You are on page 1of 53

‫‪ ‬محاور اليوم الدراسي ‪:‬‬ ‫‪ ‬خلفية موضوع اليوم الدراسي ‪:‬‬ ‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫مفهوم الحوكمة اإللكترونية للمؤسسات و‬ ‫‪‬‬ ‫جامعة محمد خيضر –بسكرة‪-‬‬
‫ت ُعـد التجارة اإللكترونية من األساليب الحديثة التي أصبحت تمارس‬
‫متطـلبات تطبيقها اإللكترونية‪.‬‬ ‫من قبل األشخاص الطبيعيين والمعنويين وهذه األخيرة وجدتها مصدرا‬
‫كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫مخبر مالية‪ ،‬بنوك و إدارة األعمال‬
‫واقع اإلطار المؤسسي وآليات حوكمة‬ ‫‪‬‬ ‫آخرا يُـمـكنها من التفوق على منافسيها خاصة في ظل بيئة تسودها‬
‫فرقة البحث ‪" CNEPRU‬الحوكمة في الجزائر بين الواقع‬
‫المؤسسات في الجزائر في ظل اإلدارة‬ ‫المنافسة الشديدة أين أصبحت المؤسسات بحاجة إلى تحقيق أفضليات‬
‫والطموح للحد من الفساد"‬
‫تنافسية على المستوى الدولي‪ ،‬وما عزز هذه التنافسية تطبيقات‬
‫اإللكترونية‪.‬‬ ‫تكنولوجيا المعلومات في إنجاز مختلف األعمال والتحكم في الكم الكبير‬
‫تطبيق الحوكمة في المعامالت و العقود‬ ‫‪‬‬ ‫من المعلومات الالزمة إلدارتها في ظروف المنافسة العالمية أفضى‬ ‫ينظم يوم دراسي حول ‪:‬‬
‫اإللكترونية ‪ :‬البنوك‪ ،‬الملكية الفكرية وبراءة‬ ‫إلى خلق بيئة ساعدت على الوقوع في األخطاء وإرتكاب جرائم الغش‬
‫والسرقة اإللكترونية‪ ،‬وللحد من هذه المشكالت أصبح من الضروري‬
‫اإلختراع‪ ،‬المنافسة‪ ،‬الضرائب‪....‬‬
‫الحوكمة اإللكترونية في الجزائر وأهم التدابير‬ ‫‪‬‬
‫بناء نظام سليم لرقابة األعمال التجارية اإللكترونية ومحاولة حوكمتها‬
‫عن طريق سـن مجموعة من التشريعات والقوانين التي تحكم‬
‫تحديات تطبيق الحوكمة‬
‫والتشريعات المنبثقة عن قانون رقم ‪05-18‬‬ ‫معامالتها وإبتكار نوع جديد من اآلليات واألساليب لتطبيقها على‬
‫ال مؤسسات اإلقتصادية فيما يخص كل معامالتها اإللكترونية للحد‬
‫في ظل التجارة اإللكترونية‬
‫مؤرخ ‪ 2018-05-10‬المتعلق بالتجارة‬ ‫وتذليل الصعوبات والتجاوزات الواقعة في الوسط اإلفتراضي من خالل‬ ‫‪The challenges of the application‬‬
‫اإللكترونية‪.‬‬ ‫عدة قوانين وإصالحات وذلك بمقتضى قانون المعدّل رقم ‪04-15‬‬
‫نماذج تطبيق الحوكمة في التجارة اإللكترونية ‪-‬‬ ‫‪‬‬ ‫المؤرخ في فيفري ‪ 2015‬الذي يحدد القواعد المتعلقة بالتوقيع‬ ‫‪of governance in light of e-‬‬
‫والتصديق اإللكترونـيـيـن‪ ،‬وعمل المشرع الجزائري من خالل ســــن‬ ‫‪commerce‬‬
‫التجارب الدولية الرائدة‪.-‬‬ ‫قانون رقم ‪ 05-18‬مؤرخ ‪ 2018-05-10‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية‬
‫المنظم لكل المعامالت اإللكترونية وهو ما يستدعي حتمية العمل على‬
‫إرساء الحوكمة اإللكترونية للوقاية من الفساد والتحايل المتصل‬
‫يوم ‪ 28‬أكتوبر ‪2019‬‬
‫بتكنولوجيا اإلعالم واإلتصال ومكافحتها‪.‬‬
‫قاعة المكتبة المركزية‬
‫كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫برئاسة د‪ /‬قسوري انصاف‬


‫الرئيس الشرفي لليوم دراسي ‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬بوطرفاية أحمد ( مدير جامعة بسكرة)‬
‫‪ ‬شروط المشاركة ‪:‬‬ ‫مديرة اليوم الدراسي ‪ :‬د‪ /‬جودي حنان‬ ‫‪ ‬أهداف اليوم الدراسي ‪:‬‬
‫أن ال يكون موضوع المداخلة قد نشر أو قدم في‬ ‫‪‬‬ ‫عميد كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬ ‫يسعى هذا الملتقى إلى إثراء النقاشات العلمية قصد الفهم الجيد‬
‫رئيسة اليوم الدراسي ‪ :‬د‪/‬قسوري إنصاف‬ ‫لمحاور الملتقى من خالل تحقيق جملة من األهداف تتعدى من المجال‬
‫أي تظاهرة علمية من قبل؛‬ ‫رئيس اللجنة العلمية ‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬غالم عبد هللا (مدير المخبر )‬ ‫النظري إلى التطبيق على الواقع‪ ،‬والتي لعل من أهمها‪:‬‬
‫أن يكون موضوع المداخلة مرتبطا بأحد‬ ‫‪‬‬ ‫أعضاء اللجنة العلمية ‪:‬‬
‫جامعة بسكرة‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬مفتاح صالح‬
‫‪ ‬إبراز أهمية الحوكمة من خالل تحديد أهم المبادئ والقواعد‬
‫المحاور (مع ذكر رقم المحور)؛‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬غالم عبد هللا‬ ‫إلدارة ومراقبة المؤسسات بالطرق اإللكترونية؛‬
‫جامعة بسكرة‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬مرغاد لخضر‬ ‫‪ ‬واقع حوكمة المؤسسات في الجزائر بتشخيص حالة إطارها‬
‫أن تحرر المداخلة في حدود ‪ 15‬صفحة بما فيها‬ ‫‪‬‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬خوني رابح‬ ‫المؤسسي وآليات تطبيقها؛‬
‫المالحق والتهميش والمراجع ‪ ،‬بإحدى اللغتين‪:‬‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬بن سماعين حياة‬ ‫‪ ‬إبراز مفاهيم التجارة اإللكترونية ومدى تطبيقها؛‬
‫جامعة بسكرة‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬بن سمينة عزيزة‬
‫العربية ببرنامج ‪ word‬خط ‪Simplified‬‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫د‪ /‬حنان جودي‬
‫‪ ‬التعرف على أهم التدابير التي إستحدثتها الجزائر من أجل‬
‫إرساء حوكمة إلكترونية وتفعيل العمل بها‪.‬‬
‫‪ Arabic‬حجم ‪ 14‬بالنسبة للمتن وحجم ‪12‬‬ ‫جامعة بسكرة‬
‫جامعة بسكرة‬
‫د‪ /‬السبتي وسيلة‬
‫د‪ /‬بن بريكة زهرة‬ ‫‪ The objectives of the school day:‬‬
‫للتهميش ‪،‬‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫د‪ /‬نصيرة عقبة‬ ‫‪This forum seeks to enrich scientific discussions‬‬
‫جامعة بسكرة‬ ‫د‪ /‬بوزاهر نسرين‬
‫وباللغة األجنبية ‪ Times New Roman‬حجم‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫د‪ /‬لحسن دردوري‬
‫‪in order to good understanding of the axes of the‬‬
‫‪ 12‬بالنسبة للمتن وحجم ‪ 10‬بالنسبة للتهميش‪،‬‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫د‪ /‬بوعبيد فريد‬ ‫‪forum by achieving a number of objectives‬‬
‫جامعة بسكرة‬ ‫د‪ /‬بوعبد هللا علي‬ ‫‪beyond the theoretical field to the application on‬‬
‫بفراغ ‪ 1.15‬سم بين األسطر مع ترقيم التهميش‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫د‪ /‬معارفي فريدة‬ ‫‪the ground, which is perhaps the most‬‬
‫في آخر المداخلة تهميشا أتوماتيكيا‪.‬‬ ‫جامعة بسكرة‬
‫جامعة بسكرة‬
‫د‪ /‬غقال إلياس‬
‫د‪ /‬عمران كريمة‬
‫‪important:‬‬
‫أن يشمل البحث ملخصا باللغة العربية ولغة‬ ‫‪‬‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫د‪ /‬نور الدين دالل‬ ‫‪ highlight the importance of governance by‬‬
‫جامعة بسكرة‬ ‫د‪ /‬قريشي محمد‬
‫أجنبية‪ ،‬كما يحتوي على الكلمات المفتاحية‪.‬‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫د‪ /‬حاج عامر‬ ‫‪identifying the most important principles and‬‬
‫‪ ‬تواريخ مهــمة ‪:‬‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫د‪ /‬جودي محمد رمزي‬ ‫‪rules for the management and control‬‬
‫جامعة بسكرة‬ ‫د‪ /‬قشوط إلياس‬ ‫;‪institutions‬‬
‫‪ ‬آخر أجل الرسال المداخالت كاملة‪ 23:‬أكتوبر ‪.2019‬‬
‫‪ ‬اخر اجل للرد على المداخالت المقبولة ‪ 26 :‬أكتوبر ‪.2019‬‬ ‫رئيس اللجنة التنظيمية ‪ :‬أ‪ /‬فريد عبة‬ ‫‪ The reality of corporate governance in Algeria‬‬
‫ترسل المداخالت على البريد اإللكتروني التالي ‪:‬‬ ‫نائب رئيس اللجنة التنظيمية ‪ :‬أ‪ /‬مناصرية إسماعيل‬ ‫‪, the diagnosis of the case of institutional‬‬
‫أعضاء اللجنة التنظيمية لليوم الدراسي ‪:‬‬
‫‪insaf.guessouri@univ-biskra.dz‬‬ ‫أ‪ /‬بلحسن محمد علي‪ ،‬د‪ /‬مسمش نجاة‪ ،‬د‪ /‬عديسة شهرة‬
‫;‪framework and implementation mechanisms‬‬
‫ط‪.‬د‪ /‬العلواني كاميليا‬
‫‪ to highlight e - commerce concepts and their‬‬
‫;‪application‬‬
‫‪ Identify the most important measures introduced‬‬
‫‪by Algeria to establish electronic governance‬‬
‫‪and activating the work out.‬‬
‫جامعة محمد خيضر بسكرة‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫مخبر مالية‪ ،‬بنوك وإدارة أعمال‬
‫فرقة بحث ‪ CNEPRU‬الحوكمة في الجزائر بين‬
‫الواقع والطموح للحد من الفساد‬

‫برنامج اليوم الدراسي حول‪:‬‬


‫تحديات تطبيق الحوكمة في ظل التجارة االلكترونية‬
‫يوم ‪ 28‬أكتوبر ‪2019‬‬

‫‪9:20‬‬ ‫االفتتاح‬
‫المقرر‪ :‬د‪ /‬نور الدين دالل‬ ‫رئيس الجلسة‪ :‬د‪ /‬قسوري إنصاف‬
‫‪9:40‬‬ ‫الحوكمة االلكترونية والحكومة االلكترونية‪ :‬مقاربة مفاهمية‬ ‫د‪ /‬معارفي فريدة‬
‫د‪ /‬السبتي وسيلة‬
‫‪10:00‬‬ ‫الحوكمة والحكومة االلكترونيتين تطبيقات وتوجهات جديدة‬
‫د‪ /‬زعرور نعيمة‬
‫بناء إطار مفاهيمي للحوكمة االلكترونية ومتطلبات إرسائها على مستوى‬
‫د‪ /‬بوزاهر نسرين‬
‫‪10:40‬‬ ‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالجزائر‬
‫أ‪ /‬زياني منيرة‬
‫آليات وتدابير بنك الجزائر في تفعيل الحكومة االلكترونية في إطار‬
‫د‪ /‬شاوش إخوان سهام‬
‫‪11:00‬‬ ‫المحافظة على سالمة وإستقرار النظام المصرفي الجزائري‬
‫د‪ /‬بالعبيدي عايدة عبير‬
‫د‪ /‬بن بريكة الزهرة‬
‫‪11:20‬‬ ‫الحوكمة االلكترونية وتأثيرها على جودة الخدمة العمومية‬
‫أ‪ /‬تلي فريدة‬
‫مناقشة‬
‫توصيات اليوم الدراسي‬
‫توزيع الشهادات‬
‫االختتام‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫جامعة محمد خيضر –بسكرة‪-‬‬
‫كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫مخبر مالية‪ ،‬بنوك و إدارة األعمال‬
‫فرقة البحث ‪" CNEPRU‬الحوكمة في الجزائر بين الواقع والطموح للحد من الفساد"‬

‫يوم دراسي حول ‪:‬‬

‫تحديات تطبيق الحوكمة‬


‫في ظل التجارة اإللكترونية‬
‫‪The challenges of the application of governance in light of e-‬‬
‫‪commerce‬‬
‫يوم ‪ 28‬أكتوبر ‪2019‬‬

‫جامعة محمد خيضر بسكرة‬

‫الحوكمة والحكومة اإللكترونيتين تطبيقات وتوجهات جديدة‬


‫د‪ .‬زعرور نعيمة‬ ‫د‪ .‬السبتي وسيلة‬

‫‪Naima.zarour@univ-biskra.dz‬‬ ‫‪Wassila.sebti@univ-biskra.dz‬‬
‫المحور‪ :‬مفهوم الحوكمة اإللكترونية للمؤسسات و متطـلبات تطبيقها اإللكترونية‬

‫الملخص‪:‬‬

‫إن التطورات السريعة في تطبيق تكنولوجيا المعلومات ساعدت على تنامي القدرات المؤسسية في مجال الرقمني‪ ،‬وهو‬
‫ما دفع الدول والحكومات إلى مجارات هذه التطورات والتكيف معها‪ ،‬فتولد عن ذلك انضمام العديد من الحكومات إلى‬
‫الفضاء االفتراضي بإنشاء مواقع إلكترونية يقدمون من خاللها خدماتهم االلكترونية ويعرضون فيها مختلف المعلومات‬
‫الضرورية للمواطن بسرعة كبيرة‪ ،‬وفي الوقت والمكان الذي يريده‪ ،‬وذلك بهدف ضمان تطبيق خدمات إلكترونية‬
‫بالجودة الالزمة وبالتكلفة المالئمة وبكفاءة عالية‪ ،‬كما يتوجب على القطاع الحكومي تطبيق الحوكمة االلكترونية‪ ،‬او ما‬
‫يعرف بالحكومة االلكترونية والتي تعتبر الحل األمثل لتحقيق الشفافية والمساءلة والعدالة والمساواة وتحقيق رضا‬
‫المواطنين بعيدا عن كل مشاكل بيروقراطية‪.‬‬

‫وعليه من خالل هذه الورقة البحثية سوف نسلط الضوء على أهمية الحوكمة االلكترونية في الحكومة االلكترونية‬
‫وإبراز الفرق بينهما مع اإلشارة إلى التوجهات الجديدة في مجال تطبيقهما‪ ،‬ومن هنا كان اإلشكال المطروح هو‪:‬‬

‫ما الفرق بين الحوكمة االلكترونية والحكومة االلكترونية؟ وما هي التوجهات الجديدة فيهما؟‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬حوكمة الكترونية‪ ،‬حكومة الكترونية‪ ،‬توقيع الكتروني‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬

‫‪The rapid developments in the application of information technology have helped to increase the‬‬
‫‪institutional capacity in the field of digitalization, which led States and Governments to keep pace with‬‬
‫‪these developments and adapt to them, resulting in the joining of many governments to the virtual space‬‬
‫‪by creating websites through which they provide their electronic services and display various information‬‬
‫‪Necessary to the citizen very quickly, and at the time and place he wants, in order to ensure the‬‬
‫‪application of e-services of the necessary quality and the appropriate cost and high efficiency, and the‬‬
‫‪government sector must implement e-governance, or what is known as the government Tronah which is‬‬
‫‪considered the best solution to achieve transparency, accountability, justice and equality and achieve‬‬
‫‪satisfaction of citizens away from all bureaucratic problems.‬‬

‫‪Through this paper we will highlight the importance of e-governance in e-government and highlight the‬‬
‫‪difference between them with reference to new trends in the field of application, hence the problem was:‬‬

‫?‪What is the difference between e-governance and e-government? What are the new trends in them‬‬

‫‪Keywords: e-governance, e-government, e-signature, information technology.‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫إن الحكومة االلكترونية هي نمط متطور وجديد من االدارة يتم من خالله رفع مستوى األداء والكفاءة اإلدارية وتحسين‬
‫مناخ العمل لتسهيل كافة الخدمات واألعمال التي تقدمها المؤسسات الحكومية للمواطنين‪،‬و ألن هذا النمط الجديد من‬
‫العمل يمكن الموطن من إنجاز كافة المعامالت الحكومية وحتى استصدار الوثائق الرسمية عبر الوسائل االلكترونية‬
‫مثل اإلنترنت والهواتف الخلوية وألرضية وبسرعة وفعالية عالية‪.‬‬

‫وظهر مفهوم الحوكمة االلكترونية الذي يهدف أساسا إلى تحسين عالقة الحكومة االلكترونية بالمواطن من خالل تسهيل‬
‫عملية االتصال بهم وتقديم خدمات الكترونية لهم‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الحكومة االلكترونية‪ :‬المفاهيم والتوجهات الجديدة‬

‫‪ -1‬مفهوم الحكومة االلكترونية‪:‬‬

‫اختلفت اآلراء حول تحديد مفهوم الحكومة االلكترونية حيث يوجد تعريف مشترك واحد للحكومة االلكترونية ولكن هي‬
‫اسلوب جديد ومتطور ب ل هي ثورة تقنية معلوماتية قادت إلى نقلة نوعية في تقدم األجهزة الحكومية وأجهزة القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬وغيرها من اإلدارات التقليدية إلى التعامالت االلكترونية‪.‬‬

‫فهناك من يرى بأنها مفهوم جديد يعتمد على استخدام تكنولوجيا االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات للوصول إلى‬
‫االستخدام األمثل للموارد الحكومية وكذلك لضمان توفير خدمة حكومية مميزة للمواطنين‪ ،‬الشركات‪ ،‬المستثمرين‬
‫‪1‬‬
‫واألجانب‪.‬‬

‫كما عرفت بأنها "البيئة التي تتحقق فيها خدمات المواطنين‪ ،‬واستعالماتهم وتتحقق فيها األنشطة الحكومية للدائرة‬
‫‪2‬‬
‫المعنية من دوائر الحكومة بذاتها أو فيما بين الدوائر المختلفة باستخدام شبكات المعلومات واالتصال عن بعد‪".‬‬
‫وهناك من يرى أن الحكومة االلكترونية يقصد بها العالقة بين إدارة األنشطة والممارسات الحكومية والمعطيات‬
‫االلكترونية تعكس بوادر النهوض بجودة األداء وعقالنية القرارات المختلفة‪ ،‬وأدوات الحكومة االلكترونية المتمثلة‬
‫‪3‬‬
‫باآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬الحاسب اآللي‪ :‬ممثال للعقل وبما يوفره من قواع د منطقية ميسرة لتوثيق البيانات والمعلومات وتداولها‪.‬‬
‫‪ -‬نظم اإلتصال (الشبكات)‪ :‬ممثال لشبكة األعصاب بما يوفره من السرعة‪ ،‬نقل البيانات والمعلومات بين‬
‫الوحدات االدارية والمؤسسات والمديريات المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬المعلوماتية (البرمجيات)‪ :‬ممثال للمعرفة المتجددة بما توفره من صيغ مبرمجة عالية المعرفة لمعالجة البيانات‬
‫وترجمتها إلى معلومات‪.‬‬

‫إن االدارة االلكترونية هي منظومة متكاملة تعتمد على تقنية االتصاالت والمعلومات لتحويل العمل اإلداري اليدوي إلى‬
‫مجال التنفيذ بواسطة تقنية المعلومات الحديثة‪ ،‬وتعيد ابتكار األعمال في منظمة ما‪ ،‬بواسطة طرق جديدة إلدماج‬
‫وتكامل وتوفير امكانية الوصول إليها وتبادل المعلومات فيما بينها وبين المواطن بسرعة ودقة عاليتين وبأقل كلفة‬
‫ممكنة مع ضمان سرية وأمن المعلومات المتداولة‪.‬‬

‫‪ -2‬مزايا الحكومة االلكترونية‪:‬‬


‫‪4‬‬
‫يالحظ أن تطبيق نظام الحكومة االلكترونية يوفر العديد من المزايا تتمثل في‪:‬‬

‫سرعة أداء الخدمات‪ :‬حيث قلت سرعة أداء الخدمة بسبب سرعة تدفق المعلومات والبيانات من الحاسب اآللي‬ ‫‪‬‬
‫يخصص الخدمة المطلوبة‪.‬‬
‫تخفيض التكاليف‪ :‬يساهم تقديم الخدمة عبر الحكومة االلكترونية في تخفيض التكاليف عكس الطريقة التقليدية‬ ‫‪‬‬
‫التي تتطلب كميات كبيرة جدا من األوراق والمستندات واألدوات الكتابية‪.‬‬
‫اختصار اإلجراءات اإلدارية‪ :‬يساهم التعامل عن طريق الحكومة االلكترونية في التقليل من اإلجراء‬ ‫‪‬‬
‫البيروقراطية وتبسيط االجراءات وانجازها بسرعة وسهولة توفير للوقت والجهد والنفقات خاصة ما يتعلق‬
‫بأماكن اإلدارات وإعداد العاملين‪.‬‬
‫حكومة شفافة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪5‬‬
‫حكومة مبنية على المعرفة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -3‬أوجه الحكومة االلكترونية‪:‬‬

‫تتسع أعمال الحكومة االلكترونية لتشمل فضاءات عديدة منها‪:‬‬

‫‪ -‬حكومة إلى مواطن‪ :‬تقدم الخدمات والمعلومات للمواطنين‪.‬‬


‫‪ -‬حكومة إلى أعمال‪ :‬تبسط جميع أشكال العالقة والتواصل بين الحكومة وقطاع األعمال‪.‬‬
‫‪ -‬حكومة إلى حكومة‪ :‬تدعم تشارك المعلومات والتعاون داخل أي جهة حكومية أو بين الجهات الحكومية‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫‪ .1.3‬المكتب األمامي والمكتب الخلفي‪:‬‬

‫‪ ‬المكتب األ مامي‪ :‬يعبر عن الحكومة كما يراها طالب الخدمة وكيفية التفاعل بين الحكومة وكل من‬
‫المواطنين وقطاع األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬المكاتب الخلفية‪ :‬تتضمن األعمال الداخلية في الحكومة التي تدعم االجراءات الحكومية األساسية وهذه‬
‫العمليات غير منظورة من العموم‪.‬‬

‫‪ .2.3‬خدمات حكومة إلى مواطن‪:‬‬

‫‪ -‬تشمل خدمات حكومة إلى مواطن تقديم المعلومات والخدمات العامة للمواطن‪.‬‬

‫‪ -‬يجري تقديم الخدمات االلكترونية للمواطنين بواسطة أنظمة مخصصة للتشارك في المعلومات ضمن الحكومة وذلك‬
‫عن طريق تطبيقات تمكن المواطن من الوصول إلى المعلومات والخدمات من خالل بوابة إلكترونية تعمل كنافذة‬
‫واحدة‪.‬‬

‫أمثلة عن هذه الخدمات‪:‬‬

‫تقديم الطلبات واستصدار مختلف الموافقات أو التراخيص واالجازات‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫التزويد بمعلومات حول القواعد الناظمة والقدرات االدارية والقوانين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خدمات الدفع االلكتروني منها دفع واسترجاع الضرائب والدفعات والمتعلقة بالخدمات االجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اتاحة فرصة المشاركة في الشأن العام‪ ،‬وذلك عن طريق االستشارة االلكترونية والمناولة االلكترونية‬ ‫‪‬‬
‫والتصويت االلكتروني‪.‬‬

‫‪ .3.3‬خدمات حكومة إلى أعمال‪:‬‬

‫تشمل خدمات حكومة إلى أعمال خدمات تسجيل الشركات التجارية والصناعية وغيرها من الخدمات المعامالت‬
‫االلكترونية مثل عمليات التوريد والعطاءات وإرساء المناقصات والدفع االلكتروني لمختلف الضرائب والرسوم‬
‫الحكومية‪.‬‬

‫وأهم التطبيقات الضرورية لتقديم خدمات حكومة إلى أعمال نجد‪:‬‬

‫‪ ‬نظام مشتريات إلكترونية متكامل‪ :‬وهو عبارة عن نافذة واحدة بجميع المشتريات الحكومية يمكن من خاللها‬
‫القيام بج ميع عمليات الشراء إلكترونيا مثل التسجيل وتقديم العروض والتعاقد والدفع‪.‬‬
‫‪ ‬نظام اإلدارة الجمركية االلكترونية‪ :‬الذي يمكن من القيام بأعمال االدارة الجمركية من استيراد والتصدير‬
‫بالشكل االلكتروني وبال أوراق ويساهم في منع التهريب‪.‬‬
‫‪ ‬نظام تجارة إلكتروني‪ :‬الذي يستخدم لبيع وشراء البضائع إلكترونيا‪.‬‬

‫‪ .4.3‬خدمات حكومة إلى حكومة‪:‬‬

‫تهدف خدمات حكومة إلى حكومة إلى تنسيق إجراءات العمل الحكومية الداخلية ورفع مستوى اإلنتاجية وذلك باستخدام‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬وهو ما يحقق النتائج التالية‪:‬‬

‫نظام تقارير مترابط بين الجهات الحك ومية وبينها وبين الحكومات المحلية على وجه يرفع من معدالت الدقة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تشارك المعلومات بين الجهات الحكومية من خالل قواعد البيانات مما يرفع من كفاءة العمل الحكومي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تبادل األفكار وتشارك الموارد بين الجهات الحكومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫آلية تشاركية إلتخاذ القرار وذلك بواسطة منصات التشاركية االلكترونية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وتتمثل متطلبات تقديم خدمات من نوع حكومة إلى حكومة ما يلي‪:‬‬

‫إدارة الكترونية إلجراءات العمل‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫معالجة إلكترونية للوثائق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نظام إدارة المعارف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تكامل المكاتب الخلفية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ . 4‬االتجاهات الجديدة في الحكومة االلكترونية‪:‬‬


‫‪6‬‬
‫تتمثل هذه االتجاهات في‪:‬‬

‫يجب أن تقدم الحكومة االلكترونية خدمات حقيقية ذات مصالح حقيقية للمواطن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يجب تسويق خدمات الحكومة االلكتروتية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يجب تنفيذ جميع الخدمات فوريا بغرض تخفيض التكاليف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يجب أن يكون المواطن في قلب الرؤية التي تطبقها الحكومة االلكترونية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحتاج الحكومة المتصلة بالمواطن أن تكون الرؤيا المطبقة أيضا متصلة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يجب تحديد المخرجات المطلوبة وقياس درجة التقدم في خدمات الحكومة االلكترونية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫من الضروري تحقيق تكامل بين الحكومة االلكترونية والقطاع الخاص‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يجب التنسيق بين جميع الوزارات والهيئات الحكومية في برنامج الحكومة االلكترونية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحوكمة االلكترونية‬


‫‪7‬‬
‫‪ .1‬مفهوم الحوكمة االلكترونية‪:‬‬

‫تعرف الحوكمة االلكترونية بأنها" استخدام انترنات من قبل الحكومة لتقديم خدماتها للمواطنين‪ ،‬رجال األعمال‬
‫وأصحاب المصلحة اآلخرين"‬

‫وتعرف كذلك بأنها "تطبيق للوسائل االلكترونية في التفاعل بين الحكومة والمواطنين والحكومة والشركات وكذلك في‬
‫العمليات الحكومية الداخلية لتحسين الديمقراطية والحكومة ومختلف األعمال األخرى‪".‬‬

‫وتعرف كذلك بأنها" تطبيق الوسائل االلكترونية في التفاعل بين الحكومة والمواطنين والحكومة والشركات وكذلك في‬
‫العمليات الحكومية الداخلية لتحسين الديمقراطية والحكومة ومختلف األعمال اخرى‪".‬‬

‫كما عرفت أيضا " استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت من أجل دعم الحوكمة الرشيدة"‬

‫وتندرج تحت هذا التعريف العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ ‬االدارة االلكترونية‪ :‬أي تحسين العمليات الحكومية من خالل خفض التكاليف وإدارة العمل الحكومي عبر‬
‫إجراء االتصاالت االستراتيجية الممكنة داخل الحكومة‪.‬‬
‫‪ ‬المواطنون االلكترونيون‪ :‬أي ربط المواطنون بالحكومة من خالل دعم الديمقراطية االستماع للمواطنين‬
‫وتحسين الخدمات العامة‪.‬‬
‫‪ ‬المجتمع االلكتر وني‪ :‬بناء تفاعالت خارج الحكومة كالعمل بشكل أفضل مع قطاع األعمال وبناء الشركات‬
‫الحكومية والمجتمع المدني‪.‬‬
‫وتشير المنظمة العربية للتنمية االدارية إلى أن الحوكمة االلكترونية هي شبكة من المنظمات تشمل الحكومة‪ ،‬المنظمات‬
‫غير الربحية وكيانات القطاع الخاص‪ ،‬والنموذج التطبيقي الشائع للحوكمة االلكترونية هو بوابة المعلومات االلكترونية‪،‬‬
‫حيث يمكن للمواطنين الوصول إلى مجموعة متنوعة من المعلومات والخدمات‪.‬‬

‫‪ .2‬مكونات الحوكمة االلكترونية‪:‬‬

‫‪ .1.2‬المكونات األساسية‪:‬‬

‫يمكن توضيح المكونات األساسية للحوكمة االلكترونية من خالل الشكل التالي‪:‬‬

‫شكل رقم ‪ :01‬مكونات الحوكمة االلكترونية‬

‫السياسات‬

‫والتشريعات‬
‫البني‬

‫التحتية‬ ‫االدارة‬ ‫الخدمات‬ ‫النفاذ إلى‬

‫االلكتروني‬ ‫المعلومات‬
‫للتكنولوجي‬ ‫االلكتروني‬ ‫ة‬
‫ا‬ ‫ة‬ ‫التشاركية‬

‫االلكترونية‬

‫من الشكل نوضح ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬االدارة االلكترونية‪ :‬االستثمار الحكومي في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت يهدف إلى تعزيز الشفافية‬
‫والمساءلة في المؤسسات الحكومية المركزية والمحلية ولتحسين وظائف عملها وكفاءتها‪.‬‬
‫‪ ‬الخدمات االلكترونية‪ :‬االستثمار الحكومي في مجال تقديم الخدمات الحكومية الكترونيا للجميع‪.‬‬
‫‪ ‬المشاركة االلكترونية‪ :‬االستثمار الحكومي في تعزيز التفاعل بين المؤسسات الحكومية والمواطن‪ ،‬وذلك‬
‫للحصول علة سياسات أفضل وخدمات أعلى كفاءة وعلى أداء حكومي متميز‪.‬‬

‫ويرتبط هذا المكون بالتصويت والمساءلة ودعم مؤسسات المجتمع المدني وتطوير البرلمانات‪.‬‬

‫‪ .2.2‬المكونات المساعدة للحوكمة االلكترونية‪:‬‬

‫‪ ‬بيئة السياسات والتشريعات‪ :‬االستثمار الحكومي لدعم واطالق وتنفيذ مشاريع في مجال تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصالت‪ ،‬تساهم في التنمية وفي تعزيز السياسات والتشريعات والقواعد الناظمة للحوكمة‬
‫االلكترونية‪ ،‬واالستثمار في بناء القدرات المؤسسية الداخلية للجهات الحكومية المعنية بوضع السياسات‬
‫ومراقبة تنفيذها‪.‬‬
‫‪ ‬الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ‪ :‬ويتضمن االستثمار في البنى التحتية لكال القطاعين العام‬
‫والخاص‪ ،‬وفي الربط باالنترنات لتعزيز استخدام الموظفين لتكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت ‪ :‬مثل‬
‫مركز التواصل ومنها مراكز النفاذ في المناطق النائية والمحرومة والمراكز العمومية الستخدام األنترنات‪.‬‬
‫‪ ‬النفاذ إلى األنترنات‪ :‬االستثمار في تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لتعزيز الرقمنة واستخدام المعلومات‬
‫الحكومية بشكلها الرقمي من قبل الموظفين‪ ،‬وهي ترتبط بشكل كبير بالتشريعات الوطنية الخاصة بالنفاذ‬
‫إلى المعلومات الحكومية (مثل قانون حرية المعلومات)‪.‬‬

‫‪ .3‬متطلبات الحوكمة االلكترونية‪:‬‬

‫إن من أهم متطلبات الحوكمة االلكترونية هو استخدام الحفظ االلكتروني لبيانات الشركات‪ ،‬باستخدام األرشفة‬
‫االلكترونية كما يجب توفير نظم إلدارة الوثائق وهي امكانية تصوير وفهرسة الوثائق وتحويل بياناتها وفي ذات‬
‫الوقت توفر للمستخدم طرق كثيرة إلسترجاعها واالطالع عليها‪ ،‬وتداولها الكترونيا‪ ،‬بسهولة حيث يتيح نظام‬
‫األرشفة االلكترونية أرشفة الوثائق واالحتفاظ بها على شكل ملفات إلكترونية مما يسمح بإستغالل األماكن‬
‫المخصصة لحفظ الوثائق الورقية‪ ،‬واستخدامها ألمور حيوية آخرى‪ ،‬ويمكن زيادة فاعلية أنظمة األرشفة‬
‫اإللكترونية من خالل امكانية تطبيقها على مستوى الشبكة الداخلية في اإلدارة وامكانية توسيعها في المستقبل دون‬
‫أي عائق بحيث يمكن لكل مستخدم استعراض الوثائق حسب الصالحيات الممنوحة له‪ ،‬من قبل مدير النظام‪ ،‬ومن‬
‫متطلبات التحول إلى األرشفة اإللكترونية ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬األجهزة واآلالت ‪ :Hardware‬مثل الماسحات الضوئية‪ ،‬الحاسب اآللي‪ ،‬الطابعات‪....‬إلخ‪.‬‬


‫‪ ‬البرامج ‪ : Software‬مثل نظام بايت كويست ‪ ،:Byte Quest‬ونظام أي دوكس ‪.eDOX‬‬
‫‪ ‬البرامج المساعدة‪ :‬مثل برامج تنظيف الوثائق والعرض والمشاهدة‪.....‬إلخ‪.‬‬

‫‪ . 4‬التحول من الحكومة االلكترونية إلى الحوكمة االلكترونية‪:‬‬

‫‪ -‬بالرغم من تحقيق الحكومة االلكترونية لنتائج هامة في التصدي لبعض التحديات مثل نفاذ المواطنين إلى‬
‫المعلومات بشكل الكتروني عبر قنوات متعددة‪ ،‬وتطوير اجراءات العمل وادارة أداء المؤسسات‪ ،‬إال أن الحكومة‬
‫االلكترونية أدت إلى نتائج محدودة في مجال االصالح االداري وتطوير طرق تقديم الخدمات الحكومية‪.‬‬

‫‪ -‬لم يعد المواطن راضيا بعالقة وحيدة االتجاه مع الحكومة بل أصبح راغبا في المشاركة في تحديد األولويات‬
‫والتأثير على القرارات المتخذة وعلى السياسات والمشاركة في تصميم الخدمات ومساءلة الحكومة على نتائج‬
‫عملها‪.‬‬

‫إن السياسات الحكومية لم تعد تقتصر على تقديم الخدمات بكفاءة وفعالية أكبر‪ ،‬بل أصبحت السياسات تعمل على تمتين‬
‫العالقة بين المواطن والحكومة وهو ما يدخل في طلب الحكومة االلكترونية‪.‬‬

‫‪ . 5‬الفرق بين الحوكمة االلكترونية والحكومة االلكترونية‪:‬‬

‫الحكومة االلكترونية هي المستقبل حيث تسعى العديد من البلدان جاهدة نحو تشكيل حكومة خالية من الفساد‪ ،‬والحكومة‬
‫االلكترونية هي بروتكول اتصال احادي اإلتجاه في حين أن الحوكمة االلكترونية هي بروتكول ثنائي االتجاهات‪،‬‬
‫ويتمثل جوهر الحوكمة االلكترونية في الوصول إلى المستفيدين والتأكد من أن الخدمات المخصصة للوصول إلى‬
‫الفردالمطلوب قد تم الوفاء به ا‪ ،‬لذا ينبغي أن يكون هناك نظام استجابة تلقائي لدعم جوهر الحوكمة االلكترونية‪ ،‬حيث‬
‫تدرك الحكومة من خالله مدى فعالية إدارتها‪ ،‬يتم تطبيق الحوكمة االلكترونية من خالل المحكومين بواسطة من‬
‫‪8‬‬
‫يحكمونهم‪.‬‬
‫‪ . 6‬التوجهات الجديدة في مجال الحوكمة االلكترونية‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫تتمثل أهم التوجهات الحديثة للحوكمة االلكترونية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1.6‬الحوكمة الذكية والحوكمة النقالة‪:‬‬

‫‪ ‬الحكومة الذكية‪ :‬هي ليست تحديا تقنيا جديدا بقدر ما هي محاولة لالستفادة من االنجازات التقنية في مجال‬
‫تمكين مؤسسات الحوكمة من التصدى لمشكالت تنموية لم يكن ممكنا مواجهتها بالشكل المناسب من قبل‬
‫المؤسسات التقليدية‪ ،‬ومجال عملها يختلف من بلد ألخر وفقا للتحديات التي تم وضعها ضمن األولويات‬
‫التنموية‪.‬‬
‫‪ ‬الحكومة النقالة‪ :‬يعرف البنك الدولي لخدمات الحكومة النقالة بأنها "جزء من ظاهرة أوسع ترتبط باستخدام‬
‫الهاتف النقال في التنمية أو التحول نحو األهداف التنموية باالستفادة من الثورة التي حققها الهاتف النقال وتعتمد‬
‫على تحويل الخدمات االلكتروني ة وجعلها متاحة عبر الهواتف النقالة أو أجهزة المساعدة الرقمية‪ ،‬وتمتاز هذه‬
‫الخدمات بكونها تتجاوز شرط وجود بنية تحتية لتحقيق التواصل والتعاون‪.‬‬

‫ومن مزايا خدمات الحكومة النقالة‪:‬‬

‫‪ -‬تقديم الخدمة بطرق مبتكرة‪.‬‬


‫‪ -‬تعزيز الشرائح المهمشة رقميا‪.‬‬
‫‪ -‬رفع كفاءة العمل الحكومي والحوكمة‪.‬‬

‫‪ .2.6‬الوب ‪:2.0‬‬

‫تتضمن تكنولوجيا الوب ‪ 2.0‬المدونات والمنصات االلكترونية التعاونية (الويكيز) ‪ WIKIS‬والشبكات االجتماعية‪،‬‬
‫بحيث تسمح بتشكيل مجموعات اهتمام تجمع المتخصصين في مجاالت محددة‪.‬‬

‫وتسمح أيضا بالعمل على مواجهة بعض القضايا واقتراح حلول لها‪ ،‬كذلك يمكن لهذه المجموعات أن تقوم بتقنية الكم‬
‫الهائل من البيانات عبر األنترنات وانتقاء ما هو مفيد‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫إن تطبيقات االقتصاد الرقمي متعددة الجوانب انطالقا من التجارة االلكترونية‪ ،‬والبنوك االلكترونية‪ ،‬التعليم االلكتروني‬
‫والتسويق االلكتروني هي الميادين ال مفعلة لبناء الحوكمة االلكترونية وأن تساهم بشكل كبير في نشر الثقافة والوعي‬
‫االلكتروني ومسايرة عصر المعلوماتية والثورة الرقمية‪ ،‬حيث نرى أن الحكومة االلكترونية استراتيجية تعمل على‬
‫تجسيد الحوكمة االلكترونية ورفع مستويات األداء الحكومي‪.‬‬

‫الهوامش واالحاالت‪:‬‬

‫‪ - 1‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬الحكومة االلكترونية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الجامعية الجديدة‪ ،‬مصر‪،2008 ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ - 2‬السالمي عالء عبد الرزاق‪ ،‬االدارة االلكترونية‪ ،‬دار وائل‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ - 3‬محمد الطعامنة‪ ،‬طارق العلوش‪ ،‬الحكومة االلكترونية وتطبيقاتها في الوطن العربي‪ ،‬المنظمة العربية لتنمية االدارية ‪ ،‬مصر‪،2004 ،‬‬
‫ص ص ‪.15-14‬‬
‫‪ - 4‬قيدوان أبو بكر الصديق‪ ،‬معمرية خيرة‪ ،‬الحكومة االلكترونية ومتطلباتها في ظل الحاكمية الرشيدة‪ ،‬مجلة الريادة إلقتصاديات األعمال‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ،2017 ،04‬ص ص ‪.51-50‬‬
‫‪ - 5‬الحكومة االلكترونية‪:‬ىالسياسات واالستراتيجيات والتطبيقات‪ ،‬منشورات االسكوا ‪ ،2015/06/25 ،ESCWA‬ص ‪.16‬‬
‫‪ - 6‬فريد راغى النجار‪ ،‬الحكومة االلكترونية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الدار الجامعية للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ - 7‬جالم كريمة‪ ،‬فعالية الحوكمة االلكترونية في ترقية الخدمة العمومية مع االشارة إلى حالة الجزائر‪ ،‬الملتقي الدولي العلمي حول جودة‬
‫الخدمة العمومية في ظل الحوكمة االلكترونية حالة البلدان العربية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد بوقرة‬
‫بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 30-29‬أكتوبر ‪.2014‬‬
‫‪ - 8‬قيدوان أبو بكر الصديق‪ ،‬معمرية خيرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ - 9‬الحكومة االلكترونية‪:‬ىالسياسات واالستراتيجيات والتطبيقات‪ ،‬منشورات االسكوا ‪ ،2015/06/25 ،ESCWA‬ص ص ‪.109-104‬‬
‫ تحديات تطبيق الحوكمة االلكترونية في ظل التجارة االلكترونية‬:‫اليوم الدراسي حول‬

‫ آليات و تدابير بنك الجزائر في تفعيل الحوكمة االلكترونية في إطار المحافظة على سالمة و استقرار‬:‫عنوان المداخلة‬
‫النظام المصرفي الجزائري‬
‫شاوش إخوان سهام‬/‫د‬ ‫بالعبيدي عايدة عبير‬/‫د‬
‫جامعة محمد خيضر بسكرة‬ ‫جامعة محمد خيضر بسكرة‬

‫الملخص‬
‫تتسع دائرة االهتمام السلطات النقدية بالحوكمة اإللكترونية للبنوك بهدف المحافظة على نظام مصرفي سليم وصلب‬
‫ إذ‬،‫ التي عرضت البنوك إلى درجة كبيرة من التقلبات والمخاطر‬،‫في ظل التغيرات السريعة في البيئة المصرفية الدولية‬
‫تشير الدراسات الحديثة بصورة متزايدة إلى أن ضعف وعدم سالمة األنظمة المالية والمصرفية أدى بشكل كبير إلى‬
‫ و هكذا دخلت قضية االستقرار المالي والمصرفي جدول أعمال العديد من‬،‫اشعال األزمات المالية و االقتصادية وتفاقمها‬
‫ فالسلطة النقدية الجزائرية كغيرها من‬،‫البلدان من خالل مواكبة المعايير الدولية للرقابة المصرفية و تفعيل آليات الحوكمة‬
‫ و في هذا الصدد جاءت هذه‬.‫السلطات تسعى إلى مواكبة هذه التطورات للحفاظ على سالمة و استقرار نظامها المصرفي‬
‫الدراسة للبحث في آليات و تدابير بنك الجزائر في تفعيل الحوكمة االلكترونية في إطار المحافظة على سالمة و استقرار‬
‫ وهي بذلك تهدف إلى إبراز دور بنك الجزائر في تفعيل الحوكمة االلكترونية للحفاظ على‬،‫النظام المصرفي الجزائري‬
‫ و ذلك من خالل تسليط الضوء على أهم آليات و تدابير التي قام بها بنك‬،‫سالمة وصالبة النظام المصرفي الجزائري‬
‫ و توصلت الدراسة إلى أن بنك الجزائر اتخذ عدة آليات وتدابير لتفعيل الحوكمة اإللكترونية‬،‫الجزائر في هذا اإلطار‬
‫ أهمها مواكبة‬،‫وتدعيمها التي تساهم بشكل كبير في تحسين أساليب المحافظة على استقرار النظام المصرفي الجزائري‬
‫) والمعايير الدولية المحاسبية؛ وتحديث أنظمة الدفع واإلعالم؛ وانضمام الجزائر إلى برنامج‬III - II( ‫معايير لجنة بازل‬
.‫) واختبارات االجهاد المالي‬SNB( ‫)؛ كما تم إدخال آليات حديثة كنظام التنقيط المصرفي‬FSAP(‫تقييم القطاع المالي‬
.‫ النظام المصرفي الجزائري‬،‫ االستقرار المالي والمصرفي‬،‫ بنك الجزائر‬،‫ الحوكمة االلكترونية‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Résumé
Les autorités monétaires s'intéressent de plus en plus à la gouvernance électronique des banques afin
de maintenir un système bancaire Sain et solide compte tenu de l'évolution rapide de l'environnement
bancaire international, qui a exposé les banques à un degré élevé de volatilités et de risques, les études
récentes indiquant que la faiblesse et le manque de solidité des systèmes financiers et bancaires ont conduit
de manière significative à déclencher et à aggraver les crises financières et économiques, pour cela la
stabilité financière et bancaire a été prendre en considération par des nombreux pays à travers la mise en
place des normes internationales de supervision bancaire et ainsi que la mise en place des mécanismes de
gouvernance. Comme toutes autres autorités, l’autorité monétaire algérienne cherchent à suivre ces
développements pour maintenir la solidité et la stabilité de son système bancaire. À cet égard, cette étude
vise à examiner les mécanismes et les mesures de la Banque d'Algérie pour activer la gouvernance
électronique dans le cadre du maintien de la solidité et de la stabilité du système bancaire algérien. En
soulignant les mécanismes et les mesures les plus importants mis en œuvre par la Banque d’Algérie dans ce
contexte. A travers l'étude, on constate que la Banque d’Algérie avait pris plusieurs mécanismes et mesures
pour activer et renforcer la gouvernance électronique, ce qui contribue de manière significative à améliorer
les méthodes de maintien de la stabilité du système bancaire algérien. Parmi ces mécanismes les plus
importants sont les normes Bâle (II-III) et les normes comptables internationales; la modernisation des
systèmes de paiement et d'information; l'adhésion de l'Algérie au Programme d'évaluation du secteur
financier (PASF); les nouveaux mécanismes tels que le système de notation bancaire (SNB) et les Tests de
stress.
Les Mots Clés: Gouvernance électronique, Banque d'Algérie, Stabilité financière et bancaire, Système
bancaire algérien.
1
‫مقدمة‬
‫أدت التغيرات السريعة في الساحة الدولية إلى التأثير على األنظمة المصرفية والمالية‪ ،‬حيث ساعدت على انفتاح‬
‫البنوك على عالمها الخارجي‪ ،‬إذ كان للعولمة المالية و التحرر المالي انعكاسا على أعمال البنوك‪ ،‬إذ أصبحت البنوك لها‬
‫توجهات وكيانات حديثة و معاصرة في القطاعات المصرفية المحلية عبر العالم‪ ،‬أهمها ظهور البنوك الشاملة واالندماج‬
‫المصرفي و البنوك اإللكترونية التي ساعدت على تطور الصناعة المصرفية وخلق منافسة بين البنوك داخل النظام‬
‫المصرفي المحلى‪ ،‬و من أجل ذلك تسعى البنوك المحلية جاهدة إلى اكتساب تكنولوجيا نظم المعلومات و اإللكترونيات‬
‫وتحديث تقنيات العمل المصرفي لديها من أجل المحافظة على بقاءها و القدرة على مواجهة التغيرات الهائلة و السريعة‬
‫الحاصلة في مجال العمل المصرفي‪ ،‬وكل هذا أدى إلى تعاظم المخاطر المصرفية و زيادة األزمات المالية‪ ،‬مما أدى‬
‫بالبنوك المركزية بتوفير البيئة المصرفية المالئمة للعمل المصرفي باالعتماد على تفعيل آليات الحوكمة للبنوك من جهة‬
‫والحوكمة اإللكترونية للنظام المصرفي المحلي من جهة أخرى من خالل تعزيز الرقابة واإلشراف على أعمال البنوك‬
‫سعيا منها للمحافظة على االستقرار النقدي للبلد‪ .‬وفي هذا اإلطار فالسلطة النقدية الجزائرية كغيرها من السلطات تسعى‬
‫إلى مواكبة هذه التطورات خصوصا بما يتعلق بالصيرفة اإللكترونية للحفاظ على سالمة و استقرار نظامها المصرفي‪ .‬و‬
‫على هذا األساس يمكن طرح اإلشكالية التالية‪ :‬فيما تتجسد آليات و تدابير بنك الجزائر في تفعيل الحوكمة االلكترونية في‬
‫إطار المحافظة على سالمة و استقرار النظام المصرفي الجزائري؟‬
‫لإلجابة على اإلشكالية يتم صياغة الفرضية التالية‪ :‬تتجسد آليات و تدابير بنك الجزائر في تفعيل الحوكمة‬
‫االلكترونية في مواكبة التطورات العالمية الحديثة و المعاصرة في مجال الرقابة المصرفية ونظم المعلومات والتكنولوجيا‪.‬‬
‫و في هذا الصدد تكمن أهمية الدراسة في توضيح دور الحوكمة االلكترونية في الحفاظ على سالمة وصالبة النظام‬
‫المصرفي الجزائري‪.‬‬
‫أما أهداف الدراسة تتمحور في إبراز دور بنك الجزائر في تفعيل الحوكمة االلكترونية للحفاظ على سالمة وصالبة‬
‫النظام المصرفي الجزائري‪ ،‬و ذلك من خالل تسليط الضوء على أهم آليات و تدابير التي قام بها بنك الجزائر في هذا‬
‫اإلطار‪.‬‬
‫وفيما يخص المنهجية المتبعة في الدراسة فقد تم االعتماد على المنهج الوصفي و التحليلي لدارسة آليات و تدابير‬
‫التي قام بها بنك الجزائر‪.‬‬

‫‪ .I‬تفعيل آليات حوكمة البنوك في القطاع المصرفي المحلي‬


‫تتسع دائرة االهتمام بحوكمة المصارف بهدف المحافظة على نظام مصرفي صحي وسليم في ظل التغيرات‬
‫السريعة في البيئة المصرفية الدولية‪ ،‬التي عرضت البنوك إلى درجة كبيرة من التقلبات والمخاطر‪.‬‬
‫‪ .1‬مفهوم حوكمة المصارف‪ :‬يعرف بنك التسويات الدولية الحوكمة في المصارف بأنها "مراقبة األداء من قبل‬
‫مجلس اإلدارة و اإلدارة العليا للبنك‪ ،‬و حماية حقوق حملة األسهم و المودعين‪ ،‬باإلضافة إلى االهتمام بعالقة هؤالء‬
‫بالفاعلين الخارجيين‪ ،‬والتي تتحدد من خالل اإلطار التنظيمي وسلطات الهيئة الرقابية"‪ ،1‬كما تعرف لجنة بازل للرقابة‬
‫المصرفية حوكمة المصارف كاآلتي " من منظور الصناعة المصرفية‪ ،‬تتضمن حوكمة الشركات الطريقة التي تتم بها‬
‫إدارة أعمال وشؤون المؤسسات المصرفية من مجالس اإلدارة‪ ،‬و اإلدارات العليا‪ ،‬والتي تؤثر في كيفية قيام البنوك"‪.2‬‬
‫‪ .2‬اإلطار المؤسسي و الرقابي لحوكمة البنوك‪ :‬تعتبر لجنة بازل اإلطار المؤسسي والرقابي لحوكمة البنوك حيث‬
‫تأسست لجنة بازل في نهاية عام ‪1974‬م بمدينة بازل تقع شمال سويسرا من مجموعة الدول الصناعية العشر الواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪ ،‬كندا‪ ،‬المملكة المتحدة‪ ،‬فرنسا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬هولندا‪ ،‬السويد‪ ،‬سويسرا‪ ،‬اليابان باإلضافة إلى لكسمبورج‪،‬‬
‫وأطلق على تلك اللجنة مسميات ثالثة‪ ،‬لجنة بال نسبة إلى مكان انعقادها بمدينة بال بالفرنسية‪ ،‬أو لجنة بازل نسبة إلى‬
‫مدينة بازل باإلنجليزية‪ ،‬أو لجنة كوك نسبة إلى رئيسها مدير بنك إنجلترا المركزي‪ .‬وذلك تحت إشراف بنك التسويات‬
‫الدولية‪ ،‬وقد كان الباعث لتأسيس تلك اللجنة هو تفاقم أزمة المديونية الخارجية لدول العالم الثالث وازدياد حجم ونسبة‬
‫الديون المشكوك في تحصيلها وتعثر بعض هذه البنوك وانتشار فروع البنوك خارج الدولة األم‪ ،‬باإلضافة المنافسة القوية‬
‫التي خلقتها البنوك اليابانية إزاء البنوك الغربية نتيجة لتدني رؤوس أموالها كان ذلك في العام‪ 1988‬م‪.‬‬
‫‪ .1-2‬لجنة بازل ‪ :I‬انطوت اتفاقية بازل على العديد من الجوانب أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬التركيز على المخاطر االئتمانية‪ :‬حيث تهدف االتفاقية إلى حساب الحدود الدنيا لرأس المال آخذا في االعتبار‬
‫المخاطر االئتمانية أساسا‪ ،‬باإلضافة إلى مراعاة مخاطر الدول إلى حد ما‪ ،‬ولم يشمل معيار كفاية رأس المال كما جاء‬
‫‪2‬‬
‫باالتفاقية عام ‪ 1988‬مواجهة المخاطر األخرى مثل مخاطر سعر الفائدة ومخاطر سعر الصرف ومخاطر االستثمار في‬
‫األوراق المالية‪.‬‬
‫‪ -‬تعميق االهتمام بنوعية األصول وكفاية المخصصات الواجب تكوينها‪ :‬حيث تم تركيز االهتمام على نوعية‬
‫األصول ومستوى المخصصات التي يجب تكوينها لألصول أو الديون المشكوك في تحصيلها و غيرها من المخصصات‪،‬‬
‫و ذلك ألنه ال يكمن تصور أن يفوق معيار رأس المال لدى بنك من البنوك الحد األدنى المقرر‪ ،‬بينما ال تتوافر لديه‬
‫المخصصات الكافية في نفس الوقت من الضروري كفاية المخصصات أوال‪ ،‬ثم يأتي بعد ذلك تطبيق معيار لكفاية رأس‬
‫المال‪.‬‬
‫‪ -‬تقسيم دول العالم إلى مجموعتين من حيث أوزان المخاطر االئتمانية‪ :‬قامت مقررات لجنة بازل على أساس‬
‫تصنيف الدول إلى مجموعتين‪:‬‬
‫فاألولى متدنية المخاطر‪ ،‬وتضم مجموعتين فرعيتين ‪:‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ ‬الدول األعضاء في منظمة التعاون االقتصادي والتنمية (‪ )OECD‬يضاف إلى ذلك دولتان هما‪ :‬سويسرا‬
‫والمملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ ‬الدول التي قامت بعقد بعض الترتيبات اإلقراضية خاصة مع صندوق النقد الدولي وهي‪ :‬استراليا النرويج‪،‬‬
‫النمسا‪ ،‬البرتغال‪ ،‬نيوزلندا‪ ،‬فنلندا‪ ،‬ايسلندا‪ ،‬الدانمارك‪ ،‬اليونان و تركيا‪.‬‬
‫و قد قامت اللجنة بتعديل ذلك المفهوم خالل جويلية ‪ 1994‬وذلك باستبعاد أي دولة من هذه المجموعة لمدة ‪ 5‬سنوات‬
‫إذا ما قامت بإعادة جدولة دينها العام الخارجي‪.‬‬
‫أما المجموعة الثانية‪ :‬فهي الدول ذات المخاطر المرتفعة وتشمل كل دول العالم عدا التي أشير إليها في المجموعة‬
‫األولى‪.‬‬
‫‪ -‬وضع أوزان ترجيحية مختلفة لدرجة مخاطر األصول‪ :‬إن الوزن الترجيحي يختلف باختالف األصل من جهة و‬
‫كذلك اختالف الملتزم باألصل أي المدين من جهة أخرى ‪ ،‬ومن هنا نجد أن األصول تندرج عند حساب معيار كفاية راس‬
‫المال من خالل خمسة أوزان هي‪ :‬صفر‪ ،% 100 ،% 50 ،%10 ،‬وإلتاحة قدر من المرونة في مجال التطبيق للدول‬
‫المختلفة‪ ،‬فقد تركت اللجنة الحرية للسلطات النقدية المحلية ألن تختار تحديد بعض أوزان المخاطر‪ ،‬و األهم أن إعطاء‬
‫وزن مخاطر ألصل ما ال يعني أنه اصل مشكوك في تحصيله بذات الدرجة وإنما هو أسلوب ترجيحي للتفرقة بين أصل‬
‫وآخر حسب درجة المخاطر بعد تكوين المخصصات الالزمة‪.‬‬
‫‪ .2-2‬لجنة باازل ‪ :II‬سععت لجنعة بعازل‪ II‬إلعى وضعع إطعار جديعد ومتكامعل لكفايعة رأس المعال يعمعل علعى تحقيعق‬
‫األهداف الرقابة و اإلشراف‪ ،‬وهي‪ :4‬االسعتمرار فعي تعزيعز أمعان وسعالمة النظعام المعالي والمصعرفي؛ االسعتمرار فعي دععم‬
‫العدالعة التنافسعية بعين المصعارف؛ إيجعاد وسعيلة وأدوات شعاملة للتعامعل معع المخعاطر؛ و التركيعز علعى المصعارف النشعطة‬
‫والفاعلة عالميا‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار أن مبادئه األساسية و ركائزه يجب أن تكون ممكنة التطبيق من قبل المصاف على‬
‫اختالف درجة نموها وتطورها‪.‬‬
‫وتشمل لجنة بازل ثالثة دعائم أساسية وهي‪:5‬‬
‫أ‪ .‬الحد األدنى لمتطلبات رأس المال‪ :‬إن األساليب الجديدة التي قدمها اتفاق بازل‪ II‬ستؤدي إلى تطوير تقييم‬
‫المخاطر التي تتعرض لها البنوك ومن ثم فإن معدل كفاية رأس المال سيكون أكثر واقعية واتساقا مع حجم المخاطر وتم‬
‫تصنيف المخاطر إلى‪ :‬مخاطر االئتمان؛ مخاطر السوق؛ المخاطر التشغيلية‪.‬‬
‫لقد طرحت اتفاقية بازل‪ II‬ثالث (‪ )3‬طرق أو أساليب لحساب مخاطر االئتمان هي‪ :‬نموذج معدل لإلطار الحالي؛‬
‫نموذج التصنيف الداخلي األساسي؛ و نموذج التصنيف الداخلي المتقدم‪.‬‬
‫ب‪ .‬متابعة السلطات الرقابية لكفاية رأس المال األدنى‪ :‬تستند عملية المتابعة إلى الجوانب اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬ممارسة المصارف لعملياتها بمستوى رأس مال يفوق الحد األدنى‪.‬‬
‫‪ -‬أن تتوافر للمصارف عمليات لتقييم كفاية رأس المال متماشية مع هيكل مخاطرها‪.‬‬
‫‪ -‬أن تسعععى السععلطات الرقابيععة للتععدخل فععي مرحلععة مبكععرة مععن أجععل الحيلولععة دون انخفععاض رأس المععال مععن دون س عقف‬
‫المعدالت الوقائية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ج‪ .‬انضباط السوق‪ :‬يعتبر انضباط السوق من أهم متطلبات بازل وهي بمثابة الدعامة الثالثة له الغرض منها‬
‫هو تكملة الدعامتين األولى والثانية‪ ،‬حيث ال داع لوجود الضوابط الخاصة للدعامتين األولى والثانية بدون طمأنة جمهور‬
‫المستفيدين‪ ،‬لذلك فان الدعامة الثالثة ليست إال مجموعة من المتطلبات التي تسمح للمشاركين في السوق بتقديم المعلومات‬
‫الخاصة بدرجة كفاية رأس المال‪.‬‬
‫وبما أن احد أهداف االتفاق الجديد هو تحقيق المنافسة المتكافئة في الصناعة المصرفية‪ ،‬فاإلفصاح يحقق هذا الهدف‬
‫بإعالم المشاركين في السوق بمدى سالمة وجودة البنك‪.‬‬
‫‪ .3-2‬لجنة بازل‪ :III‬تقوم لجنة بازل ‪ III‬على خمس نقاط رئيسية تغطيها االقتراحات هي السيولة التي يجب‬
‫زيادتها للوفاء بكافة االلتزامات النقدية المستحقة على البنوك خالل ‪ 30‬يوم و إدخال مؤشر معدل الرافعة المالية كمقياس‬
‫دعم لألساليب الداخلية لقياس المخاطر وفقا لمقررات بازل ‪ II‬المخاطر من خالل تدعيم متطلبات رأس المال بنحو أكثر‬
‫مما كان عليه في بازل الثانية لعمليات مخاطر االئتمان المرتبطة الناشئة من‪:6‬‬
‫المشتقات المالية و عمليات إعادة شراء أذون الخزانة؛‬ ‫‪-‬‬
‫أنشطة تمويل األوراق المالية؛‬ ‫‪-‬‬
‫بناء حواجز لرأس المال في أوقات الرواج‪ ،‬و يمكن تخفيضها في فترات الكساد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .3‬الحوكمة ونظم الرقابة البنكية‪ :‬تعتبر نظم الرقابة ذات أهمية كبيرة بالنسبة للبنوك لما تحققه من أهداف‪.‬‬
‫‪ .3-1‬أهداف نظم الرقابة البنكية‪ :‬تتمثل أهداف نظم الرقابة البنكية في‪:7‬‬
‫‪ -‬دعم وحماية الجهاز البنكي‪ ،‬وبالتالي المحافظة على حقوق المودعين والدائنين للبنك؛‬
‫‪ -‬منع التركز في ملكية البنك‪ ،‬مما ينعكس سلبا على المنافسة‪ ،‬وعلى نوعية الخدمات البنكية التي تقدمها هذه البنوك؛‬
‫‪ -‬الوقوف على سالمة العمليات البنكية التي قام بها البنك وتحقيقه لألهداف المرسومة‪.‬‬
‫‪ .3-2‬أنواع نظم الرقابة البنكية‪ :‬تتمثل نظم الرقابة بالبنوك في‪:8‬‬
‫أ‪ .‬نظم الرقابة البنكية الداخلية‪ :‬وتشمل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬لجنة المراجعة‪ :‬تعتمد لجنة المراجعة جميع السياسات واإلجراءات الخاصة بالمراجعة الداخلية‪ ،‬وبهذا تعمل على‬
‫تقوية منظومة الحوكمة ‪ ،‬وزيادة الثقة العامة بالبنك‪ .‬وهي من اللجان المهمة في العمل على حماية أصول البنك بما يخدم‬
‫مصالح المساهمين والمستثمرين والمودعين والمنظمين وكل من يعمل في البنك أو يتعامل معه‪.‬‬
‫‪ -‬نظام المراجعة الداخلية‪ :‬وهو يتناول كل عمليات الضبط والمراجعة لكافة العمليات التي تجري داخل الوحدات‬
‫سواء كانت فروعا أو وحدات تنفيذية بالمركز الرئيسي‪.‬‬
‫‪ -‬نظام المراقبة الداخلية‪ :‬وهو يتناول مجموعة اإلجراءات والوسائل المحاسبية و اإلدارية المتبعة داخل البنك‬
‫للمحافظة على أصوله وموجوداته‪ ،‬وتتولى تنفيذه إدارة عامة بالمركز الرئيسي بالبنك‪.‬‬
‫‪ -‬نظام الضبط الداخلي‪ :‬وهو ما يتم تلقائيا بالنسبة لكل عملية داخل كل قسم أو إدارة‪.‬‬
‫ب‪ .‬نظم الرقابة البنكية الخارجية‪ :‬وتشمل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مراقب الحسابات الخارجي‪ :‬تكمن مهامه في التأكد من أعمال البنك التي قد تمت ومصلحة المساهمين والمودعين‬
‫والدائنين للبنك والتأكد من تقيد البنك بالقوانين واألنظمة و التعليمات والمذكرات الصادرة عن البنك المركزي‪.‬‬
‫‪ -‬رقابة البنوك المركزية‪ :‬تنص تشريعات الدول المتعلقة بالبنوك المركزية وتنظيم المهنة المصرفية عادة على‬
‫خضوع لرقابة البنك المركزي بهدف متابعة نشاطها‪.‬‬
‫‪ .II‬اإلجراءات المتبعة من السلطة النقدية للنظام المصرفي الجزائري لتفعيل الحوكمة االلكترونية للصناعة‬
‫المصرفية‬
‫نتيجة للعولمة المالية والتطورات السريعة في اقتصاديات العالم‪ ،‬رغبت السلطة النقدية في الجزائر في تطبيق سياسة‬
‫التحرير المالي والمصرفي التي تسمح برفع القيود والعراقيل‪ ،‬وتساعد على اندماج النظام المصرفي الجزائري عالميا‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس قامت السلطة النقدية بالتجسيد الفعلي لهذا التحرر من خالل إبرام اتفاقية تحرير تجارة الخدمات المالية‬
‫(‪ ،)GATS‬وكذا الحرص على مواكبة التكنولوجيا وعصرنة أنظمة اإلعالم و استعمال وسائل متطورة لالتصال‬
‫والمعلومات‪ ،‬وكذا تطوير وعصرنة وظيفة الرقابة واإلشراف وفق المعايير الدولية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫من خالل ما سبق تهدف السلطة النقدية لتطوير الصناعة المصرفية الجزائرية وذلك بتوفير البيئة المالئمة للبنوك‬
‫العاملة في السوق المحلية سواء كانت بنوكا عمومية أم أجنبية‪ ،‬ومن أجل ذلك اتخذت السلطة النقدية عدة تدابير وإجراءات‬
‫لتطوير الصناعة المصرفية للنظام المصرفي الجزائري تمثلت أهمها في‪:‬‬
‫‪ .1‬تعزيز التدابير االحترازية و التنظيمية و المحاسبية‪ :‬لقد تمثلت أهم التدابير االحترازية والتنظيمية والمحاسبية‬
‫الذي قام بها بنك الجزائر من أجل الوصول إل نظام صحي وفعال ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1-1‬رفع الحد األدنى لرأس مال البنوك العاملة في الجزائر‪ :‬من أجل تحسين مالءة المالية للبنوك الجزائرية‪،‬‬
‫قام البنك الجزائر برفع الحد األدنى لرأس مال البنوك والمؤسسات المالية العاملة في الجزائر‪ ،‬والذي تم تحديده أوال في‬
‫سنة ‪ 1990‬بـ ‪ 500.000.000‬دج للبنوك وبـ ‪ 100.000.000‬دج للمؤسسات المالية بموجب نظام رقم (‪ )01/90‬المتعلق‬
‫بحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية العاملة في الجزائر‪ .9‬ولقد تم رفع الحد األدنى لرأس المال مرتين في سنة‬
‫‪ 2004‬و سنة ‪:2008‬‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2004‬تم رفع الحد األدنى لرأسمال للبنوك والمؤسسات المالية بموجب النظام رقم (‪ )01/04‬المؤرخ في‬
‫‪ 04‬مارس ‪ 2004‬إلى ‪ 2.500.000.000‬دج للبنوك و ‪ 500.000.000‬دج للمؤسسات المالية‪.10‬‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2008‬تم رفع الحد األدنى لرأسمال للبنوك والمؤسسات المالية بموجب النظام رقم (‪ )04/08‬المؤرخ في‬
‫‪ 23‬ديسمبر ‪ 2004‬إلى ‪ 10.000.000.000‬دج للبنوك و ‪ 3.500.000.000‬دج للمؤسسات المالية‪.11‬‬
‫‪ .2-1‬تكييف اإلطار التنظيمي وفق المعايير الدولية‪ :‬بغية رفع اإلطار التنظيمي الوطني إلى مستوى أحسن من‬
‫الممارسات والمقاييس الدولية إلشراف مصرفي فعلي وفعال‪ ،‬والترجمة في الواقع لتطورات اإلطار المؤسساتي لإلشراف‬
‫المصرفي المنبثق من التدابير الجديدة لألمر رقم (‪ )04/10‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ 2010‬المعدل والمتمم لألمر (‪)11/03‬‬
‫المؤرخ ‪ 26‬أوت ‪ 2003‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬واصل كل من مجلس النقد والقرض وبنك الجزائر خالل السنة ‪2013‬‬
‫مجهودات تكييف وتعزيز الهيكل التنظيمي المعمول به‪ ،‬و خصت األعمال المدرجة في هذا الصدد عصرنة و تعزيز‬
‫القواعد العامة المتعلقة بالشروط المصرفية المطبقة على العمليات المصرفية من جهة‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬انطلق بنك الجزائر في الثالثي الرابع من سنة ‪ 2013‬في أشغال تصميم نصوص تنظيمية تتالئم مع‬
‫المتطلبات االحترازية المطبقة على المصارف والمؤسسات المالية بموجب المقاييس المنصوص عليها في لجنة بازل ‪II‬‬
‫‪12‬‬
‫وبازل ‪.III‬‬
‫استنادا إلى التوصيات المنبثقة عن تقرير بعثة التقييم المشتركة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي‪ ،‬أقام بنك الجزائر‬
‫مجموعة عمل مكلفة بإعادة صياغة اإلطار االحترازي المعمول به ترقبا لالنتقال المبرمج خالل الثالثي الرابع من سنة‬
‫‪ 2014‬إلى تطبيق قواعد بازل ‪ II‬وبعض قواعد بازل ‪ .III‬و فعال تم إصدار النظام رقم (‪ )01/14‬المؤرخ في ‪ 16‬فيفري‬
‫‪ 2014‬والمتضمن نسب المالءة المطبقة في البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬حيث " تم رفع نسبة المالءة لألموال الخاصة‬
‫القانونية للبنوك إلى (‪ )%9.5‬وتحديد نسبة المالءة لألموال الخاصة القاعدية بـ (‪ ،)%7‬كما تم إضافة إلى مخاطر‬
‫القروض كل من مخاطر السوق و المخاطر العملياتية"‪.13‬‬
‫وعليه ترتكز األعمال التي تمت مباشرتها في هذا الصدد على تعديل نسب األموال الخاصة وقاعدة توزيع المخاطر‪،‬‬
‫من أجل وضع متطلبات نوعية جديدة في مجال األموال الخاصة‪ ،‬تتطابق مع التطورات و مع أحسن الممارسات في هذا‬
‫المجال‪ .‬كما تعلق األمر بكل من قواعد التصنيف وتكوين المؤونات وكذا التسجيل المحاسبي لمختلف فئات المستحقات‪.‬‬
‫وتهدف هذه العملية الواسعة‪ ،‬في نهاية المطاف‪ ،‬إلى مقاربة أفضل لمستوى تطابق نظام اإلشراف في الجزائر مع المعايير‬
‫‪14‬‬
‫المحددة وفقا للمبادئ ‪ 29‬لجنة بازل من أجل رقابة مصرفية فعالة‪.‬‬
‫‪ .3-1‬التدابير المحاسبية‪ :‬تمثلت أهم التدابير في وضع مخطط محاسبي بنكي جديد وتقرير محاسبي جديد‪:‬‬
‫‪ -‬وضع مخطط محاسبي بنكي جديد‪ :‬لقد حدد بنك الجزائر بموجب النظام رقم (‪ )04/09‬المؤرخ في ‪ 24‬جويلية ‪2009‬‬
‫مخططا للحسابات البنكية والقواعد المحاسبية مستوحاة من معايير المحاسبة الدولية ومعايير الدولية إلعداد التقارير المالية‬
‫(‪ " ،) IAS/IFRS‬إذ يجب على البنوك والمؤسسات المالية أن تسجل عملياتها وفقا للمبادئ المحاسبية المحددة في القانون‬
‫رقم (‪ )11/07‬المؤرخ في ‪ 25‬نوفمبر ‪ 2007‬والمتضمن النظام المحاسبي المالي والنصوص التنظيمية المتخذة‬
‫لتطبيقه"‪ . 15‬كما أن قواعد التقييم و التسجيل المحاسبي لألصول و الخصوم و األعباء والنواتج تم تحديدها بموجب قرار‬

‫‪5‬‬
‫متخذ في ‪ 26‬جويلية ‪ ، 2008‬و الذي تم إصداره في إطار المرسوم التنفيذي رقم (‪ )156/08‬المؤرخ في ‪ 26‬جويلية ‪2008‬‬
‫والمتضمن تطبيق أحكام القانون رقم (‪ ،)11/07‬وأهم ما جاء به اإلطار التصوري للمحاسبة المالية‪:16‬‬
‫‪ ‬يعرف المفاهيم التي تشكل أساس إعداد وعرض الكشوف المالية كاالتفاقيات والمبادئ المحاسبية التي يتعين‬
‫التقيد بها والخصوصيات النوعية للمعلومة المالية؛‬
‫‪ ‬يشكل مرجعا لوضع معايير جديدة و يسهل تفسير المعايير المحاسبية و فهم العمليات أو األحداث غير‬
‫المنصوص عليها في التنظيم المحاسبي‪.‬‬
‫كما يهدف اإلطار التصوري للمحاسبة المالية إلى ‪:‬‬
‫‪17‬‬

‫‪ ‬تطوير المعايير و تحضير الكشوف المالية‪ ،‬وتفسير المعلومة المتضمنة في الكشوف المالية المعدة وفق المعايير‬
‫المحاسبية للمستعملين؛‬
‫‪ ‬إبداء الرأي حول مدى مطابقة الكشوف المالية مع المعايير‪.‬‬
‫‪ -‬وضع تقرير محاسبي جديد‪ :‬تبعا لتطبيق المخطط المحاسبي البنكي الجديد أصدر بنك الجزائر قواعد جديدة إلعداد‬
‫تقرير محاسبي دوري جديد يتضمن احتياجات المعلومات االحترازية عن طريق تعليمة رقم (‪ )03-11‬المؤرخة في ‪20‬‬
‫سبتمبر ‪ 2011‬و المتضمنة الوثائق المالية الدورية‪ ،‬و تمثلت أساسا في‪:18‬‬
‫‪ ‬الوضعية المحاسبية لكل ثالثي وملحقاتها‪ ،‬والتي تشمل األصول والخصوم والتزامات خارج الميزانية؛‬
‫‪ ‬جدول حسابات النتائج لكل سداسي الذي يوضح التكاليف واإليرادات المرتبطة بالنشاط‪.‬‬
‫كما قد تم تحديد شروط إعداد ونشر الوثائق المالية للبنوك والمؤسسات المالية بموجب النظام رقم (‪ )05/09‬المؤرخ‬
‫في ‪ 18‬أكتوبر ‪ 2009‬والمتضمن إعداد الكشوف المالية للبنوك والمؤسسات المالية ونشرها‪ ،‬وتتكون هذه الكشوف المالية‬
‫القابلة للنشر في‪ : 19‬ميزانية وخارج الميزانية؛ حسابات النتائج؛ جدول تدفقات الخزينة؛ جدول تغير األموال الخاصة و‬
‫الملحق‪.‬‬

‫‪ .2‬تطوير البنى التحتية و الهياكل المصرفية‪ :‬لقد سعت السلطات النقدية الجزائرية منذ سنة ‪ 2004‬إلى تطوير‬
‫البنى التحتية و الهياكل المصرفية لنظامها المصرفي خاصة فيما يتعلق بأنظمة الدفع و أنظمة اإلعالم واالتصال‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى تنظيم وتسيير مركزيات المعلومات‪.‬‬
‫‪ .1-2‬عصرنة أنظمة الدفع‪ :‬يحتاج النظام المصرفي الجزائري من أجل الترقية إلى إنشاء بيئة عمل جذابة‬
‫وتكون قادرة على االنفتاح على المنافسة الدولية‪ ،‬لهذا بدأت الجزائر مشروع لتطوير وتحديث أنظمة الدفع على أساس من‬
‫المبادئ والمعايير الدولية في سنة ‪ ، 2004‬إذ قام بنك الجزائر بالتعاون مع وزارة المالية وإشراك األسرة المصرفية‬
‫بتطوير وتحديث أنظمة الدفع‪ ،‬وذلك من خالل تطوير المعايير والمقاييس وتحديث البنية التحتية المصرفية في مجال أنظمة‬
‫الدفع و تدعيم البنية التحتية في مجال االتصاالت اإللكترونية المرتبطة بذلك‪ ،‬وتتمثل األهداف الرئيسية لتحديث أنظمة‬
‫الدفع في ما يلي‪:20‬‬
‫‪ -‬وضع البنى التحتية التي تسمح بفعالية أكبر في معالجة العمليات بين البنوك والسوق المالي خصوصا تطور نظام‬
‫الدفع للمبالغ الكبيرة؛‬
‫‪ -‬تطوير المقاييس والمعايير لمستقبل نظام المقاصة والتحويالت للمبالغ الصغيرة؛‬
‫‪ -‬تحديث نظام اإلعالم اآللي لبنك الجزائر‪ ،‬و تعزيز البنى التحتية لالتصال بين بنك الجزائر ومقر االجتماعي للبنوك‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬البريد والمواصالت‪ ،‬والخزينة العمومية‪.‬‬
‫‪ .1-1-2‬نظام التسوية اإلجمالية الفورية للمبالغ الكبيرة والدفع المستعجل (آرتس‪ :)ARTS -‬يعرف النظام‬
‫التسوية اإلجمالية الفورية للمبالغ الكبيرة والدفع المستعجل‪ ،‬الذي وضعه بنك الجزائر‪ ،‬والمسمى بنظام الجزائر للتسوية‬
‫الفورية (آرتس‪ ) ARTS-‬على أنه" نظام للتسوية بين البنوك ألوامر الدفع عن طريق التحويالت المصرفية أو البريدية‬
‫للمبالغ الكبيرة أو الدفع المستعجل التي يقوم بها المشاركون في هذا النظام"‪ .21‬ونص هذا النظام في المادة رقم (‪ )21‬على‬
‫أنه يجب معالجة أوامر الدفع عن طريق تحويل لكل مبلغ يعادل أو يفوق المليون دينار جزائري بواسطة نظام آرتس‪ ،‬كما‬
‫يعالج أيضا أوامر الدفع المستعجلة التي تقل عن هذا الحد األدنى والتي تصدر عن المشاركين‪ .‬ولقد دخل نظام اآلرتس في‬
‫اإلنتاج أي التشغيل في فيفري ‪.2006‬‬
‫‪6‬‬
‫ومن أهم العمليات التي يقوم بها هذا النظام ما يلي‪:22‬‬
‫‪ -‬التحويالت بين المشاركين (المبالغ الكبيرة أو المستعجلة) لحسابهم الخاص أو لحساب العمالء؛‬
‫‪ -‬التغطية بالدينار للتحويالت الدولية؛‬
‫‪ -‬تسويات لعمليات السوق النقدية و عمليات األمانة اليومية؛‬
‫‪ -‬التسوية النهائية ألرصدة األنظمة الخارجية‪.‬‬
‫‪ . 2-1-2‬نظام المقاصة اإللكترونية للمدفوعات الكثيفة (آتكي‪ :)ATCI -‬لقد شرعت السلطة النقدية سنة ‪2004‬‬
‫بوضع مشروع إلنجاز نظام مقاصة إلكترونية خاص بأوامر الدفع الخاصة بالجمهور العريض‪ ،‬يعرف هذا النظام بنظام‬
‫الجزائر للمقاصة اآللية بين البنوك ‪ -‬آتكي (‪ ،)ATCI‬وفي أوت ‪ 2004‬قام بنك الجزائر بمساهمة البنوك بإنشاء فرع تابع‬
‫له يدعى مركز المقاصة المسبقة بين البنوك (‪ ،)CPI‬والذي تتمثل مهامه األساسية في السهر على تطبيق وتسيير نظام‬
‫الجزائر للمقاصة اآللية بين البنوك ‪ -‬آتكي (‪ .)ATCI‬ويعتبر نظام اآلتكي " نظام ما بين البنوك للمقاصة اإللكترونية‬
‫للصكوك والسندات والتحويالت واالقتطاعات األتوماتيكية السحب والدفع باستعمال البطاقة المصرفية‪ ،‬كما ال يقبل هذا‬
‫النظام إال التحويالت التي تقل قيمتها اإلسمية عن مليون دينار الجزائري"‪ .23‬تتمثل الوظائف األساسية لنظام المقاصة‬
‫اإللكترونية للمدفوعات الكثيفة فيما يلي‪:24‬‬
‫‪ -‬تسيير المبادالت بين البنوك بوسائل الدفع غير المادية‪ ،‬وتسيير المقاصة المتعددة األطراف الذي يتجسد‬
‫بحساب األرصدة المتعددة األطراف لكل أداة من أداوت الدفع (شيك‪ ،‬األوراق مالية‪ ،‬الحوالت‪ ،‬الكمبيالة‪ ،‬البطاقة‬
‫البنكية‪)...‬؛‬
‫‪ -‬تدفق أرصدة المقاصة المحسوبة في نظام التسوية آرتس لتسويتها و تحصيل الشيكات المشخصة‬
‫)‪ (Scannés‬وتجميعها نحو البنوك المسحوبة عليها؛ الحفاظ على أرشيف للمعطيات اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ .2-2‬عصرنة أنظمة اإلعالم و االتصال‪ :‬إن استخدام نظام متكامل للمعلومات يساعد اإلدارة في التخطيط‬
‫االستراتيجي للبنك ويستخدم كذلك كأداة تزيد من دقة وسرعة العمليات المنفذة‪ ،‬وتحسين صورة البنك في نظر العمالء‬
‫بتقديم خدمات أفضل وأسرع‪ ،‬باإلضافة إلى دورها في دعم رقابة اإلدارة على عمليات البنك وسياسته‪ .‬من أجل ذلك سعت‬
‫السلطات والبنوك الجزائرية في تطوير ونقل التكنولوجيا الحديثة إليها‪ ،‬لغرض تحديث أنظمتها خاصة باإلعالم اآللي و‬
‫االتصال بغية تحسين طرق التنظيم والقيادة في البنوك‪ .‬كما تعتبر نوعية األنظمة في أي بلد مؤشرا جيدا لمستوى لتشغيل‬
‫االقتصاد‪.‬‬
‫رغم أن البنوك الجزائرية استخدمت أنواع مختلفة من أنظمة اإلعالم في السابق إال هناك عدة نقائص والثغرات التي‬
‫تعيق سياسة القروض خاصة فيما يتعلق بالقروض وتسيير مخاطر االئتمان والتحصيل للقروض في البنوك الجزائرية‪ ،‬وال‬
‫سيما نقص المؤهالت والمدة التي يستغرقها معالجة ملفات القروض‪ ،‬التي تمتد أحيانا إلى شهور‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس شرعت البنوك الجزائرية العمومية منها مؤخرا في استخدام نظام معلوماتي موحد يعرف بـ‬
‫(‪ )Oracle Flexcube Core Banking‬هو حل مصرفي عالمي صممه أوراكل للبنوك فهو يسعى لتحقيق ما يلي‪:25‬‬
‫‪ -‬استبدال األنظمة القديمة و زيادة القدرة التنافسية و تسهيل االمتثال التنظيمي؛‬
‫‪ -‬تحسين تدفق المعلومات وقيمة العميل و خلق بنية موجهة للخدمة )‪(SOA‬؛‬
‫‪ .3-2‬تنظيم و تسيير مركزيات المعلومات‪ :‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ .1-3-2‬مركزية المخاطر‪ :‬تم تأسيس مركزية المخاطر بموجب المادة (‪ )160‬من قانون رقم (‪)10/90‬‬
‫المتعلق بالنقد القرض لسنة ‪ ، 1990‬كما تم تعزيز إطارها القانوني من خالل المادة (‪ )98‬من األمر رقم (‪ )03/11‬المتعلق‬
‫بالنقد والقرض في سنة ‪ .2003‬تكلف هذه المركزية " بجمع أسماء المستفيدين من القروض وطبيعة وسقف القروض‬
‫الممنوحة والمبالغ المسحوبة والضمانات المعطاة لكل قرض من جميع البنوك والمؤسسات المالية "‪ .26‬حيث فرض على‬
‫كل مؤسسات القرض من البنوك والمؤسسات المالية أو أي مؤسسة قرض أخرى االنضمام إلى هذه المركزية وتقديم كل‬
‫المعلومات الضرورية لها‪ ،‬وبموجب نظام رقم (‪ )01/92‬المؤرخ في ‪ 22‬ماس ‪ 1992‬المتضمن تنظيم مركزية األخطار‬
‫وعملها تم تحديد مبادئ التنظيم والعمل لهذه المركزية‪ .‬وفي سنة ‪ 2010‬قام بنك الجزائر بإدماج تصريحات قروض األسر‬
‫(المقاولين الفرديين واألفراد) وذلك بموجب المادة رقم (‪ )98‬المعدلة باألمر رقم (‪ )04/10‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪2010‬‬

‫‪7‬‬
‫والمتعلق بالنقد والقرض‪ .‬وفعال في سنة ‪ 2012‬تم إصدار نظام رقم (‪ )01/12‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 2012‬المتضمن‬
‫مركزية المخاطر المؤسسات ومخاطر األسر وعملها‪ .‬ومن خالله تم تقسيم مركزية المخاطر إلى قسمين‪:27‬‬
‫‪ -‬مركزية المخاطر المؤسسات‪ :‬التي تسجل فيها المعطيات المتعلقة بالقروض الممنوحة لألشخاص المعنويين‬
‫والطبيعيين الذين يمارسون نشاطا مهنيا بدون أجر؛‬
‫‪ -‬مركزية المخاطر األسر‪ :‬التي تسجل فيها المعطيات المتعلقة بالقروض الممنوحة لألفراد‪.‬‬
‫‪ .2-3-2‬مركزية للمبالغ غير مدفوعة‪ :‬تم تأسيس مركزية للمبالغ غير مدفوعة في سنة ‪ 1992‬من طرف بنك‬
‫الجزائر بموجب نظام رقم (‪ )02/92‬المؤرخ في ‪ 22‬مارس ‪ 1992‬المتضمن تنظيم مركزية للمبالغ غير مدفوعة وعملها‪.‬‬
‫من طرف بنك الجزائر‪ ،‬حيث " يجب على كل الوسطاء الماليين والمتمثلين في كل من البنوك المؤسسات المالية‪ ،‬الخزينة‬
‫العمومية‪ ،‬المصالح المالية للبريد والمواصالت‪ ،‬وكل المؤسسات األخرى التي تضع بحوزة الزبائن وسائل الدفع وتسييرها‬
‫االنضمام إلى هذه المركزية "‪ .28‬وتتمثل مهام هذه الهيئة فيما يلي‪:29‬‬
‫‪ -‬تنظيم وتسيير بطاقية " مركزية لعوارض الدفع "‪ ،‬وما قد يترتب عليها من متابعات؛‬
‫‪ -‬تبليغ الوسطاء الماليين وكل سلطة أخرى معنية دوريا بقائمة عوارض الدفع‪ ،‬وما قد يترتب عليها من متابعات‪.‬‬
‫‪ .3-3-2‬جهاز مكافحة إصدار الشيكات بدون رصيد‪ :‬تأسس سنة ‪ 1992‬جهاز مكافحة إصدار الشيكات بدون‬
‫مؤونة بموجب النظام رقم (‪ )03/92‬المؤرخ في ‪ 22‬مارس ‪ 1992‬والمتضمن الوقاية والمكافحة ضد إصدار الشيكات‬
‫بدون رصيد‪ ،‬وذلك للقيام بمهمة " التركيز على نظام مركزية المعلومات المرتبطة بعوارض دفع الشيكات لعدم كفاية‬
‫الرصيد والقيام بتبليغ هذه المعلومات إلى الوسطاء الماليين المعنيين"‪ .30‬يهدف إلى تطهير النظام المصرفي من المعامالت‬
‫التي يتخللها عنصر الغش و وضع آليات للرقابة بغية حسن استعمال إحدى أهم وسائل الدفع أال وهي الشيك واالستفادة من‬
‫مزايا التعامل بها‪.‬‬
‫‪ .4-3-2‬مركزية الميزانيات‪ :‬تم إنشاء مركزية الميزانيات لدى بنك الجزائر في سنة ‪ 1996‬بموجب النظام‬
‫رقم (‪ )07/96‬المؤرخ في ‪ 03‬جويلية ‪ 1996‬والمتضمن تنظيم مركزية الميزانيات وسيرها‪ ،‬ويتمثل هدفها في مراقبة‬
‫توزيع القروض التي تمنحها البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬وقصد تعميم استعمال طرق موحدة للتحليل المالي الخاص‬
‫بالمؤسسات في النظام المصرفي‪ .‬كما تتمثل مهمة هذه مركزية في " جمع المعلومات المحاسبية والمالية ومعالجتها‬
‫ونشرها‪ ،‬المتعلقة بالمؤسسات التي تحصلت على قرض مالي من البنوك والمؤسسات المالية وشركات االعتماد اإليجاري‬
‫التي تخضع لتصريح المركزية لبنك الجزائر"‪.31‬‬
‫‪ .3‬عصرنة وظيفة الرقابة و اإلشراف‪ :‬يتضن جهاز الرقابة في الجزائر نوعين من الرقابة أال وهما الرقابة على‬
‫أساس المستندات والرقابة بعين المكان‪ ،‬ومن خاللهما يتم تقييم البنوك والمؤسسات المالية من حيث‪:32‬‬
‫‪ -‬موثوقية حساباتها ونوعية تسييرها للمخاطر؛‬
‫‪ -‬نوعية تصريحاتها الدورية المرسلة إلى بنك الجزائر أو إلى هيئة الرقابة؛‬
‫‪ -‬تطبيق القوانين والتنظيمات‪ ،‬ال سيما تلك المتعلقة بالصرف وبجهاز مكافحة ضد تبيض األموال وتمويل اإلرهاب؛‬
‫‪ -‬نوعية الرقابة الداخلية وكذا اإلجراءات المتخذة لضمان أمن أنظمة الدفع‪.‬‬
‫ويسعى بنك الجزائر في مجال تنظيم‪ ،‬والرقابة واإلشراف على النشاط المصرفي لتحقيق الهدف األول والمتمثل في‬
‫تجنيب الصناعة المصرفية كل المخاطر الكبيرة‪ ،‬بما في ذلك المخاطر المؤسسية‪.‬‬
‫‪ . 1-3‬الرقابة على أساس المستندات‪ :‬يسهر جهاز الرقابة على أساس المستندات‪ ،‬التي تمارس بشكل دائم على‬
‫متابعة تطور الوضعية المالية للبنوك والمؤسسات المالية الخاضعة من خالل مدى احترامها للتدابير القانونية والتنظيمية‬
‫المطبقة عليها‪.‬‬
‫تتعلق هذه الرقابة بمعالجة وتحليل المعلومات المحاسبية واالحترازية وتقارير الرقابة الداخلية والمكافحة ضد‬
‫تبييض األموال المرسلة من طرف الخاضعين وكذا تقارير محافظي الحسابات‪ .‬تستند هذه الرقابة على التقارير‬
‫والمعلومات المرسلة من طرف المصارف والمؤسسات المالية إلدالء بمالحظاتها واستنتاجاتها اتجاه وضعيتاهم وتمارس‬
‫هذه الرقابة على المستوى الفردي (تحليل احترازي جزئي) وعلى المستوى اإلجمالي للنظام المصرفي في مجمله (تحليل‬
‫احترازي كلي)‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ .1-1-3‬الرقابة االحترازية الجزئية‪ :‬تتمحور الرقابة االحترازية الجزئية خاصة حول تحقيق األشغال التي‬
‫تهدف إلى‪:33‬‬
‫‪ -‬التأكد من احترام اآلجال التنظيمية إلرسال التقارير المحاسبية و االحترازية؛‬
‫‪ -‬التأكد من اتساق المعلومات‪ ،‬بالقيام بالرقابة ما بين وداخل التقارير‪ ،‬لغرض تقييم موثوقية هذه األخيرة؛‬
‫‪ -‬دراسة المعطيات المحاسبية واالحترازية المرسلة وتفسير التطورات وتبليغ سلطة اإلشراف بالنتائج هذه األشغال؛‬
‫‪ -‬اكتشاف المخالفات‪ ،‬و استجواب المؤسسات الخاضعة صاحبة المخالفات‪ ،‬لغرض التطابق مع التدابير القانونية‬
‫والتنظيمية المعمول بها‪ ،‬وإرسال بيان الحاالت المخالفات إلى اللجنة المصرفية؛‬
‫‪ -‬دراسة تحفظات محافظي الحسابات في تقرير التصديق‪ ،‬وكذا في تقرير الوسيط‪.‬‬
‫‪ .2-1-3‬الرقابة االحترازية الكلية‪ :‬تمارس الرقابة االحترازية الكلية من طرف هيئة العامة على النظام‬
‫المصرفي‪ ،‬إذ تتمحور هذه الرقابة حول تحقيق األشغال والمتمثلة أساسا في‪:34‬‬
‫‪ -‬تجميع معطيات للبنوك والمؤسسات المالية المؤسساتية‪ ،‬المحاسبية و االحترازية على مستوى كل النظام حساب‬
‫المؤشرات المتوسطة للمجموعات المتجانسة وللنظام؛‬
‫‪ -‬استعمال المعطيات المجمعة في التحاليل المقارنة لغرض توجيه بيان التوجهات العامة‪ ،‬و في تمارين ثالثية‬
‫الختبار الصالبة عبر أشغال محاكاة سيناريوهات الصالبة على المتغيرات المالية‪.‬‬
‫وفي األخير يمكن القول أن الرقابة على المستندات تهدف إلى تحديد نقاط الضعف والمخاطر الخاصة بكل بنك‬
‫ومؤسسة مالية وتسمح للجنة المصرفية‪ ،‬التي تستلم التقارير ال ُمل ّخصة‪ ،‬بتخطيط وتوجيه عمل الرقابة بعين المكان بغية‬
‫حصر أفضل ألهداف هذا النوع من الرقابة‪.‬‬
‫‪ .2-3‬الرقابة بعين المكان‪ :‬سواء تعلق األمر بمهمات آنية أو دورية أو حسب قطاع نشاط أو ذات طابع عام تتم‬
‫الرقابة بعين المكان طبقا للبرنامج المسطر من طرف سلطة اإلشراف المتمثلة في اللجنة المصرفية‪ .‬تسمح هذه الرقابة‬
‫بالتأكد من موثوقية المعلومات المرسلة إلى بنك الجزائر بموجب المتابعة المستمرة وكذا بفحص جوانب النشاط وتسيير‬
‫المؤسسات الخاضعة للرقابة التي ال يمكن تقييمها عن طريق الرقابة على أساس المستندات‪.‬‬
‫وتميزت هذه الرقابة بالشروع المديرية العامة للمفتشية العامة في سنة ‪ 2011‬في إطار التطبيق التدريجي للمنهج‬
‫الجديد المتعلق باإلشراف المصرفي والمركز على المخاطر على مجمل المصارف والمؤسسات المالية في الساحة‪ ،‬أال‬
‫وهو نظام التنقيط المصرفي (‪ )SNB‬الذي ينتج عنه تنقيط المؤسسة المعنية‪ ،‬سيحدد وتيرة ومستوى المتابعة المرتبطة‬
‫بالمخاطر المتعرض لها من طرف كل مؤسسة‪.‬‬
‫‪ .III‬إجراءات بنك الجزائر األساسية لتدعيم سالمة و صالبة االستقرار المالي للقطاع المصرفي الجزائري في إطار‬
‫الحوكمة اإللكترونية‬
‫لقد قامت السلطة النقدية بجهد كبير لتعزيز االستقرار النقدي والمالي بالجزائر من قيام إتباع عدة إجراءات أساسية‬
‫لتدعيم سالمة وصالبة االستقرار المالي للقطاع المصرفي الجزائري تمثلت أهمها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬انضمام الجزائر إلى برنامج تقييم القطاع المالي )‪ :(FSAP) (PESF‬تم الشروع في تقييم الجهاز الوطني‬
‫لإلشراف المصرفي الجزائري في سنة ‪ 2003‬بناءا على انضمام الجزائر إلى برنامج تقييم القطاع المالي وهو تقييم‬
‫مشترك تقوم به بعثة مشتركة لصندوق النقد الدولي والبنك العالمي لجميع البلدان االعضاء األخرى‪.‬‬
‫يهدف برنامج تقييم القطاع المالي الذي تقوم به البعثات المشتركة لصندوق النقد الدولي والبنك العالمي إلى تدعيم‬
‫رقابة األنظمة المالية للبلدان األعضاء ومن ضمنها الجزائر‪ ،‬يرمي هذا ال برنامج لمساعدة السلطات الوطنية في التعريف‬
‫بالجوانب الهامة ومواطن الضعف المحتملة لألنظمة المالية‪ .‬ولقد قامت المؤسسات الدولية في إطار برنامج تقييم القطاع‬
‫المالي‪ ،‬بإجراء ثالث تقييمات للنظام المالي الجزائري‪ ،‬فالتقييم األول في سنة ‪ ،2003‬التقييم الثاني في‪ ،2007‬التقييم الثالث‬
‫في ‪.2013‬‬
‫‪ . 2‬إنشاء لجنة االستقرار المالي‪ :‬في سنة ‪ 2009‬لقد قام بنك الجزائر بتنصيب لجنة لالستقرار المالي قصد التكفل‬
‫بمهمة استقرار القطاع المصرفي من خالل السياسة االحترازية الكلية‪ ،‬ويترأس هذه اللجنة محافظ بنك الجزائر وتتكون من‬
‫ثالثة من نوابه وأربعة مدراء العامين للمديريات المعنية بإشكالية االستقرار وصالبة النظام المصرفي‪ .‬وتتولى هذه لجنة‬
‫المهام التالية‪:35‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬مراجعة مؤشرات الصالبة المالية المصارف‪ ،‬أساسا من خالل المؤشرات المسماة (المؤشرات الدنيا) اإلحدى عشرة‬
‫التي أقامها صندوق النقد الدولي والتي يصرح بها بنك الجزائر لهذه المؤسسة المالية متعددة األطراف كما هو الشأن‬
‫بالنسبة لكل الدول األعضاء األخرى؛‬
‫‪ -‬دراسة تقارير تقييم االستقرار القطاع المصرفي التي يعدها بنك الجزائر منذ سنة ‪2009‬؛‬
‫‪ -‬تقييم بصفة دورية صالبة القطاع المصرفي‪ ،‬ال سيما من خالل اختبارات الصالبة التي طورت من سنة ‪،2007‬‬
‫والتي تمكن لنتائجها أن تكف مسبقا مخاطر هشاشة القطاع المصرفي‪ .‬وبغية تطوير نموذج أكثر فعالية الختبارات‬
‫الصالبة‪ ،‬طلب بنك الجزائر المساعدة التقنية من البنك الدولي‪ .‬ولقد دخل النموذج الجديد مرحلة التجريب‪.‬‬
‫‪ .3‬إقامة نظام اختبار على تحمل الضغوط‪ :‬سعيا منه لتطوير أدوات الرقابة قام بنك الجزائر بالمساعدة التقنية للبنك‬
‫الدولي بتطوير نظام متكامل وديناميكي الختبار القدرة على تحمل الضغوط‪.‬‬
‫لقد أجرت مصالح بنك الجزائر منذ سنة ‪ 2009‬اختبارات القدرة على تحمل الضغوط قصد تقييم متانة وقدرة النظام‬
‫طورها صندوق النقد الدولي‪.‬‬ ‫المصرفي الجزائري على المقاومة‪ ،‬وذلك باستخدام منهجية ّ‬
‫ابتداء من سبتمبر ‪ ،2012‬باشر بنك الجزائر بالمساعدة التقنية لخبراء من البنك الدولي‪ ،‬في مشروع جديد يتضمن‬
‫منهجية جديدة الختبار القدرة على تحمل الضغوط‪ .‬ترتكز هذه المنهجية على نظام توقعات مالية واختبار القدرة على تحمل‬
‫الضغوط على المستوى الكلي‪ .‬وتندرج في منظور ديناميكي يسمح بتحقيق سيناريوهات أزمات معقولة حادة تهدف إلى‬
‫تحديد وقياس هشاشة وقدرة المصارف والمؤسسات المالية فرديا وهشاشة وقدرة النظام المصرفي في مجمله على‬
‫المقاومة‪.36‬‬
‫لتحقيق هذا المشروع‪ ،‬كلف بنك الجزائر فريقا من عمالءه المعنيين للتكفل بأعمال تكييف وتعديل المنهجية لتوافق‬
‫األحكام التنظيمية المعمول بها والتحكم في استعمالها‪.‬‬
‫‪ .4‬وضع جهاز مراقبة داخلي فعال‪ :‬إن األحكام التشريعية الجديدة التي أتى بها األمر رقم (‪ )04/10‬المؤرخ في ‪26‬‬
‫أوت ‪ 2010‬ألزمت البنوك والمؤسسات المالية على وضع جهاز رقابة فعال من أجل ضمان ما يلي‪:37‬‬
‫‪ -‬التحكم في نشاطاتها واالستعمال الفعال لمواردها‪ ،‬و السير الجيد للعمليات الداخلية خاصة تلك التي تساعد في الحفاظ‬
‫على أصولها والضامنة للشفافية ومتابعة العمليات المصرفية؛‬
‫‪ -‬موثوقية المعلومات المالية و األخذ بعين االعتبار بشكل مالئم جميع المخاطر بما فيها المخاطر العملياتية‪.‬‬
‫ومن أجل تدعيم الرقابة الداخلية تم إصدار خالل سنة ‪ 2011‬نظام رقم (‪ )08/11‬المؤرخ في ‪ 28‬نوفمبر ‪2011‬‬
‫والمتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية يحدد وينص على ما يلي‪:38‬‬
‫‪ -‬األصناف اإلضافية من المخاطر الواجب مراقبتها من طرف جهاز الرقابة الداخلية ( خطر التركيز‪ ،‬خطر السيولة‪،‬‬
‫خطر المطابقة‪ ،‬خطر العملياتي‪)...‬؛‬
‫‪ -‬جهار رقابة مطابقة العمليات واإلجراءات؛‬
‫يتضمن نظام رقابة العمليات واإلجراءات الداخلية على ما يلي ‪:‬‬
‫‪39‬‬

‫‪ -‬رق ابة دائمة للمطابقة واألمن والمصادقة للعمليات المحققة‪ ،‬وكذا احترام كل التوجيهات والتعليمات واإلجراءات‬
‫الداخلية و التدابير المتخذة من البنك والمؤسسة المالية‪ ،‬خصوصا تلك المتعلقة بمراقبة المخاطر المتعلقة بالعمليات؛‬
‫‪ -‬رقابة دورية النتظام وأمن العمليات واحترام اإلجراءات الداخلية وفعالية الرقابة الدائمة ومستوى الخطر الممكن‬
‫التعرض له فعال وأخيرا فعالية ومالئمة أجهزة التحكم في المخاطر‪ ،‬مهما كانت طبيعتها‪.‬‬
‫‪ . 5‬إقامة نظام التنقيط المصرفي )‪ :(SNB‬لقد واصل بنك الجزائر أشغال العصرنة وإعادة صياغة كلية للعمليات‬
‫المرتبطة بنشاطات الرقابة التي تقوم بها المديرية العامة للمفتشية العامة‪.‬‬
‫لقد باشر بنك الجزائر في سنة ‪ 2011‬مشروعا من خالل إنشاء لجة مكلفة بتسيير وتتبع المشروع المتعلق بإقامة‬
‫نظام يسمح بالمعالجة واالستغالل اآللي للتقارير االحترازية‪ ،‬ويعتبر هذا النظام المسمى نظام التنقيط المصرفي (‪)SNB‬‬
‫طريقة إشراف موحدة جديدة‪ ،‬مستوحاة من طريقة كاملز (‪ ،)CAMELS‬ومن أحسن الممارسات الدولية‪ .‬يقوم هذا النظام‬
‫على تقييم مؤشرات أداء ومالءة المصارف والمؤسسات المالية عن طريق إعطائها عالمة‪ ،‬بفضل مقاربته التنبؤية‬
‫للمخاطر‪ ،‬ولقد تم االنتهاء من المرحلة التجريبية النهائية مع نهاية سنة ‪ ،2012‬يسمح هذا النظام بـ‪:40‬‬
‫‪ -‬رد فعل مستهدف وسريع للجنة المصرفية بأخذ تدابير تصحيحية مالئمة‪ ،‬لمواجهة الصعوبات التي قد يعرفها البنك؛‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬تخفيض معتبر لتكلفة اإلشراف‪ ،‬بتقييم أحسن لخطر كل مؤسسة واالستعمال العقالني لموارد اإلشراف؛‬
‫‪ -‬استهداف المؤسسات التي تعرف صعوبات‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫إن سالمة القطاع المصرفي تعتمد على سن القوانين والتشريعات التي تحد من خطر انتشار األزمات النظامية والتي‬
‫تقع نتيجة لعدم احترام البنوك والمؤسسات المالية األخرى لقواعد العمل المصرفي السليم‪ ،‬خاصة بعد اتجاه الدول المتزايد‬
‫نحو تطبيق إجراءات التحرير المالي والعولمة المصرفية‪ ،‬والتي أدت إلى التزايد الملموس في أنواع وحجم المخاطر التي‬
‫تواجه القطاع المالي والمصرفي‪.‬‬
‫يعتبر دور البنك المركزي في غاية األهمية لرقابة البنوك والوقوف علـي مـدى التزامهـا بقواعـد ومبـادئ و آليات‬
‫الحوكمـة االلكترونية و االلتـزام بمتطلبـات لجنـة بـازل‪ ،‬والتأكـد مـن اعتمـاد معيار االلتـزام بالحوكمـة ضـمن معايير‬
‫تقييم جــدارة البنوك والمؤسسات ونشــر ثقافــة الحوكمــة لــدى المسؤولين عــن مــنح االئتمــان‪.‬‬
‫تهدف السلطة النقدية في الجزائر لتطوير الصناعة المصرفية الجزائرية وذلك بتوفير البيئة المالئمة للبنوك العاملة‬
‫في السوق المحلية سواء كانت بنوكا عمومية أم أجنبية‪ ،‬ومن أجل ذلك اتخذت السلطة النقدية عدة تدابير وإجراءات لتطوير‬
‫الصناعة المصرفية والمحافظة على سالمة واستقرار النظام المصرفي الجزائري‪ .‬وتمثلت أهم نتائج الدراسة في‪:‬‬
‫‪ -‬تعزيز التدابير االحترازية و التنظيمية و المحاسبية‪ :‬من خالل رفع الحد األدنى لرأس مال البنوك العاملة في‬
‫الجزائر؛ تكييف اإلطار التنظيمي وفق المعايير الدولية لجنة بازل (‪)III - II‬؛ وضع مخطط محاسبي بنكي جديد وتقرير‬
‫محاسبي جديد؛‬
‫‪ -‬تطوير البنى التحتية و الهياكل المصرفية خاصة فيما يتعلق بـ‪:‬‬
‫‪ ‬عصرنة أنظمة الدفع وذلك بإنشاء نظامين للدفع أال وهما نظام التسوية اإلجمالية الفورية للمبالغ الكبيرة والدفع‬
‫المستعجل (آرتس‪ )ARTS -‬و نظام المقاصة اإللكترونية للمدفوعات الكثيفة (آتكي‪)ATCI -‬؛‬
‫‪ ‬عصرنة أنظمة اإلعالم و االتصال من خالل شروع البنوك الجزائرية العمومية منها مؤخرا في استخدام نظام‬
‫معلوماتي موحد يعرف بـ (‪ )Oracle Flexcube Core Banking‬هو حل مصرفي عالمي صممه أوراكل للبنوك؛‬
‫‪ ‬تنظيم و تسيير مركزيات المعلومات وتمثلت أساسا في مركزيتي المخاطر ( المؤسسات و األسر) و مركزية‬
‫للمبالغ غير مدفوعة و جهاز مكافحة إصدار الشيكات بدون رصيد ومركزية الميزانيات؛‬
‫‪ -‬عصرنة وظيفة الرقابة و اإلشراف خاصة فيما يتعلق بالرقابة على أساس المستندات سواء كانت الرقابة‬
‫االحترازية الجزئية أو الرقابة االحترازية الكلية‪ ،‬و الرقابة بعين المكان‪.‬‬
‫‪ -‬انضمام الجزائر إلى برنامج تقييم القطاع المالي )‪ (FSAP) (PESF‬إذ تم من خالل تقييم القطاع المصرفي‬
‫والمالي أربعة مرات في السنوات التالية‪2017 ،2013 ،2007 ،2003 :‬؛‬
‫‪ -‬إنشاء لجنة االستقرار المالي و وضع جهاز مراقبة داخلي فعال؛‬
‫‪ -‬إقامة نظام التنقيط المصرفي )‪ (SNB‬و إقامة نظام اختبار على تحمل الضغوط‪.‬‬
‫ومن أهم التوصيات المقترحة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة نشر الوعي على ثقافة مفهوم و أهمية الحوكمة اإللكترونية لدى كل األطراف الفاعلة والمستفيدة سواء‬
‫كانت داخلية أ و خارجية بما يساهم في توظيف اآلليات المناسبة في نجاح تطبيق الحوكمة االلكترونية؛‬
‫‪ -‬العمل على تقييم األداء المستمر للبنوك الجزائرية وفق مؤشرات الحوكمة المعتمدة‪.‬‬
‫المراجع‬

‫‪ 1‬سالم محمد عبود‪ " ،‬حوكمة المصارف وآليات تطبيقها دراسة حالة في المصارف األهلية"‪ ،‬مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية ‪ ،‬العدد الخاص بالمؤتمر العلمي الخامس‬
‫‪ ،2014‬ص‪.338 ،‬‬
‫‪ 2‬حاكم محسن محمد وأحمد عبد الحسين راضي‪ ،‬حوكمة البنوك وأثرها في األداء والمخاطرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪ :‬دار اليازوري‪،2013 ،‬‬
‫ص‪.30 ،‬‬
‫‪ 3‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬دليل المستثمر إلى بورصة األوراق المالية‪ ،‬مصر‪ -‬القاهرة‪ :‬المكتب العربي‪ ،2000 ،‬ص‪.136 ،‬‬
‫‪ 4‬صادق راشد الشمري‪ ،‬استراتيجية ادارة المخاطر المصرفية وأثرها في االداء المالي للمصارف التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.82 ،‬‬
‫‪ 5‬صادق راشد الشمري‪ ،‬المرجع األخير‪ ،‬ص ص‪.87-83 ،‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ 6‬محمد محمود المكاوي‪ ،‬البنوك اإلسالمية ومأزق بازل من منظور المطلوبات واالستفتاء مقررات بازل ‪ ،III II I‬مصر المنصورة‪ :‬دار‬
‫الفكر والقانون ‪ ،2011‬ص‪ ،‬ص‪.187 ،186 ،‬‬
‫‪ 7‬صالح حسن‪ ،‬تحليل وادارة و حوكمة المخاطر المصرفية االلكترونية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الكتاب الحديث‪ ،2010 ،‬ص‪.73 ،‬‬
‫‪ 8‬صالح الدين حسن السبسي‪ ،‬الموسوعة المصرفية العلمية والعملية‪( ،‬الجزء الثاني)‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬القاهرة‪ :‬مجموعة النيل العربية‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ص ص‪.173 ،153 ،‬‬
‫‪ 9‬المادة (‪ )01‬من النظام رقم (‪ )01/90‬المؤرخ في ‪ 04‬جويلية ‪ 1990‬والمتعلق بحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية العاملة في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ 10‬المادة (‪ )02‬من النظام رقم (‪ )01/04‬المؤرخ في ‪ 04‬مارس ‪ 2004‬والمتعلق بحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية العاملة في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ 11‬المادة (‪ )02‬من النظام (‪ )04/08‬المؤرخ في ‪ 23‬مارس ‪ 2008‬والمتعلق بحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية العاملة في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ 12‬بنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ 2013‬للتطور االقتصادي والنقدي الجزائر‪ ،2014 ،‬ص‪.130 ،‬‬
‫‪ 13‬المادتين (‪ )02‬و(‪ )03‬من النظام رقم (‪ )01/14‬المؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪ 2014‬والمتضمن نسب المالءة المطبقة في البنوك والمؤسسات‬
‫المالية‪.‬‬
‫‪ 14‬بنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ 2013‬للتطور االقتصادي والنقدي الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.132 ،‬‬
‫‪ 15‬المادة (‪ )03‬من النظام رقم (‪ )04/09‬المؤرخ في ‪ 24‬جويلية ‪ 2009‬والمتضمن المخطط الحسابات البنكية والقواعد المحاسبية المطبقة في‬
‫البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ 16‬المادة (‪ )02‬من المرسوم التنفيذي رقم (‪ )156/08‬المؤرخ في ‪ 26‬جويلية ‪ 2008‬والمتضمن تطبيق أحكام القانون رقم (‪ )11/07‬المتضمن‬
‫النظام المحاسبي المالي والصادر في الجريدة الرسمية العدد (‪ )27‬بتاريخ ‪ 28‬ماي ‪ ،2008‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 17‬المادة (‪ )03‬من المرسوم التنفيذي رقم (‪ )156/08‬المؤرخ في ‪ 26‬جويلية ‪ 2008‬والمتضمن تطبيق أحكام القانون رقم (‪ )11/07‬المتضمن‬
‫النظام المحاسبي المالي والصادر في الجريدة الرسمية العدد (‪ )27‬بتاريخ ‪ 28‬ماي ‪ ،2008‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 18‬المادة (‪ )02‬من التعليمة رقم (‪ )11/03‬المؤرخة في ‪ 20‬سبتمبر ‪ 2011‬والمتضمنة الوثائق المالية الدورية للبنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ 19‬المادة (‪ )02‬من النظام رقم (‪ )05/09‬المؤرخ في ‪ 18‬أكتوبر ‪ 2009‬والمتضمن إعداد الكشوف المالية للبنوك والمؤسسات المالية ونشرها‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪Banque d’Algérie, Rapport Annuel 2004 Evolution Economique et Monétaires en Algérie, Algérie: 2005, p, 93.‬‬
‫‪ 21‬المادة (‪ )02‬من النظام رقم (‪ )04/05‬المؤرخ في ‪ 13‬أكتوبر ‪ 2005‬والمتضمن نظام التسوية اإلجمالية الفورية للمبالغ الكبيرة والدفع‬
‫المستعجل‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪Banque Extérieure d’Algérie, « Amélioration des Processus de l’Organisation et la Gouvernance de l’Entreprise », Revue‬‬
‫‪d’Information Apogée, (N° 3/ Avril: 2006), p, 1.‬‬
‫‪ 23‬المادة (‪ )02‬من النظام رقم (‪ )06/05‬المؤرخ في ‪ 15‬ديسمبر ‪ 2005‬والمتعلق بمقاصة الصكوك وأدوات الدفع الخاصة بالجمهور العريض‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪Banque d’Algérie, Rapport Annuel 2004 Evolution Economique et Monétaires en Algérie, Op.cit. p, 97.‬‬
‫‪25‬‬
‫‪Oracle Financial Services : http://www.oracle.com/us/industries/financial-services/046059.pdf , la‬‬ ‫‪Date‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪la‬‬
‫‪consultation:05/01/2017.‬‬
‫‪ 26‬المادة (‪ )160‬من القانون رقم (‪ )10/90‬المؤرخ في ‪ 14‬أفريل ‪ 1990‬والمتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬
‫‪ 27‬المادة (‪ )01‬من النظام رقم (‪ )01/12‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 2012‬المتضمن مركزية المخاطر المؤسسات ومخاطر األسر وعملها‬
‫‪ 28‬المادتان (‪ )01‬و(‪ )02‬من النظام رقم (‪ )02/92‬المؤرخ في ‪ 22‬مارس ‪ 1992‬المتضمن تنظيم مركزية للمبالغ غير مدفوعة وعملها‪.‬‬
‫‪ 29‬المادة (‪ )03‬من النظام رقم (‪ )02/92‬المؤرخ في ‪ 22‬مارس ‪ 1992‬المتضمن تنظيم مركزية للمبالغ غير مدفوعة وعملها‪.‬‬
‫‪ 30‬المادة (‪ )03‬من النظام رقم (‪ )03/92‬المؤرخ في ‪ 22‬مارس ‪ 1992‬والمتضمن الوقاية والمكافحة ضد إصدار الشيكات بدون رصيد‪.‬‬
‫‪ 31‬المادة (‪ )02‬من النظام رقم (‪ )07/96‬المؤرخ في ‪ 03‬جويلية ‪ 1996‬والمتضمن تنظيم مركزية الميزانيات وسيرها‪.‬‬
‫‪ 32‬بنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ 2013‬للتطور االقتصادي والنقدي الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص‪.135 ،134 .‬‬
‫‪ 33‬بنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ 2011‬للتطور االقتصادي والنقدي الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ .2012 :‬ص‪ ،‬ص‪.142 ،141 .‬‬
‫‪ 34‬المرجع األخير‪ ،‬ص‪.142 ،‬‬
‫‪ 35‬بنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ 2012‬للتطور االقتصادي والنقدي الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.211 ،‬‬
‫‪ 36‬بنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ 2013‬للتطور االقتصادي والنقدي الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.133 ،‬‬
‫‪ 37‬بنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ 2010‬للتطور االقتصادي والنقدي الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.146 ،‬‬
‫‪ 38‬بنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ 2011‬للتطور االقتصادي والنقدي الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.137 ،‬‬
‫‪ 39‬المادة (‪ )07‬من النظام رقم (‪ )08/11‬المؤرخ في ‪ 28‬نوفمبر ‪ 2011‬والمتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ 40‬بنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ 2011‬للتطور االقتصادي والنقدي الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.139 ،138 ،‬‬

‫‪12‬‬
‫استمارة المشاركة‪:‬‬

‫اللقب‪ :‬شنافــي‬
‫االسم‪ :‬نوال‬
‫الدرجة العلمية‪:‬أستاذة محاضرة أ بقسم علوم التسيير‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫جـامعـة محمـد خيضـــر بسكـــرة‬
‫البريد االلكتروني‪:‬‬
‫‪chenafi.naoual@gmail.com‬‬

‫عنوان المداخلة‪:‬‬

‫التجارة االلكترونية‪:‬بين المفهوم والتطبيق‬

‫الملخص‪:‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على التجارة اإللكترونية وأهميتها وآثارها على نواحي الحياة‬
‫المعاصرة السيما الجوانب االقتصادية منها‪ ،‬فالتجارة اإللكترونية تحسن من إمكانية الحصول على‬
‫معلومات أفضل عن األسواق كما تعتبر وسيلة للوصول إلى أسواق العالم جميعها في وقت واحد و بأقل‬
‫التكاليف‪ ،‬وكذلك توضيح أبرز مزاياها والمعوقات التي تقف أمام تطور التجارة اإللكترونية ‪.‬‬
‫ونظرا لألهمية البالغة للتجارة االلكترونية وتطورها السريع ينبغي العمل على تعزيزها في سبيل اإلفادة‬
‫من تطبيقاتها لما لها من اآلثار اإليجابية على مختلف قطاعاتها االقتصادية‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬التجارة اإللكترونية‪ ،‬التجارة الدولية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪This study aims to shed light on the importance of e-commerce and its effects on the aspects‬‬
‫‪of contemporary life, especially economic aspects of it. And obstacles to the development of‬‬
‫‪e-commerce.‬‬
‫‪Given the critical importance and rapid development of electronic commerce, it should be‬‬
‫‪strengthened in order to benefit from its applications because of its positive effects on its‬‬
‫‪various economic sectors.‬‬
‫‪Keywords: e-commerce, international trade‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫في ظل التغيرات والتحوالت التي أفرزتها معطيات التطور التكنولوجي وتسارع وتيرة نمو االبتكارات‬
‫والتقنيات التكنولوجية ساهم في نقل المجتمعات إلى عصر المعلومات والثورة التكنولوجيا ‪،‬ما أدى‬
‫التوسع في استخدام شبكة االتصاالت الحديثة (االنترنيت) إلى إزالة الحدود بين جميع دول العالم كما عمل‬
‫على تطوير آليات وأدوات تعامل جديدة في حياتنا اليومية‪ ،‬و تغيرت بعض قواعد التعامالت التجارية‬
‫ونجم عنها بروز نوع جديد من المبادالت التجارية قوامها التدفق السريع للمعلومات واالستجابة األسرع‬
‫للتغيرات المفاجئة ‪،‬واإللغاء النهائي للحدود والقيود المادية والجغرافية‪ ،‬وهو ما أصبح يطلق عليه التجارة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫تعد التجارة اإللكترونية إحدى األدوات الحديثة التي أفرزتها شبكة االنترنيت‪ ،‬ورافق ظهورها تغير‬
‫جوهري ببيئة األعمال الخاصة بها حيث تشير إلى األنشطة والمعامالت التجارية التي يتم إجراؤها‬
‫باستخدام تقنيات المعلومات ووسائل االتصال واإلنترنت‪ ،‬إذ يعد اإلنترنت أهمها‪ ،‬لقد أحدثت نقلة نوعية‬
‫هائلة في مجال التجارة‪ ،‬وجعلتها تت ّم بسالسة وسهولة كبيرة‪ ،‬إذ قدمت الكثير من الفوائد ‪ ،‬سواء على‬
‫مستوى األفراد‪ ،‬أو على مستوى المؤسسات والشركات التجارية المختلفة‪ ،‬أو على مستوى المجتمع‬
‫بأكمله ‪.‬ما يفرض ضرورة التوجه نحو تطبيقها واالستفادة منها باستغاللها االستغالل األمثل‪.‬‬
‫ولقد جاءت هاته الورقة البحثية لتحاول اإلجابة عن األسئلة التالية‪:‬‬
‫‪-‬ما المقصود بالتجارة االلكترونية؟‬
‫‪-‬ماهي مجاالت استخدام التجارة اإللكتروني؟‬

‫‪2‬‬
‫‪-‬ماهي الدوافع نحو التوجه بالتجارة اإللكترونية وما مدى تأثيرها في عالم األعمال؟‬
‫أهداف الدراسة‪:‬تهدف هذه الورقة البحثية إلى توضيح جملة من النقاط منها‪:‬‬
‫‪-‬التعرف على مفهوم التجارة االلكترونية وكذا أهميتها‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على دوافع التجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪-‬التعرف على تطبيقات التجارة االلكترونية ومجاالت استخدامها‪.‬‬
‫‪-1‬التجارة االلكترونية‪:‬‬
‫مع تطور األساليب التكنولوجية الحديثة والتوسع في استخدامها من قبل األفراد والمؤسسات بمختلف‬
‫شتى مجاالت الحياة‪ ،‬شاع مفهوم التجارة اإللكترونية وأصبح واحدا من التعبيرات الحديثة‬ ‫أحجامها وفي ّ‬
‫والتي أخذت بالدخول إلى حياتنا اليومية‪.‬‬

‫‪1-1‬مفهوم التجارة االلكترونية‪:‬‬


‫ال يوجد تعريف يمكن القول عنه على أنه تعريف متفق عليه دوليا للتجارة اإللكترونية‪ ،‬ولكن اجتهد‬
‫المعنيون في هذا الشأن في إدراج العديد من التعاريف حول أدبيات موضوع التجارة اإللكترونية‪.‬‬
‫فعرفت التجارة االلكترونية على أنها النظام الذي يتيح عبر اإلنترنت حركات البيع و الشراء و الخدمات و‬
‫المعلومات فهي أسلوب تجاري يعتمد في نجاحه على قدرة الشركة على تسويق منتجاتها سواء كانت سلعا‬
‫أو خدمات أو أفكار من خالل آليات اقناعية وخطط تسويقية محكمة تستهدف بالدرجة األساس تحقيق رضا‬
‫العميل حيث يتجسد هذا الرضا في نجاح الشركة بإشباع الحاجات والرغبات الحقيقية للعميل ‪.‬‬
‫كما عرفت التجارة اإللكترونية أيضا على أنها"مجموعة متكاملة من عمليات إنتاج وتوزيع وترويج وبيع‬
‫المنتجات من خالل شبكات االتصاالت ‪ .1‬كما عرفت أيضا على أنها "أداء العملية التجارية بين الشركاء‬
‫التجاريين باستخدام تكنولوجيا معلومات متطورة بمعنى آخر هي مجموعة من المعامالت الرقمية‬
‫المرتبطة بأنشطة تجارية بين المشروعات ببعضها البعض و بين المشروعات و األفراد و بين‬
‫المشروعات و اإلدارة ‪ .2‬واعتبرها البعض بأنها " المعامالت التجارية التي تتم من قبل األفراد والهيئات‬
‫والتي تعتمد على معالجة ونقل البيانات الرقمية‪ ،‬بما فيها الصوت والصورة من خالل شبكات مفتوحة مثل‬
‫االنترنيت أو مغلقة‪ ،‬والتي تسمح بالدخول إلى الشبكات المفتوحة‪.3‬‬
‫دائما وفي نفس السياق عرفت التجارة اإللكترونية بشكل عام على أنها أي شكل من أشكال التبادل التجاري‬
‫أو اإلداري أو تبادل المعلومات بين طرفين أو أكثر باستخدام تقنيات المعلومات واالتصاالت‪ ،‬وهي عبارة‬
‫عن" استخدام االنترنيت والشبكة العنكبوتية العالمية لتبادل العمليات بشتى أشكالها بين األعمال المختلفة‪،‬‬
‫مع التركيز على استخدام التكنولوجيا الرقمية في العمليات ‪.‬التجارية بين الشركات واألفراد "‪.4‬‬
‫فهي تعني أداء األعمال من خالل شبكة االنترنت ‪ ،‬أو البيع والشراء للسلع ‪.‬والخدمات من خالل صفحات‬
‫الويب "‪.5‬‬
‫إن مفهوم التجارة اإللكترونية يشير إلى تسويق المنتجات عبر شبكة اإلنترنيت الدولية وتفريغ البرامج‬
‫اإللكترونية دون الذهاب إلى المتجر أو إلى الشركة‪ ،‬وعالوة على ذلك فإن التجارة اإللكترونية تشتمل على‬
‫االتصاالت بين مختلف الشركات على المستوى المحلي أو الدولي‪،‬مما يسهل عملية التبادل التجاري ويزيد‬
‫من حجمها "‪.6‬‬
‫إذن مما سبق نستشف أن التجارة االلكترونية هي استخدام الوسائل اإللكترونية المتطورة التي ّوفرتها ثورة‬
‫المعلومات واالتصاالت في إنجاز كافة المعامالت التجارية من بيع وشراء المنتجات وتبادل المعلومات‬
‫بين البائعين والمشترين وغيرها من العمليات المتّصلة بعقد الصفقات وإقامة الروابط التجارية بدءا من‬
‫معلومات ما قبل الشراء وانتهاء بخدمات ما بعد البيع‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪2-1‬دوافع التجارة اإللكترونية‪:‬‬
‫هناك العديد من العوامل المشتركة لدى المؤسسات و القطاعات التي تدفع إلى التجارة اإللكترونية‪،‬وهذا‬
‫راجع إلى أن التجارة اإللكترونية ظهرت بالتدريج و تطورها يكون حسب احتياجات قطاعات النشاطات‬
‫المختلفة و التي تخلق دوافع للدخول في التجارة اإللكترونية و التي نوردها في مايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تسيير المعامالت التجارية‪ :‬إن التجارة اإللكترونية تسمح بتأدية جزء كبير من العمليات المختلفة و التي‬
‫تدخل ضمن المعامالت التجارية العادية بين البائع و المشتري‪،‬حيث تسمح الشيكات باختزال الزمن و‬
‫المسافة مما يقلص اآلثار السلبية للزمن و المسافة على االقتصاد ‪.‬‬
‫و تشمل التجارة اإللكترونية على المعامالت المادية والغير مادية في نفس الوقت مما يسمح بتقليص‬
‫التكاليف المتعلقة بكل أنواع المعامالت ‪ .‬كما نشأت عالقات سوقية جديدة ‪.‬‬
‫‪ -‬الفعال ية التجارية ‪ :‬من أهم دوافع التجارة اإللكترونية القيام بالوصول إلى أعلى مستويات اإلنتاج و‬
‫التوزيع حيث أن اعتماد تكنولوجيات اإلعالم و االتصال في إطار الدعم و التطوير يسمح للمؤسسات‬
‫بمواجهة التحديات المنتظرة في محيط تجاري عالمي ‪.‬كما انه يمكن للمؤسسة من إنتاج معلومات حول‬
‫معامالتها و االحتفاظ بها بطرق آلية فتتم بذلك المعالجة و التوزيع بصفة سريعة كما يمكن أن تستعمل هذه‬
‫المعلومات في تقييم السوق و تقييم مسارها و هذا ما يمكن أن تستعمله فيما بعد في التخطيط و التحسين ‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير أسواق جديدة ‪ :‬إن دافع تطوير أسواق جديدة ‪ ،‬جعل مؤسسات كثيرة تتوجه إلى استخدام العالقات‬
‫التجارية اإللكترونية و أدخلتها في إستراتيجيتها للقيام باكتساح السوق و إنشاء أسواق جديدة و تطويرها ‪.‬‬
‫‪-2‬أهمية و مزايا التجارة االلكترونية‪:‬‬
‫‪1-2‬أهمية التجارة االلكترونية‪:‬‬
‫تسمح التجارة اإللكترونية بالتسوق عبر شبكة اإلنترنت عن طريق االتصال اإللكتروني المباشر بين‬
‫المتعاملين‪ ،‬وبذلك فهي تستغني عن المستندات الورقية وما تستلزمه من نفقات‪ ،‬كما تساهم في تبسيط‬
‫وتنظيم عمليات المشروعات وتحقيق أهدافها عن طريق القضاء على التأخير في إصدار القرارات‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫‪-‬توفر في النفقات اإلدارية ونفقات االتصال وغيرها‪ ،‬حيث تعتبر بديال عن تخصيص جزء كبير من رأس‬
‫المال في إقامة عالقات مستمرة بين البائعين والمشترين‪ ،‬كما أنها تسمح بإتمام عملية التوزيع رأسا‬
‫للمستهلك‪.‬‬
‫‪-‬ترشيد القرارات التي يتخذها كل من البائعين والمشترين بما تتميز به من تدفق المعلومات بينهم في‬
‫الوقت المناسب وبطريقة منسقة ودقيقة‪ ،‬مما يسمح بسهولة المقارنة بين المنتجات سواء من ناحية األسعار‬
‫أو الجودة أو طريق الدفع‪.‬‬
‫‪-‬تعتبر ذات أهمية خاصة لكل من المنتجين والمستهلكين خاصة في الدول النامية‪ ،‬حيث إنها تستطيع‬
‫التغلب على الحواجز التقليدية للمسافة ونقص المعلومات عن الفرص التصديرية‪.‬‬
‫إذن ف التجارة اإللكترونية أتاحت الفرصة أمام الكثير من األفراد للعمل من منازلهم ومكنتهم من عمل‬
‫المشاريع التجارية وتطويرها‪ .‬خالل فترة زمنية قصيرة جداً‪ ،‬خالل أي وقت في اليوم‪ ،‬السماح لألفراد‬
‫بتبادل اآلراء والخبرات بشأن الخدمات والمنتجات عن طريق مجتمعات إلكترونية على اإلنترنت‪،‬كما أنها‬
‫عملت على تخفيض تكاليف إنشاء ومعالجة وتوزيع وحفظ واسترجاع المعلومات اإللكترونية‪ .‬ومكنت‬
‫الشركات من تصنيع منتجاتها وفقا ً لما يرغبه المشتري‪ ،‬األمر الذي يجعل لتلك الشركة األفضلية بين‬
‫الشركات األخرى‪.‬‬
‫‪2-2‬مزايا التجارة االلكترونية‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫تتمتع تقنية التجارة اإللكترونية عن غيرها من التقنيات التقليدية بعدة مزايا من أهمها‪:‬‬
‫أ‪-‬خدمة مستمر‪ :‬تمكن التجارة االلكترونية المستهلك من اإلبحار عبر شبكة الحاسوب و التسوق و إجراء‬
‫التعامالت األخرى على مدى ‪ 42‬ساعة "‪.7‬‬
‫ب ‪-‬حرية االختيار‪ :‬أصبحت أسواق العالم بين يدي العميل بكل منتجاتها و خدماتها المعروضة مع كل‬
‫تفاصيلها ومواصفاتها ‪ ،‬وللعميل أن يختار بينها بكل حرية مما يعطيه فرصة للمفاضلة بين هذه السلع‬
‫والخدمات‪.‬‬
‫ج ‪-‬انخفاض أسعار المنتجات‪ :‬هذه التجارة تسمح بالتسوق من أماكن عديدة و إجراء مقارنات سريعة‬
‫ومفاضالت بين السلع و الخدمات المعروضة ‪،‬مما يمكن العمالء من االستفادة من فروق األسعار ‪ ،‬فإذا‬
‫قارن العميل بين المنتجات المعروضة عبر االنترنت ونفس المنتجات المعروضة في المتاجر التقليدية‬
‫فسيجد أن السعر منخفض في األولى مقارنة مع الثانية ‪.‬‬
‫د ‪-‬تحقيق رضا العمالء‪ :‬من بين اآلثار الهامة للتجارة االلكترونية هي إحداث التفاعل بين العمالء و‬
‫الشركات ‪،‬فقد أصبح العميل بدخوله على موقع أي شركة يستطيع تلقي معلومات تفصيلية بشأن منتج أو‬
‫سلعة ما في ثوان معدودة بدال من أيام و أسابيع ‪ ،‬مما يساعده على اتخذ القرار الصائب بشأن هذا المنتج‪.‬‬
‫‪-3‬مجاالت استخدام التجارة اإللكتروني‪ :‬تتعدد مجاالت استخدام التجارة االلكترونية ويمكننا إبراز أهمها‪:‬‬
‫•تمثل تطورا في أساليب المتاجرة‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬
‫‪-‬تقليص التكاليف ‪.‬‬
‫‪-‬توسيع القدرات لتلبية حاجات العميل‬
‫‪-‬زيادة التفاعل ما بين العميل و المورد‬
‫•توفر كمية هائلة من المعلومات اإللكترونية‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬
‫‪-‬معلومات حول األسواق‪.‬‬
‫‪-‬التوليد اآللي لإلحصائيات التسويقية ‪.‬‬
‫‪-‬التغذية العكسية من األسواق المختلفة‬
‫•تضم نطاقا واسعا من عمليات األعمال و التعامالت‪:‬وتتمثل في‪:‬‬
‫‪-‬التسوق عبر الويب‪.‬‬
‫‪ -‬معدات ووسائل المالحة و البحث‪.‬‬
‫‪-4‬تأثير التجارة االلكترونية في عالم األعمال‪:‬‬
‫أصبحت التجارة االلكترونيةة عةامال مةؤثرا فةي نمةو اقتصةاديات الةدول وتعزيةز تجارتهةا الخارجيةة‪ ،‬وقةد‬
‫غدت وسيلة هامة فةي زيةادة المقةدرة التنافسةية للةدول‪ ،‬إضةافة إلةى تمكةين المسةتهلك أينمةا كةان مةن الطلةب‬
‫الفةوري للسةلع والخةدمات لةذا علةى الةدول العمةل علةى تهيئةة اقتصةادياتها وبيئتهةا ومؤسسةاتها للتحةول إلةى‬
‫االقتصةاد الرقمةي مةن خةالل تطبيةق التجةارة اإللكترونيةة عبةر شةبكة اإلنترنةت والعمةل علةى االسةتفادة‬
‫القصوى منها‪ .‬تعمل التجارة اإللكترونية على تحسين الكفةاءة والقةدرة التنافسةية بةين المنشةتت بفعةل دخةول‬
‫المعرفة والمعلومات كأصل مهم ورئةيس مةن أصةول رأس المةال كمةا تتةيح الفرصةة لزيةادة حجةم عمليةات‬
‫البيع من خالل االستفادة من المقدرة على التسوق عبر اإلنترنت طوال ساعات النهار والليل دون أن تزيةد‬
‫التجارة اإللكترونية من الضغوط التنافسية على المنشتت‪ ،‬وذلك بفعل تخفيض تكلفة المنتجات‪ ،‬ألن تطبيةق‬
‫هذا النوع مةن التجةارة سةيؤدي إلةى زيةادة كميةة هةذه المنتجةات وسةعي المنشةتت إلةى ترويجهةا فةي منةاطق‬
‫جديدة لم تكن تتوجه إليها من قبل ‪.‬وإلى تقديم أفضل عروض البيع لجذب العمالء‪ ،‬وتقديم تسةهيالت كثيةرة‬
‫للمسةتهلك‪ ،‬ممةا يةؤدي إلةى زيةادة النفقةات العامةة األخةرى‪ ،‬وبةذلك تفقةد المنشةتت األقةل كفةاءة قةدرتها علةى‬
‫المنافسة "‪.8‬‬

‫‪5‬‬
‫تعمل التجارة اإللكترونية على زيادة اإلنتاجية والنمو االقتصادي للدول بسبب الكفاءة في عرض السلع‬
‫وتخفيض كلفة المواد وتسريع الحصول عليها وتخفيض تكاليف اإلنتاج والخدمات وتقليل القيود للدخول‬
‫إلى األسواق والمقدرة العالية بالحصول على المعلومات الالزمة لذلك‪.‬‬
‫‪-1-4‬تطبيقات التجارة االلكترونية‪:‬‬
‫للتجارة االلكترونية تطبيقات كثيرة و متنوعة ‪ ،‬و تمثل هذه التطبيقات المهام المختلفة و األنشطة التي‬
‫تمارسها الشركات من خالل وسائل االتصاالت االلكترونية أو بمعنى آخر هي المجاالت التي تستخدم فيها‬
‫التجارة االلكترونية مثل‪ :‬الصيرفة االلكترونية ‪ ،‬وشراء األسهم و السندات ‪،‬اإلعالن و التسويق‬
‫االلكتروني ‪،‬البيع بالجملة والتجزئة ‪،‬النشر االلكتروني ‪،‬البحث عن فرص عمل ‪،‬إجراءات المزادات‬
‫االلكترونية ‪،‬التعاون االلكتروني في مجال البحث و التطوير التصميمات الهندسية و تقديم الخدمة للعميل‪.‬‬
‫‪-2-4‬معوقات التجارة االلكترونية‪:‬‬
‫رغم ما توفره التجارة االلكترونية من مزايا عديدة وسعي الدول إلى االعتماد عليها كأسلوب يسهل عمل‬
‫المبادالت التجارية إال أن هناك معوقات تحد من فعاليتها ومن أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬عدم إدراك الشركات لمخاطر االقتصاد االلكتروني فكثير من الشركات تواجه صعوبات في إدراك‬
‫المخاطر الناجمة عن االقتصاد اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إيجاد طرق آمنة للتوقيع االلكتروني وحماية شبكات المعلومات من محاولة التزوير و سرقة أرقام‬
‫بطاقات االعتماد و إرسال الفيروسات‪.‬‬
‫‪ -‬انتشار الغش التجاري‪.‬‬
‫‪-‬محدودية حجم التجارة اإللكترونية سواء بين الشركات التجارية نفسها‪ ،‬أو بينها وبين مورديها المحليين‬
‫أو حتى بينها وبين المستهلكين محليا‪.9‬‬
‫‪-‬ضعف البنى التحتية اإللكترونية‪ ،‬مثل نوعية وسرعة وسائل االتصاالت ونقل المعلومات والربط‬
‫االلكتروني ومدى توفر تقنية المعلومات مثل الحاسبات واألقراص الصلبة والمرنة وأجهزة الهواتف‬
‫الرقمية وغيرها‪ ،‬والتي تعد من الوسائل األساس للدخول في اإلنترنت وللقيام بأي تعامل تجاري‬
‫إلكتروني‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫إن تسارع وتيرة التطورات التكنولوجية‪،‬ألقت بظاللها على القطاع التجاري وساهمت في تحسين وتطوير‬
‫األنشطة التجارية التقليدية‪ ،‬واستحداث أنشطة تجارية جديدة كالتجارة االلكترونية‪،‬والتي يتم من خاللها‬
‫تنفيذ كل ما يتصل بعمليات شراء وبيع البضائع والخدمات والمعلومات عبر شبكة اإلنترنيت والشبكات‬
‫العالمية األخرى‪.‬‬
‫فالتجارة االلكترونية توفر فرصا إلضافة وتقديم منتجات وخدمات جديدة وتحسين جودة المنتوج ‪،‬وتقلص‬
‫تكاليف التبادل التجاري وتعمل على سرعة االستجابة لالحتياجات باختصار الدورة التجارية‪.‬‬
‫إن األهمية المتزايدة للتجارة اإللكترونية جعلتها أداة أساسية لزيادة اإلنتاجية والنمو االقتصادي‪.‬‬
‫وعلى ضوء ما سبق نقدم بعض االقتراحات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬االعتماد الكبير على تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬
‫‪-‬الشفافية والوضوح في كافة المعامالت التي تجريها المؤسسة التجارية‪ ،‬وضرورة استخدام تقنيات‬
‫المعلومات وإيصالها لكافة المستويات‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-‬تبني سياسة التثقيف التكنولوجي واستخدام تقنية المعلومات‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ 1‬سعاد بومايلة‪ ،‬فارس بوباكور‪ "،‬أثر التكنولوجيا الحديثة لإلعالم واالتصال في المؤسسة االقتصادية"‪،‬‬
‫مجلة االقتصاد والمانجمنت‪ ،‬العدد ‪، 03‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪،‬‬
‫تلمسان‪ ،‬مارس ‪ ، 2004‬ص‪. 20‬‬
‫مدحت رمضان ‪ ،‬الحماية الجنائية للتجارة اإللكترونية – دراسة مقارنة ‪،-‬دار النهضة العربية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫القاهرة ‪، 2001‬ص‪.12‬‬
‫‪ 3‬عطية عبد الواحد‪ ،‬التجارة االلكترونية ومدى استفادة العالم اإلسالمي منه‪ ،‬المؤتمر الثالث لالقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ ،‬المنظم بجامعة أم القرى‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫زايري بلقاسم ودلوباشي علي ‪ ،‬طبيعة التجارة اإللكترونية وتطبيقاتها المتعددة ‪ ،‬المؤتمر العلمي السنوي‬ ‫‪4‬‬

‫الثاني لتكنولوجيا المعلومات ودورها في التنمية االقتصادية ‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية ‪ ،‬جامعة‬
‫الزيتونة ‪ 8‬أيار_ مايو ‪ ، 2002‬ص‪. 360‬‬
‫‪ 5‬فريد النجار وآخرون‪ ''،‬التجارة واألعمال اإللكترونية المتكاملة في مجتمع المعرفة''‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫مصر‪ ، 2006 ،‬ص‪.89‬‬
‫‪ 6‬عبد القادر بريش‪ ،‬محمد زيدان‪ ''،‬دور البنوك في تطوير التجارة اإللكترونية''‪ ،‬الملتقى الدولي حول‬
‫التجارة اإللكترونية‪ ،‬كلية العلوم وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬يومي‪ 7/6‬مارس‪. 2004،‬‬
‫‪ 7‬محمود سحنون‪'' ،‬التجارة اإللكترونية ودورها في تسويق الخدمات المالية والمصرفية‪ ،‬حالة الدول‬
‫العربية''‪،‬المرجع ‪.‬السابق‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ 8‬ثناء أبازيد ‪:‬واقع التجارة اإللكترونية والتحديات التي تواجهها عربيا ً ومحلياً‪ ،‬مجلة جامعة تشرين‬
‫للدراسات و البحوث العلمية‪ ،‬سلسلة العلوم االقتصادية والقانونية المجلد ) ‪ ( 27‬العدد ‪، 4،2005‬ص‪. 71‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ 9‬يوسف أبو فارة" واقع اإلنترنت في الوطن العربي متاح على الموقع(‪.(http://www.yusuf-abufara.net‬‬

‫‪8‬‬
‫عنوان المداخلة ‪ :‬الحوكمة االلكترونية و تاثيرها على الجودة الخدمة العومية‬

‫المحور االول ‪:‬مفهوم الحوكمة االلكترونية متطلبات تطبيقها‬

‫االستاذة بن بريكة الزهرة‬ ‫الطالبة تلي فريدة‬

‫الملخص ‪:‬‬

‫في الظل التطور الذي يشهده العلم في عالم التكنولوجيا و االنترنت و االتصاالت و عالم الرقمية للبيانات و‬
‫الوثائق ‪ ،‬مما الزم الحكومات التماشي مع هذه االبتكارات و التغيرات الجديدة ‪،‬مما ادى الى ظهور مفهوم‬
‫الحوكمة االلكترونية التي تعمل على تحسين العالقة بين المواطن و الحكومة و ذلك في تقديم الخدمات‬
‫العمومية على احسن اوجه‪.‬‬

‫و من خالل هذه الورقة البحثية سنحاول تسليط الضوء على مفهوم الحوكمة االلكترونية و ابراز اهميتها‬
‫و متطلباتها و نماذج تطبيقيها و كيفية تاثيرها على الخدمة العمومية و جودتها‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬الحوكمة االلكترونية ‪،‬الخدمة العمومية ‪ ،‬جودة الخدمة العمومية‬

‫‪Résumé:‬‬

‫‪Dans l'ombre du développement de la science dans le monde de la technologie,‬‬


‫‪Internet, la communication et le numérique des données et des documents, ce‬‬
‫‪qui a obligé les gouvernements à faire face à ces innovations et à de nouveaux‬‬
‫‪changements, ce qui a conduit à l'émergence du concept de E-gouvernance‬‬
‫‪visant à améliorer les relations entre les citoyens et le gouvernement Fournir les‬‬
‫‪meilleurs services publics.‬‬

‫‪À travers ce document, nous tenterons de faire la lumière sur le concept de‬‬
‫‪gouvernance électronique et de souligner l’importance et les exigences et les‬‬
‫‪modèles d’application, ainsi que leur incidence sur le service public et la qualité‬‬

‫‪Mots clé : E-gouvernance, service public ; publique, la qualité du service public.‬‬


‫بناء إطار مفاهيمي للحوكمة اإللكترونية و متطلبات إرسائها على مستوى‬
‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بالجزائر‬
‫‪Building a conceptual framework for e-governance and the requirements for‬‬
‫‪establishing it at the level of small and medium enterprises in Algeria‬‬

‫أ‪ .‬زياني منيرة‬ ‫د‪ .‬بو زاهر نسرين‬


‫جامعة محمد خيضر ‪ /‬بسكرة‬ ‫جامعة محمد خيضر‪ /‬بسكرة‬
‫‪mounira.ziani@univ-biskra.dz‬‬ ‫‪nessrine.bouzahar@univ-biskra.dz‬‬

‫و‬ ‫محور‪ :‬مفهوم الحوكمة اإللكترونية للمؤسسات‬


‫متطلبات تطبيقها اإللكترونية‬

‫الملخص ‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى تبني إطار مفاهيمي للحوكمة اإللكترونية للمشروعات الصغيرة و المتوسطة‬
‫‪ ،‬و الوقوف على أهم متطلبات إرسائها الكترونيا على مستوى المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪ :‬و السعي‬
‫نحو تطبيق الحوكمة اإللكترونية على مستوى المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الحوكمة ‪ ،‬الحوكمة اإللكترونية ‪ ،‬المشروعات الصغيرة و المتوسطة‬

‫‪Summary‬‬
‫‪This study aims to adopt a conceptual framework for e-governance for small and medium‬‬
‫‪enterprises And to identify the most important requirements for the establishment of electronic at‬‬
‫‪the level of small and medium enterprises: and strive towards the application of e-governance at the‬‬
‫‪level of small and medium enterprises.‬‬

‫‪Keywords: Governance, e-Governance, SMEs‬‬

‫مقدمـــــــــة‬
‫تحتل المشروعات الصغيرة و المتوسطة مكانة مهمة في اقتصاديات الدول‪ ،‬باعتبارها السبيل األمثل‬
‫لتحقيق التنمية االقتصادية ‪ ،‬زيادة الناتج الداخلي و امتصاص البطالة ‪ ،‬وفي ظل المنافسة الحامية لالستحواذ على‬
‫السوق من خالل تدعيم منشات األعمال بالخطط واالستراتيجيات واألفكار التسويقية تم النظر إلى الحوكمة‬
‫االلكترونية كأحد األبعاد الهامة والمكتسبات اإلستراتجية في اإلدارة الحديثة ‪ ،‬و لهذا و تحقيقا ألهداف التنمية‬
‫االقتصادية في خضم التغيرات االقتصادية و االجتماعية المضطردة تهدف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬
‫تبني هذا النوع من أجل تحسين تنافسينها من خالل شفافية مركزها المالي و بالتالي غعطاء الصورة الصحيحة‬
‫للمتعاملين‪ ،‬ومن هذا األساس سنحاول من خالل هذه الورقة البحثية معالجة اإلشكالية التالية ‪:‬‬
‫‪/28‬أكتوبر ‪2019‬‬ ‫]يوم دراسي حول ‪ :‬تحديات تطبيق الحوكمة في ظل التجارة اإللكترونبة [‬

‫في‬ ‫ما هي متطلبات إرساء قواعد الحوكمة اإللكترونية على مستوى المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬
‫الجزائر ؟‬
‫ومن أجل اإلجابة على ذلك يمكن االستعانة بالتساؤالت الفرعية التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬ما هي خصائص المشروعات الصغيرة و المتوسطة ؟‬
‫‪ ‬ما هي الحوكمة اإللكترونية للمشروعات الصغيرة و المتوسطة ؟‬
‫‪ ‬ماهي متطلبات الحوكمة اإللكترونية على مستوى المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪.‬‬
‫فرضية الدراسة ‪:‬‬
‫و تأسيسا على ما سبق فإن هذا البحث يسعى إلى اختبار مدى صحة الفرض التالي ‪:‬‬
‫تلعب الحوكمة اإللكترونية دورا مهما و بارزا في زيادة نمو و استمرارية المشروعات الصغيرة و المتوسطة ‪.‬‬
‫أهداف الدراسة وأهميتها‬
‫تسعى هذه الورقة البحثية إلى تحقيق عدد من األهداف منها ‪:‬‬
‫‪ ‬تبني إطار مفاهيمي حول الحوكمة و الحوكمة اإللكترونية ‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد اإلمكانيات المتاحة لتطبيق الحوكمة اإللكترونية في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪.‬‬
‫‪ ‬السعي نحو تطبيق الحوكمة اإللكترونية على مستوى المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪.‬‬
‫أما عن أهمية الدراسة فتكمن في أهمية الحوكمة اإللكترونية من حيث حداثتها في اإلدارة المعاصرة‬
‫للمشروعات‪ ،‬حيث تشكل مدخل حقيقيي لنمو المؤسسات و استمراريتها و اكتسابها مركز تنافسي من خالل‬
‫المعرفة الحديثة و التكنولوجيا التي هي شريان منظمات األعمال الحديثة ‪.‬‬
‫و ما يدعم و يضاعف هذه األهمية قلة و ندرة الدراسات التي تربط بين متغيرات الدراسة الحوكمة‬
‫اإللكترونية و للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪.‬‬
‫منهج الدراسة‬
‫من أجل اختبار فرض البحث و تحقيق أهدافه فإن المنهج األكثر مالءمة هو " المنهج الوصفي التحليلي " من‬
‫أجل بسط المفاهيم األساسية و عرض مختلف المصطلحات المتعلقة بمتغيرات العمل ‪.‬‬
‫هيكل الدراسة‬
‫يتكون البحث من مقدمة و ثالثة محاور‪ ،‬المحور األول ‪ :‬ماهية الحوكمة و الحوكمة اإللكترونية ‪ ،‬المحور‬
‫الثاني ‪ :‬و تضمنت التطرق إلى كل من المشروعات الصغيرة و المتوسطة و الحوكمة اإللكترونية فيها المحور‬
‫الثالث ‪ :‬متطلبات إرساء الحوكمة اإللكترونية في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ثم خــــــاتمة تضمنت‬
‫النتائج و التوصيات‬

‫‪1‬‬ ‫جامعة محمد خيضر ‪ /‬بسكرة‬


‫‪/28‬أكتوبر ‪2019‬‬ ‫]يوم دراسي حول ‪ :‬تحديات تطبيق الحوكمة في ظل التجارة اإللكترونبة [‬

‫المحور االول ‪ :‬ماهية الحوكمة اإللكترونية‬


‫ظهرت الحاجة الى الحوكمة في العديد من االقتصاديات خالل العقود القليلة الماضية خاصة في اعقاب‬
‫االنهيارات االقتصادية واألزمات المالية التي شهدها عدد من دول العالم في عقد التسعينات من القرن الماضي‬
‫مما استدعى وضع قواعد للحوكمة لضبط عمل جميع اصحاب العالقة في الشركات ‪ ،‬كما تزايدت اهمية الحوكمة‬
‫نتيجة التجاه كثير من دول العالم الى التحول الى النظم االقتصادية الرأسمالية التي يعتمد فيها على الشركات‬
‫الخاصة لتحقيق معدالت مرتفعة ومتواصلة من النمو االقتصادي ‪ ،‬فتزايدت انتقاالت رؤوس االموال عبر الحدود‬
‫بشكل غير مسبوق ‪ ،‬فدفع اتساع حجم هذه الشركات وانفصال الملكية عن االدارة الى ضعف آليات الرقابة على‬
‫تصرفات المديرين و بالتالي وقوع كثير من الشركات في ازمات مالية‪.‬‬
‫لذلك يعتبر مفهوم الحوكمة مفهوما جديدا يغزو الخطاب االقتصادي وأصبح من أهم المعايير المعتمدة لتقييم‬
‫ومراقبة أداء الشركات وحتى األشخاص والحكومات ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬ماهية الحوكمة‬
‫‪ 1.1‬تعريف الحوكمة ‪:‬‬
‫تعددت التعاريف بتعدد الكتاب والمهتمين واختالف وجهات نظرهم و انتماءاتهم الفكرية و الجغرافية ‪،‬‬
‫كما أن قواعد هذا المصطلح ومعاييره مازالت في مرحلة المراجعة والتطوير المستمر ‪.‬‬
‫ولذلك فإن محاولة إعطاء تعريف دقيق وشامل يرفقة كثير من الحذر والتحدي وعدم اإلجماع‬
‫وسنحاول تعريفه انطالقا من الرؤى التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬شركة التمويل الدولية )‪International Finance Corporate (I.F.C‬‬
‫تعرف الحوكمة على أنها " مجموعة الهياكل والعمليات الالزمة لتوجيه وضبط المؤسسات وتحديد توزيع‬
‫الحقوق والواجبات بين المشاركين الرئيسين في المؤسسة بما فيهم من مساهمين وأعضاء مجلس اإلدارة وكذلك‬
‫تحديد القواعد واإلجراءات الخاصة باتخاذ القرارات بشأن أمور الشركة''‪( .‬حاكم و عبد المحسن‪ ،2013 ،‬صفحة ‪)25‬‬
‫‪ ‬منظمة التعاون االقتصادي و التنمية (‪)OECD‬‬
‫‪Organisation for Economic Cooperation and Development‬‬
‫تعرف الحوكمة بأنها '' نظام يتم بواسطته توجيه منظمات االعمال و الرقابة عليها ـ‪،‬حيث تقوم بتحديد‬
‫توزيع الحقول و المسؤوليات بين مختلف المشاركين في المصارف ‪ ،‬مثل مجلس اإلدارة و المساهمين و‬
‫أصحاب المصالح اآلخرين ‪ ،‬كما أنها تبين القواعد و اإلجراءات التخاذ القرارات بخصوص شؤون‬
‫المصرف ‪ ،‬و هي أيضا توفر الهيكل الذي يمكن من خالله وضع أهداف المصرف و وسائل بلوغ تلك‬
‫األهداف و رقابة األداء'' (حاكم و عبد المحسن‪ ،2013 ،‬صفحة ‪)16‬‬
‫‪ ‬كما عرفت أيضا ‪ '':‬النظام الذي يتم من خالله توجيه أعمال المؤسسة ومراقبتها على أعلى مستوى من‬
‫أجل تحقيق أهدافها والوفاء بالمعايير الالزمة للمسؤولية والنزاهة والشفافية''‪( .‬محمد‪ ،2015 ،‬صفحة ‪)365‬‬
‫و من هذا االستعراض العام نالحظ أن أغلب التعاريف تركز على تنظيم العالقة بين اإلدارة و أطراف‬
‫المصالح و تفعيل دورها و دور أنظمة الرقابة بما يسمح بالمحافظة على مصالح جميع األطراف ذات الصلة ‪،‬‬

‫‪2‬‬ ‫جامعة محمد خيضر ‪ /‬بسكرة‬


‫‪/28‬أكتوبر ‪2019‬‬ ‫]يوم دراسي حول ‪ :‬تحديات تطبيق الحوكمة في ظل التجارة اإللكترونبة [‬

‫إال أن تعريف منظمة التعاون االقتصادي و التنمية جاء جامعا ‪ ،‬شامال حيث جمع بين تحديد و توزيع الحقوق و‬
‫المسؤول يات باإلضافة الى تطرقه للرقابة على األداء ‪ ،‬هذا الجمع له من األهمية البالغة في تحقيق الحوكمة و‬
‫بلوغ األهداف اإلستراتيجية للمصرف‪.‬‬
‫ومن كل هنا يمكن أن نخلص إلى أن الحوكمة هي ‪'' :‬مجموعة من األدوات والوسائل التي تمكن من توزيع‬
‫الحقوق والواجبات بين إدارة المؤسسات و الوحدات االقتصادية والهيئات المتصلة بها و تفعيل جهاز الرقابة من‬
‫أجل تحقيق أهدافها وفاءا لمعايير المسؤولية والنزاهة الشقافية'' ‪.‬‬
‫‪ 2.1‬أهمية الحوكمة ‪:‬‬
‫ظهرت الحاجة إلى الحوكمة في العالم في أعقاب االنهيارات االقتصادية واألزمات المالية مما أدى إلى‬
‫تعرض كبريات الشركات إلى ضائقات مالية كبيرة و نتيجة تحول إلى النظم الرأسمالية وانفصال الملكية عن‬
‫اإلدارة والحاجة إلى تمويالت بأقل تكلفة من االستدانة وبالتالي تحرير األسواق المالية وتزايد انتقال رؤوس‬
‫األموال مما أدى إلى ضعف آليات الرقابة على تصرفات المديرين ووقوع الكثير من الشركات في أزمات مالية‬
‫‪ ،‬وعلى اعتبار أن الشركات المعاصرة تتميز بالفصل بين الملكية واإلدارة من ناحية والنفوذ الذي يتمتع به كبار‬
‫المساهمين على حساب صغارهم من ناحية أخرى تبرز أهمية الحوكمة لحماية صغار المساهمين من تسلط‬
‫كبارهم وتضبط عمل جميع األطراف المعنية من الشركة ‪.‬‬
‫وتزداد أهمية الحوكمة في جذب االستثمارات األجنبية المباشرة حيث تجعل المستثمر مطمئن على حصوله‬
‫على العائد المرجو من خالل شفافية المعلومة المقدمة م ن طرف الشركة وفي المقابل عدم االلتزام بالحوكمة‬
‫سيولد بيئ ة خصبة لنمو الفساد المالي والمحاسبي وبالتالي إلى نهب وسرقة لحقوق المالك واألطراف األخرى‬
‫بطريقة منظمة‪.‬‬
‫كما تمتد أهمية الحوكمة إلى القطاع العام والهيئات الحكومية حيث تمكن الدول من الحد من انتشار الفساد‬
‫في النواحي االقتصادية والخدمية ‪ ،‬أضف إلى ذلك أهميتها في الدول النامية التي تتسم بتفشي الفساد والمحسوبية‬
‫وندرة اإلطارات الوطنية المتعلمة ذات الخبرة ‪ ،‬وخاصة ضعف تطبيق الحوكمة وسوء استخدام حقوق‬
‫المساهمين ونهب األصول وانتهاك العقود بدون مسائلة ‪( .‬خولة فريز النوباني و عبد هللا‪ ،2016 ،‬صفحة ‪)16‬‬
‫‪ 3.1‬مبادئ و أهداف الحوكمة‬
‫‪ 1.3.1‬مبادئ الحوكمة ‪.‬‬
‫قامت العديد من الهيئات والمنظمات الدولية لوضع قواعد و مبادئ لحوكمة الشركات وكان أشهرها تلك‬
‫الصادرة عن منظمة التعاون االقتصادي والتنمية )‪ (OECDI‬وهي ‪( :‬محمد مصطفى سليمان‪ ،2006 ،‬صفحة ‪)46‬‬
‫‪ ‬ضمان وجود أساس إلطار فعال لحوكمة الشركات ‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان حقوق المساهمين ‪.‬‬
‫‪ ‬المعاملة المتساوية للمساهمين ‪.‬‬
‫‪ ‬دور أصحاب المصالح ‪.‬‬
‫‪ ‬اإلفصاح والشفافية ‪.‬‬
‫‪ ‬مسؤولية مجلس اإلدارة ‪.‬‬
‫‪ 2.3.1‬أهداف الحوكمة ‪:‬تهدف الحوكمة إلى تحقيق عدد من الفوائد منها ‪( :‬خضر‪ ،2012 ،‬الصفحات ‪)25-22‬‬
‫‪ ‬تشجيع المؤسسة على اإلستخدام االمثل لمواردها ‪.‬‬
‫‪ ‬تساعد على تشجيع اإلنتاجية و تحقيق النمو المستدام‪.‬‬
‫‪ ‬رفع قيمة أسهم الشركة و المحافظة على وثيرة نمو مستقرة ‪.‬‬
‫‪ ‬الحصول على حصص سوقية أكبر‪.‬‬
‫‪ ‬استقطاب اإلستثمارات الخارجية بسبب زيادة قيمة االسهم ‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫جامعة محمد خيضر ‪ /‬بسكرة‬
‫‪/28‬أكتوبر ‪2019‬‬ ‫]يوم دراسي حول ‪ :‬تحديات تطبيق الحوكمة في ظل التجارة اإللكترونبة [‬

‫‪ ‬استقرار أسواق رأس المال ‪.‬‬


‫ثانيا ‪ :‬ماهية الحوكمة اإللكترونية‬
‫‪ 1.2‬تعريف الحوكمة اإللكترونية‬
‫تؤثر العديد من األبعاد والعوامل على تعريف الحوكمة اإللكترونية ‪.‬ويقصد بكلمة أإللكترونية تلك الحوكمة‬
‫المعتمدة على التكنولوجيا‪ .‬والحوكمة اإللكترونية هي استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لتقديم الخدمات‬
‫الحكومية‪ ،‬وتبادل معلومات معامالت االتصاالت‪ ،‬وتكامل مختلف األنظمة والخدمات القائمة بذاتها‪.‬‬

‫‪ 2.2‬الفرق بين الحوكمة اإللكترونية والحكومة اإللكترونية‬


‫يتم التعامل مع كال المصطلحين على أنهما يحمالن نفس المعنى‪ ،‬على الرغم من وجود بعض االختالفات‬
‫بينهما‪" .‬فالحكومة اإللكترونية" هي استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في اإلدارات العامة‪ ،‬مع التغيير‬
‫التنظيمي وتعلم مهارات جديدة لتحسين أداء الخدمات العامة والعمليات الديمقراطية وتعزيز الدعم للجمهور"‪.‬‬
‫وتكمن المشكلة التي تواجه هذا التعريف كي يتطابق مع تعريف الحوكمة اإللكترونية أنه ال ينص على وجود‬
‫إدارة لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ .‬ففي حقيقة أألمر تتطلب إدارة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت على‬
‫األرجح زيادة كبيرة في التنظيم وقدرات صناعة ألسياسات مع كل الخبرة وعمليات تشكيل الرأي بين مختلف‬
‫أصحاب المصلحة االجتماعية المعنيين‪ .‬ولذلك فإن منظور الحوكمة اإللكترونية هو "استخدام التكنولوجيا التي‬
‫تساعد في الحكم ويلزم إدارتها‪(Rossel & Mattheas, 2007, pp. 399-407) .‬‬
‫‪ 3.2‬اهداف الحوكمة االلكترونية ‪ :‬للحوكمة االلكترونية اهداف عدة هي‪:‬‬
‫‪ ‬تحقيق االتصال الفعال والتقليل من التعقيدات االدارية‬
‫‪ ‬خلق بيئة عمل افضل أي باستخدام تقنيات المعلومات واالتصال في المؤسسات وتأسيس بنية تحتية‬
‫للحكومة االلكترونية تساعد على العمل بكل يسر وسهولة من خالل تحقيق االنسيابية والتفاعل‬
‫وتحسين واجهة التواصل بين الحكومة وجهات العمل االخرى‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق الشفافية والعدالة ومنح الحق في مساءلة ادارة المؤسسة للجهات المعنية‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق فرصة مراجعة االداء من خارج اعضاء االدارة التنفيذية تكون لها مهام واختصاصات‬
‫وصالحيات لتحقيق رقابة فعالة ومستقلة‪.‬‬
‫‪ 4.2‬فوائد الحوكمة االلكترونية ‪ :‬من أهم فوائد الحوكمة االلكترونية‬
‫‪ ‬توفير المال والوقت والجهد على جميع االطراف المتعاملة بالحوكمة االلكترونية‪.‬‬
‫‪ ‬تختصر الهرم االداري التسلسلي الطويل ‪ ،‬واإلسراع في تنفيذ االجراءات االدارية واختصارها‪.‬‬
‫‪ ‬تسهل عملية الرقابة واإلشراف على اداء الشركة عبر تحديد أطر الرقابة الداخلية وتشكيل اللجان‬
‫المتخصصة وتطبيق الشفافية واإلفصاح‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬أهمية الحوكمة اإللكترونية للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬


‫أوال ‪ :‬ماهية المشروعات الصغيرة و المتوسطة‬
‫‪ 1.1‬تعريف المشروعات الصغيرة و المتوسطة ‪:‬‬

‫‪4‬‬ ‫جامعة محمد خيضر ‪ /‬بسكرة‬


‫‪/28‬أكتوبر ‪2019‬‬ ‫]يوم دراسي حول ‪ :‬تحديات تطبيق الحوكمة في ظل التجارة اإللكترونبة [‬

‫ال يوجد تعريف محدد وشامل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ألن مفهومها يعتبر مفهوما نسبيا يختلف من‬
‫دولة إلى أخرى‪ ،‬كما أنه يعتمد على نمط ومرحلة التطور في الدولة و أهداف السياسات التي ترسمها‪ ،‬ومن بين‬
‫التعاريف المعتمدة في تحديد مفهوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪:‬‬
‫‪ ‬تعريف األمم المتحدة للتنمية الصناعية‪:‬هي تلك المشروعات التي يديرها مالك واحد‪ ،‬ويتكفل بكامل‬
‫المسؤولية بأبعادها طويلة األجل‪ ،‬كما يتراوح عدد العاملين فيها ما بين ‪ 50-10‬عامال‪( .‬عبد العزيز و سارة‪،‬‬
‫‪ ،2017‬صفحة ‪)02‬‬
‫‪ ‬تعريف المشرع الجزائري‪ :‬واجهت الجزائر إشكالية تحديد تعريف واضح للمؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬من‬
‫خالل إصدارها القانون ‪ 18-1‬المؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ 2001‬والمتضمن القانون التوجيهي لترقية المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬فحسب المادة ‪ 04‬من هذا القانون " تعرف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مهما كانت‬
‫طبيعتها القانونية بأنها كل مؤسسة إلنتاج السلع أو الخدمات التي ‪ - :‬تشغل من ‪ 01‬إلى ‪ 250‬عامل‪ - .‬رقم‬
‫أعمالها السنوي أقل من ‪ 02‬مليار دج أو إيراداتها السنوية أقل من ‪ 500‬مليون دج‪ -.‬تستوفي معايير االستقاللية‬
‫‪ 1/2‬خصائص المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬
‫تشكل المشروعات الصغيرة والمتوسطة أحد روافد التنمية االقتصادية واالجتماعية في اقتصاديات دول‬
‫العالم‪ ،‬وهي ال تقل أهمية عن المؤسسات الكبيرة لكونها تمثل الغالبية العظمى من المشاريع في الدول النامية‬
‫والدول المتقدمة‪ ،‬ويمكن أن نوجز خصائصها على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬سهولة التكوين‪ :‬إن منظمات األعمال الصغيرة يسهل إيجادها من الناحية القانونية والفعلية‪ ،‬حيث متطلبات‬
‫التكوين عادة ما تتسم بالبساطة والسهولة والوضوح والتحديد‪ ،‬فيكفي الحافز الفردي أو الجماعي وراء قيام‬
‫أعمال صغيرة تنطلق الحقا إلى شركات ومنظمات متوسطة الحجم ‪( .‬طاهر و منصور‪ ،2009 ،‬صفحة ‪)27‬‬
‫‪ ‬انخفاض رؤوس األموال‪ :‬تمتاز بانخفاض نسبي لرؤوس األموال وذلك سواء تعلق األمر بفترة اإلنشاء أو‬
‫أثناء التشغيل ونالحظ انخفاض رأس المال بالنسبة للعمل وهذا العتمادها في أغلب األحيان على اليد العاملة‬
‫مما يساعد على امتصاصها ‪( .‬جبار‪ ،2015 ،‬صفحة ‪)215‬‬
‫‪ ‬ارتفاع المخاطر في المشروعات الصغيرة والمتوسطة وقصر حياتها‪ :‬تتميز هذه المشروعات بمخاطر‬
‫مرتفعة نتيجة بعض الممارسات الخاطئة عن أصحابها وهذا راجع لغياب التجربة والخبرة أو التفاؤل مبالغ‬
‫فيه في بعض األحيان‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن العمل الصغير أكثر عرضة للفشل او التصفية وذلك بسبب‬
‫فقدان الزبائن أو نقص العمالة المهرة ‪ ....‬إلخ‪( .‬فارس‪ ،2018 ،‬صفحة ‪)34‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أهمية الحوكمة للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة (تقرارت‪ ،‬بن زعمة‪ ،‬و مرسلي‪)2019 ،‬‬
‫‪ ‬يمهد إرساء الشفافية و تكريس الضوابط المالية للحوكمة لنمو محتمل للمؤسسات الصغيرة و‬
‫المتوسطة و استمراريتها و تعزيز القدرة على جذب مستثمرين جدد بدال من اللجوء إلى البنوك و‬
‫القروض عالية المخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬تؤدي الممارسة السليمة للحوكمة إلى تحسين نظام الرقابة الداخلية ‪ ،‬مما يؤدي إلى دعم آلية الضبط‬
‫الداخلي التي تحد من الخسائر و االختالسات ‪.‬‬
‫‪ ‬تؤدي الحوكمة إلى تقليل النزاعات بين المساهمين الذين يشغلون مناصب إدارية ‪.‬‬
‫‪ ‬إن تأسيس إطار قوي لحوكمة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة يشمل مشاركة المجلس و الضوابط‬
‫الداخلية الفاعلة ‪ ،‬مما يساعدها على تقييم المخاطر بصورة أكثر فعالية‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫جامعة محمد خيضر ‪ /‬بسكرة‬


‫‪/28‬أكتوبر ‪2019‬‬ ‫]يوم دراسي حول ‪ :‬تحديات تطبيق الحوكمة في ظل التجارة اإللكترونبة [‬

‫المحور الثالث ‪ :‬متطلبات تطبيق الحوكمة اإللكترونية للمشروعات الصغيرة و المتوسطة‬


‫لوضع مفهوم الحوكمة اإللكترونية على أرض الواقع فالبد من وجود عدة متطلبات أساسيه تشكل نقطة‬
‫االرتكاز التي من خاللها يمكن االنطالق نحو التطبيق الشامل للحكومة االلكترونية وتتفاوت هذه المتطلبات‬
‫نظرا ً الختالف الدول والشعوب والمجتمعات عن بعضها ألبعض ‪ ،‬ونستعرض تلك المقومات من خالل ارتباطها‬
‫بأوضاع الدول النامية‬
‫أوالً ‪ :‬وجود الرؤية اإلستراتيجية‬
‫تعد الرؤية الواضحة أمرا ً ذو أهمية كبرى لمشروع الحكومة و الحوكمة االلكترونية وبناء على هذه الرؤية‬
‫سيتم تحديد الكيفية التي سيكون عليها هذا المشروع في فترة مستقبلية والوضعية المناسبة له من حيث الدور‬
‫واألهداف بما يضمن توضيح ماهية الدور الذي يراد لمشروع الحوكمة اإللكترونية أن يؤديه في حياة األفراد‬
‫والمجتمع والمنظمات والدولة ككل‬
‫ثانيا ً ‪ :‬تكوين البنية التحتية المعلوماتية‬
‫البنية التحتية هي المكونات المادية والبشرية التي يمكن من خاللها تنفيذ التطبيقات اإللكترونية التي تخدم‬
‫الحوكمة في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬وهي تتضمن عنصرين أساسيين وهما‬
‫‪ 1.2‬تجهيزات الحاسب اآللي ‪ :‬متمثلة في‬
‫‪ ‬المكونات المادية وتتمثل في أجهزة الحاسب اآللي ‪.‬‬
‫‪ ‬المكونات الفكرية وهي نظم برامج التشغيل ونظم برامج التطبيقات‪.‬‬
‫‪ ‬المكونات البشرية وتشمل العاملين في قسم الحاسب اآللي من مشغلين ومبرمجين ومحللي نظم‬
‫ومهندسين إلى غير ذلك من التخصصات الالزمة لعمل وحدات تقنيات المعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬مستلزمات البنية التحتية ألعمال الحاسب اآللي داخل مبنى المؤسسة مثل ‪ ،‬األجهزة المساندة‪،‬‬
‫الطاوالت الخاصة بالحاسب وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ 2.2‬أنظمة المعلومات‪ :‬وهي تطبيقات تقنية ألنظمة تقنية المعلومات(نظم المعلومات اإلدارية) وتشمل‪:‬‬
‫‪ ‬نظم تشغيل البيانات‪.‬‬
‫‪ ‬نظم إدارة قواعد البيانات‪.‬‬
‫‪ ‬نظام المعلومات اإلداري‪.‬‬
‫‪ ‬نظم دعم القرار‪.‬‬
‫‪ ‬الذكاء االصطناعي أو نظم الخبرة‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫جامعة محمد خيضر ‪ /‬بسكرة‬


‫‪/28‬أكتوبر ‪2019‬‬ ‫]يوم دراسي حول ‪ :‬تحديات تطبيق الحوكمة في ظل التجارة اإللكترونبة [‬

‫مع مالحظة أنه يمكن تحقيق النظام المعلوماتي اإللكتروني دون وجود كل هذه المكونات بشكل مستقل‪ ،‬وذلك‬
‫بوجود نظام معلوماتي إلكتروني منفرد ولكنه يتميز بشموله لكل تطبيقات األنظمة السابقة وبالتالي يحقق أهدافها‪.‬‬
‫وال تكتمل البنية التقنية إال بتوفير الروابط االلكترونية من خالل أجهزة االتصاالت و شبكات الربط اإللكتروني‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬تهيئة األنظمة والتشريعات‪.‬‬
‫إن تحقيق اإلصالح ألتشريعي مقوم أساسي وهام لمشروع الحوكمة االلكترونية بغرض تحقيق عدة أهداف منها‪:‬‬
‫‪ ‬إعطاء المشروعية لألعمال اإللكترونية الخاصة بالحكومة اإللكترونية‪ ،‬بتحديد المباح‪ ،‬والمحرم منها‪،‬‬
‫والعقوبات المفروضة‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق مبدأ الشفافية‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق األمن ألوثائقي وخصوصية وسرية المعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬إعطاء مشروعية الستعمال الوثائق االلكترونية كإثبات الشخصية الكترونيا واستخدام التوقيع‬
‫اإللكتروني‪ ...‬إلخ‬
‫‪ ‬تسهيل المعامالت المالية االلكترونية وعمليات البيع والشراء والبريد اإللكتروني‪..‬‬
‫خامسا ً ‪ :‬تحقيق األمن والموثوقية المعلوماتية‪.‬‬
‫حيث يعتبر ضعف األمن في مجال العمل إلكترونيا ً ضعفا ً للثقة‪ ،‬مما يتطلب توفيرها ضمن األنظمة‬
‫اإللكترونية ومستخدميها والبيئة الحاضنة أيضا ً‪.‬‬

‫الخاتمــــــــــــــــــــــــــة‬
‫إن نجاح الحوكمة اإللكترونية على مستوى المؤسسات الصغيرة و المتوسطة يتوقف على اإلرادة السياسية‬
‫من خالل تفعيل الثقافة المعلوماتية و تكوين مجتمع المعلوماتية ‪ ،‬ألن ضعف و هشاشة اإلطار القانوني و‬
‫التنظيمي يشجع على عدم استقاللية و كفاءة األجهزة و اإلدارات على مستوى المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬
‫‪ ،‬و فساد أنظمتها و هو ما يحول دون تحقيق أهدافها ‪ ،‬و من جهة أخرى ال يمكن تكريس و تحقيق الحوكمة‬
‫اإللكترونية إال من خالل ثقافة مجتمعية معلوماتية و االستعداد الثقافي و المعرفي لمثل هذه النقلة التكنولوجية في‬
‫التسيير و الحكم ‪ ،‬كما يتطلب رؤى استراتيجية واضحة تعكس الفكر االستراتيجي للمؤسسات و االستعداد المادي‬
‫و الهيكلي لتلك النقلة النوعية التكنولوجية‬
‫و الجزائر على غرار الدول النامية ما زالت تعاني من ضعف البنية التحتية لنظم المعلومات و التطبيق الجيد‬
‫لتكنولوجيا المعلومات و االتصال و بالتالي فإن الحوكمة اإللكترونية على مستوى المؤسسات الصغيرة و‬
‫المتوسطة ال تزال بعيدة عن االهداف اإلستراتيجية في هذا المجال ‪.‬‬
‫و لذلك نختم عذه الورقة البحثية بالتوصيات التالية ‪:‬‬
‫‪7‬‬ ‫جامعة محمد خيضر ‪ /‬بسكرة‬
‫‪/28‬أكتوبر ‪2019‬‬ ‫]يوم دراسي حول ‪ :‬تحديات تطبيق الحوكمة في ظل التجارة اإللكترونبة [‬

‫ال بد من اصدار ترسانة تشريعية خاصة بالتعامالت اإللكترونية من أجل معرفة حقوق و واجبات‬ ‫‪‬‬
‫األطراف المعنية‬
‫توفر الوعي القانوني بالتشريعات الموجودة التي تخص التعامالت اإللكترونية للجميع من خالل‬ ‫‪‬‬
‫جعلها في متناول أيدي الجميع و يفصل عرضها على المواقع و البوابات اإللكترونية ‪.‬‬
‫استخدام طرق التشفير الحديثة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إعداد برامج إعالمية و إعالنية لتوضيح أهمية الحوكمة اإللكترونية على مستوى المؤسسات‬ ‫‪‬‬
‫الصغيرة و المتوسطة‬
‫إعداد الكوادر البشرية التي يخول لهم القيام بهذه العملية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إدراج مفاهيم الحوكمة اإللكترونية ضمن أهداف مراكز التسهيل و و الدعم للمؤسسات الصغيرة و‬ ‫‪‬‬
‫المتوسطة من أجل نفاذها للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪.‬‬

‫قائمة المراجع العربية‬


‫أحمد علي خضر‪ .)2012( .‬اإلفصاح و الشفافية كأحد مبادئ الحوكمة في قانون الشركات‪ .‬دار الفكر الجامعي اإلسكندرية‪.‬‬
‫حلمي الجيالني محمد‪ .)2015( .‬الحوكمة في الشركات‪ .‬دار اإلعصار العلمي للنشر و التوزيع ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫شريف غياط‪ ،‬و محمد بو قمقم‪ .)2008( .‬التجربة الجزائرية في تطوير ترقية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و دورها في‬
‫التنمية‪ .‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية و القانونية ‪ ،‬صفحة المجلد ‪ 24‬العدد ‪.1‬‬
‫طارق فارس‪ .)2018( .‬دور و مكانة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و سبل ترقية قدراتها التنافسية ( دراسة حالة الجزائر )‪.‬‬
‫أطروحة دكتوراه ‪ ،‬صفحة جامعة فرحات عباس ‪ /‬سطيف‪.‬‬
‫فريز النوباني خولة فريز النوباني‪ ،‬و صديقي عبد هللا‪ .)2016( .‬حوكمة المؤسسات المالية اإلسالمية‪ .‬كرسي سابك لدراسات‬
‫األسواق المالية‪.‬‬
‫قتال عبد العزيز‪ ،‬و عزايزية سارة‪ 7( .‬ديسمبر‪ .)2017 ,‬المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر ‪ ،‬واقع و تحديات‪ .‬الملتقى‬
‫الوطني حول استدامة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪ ،‬صفحة جامعة الشهيد حمة لخضر ‪/‬الوادي‪.‬‬
‫محسن الربيعي حاكم‪ ،‬و راضي محمد عبد المحسن‪ .)2013( .‬حوكمة البنوك و اثرها في األداء و المخاطرة ‪ . ،‬دار البازردي‬
‫للنشر و التوزيع ‪ /‬عمان‪.‬‬
‫محسن طاهر‪ ،‬و الغالي منصور‪ .)2009( .‬منظمات األعمال المتوسطة و الصغيرة‪ .‬جامعة األردن ‪ ،‬صفحة طبعة ‪.1‬‬
‫مصطفى سليمان محمد مصطفى سليمان‪ .)2006( .‬حوكمة الشركات و معالجة الفساد المالي و اإلداري‪ .‬الدار الجامعية للنشر‪.‬‬
‫نبيل الجواد‪ .)2007( .‬إدارة و تنمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪ .‬طبعة ‪ 1‬المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع‪.‬‬
‫يزيد تقرارت‪ ،‬سليمة بن زعمة‪ ،‬و حليمة مرسلي‪ .)2019( .‬دور آليات حوكمة الشركات في تحسين أداء المؤسسات الصغيرة و‬
‫المتوسطة‪ .‬الصفحات ‪.dspace.univ-biskra.dz‬‬

‫المراجع األجنبية‬
‫‪Rossel, P., & Mattheas, F. (2007). Conceptualizing E-Governance Management.‬‬

‫‪S, K. H., & Donald, H. (s.d.). E-commerces Impact on The Travel Agency Industry.‬‬

‫‪8‬‬ ‫جامعة محمد خيضر ‪ /‬بسكرة‬


‫جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫مخبر مالية بنوك وإدارة أعمال‬
‫فرقة البحث الحوكمة في الجزائر بين الواقع والطموح للحد من الفساد‬

‫ورقة بحث مقدمة إلى اليوم الدراسي حول‪:‬‬


‫تحديات تطبيق الحوكمة في ظل التجارة اإللكترونية‬
‫يوم ‪ 28‬أكتوبر‪2019‬‬
‫بعنوان‪:‬‬
‫الحوكمة اإللكترونية والحكومة اإللكترونية‬
‫– مقاربة مفاهمية‪-‬‬

‫إعداد‪:‬‬
‫الدكتوره‪ :‬معارفي فريدة‬
‫أستاذ محاضر‪ -‬أ‬
‫جامعة بسكرة‬

‫ملخص‪:‬‬
‫في عصر العولمة أضحى استخدام تكنولوجيا المعلومات واإلنترنت من ضروريات الحياة الملحة قصد‬
‫مواكب ة التطور الحاصل من جهة‪ ،‬وقصد تحسين األداء اإلداري وشفافية المعلومات للمواطنين‪ ،‬وكذلك ألجل‬
‫مكافحة كل أشكال الفساد اإلداري والمالي‪.‬‬
‫ضمن هذا السياق نهدف من خالل هذه الورقة البحثية إلى توضيح مفهوم الحوكمة اإللكترونية باعتبارها القاعدة‬
‫األساسية الستخدام تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬ثم توضيح مفهوم الحكومة اإللكترونية التي تسعى إليها غالبية الدول‬
‫تحت مسعى رقمنة اإلقتصاد‪.‬‬
‫من خالل المقاربة المفاهمية بين اإلصطالحين توصلنا إلى الفرق بينهما يكمن من حيث كون الحوكمة‬
‫اإللكترونية هي إستخدام القطاع العام لتكنولوجيا اإلعالم واإلتصال بهدف تحسين المعلومات‪ ،‬وتقديم الخدمات‪،‬‬
‫وتشجيع المواطنين على المشاركة في صنع القرار‪ ،‬وجعل الحكومة أكثر خضوعا للمساءلة والشفافية والفعالية‪،‬‬
‫أما الحكومة اإللكترونية هو بناء مجتمع المعلومات وتكنولوجيا اإلتصاالت لتحقيق التنمية‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫الكلمات المفتاح‪ :‬الحوكمة اإللكترونية‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تقوم الحوكمة اإللكترونية على عالقات تنظيمية في المؤسسة تهدف إلى توفير المعلومات بشكل سريع‬
‫ومتناسق وقائم على الشفافية ووصولها إلى جميع المسؤولين ما يسمح بحسن إتخاذ القرارات وتحسين األداء‪.‬‬
‫وتمثل الحكومة اإللكترونية مطلبا هاما في عصر الثورة المعلوماتية‪ ،‬تنتهجه الحكومة ضمن برامج‬
‫اإلصالح اإلداري لما له من دور كبير في تحسين الخدمات الحكومية وتطوير األداء الحكومي‪ ،‬وتحقيق‬
‫المشاركة والشفافية‪ ،‬ونمو األعمال التجارية من خالل ربط المواطنين والمؤسسات الحكومية ومؤسسات األعمال‬
‫ومؤسسات المجتمع المدني وغيره بنمط إلكتروني موحد‪.‬‬
‫إشكالية البحث‪ :‬تتمحور إشكالية هذه الورقة البحثية في التساؤل التالي‪:‬‬
‫ماهو الفرق بين الحوكمة اإللكترونية ؟ والحكومة اإللكترونية ؟‬
‫ويندرج تحت هذا السؤال التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما مفهوم الحوكمة ؟ والحوكمة اإللكترونية ؟‬
‫‪ -‬ماهي فوائد الحوكمة اإللكترونية ؟‬
‫‪ -‬ماهي أهداف الحكومة اإللكترونية ؟‬
‫‪ -‬فيما تتمثل أبعاد الحوكمة اإللكترونية ؟‬
‫هيكل البحث‪ :‬ألجل اإلجابة على إشكالية البحث والتساؤالت الفرعية تم تقسيمها إلى جزئين كمايلي‬
‫أوال‪ :‬الحوكمة اإللكترونية‬
‫مفهوم الحوكمة‬
‫مفهوم الحوكمة اإللكترونية‬
‫أبعاد الحوكمة اإللكترونية‬
‫أهداف الحوكمة اإللكترونية‬
‫فوائد الحوكمة اإللكترونية‬
‫ثانيا‪ :‬الحكومة اإللكترونية‬
‫مفهوم الحـكومة اإللكترونية‬
‫‪1‬‬
‫الفرق بين الحوكمة اإللكترونية والحكومة اإللكترونية‬
‫أهمية الحوكمة للحكومة االلكترونية‬
‫أهداف الحكومة اإللكترونية‬
‫أبعاد الحكومة اإللكترونية‬

‫أوال‪ :‬الحوكمة اإللكترونية‬


‫‪ .1‬مفهوم الحوكمة‪:‬‬
‫قبل التطرق لمفهوم الحوكمة اإللكترونية‪ ،‬يتعين أوال تقديم تعريف للحوكمة‪ ،‬حيث تعرفها مؤسسة التمويل‬
‫الدولية (‪ )ifc‬بأنها "النظام الذي يتم من خالله إدارة الشركات والتحكم في أعمالها"؛‬
‫كما تعرفها منظمة التعاون االقتصادي والتنمية (‪ )OECD‬بأنها "مجموعة من العالقات التي تربط بين‬
‫القائمين على إدارة الشركة ومجلس اإلدارة وحملة األسهم وغيرهم من أصحاب المصالح"؛‬
‫وفي تعريف آخر للحوكمة من حيث آلية عمل الشركة والتعامل مع العاملين فيها من عمالء الشركة‬
‫والمساهمين والموظفين (بما فيهم اإلدارة التنفيذية‪ ،‬وأعضاء مجلس اإلدارة )‪ ،‬وكذلك بآلية تعامل الشركة مع‬
‫المجتمع ككل؛‬
‫وتعرفها منظمة األمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة على أنها "ممارسة السلطة السياسية واإلقتصادية‬
‫واإلدارية في إطار شؤون بلد ما‪ ،‬وتشمل تعبير المواطنين عن مصالحهم وحصولهم على حقوقهم وممارسة‬
‫واجباتهم‪ ،‬وتنظر إليها لجنة الحكم المحلي على أنها تعبر على مجموعة الطرق واألساليب المشتركة بين الدولة‬
‫والمواطنين والخواص من أجل تسيير شؤونهم المشتركة بطريقة مستمرة على أساس التعاون والتوفيق‬
‫‪1‬‬
‫بين المصالح لتحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫بشكل عام تعني الحوكمة وجود نظم تحكم العالقات بين األطرف األساسية في الشركة من أعضاء مجلس‬
‫اإلدارة‪ ،‬واإلدارة التنفيذية‪ ،‬والمساهمين‪...‬الخ‪ ،‬بهدف تحقيق الشفافية والعدالة ومكافحة الفساد ومنح حق مساءلة‬
‫إدارة الشركة لحماية المساهمين‪ ،‬والتأكد من أن الشركة تعمل على تحقيق أهدافها واستراتيجياتها‪.‬‬
‫‪ .2‬مفهوم الحوكمة اإللكترونية‪:‬‬
‫دعت الحاجة إلى تطبيق الحوكمة منذ عقد التسعينات من القرن العشرين على أعقاب االنهيارات‬
‫االقتصادية واألزمات المالية التي شهدتها عدد من دول شرقي أسيا وأمريكا الالتينية وروسيا‪ ،‬وكذلك ما شهده‬
‫االقتصاد العالمي في اآلونة األخيرة من أزمة مالية وخاصة في الواليات المتحدة األمريكية وأوربا‪ ،‬كانت أولى‬
‫األزمات تلك التي عصفت بدول جنوب شرقي أسيا ومنها ماليزيا وكوريا واليابان عام‪ 1997‬حيث تعرض العديد‬
‫من الشركات العمالقة لضائقات مالية كادت أن تطيح بها مما استدعى لوضع قواعد للحوكمة لضبط عمل جميع‬
‫أصحاب العالقة في الشركة‪ ،‬ومن ثم تزايدت أهمية الحوكمة نتيجة التجاه كثير من دول العالم للتحول إلى النظم‬
‫االقتصادية الرأسمالية التي يع تمد فيها بدرجة كبيرة على الشركات الخاصة لتحقيق معدالت مرتفعة ومتواصلة‬
‫من النمو االقتصادي‪ ،‬فاتجهت إلى أسواق المال وساعد على ذلك ما شهده العالم من تحرير لألسواق المالية‬
‫فتزايدت انتقاالت رؤوس األموال عبر الحدود بشكل غير مسبوق ودفع اتساع حجم الشركات وانفصال الملكية‬
‫عن اإلدارة إلى ضعف آليات الرقابة على تصرفات المديرين والى وقوع كثير من الشركات في أزمات مالية‪.‬‬
‫و بعد الفضائح التي طالت كبريات الشركات العالمية والتي أدت إلى خسائر مالية جسيمة كإنهيار "شركة‬
‫إنرون األمريكية" نتيجة تساهل المدققين الخارجيين مع مجلس اإلدارة وعدم دقة التقارير المالية الصادرة عن‬
‫الشركة ‪ ،‬ف ظهرت الحاجة إلى تشكيل أطر إجرائية لتمكين المدراء من اتخاذ القرارات بطريقة صائبة بحيث‬
‫تصب نتائج قراراتهم مباشرة في خدمة مهمة المؤسسة وإستراتيجيتها‪.‬‬
‫فإذا كانت الحوكمة هي ممارسة السلطة السياسية واالقتصادية واإلدارية في شؤون بلد معين‪ ،‬وتعبر عن‬
‫مصالح المواطنين‪ ،‬وحصولهم على حقوقهم‪ ،‬وممارسة واجباتهم ومسؤولياتهم‪ ،‬فالحوكمة اإللكترونية هي األداة‬

‫‪2‬‬
‫المستخدمة لتفعيل وتنفيذ تلك الممارسات عن طريق أدوات التكنولوجيا والمعلومات واإلتصاالت‪ ،‬مما يسمح‬
‫بفعالية أداء الحكومة بسرعة و شفافية‪ ،‬وإتاحة المعلومات للمواطنين والمؤسسات بأقل وقت وأقل تكاليف ممكنة‪.‬‬
‫وفي تعريف الحوكمة اإللكترونية‪ ،‬المقصود بـ"اإللكترونية" هي تلك الحوكمة المعتمدة على التكنولوجيا‪،‬‬
‫والحوكمة اإللكترونية هي استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت(‪ )ICT‬لتقديم الخدمات الحكومية‪ ،‬وتبادل‬
‫معلومات و معامالت االتصاالت‪ ،‬وتكامل مختلف األنظمة والخدمات القائمة بذاتها بين الحكومة‬
‫والمواطن(‪ ،)G2C‬وبين الحكومة والشركات(‪ ،)G2B‬وبين الحكومات وبعضها البعض(‪ ،)G2G‬وكذلك عمليات‬
‫األقسام اإلدارية والتفاعالت داخل إطار عمل الحكومة بأكمله‪.‬‬
‫ف من خالل الحوكمة اإللكترونية يتم تقديم الخدمات الحكومية المتاحة للمواطنين بطريقة مريحة وتتسم‬
‫بالفعالية والشفافية‪ ،‬وبوجه عام يوجد أربعة نماذج أساسية متاحة في الحكومة اإللكترونية وهي‪:‬‬
‫من الحكومة إلى العمالء(المواطنين)‪ ،‬ومن الحكومة إلى الموظفين‪ ،‬ومن الحكومة إلى الحكومة‪ ،‬ومن الحكومة‬
‫إلى رجال األعمال‪.‬‬
‫وتعتبر بذلك الحوكمة اإللكترونية هي مرحلة متقدمة من مراحل تطبيق الحكومة اإللكترونية والتي تقوم‬
‫على تهيئة لجميع المستويات السياسية‪ ،‬واإلقتصادية‪ ،‬والفنية‪ ،‬واإلجتماعية‪.‬‬
‫وعليه تعرف الحوكمة اإللكترونية على أنها مجموعة العالقات التنظيمية في المؤسسة وقوانين التدقيق‬
‫والمحاسبة باالضافة إلى ضرورة توفير منظومة متكاملة من معايير قياس االداء‪ .‬وتسعى المؤسسات من خالل‬
‫حوكمة عملياتها الداخلية والخارجية إلى توفير التجانس بين مختلف وحداتها االدارية بحيث تكون أعمال تلك‬
‫الوحدات مكملة لبعضها البعض‪.‬‬

‫‪ .3‬أبعاد الحوكمة اإللكترونية‪:‬‬


‫تقوم الحوكمة على ثالث أبعاد أساسية نذكرها في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ .1.3‬البعد السياسي‪ :‬ويتمثل في شرعية السلطات الحاكمة وهو ما من شأنه تحقيق االستقرار السياسي الذي‬
‫يهيئ البيئة المالئمة لمشاريع تعود بالفائدة على المجتمع‪ ،‬ومواجهة رهانات المرحلة المقبلة وعصرنة‬
‫‪2‬‬
‫اإلقتصاد‪.‬‬
‫‪ .2.3‬البعد االقتصادي واإلجتماعي‪ :‬وذلك من خالل رؤية تقويمية جديدة لإلدارة العامة في طرح الخدمة‬
‫العمومية بشكل يدعم مبادئ السعي للوصول للحكومة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ .3.3‬البعد اإلداري‪ :‬يمثل أحد األبعاد الجوهرية في فلسفة الحكم الراشد (الحوكمة)‪ ،‬فيتطلب اإلصالح اإلداري‬
‫االستقاللية سياسيا وماديا عن الدولة‪.‬‬
‫‪ .4‬أهداف الحوكمة اإللكترونية‪:‬‬
‫للحوكمة االلكترونية عدة أهداف نأتي لذكرها كمايلي‪:‬‬
‫‪ -‬تقديم الخدمات للمواطنين المحليين وحصولهم على الخدمة السريعة بغير تكلفة‪ ،‬وتمكينهم من الممارسة‬
‫الديمقراطية ومشاركتهم في جميع القضايا‪ ،‬كما تعمل على زيادة كفاءة الوحدات المحلية مما يترتب عليها‬
‫اختصار الوقت النجاز المعامالت؛‬
‫‪ -‬تحقيق االتصال الفعال والتقليل من التعقيدات اإلدارية؛‬
‫‪ -‬خلق بيئة عمل مالئمة باستخدام تقنيات المعلومات واالتصال في المؤسسات‪ ،‬وتأسيس بنية تحتية للحكومة‬
‫االلكترونية تساعدها على العمل بسهولة من خالل تحقيق االنسيابية والتفاعل وتحسين واجهة التواصل بين‬
‫الحكومة وجهات العمل األخرى؛‬
‫‪ -‬تحقيق الشفافية والعدالة ومنح الحق في مساءلة إدارة المؤسسة للجهات المعنية؛‬
‫‪ -‬تفعيل دور المجتمع المدني في الشؤون العامة من خالل رفع مستوى العالقة بين المواطن والدولة؛‬
‫‪ -‬تقليص الهوة الرقمية من خارج المجتمع؛‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬التمكن من مراجعة األداء من خارج أعضاء اإلدارة التنفيذية تكون لها مهام واختصاصات وصالحيات‬
‫لتحقيق رقابة فعالة ومستقلة‪.‬‬
‫‪ .5‬فوائد الحوكمة اإللكترونية‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫للحوكمة اإللكترونية عدد من الفوائد االقتصادية واإلدارية واإلجتماعية‪:‬‬
‫‪ .1.5‬الفوائد االقتصادية‪ :‬وتتمثل في‬
‫‪ -‬توفير المال والوقت والجهد على جميع األطراف المتعاملة بالحوكمة االلكترونية؛‬
‫‪ -‬مفهوم اقتصادي (ذهاب السلعة أو الخدمة إلى العميل وليس العكس)؛‬
‫‪ -‬توحيد الجهود بدالً من تشتيت الجهود وازدواجية بعض اإلجراءات في الحكومة التقليدية يتم جمع الجهود‬
‫وتوحيدها في بوابة الكترونية واحدة؛‬
‫‪ -‬فتح قنوات استثمارية جديدة من خالل التكامل بين الحكومة االلكترونية والتجارة االلكترونية وذلك عن‬
‫طريق استخدام التطبيقات والتقنيات والتبادل الداخلي للبيانات نفسها‪.‬‬
‫‪ .2.5‬الفوائد اإلدارية‪:‬‬
‫‪ -‬تنظيم العمليات اإلنتاجية وتحسين األداء الوظيفي‪ ،‬والعمل بروح الفريق الواحد؛‬
‫‪ -‬القضاء على البيروقراطية والروتين الذي يوجد في الحكومة التقليدية؛‬
‫‪ -‬إختصار الهرم اإلداري التسلسلي الطويل‪ ،‬واإلسراع في تنفيذ اإلجراءات اإلدارية؛‬
‫‪ -‬تسهل عملية الرقابة واإلشراف على أداء الشركة عبر تحديد أطر الرقابة الداخلية وتشكيل اللجان‬
‫المتخصصة وتطبيق الشفافية واإلفصاح‪.‬‬
‫‪ .3.5‬الفوائد االجتماعية‪:‬‬
‫‪ -‬تحفيز المواطنين الستخدام الحوكمة االلكترونية‪ ،‬وبالتالي إيجاد مجتمع معلوماتي قادر على التعامل مع‬
‫المعطيات التقنية ومواكبة عصر المعلومات؛‬
‫‪ -‬تسهيل وسرعة التواصل االجتماعي من خالل التطبيقات االلكترونية كالبريد االلكتروني وغيره؛‬
‫‪ -‬تفعيل األنشطة االجتماعية المختلفة عن طريق استخدام التطبيقات االلكترونية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحـكومة اإللكترونية‬


‫‪ .1‬مفهوم الحـكومة اإللكترونية‪:‬‬
‫تُس ّمى الحكومة اإللكترونية أيضا ً بالحوكمة اإللكترونيّة‪ ،‬وهي تطبيق تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬واالتصاالت‬
‫على الوظائف واإلجراءات الحكومية بهدف زيادة الكفاءة والشفافيّة‪ ،‬وتعزيز ُمشاركة المواطنين‪ ،‬ويوضّح هذا‬
‫التعريف كيفيّة استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت كأداة دعم في تطوير الحكم الرشيد‪ ،‬حيث يُتيح‬
‫التطبيق ال ُمالئم للحكومة اإللكترونيّة زيادة مستويات الفعاليّة والكفاءة في إنجاز المهام الحكوميّة‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫تحسين وتسريع العمليات واإلجراءات وزيادة جودة الخدمات العا ّمة‪ ،‬كما يُؤدي إلى تطوير عمليات صنع القرار‪،‬‬
‫وإتاحة فرص التواصل بسالسة بين المكاتب الحكوميّة ال ُمختلفة‪.‬‬

‫‪ .2‬الفرق بين الحوكمة اإللكترونية والحكومة اإللكترونية‪:‬‬


‫يتم التعامل مع كال المصطلحين على أنهما يحمالن نفس المعنى‪ ،‬على الرغم من وجود بعض االختالفات‬
‫بينهما‪" .‬فالحكومة اإللكترونية" هي استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في اإلدارات العامة‪ ،‬مع التغيير‬
‫التنظيمي وتعلم مهارات جديدة لتحسين أداء الخدمات العامة والعمليات الديمقراطية وتعزيز الدعم للجمهور‪.‬‬
‫وتكمن المشكلة التي تواجه هذا التعريف كي يتطابق مع تعريف الحوكمة اإللكترونية أنه ال ينص على وجود‬
‫إدارة لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬ألن إدارة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت تتطلب تنظيم وقدرات‬
‫‪4‬‬
‫وسياسات‪ ،‬وخبرة ومن منظور الحوكمة اإللكترونية هو "استخدام التكنولوجيا التي تساعد في الحكم ويلزم‬
‫إدارتها‪.‬‬
‫أما الحوكمة اإللكترونية هي المستقبل حيث تسعى العديد من البلدان جاهدة نحو تشكيل حكومة خالية من‬
‫الفساد‪ ،‬والحكومة اإللكترونية هي بروتوكول اتصال أحادي االتجاه في حين أن الحوكمة اإللكترونية هي‬
‫بروتوكول اتصال ثنائي االتجاهات‪ ،‬ويتمثل جوهر الحوكمة اإللكترونية في الوصول إلى المستفيدين والتأكد من‬
‫أن الخدمات المخصصة للوصول إلى الفرد المطلوب قد تم الوفاء بها‪ ،‬لذلك يتطلب وجود نظام استجابة تلقائي‬
‫لدعم جوهر الحوكمة اإللكترونية‪ ،‬حيث تدرك الحكومة من خالله مدى فعالية إدارتها‪.‬‬
‫ويعتبر تحديد هوية المستفيد النهائي تحديًا حقيقيًا في جميع الخدمات التي تركز على المواطن ويرجع ذلك إلى أن‬
‫دائما الحقائق‪ ،‬ومن ث ّم فإن أفضل أشكال‬
‫المعلومات اإلحصائية التي تنشرها الحكومات والهيئات العالمية ال تنشر ً‬
‫الحوكمة اإللكترونية هو ما يقلل عدد المستويات غير المرغوب تدخلها عند تقديم الخدمات الحكومية‪ .‬ويعتمد ذلك‬
‫على إعداد هياكل أساسية جيدة مع دعم التنسيقات المحلية والقيم الثابتة للحكومات لتصل إلى مواطنيها أو‬
‫المستفيدين النهائيين‪ ،‬ويمكن التوصل إلى ميزانية التخطيط والتطوير والنمو من خالل االستخدام الجيد لنظام‬
‫الحوكمة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ .3‬أهمية الحوكمة للحكومة االلكترونية‪:‬‬
‫تعتبر الحكومة االلكترونية أرضا ً خصبة لزراعة مبادئ الحوكمة االلكترونية نظرا ً لتعدد الخدمات‬
‫االلكترونية التي تقدمها الحكومة من جهة‪ ،‬ولتنوع وتشتت الدوائر الحكومية التي تقدم تلك الخدمات من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬من هنا تبرز أهمية الحوكمة في الحكومة االلكترونية من خالل‪:4‬‬
‫‪ -‬وجود أطر وقوانين تحكم تصميم وإطالق الخدمات االلكترونية؛‬
‫‪ -‬إلتزام اإلدارات والوزارات بالمخطط التوجيهي العام الصادر عن السلطة المنوطة بإدارة الحكومة‬
‫االلكترونية؛‬
‫‪ -‬المعايير والمقاييس التي يجب أن تعتمدها الدوائر الحكومية في حال قررت بناء أنظمة إلكترو‪-‬حكومية‬
‫‪ -‬جودة الخدمة و قياس كيفية استخدامها من قبل الجمهور المستهدف؛‬
‫‪ -‬األدوار التنظيمية والمسؤوليات في إطار إطالق مشاريع الحكومة االلكترونية‪.‬‬
‫وعليه فالتحدي األصعب بالنسبة للحكومة في عملية حوكمة مكونات الحكومة االلكترونية هو الجزء المتعلق‬
‫بالخدمات اإللكترونية نظرا ً لكثرة التقنيات ووسائل التطوير من جهة‪ ،‬ولتنوع الخدمات االلكترونية من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬ويهتم هذا المستوى من الحوكمة بإجراءات ومسؤوليات تصميم وتطوير وإطالق الخدمات االلكترونية‬
‫والتأكد من مطابقتها للمعايير الحكومية المحددة سابقا ً‪ ،‬وهو ما يطرح التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬كيف يتم تصنيف الخدمات االلكترونية على المستويات التقنية والوظيفية؟‬
‫‪ -‬ماهي مستويات كثافة الخدمة التقنية المسموح بها؟‬
‫‪ -‬ما هي التكنولوجيا المسموح بها من أجل تطوير خدمات الحكومة االلكترونية؟‬
‫‪ -‬هل يوجد متطلبات معينة لحماية الخدمة وتشفير معلوماتها؟‬
‫‪ -‬هل يوجد دليل إلكتروني بالخدمات الحكومية؟‬
‫‪ -‬ما هي إجراءات نشر خدمتي على االنترنت؟ هل يجب على إدارتي أخذ موافقة سلطة حكومية معينة؟‬
‫ومن المهم قبل الشروع بحوكمة الخدمات الحكومية االلكترونية أن تقوم اإلدارة المخولة بدراسة مراحل إنتاج‬
‫تلك الخدمات إبتدا ًء من البحث عن الخدمة المراد تطويرها إلكترونيا ً ووصوالً إلى إطالقها الفعلي على االنترنت‬
‫وهو ما يمكن توضيحه في المراحل بالتالية‪:‬‬
‫‪ .1‬إستكشاف الخدمة‪:‬‬
‫تعمد إدارة الحكومة االلكترونية في بداية برنامجها التطويري على استكشاف الخدمات الحكومية من خالل‬
‫اإلطالع على وظائف وخدمات األقسام في مختلف الوزارات واإلدارات العامة‪ ،‬وتقوم لجنة الخدمات الحكومية‬
‫‪5‬‬
‫واإلجراءات بتعبئة استمارات الخدمات الحكومية حسب وضعها الحالي وكيفية تقديمها للمواطنين‪ ،‬ثم تقوم تلك‬
‫اللجنة بإنشاء قاعدة بيانات للخدمات الحكومية تحتوي على التفاصيل الواردة في االستمارات المذكورة سابقا ً‪،‬‬
‫وتهتم الحوكمة في هذه المرحلة بتنظيم عالقات فريق إستكشاف الخدمات الحكومية مع سائر الوزارات‬
‫واإلدارات العامة كما ترسم حدود التدخل اإلداري بين أفراد ذلك الفريق ووحدات المعلوماتية في تلك الوزارات‪.‬‬
‫‪ .2‬تصنيف الخدمة‪:‬‬
‫يقوم فريق من خبراء الحكومة االلكترونية بتصنيف وتركيب الخدمات الحكومية حسب حاجات المواطنين‬
‫والمؤسسات بحيث تعكس معامالت معينة‪ ،‬فمثال توضع خدمات تسجيل الوالدة والزواج وغيرها تحت خانة‬
‫خدمات المواطنين‪ ،‬وفي هذه المرحلة يتم تحديد أولوية الخدمة بالنسبة للحكومة‪ ،‬وتتدخل في هذه المرحلة من‬
‫أجل فرض تصنيفات محددة للخدمات الحكومية وتوزيع تلك التصنيفات على وحدات المعلوماتية وفرق الخبراء‪.‬‬
‫‪ .3‬تصميم الخدمة اإللكترونية‪:‬‬
‫في هذه المرحلة يقوم فريق ال خدمات االلكترونية في الحكومة بتصميم الخدمة االلكترونية ورسم مسارات عملها‪،‬‬
‫وكيفية تواصلها مع األنظمة الموجودة في المؤسسات من أجل الحصول على بيانات ومعلومات لصالح المستفيد‬
‫من تلك الخدمة‪ ،‬وتشمل مرحلة التصميم تحديد الحاضن التقني للخدمة‪ ،‬وتحديد الواجهة التقنية المتاحة أمام‬
‫مستخدمي تلك الخدمة‪ ،‬وتهتم الحوكمة في هذا المستوى بتأطير الخدمات ضمن التصميم العام والمعمارية‬
‫األساسية للحكومة االلكترونية‪.‬‬
‫‪ .4‬مكننة وتطوير الخدمة‪:‬‬
‫بعد الحصول على التصميم النهائي للخدمة‪ ،‬يقوم مطورو البرامج من أجل كتابة الكود البرمجي الخاص بها مع‬
‫االلتزام بالمعايير التقنية الموضوعة سابقا ً‪ ،‬ومن الممكن أن يتم تطوير الخدمات اإللكترونية محليا ً على مستوى‬
‫الوزارة الواحدة مع االلتزام بالمرجع األساسي للخدمات الحكومية االلكترونية أو في مركز مشترك للحكومة يتم‬
‫تأسيسه من أجل هذا الهدف‪.‬‬
‫وتتدخل الحوكمة التطويرية من أجل فرض تقنيات معينة لبرمجة الخدمات االلكترونية باإلضافة إلى فرض شكل‬
‫الرسائل اإللكترونية المحددة والمعتمدة من قبل الحكومة من أجل تبادل البيانات بين الوزارات عبر الخدمات‬
‫االلكترونية‪.‬‬
‫‪ .5‬فحص الخدمة‪:‬‬
‫بعد إنتهاء عملية التطوير البرمجية يقوم فريق العمل بالشروع في عملية فحص الخدمة‪ ،‬وتشمل عملية الفحص‬
‫الجوانب الوظيفية للخدمة‪ ،‬والجوانب التقنية التي تؤدي إلى توقفها تحت ظروف معينة‪،‬‬
‫وتقوم الحوكمة في هذه المرحلة بتحضير إجراءات نقل الخدمة إلى مرحلة الفحص باإلضافة إلى تحضير‬
‫إجراءات قبول الخدمة على أنها خالية من العيوب الوظيفية والتقنية‪.‬‬
‫‪ .6‬أمن وموثوقية الخدمة‪:‬‬
‫تعمل هذه المرحلة على إجراء تجارب السرية واألمان على تلك الخدمة من أجل التأكد من عدم إمكانية إشخاص‬
‫غير مؤهلين من التالعب بالمعلومات‪ ،‬أو اإلطالع على معلومات مواطنين آخرين خالل عمليات التبادل‬
‫اإللكتروني‪ ،‬ويقوم فريق الحوكمة بنشر معايير أمن الخدمات وما هي التكنولوجيا الواجب إعتمادها من أجل‬
‫ضمان التوافقية والتجانس على مستوى سرية البيانات‪.‬‬

‫‪ .7‬منافذ الوصول للخدمة‪:‬‬


‫يتم تحديد كيفية الوصول للخدمة فمن الممكن تحديد الوب والهاتف الجوال والهاتف العادي كمنافذ بشرية‬
‫للوصول للخدمات‪ ،‬وعلى الجانب اآلخر من الممكن اعتماد دليل الخدمات االلكتروني وتقنيات خدمات الوب من‬
‫أجل الوصول اآللي إلى الخدمة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫في هذه المرحلة تحدد الحوكمة معايير إعتماد المنافذ اآللية والبشرية للوصول إلى الخدمة وكيفية اعتماد تلك‬
‫المنافذ في الخدمات االلكترونية‪.‬‬
‫‪ .8‬إطالق وتشغيل الخدمة‪:‬‬
‫بعد التأكد من نجاح الخدمة في مختبر الحكومة االلكترونية وبعد خضوعها لفحوص الجهد المعلوماتي يتم‬
‫إطالقها على اإلنترنت واإلعالن عنها‪ ،‬وبالتأكيد ال يمكن للوزارات واإلدارات العامة إطالق خدمات إلكترونية‬
‫على البوابة الحكومية للدولة من غير العودة إلى إدارة الحكومة اإللكترونية وأخذ موافقتها على ذلك‪ ،‬وتعنى‬
‫حوكمة الحكومة االلكترونية في هذه المرحلة بإجراءات إطالق الخدمة بالمستوى التشغيلي الفعلي ومن تلك‬
‫اإلجراءات أخذ الموافقة بالظهور على البوابة االلكترونية‪.‬‬
‫‪ .9‬دليل استخدام الخدمة‬
‫تتأكد الحوكمة في هذا المجال من أن الخدمة المتوفرة إلكترونيا ً قد تم شرحها وتوضيحها بالتفصيل للمواطن‬
‫وأصحاب العمل من أجل تمكينهم من االستفادة منها‪ ،‬وكذلك قد تم شرحها تقنيا ً من أجل تمكين مطوري الخدمات‬
‫االلكترونية من إستخدامها ضمن برمجياتهم‪ ،‬ومن الممكن تحضير دليل مختصر خاص بالمواطنين ودليل تقني‬
‫خاص بالمبرجين‪.‬‬
‫‪ .10‬قياس فعالية الخدمة‪:‬‬
‫من الممكن أن تكون الخدمة ناجحة تقنيا ً ولكنها غير فعالة على المستوى الوظيفي‪ ،‬وبتعبير آخر قد ال يرغب‬
‫المواطنون باالستفادة منها بالطريقة االلكترونية‪ ،‬أو قد يوجد بعض العيوب الوظيفية التي تجعل ذلك المواطن‬
‫ينأى بنفسه من عناء الدخول إلى االنترنت وتنفيذ تلك الخدمة االلكترونية‪ ،‬وهنا تهتم الحوكمة بوضع معايير‬
‫قياس نجاح الخدمة ومستوى قبولها باإلضافة إلى شرح كيفية إجراء ذلك النوع من القياس‪.‬‬
‫‪ .11‬األدوار والمسؤوليات‪:‬‬
‫يتولى مجلس إدارة الحكومة االلكترونية مهمة تخطيط الخدمات االلكترونية الحكومية ويكلف فرق عمل مختلفة‬
‫لوضع المعايير والمقاييس التقنية الواجب اعتمادها عند تطوير خدمات على مستوى الوزارات واإلدارات العامة‪،‬‬
‫وتشمل عملية التخطيط للخدمات االلكترونية‪ ،‬ومراحل إستكشاف الخدمة وتصنيفها‪ ،‬ووضعها ضمن خانة‬
‫األولويات الحكومية المناسبة‪ ،‬وفي اإلطار نفسه يستعين مجلس إدارة الحكومة االلكترونية بفريق عمل يحتوي‬
‫على الخبرات ويشمل المسؤوليات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مهندس اإلجراءات الحكومية ؛‬
‫‪ -‬خبير برمجة الخدمات االلكترونية؛‬
‫‪ -‬خبير الوسيط االلكتروني؛‬
‫‪ -‬خبير سرية وأمن خدمات الوب؛‬
‫‪ -‬خبير األنظمة األساسية‪.‬‬
‫‪ .4‬أهداف الحكومة اإللكترونية‪:‬‬
‫للحكومة اإللكترونية عدة أهداف تتمثل في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تقديم الخدمات للمواطنين وحصولهم عليها بسرعة وبدون تكاليف؛‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬تحقيق اإلتصال الفعال وتقليل التعقيدات االدارية؛‬
‫‪ -‬تحقيق بيئة عمل أفضل بإستخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪.‬‬
‫‪ .5‬أبعاد الحكومة اإللكترونية‪:‬‬
‫تقوم الحوكمة على ثالث أبعاد أساسية نذكرها في الجدول التالي مع توضيح مجاالت تطبيقها‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫من الحكومة إلى الحكومة‬ ‫من الحكومة إلى رجال‬ ‫من الحكومة إلى المواطن‬ ‫المراحل‬
‫األعمال‬ ‫األبعاد‬
‫‪ -‬نشر ميزانية الصرف التي‬ ‫‪ -‬التوصل إلى معلومات‬ ‫‪ -‬معلومات عن طريق االتصاالت‬ ‫المرحلة األولى‪:‬‬
‫تقرها الدولة لكل وزارة وجهة‬ ‫ومعطيات وإحصائيات‬ ‫واألدلة الخاصة بالجهات‪...‬إلخ‬ ‫عرض المعلومات‬
‫المواقع‬ ‫على‬ ‫حكومية‬ ‫رسمية‪.‬‬ ‫‪ -‬بدأت حكومة المملكة السعودية‬
‫اإللكترونية‪.‬‬ ‫‪ -‬يدعم برنامج األمم المتحدة‬ ‫بإستخدام الحاسب اإللكتروني في‬
‫‪ -‬تقوم الحكومة المحلية بنشر‬ ‫اإلنمائي الحكومة المصرية‬ ‫القطاع العام وتخطط إلى توفير‬
‫معلومات عنها وعن أنشطتها‬ ‫في تطوير قطاع األعمال‬ ‫المعلومات والخدمة للمواطن في‬
‫على المواقع اإللكترونية‪.‬‬ ‫وإعتماده على اإلتصاالت‬ ‫السنوات الخمس القادمة‪.‬‬
‫اإللكترونية‪.‬‬ ‫‪ -‬تخطط حكومة األردن لتنفيذ‬
‫العمل بالحكومة اإللكترونية بشكل‬
‫‪ -‬يقوم برنامج األمم المتحدة‬ ‫كامل في غضون خمس سنوات‬
‫اإلنمائي بدعم مشاريع في‬ ‫القادمة‪.‬‬
‫وزارة الخارجية في مصر‬
‫والسعودية‪.‬‬

‫‪ -‬يقوم برنامج األمم المتحدة‬ ‫‪ -‬يقوم برنامج األمم المتحدة‬


‫اإلنمائي بدعم مشروع في‬ ‫اإلنمائي بدعم الحكومة المصرية‬
‫الكويت إلنشاء قاعدة‬ ‫في تحديث قطاع اإلتصاالت‬
‫معلومات قضائية في وزارة‬ ‫والهاتف‪.‬‬
‫العدل‪.‬‬ ‫‪ -‬يدعم برنامج األمم المتحدة‬
‫اإلنمائي حكومة الكويت من خالل‬

‫‪8‬‬
‫تشييد مواقع إلكترونية داخلية‬
‫وخارجية لعرض المعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم برنامج األمم المتحدة‬ ‫المرحلة الثانية‬
‫بدعم مشروع في برلمان‬ ‫االتصاالت المتبادلة‬
‫المغرب إلنشاء قاعدة‬
‫تسمح المواقع‬
‫معلومات ومواقع إلكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬حكومة محلية تطلب موافقة‬ ‫‪ -‬التقدم بطلب الرخص أو‬ ‫‪ -‬تجديد الرخص‪.‬‬ ‫باإلستفسار عن‬
‫الحكومة المركزية‪.‬‬ ‫تجديدها‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫المعلومات وملء‬
‫‪ -‬يقوم برنامج األمم المتحدة‬ ‫اإلستمارات والنماذج ‪ -‬مراجعة السجالت العقارية‪.‬‬
‫اإلنمائي بدعم لبنان واألردن‬
‫في تعزيز كفاءة عمليات‬
‫الجمارك‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم البرنامج اإلنمائي‬ ‫‪ -‬طلب شهادات الميالد والوفاة‬
‫بإجراء حوار مع الحكومة‬ ‫والزواج‪.‬‬
‫التونسية في إمكانية إنشاء‬
‫نظام للحصول على‬
‫المعلومات المتعلقة بالقضايا‬
‫واإلجراءات والقوانين‬
‫واألحكام من خالل المواقع‬
‫اإللكترونية المباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬قدم البرنامج الدعم لدولة‬
‫الكويت إلنشاء نظام إتصاالت‬
‫للهيئات الحكومية‪.‬‬
‫‪ -‬دفع غرامات مخالفة قوانين بدء العمل في ترسية ‪ -‬تبادل المعلومات عن‬ ‫المرحلة الثالثة‬
‫المناقصات إلكترونيا لزيادة الضرائب بين الحكومات‬ ‫تبادل المنفعة والقيمة المرور‪.‬‬
‫المحلية والحكومة المركزية‪.‬‬ ‫الكفاءة‪.‬‬ ‫‪ -‬ملء نموذج اإلقرار الضريبي‪.‬‬
‫تسمح المواقع‬
‫الميزانيات‬ ‫تحضير‬ ‫‪ -‬تخليص الشحنات من ‪-‬‬ ‫‪ -‬طلب تأشيرة دخول‪.‬‬
‫وتعديالتها‪.‬‬ ‫‪ -‬الحصول على التقاعد والدعم الجمارك‪.‬‬ ‫اإللكترونية بتبادل‬
‫‪ -‬يقوم برنامج االمم المتحدة‬ ‫‪ -‬اإلقرار الضريبي‪.‬‬ ‫اإلجتماعي‪.‬‬ ‫المنفعة بين الطرفين‬
‫اإلنمائي بدعم حكومات لبنان‬ ‫‪ -‬التسجيل في مقرر دراسي‪.‬‬
‫في‬ ‫والسودان‬ ‫واألردن‬
‫إستخدام تكنولوجيا الحاسوب‬
‫إلدارة الدين العام‪.‬‬

‫المرحلة الرابعة‬
‫تكامل الخدمة‬
‫أنظمة ‪ portal‬التي تدمج‬
‫نظام ‪ MAXI‬تستخدمه والية فكتوريا في أستراليا ومركز المواطن اإللكتروني في سنغافورة‪.‬‬ ‫العديد من الخدمات‬
‫الحكومية حسب الحاجات‬
‫والمهمات وليس حسب‬
‫اإلدارات‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫تتلخص أهم النتائج المتوصل إليها في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تبرز الحاجة للحوكمة اإللكترونية لتحسين األداء اإلداري وصنع القرار‪ ،‬وتحقيق أكبر قدر من الشفافية‬
‫‪ -‬تسمح الحوكمة اإللكترونية بالحد من الفساد وتتيح للحكومة المساءلة؛‬
‫‪ -‬مقابل الحوكمة والحكومة بالمفهوم التقليدي هو الحوكمة اإللكترونية والحكومة اإللكترونية؛‬
‫‪ -‬الفرق بين الحوكمة اإللكترونية والحكومة اإللكترونية هو أن‪:‬‬
‫‪ -‬الحوكمة هي إستخدام القطاع العام لتكنولوجيا اإلعالم واإلتصال بهدف تحسين المعلومات ومشاركة أفراد‬
‫المجتمع في صنع القرار‪ ،‬وجعل الحكومة أكثر خضوعا للمساءلة؛‬
‫‪ -‬الحكومة هدفها بناء مجتمع المعلومات وتكنولوجيا اإلتصاالت لتنمية المجتمع؛‬
‫‪ -‬الحوكمة هي بروتكول ثنائي اإلتصال اإلتجاه‪ ،‬أما الحكومة اإللكترونية هي بروتكول أحادي اإلتصال؛‬
‫‪ -‬تشكل الحكومة اإللكترونية مجموعة فرعية من الحوكمة اإللكترونية؛‬
‫هوامش البحث‪:‬‬

‫‪ -1‬والي فايزة‪" ،‬الحوكمة اإللكترونية‪ -‬مقاربة معرفية"‪ ،‬مجلة آفاق علوم اإلدارة واإلقتصاد‪( ،‬العدد‪ ،)2018 ،03‬جامعة محمد‬
‫بوضياف‪ -‬المسيلة‪ ،‬ص‪.276:‬‬
‫‪ -2‬والي فايزة‪" ،‬مرجع سابق"‪ ،‬ص‪.278:‬‬
‫‪ -3‬مريم خالص حسين‪" ،‬الحكومة اإللكترونية"‪ ،‬مجلة كلية بغداد للعلوم اإلقتصادية‪( ،‬العددالخامس‪ ،)2013 ،‬ص‪. 446:‬‬
‫‪ -4‬مريم خالص حسين‪" ،‬مرجع سابق"‪ ،‬ص‪.444:‬‬
‫‪ -5‬قيداون أبو بكر الصديق‪ ،‬معمري خيرة‪ " ،‬الحكومة اإللكترونية ومتطلباتها في ظل الحاكمية الرشيدة"‪ ،‬مجلة الريادة‬
‫إلقتصاديات األعمال‪( ،‬المجلد‪ ،03‬العدد‪ )2017 ،04‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ -‬الشلف‪.52،‬‬

‫‪10‬‬

You might also like