You are on page 1of 52

‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫التكوين في العقود والعقار‬ ‫مذكرات ودوريات‬ ‫تقارير‬ ‫مكتبة‬ ‫مقاالت‬ ‫اإلجتهاد القضائي‬ ‫الترشيع‬

‫األكرث قراءة‬ ‫كلمة الموقع‬


‫مناقشة الباحث مراد المدني أطروحة لنيل‬
‫قريبا ‪ ..‬برنامج تفاعل يستضيف‬
‫الدكتوراه في موضوع مظاهر التوجيه‬
‫التعاقدي وأثرها عىل مبدأ القوة الملزمة‬ ‫متخصصني وباحثني إلسترشاف‬
‫للعقد تحت إرشاف الدكتور محمد شهيب‬ ‫التعديالت المرتقبة لمدونة األرسة‬
‫رقمنة اإلدارة القضائية بالمغرب ـ واقع‬
‫وافاق‬

‫الرأسمالية القضائية المتوحشة ‪ -‬عدالة‬


‫األغنياء عىل ضوء مرشوع القانون رقم ‪02.23‬‬
‫المتعلق بالمسطرة المدنية‬

‫‪Loi de Finances 2024 - Propositions de‬‬


‫‪la CGEM‬‬
‫الحكامة العمرانية بالمغرب كمدخل إلصالح المجال العمراني إصدار جديد‬
‫ملخص الدراسة حول القانون المتعلق‬
‫بمحاربة العنف ضد النساء المنجز من طرف‬
‫للدكتور المصطفى اسليماني تقديم فضيلة الدكتور ادريس الفاخوري‬
‫الخبريين د‪ /‬محمد الهيين و د‪ /‬ادريس الكريين‬
‫لفائدة وزارة التضامن واإلدماج االجتماعي‬
‫واألرسة‬

‫أرشيف وجهة نظر‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بني إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬
‫التبليغ بالبريد اإللكتروني وفق‬
‫مستجدات مشروع قانون مالية‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪1/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫‪ ..2024‬تحوالت وتحديات‬ ‫بحث متقدم‬

‫أرشيف الدراسات و األبحاث‬

‫الكتلة المفاهيمية لألمن في ظل عالم متغير‬


‫من إعداد‪ :‬ذ‪ .‬محمد عيل الركراكي‬
‫تحديات الدولة الحق والقانون‬
‫أستاذ متخصص في العلوم الجنائية‬

‫‪J’aime 5‬‬ ‫‪Tweet‬‬

‫تثمين تقارير المؤسسات‬ ‫رقمنة اإلدارة القضائية بالمغرب ـ واقع وافاق‬


‫الدستورية‪ :‬ما يجب أن يكون‪..‬‬

‫ال بأس من اإلشارة منذ الوهلة األولى‪ ،‬إلى كون تقييم المقاوالت لم يعد يعتمد على رقم‬
‫تحليل توصيات المجلس‬ ‫األعمال الذي تحققه فحسب‪ ،‬ولم تعد كذلك تعتمد في بناء سمعتها على مراكزها المالية فقط‪،‬‬
‫األعلى للحسابات ودورها في‬
‫تجويد النظام الضريبي‬ ‫بل ظهرت مفاهيم حديثة تساعد على خلق بيئة عمل قادرة على التعامل مع التطورات‬ ‫اإلطار الدستوري والقانوني المؤسس للعضو‬
‫البرلماني‬
‫المغربي‬ ‫المتسارعة في الجوانب االقتصادية والتكنولوجية واإلدارية عبر أنحاء العالم‪ ،‬وكان أبرز‬
‫هذه المفاهيم مفهوم المسؤولية اإلجتماعية للمقاولة]‪.[1‬‬

‫وفي واقع األمر‪ ،‬إن كان مفهوم المسؤولية اإلجتماعية للمقاولة من المفاهيم الحديثة‬
‫والتي حظيت باهتمام دولي محض‪ ،‬فإنه ما زال يكتنفه غموض وعدم دراية لتحديده بشكل‬
‫دقيق‪ ،‬وذلك نظرا لطابعه المتعدد األبعاد الذي يخلق أحيانا بعض اللبس في عالقة المسؤولية‬
‫الجمال واإلبداع والقانون‬
‫اإلجتماعية بالتنمية المستدامة وباالقتصاد األخضر‪.‬‬
‫مداخل إصالح المنظومة المالية للجماعات‬
‫إن تحديد مفهوم المسؤولية اإلجتماعية للمقاولة قد يبدو صعبا لكونه مفهوما حديثا‬ ‫الترابية بالمغرب‬
‫بالمقارنة مع األنواع العديدة من المسؤوليات والتي ألفنا الحديث عنها من قبيل المسؤولية‬
‫األخالقية واألدبية‪ ،‬المدنية ثم الجنائية‪ ،‬كما أنه في إطار قانون الشغل ألفنا الحديث عن نوع‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪2/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫مدى ضرورة فتح "ملف‬ ‫واحد أال وهو المسؤولية القانونية لصاحب العمل أو العمال]‪.[2‬‬
‫تبليغي" قبل التنفيذ بقلم ذ‬
‫رضى بلحسيـن‪-‬‬
‫وبالرغم من محاولة العديد من الفاعلين صياغة تعريف خاص للمسؤولية اإلجتماعية‬
‫للمقاوالت فإن التعريف األكثر قبوال هو التعريف الذي قدمته مؤخرا منظمة العمل الدولية‬
‫مفاده ‪" :‬أن المسؤولية اإلجتماعية للمقاولة تترجم الطريقة التي من خاللها‪ ،‬تأخذ المقاوالت‬
‫في االعتبار آثار أنشطتها على المجتمع‪ ،‬وترسيخ مبادئها وقيمها سواء عن طريق تطبيق‬
‫مناهجها وعملياتها الداخلية أو في عالقتها مع الفاعلين اآلخرين‪ ،‬فهي بمثابة مبادرة‬ ‫تطبيق القانون من حيث الزمان ‪ -‬تعليـق علـى‬
‫مكفولوا االمة من خالل‬ ‫طوعية تحتل فيها المقاوالت مركزا رئيسيا وتتعلق بأنشطة تتجاوز مجرد احترام‬ ‫القـرار‬
‫القانون المغربي وأهمية القرار‬
‫الملكي بإدراج األطفال ضحايا‬ ‫القانون"‪[3].‬‬
‫زلزال الحوز في هذه الفئة‬
‫ويعتبر مفهوم المسؤولية االجتماعية أشمل من المقاولة المواطنة‪ ،‬ألن هذه األخيرة تكتفي‬
‫بما يلزمها به القانون في حين أن المسؤولية االجتماعية هي تطوع ومشاركة في التنمية‬
‫بأعمال اجتماعية وبيئية تساهم في تحسين ظروف عيش لإلنسان وتحافظ على البيئة‬
‫باعتبارهما من معايير الجودة التي تكسب المقاولة سمعة طيبة وسط المتعاملين معها‪ .‬علما‬
‫أن تنامي الوعي لدى المستهلك يحاصر الشركات والمقاوالت التي أصبحت مجبرة على‬
‫حق الفقراء في التقاضي‬ ‫اإلستثمار السياسي في كرة القدم في المغرب‪:‬‬
‫االختيار بين االنخراط في تحمل مسؤوليتها االجتماعية أو االنهيار]‪.[4‬‬ ‫محاولة للفهم‬

‫كما أن القاعدة أنه ال يسأل جنائيا غير اإلنسان‪ ،‬فاإلرادة هي قوام الركن المعنوي‪ ،‬وهي‬
‫صفات لصيقة باإلنسان‪ ،‬غير أن هذه القاعدة يرد عليها استثناء يتعلق بالمسؤولية الجنائية‬
‫لألشخاص المعنوية‪ ،‬بعد تزايد دور هذه األشخاص في اآلونة األخيرة‪ ،‬واتسعت دائرة‬
‫أرشيف المقاالت باللغة الفرنسية‬
‫نشاطها مما دفع بالتشريعات إلى معاملتها معاملة قانونية متميزة خصوصا فيما يتعلق‬
‫‪LA LITTÉRATIE‬‬ ‫بالمسؤولية الجنائية عن نشاطاتها التي تؤدي إلى إلحاق إضرار بالبيئة باإلضافة إلى كونها‬
‫‪FINANCIÈRE : LEVIER‬‬ ‫األحكام القانونية لكفالة األطفال المهملين على‬
‫‪POUR L’INCLUSION‬‬ ‫تخلف ضحايا عن الجريمة البيئية‪.‬‬ ‫ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪FINANCIÈRE DES‬‬
‫‪FEMMES‬‬
‫‪Le wali une autorité‬‬
‫انطالقا مما سبق‪ ،‬سنتناول بالتحليل للمسؤولية الجنائية لألشخاص الذاتية والمعنوية عن‬
‫‪déconcentrée au service‬‬ ‫الجريمة البيئية وذلك في (المبحث األول)‪ ،‬على أن نعرض في (المبحث الثاني) لضحايا‬
‫‪de la décentralisation‬‬
‫اإلجرام البيئي‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المسؤولية الجنائية لألشخاص عن جرائم البيئة‬

‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪3/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫إذا توافرت أركان الجريمة على النحو السابق بيانه‪ ،‬وكان السلوك اإلنساني يتطابق‬ ‫سلطة المحافظ العقاري في تصحيح األخطاء‬
‫المتسربة للسجالت العقارية‬
‫والنموذج القانوني لجريمة من الجرائم المنصوص عليها في القانون الجنائي‪ ،‬أو القوانين‬
‫المكملة له‪ ،‬ثار البحث في تحديد المسؤولية الجنائية‪ ،‬وفي نوع الجزاء الجنائي الذي‬
‫يستحقه مرتكبها‪.‬‬
‫فالبحث إذن في وقوع الجريمة سابق على البحث في المسؤولية الجنائية‪ ،‬كما أن البحث‬
‫في المسؤولية الجنائية‪ ،‬سابق على تحديد الجزاء الجنائي لمرتكبها‪ ،‬بمعنى آخر‪ ،‬أن‬
‫الجريمة مقدمة أو يمكن اعتبارها سبب أو مناط موجب للجزاء الجنائي‪.‬‬
‫فواضح أن المسؤولية الجنائية تربط بين الجريمة من ناحية وبين الجزاء الجنائي‪ ،‬فال‬
‫تقوم بالتالي المسؤولية الجنائية حيث ال تقع الجريمة‪ ،‬وال يوقع الجزاء الجنائي حيث تنتفي‬
‫المسؤولية الجنائية‪.‬‬ ‫تعليق على قرار‬

‫هذا ويقصد بالمسؤولية الجنائية‪ ،‬ذلك األثر القانوني المترتب على الجريمة كواقعة‬ ‫تطبيق القانون من حيث الزمان ‪ -‬تعليـق علـى‬
‫قانونية‪ ،‬وتقوم على أساس تحمل الفاعل للجزاء الذي تفرضه القواعد القانونية‪ ،‬ـ حسب‬ ‫قـرار‬
‫من المجموعة الجنائية ويسأل الشخص جنائيا في القانون المغربي ‪132‬مقتضيات الفصل‬
‫ـ صالحية فاعل الجريمة بتحمل العقوبة المقررة لها قانونا]‪.[5‬‬
‫أو بمعنى آخر‪ ،‬التزام مرتكب جريمة التلوث البيئي بالخضوع لألثر الذي ينص عليه القانون‬
‫كجزاء على ارتكاب الجريمة‪ ،‬وهو الخضوع للعقاب‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن تطور النظام القانوني وبروز معطيات جديدة في ميدان المسؤولية‪،‬‬
‫والرغبة في توفير حماية فعالة سواء على المستوى الوطني أو الدولي‪ ،‬والتي تقتضيها‬
‫بعض المصالح المشروعة‪ ،‬ضد بعض صور اإلجرام الخطيرة والمعقدة‪ ،‬خاصة على‬
‫المستوى البيئي‪ ،‬وهو ما يعرف بجرائم المشروعات االقتصادية والمؤسسات الصناعية]‪.[6‬‬

‫ونظرا لما سبق‪ ،‬دعت الحاجة إلى الخروج عن مبدأ شخصية المسؤولية‪ ،‬وشخصية‬
‫العقوبة‪ ،‬المبنيان على أساس حرية اإلرادة‪ ،‬إلى مسؤولية وعقاب أشخاص لم يكونوا‬
‫فاعلين للجريمة‪ ،‬وال مشتركين في إحداثها‪ ،‬وهو الذي أصبح يعرف بفكرة المسؤولية‬
‫الجنائية عن فعل الغير المبنية على أساس الخطورة اإلجرامية لنشاطاتهم‪.‬‬
‫لذلك نرى ومن أجل اإللمام بذلك‪ ،‬ضرورة التطرق إلى المسؤولية الجنائية للشخص‬
‫الطبيعي وفق (الفرع األول)‪ ،‬على أن نعرض بالتحليل للمسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‬
‫وذلك في (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المسؤولية الجنائية للشخص الطبيعي‬

‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪4/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫إن البحث في أحكام المسؤولية الجنائية للشخص الطبيعي‪ ،‬عن الجريمة البيئية تتميز‬
‫بمجموعة من الخصوصيات‪ ،‬بالنظر إلى أن هذه الجريمة قد يقترفها أشخاص أو أفراد‬
‫ذاتيون‪ ،‬أو قد يقترفها أشخاص يشتغلون داخل مؤسسة اقتصادية‪ ،‬ـ باعتبارها شخصا‬
‫معنويا خاصا ـ‪ ،‬ولكن تبقى المسؤولية في هاته الحالة‪ ،‬مسندة إلى ممثل هذا الشخص عن‬
‫أعمال أو أفعال اقترفها أحد التابعين له‪ ،‬وبذلك فإن المسؤولية الجنائية للشخص الطبيعي‬
‫تتفرع إلى صنفين‪ ،‬المسؤولية الجنائية لألشخاص الذاتيين ـ فقرة أولى ـ‪ ،‬و المسؤولية‬
‫الجنائية لممثل الشخص المعنوي ـ وفق فقرة ثانية ـ‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المسؤولية الجنائية لألشخاص الذاتيين‬

‫من ق ج‪ .‬يسأل الشخص جنائيا في القانون المغربي عن‪ 132:‬استنادا لمقتضيات المادة‬
‫)ـ الجنايات والجنح والمخالفات التي يرتكبها شخصيا (فاعل مادي) أو بالواسطة (فاعل ‪1‬‬
‫معنوي) أو يكون مساهما فيها‪.‬‬
‫)ـ المشاركة في ارتكاب أي جناية أو جنحة دون المخالفات‪2.‬‬
‫)ـ المحاولة في الجنايات مطلقا‪ ،‬وفي بعض الجنح إذا نص المشرع صراحة على المساءلة‪3‬‬
‫عن محاوالتها استثناء‪ ،‬أما المخالفات فال مساءلة عن المحاولة فيها‪ ،‬وكل ذلك بالشروط‬
‫من القانون الجنائي]‪ 133.[7‬الواردة في الفصل‬

‫فالشخص الذاتي ـ الطبيعي‪ ،‬هو اإلنسان‪ ،‬فهو وحده الذي يتمتع بنعمة العقل واإلدراك‪،‬‬
‫ويملك القدرة على حرية اإلرادة‪ ،‬أما الحيوان والجماد فال مسؤولية جزائية عليهما‪ ،‬وال‬
‫يوصف ما ينتج عن حركتهما من حوادث بوصف الجريمة‪ ،‬ذلك أن غير اإلنسان ليس‬
‫مخاطب بالقاعدة الجزائية]‪.[8‬‬
‫وللحديث عن المسؤولية الجنائية للشخص الطبيعي عن الجرائم البيئية‪ ،‬ينبغي التطرق إلى‬
‫نقطتين المبدأ وهو‪ :‬شخصية المسؤولية الجنائية (أوال)‪ ،‬واالستثناء‪ ،‬المسؤولية الجنائية‬
‫عن فعل الغير ـ ممثل الشخص المعنوي ـ (ثانيا)‪.‬‬

‫شخصية المسؤولية الجنائية‬

‫ق ج‪ ،‬فإن المسؤولية الجنائية هي مسؤولية شخصية‪ 132 ،‬وفق نص المادة أعاله ـ‬


‫وهذا ما هو مقرر ومعمول به في األنظمة القانونية المقارنة‪ ،‬تماشيا مع المبدأ التقليدي‬
‫للقانون الجنائي‪ ،‬الذي مفاده‪" :‬ال أحد يعاقب إال عن فعله الشخصي"]‪ [9‬كما أنه في‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪5/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫موضوع القانون الجنائي للبيئة‪ ،‬نجد أن الجرائم المعاقب عليها بمختلف النصوص البيئية‪،‬‬
‫هي مبدئيا تسند إلى أشخاص طبيعيين‪ ،‬انسجاما مع المبدأ المشار إليه أعاله]‪.[10‬‬
‫ومن الصور التي تبين بشكل أوضح مدى التقيد بهذا المبدأ في إسناد المسؤولية الجنائية‬
‫لألشخاص الذاتيين‪ ،‬الجرائم التي تتم بمخالفة قواعد القنص‪ ،‬كالقيام بممارسة هذا النشاط‬
‫في فترة يمنع فيها ذلك‪ ،‬أو العمل على اصطياد بعض األصناف من الطيور‪ ،‬أو الحيوانات‬
‫التي ‪ ،‬كما يندرج في هذا ‪ 1923‬يقع عليها الحظر‪ ،‬حسبما هو منصوص عليه بمقتضى‬
‫ظهير‬
‫الصنف من الجرائم‪ ،‬القيام بجني أو قطف أنواع من النباتات المحمية]‪ .[11‬أو الصيد على‬
‫نحو ‪ 1973.‬مخالف لمقتضيات ظهير‬
‫المتعلق بحفظ الغابات واستغاللها‪ .‬من القوانين األكثر ‪ 1917‬أكتوبر ‪ 10‬هذا ويعد قانون‬
‫تعبيرا عن إسنادها للمسؤولية الجنائية ألفراد ذاتيين]‪ .[12‬إذ يتبين من خالل استقراء‬
‫الفصول المتضمنة للمقتضيات الزجرية ـ وهي كثيرةـ‪ ،‬توجيه الخطاب إلى أشخاص غالبا ما‬
‫يقومون الذي ‪ 34‬باستغالل الغابة‪ ،‬أو يمارسون أنشطة داخلها‪ ،‬كما هو منصوص عليه في‬
‫الفصل‬
‫جاء فيه‪ " :‬كل من حرث أو زرع أو غرس أرضا من أراضي الغابة يحكم عليه بذعيرة‬
‫فرنك عن كل هكتار محروث أو مزروع أو مغروس‪ 000.12 ،‬إلى ‪ 000.2‬تتراوح من‬
‫إلى ‪ 000.5‬كما يحكم على كل من غرق وأحيا بعض األراضي منها بذعيرة تتراوح من‬
‫فرنك عن كل هكتار وقع غرقه وإحياؤه‪ .‬وإذا وقع الحرث والزرع والغرس فيها‪000.24‬‬
‫بمجرد اإلحياء والغرق فال يحكم إال بالذعيرة الواجبة عن األحياء‪ ،‬ومن تكررت منه‬
‫المخالفة بالحرث والزرع والغرس فيحكم عليه بخمسة إلى ثمانية أيام سجنا‪ .‬ومن عاد إلى‬
‫المخالفة باإلحياء والغرق فيمكن أن تصدر عليه عقوبة تتراوح من ثمانية أيام إلى شهرين‬
‫سجنا وزيادة على ذلك يحكم عليه بحجز حصاده"‪.‬‬
‫والجدير بالذكر‪ ،‬أن هذا الصنف من الجرائم ال يطرح إشكاال كبيرا على مستوى التثبت‬
‫منها‪ ،‬ومتابعة المقترفين لها‪ ،‬فالمخالفة تتشكل في أحيان كثيرة بتحقق الركن المادي لها‪،‬‬
‫حتى في غياب قيام الدليل على الركن المعنوي]‪ ،[13‬وهذا ما تأخذ به المحاكم في الغالب‪،‬‬
‫ألن طبيعة هذه الجرائم ذات صبغة مادية صرفة‪ .‬وبذلك فإنه ال يمكن للظنين التملص من‬
‫اإلدانة‪ ،‬بدعوى حسن نيته‪ ،‬وتبقى القوة القاهرة‪ ،‬هي السبب الوحيد الكفيل باإلعفاء من‬
‫المسؤولية‪ ،‬إذ األمر هنا يتعلق بمسؤولية جنائية موضوعية‪ ،‬من حيث المبدأ‪ ،‬باستثناء‬
‫بعض الجرائم التي تستلزم توفر القصد الجنائي‪ ،‬لقيام المسؤولية الجنائية]‪ ،[14‬كما في‬
‫حالة اإلحراق ‪ ،‬أو تعمد إتالف عالمات المطارق ‪ 56‬العمدي للغابة‪ ،‬المنصوص عليه في‬
‫الفصل‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪6/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫الذي جاء فيه‪ " :‬كل من قلد ‪ 1917‬أكتوبر ‪ 10‬من ظهير‪ 43‬المنصوص عليها في الفصل‬
‫المطارق المعدة لعالمات إدارة الغابات أو استعمل مطارق مقلدة أو استعمل المطارق‬
‫الحقيقية زورا يعاقب بالسجن من ستة أشهر إلى سنتين‪ ،‬كما يعاقب بالسجن من ثالثة أشهر‬
‫إلى سنة واحدة كل من قصد إتالف عالمات المطارق كل هذا زيادة على المطالبة‬
‫بالتعويضات في مقابلة ما يحصل من الخسائر واألضرار"‪.‬‬

‫ويرى بعض الباحثين]‪ [15‬أن تطبيق مبدأ شخصية المسؤولية الجنائية تكتنفه بعض‬
‫الصعوبات من الناحية العملية‪ ،‬ذلك أن تحديد الفعل الشخصي الذي يقود إلى تعيين‬
‫األشخاص الطبيعيين المسؤولين عن الجريمة ليس أمرا سهال خاصة فيما يتعلق بجرائم‬
‫تلويث البيئة‪ ،‬التي يصعب بشأنها تحديد مصدر معين أو فعل محدد باعتباره المسبب األصلي‬
‫والوحيد لها‪ ،‬وبالتالي تحميل مرتكبيه مسؤولية النتائج المترتبة عليه‪.‬‬
‫ومن تم فإن تحديد الشخص الطبيعي المسؤول جنائيا عن الجريمة البيئية قد يتم بواسطة‪:‬‬
‫‪ .‬اإلسناد القانوني‪ :‬هو طريقة يتولى فيها القانون أو الالئحة تحديد صفة الفاعل أو تعيين ‪1‬‬
‫شخص أو عدة أشخاص كفاعلين للجريمة‪ ،‬بصرف النظر عن كون هذا الشخص هو مرتكب‬
‫األفعال المادية المكونة للجريمة أم ال‪ ،‬وأيا من كان الفاعل للجريمة فإن الشخص‬
‫الذي يحدده النص التشريعي يظل مسؤوال جنائيا عن الجريمة في جميع األحوال]‪.[16‬‬
‫فتقدير المسؤوليات في إطار الجرائم البيئية التي ترتكب في إطار أنشطة مهنية يكون غاية‬
‫في الصعوبة بسبب المشاكل التي يثيرها فيما يخص تحديد المسؤولية الجنائية ‪ ،‬لذلك‬
‫من ق‪ .‬البيئة ‪ 48/541‬المشرع إلى تحديد المسؤول سلفا‪ ،‬على سبيل المثال‬ ‫يلجأ‬
‫المادي‬
‫الفرنسي تحمل المسؤولية لكل من كان مكلفا بمهمة اإلدارة والتسيير بمقاولة أو‬
‫مؤسسة]‪.[17‬‬
‫‪ .‬اإلسناد المادي‪ :‬تقوم المسؤولية الجنائية وفق هذا اإلسناد عندما ينسب لشخص ما الفعل‬
‫‪2‬‬
‫المادي سواء كان إيجابيا أو سلبيا المكون للجريمة البيئية‪ ،‬حيث يعتبر مسؤوال عن الجريمة‬
‫البيئية كل شخص طبيعي يرتكب النشاط المادي المكونة للجريمة بنفسه أو مع غيره‪ ،‬أو‬
‫الشخص الذي يمتنع عن اتخاذ التدابير واإلجراءات التي تقتضيها مختلف القوانين‬
‫واللوائح]‪ .[18‬حيث أن نصوص التجريم في هذا اإلطار تستخدم عبارات فضفاضة وعامة‬
‫من قبيل "كل شخص"‪ ،‬من "تسبب" أي الفاعل المادي للجريمة البيئية‪.‬‬
‫‪ .‬اإلنابة في االختصاص‪ :‬تعني أن يقوم صاحب العمل أو مدير المؤسسة أو المنشأة‪3 ،‬‬
‫باختيار شخص مسؤول عن كافة المخالفات المرتكبة أثناء أو بسبب األنشطة التي تمارسها‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪7/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫المنشأة أو المؤسسة‪ ،‬وذلك من بين األشخاص العاملين لديه‪ ،‬وتحميله‪ ،‬تبعا لذلك‬
‫المسؤولية الجنائية عن هذه المخالفات]‪.[19‬‬
‫لكن هذه اإلنابة يجب أن يتوافر فيها مجموعة من الشروط]‪:[20‬‬
‫ـ أال يمنعها القانون‪.‬‬
‫ـ أن تكون المقاولة على قدر من األهمية‪ ،‬بحيث ال تمكن المسؤولين من التسيير لوحدهم‪.‬‬
‫ـ غياب رئيس المقاولة‪.‬‬
‫ـ أن تكون اإلنابة محددة ومحدودة‪.‬‬
‫ـ قبول النائب للنيابة وتوفره على الكفاءة ليقوم بمهامه‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المسؤولية الجنائية لممثل الشخص المعنوي‬

‫تقوم المسؤولية الجنائية‪ ،‬وفقا لمبدأ الشرعية الجنائية‪ ،‬على مبدأ شرعية العقوبة‪ ،‬فمن‬
‫ال يساهم في الجريمة يظل بمنأى عن العقوبة‪ .‬غير أن مبدأ المسؤولية الجنائية الشخصية‬
‫الذي ال يسأل في إطاره أحد جنائيا إال عن أفعاله الخاصة‪ ،‬أصبح يتراجع ويندثر تدريجيا‬
‫لصالح مبدأ آخر هو المسؤولية عن فعل الغير]‪.[21‬‬
‫وهذا راجع بالضرورة مدلول الشخص الجاني يتسع ليستوعب إلى جانب مفهوم الشخص‬
‫الطبيعي‪ ،‬مفهوم الشخص االعتباري‪ ،‬هذا األخير الذي يظل مساهما في الجريمة بسبب‬
‫تقصيره في اإلشراف على معاونيه‪ ،‬أو لعدم احترازه في اتخاذ إجراءات الحيطة والوقاية‬
‫الواجبة لتفادي أخطار ومضار التلوث البيئي‪ ،‬أو في مجرد السلوك المادي الناجم عن إحدى‬
‫العاملين به والمخالف للقرارات واللوائح العامة‪.‬‬
‫ويطلق على هذا النوع من المسؤولية‪ ،‬المسؤولية الجنائية عن فعل الغير‪ ،‬أو المسؤولية‬
‫الموضوعية أو المفترضة أي مسؤولية الشخص الذي لم يسهم في الجريمة بصفته فاعال أو‬
‫شريكا ويعد من الناحية المادية غريبا عن الفعل اإلجرامي إذ تنتفي رابطة المساهمة‬
‫المادية‪ ،‬ومع ذلك تثور مسؤوليته المفترضة بنص القانون]‪.[22‬‬
‫ومن خالل العرض السابق نرى ضرورة تقسيم هذه الفقرة إلى عنصرين هما‪:‬‬
‫ـ مبررات المسؤولية الجنائية عن فعل الغير في جرائم تلويث البيئة‪1.‬‬
‫ـ شروط تطبيق المسؤولية الجنائية عن فعل الغير في جرائم تلويث البيئة‪2 .‬‬

‫معلوم أن االجتهاد القضائي الفرنسي كرس منذ وقت طويل في القرار المعروف بقرار‬
‫[‪]23‬مسؤولية القائم على أعمال الشخص المعنوي في حالة المساس بالبيئة‪.‬‬
‫‪wiederkehr‬‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪8/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫وهكذا فقد جاء في أحد قرارات محكمة النقض الفرنسية بأن‪" :‬وظيفة رئيس المؤسسة‬
‫تفرض عليه المساهمة المباشرة والمستمرة في كل أعمال مؤسسة‪ ،‬وعليه أن يتأكد شخصيا‬
‫من تنفيذ التعليمات التي يصدرها تحت مسؤوليته الشخصية‪ ،‬وعليه مراقبة التنفيذ شخصيا‪،‬‬
‫ما لم يثبت أنه كلف تابعا منحه الصالحية والسلطة الالزمتين لفرض احترام األنظمة]‪.[24‬‬
‫ويرى البعض]‪ [25‬أن القانون الجنائي للبيئة‪ ،‬ال يمكنه أن يشكل االستثناء من قاعدة‬
‫(شخصية المسؤولية والعقوبة) هاته األخيرة تمنع معاقبة من لم ينجز مجموع أركان‬
‫الجريمة‪ ،‬أو أفعال المساهمة أو المشاركة‪.‬‬
‫غير أن االعتداءات المتكررة والخطيرة التي تهدد المجال البيئي‪ ،‬وهي في أغلب‬
‫األحيان‪ ،‬يكون وراءها المقاوالت الصناعية‪ ،‬يجعل التشبث بهذا المبدأ محل نظر‪ .‬خصوصا‬
‫إذا علمنا أن اإلجرام البيئي أصبح يتخذ أبعادا خطيرة وطنيا ودوليا‪ ،‬قد ال يسعف التمسك‬
‫بالمبادئ التقليدية للقانون الجنائي]‪ ،[26‬في زجر مرتكبي هذه الجرائم‪ ،‬وعليه فبعض الفقه‬
‫الحديث يسير في اتجاه إقرار المسؤولية الجنائية لرؤساء المقاوالت‪ ،‬ولو عن أفعال لم‬
‫يرتكبوها شخصيا‪ ،‬ولكن هي في األصل‪ ،‬ناتجة عن إهمالهم‪ ،‬وتقصيرهم في مراقبة تابعيهم‪،‬‬
‫ومراعاة المعايير الالزم التقيد بها في مجال التقليل من التلوث]‪.[27‬‬

‫فضال عن ذلك المشرع الجزائري واقتداء بالمشرع الفرنسي والمصري قد وسع من‬
‫مفهوم المساهمة الجنائية في جرائم تلويث البيئة وذلك لغرض فرض المزيد من الحماية‬
‫الجنائية للبيئة‪ ،‬باعتبار هذه األخيرة من المصالح الحيوية التي ينبغي مراعاتها‪ .‬مما يوحي‬
‫بالتوسع من قبله في األخذ بهذا اإلسناد خاصة وأن له أهمية خاصة على مستوى اإلجرام‬
‫البيئي‪.‬‬

‫وبذلك أصبح إقرار المسؤولية الجنائية عن فعل الغير‪ ،‬يقوم على أساس مفهوم الخطر‪،‬‬
‫فكل جريمة تقوم على سير أو عمل المقاولة‪ ،‬سبب في قيام المسؤولية الجنائية لرئيسها‪،‬‬
‫في ظل خطر نتج عن طريق نشاط المقاولة‪ ،‬بمعنى آخر‪ ،‬ألنه يدير مؤسسة تحمل خطر‬
‫المساس بالقيمة المجتمعية للبيئة‪ .‬حيث يتحمل تبعا لذلك كل سلوك مسيء للبيئة ارتكب‬
‫بداخلها‪ .‬ذلك أن من له فعليا سلطة اإلدارة في المقاولة‪ ،‬يجب أن يقبل نتائج هذا التنظيم‬
‫المعيب‪ ،‬باعتبار أن الخطأ المسند لرئيس المقاولة في هذا اإلطار‪ ،‬يقوم على أساس إهمال‬
‫خاص من جانبه‪ ،‬كمخالفة األنظمة المتعلقة بالمقاولة أو غيرها من المخالفات المرتبطة‬
‫بنشاطها‪ ،‬تكون سببا في حصول الجريمة]‪.[28‬‬
‫هذا عالوة على أن خطأ ممثل الشخص المعنوي الذي يستتبع قيام مسؤوليته‪ ،‬قد يستند‬
‫أيضا على وجود إهمال عام من جانبه‪ ،‬له عالقة سببية بحدوث النشاط المجرم‪ ،‬وهذا يعزى‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪9/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫إلى أنه في أحيان كثيرة‪ ،‬قد ال يكتفي التحلي بالحذر العادي‪ ،‬بل يتطلب حذرا خاصا‪ ،‬بالنظر‬
‫إلى ما يتضمنه النشاط من مخاطر على المصالح المحمية]‪ .[29‬وعليه فإن التوسع في‬
‫مفهوم إسناد المسؤولية الجنائية لرئيس المقاولة‪ ،‬قد يسعف بعدم الوقوف عند األجير‬
‫وحده‪ .‬نضف إلى ذلك فإن واقعية القانون الجنائي تقتضي عدم االكتفاء بمتابعة المسؤول‬
‫الظاهر وحده‪ ،‬بل البحث أيضا حتى على الشخص المخطئ والمسؤول الحقيقي‪.‬‬
‫كما أن الواجب في حالة التفويض‪ ،‬لم يعد يقع على الرئيس‪ ،‬بل تم نقله إلى غيره‪،‬‬
‫ونتيجة ذلك تنتقل أيضا المسؤولية المرتبطة باإلخالل به‪ ،‬إذ إن الرئيس نقل بعض المهام‬
‫إلى المفوض له‪ ،‬ولم يعد يمارسها شخصيا ـ وعليه فإن ارتباط المسؤولية بالوظيفة أو‬
‫المهمة‪ ،‬يقتضي إبعاد المسؤولية عنه بخصوص الجرائم المرتكبة من جراء نشاط الشخص‬
‫المعنوي الذي يديره مباشرة‪ ،‬وفق نفس األساس الذي كانت تسند بموجبه إلى‬
‫الرئيس]‪.[30‬‬

‫ومن األمثلة على هذا النوع من المسؤولية الجنائية ـ عن فعل الغير ـ ما أخذ به الفصل‬
‫‪ 1917‬أكتوبر ‪ 10‬من الظهير المتعلق بالمحافظة على الغابات واستغاللها‪ ،‬الصادر في ‪45‬‬
‫والذي يقرر " بقطع النظر عن العقوبات التي يتعرض لها المتهم أو المشاركون في جناية‬
‫أو جنحة أو مخالفة إحراق الغابة‪ ،‬يمكن أن تفرض على القبيلة أو القرية غرامة‬
‫جماعية‪[31]...‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬تناولت محكمة النقض المغربية في إحدى قراراتها]‪ [32‬المسؤولية‬
‫الج‪ .‬عن فعل الغير‪ ،‬حيث اعتبرت أن المحكمة عندما قضت بإدانة ومعاقبة العارض رغم‬
‫التنصيص في محضر المخالفة على أن فعل الحرث والتعشيب تم من طرف عمال يعملون‬
‫تحت إمرته‪ ،‬لم تخالف القانون وكون هؤالء العمال إنما يندرجون ضمن وسائل تنفيذ‬
‫تقضي بمسؤولية ‪1917/10/10‬لفعلي الحرث والتعشيب علما أن مقتضيات ظهير‬
‫المخالف العارض جنائيا سواء اقترف بصورة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬كما أدانت الغرفة‬
‫الجنائية لمحكمة النقض]‪ [33‬رئيس المقاولة بالرغم من أنه في عطلة وكان غائبا وقت‬
‫الحادثة‪ ،‬ألنه لم يعلم موظفيه ولم يزودهم بالوسائل الكفيلة بتمكينهم من التعامل مع أخطار‬
‫التلوث الذي أصاب مجاري المياه‪.‬‬
‫وحسب بعض الفقه الفرنسي]‪ ،[34‬فإن المسؤولية الجنائية للمسير ال تخرج في الحقيقة‬
‫مسؤولية األجير أو التابع الذي سبب سلوكه أو خطورة الجريمة‪ ،‬حيث أكد على أن كال‬
‫منهما ينبغي أن يدانا ويتابعا جنائيا‪ ،‬على أنه استثناء قد ال يسأل المسير إذا كان األجير أو‬
‫التابع تسبب في المخالفة بسبب رعونته وعدم احتياطه ولم يلتزم بتعليمات رئيسه]‪.[35‬‬
‫إن األخذ بهذا األسلوب من المساءلة]‪ [36‬أصبحت تستدعيه اعتبارات عملية وواقعية‪،‬‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪10/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫بمؤاخذة المسؤولين الرئيسيين عن المساس بالبيئة‪ ،‬بافتراض رئيس المقاولة مسؤوال عن‬
‫المخالفة المرتكبة ضد البيئة‪ ،‬ولو ارتكبت من طرف األجير‪ .‬ولكن هذا ال يعني أن هذا‬
‫األخير يبقى في منأى عن المساءلة الجنائية‪ ،‬بل يمكن أن يؤاخذ كفاعل أصلي‪ ،‬ورب العمل‬
‫من ق ج‪ ،‬كما في حالة نقل مواد خطيرة على البيئة‪ 129.‬كمساهم‪ ،‬حسب مقتضيات الفصل‬
‫وعليه فإذا كان مقررا من خالل ما سبق‪ ،‬قيام مسؤولية ممثل الشخص المعنوي‪ ،‬فماذا‬
‫عن مسؤولية هذا الشخص وبمعزل عن ممثله القانوني؟‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي عن الجرائم البيئية‬

‫إن الشخصية المعنوية تعني اعتراف المشرع بالشخصية القانونية لعدد من األشخاص‬
‫تعمل على تحقيق هدف مشترك‪ ،‬أو مجموعة من األموال المرصودة لبلوغ غاية‬
‫محددة]‪.[37‬‬
‫هذا وقد أثارت مسألة مساءلة الشخص المعنوي جنائيا جدال فقهيا بين مؤيد ورافض‪،‬‬
‫فاألول ـ الرافض ـ‪ ،‬مثله اتجاه المذهب التقليدي]‪ [38‬في القانون الجنائي‪ ،‬يقوم بحصر‬
‫المسؤولية الجنائية في األشخاص الطبيعيين‪ ،‬على أساس اإلنسان يتمتع بملكات ذهنية‬
‫وعقلية تمثل هي األخرى شروط تحمل المسؤولية الجنائية‪ .‬أما الشخص المعنوي فهو ليس‬
‫إال افتراض من صنع القانون‪ ،‬وليس حقيقة‪[39].‬‬
‫وفي مقابل االتجاه التقليدي يذهب االتجاه الفقهي الحديث إلى االعتراف بالمسؤولية‬
‫الجنائية للشخص المعنوي محاوال تفنيد حجج الفريق األول‪ ،‬وقد استند أنصار االتجاه‬
‫الحديث على أن طبيعة الشخص المعنوي ال تتناقص مع تقدير المسؤولية الجنائية‪ ،‬فوجوده‬
‫حقيقة وليس مجرد وهم‪ ،‬ويستدل على ذلك بما يتمتع به من إرادة خاصة به مستقلة‬
‫ومنفصلة عن إرادة كل عضو فيه‪ ،‬كما أن له كيان مستقل وذمة مالية مستقلة ومصالح‬
‫ذاتية خاصة به والدليل على ذلك األهلية التي يتمتع بها والتي تظهر على الخصوص في‬
‫صالحيته لكسب الحقوق والتحمل بااللتزامات أن األنشطة التي يقوم بها تكون لحسابه‬
‫وباسمه‪ ،‬بل قد تكون في كثير من األحوال ضد مصالح األعضاء المكونين له]‪.[40‬‬
‫أما فيما يخص مبدأ شخصية أو حتى تفريد العقوبة فإنه ال يتناقض مع إقرار مسؤولية‬
‫الشخص المعنوي‪ ،‬على اعتبار أن العقوبة توقع على الشخص المعنوي وحتى وإن امتدت‬
‫آثارها إلى أعضاء الشخص المعنوي فبصفة غير مباشرة يضاف إلى ذلك أن القائلين بعدم‬
‫مالءمة العقوبة الجنائية لطبيعة الشخص المعنوي‪ ،‬فذلك ليس سببا للرفض مسؤولية‬
‫الشخص المعنوي]‪ ،[41‬فهناك العديد من العقوبات التي يجوز تطبيقها على األشخاص‬
‫المعنوية كالغرامة والمصادرة واإلغالق أو حل الشخص المعنوي أو إيقاف النشاط لفترة‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪11/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫زمنية معينة]‪.[42‬‬

‫وقد أقرت التشريعات الجنائية مسؤولية الشخص المعنوي الجنائية على سبيل االستثناء‪،‬‬
‫ألن األصل أن الشخص الطبيعي وحده هو الذي يسأل جنائيا‪ ،‬لم ينص المشرع على‬
‫مسؤولية الشخص المعنوي جنائيا بنص خاص‪ ،‬والمشرع المغربي حدد موقفه في هذا‬
‫اإلطار بكل وضوح‪ ،‬ونص في الفصل ‪ 126‬ق ج‪ .‬على ‪ ":‬تطبيق العقوبات والتدابير‬
‫الوقائية المقررة في هذه المجموعات‪ ،‬على األشخاص الذاتيين"‪.‬‬
‫وبهذا يتضح أنه ال يسلم بالقاعدة العامة التي تقضي بالمسؤولية الجنائية لألشخاص‬
‫االعتبارية‪ ،‬لكن هذا لم يمنعه من مسايرة التطور الحاصل في الموضوع من حيث النص‬
‫على العقوبات الزجرية التي تالئم هؤالء األشخاص‪ ،‬ولهذا نجده ينص في الفصل‪127‬‬
‫على أنه يحكم عليها ب‪:‬‬
‫ـ العقوبات المالية كعقوبة أصلية‪.‬‬
‫ـ بالمصادرة والحل‪ ،‬ونشر الحكم كعقوبات إضافية‪.‬‬
‫ـ بالتدابير الوقائية العينية وهي‪ :‬إغالق المؤسسة‪ ،‬ومصادرة األشياء الضارة أو الخطيرة أو‬
‫المحظور امتالكها‪[43].‬‬
‫والحقيقة أن قوانين البيئة عرفت هذا النوع من المسؤولية الجنائية على نطاق واسع إذا‬
‫ما قورنت بالقوانين المادية‪ ،‬وما ذلك إال ألن كثيرا من الجرائم البيئية ترتكب من قبل‬
‫األشخاص المعنوية‪.‬‬
‫ويرجع إقرار المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي والتي تعد مسألة في غاية األهمية‬
‫نظرا لألسباب التالية‪:‬‬
‫ـ التطور الصناعي واالقتصادي أدى إلى تعاظم دور األشخاص المعنوية‪ ،‬حيث أضحت الحياة‬
‫االقتصادية ترتكز في العصر الحديث على المشروعات الضخمة والمنشآت العمالقة‪ ،‬تلك‬
‫المشروعات التي تتميز باتساع نشاطها واعتمادها على األدوات والمعدات واآلالت والمواد‬
‫المسببة للتلوث والمضرة بالبيئة‪.‬‬
‫ـ كون المؤسسات الصناعية واالقتصادية تظم أطرا فنية وإدارية متعددة‪ ،‬فتتشابك‬
‫االختصاصات على نحو يصعب معه تحديد المساهمين في الجريمة البيئية‪ ،‬األمر الذي يؤدي‬
‫إلى إفالت الفاعلين األصليين للجريمة‪.‬‬
‫ـ هذه المسؤولية تشكل وسيلة ضغط هامة على المؤسسات الصناعية واالقتصادية لكونها‬
‫ستكون مهددة بجزاءات جنائية شديدة في حالة إضرارها بالبيئة‪[44].‬‬

‫معلوم أنه لكي يتم تطبيق المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪ ،‬يلزم توافر شرطين‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪12/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫أساسيين‪:‬‬

‫الشرط األول‪ :‬ارتكاب الجريمة من شخص طبيعي له حق التعبير عن إرادة الشخص‬


‫المعنوي‬

‫نظرا لطبيعة الشخص المعنوي فانه ال يتمكن من ممارسة نشاطه إال من خالل أشخاص‬
‫طبيعيين يمثلونه ويعملون باسمه‪ .‬وقد نصت المادة‪ 2-121‬من قانون العقوبات‬
‫الفرنسي]‪ [45‬والمادة ‪ 129‬من القانون الجنائي االسباني]‪ [46‬على تمثيل الشخص‬
‫المعنوي وهذا الممثل يمكن أن يكون شخصا واحدا أو مجموعة من األشخاص وذلك طبقا‬
‫لطريقة تنظيم وهيكلة الشخص المعنوي‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إن ثبوت المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي ال تعفي من متابعة‬
‫الشخص الطبيعي ممثل الشخص المعنوي وهو ما أكده القانون الفرنسي في الفصل‬
‫السالف]‪.[47‬‬
‫وفي هذا اإلطار طالب بعض المهتمين]‪ [48‬بضرورة التمييز بن مسؤولية الشخص‬
‫المعنوي واألشخاص الذاتيين المنتمين إليه حتى ال يتخذه ذريعة للتملص من المسؤولية‪.‬‬

‫هذا وقد اختلفت التشريعات في تحديد األشخاص الطبيعيين الذين يسأل الشخص المعنوي‬
‫عن سلوكهم اإلجرامي‪ ،‬فاقتصر البعض منها على تصرفات أعضاء وممثلي الشخص‬
‫المعنوي‪ ،‬في حين ذهبت تشريعات أخرى إلى المساءلة عن جميع تصرفات صغار موظفيه‬
‫وتابعيه‪[49].‬‬
‫فاالتجاه األول يضيق من نطاق األشخاص الطبيعيين التي يسأل عن أفعالها الشخص‬
‫المعنوي ومن هذه التشريعات‪ :‬التشريع االنجليزي‪ ،‬والفرنسي‪ ،‬هذا األخير الذي حصر‬
‫األشخاص الطبيعيين‪ ،‬الذين يسأل عن أعمالهم الشخص المعنوي في طائفتين‪:‬‬
‫الطائفة األولى‪ :‬هي أعضاء الشخص المعنوي‪ ،‬والطائفة الثانية تضم ممثلي الشخص‬
‫المعنوي‪.‬‬
‫فأعضاء الشخص المعنوي هم األشخاص المؤهلون قانونا ووفق القانون األساسي‪،‬‬
‫للتصرف والتعاقد باسمه‪ ،‬حيث يتم تكليفهم بأعمال اإلدارة أو التدبير أو التسيير للشخص‬
‫المعنوي‪ ،‬ويقصد بهم (الرئيس‪ ،‬المسير‪ ،‬مجلس اإلدارة‪ ،‬الجمعية العامة للشركة أو‬
‫الجمعية‪[50].)..‬‬
‫أما الممثل فهو الشخص الطبيعي الذي يتوفر على السلطة سواء كانت قانونية أو مبنية‬
‫على أساس االتفاق‪ ،‬للتصرف باسم الشخص المعنوي‪ .‬أما العامل البسيط بمفهومه كشخص‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪13/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫عادي في المؤسسة‪ ،‬ليس من المسؤولين عنها‪ ،‬ألن أعمال الهيئة المعنوية ال يمكن أن‬
‫يقوم بها إال شخص مفوض وذو صالحيات محددة‪ ،‬دون العامل أو الموظف البسيط‪ ،‬وأنه‬
‫في حالة إقرار مسؤولية العامل البد من وجود تفويض واضع ممنوح له للقيام بأعمال باسم‬
‫الشركة‪ ،‬عندئذ يصبح بمنزلة الوكيل أو الممثل القانوني للشخص المعنوي‪.‬‬
‫وهذا ما أكدته محكمة النقض الفرنسية‪ ،‬حينما اعتبرت أن األجراء والعمال الذين تلقوا‬
‫تفويضا للسلطة من طرف أعضاء الشخص المعنوي يعتبرون ممثلين له‪ ،‬وبالتالي فإذا‬
‫ارتكب هذا الممثل جريمة بيئية لحساب الشخص المعنوي‪ ،‬فإن مسؤولية هذا األخير تثار‪.‬‬
‫أما االتجاه الثاني‪ ،‬فهو الذي يوسع من نطاق األشخاص الطبيعيين‪ ،‬الذين يسأل الشخص‬
‫المعنوي جنائيا عن أنشطتهم‪ ،‬بحيث ال تقتصر على األعضاء والممثلين‪ ،‬بل تمتد لتشمل‬
‫الموظفين والعمال التابعين له‪ ،‬ومن أمثلة هذه التشريعات‪ :‬القانون الهولندي‪ ،‬والقانون‬
‫اللبناني والسوري‪[51].‬‬
‫ومن جهتنا‪ ،‬نؤيد االتجاه الموسع لنطاق المسؤولية الجنائية لألشخاص الطبيعيين الذين‬
‫يرتكبون الجرائم باسم ولحساب الشخص المعنوي‪ ،‬على اعتبار أن من شأنه أن يوفر حماية‬
‫أوسع وأشمل لعناصر البيئة‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬ارتكاب الجريمة لحساب الشخص المعنوي‬

‫لكي تتحقق المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي عن الجريمة التي يرتكبها احد‬
‫األشخاص الطبيعيين الممثلين له‪ ،‬يتعين أن تكون هذه الجريمة قد ارتكبت لمصلحة ولفائدة‬
‫الشخص المعنوي وبالتالي تنتفي المسؤولية إذا ما كان يهدف لتحقيق مصلحته الشخصية‬
‫(الممثل وحده)‪ ،‬أو بهدف اإلضرار بالشخص المعنوي]‪.[52‬‬
‫ويقصد بأن ترتكب الجريمة لحساب الشخص المعنوي‪ ،‬أن يستفيد هذا األخير من النشاط‬
‫الذي قام به الشخص الطبيعي‪ ،‬أي أن الجريمة ارتكبت بهدف تحقيق مصلحة له‪ .‬ويستوي‬
‫أن تكون المصلحة مادية أو معنوية‪ ،‬مباشرة أو غير مباشرة]‪ .[53‬وهناك من يضيف أن‬
‫الجريمة ترتكب لحساب الشخص المعنوي‪ ،‬عندما تنفذ من طرف شخص طبيعي لضمان‬
‫سير أعمال الشخص المعنوي وتحقيق أغراضه‪ .‬وتطبيق هذا الشرط ينجم عنه أنه حتى إذا‬
‫توفي الشخص الطبيعي‪ ،‬أو زالت أجهزة الشخص المعنوي‪ ،‬فإن ذلك ال يحول دون متابعة‬
‫هذا األخير عن الجريمة التي ارتكبها الشخص الطبيعي لحساب الشخص المعنوي‪ ،‬وإذا‬
‫استحال التعرف على الشخص الطبيعي الذي ارتكب الجريمة لحساب الشخص المعنوي‪،‬‬
‫وخاصة في جرائم االمتناع واإلهمال‪ ،‬وكذا الجرائم المادية التي ال تتطلب توفر النية‪ ،‬تقوم‬
‫المسؤولية الجماعية ألعضاء الشخص المعنوي‪ ،‬وتطبيق هذا الشرط يطرح تساؤال فيما إذا‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪14/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫كانت المنشأة أو المؤسسة مكونة من عدة فروع ومؤسسة أم‪ ،‬وارتكبت الجريمة لحساب‬
‫أحد الفروع‪ ،‬فهل يسأل الفرع أم المنشأة األم؟‬
‫هنا البد من التمييز بين حالتين‪ :‬الحالة األولى‪ ،‬إذا كانت المنشأة ال تمارس أي نوع من‬
‫السيطرة أو التأثير على الفرع‪ ،‬فإن المسؤولية الجنائية تقع على هذا األخير‪.‬‬
‫أما الحالة الثانية‪ :‬التي تكون فيها المؤسسة األم هي التي تسيطر وترسم اإلطار العام لجميع‬
‫الفروع‪ ،‬بحيث تعتبر هذه األخيرة مجرد أداة تنفيذية إلستراتيجية الشركة األم‪ ،‬فالمسؤولية‬
‫الجنائية تقع في هذه الحالة على المؤسسة األم]‪.[54‬‬
‫إال انه ال ينبغي التسليم بالمسؤولية المطلقة الشخص المعنوي وإال كان في ذلك مس بأحد‬
‫أهم ركائز القانون الجنائي ويتعلق األمر بمبدأ شخصية الجرائم والعقوبات‪ ،‬وقد يحدث ان‬
‫ترتكب الجريمة من طرف ممثل الشخص المعنوي ولحساب هذا األخير ورغم ذلك فان‬
‫القضاء يكيفها على أساس كونها تعريض مصلحة الشخص المعنوي للخطر كما فعل القضاء‬
‫الفرنسي في تقديم مدير شركة لرشوة بهدف الحصول على صفقة بكونها إساءة استعمال‬
‫أموال الشركة وهو ما جاء في قرار شهير]‪ [55‬لمحكمة النقض الفرنسية "إن استعمال‬
‫األموال يكون بالضرورة تعسفيا إذا ما تم لهدف غير مشروع"‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية إقرار مسؤولية الشخص المعنوي الجنائية‪،‬فإنه يكون من الضروري‬
‫التطرق لحدود نطاقها من زاويتين‪ :‬زاوية الجرائم (الفقرة األولى) ثم من زاوية األشخاص‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬من زاوية الجرائم‬

‫بالرجوع للقوانين المقارنة منذ الوهلة األولى‪ ،‬نالحظ اختالف التشريعات في مسألة‬
‫األخذ بنظام مسؤولية الشخص المعنوي الجنائية‪ ،‬ذلك أن التشريع الفرنسي قام بحصر‬
‫مسؤولية األشخاص المعنوية في الحاالت التي ينص عليها القانون أو الالئحة‪ .‬وقرر ذلك‬
‫بموجب الفقرة الثانية من الفصل ‪ 121‬من ق‪,‬ج‪ .‬الفرنسي الذي دخل حيز التطبيق فاتح‬
‫مارس ‪ ،1994‬هذا بخالف التشريع المصري الذي لم يقر مبدأ المسؤولية الجنائية للشخص‬
‫المعنوي‪ ،‬وإنما اكتفى فقط بإعطاءه لتطبيقات لهما فقط‪ .‬أما بالنسبة للتشريع المغربي‪ ،‬فمن‬
‫المعلوم أن مسؤولية الشخص المعنوي ظلت محل خالف بين الفقهاء والباحثين‪ ،‬إلى أن أقر‬
‫المشرع مسؤولية الشخص المعنوي جنائيا ضمن المجوعة الجنائية وتحديدا في الفصل‬
‫‪.127‬‬
‫فبعد أن أقر المشرع مبدأ عاما في الفصل ‪ 126‬القاضي بتطبيق العقوبات والتدابير‬
‫الوقائية المقررة في مجموعة ق‪.‬ج‪ .‬على األشخاص الذاتيين‪ ،‬نص في الفصل ‪ 127‬على‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪15/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫أنه‪ ":‬ال يمكن أن يحكم على األشخاص المعنوية إال بالعقوبات المالية والعقوبات اإلضافية‬
‫الواردة في األرقام ‪7‬و‪6‬و‪ 5‬من الفصل ‪ .36‬ويجوز أيضا أن يحكم عليها بالتدابير الوقائية‬
‫العينية الواردة في الفصل ‪."62‬‬

‫المالحظ أن الفصل أعاله يثير العديد من اإلشكاالت‪:‬‬


‫يعد (الفصل ‪ )127‬الفصل الوحيد واألوحد في القسم العام من ق‪.‬ج‪ .‬الذي أقر مساءلة‬
‫األشخاص المعنوية جنائيا‪ .‬فبمجرد اإلطالع على الفصل‪ ،‬يتضح غموض السياسة‬
‫التشريعية‪ ،‬على اعتبار وإن كان المشرع قد تعرض للعقوبات الواجبة التطبيق على‬
‫الشخص المعنوي‪ ،‬فإنه لم يحدد قائمة األفعال المعدة جرائم‪ ،‬ومنه إقرار المسؤولية الجنائية‬
‫وإدراجها تحت لواء الشخص المعنوي‪.‬‬

‫ومن المعلوم أن العقوبات المالية وحدها كعقوبات أصلية‪ ،‬لم ترد ضمن أنواع العقوبات‬
‫المخصصة للجنايات التي جاء بها الفصل ‪ 16‬من ق‪.‬ج‪ ،.‬فهل كل الجرائم التي يرتكبها‬
‫الشخص المعنوي تعد ـ حسب الفصل ‪ 127‬ق ج ـ جنحة أو مخالفة‪ ،‬ما دام أن الفصل أعاله‬
‫ألزم فيه المشرع دوما بعقاب الشخص المعنوي بعقوبات مالية ـ أو عقوبات إضافية‪ ،‬فقط؟‬
‫وينتج عن هذا الطرح أن االختصاص ينعقد دوما للمحاكم االبتدائية بالنسبة للجرائم التي‬
‫يرتكبها الشخص المعنوي‪.‬‬
‫نضف إلى ذلك‪ ،‬كون المشرع المغربي لم يفصح بشكل واضح عما إذا كان قرر مساءلة‬
‫الشخص المعنوي جنائيا كمبدأ عام أم استثناء‪.‬‬

‫وإذا حاولنا االلتزام باستقراء نهج المشرع‪ ،‬سنخلص إلى أن إقرار المسؤولية الجنائية‬
‫للشخص المعنوي ما هو إال استثناء من األصل أو المبدأ العام‪ ،‬وهو مساءلة الشخص‬
‫الطبيعي‪ ،‬والوارد في الفصل ‪ 126‬بأنه" تطبق العقوبات والتدابير الوقائية المقررة في هذه‬
‫المجموعة على األشخاص الذاتيين" والفصل ‪ 1‬الذي ينص على أنه" يحدد التشريع الجنائي‬
‫أفعال اإلنسان الذي يعدها جرائم "‪.‬‬
‫فالذي يسأل كمبدأ عام هو اإلنسان أما الشخص المعنوي فقد وردت أمر مساءلته‬
‫كاستثناء‪ .‬وهذا ما قد أكدها الفصل ‪ 132‬من القانون الجنائي الذي قرر قاعدة عامة مفادها‬
‫أن كل شخص سليم العقل قادر على التمييز يكون مسؤوال شخصيا‪ ...‬وهذا ما ينطبق على‬
‫الشخص الطبيعي‪ ،‬لكن الفقرة األخيرة من هذا الفصل أشارت إلى أنه ال يستثنى من هذا‬
‫المبدأ إال الحاالت التي ينص فيها القانون صراحة على خالف ذلك‪[56].‬‬
‫والجدير بالذكر‪ ،‬بالرغم من إقرار المشرع للمسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪ ،‬فإنه مع‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪16/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫ذلك نجد القضاء المغربي في تعامله مع إحدى القضايا البيئية التي أثارت االهتمام‪ ،‬إن على‬
‫المستوى الرسمي أو الشعبي (قضية معمل الفلين بسال) لم يتم معالجتها بالصرامة الالزمة‪،‬‬
‫ولم يتم الحزم فيها بالشكل المطلوب‪ ،‬فتعامل القضاء المغربي مع هذا النوع من القضايا‪،‬‬
‫وما يترتب عنها من نتائج خطيرة‪ ،‬على حياة اإلنسان والمجال البيئي‪ ،‬يطرح أكثرمن عالمة‬
‫استفهام‪ ،‬عن المكانة الحقيقية للبيئة‪ ،‬ضمن قيم المجتمع الجديرة بالحماية الجنائية‪[57].‬‬
‫ومع ذلك نسعى أن يكون لموقف القضاء حضورا أكثر في تعامله مع هذا الصنف من‬
‫القضايا‪ ،‬خصوصا إذا علمنا أن التشريع البيئي المغربي‪ ،‬أخذ في القوانين الجديدة يتجه إلى‬
‫فرض عقوبات‪ ،‬إلى حد ما تعكس االهتمام الذي أصبح يوليه المشرع للقضايا البيئية‪،‬‬
‫بإفراده لعقوبات تقضي بإغالق المنشآت المسببة للتلوث‪ ،‬باإلضافة إلى العقوبات الحبسية‪،‬‬
‫كما هي الحالة في المادة ‪ 20‬من ق‪ .‬مكافحة تلوث الهواء‪ ،‬إذ جاء فيها ‪":‬يعاقب بغرامة من‬
‫ألفي (‪ )2000‬إلى مائتي ألف (‪ )200000‬درهم‪ ،‬وعقوبة حبسية من شهر إلى سنة‪ ،‬كل‬
‫من شغل منشأة مخالفا إلجراء من إجراءات المنع المحكوم به طبقا للفقرة الثانية من المادة‬
‫‪ 19‬من نفس القانون]‪.[58‬‬
‫وفي حالة العود تضاعف العقوبة القصوى‪ ،‬ويمكن باإلضافة إلى ذلك األمر بإغالق نهائي‬
‫للمنشأة مصدر التلوث"‪ .‬كما أن هذا النهج للمشرع المغربي نحو التوسع في إسناد‬
‫المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية‪ ،‬والتي ترتكب أعماال ماسة بالبيئة‪ ،‬تجسد كذلك في‬
‫القانون رقم ‪ 28.00‬المتعلق بتدبير النفايات والتخلص منها‪ ،‬وذلك ما يستشف من‬
‫مقتضيات المادة ‪ 76‬منه‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن هذا المنحى للمشرع المغربي‪ ،‬في تنصيصه على مواخذة الشخص المعنوي‬
‫في القوانين القطاعية‪ ،‬ربما يعتبر ذلك أخذا بالنهج الذي سلكه المشرع الفرنسي‪ ،‬قبل إصدار‬
‫المدونة الجنائية الفرنسية لسنة ‪ ،1994‬والذي كان يقر بدوره بالمسؤولية الجنائية‬
‫لألشخاص المعنويين‪ ،‬عن بعض الجرائم المنصوص عليها في بعض القوانين الخاصة‪ ،‬كما‬
‫هو األمر في الفصل (‪ )7/1‬من القانون الصادر في ‪ 2/8/1961‬المتعلق بمكافحة تلوث‬
‫الهواء‪ ،‬وكذا مخالفة الفصل (‪1‬ـ‪ )24‬من القانون ‪ ،1975/7/15‬المتعلق بالحد من النفايات‬
‫والتخلص منها‪[59].‬‬

‫هذا ويبقى التساؤل المطروح في هذا الصدد هو ما حدود هذا االستثناء وتجلياته‬
‫التشريعية‪ ،‬فهناك حقيقة واحدة يجب االعتراف بها وهي عدم توضيح الرؤية التشريعية‬
‫وغياب الصراحة لدى المشرع‪.‬‬
‫وهذا يدل على استمرار تردده بشأن إقرار المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪ ،‬رغم‬
‫التوسع المستمر في نطاق مساءلة الشخص المعنوي في التشريعات المقارنة‪ ،‬بما فيها‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪17/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫القوانين ذات األصل الالتيني‪ ،‬وخاصة قانون العقوبات الفرنسي‪.‬‬


‫فرغم اتجاه المشرع المغربي المحمود في تبني هذه المسؤولية من خالل أحكامه في بعض‬
‫النصوص كما رأينا‪ ،‬إال أنه من المالئم أن يخطو خطوات أخرى هامة أكثر إيجابية عن‬
‫طريق إقرار مسؤولية الشخص المعنوي جنائيا‪ ،‬وذلك بإقرارها وبيان شروطها كمبدأ عام‬
‫في ق‪.‬ج‪ .‬المغربي ذاته أسوة بالتشريع الفرنسي الذي أقرها صراحة في المادة ‪.121/2‬‬
‫كما يتعين على المشرع المغربي أن يحدد صراحة بالمدونة الجنائية الجزاءات المالئمة‬
‫لطبيعة الشخص المعنوي أو إدخال تعديالت على العقوبات العادية بما يجعلها صالحة اإلتباع‬
‫لمحاكمة وتنفيذ ما يقضي به عليه‪ ،‬بما من شأنه تحقيق الفعالية من توقيع الجزاء‪.‬‬

‫فضال عن بيان الجرائم التي يمكن أن يسأل عنها في القسم الخاص من قانون العقوبات‬
‫وكذا في التشريعات الخاصة‪ ،‬وبصفة أساسية في قوانين حماية البيئة‪ ،‬بما يتيح توفير‬
‫الحماية الجنائية الالزمة والفعالة للعناصر البيئية‪ ،‬ومن تم تحقيق السياسة الجنائية‬
‫ألغراضها‪.‬‬
‫وبذلك نهيب المشرع المغربي بالتدخل في أسرع وقت‪ ،‬بتبيان موقفه إزاء هذا الموضوع‬
‫وتفادي الصياغة القانونية المبتورة التي تخلق مشاكل تأويلية وتؤدي إلى تضارب في‬
‫اآلراء‪ ،‬ويلزم أن يكون تدخله حكيما واضحا ودقيقا‪ ،‬وأن تكون صياغة مرنة تساير تطورات‬
‫الواقع‪ ،‬مع مراعاة بعض االعتبارات]‪ :[60‬منها تحديد األشخاص المعنوية المسؤولة جنائيا‬
‫وغير المسؤولة لتفادي التعميم‪ ،‬تقرير شرط ارتكاب الجريمة باسم الشخص المعنوي‬
‫ولحسابه‪ ،‬خلق انسجام بين مقتضيات ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬و ق‪.‬ج‪ .‬من خالل سن قواعد إجرائية توضح‬
‫كيفية استدعاء الشخص المعنوي وكيفية إشعاره بالتهم‪ ،‬وطريقة مثوله أمام سلطات البحث‬
‫والتحقيق والمحكمة‪ ،‬إعادة التفكير في الئحة العقوبات والتدابير المطبقة في أفق تنويعها‬
‫وتطعيمها بأنواع جديدة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬من زاوية األشخاص‬

‫لقد سبق الحديث عن كون األشخاص المعنوية تنقسم إلى أشخاص معنوية خاصة تخضع‬
‫ألحكام القانون الخاص‪ ،‬وإلى أشخاص معنوية عامة تخضع للقانون العام‪ .‬إال أنه إذا كان‬
‫إخضاع األشخاص المعنوية الخاصة للمسؤولية الجنائية ال يطرح أية إشكالية قانونية‪،‬‬
‫شأنها شأن األشخاص الذاتيين‪ ،‬فإن الجدل يثور بالنسبة لألشخاص المعنوية العامة لتوفرها‬
‫على عنصر السلطة العامة‪ ،‬وتمارس أنشطتها من طرف المرفق العام‪.‬‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪18/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫هذا ونشير أن مبدأ المساواة أمام القانون‪ ،‬يقتضي عدم جواز التفرقة بين أشخاص‬
‫القانون العام‪ ،‬وأشخاص القانون الخاص‪ ،‬ولذلك قررت جل التشريعات إخضاع جميع‬
‫األشخاص المعنوية العامة األخرى للمسؤولية الجنائية‪ ،‬أيا كان الشكل القانوني الذي تتخذه‬
‫كالمؤسسات العامة والتجمعات ذات النفع العام‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وفيما يتعلق بكافة أنشطتها‪ .‬ومع‬
‫ذلك يالحظ أن المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية العامة هي مسؤولية مخففة بطريقة‬
‫غير مباشرة‪ ،‬إذ ال يجوز أن توقع عليها‪ ،‬كما تنص على ذلك الفقرة األخيرة من المادة‬
‫‪ 39-131‬من قانون العقوبات الفرنسي عقوبة الحل‪ ،‬وال عقوبة الوضع تحت الرقابة‬
‫القضائية‪[61].‬‬
‫وتنقسم األشخاص المعنوية العامة إلى نوعين‪ :‬أشخاص معنوية عامة إقليمية أو‬
‫ترابية]‪ ،[62‬وأشخاص معنوية مرفقية أو مصلحية‪.‬‬
‫واألشخاص المعنوية العامة اإلقليمية هي‪ :‬الدولة والجماعات الترابية]‪ [63‬بما فيها‬
‫الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات]‪.[64‬‬

‫وعالقة باإلشكال المطروح حول‪":‬مدى إمكانية مساءلة الدولة كشخص معنوي عام"؟‬
‫نعتقد أنه البد من التفرقة فيما يخص إثارة المسؤولية بين‪:‬‬
‫ـ إثارة مسؤولية الدولة من طرف النيابة العامة للدولة ذاتها‪ ،‬بمعنى أن تلوث البيئة أدى إلى‬
‫المساس بمصالح الدولة دون أن يتعدى ذلك مصالح دول أخرى‪.‬‬
‫ـ إثارة مسؤولية الدولة حينما يتجاوز آثار التلوث البيئي ليمس دوال أخرى‪ ،‬تضحى بذلك‬
‫جريمة دولية‪ ،‬وتثار المسؤولية وفق قواعد القانون الدولي الجنائي]‪.[65‬‬
‫بالنسبة للنقطة األولى‪:‬‬
‫فالدولة ال يكن إثارة مسؤوليتها جنائيا]‪ ،[66‬ويرجع ذلك إلى عدة اعتبارات أهمها‪ :‬دور‬
‫الدولة في ممارسة الزجر والردع الجنائي‪ ،‬فال يعقل أن تتم متابعة الدولة من طرف النيابة‬
‫العامة التي تمارس وتحرك الدعوى العمومية باسمها‪ ،‬فالقول بغير ذلك يجعل من الدولة‬
‫خصما وحكما في نفس الوقت]‪ .[67‬باإلضافة إلى تمتع الدولة بالسيادة حيث أنها ال تخضع‬
‫ألي دولة أخرى‪ ،‬وبالتالي ال يمكن أن يتصور في ظل هذه السيادة أن تسأل الدولة جنائيا أو‬
‫أن تكون محال للعقوبة‪[68].‬‬
‫أما بالنسبة للجماعات اإلقليمية أو الترابية األخرى‪ ،‬فال تسأل جنائيا إال بمناسبة الجرائم‬
‫المرتكبة في إطار القيام باألنشطة التي تكون موضوع اتفاقيات أو عقود تفويض للمرفق‬
‫العمومي]‪.[69‬‬
‫أما األشخاص المعنوية المرفقية]‪ ،[70‬وهي عبارة عن مرافق تقوم بإدارة النشاط المسند‬
‫إليها قانونا تحت وصاية الدولة أو أحد األشخاص المعنوية الترابية األخرى‪ ،‬مع اإلعتراف‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪19/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫لها بالشخصية المعنوية العامة واالستقالل المالي واإلداري‪ [71].‬هذه المرافق التي تتخذ‬
‫شكل شركات ومكاتب وطنية وجمعيات عامة وما شابهها يمكن تحميلها المسؤولية الجنائية‬
‫عن كافة األفعال الماسة بالبيئة التي تتسبب فيها‪ ،‬نتيجة لعدم مراعاتها لاللتزامات التي‬
‫تفرضها قوانين البيئة‪ ،‬وهذا أمر طبيعي ألن معظم حاالت التلويث والتدهور البيئي سببها‬
‫األنشطة التي مارسها أشخاص معنوية عامة‪ ،‬فجرائم التلويث مثال غالبا ما تقع بمناسبة‬
‫نشاط صناعي أو زراعي أو خدماتي‪ ،‬والذي يتم بواسطة شركات تابعة ألشخاص معنوية‬
‫عامة‪[72].‬‬
‫أما بخصوص النقطة الثانية‪:‬‬
‫فباعتبار جرائم تلويث البيئة جريمة دولية تسأل عنها الدولة التي ترتكبها فالبد من‬
‫الخضوع إلى المساءلة الجنائية للدولة وفق قواعد القانون الدولي الجنائي‪.‬‬
‫وتستند مسؤولية الدولة عن أضرار التلوث‪ ،‬في القانون الدولي التقليدي‪ ،‬عادة إلى الحكم‬
‫‪،1941‬وهي المعروفة بقضية ‪Trail Smelter arbiytation‬الصادر في قضية تحكيم‬
‫سنة‬
‫في قضية "قناة كورفو"‪ 9/04/1949،‬وكذلك إلى حكم صادر عن محكمة العدل الدولية في‬
‫والذي قضت فيه المحكمة بأنه ‪":‬ال يمكن ألي دولة أن تستعمل أراضيها لغايات مضادة‬
‫لحقوق الدول األخرى"‪.‬‬
‫فهذه القرارات ألزمت الدول بعدم استخدام أراضيها‪ ،‬أو الترخيص باستخدامها‪ ،‬بشكل ينتج‬
‫عنه مساس أو خسارة بمصالح دول أخرى]‪.[73‬‬
‫وبذلك فالقانون الدولي للبيئة‪ ،‬نجده يحدد القواعد التي تلتزم الدول بمراعاتها‪ ،‬والتقيد بما‬
‫تفرضه من ضرورة حماية البيئة‪ ،‬خصوصا أمام تزايد االختالالت التي يعرفها النظام البيئي‬
‫العالمي‪ ،‬واالستغالل المفرط للموارد الطبيعية‪ ،‬يشكل تحديا حقيقيا للسلم واألمن الدوليين في‬
‫العالم‪ ،‬ويشكل عدم الوفاء بهذا اإللتزام‪ ،‬قيام مسؤولية الدولة عن األضرار المترتبة عن‬
‫عدم الوفاء بالحفاظ على البيئة‪ ،‬كأن تعمل بعض أجهزة الدولة‪ ،‬أو األفراد بأعمال من شأنها‬
‫إدخال مواد في البيئة‪ ،‬ينجم عنها أضرار بالصحة اإلنسانية‪ ،‬أو بالموارد الحية للبيئة‪ ،‬أو‬
‫إعاقة األنشطة العادية‪ ،‬أو عدم بذل العناية الواجبة‪ ،‬لمنع أو مكافحة التلوث الذي تسببه‬
‫أنشطة األشخاص الطبيعيين‪ ،‬أو االعتباريين داخل إقليمها‪ ،‬أو إهمالهما اتخاذ التدابير‬
‫الرادعة لتعقب مرتكبي األنشطة الضارة‪ ،‬أو عدم تقديمها التعويض المجزي لمن تضرروا‬
‫من التلوث أو فساد البيئة‪.‬‬

‫إال أن التساؤل الذي يطرح في األخير‪ ،‬يتمحور باألساس حول أثر قيام المسؤولية‬
‫الجنائية للشخص المعنوي على مسؤولية الشخص الطبيعي في جرائم تلويث البيئة‪ ،‬بمعنى‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪20/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫آخر هل مسؤولية األشخاص المعنوية تحول دون مساءلة الشخص الطبيعي عن ذات‬
‫الجريمة المرتكبة باسم ولحساب الشخص المعنوي‪ ،‬أم أنه يمكن ازدواج المسؤولية عن‬
‫ذات الجريمة؟‬
‫ذهبت غالبية الفقه إلى القول بازدواج المسؤولية عن ذات الجريمة]‪ [74‬مستندة في ذلك‬
‫إلى عدة اعتبارات أهمها‪:‬‬
‫ــ أن ارتكاب الجريمة لحساب الغير ال يعتبر سببا النتفاء مسؤولية مرتكب الجريمة طالما‬
‫توافرت شروط مسؤوليته جنائيا‪.‬‬
‫ــ أنه للوصول إلى الغاية المنشودة من توقيع الجزاء الجنائي‪ ،‬ينبغي أال يشكل إقرار‬
‫المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي ستارا يستخدم لحجب المسؤولية الشخصية‬
‫لألشخاص الطبيعيين الذين ارتكبوا الجريمة‪[75].‬‬
‫وبالمقابل‪ ،‬يرى جانب من الفقه]‪ [76‬أنه صار من الضروري دمج المسؤولية الجنائية‬
‫للشخص المعنوي مع المسؤولية الجنائية للشخص الطبيعي الذي يعتبر الفاعل المادي‬
‫للجريمة التي يسأل عنها الشخص المعنوي‪ .‬وهذا االتجاه بدوره مؤيد من جانب التشريع‬
‫لكن بصورة ضئيلة]‪ ،[77‬ففي والية نيوجرسي األمريكية ـ وفي إطار قانون حماية العناصر‬
‫البيئية ـ نجد أن القانون ينص على إعفاء األشخاص المعنوية من الخضوع للقانون‬
‫الجنائي‪ ،‬ويطبق فقط على األشخاص الطبيعيين‪.‬‬

‫ومن جهتنا‪ ،‬فإن إثارة المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي ال تعني استبعاد إمكانية‬
‫متابعة الشخص الذاتي أيضا مرتكب الجريمة‪ ،‬فالمسؤولية الجنائية للشخص المعنوي ال‬
‫تخرج مسؤولية األشخاص الطبيعيين سواء كانوا فاعلين أو مساهمين أو مشاركين في‬
‫نفس األفعال اإلجرامية]‪ ،[78‬على اعتبار أن الجمع بين المسؤولية الجنائية للشخص‬
‫الطبيعي واالعتباري معا‪ ،‬يؤدي إلى تحقيق أسمى درجات الحماية المرجوة للبيئة من خالل‬
‫تكريس بل وتطبيق مبدأ عدم اإلفالت من العقاب‪.‬‬
‫وهذا ما درجت عليه محكمة النقض الفرنسية في العديد من قراراتها‪ ،‬فقد أدانت كال من‬
‫متر طوال‪ 30،‬متر عرضا و ‪3‬المحافظ والجماعة من أجل أشغال توسعة طريق عمومي‬
‫بعدما نجم عن هذه األشغال إضرار بالبيئة المحيطة بها‪ ،‬فالمحكمة أثارت في آن واحد‬
‫المسؤولية الشخصية للمحافظ ألنه أعطى أوامر لعمال الجماعة بتنفيذ هذه األشغال‪،‬‬
‫ومسؤولية الجماعة ألن األشغال أنجزت باسمها ولحسابها‪[79].‬‬
‫والجدير بالذكر في األخير‪ ،‬أنه قد تحدث أسباب تنتفي معها المسؤولية الجنائية في جرائم‬
‫تلويث البيئة‪ ،‬كحالة الضرورة والقوة القاهرة‪ ،‬والترخيص اإلداري‪.‬‬
‫والمراد بحالة الضرورة‪ ،‬الحالة التي يجد فيها اإلنسان نفسه أو غيره مهددا بخطر جسيم‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪21/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫وحال يضيق عليه نطاق اختياره‪ ،‬فال يستطيع تالفيه وال تجنبه إال بارتكاب فعل إجرامي‬
‫معين‪ [80]،‬وهي تمثل وسيلة دفاع أساسية لتبرير أفعال التلوث التي تقع على البيئة والتي‬
‫تشكل في نظر القانون جريمة]‪.[81‬‬
‫وعلى خالف المشرع المصري الذي اعتبر حالة الضرورة مانعا من موانع المسؤولية‬
‫الجنائية في جرائم تلويث البيئة]‪ .[82‬فإن كال من المشرع المغربي والفرنسي قد اعتبرا‬
‫حالة الضرورة سببا من أسباب اإلباحة‪ ،‬وهذا مفاده أن حالة الضرورة تزيل عن الفعل أو‬
‫االمتناع المكون للجريمة صفة التجريم‪ .‬بمعنى أنه يصبح عمال مشروعا بعد أن كان مجرما‪،‬‬
‫وبالتالي ال يسأل الفاعل مدينا عن األفعال الضارة التي قد تتسبب عن فعله الملوث‪[83].‬‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية في جرائم تلويث البيئة في حالة القوة القاهرة]‪ ،[84‬فمرتكب‬
‫فعل التلويث يرتكب جريمته تحت تأثير اإلكراه الذي ال يملك له دفعا‪ ،‬ومن تم ال يكون حرا‬
‫في اختيار طريق الجريمة‪ ،‬بل أنه يكون مدفوعا إلى ارتكابها كوسيلة وحيدة لوقاية نفسه أو‬
‫غيره‪[85].‬‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن الجريمة البيئية في حالة وجود ترخيص بممارسة‬
‫األعمال المضرة بالبيئة ولكنه ال يستحق رغم ذلك أن يحضر كلية‪ ،‬األمر الذي يقتضي تنظيم‬
‫ممارسة هذا النشاط‪ ،‬فليس من حق أي شخص القيام به بالصورة والتي ينجم عنها هذه‬
‫المخاطر أو أن يترك لمن يرغب في ممارسة هذا النشاط تقدير تلك المخاطر التي تنجم عنه‪،‬‬
‫لذا يعهد بذلك إلى الجهة اإلدارية المختصة على طالب الترخيص االلتزام بها وإال عد نشاطه‬
‫غير مشروع ويستوجب المساءلة الجنائية‪ ،‬مع منح الجهة المختصة بمنح الترخيص حق‬
‫إلغائه‪.‬‬
‫وقد استلزم المشرع المغربي ضرورة الحصول على ترخيص لممارسة بعض األنشطة‬
‫المتعلق باستغالل المصالح ينص‪ 11/08‬من القانون رقم ‪11‬التي لها صلة بالبيئة‪ ،‬فالفصل‬
‫على أن استغالل المقالع يتوقف على الحصول على رخصة تسلمها اإلدارة‪.‬‬
‫من قانون البيئة الفرنسي على أن كل من يستغل منشأة ‪ 514‬وفي فرنسا ينص الفصل‬
‫مصنفة من أجل حماية البيئة بدون رخصة يتعرض لعقوبة سالبة للحرية لمدة سنة وغرامة‬
‫فرنك فرنسي‪ 57000[86].‬تقدر ب‬

‫كان هذا عن أحكام المسؤولية الجنائية عن جرائم البيئة‪ ،‬فماذا عن ضحايا اإلجرام البيئي؟‬
‫هذا ما سنعرض له في المبحث الموالي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ضحايا اإلجرام البيئي وكذا إشكالية التطبيق الزماني والمكاني‬

‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪22/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫ال شك أن في عهد العصور الالحقة وخاصة عصر المدارس الجنائية الحديثة‪ ،‬فإن فكر‬
‫المدرسة التقليدية بزعامة الفقيه اإليطالي باكاريا قد انصب بصورة أساسية على الجانب‬
‫الموضوعي للجريمة دون جوانبها األخرى‪ .‬نتيجة لذلك أقامت هذه المدرسة فلسفتها على‬
‫أساس التناسب بين العقوبة والجريمة ومدى ما تحققه هذه العقوبة من ردع عام وخاص‪.‬‬
‫مهملة الجانب اإلنساني في الظاهرة اإلجرامية سواء ما تعلق منه بالجاني أو المجني عليه‪.‬‬
‫وبعد ذلك ظهرت المدرسة التقليدية الحديثة لتالفي العيوب التي شابت المدرسة التقليدية‪،‬‬
‫ومن أهم ما نادت به التخفيف من شدة العقوبة وجعلها متناسبة مع الوضع الخاص بكل‬
‫فرد‪ ،‬حسب الظروف الشخصية لكل متهم‪ ..‬وضمن تعاليم هذه المدرسة ظهرت فكرة "تفريد‬
‫العقاب" و"نظام الظروف المخففة" و"موانع المسؤولية الجنائية"‪.‬‬
‫ومع فكر "لومبروزو" وفيري و"جاروفالو" مؤسسي المدرسة الوضعية‪ ،‬أصبح الجاني‬
‫محورا أساسيا للدراسة في علم اإلجرام‪ ،‬وبالرغم من تركيز المدرسة الوضعية جل اهتمامها‬
‫على شخص الجاني‪ ،‬إال أنها لم تغفل تماما اإلشارة إلى المجني عليه‪ ،‬فقد ذهب لومبروزو‬
‫وهو بصدد تصنيف المجرمين إلى القول بأن المجرم العاطفي يتأثر بضغط االنفعاالت التي‬
‫يثيرها المجني عليه‪ .‬كما أن جاروفالو أشار إلى سلوك المجني عليه ـ من شأنه أن يدفع‬
‫الجاني إلى ارتكابه الجريمة ـ‪.‬‬
‫وهكذا ظلت الدراسة العلمية للظاهرة اإلجرامية غير كاملة بسبب اإلقصاء الممنهج للمجني‬
‫عليه كطرف أساسي في هذه الظاهرة إلى أن ظهر فرع جديد من العلوم يهتم أساسا‬
‫بالدراسة العلمية للمجني عليه يسمى "علم المجني عليه"‪.‬‬

‫هذا ويعتبر علم المجني عليه أحد فروع العلوم الجنائية وذلك لكونه يهتم بدراسة المجني‬
‫عليه باعتباره طرفا في الجريمة باإلضافة إلى الجاني‪.‬‬
‫يتضح أن علم المجني عليه هو ذلك العلم الذي يهتم بدراسة المجني عليه ـ شخصا وصفة‬
‫ـ من عدة جوانب‪ ،‬سواء قبل وقوع الجريمة من خالل دراسة العالقة بين الجاني والمجني‬
‫عليه كمدخل لدراسة الظاهرة اإلجرامية والوقوف على أسبابها وذلك بعد دراسة مجموع‬
‫الخصائص العضوية والنفسية واالجتماعية المتعلقة بالمجني عليه وبيان الصفات والسمات‬
‫العضوية والنفسية والثقافية الخاصة بالمجني عليه‪ ،‬كما يعنى أيضا بالدور الذي يمكن أن‬
‫يلعبه المجني عليه في خلق فكرة الجريمة أو التشجيع عليها أو تسهيل ارتكابها‪ ،‬وأثر هذا‬
‫الدور بالنسبة لتحديد مسؤولية الجاني وحدود ونوعية الجزاء الواجب التطبيق]‪.[87‬‬
‫وبالنسبة للقضاء المغربي فإن محكمة النقض اعتبرت أن المجني عليه هو الذي وقعت‬
‫عليه أحداث الجريمة إما على شخصه أو حقوقه المعنوية أو ماله وهو وحده الذي يعتبر‬
‫متضررا من الجريمة‪ ،‬أما غير المجني عليه فال يعتبر كذلك‪ ،‬ولو لحقه ضرر مباشر‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪23/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫منها‪[88].‬‬

‫ومن الطبيعي أن يكون لكل جريمة ضحية أو ضحايا‪ ،‬وعادة ما يكون ضحية الجريمة‬
‫محددة ـ إال أن ضحايا جرائم البيئة ليسوا محددين‪ ،‬بل ويصعب تحديدهم‪ ،‬ويتجه الذهن منذ‬
‫الوهلة األولى من التفكير في ضحايا جرائم البيئة ـ إلى البشر‪ ،‬إلى اإلنسان‪ ،‬الذي هو‬
‫المستخلف في األرض‪.‬‬
‫والمالحظ من خالل أغلبية الدراسات الفقهية الجنائية أن جرائم البيئة ال تستهدف شخصا‬
‫أو أشخاصا بذواتهم‪ ،‬وإنما هي اعتداءات توجه إلى عناصر البيئة الطبيعية المحيطة‬
‫باإلنسان من أرض ومياه وهواء وحيوان ونبات‪ ،‬أي‪ :‬الطبيعة ذاتها]‪.[89‬‬
‫وجاءت دراسات "اإلجرام البيئي" محصلة مهمة لدراسات علم الضحية‪ .‬فالبيئة بعناصرها‬
‫) إلى اعتبار ‪R.Kessler‬الطبيعية المادية هي الضحية في جرائم البيئة‪ .‬وذهب البعض (‬
‫جرائم البيئة جرائم خطر‪ ،‬وليست جرائم ضرر‪ ،‬يتعذر تحديد ضحيتها أي أنها جرائم بال‬
‫ضحية‪[90].‬‬
‫ومن البداهة بمكان أن اإلنسان هو أول ضحايا جرائم البيئة‪ ،‬فاإلنسان هو الذي يفسد في‬
‫األرض‪ ،‬وهو الضحية التي تذوق نتائج هذا اإلفساد‪ ،‬وصدق هللا العظيم حينما قال في كتابه‬
‫العزيز " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا‬
‫لعلهم يرجعون"‪.‬‬
‫صحة اإلنسان وحياته على األرض ضحايا لجرائم البيئة‪ .‬باإلضافة لذلك‪ ،‬فهناك رفقاء‬
‫آخرين على هذه البسيطة‪ ،‬ونقصد الكائنات واألشياء األخرى من حيوان ونبات‪ ،‬بل والجماد‬
‫ناهيك عن الهواء والماء والتربة ـ وهذه جميعا ضحايا لجرائم البيئة ـ وهذه جميعا لها صحة‬
‫ـ إذا جاز التعبير تفسد وتسوء وتمرض ـ مثلها مثل صحة اإلنسان ـ وهي أيضا ضحايا‬
‫لجرائم البيئة‪ ...‬التي ال يرتكبها إال اإلنسان‬
‫قد تفسد البيئة ـ نتيجة عوامل طبيعية ـ كالبراكين والعواصف الترابية الحادة ـ ولكن تلك‬
‫أمور طبيعية لها جوانبها السلبية عادة واإليجابية أحيانا‪.‬‬
‫أما أن تفسد البيئة‪ ،‬بصنع اإلنسان‪ ،‬وبإرادة اإلنسان‪ ،‬فهذه هي الجريمة الحقيقية‪ ،‬وأما أن‬
‫يكون اإلنسان ـ والكون المأهول ـ هما ضحايا جريمة اإلنسان‪ ،‬فهذه هي المعادلة الغريبة‬
‫التي يكون فيها المتهم هو الضحية‪ ،‬والضحية هي المتهم بل ومعه ضحايا آخرون‪.‬‬
‫ويعتبر د‪ .‬علي الباز أن التقدم العلمي الحقيقي هو الذي ينتهي إلى تقدم اإلنسان ـ صحة‬
‫وحياة ـ وإلى المحافظة األكثر تطورا ـ على الكون‪ ،‬وعلى بيئة اإلنسان هواء وماء وتربة‪.‬‬

‫هذا ويمكن القول أنه ليس ثمة تعريف ثابت وشامل‬ ‫‪ ،‬ونرى من جهتنا‪Pollution‬‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪24/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫للتلوث‬
‫أن أهم تعريف ''علمي'' للتلوث هو التعريف الوارد في توصيات مجلس منظمة التعاون‬
‫والذي يعرف التلوث بأنه إدخال مواد ‪ 1974‬نونبر‪ 14‬والتنمية االقتصادية الصادرة في‬
‫أو طاقة بواسطة اإلنسان سواء بطريق مباشر أو غير مباشر إلى البيئة‪ ،‬بحيث يترتب عليها‬
‫آثار ضارة من شأنها أن تهدد الصحة اإلنسانية‪ ،‬أو تضر بالموارد الحية أو بالنظم البيئية‪،‬‬
‫أو تنال من قيم التمتع بالبيئة‪ ،‬أو تعوق االستخدامات األخرى المشروعة لها‪ ،‬وأن هذا‬
‫التعريف قد أيده الكثير من العلماء‪ ،‬واعتمدته ـ مع بعض التعديالت فيه ـ معظم االتفاقيات‬
‫والمعاهدات الخاصة بالتلوث‪ ،‬وكذلك المعاجم العلمية المتخصصة مع التصرف‪.‬‬

‫إن األمور تتشابك عند استعراض ضحايا جرائم البيئة‪ ،‬فعندما تحاول تركيز الضوء على‬
‫"ضحية محددة" تزاحمها في الصورة ـ الضحايا األخرى‪.‬‬
‫فإذا ألقينا الضوء على تلوث الهواء ـ ضحية ـ فالبد أن ذلك يستدعي ضحايا آخرين؟ هي‬
‫صحة اإلنسان وصحة النبات‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫وإذا ألقينا الضوء على تلوث التربة ـ ضحية ـ تداعت إليها سائر الضحايا األخرى‪ :‬وهي‬
‫فساد الزرع‪ ،‬ثم صحة اإلنسان الذي يقتات على تلك النباتات الملوثة‪ ،‬بل والحيوانات التي‬
‫تقتات الزرع ـ ويقتات اإلنسان ألبانها أو لحومها؟‬
‫وإذا ألقينا الضوء ـ كذلك ـ في األخير على تلوث الماء ـ العذب وغيره ـ ضحية‪ ،‬ظهرت في‬
‫قائمة الضحايا ـ على الفور ـ الكائنات الحية المائية‪ ،‬ومن قبلها ومن بعدها‪ ،‬صحة اإلنسان‬
‫وحياته‪ ...‬ضحايا؟‪.‬‬
‫ولذلك يرى د‪ .‬علي الباز أن األمر شديد التشابك‪ ،‬وكثير التداخل‪ ،‬وعظيم التعقيد‪ .‬ولربما‬
‫أدى استعراض الضحايا‪ :‬الهواء‪ ،‬والماء‪ ،‬والتربة ـ باإلضافة إلى جانب آخر من تلوث البيئة‬
‫وهي مشكلة "التلوث السمعي أو الضوضائي"‪ .‬ـ إلى تجسيد حقيقة مدى كون اإلنسان ـ‬
‫صحة وحياة ـ هو الضحية األولى واألهم‪ ،‬ومن بعده يأتي الكون‪ ،‬وتأتي الكائنات األخرى‬
‫من نبات وحيوان‪ ...‬ضحايا لجرائم البيئة‪.‬‬

‫انطالقا مما سبق‪ ،‬سنقوم بمعالجة ما تقدم من خالل مطلبين اثنين‪ ،‬نتناول في المطلب األول‬
‫الماء والهواء ضحايا لجرائم البيئة‪ ،‬على أن نعرج بالتحليل للتربة والتلوث السمعي ضحايا‬
‫بيئية وذلك في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الماء والهواء‬

‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪25/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫أوال‪ :‬الماء‬

‫يقول هللا عز وجل في محكم كتابه " وجعلنا من الماء كل شيء حي"‪ [91] ،‬إال أن‬
‫اإلنسان يأبى إال أن يفسد الماء‪ ..‬حتى يحيل كل شيء حي‪ ..‬إلى الموت ذاته‪.‬‬
‫ويعتبر الماء موردا طبيعيا أساسيا ومادة ضرورية يرتكز عليها الجزء األكبر من األنشطة‬
‫االقتصادية لإلنسان‪ ،‬كما أنه مورد يتميز توفيره بعدم االنتظام في الزمان والمكان‪ ،‬ويتأثر‬
‫بظروف المناخ وتنوع الخريطة الجغرافية‪ ،‬والسلوكات السلبية والضارة لإلنسان]‪. [92‬‬

‫والمقصود بالتلوث المائي]‪ [93‬إحداث تلف أو فساد في نوعية المياه مما يتسبب عنه‬
‫تدهور نظامها البيئي بصورة أو بأخرى لدرجة تصبح المياه ضارة أو مؤذية عند‬
‫استخدامها‪ ،‬أو غير قادرة على أن تتعامل مع الفضالت العضوية والكائنات الدقيقة التي‬
‫تستهلك األكسجين]‪ .[94‬كما عرفه البعض]‪ " [95‬هو التغير في الصفات الفيزيائية أو‬
‫الكيميائية أو الجرثومية‪ ،‬بحيث ال يمكن استعمال الماء للغاية المرادة منه"‪.‬‬
‫هذا وتعد األنشطة اإلنسانية التي تسبب التلوث في البيئة البحرية من مصادر برية ناتجة‬
‫من مصادر عدة أهمها‪ :‬المخلفات العضوية لسكان المدن الساحلية والتي تصرف في مياه‬
‫البحر‪ ،‬وكذلك المخلفات الكيميائية الناتجة من األنشطة الصناعية المقامة على سواحل البحر‬
‫وبعضها سام وله تأثير على الصحة العامة والثروة السمكية البحرية‪ ،‬وال يمكن أن نغفل‬
‫المخلفات اآلدمية والصناعية والزراعية التي تصرف في األنهار والمصارف حتى تصل‬
‫لتصب في البحار‪.‬‬
‫كما تتلوث البيئة البحرية أيضا بالنفط الذي يصل إليها من مصافي تكرير البترول المقامة‬
‫على الشواطئ والسواحل وما يمكن أن ينسكب منها أثناء تغذية أو تفريغ الناقالت أو من‬
‫نهايات أنابيب نقل النفط من مناطق إنتاجه]‪ .[96‬كذلك ما أدت إليه حوادث ناقالت النفط من‬
‫تلوث للبحار‪ ،‬كما أنه من مصادر التلوث البحري مصبات الصرف الصحي في البحر‪ ،‬وكذلك‬
‫المبيدات الحشرية‪ ،‬والمعادن الثقيلة وأهمها الزئبق مما يؤدي إلى تدمير الحياة البحرية‪،‬‬
‫ومن ثم اإلنسان‪ ،‬إضافة إلى النفايات اإلشعاعية الناجمة عن التجارب النووية التي يتم‬
‫إجرائها تحت الماء وفي الهواء‪ ،‬حيث ينتج عنها كميات هائلة من اإلشعاعات الذرية التي‬
‫تترسب فوق المسطحات المائية أو تنقلها المياه التي تصب في البحار‪ ،‬وكذلك تخزين‬
‫النفايات النووية في البحار والمحيطات‪ ،‬وما تؤدي إليه من تهديد لتلوث البيئة المائية‪ ،‬ومن‬
‫ثم اإلنسان‪.‬‬
‫وهكذا فقد أدى تلوث الماء ـ العذب وماء البحارـ إلى مشاكل ومآسي‪ ،‬سواء بالنسبة‬
‫لإلنسان أو غيره من الكائنات‪ .‬حيث يعزى إلى تلوث المياه أكثر من مليوني حالة وفاة‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪26/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫سنويا‪ ،‬وأنواع من األمراض ـ طبقا لتقرير البنك الدولي لإلنشاء والتعمير]‪.[97‬‬

‫ويؤدي تلوث المياه‪ ،‬إلى أخطار هائلة لإلنسان وللبيئة‪ ،‬حيث تشير اإلحصائيات الحديثة‬
‫) إلى أن هناك أكثر من ملياري شخص في العالم ال يحصلون على ‪1993‬ـ‪ 1992‬نسبيا (‬
‫مليون طفل سنويا‪ ،‬وتعرض‪ 25‬ماء صالح للشرب‪ ،‬ويستهلكون مياها ملوثة تؤدي إلى وفاة‬
‫مليون آخرين بمرض البلهارسيا‪ 300.‬مليون نسمة لمرض المالريا‪ ،‬وإصابة ‪800‬‬
‫ويدق العلماء ناقوس الخطر ـ بالنسبة لتلوث البيئةـ فيشير أحد العلماء إلى أن الوضع‬
‫سنةقادمة‪ ،‬ويشير عالم ‪ 25‬الحالي للتلوث سوف يؤدي إلى انعدام الحياة البحرية في‬
‫غضون‬
‫من جميع أنواع األحياء ‪85 %‬ـ‪ 75‬آخر إلى أن التلوث البحري سوف يفضي إلى انقراض‬
‫البحرية‪ .‬كما يؤدي التلوث بالنفط ـ الذي يعد المصدر الرئيسي لتلوث البحار بوجه عام‬
‫وتلوث بيئة الخليج العربي بوجه خاص ـ إلى إفناء أعداد كبيرة من طيور الماء التي تحفظ‬
‫للمناطق الساحلية توازنها البيئي بافتراسها األحياء البحرية الزائدة]‪.[98‬‬

‫ثانيا‪ :‬الهواء‬

‫لقد سبق الحديث عن كون المقصود بالهواء هو ذلك الغالف الذي يحيط باألرض ويؤدي‬
‫تغيير خصائصه الفيزيائية أو الكيميائية إلى إلحاق ضرر بالكائنات الحية واألنظمة البيئية‬
‫وبالبيئة بشكل عام‪.‬‬

‫ويتلوث الهواء إذا حدث اضطراب في نسب مكوناته األساسية‪ ،‬وقد يرجع ذلك التلوث إلى‬
‫عمليات طبيعية ( مثل هبوب الرياح المحملة باألتربة)‪ ،‬أو نتيجة لفعل اإلنسان‪ .‬ويتمثل ذلك‬
‫في العمليات الصناعية المختلفة‪ ،‬واحتراق الوقود‪ ،‬ووسائل النقل والمواصالت‪ ،‬وإنتاج‬
‫الطاقة بأنواعها المختلفة‪ ،‬وحرق الغابات عمدا‪ ،‬وحرب الجراثيم والغازات واإلشعاعات‬
‫النارية وغيرها‪ .‬ويعتبر تلوث الهواء من أخطر أنواع التلوث البيئي‪ ،‬وأكثر شيوعا في‬
‫المدن الصناعية‪.‬‬
‫وتختلف آثار التلوث البيئي المترتبة عن البشر وعن الحيوانات وكذا األشجار والنباتات‪..‬‬
‫فبالنسبة للبشر]‪ ،[99‬إذا نظرنا إلى عادم السيارات في المدن‪ ،‬فإننا نجد أن آثاره على‬
‫الصحة هي آثار رهيبة كما هو واضح من كونه سببا رئيسيا في أمراض السرطان بأنواعه‬
‫وأمراض العيون‪ ،‬وتأثيره على الدورة الدموية‪ ،‬وتأثيره على النساء الحوامل‪ ،‬حيث يهدد‬
‫نمو الجنين وتطوره الذهني وتسببه في االلتهابات الرئوية ومشكالت صحية أخرى‪.‬‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪27/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫) يشير‪ 1992‬هذا ويشير تقرير البنك الدولي لإلنشاء والتعمير (تقرير التنمية في العالم‬
‫إلى أن المستويات الهائلة للمواد الهبائية الدقيقة العالقة في هواء المدن مسئولة عن‬
‫الوفيات‬
‫مليون ‪ 400‬حالة في السنة‪ ،‬وهناك بين ‪700‬ر‪ 000‬إلى ‪300‬ر‪ 000‬المبكرة لما يتفاوت‬
‫من‬
‫مليون شخص والسيما من النساء واألطفال في المناطق الريفية يتأثرون بالهواء ‪700‬و‬
‫المشبع بالدخان في المنازل‪[100].‬‬
‫أما آثار تلوث الهواء على الحيوانات‪ ،‬فإن األمطار الحمضية (التي تشكلت في الهواء)‬
‫يدمر حياة األسماك في البحيرات والجداول‪ ،‬اإلفراط في األشعة فوق البنفسجية القادمة من‬
‫الشمس من خالل طبقة األوزون في الغالف الجوي العلوي هو الذي تآكل بفعل بعض‬
‫ملوثات الهواء‪ ،‬قد تسبب سرطان الجلد في الحياة البرية‪.‬‬
‫أما آثار التلوث على األشجار والنباتات‪ ،‬فالمطر الحمضي يمكن أن تقتل األشجار‪ ،‬وتدمير‬
‫أوراق النباتات‪ ،‬يمكن التسلل من التربة مما يجعلها غير صالحة ألغراض التغذية والسكن‪.‬‬
‫يضاف لذلك‪ ،‬ثقب طبقة األوزون في الغالف الجوي العلوي ويمكن أن تسمح بمرور مفرط‬
‫من األشعة فوق البنفسجية من الشمس لدخول األرض مما تسبب في أضرار لألشجار‬
‫والنباتات‪.‬‬
‫األوزون في الغالف الجوي السفلي يمكن منع تنفس النبات عن طريق عرقلة الفتحات‬
‫)‪ ،‬وتؤثر سلبا على النباتات معدالت التمثيل الضوئي التي تعوق نمو النبات‪(Stomata.‬‬
‫قد تعطل عملية التمثيل الضوئي في النباتات المائية‪ ،‬وبالتالي يؤثر على النظم اإليكولوجية‬
‫التي تعتمد على هذه النباتات‪ ،‬والنباتات سواء البرية والمائية قد تمتص الملوثات من المياه‬
‫(كمصدر المغذيات الرئيسية) وتمريرها عبر السلسلة الغذائية للحيوانات والبشر‬
‫المستهلك]‪.[101‬‬

‫إن التلوث الهوائي وآثاره أخطر من أن نتصوره‪ ،‬وال يكفي إن نريح ضمائرنا بمجرد‬
‫صياغة كلمات في القانون الجنائي تجرم تلك األفعال المدمرة للهواء الذي نتنفسه‪ ،‬إن األمر‬
‫يحتاج إلى أكبر من ذلك بكثير جدا‪.‬‬
‫وفي األخير يتساءل البعض قائال‪ :‬لسنا ندري إلى أين يسير اإلنسان وهو يدمر هواءه الذي‬
‫يتنفسه ليحيا‪ ،‬إن قمة المأساة أن يضطر المواطن في بعض البلدان الصناعية‪ ،‬إلى شراء‬
‫علبة تحتوي هواء مضغوطا يفتحها ألطفاله كي ينعموا لثوان معدودة بهواء نظيف؟‪[102].‬‬
‫إذن‪ ،‬كان هذا عن الماء والهواء ضحايا االعتداء البيئي‪ ،‬فماذا عن التربة والتلوث‬
‫السمعي؟‪ ،‬هذا ما سنعرض له وفق المطلب الموالي‪.‬‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪28/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التربة والتلوث السمعي‬

‫أوال‪ :‬التربة‬

‫المقصود بالتربة هنا ـ التربة الزراعيةـ والبيئة األرضية المحيطة باإلنسان‪ ،‬ويعني تلوث‬
‫التربة إدخال مواد غريبة في التربة‪ ،‬حيث تسبب هذه المواد تغيرا في الخواص الفيزيائية أو‬
‫الكيماوية أو الحيوية (البيولوجية) للتربة‪.‬‬
‫وترجع مصادر هذا التلوث من أسباب كثيرة منها اإلسراف في استخدام المبيدات واألسمدة‬
‫الكيماوية‪ ،‬والنفايات الصلبة والسائلة والغازية الناتجة عن المصانع‪ ،‬وال تقتصر النفايات‬
‫الصلبة على نتاج المصانع بل هناك نفايات صلبة‪ :‬منزلية‪ ،‬وزراعية‪ ،‬وصناعية‪ ،‬هذه‬
‫األخيرة تتنوع تنوعا كبيرا إذ يصل عدد المواد الخطيرة والسامة إلى عدة آالف]‪ .[103‬كما‬
‫أن كثيرا من الصناعات الخطرة مثل الصناعات النووية وصناعات األدوية واإلسمنت‬
‫واألسمدة‪ ،‬ينتج عنها‪ ،‬ماليين األطنان من النفايات‪ ،‬هذه األخيرة تحمل في خصائصها‬
‫الكيميائية والعضوية خطورة بالغة على البيئة وصحة اإلنسان‪ ،‬وهذا أمر أدى إلى عقد‬
‫الكثير من المعاهدات الدولية واإلقليمية‪ .‬واألكثر خطورة هو كون تلك الدول المتقدمة تجد‬
‫أن التخلص من تلك النفايات الخطرة يكلفها مبالغ طائلة وأخطارا على مواطنيها‪ ،‬فتتحايل‬
‫على تصدير تلك النفايات إلى الدول النامية بطرق ملتوية]‪.[104‬‬
‫وإلى جانب تلوث المحاصيل المزروعة في التربة الملوثة والتي تسبب مشاكل في األمن‬
‫الغذائي‪ ،‬تؤدي كذلك إلى فقدان مساحات ضخمة من األراضي القابلة للزراعة لتضحى غير‬
‫صالحة للزراعة‪[105].‬‬
‫وال يؤدي اإلفراط في استخدام المبيدات واألسمدة الكيماوية والمواد الكيماوية إلى تلوث‬
‫التربة فحسب‪ ،‬بل يؤدي إلى تهديد صحة اإلنسان والكائنات األخرى‪ .‬وقدرت دراسة‬
‫بواسطة منظمة الصحة العالمية أن زهاء ثالثة آالف إلى عشرين ألف ‪ 1983‬أجريت عام‬
‫حالة وفاة تحدث كل عام من جراء التلوث الكيميائي للتربة‪ ،‬نتيجة االستخدام الواسع‬
‫للمبيدات في الزراعة‪ ،‬وأن نحو مليون يتسممون كل عام بمبيدات اآلفات‪ ،‬وال تقتصر اآلثار‬
‫على المنطقة التي تستخدم فيها المبيدات‪ ،‬بل تنتقل عبر السلسلة الغذائية إلى مناطق أخرى‪،‬‬
‫بل إن هناك من يقرر أن المبيدات تتسبب في مليوني حالة تسمم في العالم‪ ،‬وفي وفاة‬
‫منهم من العالم النامي‪ %75[106].‬ألف شخص سنويا‪40 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬التلوث السمعي (الضوضاء) وضحاياه‬


‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪29/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫يقصد بالضوضاء هي األصوات غير المرغوب فيها‪ ،‬والتي تؤدي إلى اإلضرار بسامعيها‬
‫‪70‬صحيا ونفسيا‪ ،‬ومعروف ـ علميا ـ أن األذن البشرية تتحمل شدة في الصوت حتى‬
‫ديسيبل‪ ،‬ولكن ما يعلو ذلك من أصوات يكون غير طبيعي‪ ،‬ويعتبر بداية للضوضاء البسيطة‬
‫ديسيبل)‪ ،‬وما يعلو ذلك تعتبر ضوضاء خطرة‪ ،‬وتزداد خطورة بسبب ‪ 90‬إلى ‪(80‬من‬
‫‪ 75‬كونها مستمرة‪ ،‬وليست أصواتا عارضة‪ .‬ويصبح ضغط الصوت مضرا عند حدود‬
‫ديسيبل‪ 120.‬ديسيبل‪ ،‬ومؤلما عندما يصل إلى‬
‫والتلوث الضوضائي ـ حسب البعض]‪ [107‬ـ يعد من أقصى أنواع التلوث البيئي‪ ،‬بل ومن‬
‫أشدها خطورة على صحة اإلنسان بل والحيوان والنبات‪ ،‬بحيث ـ قديما ـ كان يتم تنفيذ أحكام‬
‫اإلعدام بواسطة الضوضاء‪[108]..‬‬
‫أما عن مصادر الضجيج فهي كثيرة كوسائل النقل المختلفة خاصة ضوضاء السيارات‪،‬‬
‫وضجيج الطائرات والقطارات‪ ،‬وآالت المصانع واآلالت المختلفة‪ ،‬وضجيج األجهزة‬
‫المنزلية‪ ،‬وورش إصالح السيارات‪ ،‬وعمليات البناء والتشييد وآالت الحفر الكهربائي‬
‫ومكبرات الصوت‪[109].‬‬

‫هذا وتسبب الضوضاء أضرارا كثيرة لإلنسان‪ ،‬منها ما هو نفسي‪ ،‬وما هو عصبي‪ ،‬وما‬
‫هو فسيولوجي‪ ،‬كما تؤثر بطريقة غير مباشرة على الناحية االقتصادية والتعليمية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬فمن حيث االضطرابات السمعية التي قد تصل إلى اإلصابة بالصمم‪ ،‬حيث‬
‫تؤدي شدة األصوات العالية إلى تلف الخاليا العصبية الموجودة باألذن الداخلية وتآكل‬
‫الخاليا بالتدريج‪ ،‬وقد عرف أن للضوضاء آثارا سيئة على صحة اإلنسان‪ ،‬فتزيد من سرعة‬
‫النبض وتزيد من إفراز بعض الغدد في الجسم مما يؤدي إلى ارتفاع في نسبة السكر بالدم‪،‬‬
‫وكثيرا ما ينجم عن الضوضاء إصابة القرحة المعدية‪ ،‬أو قرحة االثنى عشر‪.‬‬
‫كما اتضح للعلماء أن الحيوانات تتأثر بالضوضاء‪ ،‬فاألبقار في مزرعة مجاورة للمطار ال‬
‫تعطي نفس كمية الحليب التي تعطيها لو كانت بعيدة عن التأثر بالضوضاء كما أثبتت‬
‫األبحاث أن الضوضاء تؤثر على نمو النباتات وتكاثرها‪[110].‬‬
‫كما تسبب االضطرابات النفسية‪ ،‬الفسيولوجية‪ ،‬مما يؤدي إلى القلق واالرتباك والتوتر‬
‫وقلة التركيز واإلرهاق الذهني والعصبي العضلي‪ ،‬بل والعدوانية‪.‬‬
‫وتأكد الدراسات على تأثير الضوضاء على قدرة اإلنسان اإلنتاجية‪ ،‬أثبتت تأثير الضوضاء‬
‫في خفض القدرة اإلنتاجية للفرد‪ ،‬والتأثير السلبي على الناحية االقتصادية‪.‬‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪30/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫وفي األخير‪ ،‬وأمام هذا الوضع الذي عرفته البيئة العالمية‪ ،‬أصبح يطرح للنقاش القانوني‬
‫مدى إمكانية مساءلة الدولة جنائيا عن هذه الجرائم المرتكبة‪ ،‬والتي تمس التراث البيئي‬
‫العالمي الذي يستلزم من جميع الدول المحافظة عليه‪ ،‬واتخاذ التدابير واآلليات الالزمة‬
‫لتحقيق هذه الغاية‪.‬‬
‫وبذلك فإن االعتداءات المستمرة التي تتعرض لها البيئة في مجموعها‪ ،‬سواء تلك الناجمة‬
‫عن األشخاص الطبيعيين أو المعنويين أو الدولة نفسها‪ ،‬أصبحت تصنف كجريمة دولية‪،‬‬
‫لمساسها بالنظام العام الدولي‪ ،‬ولتعريضها الحقوق األساسية للمجتمع اإلنساني للخطر‪ ،‬دون‬
‫إغفال الطبيعة الدولية للمصلحة المعتدي عليها‪ ،‬وعليه فإن الجريمة الدولية هي التي ترتكب‬
‫في انتهاك للمصالح التي يحميها القانون الدولي‪ ،‬وبالتالي فهي ضارة بالمجتمع الدولي‬
‫ونظامه‪ ،‬ذلك أن محلها العدوان على المصالح العليا للمجموعة الدولية‪ ،‬ويستوي في ذلك‬
‫أن يكون مرتكبها فردا أو دولة‪[111].‬‬
‫وهنا يطرح التساؤل نفسه‪ ،‬هل الجريمة البيئية الدولية تقع ضمن اختصاصات المحكمة‬
‫الجنائية الدولية أم ال؟؟‬

‫إن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية يقتصر على أشد الجرائم خطورة موضع اهتمام‬
‫المجتمع الدولي بأسره‪ ،‬وللمحكمة بموجب نظام روما األساسي المؤسس للمحكمة‬
‫اختصاص النظر في الجرائم التالية‪ :‬جريمة اإلبادة الجماعية‪ ،‬الجرائم ضد اإلنسانية‪ ،‬جرائم‬
‫الحرب‪ ،‬جريمة العدوان‪[112].‬‬
‫مكرر‪ ،‬كون المحكمة تنشط في القوانين ‪ 8‬و‪ 8‬و‪ 7‬و‪ 6‬وهو المالحظ إثر استقراء المواد‬
‫السارية على المنازعات الدولية المسلحة في النطاق الثابت للقانون الدولي‪ .‬وخاصة جرائم‬
‫الحرب‪ ،‬اإلبادة الجماعية‪ ،‬وجرائم ضد اإلنسانية‪.‬‬

‫هذا ويمكن القول أن فعل التعدي على البيئة وإلحاق أضرار واسعة النطاق بعناصر البيئة‬
‫الطبيعية متى كانت ناتجة عن جرائم الحرب‪ ،‬تقع آنذاك تحت لواء اختصاص المحكمة‬
‫الجنائية الدولية‪.‬‬
‫ـ إحداث ضرر واسع النطاق ‪" ( 4‬جرائم الحرب" ‪ " ،‬ب ‪ 8‬وهو ما جاء في المادة‬
‫وطويل األجل وشديد للبيئة الطبيعية يكون إفراطه واضحا بالقياس إلى مجمل المكاسب‬
‫"استخدام األسلحة المسممة"‪18.‬و ‪ 17‬العسكرية المتوقعة الملموسة المباشرة "‪ .‬ينضاف‬

‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪31/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫إذن واضح أن انعقاد االختصاص للمحكمة يبقى رهين ارتكاب اإلضرار بمختلف عناصر‬
‫البيئة متى تم ذلك في إطار جرائم الحرب‪.‬‬
‫بمعنى أن فعل التعدي غير العمدي بعناصر البيئة‪ ،‬بعيدا عن جرائم الحرب‪ ،‬ال يقع‬
‫االختصاص للمحكمة الجنائية الدولية بمفهوم مواد نظام روما المؤسس للمحكمة الجنائية‬
‫الدولية‪.‬‬
‫وعلى اعتبار أن الجريمة البيئية الدولية باتت تعتبر من أخطر الجرائم التي تثير قلقا‬
‫للمجتمع الدولي بأسره‪ ،‬بالنظر لما تخلفه من آثار وضحايا كما تقدم معنا سلفا‪ ،‬ولذلك نهيب‬
‫بالدول األعضاء‪/‬األطراف في النظام األساسي وغيرهم‪ ،‬من أن تعقد العزم من أجل بلوغ هذه‬
‫الغايات لما فيه صالح األجيال الحالية والمقبلة‪ ،‬على إنشاء محكمة جنائية دولية دائمة‬
‫ومستقلة تعنى بالنظر في جرائم البيئة‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫الشك أن اإلجرام البيئي أضحى من الموضوعات التي تفرض نفسها ضمن المنظومة‬
‫التشريعية والفقهية‪ ،‬بالنظر إلى ما بلغته البيئة من مكانة متميزة‪ ،‬وبالنظر إلى حجم‬
‫االعتداءات واألضرار التي أضحت تهددها‪ ،‬كما أن حماية البيئة أضحت تفرضه برامج‬
‫استراتيجية للدول‪ ،‬حيث تأخذ بعين االعتبار البعد البيئي كمعيار حقيقي للتنمية المستدامة‪،‬‬
‫حيث برزت كمفهوم جديد في التعامل مع القضايا البيئية‪ ،‬مما يؤكد وعي المشرع بضرورة‬
‫حماية حق اإلنسان في العيش في بيئة سليمة ومتوازنة‪ ،‬هذا الحق الذي باتت تهدده الجرائم‬
‫البيئية باتخاذها للمجال البيئي موضوعا لها‪.‬‬
‫وبذلك يمكن القول أن المشرع المغربي أصبح يولي مسألة حماية البيئة اهتمام أكبر يبعث‬
‫على التفاؤل‪ ،‬على أساس أنه يمكننا يوما ما أن نجعل من المحافظة على البيئة من ضمن‬
‫األولويات األساسية للدولة إلى جانب الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة‪ ،..‬والضرب‬
‫بشدة على أيدي المفسدين اقتداء بتشريعات أكثر تطورا في الميدان‪.‬‬
‫إن وضع سياسة حقيقية يستلزم التوفر على إطار قانوني مالئم على مستوى الشكل‬
‫والجوهر‪ ،‬وهذا األخير تفتقده السياسة التشريعية الجنائية البيئية‪ ،‬والتي سنحاول من‬
‫خاللها تقديم بعض المقترحات‪.‬‬
‫ما يميز المنظومة القانونية للبيئة‪ ،‬باإلضافة لطابعها القطاعي‪ ،‬هو قدم النصوص البيئية‬
‫نص قانوني ينظم المجال البيئي‪ 500،‬وكثرتها‪ ،‬إلى حد أصبحت مشتتة إذ أن عددها‬
‫يفوق‬
‫مما يصعب اإللمام واإلحاطة بها من قبل األجهزة المكلفة بالمتابعات الجنائية‪.‬‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪32/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫وكما يظهر فإن عملية تحديث وعصرنة التشريع البيئي تستدعي إعمال المقترب الشمولي‬
‫عند التأطير القانوني لمجاالت البيئة‪ ،‬واالبتعاد عن المقاربة التجزيئية والقطاعية التي‬
‫تهيمن على مضمون التشريع البيئي لصالح مقاربة شمولية مندمجة تجعل من البيئة‬
‫مجموعة من المجاالت المنسجمة والمتماسكة والموحدة‪ ،‬لذلك فإن الحاجة تظل قائمة إلعداد‬
‫مدونة قانونية بيئية موحدة‪ ،‬يمكن تسميتها ب "مدونة البيئة" وتضم مجاالت بيئية‬
‫"كالغابات والنباتات والمساحات الخضراء والموارد الطبيعية والتعمير والمآثر التاريخية‬
‫والبيئة البحرية والهواء‪ ،‬على أن تضم هذه المجاالت نصوصا منسجمة ومتكاملة‪ ،‬لذلك من‬
‫المفيد أن يتضمن كل مجال ما له عالقة بتنظيم مجال بيئي محدد‪ ،‬وذلك بشكل منسجم‬
‫ومتكامل‪ ،‬فعلى سبيل المثال ال الحصر حماية الموارد المائية هو مجال يرتبط بقوانين‬
‫التعمير وحماية جودة الهواء ومكافحة التلوث الصناعي وتدبير النفايات‪ ،‬بيد أن إعداد‬
‫مدونة قانونية بيئية ينبغي أن يأتي بعد تحديث وتحيين القوانين المرتبطة بمختلف الميادين‬
‫البيئية‪.‬‬

‫الئحة المراجع‬

‫المراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫المراجع العامة‪:‬‬

‫‪ 1980.‬ـ إبراهيم علي صالح‪ ،‬المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي طبعة أولى‬
‫ـ أحمد الخمليشي‪ ،‬شرح القانون الجنائي ـ القسم العام‪ ،‬شركة بابل للطباعة والنشر‬
‫‪ 1988.‬والتوزيع‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫ـ أحمد الخمليشي‪ ،‬شرح قانون م‪ .‬ج‪ ،.‬الجزء األول‪ ،‬شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪ 1988.‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫ـ أحمد أجعون‪ ،‬التنظيم اإلداري المغربي بين المركزية والالمركزية‪ ،‬مطبعة سجلماسة‬
‫‪ 2012.‬الزيتون مكناس‪ ،‬طبعة‬
‫ـ أشرف توفيق شمس الدين‪ :‬شرح قانون العقوبات القسم العام‪ ،‬النظرية العامة للجريمة‬
‫‪ 2008.‬والعقوبة‪ ،‬الطبعة األولى دار النهضة العربية‬
‫ـ أمبارك السعيد بن القايد‪ ،‬القانون الجنائي الخاص‪ ،‬شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪ 2000.‬الطبعة األولى‪ ،‬الرباط‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪33/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫ـ المختار أعمرة‪ ،‬الوجيز في األحكام العامة للقانون الجنائي‪ ،‬فضاء الطباعة سال الطبعة‬
‫‪ 2010.‬األولى‬
‫ـ العلمي عبد الواحد‪ ،‬شرح القانون الجنائي المغربي القسم العام‪ ،‬طبعة ثالثة مراجعة‬
‫‪2009.‬‬
‫‪ 2010.‬ـ جعفر علوي‪" ،‬شرح القانون الجنائي العام المغربي"‪ ،‬دار القلم الرباط‪،‬‬
‫ـ محمود سليمان موسى‪ ،‬المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي في التشريعات العربية‬
‫‪ 1985.‬والقانونين الفرنسي والمصري‪ ،‬مطبعة القدر‪،‬‬
‫ـ سمير عالية‪ :‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر‬
‫‪ 2002.‬والتوزيع بيروت‬
‫‪1987.‬ـ عادل فودة ‪":‬شرح قانون اإلجراءات الجنائية" ‪ ،‬طبعة‬
‫ـ عبد الواحد العلمي‪ :‬القانون الجنائي المغربي‪ ،‬القسم الخاص‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ـ‬
‫الدار ‪ 2009.‬البيضاء‬

‫ـ عبد الحفيظ بلقاضي‪ :‬القانون الجنائي المغربي القسم العام‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية‪،‬‬
‫‪2013.‬‬
‫ـ عبد السالم بنحدو‪ ،‬الوجيز في القانون الجنائي المغربي‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪،‬‬
‫‪ 2004.‬مراكش‪ ،‬الطبعة الخامسة‬
‫ـ علي عمي‪ ،‬المختصر في النظرية العامة للقانون الجنائي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار النشر‪،‬‬
‫‪ 1998.‬الجسور وجدة الطبعة األولى‪ ،‬سنة‬
‫ـ وزارة العدل‪ ،‬شرح قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬منشورات جمعية نشر‬
‫‪ 2006.‬المعلومة القانونية والقضائية‬

‫المراجع الخاصة‪:‬‬

‫ـ أحمد حامد البدري‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة في المملكة العربية السعودية‪( ،‬دراسة‬
‫مقارنة)‪،‬‬
‫‪2010.‬‬
‫‪2012‬ـ الهادي مقداد‪ ،‬قانون البيئة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪،‬طبعة‬
‫ـ الحاج شكرة‪ ،‬محاضرات في إعداد التراب الوطني والتعمير‪ ،‬مطبعة دار القلم الرباط‬
‫‪ 2003.‬الطبعة األولى‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪34/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫ـ الحسن البوعيسي‪ ،‬تحريك الدعوى العمومية بطريق الشكاية‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‬
‫‪2008.‬‬
‫ـ حميد ميمون‪ ،‬المتابعة الزجرية وإشكاالتها العملية‪ ،‬مطبعة بني يزناسن سال‪ ،‬الطبعة‬
‫‪ 2005.‬األولى‪،‬‬
‫ـ حسن البكري‪ ،‬حجية محضر إدارة المياه والغابات في إثبات الجنح والمخالفات مكتبة‬
‫‪ 2008.‬الرشاد سطات‬
‫ـ يوسف بنباصر‪ ،‬الجريمة اإلرهابية بالمغرب وآليات المكافحة القانونية‪ ،‬مطبعة دار القلم‬
‫‪2004.‬الرباط‬
‫ـ مؤنس محب الدين‪ ،‬البيئة في القانون الجنائي (دراسة مقارنة)‪ ،‬مكتبة األنجلو مصرية‬
‫‪1995.‬‬
‫ـ محمد أحمد المنشاوي‪" ،‬الحماية الجنائية للبيئة البحرية"‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة‬
‫‪ 2005.‬العربية‬
‫ـ محمد الحسيني كروط‪ ،‬المجني عليه في الخصومة‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬مطبعة‬
‫الفضيلة ‪ 2011.‬الرباط‪،‬‬
‫ـ محمد الطيبي بوطيب‪ ،‬الموجز في القوانين الجنائية الخاصة وفق التشريع المغربي‪،‬‬
‫‪2004.‬مطبعة الجسور‪ ،‬وجدة‬
‫ـ محمد حسين عبد القوى‪ ،‬الحماية الجنائية للبيئة الهوائية‪ ،‬دار النسر الذهبي للطباعة‪،‬‬
‫‪2002.‬بيروت لبنان‪ ،‬طبعة‬
‫ـ محمد علي سويلم‪ ،‬اإلسناد في المواد الجنائية‪ ،‬دراسة تأصيلية تحليلية وتطبيقية مقارنة‪،‬‬
‫‪2006.‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‬
‫‪2006.‬ـ محمود أحمد طه‪ ،‬الحماية الجنائية للبيئة من التلوث‪ ،‬منشأة المعارف اإلسكندرية‬
‫ـ منير محمد الجنبيهي‪ ،‬ممدوح محمد الجنبيهي‪ ،‬التعاون الدولي في مجال حماية حقوق‬
‫‪2004.‬الملكية الفكرية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‬
‫ـ نور الدين هنداوي‪ ،‬الحماية الجنائية للبيئة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‬
‫‪2002.‬‬
‫‪2009‬ـ سعيد زاهري‪ ،‬قانون القنص بالمغرب والمحافظة على الوحيش‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫ـ عبد السالم بوهوش ـ عبد المجيد شفيق‪ ،‬الجريمة اإلرهابية في التشريع المغربي‪ ،‬مطبعة‬
‫‪ 2004.‬الكرامة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫ـ علي السيد الباز‪ ،‬ضحايا جرائم البيئة‪ ،‬دراسة مقارنة في التشريعات العربية واألجنبية‪،‬‬
‫‪ 2005.‬جامعة الكويت‬
‫ـ عمر أبو الطيب ‪":‬الدعوى العمومية" ـ‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪35/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫ـ صالح وهبي ـ اإلنسان والبيئة والتلوث البيئي‪ ،‬بدون نشر وال طابع‪.‬‬
‫ـ صالح محمد بدر الدين‪ ،‬المسؤولية عن نقل النفايات الخطرة في القانون الدولي دار‬
‫‪2000.‬النهضة العربية القاهرة‬
‫ـ شريف سيد كامل‪" :‬المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية"‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة‬
‫‪1997.‬العربية‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫ـ خالد مصطفى فهمي‪ ،‬الجوانب القانونية لحماية البيئة من التلوث في ضوء التشريعات‬
‫‪2011.‬الوطنية واالتفاقيات الدولية‪ ،‬دراسة مقارنة دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‬

‫الرسائل واألطروحات‪:‬‬

‫ـ الحسين ايت الحاج‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات‬
‫‪1996.‬ـ‪ 1997‬العليا في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬أكدال سنة‬
‫ـ أنس العروسي المقدم‪ ،‬الحماية الجنائية للبيئة البحرية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر وحدة‬
‫‪2007.‬العلوم الجنائية طنجة‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫ـ أسامة عبد العزيز‪ ،‬نحو سياسة جنائية لحماية البيئة‪ ،‬رسالة دكتوراه جامعة االسكندرية‪،‬‬
‫‪2005‬‬
‫ـ بنقدور األمين‪ ،‬حماية البيئة بين القانون والواقع‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في‬
‫‪2009.‬ـ‪ 2010‬المهن القضائية بجامعة السويسي بالرباط‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫ـ وناس يحيى‪ ،‬اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر‪ ،‬رسالة دكتوراه في القانون العام‪،‬‬
‫‪ 2007.‬جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان‪ ،‬يوليوز‬
‫ـ حوشين رضوان‪ :‬الوسائل القانونية لحماية البيئة ودور القاضي في تطبيقها‪ ،‬مذكرة‬
‫‪ 2003.‬التخرج لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬السنة‬
‫ـ كمال الربيشي‪ ،‬جريمة اإلرهاب البيئي في القانون الجنائي المغربي والمقارن‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬جامعة القاضي عياض بمراكش‪ ،‬السنة‬
‫‪2011.‬ـ‪ 2010‬الجامعية‬
‫ـ لقمان بامون‪ ،‬المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي عن جريمة تلويث البيئة‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬قانون جنائي‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورفلة‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫‪2011.‬ـ‪2010‬والعلوم السياسية‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫ـ محمد حسن الكندري‪ ،‬المسؤولية الجنائية عن التلوث البيئي‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في‬
‫‪ 2006.‬الحقوق‪ ،‬جامعة عين شمس الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪36/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫ـ محمد مومن "المسؤولية الجنائية لرئيس المؤسسة االقتصادية في القانون الجنائي‬


‫‪1998.‬المغربي" أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في الحقوق‪ ،‬جامعة محمد الخامس أكدال‪،‬‬
‫ـ مرفت محمد البارودي"المسؤولية الجنائية عن االستخدامات السليمة للطاقة‬
‫النووية"دراسة ‪1993.‬تأصيلية تحليلية مقارنة"‪ ،‬رسالة دكتوراه كلية الحقوق بالقاهرة‪،‬‬
‫دار النهضة العربية‪،‬‬
‫ـ نور الدين حشمة‪ ،‬الحماية الجنائية للبيئة دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي والقانون‬
‫الوضعي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الشريعة والقانون جامعة لخضر باتنة‪ ،‬قسم‬
‫‪2006.‬ـ‪ 2005‬الشريعة‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫ـ سارة العافي‪ ،‬الحماية الجنائية للبيئة‪ ،‬بحث نهاية التكوين بالمعهد العالي للقضاء‪ ،‬الفوج‬
‫‪2013.‬ـ‪ ،2011‬فترة التمرين ‪37‬‬
‫ـ فرج صالح الهريش‪" ،‬جرائم تلويث البيئة"‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪1998.‬‬
‫ـ رائف محمد لبيت‪ ،‬الحماية اإلجرائية للبيئة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة المنوفية‪ ،‬مصر‬
‫‪2008.‬‬
‫ـ رشيد أيت الغازي‪ ،‬الحماية الجنائية للبيئة في التشريع المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر‬
‫‪2012.‬ـ‪ 2013‬في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس أكدال‬
‫ـ توفيق سوط‪ :‬الحماية الجنائية للبيئة في القانون المغربي ـ دراسة مقارنة ـ‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الدراسات العليا المتخصصة في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس السويسي‬
‫‪ 2007.‬بالرباط‪ ،‬السنة الجامعية‬

‫المقاالت‪:‬‬

‫ـ حسنة كجي‪ ،‬االعتداء على المجال البيئي جريمة إرهابية‪ ،‬المجلة المغربية للسياسات‬
‫‪2008.‬ـ‪ 2003‬العمومية عدد مزدوج‬
‫ـ يوسف وهابي‪ ،‬الدعاوى البيئية في التشريع المغربي والحاجة إلى التفعيل القضائي‪ ،‬مجلة‬
‫‪ 2007.‬الملف‪ ،‬العدد العاشر‪ ،‬أبريل‬
‫ـ يوسف وهابي المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية الحاجة إلى التقنيين المجلة‬
‫المغربية للمنازعات القانونية العدد ‪2004-2‬‬
‫ـ محمد سعد جرندي‪ ،‬مخالفة البناء بين التشريع القانوني والعمل القضائي‪ ،‬مجلة اإلشعاع‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪37/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫‪ 2002.‬دجنبر ‪26‬العدد‬
‫‪ 2004.‬شتنبر ‪9‬ـ محمد الشلي‪ :‬قراءة في مجال المصالحة الجنائية‪ ،‬مجلة القصر‪ ،‬العدد‬
‫ـ يونس سعيدي‪ ،‬المسؤولية االجتماعية للمقاولة‪ ،‬مقال منشور بموقع العلوم القانونية‪،‬‬
‫‪ 2013.‬ماي ‪1‬‬
‫ـ عبد الحفيظ بلقاضي"التدخل الجنائي بين التقييد بالحد األدنى والمد التوسعي الشامل‪:‬‬
‫القانون الجنائي المعاصر والتغيير في النموذج اإلرشادي"‪ ،‬مجلة القصر‪ ،‬العدد‬
‫‪2005.‬ــ‪10‬‬
‫ـ خالد محمد فهمي‪ ،‬أبعاد اقتصادية لمشكالت البيئة العالمية‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،1992.‬أكتوبر ‪110‬‬

‫‪II‬‬ ‫المراجع باللغة األجنبية‬


‫‪: Ouvrages généraux‬‬

‫ـ‪Cartier Marie Elisabeth : le terrorisme dans le nouveau code‬‬


‫‪pénal francais, R.S.C.D.P.C.,N2. Avril-juin 1995‬‬
‫ـ‪JEAN Pradel, procédure pénale, Cujas, paris, 7éd., 1993‬‬
‫‪DONCET (J.P.) : La loi pénale, Litec, Paris, 1986‬‬
‫ـ‪,MARTINE Remond Gouilloud, du droit de détruire‬‬

‫‪: Ouvrages spéciaux‬‬

‫‪Cass. Crim. 29mai 1996, Bulletin Criminel, de la cour de-‬‬


‫‪.cassation, N 61‬‬
‫ـ‪chikhaoui (Leila) : ‘’Droit pénal de l’environnement et de‬‬
‫‪l’urbanisme’’, centre d’étude et de recherche administrative‬‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪38/52‬‬
02/11/2023 15:50 ‫ بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬،‫جرائم البيئة‬

Tunis, 1999
Deharbe (David), ‘’ Le droit de l’environnement industriel 10‫ـ‬
ans de jurisprudence’’, Editions Litec 2002
JERONE Fromageur & philippe guttinger, droit de‫ـ‬
l’environnement, EYROLLOES. 1993
Mastritta (Patrick), « La responsabilité pénale du délinquant‫ـ‬
,» Ecologique
MICHEL Prieur , le droit de l’environnement, Dalloz, 3eme‫ـ‬
. édition, 1996
Michel Faure : l’analyse économique du droit de‫ـ‬
l’environnement, Brulant. Bruxelles, 2007
PHILIPPE ch.- A.Guillot : Droit de l’environnement, 2éme‫ـ‬
édition, Normand impression 2010
Planque (J C) : La détérmination de la pénalement‫ـ‬
responibles, L’harmattan, paris 2003
POSELYME Nérac Croisier : sauvegarde de l’environnement‫ـ‬
.et droit pénale , l’harmattan 2005
Roselyne (Nérac Croisier) :’’La détermination des personnes‫ـ‬
responsables’’, in sauvegarde de l’environnement et droit
pénal, L’harmattan 2005

: Articles
BOURAOUI (Soukeina) , « faut il un droit pénal de‫ـ‬
l’environnement ? », revue Tunisienne de Droit 1988
J.Y. Mine : « Chronique de législation pénale », ( année‫ـ‬
1995), Rev.Dr.pen.crimin. mars 1996
La responsabilité pénale des personnes, Morales de droit‫ـ‬
public –fondements et champ d’applications. Revue des
sociétés picard(Étienne). 1993

https://www.marocdroit.com/‫الضحايا‬-‫وتحديد‬-‫المسؤولية‬-‫إقرار‬-‫بين‬-،‫البيئة‬-‫_جرائم‬a6454.html#:~:text=‫ لذا‬،‫المخاطر التي تنجم عنه‬,‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‬ 39/52
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫الهوامش‬
‫]‪ [1‬لقد تجاوزت المسؤولية اإلجتماعية للمقاولة صفة العطاء العشوائي الغير المنظم والغير‬
‫محدد الهدف‪ ،‬وأصبح لها دور تنموي والذي‬
‫يعتبر جزءا ال يتجزأ من نشاطاتها‪.‬‬
‫فالمقاوالت على اختالف طبيعة أنشطتها تسعى إلى تحقيق األداء االقتصادي الذي يهدف‬
‫إلى تعظيم أرباحها‪ ،‬إال أنها سعيا لذلك تحدث مجموعة من اآلثار السلبية على البيئة‬
‫(التلوث‪ ،‬استنزاف الموارد الطبيعية‪ ،)...‬وعلى المجتمع باالستغالل غير العقالني لليد‬
‫العاملة خاصة من قبل المقاوالت الكبرى مما يترتب عنه أثار سلبية على األجراء واألمن‬
‫والصحة‪.‬‬
‫فبالرغم من تعدد تعاريف المسؤولية اإلجتماعية كما سبق وأشرنا لذلك‪ ،‬إال أنها تدور كلها‬
‫على ركائز أساسية يجب مراعاتها وهي‪:‬‬
‫الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي (البري والبحري والجوي)‪.‬‬
‫زيادة األرباح المادية (العائد االقتصادي) وتقليل التكاليف‪ ،‬وتوفير استخدام الموارد العامة‬
‫وتقليل المخاطر على سلسلة القيمة المضافة‪.‬‬
‫خدمة ومساعدة المجتمع المحيط‪ ،‬وكذا احترام حقوق اإلنسان‪ ،‬ومراعاة الجانب األخالقي‬
‫بالتزام الشفافية والحكم الرشيد‪.‬‬
‫فأما عن األداء البيئي‪ ،‬فيقصد به تحمل المقاولة جزءا من المبادرات أحادية الجانب أو‬
‫التعاون مع السلطات العمومية تلتزم من خاللها باتخاذ التدابير الالزمة لتخفيف األضرار‬
‫التي تلحقها بالبيئة بعدما كانت تتخذ موقفا دفاعيا تجاه هذه األضرار في السابق‪ .‬وتبرز‬
‫المسؤولية اتجاه البيئة بمحاولة تقديم المقاولة للحلول الناجعة لكيفية التخلص من المنتجات‬
‫الهيدروكربونية وغيرها من مواد الطاقة الطبيعية والصناعية دون أزمات قد تؤثر على‬
‫البيئة بشكل أو بآخر‪ ،‬األمر الذي يفرض على المقاولة تبني سياسة بيئية تبين نواياها‬
‫ومبادئها المرتبطة بأدائها البيئي الشامل‪ .‬هذا ويتم تسيير األداء البيئي للمقاولة التي تتقيد‬
‫اجتماعيا بمسؤوليتها عن طريق المقاربات الطوعية والتي تعتبر الجيل الثالث من أدوات‬
‫السياسة البيئية وتعني بالنسبة للمقاولة تفعيل نجاعتها البيئية‪ .‬فباعتبار البيئة موردا طبيعيا‬
‫يزود المجتمع بعدد من الخدمات األساسية التي تدعم الحياة البشرية فقد جعلها الميثاق‬
‫العالمي لألمم المتحدة حول المسؤولية اإلجتماعية ـ المنعقد في دافوس ‪ -1999‬من بين‬
‫األضالع الثالثة التي يجب على المقاولة أخذها بعين االعتبار‪ ،‬والمتمثلة في النمو‬
‫االقتصادي والتقدم االجتماعي وحماية البيئة‪.‬‬
‫ويمكن حصر أشكال المسؤولية االجتماعية في شكلين أساسيين هما‪ :‬المسؤولية‬
‫االجتماعية داخل المقاولة‪ ،‬والمسؤولية االجتماعية خارج المقاولة‪.‬‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪40/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫وفيما يخص المجال البيئي‪ ،‬والذي برز مع نهاية الثمانينات من القرن العشرين تيار‬
‫تنموي يدعو إلى أن تكون التنمية متالئمة مع البيئة واالعتبارات البيئية عامة‪ ،‬فلم تهتم‬
‫أدبيات التنمية التقليدية بالبيئة وتعاملت معها كمجرد وسيلة فقط‪ ،‬حيث فصلت هذه األدبيات‬
‫بين ما هو طبيعي وما هو اجتماعي‪ ،‬ومن تم تجاهل البعد الطبيعي والبيئي في التنمية‪ ،‬وهو‬
‫البعد الذي اتضح اآلن تأثيره البالغ على مجمل مسارات التنمية والنظام االجتماعي مما‬
‫فرض على المقاوالت مراعاة هذا الجانب من خالل االهتمام بالصناعة النظيفة بيئيا‬
‫والمشاركة في أنشطة حماية البيئة من التلوث بشكل فعال‪.‬‬
‫ويمكن القول أن مسؤولية المقاولة اجتماعيا ال تنحصر في خدمة أجرائها وعمالها فقط‪،‬‬
‫بل هي مسؤولية اتجاه المجتمع المحيط‪ ،‬إذ بات واضحا أن العمليات التي تقوم بها‬
‫المقاوالت ينتج عنها آثارا خارجية كثيرة تتسبب في إحداث مشاكل واختالالت بيئية على‬
‫وجه الخصوص‪ ،‬لذلك وجب االهتمام بمفهوم التنمية االقتصادية والتي تأخذ بعين االعتبار‬
‫القيود البيئية واالجتماعية لنشاطات المقاوالت‪.‬‬
‫للتوسع أكثر ينظر‪ ،‬يونس سعيدي‪ ،‬المسؤولية االجتماعية للمقاولة‪ ،‬مقال منشور بموقع‬
‫العلوم القانونية ‪.‬‬

‫‪ 2013.‬ماي ‪ 1‬يونس سعيدي‪ ،‬المسؤولية االجتماعية للمقاولة‪ ،‬مقال منشور بموقع‬


‫العلوم القانونية‪ ،‬األربعاء [‪]2‬‬
‫ليال‪ 1.‬أكتوبر ‪ 2014‬على الساعة ‪22h‬تم اإلطالع عليه يوم األحد‬
‫انظر الموقع اإللكتروني اآلتي‪]3[:‬‬
‫‪http/www.ilo.org/public/french/standards/gbs/pdf‬‬
‫محمد الزعماري‪ ،‬المناظرة الدولية حول المسؤولية االجتماعية للمقاولة والتنمية‬
‫المستدامة‪]4[.‬‬
‫‪www.oujdacity.net/regional-article-4283-ar.html‬‬

‫‪349.‬نور الدين حشمة‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،.‬هامش ص‪]5[ :‬‬


‫منير محمد الجنبيهي‪ ،‬ممدوح محمد الجنبيهي‪ ،‬التعاون الدولي في مجال حماية حقوق‬
‫الملكية الفكرية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪]6[ ،‬‬
‫‪ ،58.‬ص‪2004:‬‬
‫من ق ج‪ 133 :‬ينص الفصل [‪]7‬‬

‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪41/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫‪ ،303.‬ص‪ 2002:‬سمير عالية‪ :‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪]8[ ،‬‬
‫من المدونة الجنائية الفرنسية الذي جاء فيه‪121:‬ـ‪ 1‬تجدر اإلشارة أنه تم اإلقرار بهذا‬
‫المبدأ في الفصل [‪]9‬‬
‫‘’‪nul n’est responsable pénalement que de son propre‬‬
‫’‬ ‫‪fait‬‬
‫للتوسع أكثر‪ ،‬يراجع‪]10[ :‬‬
‫‪Deharbe (David), ‘’ Le droit de l’environnement industriel 10‬‬
‫‪.ans de jurisprudence’’, Editions Litec 2002 p 291‬‬
‫ينظر‪]11[ :‬‬
‫‪chikhaoui (Leila) : ‘’Droit pénal de l’environnement et de‬‬
‫‪l’urbanisme’’,‬‬ ‫‪centre‬‬ ‫‪d’etude‬‬ ‫‪et‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪recherche‬‬
‫‪administrative Tunis, 1999 , p 17‬‬
‫‪.‬‬
‫إال أنه من األفيد اإلشارة إلى الخصوصية التي ينفرد بها هذا الظهير المتعلق بحفظ الغابات‬
‫من حيث إسناد المسؤولية الجنائية للشخص المرتكب [‪]12‬‬
‫من الظهير على إمكانية معاقبة أو أهل الدوار أو أهل الفرقة بالذعائر المذكورة ‪ 49‬للفعل‬
‫المجرم‪ ،‬حيث إنه حاد عن هذا المبدأ بتنصيصه في الفصل‬
‫بالضمان‪ ،‬زيادة عما يحكم به على مرتكب المخالفات المذكورة‪ ،‬ومن شاركهم فيها‪ ،‬وبذلك‬
‫فإن هذا المقتضى يشكل خرقا ألهم مبادئ القانون الجنائي وهو مبدأ المسؤولية الشخصية‪،‬‬
‫فكيف يعقل تحميل القبيلة أو الدوار المسؤولية الجنائية‪ ،‬وبالتالي إلحاق العقاب بهم‪ .‬إن‬
‫األمر يقتضي إعادة النظر في هذا المقتضى الذي ال يمت بصلة ال بمنطق األمور وال‬
‫بالقانون‪.‬‬
‫‪ 68.‬أورده‪ ،‬توفيق سوط‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،.‬هامش ص‪:‬‬
‫ينظر‪]13[:‬‬
‫‪Roselyne (Nérac Croisier) :’’La détermination des personnes‬‬
‫‪responsables’’, in sauvegarde de l’environnement et droit‬‬
‫‪pénal,‬‬ ‫‪L’harmattan‬‬ ‫‪2005.‬‬ ‫‪P‬‬
‫‪.81‬‬
‫‪ 69.‬توفيق سوط‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]14[ :‬‬
‫‪32.‬رشيد أيت الغازي‪ ،‬الحماية الجنائية للبيئة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]15[ :‬‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪42/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫‪151.‬نور الدين حشمة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]16[ :‬‬


‫‪ 151.‬نور الدين حشمة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]17[ :‬‬
‫‪ 153‬نور الدين حشمة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]18[ :‬‬
‫‪153.‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪]19[ :‬‬
‫‪ 33.‬رشيد أيت الغازي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]20[ :‬‬
‫[‪Roselyme Nérac Croisier : Sauvegarde de ]21‬‬
‫‪.l’environnement et droit pénal, p 83‬‬
‫‪ 156.‬نور الدين حشمة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]22[ :‬‬
‫[‪Crim cass 28 février, Pradel et varumard, les grands ]23‬‬
‫‪: arrets du droit criminel : dalloz 2, ed p. 360, cité par‬‬
‫‪Deharbe (David) : « Le droit de l’environnement industriel‬‬
‫‪.10ans de jurisprudence », op.cit, p 292‬‬

‫‪ 72‬أورده‪ :‬توفيق سوط‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪:‬‬


‫‪72.‬ـ‪ 73‬توفيق سوط‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]24[ :‬‬
‫[‪Mastritta (Patrick), « La responsabilité pénale du ]25‬‬
‫‪.délinquant Ecologique », op.cit , p 142‬‬
‫‪ 73‬توفيق سوط‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]26[ :‬‬
‫‪ 74.‬توفيق سوط‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]27[ :‬‬
‫‪ 74.‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪]28[ :‬‬
‫تجدر اإلشارة أن اقتراف النشاط المجرم الظاهر من األجير‪ ،‬يؤشر ويكشف عن إهمال أكبر‬
‫للرئيس‪ ،‬باعتباره المتسبب في ذلك اإلجرام‪ ،‬وال [‪]29‬‬
‫يعقل بناء على ذلك أن ال تسند إليه المسؤولية الجنائية‪ .‬فرئيس المقاولة إذا ارتكب إهماال‬
‫عاما‪ ،‬أو أخل بواجب الرقابة واإلشراف على تابعيه‪ ،‬يمكن معه مساءلته عن سلوكه‬
‫الشخصي‪ ،‬وعن امتناعه وعدم قيامه بما يفرضه واجب الرقابة‪.‬‬
‫للتوسع أكثر يراجع‪:‬‬
‫محمد مومن‪" :‬المسؤولية الجنائية لرئيس المؤسسة االقتصادية في القانون الجنائي‬
‫المغربي"‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في الحقوق‪ ،‬جامعة محمد ‪ .75.‬أورده‪ :‬توفيق‬
‫سوط‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪ 245:‬ص‪1998:‬الخامس أكدال الرباط‬
‫‪ 77.‬توفيق سوط‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]30[ :‬‬
‫المتعلق بالمحافظة على الغابات واستغاللها‪ 1917.‬أكتوبر ‪ 10‬من ظهير ‪ 45‬الفصل [‪]31‬‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪43/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫‪ ، 2004/18844.‬ملف جنحي عدد‪ 17/11/2004‬بتاريخ ‪ 2275/7‬قرار المجلس األعلى‬


‫رقم [‪]32‬‬
‫‪ 33.‬أورده‪ :‬رشيد أيت الغازي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]33[ :‬‬
‫[‪.Roselyme Nerac Croisier : p 84 ]34‬‬
‫[‪.Roselyme Nerac Croisier : p 84 ]35‬‬
‫إسناد المسؤولية الجنائية للمسؤول عن القيام بأعمال الشخص المعنوي‪ ،‬سواء كان‬
‫صاحب المؤسسة أو مستغال لها‪ ،‬ودونما اكتراث بالفاعل[‪]36‬‬
‫المادي للمخالفة‪ ،‬الشيء الذي يفسر أن توجه التشريعات الحديثة‪ ،‬في إسنادها للمسؤولية‬
‫الجنائية إلى ممثلي األشخاص المعنوية‪ ،‬ولو عن أفعال لم يرتكبوها شخصيا‪ ،‬اقتضته‬
‫باألساس البنية والتنظيم داخل المؤسسة الصناعية‪ ،‬وكذلك طبيعة اإلجرام البيئي الذي‬
‫تتسبب فيه أساسا هذه المؤسسات من قانون ‪18‬التي ال تحترم المعايير واألنظمة المعمول‬
‫بها للحد من التلوث‪ ،‬وال تعمل على اتخاذ التدابير الالزمة لذلك‪ ،‬وهذا ما قضت به المادة‬
‫مكافحة تلوث الهواء‪.‬‬
‫‪ ،3.‬مطبعة سجلماسة الزيتون مكناس‪ ،‬ص‪ 2012:‬د‪ .‬أحمد أجعون‪ ،‬التنظيم اإلداري‬
‫المغربي بين المركزية والالمركزية‪ ،‬ط [‪]37‬‬

‫]‪ [38‬ويستند هذا الجانب من الفقه على مجموعة من االعتراضات والمبررات في الشخص‬
‫المعنوي‪:‬‬
‫طبيعة الشخص المعنوي‪ :‬إذ أن هذا األخير ال وجود له بشكل مادي وإنما مجرد شخص‬
‫افتراضي قانوني‪ ،‬وجد لكي يحقق غرضا مشروعا‪ ،‬والوصول إلى هذا العرض ال يقتضي‬
‫أبدا ارتكاب جريمة من الجرائم‪ ،‬وأنه حتى ولو طرحت إمكانية حدوث جريمة أثناء أو يسبب‬
‫ممارسة الشخص االعتباري لنشاطه‪ ،‬فإن الذي يسأله هو الشخص الطبيعي الذي ارتكب‬
‫الجريمة باسمه أو لحسابه‪.‬‬
‫قاعدة شخصية العقوبة‪ :‬إن قبول مساءلة الشخص المعنوي يعني القبول بمعاقبته‪ ،‬وهذا ما‬
‫سيؤدي إلى إصدار مبدأ من مبادئ القانون الجنائي وهو مبدأ شخصية العقوبة ومبدأ‬
‫شخصية العقوبة‪ ،‬أي توقيع العقوبة على مرتكب الفعل المجرم بالذات دون غيره‪ ،‬والذي يعد‬
‫من الضمانات األساسية في السياسة الجنائية الحديثة‪ ،‬فمعاقبة الشخص المعنوي تمتد‬
‫آثارها للعديد من األشخاص فمثال الغرامة ال تمس الشخص المعنوي فقط وإنما تمت على‬
‫األشخاص المؤسسين له‪.‬‬
‫أما فيما يخص طبيعة العقوبة‪ :‬فأغلب العقوبات الجنائية فاإلعدام أو العقوبات السالبة‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪44/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫للحرية ال يمكن تطبيقها في حق الشخص المعنوي‪ ،‬وأن األهداف المتوخاة من السياسة‬


‫العقابية ال يمكن تصورها على الشخص المعنوي‪.‬‬
‫وفي آخر هذه الفقرة نخلص للقول بأن من أهم النتائج المترتبة عن عدم إقرار المسؤولية‬
‫الجنائية على الشخص المعنوي تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬وجوب تقرير عقوبة مستقلة على كل شخص مؤسس أو عضو من أعضاء الشخص‬
‫المعنوي‪.‬‬
‫‪ -‬عدم جواز رفع دعوى الشخص المعنوي‪.‬‬

‫محمود سليمان موسى‪ ،‬المسؤولية الجنائية في التشريعات العربية والقانونين الفرنسي‬


‫واإليطالي‪ ،‬مطبعة القدر‪]39[ ،‬‬
‫‪ -‬محمد سليمان موسى‪ ،‬المسؤولية الجنائية في التشريعات العربية والقانونين الفرنسي‬
‫واإليطالي‪ ،‬مطبعة القدر‪ ،‬ص‪]40[.174 :‬‬
‫وكخالصة يمكن القول أنه أمام تزايد أهمية وخطورة األشخاص المعنوية في المجتمع‪ ،‬فإن‬
‫األمر أدى إلى إعادة النظر في فكرة المسؤولية [‪]41‬‬
‫الجنائية لهذه األشخاص‪ ،‬والتي قد تكون ستارا ترتكب من ورائه جرائم خطيرة كالتقليد‬
‫والتزييف والغش في المصنوعات والمضاربات غير المشروعة‪ ،‬لهذا فالشخص المعنوي‬
‫وبإمكانياته المهمة والضخمة يستطيع أن يرتكب الجرائم بصورة أكثر خطر وضررا مما لو‬
‫قام بها الفرد‪.‬‬
‫‪ -‬ينظر د‪ .‬إبراهيم علي صالح‪ ،‬المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي طبعة أولى ‪،1980‬‬
‫ص‪]42[.154 :‬‬
‫‪ ،262‬ص‪ 1998:‬علي عمي‪ ،‬المختصر في النظرية العامة للقانون الجنائي‪ ،‬الجزء األول‪،‬‬
‫دار النشر‪ ،‬الجسور وجدة الطبعة األولى‪ ،‬سنة [‪]43‬‬
‫‪35.‬ـ‪ 36‬رشيد أيت الغازي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،.‬صص‪]44[ :‬‬
‫‪ -‬نص الفصل ‪121-2‬على ما يلي‪" :‬األشخاص المعنوية مسؤولة جنائيا عن الجرائم‬
‫المرتكبة لحسابها من طرف أجهزتها أو ممثليها"[‪]45‬‬
‫]‪ -[46‬ينص الفصل ‪ 129‬على ما يلي‪" :‬في حالة الجرائم أو األخطاء المقترفة في إطار‪ ،‬أو‬
‫بدعم‪ ،‬او بواسطة‪،‬المقاوالت‪ ،‬المنظمات أو التجمعات أو أي وحدة أو تجمع ألشخاص تتمتع‬
‫بالشخصية القانونية والتي ال يشملها الفصل ‪ 31‬مكرر من هذا القانون يمكن للقاضي أو‬
‫للمحكمة أن تحكم بواحدة أو اكتر من العقوبات اإلضافية المنصوص عليها في الفقرة‬
‫الثانية – د‪.‬ه‪.‬و‪.‬ز‪ -‬من الفصل ‪ "33-7‬القانون المعدل سنة ‪ 1995‬بقانون ‪.2010/5‬‬

‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪45/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫]‪(La responsabilité pénale des personnes morales [47‬‬


‫‪n’exclut pas celle des personnes physiques auteurs où‬‬
‫)‪complices des mêmes faits‬‬

‫‪ -‬يوسف وهابي المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية الحاجة إلى التقنيين المجلة‬
‫المغربية للمنازعات القانونية العدد ‪ 2004-2‬ص‪]48[.69‬‬
‫‪ 112.‬لقمان بامون‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص‪]49[ :‬‬
‫[‪. Rosyleme Néroc Croisier : p103-104 ]50‬‬
‫‪ 37-38.‬رشيد أيت الغازي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،.‬صص‪]51[ :‬‬
‫‪ ،130.‬ص‪ 1997:‬شريف سيد كامل‪" :‬المسؤولية الجنائية لألشخاص المعنوية"‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬الطبعة األولى [‪]52‬‬
‫‪ 122.‬لقمان بامون‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص‪]53[ :‬‬
‫‪ 37.‬رشيد أيت الغازي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص‪]54[ :‬‬
‫‪L’évolution de la responsabilité pénale du chef d’entreprise‬‬
‫‪[55]- cité par Dominique BROGGIO cass, crim 22 avril 1992.‬‬

‫وهذه بعض اإلشكاالت وغيرها التي يطرحها الفصل ‪ 127‬إال أن القضاء كرس فعال‬
‫مسؤولية األشخاص المعنوية في العديد من القرارات [‪]56‬‬
‫ومنها الحكم الصادر عن الغرفة الجنائية للمجلس األعلى في ‪ 1962‬دجنبر ‪ 13‬والذي‬
‫قضى بنقض حكم صادر عن استئنافية الرباط بتاريخ‬
‫والذي كان قد قضى بمؤاخذته مدير الشركة والشركة التي يديرها والتي هي عبارة عن‬
‫حانة بالغش في الدقيق عن طريق خلطه ‪ 8 1962‬ماي بمواد غير صالحة لالستعمال ومن‬
‫أهم ما جاء فيه‪:‬‬
‫"‪ ...‬تجاهل مبدأ شخصية العقوبة يؤدي بالنتيجة إلى نقض الحكم الذي يقضي على‬
‫مدير الشركة بعقوبة رغم عدم ارتكابه ألي خطأ شخصي ومعاقبته بصفته هذه‪ ،‬وبهدف‬
‫فرض عقوبة على الشركة التي يمثلها في ميدان غير مقرر فيه المسؤولية الجنائية‬
‫لألشخاص المعنوية من طرف القانون"‪.‬‬
‫‪ 86.‬توفيق سوط‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪]57[ :‬‬
‫‪ 87‬توفيق سوط‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪]58[:‬‬
‫‪ 87‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪]59[:‬‬
‫‪ 113.‬يوسف وهابي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص‪]60[ :‬‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪46/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫[‪DESPORTES (Frederic) et LE GUNEHEC (Francis). Op.- ]61‬‬


‫‪.cit. no 583 p. 499‬‬
‫والمقصود باألشخاص المعنوية اإلقليمية هي أشخاص إدارية ينظمها القانون العام‪،‬‬
‫وتتطلب توافر أربعة عناصر‪ :‬عنصر إقليمي يقصد به النطاق[‪]62‬‬
‫الترابي الذي يمارس فيه الشخص المعنوي نشاطه‪ ،‬عنصر شخصي يتحدد بمجموعة من‬
‫األشخاص الطبيعيين المكونين للشخص المعنوي لهم مصالح مشتركة‪ ،‬عنصر مصلحي‬
‫يتمثل ضرورة وجود مصلحة مشتركة بين سكان اإلقليم‪ ،‬وعنصر قانوني‪ :‬اعتراف المشرع‬
‫بوجود ذلك الشخص المعنوي‪.‬‬
‫بمقتضى الدستور الجديد حل مصطلح "الجماعات الترابية" محل مصطلح الجماعات‬
‫المحلية الذي كان معموال به في إطار الدساتير السابقة‪]63[.‬‬
‫‪ 51.‬يراجع تقرير اللجنة االستشارية للجهوية الكتاب األول‪ ،‬التصور العام‪ ،‬ص‪:‬‬
‫من الدستور‪ ،‬وهي أشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام تسير شؤونها بكيفية‬
‫ديمقراطية‪ 135.‬وفقا للفصل [‪]64‬‬
‫سيتم اإلسهام بالحديث عن ذلك‪ ،‬أثناء معالجة المبحث الثاني من هذا الفصل المتعلق‬
‫بضحايا جرائم البيئة‪ ،‬كونها تنشط في مجال القانون الدولي [‪]65‬‬
‫معززة بأمثلة حديثة‪.‬‬
‫]‪ [66‬نص المشرع الفرنسي صراحة على عدم جوار مساءلة الدولة جنائيا بصفة مطلقة‬
‫( المادة ‪ )2 -121‬وقد حاول البعض تبرير ذلك‬
‫باالستناد إلى مبدأ سيادة الدولة‪ .‬ولكن هذا الرأي لم يلق قبوال لدى غالبية الفقهاء‪ ,‬خاصة‬
‫وان المبدأ المذكور لم يمنع من االعتراف بالمسؤولية المدنية للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬قال بهذه الحجة وزيرا لعدل الفرنسي أثناء المناقشات البرلمانية لمشروع قانون العقوبات‬
‫الجديد‪ .‬انظر‪:‬‬
‫‪La responsabilité pénale des personnes, Morales de droit‬‬
‫‪public –fondements et champ d’applications. Revue des‬‬
‫‪sociétés picard(Étienne). 1993 –p275‬‬
‫[‪.Roselyme Nérac Croisier, p 108 ]67‬‬
‫‪ 39.‬أورده رشيد ايت الغازي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]68[ :‬‬
‫[‪Roselyme Néroc Croisier : p 109 ]69‬‬
‫يقصد بها كذلك‪ :‬المرافق العامة‪ ،‬وهي تطلق على ذلك النشاط الذي تقوم به الدولة أو‬
‫الهيئات العامة التابعة لها‪ ،‬بإدارته مباشرة أو عن طريق [‪]70‬‬

‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪47/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫الغير الذي يظل خاضعا لرقابتها وإشرافها‪ ،‬بقصد تحقيق خدمات عامة للجمهور بطريقة‬
‫منتظمة مع مراعاة المساواة بين المنتفعين‪.‬‬
‫‪14‬ـ‪ 15‬أحمد أجعون‪ ،‬التنظيم اإلداري المغربي بين المركزية والالمركزية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬صص‪:‬‬
‫[‪]71‬‬
‫‪ 39.‬رشيد أيت الغازي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]72[ :‬‬
‫‪ 89‬توفيق سوط م س‪ ،‬ص‪]73[:‬‬
‫وهذا االتجاه الفقهي مؤيد من جانب التشريع في كثير من الدول كفرنسا وأمريكا والواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪ ،‬كما أكد على هذا االتجاه المؤتمر [‪]74‬‬
‫‪ ،‬عندما أوصى بأن إقرار المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي والحكم عليه بالعقوبة أو‬
‫التدبير‪ 1957‬السابع لقانون العقوبات المنعقد في أثينا عام‬
‫=االحترازي المالئم أو كليهما‪ ،‬ال يمنعان من أن يظل األعضاء المسؤولون عن إدارة‬
‫الشخص المعنوي خاضعين للعقوبات المعنية للجرائم التي يسهمون في ارتكابها‪=.‬‬
‫‪ 501.‬أورده‪ :‬أنس العروسي المقدم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬هامش رقم‬
‫‪ 502‬أنس العروسي المقدم‪ ،‬الحماية الجنائية للبيئة البحرية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬هامش رقم‪]75[ :‬‬
‫‪ 310.‬محمد أحمد المنشاوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]76[ :‬‬
‫‪ 503.‬أنس العروسي المقدم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬هامش رقم [‪]77‬‬
‫[‪Michel Faure : l’analyse économique du droit de ]78‬‬
‫‪.l’environnement, Brulant. Bruxelles, 2007, p 257‬‬
‫‪40.‬رشيد أيت الغازي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص‪]79[ :‬‬
‫‪76.‬جعفر علوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]80[ :‬‬
‫[‪]81‬‬
‫‪521.‬أنس العروسي المقدم‪ ،‬الحماية الجنائية للبيئة البحرية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬هامش رقم‪]82[ :‬‬
‫‪521.‬المرجع السابق‪ ،‬هامش رقم‪]83[ :‬‬
‫يراجع القسم العام من القانون المغربي‪]84[.‬‬
‫‪ 532.‬المرجع السابق‪ ،‬هامش رقم‪]85[ :‬‬
‫‪40.‬أورده‪ :‬رشيد أيت الغازي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]86[ :‬‬
‫وفي تقدير المتخصصين أن دراسة المجني عليه ال تقتصر أهميتها على تحديد الدور الذي‬
‫يضطلع به قبل وأثناء ارتكاب الجريمة بل تمتد لتشمل [‪]87‬‬
‫موقفه ودوره وحقوقه بعد وقوع الجريمة أي معرفة مدى مالءمة اإلجراءات الجنائية‬
‫لحقوق المجني عليه ومدى كفالتها‪ ،‬وعالقته أيضا بالقائمين على اتخاذ هذه اإلجراءات‬

‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪48/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫باإلضافة إلى البحث عن الوسائل التي من شأنها كفالة حق المجني عليه في التعويض‬
‫العادل والمجزي‪.‬‬
‫قرار محكمة النقض [‪]88‬‬
‫‪ 91.‬علي السيد الباز‪ ،‬ضحايا جرائم البيئة‪ ،‬ص‪]89[ :‬‬
‫‪ 91.‬للتوسع أكثر يراجع‪ :‬محمد مؤنس محب الدين‪ ،‬البيئة في القانون الجنائي ‪ ،‬ص‪]90[ :‬‬
‫سورة األنبياء‪ 30.‬اآلية [‪]91‬‬
‫‪ 136.‬مبارك السعيد بن القايد‪ :‬القانون الجنائي الخاص‪ ،‬م‪ .‬ج‪ ،.‬ص‪]92[ :‬‬
‫تجدر اإلشارة أن أنواع الملوثات المائية ثالثة وهي الملوثات الفيزيائية‪ ،‬الكيميائية‪،‬‬
‫البيولوجية [‪]93‬‬

‫[‪www.startimes.com/?t=32541328 ]94‬‬
‫‪ 11‬وذلك على الساعة‬ ‫صباحا‪.‬‬
‫‪ 2014‬أكتوبر ‪ 9‬تم اقتطافه من منديات ستار تايمز‪ ،‬وذلك بتاريخ‬
‫‪ 143.‬صالح وهبي ـ اإلنسان والبيئة والتلوث البيئي‪ ،‬ص‪]95[ :‬‬
‫‪ 2005.‬للتوسع أكثر يراجع‪ :‬د أسامة عبد العزيز‪ ،‬نحو سياسة جنائية لحماية البيئة‪،‬‬
‫رسالة دكتوراه جامعة االسكندرية‪]96[ ،‬‬
‫‪ 106.‬د‪ .‬السيد الباز‪ ،‬م‪.‬س‪،.‬ـ ص‪]97[ :‬‬
‫‪107.‬د‪ .‬علي السيد الباز‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]98[ :‬‬
‫[‪Forum.Stop55.com/290283.html ]99‬‬
‫‪98.‬ـ‪97‬علي السيد الباز‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬صص‪]100[ :‬‬
‫[‪Forum.Stop55.com/290283.html ]101‬‬
‫‪103.‬علي السيد الباز‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]102[ :‬‬
‫من أفيد اإلشارة في هذا الصدد أن كثيرا من الدول المتقدمة تتخلص من النفايات في‬
‫أراضي الدول الفقيرة بوسائل غير مشروعة في أغلب [‪]103‬‬
‫‪ 2000.‬األحوال للتوسع أكثر ينظر‪ :‬صالح محمد بدر الدين‪ ،‬المسؤولية عن نقل النفايات‬
‫الخطرة في القانون الدولي دار النهضة العربية القاهرة‬
‫‪110.‬علي السيد الباز‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص‪]104[ :‬‬
‫[‪Forum.Stop55.com/290283.html ]105‬‬
‫‪ 11‬على الساعة ‪2014‬‬ ‫صباحا‪.‬‬
‫أكتوبر ‪ 9‬منتديات ستوب‪ ،‬تم نقله بالشبكة العنكبوتية وذلك يوم‬
‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪49/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫‪111.‬علي السيد الباز‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]106[ :‬‬


‫‪ 113.‬علي السيد الباز‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]107[ :‬‬
‫ديسيل على أنها طبيعية‪ ،‬فلنا أن نصطدم بأن غالبية األصوات ـ في ظل المدنية‪ 70‬أشرنا‬
‫سابقا إلى تحمل األذن البشرية لشدة في األصوات حتى [‪]108‬‬
‫‪ 130‬إلى ‪ 114‬ديسيبل‪ ،‬وأصوات الموسيقى الصاخبة في الصاالت المغلقة من ‪ 95‬الحديثة‬
‫ـ تزيد عن ذلك ‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬مترو األنفاق يصدر‬
‫ديسيبل‪ ،‬ويزداد‪ 150‬ديسيبل‪ ،‬وإقالع الطائرات النفاثة ‪100‬ديسيبل إذا كانت متقطعة‪،‬‬
‫وضوضاء الدراجات النارية تزيد عن ‪80‬ديسيبل‪ ،‬والسيارات‬
‫نهارا‪ 112‬ديسيبل نهارا‪ ،‬ويبلغ في مطار نيويورك ‪110‬الضجيج في المطارات الكثيفة‬
‫الحركة كمطار هيثرو بلندن حيث يبلغ مستوى الضجيج نحو‬
‫ويزيد من حدة المأساة تغير اإلحساس بالقيم ومراعاة مشاعر اآلخرين‪ ،‬لدى إنسان هذا‬
‫العصر‪ ،‬وخير مثال على ذلك (أصوات الميكروفونات [‪]109‬‬
‫والموسيقى الصاخبة‪ ،‬ونداءات الباعة بالميكروفونات وغير ذلك)‪ .‬وبعد أن كانت مدينة‬
‫ريودي جانيرو بالبرازيل هي أشد مدن العالم إزعاجا‪ ،‬أعلن خبراء اليونسكو أن مدينة‬
‫القاهرة قد احتلت القمة؟‪.‬‬
‫‪ 115.‬علي السيد الباز‪ ،‬ضحايا جرائم البيئة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪]110[ :‬‬
‫محمود مصطفى منى‪ ،‬الجريمة الدولية بين القانون الدولي الجنائي والقانون الجنائي‬
‫الدولي‪ ،‬دراسة تحليلية للقانونين بهدف فض االشتباك بينهما‪]111[،‬‬
‫‪ ،39.‬ص‪ 1989:‬دار النهضة العربية‬
‫من نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪ 5.‬يراجع المادة[‪]112‬‬
‫االحد ‪ 5‬يوليوز ‪2015‬‬

‫عناوين أخرى‬ ‫<‬ ‫>‬

‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪50/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫االربعاء ‪ 27‬سبتمرب ‪14:37 - 2023‬‬ ‫الجمعة ‪ 18‬غشت ‪13:24 - 2023‬‬

‫الكتلة المفاهيمية لألمن في ظل عالم متغير‬ ‫رقمنة اإلدارة القضائية بالمغرب ـ واقع وافاق‬

‫تعليق جديد‬

‫‪ * :‬االسم‬

‫‪ * :‬بريد الكرتوني‬

‫‪ :‬موقع انرتنت‬

‫‪http://‬‬

‫‪ * :‬تعليق‬

‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪51/52‬‬
‫‪02/11/2023 15:50‬‬ ‫جرائم البيئة‪ ،‬بين إقرار المسؤولية وتحديد الضحايا‬

‫اشعاري عند وصول تعاليق جديدة‬

‫اقترح‬

‫عينك الرق مية عىل املعلومة الق انونية‬


‫‪Copyright © 2023 Marocdroit - Site Web‬‬ ‫جميع الحقوق محفوظة للموقع©‪2023‬‬
‫‪Ma‬‬
‫‪Des Sciences Juridiques.‬‬
‫أول منصة علمية مغربية غري حكومي في خدمة المعلومة‬
‫‪Créer en Septembre 2009 .. Date de‬‬
‫القانونية منذ ‪ 14‬سنة‬
‫‪Lancement: Avril 2010‬‬ ‫مشاركة‬

‫‪2022-2009‬‬

‫تفاصيل اإليداع القانوني للموقع ‪ISSN‬‬

‫كما تنتفي المسؤولية الجنائية عن‪,‬المخاطر التي تنجم عنه‪ ،‬لذا=‪_a6454.html#:~:text‬جرائم‪-‬البيئة‪-،‬بين‪-‬إقرار‪-‬المسؤولية‪-‬وتحديد‪-‬الضحايا‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪52/52‬‬

You might also like