Professional Documents
Culture Documents
السكن غير اللائق والتفاوتات العمرانية
السكن غير اللائق والتفاوتات العمرانية
في
اغلب األحيان بأسوار عالية ،لحمايتها وتحقيق االنسجام العام داخلها ،وهو ما جعل منها مجال مناسبا لنمو املجتمع وربط
العالقات االجتماعية واالقتصادية والثقافية والسياسة ،إذ تميزت املدن القديمة بتوفرها على مراكز السلطة وأماكن السكنى
واملمرات" واألزقة والساحات العمومية واألسواق واملعابد وغيرها ،كما ارتبط مفهوم املدينة بالعمران" والتحضر الذي يعنى به
استقرار الساكنة بمجال ترابي" محدد يسمح لها ببلورة نمط معيشي اجتماعي واقتصادي وثقافي مختلف عما هو متعارف عليه في
1
املناطق الزراعية.
هذا ويختلف تطور املدن والحواضر بين الدول فيما بينها وبين املدن داخل الدولة الواحدة ،فإذا كانت املدن العتيقة
باملغرب تتسم في مجملها بالتنظيم املحكم ،وتتميز بتواجد العديد من األحياء الوظيفية املتخصصة ،في الصناعة والحرف اليدوية
والتجارة ،حيث كان السكن يرتب وظيفيا واجتماعيا باختالف الساكنة بين األحياء اإلدارية ،التي تضم فئة الحكام واملوظفين،
وأحياء الفئات امليسورة ،من تجار وحرفين ،فيما كانت اغلب الفئات املتوسطة والفقيرة حسب انتمائها القبلي أو املنهي 2.غير أن
عهد الحماية شكل منعطفا جديدا لبروز مدن جديدة خارج األسوار واتسم بظهور تنظيم مؤسساتي عصري ،تبني قوانين منظمة
للتعمير ،وإحداث آليات" للتخطيط والتدبير الحضري ،كأدوات للتحكم في املجال الحضري وضبطه ،لتسهيل استغالل ثرواته
وتصدير خيراته.
وأدت هذه اإلصالحات إلى تقلص املدن األصلية لصالح املدن الجديدة ،وتكريس التفاوت بين املغرب النافع واملغرب غير
النافع ،وتحول هيكلة النسيج الحضري إلى الشريط الساحلي ،مع ارتفاع نسبة التمدن ،مما خلف وضعية عمرانية معقدة ملغرب
ما بعد االستقالل 3،تمثلت أساسا في انتشار دور الصفيح واألحياء الهامشية نظرا" لتزايد وثيرة الهجرة القروية ،لذلك حاولت
الدولة معالجتها بتبني سياسة املخططات التنموية ،التي ركزت على توفير السكن وتجهيز األحياء الهامشية ومحاربة دور الصفيح،
1يرى ماكس فيبر ( ) Weber Maxأن املدينة ال تختزل في مسكن واحد أو عدة مساكن مشيدة بشكل متفرق ،بل تعني تكتال سكنيا ،أي مجاال
محليا تشيد فيه املنازل قريبة جدا بعضها بالبعض ،ولها وظائف متعددة تجارية واقتصادية وسياسية وإدارية واجتماعية ،للمزيد من
التوضيح أنظر في هذا الصدد ..Max Weber « La ville » édition Aubier Montaigne, Paris, 1982, page 17 :
2يوسف ايتخدجو ،عبد الغني الدباغي ،محمد ميوسي "سياق التمدن والتخطيط الحضري باملغرب" مقال منشور بمجلة التخطيط العمراني
واملجالي ،مركز الديمقراطي العربي العدد الخامس بتاريخ شتنبر 2020صفحة 52وما يليها.
3عبد الصمد سكال "سياسة التعمير في املغرب منذ سنة "1912مقال منشور في مؤلف جماعي بعنوان "العمران في الوطن العربي بين
التخطيط والتشريع واإلدارة" منشورات املعهد الوطني للتهيئة والتعمير مطبعة عكاظ 2005ص .221
1
إال أن هذه التدخالت لم تحد من تزايد ساكنة املدن واتساع املجال الحضري ،إذ ارتفع معدل التمدن من 8في املائة في بداية
4
القرن إلى 60 1994في املائة سنة .2014
وقد أدى التوسع الحضري الناتج عن التزايد" الديموغرافي والهجرة القروية ،باإلضافة إلى خلق مراكز حضرية صاعدة
حديثة ،و بالتالي ظهور التفاوتات العمرانية" وتكريس أزمة السكن غير الالئق ،كأبرز تجليات ضعف تغطية جميع املدن بوثائق
التعمير ،غياب االنسجام والتكامل في النسق الحضري ،وطغيان نسيج حضري مشوه وغير متجانس ،يقف عائقا أمام تحقيق
وأمام هذا الوضع بادرت السلطات العمومية إلى اتخاذ مجموعة من اإلجراءات واملشاريع ،واالستراتيجيات القطاعية
والبرامج االستثمارية املهيكلة ،شكلت في مجملها" سياسات عمومية تهدف إلى معالجة هذا املشكل ،والشك أن اعتماد نظام مشاريع
األقطاب" الحضرية الكبرى ،يشكل مناسبة للوقوف على حجم هذه الظاهرة" في القطب الحضري ألكادير الكبير ،ومختلف
التدخالت ملعالجة الوضع والطموحات التي راهن عليها مشروع القطب الحضري ألكادير في مجال محاربة السكن غير الالئق
والتفاوتات العمرانية وحجم التحديات التي مازالت تعيق تحقيق هذا الطموح.
ومن هنا ،جاءت إشكالية هذا البحث والتي تتمحور حول كيفية سيساهم مشروع القطب الحضري ألكادير الكبير في
معالجة أزمة السكن غير الالئق والتفاوتات املجالية؟ وتتفرع عن هذه اإلشكالية مجموعة من التساؤالت املرتبطة من جهة
بالتأطير القانوني واملؤسساتي للموضوع وبواقع السكن غير الالئق" والتفاوتات العمرانية بالقطب الحضري ألكادير الكبير؟
ومختلف الجهود املبذولة لتجاوز هذه األزمة؟ ومختلف املشاريع والبرامج التي تضمنها مشروع القطب الحضري ألكادير الكبير
واملتعلقة بمحاربة السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية؟ حجم األهداف أو الطموحات التي راهن عليها هذا املشروع في سبيل
معالجة هذه الظاهرة؟ مختلف التحديات واالكراهات وأفاق القضاء على ظاهرة السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية في
قبل الشروع في اإلجابة عن هذه التساؤالت ومعالجة إشكالية املوضوع البد من الوقوف عند بعض املفاهيم الرئيسية
فيه ويتعلق باألمر بمفهوم السكن غير الالئق ،ومفهوم التفاوتات العمرانية ،ومشاريع األقطاب" الحضرية ،ثم مشروع القطب
تقرير املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي حول "إنجاح االنتقال نحو املدن املستدامة" إحالة ذاتية رقم 32/2017ص .14 4
2
يعرف السكن غير الالئق بأنه منطقة سكنية غير منظمة ،بنيت في الغالب بدون ترخيص و قد تفتقر ألبسط مقومات
الحياة الكريمة ،و يتمثل في نوعين من البنايات ،السكن العشوائي" أو املناطق العشوائية أو ما يسمى بمنن الصفيح ،ثم املباني
املهددة باالنهيار.
فيما تتمثل التفاوتات املجالية في التوزيع الغير متكافئ و الغير متوازن للتقسيم الترابي و االستثمار و االستفادة املتوازنة
أما مشاريع األقطاب" الحضرية فهي مراكز عمرانية" قائمة بذاتها ،تعتمد على قاعدة اقتصادية وتكون مراكز استقطاب
جديدة لتجمعات" سكانية مستقلة ،تقوم بدور تخفيف الضغط عن املدينة األم ،عن طريق امتصاص الفائض العمراني سواء من
تجهيزات ،أو مرافق عمومية ،أو بنايات ،إن فكرة استحداث هذه األقطاب جاءت إضافة جديدة لسياسات عمرانية ،كان هدفها
وفي إطار هذا التوجه الجديد ،استفادت جهة سوس ماسة من مشروع القطب الحضري ألكادير الكبير ،الذي يضم اضافة الى
وملعالجة إشكالية املوضوع نعتمد املنهج النسقي والبنيوي ،مع االستعانة باملنهج التاريخي والوظيفي من حين ألخر
للوقوف على وضعية ظاهرة السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية بالقطب الحضري ألكادير الكبير ،حجم التطور الذي عرفه
وال شك أن للموضوع أبعادا متعددة تتعلق من جهة ،بما هو تنموي لكون هذه الظاهرة" تقف حجر عثرة أمام تحقيق
تنمية حضارية مستدامة ومندمجة ،ومن جهة أخرى بما هو سياسي متعلق بمدى حضور الهاجس السياسي في صياغة البرامج
واملشاريع املضمنة في هذا املشروع ،ومن جهة ثالثة بما هو حقوقي متعلق أساسا بحق اإلنسان في العيش" الكريم وحقه في
الحصول على السكن الالئق ،ومن جهة أخرى بأبعاد أمنية متعلقة بارتفاع معدالت الجريمة تبعا النتشار آفات السكن غير الالئق
وعدم تجانس املشهد املعماري ،وأبعاد أخرى متعلقة بالحكامة و البيئة والثقافة السائدة لدى املجتمع املعني بمختلف املشاريع
3
يتضح مما سلف أن املوضوع له امتدادات متشعبة وله عالقات متشابكة من جهة مع موضوع ،التعمير" واإلسكان
خاصة وأن املوضوع ينتج أساسا عن عدم احترام أو عدم توفر وثائق التعمير ،وفي بعض األحيان تحيين هذه الوثائق" وعدم
تجانسها فيما بينها ،ومن جهة أخرى يرتبط املوضوع بالتهيئة الحضرية ،إذ من بين أهداف هذه األخيرة هو الرقي باملستوى
املعيشي للفرد واالعتناء بجمالية املدن وتناسق العمران فيها ،دون إغفال ارتباط املوضوع املباشر بسياسة املدينة كتوجه جديد
للدولة يستهدف األحياء الناقصة التجهيز و كآلية لتحقيق التقائية التدخالت" العمومية قصد الرفع من مستوى عيش األفراد
داخل املدينة ،و أخيرا فللموضوع صلة وثيقة بالتنمية الحضارية ،كعملية مستمرة تسعى إلى تطوير املجتمعــات" الحضرية التي
املطلب األول :واقع السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية بأكادير الكبير
املطلب الثاني :جهود السلطات العمومية ملعالجة السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية بأكادير الكبير
املطلب األول :واقع السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية بأكادير الكبير
يعتبر السكن غير الالئق" والتفاوتات العمرانية مظهرا للتطور الفوضوي للمدن ،وانعكاسا للنمو السريع والعشوائي
للتمدن ،أفرزته عدة معطيات ذات طبيعة اقتصادية تمثلت في ارتفاع نسبة الهجرة" القروية ،والرغبة في إيجاد فرص الشغل،
واجتماعية وثقافية تمثلت في االنفتاح على ثقافة املدن والرغبة في تحسين إطار العيش ،وكما أنها ناتجة عن مشاكل التدبير
العمومي املترتبة عن عدم مواكبة التخطيط الحضري لوسائل التدبير وعدم قدرة هذه الوثائق على مواكبة تدفق الساكنة
وتلبية الحاجيات املتزايدة" للسكن ،إلى جانب انتشار املضاربة العقارية املفضية المحالة إلى غالء األسعار العقارية ،كل هذه
العوامل فرضت واقعا مجاليا متفاوتا من حيث املشهد املعماري ومن حيث جودة السكن املنتشر فيه ،فبالرغم من توفر اإلطار
التشريعي واملؤسساتي ملعالجة مجال السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية(الفقرة األولى) ،إال أن مظاهر انتشار هذه الظاهرة"
الفقرة األولى :التأطير التشريعي واملؤسساتي ملحاربة السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية:
4
تعتبر سياسة التهيئة" الحضرية ذلك املجال الذي يتقاسمه العديد من املتدخلين بهدف ضبط النسيج العمراني" ومعالجة
االختالالت التي تشوبه ،بهدف الرقي باملشهد العمراني والحفاظ على جماليته وتكامله بشكل يرقى باملستوى املعيشي للفرد
واملجتمع ،خاصة وأن حضارة املجتمع تعبر عن الثقافة السائدة فيه والتناقضات التي تعتريه وبالتالي كلما تقدم املجتمع وارتقى
ومن هذا املنطلق" عملت الدولة على خلق وتحديث اإلطار التشريعي الذي يعنى بمحاربة السكن غير الالئق والتفاوتات
العمرانية(أوال) إلى جانب إحداث العديد من املؤسسات والهيئات" التي تتولى تنزيل هذا النصوص(ثانيا).
تعبئة كل الوسائل املتاحة ،لتيسير أسباب استفادة املواطنات" واملواطنين ،على قدم املساواة .… ،السكن الالئق .… ،والعيش في
5
بيئة سليمة ،التنمية املستدامة".
وما فتئ صاحب الجاللة امللك محمد السادس ،يؤكد في العديد" من خطبه ورسائله على ضرورة االنكباب على معالجة
أزمة السكن والتعمير ،وفي هذا الصدد جاء في مقتطف الرسالة امللكية أنه ..." :وفي هذا السياق فإننا ندعو العتماد منظور جديد
إلعداد التراب" الوطني قوامه اعتبا ر التهيئة الترابية" أحسن وسيلة للحد من التفاوت الجهوي وأداة للتطوير العقالني للمشهد
الحضري ،وإنعاش العالم القروي ،وأمثل طريقة للتوفيق بين النجاعة االقتصادية وحماية الثروات من جهة وبين العدالة
االجتماعية والحفاظ على البيئة من جهة أخرى ،ذلكم املنظور الذي نحرص على أن يدخل في اعتباره االرتباط العضوي بين
6
تهيئة التراب الوطني والتعمير باعتبارهما وجهين لعملة واحدة".
وفي إحدى خطبه أشار جاللته إلى أن " ...قطاع السكن ،فإن املجهود التحفيزي الكبير ،الذي تبذله الدولة ،يتطلب
انخراط كافة الفاعلين ،والتزام السلطات" الحكومية املعنية ،بالحزم والفعالية ،والتطبيق الصارم للقانون ،وتركيز جهودها
5هناك مقتضيات دستورية أخرى ترتبط بشكل غير مباشر بمعالجة أزمة السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية ،ومنها منطوق الفصل 37
ال""ذي ينص على أن""ه " تس""اهم الجھ""ات والجماع""ات الترابي""ة األخ""رى في تفعي""ل السياس""ة العام""ة للدول""ة ،وفي إع""داد" السياس""ات الترابي""ة ،من خالل
ممثليھ"ا في مجلس املستش"ارين ،".الفص""ل 142ال""ذي ينص على أن"ه "يح"دث لف""ترة معين""ة ولفائ""دة الجھ"ات ص"ندوق للتأھي""ل االجتم"اعي ،يھ""دف إلى
س""د العج""ز في مج""االت التنمي""ة البش""رية ،والبني""ات التحتي""ة األساس""ية والتجه""يزات ،يح""دث أيض""ا ص""ندوق للتض""امن بين الجھ""ات ،بھ""دف التوزي""ع
املتكافئ للموارد قصد التقليص من التفاوتات بينھا.
6مقتطف الرسالة امللكية املوجهة للمشاركين إلى اللقاء الوطني حول إعداد التراب الوطني بتاريخ 26يناير ،0200
5
لتحقيق ما نتوخاه ،من تمكين ذوي الدخل املحدود ،وقاطني األحياء الصفيحية ،من الحصول على سكن اجتماعي الئق ،وفق
7
برامج مضبوطة".
وفي رسالة أخرى أشار جاللة امللك إلى أنه" إذا كان للعقا ر الدور األساس ي في مجال التعمير" والتخطيط العمراني ،فإن وثائق
التعمير" وآليات التخطيط العمراني ،ينبغي أن تستهدف خدمة املواطنين .وهو ما يتطلب العمل على التهيئة الجيدة للفضاء
العمراني ،والحد من التفاوتات املجالية ،وتكريس العدالة االجتماعية ،بدل أن تكون هذه الوثائق وسيلة للمضاربة ،التي تتنافى
مع مصالح املواطنين .كما يتعين أن يكون التعمير آلية إلرساء العدالة العقارية في توزيع األعباء واالرتفاقات املقررة للمصلحة
العامة بين مالك األراضي ،وضمان توزيع عادل لفائض القيمة الناجم عن وثائق التعمير .وفي هذا الصدد ،نؤكد على ضرورة
تسريع إقرار املدونة الجديدة للتعمير ،التي سبق أن أطلقنا مسلسل إعدادها ،بهدف خلق املرونة الالزمة إلعداد وتنفيذ وثائق
التعمير ،مع العمل على جعلها أداة ناجعة لتعبئة العقارات ،ومحاربة املضاربة العقارية .أما بخصوص دور العقا ر في مجال
السكن ،الذي نخصه بكامل اهتمامنا ،فإننا نلح على ضرورة إرساء آليات عملية وإجرائية ،لضبط السوق العقارية ،قصد تفادي
املضاربة وانعكاساتها على األثمان ،وكذا إيجاد حلول مبتكرة لتمويل العقا ر املوجه للسكن ،واعتماد الشفافية في مساطر
8
تعبئته ،وذلك بهدف تسهيل ولوج املواطنين لسكن الئق وكريم".
7مقتطف من خطاب جاللة امللك في ذكرى ثورة امللك والشعب 26 ،مارس .2013
8مقتطف من الرسالة امللكية السامية املوجهة للمشاركين في املناظرة الوطنية حول السياسة العقارية للدولة ،الصخيرات يومي 8و 9دجنبر
،2015
6
وبشكل عام يشكل مجال محاربة السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية" مجاال تتقاسمه العديد من التشريعات"
والنصوص التنظيمية ،ذات العالقة" بالسكن والتعمير والبناء والعقار 9،باإلضافة إلى سعي الدولة إلى ضبطه من خالل مجموعة
أولت الدولة املغربية اهتماما متزايدا لقطاع السكن ورصدت لحل أزمة السكن إمكانيات بشرية ومؤسساتية مهمة وذلك بهدف
محاربة التوسع العمراني العشوائي ،من خالل املؤسسات التي تتولى ضبط مجال السكن( ،)1وتلك التي تتولى ضبط املجال
لتجنب التفاوتات العمرانية( )1وتشكل في مجموعها آليات تنفيذ السياسة العمومية في مجال اإلسكان والتهيئة الحضارية.
9نشير في هذا الصدد إلى بعض النصوص التشريعية والتنظيمية ذات العالقة باملوضوع على سبيل املثال فقط :
ظهير شريف رقم 1.60.063بشأن توسيع نطاق العمارات القروية .
القانون رقم 12.90املتعلق بالتعمير.
القانون رقم 25.90املتعلق بالتجزئات العقارية واملجموعات السكنية وتقسيم العقارات .
القانون رقم 66.12املتعلق بمراقبة وزجر املخالفات في مجال التعمير والبناء.
القانون رقم 94.12املتعلق باملباني اآليلة للسقوط و تنظيم عمليات التجديد الحضري.
القانون رقم 10.03املتعلق بالولوجيات.
ظهير شريف صادر في 29أبريل 1938بإحداث منطقة وقائية حول املقابر في املدن الجديدة.
ظه ""ير ش ""ريف بمثاب ""ة ق ""انون رقم 1.76.258بت ""اريخ 8أكت ""وبر 1977يتعل ""ق بتعه ""د البناي ""ات وتخص ""يص مس ""اكن للب ""وابين" في البناي ""ات
املعدة للسكنى.
ظه ""ير ش ""ريف بمثاب ""ة ق ""انون رقم 1.76.258بت ""اريخ 8أكت ""وبر 1977يتعل ""ق بتعه ""د البناي ""ات وتخص ""يص مس ""اكن للب ""وابين" في البناي ""ات
املعدة للسكنى.
مرسوم رقم 2.92.832صادر في 14أكتوبر 1993لتطبيق القانون رقم 12-90املتعلق بالتعمير.
مرس ""وم رقم 2.92.833ص ""ادر في 12أكت ""وبر 1993لتط ""بيق الق ""انون رقم 25.90املتعل ""ق بالتجزئ ""ات العقاری ""ة واملجموع ""ات الس ""كنية
وتقسيم العقارات.
مرس""وم رقم 2.13.874ص""ادر في 15أكت""وبر 2014باملوافق "ة" على ض""ابط البن""اء الع""ام املح""دد" لقواع "د" األداء الط""اقي للمب""اني وبإح""داث
اللجنة الوطنية للنجاعة الطاقية في املباني.
مرسوم رقم 2.11.246صادر في 30 شتنبر 2011املتعلق بتطبيق القانون رقم 10.03املتعلق بالولوجيات .
مرسوم رقم 2.64.445الصادر في 26دجنبر 1964بتعريف مناطق السكن االقتصادي واملصادق بموجب"ه على الض"ابط الع"ام املطب"ق على ه"ذه
املناطق.
مرس"وم رقم 2.76.069بت"اريخ 8أكت"وبر 1977بتط"بيق الظه"ير الش"ريف رقم 1.76.258الص"ادر بمثاب"ة ق"انون يتعل"ق بتعه"د البناي"ات وتخص"يص
مساكن للبوابين في البنايات املعدة للسكنى.
مرس""وم رقم 2.17.586ص""ادر بت""اريخ 10أكت""وبر 2017بتط""بيق الق""انون رقم 94.12املتعل ""ق باملب""اني اآليل""ة للس""قوط وتنظيم عملي""ات التجدي ""د
الحضري.
7
تشتغل هذه املؤسسات في حل أزمة السكن ومحاربة السكن غير الالئق ،وتتخذ شكل الوكاالت أو صناديق مالية لتوفير السيولة
املالية لحل أزمة السكن ومن بين هذه املؤسسات يمكن ذكر ما يلي:
الوكالة الوطنية ملحاربة السكن غير الالئق ( 10 ،)ANHIكمقاولة وطنية تتولى إعادة هيكلة وتجهيز أحياء السكن غير الالئق
وإنجاز الدراسات" ذات الصلة وإنجاز أشغال التجهيز والبناء املتعلقة بإيواء قاطني دور الصفيح.
الشركة العامة العقارية 11،كشركة مساهمة تعمل على انجاز مشاريع سكنية مخصصة للتملك وتتدخل هذه الشركة إما
لحسابها الخاص او لحساب بعض املؤسسات العمومية أو شبه العمومية أو لحساب وزارة السكنى والتجهيز واعداد التراب
الوطني،
الشركة الوطنية للتجهيز والبناء( 12)SNECكمقاولة تتولى مهام تدبير عمليات" التجهيز والبناء ،وقد أنيط بها إعداد مشاريع
جديدة في إطار برنامج السكن االقتصادي والبناء الرفيع والعمل" على جعل املشاريع تتناسب مع وثائق التعمير باإلضافة إلى
مهامها في تهيئة مناطق ساحلية وسياحية ،إلى جانب املؤسسات الجهوية للتهيئة والتجهيز والبناء( )ERACSونشير إلى أن
13
هذه املؤسسات انحلت وانتقلت صالحياتها إلى شركات املساهمة الجهوية املسماة" العمران.
مجموعة التهيئة العمران ،التي تهدف باألساس إلى إنجاز أشغال التهيئة العقارية ومحاربة السكن غير الالئق ،عبر القيام
بعمليات" اإلعداد الحضري وإحداث مناطق حضرية جديدة ،واالنخراط في مشاريع القضاء على دور الصفيح ،وقد تم
14
إحداث 10فروع لهذه املؤسسة في مختلف مدن اململكة.
إلى جانب هذه املؤسسات تنتصب العديد من الصناديق املحدثة ملحاربة السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية" كآليات لتخفيف
العبء عن امليزانية" العامة للدولة عبر البحث عن موارد مالية قارة ومضمونة للقضاء التدريجي على معضلة السكن غير الالئق،
10ثم إحداث هذه الوكالة في 10يناير 1984عمال بتوصيات املخطط الخماسي (،)1981/1985
11أنشأت هذه الشركة من طرف صندوق اإليداع والتدبير سنة .1960
12أنشأت هذه الشركة بتاريخ 27نوفمبر 1987بمقتضى اتفاقية مبرمة بين وزارة اإلسكان ووزارة املالية.
13شركة املساهمات الجهوية املسماة العمران حلت محل الشركات الجهوية للتجهيز والبناء ( )ERACSبمقتضى ظهير 17ابريل 2005القاضي
بتنفيذ القانون رقم 27.03القاضي بتحويل املؤسسات الجهوية للتجهيز والبناء إلى شركات مساهمة تسمى العمران.
14تتمثل هذه الفروع العشرة في فرع العمران طنجة تطوان الحسيمة ،العمران الرباط سال القنيطرة ،العمران فاس مكناس ،العمران الدار
البيضاء سطات ،العمران جه"ة الش"رق ،العم"ران ب"ني مالل خ"نيفرة ،العم"ران درع"ة ت"افياللت ،العم"ران م"راكش أس"في ،العم"ران س"وس ماس"ة،
وفرع العمران الجنوب.
8
وفي هذا الصدد يمكن اإلشارة إلى الصندوق التضامني للسكن 15،صندوق الحسن الثاني للتنمية االقتصادية واالجتماعية،
16
الصندوق الوطني لشراء وتجهيز األراضي( 17،)FNAETقبل أن تتولى الشركة الوطنية للتجهيز والبناء مهامه بعد إحداثها سنة
18.1987كما تنتصب إلى جانب هذه الهيئات" العديد" من املؤسسات التي تعنى بضبط املجال ملعالجة التفاوتات العمرانية.
عملت الدولة على خلق مجموعة من املؤسسات التي تعنى بمحاربة التفاوتات العمرانية" وضبط املجال والحفاظ على تكامله
املديرية" العامة للتعمير والهندسة املعمارية ":وهي مديرية تابعة لوزارة الداخلية تم إنشاؤها سنة ،1985بهدف تحديد
الوكاالت الحضرية كمؤسسة عمومية ذات مهام واختصاصات مرتبطة بمعالجة قضايا التعمير ومشاكله داخل تراب
19
الجماعات" ذات املدار الحضر أو القروي.
املتفشيات الجهوية للتعمير والهندسة املعمارية :تم إحداثها سنة 1993ويبلغ عددها 12مفتشية تبعا للتقسيم الجهوي
الحالي للمملكة.
أقسام التعمير والهندسة املعمارية بالعمالت" واألقاليم ،تقوم هذه األخيرة بضمان تدبير ومراقبة منح الرخص في ميدان
15أحدث هذا الصندوق بمقتضى القانون املالي لسنة 2002كبديل عن الصندوق االجتماعي للسكن ،للتمكن من احتساب عمليات مشاريع
السكن االجتماعي وبرامج القضاء على السكن غير الالئق ،وتشكل شركات االسمنت أكبر مصدر مالي لهذا الصندوق.
16احدث هذا الصندوق بمقتضى قانون املالية لسنة 2001كبديل عن الشكل الذي اتخذه فيما قبل إذ كان في شكل حساب خصوصي للخزينة
العام ""ة ،ليتخ ""ذ ش ""كل مؤسس ""ة عمومي ""ة ،تعم ""ل في إط ""ار ش ""راكة م ""ع وزارة اإلس ""كان لتموي ""ل الس ""كن وتتمث ""ل مص ""ادر تموي ""ل ه ""ذا الص ""ندوق في
املحاصيل املستخلصة من عمليات الخوصصة التي تقوم بها الدولة(،عمليات تفويت شركة التبغ ،شركة اتصاالت )...
17احدث هذا الصندوق في شكل حساب خصوصي للخزينة في إطار القانون املالي لسنة ،1973ويتدخل لتمويل التجزيئات السكنية للدولة
وتخص""يص تس""بيقات مليزاني""ة الجماع""ات لتموي""ل اقتن""اء وتجه""يز األراضي وتحوي "ل" التس""بيقات إلتم""ام عملي""ات التجزئ""ات ال""تي ب""دأتها التعاوني""ات،
وتقتصر موارد هذا الصندوق على عوائد املبيعات الناتجة عن عمليات التجزئات التي تمت لحساب وزارة اإلسكان.
18للمزيد من التفصيل حول املؤسسات والهيئات املتدخلة في مجال محاربة السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية راجع في هذا الصدد
هش""ام مج""دول "الدول""ة ومحارب""ة الس""كن غ""ير الالئ""ق –مجموع""ة التهيئ""ة العم""ران نموذج""ا "-رس""الة لني""ل ش""هادة املاس""تر تخص""ص الق""انون الع""ام
بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية جامعة الحسن الثاني -سطات-السنة الجامعية 2008-2007ص 101وما يليها.
19ثم إحداث هذه الوكاالت الحضرية بموجب الظهير الشريف رقم 1.93.51بتاريخ 22ربيع األول 10(1414شتنبر )1993منشور في الجريدة
الرسمية عدد ،4220ص .1624
9
و تبقى هذه املؤسسات آليات لتنزيل سياسة التهيئة الحضرية على ارض الواقع" من خالل التحكم في املشهد الحضري مع أنه ال
ينبغي إغفال دور الفاعلين األساسين في ميدان التعمير" على غرار وزارة السكنى والتعمير وسياسة املدينة كجهاز وصي على
القطاع ووزارة الداخلية والجماعات الترابية ،من خالل أدوارها في تنزيل وثائق التعمير" على ارض الواقع" وضمان احترامها،
ودورها في محاربة السكن غير الالئق مع اإلشارة إلى دور باقي الفاعلين املمثلين" في املجلس اإلداري للوكاالت الحضرية.
ونشير إلى أنه بالرغم من تعدد املتدخلين والفاعلين في مجال محاربة السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية إال أن واقع هذه
الظاهرة" ما زال يفرض العديد" من التحديات" خاصة في نطاق القطب الحضري الكادير الكبير.
الفقرة الثانية واقع السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية بأكادير الكبير
يتكون القطب الحضري ألكادير الكبير من عمالة اكادير اداوتنان وعمالة إنزكان ايت ملول ،وتتميز هاتين املدينيتن"
تتميزان بمجموعة من الخصوصيات املرتبطة بارتفاع النمو الدموغرافي ،وبتوزيع الساكنة ،إذ يظهر هذا الجدول نسب الساكنة
في هذه املدن سواء في املجال الحضري أو في املجال القروي ،إذ تتراوح الكثافة السكانية" حوالي 600599نسمة في مدينة أكادير و
20
541118نسمة بالنسبة ملدينة انزكان .حسب إحصاء الساكنة لسنة .2014
وبمقارنة هاتين املدينتين" مع باقي مدن جهة سوس-ماسة يتبين أنهما يحتضنان أزيد من %64من مجموع ساكنة الجهة،
بنسبة نمو ديموغرافي تتراوح ما بين %1،7و ، %3،7مع العلم" أن عدد األسر ()ménagesبهذه املدن عرف هو اآلخر ارتفاعا
21
بين إحصاء 1994وإحصاء ، 2014سواء في املجال الحضري أو القروي.
ويشير ذات اإلحصاء إلى أن نسبة التطور السنوي لألسر في هاتين املدينتين" يبلغ %4في املجال الحضري مقابل %2في
املجال القروي ،فيما تشير توقعات 2025أن الثلثين" ()2/3من األسر في هذه املدن ستقطن في املجال الحضري ،مقابل الثلث
وال شك أن ارتفاع كثافة الساكنة ،ونسبة النمو الديموغرافي بهاتين املدينتين" له ما يبرره من األسباب ،إال أن تداعياته
على مستوى التفاوتات العمرانية (أوال) وعلى مستوى السكن (ثانيا) تبدو واضحة ،خاصة وأن هذه املدن شكلت منذ مدة ليست
20املندوبية السامية للتخطيط "مونوغرافية" جهة سوس ماسة مارس " 2020صفحة .12
21املندوبية السامية للتخطيط "مونوغرافية" جهة سوس ماسة مارس " 2020صفحة .18
10
أوال :واقع التفاوتات العمرانية بالقطب الحضري ألكادير الكبير :
تتعدد مظاهر التفاوتات العمرانية في القطب الحضري ألكادير الكبير سواء من حيث أنماط السكن وتعدد أحجامه،
ومساحته ،وتوزيع األسر التي تستغل هذه املساكن ،وتنوع مصادر االستغالل ،أو من حيث عمر املنازل بهذا القطب،
فعلى مستوى تعدد أنماط السكن بالقطب الحضري ألكادير نجد خمسة أصناف من السكن تنتشر بشكل متفاوت في كل
أرجاء النفوذ الترابي لعمالتي أكادير اداوتنان ،وانزكان ايت ملول( ،الفيالت ،الشقق ،واملنازل املغربية ،واملنازل القروية،
أّل
وا شكال األخرى املشابهة) ،وتظهر هذه التفاوتات على شكل نسب مئوية على الشكل التالي:22
" 22املونوغرافية" الجهوية لجهة سوس ماسة حول قطاع السكن وسياسة املدينة" وثيقة صادرة عن وزارة اعداد" التراب الوطني والتعمير
والسكنى وسياسة املدينة سنة .2017صفحة .42
11
ونشير إلى أن القطب الحضري ألكادي الكبير يمثل %60من املجال الحضري لجهة سوس ماسة إذ يتضمن حوالي
273835سكن سنة ،2012فيما بلغت نسبة زيادة البناءات" املعدة" للسكن حوالي %6,7سنويا ما بين سنة 2003وسنة ،2014
23
فبينما تمثل نسبة تطور األسر بهذا القطب (حوالي %3,3سنويا ما بين 2004و .)2014
وبلغت نسبة السكن املستعمل كسكن رئيسي إلى غاية سنة 2012حوالي %78فيما بلغت نسب السكن الشاغر خالل
نفس السنة حوالي ،16%وفي املقابل بلغت نسبت السكن املستعمل" كسكن ثانوي حوالي %6خالل نفس السنة.
ونشير إلى أن املنازل املغربية والشقق تأتي في مقدمة أنواع السكن السائدة في القطب الحضري ألكادير ،حوالي %68من
23وزارة إعداد" التراب الوطني والتعمير والسكنى وسياسة املدينة "املونوغرافية" الجهوية لجهة سوس ماسة حول قطاع السكن وسياسة
املدينة" املرجع السابق صفحة .43
12
وتتوزع األسر فيما بين النوعين على التوالي ،باعتبار أن %80منها تقطن في املنزل املغربي ،فيما تقطن حولي %14في
الشقق ،استنادا إلى إحصاء السكان لسنة ،2014ويالحظ أن نسبة األسر قد تطور باملقارنة مع سنة ،2004إذ انتقلت النسبة
24
من %7الضعف وذلك راجع الستفادة القطب الحضري ألكادير الكبير من البرنامج الوطني ملدن بدون صفيح.
ويشير اإلحصاء إلى أن األسر التي تقطن في القطب الحضري ألكادير الكبير تتوزع بين املالك (مالك املنازل )%59
واملكترين (األسر التي تكتري املنازل لألجل السكن )%33استنادا إلى إحصاء السكان لسنة .2014
"المونوغرافية الجهوية لجهة سوس ماسة حول قطاع السكن وسياسة المدينة" المرجع السابق صفحة .44 24
13
وفي املقابل نشير إلى أن عمر املنازل بالقطب الحضري ألكادير حديث نوعا ما ال يكاد يتجاوز 50سنة كأقصى عمر،
فيما يالحظ أن تفاوت السكن في القطب الحضري ألكادير الكبير يمكن مالحظته من حيث حجم السكن املستعمل"
وعدد الغرف به ومساحته ،إذ تأتي املساكن املتوسطة الحجم بنسبة %54من املنازل املنتشرة في القطب الحضري ،بمعدل ثالثة
غرف ،في مقابل %20من فئة السكن الواسع" من 4إلى 5غرف ،فيما تحتل املنازل الصغيرة نسبة %25مكونة من غرفة إلى
غرفتين ،بمعنى أن السكن من فئة الصغير واملتوسط هو السائد في القطب الحضري ألكادير الكبير بنسبة تناهز ،%79بينما
14
تتفاوت مساحات املنازل بالقطب الحضري ألكادير الكبير حيث تبلغ نسبة السكن الذي تتراوح مساحته ما بين 75و 150متر
مربع حوالي %49فيما تبلغ نسبة السكن الذي تقل مساحته عن 75متر مربع حوالي ،%31في حين تبلغ نسبة السكن الذي
تتجاوز مساحته 150متر مربع حوالي ،% 18و تجدر اإلشارة إلى أن متوسط مساحة السكن بهذا القطب يبلغ حوالي 109متر
وتشير بعض اإلحصائيات إلى أن نسبة مهمة من الساكنة ال تتوفر على مرحاض داخل السكن الذي تقطن فيه 25،أضف
إلى ذلك أن نسبة السكن الذي ال يتضمن حماما( )salle de bainتراوح ،%54استنادا إلى إحصاء ،2014ويبين املبيان التالي
وضعية وسائل الراحة" والتجهيزات دخل السكن في القطب الحضري ألكادير الكبير.
25اإلحصائيات املتوفرة تتعلق باملجال الحضري للجهة ككل(أزيد من % 5إحصاء الساكنة لسنة )2014وليس بالقطب الحضري ألكادير
الكبير.
15
عموما يالحظ من خالل هذه املعطيات" أن توزيع الساكنة واألسر في القطب الحضري ألكادير الكبير غير متوازن ،من
حيث تكدس الساكنة واألسر في بعض الجماعات" على حساب جماعات أخرى داخل القطب الحضري ،جماعة انزكان ،القليعة،
التمسية ،والدراركة ،باإلضافة إلى عدم انسجام أنماط السكن ،وأحجامه أو من حيث مساحته وطرق االستغالل ،فبالرغم من
إشارة اإلحصائيات إلى أن نسبة السكن غير الالئق بالقطب الحضري ألكادير الكبير تقلصت من %14سنة 2004إلى %02سنة
، 2014إال أن ظاهرة السكن غير الالئق مازلت تلقي بضاللها في هذا القطب.
ثانيا :واقع السكن غير الالئق بالقطب الحضري ألكادير الكبير :
أدى النمو الديموغرافي" املتزايد" بالقطب الحضري ألكادير الكبير ،وارتفاع نسبة الهجرة القروية إلى انتشار ظاهر التمدن
السريع وما صاحبه من مشاكل على مستوى التفاوتات العمرانية" أدت إلى االنتشار املهول للسكن غير الالئق بمختلف أرجاء
ويقصد بالسكن غير الالئق" في القطب الحضري ألكادير الكبير ما أشرنا إليه أعاله بالسكن املشابه أثناء الحديث عن
تعدد أنماط السكن ،وينضاف إليه السكن الصفيحي( )1والسكن املهدد باالنهيار والسكن املشروك الذي تقطنه أسرتين فما فوق
( ، )2فما هو واقع السكن غير الالئق في القطب الحضري ألكادير الكبير من حيث هذه األنواع ؟
16
واقع السكن املشابه والسكن الصفيحي في القطب الحضري ألكادير الكبير : )1
يقصد بالسكن املشابه ذلك السكن الذي يشبه في خصائصه السكن املغربي" إال أنه يتم بدون ترخيص ويتخذ شكل السكن
العشوائي أو البناء السري ،الذي يتم باملواد الصلبة في النطاق املشمول بوثائق التعمير دون الحصول على رخصة التجزيء أو
رخصة البناء 26،أما السكن الصفيحي فهو السكن الذي يتخذ شكل البراريك املبنية دون استعمال مواد صلبة ،أو تكون حيطانها
مبنية بمواد صلبة دون السقوف ،ويتخذ هو اآلخر شكلين" احدهما تلقائي ،واألخر يكون منظم في إطار مساحات مخصصة
27
الستقبال هذا النوع من السكن خاصة على هوامش املدن واملراكز الحضرية.
و نشير إلى أن مجموع األسر التي تقطن في السكن املشابه أو في السكن الصفيحي انتقل من 45068أسرة سنة 2004بمجموع
الجهة إلى 14487سنة ،2014أي أن نسبة هذا النوع من املساكن تقلص بنسبة %211في غضون عقد من الزمن ،في مجموع
تراب الجهة ،غير أن ما تبقى من مجموع هذا السكن يرتكز باألساس في أكادير اداو تنان بنسبة %24وفي عمالة انزكان ايت
ملول بنسبة ، %21بمعنى أن القطب الحضري ألكادير الكبير حاليا يتضمن أزيد من %45من مجموع السكن املشابه والسكن
الصفيحي بالجهة ،فيما ينتشر الباقي في إقليم اشتوكة ايت باها بنسبة %28وتارودانت % 17و %10في إقليم طاطا وتزنيت.
26محمد على بوحلبة "مساهمة في دراسة إشكالية معالجة السكن غير الالئق باملغرب" أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام ،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية جامعة محمد الخامس الرباط السنة الجامعية 2006-2005الصفحة .63
27هشام مجدول "الدولة ومحاربة السكن غير الالئق –مجموعة التهيئة العمران نموذجا -رسالة لنيل شهادة املاستر في القانون العام بكلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء اللسنة الجامعية 2008-2007الصفحة .03
17
يظهر هذا املبيان التطور امللحوظ" في معالجة السكن العشوائي واألحياء الصفيحية خاصة في مدينة اكادير ومدينة انزكان
املشكلتين" للقطب الحضري ألكادير الكبير ،ويكشف عن املجهود الذي بدل في إطار برنامج مدن بدون صفيح وبرامج التأهيل
واقع السكن املهدد باالنهيار ،والسكن املشروك في القطب الحضري ألكادير الكبير : )2
لئن كان عمر السكن في القطب الحضري ألكادير الكبير ال يتجاوز 50سنة إال أن السكن املهدد باالنهيار مازال منتشرا رغم قلة
نسبه ،وفي هذا اإلطار يبلغ عدد األسر التي تقطن السكن املهدد باالنهيار على صعيد الجهة 2746أسرة %48 ،منهم تتواجد باملدار
الحضري ،استنادا إلى اإلحصاء الذي قامت به وزارة الداخلية سنة ،2012وإن كانت بعض املدن داخل الجهة تحتل مراتب
متقدمة (تارودانت ،تزنيت ،طاطا) فإن مدينة انزكان تتضمن حوالي %15من السكن املتداعي" واملهدد باالنهيار ،فيما ال تمثل
28
نسبة اكادير سوى %02من مجموع هذا النوع داخل الجهة.
و ترجع أسباب انتشار هذا النوع من السكن إلى عدم توفر اإلمكانيات" املادية لإلصالح لدى األسر القاطنة ،وعدم احترام
ضوابط البناء ،وعدم انجاز الدراسات التقنية حول األرض قبل إعدادها للسكن ،غير أن ما يالحظ في هذا الصدد غياب
إحصائيات دقيقة حول املناطق املشمولة بهذا النوع من املساكن ،وعدم توفر سياسة واضحة لدى الوزارة ملعالجة هذا النوع
من البنايات داخل الجهة ،وإن كانت بعض املحاوالت قد بدأت بالفعل في بعض املدن العريقة األخرى داخل الجهة مثل تارودانت
28وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير وسياسة املدينة "مونوغرافية جهة سوس ماسة حول السكن وسياسة املدينة" مرجع سابق الصفحة
.63
18
لئن كانت هذه األنواع تمثل الحظ األوفر من السكن غير الالئق في القطب الحضري ملدينة اكادير إال أن السكن الذي تقطنه
أسرتين" أو أكثر ،يتحول من سكن الئق إلى سكن غير الئق ،ونشير إلى أن ظاهرة السكن املشروك (la cohabitation du
)logementليست حديثة العهد بل هي ظاهرة قديمة حاولت الدولة معالجتها ،إذ نالحظ أن نسبة هذه الظاهرة تقلصت من
1.01سنة 2004إلى 1.006سنة 2014على صعيد الجهة ككل ،حيث انتقل عدد األسر التي تقتسم املسكن الواحد من 4369
سنة 2004إلى 3517سنة 29،2014وعلى صعيد عمالتي اكادير اداوتنان و انزكان ايت ملول توضح األرقام التالية وضعية السكن
ويمكن مالحظة هذه النسب ومقارنتها بباقي املدن داخل الجهة على الشكل التالي :
29وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير وسياسة املدينة "مونوغرافية جهة سوس ماسة حول السكن وسياسة املدينة" مرجع سابق الصفحة
.64
19
ويالحظ أن هذه النسب تنتشر باألساس باكادير اداوتنان ( )%37و بانزكان ايت ملول ( ،)%12أي أن القطب الحضري ألكادير
الكبير يحضى بنسبة %49من مجموع نسب الظاهرة في الجهة ،بما مجموعه 6270سكن مشروك وهذه النسبة مرتكزة
باألساس في بعض الجماعات داخل القطب الحضري ألكادير الكبير وذلك على الشكل التالي:
عموما تنتشر مظاهر السكن غير الالئق في القطب الحضري ألكادير الكبير بنسب متفاوتة وبشكل غير متحكم فيه وفي مناطق
محددة داخل نفس القطب ،ونتساءل عن مختلف الجهود التي تبدلها الدولة ملعالجة إشكالية" السكن غير الالئق والتفاوتات
العمرانية" التي أبرزناها ،وما املستجد الذي حمله مشروع القطب الحضري ألكادي الكبير في هذا الصدد؟ وهو ما سنحاول
املطلب الثاني :التدخل العمومي ملعالجة السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية بالقطب الحضري ألكادير الكبير
يبين واقع السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية" في القطب الحضري ألكادير الكبير من جهة جهود الدولة في مواجهة
هذه الظاهرة (الفقرة األولى) ،وطموحها من خالل مختلف الرهانات" التي تحاول تحقيقها ،وكذا كيفية تعاملها" مع مختلف
الفقرة األولى :جهود الدولة في مواجهة السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية في القطب الحضري ألكادير الكبير:
تتمثل الجهود التي تبذلها الدولة ملعالجة مشكل السكن غير الالئق(أوال) والتفاوتات العمرانية" (ثانيا)في مختلف املشاريع
والبرامج الرامية إلى القضاء على هذه الظاهرة وقد كان لهذه السياسات وقع إيجابي على قطاع السكن وعلى سياسة املدينة ،في
جهة سوس ماسة ،ويالحظ أن هناك تقدما ملحوظا في السنوات" األخيرة من خالل وثيرة إنتاج السكن منذ سنة ،2010التي
تجاوزت الوثيرة السنوية لتزايد األسر ،خاصة في املجال الحضري ،كما يالحظ أن هناك تقارب بين العرض" والطلب" في مجال
20
السكن باإلضافة إلى العديد من البرامج التي تسعى الدولة من خاللها إلى امتصاص أزمة السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية"
في املجال الحضري ،مما ممكن قطاع السكن في املساهمة بشكل بارز في النمو وفي تنمية الجهة.
عبئت الدولة مساحات عقارية مهمة المتصاص مظاهر السكن غير الالئق وتشجيع إنتاج السكن ذو التكلفة املنخفضة ،إذ
يالحظ ارتفاع إنتاج هذا النوع من السكن في السنوات األخيرة ،وبالنظر إلى مختلف اآلثار املقلقة املترتبة عن ظاهرة السكن غير
الالئق والسكن العشوائي ،حاولت الدولة أن تنوع من أشكال تدخلها ملعالجة هذه الظاهرة املقلقة ،مستهدفة القضاء على مختلف
بؤر السكن الصفيحي في الجهة ككل ،من خالل برنامج مدن بدون صفيح ( )1وإعادة إسكان قاطني الدور املهددة باالنهيار ،أو
الدور املنشأة في مناطق مهددة بالزالزل( )2وتشجيع السكن االجتماعي والسكن املخصص للطبقة الوسطى( )3باإلضافة الى
جهود الدولة في دعم السكن االجتماعي والسكن املخصص لذوي الدخل املتوسط( )4يبدو ان رقم 3غير موجود في الترتيب
التالي
تم إطالق برنامج مدن بدون صفيح من طرف صاحب الجاللة امللك محمد السادس سنة ،2004وكان الهدف من هذا البرنامج"
هو إعالن 84مجمع سكاني (حضري وقروي) كمدن بدون صفيح على املستوى الوطني ،حيث تم تفعيل هذا البرنامج" من طرف
وزارة السكنى وسياسة املدينة شكلت فيه املدينة وحدة للبرمجة ،مع إعطاء األولوية للتدخالت العامة واملندمجة التي تتم في إطار
تعاقدي بين الدولة والسلطات املحلية والجماعات" الترابية ،لضمان االحترام املتبادل لاللتزمات واملسؤوليات ،ولضمان استهداف
امثل للعملية وكذل لضمان نجاعة التدخل سواء على مستوى الوعاء العقاري ،أو على املستوى املالي واملؤسساتي واالجتماعي،
عقود املدينة ( ) les contrats-villesاملوقعة بين مديرية اإلسكان والسلطة املحلية والجماعات املحلية آنذاك ،تحدد هذه العقدة
آليات" القضاء على الظاهرة ،واملسؤوليات والتزامات مختلف الشركاء ،االتفاق املالي والعملي ،الذي يتسم بالطابع اإلجرائي موقع
بين الدولة وشركة العمران" باعتبارها املكلف بإنجاز املشروع ،بالنظر إلى مختلف السلبيات التي يمثلها هذا الشكل غير الالئق من
السكن سواء على القاطنين فيه أو على مستوى الفضاء الذي تتواجد به هذه الدور ،وأيضا بالنسبة للساكنة املحاذية لها ،سواء
من الناحية األمنية أو االجتماعية أو الجمالية ،...فقد تم تفعيل البرنامج" في جهة سوس ماسة سنة ،2004ويستهدف إزالة عدد
21
مهم من األحياء الصفيحية بمختلف مدن الجهة ،خاصة باكادير و انزكان ايت ملول ،وذلك في إطار اتفاقية الشراكة مع الفاعلين
و استهدف هذا البرنامج" أزيد من 17239أسرة على مستوى املجال الحضري للجهة ،وتم تخصيصه بغالف مالي يناهز 1,39مليار
درهم ،وصلت نسبة التخلص من األحياء الصفيحية بالجهة سنة 2017حوالي ، %95أي حوالي 15221سكن صفيحي براكة
قزديرية تؤوي 16457أسرة ،وتم إعالن مدينة اكادير ومدينة اشتوكة ايت باها كمدن بدون سكن صفيحي بنسبة ،%100سنة
، 2008في حين مازالت الجهود مستمرة إلعالن مدينتي انزكان و ايت ملول بدون صفيح ،إذ تقدر النسبة املتبقية في هذه املدينة
ب ،%8ويبين هذا الجدول نسب التخلص من السكن الصفيحي بكل من اكادير اشتوكة ايت باها وانزكان ايت ملول.
يظهر هذا البرنامج" مستوى املجهود املبذولة للقضاء على دور الصفيح على املستوى الوطني بشكل عام وعلى صعيد
الجهة بشكل خاص خالل مدة 15سنة ممتدة من 2004إلى ، 2017وفي ما يلي بعض صور لألحياء املخصصة إليواء قاطني دور
22
)2الجهود املبذولة في إطار برنامج محاربة السكن املهدد باالنهيار :
ظهر هذا البرنامج في نهاية ثمانينيات" القرن املاضي ،ظ"اهرة الس"كن امله"دد باالنهي"ار في املغ"رب" م"ازالت تتس"ع ،و خس"ائرها املادي"ة
والبشرية في تزايد مستمر،و ملواجهة ه""ذه الوض"عية عملت الدول""ة من خالل مديري""ة اإلس""كان وسياس"ة املدين"ة وبن"اء على اتفاقي"ات
الش" ""راكة م" ""ع مختل ""ف الف ""اعلين املعن ""يين على برمج ""ة بعض أش" ""كال الت" ""دخل وبعض املقارب" ""ات الحت ""واء الوض ""ع ،وتختل ""ف أش" ""كال
التدخل املباشر املرتكز" على أشغال تعزيز" وتأهيل ،البنايات" وتكتيف املباني ،وتقوية الدعامات األساسية.
الت""دخل غ""ير املباش""ر املتعل""ق بتجدي""د البني""ة التحتي""ة والترص""يف و التبلي""ط ،واألش""غال املتعلق""ة بالحماي "ة" ض""د االنهي""ارات
األرضية.
الت" ""دخل في ش" ""كل التأهي" ""ل الحض" ""ري ال" ""ذي يتخ" ""ذ مجموع" ""ة من اإلج" ""راءات ال" ""تي تس" ""تهدف تحس" ""ين األنس" ""جة الحض" ""رية
وفي هذا الصدد صدر سنة 2016القانون رقم 12.94املتعلق بمعالجة املباني االئلة للسقوط ،وقد مكنت هذه االلية القانونية من
ملء الفراغ القانوني في هذا املجال للتمكن من ضمان االلية القانونية واملؤسساتية واملالية للتدخل.
حيث تمت مباش ""رة بعض الت ""دخالت بش ""أن تأهي ""ل وحماي ""ة النس ""يج الحض ""ري التقلي ""دي ،وأيض ""ا إع ""ادة إي ""واء ق ""اطني املازل األيل ""ة
للس ""قوط في جه ""ة س""وس ماس""ة خاص""ة في م""دن ت ""زنيت وت""ارودانت(النس ""يج التقلي""دي في املدينتين) ،و همت ه ""ذه الت ""دخالت 1069
اس""رة ،بغالف م""الي ين""اهز 84,7ملي""ون درهم ،وس""بق واش""رنا الى ان ه""ذا الن""وع من املب""اني التقليدي""ة قلي""ل ج""دا في القطب الحض""ري
تفعيل مخطط حماية املدن وسياسة التجديد الحضري كألية للوقاية وضمان االستمرارية.
3غير موجود
برنامج دعم السكن االجتماعي والسكن املخصص لذوي الدخل املتوسط )4
يحتل السكن االجتماعي مكانة مهمة في سياسة الدولة املتعلقة بالسكن ،ويتم دعمه بمجموعة من املفعلة منذ سنة ( 1995أ)،
باإلضافة الى صناديق التمويل والضمان(ب) املخصصة لضمان االستفادة من السكن االجتماعي.
البرنامج الوطني ملنتوج السكن املنخفظ التكلفة الذي قيمته تترامح ما بين 80000الى 120000درهم على امتداد الفترة
ما بين 2003و ،2007إذ استهدف هذا البرناج احداث 100000وحدة سكنية في السنة.
البرنامج الوطني ملنتوج السكن املنخفض التكلفة ذات القيمة 140000درهم ممتد من من سنة 2008الى ،2012
البرنامج الوطني النتاج السكن االجتماعي الذي ال تتجاوز قيمته 250000درهم خالل الفترة املمتدة ما بين 2010الى
،2020ويستفد هذا البرنامج من العديد من االمتيازات الضريبية" واملالية والعقارية واإلدارية املتعلقة باعداد امللفات
املتعقة باملشروع في اطار االستثناءات املتعلقة بمجال التعمير ،...ومؤخرا اصبحت جهة سوس ماسة ال تعرف سوى
منتوج السكن املنخفض التكلفة بقيمة 140000درهم والسكن االجتماعي بقيمة 250000درهم.
فبالنسبة للنوع األول (منتوج السكن املنخفض التكلفة بقيمة 140000درهم) ،احتضنت الجهة 29مشروع لهذا املنتوج
املنخفض التكلفة بقيمة 140000درهم منذ سنة ،2008منها 21مشروع منجز من طرف شركة العمران ،وأربعة مشاريع عن
طريق شراكة مع القطاع الخاص ،وفي نهاية سنة 2017اشار التقرير الصادر عن وزارة السكنى وسياسة املدينة ،الى ان املشاريع
24
املرخص لها بلغت أزيد من 11117وحدة سكنية من هذا النوع %68منها منجزة من طرف مؤسسة العمران ،واملجموع العام
الذي تم إنجازه وانتهاء االشغال به يناهز 6220وحدة سكنية %59 ،منها منجزة من طرف مؤسسة العمران ،فيما يبلغ عدد
الوحدات" السكنية التي في طور اإلنجاز 1754منها % 70من طرف مؤسسة العمران ،و عدد الوحدات السكنية التي حصلت على
شهادة املطابقة حوالي 5868وحدة سكنية منها %56منجزة من طرف مؤسسة العمران ،وفي ما يلي بعض املشاريع املرتبطة"
بالسكن منخفض التكلفة بقيمة 140000درهم على مستوى مدينة أكادير اداوتنان و انزكان ايت ملول :
و بالنسبة للنوع الثاني املرتبط ببرنامج السكن االجتماعي بقيمة 250000درهم ،احتضنت جهة سوس ماسة إلى غاية نهاية سنة
2017حوالي 86مشروعا،منها % 65منجزة من طرف القطاع الخاص ،فيما بلغ عدد املشاريع التي استفاد منها القطب الحضري
ألكادير الكبير واملتعلقة بهذا النوع من السكن حوالي 91مشروع ،وتتوزع هذه املشاريع إلى حدود نهاية سنة 2017على الشكل
التالي:
العدد املرخص له على صعيد الجهة هو 39460وحدة سكنية منها %82منجزة من طرف القطاع الخاص. -
العدد الذي في طور اإلنجاز هو 10655وحدة سكنية منها %80منجزة من طرف القطاع الخاص -
25
فيما بلغ عدد الوحدات املنتهية األشغال 26117وحدة سكنية منها %82منجزة من طرف القطاع الخاص ،ووصل عدد الوحدات"
السكنية التي حصلت على شهادة املطابقة حوالي 22853وحدة سكنية منها %91منجزة من طرف القطاع الخاص.
في إطار القانون املالي لسنة ،2012لجأت الدولة إلى تحويل صندوق التضامن للسكن ( )fonds solidarité habitatإلى صندوق
التضامن للسكن واإلدماج الحضري( ،)fonds solidarité habitat et intégration urbaineهذا األخير الذي تحول إليه عائدات
الرسم على االسمنت منذ سنة 2002ومع تعديل قانون املالية لسنة 2012أصبح يحول إليه أيضا الرسم على الرمل والرسم على
الحديد ،مما سيمكن هذا الصندوق من ضمانة استدامة التمويل املوجه ملعالجة أزمة السكن.
26
ويتم استغالل االعتمادات املرصودة بهذا الصندوق من خالل البرمجة متعددة السنوات من اجل مواجهة الحاجيات من
االعتمادات املالية الالزمة إلنجاز مختلف برامج املتعلقة بمعالجة السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية خاصة برنامج مدن
وقامت الدولة بإحداث آلية للضمان" متمثلة في "ضمان السكن" عبر اتفاقية 19سبتمبر ،2008مبرمة بين الدولة والصندوق
املركزي للضمان ،هذه االتفاقية عوضت ونسخت االتفاقية املبرمة بين الدولة والصندوق املركزي للضمان" واملتعلقة بضمان
منتوج فوكاريم ( )Le produit FOGARIMومنتوج فوكالوج ( ،)Le produit FOGALOGEالذي شرع في تفعيلها سنة .2004
منتوج فوكاريم :مخصص لضمان خسائر العقارية املمنوحة من طرف مؤسسات االئتمان لألشخاص الذاتيين ذوي -
منتوج فوكلوج :مخصص لضمان الخسائر العقارية املمنوحة من طرف مؤسسات االئتمان لألشخاص الذاتيين -
املشتغلين" مع القطاع الخاص واملنخرطين لدى صندوق الضمان االجتماعي ،أو لفائدة املوظفين وأعوان الدولة وليسوا
شكلت التفاوتات العمرانية هاجسا يؤرق بال السلطات" العمومية املغربية ولذلك باشرت العديد من التدخالت سواء في إطار
سياسة املدينة ( )1في اطار إعادة هيكلة االحياء الناقصة التجهيز( )2والرقي بالتخطيط العمراني وتطوير الياته()3
تعتبر سياسة املدينة كما هي معرفة في التصريح الحكومي كسياسة عمومية عرضانية وتضامنية تستهدف محاربة كل أشكال
اإلقصاء االجتماعي واملجالي وتشجع االندماج الحضاري للتجمعات واألحياء الناقصة التجهيز من خالل التشغيل والولوج إلى
الخدمات وتجهيزات القرب ،و هي سياسة بين وزارية مندمجة متعددة األطراف وتعاقدية وتشاركية تتوخى تحقيق تنمية املدن
تقوية دور املدينة كقطب للتنمية ومصدر إنتاج الثروة والشغل ألكبر عدد ممكن من األفراد.
27
تقوية قدرات االندماج االقتصادي واالجتماعي واالستقرار في املدن.
تحسين إطار العيش" في املناطق الحضرية التي تعرف خصاصا في السكن والتجهيز ونقصا في معدل التغطية" بالخدمات
الحضرية.
ومن اجل تحقيق هذه األهداف تعمل سياسة املدينة على تفعيل برنامج للتدخل وإجراءات لتعزيز منسوب الحكامة للدولة
والجماعات" الترابية" لضمان ضبط مشروع التنمية املحلية بشراكة مع القطاع الخاص واملجتمع املدني وباقي الفاعلين املحليين في
إطار رؤية مشتركة لألوليات واألنشطة املعنية ،فمنذ سنة 2014استفاد حوالي 20تجمعا سكنيا في جهة سوس ماسة من هذا
البرنامج بغالف مالي يناهز 7543,81مليون درهم ،حيث تم توقيع أزيد من تسع اتفاقيات في هذا االطار مع مديرية اإلسكان
وسياسة املدينة بالجهة بقيمة مالية تناهز 2173,62مليون درهم ،وأيضا هناك ثالث مشاريع االتفاقيات في طور التوقيع،
28
التدخل في إطار برنامج إعادة هيكلة االحياء الناقصة التجهيز )2
يندرج هذا البرنامج في اطار التوجيهات" امللكية السامية ،وفي اطار املقتضيات التشريعية والتنظيمية املتعلقة محاربة السكن
غير القانوني ،ويشكل مقاربة جديدة شاملة ومندمجة ترتكز على سلسلة من التدخالت املرتبطة بالنسيج الحضري للمدن
املعنية ،كما يدخل هذا البرنامج" في النهج القائم على التأزر والتضامن والتشاور بين جميع الشركاء املعنيين بالتنمية الحضرية في
املغرب.
فالتأهيل الحضري يتجسد من خالل محاور االستراتيجيات التي تشكل في مجموعها استجابات للمشاكل الحضرية (التطهير ،املاء
الصالح للشرب ،النقل ،والجوالن ،تقليص السكن غير الالئق ،استباق التوسع الحضري املشوه،)...
و يبقى الهدف الرئيسي لهذا البرنامج" هو تحسين ظروف عيش الساكنة واالسر ،وتسوية الوضعية العقارية وحماية الوضع
االجتماعي واالقتصادي واالندماجي األحياء غير املهيكلة واملهمشة في النسيج الحضري ،من خالل مقاربة تجمع بين التدخالت
الفعلية واألنشطة الوقائية املركزة على تجهيز وتعبئة الوعاء العقاري ،حيث تقوم الدولة بتأهيل االحياء الناقصة التجهيز وتأهيل
و بدأ تفعيل هذا البرنامج في اطار جهة سوس ماسة منذ سنة ،2003واستهدف 100000اسرة تقطن حوالي 16حيا من احياء
املجال الحضري من ظمنها (أكادير ،ايت ملول ،انزكان ،الدشيرة القليعة الدراركة )..كأحياء تدخل في اطار القطب الحضري
ألكادير الكبير ،باإلضافة الى 17حيا يدخل في نطاق املجال القروي للجهة ،وتبلغ قيمة االستثمار العام املتعلق" بمشروع تأهيل
29
و نهاية سنة 2017بين تقرير تقييمي تقدم لهذا املشروع أن اإلنجازات تفوق %87وعلى مستوى العماالت التي تندرج في اطار
على مستوى عمالة اكادير اداوتنان سجل التقرير انتهاء اشغال إعادة الهيكلية" بالنسبة لألحياء التابعة لجماعة الدراركة ،فيما باقي
االشغال املتعلقة بإعادة الهيكلة" بباقي املناطق التابعة لعمالة اكادير(اورير ،بنسركاو ،اغروض ،سفوح الجبال) أفاد ان نسبة
على مستوى انزكان ايت ملول سجل التقرير انتهاء مشروع إعادة الهيكلة" املتعلقة بالجماعات" التالية ايت ملول ،الدشيرة الجهادية
التمسية ،انزكان ،فيما بلغت نسبة اإلنجاز بالجماعة القروية القليعة نسبة ،%95
30
)3االرتقاء بالتخطيط العمراني وتطوير الياته
وعيا بأهمية قطاع التعمير في التخطيط وتأطير التنمية الحضرية ،تسعى الدولة من خالل وزارة إعداد التراب" الوطني
والتعمير والسكنى وسياسة املدينة إلى إعداد وإنجاز الدراسات الضرورية في مجال التعمير لضمان تغطية التراب" الوطني بوثائق
وفي هذا اإلطار شرعت الوزارة في اتخاذ مجموعة من اإلجراءات من اجل تعزيز وتوجيه نشاط الوكاالت الحضرية من اجل
وضع آليات" التنمية الحضرية والرقي بالتكتالت العمرانية ،وفي هذا اإلطار انخرطت الوكاالت الحضرية في إعداد مشاريع
التكتالت
projets d’agglomération) (lesمن اجل األقطاب" الحضرية ومشاريع التراب" ( )projet de territoireالذي يشمل نطاق النفوذ
الترابي" لهذه املدن مما ساهم في تحديث طرق التدخل من خالل تجميع الفاعلين الرئيسين املحليdن والجهويين حول هدف واحد
مشترك.
وفي إطار تبسيط املساطر املتعلقة بالتعمير ،تم إرساء مساطر االستثناء لصالح املشاريع ذات الوقع االقتصادي واالجتماعي ،وهو
ما خلق نوعا من املرونة على وثائق التعمير وخلق نوعا من التكامل بين متطلبات" هذه الوثائق" ومشاريع االستثمار ذات النفع
31
االقتصادي واالجتماعي ،خاصة وأنها تسمح بالحصول على رخص التجزئة والتقسيم دون مخالفة املقتضيات التنظيمية الجاري
بها العمل" في وثائق التعمير ،ويوضح الجدول التالي على مستوى أكادير اداوتنان و انزكان ايت ملول حجم التغطية بوثائق التعمير
األساسية:
الفقرة الثانية :الرهانات والتحديات املرتبطة بمعالجة السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية
ترتبط مختلف الرهانات التي تحاول الدولة تحقيقها من جهة بمدى قدرتها على مواكبة الحاجيات املتزايدة للسكن
(أوال) ،لالستجابة للطلب" على السكن ،ومختلف التحديات واالكراهات التي مازالت تعوق تحقيق هذه الغاية" (ثانيا)
يمكن تلخيص املستوى العام للحاجيات في السكن في وقت معين من خالل أمرين رئيسين أولهما الحاجيات املتراكمة التي تمثل
حاليا مختلف مظاهر السكن غير الالئق في القطب الحضري ألكادير الكبير ،ملعالجة هذه املظاهر.
وثانيهما" الحاجيات املستقبلية التي يتطلبها مواجهة تزايد الطلب على السكن خالل فترة معينة بالنظر إلى معدل تزايد األسر في
هذا القطب ومعدل تعويض السكن املتداعي ،باالنهيار خالل نفس الفترة ،وذلك لتفادي مخاطر تراكم أزمة السكن وبالتالي
وألجل ذلك حاولت الدولة وضع مختلف اإلجراءات للتحكم في سوق السكن في جهة سوس ماسة وخاصة في القطب الحضري،
حيث يتعين على سوق السكن أن يوفر 209620مسكن في حدود سنة ،2025منها %79في املجال الحضري ،وهذه املساكن
32
ستخصص لالستجابة للتطور األسر بالجهة في أفق ،2025وتحظى اكادير ادا وتنان بنسبة %28في حين تحظى انزكان ايت ملول
رصيد السكن املتوفر بالجهة في حدود سنة 2020ال يتجاوز 114247وحدة سكنية ،والرهان على إحداث 206620
وحدة سكنية في أفق ،2025أي ما يقارب 19056وحدة سكنية سنويا ،وتشير اإلحصائيات إلى أن سوق القطب الحضري ألكادير
الكبير ،يتعين أن يوفر أزيد من 80462وحدة سكنية في أفق ،2025أي ما يقارب %38من الحاجيات" العامة للجهة و %49من
حاجيات السكن في املجال الحضري للجهة ،ويمثل الجدول التالي تزايد حاجيات السكن في القطب الحضري ألكادير الكبير تبعا
33
وقد عملت وزارة اعداد التراب الوطني والتعمير والسكنى وسياسة املدينة على تصنيف حاجيات االسر التزايدة" تبعا
لتصنيف أنواع السكن استنادا الى طبقات دخل االسر في املجال الحضري ،واصناف الطبقات" االجتماعية لرب االسرة ،من خالل
اإلحصاء العام للسكان والسكنى ،وأيضا متسوى االنفاق السنوي لألسر خالل السنوات األخيرة ،حيث تتحكم في الغالب هذه
املتغيرات في اختيار نوع السكن ،والنتائج أن نوع السكن السائد حسب الحاجيات هو السكن االجتماعي والسكن ذو التكلفة
املنخفظة بنسبة %68من مجموع الحاجيات ،في افق ، 2025ويستهدف هذا النوع أيضا حل مشكلة السكن غير الالئق في مختلف
اشكاله ،فهو رهان الوزارة في حل ازمة السكن ،ويأتي السكن االقتصادي في املرتبة الثانية بنسبة %18من الحاجيات العامة ،ثم
يليه السكن املتوسط والعالي التكلفة بنسبة بنسبة %14ويتبن ذلك من خالل الجدول التالي:
34
فيما يبين الجدول التالي تصنيف حاجيات السكن في القطب الحضري ألكادير الكبير حسب نوع السكن مقارنة نسب سنة 2020
وتقديرات سنة ،2025
35
ويمكن ترجمة هذه النسب إلى عدد وحدات السكن املخصصة لتلبية الحاجيات حسب النوع وحسب الفترة في القطب الحضري
ألكادير الكبير استنادا إلى الجدول التالي:
ثانيا :االكراهات والتحديات التي تعيق القضاء على ظاهرة السكن غير الالئق والتفاوتات العمرانية :
36
37