Professional Documents
Culture Documents
دور الإدارة الرقمية فى تحديث وعصرنة الإدارة العمومية بالمغرب
دور الإدارة الرقمية فى تحديث وعصرنة الإدارة العمومية بالمغرب
إن التحوالت األساسية التي يشھدھا العالم اليوم لم تعد مقتصرة على شكل النظام الدولي ومسألة
توازن القوى ،بل تعدى األمر ذلك إلى البنية العلمية والتكنولوجية والقدرة على البحث والتطوير ،فأصبح
من المعروف أن كل التحوالت الھائلة أيا كان نوعھا تقوم أساسا على المعرفة والتراكم العلمي ،باعتبارھما
األساس المتين للتقدم االجتماعي واالقتصادي اللذان يشكالن حجر الزاوية لعملية التقدم ألي مجتمع ،وفي
إطار ذلك انطلقت ثورة تكنولوجيا المعلومات واالتصال 1.التي أحدثت تغيرات مھمة في أسلوب الحياة
وظھور أشكال جديدة لالتصال والتعامل ،فالعامل األساسي في إحداث ھذه الثورة يعود إلى التزاوج
الشھير الذي تم بين أنظمة المعلومات وأنظمة االتصاالت ،الذي تولد عنه ما أصبح يعرف
باألنترنيت ،وبالتالي إحداث نقلة نوعية وتحول رئيسي في حياة البشرية.
فاإلدارة الرقمية ما ھي إال نتاج لثورة التغيير والتطور الھائل الذي عرفه العالم في مجال تكنولوجيا
المعلومات واالتصال ،فرغم أن ھدف اإلدارة الرقمية واحد ،إال أن تناولھا بالتعريف والتعاطي مع
مفھومھا النظري تنوع بين المفكرين والمھتمين الذين تعرضوا لھذا المفھوم ،فھناك من عرفھا بأنھا
التعامل مع موارد معلوماتية تعتمد على األنترنيت وشبكات األعمال ،تميل إلى تجديد األشياء وما يرتبط
بھا إلى الحد الذي أصبح رأس المال المعلوماتي المعرفي الفكري ھو العامل األكثر فاعلية في تحقيق
أھدافھا ،واألكثر كفاية في استخدام مواردھا 2.وتعرف منظمة التعاون والتنمية االقتصادية OCDE
-1أدت ثورة تكنولوجيا المعلومات واالتصال إلى إحداث تغييرات لم يسبق لھا مثيل ،فبعد أن اخترع اإلنسان آللة الطباعة
واكتشف الموجھات الكھرومغناطيسية وابتكر الراديو أو المذياع والتلفزة والتلغراف والتلكس والفاكس والھاتف ،وربط
العالم بشبكات سلكية وال سلكية ،أمكن له اليوم أن ينقل الصورة والصوت بصورة تفاعلية بفضل شبكة األنترنيت التي غزت
المفاھيم وسمحت بإمكانيات جديدة لم نعھدھا من قبل ،حيث أصبحنا نتحدث عن التعليم اإللكتروني ،والبنك اإللكتروني،
والطب اإللكتروني ،والبيع والشراء اإللكتروني ،أي يمكن القيام بجميع األعمال المعتادة دون أن نضطر إلى مغادرة المنزل
أو المكتب ،فھي عالقة جديدة سرعان ما شاعت بين عدد ضخم من األجھزة اإلعالمية المتناثرة في شتى بقاع العالم.
-2المؤتمر الدولي للتنمية اإلدارية :نحو أداء متميز في القطاع الحكومي ،تحت عنوان" :اإلدارة اإللكترونية بين النظرية
والتطبيق" أيام 4-3-2-1نونبر ،2009بالرياض بمناسبة 50عاما على إنشاء معھد اإلدارة العامة ،ص3 :
48
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
اإلدارة الرقمية بأنھا" :عملية استعمال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال كوسيلة لتحقيق اإلدارة ألحسن جودة
ممكنة" كما عرفتھا " ADAEكوسيلة لتحسين الخدمات العامة المقدمة للجمھور من جھة ،وتحسين
1
وظيفة اإلدارة من جھة أخرى عن طريق استخدام تكنولوجيا اإلعالم واالتصال".
وتتمثل اإلدارة الرقمية في القدرة على تقديم الخدمات العمومية والحصول عليھا بوسائل إلكترونية
في أي وقت وأي مكان ،على أساس المساواة والعدالة بين كافة المعنيين بھا ،أو قدرة القطاعات الحكومية
على تبادل المعلومات العالمية )األنترنيت( وشبكة المعلومات الداخلية )األنترانت( قصد تحقيق الخدمات
2
اإللكترونية إما بتفاعل بشري أو بإنجاز آلي.
وتھدف اإلدارة الرقمية إلى تبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية ،وتدعيم سياسة القرب عبر
تحسين جودة الخدمات وتحقيق النجاعة والفعالية ،واالقتصاد في التكلفة ،وترسيخ الشفافية اإلدارية،
وتخلق المرفق العام.
وبما أن المغرب من البلدان التي أصابتھا رياح التحوالت االقتصادية واالجتماعية والتقنية
والمعلوماتية ،فقد أصبحت اإلدارة العمومية المغربية تسعى جاھدة إلى االنخراط الكلي والفعال في إدخال
تكنولوجيا المعلومات واالتصال لمسايرة التطورات التكنولوجية المتسارعة واالستفادة منھا في تحديث
وعصرنة اإلدارة ،وفق رؤية أكثر شمولية تتمحور حول التحديث الوظيفي 3.فكيف تساھم تكنولوجيا
المعلومات واالتصال في تحديث اإلدارة وتطويرھا ،وكذا تحديث أساليب عملھا باستغالل اإلمكانيات
التقنية التي توفرھا ھذه التكنولوجيا ،أو بعبارة أخرى أي دور لإلدارة الرقمية في تحديث وعصرنة اإلدارة
العمومية بالمغرب؟
1
- L’ADAE (Agence pour le Développement de L’administration Electronique) est un service
interministériel Française placé auprès du premier ministre, dons la mission principale était de
favoriser le développement de l’usage par les administrations publiques de systèmes
)d’information afin de faciliter l’accès du public (usager, Contribuables, etc.
-2األنترنيت :عن طريقه يمكن لكل شخص إنجاز معاملته ،سواء من خارج اإلدارة كما في حالة سداد الرسوم والمستحقات،
أو من داخل اإلدارة لالتصال باإلدارات األخرى والربط بينھا من خالل الشبكة الدولية.
أما األنترانت :فعن طريقه يتمكن العاملون في اإلدارة وحدھم من االتصال ببعضھم وأداء أعمالھم والتنسيق في إطار النظام
الداخلي لإلدارة التي يعملون فيھا ،ويتم إدخال كافة المعلومات والبيانات المدونة بالسجالت أو بالملفات الورقية إلى الشبكة
الداخلية من خالل الحاسوب ،لخلق نوع من األرشيف اإللكتروني الذي يسھل معه حفظ المعلومات وتصنيفھا بطريقة تجعل
الحصول على أي منھا يتم بدقة وسرعة.
-3ويقصÐÐÐد بÐÐÐه إدخÐÐÐال وتطبيÐÐÐق أنظمÐÐÐة وطÐÐÐرق وتقنيÐÐÐات جديÐÐÐدة بھÐÐÐدف الرفÐÐÐع مÐÐÐن مردوديÐÐÐة وجÐÐÐودة الخÐÐÐدمات التÐÐÐي
تقÐÐÐدمھا المرافÐÐÐق العموميÐÐÐة ،وإقامÐÐÐة منÐÐÐاخ مناسÐÐÐب للتجديÐÐÐد وإعÐÐÐادة تنظÐÐÐيم الھياكÐÐÐل واالختصاصÐÐÐات اإلداريÐÐÐة وتبسÐÐÐيط
المسÐÐÐاطر عÐÐÐن طريÐÐÐق توحيÐÐÐدھا ،وتحسÐÐÐين ظÐÐÐروف اسÐÐÐتقبال المÐÐÐرتفقين علÐÐÐى اخÐÐÐتالف شÐÐÐرائحھم االجتماعيÐÐÐة ،وذلÐÐÐك
باالستعانة بالخدمات التي تقدمھا تكنولوجيا المعلومات ،وخلق عالقات جديدة بين اإلدارة ومحيطھا.
49
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
-1التكنولوجية ھي مجموعة من التقنيات والمھارات والخبرات والمعرفة وأساليب صنع واستخدام األدوات واألشياء المفيدة
التي يمكن الحصول عليھا أو معرفتھا ،بينما يلخص الخبراء الدوليين التكنولوجيا المطبقة على أنھا مجموعة من التقنيات
التي تم الحصول عليھا واستيعابھا ،في حين يشبھھا الدكتور سمير عبدة في كتابه "العرب والتكنولوجيا" بمسيح القرن
العشرين بينما يعتبر التقنية بمثابة الدين الجديد للعالم البورجوازي.
50
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
التوفر عليھا بسھولة ،1ويتجلى تأثير نظام اإلدارة الرقمية على اإلدارة العمومية في اتخاذ القرار اإلداري
باعتباره أخطر وسيلة في يد اإلدارة للقيام بمھامھا واالطالع بمسؤوليتھا وأداء المھام الملقاة على كاھل
موظفيھا ،وكذا تأثير المعلوميات على ھياكل وطرق تنظيم اإلدارة.
ومÐÐÐع تعقÐÐÐد البيئÐÐÐة اإلداريÐÐÐة المعاصÐÐÐرة ،واتسÐÐÐاع دائÐÐÐرة القÐÐÐرارات التÐÐÐي ينبغÐÐÐي اتخاذھÐÐÐا أصÐÐÐبح
مÐÐÐÐÐن الضÐÐÐÐÐروري توظيÐÐÐÐÐف بعÐÐÐÐÐض الميكانيزمÐÐÐÐÐات التقنيÐÐÐÐÐة للمسÐÐÐÐÐاعدة علÐÐÐÐÐى اتخÐÐÐÐÐاذ قÐÐÐÐÐرارات سÐÐÐÐÐليمة
وعقالنيÐÐÐة ،فجÐÐÐوھر عمليÐÐÐة اتخÐÐÐاذ القÐÐÐرار تشÐÐÐمل صÐÐÐياغة واختيÐÐÐار الحÐÐÐل المناسÐÐÐب والمالئÐÐÐم مÐÐÐن ضÐÐÐمن
عÐÐÐدة حلÐÐÐول وبÐÐÐدائل متاحÐÐÐة ،وذلÐÐÐك بتبنÐÐÐي خطÐÐÐة تؤكÐÐÐد أن جميÐÐÐع االحتمÐÐÐاالت الممكنÐÐÐة قÐÐÐد استعرضÐÐÐھا،
وأنÐÐه قÐÐد تÐÐم اختيÐÐار أكثرھÐÐا مالئمÐÐة ،وھنÐÐا أصÐÐبح ينظÐÐر للحاسÐÐوب ونظÐÐم تقنيÐÐات المعلوميÐÐات المعتمÐÐدة
علÐÐÐى ھÐÐÐذا األخيÐÐÐر باعتبارھÐÐÐا وسÐÐÐيلة فعالÐÐÐة وحاسÐÐÐمة فÐÐÐي تÐÐÐآلف وتكامÐÐÐل العلÐÐÐم مÐÐÐع التقÐÐÐدير الشخصÐÐÐي،
وذلÐÐÐك للمزيÐÐÐد مÐÐÐن المالئمÐÐÐة وتطÐÐÐوير وتكييÐÐÐف واختيÐÐÐار البÐÐÐديل واألنسÐÐÐب ،نظÐÐÐرا لقدرتÐÐÐه الخارقÐÐÐة علÐÐÐى
خÐÐÐزن المعلومÐÐÐات ثÐÐÐم اسÐÐÐترجاعھا وإجÐÐÐراء العمليÐÐÐات الحسÐÐÐابية ومقارنتھÐÐÐا بدقÐÐÐة متناھيÐÐÐة ،وسÐÐÐبر أغÐÐÐوار
بعض المجاالت المستعصية على اإلنسان.
فÐÐÐÐاإلدارة الرقميÐÐÐÐة تعتمÐÐÐÐد علÐÐÐÐى وجÐÐÐÐود قواعÐÐÐÐد للبيانÐÐÐÐات والمعلومÐÐÐÐات ،لتسÐÐÐÐاعد المÐÐÐÐديرين علÐÐÐÐى
التخطÐÐÐيط واتخÐÐÐاذ القÐÐÐرارات الصÐÐÐائبة ،وتقÐÐÐاس أھميÐÐÐة اإلدارة الرقميÐÐÐة بأھميÐÐÐة المعلومÐÐÐات التÐÐÐي تÐÐÐؤدي
-1عبد القادر البوفي :تكنولوجيا المعلوميات وتأثيرھا على العنصر البشري " ،اإلدارة المغربية نموذجا" أطروحة لنيل
الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،أڭدال ،الرباط ،السنة
الجامعية 2003/2002ص17 :
-2القرار اإلداري ھو العمل االنفرادي الصادر عن اإلدارة معبرا عن إرادتھا والمحدث ألثر قانوني في الوضعية القانونية
لألفراد استنادا إلى السلطات التقديرية والتقريرية لإلدارة وحقھا في األمر والنھي تحقيقا للمنفعة العامة ،للمزيد من التفاصيل
راجع د /محمد يحيا :المغرب اإلداري ،مطبعة اسبارطيل ،طنجة ،الطبعة الرابعة ،2012ص14:
-3محمد األعرج :القانون اإلداري المغربي :الجزء األول ،سلسلة مواضيع الساعة ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية
والتنمية ،مطبعة دار النشر المغربية ،2010ص197:
51
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
دورا مÐÐÐؤثرا وفÐÐÐاعال فÐÐÐي عمليÐÐÐات صÐÐÐنع القÐÐÐرار المناسÐÐÐب علÐÐÐى المسÐÐÐتوى الÐÐÐوطني والعÐÐÐالمي 1،وينبنÐÐÐي
اتخÐÐÐاذ القÐÐÐرار اإلداري الرشÐÐÐيد فÐÐÐي غالÐÐÐب األحيÐÐÐان علÐÐÐى قاعÐÐÐدة مÐÐÐن البيانÐÐÐات التÐÐÐي يمكÐÐÐن أن يكÐÐÐون
حجمھÐÐÐا كثيÐÐÐرا يسÐÐÐتدعي إجÐÐÐراء التحليÐÐÐل الرياضÐÐÐي المتكامÐÐÐل للوصÐÐÐول إلÐÐÐى النتÐÐÐائج المسÐÐÐتھدفة التÐÐÐي
يمكÐÐÐÐن االعتمÐÐÐÐاد عليھÐÐÐÐا عنÐÐÐÐد اتخÐÐÐÐاذ القÐÐÐÐرارات اإلداريÐÐÐÐة ،ولمÐÐÐÐا كÐÐÐÐان ھÐÐÐÐذا التحليÐÐÐÐل الرياضÐÐÐÐي يتطلÐÐÐÐب
عمليÐÐÐÐات حسÐÐÐÐابية لÐÐÐÐيس مÐÐÐÐن السÐÐÐÐھل إنجازھÐÐÐÐا فÐÐÐÐي وقÐÐÐÐت وجيÐÐÐÐز ودون جھÐÐÐÐد ومشÐÐÐÐقة ،أضÐÐÐÐحى مÐÐÐÐن
الضروري االستعانة بخدمات الحاسوب.
لقÐÐÐد أضÐÐÐحت ألسÐÐÐاليب اتخÐÐÐاذ القÐÐÐرارات 2أھميÐÐÐة بÐÐÐارزة فÐÐÐي الكتابÐÐÐات اإلداريÐÐÐة خصوصÐÐÐا بعÐÐÐد
التوظيÐÐÐف المÐÐÐوازي لألسÐÐÐاليب الرياضÐÐÐية والحاسÐÐÐوب ،والتÐÐÐي أصÐÐÐبحت تÐÐÐدرس تحÐÐÐت عنÐÐÐوان" :بحÐÐÐوث
العمليÐÐÐات" أو "علÐÐÐم اإلدارة باسÐÐÐتخدام األسÐÐÐاليب الكميÐÐÐة" وھÐÐÐي طريقÐÐÐة تمكÐÐÐن مÐÐÐن توظيÐÐÐف عالقÐÐÐات
مترابطÐÐÐة ومركبÐÐÐة فÐÐÐي تطبيقÐÐÐات عمليÐÐÐة أصÐÐÐبح مÐÐÐن الممكÐÐÐن توظيÐÐÐف عÐÐÐدة أسÐÐÐاليب أخÐÐÐرى كالبرمجÐÐÐة
الخطية والتحليل الشبكي والمحاكاة 3للوصول إلى قرارات حاسمة وسليمة.
فÐÐÐÐالقرار اإلداري ھÐÐÐÐو عمليÐÐÐÐة مسÐÐÐÐتمرة فÐÐÐÐي الزمÐÐÐÐان والمكÐÐÐÐان خاضÐÐÐÐع لمراحÐÐÐÐل دقيقÐÐÐÐة تتصÐÐÐÐف
بالعمليÐÐÐÐة فÐÐÐÐي عÐÐÐÐالم لÐÐÐÐن يÐÐÐÐؤمن مسÐÐÐÐتقبال إال بÐÐÐÐالعلم ودقÐÐÐÐة المعلومÐÐÐÐة 4.لÐÐÐÐذلك فالحاسÐÐÐÐوب يÐÐÐÐأتي لتÐÐÐÐدليل
الصÐÐÐعاب وتضÐÐÐييق ھÐÐÐامش الخطÐÐÐأ ،فھÐÐÐو يمكÐÐÐن مÐÐÐن معالجÐÐÐة البÐÐÐدائل المتاحÐÐÐة أو الممكنÐÐÐة فÐÐÐي نھايÐÐÐة
المطÐÐÐاف بتقديمÐÐÐه لمتخÐÐÐذ القÐÐÐرار خدمÐÐÐة جليلÐÐÐة منÐÐÐد اإلعÐÐÐداد وحتÐÐÐى اإلشÐÐÐراف وتقيÐÐÐيم النتÐÐÐائج المحصÐÐÐل
عليھÐÐÐا .وھكÐÐÐذا فالمعلوميÐÐÐات تسÐÐÐتطيع أن تÐÐÐربط بÐÐÐين مختلÐÐÐف مراحÐÐÐل صÐÐÐنع القÐÐÐرار ،فھÐÐÐي تÐÐÐربط بÐÐÐين
الفعالية والترشيد في أفق صياغة قرار سليم.
وعمومÐÐÐا يمكÐÐÐن حصÐÐÐر أھÐÐÐم مسÐÐÐتويات تÐÐÐدخل النظÐÐÐام اإلعالمÐÐÐي فÐÐÐي مسلسÐÐÐل صÐÐÐنع القÐÐÐرار فÐÐÐي
كونÐÐÐÐه يÐÐÐÐدعم فÐÐÐÐرص تقريÐÐÐÐب القÐÐÐÐرار المتخÐÐÐÐذ مÐÐÐÐن القÐÐÐÐرار الصÐÐÐÐائب ،ويرفÐÐÐÐع بشÐÐÐÐكل ملمÐÐÐÐوس حجÐÐÐÐم
المعلومÐÐÐات الضÐÐÐرورية التخÐÐÐاذ القÐÐÐرار ،ويÐÐÐوزع العمليÐÐÐات والمعطيÐÐÐات واإلحصÐÐÐائيات بشÐÐÐكل منÐÐÐتظم
ودوري ،كمÐÐÐا يسÐÐÐمح لÐÐÐإلدارة باسÐÐÐتعمال المعلومÐÐÐات التÐÐÐي كانÐÐÐت وإلÐÐÐى عھÐÐÐد قريÐÐÐب فÐÐÐي ظÐÐÐل اإلدارة
-1مصطفى عليان ربحي" :مجتمع المعلومات والواقع العربي" دار جرير للنشر والتوزيع ،عمان ،الطبعة األولى ،2005
ص75 :
-2لقد اختلف الفقه القانوني في تقييم القرارات اإلدارية ،حيث أن ھناك من اعتمÐد علÐى معيÐار التكÐوين فقسÐمھا إلÐى قÐرارات
بسيطة وأخرى مركبة ،وھناك من اعتمد على مدى خضوعھا للرقابة القضائية فصÐنفھا إلÐى قÐرارات قابلÐة للرقابÐة القضÐائية
إلغاءا وتعويضا وأخرى غير قابلة للطعن ،وھناك من اعتمد على معيار موقف اإلدارة فقسÐم القÐرارات اإلداريÐة إلÐى إيجابيÐة
وسلبية ،وھناك فريق آخÐر اعتمÐد علÐى المعيÐار الموضÐوعي فقسÐم القÐرارات اإلداريÐة إلÐى قÐرارات فرديÐة وأخÐرى تنظيميÐة
والئحية .للمزيد من التفاصيل راجع د /محمد األعرج ،مرجع سابق ،ص.221 :
-3عبد القادر البوفي :مرجع سابق ،ص174 :
-4محمد حركات :مظاھر الفساد اإلداري وتداعياته ،المجلة المغربية للتدقيق والتنمية ،عدد 11يونيو ،2002ص92 :
52
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
التقليديÐÐÐÐÐة باھظÐÐÐÐÐة عنÐÐÐÐÐد انتقائھÐÐÐÐÐا ويرغÐÐÐÐÐب متخÐÐÐÐÐذي القÐÐÐÐÐرار علÐÐÐÐÐى تقليÐÐÐÐÐل ھÐÐÐÐÐامش الذاتيÐÐÐÐÐة لصÐÐÐÐÐالح
الموضوعية.
وعليÐÐÐه فÐÐÐإن الحاسÐÐÐوب يلعÐÐÐب دورا حاسÐÐÐما فÐÐÐي اتخÐÐÐاذ القÐÐÐرار ،وذلÐÐÐك لمÐÐÐا يÐÐÐوفره مÐÐÐن معلومÐÐÐات
كافية ومتكاملة تدفع متخذي القرار إلى اتخاذ قرارات سليمة ومالئمة.
وھكذا فإنه نظرا لتباين مجاالت وطرق االستخدام والتطبيقات المستعملة من إدارة ألخرى ،يمكن
القول أن عملية اتخاذ القرارات اإلدارية اعتمادا أو بتوظيف الحاسوب الزالت في مرحلتھا الجنينية لدى
أغلب اإلدارات العمومية المغربية ،مع وجود بعض االستثناءات لدى اإلدارات التقنية التي قطعت أشواطا
مھمة في مجال تحديث وعصرنة دواليبھا اعتمادا على تكنولوجيا المعلومات واالتصال.
فاإلصÐÐÐالح الجÐÐÐذري للھياكÐÐÐل اإلداريÐÐÐة ھÐÐÐو الوسÐÐÐيلة المثلÐÐÐى السÐÐÐتغالل اإلمكانيÐÐÐات التقنيÐÐÐة التÐÐÐي
توفرھÐÐا المعلومÐÐÐات ،وھÐÐÐذا التغييÐÐÐر الجÐÐدري يكÐÐÐون حدوثÐÐÐه ضÐÐÐروريا مÐÐع المÐÐÐرور إلÐÐÐى المرحلÐÐÐة الثالثÐÐÐة
مÐÐÐن مراحÐÐÐل إدخÐÐÐال المعلوميÐÐÐات ،وھÐÐÐي مرحلÐÐÐة سÐÐÐتجرى فيھÐÐÐا تغيÐÐÐرات عميقÐÐÐة علÐÐÐى أنظمÐÐÐة المعالجÐÐÐة
التÐÐÐÐي سÐÐÐÐتكون لھÐÐÐÐا تÐÐÐÐأثيرات مھمÐÐÐÐة وحاسÐÐÐÐمة علÐÐÐÐى الھياكÐÐÐÐل اإلداريÐÐÐÐة 1بسÐÐÐÐبب التوظيÐÐÐÐف المنÐÐÐÐتظم
1
- RAPHAL- HADAS- LEBEL : L’information dans L’Administration Française, Rapport
présenté au congrès de L.I.S.A Edition CUJAS. 2007,P:93-94
53
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
إلمكانيÐÐÐات الحاسÐÐÐوب ،والتطÐÐÐور التقنÐÐÐي لمسÐÐÐتوى األجھÐÐÐزة وتغييÐÐÐر العقليÐÐÐات ،والتÐÐÐي سÐÐÐھلتھا المرحلÐÐÐة
السابقة حيث يمكن أن تتميز ھذه المرحلة بخطوتين:
-1العمÐÐÐÐل علÐÐÐÐى مختلÐÐÐÐف وحÐÐÐÐدات ومصÐÐÐÐالح إداريÐÐÐÐة ومعلوماتيÐÐÐÐة أكثÐÐÐÐر تالءمÐÐÐÐا وانÐÐÐÐدماجا ،أي
ضبط منھجيات التحليل والبرمجة ،وتدوين القوانين وأشكال البطاقات.
-2تطÐÐÐوير اسÐÐÐتعمال المعلومÐÐÐات الناتجÐÐÐة عÐÐÐن عمليÐÐÐات التسÐÐÐيير الجاريÐÐÐة ،مÐÐÐن أجÐÐÐل وضÐÐÐعھا
رھن إشارة أجھزة القرار.
فتأسÐÐÐÐيس أبنÐÐÐÐاك المعلومÐÐÐÐات يمكÐÐÐÐن أن يھÐÐÐÐم العديÐÐÐÐد مÐÐÐÐن اإلدارات التÐÐÐÐي ھÐÐÐÐي فÐÐÐÐي حاجÐÐÐÐة إلÐÐÐÐى
المعلومÐÐÐات أو اللجÐÐÐوء إلÐÐÐى خÐÐÐدماتھا ،1فمÐÐÐثال فÐÐÐي فرنسÐÐÐا ھنÐÐÐاك بنÐÐÐك للمعلومÐÐÐات المدنيÐÐÐة التÐÐÐي تشÐÐÐترك
فيÐÐÐÐه عÐÐÐÐدة فعاليÐÐÐÐات كÐÐÐÐوزارة الماليÐÐÐÐة ووزارة األشÐÐÐÐغال العموميÐÐÐÐة والجماعيÐÐÐÐة...2إلÐÐÐÐخ .وال شÐÐÐÐك أنÐÐÐÐه
باإلضÐÐÐافة إلÐÐÐى ضÐÐÐرورة تÐÐÐوفر كÐÐÐل إدارة علÐÐÐى بنÐÐÐك للمعلومÐÐÐات ،يجÐÐÐب أن يكÐÐÐون ھنÐÐÐاك اتصÐÐÐال بÐÐÐين
مختلÐÐÐف الوحÐÐÐدات اإلداريÐÐÐة األخÐÐÐرى لتبÐÐÐادل المعلومÐÐÐات دون إتبÐÐÐاع اإلجÐÐÐراءات والمسÐÐÐاطر المعقÐÐÐدة،
السÐÐÐيما وأن إحÐÐÐدى خصÐÐÐائص المعلوميÐÐÐات ھÐÐÐي التبÐÐÐادل الحÐÐÐر والسÐÐÐليم للمعلومÐÐÐات المعالجÐÐÐة بالتنسÐÐÐيق
مÐÐÐع الھياكÐÐÐل الموجÐÐÐودة ،إذ يÐÐÐتم ربÐÐÐط كÐÐÐل الوحÐÐÐدات المعنيÐÐÐة دون االلتÐÐÐزام بÐÐÐالمرور بالوحÐÐÐدات اإلداريÐÐÐة
العليÐÐÐا ،بمعنÐÐÐى أن تكÐÐÐون العالقÐÐÐة بÐÐÐين ھÐÐÐذه الوحÐÐÐدات عالقÐÐÐة أفقيÐÐÐة ولÐÐÐيس عموديÐÐÐة كيفمÐÐÐا كانÐÐÐت اإلدارة
التÐÐÐي تنتمÐÐÐي إليھÐÐÐا ،وبالتÐÐÐالي خلÐÐÐق شÐÐÐبكة متداخلÐÐÐة تكÐÐÐون فيھÐÐÐا كÐÐÐل وحÐÐÐدة مرتبطÐÐÐة بÐÐÐاألخرى .وتتطلÐÐÐب
ھÐÐÐذه الوضÐÐÐعية إيجÐÐÐاد سÐÐÐبل اتصÐÐÐال أفقيÐÐÐة بÐÐÐين وحÐÐÐدات عموديÐÐÐة علÐÐÐى صÐÐÐعيد مختلÐÐÐف مسÐÐÐتويات الھÐÐÐرم
اإلداري ،فمÐÐÐثال كÐÐÐل أقسÐÐÐام ومÐÐÐديريات مختلÐÐÐف اإلدارات التÐÐÐي تشÐÐÐرف علÐÐÐى شÐÐÐؤون المÐÐÐوظفين تكÐÐÐون
علÐÐÐÐى اتصÐÐÐÐال مباشÐÐÐÐر ودائÐÐÐÐم دون شÐÐÐÐكليات معقÐÐÐÐدة مÐÐÐÐع مديريÐÐÐÐة الوظيفÐÐÐÐة العموميÐÐÐÐة بÐÐÐÐوزارة تحÐÐÐÐديث
القطاعÐÐÐÐات العامÐÐÐÐة ،خصوصÐÐÐÐا مÐÐÐÐع بنÐÐÐÐك معطياتھÐÐÐÐا للحصÐÐÐÐول علÐÐÐÐى المعلومÐÐÐÐات الخاصÐÐÐÐة بتسÐÐÐÐييرھا،
كÐÐÐÐالقوانين واألنظمÐÐÐÐة واإلجÐÐÐÐراءات التÐÐÐÐي تھÐÐÐÐم تسÐÐÐÐيير شÐÐÐÐؤون موظفيھÐÐÐÐا ،مÐÐÐÐع االطÐÐÐÐالع علÐÐÐÐى آخÐÐÐÐر
المستجدات في ھذا الميدان.
-1لقد بدأت بعض اإلدارات تشعر بأھمية البنوك وبدأت في تأسيس أبناك خاصة بھا ،كوزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية،
ووزارة االقتصاد والمالية ،وزارة الداخلية ،وزارة التجھيز والنقل ،وزارة العدل والحريات ،وزارة تحديث القطاعات
العامة...إلخ
2
- RAPHAL- HADAS- LEBEL. Op, cit, p:78
54
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
إنتاجھÐÐÐÐÐا مÐÐÐÐÐن خÐÐÐÐÐالل اإلدارة الفعالÐÐÐÐÐة للمعلومÐÐÐÐÐات والمعرفÐÐÐÐÐة ومÐÐÐÐÐوارد شÐÐÐÐÐبكة األنترنيÐÐÐÐÐت 1.فإدخÐÐÐÐÐال
تكنولوجيÐÐÐا المعلومÐÐÐات واالتصÐÐÐال فÐÐÐي صÐÐÐلب عمÐÐÐل اإلدارة العموميÐÐÐة لمÐÐÐن شÐÐÐأنه أن يزيÐÐÐد فÐÐÐي النجاعÐÐÐة
والفعاليÐÐة والزيÐÐÐادة فÐÐÐي تسÐÐÐيير وتبسÐÐÐيط العمÐÐÐل اإلداري تجÐÐاوزا لكÐÐÐل المعيقÐÐÐات التÐÐÐي تحÐÐÐول دون تطÐÐÐور
اإلدارة العموميÐÐÐة ،وھنÐÐÐاك مجموعÐÐÐة مÐÐÐن الخطÐÐÐوات التÐÐÐي يجÐÐÐب اتباعھÐÐÐا لنصÐÐÐل إلÐÐÐى مرحلÐÐÐة الحÐÐÐديث
عن اإلدارة الرقمية وھي كالتالي:
أوال :وجÐÐÐÐود إرادة سياسÐÐÐÐية حازمÐÐÐÐة ملتزمÐÐÐÐة بإنجÐÐÐÐاز اإلصÐÐÐÐالح اإلداري ،وھÐÐÐÐذا يسÐÐÐÐتدعي قÐÐÐÐرارا
سياسÐÐÐيا باإلصÐÐÐالح اإلداري منبثقÐÐÐا عÐÐÐن السÐÐÐلطة السياسÐÐÐية الرسÐÐÐمية فÐÐÐي الدولÐÐÐة ،ووضÐÐÐع ھÐÐÐذا القÐÐÐرار
موضع التنفيذ وفق خطة مبرمجة زمنيا مع ضرورة المتابعة والمراقبة الميدانية.
ثانيا :االلتÐÐÐÐÐÐزام باإلصÐÐÐÐÐÐالح اإلداري مÐÐÐÐÐÐن طÐÐÐÐÐÐرف جميÐÐÐÐÐÐع مكونÐÐÐÐÐÐات اإلدارة بكافÐÐÐÐÐÐة فئÐÐÐÐÐÐاتھم
ومستوياتھم ومشاركتھم في رسم معالم وإعداد خطة اإلصالح اإلداري.
ثالثا :االلتÐÐÐÐزام باإلصÐÐÐÐالح اإلداري علÐÐÐÐى صÐÐÐÐعيد الÐÐÐÐرأي العÐÐÐÐام والمجتمÐÐÐÐع فوجÐÐÐÐود جمھÐÐÐÐور أو
تيÐÐÐار شÐÐÐعبي واع بحقوقÐÐÐه ملتÐÐÐزم بمطالÐÐÐب اإلصÐÐÐالح اإلداري أمÐÐÐر أساسÐÐÐي وضÐÐÐروري لتحصÐÐÐين إرادة
اإلصالح على مستوى سلطة القرار السياسي.
وتجÐÐÐدر اإلشÐÐÐارة إلÐÐÐى أنÐÐÐه بÐÐÐدون وجÐÐÐود العنصÐÐÐر األول تنتفÐÐÐي فاعليÐÐÐة العناصÐÐÐر األخÐÐÐرى وھÐÐÐذا
شÐÐÐÐبه حاصÐÐÐÐل فÐÐÐÐي معظÐÐÐÐم البلÐÐÐÐدان العربيÐÐÐÐة ،فاسÐÐÐÐتناد اإلصÐÐÐÐالح اإلداري علÐÐÐÐى تكنولوجيÐÐÐÐا اإلعÐÐÐÐالم
واالتصÐÐÐÐال وصÐÐÐÐوال إلÐÐÐÐى تفعيÐÐÐÐل إدارة رقميÐÐÐÐة ،وجÐÐÐÐب أن ينبنÐÐÐÐي علÐÐÐÐى إسÐÐÐÐتراتيجية شÐÐÐÐاملة لتطÐÐÐÐوير
الجھاز اإلداري للدولة.
2
المطلب الثاني :انعكاسات اإلدارة الرقمية على التواصل اإلداري
يÐÐÐÐوفر اسÐÐÐÐتعمال تكنولوجيÐÐÐÐا المعلومÐÐÐÐات واالتصÐÐÐÐال لÐÐÐÐإلدارة العموميÐÐÐÐة إمكانيÐÐÐÐات ھائلÐÐÐÐة لتحقيÐÐÐÐق
انفتاحھÐÐÐا علÐÐÐى المحÐÐÐيط الخÐÐÐارجي والقÐÐÐرب مÐÐÐن المÐÐÐرتفقين فÐÐÐي إطÐÐÐار بيئÐÐÐة إداريÐÐÐة تطبعھÐÐÐا المسÐÐÐاواة
والشÐÐÐفافية بشÐÐÐكل يعÐÐÐزز ويقÐÐÐوي ثقÐÐÐة المتعÐÐÐاملين مÐÐÐع اإلدارة ،وعلÐÐÐى أسÐÐÐاس ذلÐÐÐك سÐÐÐوف نحÐÐÐاول إبÐÐÐراز
مÐÐÐدى انفتÐÐÐاح اإلدارة الرقميÐÐÐة علÐÐÐى متطلبÐÐÐات المÐÐÐرتفقين فÐÐÐي )الفقÐÐÐرة األولÐÐÐى( ،علÐÐÐى أن نتطÐÐÐرق فÐÐÐي
-1ياسين سعد غالب ":اإلدارة اإللكترونية وآفاق تطبيقاتھا العربية" ،منشورات مركز البحوث -الرياض ،طبعة ،2005
ص256 :
-2التواصل اإلداري ھو عبارة عن عملية انسياب وتبادل المعلومات والبيانات في اتجاه عمودي وأفقي بين مرسل ومرسل
إليه داخل اإلدارة أو خارجھا.فتكنولوجيا المعلومات واالتصال تضمن للمواطنين حق االتصال والتواصل مع اإلدارة،
بمعنى أن اإلدارة الرقمية تلغي الحواجز وعوائق االتصال التي يمكن أن تقوم بين اإلدارة والمرتفقين ،إال أن ذلك يبقى رھينا
بمدى تشبع موظفي اإلدارات العمومية بثقافة االنفتاح والتواصل اإليجابي مع المحيط كضمانة إلعطاء األھمية الالزمة
للمراسالت اإللكترونية للمواطنين والرد عليھا في الوقت المناسب بشكل ال يضيع القيمة المضافة لتكنولوجيا المعلومات
والتواصل والكامنة في ربح الوقت والرفع من جودة الخدمات اإلدارية.
55
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
)الفقÐÐÐÐرة الثانيÐÐÐÐة( إلÐÐÐÐى ضÐÐÐÐرورة تقÐÐÐÐديم خÐÐÐÐدمات إداريÐÐÐÐة ذات جÐÐÐÐودة عاليÐÐÐÐة باعتبارھÐÐÐÐا مÐÐÐÐن أولويÐÐÐÐات
مشروع اإلدارة الرقمية بالمغرب.
تجعÐÐÐل سياسÐÐÐة التحÐÐÐديث اإلداري اإلدارة أكثÐÐÐر قربÐÐÐا مÐÐÐن المÐÐÐرتفقين وإرضÐÐÐاء المتعÐÐÐاملين معھÐÐÐا
بصÐÐÐÐفة عامÐÐÐÐة وفئÐÐÐÐة المسÐÐÐÐÐتثمرين بصÐÐÐÐفة خاصÐÐÐÐة سÐÐÐÐواء المغاربÐÐÐÐÐة أو األجانÐÐÐÐب الÐÐÐÐذين يصÐÐÐÐÐطدمون
بعراقيÐÐÐل عÐÐÐدة ،فتحÐÐÐديث اإلدارة عÐÐÐن طريÐÐÐق إدخÐÐÐال مجموعÐÐÐة مÐÐÐن الوسÐÐÐائل التقنيÐÐÐة والمعلوماتيÐÐÐة ،أدى
إلى االستجابة الفعلية لرغبات المرتفقين ،من خالل اختصار اإلجراءات وربح الوقت.
أوال :اختصار اإلجراءات :إن إقحÐÐÐام التكنولوجيÐÐÐا الحديثÐÐÐة فÐÐÐي إدارتنÐÐÐا سيسÐÐÐاعد علÐÐÐى تجÐÐÐاوز
تÐÐأزم العالقÐÐة بينھÐÐا وبÐÐين مرتفقيھÐÐا ،وذلÐÐك مÐÐن خÐÐالل االسÐÐتفادة القصÐÐوى مÐÐن اإلمكانيÐÐات التÐÐي تتيحھÐÐا
التقنيات الحديثة لتكنولوجيا اإلعالم و االتصال و المتجسدة على وجه الخصوص في:
• حÐÐÐÐق المÐÐÐÐرتفقين فÐÐÐÐي اإلعÐÐÐÐالم و فÐÐÐÐي اإلطÐÐÐÐالع علÐÐÐÐى الوثÐÐÐÐائق اإلداريÐÐÐÐة و بثھÐÐÐÐا علÐÐÐÐى شÐÐÐÐبكات
االتصال الذي يعطي بعدا جديدا لمفھوم الشفافية اإلدارية و تمھيدا لدمقرطة اإلدارة و مواطنيھا.
• تلقÐÐÐÐي استفسÐÐÐÐارات وتسÐÐÐÐاؤالت المÐÐÐÐواطنين عبÐÐÐÐر البريÐÐÐÐد االلكترونÐÐÐÐي وكÐÐÐÐذلك تلقÐÐÐÐي تظلمÐÐÐÐات
وشÐÐÐÐكايات المÐÐÐÐÐرتفقين علÐÐÐÐÐى األنترنيÐÐÐÐÐت ،األمÐÐÐÐر الÐÐÐÐÐذي ينÐÐÐÐÐتج عنÐÐÐÐÐه القضÐÐÐÐاء علÐÐÐÐÐى ضÐÐÐÐÐغوط المكÐÐÐÐÐان
-1يقصد بوسائل االتصال الحديثة كل إرسال أو استقبال للعالمات واإلشارات والخطوط المكتوبة وكذا الصور والتعامالت
أيا كان نوعھا واالتصاالت السلكية والالسلكية ،السمعية والبصرية ،وتتعدد وسائل االتصال في الوقت الحالي ،وإن كان
يجمعھا معا سرعة االتصال وفوريته ،ويأتي في مقدمة ھذه الوسائل ،الھاتفـ ،التلكس ،الفاكس ،الحاسوب اآللي ،والذي يعتبر
وسيلة اتصال لنقل المعلومات بطرق مختلفة منھا الشبكة العنكبوتية ) (wwwومنھا البريد االلكتروني ) (E-mailباإلضافة
إلى مواقع التواصل االجتماعي مثل :الفايسبوك ،تويتر ،منتديات الحوار...إلخ
56
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
والمسÐÐÐافة ،ومÐÐÐن تصÐÐÐور مفÐÐÐاھيم إعÐÐÐداد التÐÐÐراب الÐÐÐوطني والجھويÐÐÐة والالمركزيÐÐÐة وتقريÐÐÐب اإلدارة مÐÐÐن
المواطنين بكيفية مغايرة ،ليصبح المرتفق مستفيدا من مبدأ استمرارية المرفق العام.
• مكننÐÐÐة المسÐÐÐاطر اإلداريÐÐÐة األساسÐÐÐية ،سÐÐÐيؤدي إلÐÐÐى العمÐÐÐل بتقنيÐÐÐة المسÐÐÐاطر عÐÐÐن بعÐÐÐد 1التÐÐÐÐي
تضÐÐع رھÐÐن إشÐÐÐارة العمÐÐوم مجموعÐÐÐة مÐÐن المطبوعÐÐÐات ورسÐÐائل االلتÐÐÐزام ونمÐÐاذج الطلبÐÐÐات وذلÐÐك عبÐÐÐر
شÐÐÐÐبكة األنترنيÐÐÐÐت ،ممÐÐÐÐا يسÐÐÐÐھل علÐÐÐÐى المÐÐÐÐواطن أيÐÐÐÐا كÐÐÐÐان وفÐÐÐÐي أي وقÐÐÐÐت شÐÐÐÐاء وبسÐÐÐÐرعة أن يجÐÐÐÐد
المعلومات المرغوب فيھا أو يبعث بريدا إلكترونيا للجھة المراد استفسارھا.
ثانيا :ربح الوقت :لقÐÐÐد أحÐÐÐدثت تكنولوجيÐÐÐا المعلومÐÐÐات واالتصÐÐÐال طفÐÐÐرة حقيقيÐÐÐة فÐÐÐي أسÐÐÐاليب
أداء العمÐÐل وفÐÐي سÐÐرعة ودقÐÐة اإلنجÐÐاز ،الشÐÐيء الÐÐذي يسÐÐاھم بشÐÐكل فعÐÐال فÐÐي تحقيÐÐق التنميÐÐة الشÐÐاملة،
حيÐÐث ينجÐÐز فÐÐي دقÐÐائق مÐÐا كÐÐان يتحقÐÐق فÐÐي أيÐÐام ،لÐÐذلك فاألھÐÐداف العامÐÐة المسÐÐطرة فÐÐي مجÐÐال اسÐÐتعمال
تكنولوجيÐÐÐÐا المعلوميÐÐÐÐات واالتصÐÐÐÐال ،ترمÐÐÐÐي إلÐÐÐÐى تزويÐÐÐÐد المÐÐÐÐواطن المغربÐÐÐÐي بÐÐÐÐإدارة فعالÐÐÐÐة وسÐÐÐÐريعة
وخÐÐÐدمات ذات مسÐÐÐتوى عÐÐÐال ،وتمكنÐÐÐه مÐÐÐن الحصÐÐÐول علÐÐÐى طلباتÐÐÐه اإلداريÐÐÐة بسÐÐÐرعة تجعلÐÐÐه يتفÐÐÐادى
اتسÐÐÐÐاع ضÐÐÐÐياع الوقÐÐÐÐت ،فÐÐÐÐربح الوقÐÐÐÐت جÐÐÐÐاء كنتيجÐÐÐÐة لالنتقÐÐÐÐال مÐÐÐÐن التÐÐÐÐدبير الÐÐÐÐورقي إلÐÐÐÐى التÐÐÐÐدبير
المعلومÐÐÐÐاتي ،أي التحÐÐÐÐرر مÐÐÐÐن العمليÐÐÐÐات الحسÐÐÐÐابية ومÐÐÐÐن بعÐÐÐÐض األعمÐÐÐÐال المتكÐÐÐÐررة وتقلÐÐÐÐيص عÐÐÐÐدد
المطبوعات والتسجيالت التي كانت تأخذ من اإلدارة وقتا طويال.
-1وھي تقنية تجعل اإلدارة تفتح أبوابھا عبر بوابات أو مواقع إلكترونية على شبكة اإلنترنيت ليتمكن المرتفق من انجاز
معامالته اإلدارية مباشرة دون الحاجة إلى الحضور الشخصي الفيزيائي إلى عين المكان ،وھذا ما يوفر عليه الوقت والجھد.
وإلى جانب ھذه التقنية ھناك الشباك الوحيد عن بعد ،ويتمثل في خلق اإلدارة ارتباطات شعبية فوق نصية تحيل إلى مواقع
مؤسسات وإدارات أخرى ،فمثال إذا أراد أي مستورد استيراد سيارة فإنه بعد الدخول إلى موقع إدارة الجمارك على
اإلنترنيت سيجد ارتباطا نصيا يحيله إلى الجھة المختصة بوزارة النقل التي تمنحه جميع المعلومات الخاصة باستيراد
السيارات.
57
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
التي يطرحھا تقدم بالدنا ،إذ يتعين أن نوفر ألجھزتنا اإلدارية ما يلزم من أدوات تكنولوجية
عصرية بما فيھا األنترنيت لتمكينھا من االنخراط في الشبكة العالمية ،وتوفير خدمات أكثر
1
جودة لمتطلبات األفراد والمقاوالت".
يتبÐÐÐين أن المغÐÐÐرب قÐÐÐد وضÐÐÐع تقÐÐÐديم خÐÐÐدمات إداريÐÐÐة ذات جÐÐÐودة عاليÐÐÐة مÐÐÐن أولويÐÐÐات مشÐÐÐروع
اإلدارة الرقميÐÐÐÐة ،وھÐÐÐÐذا مÐÐÐÐا يحÐÐÐÐتم ضÐÐÐÐرورة التنسÐÐÐÐيق بÐÐÐÐين مكونÐÐÐÐات اإلدارة ،وذلÐÐÐÐك مÐÐÐÐن خÐÐÐÐالل إتاحÐÐÐÐة
المجÐÐÐال لتبÐÐÐادل البيانÐÐÐات والمعلومÐÐÐات بÐÐÐين العÐÐÐاملين فÐÐÐي نفÐÐÐس المنظمÐÐÐة أو فروعھÐÐÐا األخÐÐÐرى ،عبÐÐÐر
ربÐÐÐÐط البÐÐÐÐرامج وقواعÐÐÐÐد البيانÐÐÐÐات المسÐÐÐÐتخدمة بالشÐÐÐÐبكات الداخليÐÐÐÐة والخارجيÐÐÐÐة 2.ورغÐÐÐÐم أن التواصÐÐÐÐل
الÐÐداخلي لÐÐإلدارة غالبÐÐا مÐÐا يكÐÐون عبÐÐارة عÐÐن توجيھÐÐات أو أوامÐÐر لتطبيÐÐق خطÐÐط معينÐÐة ،إال أنÐÐه يعتبÐÐر
مÐÐÐن األمÐÐÐور األساسÐÐÐية والحيويÐÐÐة لنجÐÐÐاح العمليÐÐÐة اإلداريÐÐÐة ،خصوصÐÐÐا وأنÐÐÐه يمثÐÐÐل جوھرھÐÐÐا مÐÐÐوازاة مÐÐÐع
التواصÐÐÐÐل الخÐÐÐÐارجي الÐÐÐÐذي ال يقÐÐÐÐل أھميÐÐÐÐة عÐÐÐÐن التواصÐÐÐÐل الÐÐÐÐداخلي ،خاصÐÐÐÐة وأن التحÐÐÐÐديات الراھنÐÐÐÐة
تفÐÐÐرض علÐÐÐى اإلدارة االنفتÐÐÐاح علÐÐÐى المحÐÐÐيط الخÐÐÐارجي ،وخلÐÐÐق شÐÐÐراكة دائمÐÐÐة معÐÐÐه مÐÐÐن أجÐÐÐل لعÐÐÐب
الÐÐدور األساسÐÐÐي المنÐÐÐوط بھÐÐÐا ،وتحسÐÐÐين نوعيÐÐÐة وجÐÐÐودة الخÐÐÐدمات المقدمÐÐÐة للجمھÐÐÐور فÐÐÐي ظÐÐÐروف جيÐÐÐدة
وإنسانية ،من أجل خلق تنمية اقتصادية واجتماعية.
ويبقÐÐÐÐى التواصÐÐÐÐل عمليÐÐÐÐة أساسÐÐÐÐية وضÐÐÐÐرورية البÐÐÐÐد منھÐÐÐÐا بالنسÐÐÐÐبة لÐÐÐÐإلدارة فÐÐÐÐي تعاملھÐÐÐÐا مÐÐÐÐع
محيطھÐÐÐا ،فالعدالÐÐÐة اإلداريÐÐÐة ال تعنÐÐÐي فÐÐÐتح قنÐÐÐوات االتصÐÐÐال ،بÐÐÐل العمÐÐÐل علÐÐÐى إقنÐÐÐاع المÐÐÐرتفقين بسÐÐÐالمة
قراراتھÐÐا والجÐÐدوى مÐÐن اتخاذھÐÐا لكÐÐي تكسÐÐب تعÐÐاطفھم وتأييÐÐدھم ،وتحظÐÐى بÐÐوالئھم 3ومÐÐن ثÐÐم تسÐÐتطيع
التخفيÐÐÐف مÐÐÐن حÐÐÐدة مقÐÐÐاومتھم للتغييÐÐÐر ،وتھيئÐÐÐيھم لتقبÐÐÐل الجديÐÐÐد مÐÐÐن اآلراء واألفكÐÐÐار الخاصÐÐÐة بطريقÐÐÐة
العمÐÐÐÐل ،ألن التطÐÐÐÐور الÐÐÐÐذي تعرفÐÐÐÐه المجتمعÐÐÐÐات اإلنسÐÐÐÐانية واكبÐÐÐÐه تطÐÐÐÐور فÐÐÐÐي المسÐÐÐÐالك التÐÐÐÐي تتخÐÐÐÐذھا
اإلدارة اتجاه مرتفقيھا.
-1الرسالة الملكية السامية الموجھة للمشاركين في المناظرة المنظمة من لدن كتابة الدولة المكلفة بالبريد وتقنيات االتصال
واإلعالم ،يوم 23أبريل ،2001تحت عنوان ":اإلستراتيجية الوطنية إلدماج المغرب في مجتمع اإلعالم والمعرفة".
2
- Edwin Lau chef de projet a l’OCDE : Principaux enjeux de l’Administration électronique
dans les Pays de l’OCDE, Revue Française d’Administration Publique, N°110, 2004, p :51
-3عبد القادر البوفي :مرجع سابق ،ص81 :
58
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
إن عمليÐÐÐة اإلنتقÐÐÐال إلÐÐÐى اإلدارة الرقميÐÐÐة ليسÐÐÐت بتلÐÐÐك العمليÐÐÐة البسÐÐÐيطة أو قليلÐÐÐة التكÐÐÐاليف ،ذلÐÐÐك
أن تطبيقھÐÐÐا يتطلÐÐÐب إرادة سياسÐÐÐية صÐÐÐارمة ،وجھÐÐÐد تنظيمÐÐÐي أكبÐÐÐر ،وإنفÐÐÐاق أمÐÐÐوال مھمÐÐÐة ،إذ يجÐÐÐب أن
يتناسÐÐق الھÐÐدف مÐÐن مشÐÐروع اإلدارة الرقميÐÐة مÐÐع الرؤيÐÐة العامÐÐة لھÐÐا ،مÐÐع تÐÐوفير مسÐÐتلزماتھا مÐÐن بنيÐÐة
تحتيÐÐÐÐة معلوماتيÐÐÐÐة عصÐÐÐÐرية ،ومÐÐÐÐوارد ماليÐÐÐÐة كافيÐÐÐÐة بتغطيÐÐÐÐة االسÐÐÐÐتثمار العمÐÐÐÐومي فÐÐÐÐي ھÐÐÐÐذا المجÐÐÐÐال،
ووضÐÐÐÐع أنظمÐÐÐÐة األمÐÐÐÐن والحمايÐÐÐÐة والتشÐÐÐÐريعات الالزمÐÐÐÐة لضÐÐÐÐبطھا وتأطيرھÐÐÐÐا ومÐÐÐÐا يصÐÐÐÐاحبھا مÐÐÐÐن
إجراءات .إذن ما ھي اإلكراھات والصعوبات التي تواجه تجربة اإلدارة الرقمية بالمغرب؟
وبالتÐÐالي فÐÐÐإن ضÐÐÐعف التكÐÐÐوين المسÐÐÐتمر فÐÐÐي المجÐÐÐال المعلومÐÐÐاتي يشÐÐÐكل عائقÐÐÐا كبيÐÐÐرا فÐÐÐي تحقيÐÐÐق
التنميÐÐÐة اإلداريÐÐÐة المنشÐÐÐودة ،إضÐÐÐافة إلÐÐÐى قلÐÐÐة عÐÐÐدد التقنيÐÐÐين المتخصصÐÐÐين فÐÐÐي ھÐÐÐذا المجÐÐÐال نتيجÐÐÐة عÐÐÐدة
عوامل.
-1د.عبد الحق عقلة" :مدخل لدراسة القانون اإلداري وعلم اإلدارة" دار القلم للنشر ،الرباط ،طبعة ،2002ص75 :
59
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
إال أن الواقÐÐÐع يبÐÐÐÐين الÐÐÐنقص الحاصÐÐÐÐل علÐÐÐÐى مسÐÐÐتوى المÐÐÐÐوارد البشÐÐÐÐرية المؤھلÐÐÐة والمكونÐÐÐÐة فÐÐÐÐي
2
مجال المعلوميات ،ويعزى ذلك إلى مجموعة من اإلكراھات من أھمھا:
-غيÐÐÐاب سÐÐÐند قÐÐÐانوني للتكÐÐÐوين المسÐÐÐتمر باسÐÐÐتثناء بعÐÐÐض النصÐÐÐوص القانونيÐÐÐة التÐÐÐي تÐÐÐؤطر ھÐÐÐذه
العملية ،بحيث يالحظ غياب تام لنصوص قانونية تنظيمية.
-غيÐÐÐÐاب مسÐÐÐÐألة إلزاميÐÐÐÐة اإلدارة بتخصÐÐÐÐيص اعتمÐÐÐÐادات ماليÐÐÐÐة فÐÐÐÐي ميزانياتھÐÐÐÐا السÐÐÐÐنوية للقيÐÐÐÐام
بھذه العمليات.
-قلة عدد التقنيين في تكنولوجيا المعلومات.
أصÐÐÐبح تكÐÐÐوين وإعÐÐÐادة تأھيÐÐÐل المÐÐÐوارد البشÐÐÐرية بÐÐÐاإلدارة العموميÐÐÐة أولويÐÐÐة أساسÐÐÐية 3،فÐÐÐاإلدارة
تحتÐÐÐÐاج إلÐÐÐÐى مÐÐÐÐوظفين ذوي كفÐÐÐÐاءات ومھÐÐÐÐارات تقنيÐÐÐÐة وتخطيطيÐÐÐÐة وسÐÐÐÐلوكية وذھنيÐÐÐÐة ،وغيرھÐÐÐÐا مÐÐÐÐن
-1وفÐÐÐي ھÐÐÐذا اإلطÐÐÐار عملÐÐÐت الدولÐÐÐة المغربيÐÐÐة علÐÐÐى إحÐÐÐداث مؤسسÐÐÐات ومراكÐÐÐز وطنيÐÐÐة تعنÐÐÐى بھÐÐÐذا التكÐÐÐوين نÐÐÐذكر منھÐÐÐا
ما يلي:
60
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
المھÐÐÐÐارات ،التÐÐÐÐي ال تتÐÐÐÐأتى إال مÐÐÐÐن خÐÐÐÐالل اكتسÐÐÐÐابھا عÐÐÐÐن طريÐÐÐÐق التÐÐÐÐدريب والتعلÐÐÐÐيم وحلقÐÐÐÐات النقÐÐÐÐاش
1
والتكوين.
ويعتبÐÐÐر التÐÐÐدريب 2نشÐÐÐاط متغيÐÐÐر ومتجÐÐÐدد ،يسÐÐÐاير المتطلبÐÐÐات التÐÐÐي تفرضÐÐÐھا المتغيÐÐÐرات البيئيÐÐÐة،
وال يبقÐÐÐى جامÐÐÐدا فÐÐÐي قوالÐÐÐب ثابتÐÐÐة ،ھدفÐÐÐه نجÐÐÐاح وديمومÐÐÐة اإلدارة مÐÐÐن خÐÐÐالل تنميÐÐÐة مواردھÐÐÐا البشÐÐÐرية،
وھÐÐÐو الزم للعÐÐÐاملين الجÐÐÐدد والقÐÐÐدامى وفÐÐÐي جميÐÐÐع المسÐÐÐتويات اإلداريÐÐÐة 3،كمÐÐÐا أنÐÐÐه يسÐÐÐعى إلÐÐÐى تحقيÐÐÐق
األھÐÐÐداف التنظيميÐÐÐة للمنظمÐÐÐة مÐÐÐن خÐÐÐالل تسÐÐÐليح الفÐÐÐرد العامÐÐÐل بمھÐÐÐارات ومعÐÐÐارف وقÐÐÐدرات يسÐÐÐتطيع
مÐÐÐÐن خاللھÐÐÐÐا تطÐÐÐÐوير أدائÐÐÐÐه وتحقيÐÐÐÐق األھÐÐÐÐداف وتحسÐÐÐÐين المردوديÐÐÐÐة باسÐÐÐÐتمرار ،ويسÐÐÐÐھم فÐÐÐÐي تغييÐÐÐÐر
األنماط السلوكية لألفراد داخل اإلدارات وتمكينھم من االنسجام مع مجمل التغيرات.
وتتجلÐÐÐى أھميÐÐÐة التÐÐÐدريب فÐÐÐي معالجÐÐÐة مكÐÐÐامن الÐÐÐنقص والقصÐÐÐور فÐÐÐي أداء وسÐÐÐلوك العÐÐÐاملين مÐÐÐن
خÐÐÐالل اكتسÐÐÐاب األفÐÐÐراد المتÐÐÐدربين للمعÐÐÐارف والمھÐÐÐارات والمعلومÐÐÐات التÐÐÐي تنقصÐÐÐھم وتنقيحھÐÐÐا بشÐÐÐكل
4
مستمر.
ومھمÐÐا بÐÐÐدت كلفتÐÐه الماليÐÐÐة مرتفعÐÐة ،أو مÐÐÐن حيÐÐÐث توقÐÐف عÐÐÐدد مÐÐن المتÐÐÐدربين عÐÐن العمÐÐÐل خÐÐÐالل
فتÐÐرة التÐÐدريب ،إال أن التكÐÐوين المسÐÐتمر فÐÐي حقيقÐÐة األمÐÐر ينطÐÐوي علÐÐى إيجابيÐÐات مھمÐÐة بالنسÐÐبة للفÐÐرد
واإلدارة ،بالنسÐÐÐÐبة للفÐÐÐÐرد تتميÐÐÐÐز ھÐÐÐÐذه االيجابيÐÐÐÐات فÐÐÐÐي كÐÐÐÐون التÐÐÐÐدريب يسÐÐÐÐاعد األفÐÐÐÐراد علÐÐÐÐى اتخÐÐÐÐاذ
القÐÐÐرارات األحسÐÐÐن وحÐÐÐل المشÐÐÐاكل ،ويسÐÐÐاعدھم علÐÐÐى التغلÐÐÐب علÐÐÐى حÐÐÐاالت القلÐÐÐق والتÐÐÐوتر واإلغتÐÐÐراب
والصÐÐÐراع ،وتحسÐÐÐين مھÐÐÐارتھم القياديÐÐÐة واالتصÐÐÐاالتية ،ويفÐÐÐتح المجÐÐÐال نحÐÐÐو الترقيÐÐÐة والتقÐÐÐدم ،ويكÐÐÐون
مھÐÐÐارات جيÐÐÐدة فÐÐÐي مجÐÐÐاالت العمÐÐÐل والحÐÐÐديث واالسÐÐÐتماع ،ويعمÐÐÐق اإلحسÐÐÐاس بالرضÐÐÐى الÐÐÐوظيفي ،أمÐÐÐا
بالنسÐÐبة لÐÐإلدارة فÐÐإن التÐÐدريب يÐÐؤدي إلÐÐى تحسÐÐين ربحيÐÐة ھÐÐذه األخيÐÐرة ،تحسÐÐين المعÐÐارف والمھÐÐارات
الخاصÐÐÐÐة بالعمÐÐÐÐل فÐÐÐÐي كÐÐÐÐل مسÐÐÐÐتوياتھا ،تنميÐÐÐÐة المنÐÐÐÐاخ المناسÐÐÐÐب للنمÐÐÐÐو واالتصÐÐÐÐاالت بÐÐÐÐين العÐÐÐÐاملين
واالقتصاد في النفقات.
وھكÐÐÐÐذا يعتبÐÐÐÐر تخطÐÐÐÐيط التÐÐÐÐدريب والتكÐÐÐÐوين مÐÐÐÐن أھÐÐÐÐم األنشÐÐÐÐطة التÐÐÐÐي تقÐÐÐÐوم بھÐÐÐÐا إدارة المÐÐÐÐوارد
البشÐÐÐرية لتنفيÐÐÐذ البÐÐÐرامج التكوينيÐÐÐة بكفÐÐÐاءة وفعاليÐÐÐة ،علÐÐÐى أن تكÐÐÐون ھÐÐÐذه البÐÐÐرامج منسÐÐÐجمة مÐÐÐع أھÐÐÐداف
-1علي بن مسلم المھري ":اإلعالم ودوره في التنمية اإلدارية" ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة عبد
المالك السعدي ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،طنجة ،الموسم الجامعي ،2011/2010ص236 :
-2التدريب ھو مجموعة الجھود الھادفة إلى تزويد العاملين بالمعلومات والمعارف التي تكسبھم مھارات في أداء العمل،
وتنمية المعارف والخبرات بھدف الرفع من كفاءة العامل الحالية والمستقبلية.
-3حميد أبوالس :تدبير الموارد البشرية – نموذج اإلدارة الجماعية -دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع بالرباط ،طبعة
،2005ص236 :
4
- El Alaoui (R) : Le rôle des Technologie de l’Information et de la Communication dans la
Modernisation des Secteurs Publics, op,cit,p :110
61
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
المنظمÐÐة ومعبÐÐرة عÐÐن حاجاتھÐÐا الحقيقيÐÐة ،والتÐÐدريب علÐÐى غÐÐرار بÐÐاقي العمليÐÐات اإلداريÐÐة األخÐÐرى لÐÐن
ينجح في تحقيق األھداف ما لم يتم التخطيط واإلعداد له بشكل واضح ودقيق.
تقÐÐÐÐوم اإلدارة مÐÐÐÐن خÐÐÐÐالل شÐÐÐÐبكتھا الداخليÐÐÐÐة بÐÐÐÐربط العÐÐÐÐاملين والمجÐÐÐÐاالت الوظيفيÐÐÐÐة بشÐÐÐÐبكة مÐÐÐÐن
االتصÐÐÐÐاالت اإللكترونيÐÐÐÐة لتسÐÐÐÐريع إنجÐÐÐÐاز األنشÐÐÐÐطة وتحسÐÐÐÐين اإلنتاجيÐÐÐÐة وجÐÐÐÐودة الخÐÐÐÐدمات ،وخفÐÐÐÐض
التكلفÐÐÐة 2،وتسÐÐÐھيل تبÐÐÐادل المعلومÐÐÐات وتنفيÐÐÐذ العمليÐÐÐات ،ومÐÐÐن ھنÐÐÐا تتضÐÐÐح إلزاميÐÐÐة العمÐÐÐل علÐÐÐى إيÐÐÐالء
عنايÐÐÐة خاصÐÐÐة لتÐÐÐدبير المÐÐÐوارد البشÐÐÐرية فÐÐÐي ظÐÐÐل نظÐÐÐام اإلدارة الرقميÐÐÐة ،مÐÐÐن حيÐÐÐث توظيÐÐÐف الكفÐÐÐاءات
التقنيÐÐÐÐة أو تÐÐÐÐدريب المÐÐÐÐوظفين باسÐÐÐÐتمرار فيمÐÐÐÐا يÐÐÐÐرتبط بتكنولوجيÐÐÐÐا المعلومÐÐÐÐات ،وتطبيقÐÐÐÐات األنترنيÐÐÐÐت
3
المختلفة.
ومÐÐÐن بÐÐÐين اإلجÐÐÐراءات المواكبÐÐÐة التÐÐÐي تتبناھÐÐÐا اسÐÐÐتراتيجية المغÐÐÐرب الرقمÐÐÐي 4،نجÐÐÐد الرھÐÐÐان علÐÐÐى
الرأسÐÐÐمال البشÐÐÐري باعتبÐÐÐاره عنصÐÐÐرا أساسÐÐÐيا لتطÐÐÐوير قطÐÐÐاع تكنولوجيÐÐÐا المعلومÐÐÐات واالتصÐÐÐال ،حيÐÐÐث
أن تÐÐÐوفر الكفÐÐÐاءات والمÐÐÐوارد البشÐÐÐرية كمÐÐÐا ونوعÐÐÐا ،يعÐÐÐد شÐÐÐرطا أساسÐÐÐيا لتنفيÐÐÐذ االسÐÐÐتراتيجية الوطنيÐÐÐة
لتكنولوجيÐÐÐا المعلومÐÐÐات ،ويسÐÐÐتلزم اإلسÐÐÐتباق الفعÐÐÐال للحاجيÐÐÐات فيمÐÐÐا يتعلÐÐÐق بÐÐÐالموارد البشÐÐÐرية المكونÐÐÐة
والمؤھلة والقابلة لالستخدام.
وقÐÐÐÐÐد أثبتÐÐÐÐÐت بعÐÐÐÐÐض الدراسÐÐÐÐÐات التÐÐÐÐÐي ھمÐÐÐÐÐت تقيÐÐÐÐÐيم االختصÐÐÐÐÐاص التقنÐÐÐÐÐي للمÐÐÐÐÐوارد البشÐÐÐÐÐرية
بÐÐÐÐاإلدارات العموميÐÐÐÐة بÐÐÐÐالمغرب أن نسÐÐÐÐبة المÐÐÐÐوظفين المتخصصÐÐÐÐين فÐÐÐÐي المعلوميÐÐÐÐات ،موزعÐÐÐÐة بÐÐÐÐين
مھندسÐÐÐين وتقنيÐÐÐين ،نسÐÐÐبة ضÐÐÐئيلة مقارنÐÐÐة مÐÐÐع الÐÐÐدول األخÐÐÐرى ،إذ بلغÐÐÐت ھÐÐÐذه النسÐÐÐبة 0,3%فقÐÐÐط مÐÐÐن
62
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
عÐÐÐدد المÐÐÐوظفين 1أي حÐÐÐوالي 1200موظÐÐÐف متخصÐÐÐص فÐÐÐي المعلوميÐÐÐات ،ويرجÐÐÐع ھÐÐÐذا الÐÐÐنقص أساسÐÐÐا
إلÐÐÐى تÐÐÐدني األجÐÐÐور المخصصÐÐÐة لھÐÐÐذه الفئÐÐÐة بالقطÐÐÐاع العÐÐÐام مقارنÐÐÐة مÐÐÐع األجÐÐÐور التÐÐÐي يوفرھÐÐÐا القطÐÐÐاع
الخاص.
وبشÐÐÐكل عÐÐÐÐام يسÐÐÐÐجل أن نسÐÐÐÐبة إجمÐÐÐÐالي المÐÐÐÐوظفين العÐÐÐÐاملين فÐÐÐÐي مجÐÐÐÐال تكنولوجيÐÐÐÐا المعلومÐÐÐÐات
واالتصÐÐÐÐال بÐÐÐÐاإلدارات العموميÐÐÐÐة المغربيÐÐÐÐة لÐÐÐÐم يتجÐÐÐÐاوز 1,19%وتبقÐÐÐÐى ھÐÐÐÐذه النسÐÐÐÐبة ضÐÐÐÐعيفة مقارنÐÐÐÐة
بÐÐÐالمرجع الÐÐÐدولي المحÐÐÐدد فÐÐÐي 3%وقÐÐÐد بلغÐÐÐت نسÐÐÐبة المÐÐÐوظفين العÐÐÐاملين فÐÐÐي تكنولوجيÐÐÐا المعلومÐÐÐات
واالتصÐÐÐÐال بالقطاعÐÐÐÐات الوزاريÐÐÐÐة 2,25%مقابÐÐÐÐل 1,68%بالمؤسسÐÐÐÐات العموميÐÐÐÐة الكبÐÐÐÐرى 2،ويتقÐÐÐÐدم
القطÐÐÐاع اإلداري علÐÐÐى بÐÐÐاقي القطاعÐÐÐات مÐÐÐن حيÐÐÐث توظيÐÐÐف العÐÐÐاملين فÐÐÐي مجÐÐÐال تكنولوجيÐÐÐا المعلومÐÐÐات
واالتصال بنسبة .3,17%
إن نقÐÐÐÐص الكفÐÐÐÐاءات علÐÐÐÐى مسÐÐÐÐتوى اإلبتكÐÐÐÐار التكنولÐÐÐÐوجي فÐÐÐÐي المجÐÐÐÐال الرقمÐÐÐÐي بسÐÐÐÐبب عÐÐÐÐدم
التأھيÐÐÐÐÐل أو ھجÐÐÐÐÐرة األدمغÐÐÐÐÐة يجعÐÐÐÐÐل الÐÐÐÐÐدول الناميÐÐÐÐÐة تجÐÐÐÐÐد صÐÐÐÐÐعوبة فÐÐÐÐÐي مواجھÐÐÐÐÐة تحÐÐÐÐÐديات عصÐÐÐÐÐر
المعلومÐÐÐÐات ،حيÐÐÐÐث أن إشÐÐÐÐكالية قلÐÐÐÐة المÐÐÐÐوارد البشÐÐÐÐرية المتخصصÐÐÐÐة فÐÐÐÐي المجÐÐÐÐال المعلومÐÐÐÐاتي يجعÐÐÐÐل
تÐÐÐدبير وإدارة مشÐÐÐاريع تطÐÐÐوير تكنولوجيÐÐÐا المعلومÐÐÐات واالتصÐÐÐال يÐÐÐتم وفÐÐÐق مقاربÐÐÐة مركزيÐÐÐة فÐÐÐي معظÐÐÐم
اإلدارات ،وھÐÐÐÐو مÐÐÐÐا يتعÐÐÐÐارض مÐÐÐÐع فلسÐÐÐÐفة اإلدارة الرقميÐÐÐÐة وأسÐÐÐÐس التÐÐÐÐدبير اإلداري الحÐÐÐÐديث ،كمÐÐÐÐا
يطÐÐÐرح عÐÐÐدم تÐÐÐوفر الكفÐÐÐÐاءات المتخصصÐÐÐة ،فÐÐÐي حالÐÐÐة التÐÐÐÐدبير المعلومÐÐÐاتي الالمركÐÐÐزي الÐÐÐذي يمكÐÐÐÐن
مختلÐÐÐÐÐف الوحÐÐÐÐÐدات مÐÐÐÐÐن تÐÐÐÐÐدبير وتنظÐÐÐÐÐيم وظيفتھÐÐÐÐÐا المعلوماتيÐÐÐÐÐة تبعÐÐÐÐÐا الختصاصÐÐÐÐÐاتھا وحاجياتھÐÐÐÐÐÐا
والمعطيÐÐÐÐات التÐÐÐÐي تتÐÐÐÐوفر عليھÐÐÐÐا ،يطÐÐÐÐرح إشÐÐÐÐكاليات مرتبطÐÐÐÐة بالتÐÐÐÐداخل وغيÐÐÐÐاب التنسÐÐÐÐيق بÐÐÐÐين ھÐÐÐÐذه
الوحÐÐÐدات رغÐÐÐم ارتباطھÐÐÐا بÐÐÐنفس اإلدارة األم ،وھÐÐÐو مÐÐÐا يخلÐÐÐق نوعÐÐÐا مÐÐÐن عÐÐÐدم التجÐÐÐانس واالزدواجيÐÐÐة
على مستوى التدبير المعلوماتي داخل نفس اإلدارة.
-1عماد يعقوبي :إسھام تقنيات االعالم واالتصال في تحسين عالقة اإلدارة بالمواطنين ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون
العام ،جامعة محمد األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،وجدة ،2006/2005 ،ص204 :
2
-Ministère de la Modernisation des Secteurs Public : «Rapport autour des ressources
humaines dans la fonction Publique, 2015, Disponible sur www.mmsp.gov.ma.
63
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
الوطنيÐÐÐة للمغÐÐÐرب الرقمÐÐÐي 2013فÐÐÐي تعمÐÐÐيم التغطيÐÐÐة االتصÐÐÐاالتية ،تÐÐÐأمين وتبÐÐÐادل البنيÐÐÐات التحتيÐÐÐة،
تنفيذ إجراءات محفزة على امتالك التجھيزات.
لقÐÐÐد تÐÐÐم اقتÐÐÐراح عÐÐÐدة مخططÐÐÐات عمÐÐÐل تتعلÐÐÐق بÐÐÐدعم البنيÐÐÐات التحتيÐÐÐة االتصÐÐÐاالتية ،مÐÐÐن خÐÐÐالل
اسÐÐÐÐتعمال تقنيÐÐÐÐات الجيÐÐÐÐل الجديÐÐÐÐد ) :CPL-WIMAX-WIFIالتيÐÐÐÐارات الناقلÐÐÐÐة علÐÐÐÐى الخÐÐÐÐط ...إلÐÐÐÐخ(
فضÐÐÐÐال عÐÐÐÐن تغطيÐÐÐÐة مجمÐÐÐÐوع التÐÐÐÐراب الÐÐÐÐوطني بالصÐÐÐÐبيب العÐÐÐÐالي عبÐÐÐÐر األقمÐÐÐÐار االصÐÐÐÐطناعية ونشÐÐÐÐر
التقنيÐÐÐة السÐÐÐاتلية وخصوصÐÐÐا فÐÐÐي المنÐÐÐاطق المنعزلÐÐÐة ،مÐÐÐع اتخÐÐÐاذ إجÐÐÐراءات ماليÐÐÐة وضÐÐÐريبية محفÐÐÐزة مÐÐÐن
أجل تقليص كلفة التجھيز والولوج إلى قروض مناسبة لفائدة المقاولة والمواطن.
تنÐÐÐتظم اإلدارة تقليÐÐÐديا حسÐÐÐب مبÐÐÐدأ التجزئÐÐÐة بÐÐÐين مختلÐÐÐف المصÐÐÐالح اإلداريÐÐÐة ،ويرتكÐÐÐز التنظÐÐÐيم
الكالسÐÐÐيكي للخدمÐÐÐة العموميÐÐÐة علÐÐÐى التقسÐÐÐيم بÐÐÐين المھÐÐÐام ،وبالتÐÐÐالي فÐÐÐإن مختلÐÐÐف المصÐÐÐالح تجÐÐÐد نفسÐÐÐھا
معزولÐÐÐÐة فيمÐÐÐÐا بينھÐÐÐÐا ،يمÐÐÐÐارس كÐÐÐÐل منھÐÐÐÐا مھÐÐÐÐام نوعيÐÐÐÐة ،ومثÐÐÐÐل ھÐÐÐÐذا النظÐÐÐÐام يمنÐÐÐÐع تبÐÐÐÐادل وتجÐÐÐÐوال
1
المعلومات من مصلحة إلى أخرى ،مما يحد من فعالية اإلدارة الرقمية.
يسÐÐÐاھم اسÐÐÐتعمال الحاسÐÐÐوب داخÐÐÐل اإلدارة فÐÐÐي ظھÐÐÐور نÐÐÐوعين مÐÐÐن البنيÐÐÐات الجديÐÐÐدة ،وتغييÐÐÐره
للبنيÐÐÐات القديمÐÐÐة ،فالبنيÐÐÐة األولÐÐÐى ھÐÐÐي ذات طبيعÐÐÐة إداريÐÐÐة وتحمÐÐÐل إسÐÐÐم مكتÐÐÐب ،خليÐÐÐة أو مصÐÐÐلحة...إلÐÐÐخ
ومكونÐÐة مÐÐن عÐÐدد مÐÐن المعلومÐÐاتيين ومÐÐن المÐÐوظفين علÐÐى مسÐÐتوى عÐÐال ،أمÐÐا البنيÐÐة الثانيÐÐة فھÐÐي مركÐÐز
المعالجÐÐÐÐة اإللكترونيÐÐÐÐة والھÐÐÐÐدف منھÐÐÐÐا ھÐÐÐÐو تقÐÐÐÐديم الخÐÐÐÐدمات وتنفيÐÐÐÐذ مھÐÐÐÐام إدخÐÐÐÐال المعلومÐÐÐÐات إلÐÐÐÐى
المصÐÐÐالح وتطÐÐÐوير تطبيقÐÐÐات جديÐÐÐدة ،فھÐÐÐي ال تقÐÐÐوم بأعمÐÐÐال إداريÐÐÐة ،وھÐÐÐذه البنيÐÐÐة توجÐÐÐد أساسÐÐÐا فÐÐÐي
اإلدارات التÐÐÐÐي قطعÐÐÐÐت أشÐÐÐÐواطا طويلÐÐÐÐة فÐÐÐÐي ميÐÐÐÐدان المعلوميÐÐÐÐات ،وخاصÐÐÐÐة تلÐÐÐÐك التÐÐÐÐي تطلÐÐÐÐع بمھÐÐÐÐام
2
تقنية.
وإذا كانÐÐÐت تكنولوجيÐÐÐا المعلومÐÐÐات واالتصÐÐÐال قÐÐÐد دخلÐÐÐت إلÐÐÐى مختلÐÐÐف القطاعÐÐÐات اإلداريÐÐÐة منÐÐÐذ
أكثÐÐÐر مÐÐÐن عشÐÐÐرين سÐÐÐنة ،لتكÐÐÐون قاسÐÐÐما مشÐÐÐتركا نحÐÐÐو التطÐÐÐوير والتحÐÐÐديث ،وأصÐÐÐبحت محطÐÐÐة اھتمÐÐÐام
اإلداريÐÐين والمدرسÐÐين والخبÐÐراء لالرتقÐÐاء بھÐÐا ،فÐÐإن االسÐÐتثمار الفعلÐÐي لھÐÐذا المجÐÐال لÐÐم يرقÐÐى بعÐÐد إلÐÐى
مصÐÐÐاف الÐÐÐدول التÐÐÐي تعتمÐÐÐد التقنيÐÐÐات الحديثÐÐÐة للتواصÐÐÐل كوسÐÐÐيلة لتقÐÐÐديم خÐÐÐدمات ذات قيمÐÐÐة مضÐÐÐافة إلÐÐÐى
-1المھدي المنجرة" :حوار التواصل من أجل مجتمع معرفي عادل" ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء،2004 ،
ص24:
-2عماد يعقوبي :إسھام تقنيات االعالم واالتصال في تحسين عالقة اإلدارة بالمواطنين ،مرجع سابق ،ص112:
64
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
المÐÐÐÐرتفقين والمÐÐÐÐواطنين 1،حيÐÐÐÐث ال زال توظيÐÐÐÐف تكنولوجيÐÐÐÐا المعلومÐÐÐÐات واالتصÐÐÐÐال يتسÐÐÐÐم بالضÐÐÐÐعف
2
والمحدودية على مستوى التجھيز الشبكي لإلدارات وضعف الربط بينھا.
وفيمÐÐÐا يتعلÐÐÐق بÐÐÐاإلدارة العموميÐÐÐة المغربيÐÐÐة ،وبشÐÐÐكل خÐÐÐاص تمويÐÐÐل المشÐÐÐاريع المدرجÐÐÐة ضÐÐÐمن
البرنÐÐÐÐامج الÐÐÐÐوطني لÐÐÐÐإلدارة اإللكترونيÐÐÐÐة ،فنجÐÐÐÐد ضÐÐÐÐعفا كبيÐÐÐÐرا فÐÐÐÐي المصÐÐÐÐاريف المخصصÐÐÐÐة لمجÐÐÐÐال
تكنولوجيÐÐÐÐا المعلومÐÐÐÐات ويتمثÐÐÐÐل فÐÐÐÐي تخصÐÐÐÐيص 550مليÐÐÐÐون درھÐÐÐÐم فÐÐÐÐي السÐÐÐÐنة ،ومعÐÐÐÐدل المصÐÐÐÐاريف
3
المخصصÐÐÐة فÐÐÐي تكنولوجيÐÐÐا المعلومÐÐÐات فÐÐÐي الÐÐÐوزارات الÐÐÐذي يقÐÐÐل عÐÐÐن 1%مÐÐÐن الميزانيÐÐÐة اإلجماليÐÐÐة،
ورغÐÐÐÐم أن المبلÐÐÐÐغ السÐÐÐÐنوي تضÐÐÐÐاعف مÐÐÐÐؤخرا إال أنÐÐÐÐه يبقÐÐÐÐى ضÐÐÐÐعيف مقارنÐÐÐÐة باألھÐÐÐÐداف المتÐÐÐÐوخى
تحقيقھا من خالل اإلدارة الرقمية ،وما تستوجبه من اعتمادات مالية مھمة.
تجÐÐÐدر اإلشÐÐÐارة إلÐÐÐى أنÐÐÐه ال يمكÐÐÐن التغاضÐÐÐي عÐÐÐن بعÐÐÐض اإلكراھÐÐÐات التÐÐÐي تثقÐÐÐل عبÐÐÐئ الميزانيÐÐÐة
المخصصة لمجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال نذكر منھا:
سÐÐÐÐرعة اسÐÐÐÐتخدام المعÐÐÐÐدات والتجھيÐÐÐÐزات الرقميÐÐÐÐة فÐÐÐÐي مجÐÐÐÐال المعلوميÐÐÐÐات ،يتطلÐÐÐÐب متابعÐÐÐÐة
مسÐÐÐتمرة ودقيقÐÐÐة للسÐÐÐوق مÐÐÐن طÐÐÐرف خبÐÐÐراء فÐÐÐي المجÐÐÐال ،وھÐÐÐذا يعتبÐÐÐر مكلÐÐÐف لÐÐÐإلدارة وعبÐÐÐئ جديÐÐÐد
ينضاف إلى أعبائھا.
تقÐÐÐادم األجھÐÐÐزة بسÐÐÐرعة كبيÐÐÐرة ،الشÐÐÐيء الÐÐÐذي يفÐÐÐرض علÐÐÐى اإلدارة تغييرھÐÐÐا خاصÐÐÐة بالنسÐÐÐبة
لÐÐÐإلدارات التÐÐÐي تسÐÐÐتعمل المعلوميÐÐÐات بشÐÐÐكل كبيÐÐÐر ،وترتكÐÐÐز عليھÐÐÐا فÐÐÐي التحليÐÐÐل والتنبÐÐÐؤ والقيÐÐÐاس وھÐÐÐذا
مÐÐÐا يتطلÐÐÐب مÐÐÐوارد ماليÐÐÐة قÐÐÐد ال تتÐÐÐوفر دائمÐÐÐا لÐÐÐإلدارة ،وال يكÐÐÐون فÐÐÐي متناولھÐÐÐا إدراجھÐÐÐا ضÐÐÐمن ميزانيÐÐÐة
التجھيز.
1
-chatillon (Géorges) : les Nouvelles Procédures Administratives de l’Etat, L’internet et le
droit : Droit Français, Européen et comparé de l’internet, actes du colloque organisé par
l’école Doctorale de droit public et fiscal de l’université Paris.
-2ويقصد بالربط الشبكي لإلدارة أو الدولة تلك العملية التي يتم من خاللھا ربط مختلف مكونات الدولة إلكترونيا عن طريق
شبكة األنترنيت أو األنترانت.
-3أشÐÐÐغال الÐÐÐدورة الثالثÐÐÐة للمجلÐÐÐس الÐÐÐوطني لتكنولوجيÐÐÐا اإلعÐÐÐالم واالقتصÐÐÐاد الرقميÐÐÐة ،الربÐÐÐاط 27نÐÐÐونبر ،2012متÐÐÐوفر
على الموقع اإللكتروني www.cg.gov.ma
65
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
قÐÐÐد تتعاقÐÐÐد اإلدارة مÐÐÐع مجموعÐÐÐة مÐÐÐن الشÐÐÐركات المÐÐÐوردة للحسÐÐÐابات اإللكترونيÐÐÐة ،ممÐÐÐا يÐÐÐؤدي
إلÐÐÐى تنÐÐÐوع األجھÐÐÐزة والمعÐÐÐدات ،وعنÐÐÐد حÐÐÐدوث أعطÐÐÐاب تجÐÐÐد صÐÐÐعوبة فÐÐÐي إصÐÐÐالحھا ،وتتمثÐÐÐل ھÐÐÐذه
الصÐÐعوبات فÐÐÐي عÐÐدم ايجÐÐÐاد شÐÐركة واحÐÐÐدة تعمÐÐل فÐÐÐي إصÐÐالح جميÐÐÐع أنÐÐواع الحسÐÐÐابات ،إضÐÐافة إلÐÐÐى أن
1
تكلفة إصالح األعطاب باھظة جدا ،قد تساوي تكلفة اقتناء أجھزة جديدة.
المطلب الثاني :اآلفاق المستقبلية لإلدارة الرقمية بالمغرب
أضÐÐÐحت تكنولوجيÐÐÐا المعلومÐÐÐات واالتصÐÐÐال 2،وسÐÐÐيلة ھامÐÐÐة مÐÐÐن وسÐÐÐائل تعزيÐÐÐز ودعÐÐÐم التنميÐÐÐة
بأبعادھÐÐÐÐا المختلفÐÐÐÐة ،حيÐÐÐÐث يمكÐÐÐÐن االسÐÐÐÐتفادة مÐÐÐÐن تسÐÐÐÐخير إمكانياتھÐÐÐÐا وتطبيقاتھÐÐÐÐا فÐÐÐÐي جميÐÐÐÐع مجÐÐÐÐاالت
الحيÐÐاة ،مÐÐن أجÐÐل الحصÐÐول علÐÐى حلÐÐول وسياسÐÐات أفضÐÐل لقضÐÐايا حيويÐÐة وإسÐÐتراتيجية قائمÐÐة منÐÐذ أمÐÐد
طويÐÐÐÐل مثÐÐÐÐل تعزيÐÐÐÐز قضÐÐÐÐايا اإلنصÐÐÐÐاف والعدالÐÐÐÐة االجتماعيÐÐÐÐة 3،والحÐÐÐÐد مÐÐÐÐن الفقÐÐÐÐر ،وتحسÐÐÐÐين دخÐÐÐÐل
األفراد ،وتحقيق التنمية المستدامة وتطوير الخدمات اإلدارية.
ومÐÐÐا فتÐÐÐئ المغÐÐÐرب يبÐÐÐدي اھتمامÐÐÐا متزايÐÐÐدا بالتكنولوجيÐÐÐا الحديثÐÐÐة عامÐÐÐة ،وتكنولوجيÐÐÐا المعلومÐÐÐات
واالتصÐÐÐال بصÐÐÐفة خاصÐÐÐة ،ويسÐÐÐعى جاھÐÐÐدا السÐÐÐتغاللھا واالسÐÐÐتفادة مÐÐÐن ايجابياتھÐÐÐا ،فأنشÐÐÐئ لÐÐÐذلك ھياكÐÐÐل
4
مؤسساتية بھدف تنميتھا وضمان انتشارھا.
1
- Michel German : « Management des Nouvelles Technologies et e-Transformation », Ed,
Economie, France, 2006, p :86
-2تعتبر تكنولوجيا المعلومات واالتصال عماد الثورة الرقمية ،وتمثل ھذه األخيرة التقدم التكنولوجي الكبير الذي عرفته
البشرية منذ ظھور أجھزة الحاسوب ،وغيرھا من تبعات التطور التقني الحديثة ،وذلك بداية من ستينات القرن الماضي.
وسبب تسميتھا بالرقمية ،ھو أن مبدأ عمل الحاسوب قائم على الرقمين ) ،(0/1وھو ما يسمى بالنظام الثنائي Système
Binaireفي التعامل مع الدوائر الكھربائية التي يتكون منھا جھاز الحاسوب.
-3فال أحد ينكر دور تكنولوجيا المعلومات في تفعيل آليات المطالبة بالعدالة االجتماعية بالعديد من الدول العربية ،عبر عدة
وسائط منھا :مواقع التواصل االجتماعي من قبيل Facebookو ...Twiterوالتي ساھمت في نشر تصورات اإلصالح
الحقيقي ،عبر تقصير المسافات بين فئات المجتمع المطالبة بالتغيير السلمي.
-4فمثال خالل فترة االستعمار تم إنشاء المكتب الشريف للبريد والمواصالت السلكية والالسلكية سنة ،1913رغم ما يمكن
القول حول ھذه المرحلة من تاريخ المغرب من حيث بدائية مفھوم التكنولوجيا ،وكذا رغبة المستعمر من خالل توسيع دائرة
توفير التكنولوجيا المتوفرة آنذاك ،من أجل إغراء الفرنسيين بتوفر المغرب على كل سبل الراحة لضمان إقامتھم فيه ونھب
خيراته ،أما مع فجر االستقالل ،سوف يتم إعادة ھيكلة المكتب الشريف السابق الذكر ،ليصل إلى مرتبة وزارة للبريد
والمواصالت السلكية والالسلكية سنة ،1956وتبقى على ھذا الحال إلى سنة ،1998وابتداء من ھذا التاريخ أصبحت
وزارة منتدبة لدى الوزير األول مكلفة بالبريد والتقنيات الحديثة واالتصال إلى حدود سنة ،2000ثم كتابة للدولة لدى
الوزير األول مكلفة بالبريد وتكنولوجيا االتصاالت واإلعالم من 2000إلى ،2007ثم ستعود مع حكومة عباس الفاسي
كوزارة للصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة.
66
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
وعليÐÐÐه فÐÐÐإن واقÐÐÐع التجربÐÐÐة المغربيÐÐÐة فÐÐÐي مجÐÐÐال اإلدارة الرقميÐÐÐة ،قÐÐÐد أبÐÐÐان علÐÐÐى مجموعÐÐÐة مÐÐÐن
أوجÐÐÐه القصÐÐÐور التÐÐÐي شÐÐÐملت مختلÐÐÐف الجوانÐÐÐب ،ويؤكÐÐÐد الواقÐÐÐع علÐÐÐى أن أي تجربÐÐÐة مھمÐÐÐا بلغÐÐÐت مÐÐÐن
الرشÐÐÐد والنضÐÐÐج فإنھÐÐÐا تظÐÐÐل معرضÐÐÐة لÐÐÐبعض العراقيÐÐÐل واإلشÐÐÐكاالت ،لÐÐÐذلك وجÐÐÐب ضÐÐÐمان الحمايÐÐÐة
األمنيÐÐÐة للتعÐÐÐامالت الرقميÐÐÐة )الفقÐÐÐرة األولÐÐÐى( وتحقيÐÐÐق النجاعÐÐÐة علÐÐÐى مسÐÐÐتوى األداء اإلداري )الفقÐÐÐرة
الثانية(.
الفقرة األولى :ضمان الحماية األمنية للتعامالت الرقمية
أصÐÐÐÐÐبح العÐÐÐÐÐالم يعÐÐÐÐÐيش ثÐÐÐÐÐورة المعلومÐÐÐÐÐات التÐÐÐÐÐي تتركÐÐÐÐÐز أساسÐÐÐÐÐا فÐÐÐÐÐي تكنولوجيÐÐÐÐÐا المعلومÐÐÐÐÐات
واالتصÐÐÐال والتÐÐÐي تتÐÐÐأثر بھÐÐÐا مختلÐÐÐف المجتمعÐÐÐات فÐÐÐي كافÐÐÐة أنشÐÐÐطتھا ،وقÐÐÐد واكÐÐÐب ھÐÐÐذا التقÐÐÐدم التقنÐÐÐي
تطÐÐÐورا فÐÐÐي العقليÐÐÐة البشÐÐÐرية اإلجراميÐÐÐة ممÐÐÐا أفÐÐÐرز نوعÐÐÐا جديÐÐÐدا مÐÐÐن اإلجÐÐÐرام يطلÐÐÐق عليÐÐÐه الجريمÐÐÐة
اإللكترونيÐÐÐة 1،لÐÐÐذا وجÐÐÐب التصÐÐÐدي لھÐÐÐذه الظÐÐÐاھرة وذلÐÐÐك مÐÐÐن خÐÐÐالل وجÐÐÐود نظÐÐÐام أمنÐÐÐي متÐÐÐين ،يحÐÐÐول
دون اختÐÐÐراق األنظمÐÐÐÐة المرتبطÐÐÐÐة بكÐÐÐÐل إدارة ،وبالتÐÐÐÐالي يعيÐÐÐÐق أي عالقÐÐÐÐة يمكÐÐÐÐن أن تقÐÐÐÐوم بينھÐÐÐÐا وبÐÐÐÐين
مختلÐÐÐف المتعÐÐÐاملين ،فضÐÐÐمان أمÐÐÐن المعلومÐÐÐات يعتبرقاعÐÐÐدة أساسÐÐÐية لبنÐÐÐاء إدارة رقميÐÐÐة متكاملÐÐÐة ،فھÐÐÐو
مÐÐÐن جھÐÐÐة يضÐÐÐمن سÐÐÐريان العمÐÐÐل اإلداري باضÐÐÐطراد وانتظÐÐÐام ،ومÐÐÐن جھÐÐÐة أخÐÐÐرى يسÐÐÐاھم فÐÐÐي عمليÐÐÐة
خلÐÐÐق الثقÐÐÐة بÐÐÐين اإلدارة وجمھÐÐÐور المتعÐÐÐاملين 2.كمÐÐÐا يعÐÐÐد مÐÐÐن العناصÐÐÐر المحÐÐÐددة لقيÐÐÐام اإلدارة الرقميÐÐÐة،
وإكراھÐÐÐÐا مÐÐÐÐن اإلكراھÐÐÐÐات العويصÐÐÐÐة التÐÐÐÐي عانÐÐÐÐت منھÐÐÐÐا مختلÐÐÐÐف التجÐÐÐÐارب المقارنÐÐÐÐة ،إذ أن التطÐÐÐÐور
التكنولÐÐÐوجي الÐÐÐذي يعرفÐÐÐه العÐÐÐالم اليÐÐÐوم يصÐÐÐاحبه تطÐÐÐور ھائÐÐÐل علÐÐÐى مسÐÐÐتوى خطÐÐÐورة وتعقÐÐÐد أنظمÐÐÐة
االختÐÐÐراق المطÐÐÐورة مÐÐÐن طÐÐÐرف مجموعÐÐÐات وأفÐÐÐراد تختلÐÐÐف نواياھÐÐÐا وتتنÐÐÐوع مقاصÐÐÐدھا ومرجعياتھÐÐÐا،
ممÐÐÐا يجعÐÐÐل مÐÐÐن تÐÐÐوفير الحمايÐÐÐة الضÐÐÐرورية ألنظمÐÐÐة المعلومÐÐÐات موضÐÐÐوعا صÐÐÐعبا ومعقÐÐÐدا ،يتطلÐÐÐب
إشÐÐÐرافا ومتابعÐÐÐة وتنسÐÐÐيقا مسÐÐÐتمرا مÐÐÐن أجÐÐÐل تطÐÐÐوير األنظمÐÐÐة الدفاعيÐÐÐة وتحيينھÐÐÐا ،كلمÐÐÐا تطلÐÐÐب األمÐÐÐر
ذلÐÐÐك ،مÐÐÐن أجÐÐÐل ضÐÐÐمان الثقÐÐÐة بÐÐÐين اإلدارة والمتعÐÐÐاملين ،والتÐÐÐي ال يمكÐÐÐن تصÐÐÐور تعامÐÐÐل بÐÐÐين اإلثنÐÐÐين
دونھا.
غيÐÐÐر أن التسÐÐÐليم القÐÐÐاطع بقÐÐÐدرة األنظمÐÐÐة الدفاعيÐÐÐة علÐÐÐى تجÐÐÐاوز األخطÐÐÐار الممكÐÐÐن حصÐÐÐولھا ھÐÐÐو
أمÐÐÐر غيÐÐÐر ممكÐÐÐن إطالقÐÐÐا ،لمÐÐÐا أبانÐÐÐت عليÐÐÐه مختلÐÐÐف التجÐÐÐارب المقارنÐÐÐة علÐÐÐى إمكانيÐÐÐة حÐÐÐدوث أخطÐÐÐار
متفاوتÐÐÐة الجسÐÐÐامة يتطلÐÐÐب حلھÐÐÐا تغييÐÐÐرا فÐÐÐي بعÐÐÐض المبÐÐÐادئ التÐÐÐي تحكÐÐÐم العالقÐÐÐة بÐÐÐين اإلدارة والمرتفÐÐÐق
-1الجريمة اإللكترونية ھي كل سلوك غير قانوني يتم باستخدام األجھزة االلكترونية ،ينتج عنھا حصول المجرم على فوائد
مادية أو معنوية مع تحميل الضحية خسارة مقابلة وغالبا ما يكون ھدف ھذه الجرائم ھو القرصنة من أجل سرقة أو إتالف
المعلومات.
-2الوكالة الوطنية لتقنين المواصالت" :تطور سوق الھاتف الثابت والمتنقل واألنترنيت إلى غاية 31مارس "2011متوفر
على الموقع اإللكتروني للوكالة الوطنية لتقنين المواصالت www.anrt.ma
67
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
كالمسÐÐÐؤولية اإلداريÐÐÐة مÐÐÐثال ،وكÐÐÐذا تطÐÐÐوير نظÐÐÐام مÐÐÐواز يÐÐÐتالءم وطبيعÐÐÐة اإلدارة الرقميÐÐÐة قصÐÐÐد حÐÐÐل ھÐÐÐذه
النزاعات على الخط توفيرا للوقت والمال والجھد.
وفÐÐÐÐي ھÐÐÐÐذا اإلطÐÐÐÐار صÐÐÐÐدر القÐÐÐÐانون رقÐÐÐÐم 09-08المتعلÐÐÐÐق بحمايÐÐÐÐة األشÐÐÐÐخاص الÐÐÐÐذاتيين تجÐÐÐÐاه
معالجÐÐÐة المعطيÐÐÐات ذات الطÐÐÐابع الشخصÐÐÐي 1،تسÐÐÐعى مÐÐÐن خاللÐÐÐه الدولÐÐÐة إلÐÐÐى تمكÐÐÐين المÐÐÐواطنين مÐÐÐن
منظومÐÐÐÐÐÐة قانونيÐÐÐÐÐÐة قÐÐÐÐÐÐادرة علÐÐÐÐÐÐى مسÐÐÐÐÐÐايرة مسÐÐÐÐÐÐتجدات العصÐÐÐÐÐÐر والعولمÐÐÐÐÐÐة وتطÐÐÐÐÐÐوير األداء اإلداري
واالقتصÐÐÐادي وحمايÐÐÐة حقÐÐÐوق األفÐÐÐراد .وھÐÐÐو يعÐÐÐد إحÐÐÐدى آليÐÐÐات ضÐÐÐمان حقÐÐÐوق اإلنسÐÐÐان فÐÐÐي مÐÐÐا يرجÐÐÐع
إلÐÐÐى سÐÐÐالمة وسÐÐÐرية معلومÐÐÐات األشÐÐÐخاص وحمايتھÐÐÐا ،فالتطÐÐÐاول علÐÐÐى حيÐÐÐاة األشÐÐÐخاص الشخصÐÐÐية أو
العائليÐÐÐة دون إذن مسÐÐÐبق مÐÐÐنھم أو تÐÐÐرخيص يعÐÐÐد تناقضÐÐÐا مÐÐÐع أھÐÐÐم مبÐÐÐادئ حقÐÐÐوق اإلنسÐÐÐان فÐÐÐي احتÐÐÐرام
حياتÐÐÐه الخاصÐÐÐة وحقوقÐÐÐه الماليÐÐÐة ،وفÐÐÐي ھÐÐÐذا الصÐÐÐدد حÐÐÐاول المغÐÐÐرب دائمÐÐÐا أن يسÐÐÐتجيب لھÐÐÐذا االعتبÐÐÐار
تماشÐÐÐيا مÐÐÐع ديباجÐÐÐة الدسÐÐÐتور التÐÐÐي تؤكÐÐÐد تشÐÐÐبث المملكÐÐÐة بحقÐÐÐوق اإلنسÐÐÐان ،وتكمÐÐÐيال لÐÐÐبعض فصÐÐÐوله،
وتجÐÐÐاوزا لÐÐÐذلك الشÐÐÐتات التÐÐÐي كانÐÐÐت تعÐÐÐاني منÐÐÐه المقتضÐÐÐيات القانونيÐÐÐة المÐÐÐؤطرة لھÐÐÐذا الحÐÐÐق المتفرقÐÐÐة
ھنا وھناك.
تتجلÐÐÐى أھميÐÐÐة ھÐÐÐذا القÐÐÐانون علÐÐÐى المسÐÐÐتوى االجتمÐÐÐاعي فÐÐÐي الحÐÐÐد مÐÐÐن المخÐÐÐاطر التÐÐÐي قÐÐÐد تÐÐÐنجم
عÐÐÐÐن اسÐÐÐÐتعمال المعلومÐÐÐÐات الشخصÐÐÐÐية أو تفويتھÐÐÐÐا إلÐÐÐÐى طÐÐÐÐرف ثالÐÐÐÐث كتفويÐÐÐÐت أرقÐÐÐÐام ھواتÐÐÐÐف بعÐÐÐÐض
الزبنÐÐÐاء لشÐÐÐركات اإلعالنÐÐÐات واإلشÐÐÐھار التÐÐÐي تغÐÐÐرق الزبÐÐÐون بسÐÐÐيل مÐÐÐن اإلعالنÐÐÐات الجذابÐÐÐة والكاذبÐÐÐة
أحيانÐÐÐÐا ،عÐÐÐÐن طريÐÐÐÐق آليÐÐÐÐة االتصÐÐÐÐال المختلفÐÐÐÐة 2،الشÐÐÐÐيء الÐÐÐÐذي يقلÐÐÐÐق راحÐÐÐÐة المÐÐÐÐواطنين ويغبÐÐÐÐنھم فÐÐÐÐي
مناسÐÐÐبات عÐÐÐدة ،كمÐÐÐا أن القÐÐÐانون يعتبÐÐÐر دعامÐÐÐة لخلÐÐÐق مزيÐÐÐد مÐÐÐن مناصÐÐÐب الشÐÐÐغل فÐÐÐي قطاعÐÐÐات واعÐÐÐدة،
ومÐÐÐن شÐÐÐأن إقÐÐÐراره جلÐÐÐب المزيÐÐÐد مÐÐÐن االسÐÐÐتثمارات فÐÐÐي قطÐÐÐاع الخÐÐÐدمات الشÐÐÐيء الÐÐÐذي يÐÐÐنعكس علÐÐÐى
تخفيض نسبة البطالة بقدر معين ،والزيادة في رفاھية الفرد والمجتمع.
-2تنص الفقرة الثالثة من المادة 10من قانون 09-08على أنه" :وفي جميع الحاالت ،يمنع إرسال رسائل بواسطة آليات
االتصال الھاتفي وجھاز االستنساخ البعدي والبريد اإللكتروني ألجل االستقراء المباشر دون اإلشارة إلى بيانات صحيحة
يمكن أن تعين المرسل إليه على إرسال طلب توقيف ھذه اإليصاالت دون صوائر غير تلك المرتبطة بإرسالھا .كما يمنع
إخفاء ھوية الشخص الذي أوصلت لفائدته الرسائل وذكر موضوع ال صلة له بالخدمات المقترحة".
68
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
أمÐÐÐا اقتصÐÐÐاديا وھÐÐÐو الھÐÐÐÐدف األسÐÐÐمى مÐÐÐن إخÐÐÐراج ھÐÐÐÐذا القÐÐÐانون باعتبÐÐÐار أن حمايÐÐÐة المعطيÐÐÐÐات
ذات الطÐÐÐابع الشخصÐÐÐي قÐÐÐد أصÐÐÐبحت رھانÐÐÐا اقتصÐÐÐاديا وتجاريÐÐÐا فÐÐÐي إطÐÐÐار سÐÐÐياق دولÐÐÐي منفÐÐÐتح يجÐÐÐدر
التعÐÐÐاطي معÐÐÐه ،فإنÐÐÐه البÐÐÐد مÐÐÐن التÐÐÐذكير بÐÐÐأن البرلمÐÐÐان األوروبÐÐÐي منÐÐÐع نقÐÐÐل المعطيÐÐÐات المجمعÐÐÐة فÐÐÐوق
تÐÐÐÐراب االتحÐÐÐÐاد األوروبÐÐÐÐي إال بÐÐÐÐين البلÐÐÐÐدان األوروبيÐÐÐÐة أو نحÐÐÐÐو بلÐÐÐÐدان تقÐÐÐÐر أوروبÐÐÐÐا بتوفرھÐÐÐÐا علÐÐÐÐى
تشÐÐريعات تضÐÐمن مسÐÐتوى مالئÐÐم مÐÐن الحمايÐÐة ،وھÐÐÐو مÐÐا يفÐÐرض علينÐÐا فÐÐي إطÐÐار التعامÐÐل االقتصÐÐÐادي
مÐÐÐÐع دول أوروبÐÐÐÐا التÐÐÐÐوفر علÐÐÐÐى قÐÐÐÐانون مÐÐÐÐن ھÐÐÐÐذا الحجÐÐÐÐم ،كÐÐÐÐي ال يتضÐÐÐÐرر المسÐÐÐÐتثمرون األوروبيÐÐÐÐون
والذين يودون االستثمار في قطاع » « off-shoringبالمغرب.
فالقÐÐÐÐانون جÐÐÐÐاء فÐÐÐÐي سÐÐÐÐياق تأھيÐÐÐÐل ترسÐÐÐÐانتنا القانونيÐÐÐÐة وجعلھÐÐÐÐا متالئمÐÐÐÐة مÐÐÐÐع معÐÐÐÐايير الشÐÐÐÐركاء
االقتصÐÐÐÐاديين وفÐÐÐÐي مقÐÐÐÐدمتھم االتحÐÐÐÐاد األوروبÐÐÐÐي الÐÐÐÐذي تبÐÐÐÐوأ معÐÐÐÐه المغÐÐÐÐرب علÐÐÐÐى وضÐÐÐÐع متقÐÐÐÐدم،
والواليات المتحدة التي تربطه بھا اتفاقية للتبادل الحر.1
إذا كÐÐÐÐÐان دسÐÐÐÐÐتور المملكÐÐÐÐÐة لسÐÐÐÐÐنة 2011أقÐÐÐÐÐر الحÐÐÐÐÐق فÐÐÐÐÐي الحصÐÐÐÐÐول علÐÐÐÐÐى المعلومÐÐÐÐÐة لكافÐÐÐÐÐة
المÐÐÐÐÐواطنين ،فÐÐÐÐÐإن السÐÐÐÐÐلطات العموميÐÐÐÐÐة مطالبÐÐÐÐÐة اليÐÐÐÐÐوم بتسÐÐÐÐÐھيل عمليÐÐÐÐÐة حصÐÐÐÐÐول المÐÐÐÐÐواطن علÐÐÐÐÐى
المعلومÐÐÐات باسÐÐÐتعمال تكنولوجيÐÐÐا اإلعÐÐÐالم واالتصÐÐÐال لمÐÐÐا تتيحÐÐÐه مÐÐÐن إمكانيÐÐÐات النقÐÐÐل السÐÐÐريع والمÐÐÐؤمن
للمعلومÐÐÐات ،ونھÐÐÐج المقاربÐÐÐة التشÐÐÐاركية فÐÐÐي اسÐÐÐتعمال التكنولوجيÐÐÐة الحديثÐÐÐة ،وتجÐÐÐاوز الفجÐÐÐوة الرقميÐÐÐة
داخÐÐÐÐل المجتمÐÐÐÐع المغربÐÐÐÐي ،وإعÐÐÐÐادة النظÐÐÐÐر فÐÐÐÐي الرسÐÐÐÐوم المفروضÐÐÐÐة علÐÐÐÐى الصÐÐÐÐناعات التكنولوجيÐÐÐÐة
والحواسÐÐÐÐÐب واألنظمÐÐÐÐÐة المعلوماتيÐÐÐÐÐÐة ،وخفÐÐÐÐÐض أسÐÐÐÐÐÐعار االشÐÐÐÐÐتراك باألنترنيÐÐÐÐÐت للرفÐÐÐÐÐÐع مÐÐÐÐÐن عÐÐÐÐÐÐدد
المنخÐÐÐرطين ،ودعÐÐÐم المقÐÐÐاوالت فÐÐÐي القطÐÐÐاع التكنولÐÐÐوجي عبÐÐÐر تأھيÐÐÐل العنصÐÐÐر البشÐÐÐري وصÐÐÐنع كÐÐÐوادر
عبقرية تخدم تطوير اقتصاد المعرفة.
فÐÐÐي األخيÐÐÐر يمكÐÐÐن الجÐÐÐزم بÐÐÐأن المغÐÐÐرب خطÐÐÐى خطÐÐÐوة مھمÐÐÐة فيمÐÐÐا يخÐÐÐص االھتمÐÐÐام بÐÐÐاإلدارة
اإللكترونيÐÐÐÐÐة وباسÐÐÐÐÐتخدام تكنولوجيÐÐÐÐÐا المعلومÐÐÐÐÐات واالتصÐÐÐÐÐال لتسÐÐÐÐÐھيل الخÐÐÐÐÐدمات علÐÐÐÐÐى المÐÐÐÐÐواطنين و
المؤسسÐÐÐات الحكوميÐÐÐة وأيضÐÐÐا القطÐÐÐاع الخÐÐÐاص ،لكÐÐÐن رغÐÐÐم ذلÐÐÐك الزال المغÐÐÐرب يحتÐÐÐل مراتÐÐÐب متدنيÐÐÐة
علÐÐÐÐى الصÐÐÐÐعيد العÐÐÐÐالمي فيمÐÐÐÐا يخÐÐÐÐص تطبيÐÐÐÐق اإلدارة الرقميÐÐÐÐة ،لÐÐÐÐذلك وجÐÐÐÐب تضÐÐÐÐافر جھÐÐÐÐود الجميÐÐÐÐع،
سÐÐواء منظمÐÐات حكوميÐÐة ومنظمÐÐات المجتمÐÐع المÐÐدني ،أحÐÐزاب سياسÐÐية ،شÐÐباب ،فÐÐي سÐÐبيل إنجÐÐاح ھÐÐذا
المشÐÐÐروع الÐÐÐذي يشÐÐÐكل قفÐÐÐزة نوعيÐÐÐة فÐÐÐي مجÐÐÐال ترسÐÐÐيخ الديمقراطيÐÐÐة والبعÐÐÐد عÐÐÐن البيروقراطيÐÐÐة ،فÐÐÐال
يمكننÐÐÐÐا الحÐÐÐÐديث عÐÐÐÐن حكومÐÐÐÐة تقÐÐÐÐدم خÐÐÐÐدماتھا للمÐÐÐÐواطن إلكترونيÐÐÐÐا دون أن يكÐÐÐÐون ھÐÐÐÐذا األخيÐÐÐÐر غيÐÐÐÐر
1
- Projet de l’OCDE sur l’Administration électronique, Séminaire de l’ocde sur les indicateurs
de l’administration électronique, 29-30 Mars 2010, centre de conférence OCDE, Paris.
69
أبريل 2019 عدد 3و 4 مجلة استشراف للدراسات ؤالابحاث القانونية
مسÐÐÐتخدم لھÐÐÐا ،لÐÐÐدى فعلÐÐÐى المÐÐÐواطن أن يشÐÐÐارك ھÐÐÐو أيضÐÐÐا فÐÐÐي ھÐÐÐذا المشÐÐÐروع التنمÐÐÐوي ،وذلÐÐÐك عÐÐÐن
طريÐÐق تعلمÐÐه للتكنولوجيÐÐا الحديثÐÐة حتÐÐى يسÐÐاھم بشÐÐكل فعلÐÐي وفعÐÐال فÐÐي خلÐÐق شÐÐروط وظÐÐروف نجÐÐاح
ھÐÐÐذا الصÐÐÐرح التنمÐÐÐوي ،مÐÐÐع ضÐÐÐرورة تÐÐÐدعيم اسÐÐÐتعمال اللغÐÐÐة العربيÐÐÐة فÐÐÐي مختلÐÐÐف المجÐÐÐاالت الرقميÐÐÐة
والمعلوماتيÐÐÐÐÐة وخصوصÐÐÐÐÐا فÐÐÐÐÐي المواقÐÐÐÐÐع اإللكترونيÐÐÐÐÐة لÐÐÐÐÐإلدارات العموميÐÐÐÐÐة ،حتÐÐÐÐÐى تÐÐÐÐÐتمكن شÐÐÐÐÐريحة
عريضÐÐÐة مÐÐÐن المجتمÐÐÐع للتعامÐÐÐل والتفاعÐÐÐل معھÐÐÐا ،وتسÐÐÐھيل الخÐÐÐدمات بشÐÐÐكل يصÐÐÐبح اكتظÐÐÐاظ اإلدارات
مÐÐÐن األمÐÐÐور غيÐÐÐر المرغÐÐÐوب فيھÐÐÐا ،كمÐÐÐا يجÐÐÐب العمÐÐÐل علÐÐÐى تنزيÐÐÐل مبÐÐÐادئ الدسÐÐÐتور الجديÐÐÐد عÐÐÐل أرض
الواقÐÐÐع ،فواقÐÐÐع الحÐÐÐال ال يبÐÐÐين التطبيÐÐÐق األمثÐÐÐل والجÐÐÐدي للمبÐÐÐادئ المنصÐÐÐوص عليھÐÐÐا فÐÐÐي ھÐÐÐذه الوثيقÐÐÐة،
والتÐÐÐي يمكÐÐÐن إجمالھÐÐÐا فÐÐÐي جÐÐÐودة التÐÐÐدبير والحكامÐÐÐة الجيÐÐÐدة وربÐÐÐط المسÐÐÐؤولية بالمحاسÐÐÐبة ،وذلÐÐÐك مÐÐÐن
أجل إنجاح برنامج اإلدارة الرقمية وانخراط الجميع بروح من المسؤولية والمواطنة اإليجابية.
70