Professional Documents
Culture Documents
التكوين في العقود والعقار مذكرات ودوريات تقارير مكتبة مقاالت اإلجتهاد القضائي الترشيع
أرشيف وجهة نظر جرائم البيئة ،بني إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
التبليغ بالبريد اإللكتروني وفق
مستجدات مشروع قانون مالية
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 1/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
ال بأس من اإلشارة منذ الوهلة األولى ،إلى كون تقييم المقاوالت لم يعد يعتمد على رقم
تحليل توصيات المجلس األعمال الذي تحققه فحسب ،ولم تعد كذلك تعتمد في بناء سمعتها على مراكزها المالية فقط،
األعلى للحسابات ودورها في
تجويد النظام الضريبي بل ظهرت مفاهيم حديثة تساعد على خلق بيئة عمل قادرة على التعامل مع التطورات اإلطار الدستوري والقانوني المؤسس للعضو
البرلماني
المغربي المتسارعة في الجوانب االقتصادية والتكنولوجية واإلدارية عبر أنحاء العالم ،وكان أبرز
هذه المفاهيم مفهوم المسؤولية اإلجتماعية للمقاولة].[1
وفي واقع األمر ،إن كان مفهوم المسؤولية اإلجتماعية للمقاولة من المفاهيم الحديثة
والتي حظيت باهتمام دولي محض ،فإنه ما زال يكتنفه غموض وعدم دراية لتحديده بشكل
دقيق ،وذلك نظرا لطابعه المتعدد األبعاد الذي يخلق أحيانا بعض اللبس في عالقة المسؤولية
الجمال واإلبداع والقانون
اإلجتماعية بالتنمية المستدامة وباالقتصاد األخضر.
مداخل إصالح المنظومة المالية للجماعات
إن تحديد مفهوم المسؤولية اإلجتماعية للمقاولة قد يبدو صعبا لكونه مفهوما حديثا الترابية بالمغرب
بالمقارنة مع األنواع العديدة من المسؤوليات والتي ألفنا الحديث عنها من قبيل المسؤولية
األخالقية واألدبية ،المدنية ثم الجنائية ،كما أنه في إطار قانون الشغل ألفنا الحديث عن نوع
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 2/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
مدى ضرورة فتح "ملف واحد أال وهو المسؤولية القانونية لصاحب العمل أو العمال].[2
تبليغي" قبل التنفيذ بقلم ذ
رضى بلحسيـن-
وبالرغم من محاولة العديد من الفاعلين صياغة تعريف خاص للمسؤولية اإلجتماعية
للمقاوالت فإن التعريف األكثر قبوال هو التعريف الذي قدمته مؤخرا منظمة العمل الدولية
مفاده " :أن المسؤولية اإلجتماعية للمقاولة تترجم الطريقة التي من خاللها ،تأخذ المقاوالت
في االعتبار آثار أنشطتها على المجتمع ،وترسيخ مبادئها وقيمها سواء عن طريق تطبيق
مناهجها وعملياتها الداخلية أو في عالقتها مع الفاعلين اآلخرين ،فهي بمثابة مبادرة تطبيق القانون من حيث الزمان -تعليـق علـى
مكفولوا االمة من خالل طوعية تحتل فيها المقاوالت مركزا رئيسيا وتتعلق بأنشطة تتجاوز مجرد احترام القـرار
القانون المغربي وأهمية القرار
الملكي بإدراج األطفال ضحايا القانون"[3].
زلزال الحوز في هذه الفئة
ويعتبر مفهوم المسؤولية االجتماعية أشمل من المقاولة المواطنة ،ألن هذه األخيرة تكتفي
بما يلزمها به القانون في حين أن المسؤولية االجتماعية هي تطوع ومشاركة في التنمية
بأعمال اجتماعية وبيئية تساهم في تحسين ظروف عيش لإلنسان وتحافظ على البيئة
باعتبارهما من معايير الجودة التي تكسب المقاولة سمعة طيبة وسط المتعاملين معها .علما
أن تنامي الوعي لدى المستهلك يحاصر الشركات والمقاوالت التي أصبحت مجبرة على
حق الفقراء في التقاضي اإلستثمار السياسي في كرة القدم في المغرب:
االختيار بين االنخراط في تحمل مسؤوليتها االجتماعية أو االنهيار].[4 محاولة للفهم
كما أن القاعدة أنه ال يسأل جنائيا غير اإلنسان ،فاإلرادة هي قوام الركن المعنوي ،وهي
صفات لصيقة باإلنسان ،غير أن هذه القاعدة يرد عليها استثناء يتعلق بالمسؤولية الجنائية
لألشخاص المعنوية ،بعد تزايد دور هذه األشخاص في اآلونة األخيرة ،واتسعت دائرة
أرشيف المقاالت باللغة الفرنسية
نشاطها مما دفع بالتشريعات إلى معاملتها معاملة قانونية متميزة خصوصا فيما يتعلق
LA LITTÉRATIE بالمسؤولية الجنائية عن نشاطاتها التي تؤدي إلى إلحاق إضرار بالبيئة باإلضافة إلى كونها
FINANCIÈRE : LEVIER األحكام القانونية لكفالة األطفال المهملين على
POUR L’INCLUSION تخلف ضحايا عن الجريمة البيئية. ضوء مقاصد الشريعة
FINANCIÈRE DES
FEMMES
Le wali une autorité
انطالقا مما سبق ،سنتناول بالتحليل للمسؤولية الجنائية لألشخاص الذاتية والمعنوية عن
déconcentrée au service الجريمة البيئية وذلك في (المبحث األول) ،على أن نعرض في (المبحث الثاني) لضحايا
de la décentralisation
اإلجرام البيئي.
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 3/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
إذا توافرت أركان الجريمة على النحو السابق بيانه ،وكان السلوك اإلنساني يتطابق سلطة المحافظ العقاري في تصحيح األخطاء
المتسربة للسجالت العقارية
والنموذج القانوني لجريمة من الجرائم المنصوص عليها في القانون الجنائي ،أو القوانين
المكملة له ،ثار البحث في تحديد المسؤولية الجنائية ،وفي نوع الجزاء الجنائي الذي
يستحقه مرتكبها.
فالبحث إذن في وقوع الجريمة سابق على البحث في المسؤولية الجنائية ،كما أن البحث
في المسؤولية الجنائية ،سابق على تحديد الجزاء الجنائي لمرتكبها ،بمعنى آخر ،أن
الجريمة مقدمة أو يمكن اعتبارها سبب أو مناط موجب للجزاء الجنائي.
فواضح أن المسؤولية الجنائية تربط بين الجريمة من ناحية وبين الجزاء الجنائي ،فال
تقوم بالتالي المسؤولية الجنائية حيث ال تقع الجريمة ،وال يوقع الجزاء الجنائي حيث تنتفي
المسؤولية الجنائية. تعليق على قرار
هذا ويقصد بالمسؤولية الجنائية ،ذلك األثر القانوني المترتب على الجريمة كواقعة تطبيق القانون من حيث الزمان -تعليـق علـى
قانونية ،وتقوم على أساس تحمل الفاعل للجزاء الذي تفرضه القواعد القانونية ،ـ حسب قـرار
من المجموعة الجنائية ويسأل الشخص جنائيا في القانون المغربي 132مقتضيات الفصل
ـ صالحية فاعل الجريمة بتحمل العقوبة المقررة لها قانونا].[5
أو بمعنى آخر ،التزام مرتكب جريمة التلوث البيئي بالخضوع لألثر الذي ينص عليه القانون
كجزاء على ارتكاب الجريمة ،وهو الخضوع للعقاب.
ومع ذلك ،فإن تطور النظام القانوني وبروز معطيات جديدة في ميدان المسؤولية،
والرغبة في توفير حماية فعالة سواء على المستوى الوطني أو الدولي ،والتي تقتضيها
بعض المصالح المشروعة ،ضد بعض صور اإلجرام الخطيرة والمعقدة ،خاصة على
المستوى البيئي ،وهو ما يعرف بجرائم المشروعات االقتصادية والمؤسسات الصناعية].[6
ونظرا لما سبق ،دعت الحاجة إلى الخروج عن مبدأ شخصية المسؤولية ،وشخصية
العقوبة ،المبنيان على أساس حرية اإلرادة ،إلى مسؤولية وعقاب أشخاص لم يكونوا
فاعلين للجريمة ،وال مشتركين في إحداثها ،وهو الذي أصبح يعرف بفكرة المسؤولية
الجنائية عن فعل الغير المبنية على أساس الخطورة اإلجرامية لنشاطاتهم.
لذلك نرى ومن أجل اإللمام بذلك ،ضرورة التطرق إلى المسؤولية الجنائية للشخص
الطبيعي وفق (الفرع األول) ،على أن نعرض بالتحليل للمسؤولية الجنائية للشخص المعنوي
وذلك في (الفرع الثاني).
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 4/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
إن البحث في أحكام المسؤولية الجنائية للشخص الطبيعي ،عن الجريمة البيئية تتميز
بمجموعة من الخصوصيات ،بالنظر إلى أن هذه الجريمة قد يقترفها أشخاص أو أفراد
ذاتيون ،أو قد يقترفها أشخاص يشتغلون داخل مؤسسة اقتصادية ،ـ باعتبارها شخصا
معنويا خاصا ـ ،ولكن تبقى المسؤولية في هاته الحالة ،مسندة إلى ممثل هذا الشخص عن
أعمال أو أفعال اقترفها أحد التابعين له ،وبذلك فإن المسؤولية الجنائية للشخص الطبيعي
تتفرع إلى صنفين ،المسؤولية الجنائية لألشخاص الذاتيين ـ فقرة أولى ـ ،و المسؤولية
الجنائية لممثل الشخص المعنوي ـ وفق فقرة ثانية ـ.
من ق ج .يسأل الشخص جنائيا في القانون المغربي عن 132:استنادا لمقتضيات المادة
)ـ الجنايات والجنح والمخالفات التي يرتكبها شخصيا (فاعل مادي) أو بالواسطة (فاعل 1
معنوي) أو يكون مساهما فيها.
)ـ المشاركة في ارتكاب أي جناية أو جنحة دون المخالفات2.
)ـ المحاولة في الجنايات مطلقا ،وفي بعض الجنح إذا نص المشرع صراحة على المساءلة3
عن محاوالتها استثناء ،أما المخالفات فال مساءلة عن المحاولة فيها ،وكل ذلك بالشروط
من القانون الجنائي] 133.[7الواردة في الفصل
فالشخص الذاتي ـ الطبيعي ،هو اإلنسان ،فهو وحده الذي يتمتع بنعمة العقل واإلدراك،
ويملك القدرة على حرية اإلرادة ،أما الحيوان والجماد فال مسؤولية جزائية عليهما ،وال
يوصف ما ينتج عن حركتهما من حوادث بوصف الجريمة ،ذلك أن غير اإلنسان ليس
مخاطب بالقاعدة الجزائية].[8
وللحديث عن المسؤولية الجنائية للشخص الطبيعي عن الجرائم البيئية ،ينبغي التطرق إلى
نقطتين المبدأ وهو :شخصية المسؤولية الجنائية (أوال) ،واالستثناء ،المسؤولية الجنائية
عن فعل الغير ـ ممثل الشخص المعنوي ـ (ثانيا).
موضوع القانون الجنائي للبيئة ،نجد أن الجرائم المعاقب عليها بمختلف النصوص البيئية،
هي مبدئيا تسند إلى أشخاص طبيعيين ،انسجاما مع المبدأ المشار إليه أعاله].[10
ومن الصور التي تبين بشكل أوضح مدى التقيد بهذا المبدأ في إسناد المسؤولية الجنائية
لألشخاص الذاتيين ،الجرائم التي تتم بمخالفة قواعد القنص ،كالقيام بممارسة هذا النشاط
في فترة يمنع فيها ذلك ،أو العمل على اصطياد بعض األصناف من الطيور ،أو الحيوانات
التي ،كما يندرج في هذا 1923يقع عليها الحظر ،حسبما هو منصوص عليه بمقتضى
ظهير
الصنف من الجرائم ،القيام بجني أو قطف أنواع من النباتات المحمية] .[11أو الصيد على
نحو 1973.مخالف لمقتضيات ظهير
المتعلق بحفظ الغابات واستغاللها .من القوانين األكثر 1917أكتوبر 10هذا ويعد قانون
تعبيرا عن إسنادها للمسؤولية الجنائية ألفراد ذاتيين] .[12إذ يتبين من خالل استقراء
الفصول المتضمنة للمقتضيات الزجرية ـ وهي كثيرةـ ،توجيه الخطاب إلى أشخاص غالبا ما
يقومون الذي 34باستغالل الغابة ،أو يمارسون أنشطة داخلها ،كما هو منصوص عليه في
الفصل
جاء فيه " :كل من حرث أو زرع أو غرس أرضا من أراضي الغابة يحكم عليه بذعيرة
فرنك عن كل هكتار محروث أو مزروع أو مغروس 000.12 ،إلى 000.2تتراوح من
إلى 000.5كما يحكم على كل من غرق وأحيا بعض األراضي منها بذعيرة تتراوح من
فرنك عن كل هكتار وقع غرقه وإحياؤه .وإذا وقع الحرث والزرع والغرس فيها000.24
بمجرد اإلحياء والغرق فال يحكم إال بالذعيرة الواجبة عن األحياء ،ومن تكررت منه
المخالفة بالحرث والزرع والغرس فيحكم عليه بخمسة إلى ثمانية أيام سجنا .ومن عاد إلى
المخالفة باإلحياء والغرق فيمكن أن تصدر عليه عقوبة تتراوح من ثمانية أيام إلى شهرين
سجنا وزيادة على ذلك يحكم عليه بحجز حصاده".
والجدير بالذكر ،أن هذا الصنف من الجرائم ال يطرح إشكاال كبيرا على مستوى التثبت
منها ،ومتابعة المقترفين لها ،فالمخالفة تتشكل في أحيان كثيرة بتحقق الركن المادي لها،
حتى في غياب قيام الدليل على الركن المعنوي] ،[13وهذا ما تأخذ به المحاكم في الغالب،
ألن طبيعة هذه الجرائم ذات صبغة مادية صرفة .وبذلك فإنه ال يمكن للظنين التملص من
اإلدانة ،بدعوى حسن نيته ،وتبقى القوة القاهرة ،هي السبب الوحيد الكفيل باإلعفاء من
المسؤولية ،إذ األمر هنا يتعلق بمسؤولية جنائية موضوعية ،من حيث المبدأ ،باستثناء
بعض الجرائم التي تستلزم توفر القصد الجنائي ،لقيام المسؤولية الجنائية] ،[14كما في
حالة اإلحراق ،أو تعمد إتالف عالمات المطارق 56العمدي للغابة ،المنصوص عليه في
الفصل
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 6/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
الذي جاء فيه " :كل من قلد 1917أكتوبر 10من ظهير 43المنصوص عليها في الفصل
المطارق المعدة لعالمات إدارة الغابات أو استعمل مطارق مقلدة أو استعمل المطارق
الحقيقية زورا يعاقب بالسجن من ستة أشهر إلى سنتين ،كما يعاقب بالسجن من ثالثة أشهر
إلى سنة واحدة كل من قصد إتالف عالمات المطارق كل هذا زيادة على المطالبة
بالتعويضات في مقابلة ما يحصل من الخسائر واألضرار".
ويرى بعض الباحثين] [15أن تطبيق مبدأ شخصية المسؤولية الجنائية تكتنفه بعض
الصعوبات من الناحية العملية ،ذلك أن تحديد الفعل الشخصي الذي يقود إلى تعيين
األشخاص الطبيعيين المسؤولين عن الجريمة ليس أمرا سهال خاصة فيما يتعلق بجرائم
تلويث البيئة ،التي يصعب بشأنها تحديد مصدر معين أو فعل محدد باعتباره المسبب األصلي
والوحيد لها ،وبالتالي تحميل مرتكبيه مسؤولية النتائج المترتبة عليه.
ومن تم فإن تحديد الشخص الطبيعي المسؤول جنائيا عن الجريمة البيئية قد يتم بواسطة:
.اإلسناد القانوني :هو طريقة يتولى فيها القانون أو الالئحة تحديد صفة الفاعل أو تعيين 1
شخص أو عدة أشخاص كفاعلين للجريمة ،بصرف النظر عن كون هذا الشخص هو مرتكب
األفعال المادية المكونة للجريمة أم ال ،وأيا من كان الفاعل للجريمة فإن الشخص
الذي يحدده النص التشريعي يظل مسؤوال جنائيا عن الجريمة في جميع األحوال].[16
فتقدير المسؤوليات في إطار الجرائم البيئية التي ترتكب في إطار أنشطة مهنية يكون غاية
في الصعوبة بسبب المشاكل التي يثيرها فيما يخص تحديد المسؤولية الجنائية ،لذلك
من ق .البيئة 48/541المشرع إلى تحديد المسؤول سلفا ،على سبيل المثال يلجأ
المادي
الفرنسي تحمل المسؤولية لكل من كان مكلفا بمهمة اإلدارة والتسيير بمقاولة أو
مؤسسة].[17
.اإلسناد المادي :تقوم المسؤولية الجنائية وفق هذا اإلسناد عندما ينسب لشخص ما الفعل
2
المادي سواء كان إيجابيا أو سلبيا المكون للجريمة البيئية ،حيث يعتبر مسؤوال عن الجريمة
البيئية كل شخص طبيعي يرتكب النشاط المادي المكونة للجريمة بنفسه أو مع غيره ،أو
الشخص الذي يمتنع عن اتخاذ التدابير واإلجراءات التي تقتضيها مختلف القوانين
واللوائح] .[18حيث أن نصوص التجريم في هذا اإلطار تستخدم عبارات فضفاضة وعامة
من قبيل "كل شخص" ،من "تسبب" أي الفاعل المادي للجريمة البيئية.
.اإلنابة في االختصاص :تعني أن يقوم صاحب العمل أو مدير المؤسسة أو المنشأة3 ،
باختيار شخص مسؤول عن كافة المخالفات المرتكبة أثناء أو بسبب األنشطة التي تمارسها
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 7/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
المنشأة أو المؤسسة ،وذلك من بين األشخاص العاملين لديه ،وتحميله ،تبعا لذلك
المسؤولية الجنائية عن هذه المخالفات].[19
لكن هذه اإلنابة يجب أن يتوافر فيها مجموعة من الشروط]:[20
ـ أال يمنعها القانون.
ـ أن تكون المقاولة على قدر من األهمية ،بحيث ال تمكن المسؤولين من التسيير لوحدهم.
ـ غياب رئيس المقاولة.
ـ أن تكون اإلنابة محددة ومحدودة.
ـ قبول النائب للنيابة وتوفره على الكفاءة ليقوم بمهامه.
تقوم المسؤولية الجنائية ،وفقا لمبدأ الشرعية الجنائية ،على مبدأ شرعية العقوبة ،فمن
ال يساهم في الجريمة يظل بمنأى عن العقوبة .غير أن مبدأ المسؤولية الجنائية الشخصية
الذي ال يسأل في إطاره أحد جنائيا إال عن أفعاله الخاصة ،أصبح يتراجع ويندثر تدريجيا
لصالح مبدأ آخر هو المسؤولية عن فعل الغير].[21
وهذا راجع بالضرورة مدلول الشخص الجاني يتسع ليستوعب إلى جانب مفهوم الشخص
الطبيعي ،مفهوم الشخص االعتباري ،هذا األخير الذي يظل مساهما في الجريمة بسبب
تقصيره في اإلشراف على معاونيه ،أو لعدم احترازه في اتخاذ إجراءات الحيطة والوقاية
الواجبة لتفادي أخطار ومضار التلوث البيئي ،أو في مجرد السلوك المادي الناجم عن إحدى
العاملين به والمخالف للقرارات واللوائح العامة.
ويطلق على هذا النوع من المسؤولية ،المسؤولية الجنائية عن فعل الغير ،أو المسؤولية
الموضوعية أو المفترضة أي مسؤولية الشخص الذي لم يسهم في الجريمة بصفته فاعال أو
شريكا ويعد من الناحية المادية غريبا عن الفعل اإلجرامي إذ تنتفي رابطة المساهمة
المادية ،ومع ذلك تثور مسؤوليته المفترضة بنص القانون].[22
ومن خالل العرض السابق نرى ضرورة تقسيم هذه الفقرة إلى عنصرين هما:
ـ مبررات المسؤولية الجنائية عن فعل الغير في جرائم تلويث البيئة1.
ـ شروط تطبيق المسؤولية الجنائية عن فعل الغير في جرائم تلويث البيئة2 .
معلوم أن االجتهاد القضائي الفرنسي كرس منذ وقت طويل في القرار المعروف بقرار
[]23مسؤولية القائم على أعمال الشخص المعنوي في حالة المساس بالبيئة.
wiederkehr
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 8/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
وهكذا فقد جاء في أحد قرارات محكمة النقض الفرنسية بأن" :وظيفة رئيس المؤسسة
تفرض عليه المساهمة المباشرة والمستمرة في كل أعمال مؤسسة ،وعليه أن يتأكد شخصيا
من تنفيذ التعليمات التي يصدرها تحت مسؤوليته الشخصية ،وعليه مراقبة التنفيذ شخصيا،
ما لم يثبت أنه كلف تابعا منحه الصالحية والسلطة الالزمتين لفرض احترام األنظمة].[24
ويرى البعض] [25أن القانون الجنائي للبيئة ،ال يمكنه أن يشكل االستثناء من قاعدة
(شخصية المسؤولية والعقوبة) هاته األخيرة تمنع معاقبة من لم ينجز مجموع أركان
الجريمة ،أو أفعال المساهمة أو المشاركة.
غير أن االعتداءات المتكررة والخطيرة التي تهدد المجال البيئي ،وهي في أغلب
األحيان ،يكون وراءها المقاوالت الصناعية ،يجعل التشبث بهذا المبدأ محل نظر .خصوصا
إذا علمنا أن اإلجرام البيئي أصبح يتخذ أبعادا خطيرة وطنيا ودوليا ،قد ال يسعف التمسك
بالمبادئ التقليدية للقانون الجنائي] ،[26في زجر مرتكبي هذه الجرائم ،وعليه فبعض الفقه
الحديث يسير في اتجاه إقرار المسؤولية الجنائية لرؤساء المقاوالت ،ولو عن أفعال لم
يرتكبوها شخصيا ،ولكن هي في األصل ،ناتجة عن إهمالهم ،وتقصيرهم في مراقبة تابعيهم،
ومراعاة المعايير الالزم التقيد بها في مجال التقليل من التلوث].[27
فضال عن ذلك المشرع الجزائري واقتداء بالمشرع الفرنسي والمصري قد وسع من
مفهوم المساهمة الجنائية في جرائم تلويث البيئة وذلك لغرض فرض المزيد من الحماية
الجنائية للبيئة ،باعتبار هذه األخيرة من المصالح الحيوية التي ينبغي مراعاتها .مما يوحي
بالتوسع من قبله في األخذ بهذا اإلسناد خاصة وأن له أهمية خاصة على مستوى اإلجرام
البيئي.
وبذلك أصبح إقرار المسؤولية الجنائية عن فعل الغير ،يقوم على أساس مفهوم الخطر،
فكل جريمة تقوم على سير أو عمل المقاولة ،سبب في قيام المسؤولية الجنائية لرئيسها،
في ظل خطر نتج عن طريق نشاط المقاولة ،بمعنى آخر ،ألنه يدير مؤسسة تحمل خطر
المساس بالقيمة المجتمعية للبيئة .حيث يتحمل تبعا لذلك كل سلوك مسيء للبيئة ارتكب
بداخلها .ذلك أن من له فعليا سلطة اإلدارة في المقاولة ،يجب أن يقبل نتائج هذا التنظيم
المعيب ،باعتبار أن الخطأ المسند لرئيس المقاولة في هذا اإلطار ،يقوم على أساس إهمال
خاص من جانبه ،كمخالفة األنظمة المتعلقة بالمقاولة أو غيرها من المخالفات المرتبطة
بنشاطها ،تكون سببا في حصول الجريمة].[28
هذا عالوة على أن خطأ ممثل الشخص المعنوي الذي يستتبع قيام مسؤوليته ،قد يستند
أيضا على وجود إهمال عام من جانبه ،له عالقة سببية بحدوث النشاط المجرم ،وهذا يعزى
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 9/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
إلى أنه في أحيان كثيرة ،قد ال يكتفي التحلي بالحذر العادي ،بل يتطلب حذرا خاصا ،بالنظر
إلى ما يتضمنه النشاط من مخاطر على المصالح المحمية] .[29وعليه فإن التوسع في
مفهوم إسناد المسؤولية الجنائية لرئيس المقاولة ،قد يسعف بعدم الوقوف عند األجير
وحده .نضف إلى ذلك فإن واقعية القانون الجنائي تقتضي عدم االكتفاء بمتابعة المسؤول
الظاهر وحده ،بل البحث أيضا حتى على الشخص المخطئ والمسؤول الحقيقي.
كما أن الواجب في حالة التفويض ،لم يعد يقع على الرئيس ،بل تم نقله إلى غيره،
ونتيجة ذلك تنتقل أيضا المسؤولية المرتبطة باإلخالل به ،إذ إن الرئيس نقل بعض المهام
إلى المفوض له ،ولم يعد يمارسها شخصيا ـ وعليه فإن ارتباط المسؤولية بالوظيفة أو
المهمة ،يقتضي إبعاد المسؤولية عنه بخصوص الجرائم المرتكبة من جراء نشاط الشخص
المعنوي الذي يديره مباشرة ،وفق نفس األساس الذي كانت تسند بموجبه إلى
الرئيس].[30
ومن األمثلة على هذا النوع من المسؤولية الجنائية ـ عن فعل الغير ـ ما أخذ به الفصل
1917أكتوبر 10من الظهير المتعلق بالمحافظة على الغابات واستغاللها ،الصادر في 45
والذي يقرر " بقطع النظر عن العقوبات التي يتعرض لها المتهم أو المشاركون في جناية
أو جنحة أو مخالفة إحراق الغابة ،يمكن أن تفرض على القبيلة أو القرية غرامة
جماعية[31]...
وفي نفس السياق ،تناولت محكمة النقض المغربية في إحدى قراراتها] [32المسؤولية
الج .عن فعل الغير ،حيث اعتبرت أن المحكمة عندما قضت بإدانة ومعاقبة العارض رغم
التنصيص في محضر المخالفة على أن فعل الحرث والتعشيب تم من طرف عمال يعملون
تحت إمرته ،لم تخالف القانون وكون هؤالء العمال إنما يندرجون ضمن وسائل تنفيذ
تقضي بمسؤولية 1917/10/10لفعلي الحرث والتعشيب علما أن مقتضيات ظهير
المخالف العارض جنائيا سواء اقترف بصورة مباشرة أو غير مباشرة ،كما أدانت الغرفة
الجنائية لمحكمة النقض] [33رئيس المقاولة بالرغم من أنه في عطلة وكان غائبا وقت
الحادثة ،ألنه لم يعلم موظفيه ولم يزودهم بالوسائل الكفيلة بتمكينهم من التعامل مع أخطار
التلوث الذي أصاب مجاري المياه.
وحسب بعض الفقه الفرنسي] ،[34فإن المسؤولية الجنائية للمسير ال تخرج في الحقيقة
مسؤولية األجير أو التابع الذي سبب سلوكه أو خطورة الجريمة ،حيث أكد على أن كال
منهما ينبغي أن يدانا ويتابعا جنائيا ،على أنه استثناء قد ال يسأل المسير إذا كان األجير أو
التابع تسبب في المخالفة بسبب رعونته وعدم احتياطه ولم يلتزم بتعليمات رئيسه].[35
إن األخذ بهذا األسلوب من المساءلة] [36أصبحت تستدعيه اعتبارات عملية وواقعية،
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 10/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
بمؤاخذة المسؤولين الرئيسيين عن المساس بالبيئة ،بافتراض رئيس المقاولة مسؤوال عن
المخالفة المرتكبة ضد البيئة ،ولو ارتكبت من طرف األجير .ولكن هذا ال يعني أن هذا
األخير يبقى في منأى عن المساءلة الجنائية ،بل يمكن أن يؤاخذ كفاعل أصلي ،ورب العمل
من ق ج ،كما في حالة نقل مواد خطيرة على البيئة 129.كمساهم ،حسب مقتضيات الفصل
وعليه فإذا كان مقررا من خالل ما سبق ،قيام مسؤولية ممثل الشخص المعنوي ،فماذا
عن مسؤولية هذا الشخص وبمعزل عن ممثله القانوني؟
إن الشخصية المعنوية تعني اعتراف المشرع بالشخصية القانونية لعدد من األشخاص
تعمل على تحقيق هدف مشترك ،أو مجموعة من األموال المرصودة لبلوغ غاية
محددة].[37
هذا وقد أثارت مسألة مساءلة الشخص المعنوي جنائيا جدال فقهيا بين مؤيد ورافض،
فاألول ـ الرافض ـ ،مثله اتجاه المذهب التقليدي] [38في القانون الجنائي ،يقوم بحصر
المسؤولية الجنائية في األشخاص الطبيعيين ،على أساس اإلنسان يتمتع بملكات ذهنية
وعقلية تمثل هي األخرى شروط تحمل المسؤولية الجنائية .أما الشخص المعنوي فهو ليس
إال افتراض من صنع القانون ،وليس حقيقة[39].
وفي مقابل االتجاه التقليدي يذهب االتجاه الفقهي الحديث إلى االعتراف بالمسؤولية
الجنائية للشخص المعنوي محاوال تفنيد حجج الفريق األول ،وقد استند أنصار االتجاه
الحديث على أن طبيعة الشخص المعنوي ال تتناقص مع تقدير المسؤولية الجنائية ،فوجوده
حقيقة وليس مجرد وهم ،ويستدل على ذلك بما يتمتع به من إرادة خاصة به مستقلة
ومنفصلة عن إرادة كل عضو فيه ،كما أن له كيان مستقل وذمة مالية مستقلة ومصالح
ذاتية خاصة به والدليل على ذلك األهلية التي يتمتع بها والتي تظهر على الخصوص في
صالحيته لكسب الحقوق والتحمل بااللتزامات أن األنشطة التي يقوم بها تكون لحسابه
وباسمه ،بل قد تكون في كثير من األحوال ضد مصالح األعضاء المكونين له].[40
أما فيما يخص مبدأ شخصية أو حتى تفريد العقوبة فإنه ال يتناقض مع إقرار مسؤولية
الشخص المعنوي ،على اعتبار أن العقوبة توقع على الشخص المعنوي وحتى وإن امتدت
آثارها إلى أعضاء الشخص المعنوي فبصفة غير مباشرة يضاف إلى ذلك أن القائلين بعدم
مالءمة العقوبة الجنائية لطبيعة الشخص المعنوي ،فذلك ليس سببا للرفض مسؤولية
الشخص المعنوي] ،[41فهناك العديد من العقوبات التي يجوز تطبيقها على األشخاص
المعنوية كالغرامة والمصادرة واإلغالق أو حل الشخص المعنوي أو إيقاف النشاط لفترة
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 11/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
زمنية معينة].[42
وقد أقرت التشريعات الجنائية مسؤولية الشخص المعنوي الجنائية على سبيل االستثناء،
ألن األصل أن الشخص الطبيعي وحده هو الذي يسأل جنائيا ،لم ينص المشرع على
مسؤولية الشخص المعنوي جنائيا بنص خاص ،والمشرع المغربي حدد موقفه في هذا
اإلطار بكل وضوح ،ونص في الفصل 126ق ج .على ":تطبيق العقوبات والتدابير
الوقائية المقررة في هذه المجموعات ،على األشخاص الذاتيين".
وبهذا يتضح أنه ال يسلم بالقاعدة العامة التي تقضي بالمسؤولية الجنائية لألشخاص
االعتبارية ،لكن هذا لم يمنعه من مسايرة التطور الحاصل في الموضوع من حيث النص
على العقوبات الزجرية التي تالئم هؤالء األشخاص ،ولهذا نجده ينص في الفصل127
على أنه يحكم عليها ب:
ـ العقوبات المالية كعقوبة أصلية.
ـ بالمصادرة والحل ،ونشر الحكم كعقوبات إضافية.
ـ بالتدابير الوقائية العينية وهي :إغالق المؤسسة ،ومصادرة األشياء الضارة أو الخطيرة أو
المحظور امتالكها[43].
والحقيقة أن قوانين البيئة عرفت هذا النوع من المسؤولية الجنائية على نطاق واسع إذا
ما قورنت بالقوانين المادية ،وما ذلك إال ألن كثيرا من الجرائم البيئية ترتكب من قبل
األشخاص المعنوية.
ويرجع إقرار المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي والتي تعد مسألة في غاية األهمية
نظرا لألسباب التالية:
ـ التطور الصناعي واالقتصادي أدى إلى تعاظم دور األشخاص المعنوية ،حيث أضحت الحياة
االقتصادية ترتكز في العصر الحديث على المشروعات الضخمة والمنشآت العمالقة ،تلك
المشروعات التي تتميز باتساع نشاطها واعتمادها على األدوات والمعدات واآلالت والمواد
المسببة للتلوث والمضرة بالبيئة.
ـ كون المؤسسات الصناعية واالقتصادية تظم أطرا فنية وإدارية متعددة ،فتتشابك
االختصاصات على نحو يصعب معه تحديد المساهمين في الجريمة البيئية ،األمر الذي يؤدي
إلى إفالت الفاعلين األصليين للجريمة.
ـ هذه المسؤولية تشكل وسيلة ضغط هامة على المؤسسات الصناعية واالقتصادية لكونها
ستكون مهددة بجزاءات جنائية شديدة في حالة إضرارها بالبيئة[44].
معلوم أنه لكي يتم تطبيق المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي ،يلزم توافر شرطين
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 12/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
أساسيين:
نظرا لطبيعة الشخص المعنوي فانه ال يتمكن من ممارسة نشاطه إال من خالل أشخاص
طبيعيين يمثلونه ويعملون باسمه .وقد نصت المادة 2-121من قانون العقوبات
الفرنسي] [45والمادة 129من القانون الجنائي االسباني] [46على تمثيل الشخص
المعنوي وهذا الممثل يمكن أن يكون شخصا واحدا أو مجموعة من األشخاص وذلك طبقا
لطريقة تنظيم وهيكلة الشخص المعنوي.
وتجدر اإلشارة إن ثبوت المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي ال تعفي من متابعة
الشخص الطبيعي ممثل الشخص المعنوي وهو ما أكده القانون الفرنسي في الفصل
السالف].[47
وفي هذا اإلطار طالب بعض المهتمين] [48بضرورة التمييز بن مسؤولية الشخص
المعنوي واألشخاص الذاتيين المنتمين إليه حتى ال يتخذه ذريعة للتملص من المسؤولية.
هذا وقد اختلفت التشريعات في تحديد األشخاص الطبيعيين الذين يسأل الشخص المعنوي
عن سلوكهم اإلجرامي ،فاقتصر البعض منها على تصرفات أعضاء وممثلي الشخص
المعنوي ،في حين ذهبت تشريعات أخرى إلى المساءلة عن جميع تصرفات صغار موظفيه
وتابعيه[49].
فاالتجاه األول يضيق من نطاق األشخاص الطبيعيين التي يسأل عن أفعالها الشخص
المعنوي ومن هذه التشريعات :التشريع االنجليزي ،والفرنسي ،هذا األخير الذي حصر
األشخاص الطبيعيين ،الذين يسأل عن أعمالهم الشخص المعنوي في طائفتين:
الطائفة األولى :هي أعضاء الشخص المعنوي ،والطائفة الثانية تضم ممثلي الشخص
المعنوي.
فأعضاء الشخص المعنوي هم األشخاص المؤهلون قانونا ووفق القانون األساسي،
للتصرف والتعاقد باسمه ،حيث يتم تكليفهم بأعمال اإلدارة أو التدبير أو التسيير للشخص
المعنوي ،ويقصد بهم (الرئيس ،المسير ،مجلس اإلدارة ،الجمعية العامة للشركة أو
الجمعية[50].)..
أما الممثل فهو الشخص الطبيعي الذي يتوفر على السلطة سواء كانت قانونية أو مبنية
على أساس االتفاق ،للتصرف باسم الشخص المعنوي .أما العامل البسيط بمفهومه كشخص
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 13/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
عادي في المؤسسة ،ليس من المسؤولين عنها ،ألن أعمال الهيئة المعنوية ال يمكن أن
يقوم بها إال شخص مفوض وذو صالحيات محددة ،دون العامل أو الموظف البسيط ،وأنه
في حالة إقرار مسؤولية العامل البد من وجود تفويض واضع ممنوح له للقيام بأعمال باسم
الشركة ،عندئذ يصبح بمنزلة الوكيل أو الممثل القانوني للشخص المعنوي.
وهذا ما أكدته محكمة النقض الفرنسية ،حينما اعتبرت أن األجراء والعمال الذين تلقوا
تفويضا للسلطة من طرف أعضاء الشخص المعنوي يعتبرون ممثلين له ،وبالتالي فإذا
ارتكب هذا الممثل جريمة بيئية لحساب الشخص المعنوي ،فإن مسؤولية هذا األخير تثار.
أما االتجاه الثاني ،فهو الذي يوسع من نطاق األشخاص الطبيعيين ،الذين يسأل الشخص
المعنوي جنائيا عن أنشطتهم ،بحيث ال تقتصر على األعضاء والممثلين ،بل تمتد لتشمل
الموظفين والعمال التابعين له ،ومن أمثلة هذه التشريعات :القانون الهولندي ،والقانون
اللبناني والسوري[51].
ومن جهتنا ،نؤيد االتجاه الموسع لنطاق المسؤولية الجنائية لألشخاص الطبيعيين الذين
يرتكبون الجرائم باسم ولحساب الشخص المعنوي ،على اعتبار أن من شأنه أن يوفر حماية
أوسع وأشمل لعناصر البيئة.
لكي تتحقق المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي عن الجريمة التي يرتكبها احد
األشخاص الطبيعيين الممثلين له ،يتعين أن تكون هذه الجريمة قد ارتكبت لمصلحة ولفائدة
الشخص المعنوي وبالتالي تنتفي المسؤولية إذا ما كان يهدف لتحقيق مصلحته الشخصية
(الممثل وحده) ،أو بهدف اإلضرار بالشخص المعنوي].[52
ويقصد بأن ترتكب الجريمة لحساب الشخص المعنوي ،أن يستفيد هذا األخير من النشاط
الذي قام به الشخص الطبيعي ،أي أن الجريمة ارتكبت بهدف تحقيق مصلحة له .ويستوي
أن تكون المصلحة مادية أو معنوية ،مباشرة أو غير مباشرة] .[53وهناك من يضيف أن
الجريمة ترتكب لحساب الشخص المعنوي ،عندما تنفذ من طرف شخص طبيعي لضمان
سير أعمال الشخص المعنوي وتحقيق أغراضه .وتطبيق هذا الشرط ينجم عنه أنه حتى إذا
توفي الشخص الطبيعي ،أو زالت أجهزة الشخص المعنوي ،فإن ذلك ال يحول دون متابعة
هذا األخير عن الجريمة التي ارتكبها الشخص الطبيعي لحساب الشخص المعنوي ،وإذا
استحال التعرف على الشخص الطبيعي الذي ارتكب الجريمة لحساب الشخص المعنوي،
وخاصة في جرائم االمتناع واإلهمال ،وكذا الجرائم المادية التي ال تتطلب توفر النية ،تقوم
المسؤولية الجماعية ألعضاء الشخص المعنوي ،وتطبيق هذا الشرط يطرح تساؤال فيما إذا
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 14/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
كانت المنشأة أو المؤسسة مكونة من عدة فروع ومؤسسة أم ،وارتكبت الجريمة لحساب
أحد الفروع ،فهل يسأل الفرع أم المنشأة األم؟
هنا البد من التمييز بين حالتين :الحالة األولى ،إذا كانت المنشأة ال تمارس أي نوع من
السيطرة أو التأثير على الفرع ،فإن المسؤولية الجنائية تقع على هذا األخير.
أما الحالة الثانية :التي تكون فيها المؤسسة األم هي التي تسيطر وترسم اإلطار العام لجميع
الفروع ،بحيث تعتبر هذه األخيرة مجرد أداة تنفيذية إلستراتيجية الشركة األم ،فالمسؤولية
الجنائية تقع في هذه الحالة على المؤسسة األم].[54
إال انه ال ينبغي التسليم بالمسؤولية المطلقة الشخص المعنوي وإال كان في ذلك مس بأحد
أهم ركائز القانون الجنائي ويتعلق األمر بمبدأ شخصية الجرائم والعقوبات ،وقد يحدث ان
ترتكب الجريمة من طرف ممثل الشخص المعنوي ولحساب هذا األخير ورغم ذلك فان
القضاء يكيفها على أساس كونها تعريض مصلحة الشخص المعنوي للخطر كما فعل القضاء
الفرنسي في تقديم مدير شركة لرشوة بهدف الحصول على صفقة بكونها إساءة استعمال
أموال الشركة وهو ما جاء في قرار شهير] [55لمحكمة النقض الفرنسية "إن استعمال
األموال يكون بالضرورة تعسفيا إذا ما تم لهدف غير مشروع".
ونظرا ألهمية إقرار مسؤولية الشخص المعنوي الجنائية،فإنه يكون من الضروري
التطرق لحدود نطاقها من زاويتين :زاوية الجرائم (الفقرة األولى) ثم من زاوية األشخاص
(الفقرة الثانية).
بالرجوع للقوانين المقارنة منذ الوهلة األولى ،نالحظ اختالف التشريعات في مسألة
األخذ بنظام مسؤولية الشخص المعنوي الجنائية ،ذلك أن التشريع الفرنسي قام بحصر
مسؤولية األشخاص المعنوية في الحاالت التي ينص عليها القانون أو الالئحة .وقرر ذلك
بموجب الفقرة الثانية من الفصل 121من ق,ج .الفرنسي الذي دخل حيز التطبيق فاتح
مارس ،1994هذا بخالف التشريع المصري الذي لم يقر مبدأ المسؤولية الجنائية للشخص
المعنوي ،وإنما اكتفى فقط بإعطاءه لتطبيقات لهما فقط .أما بالنسبة للتشريع المغربي ،فمن
المعلوم أن مسؤولية الشخص المعنوي ظلت محل خالف بين الفقهاء والباحثين ،إلى أن أقر
المشرع مسؤولية الشخص المعنوي جنائيا ضمن المجوعة الجنائية وتحديدا في الفصل
.127
فبعد أن أقر المشرع مبدأ عاما في الفصل 126القاضي بتطبيق العقوبات والتدابير
الوقائية المقررة في مجموعة ق.ج .على األشخاص الذاتيين ،نص في الفصل 127على
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 15/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
أنه ":ال يمكن أن يحكم على األشخاص المعنوية إال بالعقوبات المالية والعقوبات اإلضافية
الواردة في األرقام 7و6و 5من الفصل .36ويجوز أيضا أن يحكم عليها بالتدابير الوقائية
العينية الواردة في الفصل ."62
ومن المعلوم أن العقوبات المالية وحدها كعقوبات أصلية ،لم ترد ضمن أنواع العقوبات
المخصصة للجنايات التي جاء بها الفصل 16من ق.ج ،.فهل كل الجرائم التي يرتكبها
الشخص المعنوي تعد ـ حسب الفصل 127ق ج ـ جنحة أو مخالفة ،ما دام أن الفصل أعاله
ألزم فيه المشرع دوما بعقاب الشخص المعنوي بعقوبات مالية ـ أو عقوبات إضافية ،فقط؟
وينتج عن هذا الطرح أن االختصاص ينعقد دوما للمحاكم االبتدائية بالنسبة للجرائم التي
يرتكبها الشخص المعنوي.
نضف إلى ذلك ،كون المشرع المغربي لم يفصح بشكل واضح عما إذا كان قرر مساءلة
الشخص المعنوي جنائيا كمبدأ عام أم استثناء.
وإذا حاولنا االلتزام باستقراء نهج المشرع ،سنخلص إلى أن إقرار المسؤولية الجنائية
للشخص المعنوي ما هو إال استثناء من األصل أو المبدأ العام ،وهو مساءلة الشخص
الطبيعي ،والوارد في الفصل 126بأنه" تطبق العقوبات والتدابير الوقائية المقررة في هذه
المجموعة على األشخاص الذاتيين" والفصل 1الذي ينص على أنه" يحدد التشريع الجنائي
أفعال اإلنسان الذي يعدها جرائم ".
فالذي يسأل كمبدأ عام هو اإلنسان أما الشخص المعنوي فقد وردت أمر مساءلته
كاستثناء .وهذا ما قد أكدها الفصل 132من القانون الجنائي الذي قرر قاعدة عامة مفادها
أن كل شخص سليم العقل قادر على التمييز يكون مسؤوال شخصيا ...وهذا ما ينطبق على
الشخص الطبيعي ،لكن الفقرة األخيرة من هذا الفصل أشارت إلى أنه ال يستثنى من هذا
المبدأ إال الحاالت التي ينص فيها القانون صراحة على خالف ذلك[56].
والجدير بالذكر ،بالرغم من إقرار المشرع للمسؤولية الجنائية للشخص المعنوي ،فإنه مع
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 16/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
ذلك نجد القضاء المغربي في تعامله مع إحدى القضايا البيئية التي أثارت االهتمام ،إن على
المستوى الرسمي أو الشعبي (قضية معمل الفلين بسال) لم يتم معالجتها بالصرامة الالزمة،
ولم يتم الحزم فيها بالشكل المطلوب ،فتعامل القضاء المغربي مع هذا النوع من القضايا،
وما يترتب عنها من نتائج خطيرة ،على حياة اإلنسان والمجال البيئي ،يطرح أكثرمن عالمة
استفهام ،عن المكانة الحقيقية للبيئة ،ضمن قيم المجتمع الجديرة بالحماية الجنائية[57].
ومع ذلك نسعى أن يكون لموقف القضاء حضورا أكثر في تعامله مع هذا الصنف من
القضايا ،خصوصا إذا علمنا أن التشريع البيئي المغربي ،أخذ في القوانين الجديدة يتجه إلى
فرض عقوبات ،إلى حد ما تعكس االهتمام الذي أصبح يوليه المشرع للقضايا البيئية،
بإفراده لعقوبات تقضي بإغالق المنشآت المسببة للتلوث ،باإلضافة إلى العقوبات الحبسية،
كما هي الحالة في المادة 20من ق .مكافحة تلوث الهواء ،إذ جاء فيها ":يعاقب بغرامة من
ألفي ( )2000إلى مائتي ألف ( )200000درهم ،وعقوبة حبسية من شهر إلى سنة ،كل
من شغل منشأة مخالفا إلجراء من إجراءات المنع المحكوم به طبقا للفقرة الثانية من المادة
19من نفس القانون].[58
وفي حالة العود تضاعف العقوبة القصوى ،ويمكن باإلضافة إلى ذلك األمر بإغالق نهائي
للمنشأة مصدر التلوث" .كما أن هذا النهج للمشرع المغربي نحو التوسع في إسناد
المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية ،والتي ترتكب أعماال ماسة بالبيئة ،تجسد كذلك في
القانون رقم 28.00المتعلق بتدبير النفايات والتخلص منها ،وذلك ما يستشف من
مقتضيات المادة 76منه.
وعليه ،فإن هذا المنحى للمشرع المغربي ،في تنصيصه على مواخذة الشخص المعنوي
في القوانين القطاعية ،ربما يعتبر ذلك أخذا بالنهج الذي سلكه المشرع الفرنسي ،قبل إصدار
المدونة الجنائية الفرنسية لسنة ،1994والذي كان يقر بدوره بالمسؤولية الجنائية
لألشخاص المعنويين ،عن بعض الجرائم المنصوص عليها في بعض القوانين الخاصة ،كما
هو األمر في الفصل ( )7/1من القانون الصادر في 2/8/1961المتعلق بمكافحة تلوث
الهواء ،وكذا مخالفة الفصل (1ـ )24من القانون ،1975/7/15المتعلق بالحد من النفايات
والتخلص منها[59].
هذا ويبقى التساؤل المطروح في هذا الصدد هو ما حدود هذا االستثناء وتجلياته
التشريعية ،فهناك حقيقة واحدة يجب االعتراف بها وهي عدم توضيح الرؤية التشريعية
وغياب الصراحة لدى المشرع.
وهذا يدل على استمرار تردده بشأن إقرار المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي ،رغم
التوسع المستمر في نطاق مساءلة الشخص المعنوي في التشريعات المقارنة ،بما فيها
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 17/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
فضال عن بيان الجرائم التي يمكن أن يسأل عنها في القسم الخاص من قانون العقوبات
وكذا في التشريعات الخاصة ،وبصفة أساسية في قوانين حماية البيئة ،بما يتيح توفير
الحماية الجنائية الالزمة والفعالة للعناصر البيئية ،ومن تم تحقيق السياسة الجنائية
ألغراضها.
وبذلك نهيب المشرع المغربي بالتدخل في أسرع وقت ،بتبيان موقفه إزاء هذا الموضوع
وتفادي الصياغة القانونية المبتورة التي تخلق مشاكل تأويلية وتؤدي إلى تضارب في
اآلراء ،ويلزم أن يكون تدخله حكيما واضحا ودقيقا ،وأن تكون صياغة مرنة تساير تطورات
الواقع ،مع مراعاة بعض االعتبارات] :[60منها تحديد األشخاص المعنوية المسؤولة جنائيا
وغير المسؤولة لتفادي التعميم ،تقرير شرط ارتكاب الجريمة باسم الشخص المعنوي
ولحسابه ،خلق انسجام بين مقتضيات ق.م.ج .و ق.ج .من خالل سن قواعد إجرائية توضح
كيفية استدعاء الشخص المعنوي وكيفية إشعاره بالتهم ،وطريقة مثوله أمام سلطات البحث
والتحقيق والمحكمة ،إعادة التفكير في الئحة العقوبات والتدابير المطبقة في أفق تنويعها
وتطعيمها بأنواع جديدة.
لقد سبق الحديث عن كون األشخاص المعنوية تنقسم إلى أشخاص معنوية خاصة تخضع
ألحكام القانون الخاص ،وإلى أشخاص معنوية عامة تخضع للقانون العام .إال أنه إذا كان
إخضاع األشخاص المعنوية الخاصة للمسؤولية الجنائية ال يطرح أية إشكالية قانونية،
شأنها شأن األشخاص الذاتيين ،فإن الجدل يثور بالنسبة لألشخاص المعنوية العامة لتوفرها
على عنصر السلطة العامة ،وتمارس أنشطتها من طرف المرفق العام.
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 18/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
هذا ونشير أن مبدأ المساواة أمام القانون ،يقتضي عدم جواز التفرقة بين أشخاص
القانون العام ،وأشخاص القانون الخاص ،ولذلك قررت جل التشريعات إخضاع جميع
األشخاص المعنوية العامة األخرى للمسؤولية الجنائية ،أيا كان الشكل القانوني الذي تتخذه
كالمؤسسات العامة والتجمعات ذات النفع العام ،وغيرها ،وفيما يتعلق بكافة أنشطتها .ومع
ذلك يالحظ أن المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية العامة هي مسؤولية مخففة بطريقة
غير مباشرة ،إذ ال يجوز أن توقع عليها ،كما تنص على ذلك الفقرة األخيرة من المادة
39-131من قانون العقوبات الفرنسي عقوبة الحل ،وال عقوبة الوضع تحت الرقابة
القضائية[61].
وتنقسم األشخاص المعنوية العامة إلى نوعين :أشخاص معنوية عامة إقليمية أو
ترابية] ،[62وأشخاص معنوية مرفقية أو مصلحية.
واألشخاص المعنوية العامة اإلقليمية هي :الدولة والجماعات الترابية] [63بما فيها
الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات].[64
وعالقة باإلشكال المطروح حول":مدى إمكانية مساءلة الدولة كشخص معنوي عام"؟
نعتقد أنه البد من التفرقة فيما يخص إثارة المسؤولية بين:
ـ إثارة مسؤولية الدولة من طرف النيابة العامة للدولة ذاتها ،بمعنى أن تلوث البيئة أدى إلى
المساس بمصالح الدولة دون أن يتعدى ذلك مصالح دول أخرى.
ـ إثارة مسؤولية الدولة حينما يتجاوز آثار التلوث البيئي ليمس دوال أخرى ،تضحى بذلك
جريمة دولية ،وتثار المسؤولية وفق قواعد القانون الدولي الجنائي].[65
بالنسبة للنقطة األولى:
فالدولة ال يكن إثارة مسؤوليتها جنائيا] ،[66ويرجع ذلك إلى عدة اعتبارات أهمها :دور
الدولة في ممارسة الزجر والردع الجنائي ،فال يعقل أن تتم متابعة الدولة من طرف النيابة
العامة التي تمارس وتحرك الدعوى العمومية باسمها ،فالقول بغير ذلك يجعل من الدولة
خصما وحكما في نفس الوقت] .[67باإلضافة إلى تمتع الدولة بالسيادة حيث أنها ال تخضع
ألي دولة أخرى ،وبالتالي ال يمكن أن يتصور في ظل هذه السيادة أن تسأل الدولة جنائيا أو
أن تكون محال للعقوبة[68].
أما بالنسبة للجماعات اإلقليمية أو الترابية األخرى ،فال تسأل جنائيا إال بمناسبة الجرائم
المرتكبة في إطار القيام باألنشطة التي تكون موضوع اتفاقيات أو عقود تفويض للمرفق
العمومي].[69
أما األشخاص المعنوية المرفقية] ،[70وهي عبارة عن مرافق تقوم بإدارة النشاط المسند
إليها قانونا تحت وصاية الدولة أو أحد األشخاص المعنوية الترابية األخرى ،مع اإلعتراف
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 19/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
لها بالشخصية المعنوية العامة واالستقالل المالي واإلداري [71].هذه المرافق التي تتخذ
شكل شركات ومكاتب وطنية وجمعيات عامة وما شابهها يمكن تحميلها المسؤولية الجنائية
عن كافة األفعال الماسة بالبيئة التي تتسبب فيها ،نتيجة لعدم مراعاتها لاللتزامات التي
تفرضها قوانين البيئة ،وهذا أمر طبيعي ألن معظم حاالت التلويث والتدهور البيئي سببها
األنشطة التي مارسها أشخاص معنوية عامة ،فجرائم التلويث مثال غالبا ما تقع بمناسبة
نشاط صناعي أو زراعي أو خدماتي ،والذي يتم بواسطة شركات تابعة ألشخاص معنوية
عامة[72].
أما بخصوص النقطة الثانية:
فباعتبار جرائم تلويث البيئة جريمة دولية تسأل عنها الدولة التي ترتكبها فالبد من
الخضوع إلى المساءلة الجنائية للدولة وفق قواعد القانون الدولي الجنائي.
وتستند مسؤولية الدولة عن أضرار التلوث ،في القانون الدولي التقليدي ،عادة إلى الحكم
،1941وهي المعروفة بقضية Trail Smelter arbiytationالصادر في قضية تحكيم
سنة
في قضية "قناة كورفو" 9/04/1949،وكذلك إلى حكم صادر عن محكمة العدل الدولية في
والذي قضت فيه المحكمة بأنه ":ال يمكن ألي دولة أن تستعمل أراضيها لغايات مضادة
لحقوق الدول األخرى".
فهذه القرارات ألزمت الدول بعدم استخدام أراضيها ،أو الترخيص باستخدامها ،بشكل ينتج
عنه مساس أو خسارة بمصالح دول أخرى].[73
وبذلك فالقانون الدولي للبيئة ،نجده يحدد القواعد التي تلتزم الدول بمراعاتها ،والتقيد بما
تفرضه من ضرورة حماية البيئة ،خصوصا أمام تزايد االختالالت التي يعرفها النظام البيئي
العالمي ،واالستغالل المفرط للموارد الطبيعية ،يشكل تحديا حقيقيا للسلم واألمن الدوليين في
العالم ،ويشكل عدم الوفاء بهذا اإللتزام ،قيام مسؤولية الدولة عن األضرار المترتبة عن
عدم الوفاء بالحفاظ على البيئة ،كأن تعمل بعض أجهزة الدولة ،أو األفراد بأعمال من شأنها
إدخال مواد في البيئة ،ينجم عنها أضرار بالصحة اإلنسانية ،أو بالموارد الحية للبيئة ،أو
إعاقة األنشطة العادية ،أو عدم بذل العناية الواجبة ،لمنع أو مكافحة التلوث الذي تسببه
أنشطة األشخاص الطبيعيين ،أو االعتباريين داخل إقليمها ،أو إهمالهما اتخاذ التدابير
الرادعة لتعقب مرتكبي األنشطة الضارة ،أو عدم تقديمها التعويض المجزي لمن تضرروا
من التلوث أو فساد البيئة.
إال أن التساؤل الذي يطرح في األخير ،يتمحور باألساس حول أثر قيام المسؤولية
الجنائية للشخص المعنوي على مسؤولية الشخص الطبيعي في جرائم تلويث البيئة ،بمعنى
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 20/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
آخر هل مسؤولية األشخاص المعنوية تحول دون مساءلة الشخص الطبيعي عن ذات
الجريمة المرتكبة باسم ولحساب الشخص المعنوي ،أم أنه يمكن ازدواج المسؤولية عن
ذات الجريمة؟
ذهبت غالبية الفقه إلى القول بازدواج المسؤولية عن ذات الجريمة] [74مستندة في ذلك
إلى عدة اعتبارات أهمها:
ــ أن ارتكاب الجريمة لحساب الغير ال يعتبر سببا النتفاء مسؤولية مرتكب الجريمة طالما
توافرت شروط مسؤوليته جنائيا.
ــ أنه للوصول إلى الغاية المنشودة من توقيع الجزاء الجنائي ،ينبغي أال يشكل إقرار
المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي ستارا يستخدم لحجب المسؤولية الشخصية
لألشخاص الطبيعيين الذين ارتكبوا الجريمة[75].
وبالمقابل ،يرى جانب من الفقه] [76أنه صار من الضروري دمج المسؤولية الجنائية
للشخص المعنوي مع المسؤولية الجنائية للشخص الطبيعي الذي يعتبر الفاعل المادي
للجريمة التي يسأل عنها الشخص المعنوي .وهذا االتجاه بدوره مؤيد من جانب التشريع
لكن بصورة ضئيلة] ،[77ففي والية نيوجرسي األمريكية ـ وفي إطار قانون حماية العناصر
البيئية ـ نجد أن القانون ينص على إعفاء األشخاص المعنوية من الخضوع للقانون
الجنائي ،ويطبق فقط على األشخاص الطبيعيين.
ومن جهتنا ،فإن إثارة المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي ال تعني استبعاد إمكانية
متابعة الشخص الذاتي أيضا مرتكب الجريمة ،فالمسؤولية الجنائية للشخص المعنوي ال
تخرج مسؤولية األشخاص الطبيعيين سواء كانوا فاعلين أو مساهمين أو مشاركين في
نفس األفعال اإلجرامية] ،[78على اعتبار أن الجمع بين المسؤولية الجنائية للشخص
الطبيعي واالعتباري معا ،يؤدي إلى تحقيق أسمى درجات الحماية المرجوة للبيئة من خالل
تكريس بل وتطبيق مبدأ عدم اإلفالت من العقاب.
وهذا ما درجت عليه محكمة النقض الفرنسية في العديد من قراراتها ،فقد أدانت كال من
متر طوال 30،متر عرضا و 3المحافظ والجماعة من أجل أشغال توسعة طريق عمومي
بعدما نجم عن هذه األشغال إضرار بالبيئة المحيطة بها ،فالمحكمة أثارت في آن واحد
المسؤولية الشخصية للمحافظ ألنه أعطى أوامر لعمال الجماعة بتنفيذ هذه األشغال،
ومسؤولية الجماعة ألن األشغال أنجزت باسمها ولحسابها[79].
والجدير بالذكر في األخير ،أنه قد تحدث أسباب تنتفي معها المسؤولية الجنائية في جرائم
تلويث البيئة ،كحالة الضرورة والقوة القاهرة ،والترخيص اإلداري.
والمراد بحالة الضرورة ،الحالة التي يجد فيها اإلنسان نفسه أو غيره مهددا بخطر جسيم
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 21/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
وحال يضيق عليه نطاق اختياره ،فال يستطيع تالفيه وال تجنبه إال بارتكاب فعل إجرامي
معين [80]،وهي تمثل وسيلة دفاع أساسية لتبرير أفعال التلوث التي تقع على البيئة والتي
تشكل في نظر القانون جريمة].[81
وعلى خالف المشرع المصري الذي اعتبر حالة الضرورة مانعا من موانع المسؤولية
الجنائية في جرائم تلويث البيئة] .[82فإن كال من المشرع المغربي والفرنسي قد اعتبرا
حالة الضرورة سببا من أسباب اإلباحة ،وهذا مفاده أن حالة الضرورة تزيل عن الفعل أو
االمتناع المكون للجريمة صفة التجريم .بمعنى أنه يصبح عمال مشروعا بعد أن كان مجرما،
وبالتالي ال يسأل الفاعل مدينا عن األفعال الضارة التي قد تتسبب عن فعله الملوث[83].
كما تنتفي المسؤولية الجنائية في جرائم تلويث البيئة في حالة القوة القاهرة] ،[84فمرتكب
فعل التلويث يرتكب جريمته تحت تأثير اإلكراه الذي ال يملك له دفعا ،ومن تم ال يكون حرا
في اختيار طريق الجريمة ،بل أنه يكون مدفوعا إلى ارتكابها كوسيلة وحيدة لوقاية نفسه أو
غيره[85].
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن الجريمة البيئية في حالة وجود ترخيص بممارسة
األعمال المضرة بالبيئة ولكنه ال يستحق رغم ذلك أن يحضر كلية ،األمر الذي يقتضي تنظيم
ممارسة هذا النشاط ،فليس من حق أي شخص القيام به بالصورة والتي ينجم عنها هذه
المخاطر أو أن يترك لمن يرغب في ممارسة هذا النشاط تقدير تلك المخاطر التي تنجم عنه،
لذا يعهد بذلك إلى الجهة اإلدارية المختصة على طالب الترخيص االلتزام بها وإال عد نشاطه
غير مشروع ويستوجب المساءلة الجنائية ،مع منح الجهة المختصة بمنح الترخيص حق
إلغائه.
وقد استلزم المشرع المغربي ضرورة الحصول على ترخيص لممارسة بعض األنشطة
المتعلق باستغالل المصالح ينص 11/08من القانون رقم 11التي لها صلة بالبيئة ،فالفصل
على أن استغالل المقالع يتوقف على الحصول على رخصة تسلمها اإلدارة.
من قانون البيئة الفرنسي على أن كل من يستغل منشأة 514وفي فرنسا ينص الفصل
مصنفة من أجل حماية البيئة بدون رخصة يتعرض لعقوبة سالبة للحرية لمدة سنة وغرامة
فرنك فرنسي 57000[86].تقدر ب
كان هذا عن أحكام المسؤولية الجنائية عن جرائم البيئة ،فماذا عن ضحايا اإلجرام البيئي؟
هذا ما سنعرض له في المبحث الموالي.
المبحث الثاني :ضحايا اإلجرام البيئي وكذا إشكالية التطبيق الزماني والمكاني
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 22/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
ال شك أن في عهد العصور الالحقة وخاصة عصر المدارس الجنائية الحديثة ،فإن فكر
المدرسة التقليدية بزعامة الفقيه اإليطالي باكاريا قد انصب بصورة أساسية على الجانب
الموضوعي للجريمة دون جوانبها األخرى .نتيجة لذلك أقامت هذه المدرسة فلسفتها على
أساس التناسب بين العقوبة والجريمة ومدى ما تحققه هذه العقوبة من ردع عام وخاص.
مهملة الجانب اإلنساني في الظاهرة اإلجرامية سواء ما تعلق منه بالجاني أو المجني عليه.
وبعد ذلك ظهرت المدرسة التقليدية الحديثة لتالفي العيوب التي شابت المدرسة التقليدية،
ومن أهم ما نادت به التخفيف من شدة العقوبة وجعلها متناسبة مع الوضع الخاص بكل
فرد ،حسب الظروف الشخصية لكل متهم ..وضمن تعاليم هذه المدرسة ظهرت فكرة "تفريد
العقاب" و"نظام الظروف المخففة" و"موانع المسؤولية الجنائية".
ومع فكر "لومبروزو" وفيري و"جاروفالو" مؤسسي المدرسة الوضعية ،أصبح الجاني
محورا أساسيا للدراسة في علم اإلجرام ،وبالرغم من تركيز المدرسة الوضعية جل اهتمامها
على شخص الجاني ،إال أنها لم تغفل تماما اإلشارة إلى المجني عليه ،فقد ذهب لومبروزو
وهو بصدد تصنيف المجرمين إلى القول بأن المجرم العاطفي يتأثر بضغط االنفعاالت التي
يثيرها المجني عليه .كما أن جاروفالو أشار إلى سلوك المجني عليه ـ من شأنه أن يدفع
الجاني إلى ارتكابه الجريمة ـ.
وهكذا ظلت الدراسة العلمية للظاهرة اإلجرامية غير كاملة بسبب اإلقصاء الممنهج للمجني
عليه كطرف أساسي في هذه الظاهرة إلى أن ظهر فرع جديد من العلوم يهتم أساسا
بالدراسة العلمية للمجني عليه يسمى "علم المجني عليه".
هذا ويعتبر علم المجني عليه أحد فروع العلوم الجنائية وذلك لكونه يهتم بدراسة المجني
عليه باعتباره طرفا في الجريمة باإلضافة إلى الجاني.
يتضح أن علم المجني عليه هو ذلك العلم الذي يهتم بدراسة المجني عليه ـ شخصا وصفة
ـ من عدة جوانب ،سواء قبل وقوع الجريمة من خالل دراسة العالقة بين الجاني والمجني
عليه كمدخل لدراسة الظاهرة اإلجرامية والوقوف على أسبابها وذلك بعد دراسة مجموع
الخصائص العضوية والنفسية واالجتماعية المتعلقة بالمجني عليه وبيان الصفات والسمات
العضوية والنفسية والثقافية الخاصة بالمجني عليه ،كما يعنى أيضا بالدور الذي يمكن أن
يلعبه المجني عليه في خلق فكرة الجريمة أو التشجيع عليها أو تسهيل ارتكابها ،وأثر هذا
الدور بالنسبة لتحديد مسؤولية الجاني وحدود ونوعية الجزاء الواجب التطبيق].[87
وبالنسبة للقضاء المغربي فإن محكمة النقض اعتبرت أن المجني عليه هو الذي وقعت
عليه أحداث الجريمة إما على شخصه أو حقوقه المعنوية أو ماله وهو وحده الذي يعتبر
متضررا من الجريمة ،أما غير المجني عليه فال يعتبر كذلك ،ولو لحقه ضرر مباشر
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 23/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
منها[88].
ومن الطبيعي أن يكون لكل جريمة ضحية أو ضحايا ،وعادة ما يكون ضحية الجريمة
محددة ـ إال أن ضحايا جرائم البيئة ليسوا محددين ،بل ويصعب تحديدهم ،ويتجه الذهن منذ
الوهلة األولى من التفكير في ضحايا جرائم البيئة ـ إلى البشر ،إلى اإلنسان ،الذي هو
المستخلف في األرض.
والمالحظ من خالل أغلبية الدراسات الفقهية الجنائية أن جرائم البيئة ال تستهدف شخصا
أو أشخاصا بذواتهم ،وإنما هي اعتداءات توجه إلى عناصر البيئة الطبيعية المحيطة
باإلنسان من أرض ومياه وهواء وحيوان ونبات ،أي :الطبيعة ذاتها].[89
وجاءت دراسات "اإلجرام البيئي" محصلة مهمة لدراسات علم الضحية .فالبيئة بعناصرها
) إلى اعتبار R.Kesslerالطبيعية المادية هي الضحية في جرائم البيئة .وذهب البعض (
جرائم البيئة جرائم خطر ،وليست جرائم ضرر ،يتعذر تحديد ضحيتها أي أنها جرائم بال
ضحية[90].
ومن البداهة بمكان أن اإلنسان هو أول ضحايا جرائم البيئة ،فاإلنسان هو الذي يفسد في
األرض ،وهو الضحية التي تذوق نتائج هذا اإلفساد ،وصدق هللا العظيم حينما قال في كتابه
العزيز " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا
لعلهم يرجعون".
صحة اإلنسان وحياته على األرض ضحايا لجرائم البيئة .باإلضافة لذلك ،فهناك رفقاء
آخرين على هذه البسيطة ،ونقصد الكائنات واألشياء األخرى من حيوان ونبات ،بل والجماد
ناهيك عن الهواء والماء والتربة ـ وهذه جميعا ضحايا لجرائم البيئة ـ وهذه جميعا لها صحة
ـ إذا جاز التعبير تفسد وتسوء وتمرض ـ مثلها مثل صحة اإلنسان ـ وهي أيضا ضحايا
لجرائم البيئة ...التي ال يرتكبها إال اإلنسان
قد تفسد البيئة ـ نتيجة عوامل طبيعية ـ كالبراكين والعواصف الترابية الحادة ـ ولكن تلك
أمور طبيعية لها جوانبها السلبية عادة واإليجابية أحيانا.
أما أن تفسد البيئة ،بصنع اإلنسان ،وبإرادة اإلنسان ،فهذه هي الجريمة الحقيقية ،وأما أن
يكون اإلنسان ـ والكون المأهول ـ هما ضحايا جريمة اإلنسان ،فهذه هي المعادلة الغريبة
التي يكون فيها المتهم هو الضحية ،والضحية هي المتهم بل ومعه ضحايا آخرون.
ويعتبر د .علي الباز أن التقدم العلمي الحقيقي هو الذي ينتهي إلى تقدم اإلنسان ـ صحة
وحياة ـ وإلى المحافظة األكثر تطورا ـ على الكون ،وعلى بيئة اإلنسان هواء وماء وتربة.
هذا ويمكن القول أنه ليس ثمة تعريف ثابت وشامل ،ونرى من جهتناPollution
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 24/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
للتلوث
أن أهم تعريف ''علمي'' للتلوث هو التعريف الوارد في توصيات مجلس منظمة التعاون
والذي يعرف التلوث بأنه إدخال مواد 1974نونبر 14والتنمية االقتصادية الصادرة في
أو طاقة بواسطة اإلنسان سواء بطريق مباشر أو غير مباشر إلى البيئة ،بحيث يترتب عليها
آثار ضارة من شأنها أن تهدد الصحة اإلنسانية ،أو تضر بالموارد الحية أو بالنظم البيئية،
أو تنال من قيم التمتع بالبيئة ،أو تعوق االستخدامات األخرى المشروعة لها ،وأن هذا
التعريف قد أيده الكثير من العلماء ،واعتمدته ـ مع بعض التعديالت فيه ـ معظم االتفاقيات
والمعاهدات الخاصة بالتلوث ،وكذلك المعاجم العلمية المتخصصة مع التصرف.
إن األمور تتشابك عند استعراض ضحايا جرائم البيئة ،فعندما تحاول تركيز الضوء على
"ضحية محددة" تزاحمها في الصورة ـ الضحايا األخرى.
فإذا ألقينا الضوء على تلوث الهواء ـ ضحية ـ فالبد أن ذلك يستدعي ضحايا آخرين؟ هي
صحة اإلنسان وصحة النبات ...إلخ.
وإذا ألقينا الضوء على تلوث التربة ـ ضحية ـ تداعت إليها سائر الضحايا األخرى :وهي
فساد الزرع ،ثم صحة اإلنسان الذي يقتات على تلك النباتات الملوثة ،بل والحيوانات التي
تقتات الزرع ـ ويقتات اإلنسان ألبانها أو لحومها؟
وإذا ألقينا الضوء ـ كذلك ـ في األخير على تلوث الماء ـ العذب وغيره ـ ضحية ،ظهرت في
قائمة الضحايا ـ على الفور ـ الكائنات الحية المائية ،ومن قبلها ومن بعدها ،صحة اإلنسان
وحياته ...ضحايا؟.
ولذلك يرى د .علي الباز أن األمر شديد التشابك ،وكثير التداخل ،وعظيم التعقيد .ولربما
أدى استعراض الضحايا :الهواء ،والماء ،والتربة ـ باإلضافة إلى جانب آخر من تلوث البيئة
وهي مشكلة "التلوث السمعي أو الضوضائي" .ـ إلى تجسيد حقيقة مدى كون اإلنسان ـ
صحة وحياة ـ هو الضحية األولى واألهم ،ومن بعده يأتي الكون ،وتأتي الكائنات األخرى
من نبات وحيوان ...ضحايا لجرائم البيئة.
انطالقا مما سبق ،سنقوم بمعالجة ما تقدم من خالل مطلبين اثنين ،نتناول في المطلب األول
الماء والهواء ضحايا لجرائم البيئة ،على أن نعرج بالتحليل للتربة والتلوث السمعي ضحايا
بيئية وذلك في المطلب الثاني.
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 25/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
أوال :الماء
يقول هللا عز وجل في محكم كتابه " وجعلنا من الماء كل شيء حي" [91] ،إال أن
اإلنسان يأبى إال أن يفسد الماء ..حتى يحيل كل شيء حي ..إلى الموت ذاته.
ويعتبر الماء موردا طبيعيا أساسيا ومادة ضرورية يرتكز عليها الجزء األكبر من األنشطة
االقتصادية لإلنسان ،كما أنه مورد يتميز توفيره بعدم االنتظام في الزمان والمكان ،ويتأثر
بظروف المناخ وتنوع الخريطة الجغرافية ،والسلوكات السلبية والضارة لإلنسان]. [92
والمقصود بالتلوث المائي] [93إحداث تلف أو فساد في نوعية المياه مما يتسبب عنه
تدهور نظامها البيئي بصورة أو بأخرى لدرجة تصبح المياه ضارة أو مؤذية عند
استخدامها ،أو غير قادرة على أن تتعامل مع الفضالت العضوية والكائنات الدقيقة التي
تستهلك األكسجين] .[94كما عرفه البعض] " [95هو التغير في الصفات الفيزيائية أو
الكيميائية أو الجرثومية ،بحيث ال يمكن استعمال الماء للغاية المرادة منه".
هذا وتعد األنشطة اإلنسانية التي تسبب التلوث في البيئة البحرية من مصادر برية ناتجة
من مصادر عدة أهمها :المخلفات العضوية لسكان المدن الساحلية والتي تصرف في مياه
البحر ،وكذلك المخلفات الكيميائية الناتجة من األنشطة الصناعية المقامة على سواحل البحر
وبعضها سام وله تأثير على الصحة العامة والثروة السمكية البحرية ،وال يمكن أن نغفل
المخلفات اآلدمية والصناعية والزراعية التي تصرف في األنهار والمصارف حتى تصل
لتصب في البحار.
كما تتلوث البيئة البحرية أيضا بالنفط الذي يصل إليها من مصافي تكرير البترول المقامة
على الشواطئ والسواحل وما يمكن أن ينسكب منها أثناء تغذية أو تفريغ الناقالت أو من
نهايات أنابيب نقل النفط من مناطق إنتاجه] .[96كذلك ما أدت إليه حوادث ناقالت النفط من
تلوث للبحار ،كما أنه من مصادر التلوث البحري مصبات الصرف الصحي في البحر ،وكذلك
المبيدات الحشرية ،والمعادن الثقيلة وأهمها الزئبق مما يؤدي إلى تدمير الحياة البحرية،
ومن ثم اإلنسان ،إضافة إلى النفايات اإلشعاعية الناجمة عن التجارب النووية التي يتم
إجرائها تحت الماء وفي الهواء ،حيث ينتج عنها كميات هائلة من اإلشعاعات الذرية التي
تترسب فوق المسطحات المائية أو تنقلها المياه التي تصب في البحار ،وكذلك تخزين
النفايات النووية في البحار والمحيطات ،وما تؤدي إليه من تهديد لتلوث البيئة المائية ،ومن
ثم اإلنسان.
وهكذا فقد أدى تلوث الماء ـ العذب وماء البحارـ إلى مشاكل ومآسي ،سواء بالنسبة
لإلنسان أو غيره من الكائنات .حيث يعزى إلى تلوث المياه أكثر من مليوني حالة وفاة
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 26/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
ويؤدي تلوث المياه ،إلى أخطار هائلة لإلنسان وللبيئة ،حيث تشير اإلحصائيات الحديثة
) إلى أن هناك أكثر من ملياري شخص في العالم ال يحصلون على 1993ـ 1992نسبيا (
مليون طفل سنويا ،وتعرض 25ماء صالح للشرب ،ويستهلكون مياها ملوثة تؤدي إلى وفاة
مليون آخرين بمرض البلهارسيا 300.مليون نسمة لمرض المالريا ،وإصابة 800
ويدق العلماء ناقوس الخطر ـ بالنسبة لتلوث البيئةـ فيشير أحد العلماء إلى أن الوضع
سنةقادمة ،ويشير عالم 25الحالي للتلوث سوف يؤدي إلى انعدام الحياة البحرية في
غضون
من جميع أنواع األحياء 85 %ـ 75آخر إلى أن التلوث البحري سوف يفضي إلى انقراض
البحرية .كما يؤدي التلوث بالنفط ـ الذي يعد المصدر الرئيسي لتلوث البحار بوجه عام
وتلوث بيئة الخليج العربي بوجه خاص ـ إلى إفناء أعداد كبيرة من طيور الماء التي تحفظ
للمناطق الساحلية توازنها البيئي بافتراسها األحياء البحرية الزائدة].[98
ثانيا :الهواء
لقد سبق الحديث عن كون المقصود بالهواء هو ذلك الغالف الذي يحيط باألرض ويؤدي
تغيير خصائصه الفيزيائية أو الكيميائية إلى إلحاق ضرر بالكائنات الحية واألنظمة البيئية
وبالبيئة بشكل عام.
ويتلوث الهواء إذا حدث اضطراب في نسب مكوناته األساسية ،وقد يرجع ذلك التلوث إلى
عمليات طبيعية ( مثل هبوب الرياح المحملة باألتربة) ،أو نتيجة لفعل اإلنسان .ويتمثل ذلك
في العمليات الصناعية المختلفة ،واحتراق الوقود ،ووسائل النقل والمواصالت ،وإنتاج
الطاقة بأنواعها المختلفة ،وحرق الغابات عمدا ،وحرب الجراثيم والغازات واإلشعاعات
النارية وغيرها .ويعتبر تلوث الهواء من أخطر أنواع التلوث البيئي ،وأكثر شيوعا في
المدن الصناعية.
وتختلف آثار التلوث البيئي المترتبة عن البشر وعن الحيوانات وكذا األشجار والنباتات..
فبالنسبة للبشر] ،[99إذا نظرنا إلى عادم السيارات في المدن ،فإننا نجد أن آثاره على
الصحة هي آثار رهيبة كما هو واضح من كونه سببا رئيسيا في أمراض السرطان بأنواعه
وأمراض العيون ،وتأثيره على الدورة الدموية ،وتأثيره على النساء الحوامل ،حيث يهدد
نمو الجنين وتطوره الذهني وتسببه في االلتهابات الرئوية ومشكالت صحية أخرى.
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 27/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
) يشير 1992هذا ويشير تقرير البنك الدولي لإلنشاء والتعمير (تقرير التنمية في العالم
إلى أن المستويات الهائلة للمواد الهبائية الدقيقة العالقة في هواء المدن مسئولة عن
الوفيات
مليون 400حالة في السنة ،وهناك بين 700ر 000إلى 300ر 000المبكرة لما يتفاوت
من
مليون شخص والسيما من النساء واألطفال في المناطق الريفية يتأثرون بالهواء 700و
المشبع بالدخان في المنازل[100].
أما آثار تلوث الهواء على الحيوانات ،فإن األمطار الحمضية (التي تشكلت في الهواء)
يدمر حياة األسماك في البحيرات والجداول ،اإلفراط في األشعة فوق البنفسجية القادمة من
الشمس من خالل طبقة األوزون في الغالف الجوي العلوي هو الذي تآكل بفعل بعض
ملوثات الهواء ،قد تسبب سرطان الجلد في الحياة البرية.
أما آثار التلوث على األشجار والنباتات ،فالمطر الحمضي يمكن أن تقتل األشجار ،وتدمير
أوراق النباتات ،يمكن التسلل من التربة مما يجعلها غير صالحة ألغراض التغذية والسكن.
يضاف لذلك ،ثقب طبقة األوزون في الغالف الجوي العلوي ويمكن أن تسمح بمرور مفرط
من األشعة فوق البنفسجية من الشمس لدخول األرض مما تسبب في أضرار لألشجار
والنباتات.
األوزون في الغالف الجوي السفلي يمكن منع تنفس النبات عن طريق عرقلة الفتحات
) ،وتؤثر سلبا على النباتات معدالت التمثيل الضوئي التي تعوق نمو النبات(Stomata.
قد تعطل عملية التمثيل الضوئي في النباتات المائية ،وبالتالي يؤثر على النظم اإليكولوجية
التي تعتمد على هذه النباتات ،والنباتات سواء البرية والمائية قد تمتص الملوثات من المياه
(كمصدر المغذيات الرئيسية) وتمريرها عبر السلسلة الغذائية للحيوانات والبشر
المستهلك].[101
إن التلوث الهوائي وآثاره أخطر من أن نتصوره ،وال يكفي إن نريح ضمائرنا بمجرد
صياغة كلمات في القانون الجنائي تجرم تلك األفعال المدمرة للهواء الذي نتنفسه ،إن األمر
يحتاج إلى أكبر من ذلك بكثير جدا.
وفي األخير يتساءل البعض قائال :لسنا ندري إلى أين يسير اإلنسان وهو يدمر هواءه الذي
يتنفسه ليحيا ،إن قمة المأساة أن يضطر المواطن في بعض البلدان الصناعية ،إلى شراء
علبة تحتوي هواء مضغوطا يفتحها ألطفاله كي ينعموا لثوان معدودة بهواء نظيف؟[102].
إذن ،كان هذا عن الماء والهواء ضحايا االعتداء البيئي ،فماذا عن التربة والتلوث
السمعي؟ ،هذا ما سنعرض له وفق المطلب الموالي.
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 28/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
أوال :التربة
المقصود بالتربة هنا ـ التربة الزراعيةـ والبيئة األرضية المحيطة باإلنسان ،ويعني تلوث
التربة إدخال مواد غريبة في التربة ،حيث تسبب هذه المواد تغيرا في الخواص الفيزيائية أو
الكيماوية أو الحيوية (البيولوجية) للتربة.
وترجع مصادر هذا التلوث من أسباب كثيرة منها اإلسراف في استخدام المبيدات واألسمدة
الكيماوية ،والنفايات الصلبة والسائلة والغازية الناتجة عن المصانع ،وال تقتصر النفايات
الصلبة على نتاج المصانع بل هناك نفايات صلبة :منزلية ،وزراعية ،وصناعية ،هذه
األخيرة تتنوع تنوعا كبيرا إذ يصل عدد المواد الخطيرة والسامة إلى عدة آالف] .[103كما
أن كثيرا من الصناعات الخطرة مثل الصناعات النووية وصناعات األدوية واإلسمنت
واألسمدة ،ينتج عنها ،ماليين األطنان من النفايات ،هذه األخيرة تحمل في خصائصها
الكيميائية والعضوية خطورة بالغة على البيئة وصحة اإلنسان ،وهذا أمر أدى إلى عقد
الكثير من المعاهدات الدولية واإلقليمية .واألكثر خطورة هو كون تلك الدول المتقدمة تجد
أن التخلص من تلك النفايات الخطرة يكلفها مبالغ طائلة وأخطارا على مواطنيها ،فتتحايل
على تصدير تلك النفايات إلى الدول النامية بطرق ملتوية].[104
وإلى جانب تلوث المحاصيل المزروعة في التربة الملوثة والتي تسبب مشاكل في األمن
الغذائي ،تؤدي كذلك إلى فقدان مساحات ضخمة من األراضي القابلة للزراعة لتضحى غير
صالحة للزراعة[105].
وال يؤدي اإلفراط في استخدام المبيدات واألسمدة الكيماوية والمواد الكيماوية إلى تلوث
التربة فحسب ،بل يؤدي إلى تهديد صحة اإلنسان والكائنات األخرى .وقدرت دراسة
بواسطة منظمة الصحة العالمية أن زهاء ثالثة آالف إلى عشرين ألف 1983أجريت عام
حالة وفاة تحدث كل عام من جراء التلوث الكيميائي للتربة ،نتيجة االستخدام الواسع
للمبيدات في الزراعة ،وأن نحو مليون يتسممون كل عام بمبيدات اآلفات ،وال تقتصر اآلثار
على المنطقة التي تستخدم فيها المبيدات ،بل تنتقل عبر السلسلة الغذائية إلى مناطق أخرى،
بل إن هناك من يقرر أن المبيدات تتسبب في مليوني حالة تسمم في العالم ،وفي وفاة
منهم من العالم النامي %75[106].ألف شخص سنويا40 ،
يقصد بالضوضاء هي األصوات غير المرغوب فيها ،والتي تؤدي إلى اإلضرار بسامعيها
70صحيا ونفسيا ،ومعروف ـ علميا ـ أن األذن البشرية تتحمل شدة في الصوت حتى
ديسيبل ،ولكن ما يعلو ذلك من أصوات يكون غير طبيعي ،ويعتبر بداية للضوضاء البسيطة
ديسيبل) ،وما يعلو ذلك تعتبر ضوضاء خطرة ،وتزداد خطورة بسبب 90إلى (80من
75كونها مستمرة ،وليست أصواتا عارضة .ويصبح ضغط الصوت مضرا عند حدود
ديسيبل 120.ديسيبل ،ومؤلما عندما يصل إلى
والتلوث الضوضائي ـ حسب البعض] [107ـ يعد من أقصى أنواع التلوث البيئي ،بل ومن
أشدها خطورة على صحة اإلنسان بل والحيوان والنبات ،بحيث ـ قديما ـ كان يتم تنفيذ أحكام
اإلعدام بواسطة الضوضاء[108]..
أما عن مصادر الضجيج فهي كثيرة كوسائل النقل المختلفة خاصة ضوضاء السيارات،
وضجيج الطائرات والقطارات ،وآالت المصانع واآلالت المختلفة ،وضجيج األجهزة
المنزلية ،وورش إصالح السيارات ،وعمليات البناء والتشييد وآالت الحفر الكهربائي
ومكبرات الصوت[109].
هذا وتسبب الضوضاء أضرارا كثيرة لإلنسان ،منها ما هو نفسي ،وما هو عصبي ،وما
هو فسيولوجي ،كما تؤثر بطريقة غير مباشرة على الناحية االقتصادية والتعليمية
واالجتماعية ،فمن حيث االضطرابات السمعية التي قد تصل إلى اإلصابة بالصمم ،حيث
تؤدي شدة األصوات العالية إلى تلف الخاليا العصبية الموجودة باألذن الداخلية وتآكل
الخاليا بالتدريج ،وقد عرف أن للضوضاء آثارا سيئة على صحة اإلنسان ،فتزيد من سرعة
النبض وتزيد من إفراز بعض الغدد في الجسم مما يؤدي إلى ارتفاع في نسبة السكر بالدم،
وكثيرا ما ينجم عن الضوضاء إصابة القرحة المعدية ،أو قرحة االثنى عشر.
كما اتضح للعلماء أن الحيوانات تتأثر بالضوضاء ،فاألبقار في مزرعة مجاورة للمطار ال
تعطي نفس كمية الحليب التي تعطيها لو كانت بعيدة عن التأثر بالضوضاء كما أثبتت
األبحاث أن الضوضاء تؤثر على نمو النباتات وتكاثرها[110].
كما تسبب االضطرابات النفسية ،الفسيولوجية ،مما يؤدي إلى القلق واالرتباك والتوتر
وقلة التركيز واإلرهاق الذهني والعصبي العضلي ،بل والعدوانية.
وتأكد الدراسات على تأثير الضوضاء على قدرة اإلنسان اإلنتاجية ،أثبتت تأثير الضوضاء
في خفض القدرة اإلنتاجية للفرد ،والتأثير السلبي على الناحية االقتصادية.
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 30/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
وفي األخير ،وأمام هذا الوضع الذي عرفته البيئة العالمية ،أصبح يطرح للنقاش القانوني
مدى إمكانية مساءلة الدولة جنائيا عن هذه الجرائم المرتكبة ،والتي تمس التراث البيئي
العالمي الذي يستلزم من جميع الدول المحافظة عليه ،واتخاذ التدابير واآلليات الالزمة
لتحقيق هذه الغاية.
وبذلك فإن االعتداءات المستمرة التي تتعرض لها البيئة في مجموعها ،سواء تلك الناجمة
عن األشخاص الطبيعيين أو المعنويين أو الدولة نفسها ،أصبحت تصنف كجريمة دولية،
لمساسها بالنظام العام الدولي ،ولتعريضها الحقوق األساسية للمجتمع اإلنساني للخطر ،دون
إغفال الطبيعة الدولية للمصلحة المعتدي عليها ،وعليه فإن الجريمة الدولية هي التي ترتكب
في انتهاك للمصالح التي يحميها القانون الدولي ،وبالتالي فهي ضارة بالمجتمع الدولي
ونظامه ،ذلك أن محلها العدوان على المصالح العليا للمجموعة الدولية ،ويستوي في ذلك
أن يكون مرتكبها فردا أو دولة[111].
وهنا يطرح التساؤل نفسه ،هل الجريمة البيئية الدولية تقع ضمن اختصاصات المحكمة
الجنائية الدولية أم ال؟؟
إن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية يقتصر على أشد الجرائم خطورة موضع اهتمام
المجتمع الدولي بأسره ،وللمحكمة بموجب نظام روما األساسي المؤسس للمحكمة
اختصاص النظر في الجرائم التالية :جريمة اإلبادة الجماعية ،الجرائم ضد اإلنسانية ،جرائم
الحرب ،جريمة العدوان[112].
مكرر ،كون المحكمة تنشط في القوانين 8و 8و 7و 6وهو المالحظ إثر استقراء المواد
السارية على المنازعات الدولية المسلحة في النطاق الثابت للقانون الدولي .وخاصة جرائم
الحرب ،اإلبادة الجماعية ،وجرائم ضد اإلنسانية.
هذا ويمكن القول أن فعل التعدي على البيئة وإلحاق أضرار واسعة النطاق بعناصر البيئة
الطبيعية متى كانت ناتجة عن جرائم الحرب ،تقع آنذاك تحت لواء اختصاص المحكمة
الجنائية الدولية.
ـ إحداث ضرر واسع النطاق " ( 4جرائم الحرب" " ،ب 8وهو ما جاء في المادة
وطويل األجل وشديد للبيئة الطبيعية يكون إفراطه واضحا بالقياس إلى مجمل المكاسب
"استخدام األسلحة المسممة"18.و 17العسكرية المتوقعة الملموسة المباشرة " .ينضاف
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 31/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
إذن واضح أن انعقاد االختصاص للمحكمة يبقى رهين ارتكاب اإلضرار بمختلف عناصر
البيئة متى تم ذلك في إطار جرائم الحرب.
بمعنى أن فعل التعدي غير العمدي بعناصر البيئة ،بعيدا عن جرائم الحرب ،ال يقع
االختصاص للمحكمة الجنائية الدولية بمفهوم مواد نظام روما المؤسس للمحكمة الجنائية
الدولية.
وعلى اعتبار أن الجريمة البيئية الدولية باتت تعتبر من أخطر الجرائم التي تثير قلقا
للمجتمع الدولي بأسره ،بالنظر لما تخلفه من آثار وضحايا كما تقدم معنا سلفا ،ولذلك نهيب
بالدول األعضاء/األطراف في النظام األساسي وغيرهم ،من أن تعقد العزم من أجل بلوغ هذه
الغايات لما فيه صالح األجيال الحالية والمقبلة ،على إنشاء محكمة جنائية دولية دائمة
ومستقلة تعنى بالنظر في جرائم البيئة.
خاتمة
الشك أن اإلجرام البيئي أضحى من الموضوعات التي تفرض نفسها ضمن المنظومة
التشريعية والفقهية ،بالنظر إلى ما بلغته البيئة من مكانة متميزة ،وبالنظر إلى حجم
االعتداءات واألضرار التي أضحت تهددها ،كما أن حماية البيئة أضحت تفرضه برامج
استراتيجية للدول ،حيث تأخذ بعين االعتبار البعد البيئي كمعيار حقيقي للتنمية المستدامة،
حيث برزت كمفهوم جديد في التعامل مع القضايا البيئية ،مما يؤكد وعي المشرع بضرورة
حماية حق اإلنسان في العيش في بيئة سليمة ومتوازنة ،هذا الحق الذي باتت تهدده الجرائم
البيئية باتخاذها للمجال البيئي موضوعا لها.
وبذلك يمكن القول أن المشرع المغربي أصبح يولي مسألة حماية البيئة اهتمام أكبر يبعث
على التفاؤل ،على أساس أنه يمكننا يوما ما أن نجعل من المحافظة على البيئة من ضمن
األولويات األساسية للدولة إلى جانب الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة ،..والضرب
بشدة على أيدي المفسدين اقتداء بتشريعات أكثر تطورا في الميدان.
إن وضع سياسة حقيقية يستلزم التوفر على إطار قانوني مالئم على مستوى الشكل
والجوهر ،وهذا األخير تفتقده السياسة التشريعية الجنائية البيئية ،والتي سنحاول من
خاللها تقديم بعض المقترحات.
ما يميز المنظومة القانونية للبيئة ،باإلضافة لطابعها القطاعي ،هو قدم النصوص البيئية
نص قانوني ينظم المجال البيئي 500،وكثرتها ،إلى حد أصبحت مشتتة إذ أن عددها
يفوق
مما يصعب اإللمام واإلحاطة بها من قبل األجهزة المكلفة بالمتابعات الجنائية.
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 32/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
وكما يظهر فإن عملية تحديث وعصرنة التشريع البيئي تستدعي إعمال المقترب الشمولي
عند التأطير القانوني لمجاالت البيئة ،واالبتعاد عن المقاربة التجزيئية والقطاعية التي
تهيمن على مضمون التشريع البيئي لصالح مقاربة شمولية مندمجة تجعل من البيئة
مجموعة من المجاالت المنسجمة والمتماسكة والموحدة ،لذلك فإن الحاجة تظل قائمة إلعداد
مدونة قانونية بيئية موحدة ،يمكن تسميتها ب "مدونة البيئة" وتضم مجاالت بيئية
"كالغابات والنباتات والمساحات الخضراء والموارد الطبيعية والتعمير والمآثر التاريخية
والبيئة البحرية والهواء ،على أن تضم هذه المجاالت نصوصا منسجمة ومتكاملة ،لذلك من
المفيد أن يتضمن كل مجال ما له عالقة بتنظيم مجال بيئي محدد ،وذلك بشكل منسجم
ومتكامل ،فعلى سبيل المثال ال الحصر حماية الموارد المائية هو مجال يرتبط بقوانين
التعمير وحماية جودة الهواء ومكافحة التلوث الصناعي وتدبير النفايات ،بيد أن إعداد
مدونة قانونية بيئية ينبغي أن يأتي بعد تحديث وتحيين القوانين المرتبطة بمختلف الميادين
البيئية.
الئحة المراجع
المراجع العامة:
1980.ـ إبراهيم علي صالح ،المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي طبعة أولى
ـ أحمد الخمليشي ،شرح القانون الجنائي ـ القسم العام ،شركة بابل للطباعة والنشر
1988.والتوزيع ،الرباط،
ـ أحمد الخمليشي ،شرح قانون م .ج ،.الجزء األول ،شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع،
1988.الرباط ،الطبعة الثالثة،
ـ أحمد أجعون ،التنظيم اإلداري المغربي بين المركزية والالمركزية ،مطبعة سجلماسة
2012.الزيتون مكناس ،طبعة
ـ أشرف توفيق شمس الدين :شرح قانون العقوبات القسم العام ،النظرية العامة للجريمة
2008.والعقوبة ،الطبعة األولى دار النهضة العربية
ـ أمبارك السعيد بن القايد ،القانون الجنائي الخاص ،شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع،
2000.الطبعة األولى ،الرباط
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 33/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
ـ المختار أعمرة ،الوجيز في األحكام العامة للقانون الجنائي ،فضاء الطباعة سال الطبعة
2010.األولى
ـ العلمي عبد الواحد ،شرح القانون الجنائي المغربي القسم العام ،طبعة ثالثة مراجعة
2009.
2010.ـ جعفر علوي" ،شرح القانون الجنائي العام المغربي" ،دار القلم الرباط،
ـ محمود سليمان موسى ،المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي في التشريعات العربية
1985.والقانونين الفرنسي والمصري ،مطبعة القدر،
ـ سمير عالية :شرح قانون العقوبات ،القسم العام ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر
2002.والتوزيع بيروت
1987.ـ عادل فودة ":شرح قانون اإلجراءات الجنائية" ،طبعة
ـ عبد الواحد العلمي :القانون الجنائي المغربي ،القسم الخاص ،مطبعة النجاح الجديدة ـ
الدار 2009.البيضاء
ـ عبد الحفيظ بلقاضي :القانون الجنائي المغربي القسم العام ،الطبعة الرابعة ،السنة
الجامعية،
2013.
ـ عبد السالم بنحدو ،الوجيز في القانون الجنائي المغربي ،المطبعة والوراقة الوطنية،
2004.مراكش ،الطبعة الخامسة
ـ علي عمي ،المختصر في النظرية العامة للقانون الجنائي ،الجزء األول ،دار النشر،
1998.الجسور وجدة الطبعة األولى ،سنة
ـ وزارة العدل ،شرح قانون المسطرة الجنائية ،الجزء الثاني ،منشورات جمعية نشر
2006.المعلومة القانونية والقضائية
المراجع الخاصة:
ـ أحمد حامد البدري ،الحماية القانونية للبيئة في المملكة العربية السعودية( ،دراسة
مقارنة)،
2010.
2012ـ الهادي مقداد ،قانون البيئة ،مطبعة النجاح الجديدة،طبعة
ـ الحاج شكرة ،محاضرات في إعداد التراب الوطني والتعمير ،مطبعة دار القلم الرباط
2003.الطبعة األولى
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 34/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
ـ الحسن البوعيسي ،تحريك الدعوى العمومية بطريق الشكاية ،مطبعة األمنية ،الرباط
2008.
ـ حميد ميمون ،المتابعة الزجرية وإشكاالتها العملية ،مطبعة بني يزناسن سال ،الطبعة
2005.األولى،
ـ حسن البكري ،حجية محضر إدارة المياه والغابات في إثبات الجنح والمخالفات مكتبة
2008.الرشاد سطات
ـ يوسف بنباصر ،الجريمة اإلرهابية بالمغرب وآليات المكافحة القانونية ،مطبعة دار القلم
2004.الرباط
ـ مؤنس محب الدين ،البيئة في القانون الجنائي (دراسة مقارنة) ،مكتبة األنجلو مصرية
1995.
ـ محمد أحمد المنشاوي" ،الحماية الجنائية للبيئة البحرية" ،دراسة مقارنة ،دار النهضة
2005.العربية
ـ محمد الحسيني كروط ،المجني عليه في الخصومة ،دراسة تحليلية مقارنة ،مطبعة
الفضيلة 2011.الرباط،
ـ محمد الطيبي بوطيب ،الموجز في القوانين الجنائية الخاصة وفق التشريع المغربي،
2004.مطبعة الجسور ،وجدة
ـ محمد حسين عبد القوى ،الحماية الجنائية للبيئة الهوائية ،دار النسر الذهبي للطباعة،
2002.بيروت لبنان ،طبعة
ـ محمد علي سويلم ،اإلسناد في المواد الجنائية ،دراسة تأصيلية تحليلية وتطبيقية مقارنة،
2006.دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية
2006.ـ محمود أحمد طه ،الحماية الجنائية للبيئة من التلوث ،منشأة المعارف اإلسكندرية
ـ منير محمد الجنبيهي ،ممدوح محمد الجنبيهي ،التعاون الدولي في مجال حماية حقوق
2004.الملكية الفكرية ،دار الفكر الجامعي ،االسكندرية ،مصر
ـ نور الدين هنداوي ،الحماية الجنائية للبيئة ،دراسة مقارنة ،دار النهضة العربية ،القاهرة
2002.
2009ـ سعيد زاهري ،قانون القنص بالمغرب والمحافظة على الوحيش ،الطبعة األولى
ـ عبد السالم بوهوش ـ عبد المجيد شفيق ،الجريمة اإلرهابية في التشريع المغربي ،مطبعة
2004.الكرامة ،الطبعة األولى،
ـ علي السيد الباز ،ضحايا جرائم البيئة ،دراسة مقارنة في التشريعات العربية واألجنبية،
2005.جامعة الكويت
ـ عمر أبو الطيب ":الدعوى العمومية" ـ
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 35/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
ـ صالح وهبي ـ اإلنسان والبيئة والتلوث البيئي ،بدون نشر وال طابع.
ـ صالح محمد بدر الدين ،المسؤولية عن نقل النفايات الخطرة في القانون الدولي دار
2000.النهضة العربية القاهرة
ـ شريف سيد كامل" :المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية" ،دراسة مقارنة ،دار النهضة
1997.العربية ،الطبعة األولى
ـ خالد مصطفى فهمي ،الجوانب القانونية لحماية البيئة من التلوث في ضوء التشريعات
2011.الوطنية واالتفاقيات الدولية ،دراسة مقارنة دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية
الرسائل واألطروحات:
ـ الحسين ايت الحاج ،الحماية القانونية للبيئة ،دراسة مقارنة ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات
1996.ـ 1997العليا في القانون العام ،كلية الحقوق ،أكدال سنة
ـ أنس العروسي المقدم ،الحماية الجنائية للبيئة البحرية ،رسالة لنيل دبلوم الماستر وحدة
2007.العلوم الجنائية طنجة ،السنة الجامعية
ـ أسامة عبد العزيز ،نحو سياسة جنائية لحماية البيئة ،رسالة دكتوراه جامعة االسكندرية،
2005
ـ بنقدور األمين ،حماية البيئة بين القانون والواقع ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في
2009.ـ 2010المهن القضائية بجامعة السويسي بالرباط ،السنة الجامعية
ـ وناس يحيى ،اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر ،رسالة دكتوراه في القانون العام،
2007.جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان ،يوليوز
ـ حوشين رضوان :الوسائل القانونية لحماية البيئة ودور القاضي في تطبيقها ،مذكرة
2003.التخرج لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء ،السنة
ـ كمال الربيشي ،جريمة اإلرهاب البيئي في القانون الجنائي المغربي والمقارن ،رسالة لنيل
دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ،جامعة القاضي عياض بمراكش ،السنة
2011.ـ 2010الجامعية
ـ لقمان بامون ،المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي عن جريمة تلويث البيئة ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في الحقوق ،قانون جنائي ،جامعة قاصدي مرباح ورفلة ،كلية الحقوق
2011.ـ2010والعلوم السياسية ،السنة الجامعية
ـ محمد حسن الكندري ،المسؤولية الجنائية عن التلوث البيئي ،أطروحة لنيل الدكتوراه في
2006.الحقوق ،جامعة عين شمس الطبعة األولى ،دار النهضة العربية ،القاهرة
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 36/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
المقاالت:
ـ حسنة كجي ،االعتداء على المجال البيئي جريمة إرهابية ،المجلة المغربية للسياسات
2008.ـ 2003العمومية عدد مزدوج
ـ يوسف وهابي ،الدعاوى البيئية في التشريع المغربي والحاجة إلى التفعيل القضائي ،مجلة
2007.الملف ،العدد العاشر ،أبريل
ـ يوسف وهابي المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية الحاجة إلى التقنيين المجلة
المغربية للمنازعات القانونية العدد 2004-2
ـ محمد سعد جرندي ،مخالفة البناء بين التشريع القانوني والعمل القضائي ،مجلة اإلشعاع
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 37/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
2002.دجنبر 26العدد
2004.شتنبر 9ـ محمد الشلي :قراءة في مجال المصالحة الجنائية ،مجلة القصر ،العدد
ـ يونس سعيدي ،المسؤولية االجتماعية للمقاولة ،مقال منشور بموقع العلوم القانونية،
2013.ماي 1
ـ عبد الحفيظ بلقاضي"التدخل الجنائي بين التقييد بالحد األدنى والمد التوسعي الشامل:
القانون الجنائي المعاصر والتغيير في النموذج اإلرشادي" ،مجلة القصر ،العدد
2005.ــ10
ـ خالد محمد فهمي ،أبعاد اقتصادية لمشكالت البيئة العالمية ،مجلة السياسة الدولية ،العدد
،1992.أكتوبر 110
Tunis, 1999
Deharbe (David), ‘’ Le droit de l’environnement industriel 10ـ
ans de jurisprudence’’, Editions Litec 2002
JERONE Fromageur & philippe guttinger, droit deـ
l’environnement, EYROLLOES. 1993
Mastritta (Patrick), « La responsabilité pénale du délinquantـ
,» Ecologique
MICHEL Prieur , le droit de l’environnement, Dalloz, 3emeـ
. édition, 1996
Michel Faure : l’analyse économique du droit deـ
l’environnement, Brulant. Bruxelles, 2007
PHILIPPE ch.- A.Guillot : Droit de l’environnement, 2émeـ
édition, Normand impression 2010
Planque (J C) : La détérmination de la pénalementـ
responibles, L’harmattan, paris 2003
POSELYME Nérac Croisier : sauvegarde de l’environnementـ
.et droit pénale , l’harmattan 2005
Roselyne (Nérac Croisier) :’’La détermination des personnesـ
responsables’’, in sauvegarde de l’environnement et droit
pénal, L’harmattan 2005
: Articles
BOURAOUI (Soukeina) , « faut il un droit pénal deـ
l’environnement ? », revue Tunisienne de Droit 1988
J.Y. Mine : « Chronique de législation pénale », ( annéeـ
1995), Rev.Dr.pen.crimin. mars 1996
La responsabilité pénale des personnes, Morales de droitـ
public –fondements et champ d’applications. Revue des
sociétés picard(Étienne). 1993
https://www.marocdroit.com/الضحايا-وتحديد-المسؤولية-إقرار-بين-،البيئة-_جرائمa6454.html#:~:text= لذا،المخاطر التي تنجم عنه,كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن 39/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
الهوامش
] [1لقد تجاوزت المسؤولية اإلجتماعية للمقاولة صفة العطاء العشوائي الغير المنظم والغير
محدد الهدف ،وأصبح لها دور تنموي والذي
يعتبر جزءا ال يتجزأ من نشاطاتها.
فالمقاوالت على اختالف طبيعة أنشطتها تسعى إلى تحقيق األداء االقتصادي الذي يهدف
إلى تعظيم أرباحها ،إال أنها سعيا لذلك تحدث مجموعة من اآلثار السلبية على البيئة
(التلوث ،استنزاف الموارد الطبيعية ،)...وعلى المجتمع باالستغالل غير العقالني لليد
العاملة خاصة من قبل المقاوالت الكبرى مما يترتب عنه أثار سلبية على األجراء واألمن
والصحة.
فبالرغم من تعدد تعاريف المسؤولية اإلجتماعية كما سبق وأشرنا لذلك ،إال أنها تدور كلها
على ركائز أساسية يجب مراعاتها وهي:
الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي (البري والبحري والجوي).
زيادة األرباح المادية (العائد االقتصادي) وتقليل التكاليف ،وتوفير استخدام الموارد العامة
وتقليل المخاطر على سلسلة القيمة المضافة.
خدمة ومساعدة المجتمع المحيط ،وكذا احترام حقوق اإلنسان ،ومراعاة الجانب األخالقي
بالتزام الشفافية والحكم الرشيد.
فأما عن األداء البيئي ،فيقصد به تحمل المقاولة جزءا من المبادرات أحادية الجانب أو
التعاون مع السلطات العمومية تلتزم من خاللها باتخاذ التدابير الالزمة لتخفيف األضرار
التي تلحقها بالبيئة بعدما كانت تتخذ موقفا دفاعيا تجاه هذه األضرار في السابق .وتبرز
المسؤولية اتجاه البيئة بمحاولة تقديم المقاولة للحلول الناجعة لكيفية التخلص من المنتجات
الهيدروكربونية وغيرها من مواد الطاقة الطبيعية والصناعية دون أزمات قد تؤثر على
البيئة بشكل أو بآخر ،األمر الذي يفرض على المقاولة تبني سياسة بيئية تبين نواياها
ومبادئها المرتبطة بأدائها البيئي الشامل .هذا ويتم تسيير األداء البيئي للمقاولة التي تتقيد
اجتماعيا بمسؤوليتها عن طريق المقاربات الطوعية والتي تعتبر الجيل الثالث من أدوات
السياسة البيئية وتعني بالنسبة للمقاولة تفعيل نجاعتها البيئية .فباعتبار البيئة موردا طبيعيا
يزود المجتمع بعدد من الخدمات األساسية التي تدعم الحياة البشرية فقد جعلها الميثاق
العالمي لألمم المتحدة حول المسؤولية اإلجتماعية ـ المنعقد في دافوس -1999من بين
األضالع الثالثة التي يجب على المقاولة أخذها بعين االعتبار ،والمتمثلة في النمو
االقتصادي والتقدم االجتماعي وحماية البيئة.
ويمكن حصر أشكال المسؤولية االجتماعية في شكلين أساسيين هما :المسؤولية
االجتماعية داخل المقاولة ،والمسؤولية االجتماعية خارج المقاولة.
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 40/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
وفيما يخص المجال البيئي ،والذي برز مع نهاية الثمانينات من القرن العشرين تيار
تنموي يدعو إلى أن تكون التنمية متالئمة مع البيئة واالعتبارات البيئية عامة ،فلم تهتم
أدبيات التنمية التقليدية بالبيئة وتعاملت معها كمجرد وسيلة فقط ،حيث فصلت هذه األدبيات
بين ما هو طبيعي وما هو اجتماعي ،ومن تم تجاهل البعد الطبيعي والبيئي في التنمية ،وهو
البعد الذي اتضح اآلن تأثيره البالغ على مجمل مسارات التنمية والنظام االجتماعي مما
فرض على المقاوالت مراعاة هذا الجانب من خالل االهتمام بالصناعة النظيفة بيئيا
والمشاركة في أنشطة حماية البيئة من التلوث بشكل فعال.
ويمكن القول أن مسؤولية المقاولة اجتماعيا ال تنحصر في خدمة أجرائها وعمالها فقط،
بل هي مسؤولية اتجاه المجتمع المحيط ،إذ بات واضحا أن العمليات التي تقوم بها
المقاوالت ينتج عنها آثارا خارجية كثيرة تتسبب في إحداث مشاكل واختالالت بيئية على
وجه الخصوص ،لذلك وجب االهتمام بمفهوم التنمية االقتصادية والتي تأخذ بعين االعتبار
القيود البيئية واالجتماعية لنشاطات المقاوالت.
للتوسع أكثر ينظر ،يونس سعيدي ،المسؤولية االجتماعية للمقاولة ،مقال منشور بموقع
العلوم القانونية .
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 41/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
،303.ص 2002:سمير عالية :شرح قانون العقوبات ،القسم العام ،دراسة مقارنة،
المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع]8[ ،
من المدونة الجنائية الفرنسية الذي جاء فيه121:ـ 1تجدر اإلشارة أنه تم اإلقرار بهذا
المبدأ في الفصل []9
‘’nul n’est responsable pénalement que de son propre
’ fait
للتوسع أكثر ،يراجع]10[ :
Deharbe (David), ‘’ Le droit de l’environnement industriel 10
.ans de jurisprudence’’, Editions Litec 2002 p 291
ينظر]11[ :
chikhaoui (Leila) : ‘’Droit pénal de l’environnement et de
l’urbanisme’’, centre d’etude et de recherche
administrative Tunis, 1999 , p 17
.
إال أنه من األفيد اإلشارة إلى الخصوصية التي ينفرد بها هذا الظهير المتعلق بحفظ الغابات
من حيث إسناد المسؤولية الجنائية للشخص المرتكب []12
من الظهير على إمكانية معاقبة أو أهل الدوار أو أهل الفرقة بالذعائر المذكورة 49للفعل
المجرم ،حيث إنه حاد عن هذا المبدأ بتنصيصه في الفصل
بالضمان ،زيادة عما يحكم به على مرتكب المخالفات المذكورة ،ومن شاركهم فيها ،وبذلك
فإن هذا المقتضى يشكل خرقا ألهم مبادئ القانون الجنائي وهو مبدأ المسؤولية الشخصية،
فكيف يعقل تحميل القبيلة أو الدوار المسؤولية الجنائية ،وبالتالي إلحاق العقاب بهم .إن
األمر يقتضي إعادة النظر في هذا المقتضى الذي ال يمت بصلة ال بمنطق األمور وال
بالقانون.
68.أورده ،توفيق سوط ،م .س ،.هامش ص:
ينظر]13[:
Roselyne (Nérac Croisier) :’’La détermination des personnes
responsables’’, in sauvegarde de l’environnement et droit
pénal, L’harmattan 2005. P
.81
69.توفيق سوط ،م.س ،.ص]14[ :
32.رشيد أيت الغازي ،الحماية الجنائية للبيئة ،م.س ،.ص]15[ :
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 42/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
] [38ويستند هذا الجانب من الفقه على مجموعة من االعتراضات والمبررات في الشخص
المعنوي:
طبيعة الشخص المعنوي :إذ أن هذا األخير ال وجود له بشكل مادي وإنما مجرد شخص
افتراضي قانوني ،وجد لكي يحقق غرضا مشروعا ،والوصول إلى هذا العرض ال يقتضي
أبدا ارتكاب جريمة من الجرائم ،وأنه حتى ولو طرحت إمكانية حدوث جريمة أثناء أو يسبب
ممارسة الشخص االعتباري لنشاطه ،فإن الذي يسأله هو الشخص الطبيعي الذي ارتكب
الجريمة باسمه أو لحسابه.
قاعدة شخصية العقوبة :إن قبول مساءلة الشخص المعنوي يعني القبول بمعاقبته ،وهذا ما
سيؤدي إلى إصدار مبدأ من مبادئ القانون الجنائي وهو مبدأ شخصية العقوبة ومبدأ
شخصية العقوبة ،أي توقيع العقوبة على مرتكب الفعل المجرم بالذات دون غيره ،والذي يعد
من الضمانات األساسية في السياسة الجنائية الحديثة ،فمعاقبة الشخص المعنوي تمتد
آثارها للعديد من األشخاص فمثال الغرامة ال تمس الشخص المعنوي فقط وإنما تمت على
األشخاص المؤسسين له.
أما فيما يخص طبيعة العقوبة :فأغلب العقوبات الجنائية فاإلعدام أو العقوبات السالبة
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 44/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 45/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
-يوسف وهابي المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية الحاجة إلى التقنيين المجلة
المغربية للمنازعات القانونية العدد 2004-2ص]48[.69
112.لقمان بامون ،م .س ،.ص]49[ :
[. Rosyleme Néroc Croisier : p103-104 ]50
37-38.رشيد أيت الغازي ،م .س ،.صص]51[ :
،130.ص 1997:شريف سيد كامل" :المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية" ،دراسة
مقارنة ،دار النهضة العربية ،الطبعة األولى []52
122.لقمان بامون ،م .س ،.ص]53[ :
37.رشيد أيت الغازي ،م .س ،.ص]54[ :
L’évolution de la responsabilité pénale du chef d’entreprise
[55]- cité par Dominique BROGGIO cass, crim 22 avril 1992.
وهذه بعض اإلشكاالت وغيرها التي يطرحها الفصل 127إال أن القضاء كرس فعال
مسؤولية األشخاص المعنوية في العديد من القرارات []56
ومنها الحكم الصادر عن الغرفة الجنائية للمجلس األعلى في 1962دجنبر 13والذي
قضى بنقض حكم صادر عن استئنافية الرباط بتاريخ
والذي كان قد قضى بمؤاخذته مدير الشركة والشركة التي يديرها والتي هي عبارة عن
حانة بالغش في الدقيق عن طريق خلطه 8 1962ماي بمواد غير صالحة لالستعمال ومن
أهم ما جاء فيه:
" ...تجاهل مبدأ شخصية العقوبة يؤدي بالنتيجة إلى نقض الحكم الذي يقضي على
مدير الشركة بعقوبة رغم عدم ارتكابه ألي خطأ شخصي ومعاقبته بصفته هذه ،وبهدف
فرض عقوبة على الشركة التي يمثلها في ميدان غير مقرر فيه المسؤولية الجنائية
لألشخاص المعنوية من طرف القانون".
86.توفيق سوط ،م س ،ص]57[ :
87توفيق سوط ،م س ،ص]58[:
87المرجع السابق ،ص]59[:
113.يوسف وهابي ،م .س ،.ص]60[ :
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 46/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 47/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
الغير الذي يظل خاضعا لرقابتها وإشرافها ،بقصد تحقيق خدمات عامة للجمهور بطريقة
منتظمة مع مراعاة المساواة بين المنتفعين.
14ـ 15أحمد أجعون ،التنظيم اإلداري المغربي بين المركزية والالمركزية ،م.س ،.صص:
[]71
39.رشيد أيت الغازي ،م.س ،.ص]72[ :
89توفيق سوط م س ،ص]73[:
وهذا االتجاه الفقهي مؤيد من جانب التشريع في كثير من الدول كفرنسا وأمريكا والواليات
المتحدة األمريكية ،كما أكد على هذا االتجاه المؤتمر []74
،عندما أوصى بأن إقرار المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي والحكم عليه بالعقوبة أو
التدبير 1957السابع لقانون العقوبات المنعقد في أثينا عام
=االحترازي المالئم أو كليهما ،ال يمنعان من أن يظل األعضاء المسؤولون عن إدارة
الشخص المعنوي خاضعين للعقوبات المعنية للجرائم التي يسهمون في ارتكابها=.
501.أورده :أنس العروسي المقدم ،م.س ،.هامش رقم
502أنس العروسي المقدم ،الحماية الجنائية للبيئة البحرية ،م.س ،.هامش رقم]75[ :
310.محمد أحمد المنشاوي ،م.س ،.ص]76[ :
503.أنس العروسي المقدم ،م.س ،.هامش رقم []77
[Michel Faure : l’analyse économique du droit de ]78
.l’environnement, Brulant. Bruxelles, 2007, p 257
40.رشيد أيت الغازي ،م .س ،.ص]79[ :
76.جعفر علوي ،م.س ،.ص]80[ :
[]81
521.أنس العروسي المقدم ،الحماية الجنائية للبيئة البحرية ،م.س ،.هامش رقم]82[ :
521.المرجع السابق ،هامش رقم]83[ :
يراجع القسم العام من القانون المغربي]84[.
532.المرجع السابق ،هامش رقم]85[ :
40.أورده :رشيد أيت الغازي ،م.س ،.ص]86[ :
وفي تقدير المتخصصين أن دراسة المجني عليه ال تقتصر أهميتها على تحديد الدور الذي
يضطلع به قبل وأثناء ارتكاب الجريمة بل تمتد لتشمل []87
موقفه ودوره وحقوقه بعد وقوع الجريمة أي معرفة مدى مالءمة اإلجراءات الجنائية
لحقوق المجني عليه ومدى كفالتها ،وعالقته أيضا بالقائمين على اتخاذ هذه اإلجراءات
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 48/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
باإلضافة إلى البحث عن الوسائل التي من شأنها كفالة حق المجني عليه في التعويض
العادل والمجزي.
قرار محكمة النقض []88
91.علي السيد الباز ،ضحايا جرائم البيئة ،ص]89[ :
91.للتوسع أكثر يراجع :محمد مؤنس محب الدين ،البيئة في القانون الجنائي ،ص]90[ :
سورة األنبياء 30.اآلية []91
136.مبارك السعيد بن القايد :القانون الجنائي الخاص ،م .ج ،.ص]92[ :
تجدر اإلشارة أن أنواع الملوثات المائية ثالثة وهي الملوثات الفيزيائية ،الكيميائية،
البيولوجية []93
[www.startimes.com/?t=32541328 ]94
11وذلك على الساعة صباحا.
2014أكتوبر 9تم اقتطافه من منديات ستار تايمز ،وذلك بتاريخ
143.صالح وهبي ـ اإلنسان والبيئة والتلوث البيئي ،ص]95[ :
2005.للتوسع أكثر يراجع :د أسامة عبد العزيز ،نحو سياسة جنائية لحماية البيئة،
رسالة دكتوراه جامعة االسكندرية]96[ ،
106.د .السيد الباز ،م.س،.ـ ص]97[ :
107.د .علي السيد الباز ،م.س ،.ص]98[ :
[Forum.Stop55.com/290283.html ]99
98.ـ97علي السيد الباز ،م.س ،.صص]100[ :
[Forum.Stop55.com/290283.html ]101
103.علي السيد الباز ،م.س ،.ص]102[ :
من أفيد اإلشارة في هذا الصدد أن كثيرا من الدول المتقدمة تتخلص من النفايات في
أراضي الدول الفقيرة بوسائل غير مشروعة في أغلب []103
2000.األحوال للتوسع أكثر ينظر :صالح محمد بدر الدين ،المسؤولية عن نقل النفايات
الخطرة في القانون الدولي دار النهضة العربية القاهرة
110.علي السيد الباز ،م .س ،.ص]104[ :
[Forum.Stop55.com/290283.html ]105
11على الساعة 2014 صباحا.
أكتوبر 9منتديات ستوب ،تم نقله بالشبكة العنكبوتية وذلك يوم
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 49/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 50/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
الكتلة المفاهيمية لألمن في ظل عالم متغير رقمنة اإلدارة القضائية بالمغرب ـ واقع وافاق
تعليق جديد
* :االسم
* :بريد الكرتوني
:موقع انرتنت
http://
* :تعليق
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 51/52
02/11/2023 15:50 جرائم البيئة ،بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا
اقترح
2022-2009
كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن,المخاطر التي تنجم عنه ،لذا=_a6454.html#:~:textجرائم-البيئة-،بين-إقرار-المسؤولية-وتحديد-الضحاياhttps://www.marocdroit.com/ 52/52