You are on page 1of 83

‫جامعة األزهر‬

‫كلية الشريعة والقانون‬


‫بالقاهرة‬

‫حبث مستل من‪:‬‬

‫مجلـة قطاع الشريعة والقانون‬

‫جملة علمية سنوية حمكمة‬


‫تعنى بالدراسات الشرعية والقانونية والقضائية‬

‫تصدرها‬
‫كلية الشريعة والقانون بالقاهرة‬
‫جامعة األزهر‬

‫العدد الرابع عرش‬


‫‪2023/2022‬م‬
‫توجه جميع املراسالت باسم األستاذ الدكتور‪ :‬رئيس تحرير مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬
‫جمهورية مرص العربية ‪ -‬كلية الرشيعة والقانون ‪ -‬القاهرة ‪-‬الدراسة ‪ -‬شارع جوهر القائد‬
‫ت‪25107687 :‬‬
‫فاكس‪25107738 :‬‬
‫الربيد االلكرتوين‬
‫‪magazine.sh.law@azhar.edu.eg‬‬
‫‪http://fshariaandlaw.edu.eg‬‬

‫جميع اآلراء الواردة يف هذه املجلة تعرب عن وجهة نظر أصحابها‪ ،‬وال‬
‫تعرب بالرضورة عن وجهة نظر املجلة وليست مسئولة عنها‬

‫رقم اإليـــداع‬
‫‪2023 / 18053‬‬
‫الرتقيم الدويل للنرش‬
‫‪ISSN: ‬‬

‫الرتقيم الدويل اإللكرتوين‬


‫‪ISSN: 2805-329X‬‬

‫املوقع اإللكرتوين‬
‫‪https://jssl.journals.ekb.eg‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1713‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫ودورها فى إدارة املخاطر ومعاجلتها يف املعامالت املصرفية‬


‫دراسة فقهية مقارنة‬

‫إعداد‬

‫د‪ .‬ياسر عبداحلميد جاد اهلل النجار‬


‫أستاذ الفقه المقارن المساعد‬
‫بكلية الشريعة والقانون بتفهنا األشراف‬
‫‪1444‬هـ‪2023-‬م‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1715‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫الهندسة املالية‪ ،‬ودورها ىف إدارة املخاطر ومعالجتها‪ ،‬ىف املعامالت املرصفية‪.‬‬


‫دراسة فقهية مقارنة‬
‫يارس عبدالحميد جاد الله النجار‬
‫قسم الفقه املقارن‪ ،‬كلية الرشيعة والقانون بتفهنا األرشاف‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬م ‪،‬‬
‫الدولة‪ ،‬م ‪.‬‬
‫الربيد اإللكرتوىن‪yaser-elngar.2026@azhar.edu.eg :‬‬
‫ملخص البحث‪:‬‬
‫يهدف البحث إىل التعرف عىل الهندسة املالية ودورها ىف إدارة املخاطر‬
‫ومعالجتها‪ ،‬من خفل املنتجاي املالية املبتكرة والتى تساعد عىل حل مشكفي‬
‫املؤسساي امل ية‪ ،‬وتهدف الهندسة املالية إىل قيام املؤسساي املالية برسم‬
‫سياساي مالية قوية‪ ،‬وابتكار منتجاي وأدواي مالية جديدة واسرتاتيجياي مالية‬
‫مرنة تتفاعل‪ ،‬وتستفيد من التغرياي املستمرة يف أسواق املال العاملية‪ ،‬واإلقليمية‬
‫واملحلية‪ .‬ولعل االستفادة منها يف املؤسساي املالية اإلسفمية والتقليدية أصبح‬
‫رضورة ملحة‪ ،‬وإذا كانت الهندسة املالية تستخدم إليجاد حلول ملشاكل التمويل أو‬
‫تحقيق مزيد من األرباح أو إلدارة ملخاطر‪ ،‬قد ركز البحث عىل دورها يف إدارة‬
‫املخاطر باملصارف التقليدية واإلسفمية‪ ،‬من خفل بيان مفهومها ونشأتها وعفقتها‬
‫بإدارة املخاطر‪ ،‬ودورها يف معالجة التعرث املاىل‪ ،‬والسيولة يف املؤسساي املالية‬
‫الحديثة‪ ،‬وعند االستقراء وقع اختيارى عىل بعض املنتجاي املالية التى أ رزتها‬
‫الصناعة املالية للحد من املخاطر لتكون محفً للدراسة الفقهية املقارنة‪ ،‬كنامذج‬
‫معربة عن تلك الصناعة‪ ،‬ومدى تحقيقها لدورها‪ ،‬ونجاحها يه من عدمه‪ ،‬وقد‬
‫أدواي مالية جديدة قدمتها‬ ‫ٍ‬ ‫توصلت إىل جملة من النتائج من أهمها أن هناك‬
‫الصناعة املالية مل تكن مجرد طفرة يف أداء األسواق املالية‪ ،‬وإمنا كانت ثورة يف‬
‫صيغ وأساليب التعامل يف تلك األسواق منها‪ :‬عقود الخياراي‪ ،‬واملشاركة املتناقصة‪،‬‬
‫والتوريق امل يف‪ .‬وأوصيت برضورة العناية بدراسة مشاكل املؤسساي امل ية‪،‬‬
‫واقرتاح حلول وبدائل مرشوعة تسهم يف نجاح تلك املؤسساي‪.‬‬
‫الكلامت املفتاحية ‪ :‬الهندسة‪ ،‬املالية‪ ،‬املخاطر‪ ،‬املشاركة‪ ،‬املتناقصة‪ ،‬التوريق‪.‬‬
2023 ‫ فرباير‬- ‫العدد الرابع عرش‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ 1716

Financial engineering, and its role in risk management and risk


management, in banking transactions. A comparative jurisprudence study
Yasser Abdul-Hamid Jadallah Al-Najjar
Department of Comparative Jurisprudence, Faculty of Sharia and Law, Tuft
El Ashraf, Al-Azhar University, Egypt, State, Egypt.
Email: yaser-elngar.2026@azhar.edu.eg
Abstract:
The research aims to recognize financial engineering and its role in
managing and addressing risks, through innovative financial products that help
solve the problems of banking institutions. Financial engineering aims at the
creation of strong financial policies by financial institutions, and the creation of
new financial products and instruments and flexible financial strategies that
interact and benefit from the continuous changes in global, regional and local
financial markets. If financial engineering is used to find solutions to financing
problems or to achieve more profits or to manage risks, the research has focused
on its role in managing risks in traditional and Islamic banks, through the
statement of its concept, origins and relationship to risk management, and its role
in dealing with financial distress, and liquidity in modern financial institutions.
Upon extrapolation, I have chosen some financial products that the financial
industry has produced to reduce risks as a place of comparative doctrinal study, as
models expressing that industry, the extent to which it has achieved its role, its
success or not. I have reached a number of important conclusions, the most
important of which are new financial tools provided by the financial industry,
which were not just a leap in the performance of financial markets, but were a
revolution in formulating and participating in these contracts. It was
recommended that attention should be paid to the problems of banking
institutions and that legitimate solutions and alternatives should be proposed to
contribute to their success.
Keywords: Engineering, Finance, Risks, Sharing, Decreasing,
Securitization.
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1717‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحمد لله نحمده‪ ،‬ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بالله من رشور أنفسنا‪،‬‬
‫وسيئاي أعاملنا‪ ،‬من يهده الله ف مضل له‪ ،‬ومن يضلل لن تجد له ولياً مرشدا ً‪،‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫قد ظهر ىف عامل املال ىف السنواي املاضية مفهوم جديد يطلق عليه‬
‫الهندسة املالية‪ ،‬وقد نشأي الحاجة للهندسة املالية إما استجاب ًة لفرص استثامرية‬
‫و قاً لتطلعاي املستثمرين واملؤسساي معاً‪ ،‬وإما للتعامل مع قيود املنا سة الدولية‪،‬‬
‫ودر ًء للمخاطر املحيطة باألنشطة االستثامرية‪ ،‬وهي يف ذلك تعترب من أدواي‬
‫التحوط املايل‪.‬‬
‫وتهدف الهندسة املالية إىل قيام املؤسساي املالية (كالبنوك‪ .‬رشكاي التامني‪.‬‬
‫صناديق االستثامراي‪ .‬رشكاي ادارة مخاطر االئتامن‪ .‬رشكاي ادارة محا ظ االوراق‬
‫املالية‪.....‬إلخ)‬
‫برسم سياساي مالية قوية‪ ،‬وابتكار منتجاي وأدواي مالية جديدة‪،‬‬
‫واسرتاتيجياي مالية مرنة تتفاعل‪ ،‬وتستفيد من التغرياي املستمرة يف أسواق املال‬
‫العاملية‪ ،‬واإلقليمية واملحلية‪ ،‬وهذا األمر يتطلب من املؤسساي‪ ،‬واملنشآي املالية إنشاء‬
‫أقسام للبحوث والتطوير يف مجال املنتجاي واألدواي املالية‪.‬‬
‫ويعنى بالهندسة املالية عملياي التصميم والتطوير والتنفيذ لكل من األدواي‪،‬‬
‫والعملياي املالية املبتكرة‪ ،‬باإلضا ة إىل صياغة حلول إبداعية ملشاكل التمويل‪ ،‬ومن‬
‫مفهوم الهندسة املالية يتضح إمكانية استخدامها يف إدارة املخاطر‪ ،‬ولعل االستفادة‬
‫من الهندسة املالية يف املؤسساي املالية اإلسفمية والتقليدية أصبح رضورة ملحة‪،‬‬
‫وإذا كانت الهندسة املالية تستخدم إليجاد حلول ملشاكل التمويل أو تحقيق مزيد من‬
‫األرباح أو إلدارة ملخاطر‪ ،‬إننا سرنكز عىل دور الهندسة املالية يف إدارة املخاطر‬
‫باملصارف‪ ،‬من خفل بيان مفهوم الهندسة املالية ونشأتها وعفقتها بإدارة املخاطر‪،‬‬
‫ودورها يف معالجة التعرث املاىل يف املؤسساي امل ية الحديثة من خفل طرح‬
‫منتجاي مالية جديدة ومبتكرة‪ ،‬تعالج املخاطر وتقلل منها‪ ،‬وتفيد املؤسسة وتدر‬
‫عليها ربحاً ودخفً‪ ،‬متاشياً مع التطوراي واألسواق املالية الحديثة وما تفرزه من‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1718‬‬

‫جديد كل يوم‪.‬‬
‫وقد حاولت أن أدىل بدلو يف هذا املوضوع و قنى الله تعاىل لكتابة بحث‬
‫عنه بعنوان‪:‬‬
‫الهندسة املالية‪ ،‬ودورها ىف إدارة املخاطر ومعالجتها‪ ،‬ىف املعامالت املرصفية‪.‬‬
‫دراسة فقهية مقارنة‬
‫عرضت يه ملفهوم الهندسة املالية‪ ،‬ونشأتها‪ ،‬ثم تحدثت عن مفهوم إدارة‬
‫املخاطر‪ ،‬وعفقتها بالهندسة املالية وأنواعها‪ ،‬وقد أ رزي الصناعة املالية الحديثة‬
‫مجموع ًة من املنتجاي واألدواي املالية املبتكرة‪ ،‬حيث وقع اختيارى عىل بعضها‬
‫محف للدراسة الفقهية املقارنة‪ ،‬كنامذج معربة عن تلك الصناعة املالية‪،‬‬ ‫لتكون ً‬
‫ومدى تحقيقها لدورها‪ ،‬ونجاحها يه من عدمه‪ ،‬تكلمت عن عقود االختيار‪،‬‬
‫واملشاركة املتناقصة‪ ،‬والتوريق امل يف حيث مل تسمح صفحاي البحث بالتطبيق‬
‫ٍ‬
‫منتجاي مالية أكرث من هذه‪ .‬مبيناً املاهية واألنواع والخطواي العملية لتنفيذ‬ ‫عىل‬
‫كل عقد من هذه العقود يف املؤسساي املالية‪ ،‬ثم أبني الحكم الفقهى لهذه املعاملة‬
‫من خفل بيان أقوال الفقهاء‪ ،‬وما يتبع ذلك من تحرير محل النزاع وسبب‬
‫الخفف‪ ،‬واالستفاضة ببيان أدلة كل مذهب مع ما يرد عليها من مناقشاي وأجوبة‪،‬‬
‫ثم أختتم ذلك كله ببيان القول املختار وسببه‪ ،‬وال يفوتنى يف إطار ذلك أن أوضح‬
‫دور الهندسة املالية من خفل دراسة هذا العقد ومدى إسهامها يف إدارة املخاطر‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫تتمثل مشكلة البحث يف محاولة الكشف عن مدى نجاح الهندسة والصناعة‬
‫املالية الحديثة يف إدارة املخاطر ومعالجتها من خفل طرح منتجاي مالية جديدة‬
‫تسهم يف تطوير عمل املؤسساي املالية‪.‬‬
‫أسئلة البحث‪:‬‬
‫ميكن ذكر أهم أسئلة البحث يام يىل‪:‬‬
‫‪ -1‬ما مفهوم الهندسة املالية؟ ومتى نشأي؟‬
‫‪ -2‬ما مفهوم إدارة املخاطر‪ ،‬وما أنوعها؟‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1719‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫‪ -3‬ما مدى نجاح الهندسة املالية يف إدارة املخاطر ومعالجتها؟‬


‫‪ -4‬ما املنتجاي املبتكرة التى أ رزتها الصناعة املالية الحديثة؟ وهل نجحت تلك‬
‫املنتجاي يف إدارة املخاطر يف املؤسساي املالية؟‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬بيان مفهوم الصناعة املالية‪ ،‬وبيان نشأتها‪.‬‬
‫‪ -2‬توضيح مفهوم إدارة املخاطر‪ ،‬وأنوعها‪.‬‬
‫‪ -3‬بيان مدى نجاح الهندسة املالية يف إدارة املخاطر ومعالجتها‪.‬‬
‫‪ -4‬ذكر مناذج من املنتجاي املبتكرة التى أ رزتها الصناعة املالية الحديثة‪ ،‬وبيان‬
‫مدى نجاح تلك املنتجاي يف إدارة املخاطر يف املؤسساي املالية من عدمه‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫اتبعت يف هذا البحث املنهج الوصفى الذى يشتمل عىل املنهج االستقراىئ‬
‫املقارن وذلك من خفل استقراء ما كتب حول موضوع الهندسة املالية واملخاطر‪،‬‬
‫وكذلك استقراء مناذج من املنتجاي واألدواي املالية املبتكرة للحد من املخاطر مع‬
‫توصيف املفاهيم وذكر التقاسيم واألنواع‪ ،‬ثم املنهج املقارن مبقارنة املسائل التى‬
‫جمعتها مقارنة قهية بني املذاهب املعتربة ببيان األدلة لكل مذهب مع ذكر‬
‫املناقشاي‪ ،‬واألجوبة ما أمكن مع بيان مدى نجاح الصناعة املالية يف الحد من‬
‫املخاطر‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫ميكن ذكر أهم الدراساي السابقة التى تناولت هذا املوضوع يام ييل‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬إدارة املخاطر‪ ،‬املشتقاي املالية‪ ،‬الهندسة املالية‪ ،‬تأليف‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬بن عىل بلعزوز‪،‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬عبدالكريم قندوز‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬عبدالرزاق حبار‪ ،‬دار‪ /‬الوراق للنرش والتوزيع‪،‬‬
‫ويقع الكتاب ىف ‪ 465‬صفحة‪ ،‬وقد تم تقسيمه إىل ثفثة أقسام‪ :‬قسم يتحدث‬
‫عن املخاطر ومفهومه وأنواعها‪ ،‬ومسبباتها وكل ما يتعلق بها‪ ،‬والقسم الثاىن‬
‫يتحدث عن املشتقاي املالية وأنواعها‪ ،‬والقسم الثالث يتحدث عن‪ :‬الهندسة‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1720‬‬

‫املالية من حيث املفهوم‪ ،‬والنشأة‪ ،‬واآل اق املستقبلية‪ ،‬وآثارها‪.‬‬


‫ثانياً‪ :‬املخاطرة يف املعامفي املالية املعارصة‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه‬
‫يف الفقه‪ ،‬عبدالرحمن بن عبدالله بن إبراهيم الخميس‪ ،‬كلية الرشيعة‬
‫بالرياض‪ ،‬جامعة اإلمام محمد بن سعود‪ ،‬وتقع يف ‪ 458‬صفحة‪ ،‬وتشتمل عىل‬
‫خمسة صول‪ :‬األول‪ :‬عن حقيقة املخاطرة وضوابطها‪ ،‬والثاىن‪ :‬عن املخاطرة‬
‫يف تداول األوراق املالية‪ ،‬والثالث‪ :‬عن املخاطرة يف عقد التأمني‪ ،‬والرابع‪:‬‬
‫عن املخاطرة يف عقود التسويق الهرمى‪ ،‬والخامس‪ :‬عن املخاطرة يف‬
‫العقود األلكرتونية‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬إدارة املخاطر يف املصارف اإلسفمية‪ ،‬حالة األردن‪ ،‬للباحثة‪ /‬رانية زيدان‬
‫شحادة العفونة‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل درجة املاجستري يف الفقه‪ ،‬كلية الرشيعة‬
‫والدراساي اإلسفمية‪ ،‬جامعة الريموك‪ ،‬وتقع يف ‪ 222‬صفحة‪ ،‬وتشتمل عىل‬
‫ثفثة صول ‪ :‬الفصل األول‪ :‬املخاطر يف املصارف التقليدية وإدارتها‪.‬‬
‫والثاىن‪ :‬املخاطر يف املصارف اإلسفمية وإدارتها‪ ،‬والثالث‪ :‬املخاطر يف‬
‫املصارف اإلسفمية العاملة يف األردن وإدارتها‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬نظرية املخاطرة ىف االقتصاد اإلسفمي‪ ،‬عدنان عبدالله محمد عويضة‪،‬‬
‫رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة الريموك‪ ،‬وتقع ىف‬
‫‪ 288‬صفحة‪ ،‬وتشتمل عىل خمسة صول‪ :‬األول ىف تأصيل نظرية املخاطرة‬
‫ىف االقتصاد اإلسفمي‪ ،‬الثاىن‪ :‬تطبيقاي نظرية املخاطرة ىف الرتاث‬
‫الفقهى املايل‪ ،‬الثالث‪ :‬ىف نظرية املخاطرة والتوزيع‪ ،‬الفصل الرابع‪:‬‬
‫تطبيقاي نظري ة املخاطرة ىف األعامل امل ية‪ ،‬الخامس‪ :‬ىف نظرية‬
‫املخاطرة ىف األسواق املالية‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬املشتقاي املالية ودورها ىف إدارة املخاطر‪ ،‬ودرو الهندسة املالية ىف‬
‫صناعة أدواتها‪ ،‬دراسة مقارنة بني النظم الوضعية‪ ،‬والرشيعة اإلسفمية‪،‬‬
‫تأليف‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬سمري عبدالحميد رضوان‪ ،‬يقع الكتاب ىف ‪ 636‬صفحة‪،‬‬
‫ويشتمل عىل بابني‪ :‬الباب األول ويشتمل عىل صلني‪ :‬الفصل األول‪ :‬ماهية‬
‫املشتقاي املالية ودور الهندسة املالية ىف صناعتها‪.‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1721‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫الفصل الثاىن‪ :‬األدواي املتعامل عليها ىف أسواق املشتقاي‪ ،‬ودورها ىف إدارة‬


‫املخاطر‪ .‬الباب الثاىن‪ ،‬ويشتمل عىل صلني‪ :‬الفصل األول‪ :‬موقف الفقه اإلسفمي‬
‫من عقود املشتقاي املالية ىف أسواق العقود اآلجلة واملستقبلية‪ .‬الفصل الثاىن‪:‬‬
‫موقف الفقه اإلسفمي من العقود واألدواي املتعامل عليها ىف أسواق املشتقاي‪.‬‬
‫أوجه االتفاق بني بحثى والدراسات السابقة‬
‫يتفق بحثى مع هذه البحوث يام يىل‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬بيان مفهوم الهندسة املالية ونشأتها‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬بيان مفهوم إدارة املخاطر‪ ،‬وأنواعها‪.‬‬
‫أوجه الفرق بني بحثى والبحوث السابقة‪:‬‬
‫يفرتق بحثى عن هذه البحوث يام ييل‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬إبراز دور الهندسة املالية ىف ابتكار أدواي مالية جديدة تحل املشاكل‬
‫املوجودة ىف املؤسساي املالية‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬توضيح الجهود التى تقوم بها إدارة املخاطر من أجل القضاء أو الحد من‬
‫املشاكل املالية التى تطرأ‪ ،‬وكيفية التعامل معها‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬الرتكيز عىل مناذج من االبتكاراي املالية واملنتجاي الحديثة التى أ رزتها‬
‫الصناعة املالية بالدراسة الفقهية املقارنة وبيان آراء الفقهاء ىف املذاهب‬
‫املعتمدة تفصيفً‪.‬‬
‫رابعاً ‪ :‬إبراز دور هذه املنتجاي واالبتكاراي ىف حل املشاكل املالية ومعالجتها من‬
‫خفل تطبيقها ىف املؤسساي املالية‪.‬‬
‫وقد قسمت هذا البحث إىل مبحثني عىل النحو التاىل‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬ماهية الهندسة املالية وإدارة املخاطر‪.‬‬
‫ويشتمل عىل مطلبني‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم الهندسة املالية‪.‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1722‬‬

‫املطلب الثاىن‪ :‬مفهوم إدارة املخاطر‪ ،‬وأنواعها‪.‬‬


‫املبحث الثاىن‪ :‬دور الهندسة املالية يف إدارة املخاطر من خالل العقود املستحدثة‪.‬‬
‫ويشتمل عىل ثالثة مطالب‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬عقود الخياراي‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬املشاركة املتناقصة‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬التوريق امل يف‪.‬‬
‫الخامتة‪ :‬وتشتمل عىل أهم النتائج‪.‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1723‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫املبحث األول‬
‫ماهية الهندسة املالية وإدارة املخاطر‬
‫املطلب األول‬
‫مفهوم الهندسة املالية‪.‬‬
‫يرى كثري من املحللني أن االبتكار املايل والهندسة املالية هام القوة الدا عة‬
‫للنظام املايل العاملي لر ع مستوى الكفاءة االقتصادية وذلك من خفل زيادة رص‬
‫اقتسام املخاطرة‪ ،‬وتخفيض تكاليف العملياي‪ ،‬تلك املؤسساي املالية وامل ية‬
‫والرشكاي والحكوماي بحاجة دامئة إىل ما تقدمه الهندسة املالية من ابتكاراي يف‬
‫صورة أدواي مالية جديدة تفي باحتياجاي املجتمعاي‪ ،‬وتسيطر عىل املخاطر‬
‫املالية‪ ،‬وكام قدمت حلوالً ملشاكل التمويل وإدارة املخاطر‪ ،‬والتحوط ضد تقلباي‬
‫أسعار الفائدة وال ف‪ ،‬هي اليوم قادرة عىل حلول إبداعية توائم ظروف الع‬
‫والتطوراي التي تشهدها املجتمعاي‪.‬‬
‫تعريف الهندسة املالية‪:‬‬
‫الهندسة املالية مصطلح ماىل معرب‪ ،‬ويعد مفهوماً قدمياً قدم التعامفي‬
‫املالية‪ ،‬لكنه قد يبدو حديثاً نسبياً من حيث املصطلح والتخصص‪.‬‬
‫يعر ها البعض أنها‪" :‬مجموعة األنشطة التي تتضمن عملياي التصميم‬
‫والتطوير والتنفيذ لكل من األدواي والعملياي املالية املبتكرة‪ ،‬باإلضا ة إىل صياغة‬
‫( ‪)1‬‬
‫حلول إبداعية ملشاكل التمويل"‪.‬‬
‫كام عر ها بعض الباحثني أنها‪" :‬التطوير والتطبيق املبتكر للنظرية املالية‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫واألدواي املالية إليجاد حلول للمشاكل املالية املعقدة‪ ،‬والستغفل الفرص املالية"‪.‬‬

‫)‪ ) 1‬الهندسة املالية اإلسفمية‪ ،‬عبدالكريم قندوز بحث منشور مبجلة جامعة امللك عبدالعزيز‪:‬‬
‫االقتصاد اإلسفمي‪ ،‬م‪20‬ع‪ ،2‬عام ‪ ،2007‬صااا‪.19 ،6‬‬
‫)‪ )2‬إدارة املخاطر‪ ،‬املشتقاي املالية‪ ،‬الهندسة املالية‪ ،‬تأليف‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬بن عىل بلعزوز‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬عبدالكريم‬
‫قندوز‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬عبدالرزاق حبار‪ ،‬دار‪ /‬الوراق للنرش والتوزيع‪ ،‬صاا‪.406‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1724‬‬

‫وهذه التعريفاي تشري إىل أن الهندسة املالية تتض ّمن العنارص التالية‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬ابتكار أدواي مالية جديدة‪ ،‬والتى من شأنها أن تخفف من حدة املشاكل‬
‫التمويلية التى تواجه الرشكاي‪ ،‬ويكون لها دور عال يف تنشيط سوق‬
‫األوراق املالية‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬ابتكار آلياي متويلية جديدة والتى من شأنها أن تسهم يف تخفيض تكاليف‬
‫الصفقاي املربمة يف سوق األوراق املالية‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬ابتكار حلول جديدة لإلدارة التمويلية‪ ،‬مثل إدارة السيولة أو الديون‪ ،‬أو إعداد‬
‫( ‪)1‬‬
‫صيغ متويلية ملشاريع مع ّينة تفئم الظروف املحيطة باملرشوع‪.‬‬
‫ولعل املقصود باالبتكار هنا ليس مجرد تقديم االختفف عن ما هو سائد‪ ،‬بل‬
‫التميز إىل درجة تحقيق ملستوى أ ضل من الكفاءة واملثالية‪ ،‬مام يعني تقديم أدواي‬
‫ومنتجاي مبتكرة تختلف عن السائدة‪.‬‬
‫ومن خفل ما تقدم ميكننا أن نقول أن الهندسة املالية أو الصناعة املالية هى‬
‫ن إدارة املخاطر‪.‬‬

‫)‪ )1‬صناعة الهندسة املالية نظراي ىف املنهج اإلسفمي‪.،‬د‪ /‬سامي السويلم‪ ،‬صاا‪ ،5‬املشتقاي املالية‬
‫ودورها ىف إدارة املخاطر‪ ،‬ودور الهندسة املالية ىف صناعة أدواتها‪ ،‬دراسة مقارنة بني النظم‬
‫الوضعية وأحكام الرشيعة اإلسفمية‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬سمري عبدالحميد رضوان‪ ،‬دار النرش للجامعاي‪،‬‬
‫األوىل‪2005 ،‬م‪ ،‬صااا‪.91‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1725‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫املطلب الثاين‬
‫مفهوم إدارة املخاطر‪ ،‬وأنواعها‬
‫تعريف املخاطر لغة‪" :‬ال َخطَر‪ :‬ارتفاع املكانة واملنزلة واملال والرشف‪.‬‬
‫الس َبق الذي يرتاهن عليه‪ ،‬يقال‪ :‬وضعوا لهم خطرا ً أي ثوباً ونحوه‪ ،‬ويقال‪:‬‬ ‫وال َخطَر‪َّ :‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫هذا َخطَر لهذا أي‪ :‬مثل يف ال َق ْدر"‬
‫واإلرشاف‬
‫َْ‬ ‫ويقال‪ " :‬فن لَ ْي َس لَه ِخ ِطري _ أَي‪ :‬لَ ْي َس لَه نَظري َوالَ ِمثْل‪ .‬ق ََال‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عىل شَ فَا َهلَك ٍة‪ :‬ه َو الْ َخطَر"‬
‫وبناء عىل ما ذكره علامء اللغة إن معنى املخاطر يدور حول معاىن ثفثة‪:‬‬
‫األول‪ :‬ارتفاع املكانة والقدر‪ .‬الثاىن‪ :‬السبق والرهن‪ .‬الثالث‪ :‬اإلرشاف عىل‬
‫الهفك‪ )3(.‬واملعنى األقرب لبحثنا من املعاىن اللغوية املذكورة هو املعنى الثالث‪.‬‬
‫مفهوم املخاطرة لدى الفقهاء‪:‬‬
‫لفظ املخاطرة ورد يف معجم لغة الفقهاء مبعنى "الت ف الذي قد يؤدي‬
‫(‪)4‬‬
‫إىل الرضر"‬
‫وعرف الفقهاء املعارصون عقود املخاطرة أنها‪" :‬ما يرتدد بني الوجود‬
‫والعدم‪ ،‬وحصول الربح أو عدمه عن طريق ظهور رقم معني مثفً‪ ،‬كالرهان‬
‫(‪)5‬‬
‫والقامر"‪.‬‬

‫)‪ )1‬العني‪ ،‬الخليل بن أحمد بن عمرو بن متيم الفراهيدي الب ي (ي ‪170‬ها)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د مهدي‬
‫املخزومي‪ ،‬د إبراهيم السامرايئ‪ ،‬النارش‪ :‬دار ومكتبة الهفل‪ ،‬مادة ( خطر ) ‪.213/4‬‬
‫)‪ )2‬تهذيب اللغة‪ ،‬محمد بن أحمد بن األزهري الهروي‪ ،‬أبو منصور (ي ‪370‬ها)‪ ،‬املحقق‪ :‬محمد‬
‫عوض مرعب‪ ،‬النارش‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب ‪ -‬بريوي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪2001 ،‬م‪ ،‬مادة (‬
‫خطر ) ‪.102/7‬‬
‫)‪ )3‬املعجم االقتصادى اإلسفمي‪ ،‬د‪ /‬أحمد الرشبايص‪ ،‬ط‪ /‬دار الجيل‪ ،‬مادة خطر صاا‪.134‬‬
‫)‪ )4‬معجم لغة الفقهاء‪ ،‬محمد رواس قلعجي ‪ -‬حامد صادق قنيبي‪ ،‬دار النفائس للطباعة والنرش‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1408 ،‬ها ‪1988 -‬م‪ ،‬صااا‪.414‬‬
‫)‪ )5‬املوسوعة الفقهية الكويتية‪ ،‬صادر عن‪ :‬وزارة األوقاف والشئون اإلسفمية ‪ -‬الكويت ‪.208/19‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1726‬‬

‫وقد تعرض اإلمام ابن القيم ‪ -‬تعاىل‪ -‬ملصطلح املخاطرة بعمومه قال‪:‬‬
‫" واملخاطرة مخاطرتان‪ :‬مخاطرة التجارة‪ .‬وهو أن يشرتي السلعة بقصد أن يبيعها‬
‫ويربح ويتوكل عىل الله يف ذلك‪ .‬والخطر الثاين‪ :‬امليرس الذي يتضمن أكل املال‬
‫( ‪)1‬‬
‫بالباطل‪ ،‬هذا الذي حرمه الله تعاىل ورسوله مثل بيع املفمسة واملنابذة"‪.‬‬
‫وبناء عىل ما تقدم نجد أن هناك قواسم مشرتكة بني املدلول اللغوى لكلمة‬
‫املخاطرة وبني االستخدام الفقهى‪ ،‬االحتامل والرتدد بني الوجود والعدم ميثل هذا‬
‫املشرتك‪.‬‬
‫والفقهاء بذلك أظهروا معنيني للمخاطرة‪ :‬معنى مقبول رشعاً‪ ،‬وهو‪ :‬النوع‬
‫األول ىف تصنيف ابن القيم السابق‪ ،‬ومعنى محرم وهو‪ :‬النوع الثاىن وهو القامر‬
‫وامليرس وما ىف معناهام‪.‬‬
‫املعنى املباح يعنى تحمل نتائج االستثامر ربحاً وخسارة‪ ،‬وغنامً ىف مقابل‬
‫(‪)2‬‬
‫الغرم‪ ،‬أو تحمل نتائج العملية التجارية‪.‬‬
‫تعريف إدارة املخاطرة كمصطلح مرصيف حديث‪:‬‬
‫تعرف املخاطرة يف االصطفح االقتصادى أنها‪" :‬الحالة التى تتضمن احتامل‬
‫االنحراف عن الطريق الذى يوصل إىل نتيجة متوقعة أومأمولة"‪.‬‬
‫عر ت إدارة املخاطر أنها‪ " :‬كا ة اإلجراءاي التى تقوم بها اإلدارة لتح َد من‬
‫اآلثار السلبية الناتجة عن املخاطر‪ ،‬وإبقائها يف حدودها الدنيا"‬
‫أما إدارة املخاطر امل ية قد عر تها لجنة التنظيم امل ىف املنبثقة عن‬
‫هيئة قطاع املصارف يف الوالياي املتحدة األمريكية أنها‪ :‬تلك العملية التى يتم من‬
‫خفلها رصد املخاطر‪ ،‬وتحديدها‪ ،‬وقياسها‪ ،‬ومراقبتها‪ ،‬والرقابة عليها‪ ،‬وذلك بهدف‬
‫ضامن هم كامل لها واالطمئنان بأنها ضمن الحدود املقبولة‪ ،‬واإلطار املوا ق‬
‫)‪ )1‬زاد املعاد يف هدي خري العباد‪ ،‬محمد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم‬
‫الجوزية (ي ‪751‬ها)‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوي ‪ -‬مكتبة املنار اإلسفمية‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫السابعة والعرشون ‪1415 ،‬ها ‪1994/‬م ‪.723/5‬‬
‫)‪ ) 2‬نظرية املخاطرة ىف االقتصاد اإلسفمي‪ ،‬عدنان عبدالله محمد عويضة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية‬
‫االقتصاد والعلوم اإلدارية‪،‬جامعة الريموك‪ ،‬صا‪.19‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1727‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫( ‪)1‬‬
‫عليهام من قبل مجلس إدارة امل ف للمخاطر"‬
‫كام اختار أ‪.‬د‪ /‬سمري رضوان(‪ )2‬هذا التعريف إلدارة املخاطر ورجحه عىل‬
‫غريه قال‪" :‬عملية تحديد‪ ،‬وتقويم املخاطر‪ ،‬واختيار وإدارة تقنياي للتكيف مع‬
‫(‪)3‬‬
‫املخاطر التى ميكن التعرض لها"‪.‬‬
‫اشتملت التعاريف السابقة عىل مجموعة من العنارص املشرتكة وهى‪:‬‬
‫‪ -1‬التأكيد عىل رضورة وجود إدارة مستقلة للمخاطر ىف كل م ف‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك مجموعة من الوظائف واملهام التى تضطلع بها هذه اإلدارة وهى‪:‬‬
‫‪ -‬رصد الخطر وتحديده‪- .‬قياس املخاطر من أجل التحكم بها‪-.‬السيطرة عىل‬
‫الخطر‪-‬الرقابة واملراقبة عن طريق املتابعة والتأكد أن املخاطر ضمن الحد‬
‫املقبول‪.‬‬
‫‪ -3‬هناك مجموعة من األهداف تسعى إداة املخاطر إىل تحقيقها هى‪:‬‬
‫‪ -‬الفهم الكامل للمخاطر املحيطة بامل ف‪-.‬التوصل إىل أنسب وسيلة للسيطرة‬
‫(‪)4‬‬
‫عيل الخطر‪-.‬ضامن كفاية املوارد ىف حالة وقوع الخطر وترتب خسارة عالية‪.‬‬
‫‪ -4‬أساليب التعامل مع املخاطر وهى‪ :‬تجنب املخاطرة باالمتناع عن منح القروض‬
‫(‪)5‬‬
‫مرتفعة املخاطر‪ ،‬تقليل املخاطرة‪ ،‬نقل املخاطرة إىل الغري كرشكاي التأمني‪.‬‬

‫)‪ )1‬نقف عن‪ :‬إدارة املخاطر ىف املصارف اإلسفمية‪ .‬حالة األردن‪ ،‬د‪ /‬رانية زيدان شحادة العفونة‪،‬‬
‫رسالة ماجستري‪ ،‬كلية الرشيعة والدراساي اإلسفمية‪ ،‬جامعة الريموك‪ ،‬األردن‪ ،‬صااا‪.31‬‬
‫)‪ )2‬املشتقاي املالية ودورها ىف إدارة املخاطر‪ ،‬ودور الهندسة املالية ىف صناعة أدواتها‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة بني النظم الوضعية وأحكام الرشيعة اإلسفمية‪ ،‬صاا‪.309‬‬
‫)‪ )3‬يراجع ىف تعريف إدارة املخاطر كتاب‪ :‬إدارة املخاطر‪ ،‬املشتقاي املالية‪ ،‬الهندسة املالية‪ ،‬تأليف‪:‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬بن عىل بلعزوز‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬عبدالكريم قندوز‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬عبدالرزاق حبار‪ ،‬دار‪ /‬الوراق للنرش والتوزيع‬
‫صا‪.45‬‬
‫)‪ ) 4‬إدارة املخاطر ىف املصارف اإلسفمية‪ .‬حالة األردن‪ ،‬د‪ /‬رانية زيدان شحادة العفونة‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري‪ ،‬كلية الرشيعة والدراساي اإلسفمية‪ ،‬جامعة الريموك‪ ،‬األردن‪ ،‬صااا‪.32‬‬
‫)‪ )5‬املشتقاي املالية ودورها ىف إدارة املخاطر‪ ،‬ودور الهندسة املالية ىف صناعة أدواتها‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة بني النظم الوضعية وأحكام الرشيعة اإلسفمية‪ ،‬صاا‪.315‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1728‬‬

‫أنواع املخاطر املرصفية‬


‫مؤسساي املال عموماً تتعرض ألنواع عديدة من املخاطر‪ ،‬ومشكلة املخاطر‬
‫ليست يف حجمها‪ ،‬ولكن يف كونها تقع جأة دون توقع‪ .‬وال تخرج أدواي إدارة‬
‫املخاطر عن ثفث‪ :‬إما بالعمل عىل تخفيضها بالتخلص من مصدر الخطر بالبيع‪ ،‬أو‬
‫( ‪)1‬‬
‫بالتنويع‪ ،‬أو بالتأمني ضد املخاطر‪.‬‬
‫املخاطر التي تختص بها صيغ التمويل اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -1‬مخاطر التمويل باملضاربة‪ :‬أخذي غالبية املصارف االسفمية املعارصة مببدأ‬
‫املضاربة وأخذي تطبيقه يف بعض عملياتها بشكل واسع وشامل بحيث مل يعد‬
‫مقت ا ً عىل التجارة قط بل متارس هذه العملية يف نشاطاي متعددة ويف‬
‫مختلف املجاالي الصناعية والزراعية‪ ،‬واستغفل العقاراي وإنشائها‪ ،‬ولكن‬
‫التمويل باملضاربة يكتنفه العديد من املخاطر منها‪ :‬تعرض البضاعة للتلف يف‬
‫ظروف استثنائية‪ ،‬عادة ما تكون الخسارة عىل رأس املال ما مل يكن هنالك‬
‫إهامل أو تقصري من املضارب‪ ،‬إذا ما تعرضت بضاعة عملية املضاربة للتلف‬
‫نتيجة لظروف استثنائية وغري متوقعة إن الخسارة ستلحق بامل ف وحده‪،‬‬
‫واملضارب يكون خرس جهده‪ ،‬وبالتايل تعرضت مصالح امل ف ملخاطر عديدة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬مامطلة املضارب يف تصفية العملية‪ ،‬من املتعارف عليه أن آجال‬
‫عملياي املضاربة قصرية األمد‪ ،‬وعليه بجب تصفية العملياي يف آجالها؛ ألن‬
‫عدم تصفية هذه العملياي يعرض رأسامل امل ف ملخاطر عديدة منها مخاطر‬
‫(‪)2‬‬
‫تعطيل رأس املال عن العمل‪.‬‬
‫‪ -2‬مخاطر التمويل باملرابحة‪ :‬إن عقد املرابحة هو أكرث العقود املاالية اإلسفمية‬

‫)‪ )1‬الهندسة املالية واضطراب النظام املاىل العاملى‪ ،‬د عبدالكريم أحمد قندوز‪ ،‬محارض بقسم‬
‫املالية‪ ،‬كلية إدارة األعامل جامعة امللك يصل‪ ،‬بحث مقدم ملؤمتر كلية العلوم اإلدارية الدوىل‬
‫الرابع ‪2010‬م بجامعة الكويت صاا‪.3‬‬
‫)‪ )2‬إدارة املخاطر يف املصارف االسفمية‪ ،‬إعداد‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬غالب عوض الر اعي‪ ،‬وأ‪ .‬يصل صادق‪،‬‬
‫ورقة مقدمة للمؤمتر العلمي الدويل السنوي السابع بعنوان‪ :‬إدارة املخاطر واقتصاد املعر ة‪،‬‬
‫جامعة الزيتونة األردنية‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم االدارية ‪ 18 - 16‬نيسان (ابريل) ‪ ،2007‬صاا‪.14‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1729‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫استخدامااً‪ ،‬واملخاطر التي تتعرض لها هذه الصيغة التمويلية تتمثل يف إلزامية‬
‫الوعد من عدمه‪ ،‬و قاً لقرار مجمع الفقه اإلسفمي(‪ )1‬إن الوعد يف عقد‬
‫املرابحة ملزم للطر ني‪ ،‬بينام يرجح البعض إلزاميته لطرف واحد‪ ...‬وهذا يعني‬
‫أن بإمكان الزبون الرتاجع عن إمتام عقد الرشاء حتى بعد أن يصدر عنه‬
‫الوعد و بعد أن يقوم بد ع العربون‪.‬‬
‫‪ -3‬مخاطر التمويل بالسلم‪ :‬يشتمل عقد السلم عىل نوعني من املخاطر بالنسبة‬
‫للمصارف تتمثل يف‪ :‬عدم تسليم املسلَم يه يف حينه أو عدم تسليمه متاماً‪ ،‬أو‬
‫تسليم نوعية مختلفة عام اتفق عليه يف عقد السلم‪ .‬كام أنه ال يتم تداول عقود‬
‫السلم يف األسواق املنظمة أو خارجها‪ ،‬هي اتفاق بني طر ني ينتهي بتسليم‬
‫سلع عينية وتحويل ملكيتها‪.‬‬
‫وهذه السلع تحتاج إىل تخزين وبذلك تكون هناك تكلفة إضا ية ومخاطر‬
‫(‪)2‬‬
‫أسعار تقع عىل امل ف الذي ميلك هذه السلعة مبوجب عقد السلم‪.‬‬
‫‪ -4‬مخاطر التمويل بعقد االستصناع‪ :‬تتمثل املخاطر التي يشتمل عليها عقد‬
‫االستصناع يف‪:‬‬
‫أ‪ -‬مخاطر اختفف املواصفاي‪ :‬من أهم عنارص العقد أن يقوم امل ف‬
‫ٍ‬
‫ومبواصفاي محددة بدقة دقيقة جدا ً؛ ألن املستصنَع يصبح‬ ‫باستصناع املستصنَع‬
‫عديم الفائدة إذا مل يكن بنفس املواصفاي الواردة‪ ،‬حيث إن من حق عميل‬
‫امل ف‪ -‬حسب أحكام العقد أن ير ض املستصنَع إذا مل يكن بنفس املواصفاي‪.‬‬
‫ب‪-‬مخاطر عدم تسليم املستصنع يف الوقت املحدد‪ :‬إذا مل يتم تسليم املستصنع يف‬

‫)‪ )1‬مجلة مجمع الفقه اإلسفمي الدوىل ‪.715/5‬‬


‫)‪ )2‬استخدام الهندسة املالية اإلسفمية يف إدارة املخاطر باملصارف اإلسفمية‪ ،‬د‪ /‬بن عيل بلعزوز‬
‫ود‪ /‬عبدالكريم قندوز‪ ،‬ورقة مقدمة للمؤمتر العلمي الدويل السنوي السابع بعنوان‪ :‬إدارة‬
‫املخاطر واقتصاد املعر ة‪ ،‬جامعة الزيتونة األردنية‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم االدارية ‪18 - 16‬‬
‫نيسان (ابريل) ‪ ،2007‬صاا‪ ،13‬البعد املقاصدى لدور املخاطرة ىف االقتصاد اإلسفمي‪ ،‬رسالة‬
‫مقدمة لنيل درجة الدكتوراه ىف العلوم اإلسفمية‪ ،‬تخصص قه وأصول‪ ،‬إعداد‪ /‬جميلة قارش‪،‬‬
‫كلية العلوم االجتامعية والعلوم اإلسفمية‪ ،‬جامعة الحاج لخرض‪ ،‬باتنة‪ ،‬صا‪.91‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1730‬‬

‫الوقت املحدد من حق العميل سخ العقد وعدم قبول املستصنع‪ ،‬وهذا األمر‬


‫من الخطورة مبكان‪ ،‬ويشكل عبأً كبريا ً عىل امل ف يف حالة ر ض املستثمر‬
‫استفم املستص َنع إذا تأخر موعد التسليم عن الوقت املقرر واملتفق عليه مسبقاً‪.‬‬
‫جا‪ -‬مخاطر عدم انتظام التسديد حيث إن عدم انتظام التسديد يعطل عملية‬
‫دوران رأس املال وإعادة استثامر رأس املال بالشكل املناسب‪ ،‬وبالتايل تحقيق‬
‫عائد عجز من هذه العملية إال أن عدم االنتظام يف التسديد يعطل كل هذه‬
‫( ‪)1‬‬
‫الخطط املرسومة وسياساي االستثامر املخطط لها مسبقاً‪.‬‬
‫‪ -5‬مخاطر التمويل باإلجارة‪ :‬وهذه الصيغة ال تخلو من املخاطر التي ميكن أن‬
‫نوجزها يام ييل‪:‬‬
‫أ‪ -‬مخاطر تسويقية‪ :‬وتتمثل يف أن رشاء هذه األجهزة واملعداي من قبل امل ف‬
‫يحتاج إىل حملة تسويقية منظمة من قبل امل ف لجذب انتباه العمفء‪،‬‬
‫للتعاون مع امل ف يف هذا الشأن‪ ،‬لذلك ال بد من األخذ بعني االعتبار عند‬
‫رشاء مثل هذه االجهزة الحتياجاي السوق والطلب عىل هذه املعداي‪ ،‬وإال‬
‫تعرض امل ف إىل مخاطر كبرية تتمثل يف تجميد رأس املال‪ ،‬وقد يتسبب‬
‫بخسائر كبرية كذلك‪.‬‬
‫ب‪-‬مخاطر عدم انتظام د ع األجرة‪ ،‬ويعني عدم د ع األجرة بانتظام تعطيل رأس‬
‫املال العامل للم ف سواء من حيث تشغيل رأس املال أم من حيث إعادة‬
‫استثامر األموال السائلة لديه‪.‬‬
‫جا‪-‬مخاطر التغري يف األساليب التكنولوجية‪ :‬وخاصة يف الع الحايل الذي‬
‫يشهد تسارعاً متزايدا ً يف التقدم التكنولوجي والعلمي‪ ،‬وخاصة ما نشاهده‬
‫ونلمسه هذه األيام من التقدم التكنولوجي املتسارع يف أجهزة الحاسوب‪ ،‬حيث‬
‫تطالعنا الصحف كل يوم بيشء جديد يف هذا املضامر‪ ،‬األمر الذي يستوجب أن‬
‫يتم اختيار مواد التأجري بعناية ائقة وبحرص شديد خو اً من تعريض امل ف‬
‫(‪)2‬‬
‫ملخاطر كبرية‪.‬‬
‫)‪ )1‬التمويل برأس املال املخاطر‪ ،‬دراسة مقارنة مع التمويل بنظام املشاركة‪ ،‬إعداد‪ /‬عبدالله‬
‫بلعيدي‪ ،‬صا‪.228‬‬
‫)‪ )2‬إدارة املخاطر ىف املصارف اإلسفمية‪ ،‬د‪ /‬ضل عبدالكريم محمد‪ ،‬صا‪ 20‬وما بعدها‪ ،‬و إدارة‬
‫═‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1731‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫املبحث الثاىن‬
‫دور الهندسة املالية يف إدارة املخاطر ومعالجتها من خالل العقود‬
‫املستحدثة‪.‬‬
‫يعنى بالعقود املستحدثة تلك العقود الجديدة التى يعرب عنها الفقهاء بالعقود‬
‫غري املسامة يف الفقه اإلسفمي‪ ،‬والتى دعت حاجة الناس ورضورة الع إىل‬
‫إنشائها ومن بينها بعض العقود التى سنذكرها كنامذج للبحث كقعود الخياراي‪،‬‬
‫واملشاركة املتناقصة‪ ،‬والتوريق امل يف‪.‬‬
‫وقبل الحديث عن هذه العقود وأحكامها الفقهية يحسن بنا أن نبني وجهة‬
‫نظر الفقهاء حول مدى جواز إنشاء عقود جديدة غري التى عر ها الفقهاء قدمياً‪.‬‬
‫املطلب األول‬
‫مدى حرية اإلرادة ىف إنشاء العقود‪:‬‬
‫اختلف الفقهاء ىف حكم إنشاء عقود جديدة غري املسامة واملعرو ة ىف الفقه‬
‫اإلسفمي‪ ،‬وكان خف هم عىل قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬األصل ىف العقود الصحة واإلباحة حتى يقوم الدليل عىل‬
‫(‪)2‬‬
‫التحريم والحظر‪ ،‬وهو قول جمهور الفقهاء من األحناف‪ )1(،‬واملالكية‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫والشا عية‪ )3(،‬والحنابلة‪.‬‬
‫القول الثاين‪ :‬األصل ىف العقود الحظر‪ ،‬واملنع حتى يقوم الدليل عىل اإلباحة‬
‫(‪)5‬‬
‫ف يجوز إصدار عقد إال بدليل‪ ،‬وهو مذهب الظاهرية‪.‬‬
‫═‬
‫املخاطر ىف املصارف اإلسفمية‪ ،‬د‪ /‬مفتاح صالح‪ ،‬صا‪ ،5‬البعد املقاصدى لدور املخاطرة ىف‬
‫االقتصاد اإلسفمي‪ ،‬صا‪ ،110‬إدارة املخاطر تحليل قضايا ىف الصناعة املالية اإلسفمية صا‪.69‬‬
‫)‪ )1‬تبيني الحقائق ‪ ،87/4‬أحكام القرآن للجصاص ‪.286/2‬‬
‫)‪ )2‬املوا قاي للشاطبي ‪.440/1‬‬
‫)‪ )3‬تحفة املحتاج حيث قال الهيتمى ‪ " :483/4‬ألن الظاهر يف العقود الصحة"‪.‬‬
‫)‪ )4‬رشح منتهى اإلراداي ‪ ،56/2‬إعفم املوقعني البن القيم ‪ ،259/1‬مجموع الفتاوى ‪.126/29‬‬
‫)‪ )5‬اإلحكام يف أصول األحكام البن حزم ‪.2/5‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1732‬‬

‫أدلة القول األول‪ :‬أوال‪ :‬أدلتهم من القرآن‬


‫‪ -1‬قوله تعاىل‪﴿ :‬ﮊﮋﮌﮍﮎ﴾‬
‫( ‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫‪ -2‬قوله تعاىل‪﴿ :‬ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠ﴾‬
‫‪-3‬قوله تعاىل‪﴿ :‬ﭾﭿﮀﮁﮂ ﴾‬
‫(‪)3‬‬

‫وجه الداللة من اآليات‪ :‬النصوص السابقة أوجبت الو اء بالعهود‪ ،‬والرشوط‪،‬‬


‫واملواثيق‪ ،‬والعقود‪ ،‬وبأداء األمانة‪ ،‬ولو كان األصل يها الحظر والفساد إال ما أباحه‬
‫الرشع مل يجز أن يؤمر بها مطلقًا‪ ،‬ويذم من نقضها وغدر بها مطلقًا‪ .‬علم أن‬
‫األصل صحة العقود والرشوط‪ ،‬إذ ال معنى للتصحيح إال ما ترتب عليه أثره‪ ،‬وحصل‬
‫به مقصوده‪ ،‬ومقصوده‪ :‬هو الو اء به‪ ،‬وإذا كان الرشع قد أمر مبقصود العهود‪ ،‬دل‬
‫(‪)4‬‬
‫عىل أن األصل يها الصحة واإلباحة‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬إن األمر بالو اء بالعقود والعهود إمنا هو مخصوص يف عقد‪ ،‬أو‬
‫عهد جاء الرشع باإللزام به‪ ،‬بدليل أنها ال تشمل األمر بالو اء بالعقود والعهود التي‬
‫نهى الرشع عنها‪.‬‬
‫وأجيب عن ذلك‪ :‬بأن هذا التخصيص ال وجه له‪ ،‬بل يدخل يها كل عقد‬
‫وعهد نص الشارع عىل الو اء به بخصوصه‪ ،‬كام يدخل يها العقود والعهود التي مل‬
‫ينص الشارع عىل الو اء بها بخصوصها‪ ،‬ومل ينهنا عن الو اء بها‪ ،‬لدخولها يف‬
‫العموم‪ ،‬أين النص عىل إخراجها من عموم النص‪ ،‬ف يخصص النصوص الرشعية‬
‫(‪)5‬‬
‫وال يقيد ما أطلقه الشارع إال بنص منه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أدلتهم من السنة‬
‫‪ -1‬عن عقبة بن عامر ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪ ( :‬أحق الرشوط‬
‫)‪ )1‬سورة املائدة من اآلية (‪.)1‬‬
‫)‪ )2‬سورة اإلرساء من اآلية (‪.)34‬‬
‫)‪ )3‬سورة املؤمنون اآلية (‪.)8‬‬
‫)‪ )4‬مجموع الفتاوى الكربى البن تيمية ‪ ،146/29‬أحكام القرآن للجصاص ‪.286/3‬‬
‫)‪ )5‬املعامفي املالية أصالة ومعارصة ‪.220/5‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1733‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫( ‪)1‬‬
‫أن تو وا به ما استحللتم به الفروج )‪.‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬يه األمر بالو اء بالرشوط مطلقا دل عىل صحة كل رشط‬
‫وعقد ما مل يخالف الرشع‪.‬‬
‫‪ -2‬عن عمرو بن عوف املزين‪ ،‬عن رسول الله ‪ ،‬قال‪( :‬املسلمون عىل‬
‫رشوطهم إال رشطا حرم حفال‪ ،‬وأحل حراما‪ ،‬والصلح جائز بني الناس إال‬
‫(‪)2‬‬
‫صلحا أحل حراما أو حرم حفال)‪.‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬بني الحديث أن االلتزام بالرشوط ومثلها العقود مقيد بقيدين‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫األول‪ :‬أال تحل حراما‪ ،‬الثاىن أال تحرم حفال‪ ،‬وما سوى ذلك عىل أصل اإلباحة‪.‬‬
‫‪ -3‬عن عبد الله بن عمرو أن النبي ‪ ‬قال‪ ( :‬أربع من كن يه كان‬
‫منا قا خالصا ومن كانت يه خصلة منهن كانت يه خصلة من النفاق حتى‬
‫(‪)4‬‬
‫يدعها إذا اؤمتن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم جر)‪.‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬ىف الحديث ما يدل عىل ذم الغدر‪ ،‬وكل من رشط رشطًا‪ ،‬ثم‬
‫نقضه قد غدر‪.‬‬
‫‪-4‬عن عبد الله بن عمر ‪ :‬أن رسول الله ‪ ‬قال ( من باع نخف‬
‫(‪)5‬‬
‫قد أبري ثمرتها للبائع إال أن يشرتط املبتاع )‪.‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬إن هذا الرشط خفف مقتىض العقد‪ ،‬ومع ذلك جوزه الرشع‬
‫(‪)6‬‬
‫حيث ال يرتتب عليه مانع رشعى من ارتكاب املحرم‪.‬‬
‫)‪ )1‬البخارى ‪970/2‬ح ‪ ،2572‬ك‪ /‬الرشوط‪ ،‬ب‪ /‬الرشوط يف املهر عند عقدة النكاح‪.‬‬
‫)‪ )2‬السنن الصغرى للبيهقى ‪ ،246/6‬الطرباىن ىف الكبري‪ ،409/11‬وأبوداود عن أىب هريرة مبعناه‬
‫‪332/3‬ح ‪ ،3596‬ك‪ /‬األقضية ب‪/‬الصلح‪ .‬قال الحا ظ ابن حجر ىف بلوغ املرام ‪:179 / 1‬‬
‫صححه الرتمذى و أنكروا عليه ألن راوية كثري بن عبد الله بن عمرو بن عوف ضعيف و كأنه‬
‫اعتربه بكرثة طرقه‪ .‬وقد صححه ابن حبان من حديث أىب هريرة رىض الله تعاىل عنه‪.‬‬
‫)‪ )3‬الخياراي ىف الفقه اإلسفمي‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬السيد حا ظ خليل السخاوى صاا‪ ،116‬ط‪ /‬الرابعة‪.‬‬
‫)‪ )4‬البخارى ‪21/1‬ح‪ ،34‬ك‪/‬اإلميان‪ ،‬ب‪/‬عفمة النفاق‪.‬‬
‫)‪ )5‬البخارى‪768/2‬ح‪ ،2090‬ك‪ /‬البيوع‪ ،‬ب‪/‬من باع نخف قد أبري أو أرضا مزروعة أو بإجارة‪.‬‬
‫)‪ )6‬خطاباي الضامن امل ية بني الرشيعة والقانون‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬السيد حا ظ خليل السخاوى‬
‫صااا‪.246‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1734‬‬

‫املناقشات الواردة عىل أدلة املذهب األول أجمل ابن القيم ىف إعفم املوقعني‬
‫املناقشاي الواردة عىل أدلة املذهب األول قال‪ " :‬وأصحاب القول اآلخر يجيبون‬
‫عن هذه الحجج‪ :‬تارة بنسخها وتارة بتخصيصها ببعض العهود والرشوط‪ ،‬وتارة‬
‫بالقدح يف سند ما ميكنهم القدح يه"‪.‬‬
‫جواب الجمهور عن هذه املناقشة‪ :‬قال الجمهور‪ :‬أما دعواكم النسخ إنها‬
‫دعوى باطلة تتضمن أن هذه النصوص ليست من دين الله وال يحل العمل بها‬
‫وتجب مخالفتها وليس معكم برهان قاطع بذلك ف تسمع دعواه وأين التجاؤكم‬
‫إىل االستصحاب والتسبب به ما أمكنكم؟ وأما تخصيصها ف وجه له وهو يتضمن‬
‫إبطال ما دلت عليه من العموم وذلك غري جائز إال بربهان من الله ورسوله‪.‬‬
‫وأما ضعف بعضها من جهة السند ف يقدح يف سائرها وال مينع من‬
‫( ‪)1‬‬
‫االستشهاد بالضعيف وإن مل يكن عمدة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬دليلهم من املعقول‪ :‬قال ابن القيم‪" :‬األصل يف العباداي البطفن حتى‬
‫يقوم دليل عىل األمر واألصل يف العقود واملعامفي الصحة حتى يقوم دليل‬
‫عىل البطفن والتحريم‪ .‬والفرق بينهام أن الله سبحانه ال يعبد إال مبا رشعه‬
‫عىل ألسنة رسله‪ ،‬وأما العقود والرشوط واملعامفي هي عفو حتى‬
‫(‪)2‬‬
‫يحرمها‪.‬‬
‫أدلة املذهب الثاين‪ :‬وقد استدل الظاهرية عىل ما ذهبوا إليه بجملة من‬
‫األدلة من القرآن‪ ،‬والسنة‪ ،‬أوالً‪ :‬أدلتهم من القرآن‬
‫‪ -1‬قوله تعاىل‪﴿ :‬ﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ ﮆﮇﮈﮉﮊ ﴾‬
‫(‪)3‬‬

‫‪ -2‬قوله تعاىل‪﴿ :‬ﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ ﮅ﴾‬


‫(‪)4‬‬

‫)‪ )1‬إعفم املوقعني ‪ ،262/1‬وما بعدها‪ .‬هذا وقد ذكر ابن القيم أدلة كثرية للجمهور غري ما ذكرنا‬
‫وإمنا اقت نا عىل بعض األدلة التى ذكرها والتى تغنى عن بقية األدلة أو هى ىف معناها‪.‬‬
‫)‪ )2‬إعفم املوقعني ‪ ،259/1‬بت ف‪.‬‬
‫)‪ )3‬سورة األنعام من اآلية (‪.)38‬‬
‫)‪ )4‬سورة املائدة من اآلية (‪.)3‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1735‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫‪ -3‬قوله تعاىل‪﴿ :‬ﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹ ﴾‬


‫( ‪)1‬‬

‫﴿ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬ ‫‪ -4‬قوله تعاىل‪:‬‬


‫ﯶﯷ﴾‬
‫(‪)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬أدلتهم من السنة‪:‬‬


‫‪ -1‬عن عائشة قالت‪ :‬قام رسول الله ‪ ‬عىل املنرب قال‪ ( :‬ما بال أقوام‬
‫يشرتطون رشوطا ليست يف كتاب الله من اشرتط رشطا ليس يف كتاب الله‬
‫(‪)3‬‬
‫ليس له وإن اشرتط مائة مرة )‪.‬‬
‫وجه الداللة من اآلياي والحديث‪ :‬قال ابن حزم‪ " :‬هذه اآلياي وهذا الخرب‬
‫براهني قاطعة يف إبطال كل عهد وكل عقد وكل وعد وكل رشط ليس يف كتاب الله‬
‫األمر به أو النص عىل إباحة عقده ألن العقود والعهود واألوعاد رشوط واسم‬
‫(‪)4‬‬
‫الرشط يقع عىل جميع ذلك"‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬وقد نوقشت أدلة ابن حزم مبا يىل‪:‬‬
‫‪ -1‬ليس يف إباحة إنشاء عقد‪ ،‬وااللتزام به‪ ،‬أو اشرتاط رشط‪ ،‬ووجوب الو اء به‬
‫زيادة يف دين الله؛ ألن دين الله هو الذي أثبت ذلك‪ ،‬ودل عليه‪ ،‬كام أن إباحة‬
‫طعام ما‪ ،‬مل يأي نص من الرشع عىل إباحته بخصوصه‪ ،‬ال يدل عىل تحليل ما‬
‫حرم الله؛ ألن املحرم من األطعمة منصوص عليه‪ ،‬وما عداه هو حفل‪ ،‬كذلك‬
‫العقود والرشوط املحدثة األصل يها الحل حتى يأيت نهي من الرشع يدل عىل‬
‫تحرميها‪.‬‬
‫‪ -2‬إن تعدي حدود الله إمنا يكون يف تحريم ما أحله الله‪ ،‬أو يف إباحة ما حرمه‬
‫الله‪ ،‬أو يف إسقاط ما أوجبه الله‪ ،‬أما إباحة ما سكت عنه‪ ،‬وعفا عنه ليس يه‬
‫تعد لحدود الله‪ ،‬بل تحريم مثل ذلك املسكوي عنه هو من تعدي حدوده‪.‬‬
‫)‪ )1‬سورة البقرة من اآلية ( ‪.)229‬‬
‫)‪ )2‬سورة النساء من اآلية (‪.)14‬‬
‫)‪ )3‬البخارى ‪174/1‬ح‪ ،444‬ك‪ /‬أبواب املساجد‪ ،‬ب‪ /‬ذكر البيع والرشاء عىل املنرب يف املسجد‪.‬‬
‫)‪ )4‬اإلحكام ىف أصول األحكام البن حزم ‪.13/5‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1736‬‬

‫‪ -3‬قوله ‪ ( :‬كل رشط ليس يف كتاب الله ) املقصود بالرشط هنا‪ :‬هو‬
‫املرشوط‪ ،‬ومعناه‪ :‬من اشرتط شي ًئا مل يبحه الله‪ ،‬أو من اشرتط ما ينايف كتاب‬
‫( ‪)1‬‬
‫الله‪.‬‬
‫‪ -4‬قوله يف الحديث‪ ( :‬ليس يف كتاب الله ) يشمل ما ليس يف كتاب الله ال بعمومه‬
‫وال بخصوصه‪ ،‬إذا قيل‪ :‬هذا يف كتاب الله‪ ،‬إنه يشمل ما هو يه بالعموم‬
‫والخصوص‪ ،‬بدليل أن الرشط الذي ثبت جوازه بالسنة‪ ،‬أو باإلجامع أو بالعموم‬
‫(‪)2‬‬
‫من األدلة صحيح‪.‬‬
‫‪ -5‬قوله‪" :‬ما كان من رشط ليس يف كتاب الله" معلوم أنه ليس املراد به القرآن‬
‫قطعا إن أكرث الرشوط الصحيحة ليست يف القرآن بل علمت من السنة علم‬
‫أن املراد بكتاب الله حكمه كقوله‪" :‬كتاب الله عليكم" وقول النبي ‪:‬‬
‫"كتاب الله القصاص يف كرس السن" كتابه سبحانه يطلق عىل كفمه وحكمه‬
‫(‪)3‬‬
‫الذي حكم به عىل لسان رسوله‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أدلتهم من املعقول‪ :‬هذا العاقد‪ ،‬أو املشرتط شي ًئا ليس يف كتاب الله النص‬
‫أصف‪ :‬إما أن يكون‬
‫عىل إباحته ال ينفك من أحد أربعة أوجه ال خامس لها ً‬
‫التزم يه إباحة ما حرمه الله تعاىل‪ ،‬أو التزم يه تحريم ما أباحه الله‬
‫تعاىل‪ ،‬أو التزم إسقاط ما أوجبه الله تعاىل‪ ،‬أو أوجب عىل نفسه ما مل‬
‫يوجبه الله تعاىل‪ ،‬وكل هذه الوجوه األربعة تعد لحدود الله‪ ،‬وخروج عن‬
‫(‪)4‬‬
‫الدين‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬املشرتط ليس له أن يبيح ما حرمه الله‪ ،‬وال يحرم ما أباحه الله‪ ،‬إن‬
‫إبطاال لحكم الله‪ ،‬وكذلك ليس له أن يسقط ما أوجبه الله‪ ،‬وإمنا‬
‫ً‬ ‫رشطه يكون حينئذ‬
‫املشرتط له أن يوجب بالرشط ما مل يكن واج ًبا بدونه‪ ،‬مقصود الرشوط‪ :‬وجوب ما‬
‫مل يكن واجبًا‪ ،‬وال حرا ًما‪ ،‬وعدم اإليجاب ليس نفيًا لإليجاب حتى يكون املشرتط‬

‫)‪ )1‬مجموع الفتاوى ‪ ،163/29‬إعفم املوقعني ‪.261/1‬‬


‫)‪ )2‬مجمع الفتاوى ‪ ،163/29‬املعامفي املالية أصالة ومعارصة ‪.227/5‬‬
‫)‪ )3‬إعفم املوقعني صاا‪.219‬‬
‫)‪ )4‬اإلحكام ىف أصول األحكام البن حزم ‪.13/5‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1737‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫مناقضً ا للرشع‪ ،‬وكل رشط صحيح فبد أن يفيد وجوب ما مل يكن واج ًبا‪ ،‬أو يبيح‬
‫( ‪)1‬‬
‫لكل منهام أو ألحدهام ما مل يكن مبا ًحا‪.‬‬
‫القول املختار‪:‬‬
‫وبعد هذا العرض ألقوال الفقهاء بأدلتها يتبني أن القول املختار هو قول‬
‫جمهور الفقهاء القائل بحرية اإلرادة ىف إنشاء العقود وأن األصل يها اإلباحة حتى‬
‫يرد دليل املنع؛ ملا ىف ذلك من ر ع الحرج واملشقة عن الناس ىف معامفتهم‪،‬‬
‫ولحاجة املجمتع الشديدة ال سيام ىف العصور املتأخرة التى كرثي يها أنواع من‬
‫العقود دعت إىل إنشائها حاجة الناس ورضورة حياتهم‪ ،‬الرشيعة جاءي للتوسيع‬
‫عىل الناس ىف معامفتهم ووضعت لذلك القواعد والضوابط العامة التى إذا‬
‫توا ري ىف أى عقد إنه يكون عقدا صحيحا جائزا‪ ،‬وهذا الذى يتوا ق مع روح‬
‫الرشيعة وقواعدها الكلية‪ ،‬واملصالح التى جاءي لتحقيقها‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫وتأسيسا عىل ما سبق إن لإلنسان أن يستحدث ما يشاء من معامفي وعقود‬
‫تدعو حاجته وع ه إليها‪ ،‬ملا يه من ر ع الحرج عن املكلفني‪ ،‬وعليه أن يراعى‬
‫حينئذ أال تنطوى هذه العقود عىل مخالفة أو معارضة مع مقاصد الرشيعة وأهدا ها‬ ‫ٍ‬
‫الكلية‪.‬‬
‫ومن خفل هذا نستنتج أن األعامل امل ية بعقودها الجديدة ال تشكل‬
‫(‪)2‬‬
‫بالنسبة للفقه اإلسفمي عائقاً من حيث نظرته إليها كمعامفي مستجدة‪.‬‬

‫)‪ )1‬مجمع الفتاوى ‪ 148/29‬وما بعدها‪.‬‬


‫)‪ )2‬تطوير األعامل امل ية‪ ،‬د‪ /‬سامى حمود صااا‪ 79‬نقف عن أ‪.‬د‪ /‬السيد السخاوى مرجع سابق‬
‫صاا‪ 273‬وما بعدها‪.‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1738‬‬

‫املطلب الثاىن‬
‫مناذج من العقود املستحدثة ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫عملية التعامل مع املخاطر تشمل أربع خطواي مهمة عىل النحو التاىل‪:‬‬
‫الخطوة األوىل‪ :‬تحديد املخاطر‪ :‬يشمل تحديد املخاطر معر ة مدى التعرض‬
‫لها ويتم الحصول عىل املعلوماي من خفل‪:‬‬
‫أ‪ -‬إعادة النظر يف املنتجاي والخدماي والعملياي والعقود‪.‬‬
‫ب‪ -‬إعادة النظر يف النشاطاي السابقة والخسائر‪.‬‬
‫جا‪ -‬التعرف عىل سيناريوهاي املخاطر املحتملة‪.‬‬
‫الخطوة الثانية‪ :‬تحليل املخاطر‪ :‬يشمل التحليل تقييم للمخاطر املحددة‬
‫هناك عدة طرق لتحليل املخاطر‪ ،‬كل لها مدخفتها ومخرجاتها‪.‬‬
‫الخطوة الثالثة‪ :‬التحكم يف املخاطر‪ :‬عندما تكون الثقة عالية يف نتائج‬
‫تقييم املخاطر إن مشغيل القطاع سريغبون يف اتخاذ اإلجراءاي التصحيحية أو‬
‫الوقائية للمخاطر ذاي الشدة العالية‪ .‬وتختلف درجة التحكم حسب الشدة‪.‬‬
‫الخطوة الرابعة‪ :‬معالجة املخاطر‪ :‬يجب معالجة املخاطر املرصودة والتى تم‬
‫ومشتقاي مالي ٍة تتناسب مع السوق‬
‫ٍ‬ ‫تحديدها من خفل استحداث عقو ٍد جديد ٍة‬
‫( ‪)1‬‬
‫والتطور املستمر‪ ،‬وتتوا ق مع الرشيعة اإلسفمية‪.‬‬
‫وعند النظر نجد أن الهندسة املالية اإلسفمية كان لها دور كبري يف معالجة‬
‫املخاطر يف املؤسساي املالية من خفل العقود املستحدثة التى تشتمل عىل أساليب‬
‫إلدارة املخاطر إذا تم استخدامها بطريقة تتواءم والتطوراي التي تعر ها املعامفي‬
‫املالية‪ ،‬ستساعد هذه العقود يف الحد من تلك املخاطر‪ ،‬وإننا يف هذا املبحث‬
‫نحاول جاهدين دراسة مناذج من أهم وأبرز العقود التى ميكن طرحها ملعالجة‬

‫)‪ )1‬دور املراجعة الداخلية ىف إدارة املخاطر‪ ،‬دراسة ميدانية ىف املصارف السورية‪ ،‬رسالة مقدمة‬
‫لنيل درجة املاجستري ىف املحاسبة‪ ،‬إعداد‪ /‬شادى صالح البجريمي‪ ،‬كلية االقتصاد‪ -‬جامعة‬
‫دمشق ‪2011‬م‪ ،‬صاا‪.36 ،35‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1739‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫املخاطر التى تتعرض لها املؤسساي املالية‪ ،‬وبيان حكمها من خفل الدراسة الفقهية‬
‫املقارنة‪ .‬وذلك من خفل املطالب التالية‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عقود الخيارات ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫مل تكن األدواي املالية التقليدية التى يرجى التعامل معها يف أسواق األوراق‬
‫املالية نهاية املطاف يف عامل التمويل واالستثامر‪ ،‬هناك أدواي مالية جديدة قدمها‬
‫الفكر الرأساميل املعارص مل تكن مجرد طفرة يف أداء األسواق املالية‪ ،‬وإمنا كانت‬
‫ثورة يف صيغ وأساليب التعامل يف تلك األسواق‪ ،‬ومتثل من وجهة نظر مراكز‬
‫البحث واالبتكار حلوالً إبداعية ملشاكل التمويل‪ ،‬والتحوط يف بيئة تزداد يها‬
‫املخاطر وعدم اليقني‪ .‬وكان من أكرث هذه األدواي إثارة هى عقود الخيار‪.‬‬
‫مفهوم عقود الخيار‪" :‬هو عقد بني مشرتٍ وبائع يعطى للمشرتى حقاً يف أن‬
‫يبيع أو يشرتى أصفً معيناً بسع ٍر محد ٍد سلفاً خفل رتة زمنية معينة محددة سلفاً‪،‬‬
‫ويلتزم البائع مبقتىض هذا العقد بتنفيذه إذا ما طلب إليه ذلك‪ ،‬وذلك برشاء أو بيع‬
‫األصل محل التعاقد بالسعر املتفق عليه‪ ،‬بينام ميارس الشارى حقه يف تنفيذ العقد‪،‬‬
‫أو سخه دون أى التزام من جانبه تجاه الطرف اآلخر"‬
‫وقيل هو " عقد بني طر ني أحدهام بائع‪ ،‬واآلخر مشرتٍ‪ ،‬يعطى الشارى حقاً‪-‬‬
‫‪-‬وليس التزاما عليه‪ -‬أن يشرتى أو أن يبيع شيئا ما يف تاريخ الحق بسعر متفق عليه‬
‫( ‪)1‬‬
‫عند تحرير العقد"‬
‫بينام عر ه أ‪.‬د‪ /‬محمد عىل القرى أنه‪" :‬عقد ميثل حقًا يتمتع به املشرتي‬
‫والتزا ًما يقدمه البائع‪ ،‬يد ع األول مثنًا مقابل متتعه بذلك الحق‪ ،‬ويقبض اآلخر‬
‫هذا الثمن مقابل تعهده والتزامه‪ .‬وينتج عنه إرادة قابلة للبيع وللتداول"‬
‫ومثن االختيار ليس جز ًءا من مثن األسهم أو السلع التي يقع عليها االختيار‬
‫هو ال ميثل د عة مقدمة عىل مثن األسهم أو السلع‪.‬‬
‫ويهدف املستثمرون من التعامل باالختياراي أمورا ً متعددة أهمها حامية‬

‫)‪ )1‬املشتقاي املالية ودورها ىف إدارة املخاطر‪ ،‬ودور الهندسة املالية ىف صناعة أدواتها‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة بني النظم الوضعية وأحكام الرشيعة اإلسفمية‪ ،‬د‪ /‬سمري رضوان‪ ،‬صااا‪.153‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1740‬‬

‫أنفسهم من خطر االنخفاض يف العائد من االستثامر‪ ،‬أو االستفادة من توقعاتهم‬


‫لزيادة تلك العوائد‪ .‬واالختياراي متارس قط يف أسواق املستقبلياي باألسهم‬
‫( ‪)1‬‬
‫والسلع والعمفي واملؤرشاي‪.‬‬
‫أنواع عقود االختيار‬
‫يقسم أغلب الكتاب عقود االختيار إىل نوعني رئيسني هام‪ :‬عقد خيار البيع‪،‬‬
‫وعقد خيار الرشاء‪ .‬ويعرب البعض عن هذه األنواع با‪ :‬اختيار طلب‪ ،‬واختيار د ع‪.‬‬
‫اختيار الطلب‪ ،‬ويسمى أيضا (اختيار الرشاء) أو اختيار االستدعاء‪ ،‬يعطي‬
‫محدد يسمى سعر املامرسة خفل رتة‬ ‫أسهم ( مثفً ) بسع ٍر ٍ‬ ‫مشرتيه حق رشاء ٍ‬
‫محددة‪ ،‬ويلتزم بائعه ببيع تلك األسهم عند طلب املشرتي خفل الفرتة املتفق عليها‬
‫وبالسعر املتفق عليه أيضاً‪.‬‬
‫واختيار الد ع ويسمى أيضً ا (اختيار البيع)‪ ،‬يعطي مشرتيه حق بيع أسهم‬
‫بسعر محدد خفل رتة محددة‪ ،‬ويلتزم بائعه برشاء تلك األسهم بالسعر املتفق عليه‬
‫خفل تلك الفرتة‪.‬‬
‫وتضمن جهة ثالثة و اء الطر ني بالتزماتهم‪ .‬وهذه الجهة هي غر ة املقاصة‬
‫أو السمسار‪ .‬وتصدر تلك األدواي (أي االختياراي) عىل أشكال منطية تتشابه يف‬
‫كل يشء من حيث عدد األسهم‪ ،‬ونوعها‪ ،‬ومدة االختيار‪ ،‬وسعر املامرسة يام عدا‬
‫سعر االختيار الذي يتحدد بواسطة قوى العرض والطلب‪ .‬ومحل العقد يف‬
‫(‪)2‬‬
‫االختياراي هو الحق بالرشاء أو البيع وليس األسهم نفسها‪.‬‬
‫وهذه الفرتة املحددة للقبول سواء يف اختيار الطلب (اختيار االستدعاء)‪ ،‬أم‬
‫اختيار البيع (اختيار الد ع) ليست يف الحقيقة من العقد بل هي سابقة عليه‪ ،‬وهي‬
‫مهلة تتيح للعاقد قبل إبرام العقد التفكري لنفسه باإلقدام عىل ما يعده من مصلحته‪،‬‬
‫دون أن يكون هناك التزام بعقد‪ ،‬وكل ما كان قبل العقد ف يعد منه‪.‬‬

‫)‪ )1‬األسهم‪ ،‬االختياراي ‪ -‬املستقبلياي‪ ،‬أنواعها واملعامفي التي تجري يها‪ ،‬إعداد الدكتور محمد‬
‫عيل القري بن عيد‪ ،‬منشور مبجلة مجمع الفقه اإلسفمي الدوىل ‪.159/7‬‬
‫)‪ )2‬األسهم‪ ،‬االختياراي ‪ -‬املستقبلياي‪ ،‬أنواعها واملعامفي التي تجري يها‪ ،‬مرجع سابق ‪.159/7‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1741‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫وال يعد هذا من الخيار املعروف يف الفقه اإلسفمي‪ ،‬ذلك أن الخيار يف‬
‫الفقه اإلسفمي هو نتيجة إبرام عقد مرشوط يه الخيار أثناء العقد‪ ،‬والفرتة املنوه‬
‫عنها يف (االختياراي) سابقة عىل إيجاب العقد وإبرامه‪ ،‬من ثم ال يكون لها تأثري‬
‫‪)1 (.‬‬
‫عىل العقد صح ًة‪ ،‬أو سادا ً‬
‫لكن قرر بعض الفقهاء وجود شب ٍه بينه‪ ،‬وبني خيار الرشط يف الفقه‬
‫اإلسفمي الذي يعطيه أحد الطر ني لآلخر ويجعل له الحق يف إمضاء البيع‪ ،‬أو‬
‫سخه يف هذه الجزئية قط‪ ،‬ولكنه يختلف عنه اختف اً أساسياً يف أن خيار الرشط‬
‫يكون ضمن عقد قائم‪ ،‬وعقد االختيار الجديد عقد مستقل بذاته‪ .‬كام أن خيار‬
‫(‪)2‬‬
‫عوض‪ ،‬بينام عقود االختيار قامئة عىل العوض‪.‬‬ ‫الرشط ال يكون ىف مقابلة ٍ‬
‫حكم عقود االختيار فقهاً‪:‬‬
‫هذه العقود التي يكون موضوعها الخيار‪ ،‬هي عقود حادثة متاماً وال عهد‬
‫للفقهاء بها عىل النمط الذي سبق بيانه‪ ،‬وملا كانت عقودا ً حادثة؛ إن الواجب‬
‫يقتيض إجراءها عىل قواعد التعامل لتقوم عىل أساسها حتى يتبني حكمها يف‬
‫الرشيعة للفرق الواضح يف مبادئ األحكام‪ ،‬بني حكم التعامل يف الدول غري‬
‫اإلسفمية‪ ،‬وبني حكم التعامل يف النظام اإلسفمي‪.‬‬
‫في األنظمة العلامنية التي تفصل بني الدين والدولة‪ ،‬تعترب العقود عقودا ً‬
‫نا ذة‪ ،‬ومقبولة ما دام كل واحد من الطر ني أمىض العقد باختياره‪ ،‬وبدون إكرا ٍه‬
‫أو خدا ٍع‪ ،‬أما يف التعامل اإلسفمي اإلرادة الحرة‪ ،‬وعدم التغرير ال يكفيان لسفمة‬
‫العقود‪ ،‬بل ال بد ليكون العقد مقبوالً رشعاً أن يرد ما يدل عىل اإلذن يه‪ ،‬أو أن‬
‫(‪)3‬‬
‫يكون غري منهي عنه وقواعد التعامل ال تنا يه‪.‬‬
‫وقد اختلف الفقهاء املعارصون حول مرشوعية عقود االختياراي وكان‬

‫)‪ )1‬االختياراي‪ ،‬دراسة قهية تحليلية مقارنة‪ ،‬إعداد‪ ،‬عبد الوهاب ابراهيم أبو سليامن منشور‬
‫مبجلة مجمع الفقه اإلسفمي الدوىل ‪.207/7‬‬
‫)‪ )2‬االختياراي‪ ،‬إعداد‪ /‬ضيلة الدكتور الصديق محمد األمني الرضير‪ ،‬أستاذ الرشيعة اإلسفمية‪،‬‬
‫كلية القانون ‪ -‬جامعة الخرطوم‪ ،‬منشور مبجلة مجمع الفقه اإلسفمي الدوىل ‪.199/7‬‬
‫)‪ )3‬االختياراي‪ ،‬إعداد‪ ،‬ضيلة الشيخ محمد املختار السفمي‪ ،‬مرجع سابق صا‪.173‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1742‬‬

‫خف هم عىل أقوال ثفثة‪ :‬القول األول‪ :‬عدم مرشوعية عقود االختياراي بكل‬
‫أنواعها‪ ،‬وهو ما ذهب إليه كل من‪ :‬محمد املختار السفمي‪ ،‬وهبة الزحيىل‪ ،‬الصديق‬
‫محمد األمني الرضير‪ ،‬عبدالستار أبوغدة‪ ،‬ومجمع الفقه اإلسفمي الدويل‬
‫( ‪)1‬‬
‫وآخرون‪.‬‬
‫القول الثاىن‪ :‬مرشوعية عقود االختياراي‪ ،‬وهو ما ذهب إليه‪ ،‬محمد‬
‫(‪)4‬‬
‫عبدالغفار الرشيف(‪ ،)2‬ومحمد عىل القري(‪ ،)3‬وأحمد يوسف سليامن‪ ،‬وآخرون‪.‬‬
‫القول الثالث‪ :‬جواز عقود االختياراي البسيطة(‪ )5‬بضوابط محددة‪ ،‬دون عقود‬
‫( ‪)7‬‬
‫االختياراي املركبة(‪ ،)6‬وهو ما ذهب إليه يوسف بن عبدالله الشبيىل‪.‬‬
‫)‪ )1‬يراجع‪ :‬بحوث السادة العلامء املذكورين ىف مجلة مجمع الفقه اإلسفمي ‪،196 ،184 ،180/7‬‬
‫‪ ،581 ،264 ،205 ،199‬والفقه اإلسفمي وأدلته‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬وهبة الزحيىل ‪.5195/7‬‬
‫)‪ )2‬أحكام السوق املالية‪ ،‬ضيلة الدكتور محمد عبد الغفار الرشيف‪ ،‬أستاذ بكلية الرشيعة جامعة‬
‫الكويت‪ ،‬بحث منشور مبجلة كلية الرشيعة والدراساي اإلسفمية‪ ،‬جامعة الكويت مج‪8‬ع‪18‬‬
‫العام ‪1992‬م صاا‪.238‬‬
‫)‪ ) 3‬نحو سوق مالية إسفمية‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬محمد عىل القري‪ ،‬بحث منشور مبجلة املعهد اإلسفمي للبحوث‬
‫والتدريب مج‪1‬ع‪1993 ،1‬م‪ ،‬صاا‪.25 ،23‬‬
‫)‪ ) 4‬رأي الترشيع االسفمي يف مسائل البورصة‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬أحمد يوسف سليامن‪ ،‬النارش‪ :‬االتحاد الدويل‬
‫للبنوك االسفمية‪ ،‬ع‪ 53‬العام ‪1987‬م صاا‪.38‬‬
‫)‪ ) 5‬عقود االختياراي البسيطة هى ما تقدم الحديث عنها عند ذكر أنواع عقود االختياراي وتتنوع‬
‫إىل‪ :‬خيار البيع وهو عقد لبيع عدد من األسهم أو األوراق املالية بسعر محدد مسبقاً وذلك‬
‫خفل رتة من الزمن‪ .‬وخيار الرشاء وهو ‪ :‬عقد عىل د ع مبلغ معني مقابل الحصول عىل حق‬
‫رشاء ورقة مالية معينة خفل رتة محددة وبالسعر املسمى ىف العقد ويسمى سعر التنفيذ‪.‬‬
‫يراجع‪ :‬الخدماي امل ية الستمثار أموال العمفء وأحكامها ىف الفقه اإلسفمي‪،‬‬
‫د‪ /‬يوسف بن عبدالله الشبيىل ‪.209/2‬‬
‫)‪ )6‬عقود االختياراي املركبة هو عقد يجمع بني خيار البيع وخيار الرشاء‪ ،‬ومبقتضاه يصبح ملالكه‬
‫الحق ىف أن يكون بائعاً أو يكون شارياً لألوراق املالية محل التعاقد‪ ،‬بحسب ما تقتضيه‬
‫مصلحته‪ .‬الخدماي امل ية الستمثار أموال العمفء وأحكامها ىف الفقه اإلسفمي‪،‬‬
‫د‪ /‬يوسف بن عبدالله الشبيىل ‪.202/2‬‬
‫)‪ )7‬الخدماي امل ية الستمثار أموال العمفء وأحكامها ىف الفقه اإلسفمي‪ ،‬د‪ /‬يوسف بن‬
‫عبدالله الشبيىل ‪.240/2‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1743‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫سبب الخالف‪ :‬يرجع سبب الخفف يف مرشوعية عقود االختيار من عدمها‬


‫كونها عقودا ً مستحدثة مل يعرض لها الفقهاء املجتهدون ومن سار عىل نهجهم‪ ،‬ومن‬
‫( ‪)1‬‬
‫ثم اختلف املعارصون يف تكييفها الفقهى بني الحظر واإلباحة‪.‬‬
‫أدلة أصحاب القول األول‪ :‬استدلوا بأدلة من القرآن‪ ،‬والسنة‪ ،‬واملعقول‪:‬‬
‫أوالً من القرآن‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله تعاىل‪﴿ :‬ﭩﭪﭫ ﭬﭭﭮﭯﭰ﴾‬
‫(‪)2‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬اشتامل عقود الخياراي عىل أكل أموال الناس بالباطل؛ ألنه مل‬
‫يد ع لتحقيق أو توثيق الرشاء بل هو مثن لفختيار‪ ،‬ولذا مل يعترب جز ًءا من مثن‬
‫املبيع كاألسهم وغريها‪ .‬ف يستحق هذا الثمن؛ ألن اإليجاب عبارة عن إرادة‬
‫ومشيئة‪ ،‬ومع ذلك ليس من الحقوق املالية التي يعتاض عنها كيف باإلرادة التي‬
‫(‪)3‬‬
‫هي من قبيل املواعدة يف االتفاق عىل متلك اختيار‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أدلتهم من السنة‬
‫‪ -1‬عن عبد الله بن عمرو‪ ،‬قال‪" :‬نهى رسول الله ‪ --‬عن سلف وبيع‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وعن رشطني يف بيع‪ ،‬وعن بيع ما ليس عندك‪ ،‬وعن ربح ما مل يضمن"‪.‬‬
‫‪ -2‬عن حكيم بن حزام‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬يأتيني الرجل يسألني البيع‪،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ليس عندي ما أبيعه‪ ،‬ثم أبيعه من السوق فقال‪ " :‬ال تبع ما ليس عندك"‬
‫)‪ )1‬االختياراي يف األسواق املالية‪ ،‬يف ضوء مقرراي الرشيعة اإلسفمية‪ ،‬إعداد‪ ،‬الدكتور عبد‬
‫الستار أبو غدة منشور مبجلة مجمع الفقه اإلسفمي الدوىل ‪.256/7‬‬
‫)‪ )2‬سورة النساء من اآلية (‪.)29‬‬
‫)‪ )3‬االختياراي يف األسواق املالية‪ ،‬يف ضوء مقرراي الرشيعة اإلسفمية‪ ،‬مرجع سابق ‪.264/7‬‬
‫)‪ )4‬أخرجه النساىئ ‪،67/6‬ح ‪ ،6182‬ك‪ /‬البيوع‪ ،‬ب‪ /‬بيع ما ليس عند البائع‪ ،‬وأبوداود ‪303/3‬ح‬
‫‪ ،3506‬ك‪ /‬اإلجارة‪ ،‬ب‪ /‬ىف الرجل يبيع ما ليس عنده‪ ،‬والرتمذى ‪،535/3‬ح ‪ 1234‬ك‪ /‬البيوع‪،‬‬
‫ب‪ /‬ما جاء يف كراهية بيع ما ليس عندك‪ ،‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫)‪ )5‬أخرجه أبوداود ‪302/3‬ح ‪ ،3503‬ك‪ /‬اإلجارة‪ ،‬ب‪ /‬يف الرجل يبيع ما ليس عنده‪ ،‬والرتمذى‬
‫‪ ،514/2‬ك‪ /‬أبواب البيوع عن رسول الله ‪ ،‬ب‪ /‬ما جاء يف كراهية بيع ما ليس‬
‫عندك‪ ،‬وابن ماجه ‪737/2‬ح ‪ ،2187‬ك‪ /‬التجاراي‪ ،‬ب‪ /‬النهي عن بيع ما ليس عندك‪ ،‬وعن ربح‬
‫═‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1744‬‬

‫وجه الداللة من الحديثني‪ :‬ىف الحديثني نهى عن بيع اإلنسان ما ليس عنده‪،‬‬
‫وعقود االختياراي تدخل ىف هذا النهى؛ ألنها نوع من البيوع ملا ال ميلكه اإلنسان‬
‫وليست مستو اة لرشوط بيع السلم‪ ،‬التي منها تعجيل د ع الثمن كله يف مجلس‬
‫العقد‪ ،‬إنه يف االختياراي ال يد ع منه يشء البتة؛ ألن ما يد ع لقاء الحصول عىل‬
‫( ‪)1‬‬
‫االختيار هو مثن االختيار وليس جز ًءا من مثن ما سيباع أو يشرتي يام بعد‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬إن هذا القول ليس عىل إطفقه قد يكون محرر العقد مالكاً‬
‫للسلعة‪ ،‬وهذا كثري وليس بناد ٍر‪ ،‬بل إن محرر الخيار قد يكون هو نفس الرشكة‬
‫(‪)2‬‬
‫املصدرة لألسهم محل العقد‪.‬‬
‫‪ -3‬عن ابن عباس أن رسول الله ‪ --‬قال‪" :‬من ابتاع طعاما‪ ،‬فال يبعه‬
‫حتى يستوفيه" زاد مسلم ىف لفظه‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬وأحسب كل يشء‬
‫( ‪)3‬‬
‫مثله"‪.‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬ىف الحديث نهى عن بيع اإلنسان شيئاً حتى يقبضه وىف عقود‬
‫االختياراي ال يراعى هذا القيد‪ .‬إنه لو مل تكن االختياراي نفسها ممنوعة رشعاً‬
‫(‪)4‬‬
‫لشملها املنع باستخدامها وسيلة إىل ما هو ممنوع من هذه البيوعاي‪.‬‬
‫‪ -3‬اشتامل هذا العقد عىل الغرر املنهى عنه ىف حديث أىب هريرة قال‪ ( :‬نهى‬
‫(‪)5‬‬
‫رسول الله ‪ --‬عن بيع الغرر)‪.‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬يظهر كون هذا العقد غررا ً من أن خسارة بائع الخيار ال حدود‬
‫═‬
‫ما مل يضمن‪ ،‬وأحمد ىف املسند ‪ ،26/24‬قال الرتمذى‪ :‬حديث حسن‪.‬‬
‫)‪ )1‬االختياراي يف األسواق املالية‪ ،‬يف ضوء مقرراي الرشيعة اإلسفمية‪ ،‬الدكتور عبد الستار أبو‬
‫غدة منشور مبجلة مجمع الفقه اإلسفمي الدوىل ‪.262/7‬‬
‫)‪ )2‬الخدماي امل ية الستمثار أموال العمفء وأحكامها ىف الفقه اإلسفمي‪ ،‬د‪ /‬يوسف بن‬
‫عبدالله الشبيىل ‪.209/2‬‬
‫)‪ )3‬صحيح البخارى ‪748/2‬ح ‪ ،2019‬ك‪ /‬البيوع‪ ،‬ب‪ /‬الكيل عىل البائع واملعطي‪ ،‬ومسلم ‪7/5‬ح ‪،1525‬‬
‫ك‪ /‬البيوع‪ ،‬ب‪ /‬بطفن بيع املبيع قبل القبض‪.‬‬
‫)‪ )4‬االختياراي يف األسواق املالية‪ ،‬يف ضوء مقرراي الرشيعة اإلسفمية‪ ،‬مرجع سابق ‪.263/7‬‬
‫)‪ )5‬صحيح مسلم ‪3/5‬ح‪ ،3881‬ك‪ /‬البيوع‪ ،‬ب‪ /‬بطفن بيع الحصاة والبيع الذى يه غرر‪.‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1745‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫لها‪ ،‬إذ قد ترتفع األسعار يف خيار الرشاء إىل أكرث مام يتوقع‪ ،‬وقد تنخفض يف‬
‫خيا ر البيع بأقل بكثري من سعر التنفيذ‪ ،‬العقد دائر بني الغنم والغرم‪ ،‬والسفمة‬
‫( ‪)1‬‬
‫يه نادرة إن مل تكن معدومة خسارة أحدهام تستلزم ربح اآلخر والعكس‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬الغرر يف الخياراي البسيطة كخيار البيع املفرد والرشاء املفرد‪ ،‬غرر‬
‫يسري ومغتفر‪ ،‬إن الغرر محصور يف مقدار ما د عه قيمة للخيار‪ ،‬وهو يسري‬
‫(‪)2‬‬
‫مقارنة مبا يرتتب عىل هذه العقود من املصالح‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أدلتهم من املعقول‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ -1‬اشتامل عقود االختياراي عىل الغرر‪ ،‬والقامر وامليرس‪ ،‬وهو محرم باإلجامع‪،‬‬
‫كل مشرتٍ لخيار بيعٍ أو رشا ٍء يربط حظه بتقلباي األسواق إما لفائدته أو ضده‪،‬‬
‫ويف بعض أحواله إضا ة إىل أن القامر ‪ -‬رصف مؤجل وانشغال ذمتني‪ )4(.‬كام‬
‫أن السلعة املتعاقد عليها تباع وهي يف ذمة البائع األول‪ ،‬وقبل أن يحوزها‬
‫املشرتي األول عدة بيوعاي‪ .‬وليس الغرض من ذلك إال قبض أو د ع روق‬
‫األسعار بني البائعني واملشرتين غري الفعليني‪ ،‬هى مخاطرة عىل الكسب‬
‫والربح‪ ،‬كاملقامرة سوا ًء بسوا ٍء‪.‬‬
‫ويناقش‪ :‬بأن الغرر غري موجود يف عقد الخيار البسيط؛ ألن العاقدين‬
‫يجريان العقد بسعر محدد وثابت ومعلوم‪ ،‬والسلعة مقدور عىل تسليمها‪ ،‬وكون‬
‫السعر قد يرتفع أو ينخفض يف وقت التنفيذ منه عن وقت العقد إنه ال يحوله إىل‬
‫غرر‪ ،‬كالسلم إن األسعار قد تنخفض يف وقت األداء‪ ،‬وقد ترتفع عن وقت العقد‪،‬‬
‫ومع هذا مل يقل أحد إن عقد السلم مشتمل عىل غرر‪ ،‬بل إنهام لو عقداه بسعر‬
‫ية الستمثار أموال العمفء وأحكامها ىف الفقه اإلسفمي‪ ،‬د يوسف بن عبدالله‬ ‫)‪ )1‬الخدماي امل‬
‫الشبيىل ‪.206/2‬‬
‫)‪ )2‬الهندسة املالية مع الرتكيز عىل الخياراي نحو سوق ماىل‪ ،‬هاشم وزى دباس العبادى‪ ،‬بحث‬
‫منشور مبجلة الغرى للعلوم االقتصادية واإلدارية‪-‬جامعة الكو ة‪-‬كلية اإلدارة واالقتصاد ع‪5‬‬
‫العام ‪ ،2006‬صاا‪.201‬‬
‫)‪ )3‬موسوعة اإلجامع يف الفقه اإلسفمي النارش‪ :‬دار الفضيلة للنرش والتوزيع‪ ،‬الرياض ‪ -‬اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1433 ،‬ها ‪2012 -‬م‪.142/4 ،‬‬
‫)‪ )4‬االختياراي‪ ،‬ضيلة الشيخ محمد املختار السفمي‪ ،‬مرجع سابق ‪.184/7‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1746‬‬

‫السوق من غري تحديد لكان القول بالغرر له وجه‪ ،‬أما ما دام أن العاقدين قد‬
‫( ‪)1‬‬
‫دخف عىل العقد بسعر معلوم وثابت ومحدد إنه أبعد ما يكون عن الغرر‪.‬‬
‫‪ -2‬املعقود عليه يف عقد البيع ال بد أن يكون ماالً أو ح ًقا مالياً أي متعلقاً بعني هي‬
‫مال‪ ،‬وهذا غري متحقق يف عقود االختياراي‪ ،‬حيث إن العقد يقع عىل مجرد‬
‫إرادة أو مشيئة أو منحة أو أسبقية ليشء أو تخصيص بشخص‪ ،‬وهذا ال يصلح‬
‫(‪)2‬‬
‫محفً للعقد بحسب قواعد العقود العامة يف الفقه اإلسفمي‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬نوقش هذا الدليل بأن الفقهاء أجازوا التنازل عن حقوق االبتكار أو‬
‫حقوق امللكية األدبية والفنية والذهنية كحق التأليف وحق الرسام‪ ،‬والفنان‪،‬‬
‫واملخرتع‪ ،‬وحق العفماي التجارية الفارقة‪ ،‬وكلها حقوق معنوية ليست ملموسة‪.‬‬
‫وأجيب بـ‪ :‬بأن كل ذلك محله متعلق بيشء مادي عيني‪ ،‬متمثل بكتاب أو‬
‫مرسوم أو مادة مخرتعة‪ ،‬أو شعار ني ذي مواصفاي معينة‪ ،‬وهذا ال ينطبق عيل‬
‫(‪)3‬‬
‫عقد االختيار‪.‬‬
‫‪ -3‬الثمن رشعاً يكون عوضاً يف مقابل معقود عليه يجوز تبادله(‪ ،)4‬وهذا ال ينطبق‬
‫عىل (مثن االختيار) يف عقود االختياراي‪ ،‬إنه يتحدد عىل أسس غري رشعية‬
‫أحياناً‪ ،‬يراعى يه سعر السلعة املذكور يف العقد‪ ،‬وطول الفرتة الزمنية املحددة‬
‫للعقد‪ ،‬وتوقعاي تقلباي أسعار السلعة املبيعة أو املشرتاة‪ ،‬والسعر املتوقع للسلعة‬
‫املبيعة أو املشرتاة‪ ،‬وسعر الفائدة‪ .‬وهذه العوامل أو األسس يف تحديد (مثن‬
‫االختيار) ال يصح مراعاتها أو النظر إليها رشعا‪ ،‬ألنها إما ربا أو احتاملية ذاي‬
‫(‪)5‬‬
‫غرر‪.‬‬
‫‪ -4‬إن عقود الخياراي عقود صورية ليس يها تسلم وال تسليم‪ ،‬وعادة ما تنتهي‬
‫باملحاسبة عىل روق األسعار بني البائعني واملشرتين‪ ،‬وبعضهم يؤثرون الرتبح‬

‫)‪ )1‬املعامفي املالية أصالة ومعارصة‪ ،‬دبيان بن محمد الدبيان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1432 ،‬ها ‪.557/13‬‬
‫)‪ )2‬أ‪.‬د‪ /‬عبدالستار أبوغدة مرجع سابق ‪.260/7‬‬
‫)‪ )3‬عقود االختياراي‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬وهبة الزحيىل منشور مبجلة مجمع الفقه اإلسفمي الدوىل ‪.195 ،193/7‬‬
‫)‪ )4‬موسوعة الفقه اإلسفمي‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬وهبة الزحييل ‪.3370/5‬‬
‫)‪ )5‬عقود االختياراي‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬وهبة الزحيىل منشور مبجلة مجمع الفقه اإلسفمي الدوىل ‪.195 ،193/7‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1747‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫من بيع حقوق الخيار‪ ،‬ويفضلون بيعه عىل تنفيذ الصفقة‪.‬‬


‫ويناقش‪ :‬بأن اقتضاء الفرق بني السعرين وهو ما يسمى بالتسوية النقدية‪ ،‬ال‬
‫يعني أن البيع صوري‪ ،‬حقيقة األمر أن العاقدين أجريا مقاصة بينهام‪ ،‬وتطارحا‬
‫الدينني؛ ألن مشرتي األسهم له يف ذمة البائع أسهم‪ ،‬وللبائع يف ذمة املشرتي‬
‫نقود‪ ،‬يسقط من األكرث منهام قدر األقل‪ ،‬ويأخذ مشرتي الخيار قدر الفرق‬
‫( ‪)1‬‬
‫بينهام‪.‬‬
‫‪ -5‬إن عقود االختياراي كام تجري اليوم يف أسواق املال العاملية هي من قبيل بيع‬
‫الشخص سلعة معينة ال ميلكها‪ ،‬اعتامدا ً عىل أنه سيشرتيها يام بعد‪ ،‬ويسلمها‬
‫يف املوعد‪ ،‬وهذا منهي عنه رشعاً‪ ،‬بل مجمع عىل منعه؛ ألن األسهم ال تثبت يف‬
‫الذمة كام يف السلم؛ ألنها متعينة بتعيني الرشكة‪ ،‬وبيع العني املعينة غري اململوكة‬
‫(‪)2‬‬
‫ال يجوز إجامعاً‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬ويناقش هذا الدليل‪ :‬بأنه ميكن لنا تصحيح هذا العقد بأن نشرتط‬
‫أن تكون األسهم أو األصول محل العقد مملوكة للملتزم بالبيع‪ ،‬وهو محرر الخيار‬
‫يف خيار الرشاء‪ ،‬ومشرتي الخيار يف خيار البيع من حني الرشاء إىل حني التنفيذ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وبهذا تكون املعاملة قد خرجت من بيع اإلنسان ما ليس عنده أو ما ال ميلك‪.‬‬
‫‪ -6‬إن هذا العقد من قبيل بيع الدين بالدين وهو محرم باإلجامع(‪ ،)4‬حيث مل يتم‬
‫يه التسليم والتسلم ال للثمن‪ ،‬وال للمثمن‪ ،‬بل اشرتط يه تأخري االثنني معاً‪،‬‬
‫وذلك ال يجوز‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬إن تأجيل املعني ال يسمى ديناً؛ ألن الدين ما ثبت يف الذمة‪ ،‬وألن‬

‫ية الستمثار أموال العمفء وأحكامها ىف الفقه اإلسفمي‪ ،‬د يوسف بن عبدالله‬ ‫)‪ )1‬الخدماي امل‬
‫الشبيىل ‪.216/2‬‬
‫)‪ )2‬مراتب اإلجامع‪ ،‬أبو محمد عيل بن أحمد بن سعيد بن حزم األندليس القرطبي الظاهري‬
‫(املتوىف‪456 :‬ها)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوي‪ ،‬صاا‪.84‬‬
‫)‪ )3‬املعامفي املالية أصالة ومعارصة‪ ،‬دبيان بن محمد الدبيان‪1432 ،‬ها ‪.552/13‬‬
‫)‪ )4‬اإلجامع‪ ،‬محمد بن إبراهيم بن املنذر النيسابوري‪ ،‬تحقيق ودراسة‪ :‬د‪ .‬ؤاد عبد املنعم أحمد‪،‬‬
‫النارش‪ :‬دار املسلم للنرش والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل لدار املسلم‪ 1425 ،‬ها‪2004 /‬م‪ ،‬صا‪.96‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1748‬‬

‫العوضني وإن مل يتم تسليمهام هام غري مؤجلني‪ ،‬كام يف عقود الخياراي‬
‫األمريكية‪ ،‬ف محظور يف ذلك‪ ،‬وليس هذا من الكالئ بالكالئ‪ ،‬بل إن من طبيعة‬
‫( ‪)1‬‬
‫بيع العربون عدم تسليم الثمن واملثمن يف الحال‪.‬‬
‫‪-7‬عقود الخياراي عقود محرمة قياساً عىل عقود التأمني التجارى(‪ )2‬بجامع‬
‫الرغبة يف د ع املخاطرة يف كلٍ ‪ ،‬والرغبة يف تفادى الخسارة‪ ،‬ومقابل ذلك يتنازل‬
‫املستثمر عن مبلغ محدد ميثل مثن الخيار املذكور‪ ،‬الخيار نوع من التأمني‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬القياس مع الفارق حيث إن عقد التأمني التجارى يشتمل عىل غر ٍر‬
‫احش‪ ،‬وذلك بخفف عقود الخياراي إن الغرر يها يسري‪ ،‬والغرر اليسري‬ ‫ٍ‬
‫(‪)3‬‬
‫مغتفر‪.‬‬
‫أدلة القول الثاىن‪:‬‬
‫استدل أصحاب القول الثاىن عىل ما ذهبوا إليه بأدلة من القرآن‪ ،‬والسنة‪،‬‬
‫واملعقول‬
‫أوالً‪ :‬دليلهم من القرآن‬
‫‪ -1‬قوله تعاىل‪﴿ :‬ﮊﮋﮌﮍﮎ﴾‬
‫(‪)4‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬يف اآلية الكرمية أمر من الله تعاىل بالو اء بالعقود‪ ،‬والرشط‬
‫الذى تم االتفاق عليه يف عقود االختيار وهو رشط عدم إمتام الصفقة إذا اتضح‬
‫أن السعر سيكون أقل مام توقعه املشرتى‪ ،‬أو العكس رشط صحيح‪ ،‬واملال الذى‬
‫أخذه البائع من املشرتى حق له ال يجب عليه رده اعتبارا بأنه توا ق إرادتني حرتني‬
‫(‪)5‬‬
‫عىل إنشاء هذا العقد‪.‬‬
‫)‪ )1‬املعامفي املالية أصالة ومعارصة‪ ،‬دبيان بن محمد الدبيان‪.553/13 ،‬‬
‫)‪ ) 2‬قرار مجمع الفقه اإلسفمي الدول ى يف دورة انعقاد مؤمتره الثاين بجدة من ‪ 16 - 10‬ربيع‬
‫الثاين ‪ 1406‬ها‪ 28 - 22/‬ديسمرب ‪1985‬م‪.‬‬
‫)‪ )3‬حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري‪ ،‬محمد بن أحمد بن عر ة الدسوقي املاليك (ي ‪1230‬ها)‪،‬‬
‫ط‪ /‬دار الفكر‪.60/3 ،‬‬
‫)‪ )4‬سورة املائدة من اآلية (‪.)1‬‬
‫)‪ )5‬رأي الترشيع االسفمي يف مسائل البورصة‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬أحمد يوسف سليامن صاا‪.38‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1749‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫املناقشة‪ :‬نوقش االستدالل بهذه اآلية الكرمية بأنها عامة وال تتحمل إثباي‬
‫( ‪)1‬‬
‫خصوص ما ذهبتم إليه‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أدلتهم من السنة‪:‬‬
‫‪ -2‬عن عمرو بن عوف املزين‪ ،‬عن رسول الله ‪ ،- -‬قال‪ ":‬املسلمون عىل‬
‫رشوطهم إال رشطاً حرم حالالً‪ ،‬أو أحل حراماً‪ ،‬والصلح جائز بني الناس إال‬
‫(‪)2‬‬
‫صلحاً أحل حراماً أو حرم حالالً"‪.‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬بني الحديث أن االلتزام بالرشوط ومثلها العقود مقيد بقيدين‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫األول‪ :‬أال تحل حراماً‪ ،‬الثاىن‪ :‬أال تحرم حفالً‪ ،‬وما سوى ذلك عىل أصل اإلباحة‪.‬‬
‫وملا كان للطرف اآلخر نفس الحق ىف الخيار‪ ،‬إنه يجوز له أن يبيع حقه هذا‪ ،‬وال‬
‫ريب ىف أن مدة الخيار معلومة‪ ،‬وهى الفرتة ما بني وقت العقد إىل وقت أقرب‬
‫تصفية له‪ ،‬كام يجوز أن يكون أحد الطر ني قد تربع باملال لآلخر نظري عدم‬
‫(‪)4‬‬
‫استعامل حقه هو اآلخر ىف الخيار‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أدلتهم من املعقول‬
‫‪ -1‬قياس عقد الخيار عىل خيار الرشط بجامع أن كفً منهام يجعل لصاحب الخيار‬
‫الحق يف إمضاء البيع أو سخه‪.‬‬
‫ويناقش هذا القياس‪ :‬بأن هناك رقاً بني خيار الرشط‪ ،‬وبني الخيار يف‬
‫العقود اآلجلة من أوجه‪:‬‬

‫)‪ ) 1‬الهندسة املالية مع الرتكيز عىل الخياراي نحو سوق ماىل‪ ،‬هاشم وزى دباس العبادى‪،‬‬
‫صاا‪.200‬‬
‫)‪)2‬السنن الصغرى للبيهقى ‪ ،246/6‬الطرباىن ىف الكبري‪ ،409/11‬وأبوداود عن أىب هريرة مبعناه‬
‫‪332/3‬ح ‪ ،3596‬ك‪ /‬األقضية ب‪/‬الصلح‪ .‬قال الحا ظ ابن حجر ىف بلوغ املرام ‪:179 / 1‬‬
‫صححه الرتمذى وأنكروا عليه؛ ألن راويه كثري بن عبد الله بن عمرو بن عوف ضعيف وكأنه‬
‫اعتربه بكرثة طرقه‪ .‬وقد صححه ابن حبان من حديث أىب هريرة رىض الله تعاىل عنه‬
‫‪415/5‬ح‪.4660‬‬
‫)‪)3‬الخياراي ىف الفقه اإلسفمي‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬السيد حا ظ خليل السخاوى صاا‪ ،116‬ط‪ /‬الرابعة‪.‬‬
‫)‪ )4‬رأي الترشيع االسفمي يف مسائل البورصة‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬أحمد يوسف سليامن صاا‪.38‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1750‬‬

‫الوجه األول‪ :‬إن خيار الرشط يكون ضمن عقد قائم‪ ،‬هو تابع لعقد البيع‪،‬‬
‫واالختيار عقد مستقل بذاته‪.‬‬
‫الوجه الثاين‪ :‬مل يثبت عن أحد من أهل العلم أنه قال بجواز أخذ العوض‬
‫مقابل خيار الرشط‪ ،‬كان مقتىض القياس منع أخذ العوض مقابل الخيار يف‬
‫العقود اآلجلة‪ .‬قال د‪ /‬الصديق محمد األمني‪" :‬ال أعلم قيهاً جوز أخذ العوض نظري‬
‫(‪)2‬‬
‫خيار الرشط"‪ )1(.‬يكون أخذ العوض نظري عقد االختيار أوىل باملنع‪.‬‬
‫الوجه الثالث‪ :‬إن خيار الرشط ىف الفقه اإلسفمي ثبت عىل خفف األصل‬
‫لحاجة املتعاقدين‪ ،‬وما ثبت عىل خفف األصل ال يجوز التوسع يه‪ )3(.‬قال ابن رشد‬
‫الجد‪ " :‬والخيار يف بيع يف أصله غرر‪ ،‬وإمنا جوزته السنة لحاجة الناس إىل‬
‫(‪)4‬‬
‫ذلك"‪.‬‬
‫وأجيب‪ :‬بأن الناس أيضاً ىف حاجة مع تقدم الزمان واختفف العصور لهذا‬
‫النوع من العقود يرشع لنفس الحاجة‪.‬‬
‫‪ -2‬تخريج عقد الخيار عىل بيع العربون(‪ ،)5‬خاصة إذا كان الخيار للمشرتي؛ ألن‬
‫خيار الرشاء يعطي مشرتيه الحق يف رشاء عدد من األسهم خفل رتة محددة‪،‬‬
‫وقيمة الخيار التي د عها مقدما ً كالعربون للبائع‪ ،‬وبيع العربون مختلف يه‬
‫(‪)6‬‬
‫وقد أجاز مجمع الفقه اإلسفمي الدويل بيع العربون وجاء يف قراره ما نصه‪:‬‬

‫)‪ )1‬االختياراي‪ ،‬للدكتور الصديق الرضير مرجع سابق ‪.199/7‬‬


‫)‪ )2‬املعامفي املالية أصالة ومعارصة ‪.547/13‬‬
‫)‪ )3‬الخدماي امل ية الستمثار أموال العمفء وأحكامها ىف الفقه اإلسفمي‪ ،‬د‪ /‬يوسف بن‬
‫عبدالله الشبيىل ‪.235/2‬‬
‫)‪ )4‬املقدماي املمهداي البن رشد الحفيد ‪.86/2‬‬
‫)‪ )5‬بيع العربون‪ :‬أن يد ع املشرتي للبائع جزءا " من الثمن عىل أنه إن أخذ السلعة كان ما د عه‬
‫جزءا " من الثمن‪ ،‬وإن عدل عن الرشاء كان ما د عه للبائع‪ .‬معجم لغة الفقهاء لقلعجى‬
‫صا‪.114‬‬
‫)‪ ) 6‬مجمع الفقه اإلسفمي املنعقد يف دورة مؤمتره الثامن ببندر سريي باجوان‪ ،‬بروناي دار‬
‫السفم من ‪ 1‬إىل ‪ 7‬محرم ‪1414‬ها املوا ق ‪ 27 - 21‬يونيو ‪1993‬م‪ ،‬يراجع مجلة مجمع الفقه‬
‫اإلسفمي الدوىل ‪.540/8‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1751‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫(يجوز بيع العربون إذا قيدي رتة االنتظار بزمن محدود‪ ،‬ويحتسب العربون‬
‫جز ًءا من الثمن إذا تم الرشاء ويكون من حق البائع إذا عدل املشرتي عن‬
‫( ‪)1‬‬
‫الرشاء)‬
‫املناقشة‪ :‬القياس مع الفارق وذلك؛ ألن بيع العربون يختلف عن عقود‬
‫االختياراي اختف اً جوهرياً من خفل ما يىل‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬إن بيع العربون عند إنجازه يعترب العربون املقدم جز ًءا من الثمن يطرح من‬
‫املقدار الواجب د عه للبائع‪ ،‬بينام حق االختيار هو متلك لحق الرشاء أو‬
‫البيع وال يحسم من الثمن عند اإلنجاز‪.‬‬
‫وأجيب‪ :‬بأن مشرتى الخيار إذا مارس حقه ىف الرشاء صار سعر السهم‬
‫املشرتى مركباً من قيمة الخيار وسعر التنفيذ‪ ،‬السعران وإن كانا منفصلني إنهام‬
‫يجتمعان عند التنفيذ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬إن مثن االختيار قد يد عه املشرتي وقد يد عه البائع‪.‬‬
‫وأجيب‪ :‬بأن جواز بيع العربون يستفاد منه صحة املعاوضة عن حق الخيار‪،‬‬
‫وكون املعتاض بائعاً أو مشرتياً ال اثر له ىف الحكم‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬إن مثن االختيار عقد منفصل عن عقد التنفيذ إذ إن مشرتي خيار الرشاء أو‬
‫خيار البيع ميكنه الت ف يه بالبيع أو الهبة‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬إن الدا ع للتعامل بالخياراي ليس الغرض منه تحصيل العقد و وز كل طرف‬
‫بالثمن أواملثمن‪ ،‬وإمنا القصد منه تحصيل الربح‪ ،‬الذي يجري يف األسواق‬
‫أنه ينتهي باملقاصة بحساب ما تحقق من ربح ألحدهام‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬إن ما ينبني عليه مثن الخيار هو توقعاي مستندة إىل سعر الفائدة‪،‬‬
‫ومرتبطة باألمد الذي إليه الخيار‪ ،‬وبتوقعاي تذبذب األسعار‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬إن موضوع الخياراي ليس السلع‪ ،‬وإمنا هي تجري حتى املؤرشاي التي ال‬

‫)‪ )1‬املعامفي املالية أصالة ومعارصة ‪ ،544/13‬املخاطرة ىف املعامفي املالية املعارصة‪،‬‬


‫عبدالرحمن بن عبدالله الخميس‪ ،‬صاا‪.228‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1752‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫تعدو أن تكون رضباً من القامر‪.‬‬
‫أدلة القول الثالث القائل مبنع عقود االختيار املركبة‪ ،‬وجواز البسيطة منها‬
‫مع وجود الضوابط التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون األصل محل العقد جائز التداول رشعاً‪.‬‬
‫ب‪-‬أن تكون عقود الخياراي من العقود البسيطة‪ ،‬وذلك؛ ألن العقود املركبة يها‬
‫غرر احش؛ ألن املتعاقد ال يدري حني العقد أهو بائع أم مشرتٍ‪.‬‬
‫جا‪ -‬أن تكون األسهم أو األصول محل العقد مملوكة للملتزم بالبيع‪ ،‬وهو محرر‬
‫الخيار يف خيار الرشاء‪ ،‬ومشرتي الخيار يف خيار البيع من حني الرشاء إىل‬
‫حني التنفيذ‪ ،‬حتى ال يقع يف بيع ما ليس عنده‪.‬‬
‫د‪ -‬أن يكون حق الخيار حاالً‪ ،‬مبعنى أن تكون مدة الخيار تالية لرشائه مبارشة‪،‬‬
‫ولو امتدي لفرتة طويلة كالصيغة املعمول بها يف األسواق األمريكية‪.‬‬
‫ها‪ -‬أن تكون السلعة ليست نقودا ً حتى ال يؤدي إىل اشرتاط الخيار يف ال ف‪.‬‬
‫و‪ -‬أال يجري الخيار عىل املؤرش حتى ال تكون رضباً من القامر‪.‬‬
‫إذا أمكن مراعاة كل ذلك أمكن للمعاملة أن تكون صحيحة بنا ًء عىل أن‬
‫األصل يف العقود الصحة والحل(‪ ،)2‬وهذه العقود هي عقود مستحدثة ال يظهر يها‬
‫ما يتعارض مع أحكام الرشيعة اإلسفمية مع ما تتضمنه من منا ع لكف العاقدين‪،‬‬
‫املشرتي يأمن تقلباي األسعار‪ ،‬والبائع يستفيد من قيمة الخيار‪.‬‬
‫وميكن أن يستأنس لصحة هذه العقود بالقياس عىل جواز خيار الرشط‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وجواز بيع العربون كام تقدم ىف أدلة املذهب الثاين‪.‬‬

‫)‪ )1‬االختياراي‪ ،‬محمد مختار السفمى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،177/7‬واالختياراي ملحمد صديق الرضير‪،‬‬
‫مرجع سابق ‪ ،200/7‬الخدماي امل ية الستمثار أموال العمفء وأحكامها ىف الفقه اإلسفمي‪،‬‬
‫د‪ /‬يوسف بن عبدالله الشبيىل ‪ 238/2‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪ )2‬القواعد النورانية الفقهية‪ ،‬صاا‪ ،261‬إعفم املوقعني‪ ،‬البن القيم ‪.259/1‬‬
‫)‪ )3‬الخدماي امل ية الستمثار أموال العمفء وأحكامها ىف الفقه اإلسفمي‪ ،‬د‪ /‬يوسف بن‬
‫عبدالله الشبيىل ‪ .240/2‬املعامفي املالية أصالة ومعارصة ‪.559/13‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1753‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫القول املختار‬
‫بعد عرض األقوال بأدلتها‪ ،‬ومناقشة ما ورد عليه مناقشاي من تلك األدلة‪،‬‬
‫إن القول املختار هو القول الثالث القائل بالجواز عىل التفصيل‪ ،‬مع توا ر‬
‫الضوابط والرشوط املشار إليها‪ ،‬وذلك؛ ألن األصل ىف العقود الصحة واإلباحة‪ ،‬كام‬
‫أن الناس بحاجة إىل هذه العقود املستحدثة‪ ،‬متى أمكن تصحيحها هو أوىل من‬
‫ر ضها كلياً‪ ،‬وإذا كان خيار الرشط أجيز عىل خفف األصل لحاجة الناس إليه‪،‬‬
‫عقود االختيار الحديثة تتوا ر يها نفس الحاجة مع تقدم العصور‪ ،‬وتجدد‬
‫املعامفي وتنوعها يكون أدعى للقول بالجواز ما أمكن تفادى املحظوراي التى‬
‫يشتمل عليها العقد‪ .‬والله أعلم‬
‫أثر مرشوعية عقود االختيار ىف اإلسهام ىف إدارة املخاطر ومعالجتها‬
‫الغالب يف التعامل بعقود االختيار أن تتم بأحد طريقني‪:‬‬
‫‪ -1‬طريق هيئاي مخصوصة هي (األسواق املالية) بواسطة سامرسة محصورين‬
‫يجمعون رغباي الرشاء والبيع بني أطراف غري معروف بعضها لبعض‪ ،‬ويجرون‬
‫االرتباط بني املتوا ق من االختياراي‪.‬‬
‫‪ -2‬أو بواسطة متعاملني بها خارج األسواق املالية التي تؤدي خدمة الضامن‬
‫( ‪)1‬‬
‫لحقوق األطراف امللتزمة بالتنفيذ يف حينه‪.‬‬
‫والطريقة األوىل هى األكرث شيوعاً ىف التعامفي املالية املعارصة ومن‬
‫خفلها تسطيع املؤسساي امل ية التغلب عىل املخاطر التى ميكن أن تهدد كيانها‬
‫يفهم ذلك من خفل املثال التايل‪:‬‬
‫يتصور للتقريب بأن يشرتي ( بنك م ) وثيقة خيار لرشاء خمسني وحدة‬
‫من القمح املوصوف وصفاً دقيقاً بثمن قدره ‪ 1000‬دوالر للوحدة‪ ،‬ألجل ثفثة أشهر‬
‫يتسلمها بشيكاغو ومثن االختيار ‪ 500‬دوالرا‪ ( .‬بنك م ) هذا إذا كان اختياره يف‬
‫أمريكا إنه من يوم رشائه للوثيقة إىل نهاية الشهر الثالث له أن يطلب من الطرف‬

‫)‪ )1‬عقود االختياراي‪ ،‬إعداد‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬وهبة مصطفى الزحييل‪ ،‬منشور مبجلة مجمع الفقه اإلسفمي‬
‫الدوىل ‪.170/7‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1754‬‬

‫املقابل أن ميكنه مام اشرتاه‪ ،‬هو إذا وجد أن سعر الوحدة من القمح قد بلغ عند‬
‫انتهاء األجل ‪ 1100‬دوالر إنه يستعمل حق الخيار‪ ،‬ويكون قد ربح يف الصفقة ‪4500‬‬
‫دوالرا‪ ،‬إذ هو يشرتي القمح حسب وثيقة الخيار بخمسني ألف دوالر ‪،50000‬‬
‫ويضيف إىل ذلك ما د عه مثنا لوثيقة الخيار ‪ 50.500 = 50.000 + 500‬ويربح إذن‬
‫(‪ 4.500 = 50.500 - )50 × 1100‬وإذا وجد أن الثمن مل يتعد ‪ 1010‬دوالرا ً للوحدة‬
‫إنه ال يستعمل حق الخيار إذ ال يستفيد منه‪ ،‬وخسارته ال تتجاوز مثن رشاء خيار‬
‫الرشاء‪ ،‬والقضية بالعكس‪ ،‬هو إذا اشرتى خيار بيع إن وجد أن األمثان نزلت عن‬
‫مجموع الثمن املتفق عليه مضا اً إليه مثن الخيار قام بحقه يف البيع‪ ،‬وإن وجد‬
‫األمثان مل تنخفض أو زادي ألغي حقه يف الخيار وتكون خسارته محدودة بالثمن‬
‫( ‪)1‬‬
‫الذي د عه يف وثيقة الخيار‪.‬‬
‫ما الفائدة من عملية التعاقد السابقة؟ تفسري ذلك أن الشاري ( بنك م )‬
‫كان يتوقع ارتفاع السعر وق‪ 1000‬دوالرا ً للوحدة قبل انتهاء رتة التعاقد‪ ،‬وهو‬
‫بذلك يحقق ربحاً لو صدق توقعه‪ ،‬وعىل النقيض من ذلك‪ ،‬إن البائع كان يتوقع أال‬
‫يصل السعر قبل انتهاء مدة التعاقد إىل ‪ 1000‬دوالر للوحدة‪ ،‬وهو بنا ًء عىل ذلك‬
‫سيحقق ربحاً لو صح توقعه‪ .‬واالحتامل اآلخر أن كفً من البائع واملشرتى قد‬
‫(‪)2‬‬
‫استخدما عقد الخيار كأداة للتحوط ضد املخاطر‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬املشاركة املتناقصة ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫املشاركة املتناقصة من املعامفي املالية املعارصة والتى تعد إحدى طرق‬
‫التمويل امل ية الحديثة واملهمة‪ ،‬والتى تعتمد عليها كثري من البنوك واملصارف‬
‫يف تعامفتها حيث حققت مصلحة كل من املؤسسة املالية واأل راد‪ ،‬وكانت أداة‬
‫ناجحة من أدواي االستثامر املعارصة‪ ،‬والتى أ رزتها الصناعة املالية الحديثة‪.‬‬
‫كام أنه ال ينبغي أن يغيب عن بالنا أن املشاركة املتناقصة هي عقد متوييل‬
‫يقصد منه تقديم بديل للتمويل القائم عىل أساس القرض الربوي‪ ،‬وهو ظاهرة‬

‫)‪ )1‬االختياراي‪ ،‬ضيلة الشيخ محمد املختار السفمي‪ ،‬مفتي الجمهورية التونسية منشور مبجلة‬
‫مجمع الفقه اإلسفمي الدوىل ‪.170/7‬‬
‫)‪ )2‬املشتقاي املالية‪ ،‬سمري ضوان‪ ،‬مرجع سابق صاا‪.158‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1755‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫أثارتها عىل املستوى الرشعي البنوك اإلسفمية يف سعيها لتنويع البدائل عن الربا‬
‫من عقود يسرتبح يها باملال مبا يتوا ق مع أحكام الرشيعة الغراء‪.‬‬
‫مفهوم املشاركة املتناقصة‪ :‬عر ت املشاركة املتناقصة بعدة تعريفاي من بينها‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف د‪ /‬نزيه حامد أنها‪ " :‬هي اتفاق طر ني عىل إحداث (إنشاء) رشكة ملك‬
‫بينهام يف مرشوع أو عقار أو منشأة صناعية أو غري ذلك‪ ،‬عىل أن تنتهي بانتقال‬
‫( ‪)1‬‬
‫حصة أحد الرشيكني (املمول) إىل اآلخر تدريجياً بعقود بيع مستقلة متعاقبة"‪.‬‬
‫‪ -‬وقد عر ها بعض الفقهاء املعارصين أنها‪" :‬رشكة يعطي امل ف يها الحق‬
‫للرشيك يف الحلول محله يف امللكية‪ ،‬د عة واحدة‪ ،‬أو عىل د عاي حسبام تقتضيه‬
‫(‪)2‬‬
‫الرشوط املتفق عليها"‪.‬‬
‫‪ -‬وعر ها املجمع الفقهى الدوىل أنها‪" :‬معاملة جديدة تتضمن رشكة بني طر ني‬
‫يف مرشوع ذي دخل يتعهد يها أحدهام برشاء حصة الطرف اآلخر تدريجا ً‬
‫(‪)3‬‬
‫سواء كان الرشاء من حصة الطرف املشرتي يف الدخل أم من موارد أخرى"‪.‬‬
‫الحكم الفقهى للمشاركة املتناقصة‬
‫اختلف الفقهاء حول مرشوعية املشاركة املتناقصة وكان خف هم عىل قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬مرشوعية املشاركة املتناقصة مع مراعاة الضوابط الرشعية ملثل‬
‫هذا النوع من املشاركاي‪ )4(،‬وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء املعارصين منهم‪:‬‬

‫)‪ )1‬املشاركة املتناقصة وأحكامها‪ ،‬يف ضوء ضوابط العقود املستجدة‪ ،‬الدكتور نزيه كامل حامد‪،‬‬
‫بحث منشور مبجلة مجمع الفقه اإلسفمى ع‪.928 /13‬‬
‫)‪ )2‬املعامفي املالية املعارصة‪ ،‬د‪ /‬محمد عثامن شبري‪ ،‬ط‪ /‬دار النفائس‪ ،‬صا‪.339‬‬
‫)‪ )3‬موقع مجمع الفقهى الدوىل عىل االنرتنت الدورة الخامسة عرشة‪:‬‬
‫‪http://www.iifa-aifi.org/2146.html‬‬
‫)‪ )4‬وهذه الضوابط نص عليها قرار مجمع الفقه الدوىل حيث جاء يه ما نصه‪:‬‬
‫"املشاركة املتناقصة مرشوعة إذا التزم يها باألحكام العامة للرشكاي‪ ،‬وروعيت يها الضوابط‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬عدم التعهد برشاء أحد الطر ني حصة الطرف اآلخر مبثل قيمة الحصة عند إنشاء الرشكة‪ ،‬ملا‬
‫يف ذلك من ضامن الرشيك حصة رشيكه‪ ،‬بل ينبغي أن يتم تحديد مثن بيع الحصة بالقيمة‬
‫═‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1756‬‬

‫(‪)4‬‬
‫د‪/‬وهبة الزحيىل‪ )1(،‬د‪/‬نزيه حامد‪ )2(،‬د‪ /‬حسن عىل الشاذىل‪ )3(،‬عبدالسفم العبادى‪،‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫د‪ /‬عجيل جاسم النشمى‪ )5(،‬د‪ /‬عبدالستار أبوغدة‪ )6(،‬ود‪ /‬محمد عثامن شبري‪،‬‬

‫═‬
‫السوقية يوم البيع‪ ،‬أو مبا يتم االتفاق عليه عند البيع‪.‬‬
‫ب‪ -‬عدم اشرتاط تح ّمل أحد الطر ني م و اي التأمني أو الصيانة وسائر امل و اي‪ ،‬بل‬
‫تح ّمل عىل وعاء املشاركة بقدر الحصص‪.‬‬
‫ج‪ -‬تحديد أرباح أطراف املشاركة بنسب شائعة‪ ،‬وال يجوز اشرتاط مبلغ مقطوع من األرباح أو‬
‫نسبة من مبلغ اإلسهام‪.‬‬
‫د‪ -‬الفصل بني العقود وااللتزاماي املتعلقة باملشاركة‪.‬‬
‫ها‪ -‬منع النص عىل حق أحد الطر ني يف اسرتداد ما قدمه من إسهام ( متويل )‪ .‬والله أعلم‬
‫يراجع‪ :‬بحث نزيه حامد منشور مبجلة املجمع ‪ ،993/13‬الرشكة املنتهية بالتمليك وتطبيقاتها ىف‬
‫املصارف اإلسفمية‪ ،‬صفح سعيد عبدالله املرزوقى‪،‬صااا‪ ،85‬الرشكة املتناقصة‪ ،‬عبدالله بن‬
‫يصل بن أحمد الفيصل بحث منشور مبجلة العدل ع‪ 60‬السنة ‪ ،15‬شوال ‪1434‬هاا‪ ،‬صااا‪.196‬‬
‫وقد اشرتط مؤمتر امل ف اإلسفمي بديب ثفثة رشوط لهذه املشاركة وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬أال تكون املشاركة املتناقصة مجرد عملية متويل بقرض‪ ،‬ف بد من إيجاد اإلرادة الفعلية‬
‫للمشاركة‪ ،‬وتقاسم الربح بحسب االتفاق‪ ،‬وأن يتحمل جميع األطراف الخسارة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ميتلك امل ف (البنك) حصته يف املشاركة ملكاً تاماً‪ ،‬وأن يتمتع بحقه الكامل يف اإلدارة‬
‫والت ف‪ ،‬ويف حالة توكيل الرشيك بالعمل؛ يحق للبنك مراقبة األداء ومتابعته‪.‬‬
‫‪ -3‬أال يتضمن عقد املشاركة املتناقصة رشطا يقيض بأن يرد الرشيك إىل البنك كامل حصته يف‬
‫رأس املال‪ ،‬باإلضا ة إىل ما يخصه من أرباح‪ ،‬ملا يف ذلك من شبهة الربا‪.‬‬
‫املعامفي املالية املعارصة‪ ،‬وهبة الوحيىل صاا‪ ،436‬مناقشاي املجمع ع‪،1018 ،1013/13‬‬
‫املعامفي املالية املعارصة‪ ،‬محمد عثامن شبري صااا‪.342‬‬
‫)‪ )1‬املعامفي املالية املعارصة‪ ،‬وهبة الزحيىل صاا‪.436‬‬
‫)‪ )2‬نزيه كامد حامد مرجع سابق بحث منشور مبجلة املجمع الفقهى الدوىل ‪.934 /13‬‬
‫)‪ )3‬املشاركة املتناقصة وصورها يف ضوء ضوابط العقود املستجدة‪ ،‬األستاذ الدكتور حسن عيل‬
‫الشاذيل‪ ،‬بحث منشور مبجلة املجمع الفقهى الدوىل ‪.875 /13‬‬
‫)‪ )4‬عبدالسفم العبادى مرجع سابق ‪.947 /13‬‬
‫)‪ )5‬عجيل جاسم النشمي بحث منشور مبجلة مجمع الفقه اإلسفمى ع‪.991 /13‬‬
‫)‪ )6‬مناقشاي أعضاء مجمع الفقه الدوىل منشورة مبجلة املجمع ع‪.1032 /13‬‬
‫)‪ )7‬املعامفي املالية املعارصة‪ ،‬د‪ /‬محمد عثامن شبري‪ ،‬صاا‪.341‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1757‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫( ‪)1‬‬
‫وآخرون‪ ،‬وهو ما ذهب إليه مجمع الفقه اإلسفمى الدوىل‪.‬‬
‫القول الثاىن‪ :‬حرمة املشاركة املتناقصة‪ ،‬وعدم جواز التعاقد والتعامل بها‪،‬‬
‫وهو ما ذهب إليه د‪ /‬عىل السالوس‪ ،‬الشيخ‪ /‬حسني كامل‪ ،‬الشيخ عبداللطيف آل‬
‫(‪)2‬‬
‫محمود‪.‬‬
‫سبب الخالف‪ :‬يرجع سبب الخفف بني الفقهاء املعارصين يف حكم هذه‬
‫املعاملة إىل االختفف ىف الوقوف عىل حقيقة هذا العقد‪ ،‬وجدية البنك يف املشاركة‬
‫ومقصده‪ ،‬وهل هو مجرد عملية متويل بقرض ربوى؟ أم تتحقق يه عملية اإلرادة‬
‫الفعلية للمشاركة من الحصول عىل األرباح وتحمل الخسائر‪.‬‬
‫من رأى أن املشاركة املتناقصة مجرد ستار تختفى وراءها عملية متويل‬
‫بقرض ربوى‪ ،‬وأن امل ف ليس لديه نية حقيقة للدخول يف التعاقد‪ ،‬وال البقاء يف‬
‫املرشوع بقرينة بيع حصته إىل الرشيك اآلخر من بداية التعاقد قال بعدم جوازها‪،‬‬
‫ومن رأى أن العقد قد اكتملت أركانه‪ ،‬ورشوطه‪ ،‬وخف من املحاذير الرشعية‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وروعيت يه الضوابط املذكورة قال بصحته وجوازه‪.‬‬
‫أدلة القول األول‪ :‬استدل القائلون بالجواز عىل ماذهبوا إليه مبا يىل‪:‬‬
‫‪ -1‬األدلة العامة عىل جواز الرشكة ومنها قوله تعاىل‪ ﴿ :‬ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ﴾‬
‫(‪)4‬‬

‫وقوله تعاىل‪ ﴿ :‬ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬

‫)‪ )1‬موقع مجمع الفقهى الدوىل عىل االنرتنت الدورة الخامسة عرشة‪ ،‬قرار رقم ‪:)15/2( 136‬‬
‫‪http://www.iifa-aifi.org/2146.html‬‬
‫)‪ )2‬تراجع أقوالهم ىف مناقشاي وتعقيباي مجمع الفقهى الدوىل بشأن املشاركة املتناقصة مجلة‬
‫املجمع ع‪ ،1036 ،1035 ،1026 /13‬ويراجع أيضا‪ :‬املعامفي املالية املعارصة أصالة ومعارصة ‪/15‬‬
‫‪.135‬‬
‫)‪ )3‬مام يدل عىل هذا ويؤكده أن كثريا من الباحثني اشرتطوا من بني الضوابط التى يجوز بها‬
‫هذا العقد‪ :‬أال تكون مجرد عملية متويل بقرض‪ .‬وأال يكون هذا العقد مجرد حيلة للتوصل إىل‬
‫محرم‪ .‬يراجع‪ :‬املشاركة املنتهية بالتمليك كام يجريها بيت التمويل األمريىك ( ال ربا ) دراسة‬
‫نقدية ىف ظل املعايري الرشعية‪ ،‬د‪ /‬أحمد الصويعى شلبيك صا‪.349‬‬
‫)‪ )4‬سورة النساء من اآلية ( ‪.) 12‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1758‬‬

‫ﯟ﴾(‪ )1‬وقوله ‪ ( :‬يقول الله ‪-‬عز وجل‪ :-‬أنا ثالث الرشيكني ما مل‬
‫(‪)2‬‬
‫يخن أحدهام صاحبه‪ ،‬إذا خان خرجت من بينهام)‪.‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬دلت هذه األدلة عىل مرشوعية الرشكة‪ ،‬واملشاركة املتناقصة نوع‬
‫من الرشكة يف الجملة كانت مرشوعة‪.‬‬
‫‪-2‬هذه الرشكة تعترب من رشكة العنان(‪ ،)3‬اقرتن بها رشط صحيح بالوعد بالبيع أو‬
‫مناف للرشع‪ ،‬ومل يرد يف شأنه‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مناف ملقتىض العقد‪ ،‬وال‬ ‫اإلجارة وهذا غري‬
‫نص خاص مينعه‪ ،‬أو يصادم قاعدة عامة قطعية؛ ألن الرشيك حر الت ف يف‬
‫نصيبه‪ ،‬وال يوجد يف الرشع ما مينع من متليك الرشيك حصته يف املستقبل‬
‫لرشيكه سواء كان ذلك د عة واحدة أم عىل د عاي؛ ألن الرشكة عقد غري الزم‪،‬‬
‫له يف أي وقت الخروج من الرشكة‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬نوقش هذا الدليل بااااأن‪ :‬هناك رقًا واض ًحا بني أن تكون النية‬
‫مبيت ًة من البداية للتخارج‪ ،‬ومرتب لها‪ ،‬ومنصوص عليها كرشط أسايس داخل العقد‬
‫نفسه‪ ،‬وبني أن يع َّن ألحد الرشكاء التخارج بعد بداية النشاط لوقوع أحداث جديدة‬
‫مل يكن يتوقعها من قبل‪ ،‬ف شك أن كف الرشيكني يف عقد الرشكة يحق لهام‬
‫إبداء الرغبة يف التخارج يف أي وقت شاءا بعد بداية التعاقد‪ ،‬أما أن ينص عىل‬
‫هذا التخارج‪ ،‬وعىل بيع حصة أحد الرشيكني للرشيك اآلخر بنفس القيمة االسمية‬
‫كرشط مسبق داخل العقد نفسه‪ ،‬أو يف إقرار أو يف وعد ملزم مصاحب للعقد من‬
‫البداية هذا ضامن واضح من الرشيك املشرتي للرشيك املتخارج‪ ،‬وهو ما يأباه‬
‫عقد الرشكة باتفاق العلامء يف كل ع وم ‪.‬‬

‫)‪ )1‬سورة ص من اآلية ( ‪.) 24‬‬


‫)‪ )2‬أبوداود ‪264/3‬ح ‪ ،3385‬ك‪ /‬البيوع‪ ،‬ب‪ /‬باب ىف الرشكة‪ ،‬والحاكم ىف املستدرك ‪60/2‬ح ‪2322‬‬
‫وقال‪ :‬صحيح ووا قه الذهبى‪.‬‬
‫)‪ )3‬رشكة العنان معناها‪ :‬أن يعقد اثنان‪ ،‬أو أكرث الرشكة بينهام‪ ،‬وكان مالهام الذي أدخفه يف‬
‫الرشكة مام يصلح أن يكون رأس مال للرشكة‪ ،‬ومل يشرتطا املساواة التامة يف رأس املال أو‬
‫الربح‪ .‬تكون الرشكة رشكة عنان‪ .‬مجلة األحكام العدلية صاا‪ ،262‬ويراجع‪ :‬القاموس الفقهي‬
‫لغة واصطفحا الدكتور سعدي أبو حبيب ‪ ،263‬ط‪ :/‬دار الفكر‪ .‬دمشق‪.‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1759‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫‪ -3‬األصل يف املعامفي الصحة واإلباحة(‪ ،)1‬وكون الرشكة تجمع بني عقود مختلفة‬
‫كالرشكة والبيع‪ ،‬واإلجارة ف يوجد ما مينع من اجتامع هذه العقود يف عقد‬
‫واحد سواء أكانت هذه العقود متفقة األحكام أم مختلفة األحكام‪ ،‬طاملا استوىف‬
‫كل عقد منها أركانه ورشائطه الرشعية‪ ،‬وسواء أكانت هذه العقود من العقود‬
‫الجائزة أم من العقود الفزمة أم منهام م ًعا‪ ،‬وإمنا املمنوع من اجتامع هذه‬
‫العقود إذا كان الرشع قد نهى عن هذا االجتامع‪ ،‬أو كان يف اجتامعها توصل‬
‫إىل ما هو محرم رش ًعا‪ ،‬وهذا ال يوجد يف عقد الرشكة املتناقصة‪ ،‬لم مينع‬
‫(‪)2‬‬
‫الرشع من اجتامع البيع والرشكة واإلجارة‪.‬‬
‫‪ -4‬أهميتها ‪ ،‬وحاجة املستثمرين إليها سواء عىل مستوى امل ف أم الفرد‪ ،‬حيث‬
‫تعد أحد أدواي االستثامر الهامة يف الع الحارض‪ ،‬يتجنب بها املستثمر الربا‪،‬‬
‫وتحقق له كثري من الغاياي والفوائد التى قد ال تتحقق يف الرشكاي املعهودة‪،‬‬
‫أضف إىل ذلك ضامنها تو ري رؤوس األموال‪ ،‬وتحمل املخاطرةا وتوزيع‬
‫(‪)3‬‬
‫الخسائر‪ .‬ومن املعلوم أن من أسس الرشيعة اإلسفمية ر ع الحرج‪.‬‬
‫أدلة القول الثاىن‪ :‬استدل القائلون بعدم مرشوعية املشاركة املتناقصة بجملة‬
‫أدلة منها ما يىل‪:‬‬
‫‪ -1‬قياس املشاركة املتناقصة عىل بيع الو اء(‪ ،)4‬بجامع البيع باشرتاط عودة امللك‬
‫لصاحبه كام أن بيع الو اء محرم‪ ،‬املشاركة املتناقصة مثله‪.‬‬
‫يقول د‪ /‬عىل السالوس‪" :‬هذا أسوأ من بيع الو اء‪ .‬يعني إن مل يكن هو صورة‬
‫من بيع الو اء هو أسوأ من بيع الو اء‪ ،‬ألن اآلخر ملتزم مببلغ يد عه‪ ،‬إمنا يف بيع‬
‫(‪)5‬‬
‫الو اء إن مل يرد العني ف يد ع شيئا"‪.‬‬
‫)‪ )1‬مجموعة الفوائد البهية عىل منظومة القواعد الفقهية للقحطاين‪ ،‬صاا‪.75‬‬
‫)‪ )2‬املعامفي املالية أصالة ومعارصة للشيخ ذبيان بن محمد ‪ ،161/ 15‬املعامفي املالية املعارصة‪،‬‬
‫وهبة الزحيىل صا‪ ،436‬املعامفي املالية املعارصة‪ ،‬محمد عثامن شبري صااا‪.341‬‬
‫)‪ )3‬املشاركة املتناقصة وتطبيقاتها املعارصة‪ ،‬مرجع سابق صاا‪.73‬‬
‫)‪ )4‬بيع الو اء معناه‪ :‬أن يبيع السلعة للمشرتي بالذي له عليه من الدين عىل أنه متى قضاه الدين‬
‫عادي إليه السلعة‪ .‬معجم لغة الفقهاء صاا‪ ،115‬القاموس الفقهى صاا‪.384‬‬
‫)‪ )5‬مجلة مجمع الفقه اإلسفمي التابع ملنظمة املؤمتر اإلسفمي بجدة ‪.1036 /13‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1760‬‬

‫ويقول الشيخ مح َّمد املختار السفمي "املشاركة املتناقصة أردي أن أقارنها‬


‫بعقو ٍد أخرى معرو ة يف الفقه ا ِإلسفمي وجدي أقرب العقود إليها هو بيع الو اء‪،‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫إن بيع الو اء أن يبيع عىل اشرتاط أن يعود امللك إىل صاحبه"‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬املشرتى يف بيع الو اء له صفة املالك وغري املالك‪ ،‬هو مالك‬
‫مبقتىض العقد‪ ،‬وغري مالك مبقتىض الرشط الذى يلزمه برد املبيع إىل املدين عند‬
‫(‪)2‬‬
‫سداد الدين‪ ،‬وهو رشط يتناىف مع مقتىض العقد‪.‬‬
‫إضا ة إن البائع يف بيع الو اء مل يقصد البيع حقيقة ومل تتوجه إرادته‬
‫إليه‪ ،‬بخفف املشاركة املتناقصة قد توجه القصد إىل حقيقة االستثامر ويتحمل كل‬
‫( ‪)3‬‬
‫طرف الربح والخسارة‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الرشكة املتناقصة هي يف حقيقتها قرض بفائدة مسترتٍ باسم الرشكة؛ ألنه‬
‫من الواضح أن البنك وعميله ال يريدان يف واقع األمر مشاركة بعضهام البعض‪،‬‬
‫النية مبيتة يه من البداية عىل أن يبدأ تخارج البنك من التعامل ور االنتهاء‬
‫من قيام املرشوع وتنتهي عملية املشاركة بأكملها بني الطر ني مبجرد حصول‬
‫كل منهام عىل الغرض األصيل املنشئ لهذا التعامل‪ ،‬وهو القرض بالنسبة للعميل‪،‬‬
‫والعائد من هذا القرض (مع اسرتداد أصله) بالنسبة للبنك‪ ،‬يقول د‪ .‬السالوس‪" :‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وأنا نظري إىل العقدين وجدي أن املسألة متول وليست رشكة متناقصة"‪.‬‬
‫ويقول الشيخ عبداللطيف آل محمود‪ " :‬إن مثل هذه املعاملة ترتاءى أنها غري‬
‫(‪)5‬‬
‫صحيحة؛ ألنها تصبح حيلة لجدولة الدين"‪.‬‬
‫‪ -3‬عقد املشاركة املتناقصة هو أحد صور بيع العينة التي ورد النهى عنها‪ ،‬وذلك‬
‫للنص ال يح يف عقد البيع عىل أن يعيد املشرتي بيع األصل الذي اشرتاه إىل‬
‫نفس البائع املالك األصيل يقول الشيخ حسني كامل‪ " :‬لألسف الشديد ال أرى‬

‫)‪ )1‬املرجع السابق ‪.1022 /13‬‬


‫)‪ )2‬املعامفي املالية املعارصة‪ ،‬وهبة الزحيىل صاا‪.437‬‬
‫)‪ )3‬الصور املعارصة لبيع الو اء‪ ،‬دراسة قهية‪ ،‬يارس الخضريى صااا‪.35‬‬
‫)‪ )4‬مجلة مجمع الفقه الدوىل ‪.1036 /13‬‬
‫)‪ )5‬املرجع السابق ‪.1035 /13‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1761‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫يف عرض املشاركة املتناقصة املطروح للمناقشة إال كونه مثاالً ألحد مناذج بيوع‬
‫( ‪)1‬‬
‫العينة التي نهى الفقهاء عنها"‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬نوقش هذا الدليل بأن العينة يها بيعان أحدهام حال‪ ،‬واآلخر‬
‫مؤجل‪ ،‬وهذه املشاركة املتناقصة ليس يها عقد بيع‪ ،‬وإمنا يها عقد مشاركة‪ ،‬ثم‬
‫يحصل البيع بعدئذ‪ ،‬وهو يحصل أيضً ا بالقيمة السوقية‪ ،‬أما بيع العينة إن هناك‬
‫زيادة يف البيع املؤجل عن البيع الحال‪ ،‬وهي التي يوجد بها عن الفائدة‪ ،‬وكون‬
‫أحد الطر ني يريد الحصول عىل الربح أي مانع يف الرشع من ذلك؟ إذا كان‬
‫يريد الحصول عىل الربح‪ ،‬واآلخر يريد الحصول عىل امللكية الكاملة بالتدريج‪،‬‬
‫ليس هناك ما مينع هذه الرغباي إذا كانت و ق أحكام الرشيعة وعقودها‬
‫(‪)2‬‬
‫وضوابطها‪.‬‬
‫قائف‪ :‬ليس هناك عفقة‬ ‫ويستبعد ضيلة الشيخ عيل محيى الدين شبه العينة‪ً ،‬‬
‫بني موضوع الرشكة املتناقصة وبيع العينة‪ ،‬بيع العينة بني طر ني‪ ،‬وهذا بني عدة‬
‫أطراف‪ ،‬وبيع العينة يف نفس الوقت‪ ،‬وهذا بعد وقت طويل‪ ،‬وبيع العينة ال بد أن‬
‫يكون السعر مل يتغري‪ ،‬وهنا يف الغالب تتغري األسعار‪ ،‬لذلك ال تتوا ر يف عقد‬
‫( ‪)3‬‬
‫الرشكة املتناقصة صور بيع العينة‪ ،‬ينبغي أن تستبعد هذه الشبهة‪.‬‬
‫‪ -4‬اشرتاط أحد الرشيكني عىل الرشيك اآلخر يف العقد نفسه من البداية رشاء‬
‫حصته منه يعني اشرتاط ضامن هذه الحصة يف رأس املال بقيمتها االسمية ولو‬
‫مل يتعد أو يفرط‪ ،‬ويف هذا يقول الدكتور حسني كامل همي‪" :‬إذا أراد أحد‬
‫الرشكاء التخارج من الرشكة هو يبيع حصته الشائعة التي امتلكها إما للغري‪،‬‬
‫وإما إىل باقي الرشكاء املستثمرين يف الرشكة‪ ،‬وهذا كله جائز يف حالة ما إذا‬
‫تم التخارج وبيع الحصة دون رشط مسبق‪ ،‬عىل سبيل املثال يقول ابن قدامة‬
‫(‪)4‬‬
‫‪" :‬وإن اشرتى أحد الرشيكني حصة رشيكه منه جاز"‪.‬‬

‫)‪ )1‬مناقشاي مجلة املجمع الفقهى الدوىل ‪.1026 /13‬‬


‫)‪ )2‬املعامفي املالية أصالة ومعارصة للشيخ ذبيان بن محمد ‪.158/ 15‬‬
‫)‪ )3‬مناقشاي مجلة املجمع الفقهى الدوىل ‪.1043 /13‬‬
‫)‪ )4‬املغنى البن قدامة ‪.43 /5‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1762‬‬

‫أما إذا اشرتط أحد الرشيكني عىل الرشيك اآلخر يف العقد نفسه من البداية‬
‫رشاء حصته منه كأنه اشرتط ضامن هذه الحصة يف رأس املال بقيمتها االسمية‬
‫دون تعد‪ ،‬يفسد العقد عند من يقول‪ :‬إن الرشط الفاسد يفسد الرشكة‪ ،‬ويفسد‬
‫( ‪)1‬‬
‫الرشط عند من يقول بأن الرشط الفاسد ال يفسد العقد"‬
‫املناقشة‪ :‬نوقش هذا الدليل بأن الضوابط التى وضعها الفقهاء املجيزون قد‬
‫صانت العقد من مثل هذه الرشوط الفاسدة إذا طبقت تلك الضوابط كان العقد‬
‫صحيحا‪.‬‬
‫جاء يف قرار املجمع الفقهى الدوىل ما نصه‪ " :‬املشاركة املتناقصة مرشوعة‬
‫إذا التزم يها باألحكام العامة للرشكاي‪ ،‬وروعيت يها الضوابط اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬عدم التعهد برشاء أحد الطر ني حصة الطرف اآلخر مبثل قيمة الحصة عند‬
‫إنشاء الرشكة‪ ،‬ملا يف ذلك من ضامن الرشيك حصة رشيكه‪ ،‬بل ينبغي أن يتم‬
‫تحديد مثن بيع الحصة بالقيمة السوقية يوم البيع‪ ،‬أو مبا يتم االتفاق عليه عند‬
‫(‪)2‬‬
‫البيع"‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ -5‬املشاركة املتناقصة يها إضا ة البيع إىل املستقبل‪ ،‬وقد ذهب جمهور الفقهاء‬
‫إىل عدم جواز إضا ة عقد البيع إىل زمن مستقبل؛ ألنها متليك‪ ،‬وقد أمكن‬
‫تنجيزها للحال‪ ،‬ف حاجة إىل اإلضا ة‪ ،‬بخفف اإلجارة وما شاكلها؛ ألنه ال‬
‫ميكن متليكها للحال؛ ألن املنفعة تتجدد‪ ،‬ساعة ساعة‪ ،‬عىل حسب وجود املنفعة‬
‫(‪)4‬‬
‫وحدوثها‪.‬‬
‫وبناء عليه إن املشاركة املتناقصة ال تجوز‪ ،‬أصلها عدم جواز البيع املضاف‬

‫)‪ )1‬املعامفي املالية أصالة ومعارصة للشيخ ذبيان بن محمد ‪.154/ 15‬‬
‫)‪ )2‬موقع مجمع الفقهى الدوىل عىل االنرتنت الدورة الخامسة عرشة‪ ،‬قرار رقم ‪:)15/2( 136‬‬
‫‪http://www.iifa-aifi.org/2146.html‬‬
‫)‪ )3‬مرشد الحريان إىل معر ة أحوال اإلنسان محمد قدري باشا صاا‪ ،42‬رشح ال ُّزرقاين عىل‬
‫مخت خليل‪ ،8/5 ،‬كفاية النبيه يف رشح التنبيه البن الر عة ‪ ،72/9‬الكايف يف قه اإلمام‬
‫أحمد‪.12/2 ،‬‬
‫)‪ )4‬تبيني الحقائق للزيلعى ‪.148/5‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1763‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫إىل املستقبل‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬ميكن مناقشة هذا الدليل بأن الحنابلة يف الرواية الثانية(‪ )1‬لهم وهو‬
‫قول عند الحنفية(‪ )2‬صححوا البيع املعلق عىل رشط‪ ،‬ومعلوم لنا أنه إذا كان العقد‬
‫املعلق عىل رشط صحيحا‪ ،‬بناء عىل هذا‪ ،‬والتعليق إمنا يكون عىل أمر محتمل‬
‫الوقوع‪ ،‬إنه إذا أضيف العقد إىل أمر محقق الوقوع‪ ،‬وهو الزمن املستقبل‪ ،‬إنه‬
‫( ‪)3‬‬
‫يكون صحيحا من باب أوىل‪.‬‬
‫القول املختار‪:‬‬
‫وبعد عرض املذهبني بأدلتهام ومناقشة ما أمكن مناقشته من األدلة إىن‬
‫أختار ما ذهب إليه جمهور الفقهاء املعارصين أصحاب املذهب األول والذين ذهبوا‬
‫إىل جواز املشاركة املنتهية بالتمليك ( املشاركة املتناقصة ) مع رضورة االلتزام‬
‫بالضوابط التى اشرتطوها للجواز لتفادى املحظوراي الرشعية‪ ،‬وذلك لألسباب‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬إن ىف هذا االختيار تنشيطًا ألداة من أدواي التمويل التى تقوم عليها‬
‫املؤسساي املالية مام يفيد االستثامر‪ ،‬وينعكس عىل اإلنتاج‪ ،‬ومن خفله تدور‬
‫عجلة التنمية‪.‬‬
‫‪ -2‬كام أنه يفيد األ راد والدول واملؤسساي التى تعجز عن رشاء حاجاتها عن‬
‫طريق البيع‪.‬‬
‫‪ -3‬يه ر ع للحرج عن األمة ىف معامفتها املالية‪ ،‬ور ع الحرج أساس من أسس‬
‫الرشيعة الغراء‪.‬‬

‫)‪ )1‬يراجع‪ :‬الفروع ال بن مفلح ‪ ،47/4‬كتاب العقود البن تيمية صاا‪ ،227‬بحث أ‪.‬د‪ /‬حسن عىل‬
‫الشاذىل مبجلة مجمع الفقه الدوىل ‪.894/13‬‬
‫)‪ )2‬يراجع‪ :‬الفتاوى الهندية ‪.142/3‬‬
‫)‪ )3‬املشاركة املتناقصة وصورها يف ضوء ضوابط العقود املستجدة‪ ،‬األستاذ الدكتور‪ /‬حسن عيل‬
‫الشاذيل‪ ،‬مجلة مجمع ‪.894/13‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1764‬‬

‫أثر مرشوعية املشاركة املتناقصة ىف اإلسهام ىف إدارة املخاطر‬


‫ومعالجتها‪:‬‬
‫املشاركة املتناقصة من أدواي االستثامر الحديثة‪ ،‬والتى تسعى املؤسساي‬
‫املالية إىل تطبيقها نظرا ً ملا تحققه من الغاياي والفوائد مام ال يتحقق يف الرشكاي‬
‫املعهودة‪ ،‬مع تضمنها لغاية الرشكاي عامة من تو ري رؤوس األموال وتوزيع‬
‫املخاطرة‪ ،‬وميكن بيان أثر املشاركة املتناقصة يف إدارة املخاطر ومعالجتها من‬
‫خفل ما ييل‬
‫‪ -1‬الغرض من صيغة املشاركة املتناقصة أن تكون بديفً عن القرض الربوي‪ ،‬حيث‬
‫يقدم امل ف االئتامن لعمفئه عىل غري أساس الفائدة‪.‬‬
‫‪ -2‬تحقق للم ف أرباحاً دورية عىل مدار السنة‪ ،‬وبالنسبة للرشيك‪ :‬تشجعه عىل‬
‫االستثامر الحفل والتملك للمرشوع‪ ،‬وتحقق طموحاته املتمثلة يف انفراده‬
‫بتملك العقار أو املنشأة أو املرشوع عىل املدى املتوسط‪ ،‬وذلك بتخارج امل ف‬
‫( ‪)1‬‬
‫تدريجياً من الرشكة‪.‬‬
‫‪ -3‬املؤسسة املالية اإلسفمية قد ال ترغب االستمرار يف املشاركة لئف تجمد رأس‬
‫مال مدة طويلة‪ ،‬عقد املشاركة املتناقصة يحقق لها غايتها يف الربح باإلضا ة‬
‫(‪)2‬‬
‫إىل اسرتداد رأس املال يف رتة قد ال تكون بحاجة إىل رأس املال املشارك‪.‬‬
‫‪ -4‬املشاركة املتناقصة تبعد شبهة الربا عن مجال االستثامر‪ ،‬وتحقق هد اً رئيسا ً‬
‫لفستثامر يف حدود وضوابط الرشيعة اإلسفمية‪.‬‬
‫‪ -5‬تزيد املشاركة املتناقصة من جانب الطلب‪ ،‬واإلقبال عىل أسلوب االستثامر‪،‬‬
‫وذلك بر ع امل ف العبء عن املستثمر بالقيام بالتمويل‪ ،‬كام أنها تو ر ميزة‬
‫التنويع يف مجال االستثامر بدالً عن املدايناي والقروض‪.‬‬
‫‪ -6‬تلعب دورا ً عاالً يف التنمية املحلية‪ ،‬حيث يو ر امل ف الدعم املادى‬

‫)‪ )1‬املشاركة املتناقصة‪ ،‬طبيعتها وضوابطها الخاصة‪ ،‬الدكتور عبد السفم العبادي بحث منشور‬
‫مبجلة املجمع الفقهى ع‪.945 /13‬‬
‫)‪ )2‬عجيل جاسم النشمي مرجع سابق‪ ،‬بحث منشور مبجلة مجمع الفقه اإلسفمى ع‪.971 /13‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1765‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫للحر يني‪ ،‬وأصحاب الصناعاي البسيطة‪ ،‬إن هذا يعمل عىل زيادة الدخل‪،‬‬
‫ويؤدى إىل اعتامد املجتمعاي املحلية عىل القدراي الذاتية‪ ،‬وير ع العبء عن‬
‫( ‪)1‬‬
‫الحكوماي‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التوريق املرصىف ودوره يف إدارة املخاطر‬
‫مام أ رزته الهندسة املالية املعارصة ملعالجة املخاطر والحد منها ما يسمى‬
‫بالتوريق امل ىف‪ ،‬ومن املعلوم أن الدائن يصري بالتوريق ذا نقود سائلة (ورق) بعد‬
‫أن كان مجرد صاحب دين مؤجل يف ذمة الغري‪ ،‬وكذا سائر من انتقلت إليه ملكية‬
‫ذلك الصك‪.‬‬
‫هذا وقد اكتسبت وثائق تداول الديون أهمية كربى يف أسواق املال العاملية‬
‫ىف السنواي األخرية‪ ،‬حيث تحت الباب عىل م اعيه لتداول الديون واستثامر‬
‫(‪)2‬‬
‫األموال يف هذا السبيل امليرس املنظم‪.‬‬
‫وبذلك ميكن أن تجرى عليه عملياي التبادل والتداول املختلفة‪ ،‬وينقلب إىل‬
‫نقود سائلة حارضة بعد أن كان مجرد التزام يف ذمة املدين‪.‬‬
‫وقد توسعت هذه العملياي حتى صار أغلب الديون قابلة للتنضيض بهذه‬
‫الطريقة‪ ،‬مبا يف ذلك الديون عىل الدول (دول العامل الثالث) للبنوك الدولية‪ ،‬وال‬
‫يلزم أن يكون لها وثائق مثل األسهم والسنداي‪ ،‬بل كثريا ً ما تبقى عىل صفة قيود‬
‫محاسبية يف د اتر املؤسساي املعنية‪ ،‬وتتداول بينهم بواسطة الكمبيوتر‪.‬‬
‫مفهوم التوريق املرصىف‪:‬‬
‫يعنى مصطلح التوريق امل ىف ىف أبسط صوره‪" :‬الحصول عل األموال‬
‫باالستناد إىل الديون امل ية القامئة‪ ،‬وذلك عن طريق خلق أصول مالية جديدة"‬
‫وبعبارة أخرى إن مصطلح التوريق يعنى "تحويل املوجوداي املالية من املقرض‬
‫(‪)3‬‬
‫األصىل إىل األخرين‪ ،‬والذى يتم غالباً من خفل الرشكاي املالية"‪.‬‬
‫)‪ )1‬املشاركة املتناقصة وتطبيقاتها املعارصة‪ ،‬البنك اإلسفمى األردىن منوذجا‪ ،‬صااا‪.35‬‬
‫)‪ )2‬بيع الدين أحكامه ‪ -‬تطبيقاته املعارصة‪ ،‬أ‪ .‬د‪ /‬نزيه كامل حامد منشور مبجلة مجمع الفقه‬
‫اإلسفمي الدوىل‪.92/11‬‬
‫)‪ ) 3‬التوريق كأداة مالية حديثة‪ ،‬د عدنان الهندى وآخرون‪ ،‬نرش‪ /‬األكادميية العربية للعلوم املالية‬
‫═‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1766‬‬

‫وعر ه نزيه حامد أنه‪" :‬جعل الدين املؤجل يف ذمة الغري ‪ -‬يف الفرتة ما بني‬
‫( ‪)1‬‬
‫ثبوته يف الذمة وحلول أجله ‪ -‬صكوكاً قابلة للتداول يف سوق ثانوية"‪.‬‬
‫كام عرف التوريق أنه‪" :‬أداة مالية مستحدثة تفيد قيام مؤسسة مالية بحشد‬
‫مجموعة من الديون املتجانسة واملضمونة كأصول‪ ،‬ووضعها ىف صورة دينٍ واح ٍد‬
‫معز ٍز ائتامنياً‪ ،‬ثم عرضه عىل الجمهور من خفل منشأة متخصصة لفكتتاب ىف‬
‫شكل أوراق مالية قابلة للتداول تقليفً للمخاطر‪ ،‬وضامناً للتد ق املاىل املستمر‬
‫(‪)2‬‬
‫للسيولة النقدية للبنك"‪.‬‬
‫وجميع التعريفاي املذكورة للتوريق وإن اختلفت صياغتها إال أن مدلولها‬
‫واحد‪ ،‬حيث تتناول األصول محل التوريق وعملية نقلها لرشكة التوريق التى تصدر‬
‫بها سنداي‪ ،‬وطرحها عىل املستثمرين لفكتتاب يها بالرشاء‪ .‬كام يتبني من خفل‬
‫التعاريف السابقة أن من أهداف و وائد التوريق امل يف الحد من املخاطر التى‬
‫تواجه املؤسسة املالية بتو ري السيولة املادية‪ .‬كام تفيد تلك التعريفاي أن التوريق‬
‫هو عملية بيع للديون بشكل منظم ىف صورة صكوك أو سنداي‪ ،‬وأن هذه السنداي‬
‫قابلة للتداول‪.‬‬
‫إجراءات التوريق املرصىف وخطواته‪:‬‬
‫تتم عملية التوريق امل ىف طبقاً للخطواي التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬متَ لُّك املؤسسة البادئة لألصل محل التوريق‪ ،‬إن التوريق يتم بتحويل أحد‬
‫األصول التى متلكها املؤسسة إىل رشكة التوريق لتصدر عنها أوارق مالية‬
‫تطرحها لفكتتاب العام‪ ،‬ولذلك إنه البد من وجود أصل تتو ر يه بعض‬
‫الرشوط من كونه له موعد استحقاق متوسط أو طويل األجل وتتو ر له‬
‫ضامناي حتى ميكن توريقه‪.‬‬
‫ب‪ -‬عملية رز وتجميع (حشد) مكوناي هذا األصل ىف حزم ٍة واحد ٍة تتشابه يها‬
‫═‬
‫وامل ية‪ ،‬صا‪.39‬‬
‫)‪ )1‬بيع الدين أحكامه ‪ -‬تطبيقاته املعارصة‪ ،‬أ‪ .‬د‪ /‬نزيه كامل ‪.92/11‬‬
‫)‪) 2‬التوريق ىف الرشيعة اإلسفمية وتطبيقاته عىل بعض الدول العربية‪ ،‬محمد أحمد غانم‪ ،‬نرش‪/‬‬
‫املكتب الجامعى الحديث‪2009 ،‬م‪ ،‬صاا‪.8‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1767‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫معدالي العائد‪ ،‬وأجل االستحقاقاي‪.‬‬


‫ج‪ -‬تقييم األصل محل التوريق لتحديد مدى تطابق القيمة الد رتية له مع القيمة‬
‫التى سيورق بها‪ ،‬وذلك بواسطة أحد مكاتب التثمني‪.‬‬
‫د‪ -‬التقييم بواسطة إحدى وكاالي التصنيف لتحديد الجدارة األئتامنية‪ ،‬وللمقرتض‬
‫ىف حالة الديون ومستوى العائد ىف حالة أصول املشاركاي واإلجاراي‪ ،‬ومدى‬
‫كفاءة الرشكاء وانتظام املستاجرين ىف سداد املستحق عليهم‪.‬‬
‫ها‪ -‬االتفاق مع رشكة التوريق عىل كيفية تحويل األصل لها حسب أساليب التوريق‪،‬‬
‫وتحديد املبلغ التى ستد عه مقابل هذه األصول‪.‬‬
‫و‪ -‬سداد رشكة التوريق املستحق عليها للمؤسسة البادئة‪.‬‬
‫ز‪ -‬قيام رشكة التوريق بإصدار األوراق املالية املمثلة لألصل بالقيمة االسمية زائد‬
‫( ‪)1‬‬
‫عفوة اإلصدار وطرحها لفكتتاب العام عىل املستثمرين‪.‬‬
‫ح‪ -‬اختيار الجهة التي ستقوم بخدمة األوراق املالية سواء كانت املؤسسة البادئة أو‬
‫من غريها‪.‬‬
‫ط‪-‬استفم رشكة التوريق لحصيلة االكتتاب ىف األوراق املالية املطروحة من‬
‫مستشار الطرح‪ ،‬وسداد القرض الذى أخذته من املؤسسة املالية أو د ع‬
‫مستحقاي املؤسسة البادئة‪.‬‬
‫ى‪ -‬قيام الجهة التى تم اختيارها بتحصيل العوائد واألقساط واملستحقة ملدين‬
‫األصل وتسليمها ألمني الحفظ لتوزيعها عىل حملة األوراق املالية‪.‬‬
‫ك‪ -‬ميكن للمستثمرين حملة األوراق املالية بيع هذه األوراق ىف السوق الثانوية‬
‫إما بنفس السعر الذى تم الرشاء‪ ،‬أو أكرث أو أقل حسب أسعارها ىف األسواق‬
‫املالية‪.‬‬
‫ل‪ -‬تنتهى العملية يف أجل استحقاق األوراق املالية‪.‬‬
‫م‪ -‬يف حالة تأخر أو توقف امللتزمني باألصل املورق عن د ع املستحق عليهم من‬

‫)‪ )1‬التوريق ىف الرشيعة اإلسفمية وتطبيقاته عىل بعض الدول العربية‪ ،‬محمد أحمد غانم‪ ،‬صا‪.23‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1768‬‬

‫أقساط‪ ،‬أو وائد أو عوائد تقوم الجهة الضامنة بالسداد لتسليمها‬


‫( ‪)1‬‬
‫للمستثمرين‪.‬‬
‫الحكم الفقهى للتوريق املرصيف‪:‬‬
‫عند النظر الدقيق ىف مفهوم التوريق نجد أن الفقهاء املعارصين كيفوه قهاً‬
‫أنه من بيع الدين لغري املدين بثمن حال‪ )2(،‬وقد وقع خفف قهى حول حكم بيع‬
‫الدين لغري من هو عليه بثمن حال عىل ثفثة أقوال‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬ال يجوز بيع الدين لغري املدين بثمنٍ حا ٍل مطلقاً‪ ،‬وهو ما ذهب‬
‫إليه الحنفية‪ ،‬والشا عية‪ ،‬والحنابلة ىف الصحيح‪ )3(،‬والظاهرية‪ ،)4(،‬وجمهور‬
‫(‪)5‬‬
‫املعارصين وعىل رأسهم مجمع الفقه اإلسفمى الدوىل‪.‬‬
‫القول الثاين‪ :‬التفريق بني بيع الدين لغري املدين بني ما إذا كان الدين ‪-‬‬
‫سلام(‪ -)6‬سلعة موصو ة ىف الذمة‪ ،‬كام إذا كان الرجل مدينًا آلخر مبائة صا ٍع من‬ ‫ً‬
‫( ‪)7‬‬
‫بعوض من غري جنسه وبرشوط ‪ ،‬وبني إذا ما كان الدين نقدا ً ف‬ ‫ٍ‬ ‫الرب‪ ،‬يجوز‬
‫)‪ )1‬التوريق‪ ،‬وتطبيقاتها املعارصة وتداولها‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صااا‪ ،10‬التوريق وأزمة املالية العاملية‪ ،‬أ‪/‬‬
‫يوسفاي عىل جامعة‪ ،‬وأ‪ /‬بوزيان رحامىن حاج‪ ،‬بحث مقدم للمتلقى الدويل الثاين‪ ،‬املنعقد‬
‫مبعهد العلوم االقتصادية بالجزائر صااا‪.5‬‬
‫)‪ )2‬يراجع ىف ذلك‪ :‬بيع الدين أحكامه ‪ -‬تطبيقاته املعارصة‪ ،‬أ‪ .‬د‪ /‬نزيه كامل ‪ ،32/11‬بيع الدين‬
‫وسنداي القرض وبدائلها الرشعية يف مجال القطاع العام والخاص‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬محمد عيل‬
‫القري بن عيد ‪.112/11‬‬
‫)‪ )3‬املبسوط للرسخىس ‪ ،70/12‬بدائع الصنائع ‪ ،148/5‬نهاية املطلب ‪ ،102 ،26/7‬مغنى املحتاج‬
‫للرشبينى ‪ ،466/2‬املغنى ‪ ،360 ،91/4‬املسائل الفقهية من كتاب الروايتني والوجهني ألىب يعيل‬
‫‪.375/1‬‬
‫)‪ )4‬املحىل باآلثار‪ ،‬أبو محمد عيل بن أحمد بن سعيد بن حزم األندليس الظاهري‪ ،‬املحقق‪:‬‬
‫عبدالغفار سليامن البنداري‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بريوي ‪.487/7‬‬
‫)‪ ) 5‬مجمع الفقه اإلسفمي الدويل املنبثق عن منظمة املؤمتر اإلسفمي يف دورة انعقاد مؤمتره‬
‫الحادي عرش باملنامة يف دولة البحرين‪ ،‬من ‪ 30 - 25‬رجب ‪ 1419‬ها (‪ 19 - 14‬نو مرب ‪)1998‬‬
‫يرجع‪ :‬مجلة مجمع الفقه اإلسفمي الدوىل ‪.213/11‬‬
‫)‪ )6‬السلم معناه‪ :‬نوع من البيوع يعجل يه الثمن وتضبط السلعة بالوصف إىل أجل معلوم‪ .‬يراجع‬
‫أنيس الفقهاء للقونوى الحنفى‪ ،‬صاا‪.79‬‬
‫)‪ )7‬وهذه الرشوط هى‪ :‬أال يكون الدين طعاماً لئف يدخله النهى عن بيع الطعام قبل قبضه‪ ،‬وأن‬
‫═‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1769‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫( ‪)1‬‬
‫يجوز إل ضائه إىل الربا‪ ،‬وهو ما ذهب إليه املالكية‪.‬‬
‫القول الثالث‪ :‬يجوز بيع الدين لغري املدين بثمن حال مطلقاً‪ ،‬برشط خلوه‬
‫من الربا‪ ،‬وانتفاء عدم القدرة عىل التسليم‪ ،‬وهو ما ذهب إليه الحنابلة(‪ )2‬ىف رواية‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫والشا عية ىف املعتمد(‪ ،)3‬واختاره شيخ اإلسفم ابن تيمية‪ ،‬وتلميذه ابن القيم‪.‬‬
‫واختاره من املعارصين‪ ،‬محمد سعيد رمضان البوطى(‪ ،)5‬والصديق الرضير(‪ ،)6‬ونزيه‬
‫حامد(‪ ،)7‬وابن عثيمني(‪ ،)8‬ودبيان بن محمد الدبيان‪ )9(.‬وآخرون‪.‬‬
‫تحرير محل النزاع‪ :‬أجمع الفقهاء عىل عدم جواز بيع الدين بالدين وهو‬
‫═‬
‫يباع بغري جنسه‪ ،‬وأن ال يقصد ببيعه رضراً بأال يكون بني املدين واملشرتى عداوة لئف يتسلط‬
‫رضا مق ًرا بالدين الذي‬
‫عليه‪ ،‬وأن يكون الثمن نقداً‪ ،‬وأن يكون الغريم الذي بيع الدين عليه حا ً‬
‫عليه‪ ،‬لئف يقع الغرر والتخاطر يف العقد بالجهل مبا يجري عىل الغريم يف ذمته‪ ،‬وجواز‬
‫جحوده ملا عليه‪ ،‬وأال يكون الدين من النقدين حتى ال يقع الربا ىف ال ف لعدم التقابض‪.‬‬
‫رشح التلقني للقاىض عبدالوهاب ‪ ،239/2‬مواهب الجليل يف رشح مخت خليل ‪.368/4‬‬
‫واخت الدكتور وهبة الزحيىل هذه الرشوط ىف رشطني هام‪ :‬أال يؤدى البيع إىل محظور‬
‫رشعى كالربا والغرر‪ .‬الثاىن‪ :‬أن يغلب عىل الظن الحصول عىل الدين‪ .‬يراجع‪ :‬بيع الدين ىف‬
‫الرشيعة اإلسفمية‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬وهبة الزحييل‪ ،‬مركز النرش العلمى‪ ،‬جامعة امللك عبدالعزيز صااا‪.28‬‬
‫)‪ )1‬املدونة ‪ ،7/3‬القوانني الفقهية البن جزى الكلبى‪ ،‬صاا‪ ،191 ،169‬التاج واإلكليل للمواق ‪،523/6‬‬
‫رشح رزوق البن أىب زيد‪.762/2‬‬
‫)‪ )2‬املغنى ‪.360/4‬‬
‫)‪ )3‬نهاية املطلب ‪ ،102 ،26/7‬الوسيط للغزاىل ‪ ،461/3‬مغنى املحتاج ‪.466/2‬‬
‫)‪ )4‬مجموع الفتاوى ‪ ،506/29‬إعفم املوقعني ‪.264/263،3/1‬‬
‫)‪ ) 5‬ضوابط وتحقيقاي‪ :‬بيع العربون‪ ،‬السلم‪ ،‬تداول الديون‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬محمد سعيد رمضان البوطي‪،‬‬
‫صا‪.17‬‬
‫)‪ )6‬بيع الدين‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬الصديق محمد األمني الرضير‪ ،‬منشور ضمن عدد من البحوث املقدمة‬
‫للمجمع الفقهى صاا‪ ،82‬وصاا‪.121‬‬
‫)‪ )7‬قضايا قهية معارصة ىف املال واالقتصاد‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬نزيه حامد‪ ،‬ط‪ /‬دار القلم‪ -‬دمشق‪ ،‬األوىل‪،‬‬
‫صا‪.208‬‬
‫)‪ )8‬املنتقى من رائد الفوائد‪ ،‬محمد بن صالح بن محمد العثيمني (ي ‪1421‬ها)‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬
‫الوطن للنرش‪ ،‬الرياض‪ ،‬صاا‪.164‬‬
‫)‪ )9‬املعامفي املالية أصالة ومعارصة‪ ،‬دبيان بن محمد الدبيان مرجع سابق ‪.115/3‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1770‬‬

‫النسيئة بالنسيئة‪ ،‬أو الدين املؤخر بالدين املؤخر‪ ،‬ومعناه أن يكون الدينان مؤجلني‪،‬‬
‫ألن يه انشغاالً للذمتني هو التزام بف ائدة‪ ،‬ويعربون عنه بالكاىلء بالكاىلء‪،‬‬
‫والكالئ‪ :‬هو املؤخر الذي مل يقبض‪ ،‬كام لو أسلم شيئاً يف يشء يف الذمة‪ ،‬وكفهام‬
‫( ‪)1‬‬
‫مؤخر‪ ،‬هذا ال يجوز‪ ،‬باالتفاق ال سيام إذا كان الدينان من األموال الربوية‪.‬‬
‫قال ابن املنذر‪" :‬وأجمعوا عىل أن بيع الدين بالدين ال يجوز"(‪ ،)2‬وقال ابن‬
‫القطان‪ " :‬وأجمع كل من يحفظ عنه من أهل العلم عىل أن بيع الدين بالدين ال‬
‫(‪)3‬‬
‫يجوز"‪.‬‬
‫سبب الخالف ويعود سبب الخفف بني الفقهاء ىف هذه املسألة إىل ما ييل‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬مدى تحقق الربا ىف بيع الدين لغري املدين من عدمه‪ ،‬من رأى أنه باب من‬
‫أبواب الربا‪ ،‬منعه‪ ،‬ومن رأى أنه ليس ربا‪ ،‬وال يفىض إليه أجازه‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اختف هم ىف حقيقة الدين هل ميكن اعتباره ماالً أم ال؟ من اعتربه ماال‬
‫أجاز بيعه‪ ،‬ومن اعتربه حقاً منع بيعه‪ .‬قال الزركىش‪" :‬هل يجوز بيع الدين‬
‫من غري من عليه الدين إن قلنا " إنه " مال جاز‪ ،‬أو حق‪ ،‬ف؛ ألن الحقوق‬
‫(‪)4‬‬
‫ال تقبل النقل إىل الغري"‪.‬‬
‫أدلة املذهب األول القائل باملنع مطلقاً‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أدلتهم من القرآن‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله تعاىل‪﴿ :‬ﭩﭪﭫ ﭬﭭﭮﭯﭰ﴾‬
‫(‪)5‬‬

‫)‪ )1‬موسوعة اإلجامع يف الفقه اإلسفمي ‪ ،631/2‬وإعفم املوقعني ‪ ،264/3‬بيع الدين ىف الرشيعة‬
‫اإلسفمية‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬وهبة الزحييل‪ ،‬صااا‪.34‬‬
‫)‪ )2‬اإلجامع‪ ،‬محمد بن إبراهيم بن املنذر النيسابوري‪ ،‬تحقيق ودراسة‪ :‬د‪ .‬ؤاد عبد املنعم أحمد‪،‬‬
‫النارش‪ :‬دار املسلم للنرش والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل لدار املسلم‪ 1425 ،‬ها‪2004 /‬م صاا‪.96‬‬
‫)‪ )3‬اإلقناع يف مسائل اإلجامع‪ ،‬عيل بن محمد بن عبد امللك الكتامي الحمريي الفايس‪ ،‬أبو‬
‫الحسن ابن القطان (ي ‪ 628‬ها)‪ ،‬املحقق‪ :‬حسن وزي الصعيدي‪ ،‬النارش‪ :‬الفاروق الحديثة‬
‫للطباعة والنرش‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1424 ،‬ها ‪2004 -‬م‪.234/2 ،‬‬
‫)‪ )4‬املنثور يف القواعد الفقهية للزركىش ‪.161/2‬‬
‫)‪ )5‬سورة النساء من اآلية (‪.)29‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1771‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫وجه الداللة‪ :‬حيث نهى الشارع الحكيم ىف اآلية عن أكل أموال الناس‬
‫بالباطل‪ ،‬وهذا النوع من البيع يه أكل ألموال الناس بالباطل‪ ،‬ملا يه من عدم‬
‫القدرة عىل التسليم الذى يفىض إىل ضياع الحقوق‪ .‬قال ابن حزم عن بيع الدين‪" :‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫وهذا هو أكل ما ٍل بالباطل"‬
‫املناقشة‪ :‬ونوقش االستدالل بهذه اآلية بأنها عامة‪ ،‬وال تدل عىل ما ذكر حيث‬
‫(‪)2‬‬
‫إن الدين ثابت ىف ذمة املدين‪ ،‬وهو مقر به‪ ،‬وذمته مشغولة به عىل كل حال‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أدلتهم من السنة‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ -1‬عن ابن عمر ‪" :--‬أن النبي ‪ - -‬نهى عن بيع الكالئ‬
‫(‪)4‬‬
‫بالكالئ"‪.‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬ىف الحديث النهى عن بيع النسيئة بالنسيئة وهو الدين بالدين‪،‬‬
‫مثل أن يبيع الرجل دينه عىل آخر بدين للمشرتي عىل ذلك املديون أو غريه‪،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫واملقتيض للنهي ما يه من الغرر‪ ،‬دل عىل املنع‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬نوقش الحديث بأنه ضعيف ضعفه الحا ظ ابن حجر العسقفىن‬
‫وغريه‪ )6(.‬وقال النووى‪" :‬رواه الدارقطني والبيهقي بإسناد ضعيف مداره عىل‬

‫)‪ )1‬املحىل ‪.487/7‬‬


‫)‪ )2‬بيع الدين ىف الرشيعة اإلسفمية‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬وهبة الزحييل‪ ،‬صااا‪.17‬‬
‫)‪ )3‬الْكَالِئ بِالْكَالِئِ ‪ :‬هو الدين بالدين‪ ،‬وبيع اليشء املؤخر بالثمن املؤخر‪ ،‬وأبو عبيدة يهمز‬
‫الكالئ‪ ،‬وغريه ال يهمزه‪ ،‬وتفسريه أن يكون لرجل عىل آخر دين من بيع أو غريه‪ ،‬إذا جاء‬
‫القتضائه مل يجده عنده يقول له‪ :‬بع مني شيئًا إىل أجل أد عه إليك‪ ،‬وما جانس هذا‪ ،‬ويزيده‬
‫يف املبيع لذلك التأخري يدخله السلف بالنفع‪ .‬يراجع‪ :‬مطالع األنوار عىل صحاح اآلثار ‪.359/3‬‬
‫)‪ )4‬أخرجه الطحاوى ىف رشح معاىن اآلثار ‪ ،21/4‬والدارقطنى ‪40/4‬ح ‪ ،3060‬والبيهقى ىف السنن‬
‫الكربى ‪474/5‬ح ‪ ،10536‬والحاكم ىف املستدرك ‪65/2‬ح ‪ ،2342‬وقال‪ :‬هذا حديث صحيح عىل‬
‫رشط مسلم ومل يخرجاه‪.‬‬
‫)‪ )5‬نيل األوطار ‪.186/5‬‬
‫املسانيد الث َّامنِيَ ِة‬
‫)‪ )6‬بلوغ املرام من أدلة األحكام البن حجر‪ ،‬صا‪ ،249‬و املطَالب ال َعاليَة ِب َز َوائِ ِد َ‬
‫البن حجر ‪.3030/7‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1772‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫موىس بن عبيدة الزيدى وهو ضعيف"‪.‬‬
‫وعىل رض صحة الحديث املعنى املتفق عليه ىف النهى هو أن يكون‬
‫الدينان مؤجلني؛ ألن يه انشغاالً للذمتني بدون ائدة‪ ،‬كام لو أسلم شيئاً يف يشء‬
‫يف الذمة‪ ،‬وكفهام مؤخر‪ ،‬هذا ال يجوز‪ ،‬باالتفاق‪ )2(.‬أما ىف هذه الحالة إن‬
‫الدين يباع بثمن حا ٍل يكون مباحاً‪.‬‬
‫‪ -2‬عن أيب سعيد الخدري أن رسول الله ‪ - -‬قال‪ " :‬ال تبيعوا الذهب‬
‫بالذهب إال مثفً مبثلٍ ‪ ،‬وال تشفوا بعضها عىل بعض‪ ،‬وال تبيعوا الورِقَ بالورِقِ إال‬
‫(‪)3‬‬
‫مثفً مبثلٍ ‪ ،‬وال تشفوا بعضها عىل بعض‪ ،‬وال تبيعوا منها غائبًا بناجزٍ"‪.‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬املراد بالناجز الحارض وبالغائب املؤجل‪ ،‬والحديث يفيد تحريم‬
‫بيع الذهب بالذهب أو بالفضة مؤجفً‪ ،‬وكذلك الحنطة بالحنطة أو بالشعري وكذلك‬
‫كل شيئني اشرتكا يف علة الربا‪ )4(.‬وبيع الدين لغري املدين يه بيع الغائب بالناجز‬
‫يكون ممنوعاً‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬قال النووى‪" :‬أما إذا باع دينارا ً بدينا ٍر كفهام يف الذمة ثم أخرج‬
‫كل واحد الدينار أو بعث من أحرض له دينارا ً من بيته‪ ،‬وتقابضا يف املجلس‬
‫يجوز"(‪ )5‬وهذا ما يحدث ىف بيع الدين لغري املدين بثمن حا ٍل أحد البدلني‬
‫مقبوض ىف مجلس العقد كان جائزا ً‪.‬‬
‫كام أن الحديث خاص باألصناف الربوية‪ ،‬وأما بيع الدين كام يكون ىف‬
‫هذه األصناف يكون ىف غريها‪ ،‬وما ىف الذمة يقوم مقام العني الحارضة كان‬
‫(‪)6‬‬
‫رض‪.‬‬
‫رض بحا ٍ‬
‫هذا بيع حا ٍ‬

‫)‪ )1‬املجموع رشح املهذب للنووى ‪.400/9‬‬


‫)‪ )2‬موسوعة اإلجامع يف الفقه اإلسفمي ‪ ،631/2‬رشح مصابيح السنة البن امللك ‪.429/3‬‬
‫)‪ )3‬أخرجه البخارى ‪761/2‬ح ‪ ،2068‬ك‪ /‬البيوع‪ ،‬ب‪ /‬بيع الفضة بالفضة‪ ،‬ومسلم ‪42/5‬ح ‪ ،1584‬ك‪/‬‬
‫البيوع‪ ،‬ب‪ /‬الربا‪.‬‬
‫)‪ )4‬العدة يف رشح العمدة يف أحاديث األحكام البن العطار ‪.1169/2‬‬
‫)‪ )5‬رشح النووى عىل مسلم ‪.10/11‬‬
‫)‪ )6‬التمهيد البن عبدالرب‪ ،258/4‬بيع الدين أحكامه وتطبيقاته املعارصة‪ ،‬خالد محمد تربان‪ ،‬صا‪.32‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1773‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫( ‪)1‬‬
‫‪ -3‬عن أيب هريرة قال‪" :‬نهى رسول الله ‪ --‬عن بيع الغرر"‪.‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬الغرر هو ما طوي عنك علمه وخفى عليك باطنه ورسه‪ ،‬وكل بيع‬
‫كان املقصود منه مجهوالً غري معلوم‪ ،‬ومعجوزا ً عنه غري مقدور عليه هو غرر‪،‬‬
‫وإمنا نهى ‪ - -‬عن هذه البيوع تحصيناً لألموال أن تضيع‪ ،‬وقطعاً‬
‫للخصومة‪ ،‬والنزاع أن يقعا بني الناس يها‪ )2(.‬وهذا ما قد يقع عند بيع الدين لغري‬
‫املدين‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬نوقش االستدالل بهذا الحديث بأن الغرر يتحقق إذا كان الدين‬
‫مجهول القدر والصفة‪ ،‬أما إذا كان معلوماً ف غرر‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬دليلهم من املعقول‪:‬‬
‫‪ -1‬إن الدائن ال يقدر عىل تسليم املبيع للمشرتى؛ ألن الدين ىشء متعلق بذمة‬
‫املدين وهو غري مقدور للدائن‪ ،‬وقد يجحد املدين الدين أو مياطل‪ ،‬أو يكون‬
‫معرسا ً يتعذر تخليص الدين منه‪ ،‬وبهذا يكون الدين غري مقدور عىل تسليمه‪،‬‬
‫هو كبيع الطري ىف الهواء‪ ،‬والعبد اآلبق‪ ،‬والجمل الشارد مام ال يقع تحت‬
‫ت ف البائع وقدرته‪ ،‬وما ال يقدر عىل تسلميه ف يجوز بيعه ملا يه من‬
‫(‪)3‬‬
‫املخاطرة‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬يجاب عن ذلك من وجهني‪:‬‬
‫سلم؛ ألن عدم القدرة عىل تحصيل الدين ‪ -‬عىل رض‬ ‫الوجه األول‪ :‬أنه غري م ٍ‬
‫وجوده ‪ -‬نادر‪ ،‬والنادر ال حكم له‪.‬‬
‫الوجه الثاين‪ :‬أنه إذا تعذر الحصول عليه كان عي ًبا يثبت به الفسخ كسائر‬
‫(‪)4‬‬
‫العيوب‪.‬‬
‫)‪ )1‬أخرجه مسلم ‪3/5‬ح ‪ ،1513‬ك‪ /‬البيوع‪ ،‬ب‪ /‬باب بطفن بيع الحصاة والبيع الذي يه غرر‪.‬‬
‫)‪ )2‬معامل السنن للخطايب ‪.88/3‬‬
‫)‪ )3‬مغنى املحتاج للرشبينى ‪ ،466/2‬تح العزيز برشح الوجيز ‪ ،3/10 ،439/8‬والربا واملعامفي‬
‫املالية املعارصة يف نظر الرشيعة اإلسفمية للدكتور‪ /‬عمر بن عبدالعزيز املرتك‪ ،‬ط‪ /‬دار‬
‫العاصمة للنرش والتوزيع‪ ،‬صا‪.300‬‬
‫)‪ )4‬املطلع عىل دقائق زاد املستقنع "املعامفي املالية"‪ ،‬عبد الكريم بن محمد الفحم‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬
‫═‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1774‬‬

‫‪ -2‬إن املدين قد يجحد الدين أو مياطل أو يكون معرسا ً‪ ،‬يتعذر تخليص الدين‬
‫( ‪)1‬‬
‫منه‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬ونوقش هذا االستدالل‪ :‬بأن الخوف من الجحود واملامطلة قد يوجد‬
‫يف أي معاملة مالية‪ ،‬وال يحكم ببطفنها خو اً من وقوعهام‪ ،‬ثم إن هناك رشوطاً‬
‫(‪)2‬‬
‫منها‪ :‬اإلقرار بالدين‪.‬‬
‫وأجيب‪ :‬بأنه وإن أقر اليوم يمكن أن ينكر غدا ً‪ ،‬ريجع األمر إىل البينة‬
‫(‪)3‬‬
‫بإقراره‪ ،‬يحصل عىل رشاء خصومة وال رق‪.‬‬
‫‪ -3‬إن الدين يف ذمة املدين مجهول‪ ،‬إذ الواجب عىل املدين أن يؤدى عند حلول‬
‫األجل أى ىشء ينطبق عليه صفة الدين‪ ،‬وقد يكون ما سيؤديه مل يخلق بعد‬
‫(‪)4‬‬
‫كان مجهول العني وعىل هذا يكون يه غرر وجهالة ف يصح بيعه‪.‬‬
‫ونوقش هذا االستدالل‪ :‬بأنه غري صحيح؛ ألن الدين محدد معلوم‪ .‬إن كان‬
‫(‪)5‬‬
‫غري معلوم كان عدم الصحة للجهل باملبيع ال لكونه دينًا‪.‬‬
‫أدلة املذهب الثاين القائل بالتفريق بني دين السلم وغريه‪:‬‬
‫وقد استدل أصحاب هذا القول بأدلة من السنة واألثر‪ ،‬واملعقول نستعرضها‬
‫يام يىل‪:‬‬
‫═‬
‫كنوز إشبيليا للنرش والتوزيع‪ ،‬الرياض ‪ -‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1429 ،‬ها ‪-‬‬
‫‪2008‬م ‪.125/2‬‬
‫)‪ )1‬الدين وأحكامه يف الرشيعة االسفمية للدكتور ‪ /‬محمد حسان يوسف صا ‪ 330‬رسالة دكتوراة‬
‫مقدمة لجامعة أم القري كلية الرشيعة والدراساي ‪1406‬ها ‪1986‬م الربا واملعامفي املالية‬
‫املعارصة صا‪ ،300‬نقف عن بيع الدين وتطبيقاته املعارصة‪ ،‬د محمد سعد إبراهيم النادى‬
‫صا‪.37‬‬
‫)‪ ) 2‬بيع الدين أحكامه وتطبيقاته املعارصة للباحث ‪ /‬خالد محمد تريان صا ‪ ،37‬بيع الدين‬
‫وتطبيقاته املعارصة‪ ،‬د محمد سعد إبراهيم النادى صاا‪.37‬‬
‫)‪ )3‬املحىل ‪.487/7‬‬
‫)‪ )4‬الربا واملعامفي املالية املعارصة‪ ،‬د عمر املرتك‪ ،‬صاا‪.300‬‬
‫)‪ )5‬املطلع عىل دقائق زاد املستقنع ‪.125/2‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1775‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫أوالً‪ :‬أدلتهم من السنة‪:‬‬


‫‪ -1‬عن عمر بن عبد العزيز أن رسول الله ‪ -  -‬قال‪" :‬من ابتاع دينًا‬
‫( ‪)1‬‬
‫عىل رجلٍ ‪ ،‬صاحب الدين أوىل‪ ،‬إذا أ َّدى مثل ما أدى صاحبه"‪.‬‬
‫‪ -2‬عن عمر بن عبد العزيز‪ " ،‬أن رسول الله ‪ -  -‬قىض بالشفعة يف‬
‫(‪)2‬‬
‫الدين‪ ،‬وهو الرجل يبيع ديناً له‪ ،‬عىل رجل يكون صاحب الدين أحق به"‪.‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬النبى ‪ - -‬أقر البيع‪ ،‬وجعل املدين أوىل من املشرتى‪،‬‬
‫إذا أ َّدى مثل ما أدى صاحبه‪ ،‬وقىض بالشفعة يه‪ ،‬ولو مل يكن البيع إىل غري املدين‬
‫(‪)3‬‬
‫صحيحاً مل يقره‪ ،‬وألمر بفسخه؛ ألنه ال يجوز تأخري البيان عن وقت الحاجة‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬قال أبو محمد ابن حزم‪ :‬حديثاً عمر بن عبد العزيز مرسفن‪:‬‬
‫أحدهام‪ :‬عن األسلمي وهو إبراهيم بن أيب يحيى‪ ،‬وهو مرتوك متهم‪ .‬واآلخر أيضاً‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫عمن مل يسم وال حجة يف أح ٍد دون رسول الله ‪.-  -‬‬
‫ثانياً‪ :‬أدلتهم من األثر‪:‬‬
‫‪ -1‬عن جابر بن عبد الله‪ ،‬أنه سئل عن الرجل يكون له الدين أيبتاع به عبدا ً؟‬
‫(‪)5‬‬
‫قال‪ :‬ال بأس به‪.‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬هذا صحاىب قد حكم بصحة الرشاء بالدين‪ ،‬ومل يعلم له‬
‫مخالف من الصحابة دل عىل جواز بيع الدين‪.‬‬
‫املناقشة‪ :‬ال حجة ىف خرب جابر؛ ألنه ليس يه أنه كان بإقرار من النبى ‪-‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ - ‬بل هو مجرد قول صحاىب ف يصلح دليفً ىف محل النزاع‪.‬‬

‫)‪ )1‬أخرجه عبدالرزاق ىف املصنف ‪88/8‬ح ‪ ،14432‬مرسفً عن عمر بن عبدالعزيز‪.‬‬


‫)‪ )2‬أخرجه عبدالرزاق ىف املصنف ‪503/7‬ح ‪ ،15369‬مرسف عن عمر بن عبدالعزيز‪.‬‬
‫)‪ )3‬الربا واملعامفي املالية املعارصة‪ ،‬صاا‪.298‬‬
‫)‪ )4‬املحىل البن حزم‪.488/7 ،‬‬
‫)‪ )5‬أخرجه عبدالرزاق ىف املصنف ‪519/7‬ح ‪.15443‬‬
‫)‪ )6‬املحىل البن حزم‪.488/7 ،‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1776‬‬

‫ثالثاً‪ :‬أدلتهم من املعقول‬


‫‪ -1‬القياس عىل الحوالة‪ ،‬وذلك أن الدائن أحال األجنبي بثمن ما اشرتاه منه عىل‬
‫( ‪)1‬‬
‫مدينه‪ ،‬والحوالة جائزة كذلك الدين‪.‬‬
‫‪ -2‬الدين ثابت يف الذمة‪ ،‬ال يخىش سقوطه‪ ،‬والثمن حال‪ ،‬لم يكن بيعه من باب‬
‫بيع الدين بالدين املنهي عنه‪.‬‬
‫‪ -3‬الذين منعوا بيع الدين بالدين لغري من هو عليه‪ ،‬إمنا منعوه‪ :‬إما خو ًا من‬
‫الغرر‪ ،‬وإما خو ًا من الوقوع يف الربا‪ ،‬ولذلك جعلنا لجواز هذا البيع‪ ،‬ما ينفي‬
‫وقوع الغرر‪ ،‬وذلك بكون الدائن مليئًا مق ًرا مبا عليه من الدين(‪ ،)2‬كام جعلنا‬
‫لهذا البيع من الرشوط ما ينفي الوقوع يف الربا من اشرتاط التقابض يف‬
‫املجلس‪ ،‬وكون املبيع مام يجوز بيعه قبل قبضه‪ ،‬وأال يكون الثمن ذه ًبا بفضة‪،‬‬
‫إذا تحققت هذه الرشوط انتفى خوف الغرر‪ ،‬كام انتفى خوف الوقوع يف‬
‫(‪)3‬‬
‫الربا‪ ،‬ف حرج يف جواز هذا البيع‪.‬‬
‫أدلة القول الثالث القائلني بالجواز مطلقاً‪ :‬وقد استدلوا بأدلة أصحاب‬
‫املذهب الثاين وأضا وا إليها من املعقول ما يىل‪:‬‬
‫‪ -1‬إن لكل واحد منهام غرضاً صحيحاً‪ ،‬ومنفع ًة مطلوب ًة إذ تربأ ذمة املدين‪ ،‬وتنشغل‬
‫بدين آخر قد يكون و اؤه أسهل بالنسبة له‪ ،‬وبراءة الذمة مطلوب لهام‬
‫حصل دينَه‪ ،‬يكون جائزا؛ ألن املعامفي رشعت‬ ‫وللشارع‪ ،‬وأنفع للدائن؛ ألنه ي ِّ‬
‫من أجل تحقيق املصالح ودرء املفاسد‪.‬‬
‫‪ -2‬قياس بيع الدين لغري املدين عىل صحة بيع الدين للمدين نفسه‪ ،‬وهو جائز‬
‫باتفاق األمئة األربعة‪ )4(،‬إذ ال رق بينهام طاملا أمكن التحرز من الوقوع ىف‬
‫الغرر واملامطلة‪.‬‬
‫)‪ )1‬مجموع الفتاوى البن تيمية ‪.403/29‬‬
‫)‪ )2‬مغنى املحتاج ‪.466/2‬‬
‫)‪ )3‬املعامفي املالية أصالة ومعارصة ‪.115/3‬‬
‫‪،71/6‬‬ ‫)‪ )4‬تبيني الحقائق ‪ ،88/4‬نهاية املحتاج للرمىل ‪ ،33/5‬جواهر الدرر ىف حل ألفاظ املخت‬
‫كشاف القناع للبهوىت ‪ ،119/8‬املوسوعة الفقهية الكويتية ‪.126/21‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1777‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫املناقشة‪ :‬ونوقش هذا االستدالل بأن هناك رقاً بني بيع الدين للمدين وبني‬
‫بيعه لغريه‪ ،‬حيث إن ذمة املدين كالحارض‪ ،‬وال يخىش منه الجحود والنكران‪،‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫بخفف بيعه لغري املدين‪.‬‬
‫لشخص ميلك حق الت ف بها‪ ،‬واالستعاضة‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -3‬كل عني تعلقت بها امللكية املستقرة‬
‫عنها‪ ،‬وميلك أن يطرح قيمتها يف أسواق التداول‪ ،‬كام يصح بيعها ممن عليه‬
‫(‪)2‬‬
‫الدين أو من غريه‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم وجود دليل صحيح رصيح ىف النهى عن بيع الدين‪ ،‬وإمنا الوارد هو النهى‬
‫عن بيع الكاىلء بالكاىلء واملراد به ما ذكرناه من بيع دين مؤجل بدين مؤجل؛‬
‫ألنه يتضمن شغل ذمتني بف ائدة‪.‬‬
‫قال ابن القيم ‪ " :‬ليس عن الشارع نص عام يف املنع من بيع الدين‬
‫بالدين‪ ،‬وغاية ما ورد يه حديث و يه ما يه‪« :‬أنه نهى عن بيع الكالئ بالكالئ»‬
‫والكالئ‪ :‬هو املؤخر‪ ،‬وهذا كام إذا كان رأس مال السلم ديناً يف ذمة املسلِ ِم‪ ،‬هذا‬
‫هو املمنوع منه باالتفاق؛ ألنه يتضمن شغل الذمتني بغري مصلحة لهام‪ ،‬وأما إذا‬
‫كان الدين يف ذمة املسل َِم إليه اشرتى به شيئا يف ذمته قد سقط الدين من‬
‫(‪)3‬‬
‫ذمته وخلفه دين آخر واجب هذا من باب بيع الساقط بالواجب‪ ،‬يجوز"‪.‬‬
‫القول املختار‪ :‬بعد عرض األقوال وأدلتها‪ ،‬ومناقشة ما ورد عليه مناقشاي من‬
‫األدلة إنه يتبني ىل ‪-‬والله أعلم‪ -‬رجحان القول الثالث القائل بالجواز مطلقاً إذا‬
‫خف العقد من الربا‪ ،‬وعدم القدرة عىل التسليم‪ ،‬وال مانع من مراعاة ما ذكره‬
‫املالكية من رشوط وضوابط لهذا التعامل للبعد عن أى غرر ورضر أو وقوع ىف‬
‫محرم‪ ،‬وإمنا اخرتي هذا القول لألسباب التالية‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬األصل ىف البيع الحل حتى يرد دليل املنع‪ ،‬وأدلة املانعني تتصف بالعموم‪ ،‬وقد‬
‫تحقق قبض أحد البدلني‪ ،‬واإلغراق ىف الشكلية ال معنى له‪.‬‬

‫)‪ )1‬بيع الدين أحكامه وتطبيقاته املعارصة‪ ،‬خالد محمد تربان‪ ،‬صاا‪.37‬‬
‫)‪ )2‬ضوابط وتحقيقاي‪ :‬بيع العربون‪ ،‬السلم‪ ،‬تداول الديون‪ ،‬صااا‪.17‬‬
‫)‪ )3‬إعفم املوقعني ‪ ،264/3‬ويراجع‪ :‬بيع الدين بالدين‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬د هيام السحاموى‪ ،‬بحث‬
‫منشور مبجلة كلية الحقوق للبحوث القانونية و االقتصادية‪ ،‬ع‪ 1‬العام ‪2017‬م‪ ،‬صاا‪.499‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1778‬‬

‫ثانياً‪ :‬الدين مال مملوك مستقر ىف ذمة املدين قابل للتداول كسائر األموال‪،‬‬
‫ومادام املدين حارضا ً مقرا ً به‪ ،‬هو مقدرو التسليم يجوز بيعه‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬املنفعة املتحققة للدائن (املؤسسة املالية) بتحصيل الدين‪ ،‬وتو ري السيولة‬
‫الفزمة‪ ،‬وتدويرها واالستفادة منها‪ ،‬والرشيعة جاءي لتحقيق املصالح‪،‬‬
‫وتقليل املفاسد‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬هذا القول يتفق مع أصول وقواعد الرشيعة التى ترمى إىل التيسري‪ ،‬ور ع‬
‫الحرج‪ ،‬ورعاية املصالح برشط خلو العقد عن الربا‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬طرح عني مالية يف سوق التداول‪ ،‬عقد من العقود املالية التي ترتتب عىل‬
‫اإليجاب والقبول برشوطهام املعرو ة‪ ،‬وإن طرح صاحب املال ماله يف سوق‬
‫التداول إيجاب من صاحب املال‪ ،‬واالكتتاب الذي يتم مبوجبه هذا الطرح‬
‫قبول من املكتتب‪ ،‬أو هام مبثابة اإليجاب والقبول هو عقد صحيح مكتمل‬
‫األركان‪ .‬والله أعلم‬
‫أثر مرشوعية التوريق املرصيف ىف اإلسهام ىف إدارة املخاطر ومعالجتها‬
‫يتبني أثر مرشوعية التوريق امل يف ىف اإلسهام ىف إدارة املخاطر من‬
‫خفل ما ييل‪:‬‬
‫حاجة امل ف إىل عملية التوريق ال تعدو واحدة من األمور التالية‪:‬‬
‫األمر األول‪ :‬تباطؤ السيولة‪ ،‬وضعفها يف سوق اإلنتاج‪ ،‬األمر الذي يدعو إىل‬
‫استخراج النقود املخبوءة يف الذمم‪ ،‬وضخها يف أسواق املعامفي املالية‪ .‬وإمنا‬
‫سبيل ذلك طرح ما يف الذمم من ديون حال العجز عن و ائها يف أسواق التداول‪.‬‬
‫وهو يف الحقيقة نوع من التوريق سائغ ال إشكال يه‪.‬‬
‫األمر الثاين‪ :‬اللجوء إىل االستدانة يكون يف الغالب سب ًيف لتنشيط عملياي‬
‫ريا ما تتحول إىل عامل تجميد وإرباك‪ .‬والنا ذة التي يتم التحرز‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬ولكنها كث ً‬
‫بها عن هذا العامل هو طرح هذا الدين يف سوق التداول‪.‬‬
‫األمر الثالث‪ :‬مجرد قصد التجارة عند بعضهم مصحوبًا برغبة الدائن يف‬
‫رسعة الحصول عىل دينه‪ .‬ويتخذ لذلك السبيل التايل‪ :‬يبيع الدين بعد أن يجعله يف‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1779‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫كثري من األحيان صكوكًا‪ ،‬بأقل من قيمته الحقيقية‪ ،‬يستفيد البائع صاحب الدين‬
‫ما قصد إليه من رسعة الحصول عىل حقه‪ ،‬ويستفيد املشرتي للدين رق ما بني‬
‫القيمة الحقيقية لألسهم‪ ،‬والقيمة التي اشرتى األسهم بها‪ .‬وهذا دخول يف عملية‬
‫ربوية محرمة‪.‬‬
‫تلك هي حاجة صاحب الدين (امل ف) التى تد عه إىل طرح دينه يف سوق‬
‫التداول‪.‬‬
‫ولكن ام هي حاجة املشرتي ( م ف آخر أو رد ) يف أن يقبل عىل هذا‬
‫الدين املطروح جملًة أو صكوكًا‪ ،‬ليشرتيه؟‬
‫ال تبدو للمشرتي أي حاجة يف أن يتجاوب مع حاجة امل ف أو املؤسسة‬
‫املالية صاحبة الدين لتحقيق رغبته املتمثلة يف األمر األول واألمر الثاين اللذين تم‬
‫بيانهام‪ .‬أما ائدة املشرتي لدى استجابته لألمر الثالث‪ ،‬واضحة وموجودة‪ ،‬ولكن‬
‫اإلقدام عىل نيلها محرم باالتفاق إذ هو من الربا املحرم‪ .‬وال شك أن كفً من البائع‬
‫واملشرتي يشرتكان يف تحمل هذا اإلثم‪ .‬إذن أين وكيف تظهر ائدة املشرتي يف‬
‫اإلقدام عىل رشاء صكوك الديون يف سوق التداول دون أن يتورط من جراء ذلك‬
‫يف ارتكاب محرم؟ والجواب يتجىل ويتحقق يف الحاالي الكثرية التالية‪:‬‬
‫يعجز املدين عن الو اء بدينه الكبري الذي استدانة من مؤسسة مالية للقيام‬
‫مبرشوع تجاري أو استثامري‪ .‬يخري الجهة الدائنة بني اإلنظار إىل امليرسة‪ ،‬وبني‬
‫أن يدخله معه رشيكًا باملبلغ الذي أقرضه إياه‪ .‬يتفق معه الدائن عىل هذا الحل‬
‫الثاين‪.‬‬
‫إذا طرح امل ف دينه الذي أدخله رشيكًا مع املدين يف مرشوعه يف سوق‬
‫التداول‪ ،‬إن حق الدخول يف هذه الرشكة يرسي آليًا إىل كل من يؤول إليهم هذا‬
‫الحق املايل عن طريق رشائه جملة أو عن طريق رشاء صكوك منه‪ ،‬وعندئذ ينالون‬
‫ما حققته صكوكهم من األرباح ويتحملون ما قد تتعرض له من خرسان‪.‬‬
‫وهذا ما يجعل صكوكهم مبثابة السلعة القابلة لكل من الصعود والهبوط يف‬
‫السعر‪ ،‬عىل أن يكون العامل يف ذلك ارتباط الصكوك بالعملية التجارية أو‬
‫االستثامرية‪ ،‬والحاالي التي تتقلب يها‪ .‬وليس يف هذا شائبة ربا ما دامت‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1780‬‬

‫موجوداي الرشكة وأرباحها ليست من األجناس الربوية كام أنه ليس يه شائبة بيع‬
‫دين بدين‪ ،‬ما دامت قيمة الصكوك مد وعة عند الرشاء‪ .‬ومدار األمر عىل وجود‬
‫( ‪)1‬‬
‫ضامنة رشعية كا ية لنيل قيمة الصكوك ور الرغبة يف نيلها‪.‬‬
‫وبهذا تسهم عملية التوريق امل ىف يف إدارة املخاطر من خفل تحويل‬
‫الدين إىل أموال نقدية ميكن استثامرها لتدر ربحا ً وتعالج مشكلة السيولة لدى‬
‫املؤسساي املالية‪.‬‬

‫)‪ )1‬ضوابط وتحقيقاي‪ :‬بيع العربون‪ ،‬السلم‪ ،‬تداول الديون‪ ،‬ضوابط وتحقيقاي‪ ،‬صااا‪.19 :18‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1781‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫الخــاتــمة‬
‫وتشتمل عىل أهم النتائج والتوصيات‬
‫أوالً‪ :‬النتائج‪ :‬بعد دراسة هذا املوضوع تبني ىل عدة نتائج من أهمها ما‬
‫يىل‪:‬‬
‫‪ -1‬ظهري الهندسة املالية للوجود كمصطلح حديث يف منتصف الثامنيناي‪ ،‬بهدف‬
‫إعانة رشكاي األعامل يف مواجهة املخاطر‪ ،‬أما من حيث الواقع‪ ،‬الصنااعة‬
‫املاالية وجِدي منذ أن جاءي الشاريعة اإلسافمية بأحكامها املط ّهرة‪.‬‬
‫‪ -2‬ظهري الحاجة يف الع الحديث إلدارة املخاطر من أجل الخسائر التى ميكن‬
‫أن تتعرض لها املؤسساي املالية‪ ،‬مع حاجتها لتحقيق أرباح زائدة عن طريق‬
‫ابتكار منتجاي جديدة‪.‬‬
‫‪ -3‬هناك مجموعة من الوظائف واملهام التى تضطلع بها إدارة املخاطر منها‪-:‬رصد‬
‫الخطر وتحديده‪- .‬قياس املخاطر من أجل التحكم بها‪-.‬السيطرة عىل الخطر‪-‬‬
‫الرقابة واملراقبة عن طريق املتابعة والتأكد أن املخاطر ضمن الحد املقبول‪.‬‬
‫‪ -4‬توجد مجموعة من األهداف تعىس إدارة املخاطر إىل تحقيقها منها‪-:‬الفهم‬
‫الكامل للمخاطر املحيطة بامل ف‪-.‬التوصل إىل أنسب وسيلة للسيطرة عيل‬
‫الخطر‪-.‬ضامن كفاية املوارد ىف حالة وقوع الخطر وترتب خسارة عالية‪.‬‬
‫‪ -5‬هناك أدواي مالية جديدة قدمها الفكر الرأساميل املعارص مل تكن مجرد طفرة‬
‫يف أداء األسواق املالية‪ ،‬وإمنا كانت ثورة يف صيغ وأساليب وأساليب التعامل‬
‫يف تلك األسواق منها‪ :‬عقود الخياراي‪.‬‬
‫‪ -6‬عقود الخياراي الحديثة تعترب عقودا حادثة متاما ً وال عهد للعامل‪ ،‬وال للفقهاء‬
‫بها‪ ،‬وال تشبه عقد الخيار التقليدى يف الفقه اإلسفمي‪.‬‬
‫‪ -7‬تعترب املشاركة املتناقصة من إ رازاي الهندسة املالية والتى تعد بديفً عن‬
‫القرض الربوى‪ ،‬كام أنها تدر ربحاً وعائدا ً عىل املؤسسة املالية التى تتعامل بها‪،‬‬
‫وقد اخرتي القول القائل بجواز التعامل بها برشوطه وضوابطه‪.‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1782‬‬

‫‪ -8‬يعد التوريق امل ىف من بيع الديون وهو بيع الدين لغري من هو عليه بثمن‬
‫حال‪ ،‬وقد رجحنا القول القائل بجواز بيعه وتداوله برشط خلوه من الربا وعدم‬
‫القدرة عىل التسليم‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬التوصيات‪:‬‬
‫أوىص الباحثني بالعناية بدراسة مشاكل املؤسساي واملصارف املالية واقرتاح‬
‫حلول وبدائل مرشوعة تسهم يف نجاح تلك املؤسساي وتعمل عىل إزالة العقباي‬
‫التى تواجهها نظرا ً ملا تقوم به املصارف واملؤسساي املالية من دور عال يف‬
‫املجتمع‪.‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1783‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫املصادر واملراجع‬
‫مرتبة حسب حروف املعجم‬
‫‪ -1‬اإلجامع‪ ،‬محمد بن إبراهيم بن املنذر النيسابوري‪ ،‬تحقيق ودراسة‪ :‬د‪ .‬ؤاد عبد املنعم‬
‫أحمد‪ ،‬النارش‪ :‬دار املسلم للنرش والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل لدار املسلم‪ 1425 ،‬ها‪2004 /‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬أحكام السوق املالية‪ ،‬ضيلة الدكتور محمد عبد الغفار الرشيف‪ ،‬أستاذ بكلية الرشيعة‬
‫جامعة الكويت‪ ،‬بحث منشور مبجلة كلية الرشيعة والدراساي اإلسفمية‪ ،‬جامعة الكويت‬
‫مج‪8‬ع‪ 18‬العام ‪1992‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬االختياراي‪ ،‬إعداد‪ /‬ضيلة الدكتور الصديق محمد األمني الرضير‪ ،‬أستاذ الرشيعة‬
‫اإلسفمية‪ ،‬كلية القانون ‪ -‬جامعة الخرطوم‪ ،‬منشور مبجلة مجمع الفقه اإلسفمي الدوىل‪.‬‬
‫‪ -4‬االختياراي‪ ،‬دراسة قهية تحليلية مقارنة‪ ،‬إعداد‪ ،‬عبد الوهاب ابراهيم أبو سليامن منشور‬
‫مبجلة مجمع الفقه اإلسفمي الدوىل‪.‬‬
‫‪ -5‬االختياراي‪ ،‬ضيلة الشيخ محمد املختار السفمي‪ ،‬مفتي الجمهورية التونسية منشور مبجلة‬
‫مجمع الفقه اإلسفمي الدوىل‪.‬‬
‫‪ -6‬االختياراي يف األسواق املالية‪ ،‬يف ضوء مقرراي الرشيعة اإلسفمية‪ ،‬إعداد‪ ،‬الدكتور عبد‬
‫الستار أبو غدة منشور مبجلة مجمع الفقه اإلسفمي الدوىل‪.‬‬
‫‪ -7‬إدارة املخاطر‪ ،‬تحليل قضايا ىف الصناعة املالية اإلسفمية‪ ،‬طارق الله خان‪ ،‬حبيب أحمد‪،‬‬
‫صادر عن املعهد اإلسفمي للبحوث والتدريب التابع للبنك اإلسفمي للتنمية‪ -‬جدة اململكة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ -8‬إدارة املخاطر‪ ،‬املشتقاي املالية‪ ،‬الهندسة املالية‪ ،‬تأليف‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬بن عىل بلعزوز‪ ،‬أ‪.‬د‪/‬‬
‫عبدالكريم قندوز‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬عبدالرزاق حبار‪ ،‬دار‪ /‬الوراق للنرش والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -9‬إدارة املخاطر يف املصارف االسفمية‪ ،‬إعداد‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬غالب عوض الر اعي‪ ،‬وأ‪ .‬يصل صادق‪،‬‬
‫ورقة مقدمة للمؤمتر العلمي الدويل السنوي السابع بعنوان‪ :‬إدارة املخاطر واقتصاد‬
‫املعر ة‪ ،‬جامعة الزيتونة األردنية‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم االدارية ‪ 18 - 16‬نيسان (ابريل)‬
‫‪2007‬م‪.‬‬
‫‪ -10‬إدارة املخاطر ىف املصارف اإلسفمية‪ .‬حالة األردن‪ ،‬د‪ /‬رانية زيدان شحادة العفونة‪،‬‬
‫رسالة ماجستري‪ ،‬كلية الرشيعة والدراساي اإلسفمية‪ ،‬جامعة الريموك‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ -11‬استخدام الهندسة املالية اإلسفمية يف إدارة املخاطر باملصارف اإلسفمية‪ ،‬د‪ /‬بن عيل‬
‫بلعزوز‪ ،‬ود‪ /‬عبدالكريم قندوز‪ ،‬ورقة مقدمة للمؤمتر العلمي الدويل السنوي السابع‬
‫بعنوان‪ :‬إدارة املخاطر واقتصاد املعر ة‪ ،‬جامعة الزيتونة األردنية‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم‬
‫االدارية ‪ 18 - 16‬نيسان (ابريل) ‪2007‬م‪.‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1784‬‬

‫‪ -12‬أسنى املطالب رشح روض الطالب للعفمة زكريا بن محمد بن زكريا األنصاري ط‪ /‬دار‬
‫الكتاب اإلسفمى‪.‬‬
‫‪ -13‬األسهم‪ ،‬االختياراي ‪ -‬املستقبلياي‪ ،‬أنواعها واملعامفي التي تجري يها‪ ،‬إعداد الدكتور‬
‫محمد عيل القري بن عيد‪ ،‬منشور مبجلة مجمع الفقه اإلسفمي الدوىل‪.‬‬
‫‪ -14‬إعفم املوقعني عن رب العاملني‪ ،‬محمد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن‬
‫قيم الجوزية (املتوىف‪751 :‬ها)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد السفم إبراهيم‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية ‪ -‬يريوي‪ ،‬األوىل‪.‬‬
‫‪ -15‬اإلقناع يف مسائل اإلجامع‪ ،‬عيل بن محمد بن عبد امللك الكتامي الحمريي الفايس‪ ،‬أبو‬
‫الحسن ابن القطان (ي ‪ 628‬ها)‪ ،‬املحقق‪ :‬حسن وزي الصعيدي‪ ،‬النارش‪ :‬الفاروق‬
‫الحديثة للطباعة والنرش‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1424 ،‬ها ‪2004 -‬م‪.‬‬
‫‪ -16‬آلياي تنشيط سوق لسطني لألوراق املالية ىف ضوء منتجاي الهندسة املالية‪ ،‬خالد محمد‬
‫نصار‪ ،‬رسالة ماجستري مقدمة ىف كلية التجارة جامعة غزة‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -17‬اإلنصاف لإلمام عىل بن سليامن بن أحمد املرداوى ي ‪885‬ها ط‪ /‬دار إحياء الرتاث‬
‫العريب‪.‬‬
‫‪ -18‬البحر الرائق رشح كنز الدقائق لزين الدين إبراهيم بن نجيم ي ‪970‬ها‪ .‬ط‪ /‬دار الكتاب‬
‫اإلسفمي‪.‬‬
‫‪ -19‬بدائع الصنائع يف ترتيب الرشائع‪ ،‬لعفء الدين‪ ،‬أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساين‬
‫الحنفي‪ ،‬ط‪ /‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.‬‬
‫‪ -20‬بداية املجتهد أليب الوليد أحمد بن محمد بن رشد الحفيد ي ‪ 595‬ها دار إحيار الرتاث‬
‫العريب‪.‬‬
‫‪ -21‬البعد املقاصدى لدور املخاطرة ىف االقتصاد اإلسفمي‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه‬
‫ىف العلوم اإلسفمية‪ ،‬تخصص قه وأصول‪ ،‬إعداد‪ /‬جميلة قارش‪ ،‬كلية العلوم االجتامعية‬
‫والعلوم اإلسفمية‪ ،‬جامعة الحاج لخرض‪ ،‬باتنة‪ -‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -22‬البيان والتحصيل أليب الوليد أحمد بن محمد بن رشد الجد ي ‪ 520‬ها ط‪ /‬دار الغرب‬
‫اإلسفمى الطبعة األويل تحقيق‪ /‬أحمد الرشقاوى‪.‬‬
‫‪ -23‬بيع الدين أحكامه ‪ -‬تطبيقاته املعارصة‪ ،‬أ‪ .‬د‪ /‬نزيه كامل حامد منشور مبجلة مجمع الفقه‬
‫اإلسفمي الدوىل‪.‬‬
‫‪ -24‬بيع الدين وسنداي القرض‪ ،‬وبدائلها الرشعية‪ ،‬يف مجال القطاع العام والخاص‪ ،‬د‪ /‬محمد‬
‫عيل القري بن عيد منشور مبجلة مجمع الفقه اإلسفمي الدوىل‪.‬‬
‫‪ -25‬تحفة املحتاج يف رشح املنهاج لإلمام أحمد بن محمد بن حجر الهيتمي ط‪ /‬دار إحياء‬
‫الرتاث العريب‪.‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1785‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫‪ -26‬تقييم املخاطر ىف البنوك التجارية‪ ،‬دراسة حالة بنك الففحة والتنمية الريفية‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة بكلية العلوم االقتصادية بجامعة الدكتور يحي ارس بالجزائر إعداد‪ :‬خالدى‬
‫زينب‪ ،‬و بوسوف ايزة‪.‬‬
‫‪ -27‬تهذيب اللغة‪ ،‬محمد بن أحمد بن األزهري الهروي‪ ،‬أبو منصور (ي ‪370‬ها)‪ ،‬املحقق‪:‬‬
‫محمد عوض مرعب‪ ،‬النارش‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب ‪ -‬بريوي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -28‬الثمر الداىن رشح رسالة القريواين لإلمام صالح عبد السميع األيب األزهرى‪ .‬ط‪ /‬املكتبة‬
‫الثقا ية‪.‬‬
‫‪ -29‬حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري‪ ،‬محمد بن أحمد بن عر ة الدسوقي املاليك (ي‬
‫‪1230‬ها)‪ ،‬ط‪ /‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -30‬الخدماي امل ية الستمثار أموال العمفء وأحكامها ىف الفقه اإلسفمي‪ ،‬د‪ /‬يوسف بن‬
‫عبدالله الشبيىل العام ‪2002‬م‪.‬‬
‫‪ -31‬الخياراي ىف الفقه اإلسفمي‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬السيد حا ظ خليل السخاوى صاا‪ ،116‬ط‪ /‬الرابعة‪.‬‬
‫‪ -32‬دور املراجعة الداخلية ىف إدارة املخاطر‪ ،‬دراسة ميدانية ىف املصارف السورية‪ ،‬رسالة‬
‫مقدمة لنيل درجة املاجستري ىف املحاسبة‪ ،‬إعداد‪ /‬شادى صالح البجريمي‪ ،‬كلية االقتصاد‪-‬‬
‫جامعة دمشق ‪2011‬م‪.‬‬
‫‪ -33‬الربا واملعامفي املالية املعارصة يف نظر الرشيعة اإلسفمية للدكتور‪ /‬عمر بن عبدالعزيز‬
‫املرتك‪ ،‬ط‪ /‬دار العاصمة للنرش والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -34‬روضة الطالبني وعمدة املفتني‪ ،‬أبو زكريا محيي الدين يحيى بن رشف النووي تحقيق‪:‬‬
‫زهري الشاويش‪ ،‬ط‪ /‬املكتب اإلسفمي‪ ،‬بريوي‪ -‬دمشق‪ -‬عامن‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪.‬‬
‫‪ -35‬زاد املعاد يف هدي خري العباد‪ ،‬محمد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن‬
‫قيم الجوزية (ي ‪751‬ها)‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوي ‪ -‬مكتبة املنار اإلسفمية‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬السابعة والعرشون ‪1415 ،‬ها ‪1994/‬م‪.‬‬
‫‪ -36‬سنن أىب داود لسليامن بن األشعث السجستاىن ي ‪275‬ها ط‪ /‬دار الفكر تحقيق محمد‬
‫محى الدين عبد الحميد‪.‬‬
‫‪ -37‬سنن الرتمذى ألىب عيىس محمد بن عيىس الرتمذى ي ‪279‬ها ط‪ /‬دارإحياء الرتاث‬
‫العرىب‪ ،‬بريوي‪ ،‬تحقيق أحمد محمد شاكر وآخرون‪.‬‬
‫‪ -38‬صحيح البخارى ألىب عبد الله محمد بن إبراهيم بن إسامعيل البخارى ي ‪256‬ها ط‪ /‬دار‬
‫ابن كثري الياممة‪ ،‬بريوي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬تحقيق د‪ /‬مصطفى ديب البغا‪.‬‬
‫‪ -39‬صحيح مسلم ألىب الحسني مسلم بن الحجاج النيسابورى ي ‪261‬ها ط‪ /‬دار إحياء الرتاث‬
‫العرىب‪ ،‬بريوي‪ ،‬تحقيق محمد ؤاد عبد الباقى‪.‬‬
‫‪ -40‬صناعة الهندسة املالية نظراي ىف املنهج اإلسفمي‪.،‬د‪ /‬سامي السويلم‪.‬‬
‫العدد الرابع عرش ‪ -‬فرباير ‪2023‬‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ ‫‪1786‬‬

‫‪ -41‬ضوابط وتحقيقاي‪ :‬بيع العربون‪ ،‬السلم‪ ،‬تداول الديون‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬محمد سعيد رمضان البوطي‪.‬‬
‫‪ -42‬عقود االختياراي‪ ،‬إعداد‪ ،‬ضيلة الدكتور وهبة مصطفى الزحييل‪ ،‬منشور مبجلة مجمع‬
‫الفقه اإلسفمي الدوىل‪.‬‬
‫‪ -43‬العني‪ ،‬أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن متيم الفراهيدي الب ي (ي‬
‫‪170‬ها)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د مهدي املخزومي‪ ،‬د إبراهيم السامرايئ‪ ،‬النارش‪ :‬دار ومكتبة الهفل‪.‬‬
‫‪ -44‬قضايا قهية معارصة‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬محمد سعيد رمضان البوطي‪ ،‬ط‪ /‬مكتبة الفارايب‪ ،‬األوىل‪.‬‬
‫‪ -45‬قضايا قهية معارصة ىف املال واالقتصاد‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬نزيه حامد‪ ،‬ط‪ /‬دار القلم‪ -‬دمشق‪ ،‬األوىل‪.‬‬
‫‪ -46‬مجلة مجمع الفقه اإلسفمي التابع ملنظمة املؤمتر اإلسفمي بجدة‪.‬‬
‫‪ -47‬املجموع رشح املهذب‪ ،‬أبو زكريا محيي الدين يحيى بن رشف النووي (ي ‪676‬ها)‬
‫النارش‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -48‬مجموع الفتاوى‪ ،‬تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراين (ي‬
‫‪728‬ها) املحقق‪ :‬عبد الرحمن بن محمد بن قاسم‪ ،‬النارش‪ :‬مجمع امللك هد لطباعة‬
‫املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة النبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬عام النرش‪1416 :‬ها‪1995/‬م‪.‬‬
‫‪ -49‬املحىل باآلثار‪ ،‬أبو محمد عيل بن أحمد بن سعيد بن حزم األندليس الظاهري‪ ،‬املحقق‪:‬‬
‫عبدالغفار سليامن البنداري‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بريوي‪.‬‬
‫‪ -50‬مرشد الحريان إىل معر ة أحوال اإلنسان محمد قدري باشا (املتوىف‪1306 :‬ها) ط‪/‬‬
‫املطبعة الكربى األمريية ببوالق‪ ،‬الثانية‪.‬‬
‫‪ -51‬املستصفى‪ ،‬أبو حامد محمد بن محمد الغزايل الطويس (ي ‪505‬ها)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد‬
‫السفم عبد الشايف‪ ،‬ط‪ /‬دار الكتب العلمية‪ ،‬األوىل‪1413 ،‬ها ‪1993 -‬م‪.‬‬
‫‪ -52‬مسند أحمد لإلمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباىن ي ‪241‬ها ط‪ /‬مؤسسة قرطبة‪.‬‬
‫‪ -53‬املشاركة املتناقصة‪ ،‬طبيعتها وضوابطها الخاصة‪ ،‬الدكتور عبد السفم العبادي‪ ،‬بحث‬
‫منشور مبجلة مجمع الفقه اإلسفمى‪.‬‬
‫‪ -54‬املشاركة املتناقصة وأحكامها‪ ،‬يف ضوء ضوابط العقود املستجدة‪ ،‬الدكتور نزيه كامل‬
‫حامد‪ ،‬بحث منشور مبجلة مجمع الفقه اإلسفمى‪.‬‬
‫‪ -55‬املشاركة املتناقصة وتطبيقاتها املعارصة‪ ،‬البنك اإلسفمى األردىن منوذجا‪ ،‬إعداد الباحث‪/‬‬
‫نور الدين عبدالكريم الكواملة وما بعدها‪ ،‬الجامعة اإلسفمية العاملية ماليزيا‪.‬‬
‫‪ -56‬املشتقاي املالية ودورها ىف إدارة املخاطر‪ ،‬ودور الهندسة املالية ىف صناعة أدواتها‪،‬‬
‫دراسة مقارنة بني النظم الوضعية وأحكام الرشيعة اإلسفمية‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬سمري عبدالحميد‬
‫رضوان‪ ،‬دار النرش للجامعاي‪ ،‬األوىل‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫املعامفي املالِية أصالة ومعارصة‪ ،‬أبو عمر دبْ َيانِ بن محمد ال ُّدبْ َيانِ ‪ ،‬ط‪ /‬مكتبة امللك هد‬
‫َ‬ ‫‪-57‬‬
‫الوطنية‪ ،‬الرياض ‪ -‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الثانية‪.‬‬
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
‫‪1787‬‬ ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

‫‪ -58‬املعجم االقتصادى اإلسفمي‪ ،‬د‪ /‬أحمد الرشبايص‪ ،‬ط‪ /‬دار الجيل‪.‬‬


‫‪ -59‬معجم لغة الفقهاء‪ ،‬محمد رواس قلعجي ‪ -‬حامد صادق قنيبي‪ ،‬دار النفائس للطباعة‬
‫والنرش والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1408 ،‬ها ‪1988 -‬م‪.‬‬
‫‪ -60‬املغني‪ ،‬مو ق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة املقديس الجامعييل‬
‫الدمشقي الصالحي الحنبيل (‪ 620 - 541‬ها)‪ ،‬املحقق‪ :‬الدكتور عبد الله بن عبد املحسن‬
‫الرتيك‪ ،‬الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو‪ ،‬النارش‪ :‬دار عامل الكتب للطباعة والنرش‬
‫والتوزيع‪ ،‬الرياض ‪ -‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪1417 ،‬ها ‪1997 -‬م‪.‬‬
‫‪ -61‬املنثور يف القواعد الفقهية أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركيش‬
‫(املتوىف‪794 :‬ها) النارش‪ :‬وزارة األوقاف الكويتية الطبعة‪ :‬الثانية‪1405 ،‬ها ‪1985 -‬م‪.‬‬
‫‪ -62‬املوا قاي‪ ،‬أبو إسحاق إبراهيم بن موىس بن محمد اللخمي الشاطبي (ي ‪ 790‬ها)‪،‬‬
‫املحقق‪ :‬أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلامن‪ ،‬تقديم‪ :‬بكر بن عبد الله أبو زيد‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫دار ابن عفان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1417 ،‬ها ‪1997 -‬م‪.‬‬
‫‪ -63‬موسوعة اإلجامع يف الفقه اإلسفمي النارش‪ :‬دار الفضيلة للنرش والتوزيع‪ ،‬الرياض ‪-‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1433 ،‬ها ‪2012 -‬م‪.‬‬
‫‪ -64‬املوسوعة الفقهية الكويتية‪ ،‬صادر عن‪ :‬وزارة األوقاف والشئون اإلسفمية ‪ -‬الكويت‪ ،‬عدد‬
‫األجزاء‪.45 :‬‬
‫‪ -65‬نحو سوق مالية إسفمية‪ ،‬أ‪.‬د‪ /‬محمد عىل القري‪ ،‬بحث منشور مبجلة املعهد اإلسفمي‬
‫للبحوث والتدريب مج‪1‬ع‪1993 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ -66‬نظرية املخاطرة ىف االقتصاد اإلسفمي‪ ،‬عدنان عبدالله محمد عويضة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬
‫كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية‪،‬جامعة الريموك‪.‬‬
‫‪ -67‬نهاية املحتاج إىل رشح املنهاج‪ ،‬شمس الدين محمد بن أيب العباس أحمد بن حمزة شهاب‬
‫الدين الرميل (املتوىف‪1004 :‬ها) النارش‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بريوي‪.‬‬
‫‪ -68‬الهندسة املالية اإلسفمية‪ ،‬عبدالكريم قندوز بحث منشور مبجلة جامعة امللك عبدالعزيز‪:‬‬
‫االقتصاد اإلسفمي‪ ،‬م‪20‬ع‪ ،2‬عام ‪.2007‬‬
‫‪ -69‬الهندسة املالية مع الرتكيز عىل الخياراي نحو سوق ماىل‪ ،‬هاشم وزى دباس العبادى‪،‬‬
‫بحث منشور مبجلة الغرى للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ -‬جامعة الكو ة‪ -‬كلية اإلدارة‬
‫واالقتصاد ع‪ 5‬العام ‪.2006‬‬
‫‪ -70‬الهندسة املالية واضطراب النظام املاىل العاملى‪ ،‬د عبدالكريم أحمد قندوز‪ ،‬محارض‬
‫بقسم املالية‪ ،‬كلية إدارة األعامل جامعة امللك يصل‪ ،‬بحث مقدم ملؤمتر كلية العلوم‬
‫اإلدارية الدوىل الرابع ‪2010‬م بجامعة الكويت‬
2023 ‫ فرباير‬- ‫العدد الرابع عرش‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ 1788

Source and reference list


1- Consensus, Mohamed Bin Ibrahim Bin Al-Mundhir Al-Nishaburi, Investigation and
Study: Dr. Fuad Abdel Moneim Ahmed, Publisher: Dar Al-Muslim Publishing and
Distribution, First Edition: Dar Al-Muslim, 1425 H/2004.
2- Financial market provisions, His Excellency Dr. Muhammad Abdel Ghaffar Al-Sharif,
Professor at the College of Sharia, University of Kuwait, research published in the
Journal of the College of Sharia and Islamic Studies, University of Kuwait, Maja 8
A.M. 18, 1992.
3- Choices, prepared by His Excellency Dr. Al-Siddiq Mohamed Al-Amin Al-Darir,
Professor of Islamic Law, Faculty of Law, University of Khartoum, published in the
Journal of the International Islamic Fiqh Academy.
4. Selections, Comparative Analytical Jurisprudence Study, by Abdul Wahab Ibrahim
Abu Sulayman, published in the Journal of the International Islamic Fiqh Academy.
5- The Mufti of Tunisia, His Excellency Sheik Mohammed Al-Mukhtar Al-Salami,
published in the Journal of the International Islamic Fiqh Academy.
6- Make selections in the financial markets, in the light of the decisions of the Islamic
Shariah, by Dr. Abdul Sattar Abu Ghodda published in the Journal of the
International Islamic Fiqh Academy.
7- Risk Management, Case Analysis in the Islamic Financial Industry, Tariq Allah Khan,
Habib Ahmad, by the Islamic Research and Training Institute of the Islamic
Development Bank, Jeddah, Saudi Arabia.
8- Risk management, financial derivatives, financial engineering, by: A.D./Ben Ali
Belazouz, A.D./Abdul Karim Kunduz, A.D./Abdul Razzaq Habar, Al-Waraq
Publishing and Distribution House.
9- Risk Management in Islamic Banks, by: A.D./Ghaleb Awad Al-Rifai, A. Faisal Sadek,
Paper presented for the seventh annual international scientific conference entitled:
Risk Management and the Knowledge Economy, Al-Zaytouna University, Jordan,
Faculty of Economics and Management Sciences, April 16-18, 2007.
10- Risk management in Islamic banks. The case of Jordan, Dr. Rania Zeidan Shehadeh
Al-Alawneh, Master's thesis, College of Sharia and Islamic Studies, Yarmouk
University, Jordan.
11- The use of Islamic financial engineering in the management of risks in Islamic banks,
Dr. Ben Ali Belazouz and Dr. Abdul Karim Kunduz. A paper presented to the
seventh annual International Scientific Conference entitled: Risk Management and
the Knowledge Economy, Al-Zaytunah University, Jordan, Faculty of Economics
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
1789 ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

and Administrative Sciences, 16-18 April 2007.


12- The Claimant provided the opportunity to explain the student's offers to the scholar
Zakaria Bin Mohammed Bin Zakariya Al-Ansari T/Dar Al-Kitab Al-Islami.
13- Shares, choices, futures, types and transactions in which they are conducted, prepared
by Dr. Muhammad Ali al-Qari bin Eid, published in the Journal of the International
Islamic Fiqh Academy.
14- Information on the signatories of the Lord of the Worlds, Muhammad ibn Abi Bakr
ibn Ayyub ibn Saad Shams al-Din ibn Qayim al-Jawziyya (Deceased: 751H),
investigation: Muhammad Abdel Salam Ibrahim, publisher: Dar al-Kutub al-
Alamiya - Beirut, 1st.
15- Persuasion in matters of consensus, Ali bin Mohammed bin Abdulmalik al-Katami
al-Himiri al-Fassi, Abul Hassan ibn al-Qattan (T 628H), Investigator: Hassan Fawzi
al-Saidi, Publisher: Modern Farouq for Printing and Publishing, first edition:
1424H-2004.
16- Mechanisms to Stimulate the Palestinian Stock Exchange in the Light of Financial
Engineering Products, Khaled Mohammed Nassar, Master's Thesis, Presented at the
Faculty of Commerce, Gaza University, 2006.
17- Equity Imam Ali Bin Sulayman Bin Ahmed Al-Mardawi T885H/Dar Al-Hayat Al-
Arabi.
18- Al-Bahr Al-Riyaq (The Clear Sea) The treasure of minutes was explained to Zinedine
Ibrahim Bin Njeim T970H. I/Islamic Book House.
19- Al-Sanayaa' Badaa' in the Order of Laws, Alaa Al-Din, Abu Bakr Bin Masoud Bin
Ahmed Al-Kasani Al-Hanafi, T/Dar Al-Kutub Al-Alamiya, Second Edition.
20- First of all, Al-Waleed's father, Ahmed Bin Mohammed Bin Rashid Al-Hafid,
commenced work on 595 A.H., Dar Al-Ahyar Al-Turath Al-Arabi.
21- The intended dimension of the role of risk in the Islamic economy: A letter
submitted for a doctorate in Islamic sciences, specializing in jurisprudence and
origins. Jamila Garsh, Faculty of Social Sciences and Islamic Sciences, Hadj Lakhdar
University, Batna, Algeria.
22- Statement and collection by Al-Waleed's father, Ahmed bin Mohammed bin Rashid
Al-Jidd, 520H.E./Dar Al-Gharb Al-Islami, First Edition, Ihaqtiq/ Ahmed Al-
Sharqawi.
23- Selling Religion's Judgments - Its Contemporary Applications, A. D. Nazih Kamal
Hammad published in the Journal of the International Islamic Fiqh Academy.
24- The sale of debt and loan securities and their legitimate alternatives, in the public and
private sector, Dr. Mohamed Ali Al-Qari Bin Eid, published in the Journal of the
2023 ‫ فرباير‬- ‫العدد الرابع عرش‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ 1790

International Islamic Fiqh Academy.


25- The Museum of the Needy in explaining the curriculum to Imam Ahmad bin
Muhammad bin Hajar al-Hitmi/House of the Revival of Arab Heritage.
26- Risk Assessment in Commercial Banks, Case Study of the Agricultural and Rural
Development Bank, Note by the Faculty of Economic Sciences, University of Dr.
Yahya Fares, Algeria. Prepared by: Khaldi Zainab, Bossuf Faiza.
27- Refining of the language: Mohammed bin Ahmed bin Al-Azhari al-Harwi, Abu
Mansour (370h), Investigator: Mohamed Awad Merheb, Publisher: House of the
Revival of the Arab Heritage - Beirut, first edition, 2001.
28- Al-Thamir Al-Dani explained Al-Qayrawani's message to Imam Saleh Abdul Sameeh
Al-Abi Al-Azhari. I/Cultural Library.
29- Al-Desouki's footnote to the large commentary, Mohammed bin Ahmed bin Arafa
Al-Desouki Al-Malki (T 1230H), T/Dar Al-Fikr.
30- Banking services for the investment of client funds and their provisions in Islamic
jurisprudence, Dr. Yousef Bin Abdullah Al-Shabelli, 2002.
31- Choices in Islamic Jurisprudence, A.D./Mr. Hafiz Khalil Al-Sakhawi, p. 116, p. 4.
32- Role of Internal Audit in Risk Management, Field Study in Syrian Banks, Letter
Submitted for a Master's Degree in Accounting, Shadi Saleh Al Bujairi, Faculty of
Economics, University of Damascus, 2011.
33- Usury and contemporary financial transactions in the eyes of Islamic Sharia by Dr.
Umar bin Abdulaziz Al-Mutarek, Dar Al-Asema Publishing and Distribution.
34- Rawdat al-Talabin and Muftis Mayor Abu Zakariya Muhyiddin Yahya bin Sharaf al-
Nuawi Investigation: Zuhair al-Shawish, I/Islamic Bureau, Beirut, Damascus,
Amman, 3rd edition.
35- Al-Mu'ad in Huda Khair Al-Abad, Muhammad ibn Abi Bakr ibn Ayyub ibn Saad
Shams al-Din ibn Qayim al-Jawziyya (T 751H), Al-Resala Foundation, Beirut - Al-
Manar Islamic Library, Kuwait, 27th edition, 1415 A.H./1994.
36- Sunan Abi Dawud Sulayman Ibn Al-Ashath Al-Jistani (275 A.H.) / Dar Al-Fikr:
Investigation of Muhammad Mohieddin Abd Al-Hamid.
37- Sint Al-Tarmadi Abu Isa Muhammad Bin Isa Al-Tarmadi 279 AH/Dar Al-Athriyah
Al-Arabi, Beirut, Investigation by Ahmad Muhammad Shakir and others.
38- Sahih Al-Bukhari by Abu Abdullah Mohammed bin Ibrahim bin Ismail Al-Bukhari
256h/Dar Ibn Kathir Al-Yamamah, Beirut, 3rd edition, Investigation by Dr. Mustafa
Deeb Al-Baga.
39- True Muslim for Abu Al-Hussein Muslim bin Al-Hajjaj Al-Nishaburi 261H/Arab
Heritage Revival House, Beirut, Investigation by Muhammad Fuad Abdul Baqi.
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
1791 ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

40- The financial engineering industry takes a look at the Islamic curriculum, Dr. Sami
Al-Suwailam.
41- Controls and investigations: sale of Al-Arbon, Al-Salam, debt trading,
A.D./Mohammed Said Ramadan Al-Buti.
42- Contracts of Choices, by His Excellency Dr. Wahba Mustafa Al-Zahaili, published in
the Journal of the International Islamic Fiqh Academy.
43- Al-Ain, Abu Abdul Rahman Al-Khalil Bin Ahmed Bin Amr Bin Tamim Al-Farahedi
Al-Basri (T170 H), Investigation: Dr. Mahdi Al-Makhzumi, Dr. Ibrahim Al-
Samarrai, Publisher: Al-Hilal House and Library.
44- Contemporary jurisprudence issues, A. D. Mohamed Said Ramadan Al-Buti, T. Al-
Farabi Library, I.
45- Contemporary Jurisprudence in Finance and the Economy, A. D. Nazih Hammad, T.
Dar Al-Qalam, Damascus, I.
46- The OIC Islamic Fiqh Academy Journal in Jeddah.
47- Total The polite Abu Zakariya Mohieddin Yahya bin Sharaf Al-Nawawi (676h)
Publisher: Dar Al-Fikr.
48- Total Fatwas: Taqi Al-Din Abu Al-Abbas Ahmad Bin Abd Al-Halim Bin Taymiyyah
Al-Harani (C728H) Investigator: Abd Al-Rahman Bin Muhammad Bin Qasim,
Publisher: King Fahd Complex for the Printing of the Holy Quran, Prophetic City,
Saudi Arabia, Year of Publication: 1416 H/1995.
49- Local antiquities official: Abu Muhammad Ali bin Ahmed bin Said bin Hazm al-
Andalusi al-Zahiri, Investigator: Abdel Ghaffar Suleiman al-Bandari, Dar al-Fikr,
Beirut.
50- Murshid Al-Hiran to learn about the human condition of Muhammad Qadri Pasha
(Deceased: 1306H) I. Princess Printing House in Bulaq, II.
51- Al-Mustapha, Abu Hamid Muhammad bin Muhammad al-Ghazali al-Tusi (505
A.H.), Investigation: Muhammad Abd al-Salam Abd al-Shafi, T. Dar al-Kutub al-
Alami, 1413 A.H.-1993.
52- Musnad Ahmad al-Imam Ahmad bin Muhammad bin Hanbal al-Shibani
(241H)/Cordoba Foundation.
53- Diminished participation, of its own nature and regulations, Dr. Abdessalam Al-
Abadi, Research published in the Journal of the Islamic Fiqh Academy.
54- Diminishing participation and its provisions, in light of the new contract regulations,
Dr. Nazih Kamal Hammad, published research in the Journal of the Islamic Fiqh
Academy.
55- Declining participation and its contemporary application, Islamic Bank of Jordan
2023 ‫ فرباير‬- ‫العدد الرابع عرش‬ ‫مجلة قطاع الرشيعة والقانون‬ 1792

(IBB) model, by researcher Noordin Abdul Karim Al Kamulla et al., International


Islamic University Malaysia.
56- Financial derivatives and their role in risk management, and the role of financial
engineering in the manufacture of their instruments, a comparative study between
positivist systems and the provisions of the Islamic Sharia, A. D. Samir Abdul
Hamid Radwan, University Publishing House, I, 2005.
57- Authentic and contemporary financial transactions: Abu Omar Debian bin
Mohammed Al-Debian, T/King Fahd National Library, Riyadh, Saudi Arabia, II.
58- Islamic Economic Lexicon, Dr. Ahmed Al-Sharbasi, T/Dar Al-Jil.
59- Lexicon of the language of jurists, Muhammad Rawas Kalaaji-Hamid Sadeq Qunaibi,
Dar Al-Nafis Printing, Publishing and Distribution, second edition, 1408 A.H.-1988.
60- Singer, Muwafaq Al-Din Abu Muhammad Abdallah Bin Ahmed Bin Qaddama Al-
Maqdisi Al-Jamaili Al-Damashki Al-Salhi Al-Hanbali (541 - 620 H), Investigator:
Dr. Abdullah Bin Abdul Mohsen Al-Turki, Dr. Abd Al-Fatah Mohammed Al-Halu,
Publisher: Dar Alam Al-Kutub Printing, Publishing and Distribution, Riyadh, Saudi
Arabia, Third Edition, 1417 H - 1997 A.H.
61- Published in the Jurisprudence Bases by Abu Abdallah Badr Al-Din Muhammad bin
Abdullah bin Bahadar Al-Zarkshi (Deceased: 794 H) Publisher: Kuwaiti Ministry of
Religious Endowments Second edition, 1405 A.H. - 1985 A.D.
62- Approvals: Abu Ishaq Ibrahim bin Musa bin Muhammad al-Khami al-Shatbi (A.H.
790), Investigator: Abu Obeida Mashhur bin Hasan Al-Salman, Presentation: Bakr
bin Abdullah Abu Zaid, Publisher: Dar Ibn Affan, First Edition, 1417 H.-1997.
63- Encyclopedia of Unanimity in Islamic Jurisprudence: Dar al-Fadilah for Publishing
and Distribution, Riyadh, Saudi Arabia, First Edition, 1433 A.H.-2012.
64- Kuwaiti Encyclopedia of Jurisprudence, published by the Ministry of Endowments
and Islamic Affairs, Kuwait, Parts 45.
65- Towards an Islamic Financial Market, A.D./Muhammad Ali Al-Qari, Research
published in the Journal of the Islamic Research and Training Institute G1A1, 1993.
66- Risk Theory of Islamic Economy, Adnan Abdullah Muhammad Uwaydah, Ph.D.,
Faculty of Economics and Management Sciences, Yarmouk University.
67- End of Need for Curriculum Explanation: Shams Eddine Mohammed Bin Abi Al-
Abbas Ahmed Bin Hamza Shihab Al-Din Al-Ramli (Deceased: 1004H) Publisher:
Dar Al-Fikr, Beirut.
68- Islamic Financial Engineering, Abdul Karim Kunduz Research published in King
Abdulaziz University Journal: Islamic Economy, m20g2, 2007.
69- Financial engineering, with a focus on the options towards the financial market,
‫الهندسة املالية ودورها يف إدارة املخاطر‬
1793 ‫الفقه املقــارن‬ ‫ومعالجتهاااا يف املعاااامفي امل يااااة‬

Hashim Fawzi Dabbas Al-Abadi. Research published in Al-Ghari Magazine for


Economic and Administrative Sciences - University of Kufa - School of
Management and Economics, p. 5, 2006.
70- Financial engineering and the turmoil of the international financial system, Dr.
Abdul Karim Ahmed Kunduz, lecturer in the Department of Finance, Faculty of
Business Administration, King Faisal University, research presented at the Fourth
International School of Management Sciences conference, 2010, Kuwait University

You might also like