
‫حيث أن درجة ارتباطه بالشمول المالي عكسية سالبة ( ‪). 0.39-‬‬
‫‪ُ -3‬يعتبر نصـيب الفرد من الناتج المحلى اإلجمالي من أهم محددات الشـمول المالي‪ ،‬لكنه في المقابل يتأثر‬
‫مكونـة من معـادلـة واحـدة ال تفي بـالغرض‪ ،‬حيث‬ ‫بـالشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمول المـالي‪ ،‬بـالتـالي التقـديرات المسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتنـدة على نمـاذج ّ‬
‫يتض ـ ــح من خالل النتائج أنها تعطي تقديرات أقل من الصـ ـ ـواب بنس ـ ــبة ‪ 29‬بالمائة فيما يتعلق بتأثير نص ـ ــيب‬
‫الفرد من الناتج المحلى اإلجمالي على الش ـ ـ ــمول المالي‪ .‬كما تؤدي إلى تقديرات تفوق الصـ ـ ـ ـواب بنس ـ ـ ــبة ‪9.4‬‬
‫بالمائة بالنسبة لتأثير الشمول المالي على نصيب الفرد من الناتج المحلى اإلجمالي‪.‬‬

‫‪350‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫ب‪ -‬دراسة )‪Awad, Mai Mostafa. and Eid, Nada Hamed.)10‬‬


‫هدفت الدراسة الى شرح مفهوم "الشمول المالي" ودراسة العالقة بين الشمول المالي والتنمية االقتصادية من‬
‫جهة ‪ ،‬والشمول المالي واالستقرار المالي على الجانب اآلخر‪ .‬كما تهتم الورقة بدراسة سلوك الشمول المالي‬
‫في منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا لتوضيح التحديات والفرص الرئيسية التي تواجهها دول المنطقة‪ ،‬كما‬
‫ركزت على مصر كواحدة من أكبر الدول في منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا كدراسة حالة لقياس مستوى‬
‫الوصول الفردي والتوعية بالخدمات المالية‪ .‬اعتمدت الدراسة على منهج البحث الوصفي من خالل المسح‪،‬‬
‫حيث شملت العينة العشوائية المستخدمة ‪ 140‬مستجيباً وتم توزيع المسح أساساً في منطقة القاهرة ‪ ،‬وخلصت‬
‫الدراسة الى ان معظم المجتمع المصري قد ال يكون على دراية كاملة بالشمول المالي‪.‬‬

‫(‪)11‬‬
‫‪Okaro, Celestine‬‬ ‫دراسة‬ ‫ج‪-‬‬
‫هدفت الدراسة الى اختبار آثر الشمول المالي على االقتصاد النيجيري خالل الفترة (‪ ، )2015-1990‬وذلك‬
‫عن طريق تحديد العالقة بين أنشطة الوساطة المالية ‪ ،‬والتعميق المالي ‪ ،‬والناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي ‪،‬‬
‫وتحديد العالقة بين الشمول المالي والقضاء على الفقر في نيجيريا‪ .‬واعتمدت الدراسة على منهج البحث الوصفي‬
‫والكمي وتم اس تخدام اثنين من األدوات التحليلية وهما اإلحصاء الوصفي والنماذج التحليلية متعددة االنحدار‪،‬‬
‫وباستخدام طريقة المربعات الصغرى العادية (‪ ، )OLS‬وخلصت الدراسة الى ان هناك إجماع عالمي على‬
‫أهمية الشمول المالي بسبب دوره األساسي في تحقيق النزاهة واالستقرار إلى النظام المالي لالقتصاد وكذلك‬
‫دوره في مكافحة الفقر بطريقة مستدامة‪ .‬كما يعد الشمول المالي ضرورياً للنمو الشامل في نيجيريا ويمكن‬
‫تسهيله من خالل إعادة هيكلة الخدمات المالية للوفاء باالحتياجات األساسية للسكان ‪ ،‬واستخدام الخدمات‬
‫المصرفية عبر الهاتف المحمول واإلنترنت ‪ ،‬ومؤسسات التمويل الصغير والدور النشط للمؤسسات التعليمية‬
‫لتعزيز التعليم المالي ‪.‬‬

‫(‪)12‬‬
‫‪Ngulingwa Philip Balele‬‬ ‫د‪ -‬دراسة‬
‫تبحث هذه الدراسة تأثير الشمول المالى على النمو االقتصادى في دول افريقيا جنوب الصحراء بالتطبيق على‬
‫‪ 25‬دولة من دول اإلقليم خالل الفترة ( ‪ )2014-2009‬باستخدام طريقة المربعات الصغرى العادية ‪ .‬ولقد‬

‫‪351‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫اعتمدت الدراسة على نموذجين لالنحدار الذاتي للفجوات الموزعة ‪ ،‬تعلق النموذج األول بدراسة العالقة بين‬
‫النمو االقتصادى متمثال في نصيب الفرد من الناتج المحلى االجمالى ‪ ،‬والشمول المالى متمثالً في المؤشر‬
‫العام للشمول المالى ‪ ،‬اما النموذج الثانى فيقيس العالقة بين النمو االقتصادي متمثال في نصيب الفرد من‬
‫الناتج المحلى االجمالى ‪ ،‬والشمول المالى متمثال في ابعاده الثالثه ( االنتشار المالى ‪ ،‬والوصول المالى ‪،‬‬
‫واالستخدام المالى ) حيث يهدف النموذج الثانى الى التوصل الى البعد ذى التأثير األقوى على االقتصاد ‪.‬‬
‫وتكشف نتائج الدراسة ان دول افريقيا جنوب الصحراء يمكنها زيادة النمو االقتصادى من خالل تعزيز الشمول‬
‫المالى واالستفادة من التكنولوجيا المالية ‪ ،‬كما تشير النتائج ايضاً الى ان هناك حاجة الى التوسع في ابعاد‬
‫االستخدام والوصول الى الخدمات المالية من خالل انشاء بيئات تنظيمية مواتية للوساطة المالية ‪ ،‬تقوم على‬
‫تخفيض التكاليف الخاصة بالتشغيل خاصة تلك المتعلقة بالضرائب والرسوم وتقليل مخاطر عدم السداد وتقليل‬
‫حجم االقتصاد غير الرسمي ‪.‬‬

‫(‪)13‬‬
‫‪Kesuh Thaddeus , et. Al.,‬‬ ‫ه‪ -‬دراسة‬
‫بحثت هذه الدراسة األثر االيجابى للشمول المالى على النمو االقتصادى في عينة من دول افريقيا جنوب‬
‫الصحراء ‪ ،‬وطبقت الدارسة نموذج متجه تصحيح الخطأ واختبار سببية جرانجر لتحديد اتجاه العالقة ‪ ،‬مستخدم ًة‬
‫بيانات لعدد ‪ 22‬دولة افريقية عن الفترة ( ‪ ، )2017-2011‬حيث مثل نصيب الفرد من الناتج المحلى‬
‫االجمالى المتغير التابع ‪ ،‬في حين مثلت المتغيرات المستقلة للشمول المالى ‪ :‬عدد ماكينات الصراف االلى ‪،‬‬
‫وعدد فروع البنوك التجارية ‪ ،‬والقروض المستحقة ‪ ،‬ومنافذ وكالء الهاتف المحمول ‪ ،‬والمعامالت المالية عبر‬
‫الهاتف المحمول ‪.‬‬
‫وتشير نتائج الدراسة الى وجود عالقة سببية طويلة االجل بين الشمول المالى والنمو االقتصادى في دول‬
‫الدراسة ‪ ،‬وان اتجاه السببية يسير أحادي الجانب من النمو االقتصادى الى الشمول المالي ‪ ،‬واوصت الدراسة‬
‫بضرورة زيادة توعية العمالء بأهمية الشمول المالى والتدريب على الخدمات المصرفية االلكترونية ‪ ،‬والتوسع‬
‫في برامج محو االمية للشمول المالى لجميع المواطنين ‪ ،‬الى جانب العمل على تيسير عمليات الوصول‬
‫للخدمات المالية بسهولة ويسر ‪.‬‬

‫‪352‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫ثانياً‪ :‬عرض لبعض مؤشرات الشمول المالى في الدول االفريقية محل الدراسة‪:‬‬

‫هيكل القطاع المصرفي في افريقيا ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫يسهم القطاع المصرفى اسهاماً كبي اًر فى النشاط االقتصادى والسيما فى الدول النامية ‪ ،‬حيث يعد القناة الرئيسية‬
‫لتدفق رأس المال‪ ،‬نظ اًر لقيامه بدور الوسيط المالى بين جمهور المقرضين والمقترضين ‪ ،‬فمن خالله يتم تجميع‬
‫المدخرات وتوجهيها نحو االستثمار فى المشروعات االقتصادية المختلفة وبما يتفق مع سياسة الدولة االئتمانية‬
‫‪ ،‬وقد تزايد االهتمام بدراسة القطاع المالى فى الدول االفريقية عقب تزايد عدد البنوك بها ليصل الى اكثر من‬
‫‪ 1150‬بنكا بإجمالي حجم اصول مصرفية تبلغ ‪ 2356‬مليار دوالر وذلك وفقاً لبيانات عام ‪ ، .2018‬حيث‬

‫تعتبر كل من جنوب افريقيا ‪ ،‬ونيجيريا ‪ ،‬وكينيا ‪ ،‬وموريشيوس من اهم الدول االفريقية التى تمتلك اكبر قطاعاً‬
‫مصرفياً بافريقيا ‪ ،‬وكان هذا التزايد نتيجة لما تشهده اقتصادات تلك الدول من انفتاح اقتصادى يتبعه اجراءات‬
‫التحرير المالى ‪ ،‬مما ادى الى ظهور البنوك االجنبية وغيرها من مزودى الخدمات المالية ‪ .‬وتمتلك البنوك‬
‫االجنبية العديد من المزايا التنافسية منها قدرتها فى الحصول على رأس المال من مصادر تمويلية متعددة ‪،‬‬
‫واستفادتها من االبتكارات المالية واستخدامها للتكنولوجيا الحديثة لذلك تواجه البنوك المحلية االفريقية منافسة‬
‫شديدة دفعتها الى تعديل اتجاهها وتحفيزها نحو تقليص التكاليف وزيادة العوائد وتحسين معدالت االداء من‬
‫(‪)14‬‬
‫اجل امكانية البقاء واالستمرار والنمو ‪.‬‬

‫لقد تبنت الدول االفريقية برامج االصالح االقتصادى والتحرير المالى منذ اواخر ثمانينات القرن العشرين ‪ ،‬وقد‬
‫نتج عن هذا التحرير زيادة ملحوظة فى عدد البنوك بتلك الدول تفاوتت فى مستوى ادائها وفقاً لمستوى التنمية‬
‫االقتصادية والمالية فى كل دولة ‪ .‬ويأتي البنوك المركزية على قمة القطاع المصرفي في الدول االفريقية ‪،‬‬
‫يليه البنوك التجارية التي تعد بمثابة العمود الفقرى للقطاع المالى والمصرفى في افريقيا ‪ ،‬والمستحوذة على‬
‫الجزء األكبر من األصول والمعامالت المالية ‪ ،‬حيث بدأ تزايدها في نهاية فترة الثمانينيات من القرن العشرين‬
‫‪ ،‬وكان لهذا التواجد العديد من الفوائد بالنسبة لالقتصادات االفريقية ‪ ،‬منها تسهيل قنوات للحصول على التمويل‪،‬‬
‫(‪)15‬‬
‫وتتنوع تلك البنوك‬ ‫وتعزيز اهداف التحرير المالى ‪ ،‬ودعم المنافسة في األسواق ‪ ،‬وتحسين خدمة العمالء ‪.‬‬

‫‪353‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫ما بين البنوك المحلية المملوكة للقطاع الخاص والعام والبنوك األجنبية‪ ،‬ويوضح الجدول التالى عدد البنوك‬
‫التجارية وفروعهم خالل عام ‪ 2018‬في الدول محل الدراسة ‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )1‬عدد البنوك التجارية وفروعهم في الدول محل الدراسة خالل عام ‪2018‬‬
‫عدد فروع البنوك التجارية‬ ‫عدد البنوك التجارية‬ ‫الدولة‬

‫‪3212‬‬ ‫‪38‬‬ ‫مصر‬

‫‪303‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الكاميرون‬

‫‪178‬‬ ‫‪16‬‬ ‫غينيا‬

‫‪1505‬‬ ‫‪43‬‬ ‫كينيا‬

‫‪360‬‬ ‫‪11‬‬ ‫مدغشقر‬

‫‪158‬‬ ‫‪20‬‬ ‫موريشيوس‬

‫‪674‬‬ ‫‪18‬‬ ‫موزمبيق‬

‫ظ‬ ‫‪8‬‬ ‫ناميبيا‬

‫‪1530‬‬ ‫‪26‬‬ ‫أنجوال‬

‫‪128‬‬ ‫‪10‬‬ ‫بتسوانا‬

‫‪1557‬‬ ‫‪20‬‬ ‫غانا‬

‫‪49‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ليسوتو‬

‫‪270‬‬ ‫‪18‬‬ ‫موريتانيا‬

‫‪30‬‬ ‫‪8‬‬ ‫سيشل‬

‫‪438‬‬ ‫‪18‬‬ ‫زيمبابوي‬

‫‪Source; International Monetary Fund Database. Available at : www.imf.org/en/data.‬‬

‫‪354‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫كما نما في افريقيا تواجد البنوك األجنبية ذات األصول الضخمة ‪ ،‬حيث وصل متوسط أصول البنك األجنبي‬
‫ويرجع‬ ‫(‪)16‬‬
‫العامل في افريقيا نحو ‪ 220‬مليون دوالر في مقابل ‪ 1‬مليون دوالر فقط ألى بنك افريقي محلى ‪.‬‬
‫تزايد عدد تلك البنوك الى تداعيات مرحلة االنفتاح االقتصادى والعولمة المالية التي أدت الى التواجد المكثف‬
‫لتلك البنوك وسيطرتها على معظم أصول النظم المصرفية والمالية في افريقيا ‪ ،‬اذ تصل النسبة الى ‪-60‬‬
‫‪ %80‬في بعض الدول مثل ‪ :‬موزمبيق ‪ ،‬وغينيا بيساو ‪ ،‬والنيجر ‪ ،‬والسنغال ‪ ،‬وليسوتو ‪ ،‬ومدغشقر ‪،‬‬
‫وبوركينافاسو ‪ ،‬ومالى ‪ ،‬وموريتانيا ‪ ,‬بينما تنخفض تل كالنسبة الى ‪ %30-25‬في دول مثل جنوب افريقيا ‪،‬‬
‫(‪)17‬‬
‫ونيجيريا‪ ،‬وكينيا ‪ ،‬والمغرب ‪.‬‬
‫عرض مؤشرات الشمول المالى فى الدول االفريقية محل الدراسة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ويعني الشمول المالي مدى قدرة األفراد ومؤسسات األعمال على الحصول على الخدمات المالية والمصرفية‬
‫واستخدامها بفعالية وبتكلفة معقولة)‪. )18‬وفيما يلي مؤشرات الشمول المالي لكل من المؤسسات المالية واألسواق‬
‫المالية بالدول االفريقية محل الدراسة ‪:‬‬
‫‪ )1‬المؤسسات المالية‪:‬‬
‫• أ‪ -‬الكثافة المصرفية ‪ :‬ويعني عدد البنوك المتاحة لخدمة ‪ 100‬ألف من السكان ويحسب كالتالى ‪:‬‬
‫(عدد فروع البنوك | عدد السكان )* ‪ 100,000‬وكلما زادت قيمته عن ‪ ۱‬دل ذلك على تواجد مقبول‬
‫للمصارف‪ .‬وكلما انخفض عن ‪ ۱‬كلما دل على أن عدد البنوك غير كافي؛ وبالتالي ال تصل الخدمات المصرفية‬
‫(‪)19‬‬
‫جدول (‪)2‬‬ ‫الى شرائح معينة من األفراد‪.‬‬

‫مؤشرات الشمول المالي في الدول االفريقية محل الدراسة لعام ‪2018‬‬


‫مؤشرات الشمول المالي‬
‫مؤشرات الشمول المالي للمؤسسات المالية‬ ‫المؤشر‬
‫لألسواق المالية‬

‫إجمالي رأس‬ ‫القيمة‬ ‫عدد‬ ‫نسبة‬


‫الكثافة‬
‫المال السوقي‬ ‫المتداولة‬ ‫عمق‬ ‫مؤشر قوة‬ ‫مستخدمي‬ ‫البالغين‬
‫المصرفية‬
‫للشركات‬ ‫ألعلى عشر‬ ‫المعلومات‬ ‫الحقوق‬ ‫ماكينات‬ ‫فوق ‪15‬‬ ‫الدولة‬
‫(عدد فروع‬
‫باستثناء أعلى‬ ‫شركات إلى‬ ‫االئتمانية‬ ‫القانونية‬ ‫الصرف‬ ‫سنة الذين‬
‫البنوك لكل‬
‫عشر شركات‬ ‫إجمالي‬ ‫األلي لكل‬ ‫لديهم‬

‫‪355‬‬
2021 ‫ إبريل‬- ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر‬

‫إلى إجمالي‬ ‫القيمة‬ ‫ ألف‬100 ‫حسابات‬ ‫ ألف‬100


‫رأس المال‬ .‫المتداولة‬ ‫من السكان‬ .‫بنكية‬ )‫من السكان‬
‫السوقي‬

56,5 45,2 8 2 13,4 385,8 4,5 ‫مصر‬


- - 6 6 3,6 - 2 ‫الكاميرون‬

- - ‫صفر‬ 6 2,2 77 2,6 ‫غينيا‬


- 6,6 8 7 9,3 1601,8 5,4 ‫كينيا‬
- - 5 2 2,6 - 2,2 ‫مدغشقر‬
42,5 - - 6 44,5 - 20,4 ‫موريشيوس‬
- - 4 1 10.6 - 4,2 ‫موزمبيق‬
- - 7 5 64,4 889 14.7 ‫ناميبيا‬
- - 1 1 18,8 180,7 10,3 ‫أنجوال‬
- - 6 5 30,9 602,6 8,3 ‫بتسوانا‬
- - 6 7 5,3 610,6 7 ‫غانا‬
- - 6 5 12,7 - 3,5 ‫ليسوتو‬
- - 3 2 9,7 - - ‫موريتانيا‬
- - 5 2 71,8 - 52,8 ‫سيشل‬
- - 4 5 6 - 5,3 ‫زيمبابوي‬

- 40,2 3 5 5,6 172 5,3 ‫افريقيا جنوب‬


‫الصحراء‬

Source:
World Bank Global Financial Development, at
: https://www.quandl.com/data/WGFD-World-Bank-Global-Financial-Development
The World Bank: Financial Inclusion Data, at:
http://datatopics.worldbank.org/financialinclusion/country
The World bank, Financial Sector, at:
https://data.worldbank.org/topic/financial-sector?view=chart

356
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫ويتضح من الجدول رقم(‪ )2‬أن متوسط عدد البنوك لكل‪100‬ألف من السكان قد بلغ ‪ 5,3‬لدول أفريقيا جنوب‬
‫الصحراء عام‪، 2018‬مقارنة بخمسة فروع عام ‪ 2017‬أي ان هناك تحسن نسبى طفيفي ‪ ،‬وتزايدت تلك‬
‫النسبة في بعض الدول األفريقية‪ ،‬وبشكل ملحوظ فى بعض دول أفريقيا جنوب الصحراء محل الدراسة وعلى‬
‫رأسهم سيشل‪ ،‬وموريشيوس‪ .‬ومن هنا يمكن القول بأن معظم النظم المصرفية فى افريقيا تتسم بانها متواضعة‬
‫من حيث الكثافة المصرفية ‪ ،‬كما تتركز معظم الفروع المصرفية فى االماكن الحضرية الرتفاع تكلفتها فى‬
‫(‪)20‬‬
‫الريف ‪ ،‬وتزايد الفوارق بين اسعار الفائدة ورسوم الخدمات بين الريف والحضر‪.‬‬
‫• ب‪ -‬عدد الحسابات البنكية التي يمتلكها البالغون (فوق ‪15‬سنة) بالمؤسسات المالية لكل‪۱۰۰۰‬من‬
‫السكان ‪:‬‬
‫ويظهر هذا المؤشر مدى االقبال على المؤسسات المصرفية كوسيلة لتعبئة المدخرات وتوفيرها لتمويل‬
‫االستثمارات المختلفة‪ ،‬وكلما تزايد عدد هؤالء المودعين والمقترضين كلما كان ذلك مؤش ار على المزيد من الوعى‬
‫(‪)21‬‬
‫وكما يتضح من جدول (‪ )2‬بلغ متوسط عدد الحسابات للبالغين نحو‪ 172‬لدول أفريقيا جنوب‬ ‫المصرفي ‪.‬‬
‫الصحراء لعام ‪ ،2018‬مقارنة بنحو ‪ 165‬عام ‪ . 2017‬وقد تزايد عدد تلك الحسابات في عدة دول أفريقية‬
‫مثل كينيا التي بلغت‪ 1601,8‬حساب لكل ألف من البالغين وهذا يدل على أن الفرد الواحد يمتلك أكثر من‬
‫حساب بنكي‪ .‬كما ارتفعت في ناميبيا‪ ،‬وغانا‪ ،‬وبتسوانا‪ ،‬في حين تراجعت بشكل ملحوظ في عدة دول مثل‬
‫غينيا ‪ .‬ويوضح الشكل رقم (‪ )1‬نسبة السكان البالغين الذين لديهم حسابات بنكية فى عدد من الدول االفريقية‬
‫عام ‪ ،2018‬حيث يتضح منه ان موريشيوس احتلت المركز االول فنحو ‪ %82‬من السكان البالغين فيها لديهم‬
‫حسابات رسمية بالبنوك ‪ ،‬يليها جنوب افريقيا بنسبة ‪ ، %70‬ثم بتسوانا بنسبة ‪ ، %52‬بينما كانت اقل الدول‬
‫من حيث هذه النسبة كل من النيجر ومدغشقر وتشاد والكاميرون ‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )1‬نسبة البالغين ( فوق ‪ 15‬عام) الذين لديهم حسابات رسمية بالبنوك فى بعض الدول‬
‫االفريقية عام ‪2018‬‬

‫‪357‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة استناداً الى البيانات الواردة فى المرجع التالى‪:‬‬

‫‪The World Bank: Financial Inclusion Data, at:‬‬


‫‪http://datatopics.worldbank.org/financialinclusion/country‬‬

‫• ج‪ -‬عدد مستخدمي ماكينات الصرف اآللى لكل ‪ 100‬ألف من السكان ‪ :‬وهو مؤشر يوضح مدى توفير‬
‫الخدمات المالية التي تعتمد على التكنولوجيا والتقنية الحديثة في تسهيل المعامالت المالية‪)22(.‬وقد شهد عدد‬
‫مستخدمي هذه اآلالت تزايدا في معظم دول الشمال األفريقي مثل مصر وذلك كما يتضح من جدول ( ‪. )2‬‬
‫كذلك كان التزايد الكبير مقصور على قلة من دول أفريقيا جنوب الصحراء مثل ‪ :‬سيشل‪ ،‬وموريشيوس‪،‬‬
‫وناميبيا ‪.‬‬
‫• د‪ -‬مؤشر قوة الحقوق القانونية‪ ،‬وعمق المعلومات االئتمانية‪ :‬ويعنى مؤشر قوة الحقوق القانونية‪ :‬مدى‬
‫تطور النظام القانوني والقضائي والقوانين الحاكمة ألنشطة القطاع المصرفي‪ ،‬بما يفعل من قدرته على الزام‬
‫المقترضين بالدفع وضمان حقوق المودعين وانفاذ العقود ‪.‬وتتراوح قيمته ما بين صفر الي ‪۱۲‬وكلما ارتفعت‬
‫قيمته كلما كان أفضل‪ )23(.‬ويتضح من الجدول رقم (‪ )2‬أن متوسط هذا المؤشر في دول أفريقيا جنوب الصحراء‬
‫قد بلغ ‪ 5‬لعام ‪ ،2018‬وقد تراجعت قيمة هذا المؤشر فى معظم دول أفريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬على حين‬
‫ارتفعت في قلة من الدول مثل كينيا ‪ ،‬وغانا ‪ ،‬وذلك كما اتضح من الجدول‪.‬‬

‫‪358‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫أما مؤشر عمق المعلومات االئتمانية ‪ :‬فهو المؤشر المعنى بدراسة مدى دقة ووضوح وسهولة الحصول‬
‫على المعلومات االئتمانية من سجالت االئتمان العامة والخاصة لمختلف الشرائح من العمالء‪ ،‬وتتراوح قيمة‬
‫المؤشر ما بين صفر الى ‪ ۸‬وكلما زادت القيمة دل ذلك على توافر المعلومات االئتمانية؛ وبالتالى سهولة اتخاذ‬
‫قرار االقتراض‪ ،‬كما أن عمق المعلومات االئتمانية يساعد في تجنيب أو تخفيض القروض المتعثرة‪ ،‬وهذا يعني‬
‫حاجة العديد من الدول األفريقية الى مزيد من الشفافية في توفير تلك المعلومات والحد من ارتباط الحصول‬
‫ويالحظ من الجدول رقم (‪ )2‬أن متوسط قيمة‬ ‫(‪)24‬‬
‫عليها بالعالقات السياسية وقوة الحقوق القانونية للمقترضين‪.‬‬
‫هذا المؤشر في دول أفريقيا جنوب الصحراء قد بلغ ‪ 3‬لعام ‪ ،2018‬وان كان قد تحسن هذا المؤشر في بعض‬
‫الدول مثل مصر ‪ ،‬وموريشيوس‪ ،‬وبتسوانا‪ .‬وبشكل عام تتسم البنوك االفريقية بضعف البيئة المؤسسية والتشريعية‬
‫‪ ،‬حيث صعوبة انفاذ العقود وحماية حقوق المودعين والمقترضين وطول االجراءات القانونية ‪ ،‬فقد يحتاج‬
‫العمالء الى ‪ 35‬خطوة فى المتوسط تصل مدتها الى ‪ 15‬شه اًر ويتكبدوا فيها نحو ‪ %43‬من دخلهم من اجل‬
‫(‪)25‬‬
‫الحصول على االئتمان من البنوك وانهاء االجراءات المطلوبة‬

‫‪)2‬األسواق المالية ‪:‬‬


‫أ ‪ -‬القيمة المتداولة ألسهم الشركات ( باستبعاد أعلى عشر شركات) الى اجمالي القيمة المتداولة‬ ‫•‬
‫وهو يشير الى قيمة األسهم المتداولة لجميع الشركات المسجلة (باستبعاد أعلى عشر شركات) ونسبتها إلى‬
‫اجمالى القيمة المتداولة لألسهم في أسواق األوراق المالية‪ ،‬وكلما ارتفعت تلك النسبة كلما كان ذلك مؤشر على‬
‫وبالنسبة إلى أفريقيا جنوب الصحراء فقد بلغ‬ ‫(‪)26‬‬
‫تداول تلك األسهم وليس فقط تسجيلها في السوق المالي‪.‬‬
‫متوسط تلك النسبة ‪ 40,2%‬عام ‪ ،2018‬كما ترتفع في مصر على وجه الخصوص بينما لم تتوافر بيانات في‬
‫معظم الدول االفريقية محل الدراسة ‪.‬‬
‫• ب‪ -‬رأس المال السوقي للشركات (باستبعاد أعلى عشر شركات) الى اجمالى رأس المال السوقى ‪:‬وهو‬
‫عبارة عن العدد اإلجمالي ألسهم رأسمال الشركات باستبعاد أعلى عشر شركات المقيدة بالبورصة سواء كانت‬
‫محلية أو أجنبية مضروبة في أسعارها خالل فترة زمنية معينة عادة ما تكون عام‪ ،‬ثم حساب نسبتها إلى اجمالی‬
‫(‪)27‬‬
‫ووفقا لبيانات الجدول رقم (‪ )2‬فقد ارتفعت هذه النسبة فى كل مصر ومدغشقر ‪.‬‬ ‫رأس المال السوقي‪.‬‬

‫‪359‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫وعادة تظهر صعوبة بالغة في الحصول على بيانات هذا المؤشر حيث تتوافر في قلة فقط من الدول االفريقية‬
‫‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬نموذج القياس المطبق والبيانات المستخدمة‬
‫‪ -1‬تحديد متغيرات النموذج وطريقة قياسهم‪:‬‬
‫يوضح الجدول (‪ )3‬اهم المتغيرات الواردة بالنموذج المطبق وطريقة قياس كل منهم وكذلك اإلشارة المتوقعة‬
‫جدول (‪ )3‬متغيرات النموذج وطرق القياس‬ ‫لهم ‪:‬‬

‫اإلشارة المتوقعة‬ ‫طريقة القياس‬ ‫المتغيرات‬ ‫المصدر‪ :‬من اعداد‬

‫عدد المقترضين من البنوك‬ ‫الباحثة ‪.‬‬


‫الشمول المالى (متغير مستقل)‬
‫التجارية لكل ‪ 1000‬بالغ‬ ‫‪ -2‬مصدر‬
‫قيمة المعامالت المالية التي‬ ‫البيانات ‪:‬‬
‫تمت باستخدام األموال‬ ‫النقود المحمولة‬
‫موجبة (‪)+‬‬ ‫تم الحصول على‬
‫المحمولة خالل العام كنسبة‬ ‫(متغير تابع )‬
‫المؤشرات‬ ‫بيانات‬
‫من ( ‪. (GDP‬‬
‫اللوغاريتم الطبيعى لكل من‬
‫الخاصة بالخدمات‬
‫بطاقات االئتمان والديون‬
‫موجبة (‪)+‬‬ ‫عدد الديون وعدد بطاقات‬ ‫الرقمية‬ ‫المالية‬
‫االلكترونية(متغير تابع )‬
‫االئتمان لكل ‪ 100‬الف بالغ‬ ‫الشمول‬ ‫ومؤشر‬
‫عدد ماكينات الصراف االلى‬ ‫ماكينات الصراف االلى‬ ‫المالى من قاعدة‬
‫موجبة (‪)+‬‬
‫لكل ‪ 100‬الف بالغ‬ ‫(متغير تابع )‬
‫بيانات صندوق النقد‬
‫الدولى خالل فترة السنوات الخمس من ‪ 2014‬الى ‪ ،2018‬اما المتغيرات االقتصادية الحاكمة مثل تحويالت‬
‫العاملين ‪ ،‬ومعدل التضخم ‪ ،‬ومعدل النمو السكانى ‪ ،‬فقد تم الحصول عليهم من قاعدة بيانات البنك الدولى ‪.‬‬
‫‪ -3‬االطار القياسي المطبق في التحليل ‪:‬‬
‫تعتمد الدراسة على أسلوب السالسل الزمنية المقطعية ( ‪ (panel data‬بحيث يتم استعمال هذه النماذج أو ما‬
‫يعرف أيضا بمعطيات السلة عند تقارب اآلثار والمميزات الفردية بين مجموعة الدراسة‪ ،‬وبذلك سنلجأ في دراستنا‬
‫إلى استعمال هذا النوع من النماذج كون أن هذه الدراسة تخص مجموعة من الدول االفريقية التي تتقارب فيما‬

‫‪360‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫بينها من حيث األداء ‪ ،‬ونعني بمصطلح بيانات السالسل الزمنية المقطعية أو معطيات البانل مجموعة من‬
‫المشاهدات التي تتكرر عند مجموعة من األفراد في عدة فترات من الزمن‪ ،‬بحيث أنها تجمع بين خصائص‬
‫(‪)28‬‬
‫كل من البيانات المقطعية والسالسل الزمنية في نفس الوقت ‪.‬‬
‫ويتضمن أسلوب البانل نموذجين لالنحدار ‪ ،‬نموذج االثار الثابتة ‪ ، Fixed Effect‬ونموذج االثار العشوائية‬
‫‪ . Random Effect‬حيث يستخدم نموذج االثار الثابتة للتحكم في المتغيرات التي تختلف عبر الدول ولكنها‬
‫تتسم بالثبات عبر الزمن ‪ ،‬والتي تعرف باآلثار البينية ‪ ،Between Effects‬او تلك التي تختلف عبر الزمن‬
‫ولكنها تتسم بالثبات بين الدول والمعروفة باسم االثار الضمنية ‪ .Within Effects‬اما بالنسبة لنموذج االثار‬
‫العشوائية فانه يستخدم للتحكم في كال النوعين من المتغيرات طالما انه يمثل متوسط مرجح لكل من االثار‬
‫البينية والضمنية ‪ .‬يعطى نموذج االثار الثابتة نتائج متسقة ولكنه ال يعد النموذج األكثر كفاءة ‪ ،‬وذلك مقارنة‬
‫بنموذج االثار العشوائية الذى يعطى قيم افضل ل ‪ . p-values‬ولالختيار بين نموذج االثار الثابتة ونموذج‬
‫(‪)29‬‬
‫االثار العشوائية البد من اجراء االختبارات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬اختبار ”‪“Hausman‬والذى يطبق لالختيار بين النموذجين ويستخدم االختبار توزيع ‪ Chi2‬الختبار صحة‬
‫الفرض العدمى التالى ‪:‬‬
‫‪ -‬ان المعامالت المقدرة باستخدام نموذج االثار العشوائية ال تختلف بشكل ملموس عن تلك المقدرة بواسطة‬
‫نموذج االثار الثابتة ‪.‬‬
‫‪ -‬اذا تم رفض الفرض العدمى واختلفت المعامالت المقدرة بنموذج االثار العشوائية عن تلك المقدرة بنموذج‬
‫االثار الثابتة ‪ ،‬فانه يتم تطبيق نموذج االثار الثابتة ‪.‬‬
‫‪ -‬اذا تم قبول الفرض العدمى ولم تختلف المعامالت المقدرة بنموذج االثار العشوائية عن تلك المقدرة بنموذج‬
‫االثار الثابتة ‪ ،‬فانه يتم تطبيق نموذج االثار العشوائية ‪.‬‬
‫‪ -‬اذا تم اختيار نموذج االثار العشوائية عن طريق اختبار ”‪ ، “Hausman‬فانه يتم تقدير هذا النموذج اما‬
‫بطريقة المربعات الصغرى المعممة )‪ Generalized Least Square (GLS‬او بطريقة المربعات الصغرى‬
‫المعممة الممكنة )‪Feasible Generalized Least Square (FGLS‬‬

‫‪361‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫‪ -‬ويتم بعد ذلك اجراء اختبار االرتباط الذاتي والذى يتم من خالل اختبار ديربن – واطسون ‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫تقدير معامل االرتباط الذاتي (‪ (d‬والتى تأخذ قيم تتروح بين صفر و ‪ ، 4‬فاذا اتضح عدم وجود ارتباط ذاتى‬
‫بين المتغيرات يتم تقدير نموذج االثار العشوائية باستخدام طريقة المربعات الصغرى المعممة ‪ ،‬اما اذا اتضح‬
‫وجود ارتباط ذاتى فانه يتم تقدير نموذج االثار العشوائية باستخدام طريقة المربعات الصغرى المعممة الممكنة‬
‫‪.‬‬
‫وبناء على اهداف الدراسة فانه يتم تقدير النموذج باستخدام المعادلة التالية ‪:‬‬
‫‪FI= α0 + α1 (ATM) + α2 (MM) + α3 (EC) + ε‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حيث إن ‪:‬‬

‫)‪ :(FI‬مؤشر للشمول المالي يتمثل في عدد المقترضين من البنوك التجارية لكل ‪ 1000‬بالغ ‪.‬‬

‫)‪ : (ATM‬عدد ماكينات الصراف االلى لكل ‪ 100‬الف بالغ ‪.‬‬

‫)‪ :(MM‬مؤشر للنقود المحمولة يتضمن قيمة المعامالت المالية التي تمت باستخدام األموال المحمولة خالل‬
‫العام كنسبة من ( ‪. (GDP‬‬

‫)‪ :(EC‬اللوغاريتم الطبيعى لكل من عدد الديون وعدد بطاقات االئتمان لكل ‪ 100‬الف بالغ‬

‫‪ : ε‬حد الخطأ العشوائى‬

‫ونظ اًر الن اهمال عدد من المتغيرات ذات الصلة بالنموذج المطبق يؤدى الى نتائج متحيزة ‪ ،‬فانه سيتم‬
‫ادخال بعض المتغيرات االقتصادية الكلية الحاكمة مثل معدل التضخم )‪ ، (IN‬ومعدل النمو السكانى )‪،(PG‬‬
‫وتحويالت العاملين )‪ ،(RE‬حيث تعد هذه المتغيرات ذات صلة بالشمول المالى ‪ .‬ومن ثم يصبح شكل‬
‫معادلة النموذج على النحو التالى ‪:‬‬

‫‪FI= α0 + α1 (ATM) + α2 (MM) + α3 (EC) + α4 (IN) + α5 (PG) + α6 (RE) + ε‬‬

‫‪362‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫(‪)2‬‬

‫رابعاً ‪ :‬عرض اهم نتائج القياس‬


‫لقد تم اختبار النموذج مرتين ‪ ،‬مرة بدون استخدام المتغيرات الحاكمة السابق اإلشارة اليها‪ ،‬والمرة األخرى‬
‫بإدخال تلك المتغيرات في النموذج ‪ ،‬ويشير الجدول رقم (‪ )4‬الى نتائج اإلحصاءات الوصفية لمتغيرات النموذج‬
‫‪:‬‬
‫جدول (‪ )4‬ملخص الهم نتائج اإلحصاءات الوصفية لمتغيرات النموذج‬
‫‪Max‬‬ ‫‪Min‬‬ ‫‪Std.Dev.‬‬ ‫‪Mean‬‬ ‫المتغيرات‬
‫‪317,39‬‬ ‫‪11,02‬‬ ‫‪96,95‬‬ ‫‪110,80‬‬ ‫الشمول المالى‬
‫‪82,55‬‬ ‫‪1,79‬‬ ‫‪22,10‬‬ ‫‪21,35‬‬ ‫عدد ماكينات‬
‫الصراف االلى‬
‫‪2,44‬‬ ‫‪0.35‬‬ ‫‪0,56‬‬ ‫‪1,28‬‬ ‫عدد الديون وعدد‬
‫بطاقات االئتمان‬
‫‪142,39‬‬ ‫صفر‬ ‫‪23,51‬‬ ‫‪13,44‬‬ ‫النقود المحمولة‬
‫‪32,38‬‬ ‫‪2,41-‬‬ ‫‪6,95‬‬ ‫‪7,06‬‬ ‫التضخم‬
‫‪3,50‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪0,86‬‬ ‫‪2,09‬‬ ‫معدل نمو السكان‬
‫‪23,24‬‬ ‫صفر‬ ‫‪5,19‬‬ ‫‪3,74‬‬ ‫تحويالت العاملين‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة بناء على الحزمة اإلحصائية المستخدمة ‪.‬‬
‫حيث يتضح من الجدول ان هناك عدد من المشاهدات يقدر ب ‪ 75‬مشاهدة ‪ ،‬كما ان المتغير المستقل سجل‬
‫متوسطاً قدره ‪ 110,8‬بحد ادنى بلغ ‪ 11,02‬والذى تم تسجيله في غينيا خالل عام ‪ ، 2014‬وحد اقصى بلف‬
‫‪ 317,39‬والذى تم تسجيله في ناميبيا خالل عام ‪. 2016‬‬
‫وتأتى الخطوة التالية في االختيار بين نموذج االثار الثابتة والعشوائية من خالل اختبار‪ ، “Hausman‬وقد‬
‫اشارت النتائج الى انه سيتم تطبيق نموذج االثار العشوائية ‪ ،‬حيث بلغت قيمة توزيع ‪ 0,4854 = Chi2‬وهى‬
‫اكبر من ‪ ، 0.05‬مما يدعو الى قبول الفرض العدمى والذى يقضى بعدم اختالف المعامالت المقدرة باستخدام‬
‫نموذج االثار العشوائية عن تلك المقدرة باستخدام نموذج االثار الثابتة ‪ .‬وبناء على ذلك يتم تطبيق اختبار‬

‫‪363‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫ديربن – واطسون للتعرف على مدى وجود ارتباط ذاتى بين متغيرات النموذج عند ‪ ،N= 75‬ودرجات حرية‬
‫‪ ،K= 3‬ومستوى معنوية = ‪ . %5‬وفى بعض األحيان يتم اإلشارة الى اختبار ديربن‪ -‬واطسون ب *‪ ، d‬ومن‬
‫جدول دربن واتسون يتم استخراج الحدين األدنى واألعلى ل *‪ d‬ويرمز لهما ب ‪ dU‬و ‪ dL‬ويشير الجدول‬
‫التالى الى نتائج ذلك االختبار ‪:‬‬
‫جدول (‪ )5‬نتائج اختبار ديربن – واطسون‬

‫‪Du‬‬ ‫‪dL‬‬
‫*‪d‬‬
‫‪1,709‬‬ ‫‪1,543‬‬ ‫‪1,3636 =)0,3182-1(2‬‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة بناء على الحزمة اإلحصائية المستخدمة ‪.‬‬
‫حيث تشير النتائج الى ان قيمة *‪ d‬اقل من قيمة ‪ ، dL‬وهذا يعنى رفض الفرض العدمى القائل بعدم وجود‬
‫ارتباط ذاتى اى ان النموذج به ارتباط ذاتى موجب ‪ ،‬ومن ثم يتم تقدير نموذج االثار العشوائية باستخدام طريقة‬
‫المربعات الصغرى المعممة الممكنة ( ‪ ،(FGLS‬والجدول التالى يوضح نتائج التقدير باستخدام تلك الطريقة ‪:‬‬
‫جدول (‪ )6‬نتائج طريقة المربعات الصغرى المعممة الممكنة (‪(FGLS‬‬
‫‪P-value‬‬ ‫‪Z‬‬ ‫‪Std.Error‬‬ ‫‪Coefficients‬‬ ‫المتغيرات‬
‫‪0,226‬‬ ‫‪1,21‬‬ ‫‪77,69‬‬ ‫‪93,97‬‬ ‫الحد الثابت‬
‫‪0,042‬‬ ‫‪2,03‬‬ ‫‪2,31‬‬ ‫‪4,69‬‬ ‫عدد ماكينات‬
‫الصراف االلى‬
‫‪0.395‬‬ ‫‪0,85-‬‬ ‫‪78,35‬‬ ‫‪66,58-‬‬ ‫عدد الديون وعدد‬
‫بطاقات االئتمان‬
‫‪0.008‬‬ ‫‪2,65‬‬ ‫‪0,21‬‬ ‫‪0,57‬‬ ‫النقود المحمولة‬

‫‪No. of observations = 75‬‬


‫‪Wald Chi2= 10.75‬‬
‫‪Significance= 0.0132‬‬
‫‪Hausman test= 0.4854‬‬

‫‪364‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة بناء على الحزمة اإلحصائية المستخدمة ‪.‬‬
‫يالحظ من الجدول رقم (‪ )6‬انه عند مستوى معنوية ‪ %5‬هناك تأثير معنوى موجب لعدد ماكينات الصراف‬
‫االلى على الشمول المالى ‪ ،‬كما يالحظ ايضاً ان هناك تأثير موجب للنقود المحمولة على الشمول المالى عند‬
‫مستوى معنوية ‪ %5‬ايضاً ‪ .‬وباإلضافة الى ذلك فان النموذج يتسم بكونه معنوياً عند مستوى معنوية ‪ %5‬حيث‬
‫بلغت قيمة ‪ p-value‬الختبار ‪ chi2‬نحو ‪.0,0132‬‬
‫وعند عمل النموذج مرة أخرى ولكن بإدخال المتغيرات االقتصادية الكلية الحاكمة السابق اإلشارة اليها ‪ ،‬فانه‬
‫البد من تكرار االختبارات السابقة مرة أخرى ‪ .‬ففي البداية البد من االختيار بين نموذج االثار الثابتة والعشوائية‬
‫وذلك من خالل اجراء اختبار‪ ، Hausman‬وقد اشارت النتائج الى انه سيتم تطبيق نموذج االثار العشوائية ‪،‬‬
‫حيث بلغت قيمة توزيع ‪ 0,9821 = Chi2‬وهى اكبر من ‪ ، 0.05‬مما يدعو الى قبول الفرض العدمى والذى‬
‫يقضى بعدم اختالف المعامالت المقدرة باستخدام نموذج االثار العشوائية عن تلك المقدرة باستخدام نموذج‬
‫االثار الثابتة ‪ .‬وبناء على ذلك يتم تطبيق اختبار ديربن – واطسون للتعرف على مدى وجود ارتباط ذاتى بين‬
‫‪ ،K=6‬ومستوى معنوية = ‪ . %5‬وفى بعض األحيان يتم‬ ‫متغيرات النموذج عند ‪ ،N= 75‬ودرجات حرية‬
‫اإلشارة الى اختبار ديربن‪ -‬واطسون ب *‪ ، d‬ومن جدول دربن واتسون يتم استخراج الحدين األدنى واألعلى‬
‫ل *‪ d‬ويرمز لهما ب ‪ dU‬و ‪ dL‬ويشير الجدول التالى الى نتائج ذلك االختبار ‪:‬‬
‫جدول (‪ )7‬نتائج اختبار ديربن – واطسون‬

‫‪dU‬‬ ‫‪dL‬‬
‫*‪d‬‬
‫‪1,801‬‬ ‫‪1,458‬‬ ‫‪1,312 =)0,344-1(2‬‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة بناء على الحزمة اإلحصائية المستخدمة ‪.‬‬
‫حيث تشير النتائج الى ان قيمة *‪ d‬اقل من قيمة ‪ ، dL‬وهذا يعنى رفض الفرض العدمى القائل بعدم وجود‬
‫ارتباط ذاتى ‪ ،‬أي ان النموذج به ارتباط ذاتى موجب ‪ ،‬ومن ثم يتم تقدير نموذج االثار العشوائية باستخدام‬
‫طريقة المربعات الصغرى المعممة الممكنة ( ‪ ،(FGLS‬والجدول التالى يوضح نتائج التقدير باستخدام تلك‬
‫الطريقة ‪:‬‬

‫‪365‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫جدول (‪ )8‬نتائج طريقة المربعات الصغرى المعممة الممكنة (‪(FGLS‬‬


‫‪P-value‬‬ ‫‪Z‬‬ ‫‪Std.Error.‬‬ ‫‪coefficients‬‬ ‫المتغيرات‬
‫‪0,057‬‬ ‫‪1,91‬‬ ‫‪105,74‬‬ ‫‪201,64‬‬ ‫الحد الثابت‬
‫‪0,010‬‬ ‫‪2,59‬‬ ‫‪1,81‬‬ ‫‪4,64‬‬ ‫عدد ماكينات‬
‫الصراف االلى‬
‫‪0,244‬‬ ‫‪-1,17‬‬ ‫‪75,60‬‬ ‫‪-88,15‬‬ ‫عدد الديون‬
‫وعدد بطاقات‬
‫االئتمان‬
‫‪0,070‬‬ ‫‪1,81‬‬ ‫‪0,25‬‬ ‫‪0,45‬‬ ‫النقود‬
‫المحمولة‬
‫‪0,040‬‬ ‫‪2,05‬‬ ‫‪1,68‬‬ ‫‪3,45‬‬ ‫التضخم‬
‫‪0,127‬‬ ‫‪-1,53‬‬ ‫‪27,31‬‬ ‫‪-41,69‬‬ ‫معدل نمو‬
‫السكان‬
‫‪0,032‬‬ ‫‪-2,15‬‬ ‫‪1,79‬‬ ‫‪-3,85‬‬ ‫تحويالت‬
‫العاملين‬

‫‪No. of observations = 75‬‬


‫‪Wald Chi2= 26.88‬‬
‫‪Significance= 0.0002‬‬
‫‪Hausman test= 0.9821‬‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة بناء على الحزمة اإلحصائية المستخدمة ‪.‬‬
‫يالحظ من الجدول رقم (‪ )8‬انه عند مستوى معنوية ‪ %5‬هناك تأثي اًر معنوياً موجباً لعدد ماكينات الصراف االلى‬
‫على الشمول المالى ‪ ،‬كما يالحظ ايضاً ان هناك تأثي اًر موجباً للنقود المحمولة على الشمول المالى عند مستوى‬
‫معنوية ‪ . %10‬ويمارس معدل التضخم تأثي اًر معنوياً موجباً على الشمول المالى ‪ ،‬في حين ان هناك تأثي اًر‬
‫معنوىاً سالباً لتحويالت العاملين على الشمول المالى ‪ .‬وباإلضافة الى ذلك فان النموذج يتسم بكونه معنوياً عند‬
‫مستوى معنوية ‪ %5‬حيث بلغت قيمة ‪ p-value‬الختبار ‪ chi2‬نحو ‪.0.0002‬‬

‫‪366‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫رابعاً ‪ :‬النتائج والتوصيات ‪:‬‬

‫تناولت الدراسة تقييم لبعض مؤشرات الشمول المالى في عدد من الدول االفريقية ‪ ،‬واتضح من العرض تفاوت‬
‫اداء االنظمة المصرفية فى تلك الدول ‪ ،‬حيث شهدت مؤشرات الشمول المالى تحسناً ملحوظاً فى قلة من تلك‬
‫الدول م وريشيوس ‪ ،‬وسيشل ‪ ،‬وكينيا ‪ ،‬وكذلك مصر‪ .‬فى الوقت الذى استمرت فيه العديد من المشكالت التى‬
‫تتعلق بندرة تواجد فروع البنوك فى المناطق الريفية ‪ ،‬وقلة الوعى المصرفى ‪ ،‬وضعف البيئة القانونية والتنظيمية‬
‫التى يعمل فى اطارها القطاع المصرفى ‪ ،‬وكذلك صعوبة الحصول على المعلومات االئتمانية ‪.‬‬

‫كما حاولت الدراسة اختبار تأثير تكنولوجيا الرقمنة المالية والمتمثلة في استخدام ماكينات الصراف االلى‪،‬‬
‫وبطاقات االئتمان والديون االلكترونية ‪ ،‬والنقود المحمولة ‪ ،‬على الشمول المالى في عدد من الدول االفريقية ‪.‬‬
‫ولقد اشارت النتائج الى وجود تأثير معنوى موجب الستخدام ماكينات الصراف االلى والنقود المحمولة على‬
‫الشمول المالى ‪ ،‬بينما ال يوجد تأثي اًر معنوياً الستخدام بطاقات االئتمان والديون االلكترونية على الشمول المالى‬
‫في تلك الدول ‪ .‬وعند ادخال عدداً من المتغيرات االقتصادية الحاكمة الى النموذج مثل معدل التضخم ومعدل‬
‫النمو السكانى وتحويالت العاملين‪ ،‬اشارت النتائج الى وجود تأثير معنوى موجب الستخدام ماكينات الصراف‬
‫االلى والنقود المحمولة على الشمول المالى ‪ ،‬بينما وجد ان هناك تأثير معنوى موجب للتضخم على الشمول‬
‫المالى ‪ ،‬كما لوحظ وجود تأثير معنوى سالب لتحويالت العاملين على الشمول المالى ‪ .‬ومن ثم فانه يمكن‬
‫القول بناء على هذه النتائج ان أدوات التكنولوجيا الرقمية المالية يمكن تطبيقها كأداة فعالة لتعزيز الشمول المالى‬
‫للدول النامية على وجه العموم ‪ ،‬والدول االفريقية على وجه الخصوص ‪.‬‬

‫وبناء على ما تقدم ومن اجل تعزيز نمو وتطور الشمول المالى فى الدول االفربقية توصى الدراسة بتنفيذ‬
‫اصالحات اوسع نطاقاً واكثر عمقاً فى معظم هذه الدول تتضمن االرتقاء بمستوى البنية التحتية وتحسين نوعية‬
‫الخدمات المالية المقدمة ‪ ،‬وتحديث النظام المالى‪ ،‬باإلضافة الى المحافظة على بيئة اقتصاية كلية مستقرة ‪.‬‬
‫ومن ثم يمكن توضيح اهم اإلجراءات المطلوب اتباعها للتوسع فى استخدام خدمات التكنولوجيا الرقمية والتي‬
‫من شأنها تطوير وتعزيز الشمول المالى بالدول االفريقية ‪:‬‬
‫‪ -1‬إنشاء هيئة متخصصة مهمتها تسريع وتيرة التحول الرقمي في القطاعات االقتصادية المختلفة‬

‫‪367‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫‪ -2‬نشر ثقافة التكنولوجيا الرقمية على مستوى االفراد والشركات بكافة مستوياتها‬
‫‪ -3‬دعم التحول الرقمي ليشمل ليس فقط الشركات الكبيرة وإنما يتسع ذلك ليشمل المشروعات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪.‬‬
‫‪ -4‬اغتنام الفرص الجديدة ذات الصلة بالتجارة الرقمية وااللكترونية‪ ،‬وتعزيز السياسات التي توفر بيئة مواتية‬
‫للتجارة الرقمية اإلنتاجية ونظم الدفع والتخليص الرقمي لدفع فرص العمل الرقمي‪ ،‬والمنافسة العادلة لألعمال‬
‫التجارية الرقمية‪ ،‬والمساهمة في وضع متميز ألفريقيا في االقتصاد الرقمى العالمي‪،‬‬
‫‪ -5‬دعم البرنامج "اإللكتروني" األفريقي الرئيسي ألجندة ‪ 2063‬من خالل توفير سياسات واستراتيجيات تؤدي‬
‫إلى تطبيقات وخدمات إلكترونية واسعة النطاق‪ ،‬مما يجعل الثورة الرقمية أساسا لتقديم الخدمات وتحول أفريقيا‬
‫في النهاية إلى مجتمع رقمي‪.‬‬
‫‪ -6‬تطوير منصات رقمية لخدمة األفراد والشركات والوكاالت الحكومية في جميع القطاعات‪ ،‬بما في ذلك‬
‫الرعاية الصحية والتعليم والتجارة والنقل ‪.‬‬
‫‪ -7‬إنشاء أدوات مالية مبتكرة لنشر البنية التحتية الرقمية في أفريقيا مع التركيز على المناطق التي تعاني من‬
‫نقص الخدمات المالية التكنولوجية‪.‬‬
‫‪ -8‬تطوير واعتماد سياسات تحقيق األمن االلكتروني الوطنية لحماية خصوصية البيانات ومكافحة الجريمة‬
‫االلكترونية‪.‬‬
‫‪ -9‬وضع تدابير تشريعية وتنظيمية تكافح استخدام المنصات عبر اإلنترنت لنشر المحتوى الذي يهدد كرامة‬
‫وحقوق المواطنين‪.‬‬

‫‪368‬‬
‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر ‪ -‬إبريل ‪2021‬‬

‫قائمة المراجع ‪:‬‬


‫‪(1) Singh, Ramananda, and Sankharaj Roy. "Financial Inclusion: A Critical Assessment of its‬‬
‫‪Concepts and Measurement." Asian Journal of Research in Business Economics and‬‬
‫‪Management, (2015, Vol.5, No.1, January 2015, pp. 12-18). at www.aijsh.org.‬‬
‫(‪ )2‬سمير عبد هللا وأخرين ‪ :‬الشمول المالي في فلسطين ‪( ،‬القدس ‪ :‬معهد أبحاث السياسات االقتصادية الفلسطيني (ماس)‬
‫‪ ،)2016 ،‬ص ‪.15‬‬
‫(‪ )3‬فريق العمل اإلقليمي لتعزيز الشمول المالي في الدول العربية ‪ ،‬العالقة المتداخلة بين االستقرار المالي والشمول المالي‬
‫‪ ( ،‬أبوظبى‪ :‬صندوق النقد العربي‪ ،)2015 ،‬ص‪.1‬‬
‫‪(4) https://www.albankaldawli.org/ar/topic/financialinclusion/overview on 11/9/2019.‬‬
‫‪(5) Chakrabarty, KC .." at https://www.rbi.org.in/scripts/BS_ViewBulletin.aspx?Id=14472 on‬‬
‫‪9/11/2019‬‬
‫‪(6) Nigeria,Cental Bank."Financial Inclusion In Nigeria: Issues And Challenges.", (Abuja :‬‬
‫‪Cental Bank of Nigeria, Occasional Paper No. 45, 2013),pp31-33. "Financial inclusion‬‬
‫‪in India: Journey so far and way forward‬‬
‫(‪ )7‬تعريف محو األمية المالية‪ :‬هو معرفة اتخاذ ق اررات مالية أساسية تواجه جميع العائالت في الحياة اليومية ويشمل‬
‫معرفة إنشاء حسابات مالية دقيقة وكيفية استخدام بطاقات االئتمان والطريقة األمثل للتخلص من الديون كما‬
‫يتضمن اإلرشاد إلى كيفية الموازنة بين النفقات والمدخرات إلى غير ذلك من الق اررات المالية المختلفة وذلك للتقليل‬
‫من حدة المخاطر المالية ‪.‬ولمزيد من التفاصيل انظر ‪:‬‬
‫‪-‬رشا عوني عبدهللا العش ‪ :‬دور محو االُمية المالية في تعزيز الشمول المالي ‪،‬بحث مقدم للمؤتمر العلمي الثالث‬
‫لكلية التجارة – جامعة طنطا ‪ (،‬القاهرة ‪ :‬كلية التجارة ‪ ،‬جامعة طنطا ‪ 15 ،‬ابريل ‪ ، )2019‬ص ‪.9‬‬
‫‪(8) Camara, N., X. Pena, and D. Tuesta. "Factors that matter for financial inclusion:‬‬
‫‪Evidence from Peru,(Maddrid:BBVA,WB,No.1409,(2014),pp15-16.‬‬

‫(‪ )9‬أ ‪ .‬د‪ .‬جالل الدين بن رجب‪ :‬احتساب مؤشر ُمرّكب للشمول المالي وتقدير العالقة بين الشمول المالي والناتج المحلي‬
‫اإلجمالي في الدول العربية ‪ ( ،‬أبو ظبي ‪ :‬صندوق النقد العربي ‪ ،‬يونيو ‪.)2018‬‬

‫‪(10) Awad, Mai Mostafa. and Eid, Nada Hamed.” Financial Inclusion in the MENA Region: A‬‬
‫‪Case Study on Egypt ”,( Journal of Economics and Finance (IOSR-JEF).)Volume 9,‬‬
‫‪Issue 1 Ver. II (Jan.- Feb .2018), PP 11-25 ) , at www.iosrjournals.org‬‬

‫‪369‬‬
2021 ‫ إبريل‬- ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر‬

(11) Okaro, Celestine” Financial Inclusion and Nigerian Economy (1990-2015)”,( Journal of
Policy and Development Studies (JPDS), Vol. 10, No. 4, November 2016,pp 50 - 65
), at www.arabianjbmr.com/JPDS_index.php).

(12) Ngulingwa Philip Balele, “ The impact of financial inclusion on economic growth in sub –
Saharan Africa “ , journal of applied economic and business , ( Tanzania: directorates of
economic research and policy , bank of Tanzania , vol.7, no.4, 2019 )
(13) Kesuh Thaddeus , et. Al., “ digital financial inclusion and economic growth : evidence
from sub-Saharan Africa (2011-2017)” International Journal of Business and
Management , ( Nsukka: department of banking and finance , university of Nigeria , vol.8,
no.4, 2020)
(14) Ahmed, Abdullahi D. "Integration of financial markets, financial development and growth:
Is Africa different?.",( Journal of International Financial Markets, Institutions and
Money, 42 (2016): 43-59
(15) European Investment Bank, Banking in sub- Sharan Africa , Challenges and
Opportunities ,( Luxembourg: European Investment Bank, jan.2013) , p.8
(16) Jennifer Moyo, et.al., Financial sector reform , competition and banking system
stability in sub- Saharan Africa , paper presented at the IMF / DFID conference on “
macroeconomic challenged facing low-income countries” , ( Washington D.C.: IMF
,Jan.2014), p.14.
(17) Thorsten Beck , et.al. , Making cross – border banking work for Africa ,( Eschborn ,
Greman Federal Ministry of Economic Cooperation and development ,2014) , pp36-37.
(18) Akhil Damodaran , Financial Inclusion: Issues and Challenges , 2016 ,pp 54-55, at:
http\\:www.akgec.in/journals/july-Dec13/11-Akh.pdf
(19) ‫ مؤسسة‬:‫ ( عمان‬، ‫ ادارة المصارف – استراتيجية تعبئة الودائع وتقديم االئتمان‬: ‫ حمزة محمود الزبيدى‬.‫د‬
.166 ‫ ص‬، )2000،‫الوراق‬
(20) Thorsten Beck, Robert cull, Banking in Africa , center for the study of African economies
(CSAE), Working paper No. 16,( Oxford: CSAE, August 2013 ) , pp.2-3.
(21) , World Bank,at: http//databank.worldbank.org/data/views/reports/tableview.asopx
world development indicators
(22) . World Bank , World Development Indicators , Op.cit

370
2021 ‫ إبريل‬- ‫مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد العاشر‬

(23) George C.Anayiotos, Havhannes Toroyan, Institutional Factors and Financial Sector
Development : Evidence from Sub-Saharan Africa , IMF working paper No. 258,(
Washington D.C.: IMF,NOV.2009), P.3
(24) World Bank , World Development Indicator Op.cit.
(25) Cathrine Pattillo, Sub- Saharan Africa Financial Sectors, Issues , Challenges and
Strategies , 2006 , p.9
at: http//www.hofstra.edu/pdf/biz_mlc_catherine_africa.pdf.
(26) . World Bank , World Development Indicators , Op.cit.
(27) ibid
‫ دراسة قياسية باستخدام بيانات‬: ‫ تأثير نظم سعر الصرف على النمو االقتصادى في الدول النامية‬، ‫) بدراوى شهيناز‬28(
‫ كلية العلوم االقتصادية‬، ‫ جامعة ابى بكر بلقعيد تلمسان‬: ‫ ( الجزائر‬، )2012-1980( ‫ دولة نامية‬18 ‫بانل لعينة من‬
.201-200 ‫ ص‬، )2015-2014 ، ‫والتجارية وعلوم التيسير‬
(29) : ‫لمزيد من التفاصيل انظر‬
-Dielman, 1989, « Pooled Cross-Sectional and time series data analysis », Texas :
Christian
University, USA,1989 ) ,
-Free. A and Kim,, « Longitudinal and Panel Data », ( University of Wisconsin,
Madison,2007)
-William Green, « Econometric Analysis », 5 ed, ( New Jersey, Prentice Hall, Apper
Saddle -River, 2003)

371

You might also like