You are on page 1of 23

‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫دور اإلدارة الرقمية في تحديث وعصرنة اإلدارة العمومية بالمغرب‬

‫دة‪ .‬بدريــة الطريبــق‬


‫دكتورة في القانون العام‬

‫إن التحوالت األساسية التي يشھدھا العالم اليوم لم تعد مقتصرة على شكل النظام الدولي ومسألة‬
‫توازن القوى‪ ،‬بل تعدى األمر ذلك إلى البنية العلمية والتكنولوجية والقدرة على البحث والتطوير‪ ،‬فأصبح‬
‫من المعروف أن كل التحوالت الھائلة أيا كان نوعھا تقوم أساسا على المعرفة والتراكم العلمي‪ ،‬باعتبارھما‬
‫األساس المتين للتقدم االجتماعي واالقتصادي اللذان يشكالن حجر الزاوية لعملية التقدم ألي مجتمع‪ ،‬وفي‬
‫إطار ذلك انطلقت ثورة تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ 1.‬التي أحدثت تغيرات مھمة في أسلوب الحياة‬
‫وظھور أشكال جديدة لالتصال والتعامل‪ ،‬فالعامل األساسي في إحداث ھذه الثورة يعود إلى التزاوج‬
‫الشھير الذي تم بين أنظمة المعلومات وأنظمة االتصاالت‪ ،‬الذي تولد عنه ما أصبح يعرف‬
‫باألنترنيت‪ ،‬وبالتالي إحداث نقلة نوعية وتحول رئيسي في حياة البشرية‪.‬‬

‫فاإلدارة الرقمية ما ھي إال نتاج لثورة التغيير والتطور الھائل الذي عرفه العالم في مجال تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصال‪ ،‬فرغم أن ھدف اإلدارة الرقمية واحد‪ ،‬إال أن تناولھا بالتعريف والتعاطي مع‬
‫مفھومھا النظري تنوع بين المفكرين والمھتمين الذين تعرضوا لھذا المفھوم‪ ،‬فھناك من عرفھا بأنھا‬
‫التعامل مع موارد معلوماتية تعتمد على األنترنيت وشبكات األعمال‪ ،‬تميل إلى تجديد األشياء وما يرتبط‬
‫بھا إلى الحد الذي أصبح رأس المال المعلوماتي المعرفي الفكري ھو العامل األكثر فاعلية في تحقيق‬
‫أھدافھا‪ ،‬واألكثر كفاية في استخدام مواردھا‪ 2.‬وتعرف منظمة التعاون والتنمية االقتصادية ‪OCDE‬‬

‫‪ -1‬أدت ثورة تكنولوجيا المعلومات واالتصال إلى إحداث تغييرات لم يسبق لھا مثيل‪ ،‬فبعد أن اخترع اإلنسان آللة الطباعة‬
‫واكتشف الموجھات الكھرومغناطيسية وابتكر الراديو أو المذياع والتلفزة والتلغراف والتلكس والفاكس والھاتف‪ ،‬وربط‬
‫العالم بشبكات سلكية وال سلكية‪ ،‬أمكن له اليوم أن ينقل الصورة والصوت بصورة تفاعلية بفضل شبكة األنترنيت التي غزت‬
‫المفاھيم وسمحت بإمكانيات جديدة لم نعھدھا من قبل‪ ،‬حيث أصبحنا نتحدث عن التعليم اإللكتروني‪ ،‬والبنك اإللكتروني‪،‬‬
‫والطب اإللكتروني‪ ،‬والبيع والشراء اإللكتروني‪ ،‬أي يمكن القيام بجميع األعمال المعتادة دون أن نضطر إلى مغادرة المنزل‬
‫أو المكتب‪ ،‬فھي عالقة جديدة سرعان ما شاعت بين عدد ضخم من األجھزة اإلعالمية المتناثرة في شتى بقاع العالم‪.‬‬
‫‪ -2‬المؤتمر الدولي للتنمية اإلدارية‪ :‬نحو أداء متميز في القطاع الحكومي‪ ،‬تحت عنوان‪" :‬اإلدارة اإللكترونية بين النظرية‬
‫والتطبيق" أيام ‪ 4-3-2-1‬نونبر ‪ ،2009‬بالرياض بمناسبة ‪ 50‬عاما على إنشاء معھد اإلدارة العامة‪ ،‬ص‪3 :‬‬

‫‪48‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫اإلدارة الرقمية بأنھا‪" :‬عملية استعمال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال كوسيلة لتحقيق اإلدارة ألحسن جودة‬
‫ممكنة" كما عرفتھا ‪" ADAE‬كوسيلة لتحسين الخدمات العامة المقدمة للجمھور من جھة‪ ،‬وتحسين‬
‫‪1‬‬
‫وظيفة اإلدارة من جھة أخرى عن طريق استخدام تكنولوجيا اإلعالم واالتصال"‪.‬‬

‫وتتمثل اإلدارة الرقمية في القدرة على تقديم الخدمات العمومية والحصول عليھا بوسائل إلكترونية‬
‫في أي وقت وأي مكان‪ ،‬على أساس المساواة والعدالة بين كافة المعنيين بھا‪ ،‬أو قدرة القطاعات الحكومية‬
‫على تبادل المعلومات العالمية )األنترنيت( وشبكة المعلومات الداخلية )األنترانت( قصد تحقيق الخدمات‬
‫‪2‬‬
‫اإللكترونية إما بتفاعل بشري أو بإنجاز آلي‪.‬‬

‫وتھدف اإلدارة الرقمية إلى تبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬وتدعيم سياسة القرب عبر‬
‫تحسين جودة الخدمات وتحقيق النجاعة والفعالية‪ ،‬واالقتصاد في التكلفة‪ ،‬وترسيخ الشفافية اإلدارية‪،‬‬
‫وتخلق المرفق العام‪.‬‬

‫وبما أن المغرب من البلدان التي أصابتھا رياح التحوالت االقتصادية واالجتماعية والتقنية‬
‫والمعلوماتية‪ ،‬فقد أصبحت اإلدارة العمومية المغربية تسعى جاھدة إلى االنخراط الكلي والفعال في إدخال‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصال لمسايرة التطورات التكنولوجية المتسارعة واالستفادة منھا في تحديث‬
‫وعصرنة اإلدارة‪ ،‬وفق رؤية أكثر شمولية تتمحور حول التحديث الوظيفي‪ 3.‬فكيف تساھم تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصال في تحديث اإلدارة وتطويرھا‪ ،‬وكذا تحديث أساليب عملھا باستغالل اإلمكانيات‬
‫التقنية التي توفرھا ھذه التكنولوجيا‪ ،‬أو بعبارة أخرى أي دور لإلدارة الرقمية في تحديث وعصرنة اإلدارة‬
‫العمومية بالمغرب؟‬

‫‪1‬‬
‫‪- L’ADAE (Agence pour le Développement de L’administration Electronique) est un service‬‬
‫‪interministériel Française placé auprès du premier ministre, dons la mission principale était de‬‬
‫‪favoriser le développement de l’usage par les administrations publiques de systèmes‬‬
‫)‪d’information afin de faciliter l’accès du public (usager, Contribuables, etc.‬‬
‫‪-2‬األنترنيت‪ :‬عن طريقه يمكن لكل شخص إنجاز معاملته‪ ،‬سواء من خارج اإلدارة كما في حالة سداد الرسوم والمستحقات‪،‬‬
‫أو من داخل اإلدارة لالتصال باإلدارات األخرى والربط بينھا من خالل الشبكة الدولية‪.‬‬
‫أما األنترانت‪ :‬فعن طريقه يتمكن العاملون في اإلدارة وحدھم من االتصال ببعضھم وأداء أعمالھم والتنسيق في إطار النظام‬
‫الداخلي لإلدارة التي يعملون فيھا‪ ،‬ويتم إدخال كافة المعلومات والبيانات المدونة بالسجالت أو بالملفات الورقية إلى الشبكة‬
‫الداخلية من خالل الحاسوب‪ ،‬لخلق نوع من األرشيف اإللكتروني الذي يسھل معه حفظ المعلومات وتصنيفھا بطريقة تجعل‬
‫الحصول على أي منھا يتم بدقة وسرعة‪.‬‬
‫‪ -3‬ويقص‪ÐÐÐ‬د ب‪ÐÐÐ‬ه إدخ‪ÐÐÐ‬ال وتطبي‪ÐÐÐ‬ق أنظم‪ÐÐÐ‬ة وط‪ÐÐÐ‬رق وتقني‪ÐÐÐ‬ات جدي‪ÐÐÐ‬دة بھ‪ÐÐÐ‬دف الرف‪ÐÐÐ‬ع م‪ÐÐÐ‬ن مردودي‪ÐÐÐ‬ة وج‪ÐÐÐ‬ودة الخ‪ÐÐÐ‬دمات الت‪ÐÐÐ‬ي‬
‫تق‪ÐÐÐ‬دمھا المراف‪ÐÐÐ‬ق العمومي‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬وإقام‪ÐÐÐ‬ة من‪ÐÐÐ‬اخ مناس‪ÐÐÐ‬ب للتجدي‪ÐÐÐ‬د وإع‪ÐÐÐ‬ادة تنظ‪ÐÐÐ‬يم الھياك‪ÐÐÐ‬ل واالختصاص‪ÐÐÐ‬ات اإلداري‪ÐÐÐ‬ة وتبس‪ÐÐÐ‬يط‬
‫المس‪ÐÐÐ‬اطر ع‪ÐÐÐ‬ن طري‪ÐÐÐ‬ق توحي‪ÐÐÐ‬دھا‪ ،‬وتحس‪ÐÐÐ‬ين ظ‪ÐÐÐ‬روف اس‪ÐÐÐ‬تقبال الم‪ÐÐÐ‬رتفقين عل‪ÐÐÐ‬ى اخ‪ÐÐÐ‬تالف ش‪ÐÐÐ‬رائحھم االجتماعي‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬وذل‪ÐÐÐ‬ك‬
‫باالستعانة بالخدمات التي تقدمھا تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وخلق عالقات جديدة بين اإلدارة ومحيطھا‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫ھذا ما سنحاول اإللمام به من خالل ما يلي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬دور اإلدارة الرقمية في تحديث وعصرنة اإلدارة العمومية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حدود تطبيق اإلدارة الرقمية بالمغرب‬

‫المبحث األول ‪ :‬دور اإلدارة الرقمية في تحديث وعصرنة اإلدارة العمومية‬


‫تعتبر تكنولوجيا المعلومات واالتصال إحدى وسائل تحديث وعصرنة اإلدارة‪ ،‬لذلك يراھن عليھا‬
‫العديد من المھتمين في إعادة ترتيب الھيكل اإلداري وترسيخ الديمقراطية اإلدارية‪ ،‬خصوصا في ظل‬
‫التحديات التي أصبحت مطروحة بحدة على اإلدارة باعتبارھا قاطرة تقود مسلسل التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية والسياسية‪ ،‬فإدخال المعلوميات إلى اإلدارة يساھم في تحسين جودة الخدمات اإلدارية‬
‫)المطلب األول(‪ ،‬وكذا الرفع من مستوى التواصل اإلداري )المطلب الثاني(‪ ،‬وذلك من أجل تحقيق‬
‫الشفافية والحد من البيروقراطية وإشباع حاجيات المرتفقين‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مساھمة اإلدارة الرقمية في تحسين جودة الخدمات اإلدارية‬


‫تشھد اإلدارة العمومية حاليا تطورا تكنولوجيا ضخما‪ ،1‬يحمل تطورات مذھلة في المستقبل سيكون‬
‫لھا تأثيرھا البعيد على مفھوم المرفق العام وطبيعة الخدمة التي يقدمھا للمرتفقين‪ ،‬ومما الشك فيه أن‬
‫الثورة التكنولوجية تحمل فرصا كبيرة للتحديث والعصرنة لذلك سوف نتناول في ھذا المطلب تأثير نظام‬
‫اإلدارة الرقمية على مسلسل اتخاذ القرار اإلداري وعلى الھياكل اإلدارية )الفقرة األولى(‪ ،‬مع ضرورة‬
‫اعتماد اإلدارة الرقمية كرافعة أساسية للتحديث اإلداري بالمغرب )الفقرة الثانية(‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تأثير نظام اإلدارة الرقمية على اإلدارة العمومية‬


‫أصبح استعمال تكنولوجيا المعلومات واالتصال يمثل مؤشرا للعصرنة والتحديث اإلداري لمختلف‬
‫المؤسسات السيما في الدول النامية‪ ،‬إال أن ھذه األخيرة الزلت تتأرجح بين اإلسراع في األخذ بھذه‬
‫التكنولوجيا قبل فوات األوان‪ ،‬وبين التأني باعتبارھا تقنية دخيلة وتتطلب شروطا معينة إلنجاحھا ويصعب‬

‫‪ -1‬التكنولوجية ھي مجموعة من التقنيات والمھارات والخبرات والمعرفة وأساليب صنع واستخدام األدوات واألشياء المفيدة‬
‫التي يمكن الحصول عليھا أو معرفتھا‪ ،‬بينما يلخص الخبراء الدوليين التكنولوجيا المطبقة على أنھا مجموعة من التقنيات‬
‫التي تم الحصول عليھا واستيعابھا‪ ،‬في حين يشبھھا الدكتور سمير عبدة في كتابه "العرب والتكنولوجيا" بمسيح القرن‬
‫العشرين بينما يعتبر التقنية بمثابة الدين الجديد للعالم البورجوازي‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫التوفر عليھا بسھولة‪ ،1‬ويتجلى تأثير نظام اإلدارة الرقمية على اإلدارة العمومية في اتخاذ القرار اإلداري‬
‫باعتباره أخطر وسيلة في يد اإلدارة للقيام بمھامھا واالطالع بمسؤوليتھا وأداء المھام الملقاة على كاھل‬
‫موظفيھا‪ ،‬وكذا تأثير المعلوميات على ھياكل وطرق تنظيم اإلدارة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬القرار اإلداري في ظل نظام اإلدارة الرقمية‬


‫يمث‪ÐÐÐ‬ل الق‪ÐÐÐ‬رار اإلداري‪ 2‬أكث‪ÐÐÐ‬ر األعم‪ÐÐÐ‬ال القانوني‪ÐÐÐ‬ة الت‪ÐÐÐ‬ي تس‪ÐÐÐ‬تعملھا اإلدارة لالط‪ÐÐÐ‬الع بمس‪ÐÐÐ‬ؤوليتھا‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ويبق‪ÐÐÐ‬ى وس‪ÐÐÐ‬يلة اإلدارة المفض‪ÐÐÐ‬لة ف‪ÐÐÐ‬ي القي‪ÐÐÐ‬ام بوظيفتھ‪ÐÐÐ‬ا لم‪ÐÐÐ‬ا يحقق‪ÐÐÐ‬ه م‪ÐÐÐ‬ن س‪ÐÐÐ‬رعة وفاعلي‪ÐÐÐ‬ة العم‪ÐÐÐ‬ل اإلداري‪،‬‬
‫كم‪ÐÐÐ‬ا يعتب‪ÐÐÐÐ‬ر القل‪ÐÐÐÐ‬ب الن‪ÐÐÐÐ‬ابض ل‪ÐÐÐÐ‬إلدارة وال‪ÐÐÐÐ‬ذي يض‪ÐÐÐÐ‬خ ال‪ÐÐÐÐ‬دماء عب‪ÐÐÐÐ‬ر ش‪ÐÐÐÐ‬رايين الحي‪ÐÐÐÐ‬اة اإلداري‪ÐÐÐÐ‬ة‪ ،‬باعتب‪ÐÐÐÐ‬اره‬
‫الترجم‪ÐÐÐÐ‬ة الفعلي‪ÐÐÐÐ‬ة والمظھ‪ÐÐÐÐ‬ر الخ‪ÐÐÐÐ‬ارجي للعم‪ÐÐÐÐ‬ل اإلداري ال‪ÐÐÐÐ‬ذي ي‪ÐÐÐÐ‬ؤول إلي‪ÐÐÐÐ‬ه غالب‪ÐÐÐÐ‬ا‪ ،‬فالممارس‪ÐÐÐÐ‬ة اإلداري‪ÐÐÐÐ‬ة‬
‫تتطل‪ÐÐÐ‬ب مواجھ‪ÐÐÐ‬ة مجموع‪ÐÐÐ‬ة كبي‪ÐÐÐ‬رة م‪ÐÐÐ‬ن المواق‪ÐÐÐ‬ف الت‪ÐÐÐ‬ي تس‪ÐÐÐ‬تدعي االختي‪ÐÐÐ‬ار المس‪ÐÐÐ‬تمر للب‪ÐÐÐ‬دائل المختلف‪ÐÐÐ‬ة‬
‫المطروح‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬ل‪ÐÐÐ‬ذلك فاتخ‪ÐÐÐ‬اذ الق‪ÐÐÐ‬رارات اإلداري‪ÐÐÐ‬ة عملي‪ÐÐÐ‬ة مس‪ÐÐÐ‬تمرة وترجم‪ÐÐÐ‬ة واقعي‪ÐÐÐ‬ة للوظ‪ÐÐÐ‬ائف اإلداري‪ÐÐÐ‬ة م‪ÐÐÐ‬ن‬
‫تخطيط وتنظيم ورقابة‪.‬‬

‫وم‪ÐÐÐ‬ع تعق‪ÐÐÐ‬د البيئ‪ÐÐÐ‬ة اإلداري‪ÐÐÐ‬ة المعاص‪ÐÐÐ‬رة‪ ،‬واتس‪ÐÐÐ‬اع دائ‪ÐÐÐ‬رة الق‪ÐÐÐ‬رارات الت‪ÐÐÐ‬ي ينبغ‪ÐÐÐ‬ي اتخاذھ‪ÐÐÐ‬ا أص‪ÐÐÐ‬بح‬
‫م‪ÐÐÐÐÐ‬ن الض‪ÐÐÐÐÐ‬روري توظي‪ÐÐÐÐÐ‬ف بع‪ÐÐÐÐÐ‬ض الميكانيزم‪ÐÐÐÐÐ‬ات التقني‪ÐÐÐÐÐ‬ة للمس‪ÐÐÐÐÐ‬اعدة عل‪ÐÐÐÐÐ‬ى اتخ‪ÐÐÐÐÐ‬اذ ق‪ÐÐÐÐÐ‬رارات س‪ÐÐÐÐÐ‬ليمة‬
‫وعقالني‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬فج‪ÐÐÐ‬وھر عملي‪ÐÐÐ‬ة اتخ‪ÐÐÐ‬اذ الق‪ÐÐÐ‬رار تش‪ÐÐÐ‬مل ص‪ÐÐÐ‬ياغة واختي‪ÐÐÐ‬ار الح‪ÐÐÐ‬ل المناس‪ÐÐÐ‬ب والمالئ‪ÐÐÐ‬م م‪ÐÐÐ‬ن ض‪ÐÐÐ‬من‬
‫ع‪ÐÐÐ‬دة حل‪ÐÐÐ‬ول وب‪ÐÐÐ‬دائل متاح‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬وذل‪ÐÐÐ‬ك بتبن‪ÐÐÐ‬ي خط‪ÐÐÐ‬ة تؤك‪ÐÐÐ‬د أن جمي‪ÐÐÐ‬ع االحتم‪ÐÐÐ‬االت الممكن‪ÐÐÐ‬ة ق‪ÐÐÐ‬د استعرض‪ÐÐÐ‬ھا‪،‬‬
‫وأن‪ÐÐ‬ه ق‪ÐÐ‬د ت‪ÐÐ‬م اختي‪ÐÐ‬ار أكثرھ‪ÐÐ‬ا مالئم‪ÐÐ‬ة‪ ،‬وھن‪ÐÐ‬ا أص‪ÐÐ‬بح ينظ‪ÐÐ‬ر للحاس‪ÐÐ‬وب ونظ‪ÐÐ‬م تقني‪ÐÐ‬ات المعلومي‪ÐÐ‬ات المعتم‪ÐÐ‬دة‬
‫عل‪ÐÐÐ‬ى ھ‪ÐÐÐ‬ذا األخي‪ÐÐÐ‬ر باعتبارھ‪ÐÐÐ‬ا وس‪ÐÐÐ‬يلة فعال‪ÐÐÐ‬ة وحاس‪ÐÐÐ‬مة ف‪ÐÐÐ‬ي ت‪ÐÐÐ‬آلف وتكام‪ÐÐÐ‬ل العل‪ÐÐÐ‬م م‪ÐÐÐ‬ع التق‪ÐÐÐ‬دير الشخص‪ÐÐÐ‬ي‪،‬‬
‫وذل‪ÐÐÐ‬ك للمزي‪ÐÐÐ‬د م‪ÐÐÐ‬ن المالئم‪ÐÐÐ‬ة وتط‪ÐÐÐ‬وير وتكيي‪ÐÐÐ‬ف واختي‪ÐÐÐ‬ار الب‪ÐÐÐ‬ديل واألنس‪ÐÐÐ‬ب‪ ،‬نظ‪ÐÐÐ‬را لقدرت‪ÐÐÐ‬ه الخارق‪ÐÐÐ‬ة عل‪ÐÐÐ‬ى‬
‫خ‪ÐÐÐ‬زن المعلوم‪ÐÐÐ‬ات ث‪ÐÐÐ‬م اس‪ÐÐÐ‬ترجاعھا وإج‪ÐÐÐ‬راء العملي‪ÐÐÐ‬ات الحس‪ÐÐÐ‬ابية ومقارنتھ‪ÐÐÐ‬ا بدق‪ÐÐÐ‬ة متناھي‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬وس‪ÐÐÐ‬بر أغ‪ÐÐÐ‬وار‬
‫بعض المجاالت المستعصية على اإلنسان‪.‬‬

‫ف‪ÐÐÐÐ‬اإلدارة الرقمي‪ÐÐÐÐ‬ة تعتم‪ÐÐÐÐ‬د عل‪ÐÐÐÐ‬ى وج‪ÐÐÐÐ‬ود قواع‪ÐÐÐÐ‬د للبيان‪ÐÐÐÐ‬ات والمعلوم‪ÐÐÐÐ‬ات‪ ،‬لتس‪ÐÐÐÐ‬اعد الم‪ÐÐÐÐ‬ديرين عل‪ÐÐÐÐ‬ى‬
‫التخط‪ÐÐÐ‬يط واتخ‪ÐÐÐ‬اذ الق‪ÐÐÐ‬رارات الص‪ÐÐÐ‬ائبة‪ ،‬وتق‪ÐÐÐ‬اس أھمي‪ÐÐÐ‬ة اإلدارة الرقمي‪ÐÐÐ‬ة بأھمي‪ÐÐÐ‬ة المعلوم‪ÐÐÐ‬ات الت‪ÐÐÐ‬ي ت‪ÐÐÐ‬ؤدي‬

‫‪ -1‬عبد القادر البوفي‪ :‬تكنولوجيا المعلوميات وتأثيرھا على العنصر البشري‪ " ،‬اإلدارة المغربية نموذجا" أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أڭدال‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪ 2003/2002‬ص‪17 :‬‬
‫‪ -2‬القرار اإلداري ھو العمل االنفرادي الصادر عن اإلدارة معبرا عن إرادتھا والمحدث ألثر قانوني في الوضعية القانونية‬
‫لألفراد استنادا إلى السلطات التقديرية والتقريرية لإلدارة وحقھا في األمر والنھي تحقيقا للمنفعة العامة‪ ،‬للمزيد من التفاصيل‬
‫راجع د‪ /‬محمد يحيا‪ :‬المغرب اإلداري‪ ،‬مطبعة اسبارطيل‪ ،‬طنجة‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،2012‬ص‪14:‬‬
‫‪ -3‬محمد األعرج‪ :‬القانون اإلداري المغربي‪ :‬الجزء األول‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية‬
‫والتنمية‪ ،‬مطبعة دار النشر المغربية ‪ ،2010‬ص‪197:‬‬

‫‪51‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫دورا م‪ÐÐÐ‬ؤثرا وف‪ÐÐÐ‬اعال ف‪ÐÐÐ‬ي عملي‪ÐÐÐ‬ات ص‪ÐÐÐ‬نع الق‪ÐÐÐ‬رار المناس‪ÐÐÐ‬ب عل‪ÐÐÐ‬ى المس‪ÐÐÐ‬توى ال‪ÐÐÐ‬وطني والع‪ÐÐÐ‬المي‪ 1،‬وينبن‪ÐÐÐ‬ي‬
‫اتخ‪ÐÐÐ‬اذ الق‪ÐÐÐ‬رار اإلداري الرش‪ÐÐÐ‬يد ف‪ÐÐÐ‬ي غال‪ÐÐÐ‬ب األحي‪ÐÐÐ‬ان عل‪ÐÐÐ‬ى قاع‪ÐÐÐ‬دة م‪ÐÐÐ‬ن البيان‪ÐÐÐ‬ات الت‪ÐÐÐ‬ي يمك‪ÐÐÐ‬ن أن يك‪ÐÐÐ‬ون‬
‫حجمھ‪ÐÐÐ‬ا كثي‪ÐÐÐ‬را يس‪ÐÐÐ‬تدعي إج‪ÐÐÐ‬راء التحلي‪ÐÐÐ‬ل الرياض‪ÐÐÐ‬ي المتكام‪ÐÐÐ‬ل للوص‪ÐÐÐ‬ول إل‪ÐÐÐ‬ى النت‪ÐÐÐ‬ائج المس‪ÐÐÐ‬تھدفة الت‪ÐÐÐ‬ي‬
‫يمك‪ÐÐÐÐ‬ن االعتم‪ÐÐÐÐ‬اد عليھ‪ÐÐÐÐ‬ا عن‪ÐÐÐÐ‬د اتخ‪ÐÐÐÐ‬اذ الق‪ÐÐÐÐ‬رارات اإلداري‪ÐÐÐÐ‬ة‪ ،‬ولم‪ÐÐÐÐ‬ا ك‪ÐÐÐÐ‬ان ھ‪ÐÐÐÐ‬ذا التحلي‪ÐÐÐÐ‬ل الرياض‪ÐÐÐÐ‬ي يتطل‪ÐÐÐÐ‬ب‬
‫عملي‪ÐÐÐÐ‬ات حس‪ÐÐÐÐ‬ابية ل‪ÐÐÐÐ‬يس م‪ÐÐÐÐ‬ن الس‪ÐÐÐÐ‬ھل إنجازھ‪ÐÐÐÐ‬ا ف‪ÐÐÐÐ‬ي وق‪ÐÐÐÐ‬ت وجي‪ÐÐÐÐ‬ز ودون جھ‪ÐÐÐÐ‬د ومش‪ÐÐÐÐ‬قة‪ ،‬أض‪ÐÐÐÐ‬حى م‪ÐÐÐÐ‬ن‬
‫الضروري االستعانة بخدمات الحاسوب‪.‬‬

‫لق‪ÐÐÐ‬د أض‪ÐÐÐ‬حت ألس‪ÐÐÐ‬اليب اتخ‪ÐÐÐ‬اذ الق‪ÐÐÐ‬رارات‪ 2‬أھمي‪ÐÐÐ‬ة ب‪ÐÐÐ‬ارزة ف‪ÐÐÐ‬ي الكتاب‪ÐÐÐ‬ات اإلداري‪ÐÐÐ‬ة خصوص‪ÐÐÐ‬ا بع‪ÐÐÐ‬د‬
‫التوظي‪ÐÐÐ‬ف الم‪ÐÐÐ‬وازي لألس‪ÐÐÐ‬اليب الرياض‪ÐÐÐ‬ية والحاس‪ÐÐÐ‬وب‪ ،‬والت‪ÐÐÐ‬ي أص‪ÐÐÐ‬بحت ت‪ÐÐÐ‬درس تح‪ÐÐÐ‬ت عن‪ÐÐÐ‬وان‪" :‬بح‪ÐÐÐ‬وث‬
‫العملي‪ÐÐÐ‬ات" أو "عل‪ÐÐÐ‬م اإلدارة باس‪ÐÐÐ‬تخدام األس‪ÐÐÐ‬اليب الكمي‪ÐÐÐ‬ة" وھ‪ÐÐÐ‬ي طريق‪ÐÐÐ‬ة تمك‪ÐÐÐ‬ن م‪ÐÐÐ‬ن توظي‪ÐÐÐ‬ف عالق‪ÐÐÐ‬ات‬
‫مترابط‪ÐÐÐ‬ة ومركب‪ÐÐÐ‬ة ف‪ÐÐÐ‬ي تطبيق‪ÐÐÐ‬ات عملي‪ÐÐÐ‬ة أص‪ÐÐÐ‬بح م‪ÐÐÐ‬ن الممك‪ÐÐÐ‬ن توظي‪ÐÐÐ‬ف ع‪ÐÐÐ‬دة أس‪ÐÐÐ‬اليب أخ‪ÐÐÐ‬رى كالبرمج‪ÐÐÐ‬ة‬
‫الخطية والتحليل الشبكي والمحاكاة‪ 3‬للوصول إلى قرارات حاسمة وسليمة‪.‬‬

‫ف‪ÐÐÐÐ‬القرار اإلداري ھ‪ÐÐÐÐ‬و عملي‪ÐÐÐÐ‬ة مس‪ÐÐÐÐ‬تمرة ف‪ÐÐÐÐ‬ي الزم‪ÐÐÐÐ‬ان والمك‪ÐÐÐÐ‬ان خاض‪ÐÐÐÐ‬ع لمراح‪ÐÐÐÐ‬ل دقيق‪ÐÐÐÐ‬ة تتص‪ÐÐÐÐ‬ف‬
‫بالعملي‪ÐÐÐÐ‬ة ف‪ÐÐÐÐ‬ي ع‪ÐÐÐÐ‬الم ل‪ÐÐÐÐ‬ن ي‪ÐÐÐÐ‬ؤمن مس‪ÐÐÐÐ‬تقبال إال ب‪ÐÐÐÐ‬العلم ودق‪ÐÐÐÐ‬ة المعلوم‪ÐÐÐÐ‬ة‪ 4.‬ل‪ÐÐÐÐ‬ذلك فالحاس‪ÐÐÐÐ‬وب ي‪ÐÐÐÐ‬أتي لت‪ÐÐÐÐ‬دليل‬
‫الص‪ÐÐÐ‬عاب وتض‪ÐÐÐ‬ييق ھ‪ÐÐÐ‬امش الخط‪ÐÐÐ‬أ‪ ،‬فھ‪ÐÐÐ‬و يمك‪ÐÐÐ‬ن م‪ÐÐÐ‬ن معالج‪ÐÐÐ‬ة الب‪ÐÐÐ‬دائل المتاح‪ÐÐÐ‬ة أو الممكن‪ÐÐÐ‬ة ف‪ÐÐÐ‬ي نھاي‪ÐÐÐ‬ة‬
‫المط‪ÐÐÐ‬اف بتقديم‪ÐÐÐ‬ه لمتخ‪ÐÐÐ‬ذ الق‪ÐÐÐ‬رار خدم‪ÐÐÐ‬ة جليل‪ÐÐÐ‬ة من‪ÐÐÐ‬د اإلع‪ÐÐÐ‬داد وحت‪ÐÐÐ‬ى اإلش‪ÐÐÐ‬راف وتقي‪ÐÐÐ‬يم النت‪ÐÐÐ‬ائج المحص‪ÐÐÐ‬ل‬
‫عليھ‪ÐÐÐ‬ا‪ .‬وھك‪ÐÐÐ‬ذا فالمعلومي‪ÐÐÐ‬ات تس‪ÐÐÐ‬تطيع أن ت‪ÐÐÐ‬ربط ب‪ÐÐÐ‬ين مختل‪ÐÐÐ‬ف مراح‪ÐÐÐ‬ل ص‪ÐÐÐ‬نع الق‪ÐÐÐ‬رار‪ ،‬فھ‪ÐÐÐ‬ي ت‪ÐÐÐ‬ربط ب‪ÐÐÐ‬ين‬
‫الفعالية والترشيد في أفق صياغة قرار سليم‪.‬‬

‫وعموم‪ÐÐÐ‬ا يمك‪ÐÐÐ‬ن حص‪ÐÐÐ‬ر أھ‪ÐÐÐ‬م مس‪ÐÐÐ‬تويات ت‪ÐÐÐ‬دخل النظ‪ÐÐÐ‬ام اإلعالم‪ÐÐÐ‬ي ف‪ÐÐÐ‬ي مسلس‪ÐÐÐ‬ل ص‪ÐÐÐ‬نع الق‪ÐÐÐ‬رار ف‪ÐÐÐ‬ي‬
‫كون‪ÐÐÐÐ‬ه ي‪ÐÐÐÐ‬دعم ف‪ÐÐÐÐ‬رص تقري‪ÐÐÐÐ‬ب الق‪ÐÐÐÐ‬رار المتخ‪ÐÐÐÐ‬ذ م‪ÐÐÐÐ‬ن الق‪ÐÐÐÐ‬رار الص‪ÐÐÐÐ‬ائب‪ ،‬ويرف‪ÐÐÐÐ‬ع بش‪ÐÐÐÐ‬كل ملم‪ÐÐÐÐ‬وس حج‪ÐÐÐÐ‬م‬
‫المعلوم‪ÐÐÐ‬ات الض‪ÐÐÐ‬رورية التخ‪ÐÐÐ‬اذ الق‪ÐÐÐ‬رار‪ ،‬وي‪ÐÐÐ‬وزع العملي‪ÐÐÐ‬ات والمعطي‪ÐÐÐ‬ات واإلحص‪ÐÐÐ‬ائيات بش‪ÐÐÐ‬كل من‪ÐÐÐ‬تظم‬
‫ودوري‪ ،‬كم‪ÐÐÐ‬ا يس‪ÐÐÐ‬مح ل‪ÐÐÐ‬إلدارة باس‪ÐÐÐ‬تعمال المعلوم‪ÐÐÐ‬ات الت‪ÐÐÐ‬ي كان‪ÐÐÐ‬ت وإل‪ÐÐÐ‬ى عھ‪ÐÐÐ‬د قري‪ÐÐÐ‬ب ف‪ÐÐÐ‬ي ظ‪ÐÐÐ‬ل اإلدارة‬

‫‪ -1‬مصطفى عليان ربحي‪" :‬مجتمع المعلومات والواقع العربي" دار جرير للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة األولى ‪،2005‬‬
‫ص‪75 :‬‬
‫‪ -2‬لقد اختلف الفقه القانوني في تقييم القرارات اإلدارية‪ ،‬حيث أن ھناك من اعتم‪Ð‬د عل‪Ð‬ى معي‪Ð‬ار التك‪Ð‬وين فقس‪Ð‬مھا إل‪Ð‬ى ق‪Ð‬رارات‬
‫بسيطة وأخرى مركبة‪ ،‬وھناك من اعتمد على مدى خضوعھا للرقابة القضائية فص‪Ð‬نفھا إل‪Ð‬ى ق‪Ð‬رارات قابل‪Ð‬ة للرقاب‪Ð‬ة القض‪Ð‬ائية‬
‫إلغاءا وتعويضا وأخرى غير قابلة للطعن‪ ،‬وھناك من اعتمد على معيار موقف اإلدارة فقس‪Ð‬م الق‪Ð‬رارات اإلداري‪Ð‬ة إل‪Ð‬ى إيجابي‪Ð‬ة‬
‫وسلبية‪ ،‬وھناك فريق آخ‪Ð‬ر اعتم‪Ð‬د عل‪Ð‬ى المعي‪Ð‬ار الموض‪Ð‬وعي فقس‪Ð‬م الق‪Ð‬رارات اإلداري‪Ð‬ة إل‪Ð‬ى ق‪Ð‬رارات فردي‪Ð‬ة وأخ‪Ð‬رى تنظيمي‪Ð‬ة‬
‫والئحية‪ .‬للمزيد من التفاصيل راجع د‪ /‬محمد األعرج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.221 :‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر البوفي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪174 :‬‬
‫‪ -4‬محمد حركات‪ :‬مظاھر الفساد اإلداري وتداعياته‪ ،‬المجلة المغربية للتدقيق والتنمية‪ ،‬عدد‪ 11‬يونيو ‪ ،2002‬ص‪92 :‬‬

‫‪52‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫التقليدي‪ÐÐÐÐÐ‬ة باھظ‪ÐÐÐÐÐ‬ة عن‪ÐÐÐÐÐ‬د انتقائھ‪ÐÐÐÐÐ‬ا ويرغ‪ÐÐÐÐÐ‬ب متخ‪ÐÐÐÐÐ‬ذي الق‪ÐÐÐÐÐ‬رار عل‪ÐÐÐÐÐ‬ى تقلي‪ÐÐÐÐÐ‬ل ھ‪ÐÐÐÐÐ‬امش الذاتي‪ÐÐÐÐÐ‬ة لص‪ÐÐÐÐÐ‬الح‬
‫الموضوعية‪.‬‬

‫وعلي‪ÐÐÐ‬ه ف‪ÐÐÐ‬إن الحاس‪ÐÐÐ‬وب يلع‪ÐÐÐ‬ب دورا حاس‪ÐÐÐ‬ما ف‪ÐÐÐ‬ي اتخ‪ÐÐÐ‬اذ الق‪ÐÐÐ‬رار‪ ،‬وذل‪ÐÐÐ‬ك لم‪ÐÐÐ‬ا ي‪ÐÐÐ‬وفره م‪ÐÐÐ‬ن معلوم‪ÐÐÐ‬ات‬
‫كافية ومتكاملة تدفع متخذي القرار إلى اتخاذ قرارات سليمة ومالئمة‪.‬‬

‫وھكذا فإنه نظرا لتباين مجاالت وطرق االستخدام والتطبيقات المستعملة من إدارة ألخرى‪ ،‬يمكن‬
‫القول أن عملية اتخاذ القرارات اإلدارية اعتمادا أو بتوظيف الحاسوب الزالت في مرحلتھا الجنينية لدى‬
‫أغلب اإلدارات العمومية المغربية‪ ،‬مع وجود بعض االستثناءات لدى اإلدارات التقنية التي قطعت أشواطا‬
‫مھمة في مجال تحديث وعصرنة دواليبھا اعتمادا على تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تأثير اإلدارة الرقمية على الھياكل اإلدارية‬


‫إن إدخ‪ÐÐÐÐ‬ال المعلومي‪ÐÐÐÐ‬ات ل‪ÐÐÐÐ‬إلدارة العمومي‪ÐÐÐÐ‬ة عملي‪ÐÐÐÐ‬ة تغيي‪ÐÐÐÐ‬ر معق‪ÐÐÐÐ‬دة ومتش‪ÐÐÐÐ‬ابكة تت‪ÐÐÐÐ‬أثر بھ‪ÐÐÐÐ‬ا جمي‪ÐÐÐÐ‬ع‬
‫مكون‪ÐÐÐÐ‬ات اإلدارة‪ ،‬فتع‪ÐÐÐÐ‬ديل أي ف‪ÐÐÐÐ‬رع م‪ÐÐÐÐ‬ن فروعھ‪ÐÐÐÐ‬ا ال ب‪ÐÐÐÐ‬د أن ي‪ÐÐÐÐ‬ؤثر عل‪ÐÐÐÐ‬ى اإلدارة كك‪ÐÐÐÐ‬ل‪ ،‬وبالت‪ÐÐÐÐ‬الي ف‪ÐÐÐÐ‬إن‬
‫المعلومي‪ÐÐÐÐ‬ات كتقني‪ÐÐÐÐ‬ة حديث‪ÐÐÐÐ‬ة ال ينحص‪ÐÐÐÐ‬ر أثرھ‪ÐÐÐÐ‬ا عل‪ÐÐÐÐ‬ى مس‪ÐÐÐÐ‬ار الق‪ÐÐÐÐ‬رار اإلداري فق‪ÐÐÐÐ‬ط‪ ،‬ب‪ÐÐÐÐ‬ل يمت‪ÐÐÐÐ‬د ليش‪ÐÐÐÐ‬مل‬
‫ھياك‪ÐÐÐÐÐ‬ل وتنظ‪ÐÐÐÐÐ‬يم اإلدارة‪ ،‬فعل‪ÐÐÐÐÐ‬ى مس‪ÐÐÐÐÐ‬توى الھياك‪ÐÐÐÐÐ‬ل اإلداري‪ÐÐÐÐÐ‬ة‪ ،‬ن‪ÐÐÐÐÐ‬رى أن التط‪ÐÐÐÐÐ‬ورات المتالحق‪ÐÐÐÐÐ‬ة الت‪ÐÐÐÐÐ‬ي‬
‫يعرفھ‪ÐÐ‬ا الع‪ÐÐ‬الم ق‪ÐÐ‬د فرض‪ÐÐ‬ت ض‪ÐÐ‬رورة التكيي‪ÐÐ‬ف م‪ÐÐ‬ع متطلب‪ÐÐ‬ات البيئ‪ÐÐ‬ة المحيط‪ÐÐ‬ة بھ‪ÐÐ‬ا م‪ÐÐ‬ن جھ‪ÐÐ‬ة‪ ،‬ومس‪ÐÐ‬تجدات‬
‫التط‪ÐÐÐÐ‬ور العلم‪ÐÐÐÐ‬ي والتكنول‪ÐÐÐÐ‬وجي م‪ÐÐÐÐ‬ن جھ‪ÐÐÐÐ‬ة أخ‪ÐÐÐÐ‬رى‪ ،‬وبالت‪ÐÐÐÐ‬الي ف‪ÐÐÐÐ‬إن اس‪ÐÐÐÐ‬تغالل الف‪ÐÐÐÐ‬رص الت‪ÐÐÐÐ‬ي تتيحھ‪ÐÐÐÐ‬ا‬
‫تكنولوجي‪ÐÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐÐ‬ات ق‪ÐÐÐÐ‬د أح‪ÐÐÐÐ‬دثت تغيي‪ÐÐÐÐ‬رات جذري‪ÐÐÐÐ‬ة عل‪ÐÐÐÐ‬ى مس‪ÐÐÐÐ‬توى الھياك‪ÐÐÐÐ‬ل اإلداري‪ÐÐÐÐ‬ة ع‪ÐÐÐÐ‬ن طري‪ÐÐÐÐ‬ق‬
‫إح‪ÐÐÐ‬داث مص‪ÐÐÐ‬الح ووح‪ÐÐÐ‬دات إداري‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬باإلض‪ÐÐÐ‬افة إل‪ÐÐÐ‬ى إع‪ÐÐÐ‬ادة النظ‪ÐÐÐ‬ر ف‪ÐÐÐ‬ي العالق‪ÐÐÐ‬ات الھرمي‪ÐÐÐ‬ة وإع‪ÐÐÐ‬ادة انتش‪ÐÐÐ‬ار‬
‫الكف‪ÐÐÐ‬اءات‪ ،‬والرف‪ÐÐÐ‬ع م‪ÐÐÐ‬ن درج‪ÐÐÐ‬ة التنس‪ÐÐÐ‬يق األفق‪ÐÐÐ‬ي والعم‪ÐÐÐ‬ودي ب‪ÐÐÐ‬ين مختل‪ÐÐÐ‬ف الوح‪ÐÐÐ‬دات اإلداري‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬وذل‪ÐÐÐ‬ك م‪ÐÐÐ‬ن‬
‫خ‪ÐÐÐ‬الل وض‪ÐÐÐ‬ع أبن‪ÐÐÐ‬اك للمعلوم‪ÐÐÐ‬ات الخاص‪ÐÐÐ‬ة والمش‪ÐÐÐ‬تركة فيم‪ÐÐÐ‬ا بينھ‪ÐÐÐ‬ا لتب‪ÐÐÐ‬ادل المعلوم‪ÐÐÐ‬ات بش‪ÐÐÐ‬كل س‪ÐÐÐ‬ليم دون‬
‫إتباع اإلجراءات والمساطر‪.‬‬

‫فاإلص‪ÐÐÐ‬الح الج‪ÐÐÐ‬ذري للھياك‪ÐÐÐ‬ل اإلداري‪ÐÐÐ‬ة ھ‪ÐÐÐ‬و الوس‪ÐÐÐ‬يلة المثل‪ÐÐÐ‬ى الس‪ÐÐÐ‬تغالل اإلمكاني‪ÐÐÐ‬ات التقني‪ÐÐÐ‬ة الت‪ÐÐÐ‬ي‬
‫توفرھ‪ÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐ‬ات‪ ،‬وھ‪ÐÐÐ‬ذا التغيي‪ÐÐÐ‬ر الج‪ÐÐ‬دري يك‪ÐÐÐ‬ون حدوث‪ÐÐÐ‬ه ض‪ÐÐÐ‬روريا م‪ÐÐ‬ع الم‪ÐÐÐ‬رور إل‪ÐÐÐ‬ى المرحل‪ÐÐÐ‬ة الثالث‪ÐÐÐ‬ة‬
‫م‪ÐÐÐ‬ن مراح‪ÐÐÐ‬ل إدخ‪ÐÐÐ‬ال المعلومي‪ÐÐÐ‬ات‪ ،‬وھ‪ÐÐÐ‬ي مرحل‪ÐÐÐ‬ة س‪ÐÐÐ‬تجرى فيھ‪ÐÐÐ‬ا تغي‪ÐÐÐ‬رات عميق‪ÐÐÐ‬ة عل‪ÐÐÐ‬ى أنظم‪ÐÐÐ‬ة المعالج‪ÐÐÐ‬ة‬
‫الت‪ÐÐÐÐ‬ي س‪ÐÐÐÐ‬تكون لھ‪ÐÐÐÐ‬ا ت‪ÐÐÐÐ‬أثيرات مھم‪ÐÐÐÐ‬ة وحاس‪ÐÐÐÐ‬مة عل‪ÐÐÐÐ‬ى الھياك‪ÐÐÐÐ‬ل اإلداري‪ÐÐÐÐ‬ة‪ 1‬بس‪ÐÐÐÐ‬بب التوظي‪ÐÐÐÐ‬ف المن‪ÐÐÐÐ‬تظم‬

‫‪1‬‬
‫‪- RAPHAL- HADAS- LEBEL : L’information dans L’Administration Française, Rapport‬‬
‫‪présenté au congrès de L.I.S.A Edition CUJAS. 2007,P:93-94‬‬

‫‪53‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫إلمكاني‪ÐÐÐ‬ات الحاس‪ÐÐÐ‬وب‪ ،‬والتط‪ÐÐÐ‬ور التقن‪ÐÐÐ‬ي لمس‪ÐÐÐ‬توى األجھ‪ÐÐÐ‬زة وتغيي‪ÐÐÐ‬ر العقلي‪ÐÐÐ‬ات‪ ،‬والت‪ÐÐÐ‬ي س‪ÐÐÐ‬ھلتھا المرحل‪ÐÐÐ‬ة‬
‫السابقة حيث يمكن أن تتميز ھذه المرحلة بخطوتين‪:‬‬

‫‪ -1‬العم‪ÐÐÐÐ‬ل عل‪ÐÐÐÐ‬ى مختل‪ÐÐÐÐ‬ف وح‪ÐÐÐÐ‬دات ومص‪ÐÐÐÐ‬الح إداري‪ÐÐÐÐ‬ة ومعلوماتي‪ÐÐÐÐ‬ة أكث‪ÐÐÐÐ‬ر تالءم‪ÐÐÐÐ‬ا وان‪ÐÐÐÐ‬دماجا‪ ،‬أي‬
‫ضبط منھجيات التحليل والبرمجة‪ ،‬وتدوين القوانين وأشكال البطاقات‪.‬‬
‫‪ -2‬تط‪ÐÐÐ‬وير اس‪ÐÐÐ‬تعمال المعلوم‪ÐÐÐ‬ات الناتج‪ÐÐÐ‬ة ع‪ÐÐÐ‬ن عملي‪ÐÐÐ‬ات التس‪ÐÐÐ‬يير الجاري‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬م‪ÐÐÐ‬ن أج‪ÐÐÐ‬ل وض‪ÐÐÐ‬عھا‬
‫رھن إشارة أجھزة القرار‪.‬‬

‫فتأس‪ÐÐÐÐ‬يس أبن‪ÐÐÐÐ‬اك المعلوم‪ÐÐÐÐ‬ات يمك‪ÐÐÐÐ‬ن أن يھ‪ÐÐÐÐ‬م العدي‪ÐÐÐÐ‬د م‪ÐÐÐÐ‬ن اإلدارات الت‪ÐÐÐÐ‬ي ھ‪ÐÐÐÐ‬ي ف‪ÐÐÐÐ‬ي حاج‪ÐÐÐÐ‬ة إل‪ÐÐÐÐ‬ى‬
‫المعلوم‪ÐÐÐ‬ات أو اللج‪ÐÐÐ‬وء إل‪ÐÐÐ‬ى خ‪ÐÐÐ‬دماتھا‪ ،1‬فم‪ÐÐÐ‬ثال ف‪ÐÐÐ‬ي فرنس‪ÐÐÐ‬ا ھن‪ÐÐÐ‬اك بن‪ÐÐÐ‬ك للمعلوم‪ÐÐÐ‬ات المدني‪ÐÐÐ‬ة الت‪ÐÐÐ‬ي تش‪ÐÐÐ‬ترك‬
‫في‪ÐÐÐÐ‬ه ع‪ÐÐÐÐ‬دة فعالي‪ÐÐÐÐ‬ات ك‪ÐÐÐÐ‬وزارة المالي‪ÐÐÐÐ‬ة ووزارة األش‪ÐÐÐÐ‬غال العمومي‪ÐÐÐÐ‬ة والجماعي‪ÐÐÐÐ‬ة‪...2‬إل‪ÐÐÐÐ‬خ‪ .‬وال ش‪ÐÐÐÐ‬ك أن‪ÐÐÐÐ‬ه‬
‫باإلض‪ÐÐÐ‬افة إل‪ÐÐÐ‬ى ض‪ÐÐÐ‬رورة ت‪ÐÐÐ‬وفر ك‪ÐÐÐ‬ل إدارة عل‪ÐÐÐ‬ى بن‪ÐÐÐ‬ك للمعلوم‪ÐÐÐ‬ات‪ ،‬يج‪ÐÐÐ‬ب أن يك‪ÐÐÐ‬ون ھن‪ÐÐÐ‬اك اتص‪ÐÐÐ‬ال ب‪ÐÐÐ‬ين‬
‫مختل‪ÐÐÐ‬ف الوح‪ÐÐÐ‬دات اإلداري‪ÐÐÐ‬ة األخ‪ÐÐÐ‬رى لتب‪ÐÐÐ‬ادل المعلوم‪ÐÐÐ‬ات دون إتب‪ÐÐÐ‬اع اإلج‪ÐÐÐ‬راءات والمس‪ÐÐÐ‬اطر المعق‪ÐÐÐ‬دة‪،‬‬
‫الس‪ÐÐÐ‬يما وأن إح‪ÐÐÐ‬دى خص‪ÐÐÐ‬ائص المعلومي‪ÐÐÐ‬ات ھ‪ÐÐÐ‬ي التب‪ÐÐÐ‬ادل الح‪ÐÐÐ‬ر والس‪ÐÐÐ‬ليم للمعلوم‪ÐÐÐ‬ات المعالج‪ÐÐÐ‬ة بالتنس‪ÐÐÐ‬يق‬
‫م‪ÐÐÐ‬ع الھياك‪ÐÐÐ‬ل الموج‪ÐÐÐ‬ودة‪ ،‬إذ ي‪ÐÐÐ‬تم رب‪ÐÐÐ‬ط ك‪ÐÐÐ‬ل الوح‪ÐÐÐ‬دات المعني‪ÐÐÐ‬ة دون االلت‪ÐÐÐ‬زام ب‪ÐÐÐ‬المرور بالوح‪ÐÐÐ‬دات اإلداري‪ÐÐÐ‬ة‬
‫العلي‪ÐÐÐ‬ا‪ ،‬بمعن‪ÐÐÐ‬ى أن تك‪ÐÐÐ‬ون العالق‪ÐÐÐ‬ة ب‪ÐÐÐ‬ين ھ‪ÐÐÐ‬ذه الوح‪ÐÐÐ‬دات عالق‪ÐÐÐ‬ة أفقي‪ÐÐÐ‬ة ول‪ÐÐÐ‬يس عمودي‪ÐÐÐ‬ة كيفم‪ÐÐÐ‬ا كان‪ÐÐÐ‬ت اإلدارة‬
‫الت‪ÐÐÐ‬ي تنتم‪ÐÐÐ‬ي إليھ‪ÐÐÐ‬ا‪ ،‬وبالت‪ÐÐÐ‬الي خل‪ÐÐÐ‬ق ش‪ÐÐÐ‬بكة متداخل‪ÐÐÐ‬ة تك‪ÐÐÐ‬ون فيھ‪ÐÐÐ‬ا ك‪ÐÐÐ‬ل وح‪ÐÐÐ‬دة مرتبط‪ÐÐÐ‬ة ب‪ÐÐÐ‬األخرى‪ .‬وتتطل‪ÐÐÐ‬ب‬
‫ھ‪ÐÐÐ‬ذه الوض‪ÐÐÐ‬عية إيج‪ÐÐÐ‬اد س‪ÐÐÐ‬بل اتص‪ÐÐÐ‬ال أفقي‪ÐÐÐ‬ة ب‪ÐÐÐ‬ين وح‪ÐÐÐ‬دات عمودي‪ÐÐÐ‬ة عل‪ÐÐÐ‬ى ص‪ÐÐÐ‬عيد مختل‪ÐÐÐ‬ف مس‪ÐÐÐ‬تويات الھ‪ÐÐÐ‬رم‬
‫اإلداري‪ ،‬فم‪ÐÐÐ‬ثال ك‪ÐÐÐ‬ل أقس‪ÐÐÐ‬ام وم‪ÐÐÐ‬ديريات مختل‪ÐÐÐ‬ف اإلدارات الت‪ÐÐÐ‬ي تش‪ÐÐÐ‬رف عل‪ÐÐÐ‬ى ش‪ÐÐÐ‬ؤون الم‪ÐÐÐ‬وظفين تك‪ÐÐÐ‬ون‬
‫عل‪ÐÐÐÐ‬ى اتص‪ÐÐÐÐ‬ال مباش‪ÐÐÐÐ‬ر ودائ‪ÐÐÐÐ‬م دون ش‪ÐÐÐÐ‬كليات معق‪ÐÐÐÐ‬دة م‪ÐÐÐÐ‬ع مديري‪ÐÐÐÐ‬ة الوظيف‪ÐÐÐÐ‬ة العمومي‪ÐÐÐÐ‬ة ب‪ÐÐÐÐ‬وزارة تح‪ÐÐÐÐ‬ديث‬
‫القطاع‪ÐÐÐÐ‬ات العام‪ÐÐÐÐ‬ة‪ ،‬خصوص‪ÐÐÐÐ‬ا م‪ÐÐÐÐ‬ع بن‪ÐÐÐÐ‬ك معطياتھ‪ÐÐÐÐ‬ا للحص‪ÐÐÐÐ‬ول عل‪ÐÐÐÐ‬ى المعلوم‪ÐÐÐÐ‬ات الخاص‪ÐÐÐÐ‬ة بتس‪ÐÐÐÐ‬ييرھا‪،‬‬
‫ك‪ÐÐÐÐ‬القوانين واألنظم‪ÐÐÐÐ‬ة واإلج‪ÐÐÐÐ‬راءات الت‪ÐÐÐÐ‬ي تھ‪ÐÐÐÐ‬م تس‪ÐÐÐÐ‬يير ش‪ÐÐÐÐ‬ؤون موظفيھ‪ÐÐÐÐ‬ا‪ ،‬م‪ÐÐÐÐ‬ع االط‪ÐÐÐÐ‬الع عل‪ÐÐÐÐ‬ى آخ‪ÐÐÐÐ‬ر‬
‫المستجدات في ھذا الميدان‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلدارة الرقمية رافعة أساسية للتحديث اإلداري‬


‫تعتب‪ÐÐ‬ر اإلدارة الرقمي‪ÐÐ‬ة نظام‪ÐÐ‬ا متك‪ÐÐ‬امال أكث‪ÐÐ‬ر مم‪ÐÐ‬ا ھ‪ÐÐ‬ي عملي‪ÐÐ‬ة تقني‪ÐÐ‬ة فني‪ÐÐ‬ة بحث‪ÐÐ‬ة‪ ،‬فھ‪ÐÐ‬ي م‪ÐÐ‬نھج تفكي‪ÐÐ‬ر‬
‫إداري جدي‪ÐÐÐ‬د‪ ،‬ورؤي‪ÐÐÐ‬ة مبتك‪ÐÐÐ‬رة لألعم‪ÐÐÐ‬ال الت‪ÐÐÐ‬ي تس‪ÐÐÐ‬تند إل‪ÐÐÐ‬ى القيم‪ÐÐÐ‬ة المض‪ÐÐÐ‬افة الت‪ÐÐÐ‬ي يمك‪ÐÐÐ‬ن إنتاجھ‪ÐÐÐ‬ا أو إع‪ÐÐÐ‬ادة‬

‫‪ -1‬لقد بدأت بعض اإلدارات تشعر بأھمية البنوك وبدأت في تأسيس أبناك خاصة بھا‪ ،‬كوزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪،‬‬
‫ووزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬وزارة الداخلية‪ ،‬وزارة التجھيز والنقل‪ ،‬وزارة العدل والحريات‪ ،‬وزارة تحديث القطاعات‬
‫العامة‪...‬إلخ‬
‫‪2‬‬
‫‪- RAPHAL- HADAS- LEBEL. Op, cit, p:78‬‬

‫‪54‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫إنتاجھ‪ÐÐÐÐÐ‬ا م‪ÐÐÐÐÐ‬ن خ‪ÐÐÐÐÐ‬الل اإلدارة الفعال‪ÐÐÐÐÐ‬ة للمعلوم‪ÐÐÐÐÐ‬ات والمعرف‪ÐÐÐÐÐ‬ة وم‪ÐÐÐÐÐ‬وارد ش‪ÐÐÐÐÐ‬بكة األنترني‪ÐÐÐÐÐ‬ت‪ 1.‬فإدخ‪ÐÐÐÐÐ‬ال‬
‫تكنولوجي‪ÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐ‬ات واالتص‪ÐÐÐ‬ال ف‪ÐÐÐ‬ي ص‪ÐÐÐ‬لب عم‪ÐÐÐ‬ل اإلدارة العمومي‪ÐÐÐ‬ة لم‪ÐÐÐ‬ن ش‪ÐÐÐ‬أنه أن يزي‪ÐÐÐ‬د ف‪ÐÐÐ‬ي النجاع‪ÐÐÐ‬ة‬
‫والفعالي‪ÐÐ‬ة والزي‪ÐÐÐ‬ادة ف‪ÐÐÐ‬ي تس‪ÐÐÐ‬يير وتبس‪ÐÐÐ‬يط العم‪ÐÐÐ‬ل اإلداري تج‪ÐÐ‬اوزا لك‪ÐÐÐ‬ل المعيق‪ÐÐÐ‬ات الت‪ÐÐÐ‬ي تح‪ÐÐÐ‬ول دون تط‪ÐÐÐ‬ور‬
‫اإلدارة العمومي‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬وھن‪ÐÐÐ‬اك مجموع‪ÐÐÐ‬ة م‪ÐÐÐ‬ن الخط‪ÐÐÐ‬وات الت‪ÐÐÐ‬ي يج‪ÐÐÐ‬ب اتباعھ‪ÐÐÐ‬ا لنص‪ÐÐÐ‬ل إل‪ÐÐÐ‬ى مرحل‪ÐÐÐ‬ة الح‪ÐÐÐ‬ديث‬
‫عن اإلدارة الرقمية وھي كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬وج‪ÐÐÐÐ‬ود إرادة سياس‪ÐÐÐÐ‬ية حازم‪ÐÐÐÐ‬ة ملتزم‪ÐÐÐÐ‬ة بإنج‪ÐÐÐÐ‬از اإلص‪ÐÐÐÐ‬الح اإلداري‪ ،‬وھ‪ÐÐÐÐ‬ذا يس‪ÐÐÐÐ‬تدعي ق‪ÐÐÐÐ‬رارا‬
‫سياس‪ÐÐÐ‬يا باإلص‪ÐÐÐ‬الح اإلداري منبثق‪ÐÐÐ‬ا ع‪ÐÐÐ‬ن الس‪ÐÐÐ‬لطة السياس‪ÐÐÐ‬ية الرس‪ÐÐÐ‬مية ف‪ÐÐÐ‬ي الدول‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬ووض‪ÐÐÐ‬ع ھ‪ÐÐÐ‬ذا الق‪ÐÐÐ‬رار‬
‫موضع التنفيذ وفق خطة مبرمجة زمنيا مع ضرورة المتابعة والمراقبة الميدانية‪.‬‬

‫ثاني““““““ا‪ :‬االلت‪ÐÐÐÐÐÐ‬زام باإلص‪ÐÐÐÐÐÐ‬الح اإلداري م‪ÐÐÐÐÐÐ‬ن ط‪ÐÐÐÐÐÐ‬رف جمي‪ÐÐÐÐÐÐ‬ع مكون‪ÐÐÐÐÐÐ‬ات اإلدارة بكاف‪ÐÐÐÐÐÐ‬ة فئ‪ÐÐÐÐÐÐ‬اتھم‬
‫ومستوياتھم ومشاركتھم في رسم معالم وإعداد خطة اإلصالح اإلداري‪.‬‬

‫ثالث““““ا‪ :‬االلت‪ÐÐÐÐ‬زام باإلص‪ÐÐÐÐ‬الح اإلداري عل‪ÐÐÐÐ‬ى ص‪ÐÐÐÐ‬عيد ال‪ÐÐÐÐ‬رأي الع‪ÐÐÐÐ‬ام والمجتم‪ÐÐÐÐ‬ع فوج‪ÐÐÐÐ‬ود جمھ‪ÐÐÐÐ‬ور أو‬
‫تي‪ÐÐÐ‬ار ش‪ÐÐÐ‬عبي واع بحقوق‪ÐÐÐ‬ه ملت‪ÐÐÐ‬زم بمطال‪ÐÐÐ‬ب اإلص‪ÐÐÐ‬الح اإلداري أم‪ÐÐÐ‬ر أساس‪ÐÐÐ‬ي وض‪ÐÐÐ‬روري لتحص‪ÐÐÐ‬ين إرادة‬
‫اإلصالح على مستوى سلطة القرار السياسي‪.‬‬

‫وتج‪ÐÐÐ‬در اإلش‪ÐÐÐ‬ارة إل‪ÐÐÐ‬ى أن‪ÐÐÐ‬ه ب‪ÐÐÐ‬دون وج‪ÐÐÐ‬ود العنص‪ÐÐÐ‬ر األول تنتف‪ÐÐÐ‬ي فاعلي‪ÐÐÐ‬ة العناص‪ÐÐÐ‬ر األخ‪ÐÐÐ‬رى وھ‪ÐÐÐ‬ذا‬
‫ش‪ÐÐÐÐ‬به حاص‪ÐÐÐÐ‬ل ف‪ÐÐÐÐ‬ي معظ‪ÐÐÐÐ‬م البل‪ÐÐÐÐ‬دان العربي‪ÐÐÐÐ‬ة‪ ،‬فاس‪ÐÐÐÐ‬تناد اإلص‪ÐÐÐÐ‬الح اإلداري عل‪ÐÐÐÐ‬ى تكنولوجي‪ÐÐÐÐ‬ا اإلع‪ÐÐÐÐ‬الم‬
‫واالتص‪ÐÐÐÐ‬ال وص‪ÐÐÐÐ‬وال إل‪ÐÐÐÐ‬ى تفعي‪ÐÐÐÐ‬ل إدارة رقمي‪ÐÐÐÐ‬ة‪ ،‬وج‪ÐÐÐÐ‬ب أن ينبن‪ÐÐÐÐ‬ي عل‪ÐÐÐÐ‬ى إس‪ÐÐÐÐ‬تراتيجية ش‪ÐÐÐÐ‬املة لتط‪ÐÐÐÐ‬وير‬
‫الجھاز اإلداري للدولة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬انعكاسات اإلدارة الرقمية على التواصل اإلداري‬
‫ي‪ÐÐÐÐ‬وفر اس‪ÐÐÐÐ‬تعمال تكنولوجي‪ÐÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐÐ‬ات واالتص‪ÐÐÐÐ‬ال ل‪ÐÐÐÐ‬إلدارة العمومي‪ÐÐÐÐ‬ة إمكاني‪ÐÐÐÐ‬ات ھائل‪ÐÐÐÐ‬ة لتحقي‪ÐÐÐÐ‬ق‬
‫انفتاحھ‪ÐÐÐ‬ا عل‪ÐÐÐ‬ى المح‪ÐÐÐ‬يط الخ‪ÐÐÐ‬ارجي والق‪ÐÐÐ‬رب م‪ÐÐÐ‬ن الم‪ÐÐÐ‬رتفقين ف‪ÐÐÐ‬ي إط‪ÐÐÐ‬ار بيئ‪ÐÐÐ‬ة إداري‪ÐÐÐ‬ة تطبعھ‪ÐÐÐ‬ا المس‪ÐÐÐ‬اواة‬
‫والش‪ÐÐÐ‬فافية بش‪ÐÐÐ‬كل يع‪ÐÐÐ‬زز ويق‪ÐÐÐ‬وي ثق‪ÐÐÐ‬ة المتع‪ÐÐÐ‬املين م‪ÐÐÐ‬ع اإلدارة‪ ،‬وعل‪ÐÐÐ‬ى أس‪ÐÐÐ‬اس ذل‪ÐÐÐ‬ك س‪ÐÐÐ‬وف نح‪ÐÐÐ‬اول إب‪ÐÐÐ‬راز‬
‫م‪ÐÐÐ‬دى انفت‪ÐÐÐ‬اح اإلدارة الرقمي‪ÐÐÐ‬ة عل‪ÐÐÐ‬ى متطلب‪ÐÐÐ‬ات الم‪ÐÐÐ‬رتفقين ف‪ÐÐÐ‬ي )الفق‪ÐÐÐ‬رة األول‪ÐÐÐ‬ى(‪ ،‬عل‪ÐÐÐ‬ى أن نتط‪ÐÐÐ‬رق ف‪ÐÐÐ‬ي‬

‫‪ -1‬ياسين سعد غالب‪ ":‬اإلدارة اإللكترونية وآفاق تطبيقاتھا العربية"‪ ،‬منشورات مركز البحوث‪ -‬الرياض‪ ،‬طبعة ‪،2005‬‬
‫ص‪256 :‬‬
‫‪ -2‬التواصل اإلداري ھو عبارة عن عملية انسياب وتبادل المعلومات والبيانات في اتجاه عمودي وأفقي بين مرسل ومرسل‬
‫إليه داخل اإلدارة أو خارجھا‪.‬فتكنولوجيا المعلومات واالتصال تضمن للمواطنين حق االتصال والتواصل مع اإلدارة‪،‬‬
‫بمعنى أن اإلدارة الرقمية تلغي الحواجز وعوائق االتصال التي يمكن أن تقوم بين اإلدارة والمرتفقين‪ ،‬إال أن ذلك يبقى رھينا‬
‫بمدى تشبع موظفي اإلدارات العمومية بثقافة االنفتاح والتواصل اإليجابي مع المحيط كضمانة إلعطاء األھمية الالزمة‬
‫للمراسالت اإللكترونية للمواطنين والرد عليھا في الوقت المناسب بشكل ال يضيع القيمة المضافة لتكنولوجيا المعلومات‬
‫والتواصل والكامنة في ربح الوقت والرفع من جودة الخدمات اإلدارية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫)الفق‪ÐÐÐÐ‬رة الثاني‪ÐÐÐÐ‬ة( إل‪ÐÐÐÐ‬ى ض‪ÐÐÐÐ‬رورة تق‪ÐÐÐÐ‬ديم خ‪ÐÐÐÐ‬دمات إداري‪ÐÐÐÐ‬ة ذات ج‪ÐÐÐÐ‬ودة عالي‪ÐÐÐÐ‬ة باعتبارھ‪ÐÐÐÐ‬ا م‪ÐÐÐÐ‬ن أولوي‪ÐÐÐÐ‬ات‬
‫مشروع اإلدارة الرقمية بالمغرب‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬انفتاح اإلدارة الرقمية على متطلبات المرتفقين‬


‫تلع‪ÐÐÐ‬ب اإلدارة الرقمي‪ÐÐÐ‬ة دورا أساس‪ÐÐÐ‬يا ف‪ÐÐÐ‬ي انفت‪ÐÐÐ‬اح اإلدارة عل‪ÐÐÐ‬ى المجتم‪ÐÐÐ‬ع‪ ،‬حي‪ÐÐÐ‬ث يمك‪ÐÐÐ‬ن للم‪ÐÐÐ‬واطن‬
‫أن يطل‪ÐÐÐ‬ع عل‪ÐÐÐ‬ى المعلوم‪ÐÐÐ‬ات والوث‪ÐÐÐ‬ائق اإلداري‪ÐÐÐ‬ة انطالق‪ÐÐÐ‬ا م‪ÐÐÐ‬ن الموق‪ÐÐÐ‬ع اإللكترون‪ÐÐÐ‬ي ل‪ÐÐÐ‬إلدارة‪ ،‬وأن يبع‪ÐÐÐ‬ث‬
‫إل‪ÐÐÐÐ‬ى ھ‪ÐÐÐÐ‬ذه األخي‪ÐÐÐÐ‬رة أو المس‪ÐÐÐÐ‬ؤولين اإلداري‪ÐÐÐÐ‬ين بالتس‪ÐÐÐÐ‬اؤالت واالستفس‪ÐÐÐÐ‬ارات والتظلم‪ÐÐÐÐ‬ات أو الش‪ÐÐÐÐ‬كايات‬
‫عب‪ÐÐÐÐ‬ر البري‪ÐÐÐÐ‬د اإللكترون‪ÐÐÐÐ‬ي دون االرتب‪ÐÐÐÐ‬اط بالزم‪ÐÐÐÐ‬ان أو المك‪ÐÐÐÐ‬ان‪ ،‬فاعتم‪ÐÐÐÐ‬اد اإلدارة الرقمي‪ÐÐÐÐ‬ة عل‪ÐÐÐÐ‬ى وس‪ÐÐÐÐ‬ائل‬
‫االتص‪ÐÐÐ‬ال الحديث‪ÐÐÐ‬ة‪ 1‬يع‪ÐÐÐ‬زز م‪ÐÐÐ‬ن مب‪ÐÐÐ‬دأ المس‪ÐÐÐ‬اواة ب‪ÐÐÐ‬ين الم‪ÐÐÐ‬رتفقين ف‪ÐÐÐ‬ي االس‪ÐÐÐ‬تفادة م‪ÐÐÐ‬ن الخ‪ÐÐÐ‬دمات العمومي‪ÐÐÐ‬ة‬
‫ويق‪ÐÐÐ‬وي م‪ÐÐÐ‬ن مب‪ÐÐÐ‬دأ اس‪ÐÐÐ‬تمرارية المرف‪ÐÐÐ‬ق الع‪ÐÐÐ‬ام‪ ،‬ليجع‪ÐÐÐ‬ل اإلدارة أكث‪ÐÐÐ‬ر قرب‪ÐÐÐ‬ا وانفتاح‪ÐÐÐ‬ا عل‪ÐÐÐ‬ى الم‪ÐÐÐ‬واطنين‪،‬‬
‫وھ‪ÐÐÐ‬ي إح‪ÐÐÐ‬دى أھ‪ÐÐÐ‬م أس‪ÐÐÐ‬س اإلدارة الحديث‪ÐÐÐ‬ة والمواطن‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬ويعتب‪ÐÐÐ‬ر الش‪ÐÐÐ‬باك الوحي‪ÐÐÐ‬د المتض‪ÐÐÐ‬من لل‪ÐÐÐ‬روابط ف‪ÐÐÐ‬وق‬
‫النص‪ÐÐÐ‬ية لمجم‪ÐÐÐ‬وع اإلدارات العمومي‪ÐÐÐ‬ة الت‪ÐÐÐ‬ي ق‪ÐÐÐ‬د يحتاجھ‪ÐÐÐ‬ا الم‪ÐÐÐ‬واطن إلج‪ÐÐÐ‬راء عملي‪ÐÐÐ‬ات إداري‪ÐÐÐ‬ة متكامل‪ÐÐÐ‬ة‬
‫ح‪ÐÐ‬ال نموذجي‪ÐÐ‬ا لتوجي‪ÐÐ‬ه المرتف‪ÐÐ‬ق وتمكين‪ÐÐ‬ه م‪ÐÐ‬ن االس‪ÐÐ‬تفادة م‪ÐÐ‬ن الخ‪ÐÐ‬دمات العمومي‪ÐÐ‬ة بفاعلي‪ÐÐ‬ة أكب‪ÐÐ‬ر وبس‪ÐÐ‬ھولة‬
‫أكثر‪ ،‬وھذا من شأنه خلق جو من الثقة بين اإلدارات والمواطنين والمقاوالت‪.‬‬

‫تجع‪ÐÐÐ‬ل سياس‪ÐÐÐ‬ة التح‪ÐÐÐ‬ديث اإلداري اإلدارة أكث‪ÐÐÐ‬ر قرب‪ÐÐÐ‬ا م‪ÐÐÐ‬ن الم‪ÐÐÐ‬رتفقين وإرض‪ÐÐÐ‬اء المتع‪ÐÐÐ‬املين معھ‪ÐÐÐ‬ا‬
‫بص‪ÐÐÐÐ‬فة عام‪ÐÐÐÐ‬ة وفئ‪ÐÐÐÐ‬ة المس‪ÐÐÐÐÐ‬تثمرين بص‪ÐÐÐÐ‬فة خاص‪ÐÐÐÐ‬ة س‪ÐÐÐÐ‬واء المغارب‪ÐÐÐÐÐ‬ة أو األجان‪ÐÐÐÐ‬ب ال‪ÐÐÐÐ‬ذين يص‪ÐÐÐÐÐ‬طدمون‬
‫بعراقي‪ÐÐÐ‬ل ع‪ÐÐÐ‬دة‪ ،‬فتح‪ÐÐÐ‬ديث اإلدارة ع‪ÐÐÐ‬ن طري‪ÐÐÐ‬ق إدخ‪ÐÐÐ‬ال مجموع‪ÐÐÐ‬ة م‪ÐÐÐ‬ن الوس‪ÐÐÐ‬ائل التقني‪ÐÐÐ‬ة والمعلوماتي‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬أدى‬
‫إلى االستجابة الفعلية لرغبات المرتفقين‪ ،‬من خالل اختصار اإلجراءات وربح الوقت‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اختص“““ار اإلج“““راءات‪ :‬إن إقح‪ÐÐÐ‬ام التكنولوجي‪ÐÐÐ‬ا الحديث‪ÐÐÐ‬ة ف‪ÐÐÐ‬ي إدارتن‪ÐÐÐ‬ا سيس‪ÐÐÐ‬اعد عل‪ÐÐÐ‬ى تج‪ÐÐÐ‬اوز‬
‫ت‪ÐÐ‬أزم العالق‪ÐÐ‬ة بينھ‪ÐÐ‬ا وب‪ÐÐ‬ين مرتفقيھ‪ÐÐ‬ا‪ ،‬وذل‪ÐÐ‬ك م‪ÐÐ‬ن خ‪ÐÐ‬الل االس‪ÐÐ‬تفادة القص‪ÐÐ‬وى م‪ÐÐ‬ن اإلمكاني‪ÐÐ‬ات الت‪ÐÐ‬ي تتيحھ‪ÐÐ‬ا‬
‫التقنيات الحديثة لتكنولوجيا اإلعالم و االتصال و المتجسدة على وجه الخصوص في‪:‬‬

‫• ح‪ÐÐÐÐ‬ق الم‪ÐÐÐÐ‬رتفقين ف‪ÐÐÐÐ‬ي اإلع‪ÐÐÐÐ‬الم و ف‪ÐÐÐÐ‬ي اإلط‪ÐÐÐÐ‬الع عل‪ÐÐÐÐ‬ى الوث‪ÐÐÐÐ‬ائق اإلداري‪ÐÐÐÐ‬ة و بثھ‪ÐÐÐÐ‬ا عل‪ÐÐÐÐ‬ى ش‪ÐÐÐÐ‬بكات‬
‫االتصال الذي يعطي بعدا جديدا لمفھوم الشفافية اإلدارية و تمھيدا لدمقرطة اإلدارة و مواطنيھا‪.‬‬
‫• تلق‪ÐÐÐÐ‬ي استفس‪ÐÐÐÐ‬ارات وتس‪ÐÐÐÐ‬اؤالت الم‪ÐÐÐÐ‬واطنين عب‪ÐÐÐÐ‬ر البري‪ÐÐÐÐ‬د االلكترون‪ÐÐÐÐ‬ي وك‪ÐÐÐÐ‬ذلك تلق‪ÐÐÐÐ‬ي تظلم‪ÐÐÐÐ‬ات‬
‫وش‪ÐÐÐÐ‬كايات الم‪ÐÐÐÐÐ‬رتفقين عل‪ÐÐÐÐÐ‬ى األنترني‪ÐÐÐÐÐ‬ت‪ ،‬األم‪ÐÐÐÐ‬ر ال‪ÐÐÐÐÐ‬ذي ين‪ÐÐÐÐÐ‬تج عن‪ÐÐÐÐÐ‬ه القض‪ÐÐÐÐ‬اء عل‪ÐÐÐÐÐ‬ى ض‪ÐÐÐÐÐ‬غوط المك‪ÐÐÐÐÐ‬ان‬

‫‪-1‬يقصد بوسائل االتصال الحديثة كل إرسال أو استقبال للعالمات واإلشارات والخطوط المكتوبة وكذا الصور والتعامالت‬
‫أيا كان نوعھا واالتصاالت السلكية والالسلكية‪ ،‬السمعية والبصرية‪ ،‬وتتعدد وسائل االتصال في الوقت الحالي‪ ،‬وإن كان‬
‫يجمعھا معا سرعة االتصال وفوريته‪ ،‬ويأتي في مقدمة ھذه الوسائل‪ ،‬الھاتفـ‪ ،‬التلكس‪ ،‬الفاكس‪ ،‬الحاسوب اآللي‪ ،‬والذي يعتبر‬
‫وسيلة اتصال لنقل المعلومات بطرق مختلفة منھا الشبكة العنكبوتية )‪ (www‬ومنھا البريد االلكتروني )‪ (E-mail‬باإلضافة‬
‫إلى مواقع التواصل االجتماعي مثل‪ :‬الفايسبوك‪ ،‬تويتر‪ ،‬منتديات الحوار‪...‬إلخ‬

‫‪56‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫والمس‪ÐÐÐ‬افة‪ ،‬وم‪ÐÐÐ‬ن تص‪ÐÐÐ‬ور مف‪ÐÐÐ‬اھيم إع‪ÐÐÐ‬داد الت‪ÐÐÐ‬راب ال‪ÐÐÐ‬وطني والجھوي‪ÐÐÐ‬ة والالمركزي‪ÐÐÐ‬ة وتقري‪ÐÐÐ‬ب اإلدارة م‪ÐÐÐ‬ن‬
‫المواطنين بكيفية مغايرة‪ ،‬ليصبح المرتفق مستفيدا من مبدأ استمرارية المرفق العام‪.‬‬
‫• مكنن‪ÐÐÐ‬ة المس‪ÐÐÐ‬اطر اإلداري‪ÐÐÐ‬ة األساس‪ÐÐÐ‬ية‪ ،‬س‪ÐÐÐ‬يؤدي إل‪ÐÐÐ‬ى العم‪ÐÐÐ‬ل بتقني‪ÐÐÐ‬ة المس‪ÐÐÐ‬اطر ع‪ÐÐÐ‬ن بع‪ÐÐÐ‬د‪ 1‬الت‪ÐÐÐÐ‬ي‬
‫تض‪ÐÐ‬ع رھ‪ÐÐ‬ن إش‪ÐÐÐ‬ارة العم‪ÐÐ‬وم مجموع‪ÐÐÐ‬ة م‪ÐÐ‬ن المطبوع‪ÐÐÐ‬ات ورس‪ÐÐ‬ائل االلت‪ÐÐÐ‬زام ونم‪ÐÐ‬اذج الطلب‪ÐÐÐ‬ات وذل‪ÐÐ‬ك عب‪ÐÐÐ‬ر‬
‫ش‪ÐÐÐÐ‬بكة األنترني‪ÐÐÐÐ‬ت‪ ،‬مم‪ÐÐÐÐ‬ا يس‪ÐÐÐÐ‬ھل عل‪ÐÐÐÐ‬ى الم‪ÐÐÐÐ‬واطن أي‪ÐÐÐÐ‬ا ك‪ÐÐÐÐ‬ان وف‪ÐÐÐÐ‬ي أي وق‪ÐÐÐÐ‬ت ش‪ÐÐÐÐ‬اء وبس‪ÐÐÐÐ‬رعة أن يج‪ÐÐÐÐ‬د‬
‫المعلومات المرغوب فيھا أو يبعث بريدا إلكترونيا للجھة المراد استفسارھا‪.‬‬

‫ثاني“““ا‪ :‬رب“““ح الوق“““ت‪ :‬لق‪ÐÐÐ‬د أح‪ÐÐÐ‬دثت تكنولوجي‪ÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐ‬ات واالتص‪ÐÐÐ‬ال طف‪ÐÐÐ‬رة حقيقي‪ÐÐÐ‬ة ف‪ÐÐÐ‬ي أس‪ÐÐÐ‬اليب‬
‫أداء العم‪ÐÐ‬ل وف‪ÐÐ‬ي س‪ÐÐ‬رعة ودق‪ÐÐ‬ة اإلنج‪ÐÐ‬از‪ ،‬الش‪ÐÐ‬يء ال‪ÐÐ‬ذي يس‪ÐÐ‬اھم بش‪ÐÐ‬كل فع‪ÐÐ‬ال ف‪ÐÐ‬ي تحقي‪ÐÐ‬ق التنمي‪ÐÐ‬ة الش‪ÐÐ‬املة‪،‬‬
‫حي‪ÐÐ‬ث ينج‪ÐÐ‬ز ف‪ÐÐ‬ي دق‪ÐÐ‬ائق م‪ÐÐ‬ا ك‪ÐÐ‬ان يتحق‪ÐÐ‬ق ف‪ÐÐ‬ي أي‪ÐÐ‬ام‪ ،‬ل‪ÐÐ‬ذلك فاألھ‪ÐÐ‬داف العام‪ÐÐ‬ة المس‪ÐÐ‬طرة ف‪ÐÐ‬ي مج‪ÐÐ‬ال اس‪ÐÐ‬تعمال‬
‫تكنولوجي‪ÐÐÐÐ‬ا المعلومي‪ÐÐÐÐ‬ات واالتص‪ÐÐÐÐ‬ال‪ ،‬ترم‪ÐÐÐÐ‬ي إل‪ÐÐÐÐ‬ى تزوي‪ÐÐÐÐ‬د الم‪ÐÐÐÐ‬واطن المغرب‪ÐÐÐÐ‬ي ب‪ÐÐÐÐ‬إدارة فعال‪ÐÐÐÐ‬ة وس‪ÐÐÐÐ‬ريعة‬
‫وخ‪ÐÐÐ‬دمات ذات مس‪ÐÐÐ‬توى ع‪ÐÐÐ‬ال‪ ،‬وتمكن‪ÐÐÐ‬ه م‪ÐÐÐ‬ن الحص‪ÐÐÐ‬ول عل‪ÐÐÐ‬ى طلبات‪ÐÐÐ‬ه اإلداري‪ÐÐÐ‬ة بس‪ÐÐÐ‬رعة تجعل‪ÐÐÐ‬ه يتف‪ÐÐÐ‬ادى‬
‫اتس‪ÐÐÐÐ‬اع ض‪ÐÐÐÐ‬ياع الوق‪ÐÐÐÐ‬ت‪ ،‬ف‪ÐÐÐÐ‬ربح الوق‪ÐÐÐÐ‬ت ج‪ÐÐÐÐ‬اء كنتيج‪ÐÐÐÐ‬ة لالنتق‪ÐÐÐÐ‬ال م‪ÐÐÐÐ‬ن الت‪ÐÐÐÐ‬دبير ال‪ÐÐÐÐ‬ورقي إل‪ÐÐÐÐ‬ى الت‪ÐÐÐÐ‬دبير‬
‫المعلوم‪ÐÐÐÐ‬اتي‪ ،‬أي التح‪ÐÐÐÐ‬رر م‪ÐÐÐÐ‬ن العملي‪ÐÐÐÐ‬ات الحس‪ÐÐÐÐ‬ابية وم‪ÐÐÐÐ‬ن بع‪ÐÐÐÐ‬ض األعم‪ÐÐÐÐ‬ال المتك‪ÐÐÐÐ‬ررة وتقل‪ÐÐÐÐ‬يص ع‪ÐÐÐÐ‬دد‬
‫المطبوعات والتسجيالت التي كانت تأخذ من اإلدارة وقتا طويال‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تقديم خدمات إدارية ذات جودة عالية‬


‫إن العالق‪ÐÐÐ‬ة القائم‪ÐÐÐ‬ة ب‪ÐÐÐ‬ين المنفع‪ÐÐÐ‬ة العام‪ÐÐÐ‬ة والمرف‪ÐÐÐ‬ق الع‪ÐÐÐ‬ام‪ ،‬م‪ÐÐÐ‬ن الض‪ÐÐÐ‬روري أن تف‪ÐÐÐ‬رض عل‪ÐÐÐ‬ى ھ‪ÐÐÐ‬ذا‬
‫األخي‪ÐÐÐ‬ر التكيي‪ÐÐÐ‬ف المس‪ÐÐÐ‬تمر م‪ÐÐÐ‬ع الظ‪ÐÐÐ‬روف المتغي‪ÐÐÐ‬رة والس‪ÐÐÐ‬يما الحاج‪ÐÐÐ‬ات المتط‪ÐÐÐ‬ورة للم‪ÐÐÐ‬رتفقين‪ ،‬وم‪ÐÐÐ‬ن ث‪ÐÐÐ‬م‬
‫يج‪ÐÐÐ‬ب أن تك‪ÐÐÐ‬ون ل‪ÐÐÐ‬إلدارة الق‪ÐÐÐ‬درة عل‪ÐÐÐ‬ى التكيي‪ÐÐÐ‬ف م‪ÐÐÐ‬ع المتغي‪ÐÐÐ‬رات الت‪ÐÐÐ‬ي يقتض‪ÐÐÐ‬يھا الص‪ÐÐÐ‬الح الع‪ÐÐÐ‬ام وتط‪ÐÐÐ‬وير‬
‫الحاج‪ÐÐÐ‬ات الجماعي‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬عل‪ÐÐÐ‬ى اعتب‪ÐÐÐ‬ار أن الرف‪ÐÐÐ‬ع م‪ÐÐÐ‬ن مس‪ÐÐÐ‬توى التواص‪ÐÐÐ‬ل اإلداري يعم‪ÐÐÐ‬ل عل‪ÐÐÐ‬ى خل‪ÐÐÐ‬ق ن‪ÐÐÐ‬وع‬
‫م‪ÐÐÐ‬ن التق‪ÐÐÐ‬ارب س‪ÐÐÐ‬واء داخ‪ÐÐÐ‬ل المؤسس‪ÐÐÐ‬ات اإلداري‪ÐÐÐ‬ة )تواص‪ÐÐÐ‬ل داخل‪ÐÐÐ‬ي( أو ف‪ÐÐÐ‬ي عالقتھ‪ÐÐÐ‬ا بمحيطھ‪ÐÐÐ‬ا )تواص‪ÐÐÐ‬ل‬
‫خ‪ÐÐÐÐ‬ارجي(‪ ،‬مم‪ÐÐÐÐÐ‬ا يف‪ÐÐÐÐÐ‬رض ض‪ÐÐÐÐ‬رورة التنس‪ÐÐÐÐÐ‬يق ب‪ÐÐÐÐÐ‬ين مكون‪ÐÐÐÐÐ‬ات اإلدارة لتس‪ÐÐÐÐ‬اعد عل‪ÐÐÐÐÐ‬ى تق‪ÐÐÐÐÐ‬ديم الخ‪ÐÐÐÐÐ‬دمات‬
‫بمس‪ÐÐÐ‬توى أفض‪ÐÐÐ‬ل‪ ،‬وك‪ÐÐÐ‬ذا تس‪ÐÐÐ‬يير الرقاب‪ÐÐÐ‬ة عل‪ÐÐÐ‬ى الخ‪ÐÐÐ‬دمات اإلداري‪ÐÐÐ‬ة المقدم‪ÐÐÐ‬ة للعم‪ÐÐÐ‬وم منع‪ÐÐÐ‬ا ألي‪ÐÐÐ‬ة أخط‪ÐÐÐ‬اء أو‬
‫ھف‪ÐÐÐ‬وات يمك‪ÐÐÐ‬ن أن تش‪ÐÐÐ‬وب تل‪ÐÐÐ‬ك الخ‪ÐÐÐ‬دمات‪ ،‬وق‪ÐÐÐ‬د أك‪ÐÐÐ‬د جالل‪ÐÐÐ‬ة المل‪ÐÐÐ‬ك محم‪ÐÐÐ‬د الس‪ÐÐÐ‬ادس عل‪ÐÐÐ‬ى ذل‪ÐÐÐ‬ك ف‪ÐÐÐ‬ي ن‪ÐÐÐ‬ص‬
‫الرس‪ÐÐÐÐ‬الة الملكي‪ÐÐÐÐ‬ة‪" :‬وس““““يظل إص““““الح اإلدارة العمومي““““ة وعص““““رنتھا م““““ن ب““““ين الرھان““““ات الرئيس““““ية‬

‫‪ -1‬وھي تقنية تجعل اإلدارة تفتح أبوابھا عبر بوابات أو مواقع إلكترونية على شبكة اإلنترنيت ليتمكن المرتفق من انجاز‬
‫معامالته اإلدارية مباشرة دون الحاجة إلى الحضور الشخصي الفيزيائي إلى عين المكان‪ ،‬وھذا ما يوفر عليه الوقت والجھد‪.‬‬
‫وإلى جانب ھذه التقنية ھناك الشباك الوحيد عن بعد‪ ،‬ويتمثل في خلق اإلدارة ارتباطات شعبية فوق نصية تحيل إلى مواقع‬
‫مؤسسات وإدارات أخرى‪ ،‬فمثال إذا أراد أي مستورد استيراد سيارة فإنه بعد الدخول إلى موقع إدارة الجمارك على‬
‫اإلنترنيت سيجد ارتباطا نصيا يحيله إلى الجھة المختصة بوزارة النقل التي تمنحه جميع المعلومات الخاصة باستيراد‬
‫السيارات‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫الت“““ي يطرحھ“““ا تق“““دم بالدن“““ا‪ ،‬إذ يتع“““ين أن ن“““وفر ألجھزتن“““ا اإلداري“““ة م“““ا يل“““زم م“““ن أدوات تكنولوجي“““ة‬
‫عص“““رية بم“““ا فيھ“““ا األنترني“““ت لتمكينھ“““ا م“““ن االنخ“““راط ف“““ي الش“““بكة العالمي“““ة‪ ،‬وت“““وفير خ“““دمات أكث“““ر‬
‫‪1‬‬
‫جودة لمتطلبات األفراد والمقاوالت"‪.‬‬

‫يتب‪ÐÐÐ‬ين أن المغ‪ÐÐÐ‬رب ق‪ÐÐÐ‬د وض‪ÐÐÐ‬ع تق‪ÐÐÐ‬ديم خ‪ÐÐÐ‬دمات إداري‪ÐÐÐ‬ة ذات ج‪ÐÐÐ‬ودة عالي‪ÐÐÐ‬ة م‪ÐÐÐ‬ن أولوي‪ÐÐÐ‬ات مش‪ÐÐÐ‬روع‬
‫اإلدارة الرقمي‪ÐÐÐÐ‬ة‪ ،‬وھ‪ÐÐÐÐ‬ذا م‪ÐÐÐÐ‬ا يح‪ÐÐÐÐ‬تم ض‪ÐÐÐÐ‬رورة التنس‪ÐÐÐÐ‬يق ب‪ÐÐÐÐ‬ين مكون‪ÐÐÐÐ‬ات اإلدارة‪ ،‬وذل‪ÐÐÐÐ‬ك م‪ÐÐÐÐ‬ن خ‪ÐÐÐÐ‬الل إتاح‪ÐÐÐÐ‬ة‬
‫المج‪ÐÐÐ‬ال لتب‪ÐÐÐ‬ادل البيان‪ÐÐÐ‬ات والمعلوم‪ÐÐÐ‬ات ب‪ÐÐÐ‬ين الع‪ÐÐÐ‬املين ف‪ÐÐÐ‬ي نف‪ÐÐÐ‬س المنظم‪ÐÐÐ‬ة أو فروعھ‪ÐÐÐ‬ا األخ‪ÐÐÐ‬رى‪ ،‬عب‪ÐÐÐ‬ر‬
‫رب‪ÐÐÐÐ‬ط الب‪ÐÐÐÐ‬رامج وقواع‪ÐÐÐÐ‬د البيان‪ÐÐÐÐ‬ات المس‪ÐÐÐÐ‬تخدمة بالش‪ÐÐÐÐ‬بكات الداخلي‪ÐÐÐÐ‬ة والخارجي‪ÐÐÐÐ‬ة‪ 2.‬ورغ‪ÐÐÐÐ‬م أن التواص‪ÐÐÐÐ‬ل‬
‫ال‪ÐÐ‬داخلي ل‪ÐÐ‬إلدارة غالب‪ÐÐ‬ا م‪ÐÐ‬ا يك‪ÐÐ‬ون عب‪ÐÐ‬ارة ع‪ÐÐ‬ن توجيھ‪ÐÐ‬ات أو أوام‪ÐÐ‬ر لتطبي‪ÐÐ‬ق خط‪ÐÐ‬ط معين‪ÐÐ‬ة‪ ،‬إال أن‪ÐÐ‬ه يعتب‪ÐÐ‬ر‬
‫م‪ÐÐÐ‬ن األم‪ÐÐÐ‬ور األساس‪ÐÐÐ‬ية والحيوي‪ÐÐÐ‬ة لنج‪ÐÐÐ‬اح العملي‪ÐÐÐ‬ة اإلداري‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬خصوص‪ÐÐÐ‬ا وأن‪ÐÐÐ‬ه يمث‪ÐÐÐ‬ل جوھرھ‪ÐÐÐ‬ا م‪ÐÐÐ‬وازاة م‪ÐÐÐ‬ع‬
‫التواص‪ÐÐÐÐ‬ل الخ‪ÐÐÐÐ‬ارجي ال‪ÐÐÐÐ‬ذي ال يق‪ÐÐÐÐ‬ل أھمي‪ÐÐÐÐ‬ة ع‪ÐÐÐÐ‬ن التواص‪ÐÐÐÐ‬ل ال‪ÐÐÐÐ‬داخلي‪ ،‬خاص‪ÐÐÐÐ‬ة وأن التح‪ÐÐÐÐ‬ديات الراھن‪ÐÐÐÐ‬ة‬
‫تف‪ÐÐÐ‬رض عل‪ÐÐÐ‬ى اإلدارة االنفت‪ÐÐÐ‬اح عل‪ÐÐÐ‬ى المح‪ÐÐÐ‬يط الخ‪ÐÐÐ‬ارجي‪ ،‬وخل‪ÐÐÐ‬ق ش‪ÐÐÐ‬راكة دائم‪ÐÐÐ‬ة مع‪ÐÐÐ‬ه م‪ÐÐÐ‬ن أج‪ÐÐÐ‬ل لع‪ÐÐÐ‬ب‬
‫ال‪ÐÐ‬دور األساس‪ÐÐÐ‬ي المن‪ÐÐÐ‬وط بھ‪ÐÐÐ‬ا‪ ،‬وتحس‪ÐÐÐ‬ين نوعي‪ÐÐÐ‬ة وج‪ÐÐÐ‬ودة الخ‪ÐÐÐ‬دمات المقدم‪ÐÐÐ‬ة للجمھ‪ÐÐÐ‬ور ف‪ÐÐÐ‬ي ظ‪ÐÐÐ‬روف جي‪ÐÐÐ‬دة‬
‫وإنسانية‪ ،‬من أجل خلق تنمية اقتصادية واجتماعية‪.‬‬

‫ويبق‪ÐÐÐÐ‬ى التواص‪ÐÐÐÐ‬ل عملي‪ÐÐÐÐ‬ة أساس‪ÐÐÐÐ‬ية وض‪ÐÐÐÐ‬رورية الب‪ÐÐÐÐ‬د منھ‪ÐÐÐÐ‬ا بالنس‪ÐÐÐÐ‬بة ل‪ÐÐÐÐ‬إلدارة ف‪ÐÐÐÐ‬ي تعاملھ‪ÐÐÐÐ‬ا م‪ÐÐÐÐ‬ع‬
‫محيطھ‪ÐÐÐ‬ا‪ ،‬فالعدال‪ÐÐÐ‬ة اإلداري‪ÐÐÐ‬ة ال تعن‪ÐÐÐ‬ي ف‪ÐÐÐ‬تح قن‪ÐÐÐ‬وات االتص‪ÐÐÐ‬ال‪ ،‬ب‪ÐÐÐ‬ل العم‪ÐÐÐ‬ل عل‪ÐÐÐ‬ى إقن‪ÐÐÐ‬اع الم‪ÐÐÐ‬رتفقين بس‪ÐÐÐ‬المة‬
‫قراراتھ‪ÐÐ‬ا والج‪ÐÐ‬دوى م‪ÐÐ‬ن اتخاذھ‪ÐÐ‬ا لك‪ÐÐ‬ي تكس‪ÐÐ‬ب تع‪ÐÐ‬اطفھم وتأيي‪ÐÐ‬دھم‪ ،‬وتحظ‪ÐÐ‬ى ب‪ÐÐ‬والئھم‪ 3‬وم‪ÐÐ‬ن ث‪ÐÐ‬م تس‪ÐÐ‬تطيع‬
‫التخفي‪ÐÐÐ‬ف م‪ÐÐÐ‬ن ح‪ÐÐÐ‬دة مق‪ÐÐÐ‬اومتھم للتغيي‪ÐÐÐ‬ر‪ ،‬وتھيئ‪ÐÐÐ‬يھم لتقب‪ÐÐÐ‬ل الجدي‪ÐÐÐ‬د م‪ÐÐÐ‬ن اآلراء واألفك‪ÐÐÐ‬ار الخاص‪ÐÐÐ‬ة بطريق‪ÐÐÐ‬ة‬
‫العم‪ÐÐÐÐ‬ل‪ ،‬ألن التط‪ÐÐÐÐ‬ور ال‪ÐÐÐÐ‬ذي تعرف‪ÐÐÐÐ‬ه المجتمع‪ÐÐÐÐ‬ات اإلنس‪ÐÐÐÐ‬انية واكب‪ÐÐÐÐ‬ه تط‪ÐÐÐÐ‬ور ف‪ÐÐÐÐ‬ي المس‪ÐÐÐÐ‬الك الت‪ÐÐÐÐ‬ي تتخ‪ÐÐÐÐ‬ذھا‬
‫اإلدارة اتجاه مرتفقيھا‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حدود تطبيق اإلدارة الرقمية بالمغرب‬


‫واجھت مجمل تجارب اإلدارة الرقمية في العالم إكراھات وصعوبات أثناء تنفيذ برامجھا‪ ،‬وقد أبدى‬
‫المغرب كغيره من البلدان رغبة في التغيير وتبني برنامجا وطنيا لإلدارة اإللكترونية كجزء ال يتجزأ من‬
‫استراتيجية المغرب الرقمي‪.‬‬

‫‪ -1‬الرسالة الملكية السامية الموجھة للمشاركين في المناظرة المنظمة من لدن كتابة الدولة المكلفة بالبريد وتقنيات االتصال‬
‫واإلعالم‪ ،‬يوم ‪ 23‬أبريل ‪ ،2001‬تحت عنوان‪ ":‬اإلستراتيجية الوطنية إلدماج المغرب في مجتمع اإلعالم والمعرفة"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Edwin Lau chef de projet a l’OCDE : Principaux enjeux de l’Administration électronique‬‬
‫‪dans les Pays de l’OCDE, Revue Française d’Administration Publique, N°110, 2004, p :51‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر البوفي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪81 :‬‬

‫‪58‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫إن عملي‪ÐÐÐ‬ة اإلنتق‪ÐÐÐ‬ال إل‪ÐÐÐ‬ى اإلدارة الرقمي‪ÐÐÐ‬ة ليس‪ÐÐÐ‬ت بتل‪ÐÐÐ‬ك العملي‪ÐÐÐ‬ة البس‪ÐÐÐ‬يطة أو قليل‪ÐÐÐ‬ة التك‪ÐÐÐ‬اليف‪ ،‬ذل‪ÐÐÐ‬ك‬
‫أن تطبيقھ‪ÐÐÐ‬ا يتطل‪ÐÐÐ‬ب إرادة سياس‪ÐÐÐ‬ية ص‪ÐÐÐ‬ارمة‪ ،‬وجھ‪ÐÐÐ‬د تنظيم‪ÐÐÐ‬ي أكب‪ÐÐÐ‬ر‪ ،‬وإنف‪ÐÐÐ‬اق أم‪ÐÐÐ‬وال مھم‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬إذ يج‪ÐÐÐ‬ب أن‬
‫يتناس‪ÐÐ‬ق الھ‪ÐÐ‬دف م‪ÐÐ‬ن مش‪ÐÐ‬روع اإلدارة الرقمي‪ÐÐ‬ة م‪ÐÐ‬ع الرؤي‪ÐÐ‬ة العام‪ÐÐ‬ة لھ‪ÐÐ‬ا‪ ،‬م‪ÐÐ‬ع ت‪ÐÐ‬وفير مس‪ÐÐ‬تلزماتھا م‪ÐÐ‬ن بني‪ÐÐ‬ة‬
‫تحتي‪ÐÐÐÐ‬ة معلوماتي‪ÐÐÐÐ‬ة عص‪ÐÐÐÐ‬رية‪ ،‬وم‪ÐÐÐÐ‬وارد مالي‪ÐÐÐÐ‬ة كافي‪ÐÐÐÐ‬ة بتغطي‪ÐÐÐÐ‬ة االس‪ÐÐÐÐ‬تثمار العم‪ÐÐÐÐ‬ومي ف‪ÐÐÐÐ‬ي ھ‪ÐÐÐÐ‬ذا المج‪ÐÐÐÐ‬ال‪،‬‬
‫ووض‪ÐÐÐÐ‬ع أنظم‪ÐÐÐÐ‬ة األم‪ÐÐÐÐ‬ن والحماي‪ÐÐÐÐ‬ة والتش‪ÐÐÐÐ‬ريعات الالزم‪ÐÐÐÐ‬ة لض‪ÐÐÐÐ‬بطھا وتأطيرھ‪ÐÐÐÐ‬ا وم‪ÐÐÐÐ‬ا يص‪ÐÐÐÐ‬احبھا م‪ÐÐÐÐ‬ن‬
‫إجراءات‪ .‬إذن ما ھي اإلكراھات والصعوبات التي تواجه تجربة اإلدارة الرقمية بالمغرب؟‬

‫المطلب األول‪ :‬إكراھات تجربة اإلدارة الرقمية بالمغرب‬


‫ش‪ÐÐÐ‬ھدت اإلدارة العمومي‪ÐÐÐ‬ة المغربي‪ÐÐÐ‬ة عل‪ÐÐÐ‬ى م‪ÐÐÐ‬ر العق‪ÐÐÐ‬دين األخي‪ÐÐÐ‬رين تض‪ÐÐÐ‬خم الجھ‪ÐÐÐ‬از اإلداري كم‪ÐÐÐ‬ا‬
‫ونوع‪ÐÐÐ‬ا‪ ،‬حي‪ÐÐÐ‬ث أعطي‪ÐÐÐ‬ت األولوي‪ÐÐÐ‬ة للعملي‪ÐÐÐ‬ات اإلنتاجي‪ÐÐÐ‬ة والص‪ÐÐÐ‬ناعية عل‪ÐÐÐ‬ى حس‪ÐÐÐ‬اب األعم‪ÐÐÐ‬ال المكتبي‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬مم‪ÐÐÐ‬ا‬
‫جعلھ‪ÐÐÐ‬ا تنم‪ÐÐÐ‬و بش‪ÐÐÐ‬كل كبي‪ÐÐÐ‬ر ف‪ÐÐÐ‬ي ظ‪ÐÐÐ‬ل غي‪ÐÐÐ‬اب اس‪ÐÐÐ‬تراتيجية ورؤي‪ÐÐÐ‬ة وطني‪ÐÐÐ‬ة واح‪ÐÐÐ‬دة‪ ،‬بحي‪ÐÐÐ‬ث أن ك‪ÐÐÐ‬ل قط‪ÐÐÐ‬اع‬
‫يعم‪ÐÐÐÐ‬ل بمف‪ÐÐÐÐ‬رده وبمع‪ÐÐÐÐ‬زل ع‪ÐÐÐÐ‬ن القط‪ÐÐÐÐ‬اع اآلخ‪ÐÐÐÐ‬ر‪ ،‬وأحيان‪ÐÐÐÐ‬ا حت‪ÐÐÐÐ‬ى داخ‪ÐÐÐÐ‬ل اإلدارة الواح‪ÐÐÐÐ‬دة وف‪ÐÐÐÐ‬ق إمكانيات‪ÐÐÐÐ‬ه‬
‫وم‪ÐÐÐ‬دى قناع‪ÐÐÐ‬ة متخ‪ÐÐÐ‬ذي الق‪ÐÐÐ‬رار بج‪ÐÐÐ‬دوى وفعالي‪ÐÐÐ‬ة المعلومي‪ÐÐÐ‬ات‪ ،‬تمخ‪ÐÐÐ‬ض عن‪ÐÐÐ‬ه وض‪ÐÐÐ‬ع ش‪ÐÐÐ‬اذ يمك‪ÐÐÐ‬ن إرجاع‪ÐÐÐ‬ه‬
‫إل‪ÐÐÐÐ‬ى إكراھ‪ÐÐÐÐ‬ات مرتبط‪ÐÐÐÐ‬ة ب‪ÐÐÐÐ‬الموارد البش‪ÐÐÐÐ‬رية )الفق‪ÐÐÐÐ‬رة األول‪ÐÐÐÐ‬ى( ومحدودي‪ÐÐÐÐ‬ة التجھي‪ÐÐÐÐ‬ز الش‪ÐÐÐÐ‬بكي ل‪ÐÐÐÐ‬إلدارة‬
‫الرقمية )الفقرة الثانية( وضعف الميزانية المرصودة لھذه األخيرة )الفقرة الثالثة(‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إكراھات مرتبطة بالموارد البشرية‬


‫يمث‪ÐÐÐ‬ل العنص‪ÐÐÐ‬ر البش‪ÐÐÐ‬ري المؤھ‪ÐÐÐ‬ل األھمي‪ÐÐÐ‬ة القص‪ÐÐÐ‬وى بالنس‪ÐÐÐ‬بة ل‪ÐÐÐ‬إلدارة العمومي‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬لكون‪ÐÐÐ‬ه يس‪ÐÐÐ‬اعد‬
‫عل‪ÐÐÐÐ‬ى اس‪ÐÐÐÐ‬تخدام الم‪ÐÐÐÐ‬وارد المعلوماتي‪ÐÐÐÐ‬ة بش‪ÐÐÐÐ‬كل جي‪ÐÐÐÐ‬د ويزودھ‪ÐÐÐÐ‬ا بمعلوم‪ÐÐÐÐ‬ات توظ‪ÐÐÐÐ‬ف ف‪ÐÐÐÐ‬ي تحلي‪ÐÐÐÐ‬ل ودراس‪ÐÐÐÐ‬ة‬
‫المش‪ÐÐÐÐÐ‬كالت اإلداري‪ÐÐÐÐÐ‬ة واالقتص‪ÐÐÐÐÐ‬ادية واالجتماعي‪ÐÐÐÐÐ‬ة المختلف‪ÐÐÐÐÐ‬ة‪ ،‬واالس‪ÐÐÐÐÐ‬تفادة القص‪ÐÐÐÐÐ‬وى م‪ÐÐÐÐÐ‬ن إمكانياتھ‪ÐÐÐÐÐ‬ا‬
‫يتوق‪ÐÐÐ‬ف بالدرج‪ÐÐÐ‬ة األول‪ÐÐÐ‬ى عل‪ÐÐÐ‬ى الق‪ÐÐÐ‬وى البش‪ÐÐÐ‬رية المؤھل‪ÐÐÐ‬ة والمدرب‪ÐÐÐ‬ة ف‪ÐÐÐ‬ي مج‪ÐÐÐ‬ال التكنولوجي‪ÐÐÐ‬ا الحديث‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬ألن‬
‫اإلدارة ھ‪ÐÐÐÐ‬ي مجموع‪ÐÐÐÐ‬ة م‪ÐÐÐÐ‬ن األش‪ÐÐÐÐ‬خاص والبني‪ÐÐÐÐ‬ات البش‪ÐÐÐÐ‬رية الت‪ÐÐÐÐ‬ي أنيط‪ÐÐÐÐ‬ت بھ‪ÐÐÐÐ‬ا مجموع‪ÐÐÐÐ‬ة م‪ÐÐÐÐ‬ن األدوار‬
‫‪1‬‬
‫والوظائف‪.‬‬

‫وبالت‪ÐÐ‬الي ف‪ÐÐÐ‬إن ض‪ÐÐÐ‬عف التك‪ÐÐÐ‬وين المس‪ÐÐÐ‬تمر ف‪ÐÐÐ‬ي المج‪ÐÐÐ‬ال المعلوم‪ÐÐÐ‬اتي يش‪ÐÐÐ‬كل عائق‪ÐÐÐ‬ا كبي‪ÐÐÐ‬را ف‪ÐÐÐ‬ي تحقي‪ÐÐÐ‬ق‬
‫التنمي‪ÐÐÐ‬ة اإلداري‪ÐÐÐ‬ة المنش‪ÐÐÐ‬ودة‪ ،‬إض‪ÐÐÐ‬افة إل‪ÐÐÐ‬ى قل‪ÐÐÐ‬ة ع‪ÐÐÐ‬دد التقني‪ÐÐÐ‬ين المتخصص‪ÐÐÐ‬ين ف‪ÐÐÐ‬ي ھ‪ÐÐÐ‬ذا المج‪ÐÐÐ‬ال نتيج‪ÐÐÐ‬ة ع‪ÐÐÐ‬دة‬
‫عوامل‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬عبد الحق عقلة‪" :‬مدخل لدراسة القانون اإلداري وعلم اإلدارة" دار القلم للنشر‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2002‬ص‪75 :‬‬

‫‪59‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫أوال‪ :‬ضعف التكوين المستمر في المجال المعلوماتي‬


‫يعتب‪ÐÐÐ‬ر العنص‪ÐÐÐ‬ر البش‪ÐÐÐ‬ري المك‪ÐÐÐ‬ون ف‪ÐÐÐ‬ي مج‪ÐÐÐ‬ال المعلومي‪ÐÐÐ‬ات الم‪ÐÐÐ‬ورد األساس‪ÐÐÐ‬ي والمقدم‪ÐÐÐ‬ة الرئيس‪ÐÐÐ‬ية‬
‫لتحقي‪ÐÐÐÐ‬ق االس‪ÐÐÐÐ‬تخدام األمث‪ÐÐÐÐ‬ل لتكنولوجي‪ÐÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐÐ‬ات واالتص‪ÐÐÐÐ‬ال‪ ،‬والوص‪ÐÐÐÐ‬ول إل‪ÐÐÐÐ‬ى المس‪ÐÐÐÐ‬توى المطل‪ÐÐÐÐ‬وب‬
‫لالس‪ÐÐÐÐÐ‬تفادة م‪ÐÐÐÐÐ‬ن إمكاني‪ÐÐÐÐÐ‬ة المعلوم‪ÐÐÐÐÐ‬ات وتط‪ÐÐÐÐÐ‬وير العم‪ÐÐÐÐÐ‬ل اإلداري‪ ،‬وبالت‪ÐÐÐÐÐ‬الي مواكب‪ÐÐÐÐÐ‬ة برن‪ÐÐÐÐÐ‬امج اإلدارة‬
‫الرقمي‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬فعل‪ÐÐÐ‬ى عاتق‪ÐÐÐ‬ه تق‪ÐÐÐ‬ع مس‪ÐÐÐ‬ؤولية تحلي‪ÐÐÐ‬ل األنظم‪ÐÐÐ‬ة اليدوي‪ÐÐÐ‬ة الحالي‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬ووض‪ÐÐÐ‬ع الخط‪ÐÐÐ‬ط الض‪ÐÐÐ‬رورية‬
‫‪1‬‬
‫لتطويرھا وتنفيذ ھذه الخطط عن طريق تصميم األنظمة اآللية المناسبة وبرمجتھا‪.‬‬

‫إال أن الواق‪ÐÐÐ‬ع يب‪ÐÐÐÐ‬ين ال‪ÐÐÐ‬نقص الحاص‪ÐÐÐÐ‬ل عل‪ÐÐÐÐ‬ى مس‪ÐÐÐ‬توى الم‪ÐÐÐÐ‬وارد البش‪ÐÐÐÐ‬رية المؤھل‪ÐÐÐ‬ة والمكون‪ÐÐÐÐ‬ة ف‪ÐÐÐÐ‬ي‬
‫‪2‬‬
‫مجال المعلوميات‪ ،‬ويعزى ذلك إلى مجموعة من اإلكراھات من أھمھا‪:‬‬

‫‪ -‬غي‪ÐÐÐ‬اب س‪ÐÐÐ‬ند ق‪ÐÐÐ‬انوني للتك‪ÐÐÐ‬وين المس‪ÐÐÐ‬تمر باس‪ÐÐÐ‬تثناء بع‪ÐÐÐ‬ض النص‪ÐÐÐ‬وص القانوني‪ÐÐÐ‬ة الت‪ÐÐÐ‬ي ت‪ÐÐÐ‬ؤطر ھ‪ÐÐÐ‬ذه‬
‫العملية‪ ،‬بحيث يالحظ غياب تام لنصوص قانونية تنظيمية‪.‬‬
‫‪ -‬غي‪ÐÐÐÐ‬اب مس‪ÐÐÐÐ‬ألة إلزامي‪ÐÐÐÐ‬ة اإلدارة بتخص‪ÐÐÐÐ‬يص اعتم‪ÐÐÐÐ‬ادات مالي‪ÐÐÐÐ‬ة ف‪ÐÐÐÐ‬ي ميزانياتھ‪ÐÐÐÐ‬ا الس‪ÐÐÐÐ‬نوية للقي‪ÐÐÐÐ‬ام‬
‫بھذه العمليات‪.‬‬
‫‪ -‬قلة عدد التقنيين في تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬

‫أص‪ÐÐÐ‬بح تك‪ÐÐÐ‬وين وإع‪ÐÐÐ‬ادة تأھي‪ÐÐÐ‬ل الم‪ÐÐÐ‬وارد البش‪ÐÐÐ‬رية ب‪ÐÐÐ‬اإلدارة العمومي‪ÐÐÐ‬ة أولوي‪ÐÐÐ‬ة أساس‪ÐÐÐ‬ية‪ 3،‬ف‪ÐÐÐ‬اإلدارة‬
‫تحت‪ÐÐÐÐ‬اج إل‪ÐÐÐÐ‬ى م‪ÐÐÐÐ‬وظفين ذوي كف‪ÐÐÐÐ‬اءات ومھ‪ÐÐÐÐ‬ارات تقني‪ÐÐÐÐ‬ة وتخطيطي‪ÐÐÐÐ‬ة وس‪ÐÐÐÐ‬لوكية وذھني‪ÐÐÐÐ‬ة‪ ،‬وغيرھ‪ÐÐÐÐ‬ا م‪ÐÐÐÐ‬ن‬

‫‪ -1‬وف‪ÐÐÐ‬ي ھ‪ÐÐÐ‬ذا اإلط‪ÐÐÐ‬ار عمل‪ÐÐÐ‬ت الدول‪ÐÐÐ‬ة المغربي‪ÐÐÐ‬ة عل‪ÐÐÐ‬ى إح‪ÐÐÐ‬داث مؤسس‪ÐÐÐ‬ات ومراك‪ÐÐÐ‬ز وطني‪ÐÐÐ‬ة تعن‪ÐÐÐ‬ى بھ‪ÐÐÐ‬ذا التك‪ÐÐÐ‬وين ن‪ÐÐÐ‬ذكر منھ‪ÐÐÐ‬ا‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬المعھد الوطني للبريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪.‬‬


‫‪ -‬المدرسة المحمدية للمھندسين‪.‬‬
‫‪ -‬المدرسة الوطنية العليا للمعلومات وتحليل النظم‪.‬‬
‫‪ -‬المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية‪.‬‬
‫‪ -‬مكتب التكوين المھني وإنعاش الشغل‪.‬‬
‫‪ -‬الجامع‪ÐÐÐ‬ات‪ :‬ويتعل‪ÐÐÐ‬ق األم‪ÐÐÐ‬ر أساس‪ÐÐÐ‬ا بالكلي‪ÐÐÐ‬ات الت‪ÐÐÐ‬ي تؤھ‪ÐÐÐ‬ل الحص‪ÐÐÐ‬ول عل‪ÐÐÐ‬ى إج‪ÐÐÐ‬ازة ف‪ÐÐÐ‬ي المعلومي‪ÐÐÐ‬ات ون‪ÐÐÐ‬ذكر منھ‪ÐÐÐ‬ا كلي‪ÐÐÐ‬ة‬
‫العلوم بالدار البيضاء‪ ،‬فاس‪ ،‬الرباط‪ ،‬مراكش‪.‬‬
‫‪ -‬مؤسسات التكوين التابعة للقطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬مؤسسات التكوين المھني في مجال المعلومات واالتصال‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- El Alaoui (R) : Le rôle des Technologie de l’Information et de la Communication dans la‬‬
‫‪Modernisation des Secteurs Publics, Mémoire de DESA, Agdal, Rabat, 2005, 103‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Petr (M.K) : «Le processus de la Modernisation d’état en France et en Russie dans le‬‬
‫‪contexte du développement de l’administration électronique » Master en Administration‬‬
‫‪Publique, Ecole Nationale d’Administration, France, 2007, P :29‬‬

‫‪60‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫المھ‪ÐÐÐÐ‬ارات‪ ،‬الت‪ÐÐÐÐ‬ي ال تت‪ÐÐÐÐ‬أتى إال م‪ÐÐÐÐ‬ن خ‪ÐÐÐÐ‬الل اكتس‪ÐÐÐÐ‬ابھا ع‪ÐÐÐÐ‬ن طري‪ÐÐÐÐ‬ق الت‪ÐÐÐÐ‬دريب والتعل‪ÐÐÐÐ‬يم وحلق‪ÐÐÐÐ‬ات النق‪ÐÐÐÐ‬اش‬
‫‪1‬‬
‫والتكوين‪.‬‬

‫ويعتب‪ÐÐÐ‬ر الت‪ÐÐÐ‬دريب‪ 2‬نش‪ÐÐÐ‬اط متغي‪ÐÐÐ‬ر ومتج‪ÐÐÐ‬دد‪ ،‬يس‪ÐÐÐ‬اير المتطلب‪ÐÐÐ‬ات الت‪ÐÐÐ‬ي تفرض‪ÐÐÐ‬ھا المتغي‪ÐÐÐ‬رات البيئي‪ÐÐÐ‬ة‪،‬‬
‫وال يبق‪ÐÐÐ‬ى جام‪ÐÐÐ‬دا ف‪ÐÐÐ‬ي قوال‪ÐÐÐ‬ب ثابت‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬ھدف‪ÐÐÐ‬ه نج‪ÐÐÐ‬اح وديموم‪ÐÐÐ‬ة اإلدارة م‪ÐÐÐ‬ن خ‪ÐÐÐ‬الل تنمي‪ÐÐÐ‬ة مواردھ‪ÐÐÐ‬ا البش‪ÐÐÐ‬رية‪،‬‬
‫وھ‪ÐÐÐ‬و الزم للع‪ÐÐÐ‬املين الج‪ÐÐÐ‬دد والق‪ÐÐÐ‬دامى وف‪ÐÐÐ‬ي جمي‪ÐÐÐ‬ع المس‪ÐÐÐ‬تويات اإلداري‪ÐÐÐ‬ة‪ 3،‬كم‪ÐÐÐ‬ا أن‪ÐÐÐ‬ه يس‪ÐÐÐ‬عى إل‪ÐÐÐ‬ى تحقي‪ÐÐÐ‬ق‬
‫األھ‪ÐÐÐ‬داف التنظيمي‪ÐÐÐ‬ة للمنظم‪ÐÐÐ‬ة م‪ÐÐÐ‬ن خ‪ÐÐÐ‬الل تس‪ÐÐÐ‬ليح الف‪ÐÐÐ‬رد العام‪ÐÐÐ‬ل بمھ‪ÐÐÐ‬ارات ومع‪ÐÐÐ‬ارف وق‪ÐÐÐ‬درات يس‪ÐÐÐ‬تطيع‬
‫م‪ÐÐÐÐ‬ن خاللھ‪ÐÐÐÐ‬ا تط‪ÐÐÐÐ‬وير أدائ‪ÐÐÐÐ‬ه وتحقي‪ÐÐÐÐ‬ق األھ‪ÐÐÐÐ‬داف وتحس‪ÐÐÐÐ‬ين المردودي‪ÐÐÐÐ‬ة باس‪ÐÐÐÐ‬تمرار‪ ،‬ويس‪ÐÐÐÐ‬ھم ف‪ÐÐÐÐ‬ي تغيي‪ÐÐÐÐ‬ر‬
‫األنماط السلوكية لألفراد داخل اإلدارات وتمكينھم من االنسجام مع مجمل التغيرات‪.‬‬

‫وتتجل‪ÐÐÐ‬ى أھمي‪ÐÐÐ‬ة الت‪ÐÐÐ‬دريب ف‪ÐÐÐ‬ي معالج‪ÐÐÐ‬ة مك‪ÐÐÐ‬امن ال‪ÐÐÐ‬نقص والقص‪ÐÐÐ‬ور ف‪ÐÐÐ‬ي أداء وس‪ÐÐÐ‬لوك الع‪ÐÐÐ‬املين م‪ÐÐÐ‬ن‬
‫خ‪ÐÐÐ‬الل اكتس‪ÐÐÐ‬اب األف‪ÐÐÐ‬راد المت‪ÐÐÐ‬دربين للمع‪ÐÐÐ‬ارف والمھ‪ÐÐÐ‬ارات والمعلوم‪ÐÐÐ‬ات الت‪ÐÐÐ‬ي تنقص‪ÐÐÐ‬ھم وتنقيحھ‪ÐÐÐ‬ا بش‪ÐÐÐ‬كل‬
‫‪4‬‬
‫مستمر‪.‬‬

‫ومھم‪ÐÐ‬ا ب‪ÐÐÐ‬دت كلفت‪ÐÐ‬ه المالي‪ÐÐÐ‬ة مرتفع‪ÐÐ‬ة‪ ،‬أو م‪ÐÐÐ‬ن حي‪ÐÐÐ‬ث توق‪ÐÐ‬ف ع‪ÐÐÐ‬دد م‪ÐÐ‬ن المت‪ÐÐÐ‬دربين ع‪ÐÐ‬ن العم‪ÐÐÐ‬ل خ‪ÐÐÐ‬الل‬
‫فت‪ÐÐ‬رة الت‪ÐÐ‬دريب‪ ،‬إال أن التك‪ÐÐ‬وين المس‪ÐÐ‬تمر ف‪ÐÐ‬ي حقيق‪ÐÐ‬ة األم‪ÐÐ‬ر ينط‪ÐÐ‬وي عل‪ÐÐ‬ى إيجابي‪ÐÐ‬ات مھم‪ÐÐ‬ة بالنس‪ÐÐ‬بة للف‪ÐÐ‬رد‬
‫واإلدارة‪ ،‬بالنس‪ÐÐÐÐ‬بة للف‪ÐÐÐÐ‬رد تتمي‪ÐÐÐÐ‬ز ھ‪ÐÐÐÐ‬ذه االيجابي‪ÐÐÐÐ‬ات ف‪ÐÐÐÐ‬ي ك‪ÐÐÐÐ‬ون الت‪ÐÐÐÐ‬دريب يس‪ÐÐÐÐ‬اعد األف‪ÐÐÐÐ‬راد عل‪ÐÐÐÐ‬ى اتخ‪ÐÐÐÐ‬اذ‬
‫الق‪ÐÐÐ‬رارات األحس‪ÐÐÐ‬ن وح‪ÐÐÐ‬ل المش‪ÐÐÐ‬اكل‪ ،‬ويس‪ÐÐÐ‬اعدھم عل‪ÐÐÐ‬ى التغل‪ÐÐÐ‬ب عل‪ÐÐÐ‬ى ح‪ÐÐÐ‬االت القل‪ÐÐÐ‬ق والت‪ÐÐÐ‬وتر واإلغت‪ÐÐÐ‬راب‬
‫والص‪ÐÐÐ‬راع‪ ،‬وتحس‪ÐÐÐ‬ين مھ‪ÐÐÐ‬ارتھم القيادي‪ÐÐÐ‬ة واالتص‪ÐÐÐ‬االتية‪ ،‬ويف‪ÐÐÐ‬تح المج‪ÐÐÐ‬ال نح‪ÐÐÐ‬و الترقي‪ÐÐÐ‬ة والتق‪ÐÐÐ‬دم‪ ،‬ويك‪ÐÐÐ‬ون‬
‫مھ‪ÐÐÐ‬ارات جي‪ÐÐÐ‬دة ف‪ÐÐÐ‬ي مج‪ÐÐÐ‬االت العم‪ÐÐÐ‬ل والح‪ÐÐÐ‬ديث واالس‪ÐÐÐ‬تماع‪ ،‬ويعم‪ÐÐÐ‬ق اإلحس‪ÐÐÐ‬اس بالرض‪ÐÐÐ‬ى ال‪ÐÐÐ‬وظيفي‪ ،‬أم‪ÐÐÐ‬ا‬
‫بالنس‪ÐÐ‬بة ل‪ÐÐ‬إلدارة ف‪ÐÐ‬إن الت‪ÐÐ‬دريب ي‪ÐÐ‬ؤدي إل‪ÐÐ‬ى تحس‪ÐÐ‬ين ربحي‪ÐÐ‬ة ھ‪ÐÐ‬ذه األخي‪ÐÐ‬رة‪ ،‬تحس‪ÐÐ‬ين المع‪ÐÐ‬ارف والمھ‪ÐÐ‬ارات‬
‫الخاص‪ÐÐÐÐ‬ة بالعم‪ÐÐÐÐ‬ل ف‪ÐÐÐÐ‬ي ك‪ÐÐÐÐ‬ل مس‪ÐÐÐÐ‬توياتھا‪ ،‬تنمي‪ÐÐÐÐ‬ة المن‪ÐÐÐÐ‬اخ المناس‪ÐÐÐÐ‬ب للنم‪ÐÐÐÐ‬و واالتص‪ÐÐÐÐ‬االت ب‪ÐÐÐÐ‬ين الع‪ÐÐÐÐ‬املين‬
‫واالقتصاد في النفقات‪.‬‬

‫وھك‪ÐÐÐÐ‬ذا يعتب‪ÐÐÐÐ‬ر تخط‪ÐÐÐÐ‬يط الت‪ÐÐÐÐ‬دريب والتك‪ÐÐÐÐ‬وين م‪ÐÐÐÐ‬ن أھ‪ÐÐÐÐ‬م األنش‪ÐÐÐÐ‬طة الت‪ÐÐÐÐ‬ي تق‪ÐÐÐÐ‬وم بھ‪ÐÐÐÐ‬ا إدارة الم‪ÐÐÐÐ‬وارد‬
‫البش‪ÐÐÐ‬رية لتنفي‪ÐÐÐ‬ذ الب‪ÐÐÐ‬رامج التكويني‪ÐÐÐ‬ة بكف‪ÐÐÐ‬اءة وفعالي‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬عل‪ÐÐÐ‬ى أن تك‪ÐÐÐ‬ون ھ‪ÐÐÐ‬ذه الب‪ÐÐÐ‬رامج منس‪ÐÐÐ‬جمة م‪ÐÐÐ‬ع أھ‪ÐÐÐ‬داف‬

‫‪ -1‬علي بن مسلم المھري‪ ":‬اإلعالم ودوره في التنمية اإلدارية"‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة عبد‬
‫المالك السعدي‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬طنجة‪ ،‬الموسم الجامعي ‪ ،2011/2010‬ص‪236 :‬‬
‫‪ -2‬التدريب ھو مجموعة الجھود الھادفة إلى تزويد العاملين بالمعلومات والمعارف التي تكسبھم مھارات في أداء العمل‪،‬‬
‫وتنمية المعارف والخبرات بھدف الرفع من كفاءة العامل الحالية والمستقبلية‪.‬‬
‫‪ -3‬حميد أبوالس‪ :‬تدبير الموارد البشرية – نموذج اإلدارة الجماعية‪ -‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع بالرباط‪ ،‬طبعة‬
‫‪ ،2005‬ص‪236 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- El Alaoui (R) : Le rôle des Technologie de l’Information et de la Communication dans la‬‬
‫‪Modernisation des Secteurs Publics, op,cit,p :110‬‬

‫‪61‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫المنظم‪ÐÐ‬ة ومعب‪ÐÐ‬رة ع‪ÐÐ‬ن حاجاتھ‪ÐÐ‬ا الحقيقي‪ÐÐ‬ة‪ ،‬والت‪ÐÐ‬دريب عل‪ÐÐ‬ى غ‪ÐÐ‬رار ب‪ÐÐ‬اقي العملي‪ÐÐ‬ات اإلداري‪ÐÐ‬ة األخ‪ÐÐ‬رى ل‪ÐÐ‬ن‬
‫ينجح في تحقيق األھداف ما لم يتم التخطيط واإلعداد له بشكل واضح ودقيق‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬قلة األطر البشرية المختصة في المجال الرقمي‬


‫إن العنص‪ÐÐÐÐÐ‬ر البش‪ÐÐÐÐÐ‬ري المؤھ‪ÐÐÐÐÐ‬ل والم‪ÐÐÐÐÐ‬تمكن م‪ÐÐÐÐÐ‬ن تكنولوجي‪ÐÐÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐÐÐ‬ات يبق‪ÐÐÐÐÐ‬ى ھ‪ÐÐÐÐÐ‬و الم‪ÐÐÐÐÐ‬ورد‬
‫األساس‪ÐÐÐÐ‬ي والم‪ÐÐÐÐ‬دخل الرئيس‪ÐÐÐÐ‬ي لتحقي‪ÐÐÐÐ‬ق االس‪ÐÐÐÐ‬تخدام األمث‪ÐÐÐÐ‬ل لھ‪ÐÐÐÐ‬ذه التكنولوجي‪ÐÐÐÐ‬ا ف‪ÐÐÐÐ‬ي اإلدارات العمومي‪ÐÐÐÐ‬ة‪،‬‬
‫حي‪ÐÐÐ‬ث تحت‪ÐÐÐ‬اج ھ‪ÐÐÐ‬ذه األخي‪ÐÐÐ‬رة إل‪ÐÐÐ‬ى م‪ÐÐÐ‬وظفين ذو كف‪ÐÐÐ‬اءات ومھ‪ÐÐÐ‬ارات تقني‪ÐÐÐ‬ة وتخطيطي‪ÐÐÐ‬ة وس‪ÐÐÐ‬لوكية وذھني‪ÐÐÐ‬ة‬
‫وغيرھ‪ÐÐÐ‬ا م‪ÐÐÐ‬ن المھ‪ÐÐÐ‬ارات الت‪ÐÐÐ‬ي ال تت‪ÐÐÐ‬أتى إال م‪ÐÐÐ‬ن خ‪ÐÐÐ‬الل اكتس‪ÐÐÐ‬ابھا ع‪ÐÐÐ‬ن طري‪ÐÐÐ‬ق الت‪ÐÐÐ‬دريب والتعل‪ÐÐÐ‬يم وحلق‪ÐÐÐ‬ات‬
‫‪1‬‬
‫النقاش وورشات التكوين‪.‬‬

‫تق‪ÐÐÐÐ‬وم اإلدارة م‪ÐÐÐÐ‬ن خ‪ÐÐÐÐ‬الل ش‪ÐÐÐÐ‬بكتھا الداخلي‪ÐÐÐÐ‬ة ب‪ÐÐÐÐ‬ربط الع‪ÐÐÐÐ‬املين والمج‪ÐÐÐÐ‬االت الوظيفي‪ÐÐÐÐ‬ة بش‪ÐÐÐÐ‬بكة م‪ÐÐÐÐ‬ن‬
‫االتص‪ÐÐÐÐ‬االت اإللكتروني‪ÐÐÐÐ‬ة لتس‪ÐÐÐÐ‬ريع إنج‪ÐÐÐÐ‬از األنش‪ÐÐÐÐ‬طة وتحس‪ÐÐÐÐ‬ين اإلنتاجي‪ÐÐÐÐ‬ة وج‪ÐÐÐÐ‬ودة الخ‪ÐÐÐÐ‬دمات‪ ،‬وخف‪ÐÐÐÐ‬ض‬
‫التكلف‪ÐÐÐ‬ة‪ 2،‬وتس‪ÐÐÐ‬ھيل تب‪ÐÐÐ‬ادل المعلوم‪ÐÐÐ‬ات وتنفي‪ÐÐÐ‬ذ العملي‪ÐÐÐ‬ات‪ ،‬وم‪ÐÐÐ‬ن ھن‪ÐÐÐ‬ا تتض‪ÐÐÐ‬ح إلزامي‪ÐÐÐ‬ة العم‪ÐÐÐ‬ل عل‪ÐÐÐ‬ى إي‪ÐÐÐ‬الء‬
‫عناي‪ÐÐÐ‬ة خاص‪ÐÐÐ‬ة لت‪ÐÐÐ‬دبير الم‪ÐÐÐ‬وارد البش‪ÐÐÐ‬رية ف‪ÐÐÐ‬ي ظ‪ÐÐÐ‬ل نظ‪ÐÐÐ‬ام اإلدارة الرقمي‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬م‪ÐÐÐ‬ن حي‪ÐÐÐ‬ث توظي‪ÐÐÐ‬ف الكف‪ÐÐÐ‬اءات‬
‫التقني‪ÐÐÐÐ‬ة أو ت‪ÐÐÐÐ‬دريب الم‪ÐÐÐÐ‬وظفين باس‪ÐÐÐÐ‬تمرار فيم‪ÐÐÐÐ‬ا ي‪ÐÐÐÐ‬رتبط بتكنولوجي‪ÐÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐÐ‬ات‪ ،‬وتطبيق‪ÐÐÐÐ‬ات األنترني‪ÐÐÐÐ‬ت‬
‫‪3‬‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫وم‪ÐÐÐ‬ن ب‪ÐÐÐ‬ين اإلج‪ÐÐÐ‬راءات المواكب‪ÐÐÐ‬ة الت‪ÐÐÐ‬ي تتبناھ‪ÐÐÐ‬ا اس‪ÐÐÐ‬تراتيجية المغ‪ÐÐÐ‬رب الرقم‪ÐÐÐ‬ي‪ 4،‬نج‪ÐÐÐ‬د الرھ‪ÐÐÐ‬ان عل‪ÐÐÐ‬ى‬
‫الرأس‪ÐÐÐ‬مال البش‪ÐÐÐ‬ري باعتب‪ÐÐÐ‬اره عنص‪ÐÐÐ‬را أساس‪ÐÐÐ‬يا لتط‪ÐÐÐ‬وير قط‪ÐÐÐ‬اع تكنولوجي‪ÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐ‬ات واالتص‪ÐÐÐ‬ال‪ ،‬حي‪ÐÐÐ‬ث‬
‫أن ت‪ÐÐÐ‬وفر الكف‪ÐÐÐ‬اءات والم‪ÐÐÐ‬وارد البش‪ÐÐÐ‬رية كم‪ÐÐÐ‬ا ونوع‪ÐÐÐ‬ا‪ ،‬يع‪ÐÐÐ‬د ش‪ÐÐÐ‬رطا أساس‪ÐÐÐ‬يا لتنفي‪ÐÐÐ‬ذ االس‪ÐÐÐ‬تراتيجية الوطني‪ÐÐÐ‬ة‬
‫لتكنولوجي‪ÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐ‬ات‪ ،‬ويس‪ÐÐÐ‬تلزم اإلس‪ÐÐÐ‬تباق الفع‪ÐÐÐ‬ال للحاجي‪ÐÐÐ‬ات فيم‪ÐÐÐ‬ا يتعل‪ÐÐÐ‬ق ب‪ÐÐÐ‬الموارد البش‪ÐÐÐ‬رية المكون‪ÐÐÐ‬ة‬
‫والمؤھلة والقابلة لالستخدام‪.‬‬

‫وق‪ÐÐÐÐÐ‬د أثبت‪ÐÐÐÐÐ‬ت بع‪ÐÐÐÐÐ‬ض الدراس‪ÐÐÐÐÐ‬ات الت‪ÐÐÐÐÐ‬ي ھم‪ÐÐÐÐÐ‬ت تقي‪ÐÐÐÐÐ‬يم االختص‪ÐÐÐÐÐ‬اص التقن‪ÐÐÐÐÐ‬ي للم‪ÐÐÐÐÐ‬وارد البش‪ÐÐÐÐÐ‬رية‬
‫ب‪ÐÐÐÐ‬اإلدارات العمومي‪ÐÐÐÐ‬ة ب‪ÐÐÐÐ‬المغرب أن نس‪ÐÐÐÐ‬بة الم‪ÐÐÐÐ‬وظفين المتخصص‪ÐÐÐÐ‬ين ف‪ÐÐÐÐ‬ي المعلومي‪ÐÐÐÐ‬ات‪ ،‬موزع‪ÐÐÐÐ‬ة ب‪ÐÐÐÐ‬ين‬
‫مھندس‪ÐÐÐ‬ين وتقني‪ÐÐÐ‬ين‪ ،‬نس‪ÐÐÐ‬بة ض‪ÐÐÐ‬ئيلة مقارن‪ÐÐÐ‬ة م‪ÐÐÐ‬ع ال‪ÐÐÐ‬دول األخ‪ÐÐÐ‬رى‪ ،‬إذ بلغ‪ÐÐÐ‬ت ھ‪ÐÐÐ‬ذه النس‪ÐÐÐ‬بة ‪ 0,3%‬فق‪ÐÐÐ‬ط م‪ÐÐÐ‬ن‬

‫‪ -1‬علي بن مسلم المھري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪236 :‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Christian Boudreau : Le Gouvernement électronique à l’aube d’une Transformation‬‬
‫‪profonde de l’Etat, Revue Télescope, N°5, 2005, p :56‬‬
‫‪ -3‬عبد الحق عقلة‪" :‬مدخل لدراسة القانون اإلداري وعلم اإلدارة" دار القلم‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2002‬ص‪75 :‬‬
‫‪ -4‬المملكة المغربية‪ :‬وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجية الحديثة‪" :‬االستراتيجية الوطنية لمجتمع المعلومات واالقتصاد‬
‫الرقمي‪ ،‬المغرب الرقمي ‪ "2013‬متوفر على الموقع اإللكتروني لوزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجية الحديثة‬
‫‪ www.mcinet.gov.ma‬تم تصفحه في ‪ 27‬فبراير ‪.2012‬‬

‫‪62‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫ع‪ÐÐÐ‬دد الم‪ÐÐÐ‬وظفين‪ 1‬أي ح‪ÐÐÐ‬والي ‪ 1200‬موظ‪ÐÐÐ‬ف متخص‪ÐÐÐ‬ص ف‪ÐÐÐ‬ي المعلومي‪ÐÐÐ‬ات‪ ،‬ويرج‪ÐÐÐ‬ع ھ‪ÐÐÐ‬ذا ال‪ÐÐÐ‬نقص أساس‪ÐÐÐ‬ا‬
‫إل‪ÐÐÐ‬ى ت‪ÐÐÐ‬دني األج‪ÐÐÐ‬ور المخصص‪ÐÐÐ‬ة لھ‪ÐÐÐ‬ذه الفئ‪ÐÐÐ‬ة بالقط‪ÐÐÐ‬اع الع‪ÐÐÐ‬ام مقارن‪ÐÐÐ‬ة م‪ÐÐÐ‬ع األج‪ÐÐÐ‬ور الت‪ÐÐÐ‬ي يوفرھ‪ÐÐÐ‬ا القط‪ÐÐÐ‬اع‬
‫الخاص‪.‬‬

‫وبش‪ÐÐÐ‬كل ع‪ÐÐÐÐ‬ام يس‪ÐÐÐÐ‬جل أن نس‪ÐÐÐÐ‬بة إجم‪ÐÐÐÐ‬الي الم‪ÐÐÐÐ‬وظفين الع‪ÐÐÐÐ‬املين ف‪ÐÐÐÐ‬ي مج‪ÐÐÐÐ‬ال تكنولوجي‪ÐÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐÐ‬ات‬
‫واالتص‪ÐÐÐÐ‬ال ب‪ÐÐÐÐ‬اإلدارات العمومي‪ÐÐÐÐ‬ة المغربي‪ÐÐÐÐ‬ة ل‪ÐÐÐÐ‬م يتج‪ÐÐÐÐ‬اوز‪ 1,19%‬وتبق‪ÐÐÐÐ‬ى ھ‪ÐÐÐÐ‬ذه النس‪ÐÐÐÐ‬بة ض‪ÐÐÐÐ‬عيفة مقارن‪ÐÐÐÐ‬ة‬
‫ب‪ÐÐÐ‬المرجع ال‪ÐÐÐ‬دولي المح‪ÐÐÐ‬دد ف‪ÐÐÐ‬ي ‪ 3%‬وق‪ÐÐÐ‬د بلغ‪ÐÐÐ‬ت نس‪ÐÐÐ‬بة الم‪ÐÐÐ‬وظفين الع‪ÐÐÐ‬املين ف‪ÐÐÐ‬ي تكنولوجي‪ÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐ‬ات‬
‫واالتص‪ÐÐÐÐ‬ال بالقطاع‪ÐÐÐÐ‬ات الوزاري‪ÐÐÐÐ‬ة ‪ 2,25%‬مقاب‪ÐÐÐÐ‬ل ‪ 1,68%‬بالمؤسس‪ÐÐÐÐ‬ات العمومي‪ÐÐÐÐ‬ة الكب‪ÐÐÐÐ‬رى‪ 2،‬ويتق‪ÐÐÐÐ‬دم‬
‫القط‪ÐÐÐ‬اع اإلداري عل‪ÐÐÐ‬ى ب‪ÐÐÐ‬اقي القطاع‪ÐÐÐ‬ات م‪ÐÐÐ‬ن حي‪ÐÐÐ‬ث توظي‪ÐÐÐ‬ف الع‪ÐÐÐ‬املين ف‪ÐÐÐ‬ي مج‪ÐÐÐ‬ال تكنولوجي‪ÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐ‬ات‬
‫واالتصال بنسبة ‪.3,17%‬‬

‫إن نق‪ÐÐÐÐ‬ص الكف‪ÐÐÐÐ‬اءات عل‪ÐÐÐÐ‬ى مس‪ÐÐÐÐ‬توى اإلبتك‪ÐÐÐÐ‬ار التكنول‪ÐÐÐÐ‬وجي ف‪ÐÐÐÐ‬ي المج‪ÐÐÐÐ‬ال الرقم‪ÐÐÐÐ‬ي بس‪ÐÐÐÐ‬بب ع‪ÐÐÐÐ‬دم‬
‫التأھي‪ÐÐÐÐÐ‬ل أو ھج‪ÐÐÐÐÐ‬رة األدمغ‪ÐÐÐÐÐ‬ة يجع‪ÐÐÐÐÐ‬ل ال‪ÐÐÐÐÐ‬دول النامي‪ÐÐÐÐÐ‬ة تج‪ÐÐÐÐÐ‬د ص‪ÐÐÐÐÐ‬عوبة ف‪ÐÐÐÐÐ‬ي مواجھ‪ÐÐÐÐÐ‬ة تح‪ÐÐÐÐÐ‬ديات عص‪ÐÐÐÐÐ‬ر‬
‫المعلوم‪ÐÐÐÐ‬ات‪ ،‬حي‪ÐÐÐÐ‬ث أن إش‪ÐÐÐÐ‬كالية قل‪ÐÐÐÐ‬ة الم‪ÐÐÐÐ‬وارد البش‪ÐÐÐÐ‬رية المتخصص‪ÐÐÐÐ‬ة ف‪ÐÐÐÐ‬ي المج‪ÐÐÐÐ‬ال المعلوم‪ÐÐÐÐ‬اتي يجع‪ÐÐÐÐ‬ل‬
‫ت‪ÐÐÐ‬دبير وإدارة مش‪ÐÐÐ‬اريع تط‪ÐÐÐ‬وير تكنولوجي‪ÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐ‬ات واالتص‪ÐÐÐ‬ال ي‪ÐÐÐ‬تم وف‪ÐÐÐ‬ق مقارب‪ÐÐÐ‬ة مركزي‪ÐÐÐ‬ة ف‪ÐÐÐ‬ي معظ‪ÐÐÐ‬م‬
‫اإلدارات‪ ،‬وھ‪ÐÐÐÐ‬و م‪ÐÐÐÐ‬ا يتع‪ÐÐÐÐ‬ارض م‪ÐÐÐÐ‬ع فلس‪ÐÐÐÐ‬فة اإلدارة الرقمي‪ÐÐÐÐ‬ة وأس‪ÐÐÐÐ‬س الت‪ÐÐÐÐ‬دبير اإلداري الح‪ÐÐÐÐ‬ديث‪ ،‬كم‪ÐÐÐÐ‬ا‬
‫يط‪ÐÐÐ‬رح ع‪ÐÐÐ‬دم ت‪ÐÐÐ‬وفر الكف‪ÐÐÐÐ‬اءات المتخصص‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬ف‪ÐÐÐ‬ي حال‪ÐÐÐ‬ة الت‪ÐÐÐÐ‬دبير المعلوم‪ÐÐÐ‬اتي الالمرك‪ÐÐÐ‬زي ال‪ÐÐÐ‬ذي يمك‪ÐÐÐÐ‬ن‬
‫مختل‪ÐÐÐÐÐ‬ف الوح‪ÐÐÐÐÐ‬دات م‪ÐÐÐÐÐ‬ن ت‪ÐÐÐÐÐ‬دبير وتنظ‪ÐÐÐÐÐ‬يم وظيفتھ‪ÐÐÐÐÐ‬ا المعلوماتي‪ÐÐÐÐÐ‬ة تبع‪ÐÐÐÐÐ‬ا الختصاص‪ÐÐÐÐÐ‬اتھا وحاجياتھ‪ÐÐÐÐÐÐ‬ا‬
‫والمعطي‪ÐÐÐÐ‬ات الت‪ÐÐÐÐ‬ي تت‪ÐÐÐÐ‬وفر عليھ‪ÐÐÐÐ‬ا‪ ،‬يط‪ÐÐÐÐ‬رح إش‪ÐÐÐÐ‬كاليات مرتبط‪ÐÐÐÐ‬ة بالت‪ÐÐÐÐ‬داخل وغي‪ÐÐÐÐ‬اب التنس‪ÐÐÐÐ‬يق ب‪ÐÐÐÐ‬ين ھ‪ÐÐÐÐ‬ذه‬
‫الوح‪ÐÐÐ‬دات رغ‪ÐÐÐ‬م ارتباطھ‪ÐÐÐ‬ا ب‪ÐÐÐ‬نفس اإلدارة األم‪ ،‬وھ‪ÐÐÐ‬و م‪ÐÐÐ‬ا يخل‪ÐÐÐ‬ق نوع‪ÐÐÐ‬ا م‪ÐÐÐ‬ن ع‪ÐÐÐ‬دم التج‪ÐÐÐ‬انس واالزدواجي‪ÐÐÐ‬ة‬
‫على مستوى التدبير المعلوماتي داخل نفس اإلدارة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬محدودية التجھيز المعلوماتي لإلدارة الرقمية‬


‫إذا ك‪ÐÐÐ‬ان المغ‪ÐÐÐ‬رب يمتل‪ÐÐÐ‬ك بني‪ÐÐÐ‬ة تحتي‪ÐÐÐ‬ة لالتص‪ÐÐÐ‬االت حديث‪ÐÐÐ‬ة نس‪ÐÐÐ‬بيا‪ ،‬فإنھ‪ÐÐÐ‬ا تبق‪ÐÐÐ‬ى م‪ÐÐÐ‬ع ذل‪ÐÐÐ‬ك غي‪ÐÐÐ‬ر قابل‪ÐÐÐ‬ة‬
‫للول‪ÐÐÐ‬وج بالنس‪ÐÐÐ‬بة لجمي‪ÐÐÐ‬ع مناطق‪ÐÐÐ‬ه م‪ÐÐÐ‬ن جھ‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬وم‪ÐÐÐ‬ن جھ‪ÐÐÐ‬ة أخ‪ÐÐÐ‬رى‪ ،‬ف‪ÐÐÐ‬إن نس‪ÐÐÐ‬بة التجھي‪ÐÐÐ‬ز المعلوم‪ÐÐÐ‬اتي يبق‪ÐÐÐ‬ى‬
‫ض‪ÐÐÐ‬عيف ل‪ÐÐÐ‬دى األس‪ÐÐÐ‬ر بس‪ÐÐÐ‬بب األس‪ÐÐÐ‬عار المرتفع‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬وتتمث‪ÐÐÐ‬ل رافع‪ÐÐÐ‬ات العم‪ÐÐÐ‬ل الت‪ÐÐÐ‬ي ح‪ÐÐÐ‬ددتھا اإلس‪ÐÐÐ‬تراتيجية‬

‫‪ -1‬عماد يعقوبي‪ :‬إسھام تقنيات االعالم واالتصال في تحسين عالقة اإلدارة بالمواطنين‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون‬
‫العام‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،2006/2005 ،‬ص‪204 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Ministère de la Modernisation des Secteurs Public : «Rapport autour des ressources‬‬
‫‪humaines dans la fonction Publique, 2015, Disponible sur www.mmsp.gov.ma.‬‬

‫‪63‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫الوطني‪ÐÐÐ‬ة للمغ‪ÐÐÐ‬رب الرقم‪ÐÐÐ‬ي ‪ 2013‬ف‪ÐÐÐ‬ي تعم‪ÐÐÐ‬يم التغطي‪ÐÐÐ‬ة االتص‪ÐÐÐ‬االتية‪ ،‬ت‪ÐÐÐ‬أمين وتب‪ÐÐÐ‬ادل البني‪ÐÐÐ‬ات التحتي‪ÐÐÐ‬ة‪،‬‬
‫تنفيذ إجراءات محفزة على امتالك التجھيزات‪.‬‬

‫لق‪ÐÐÐ‬د ت‪ÐÐÐ‬م اقت‪ÐÐÐ‬راح ع‪ÐÐÐ‬دة مخطط‪ÐÐÐ‬ات عم‪ÐÐÐ‬ل تتعل‪ÐÐÐ‬ق ب‪ÐÐÐ‬دعم البني‪ÐÐÐ‬ات التحتي‪ÐÐÐ‬ة االتص‪ÐÐÐ‬االتية‪ ،‬م‪ÐÐÐ‬ن خ‪ÐÐÐ‬الل‬
‫اس‪ÐÐÐÐ‬تعمال تقني‪ÐÐÐÐ‬ات الجي‪ÐÐÐÐ‬ل الجدي‪ÐÐÐÐ‬د )‪ :CPL-WIMAX-WIFI‬التي‪ÐÐÐÐ‬ارات الناقل‪ÐÐÐÐ‬ة عل‪ÐÐÐÐ‬ى الخ‪ÐÐÐÐ‬ط‪ ...‬إل‪ÐÐÐÐ‬خ(‬
‫فض‪ÐÐÐÐ‬ال ع‪ÐÐÐÐ‬ن تغطي‪ÐÐÐÐ‬ة مجم‪ÐÐÐÐ‬وع الت‪ÐÐÐÐ‬راب ال‪ÐÐÐÐ‬وطني بالص‪ÐÐÐÐ‬بيب الع‪ÐÐÐÐ‬الي عب‪ÐÐÐÐ‬ر األقم‪ÐÐÐÐ‬ار االص‪ÐÐÐÐ‬طناعية ونش‪ÐÐÐÐ‬ر‬
‫التقني‪ÐÐÐ‬ة الس‪ÐÐÐ‬اتلية وخصوص‪ÐÐÐ‬ا ف‪ÐÐÐ‬ي المن‪ÐÐÐ‬اطق المنعزل‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬م‪ÐÐÐ‬ع اتخ‪ÐÐÐ‬اذ إج‪ÐÐÐ‬راءات مالي‪ÐÐÐ‬ة وض‪ÐÐÐ‬ريبية محف‪ÐÐÐ‬زة م‪ÐÐÐ‬ن‬
‫أجل تقليص كلفة التجھيز والولوج إلى قروض مناسبة لفائدة المقاولة والمواطن‪.‬‬

‫تن‪ÐÐÐ‬تظم اإلدارة تقلي‪ÐÐÐ‬ديا حس‪ÐÐÐ‬ب مب‪ÐÐÐ‬دأ التجزئ‪ÐÐÐ‬ة ب‪ÐÐÐ‬ين مختل‪ÐÐÐ‬ف المص‪ÐÐÐ‬الح اإلداري‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬ويرتك‪ÐÐÐ‬ز التنظ‪ÐÐÐ‬يم‬
‫الكالس‪ÐÐÐ‬يكي للخدم‪ÐÐÐ‬ة العمومي‪ÐÐÐ‬ة عل‪ÐÐÐ‬ى التقس‪ÐÐÐ‬يم ب‪ÐÐÐ‬ين المھ‪ÐÐÐ‬ام‪ ،‬وبالت‪ÐÐÐ‬الي ف‪ÐÐÐ‬إن مختل‪ÐÐÐ‬ف المص‪ÐÐÐ‬الح تج‪ÐÐÐ‬د نفس‪ÐÐÐ‬ھا‬
‫معزول‪ÐÐÐÐ‬ة فيم‪ÐÐÐÐ‬ا بينھ‪ÐÐÐÐ‬ا‪ ،‬يم‪ÐÐÐÐ‬ارس ك‪ÐÐÐÐ‬ل منھ‪ÐÐÐÐ‬ا مھ‪ÐÐÐÐ‬ام نوعي‪ÐÐÐÐ‬ة‪ ،‬ومث‪ÐÐÐÐ‬ل ھ‪ÐÐÐÐ‬ذا النظ‪ÐÐÐÐ‬ام يمن‪ÐÐÐÐ‬ع تب‪ÐÐÐÐ‬ادل وتج‪ÐÐÐÐ‬وال‬
‫‪1‬‬
‫المعلومات من مصلحة إلى أخرى‪ ،‬مما يحد من فعالية اإلدارة الرقمية‪.‬‬

‫يس‪ÐÐÐ‬اھم اس‪ÐÐÐ‬تعمال الحاس‪ÐÐÐ‬وب داخ‪ÐÐÐ‬ل اإلدارة ف‪ÐÐÐ‬ي ظھ‪ÐÐÐ‬ور ن‪ÐÐÐ‬وعين م‪ÐÐÐ‬ن البني‪ÐÐÐ‬ات الجدي‪ÐÐÐ‬دة‪ ،‬وتغيي‪ÐÐÐ‬ره‬
‫للبني‪ÐÐÐ‬ات القديم‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬فالبني‪ÐÐÐ‬ة األول‪ÐÐÐ‬ى ھ‪ÐÐÐ‬ي ذات طبيع‪ÐÐÐ‬ة إداري‪ÐÐÐ‬ة وتحم‪ÐÐÐ‬ل إس‪ÐÐÐ‬م مكت‪ÐÐÐ‬ب‪ ،‬خلي‪ÐÐÐ‬ة أو مص‪ÐÐÐ‬لحة‪...‬إل‪ÐÐÐ‬خ‬
‫ومكون‪ÐÐ‬ة م‪ÐÐ‬ن ع‪ÐÐ‬دد م‪ÐÐ‬ن المعلوم‪ÐÐ‬اتيين وم‪ÐÐ‬ن الم‪ÐÐ‬وظفين عل‪ÐÐ‬ى مس‪ÐÐ‬توى ع‪ÐÐ‬ال‪ ،‬أم‪ÐÐ‬ا البني‪ÐÐ‬ة الثاني‪ÐÐ‬ة فھ‪ÐÐ‬ي مرك‪ÐÐ‬ز‬
‫المعالج‪ÐÐÐÐ‬ة اإللكتروني‪ÐÐÐÐ‬ة والھ‪ÐÐÐÐ‬دف منھ‪ÐÐÐÐ‬ا ھ‪ÐÐÐÐ‬و تق‪ÐÐÐÐ‬ديم الخ‪ÐÐÐÐ‬دمات وتنفي‪ÐÐÐÐ‬ذ مھ‪ÐÐÐÐ‬ام إدخ‪ÐÐÐÐ‬ال المعلوم‪ÐÐÐÐ‬ات إل‪ÐÐÐÐ‬ى‬
‫المص‪ÐÐÐ‬الح وتط‪ÐÐÐ‬وير تطبيق‪ÐÐÐ‬ات جدي‪ÐÐÐ‬دة‪ ،‬فھ‪ÐÐÐ‬ي ال تق‪ÐÐÐ‬وم بأعم‪ÐÐÐ‬ال إداري‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬وھ‪ÐÐÐ‬ذه البني‪ÐÐÐ‬ة توج‪ÐÐÐ‬د أساس‪ÐÐÐ‬ا ف‪ÐÐÐ‬ي‬
‫اإلدارات الت‪ÐÐÐÐ‬ي قطع‪ÐÐÐÐ‬ت أش‪ÐÐÐÐ‬واطا طويل‪ÐÐÐÐ‬ة ف‪ÐÐÐÐ‬ي مي‪ÐÐÐÐ‬دان المعلومي‪ÐÐÐÐ‬ات‪ ،‬وخاص‪ÐÐÐÐ‬ة تل‪ÐÐÐÐ‬ك الت‪ÐÐÐÐ‬ي تطل‪ÐÐÐÐ‬ع بمھ‪ÐÐÐÐ‬ام‬
‫‪2‬‬
‫تقنية‪.‬‬

‫وإذا كان‪ÐÐÐ‬ت تكنولوجي‪ÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐ‬ات واالتص‪ÐÐÐ‬ال ق‪ÐÐÐ‬د دخل‪ÐÐÐ‬ت إل‪ÐÐÐ‬ى مختل‪ÐÐÐ‬ف القطاع‪ÐÐÐ‬ات اإلداري‪ÐÐÐ‬ة من‪ÐÐÐ‬ذ‬
‫أكث‪ÐÐÐ‬ر م‪ÐÐÐ‬ن عش‪ÐÐÐ‬رين س‪ÐÐÐ‬نة‪ ،‬لتك‪ÐÐÐ‬ون قاس‪ÐÐÐ‬ما مش‪ÐÐÐ‬تركا نح‪ÐÐÐ‬و التط‪ÐÐÐ‬وير والتح‪ÐÐÐ‬ديث‪ ،‬وأص‪ÐÐÐ‬بحت محط‪ÐÐÐ‬ة اھتم‪ÐÐÐ‬ام‬
‫اإلداري‪ÐÐ‬ين والمدرس‪ÐÐ‬ين والخب‪ÐÐ‬راء لالرتق‪ÐÐ‬اء بھ‪ÐÐ‬ا‪ ،‬ف‪ÐÐ‬إن االس‪ÐÐ‬تثمار الفعل‪ÐÐ‬ي لھ‪ÐÐ‬ذا المج‪ÐÐ‬ال ل‪ÐÐ‬م يرق‪ÐÐ‬ى بع‪ÐÐ‬د إل‪ÐÐ‬ى‬
‫مص‪ÐÐÐ‬اف ال‪ÐÐÐ‬دول الت‪ÐÐÐ‬ي تعتم‪ÐÐÐ‬د التقني‪ÐÐÐ‬ات الحديث‪ÐÐÐ‬ة للتواص‪ÐÐÐ‬ل كوس‪ÐÐÐ‬يلة لتق‪ÐÐÐ‬ديم خ‪ÐÐÐ‬دمات ذات قيم‪ÐÐÐ‬ة مض‪ÐÐÐ‬افة إل‪ÐÐÐ‬ى‬

‫‪-1‬المھدي المنجرة‪" :‬حوار التواصل من أجل مجتمع معرفي عادل"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،2004 ،‬‬
‫ص‪24:‬‬
‫‪ -2‬عماد يعقوبي‪ :‬إسھام تقنيات االعالم واالتصال في تحسين عالقة اإلدارة بالمواطنين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪112:‬‬

‫‪64‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫الم‪ÐÐÐÐ‬رتفقين والم‪ÐÐÐÐ‬واطنين‪ 1،‬حي‪ÐÐÐÐ‬ث ال زال توظي‪ÐÐÐÐ‬ف تكنولوجي‪ÐÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐÐ‬ات واالتص‪ÐÐÐÐ‬ال يتس‪ÐÐÐÐ‬م بالض‪ÐÐÐÐ‬عف‬
‫‪2‬‬
‫والمحدودية على مستوى التجھيز الشبكي لإلدارات وضعف الربط بينھا‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬ضعف الميزانية المرصودة لبرنامج اإلدارة الرقمية‬


‫تتطل‪ÐÐÐÐ‬ب عملي‪ÐÐÐÐ‬ة تح‪ÐÐÐÐ‬ديث وعص‪ÐÐÐÐ‬رنة اإلدارة ميزاني‪ÐÐÐÐ‬ة ض‪ÐÐÐÐ‬خمة‪ ،‬خاص‪ÐÐÐÐ‬ة فيم‪ÐÐÐÐ‬ا يتعل‪ÐÐÐÐ‬ق بمتطلب‪ÐÐÐÐ‬ات‬
‫اإلدارة الرقمي‪ÐÐÐ‬ة م‪ÐÐÐ‬ن مع‪ÐÐÐ‬دات تكنولوجي‪ÐÐÐ‬ة حديث‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬وھ‪ÐÐÐ‬ذا م‪ÐÐÐ‬ا يش‪ÐÐÐ‬كل األم‪ÐÐÐ‬ر غي‪ÐÐÐ‬ر الھ‪ÐÐÐ‬ين خاص‪ÐÐÐ‬ة بالنس‪ÐÐÐ‬بة‬
‫للدول النامية والتي ال تسمح ميزانيتھا العامة بتخصيص اعتمادات مالية ضخمة لھذا القطاع‪.‬‬

‫وفيم‪ÐÐÐ‬ا يتعل‪ÐÐÐ‬ق ب‪ÐÐÐ‬اإلدارة العمومي‪ÐÐÐ‬ة المغربي‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬وبش‪ÐÐÐ‬كل خ‪ÐÐÐ‬اص تموي‪ÐÐÐ‬ل المش‪ÐÐÐ‬اريع المدرج‪ÐÐÐ‬ة ض‪ÐÐÐ‬من‬
‫البرن‪ÐÐÐÐ‬امج ال‪ÐÐÐÐ‬وطني ل‪ÐÐÐÐ‬إلدارة اإللكتروني‪ÐÐÐÐ‬ة‪ ،‬فنج‪ÐÐÐÐ‬د ض‪ÐÐÐÐ‬عفا كبي‪ÐÐÐÐ‬را ف‪ÐÐÐÐ‬ي المص‪ÐÐÐÐ‬اريف المخصص‪ÐÐÐÐ‬ة لمج‪ÐÐÐÐ‬ال‬
‫تكنولوجي‪ÐÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐÐ‬ات ويتمث‪ÐÐÐÐ‬ل ف‪ÐÐÐÐ‬ي تخص‪ÐÐÐÐ‬يص ‪ 550‬ملي‪ÐÐÐÐ‬ون درھ‪ÐÐÐÐ‬م ف‪ÐÐÐÐ‬ي الس‪ÐÐÐÐ‬نة‪ ،‬ومع‪ÐÐÐÐ‬دل المص‪ÐÐÐÐ‬اريف‬
‫‪3‬‬
‫المخصص‪ÐÐÐ‬ة ف‪ÐÐÐ‬ي تكنولوجي‪ÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐ‬ات ف‪ÐÐÐ‬ي ال‪ÐÐÐ‬وزارات ال‪ÐÐÐ‬ذي يق‪ÐÐÐ‬ل ع‪ÐÐÐ‬ن ‪ 1%‬م‪ÐÐÐ‬ن الميزاني‪ÐÐÐ‬ة اإلجمالي‪ÐÐÐ‬ة‪،‬‬
‫ورغ‪ÐÐÐÐ‬م أن المبل‪ÐÐÐÐ‬غ الس‪ÐÐÐÐ‬نوي تض‪ÐÐÐÐ‬اعف م‪ÐÐÐÐ‬ؤخرا إال أن‪ÐÐÐÐ‬ه يبق‪ÐÐÐÐ‬ى ض‪ÐÐÐÐ‬عيف مقارن‪ÐÐÐÐ‬ة باألھ‪ÐÐÐÐ‬داف المت‪ÐÐÐÐ‬وخى‬
‫تحقيقھا من خالل اإلدارة الرقمية‪ ،‬وما تستوجبه من اعتمادات مالية مھمة‪.‬‬

‫تج‪ÐÐÐ‬در اإلش‪ÐÐÐ‬ارة إل‪ÐÐÐ‬ى أن‪ÐÐÐ‬ه ال يمك‪ÐÐÐ‬ن التغاض‪ÐÐÐ‬ي ع‪ÐÐÐ‬ن بع‪ÐÐÐ‬ض اإلكراھ‪ÐÐÐ‬ات الت‪ÐÐÐ‬ي تثق‪ÐÐÐ‬ل عب‪ÐÐÐ‬ئ الميزاني‪ÐÐÐ‬ة‬
‫المخصصة لمجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال نذكر منھا‪:‬‬

‫ س‪ÐÐÐÐ‬رعة اس‪ÐÐÐÐ‬تخدام المع‪ÐÐÐÐ‬دات والتجھي‪ÐÐÐÐ‬زات الرقمي‪ÐÐÐÐ‬ة ف‪ÐÐÐÐ‬ي مج‪ÐÐÐÐ‬ال المعلومي‪ÐÐÐÐ‬ات‪ ،‬يتطل‪ÐÐÐÐ‬ب متابع‪ÐÐÐÐ‬ة‬
‫مس‪ÐÐÐ‬تمرة ودقيق‪ÐÐÐ‬ة للس‪ÐÐÐ‬وق م‪ÐÐÐ‬ن ط‪ÐÐÐ‬رف خب‪ÐÐÐ‬راء ف‪ÐÐÐ‬ي المج‪ÐÐÐ‬ال‪ ،‬وھ‪ÐÐÐ‬ذا يعتب‪ÐÐÐ‬ر مكل‪ÐÐÐ‬ف ل‪ÐÐÐ‬إلدارة وعب‪ÐÐÐ‬ئ جدي‪ÐÐÐ‬د‬
‫ينضاف إلى أعبائھا‪.‬‬
‫ تق‪ÐÐÐ‬ادم األجھ‪ÐÐÐ‬زة بس‪ÐÐÐ‬رعة كبي‪ÐÐÐ‬رة‪ ،‬الش‪ÐÐÐ‬يء ال‪ÐÐÐ‬ذي يف‪ÐÐÐ‬رض عل‪ÐÐÐ‬ى اإلدارة تغييرھ‪ÐÐÐ‬ا خاص‪ÐÐÐ‬ة بالنس‪ÐÐÐ‬بة‬
‫ل‪ÐÐÐ‬إلدارات الت‪ÐÐÐ‬ي تس‪ÐÐÐ‬تعمل المعلومي‪ÐÐÐ‬ات بش‪ÐÐÐ‬كل كبي‪ÐÐÐ‬ر‪ ،‬وترتك‪ÐÐÐ‬ز عليھ‪ÐÐÐ‬ا ف‪ÐÐÐ‬ي التحلي‪ÐÐÐ‬ل والتنب‪ÐÐÐ‬ؤ والقي‪ÐÐÐ‬اس وھ‪ÐÐÐ‬ذا‬
‫م‪ÐÐÐ‬ا يتطل‪ÐÐÐ‬ب م‪ÐÐÐ‬وارد مالي‪ÐÐÐ‬ة ق‪ÐÐÐ‬د ال تت‪ÐÐÐ‬وفر دائم‪ÐÐÐ‬ا ل‪ÐÐÐ‬إلدارة‪ ،‬وال يك‪ÐÐÐ‬ون ف‪ÐÐÐ‬ي متناولھ‪ÐÐÐ‬ا إدراجھ‪ÐÐÐ‬ا ض‪ÐÐÐ‬من ميزاني‪ÐÐÐ‬ة‬
‫التجھيز‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-chatillon (Géorges) : les Nouvelles Procédures Administratives de l’Etat, L’internet et le‬‬
‫‪droit : Droit Français, Européen et comparé de l’internet, actes du colloque organisé par‬‬
‫‪l’école Doctorale de droit public et fiscal de l’université Paris.‬‬
‫‪ -2‬ويقصد بالربط الشبكي لإلدارة أو الدولة تلك العملية التي يتم من خاللھا ربط مختلف مكونات الدولة إلكترونيا عن طريق‬
‫شبكة األنترنيت أو األنترانت‪.‬‬
‫‪-3‬أش‪ÐÐÐ‬غال ال‪ÐÐÐ‬دورة الثالث‪ÐÐÐ‬ة للمجل‪ÐÐÐ‬س ال‪ÐÐÐ‬وطني لتكنولوجي‪ÐÐÐ‬ا اإلع‪ÐÐÐ‬الم واالقتص‪ÐÐÐ‬اد الرقمي‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬الرب‪ÐÐÐ‬اط ‪ 27‬ن‪ÐÐÐ‬ونبر ‪ ،2012‬مت‪ÐÐÐ‬وفر‬
‫على الموقع اإللكتروني ‪www.cg.gov.ma‬‬

‫‪65‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫ ق‪ÐÐÐ‬د تتعاق‪ÐÐÐ‬د اإلدارة م‪ÐÐÐ‬ع مجموع‪ÐÐÐ‬ة م‪ÐÐÐ‬ن الش‪ÐÐÐ‬ركات الم‪ÐÐÐ‬وردة للحس‪ÐÐÐ‬ابات اإللكتروني‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬مم‪ÐÐÐ‬ا ي‪ÐÐÐ‬ؤدي‬
‫إل‪ÐÐÐ‬ى تن‪ÐÐÐ‬وع األجھ‪ÐÐÐ‬زة والمع‪ÐÐÐ‬دات‪ ،‬وعن‪ÐÐÐ‬د ح‪ÐÐÐ‬دوث أعط‪ÐÐÐ‬اب تج‪ÐÐÐ‬د ص‪ÐÐÐ‬عوبة ف‪ÐÐÐ‬ي إص‪ÐÐÐ‬الحھا‪ ،‬وتتمث‪ÐÐÐ‬ل ھ‪ÐÐÐ‬ذه‬
‫الص‪ÐÐ‬عوبات ف‪ÐÐÐ‬ي ع‪ÐÐ‬دم ايج‪ÐÐÐ‬اد ش‪ÐÐ‬ركة واح‪ÐÐÐ‬دة تعم‪ÐÐ‬ل ف‪ÐÐÐ‬ي إص‪ÐÐ‬الح جمي‪ÐÐÐ‬ع أن‪ÐÐ‬واع الحس‪ÐÐÐ‬ابات‪ ،‬إض‪ÐÐ‬افة إل‪ÐÐÐ‬ى أن‬
‫‪1‬‬
‫تكلفة إصالح األعطاب باھظة جدا‪ ،‬قد تساوي تكلفة اقتناء أجھزة جديدة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اآلفاق المستقبلية لإلدارة الرقمية بالمغرب‬
‫أض‪ÐÐÐ‬حت تكنولوجي‪ÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐ‬ات واالتص‪ÐÐÐ‬ال‪ 2،‬وس‪ÐÐÐ‬يلة ھام‪ÐÐÐ‬ة م‪ÐÐÐ‬ن وس‪ÐÐÐ‬ائل تعزي‪ÐÐÐ‬ز ودع‪ÐÐÐ‬م التنمي‪ÐÐÐ‬ة‬
‫بأبعادھ‪ÐÐÐÐ‬ا المختلف‪ÐÐÐÐ‬ة‪ ،‬حي‪ÐÐÐÐ‬ث يمك‪ÐÐÐÐ‬ن االس‪ÐÐÐÐ‬تفادة م‪ÐÐÐÐ‬ن تس‪ÐÐÐÐ‬خير إمكانياتھ‪ÐÐÐÐ‬ا وتطبيقاتھ‪ÐÐÐÐ‬ا ف‪ÐÐÐÐ‬ي جمي‪ÐÐÐÐ‬ع مج‪ÐÐÐÐ‬االت‬
‫الحي‪ÐÐ‬اة‪ ،‬م‪ÐÐ‬ن أج‪ÐÐ‬ل الحص‪ÐÐ‬ول عل‪ÐÐ‬ى حل‪ÐÐ‬ول وسياس‪ÐÐ‬ات أفض‪ÐÐ‬ل لقض‪ÐÐ‬ايا حيوي‪ÐÐ‬ة وإس‪ÐÐ‬تراتيجية قائم‪ÐÐ‬ة من‪ÐÐ‬ذ أم‪ÐÐ‬د‬
‫طوي‪ÐÐÐÐ‬ل مث‪ÐÐÐÐ‬ل تعزي‪ÐÐÐÐ‬ز قض‪ÐÐÐÐ‬ايا اإلنص‪ÐÐÐÐ‬اف والعدال‪ÐÐÐÐ‬ة االجتماعي‪ÐÐÐÐ‬ة‪ 3،‬والح‪ÐÐÐÐ‬د م‪ÐÐÐÐ‬ن الفق‪ÐÐÐÐ‬ر‪ ،‬وتحس‪ÐÐÐÐ‬ين دخ‪ÐÐÐÐ‬ل‬
‫األفراد‪ ،‬وتحقيق التنمية المستدامة وتطوير الخدمات اإلدارية‪.‬‬

‫وم‪ÐÐÐ‬ا فت‪ÐÐÐ‬ئ المغ‪ÐÐÐ‬رب يب‪ÐÐÐ‬دي اھتمام‪ÐÐÐ‬ا متزاي‪ÐÐÐ‬دا بالتكنولوجي‪ÐÐÐ‬ا الحديث‪ÐÐÐ‬ة عام‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬وتكنولوجي‪ÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐ‬ات‬
‫واالتص‪ÐÐÐ‬ال بص‪ÐÐÐ‬فة خاص‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬ويس‪ÐÐÐ‬عى جاھ‪ÐÐÐ‬دا الس‪ÐÐÐ‬تغاللھا واالس‪ÐÐÐ‬تفادة م‪ÐÐÐ‬ن ايجابياتھ‪ÐÐÐ‬ا‪ ،‬فأنش‪ÐÐÐ‬ئ ل‪ÐÐÐ‬ذلك ھياك‪ÐÐÐ‬ل‬
‫‪4‬‬
‫مؤسساتية بھدف تنميتھا وضمان انتشارھا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Michel German : « Management des Nouvelles Technologies et e-Transformation », Ed,‬‬
‫‪Economie, France, 2006, p :86‬‬

‫‪ -2‬تعتبر تكنولوجيا المعلومات واالتصال عماد الثورة الرقمية‪ ،‬وتمثل ھذه األخيرة التقدم التكنولوجي الكبير الذي عرفته‬
‫البشرية منذ ظھور أجھزة الحاسوب‪ ،‬وغيرھا من تبعات التطور التقني الحديثة‪ ،‬وذلك بداية من ستينات القرن الماضي‪.‬‬
‫وسبب تسميتھا بالرقمية‪ ،‬ھو أن مبدأ عمل الحاسوب قائم على الرقمين )‪ ،(0/1‬وھو ما يسمى بالنظام الثنائي ‪Système‬‬
‫‪ Binaire‬في التعامل مع الدوائر الكھربائية التي يتكون منھا جھاز الحاسوب‪.‬‬
‫‪ -3‬فال أحد ينكر دور تكنولوجيا المعلومات في تفعيل آليات المطالبة بالعدالة االجتماعية بالعديد من الدول العربية‪ ،‬عبر عدة‬
‫وسائط منھا‪ :‬مواقع التواصل االجتماعي من قبيل ‪ Facebook‬و ‪ ...Twiter‬والتي ساھمت في نشر تصورات اإلصالح‬
‫الحقيقي‪ ،‬عبر تقصير المسافات بين فئات المجتمع المطالبة بالتغيير السلمي‪.‬‬
‫‪ -4‬فمثال خالل فترة االستعمار تم إنشاء المكتب الشريف للبريد والمواصالت السلكية والالسلكية سنة ‪ ،1913‬رغم ما يمكن‬
‫القول حول ھذه المرحلة من تاريخ المغرب من حيث بدائية مفھوم التكنولوجيا‪ ،‬وكذا رغبة المستعمر من خالل توسيع دائرة‬
‫توفير التكنولوجيا المتوفرة آنذاك‪ ،‬من أجل إغراء الفرنسيين بتوفر المغرب على كل سبل الراحة لضمان إقامتھم فيه ونھب‬
‫خيراته‪ ،‬أما مع فجر االستقالل‪ ،‬سوف يتم إعادة ھيكلة المكتب الشريف السابق الذكر‪ ،‬ليصل إلى مرتبة وزارة للبريد‬
‫والمواصالت السلكية والالسلكية سنة ‪ ،1956‬وتبقى على ھذا الحال إلى سنة ‪ ،1998‬وابتداء من ھذا التاريخ أصبحت‬
‫وزارة منتدبة لدى الوزير األول مكلفة بالبريد والتقنيات الحديثة واالتصال إلى حدود سنة ‪ ،2000‬ثم كتابة للدولة لدى‬
‫الوزير األول مكلفة بالبريد وتكنولوجيا االتصاالت واإلعالم من ‪ 2000‬إلى ‪ ،2007‬ثم ستعود مع حكومة عباس الفاسي‬
‫كوزارة للصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫وعلي‪ÐÐÐ‬ه ف‪ÐÐÐ‬إن واق‪ÐÐÐ‬ع التجرب‪ÐÐÐ‬ة المغربي‪ÐÐÐ‬ة ف‪ÐÐÐ‬ي مج‪ÐÐÐ‬ال اإلدارة الرقمي‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬ق‪ÐÐÐ‬د أب‪ÐÐÐ‬ان عل‪ÐÐÐ‬ى مجموع‪ÐÐÐ‬ة م‪ÐÐÐ‬ن‬
‫أوج‪ÐÐÐ‬ه القص‪ÐÐÐ‬ور الت‪ÐÐÐ‬ي ش‪ÐÐÐ‬ملت مختل‪ÐÐÐ‬ف الجوان‪ÐÐÐ‬ب‪ ،‬ويؤك‪ÐÐÐ‬د الواق‪ÐÐÐ‬ع عل‪ÐÐÐ‬ى أن أي تجرب‪ÐÐÐ‬ة مھم‪ÐÐÐ‬ا بلغ‪ÐÐÐ‬ت م‪ÐÐÐ‬ن‬
‫الرش‪ÐÐÐ‬د والنض‪ÐÐÐ‬ج فإنھ‪ÐÐÐ‬ا تظ‪ÐÐÐ‬ل معرض‪ÐÐÐ‬ة ل‪ÐÐÐ‬بعض العراقي‪ÐÐÐ‬ل واإلش‪ÐÐÐ‬كاالت‪ ،‬ل‪ÐÐÐ‬ذلك وج‪ÐÐÐ‬ب ض‪ÐÐÐ‬مان الحماي‪ÐÐÐ‬ة‬
‫األمني‪ÐÐÐ‬ة للتع‪ÐÐÐ‬امالت الرقمي‪ÐÐÐ‬ة )الفق‪ÐÐÐ‬رة األول‪ÐÐÐ‬ى( وتحقي‪ÐÐÐ‬ق النجاع‪ÐÐÐ‬ة عل‪ÐÐÐ‬ى مس‪ÐÐÐ‬توى األداء اإلداري )الفق‪ÐÐÐ‬رة‬
‫الثانية(‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬ضمان الحماية األمنية للتعامالت الرقمية‬
‫أص‪ÐÐÐÐÐ‬بح الع‪ÐÐÐÐÐ‬الم يع‪ÐÐÐÐÐ‬يش ث‪ÐÐÐÐÐ‬ورة المعلوم‪ÐÐÐÐÐ‬ات الت‪ÐÐÐÐÐ‬ي تترك‪ÐÐÐÐÐ‬ز أساس‪ÐÐÐÐÐ‬ا ف‪ÐÐÐÐÐ‬ي تكنولوجي‪ÐÐÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐÐÐ‬ات‬
‫واالتص‪ÐÐÐ‬ال والت‪ÐÐÐ‬ي تت‪ÐÐÐ‬أثر بھ‪ÐÐÐ‬ا مختل‪ÐÐÐ‬ف المجتمع‪ÐÐÐ‬ات ف‪ÐÐÐ‬ي كاف‪ÐÐÐ‬ة أنش‪ÐÐÐ‬طتھا‪ ،‬وق‪ÐÐÐ‬د واك‪ÐÐÐ‬ب ھ‪ÐÐÐ‬ذا التق‪ÐÐÐ‬دم التقن‪ÐÐÐ‬ي‬
‫تط‪ÐÐÐ‬ورا ف‪ÐÐÐ‬ي العقلي‪ÐÐÐ‬ة البش‪ÐÐÐ‬رية اإلجرامي‪ÐÐÐ‬ة مم‪ÐÐÐ‬ا أف‪ÐÐÐ‬رز نوع‪ÐÐÐ‬ا جدي‪ÐÐÐ‬دا م‪ÐÐÐ‬ن اإلج‪ÐÐÐ‬رام يطل‪ÐÐÐ‬ق علي‪ÐÐÐ‬ه الجريم‪ÐÐÐ‬ة‬
‫اإللكتروني‪ÐÐÐ‬ة‪ 1،‬ل‪ÐÐÐ‬ذا وج‪ÐÐÐ‬ب التص‪ÐÐÐ‬دي لھ‪ÐÐÐ‬ذه الظ‪ÐÐÐ‬اھرة وذل‪ÐÐÐ‬ك م‪ÐÐÐ‬ن خ‪ÐÐÐ‬الل وج‪ÐÐÐ‬ود نظ‪ÐÐÐ‬ام أمن‪ÐÐÐ‬ي مت‪ÐÐÐ‬ين‪ ،‬يح‪ÐÐÐ‬ول‬
‫دون اخت‪ÐÐÐ‬راق األنظم‪ÐÐÐÐ‬ة المرتبط‪ÐÐÐÐ‬ة بك‪ÐÐÐÐ‬ل إدارة‪ ،‬وبالت‪ÐÐÐÐ‬الي يعي‪ÐÐÐÐ‬ق أي عالق‪ÐÐÐÐ‬ة يمك‪ÐÐÐÐ‬ن أن تق‪ÐÐÐÐ‬وم بينھ‪ÐÐÐÐ‬ا وب‪ÐÐÐÐ‬ين‬
‫مختل‪ÐÐÐ‬ف المتع‪ÐÐÐ‬املين‪ ،‬فض‪ÐÐÐ‬مان أم‪ÐÐÐ‬ن المعلوم‪ÐÐÐ‬ات يعتبرقاع‪ÐÐÐ‬دة أساس‪ÐÐÐ‬ية لبن‪ÐÐÐ‬اء إدارة رقمي‪ÐÐÐ‬ة متكامل‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬فھ‪ÐÐÐ‬و‬
‫م‪ÐÐÐ‬ن جھ‪ÐÐÐ‬ة يض‪ÐÐÐ‬من س‪ÐÐÐ‬ريان العم‪ÐÐÐ‬ل اإلداري باض‪ÐÐÐ‬طراد وانتظ‪ÐÐÐ‬ام‪ ،‬وم‪ÐÐÐ‬ن جھ‪ÐÐÐ‬ة أخ‪ÐÐÐ‬رى يس‪ÐÐÐ‬اھم ف‪ÐÐÐ‬ي عملي‪ÐÐÐ‬ة‬
‫خل‪ÐÐÐ‬ق الثق‪ÐÐÐ‬ة ب‪ÐÐÐ‬ين اإلدارة وجمھ‪ÐÐÐ‬ور المتع‪ÐÐÐ‬املين‪ 2.‬كم‪ÐÐÐ‬ا يع‪ÐÐÐ‬د م‪ÐÐÐ‬ن العناص‪ÐÐÐ‬ر المح‪ÐÐÐ‬ددة لقي‪ÐÐÐ‬ام اإلدارة الرقمي‪ÐÐÐ‬ة‪،‬‬
‫وإكراھ‪ÐÐÐÐ‬ا م‪ÐÐÐÐ‬ن اإلكراھ‪ÐÐÐÐ‬ات العويص‪ÐÐÐÐ‬ة الت‪ÐÐÐÐ‬ي عان‪ÐÐÐÐ‬ت منھ‪ÐÐÐÐ‬ا مختل‪ÐÐÐÐ‬ف التج‪ÐÐÐÐ‬ارب المقارن‪ÐÐÐÐ‬ة‪ ،‬إذ أن التط‪ÐÐÐÐ‬ور‬
‫التكنول‪ÐÐÐ‬وجي ال‪ÐÐÐ‬ذي يعرف‪ÐÐÐ‬ه الع‪ÐÐÐ‬الم الي‪ÐÐÐ‬وم يص‪ÐÐÐ‬احبه تط‪ÐÐÐ‬ور ھائ‪ÐÐÐ‬ل عل‪ÐÐÐ‬ى مس‪ÐÐÐ‬توى خط‪ÐÐÐ‬ورة وتعق‪ÐÐÐ‬د أنظم‪ÐÐÐ‬ة‬
‫االخت‪ÐÐÐ‬راق المط‪ÐÐÐ‬ورة م‪ÐÐÐ‬ن ط‪ÐÐÐ‬رف مجموع‪ÐÐÐ‬ات وأف‪ÐÐÐ‬راد تختل‪ÐÐÐ‬ف نواياھ‪ÐÐÐ‬ا وتتن‪ÐÐÐ‬وع مقاص‪ÐÐÐ‬دھا ومرجعياتھ‪ÐÐÐ‬ا‪،‬‬
‫مم‪ÐÐÐ‬ا يجع‪ÐÐÐ‬ل م‪ÐÐÐ‬ن ت‪ÐÐÐ‬وفير الحماي‪ÐÐÐ‬ة الض‪ÐÐÐ‬رورية ألنظم‪ÐÐÐ‬ة المعلوم‪ÐÐÐ‬ات موض‪ÐÐÐ‬وعا ص‪ÐÐÐ‬عبا ومعق‪ÐÐÐ‬دا‪ ،‬يتطل‪ÐÐÐ‬ب‬
‫إش‪ÐÐÐ‬رافا ومتابع‪ÐÐÐ‬ة وتنس‪ÐÐÐ‬يقا مس‪ÐÐÐ‬تمرا م‪ÐÐÐ‬ن أج‪ÐÐÐ‬ل تط‪ÐÐÐ‬وير األنظم‪ÐÐÐ‬ة الدفاعي‪ÐÐÐ‬ة وتحيينھ‪ÐÐÐ‬ا‪ ،‬كلم‪ÐÐÐ‬ا تطل‪ÐÐÐ‬ب األم‪ÐÐÐ‬ر‬
‫ذل‪ÐÐÐ‬ك‪ ،‬م‪ÐÐÐ‬ن أج‪ÐÐÐ‬ل ض‪ÐÐÐ‬مان الثق‪ÐÐÐ‬ة ب‪ÐÐÐ‬ين اإلدارة والمتع‪ÐÐÐ‬املين‪ ،‬والت‪ÐÐÐ‬ي ال يمك‪ÐÐÐ‬ن تص‪ÐÐÐ‬ور تعام‪ÐÐÐ‬ل ب‪ÐÐÐ‬ين اإلثن‪ÐÐÐ‬ين‬
‫دونھا‪.‬‬

‫غي‪ÐÐÐ‬ر أن التس‪ÐÐÐ‬ليم الق‪ÐÐÐ‬اطع بق‪ÐÐÐ‬درة األنظم‪ÐÐÐ‬ة الدفاعي‪ÐÐÐ‬ة عل‪ÐÐÐ‬ى تج‪ÐÐÐ‬اوز األخط‪ÐÐÐ‬ار الممك‪ÐÐÐ‬ن حص‪ÐÐÐ‬ولھا ھ‪ÐÐÐ‬و‬
‫أم‪ÐÐÐ‬ر غي‪ÐÐÐ‬ر ممك‪ÐÐÐ‬ن إطالق‪ÐÐÐ‬ا‪ ،‬لم‪ÐÐÐ‬ا أبان‪ÐÐÐ‬ت علي‪ÐÐÐ‬ه مختل‪ÐÐÐ‬ف التج‪ÐÐÐ‬ارب المقارن‪ÐÐÐ‬ة عل‪ÐÐÐ‬ى إمكاني‪ÐÐÐ‬ة ح‪ÐÐÐ‬دوث أخط‪ÐÐÐ‬ار‬
‫متفاوت‪ÐÐÐ‬ة الجس‪ÐÐÐ‬امة يتطل‪ÐÐÐ‬ب حلھ‪ÐÐÐ‬ا تغيي‪ÐÐÐ‬را ف‪ÐÐÐ‬ي بع‪ÐÐÐ‬ض المب‪ÐÐÐ‬ادئ الت‪ÐÐÐ‬ي تحك‪ÐÐÐ‬م العالق‪ÐÐÐ‬ة ب‪ÐÐÐ‬ين اإلدارة والمرتف‪ÐÐÐ‬ق‬

‫‪ -1‬الجريمة اإللكترونية ھي كل سلوك غير قانوني يتم باستخدام األجھزة االلكترونية‪ ،‬ينتج عنھا حصول المجرم على فوائد‬
‫مادية أو معنوية مع تحميل الضحية خسارة مقابلة وغالبا ما يكون ھدف ھذه الجرائم ھو القرصنة من أجل سرقة أو إتالف‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫‪ -2‬الوكالة الوطنية لتقنين المواصالت‪" :‬تطور سوق الھاتف الثابت والمتنقل واألنترنيت إلى غاية ‪ 31‬مارس ‪ "2011‬متوفر‬
‫على الموقع اإللكتروني للوكالة الوطنية لتقنين المواصالت ‪www.anrt.ma‬‬

‫‪67‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫كالمس‪ÐÐÐ‬ؤولية اإلداري‪ÐÐÐ‬ة م‪ÐÐÐ‬ثال‪ ،‬وك‪ÐÐÐ‬ذا تط‪ÐÐÐ‬وير نظ‪ÐÐÐ‬ام م‪ÐÐÐ‬واز ي‪ÐÐÐ‬تالءم وطبيع‪ÐÐÐ‬ة اإلدارة الرقمي‪ÐÐÐ‬ة قص‪ÐÐÐ‬د ح‪ÐÐÐ‬ل ھ‪ÐÐÐ‬ذه‬
‫النزاعات على الخط توفيرا للوقت والمال والجھد‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تحقيق النجاعة على مستوى األداء اإلداري‬


‫يعتب‪ÐÐÐÐ‬ر تحقي‪ÐÐÐÐ‬ق النجاع‪ÐÐÐÐ‬ة عل‪ÐÐÐÐ‬ى مس‪ÐÐÐÐ‬توى األداء اإلداري مطلب‪ÐÐÐÐ‬ا أساس‪ÐÐÐÐ‬يا لتط‪ÐÐÐÐ‬وير برن‪ÐÐÐÐ‬امج اإلدارة‬
‫الرقمي‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬فب‪ÐÐÐ‬ين نجاع‪ÐÐÐ‬ة العم‪ÐÐÐ‬ل اإلداري م‪ÐÐÐ‬ن جھ‪ÐÐÐ‬ة و حماي‪ÐÐÐ‬ة المعطي‪ÐÐÐ‬ات الشخص‪ÐÐÐ‬ية م‪ÐÐÐ‬ن جھ‪ÐÐÐ‬ة ثاني‪ÐÐÐ‬ة خ‪ÐÐÐ‬يط‬
‫رقيق وجب مراعاته تطويرا ألداء اإلدارات العمومية وحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي‪.‬‬

‫وف‪ÐÐÐÐ‬ي ھ‪ÐÐÐÐ‬ذا اإلط‪ÐÐÐÐ‬ار ص‪ÐÐÐÐ‬در الق‪ÐÐÐÐ‬انون رق‪ÐÐÐÐ‬م ‪ 09-08‬المتعل‪ÐÐÐÐ‬ق بحماي‪ÐÐÐÐ‬ة األش‪ÐÐÐÐ‬خاص ال‪ÐÐÐÐ‬ذاتيين تج‪ÐÐÐÐ‬اه‬
‫معالج‪ÐÐÐ‬ة المعطي‪ÐÐÐ‬ات ذات الط‪ÐÐÐ‬ابع الشخص‪ÐÐÐ‬ي‪ 1،‬تس‪ÐÐÐ‬عى م‪ÐÐÐ‬ن خالل‪ÐÐÐ‬ه الدول‪ÐÐÐ‬ة إل‪ÐÐÐ‬ى تمك‪ÐÐÐ‬ين الم‪ÐÐÐ‬واطنين م‪ÐÐÐ‬ن‬
‫منظوم‪ÐÐÐÐÐÐ‬ة قانوني‪ÐÐÐÐÐÐ‬ة ق‪ÐÐÐÐÐÐ‬ادرة عل‪ÐÐÐÐÐÐ‬ى مس‪ÐÐÐÐÐÐ‬ايرة مس‪ÐÐÐÐÐÐ‬تجدات العص‪ÐÐÐÐÐÐ‬ر والعولم‪ÐÐÐÐÐÐ‬ة وتط‪ÐÐÐÐÐÐ‬وير األداء اإلداري‬
‫واالقتص‪ÐÐÐ‬ادي وحماي‪ÐÐÐ‬ة حق‪ÐÐÐ‬وق األف‪ÐÐÐ‬راد‪ .‬وھ‪ÐÐÐ‬و يع‪ÐÐÐ‬د إح‪ÐÐÐ‬دى آلي‪ÐÐÐ‬ات ض‪ÐÐÐ‬مان حق‪ÐÐÐ‬وق اإلنس‪ÐÐÐ‬ان ف‪ÐÐÐ‬ي م‪ÐÐÐ‬ا يرج‪ÐÐÐ‬ع‬
‫إل‪ÐÐÐ‬ى س‪ÐÐÐ‬المة وس‪ÐÐÐ‬رية معلوم‪ÐÐÐ‬ات األش‪ÐÐÐ‬خاص وحمايتھ‪ÐÐÐ‬ا‪ ،‬فالتط‪ÐÐÐ‬اول عل‪ÐÐÐ‬ى حي‪ÐÐÐ‬اة األش‪ÐÐÐ‬خاص الشخص‪ÐÐÐ‬ية أو‬
‫العائلي‪ÐÐÐ‬ة دون إذن مس‪ÐÐÐ‬بق م‪ÐÐÐ‬نھم أو ت‪ÐÐÐ‬رخيص يع‪ÐÐÐ‬د تناقض‪ÐÐÐ‬ا م‪ÐÐÐ‬ع أھ‪ÐÐÐ‬م مب‪ÐÐÐ‬ادئ حق‪ÐÐÐ‬وق اإلنس‪ÐÐÐ‬ان ف‪ÐÐÐ‬ي احت‪ÐÐÐ‬رام‬
‫حيات‪ÐÐÐ‬ه الخاص‪ÐÐÐ‬ة وحقوق‪ÐÐÐ‬ه المالي‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬وف‪ÐÐÐ‬ي ھ‪ÐÐÐ‬ذا الص‪ÐÐÐ‬دد ح‪ÐÐÐ‬اول المغ‪ÐÐÐ‬رب دائم‪ÐÐÐ‬ا أن يس‪ÐÐÐ‬تجيب لھ‪ÐÐÐ‬ذا االعتب‪ÐÐÐ‬ار‬
‫تماش‪ÐÐÐ‬يا م‪ÐÐÐ‬ع ديباج‪ÐÐÐ‬ة الدس‪ÐÐÐ‬تور الت‪ÐÐÐ‬ي تؤك‪ÐÐÐ‬د تش‪ÐÐÐ‬بث المملك‪ÐÐÐ‬ة بحق‪ÐÐÐ‬وق اإلنس‪ÐÐÐ‬ان‪ ،‬وتكم‪ÐÐÐ‬يال ل‪ÐÐÐ‬بعض فص‪ÐÐÐ‬وله‪،‬‬
‫وتج‪ÐÐÐ‬اوزا ل‪ÐÐÐ‬ذلك الش‪ÐÐÐ‬تات الت‪ÐÐÐ‬ي كان‪ÐÐÐ‬ت تع‪ÐÐÐ‬اني من‪ÐÐÐ‬ه المقتض‪ÐÐÐ‬يات القانوني‪ÐÐÐ‬ة الم‪ÐÐÐ‬ؤطرة لھ‪ÐÐÐ‬ذا الح‪ÐÐÐ‬ق المتفرق‪ÐÐÐ‬ة‬
‫ھنا وھناك‪.‬‬

‫تتجل‪ÐÐÐ‬ى أھمي‪ÐÐÐ‬ة ھ‪ÐÐÐ‬ذا الق‪ÐÐÐ‬انون عل‪ÐÐÐ‬ى المس‪ÐÐÐ‬توى االجتم‪ÐÐÐ‬اعي ف‪ÐÐÐ‬ي الح‪ÐÐÐ‬د م‪ÐÐÐ‬ن المخ‪ÐÐÐ‬اطر الت‪ÐÐÐ‬ي ق‪ÐÐÐ‬د ت‪ÐÐÐ‬نجم‬
‫ع‪ÐÐÐÐ‬ن اس‪ÐÐÐÐ‬تعمال المعلوم‪ÐÐÐÐ‬ات الشخص‪ÐÐÐÐ‬ية أو تفويتھ‪ÐÐÐÐ‬ا إل‪ÐÐÐÐ‬ى ط‪ÐÐÐÐ‬رف ثال‪ÐÐÐÐ‬ث كتفوي‪ÐÐÐÐ‬ت أرق‪ÐÐÐÐ‬ام ھوات‪ÐÐÐÐ‬ف بع‪ÐÐÐÐ‬ض‬
‫الزبن‪ÐÐÐ‬اء لش‪ÐÐÐ‬ركات اإلعالن‪ÐÐÐ‬ات واإلش‪ÐÐÐ‬ھار الت‪ÐÐÐ‬ي تغ‪ÐÐÐ‬رق الزب‪ÐÐÐ‬ون بس‪ÐÐÐ‬يل م‪ÐÐÐ‬ن اإلعالن‪ÐÐÐ‬ات الجذاب‪ÐÐÐ‬ة والكاذب‪ÐÐÐ‬ة‬
‫أحيان‪ÐÐÐÐ‬ا‪ ،‬ع‪ÐÐÐÐ‬ن طري‪ÐÐÐÐ‬ق آلي‪ÐÐÐÐ‬ة االتص‪ÐÐÐÐ‬ال المختلف‪ÐÐÐÐ‬ة‪ 2،‬الش‪ÐÐÐÐ‬يء ال‪ÐÐÐÐ‬ذي يقل‪ÐÐÐÐ‬ق راح‪ÐÐÐÐ‬ة الم‪ÐÐÐÐ‬واطنين ويغب‪ÐÐÐÐ‬نھم ف‪ÐÐÐÐ‬ي‬
‫مناس‪ÐÐÐ‬بات ع‪ÐÐÐ‬دة‪ ،‬كم‪ÐÐÐ‬ا أن الق‪ÐÐÐ‬انون يعتب‪ÐÐÐ‬ر دعام‪ÐÐÐ‬ة لخل‪ÐÐÐ‬ق مزي‪ÐÐÐ‬د م‪ÐÐÐ‬ن مناص‪ÐÐÐ‬ب الش‪ÐÐÐ‬غل ف‪ÐÐÐ‬ي قطاع‪ÐÐÐ‬ات واع‪ÐÐÐ‬دة‪،‬‬
‫وم‪ÐÐÐ‬ن ش‪ÐÐÐ‬أن إق‪ÐÐÐ‬راره جل‪ÐÐÐ‬ب المزي‪ÐÐÐ‬د م‪ÐÐÐ‬ن االس‪ÐÐÐ‬تثمارات ف‪ÐÐÐ‬ي قط‪ÐÐÐ‬اع الخ‪ÐÐÐ‬دمات الش‪ÐÐÐ‬يء ال‪ÐÐÐ‬ذي ي‪ÐÐÐ‬نعكس عل‪ÐÐÐ‬ى‬
‫تخفيض نسبة البطالة بقدر معين‪ ،‬والزيادة في رفاھية الفرد والمجتمع‪.‬‬

‫‪ -2‬تنص الفقرة الثالثة من المادة ‪ 10‬من قانون ‪ 09-08‬على أنه‪" :‬وفي جميع الحاالت‪ ،‬يمنع إرسال رسائل بواسطة آليات‬
‫االتصال الھاتفي وجھاز االستنساخ البعدي والبريد اإللكتروني ألجل االستقراء المباشر دون اإلشارة إلى بيانات صحيحة‬
‫يمكن أن تعين المرسل إليه على إرسال طلب توقيف ھذه اإليصاالت دون صوائر غير تلك المرتبطة بإرسالھا‪ .‬كما يمنع‬
‫إخفاء ھوية الشخص الذي أوصلت لفائدته الرسائل وذكر موضوع ال صلة له بالخدمات المقترحة"‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫أم‪ÐÐÐ‬ا اقتص‪ÐÐÐ‬اديا وھ‪ÐÐÐ‬و الھ‪ÐÐÐÐ‬دف األس‪ÐÐÐ‬مى م‪ÐÐÐ‬ن إخ‪ÐÐÐ‬راج ھ‪ÐÐÐÐ‬ذا الق‪ÐÐÐ‬انون باعتب‪ÐÐÐ‬ار أن حماي‪ÐÐÐ‬ة المعطي‪ÐÐÐÐ‬ات‬
‫ذات الط‪ÐÐÐ‬ابع الشخص‪ÐÐÐ‬ي ق‪ÐÐÐ‬د أص‪ÐÐÐ‬بحت رھان‪ÐÐÐ‬ا اقتص‪ÐÐÐ‬اديا وتجاري‪ÐÐÐ‬ا ف‪ÐÐÐ‬ي إط‪ÐÐÐ‬ار س‪ÐÐÐ‬ياق دول‪ÐÐÐ‬ي منف‪ÐÐÐ‬تح يج‪ÐÐÐ‬در‬
‫التع‪ÐÐÐ‬اطي مع‪ÐÐÐ‬ه‪ ،‬فإن‪ÐÐÐ‬ه الب‪ÐÐÐ‬د م‪ÐÐÐ‬ن الت‪ÐÐÐ‬ذكير ب‪ÐÐÐ‬أن البرلم‪ÐÐÐ‬ان األوروب‪ÐÐÐ‬ي من‪ÐÐÐ‬ع نق‪ÐÐÐ‬ل المعطي‪ÐÐÐ‬ات المجمع‪ÐÐÐ‬ة ف‪ÐÐÐ‬وق‬
‫ت‪ÐÐÐÐ‬راب االتح‪ÐÐÐÐ‬اد األوروب‪ÐÐÐÐ‬ي إال ب‪ÐÐÐÐ‬ين البل‪ÐÐÐÐ‬دان األوروبي‪ÐÐÐÐ‬ة أو نح‪ÐÐÐÐ‬و بل‪ÐÐÐÐ‬دان تق‪ÐÐÐÐ‬ر أوروب‪ÐÐÐÐ‬ا بتوفرھ‪ÐÐÐÐ‬ا عل‪ÐÐÐÐ‬ى‬
‫تش‪ÐÐ‬ريعات تض‪ÐÐ‬من مس‪ÐÐ‬توى مالئ‪ÐÐ‬م م‪ÐÐ‬ن الحماي‪ÐÐ‬ة‪ ،‬وھ‪ÐÐÐ‬و م‪ÐÐ‬ا يف‪ÐÐ‬رض علين‪ÐÐ‬ا ف‪ÐÐ‬ي إط‪ÐÐ‬ار التعام‪ÐÐ‬ل االقتص‪ÐÐÐ‬ادي‬
‫م‪ÐÐÐÐ‬ع دول أوروب‪ÐÐÐÐ‬ا الت‪ÐÐÐÐ‬وفر عل‪ÐÐÐÐ‬ى ق‪ÐÐÐÐ‬انون م‪ÐÐÐÐ‬ن ھ‪ÐÐÐÐ‬ذا الحج‪ÐÐÐÐ‬م‪ ،‬ك‪ÐÐÐÐ‬ي ال يتض‪ÐÐÐÐ‬رر المس‪ÐÐÐÐ‬تثمرون األوروبي‪ÐÐÐÐ‬ون‬
‫والذين يودون االستثمار في قطاع » ‪ « off-shoring‬بالمغرب‪.‬‬

‫فالق‪ÐÐÐÐ‬انون ج‪ÐÐÐÐ‬اء ف‪ÐÐÐÐ‬ي س‪ÐÐÐÐ‬ياق تأھي‪ÐÐÐÐ‬ل ترس‪ÐÐÐÐ‬انتنا القانوني‪ÐÐÐÐ‬ة وجعلھ‪ÐÐÐÐ‬ا متالئم‪ÐÐÐÐ‬ة م‪ÐÐÐÐ‬ع مع‪ÐÐÐÐ‬ايير الش‪ÐÐÐÐ‬ركاء‬
‫االقتص‪ÐÐÐÐ‬اديين وف‪ÐÐÐÐ‬ي مق‪ÐÐÐÐ‬دمتھم االتح‪ÐÐÐÐ‬اد األوروب‪ÐÐÐÐ‬ي ال‪ÐÐÐÐ‬ذي تب‪ÐÐÐÐ‬وأ مع‪ÐÐÐÐ‬ه المغ‪ÐÐÐÐ‬رب عل‪ÐÐÐÐ‬ى وض‪ÐÐÐÐ‬ع متق‪ÐÐÐÐ‬دم‪،‬‬
‫والواليات المتحدة التي تربطه بھا اتفاقية للتبادل الحر‪.1‬‬

‫إذا ك‪ÐÐÐÐÐ‬ان دس‪ÐÐÐÐÐ‬تور المملك‪ÐÐÐÐÐ‬ة لس‪ÐÐÐÐÐ‬نة ‪ 2011‬أق‪ÐÐÐÐÐ‬ر الح‪ÐÐÐÐÐ‬ق ف‪ÐÐÐÐÐ‬ي الحص‪ÐÐÐÐÐ‬ول عل‪ÐÐÐÐÐ‬ى المعلوم‪ÐÐÐÐÐ‬ة لكاف‪ÐÐÐÐÐ‬ة‬
‫الم‪ÐÐÐÐÐ‬واطنين‪ ،‬ف‪ÐÐÐÐÐ‬إن الس‪ÐÐÐÐÐ‬لطات العمومي‪ÐÐÐÐÐ‬ة مطالب‪ÐÐÐÐÐ‬ة الي‪ÐÐÐÐÐ‬وم بتس‪ÐÐÐÐÐ‬ھيل عملي‪ÐÐÐÐÐ‬ة حص‪ÐÐÐÐÐ‬ول الم‪ÐÐÐÐÐ‬واطن عل‪ÐÐÐÐÐ‬ى‬
‫المعلوم‪ÐÐÐ‬ات باس‪ÐÐÐ‬تعمال تكنولوجي‪ÐÐÐ‬ا اإلع‪ÐÐÐ‬الم واالتص‪ÐÐÐ‬ال لم‪ÐÐÐ‬ا تتيح‪ÐÐÐ‬ه م‪ÐÐÐ‬ن إمكاني‪ÐÐÐ‬ات النق‪ÐÐÐ‬ل الس‪ÐÐÐ‬ريع والم‪ÐÐÐ‬ؤمن‬
‫للمعلوم‪ÐÐÐ‬ات‪ ،‬ونھ‪ÐÐÐ‬ج المقارب‪ÐÐÐ‬ة التش‪ÐÐÐ‬اركية ف‪ÐÐÐ‬ي اس‪ÐÐÐ‬تعمال التكنولوجي‪ÐÐÐ‬ة الحديث‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬وتج‪ÐÐÐ‬اوز الفج‪ÐÐÐ‬وة الرقمي‪ÐÐÐ‬ة‬
‫داخ‪ÐÐÐÐ‬ل المجتم‪ÐÐÐÐ‬ع المغرب‪ÐÐÐÐ‬ي‪ ،‬وإع‪ÐÐÐÐ‬ادة النظ‪ÐÐÐÐ‬ر ف‪ÐÐÐÐ‬ي الرس‪ÐÐÐÐ‬وم المفروض‪ÐÐÐÐ‬ة عل‪ÐÐÐÐ‬ى الص‪ÐÐÐÐ‬ناعات التكنولوجي‪ÐÐÐÐ‬ة‬
‫والحواس‪ÐÐÐÐÐ‬ب واألنظم‪ÐÐÐÐÐ‬ة المعلوماتي‪ÐÐÐÐÐÐ‬ة‪ ،‬وخف‪ÐÐÐÐÐ‬ض أس‪ÐÐÐÐÐÐ‬عار االش‪ÐÐÐÐÐ‬تراك باألنترني‪ÐÐÐÐÐ‬ت للرف‪ÐÐÐÐÐÐ‬ع م‪ÐÐÐÐÐ‬ن ع‪ÐÐÐÐÐÐ‬دد‬
‫المنخ‪ÐÐÐ‬رطين‪ ،‬ودع‪ÐÐÐ‬م المق‪ÐÐÐ‬اوالت ف‪ÐÐÐ‬ي القط‪ÐÐÐ‬اع التكنول‪ÐÐÐ‬وجي عب‪ÐÐÐ‬ر تأھي‪ÐÐÐ‬ل العنص‪ÐÐÐ‬ر البش‪ÐÐÐ‬ري وص‪ÐÐÐ‬نع ك‪ÐÐÐ‬وادر‬
‫عبقرية تخدم تطوير اقتصاد المعرفة‪.‬‬

‫ف‪ÐÐÐ‬ي األخي‪ÐÐÐ‬ر يمك‪ÐÐÐ‬ن الج‪ÐÐÐ‬زم ب‪ÐÐÐ‬أن المغ‪ÐÐÐ‬رب خط‪ÐÐÐ‬ى خط‪ÐÐÐ‬وة مھم‪ÐÐÐ‬ة فيم‪ÐÐÐ‬ا يخ‪ÐÐÐ‬ص االھتم‪ÐÐÐ‬ام ب‪ÐÐÐ‬اإلدارة‬
‫اإللكتروني‪ÐÐÐÐÐ‬ة وباس‪ÐÐÐÐÐ‬تخدام تكنولوجي‪ÐÐÐÐÐ‬ا المعلوم‪ÐÐÐÐÐ‬ات واالتص‪ÐÐÐÐÐ‬ال لتس‪ÐÐÐÐÐ‬ھيل الخ‪ÐÐÐÐÐ‬دمات عل‪ÐÐÐÐÐ‬ى الم‪ÐÐÐÐÐ‬واطنين و‬
‫المؤسس‪ÐÐÐ‬ات الحكومي‪ÐÐÐ‬ة وأيض‪ÐÐÐ‬ا القط‪ÐÐÐ‬اع الخ‪ÐÐÐ‬اص‪ ،‬لك‪ÐÐÐ‬ن رغ‪ÐÐÐ‬م ذل‪ÐÐÐ‬ك الزال المغ‪ÐÐÐ‬رب يحت‪ÐÐÐ‬ل مرات‪ÐÐÐ‬ب متدني‪ÐÐÐ‬ة‬
‫عل‪ÐÐÐÐ‬ى الص‪ÐÐÐÐ‬عيد الع‪ÐÐÐÐ‬المي فيم‪ÐÐÐÐ‬ا يخ‪ÐÐÐÐ‬ص تطبي‪ÐÐÐÐ‬ق اإلدارة الرقمي‪ÐÐÐÐ‬ة‪ ،‬ل‪ÐÐÐÐ‬ذلك وج‪ÐÐÐÐ‬ب تض‪ÐÐÐÐ‬افر جھ‪ÐÐÐÐ‬ود الجمي‪ÐÐÐÐ‬ع‪،‬‬
‫س‪ÐÐ‬واء منظم‪ÐÐ‬ات حكومي‪ÐÐ‬ة ومنظم‪ÐÐ‬ات المجتم‪ÐÐ‬ع الم‪ÐÐ‬دني‪ ،‬أح‪ÐÐ‬زاب سياس‪ÐÐ‬ية‪ ،‬ش‪ÐÐ‬باب‪ ،‬ف‪ÐÐ‬ي س‪ÐÐ‬بيل إنج‪ÐÐ‬اح ھ‪ÐÐ‬ذا‬
‫المش‪ÐÐÐ‬روع ال‪ÐÐÐ‬ذي يش‪ÐÐÐ‬كل قف‪ÐÐÐ‬زة نوعي‪ÐÐÐ‬ة ف‪ÐÐÐ‬ي مج‪ÐÐÐ‬ال ترس‪ÐÐÐ‬يخ الديمقراطي‪ÐÐÐ‬ة والبع‪ÐÐÐ‬د ع‪ÐÐÐ‬ن البيروقراطي‪ÐÐÐ‬ة‪ ،‬ف‪ÐÐÐ‬ال‬
‫يمكنن‪ÐÐÐÐ‬ا الح‪ÐÐÐÐ‬ديث ع‪ÐÐÐÐ‬ن حكوم‪ÐÐÐÐ‬ة تق‪ÐÐÐÐ‬دم خ‪ÐÐÐÐ‬دماتھا للم‪ÐÐÐÐ‬واطن إلكتروني‪ÐÐÐÐ‬ا دون أن يك‪ÐÐÐÐ‬ون ھ‪ÐÐÐÐ‬ذا األخي‪ÐÐÐÐ‬ر غي‪ÐÐÐÐ‬ر‬

‫‪1‬‬
‫‪- Projet de l’OCDE sur l’Administration électronique, Séminaire de l’ocde sur les indicateurs‬‬
‫‪de l’administration électronique, 29-30 Mars 2010, centre de conférence OCDE, Paris.‬‬

‫‪69‬‬
‫أبريل ‪2019‬‬ ‫عدد ‪ 3‬و ‪4‬‬ ‫مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية‬

‫مس‪ÐÐÐ‬تخدم لھ‪ÐÐÐ‬ا‪ ،‬ل‪ÐÐÐ‬دى فعل‪ÐÐÐ‬ى الم‪ÐÐÐ‬واطن أن يش‪ÐÐÐ‬ارك ھ‪ÐÐÐ‬و أيض‪ÐÐÐ‬ا ف‪ÐÐÐ‬ي ھ‪ÐÐÐ‬ذا المش‪ÐÐÐ‬روع التنم‪ÐÐÐ‬وي‪ ،‬وذل‪ÐÐÐ‬ك ع‪ÐÐÐ‬ن‬
‫طري‪ÐÐ‬ق تعلم‪ÐÐ‬ه للتكنولوجي‪ÐÐ‬ا الحديث‪ÐÐ‬ة حت‪ÐÐ‬ى يس‪ÐÐ‬اھم بش‪ÐÐ‬كل فعل‪ÐÐ‬ي وفع‪ÐÐ‬ال ف‪ÐÐ‬ي خل‪ÐÐ‬ق ش‪ÐÐ‬روط وظ‪ÐÐ‬روف نج‪ÐÐ‬اح‬
‫ھ‪ÐÐÐ‬ذا الص‪ÐÐÐ‬رح التنم‪ÐÐÐ‬وي‪ ،‬م‪ÐÐÐ‬ع ض‪ÐÐÐ‬رورة ت‪ÐÐÐ‬دعيم اس‪ÐÐÐ‬تعمال اللغ‪ÐÐÐ‬ة العربي‪ÐÐÐ‬ة ف‪ÐÐÐ‬ي مختل‪ÐÐÐ‬ف المج‪ÐÐÐ‬االت الرقمي‪ÐÐÐ‬ة‬
‫والمعلوماتي‪ÐÐÐÐÐ‬ة وخصوص‪ÐÐÐÐÐ‬ا ف‪ÐÐÐÐÐ‬ي المواق‪ÐÐÐÐÐ‬ع اإللكتروني‪ÐÐÐÐÐ‬ة ل‪ÐÐÐÐÐ‬إلدارات العمومي‪ÐÐÐÐÐ‬ة‪ ،‬حت‪ÐÐÐÐÐ‬ى ت‪ÐÐÐÐÐ‬تمكن ش‪ÐÐÐÐÐ‬ريحة‬
‫عريض‪ÐÐÐ‬ة م‪ÐÐÐ‬ن المجتم‪ÐÐÐ‬ع للتعام‪ÐÐÐ‬ل والتفاع‪ÐÐÐ‬ل معھ‪ÐÐÐ‬ا‪ ،‬وتس‪ÐÐÐ‬ھيل الخ‪ÐÐÐ‬دمات بش‪ÐÐÐ‬كل يص‪ÐÐÐ‬بح اكتظ‪ÐÐÐ‬اظ اإلدارات‬
‫م‪ÐÐÐ‬ن األم‪ÐÐÐ‬ور غي‪ÐÐÐ‬ر المرغ‪ÐÐÐ‬وب فيھ‪ÐÐÐ‬ا‪ ،‬كم‪ÐÐÐ‬ا يج‪ÐÐÐ‬ب العم‪ÐÐÐ‬ل عل‪ÐÐÐ‬ى تنزي‪ÐÐÐ‬ل مب‪ÐÐÐ‬ادئ الدس‪ÐÐÐ‬تور الجدي‪ÐÐÐ‬د ع‪ÐÐÐ‬ل أرض‬
‫الواق‪ÐÐÐ‬ع‪ ،‬فواق‪ÐÐÐ‬ع الح‪ÐÐÐ‬ال ال يب‪ÐÐÐ‬ين التطبي‪ÐÐÐ‬ق األمث‪ÐÐÐ‬ل والج‪ÐÐÐ‬دي للمب‪ÐÐÐ‬ادئ المنص‪ÐÐÐ‬وص عليھ‪ÐÐÐ‬ا ف‪ÐÐÐ‬ي ھ‪ÐÐÐ‬ذه الوثيق‪ÐÐÐ‬ة‪،‬‬
‫والت‪ÐÐÐ‬ي يمك‪ÐÐÐ‬ن إجمالھ‪ÐÐÐ‬ا ف‪ÐÐÐ‬ي ج‪ÐÐÐ‬ودة الت‪ÐÐÐ‬دبير والحكام‪ÐÐÐ‬ة الجي‪ÐÐÐ‬دة ورب‪ÐÐÐ‬ط المس‪ÐÐÐ‬ؤولية بالمحاس‪ÐÐÐ‬بة‪ ،‬وذل‪ÐÐÐ‬ك م‪ÐÐÐ‬ن‬
‫أجل إنجاح برنامج اإلدارة الرقمية وانخراط الجميع بروح من المسؤولية والمواطنة اإليجابية‪.‬‬

‫‪70‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like