Professional Documents
Culture Documents
التجربة الرواندية في تحقيق التنمية الاقتصادية من حرب أهلية الى نهضة اقتصادية
التجربة الرواندية في تحقيق التنمية الاقتصادية من حرب أهلية الى نهضة اقتصادية
:ملخص
واستطاعت يف وقت قياسي أن تتحول من اقتصاد يعاين إىل،هدفت هذه الدراسة إىل الوقوف على جتربة تنموية أهبرت العامل
وهي جتربة رواندا اليت شهدت ازدهارا يف عديد القطاعات على الرغم ِم ْن،اقتصاد ينمو أبكثر من أرقام أعظم اقتصادات العامل
ولقد قمنا ابالعتماد على البنك الدويل ووزارة املالية والتخطيط االقتصادي يف رواندا للحصول على بياانت.ضعف اإلمكانيات
ونسبة، وبتحليل مؤشر منو الناتج احمللي اإلمجايل ومؤشر نصيب الفرد من إمجايل الناتج احمللي وكذلك التضخم،االقتصاد الرواندي
ِ وتوصلت الدراسة إىل أن اإلرادة القوية والرؤية الواضحة هي العامل،مسامهة القطاعات اليت يقوم عليها االقتصاد الرواندي
احملفز
. وسر جناح التجربة الرواندية يف حتقيق التنمية االقتصادية،القتصاد سريع التغري
. رواندا ؛ تنمية اقتصادية ؛ منو اقتصادي ؛ اقتصاد رواند ؛ مؤشرات التنمية:الكلمات املفتاحية
Abstract :
The aim of this study is to identify a development experience which impressed the
world and could in record time transform from a suffering economy to growing one
with numbers more than those of the world's greatest economies,
And that is the experience of Rwanda which has witnessed prosperity in many sectors
despite the less resources it has. We relied on the World Bank and the Ministry of
Finance and Economic Planning in Rwanda to obtain data for the Rwandan economy
and we analyzed the gross domestic product growth indicator and the individual capita
from the gross domestic product growth indicator as well as inflation, and the
percentage of the contribution of the sectors upon which the Rwandan economy is
based. The study concluded that strong will and clear vision are the catalyst for a rapidly
changing economy and are the secret behind the success of the Rwandan experience in
achieving economic development.
Key Words: Rwanda; economic development; economic growth; Rwandan economy;
development indicators.
644
بن عيسى .ر اجمللد السابع ،العدد ( 03ديسمرب )2021
املقدمة:
إن املوارد الطبيعية والبشرية اليت تزخر هبا القارة اإلفريقية كفيلة أبن تنعكس على مستوى معيشتها ،وجتعلها يف
مقدمة ترتيب الدول ،بينما الواقع مالف لِذلك متاما إذ نلحظ التخلف والفقر والتبعية واِنعدام التنمية مما جيعلها يف
مؤخرة الرتتيب ،وجيعل اللِحاق ابلركب أمرا يكاد يكون مستحيال ،فعلى الرغم من اجلهود العديدة الرامية إىل حتقيق
تنمية اِقتصادية لعدة دول إفريقية ،إال أن الضعف والتخلف اِلتصق هبا ليصبح أحد صفاهتا.
من بني الدول اإلفريقية اليت عرفت طفرة منو قياسية حماولة أن حتقق هنضة اِقتصادية دولة رواندا ،هذه الدولة اليت
عرفت بصغر مساحتها وبعدها عن الساحل ،وكثافتها السكانية اليت بلغت 12.5مليون نسمة يف سنة ،2018
وافتقارها للعديد من اإلمكانيات اليت تؤهلها أن تكون يف املراتب األوىل اِقتصاداي إذا ما قورنت مبا ميتلكه الكثري من
الدول األخرى من حقول نفطية و مناجم احلديد والصلب و معادن نفيسة وغريها ،ابإلضافة إىل معاانهتا املطولة مع
احلرب األهلية سنة 1994اليت خلفت ضحااي ابملاليني وعداوة بني أبناء البلد الواحد ،إال أهنا استطاعت يف
العقدين األخريين حتقيق إجنازات اقتصادية هائلة ،مبنية على رؤية مفادها التخلص هنائيا من ملفات احلرب األهلية،
وإنشاء مصاحلة وطنية هتدف إىل إشراك اجلميع يف حتقيق تنمية اقتصادية تعود ابلسخاء و الرفاهية ألبناء روندا ،و
ظهر ذلك جليا يف تطور الناتج احمللي اإلمجايل الذي اِنتقل من %2.2سنة 2003إىل %4.7سنة 2013
ليصل إىل %10.9يف 9أشهر األوىل من سنة ،(world bank, 2020, p. 3) 2019حيث أصبحت
متثل الزراعة حاليا %30من الناتج احمللي اإلمجايل بعدما كانت متثل %50يف سنوات 1998-1994
واخلدمات %39والصناعة .%16
أتسيسا ملا سبق نطرح اإلشكالية الرئيسة :كيف استطاعت رواندا حتقيق أداء اقتصادي قوي؟
فرضيات الدراسة :لإلجابة على اإلشكالية املطروحة مت وضع الفرضيات التالية:
-سامهت احلكومة بشكل رئيسي يف حتقيق التنمية االقتصادية يف رواندا نتيجة اخلطط التنموية املوضوعة
واإلصالحات االقتصادية املعتمدة؛
ِ -
االستثمار يف التعليم والصحة من أولوايت الربانمج االقتصادي يف رواندا؛
-التحول من اِقتصاد زراعي اىل اقتصاد صناعي وخدمايت ضرورة حتمية لتحقيق معدالت منو عالية يف رواندا.
أهداف الدراسة:
-التعرف على املراحل اليت مر هبا منو االقتصاد يف رواندا؛
-حتليل مؤشرات منو االقتصاد الرواندي ومعرفة نقاط قوته؛
-معرفة اإلجراءات اليت اعتمدهتا رواندا يف حتسني اِقتصادها.
أمهية الدراسة :إن وصول اقتصاد رواندا إىل مراتب متقدمة يف العديد من املؤشرات التنموية رغم ضعف إمكانياهتا،
يعطي أمهية ابلغة لدراسة هذه التجربة ،لعلها تقدم درسا مهما لكثري من الدول اليت مرت أو مازالت متر أبزمات
سياسية ،أو تلك اليت تسعى لتحقيق هنضة اقتصادية.
645
بن عيسى .ر اجمللد السابع ،العدد ( 03ديسمرب )2021
منهج الدراسة :لدراسة املراحل اليت مر هبا االقتصاد يف رواندا وجب علينا اتباع املنهج الوصفي ،و ِالستنطاق
املؤشرات الكمية وحتليلها ومعرفة األسباب استوجب استخدام املنهج التحليلي.
تقسيمات الدراسة :لإلجابة على اإلشكالية املطروحة ،والتطرق للموضوع جبميع حيثياته قسمت الدراسة اىل أربعة
حماور:
احملور األول :واقع االقتصاد يف رواندا ومراحله؛
احملور الثاين :القوى احملركة لالقتصاد الرواندي؛
احملور الثالث :حتليل مؤشرات النمو االقتصادي يف رواندا؛
احملور الرابع :االجراءات اليت اعتمدهتا روندا يف حتسني اقتصادها.
646
بن عيسى .ر اجمللد السابع ،العدد ( 03ديسمرب )2021
-ضعف املبادالت التجارية :إ ن الفقر الذي كانت تعيشه رواندا مل يسمح هلا بتنويع اقتصادها ليشمل الصناعة
والتجارة واقتصرت على الزراعة يف كسب قوهتا ،كما أن موقعها يف وسط إفريقيا جعلها بعيدة عن الساحل الذي
يشجع ويسهل عملية التجارة ،إىل جانب افتقارها لشبكات السكك احلديدية وحالة الطرقات السيئة اليت تربطها
جبرياهنا ال تشجعها على التصدير وال تساعد على توريد املواد األولية ومواد التجهيز الالزمة لإلنتاج احمللي.
-ضيق القاعدة االقتصادية :تفتقر رواندا ألدىن املوارد الطبيعية اليت ميكن أن يرتكز عليها اقتصادها ،وأغلب
منتجاهتا متمثلة يف القهوة والشاي والبريثروم ،وعلى الرغم من اِمتالكها لبعض املعادن ذات القيمة العالية إال أن
نسبتها ال تؤهلها لكي تدفع عجلة االقتصاد ،ويبقى الغاز الطبيعي ،املتوفر يف حبرية كيفو املورد الطبيعي اهلام الذي
متتلك منه البالد احتياطيات هامة تقدر حبوايل 60مليار مرت مكعب ،إال أن االهتمام بعمليات البحث
واالستكشاف عن املوارد ضعيف.
-ضعف الكفاءات والكوادر البشرية :عانت رواندا كباقي أغلبية الدول اإلفريقية من االستعمار ،مما أدى إىل
ختلفها وجهلها وفقرها وتدهور التنمية البشرية هبا ،كما أن احلكومات اليت توالت عليها مل جتد احللول الكافية لِت نمي
قدراهتا البشرية ،وركزت على املصلحة الذاتية بدل أن تفرز خنبة من املسريين القادرين على تسيري البلد كما جيب.
-رأس املال البشري :إن تطور رأس املال البشري مرهون ابخنفاض األمية والوصول إىل مستوايت عالية من التعليم
االنتقال من الفقر يف رواندا يرتبط ارتباطا وثيقا مبستوى التعليم الذي حيصل عليه للخروج من دائرة الفقر ،ويبدو أن ِ
أرابب األسر ،ولكن املالحظة أن أكثر من %70من البالغني مل يتحصلوا على التعليم االبتدائي ،إذ تعترب األمية
العائق األهم أمام حتديث االقتصاد الرواندي ،فنسبة كبرية من الروانديني ال يعرفون القراءة والكتابة ،عالوة على سوء
التغذية وانتشار األمراض اخلطرة كاملالراي وفريوس نقص املناعة البشرية ،وهو ما يعيق تطور القطاعات االقتصادية
اهلامة اليت حتتاج إىل موارد بشرية مدربة على التقنيات احلديثة املستعملة يف الزراعة وتربية احليواانت.
-اآلاثر السلبية اليت خلفها املستعمر :اِنبثق عن مؤمتر برلني 1885رسم حلدود الدول اإلفريقية ،واليت مل ير ِاع
فيها املستعمر أي اعتبارات خاصة ابألفارقة كالتجانس العرقي و اللغوي و التكامل االقتصادي واإلرث احلضاري ،و
إمنا لعبت املنافسة و التسابق و االستحواذ على مناطق النفوذ (العيدروس ،2014 ،صفحة )8دورا هاما يف وضع
احلدود ،ما خلف مشاكل بني الدول اإلفريقية بعد ِ
االستقالل.
و من خالل دراسة اخلريطة اجليوسياسية إلفريقيا ظهرت احلقائق التالية:
-عددا كبريا من الدول ال ترقى العتبارها دولة ألهنا ال متتلك كل مقومات الدولة.
-التخطيط العشوائي للحدود بني الدول جنم عنه قيام وحدات سياسية مزأة .
-مل يراع عند وضع احلدود االنسجام بني مساحة األرض و عدد السكان ،و حجم اإلمكانيات.
ومن هذا املنطلق كان االستعمار حييك هذه احلدود ،ويرمسها مع العلم أهنا ستفجر نزاعات و خالفات حدودية،
انعكست على التوافق السياسي الذي كان من املمكن أن حيصل بني الدول اإلفريقية ،و قد زاد هذا الوضع من
647
بن عيسى .ر اجمللد السابع ،العدد ( 03ديسمرب )2021
تفاقم مشكل احلدود و نتج عنه اضطراابت سياسية ،و صراعات عرقية مسلحة بني متلف األجناس أدت إىل مقتل
املاليني من األشخاص كاحلرب األهلية اليت قامت بني اهلوتو و التوتسي يف رواندا.
.2اقتصاد رواندا بعد احلرب األهلية (:)1994
.1.2االقتصاد الرواندي يف الفرتة ( :)2000 -1994عرفت رواندا يف أفريل 1994حرب أهلية طاحنة
قامت بني أبنائها ،خلفت خسائر بشرية قدرت ب 800.000من شعبها ،خرجت منها منعدمة املوارد منهكة
القوى ( ،)world bank, government of rwanda, 2019, p. 36تدمرت على إِثرها البنية
التحتية للبالد ومتزقت الروابط االجتماعية بني األفراد ،وأتلفت احلقول الزراعية ،ومؤسسات عديدة تطلب إعادة
بنائها ،وانعدم األمن و االستقرار و طالتها التهديدات من الداخل واخلارج ،واخنفض على إثرها الناتج احمللي
اإلمجايل إىل النصف يف عام واحد ،لِتصنف رواندا يف املرتبة ما قبل األخرية يف معدل الفقر بنسبة فاقت ، %80
مما أدى إىل حتمية إعطاء األولوية للسالم واملصاحلة الوطنية وحتقيق التنمية االقتصادية ،اِختذت على اثرها احلكومة
الرواندية خطوات عديدة أوهلا املصاحلة بني القبيلتني ،ومعاقبة كل من ساهم يف نشوب احلرب بينهما ،وجترمي
استعمال األلفاظ العنصرية والتمييزية مستقبال ،ومت إعادة هيكلة البنية التحتية للبالد وحتسني الظروف االجتماعية
للسكان م ركزة على االستثمار يف الرأس املال البشري ،وابدرت بتقدمي اخلدمات للفقراء وحماربة الفساد مما جعل
تعاطف اجلهات الرمسية واملساعدات اخلارجية تتهاطل عليها إلعادة إمنائها ،لتكون هذه املساعدات املصدر الرئيسي
لتمويلها اإلمنائي وتشكل حوايل %5من الناتج احمللي اإلمجايل يف الفرتة بني(.)2000-1995
كما واجهت رواندا حتدايت أخرى من افتقار ملؤسسات اقتصادية قوية وموظفني أكِفاء ،فالنقص احلاد يف
املوظفني احملرتفني شكل عقبة أمام تطوير مجيع القطاعات ،واالفتقار إىل األشخاص املدربني تدريبا كافيا يف الزراعة
وتربية املواشي كان حاجزا ابلنسبة لتحديث هذا القطاع وتوسعه ( ،)Rutayisire, 2013, p. 27وملواجهة
هذه املشاكل قامت احلكومة الرواندية إبصالحات اقتصادية أولية متثلت يف (:)Thomas, 2008, p. 2
-استقاللية البنك املركزي للسيطرة على التضخم وحتقيق استقرار االقتصاد الكلي؛
-إصالح النظام الضرييب من خالل إنشاء وكالة مستقلة لتحصيل الضرائب ،وإدخال الضريبة على القيمة املضافة؛
-خصخصة املؤسسات العمومية وتنشيط سوق العمل؛
-حترير التجارة عن طريق إزالة ضوابط األسعار.
حققت رواندا يف هذه الفرتة مستوى معقوال من استقرار يف االقتصاد الكلي واالنضباط املايل ( Rwanda
،)United Nations Development Assistanceوظهر ذلك يف منو الناتج احمللي اإلمجايل الذي كان إجيابيا
يف كل السنوات بعد ،1994ابلرغم من اعتمادها الكبري على املدخرات األجنبية نتيجة عدم كفاية املدخرات
احمللية ،إال أن هذه اإلصالحات االقتصادية مل تكن كافية لتحقيق التغيري اإلجيايب يف رواندا ،لعدم وجود السالم
واالستقرار وانعدام الدميقراطية ووجود العنصرية ،لذلك استوجب إدخال إصالحات سياسية واجتماعية لتكون
داعمة لإلصالحات االقتصادية (.)Jones, 2001, p. 13
648
بن عيسى .ر اجمللد السابع ،العدد ( 03ديسمرب )2021
649
بن عيسى .ر اجمللد السابع ،العدد ( 03ديسمرب )2021
650
بن عيسى .ر اجمللد السابع ،العدد ( 03ديسمرب )2021
العاملة يف القطاع الزراعي ،واليت متثل النساء نسبة ما يقارب %80من إمجايل القوى العاملة من الفالحني فهن
ي ق ْمن بدور رئيسي يف قطاع الزراعة إذ ينتجن أغذية لالستهالك احمللي ولألسواق.
.2قطاع اخلدمات يف رواندا:
عملت رواند على تنمية قطاعها اخلدمي منذ فرتة طويلة ،واعتربته من أولوايت احلكومة ،لضمان اقتصاد قوي يقوم
على توسيع الصادرات وجذب العمالت األجنبية وخلق وظائف جديدة خارج قطاع الزراعة ،فقامت احلكومة
ابلرتويج خلدماهتا إال أنه تبِعه منو يف الواردات بشكل أسرع ،ومع التحوالت األخرية يف أسعار السلع العاملية،
أصبحت رواندا تعاين من اختالل يف ميزان املدفوعات ،مما جعلها تلجأ إلنشاء برانمج "صنع يف رواندا" يسعى إىل
حتسني صورة املنتجات الرواندية داخل رواندا وتعزيز الصناعات الناشئة ،وزايدة إنتاجية القطاعات التصديرية كخطوة
واعدة لرتويج صادراهتا.
واستطاعت رواندا أن حتقق قفزة نوعية يف مال اخلدمات ،وبدأت يف تنمية صادراهتا لتمثل السوق األفريقي يف
مال اخلدمات ،وجذبت العديد من املوردين إليها ليستفيدوا من خريات منتجاهتا بعد أن ختلصت رواند من
مشاكلها االقتصادية والسياسية وأصبحت تسري على خطة تنمية حمددة املالمح ،فشجعت على توسيع صادراهتا
للمضي يف مشروعات التنمية من خالل تشجيع تصدير املنتجات احمللية ،واعتمدت كثريا على التجارة اإللكرتونية
وهذا ما ظهر جليا يف توقيع رواندا ومموعة “علي اباب” الصينية العمالقة على ثالث مذكرات تفاهم إلنشاء أول
مركز للتجارة العاملية اإللكرتونية يف رواند ،والشكل املوايل يوضح نسبة مسامهة قطاع اخلدمات يف الناتج احمللي
اإلمجايل لرواندا.
الشكل" :02مسامهة قطاع اخلدمات يف الناتج احمللي االمجايل"
سنة ،2010ويعود هذا إىل اجلهود اليت بذلتها احلكومة الرواندية يف حتسني اقتصادها واعطاء أفكار جديدة
ومقرتحات سياسية تعزز هبا املنتجات الرواندية ،ليعرف القطاع قفزة نوعية يف نسبة مسامهته إلمجايل الناتج احمللي
طيلة السنوات املتبقية من الدراسة ليصل إىل %40سنة ،2018ويرجع هذا االرتفاع إىل النمو النسيب يف القطاع
خاصة النقل اجلوي والسياحة والتجارة اإللكرتونية و اخنفاض يف مسامهة القطاع الزراعي مقارنة ابلسنوات املاضية
وضعف القطاع الصناعي.
.3القطاع الصناعي يف رواندا:
مل تقتصر خطة احلكومة الرواندية على تطوير الزراعة واخلدمات فحسب ،بل شجعت أيضا قطاعات أخرى منها
الصناعة ،فاعتمدت على االستثمار األجنيب للوقوف هبذا القطاع ،وهيأت البنية التحتية لذلك من خالل
التسهيالت يف إنشاء املشاريع على أراضيها ،ففي حني كان املستثمر يف دول أخرى حيتاج إىل أسابيع أو شهور
ليحصل على ترخيص ب ْد ِء العمل ،وضعت رواندا قانوان جديدا لالستثمار ،وأنشأت ما يعرف بنظام "الشباك
ميكن املستثمر من إهناء مجيع اإلجراءات يف مكان واحد وخالل بضع ساعات ،كما أسست الدولة الواحد" ،الذي ِ
ملسا استشاراي لالستثمار والتطوير ،كان أعضاؤه من الروانديني ذوي الكفاءات العليا واملنتشرين يف متلف دول
العامل ،وألغت رواندا التأشرية جلميع األجانب ،وهذا ما شجع املستثمرين األجانب على التصنيع يف رواندا.
وتساهم الصناعة يف الناتج احمللي اإلمجايل يف رواندا بنسبة ضعيفة نوعا ما إذا قورنت مبا تساهم به الزراعة
والتجارة ،و يرجع هذا للعديد من األسباب منها ضعف اإلمكانيات املتاحة على مستوى الدولة ،مما جيعل أغلب
املواد جيب استريادها وهذا سيؤدي إ ىل ارتفاع فاتورة النفقات خاصة وأن رواند مدعمة من البنك الدويل والعديد من
املؤسسات الدولية للنهوض ابقتصادها ،إىل جانب نقص العمالة والكفاءات يف هذا القطاع فالنسبة األكرب من
العمالة ترتكز يف الزراعة ،والشكل املوايل يوضح نسبة مسامهة الصناعة يف الناتج احمللي اإلمجايل.
الشكل " :03مسامهة قطاع الصناعة يف الناتج احمللي اإلمجايل"
652
بن عيسى .ر اجمللد السابع ،العدد ( 03ديسمرب )2021
من خالل الشكل أعاله نالحظ أن اإلنتاج الصناعي يف رواندا يشكل نسبة متوسطة من إمجايل الناتج احمللي ،كما
عرفت مسامهة اإل نتاج الصناعي طيلة السنوات األوىل من الدراسة استقرارا نوعا ما من نسبة الناتج احمللي اإلمجايل
ليعرف اخنفاضا طفيف ق ِدر ب %1سنة 2003ليكون ، %12.6ويعود هذا االخنفاض إىل الظروف السيئة اليت
مرت هبا رواندا يف هاته الفرتة ،ليتعاىف جزئيا يف سنة 2004نظري اجلهود اليت تبذهلا احلكومة الرواندية يف حتسني
اقتصادها ،ليعاود االرتفاع من جديد يف السنوات املوالية من الدراسة ولكن بنسبة بسيطة ترتاوح بني 1اىل %3يف
سنوات الدراسة املتبقية ويرجع هذا االرتفاع إىل النمو النسيب يف القطاع و اخنفاض يف مسامهة القطاع الزراعي،
وعملت السلطات الرواندية على تشجيع الصناعة من أجل حتقيق تنمية متوازنة فشجعت استثمارات إضافية تدعم
القطاع وتضاعف من إنتاجيته.
املصدر :اعداد الباحثة اعتمادا على قاعدة بياانت البنك الدويل ووزارة املالية والتخطيط االقتصادي برواندا
www.minecofin.gov.rw
653
بن عيسى .ر اجمللد السابع ،العدد ( 03ديسمرب )2021
من خالل قراءة الشكل أعاله نالحظ أن هناك تطورا ملحوظا يف منو الناتج احمللي االمجايل لرواند خالل الفرتة
األوىل من الدراسة ،ليصل يف سنة 2002اىل %13.2وهو أعلى مستوى له طيلة سنوات الدراسة ،ويرجع هذا
إىل أن النمو االقتصادي يف رواندا عرف تراكما يف عوامل اإلنتاج مما ساهم يف منوه ،كما سامهت املساعدة اإلمنائية
الرمسية بشكل إجيايب يف منو الناتج احمللي اإلمجايل ،أما فيما يتعلق ابلسنوات اليت تراجع فيها منو الناتج احمللي
اإلمجايل فسببه صعوبة احلصول على االئتمان ،وضعف تكوين رأس املال البشري وكذا إصالحات أسعار الصرف،
والظروف املالية واالستثمارية ،لذلك عملت رواندا على االستثمار يف الرأس املال البشري والذي أثبت أتثريه اإلجيايب
الكبري على النمو االقتصادي ( ،)Mensah, 2004, p. 437كما أن متغري االئتمان له أتثري إجيايب كذلك
على منو الناتج احمللي اإلمجايل ،وهذا يدل على أن اإلصالحات املالية اليت اعتمدهتا رواندا أدت إىل حتريك املوارد
االقتصادية املتاحة وابلتايل حتريك عجلة االقتصاد ،وأن معامل االستثمار على الناتج احمللي اإلمجايل إجيايب هو أيضا
مما يوحي أبن االستثمار يساهم يف حتسني النمو االقتصادي ،وهذا ما توجهت له روندا ،كما نالحظ أيضا أن لرأس
املال أمهية إ جيابية وهذا ما توضحه الواردات وتؤكد على أمهية دمه ابلتكنولوجيا ،ليكون هناك قدر أكرب من الكفاءة
اإلنتاجية وابلتايل منو اقتصادي أكرب ،و أن اإليرادات الضريبية املتغرية اليت مت مجعها من التجارة الدولية تعمل على
منو الناتج احمللي اإلمجايل وابلتايل هناك عالقة إجيابية بني اإليرادات والتنمية االقتصادية ،مما جيعل اإليرادات احملصلة
يتم توجيهها إىل مشاريع أكثر إنتاجية لتحقيق النمو االقتصادي (.)Murenzi, 2006, p. 254
كما استفادت رواندا من املساعدات املقدمة من طرف اجلهات الرمسية كالبنك وصندوق النقد الدوليني ،حيث كان
هلما أتثري إجيايب كبري على منو اإلنتاجية وابلتايل منو االقتصاد ،فاملساعدات اليت تلقتها رواندا من اجملتمع الدويل
وجهت أبكملها لقطاع التعليم والصحة من أجل بناء املدارس واملستشفيات وتكوين وتدريب املعلمني واألطباء
وتوفري األاثث املدرسي وجتهيز املستشفيات و شراء أجهزة الكمبيوتر للعاملني والطالبThomas, 2008, ( ،
.)p. 1
.2نصيب الفرد من الناتج احمللي االمجايل:
عرف نصيب الفرد من الناتج احمللي اإلمجايل هو كذلك منوا" حبوايل الضعف خالل الفرتة ،2002-1995بينما
كان يف املتوسط 0.1خالل الفرتة اليت سبقت احلرب ليعرف بعدها منوا قارب 6مرات يف سنة 2015ليصل إىل
حوايل 800دوالر للفرد سنة ،2018ليكون بذلك األداء االقتصادي لرواندا أفضل من كل الدول األفريقية يف
جنوب الصحراء (،)Ezemenari, 2006, p. 13
والشكل املوايل يوضح نصيب الفرد من الناتج احمللي اإلمجايل طيلة سنوات الدراسة.
654
بن عيسى .ر اجمللد السابع ،العدد ( 03ديسمرب )2021
املصدر :اعداد الباحثة اعتمادا على قاعدة بياانت البنك الدويل ووزارة املالية والتخطيط االقتصادي برواندا
www.minecofin.gov.rw
من خالل قراءة الشكل أعاله نالحظ أن هناك تطورا ملحوظا يف نصيب الفرد من إمجايل الناتج احمللي يف رواند
خالل العشر سنوات األوىل من الدراسة مبعدل الضعف ،ليتضاعف بعدها بسرعة كبرية وصلت إىل ما يقارب 6
مرات على ما كان عليه يف السابق ،وهذا إن دل على شيء فإمنا يدل على سرعة منو االقتصاد الرواندي بعد سنة
2005ليصل اىل حوايل 800دوالر يف 2018ليقرتب من األهداف الرئيسية لرؤية ،2020وهي حتويل رواندا
إىل بلد متوسط الدخل حبوايل 900دوالر للفرد.
.3التضخم:
ابِعتبار أن الدراسة احلالية اخلاصة بنا تتعامل مع اقتصاد ملوع يف دولة انمية ،جند أن التضخم فيها حتت السيطرة
لعدة عوامل أوهلا تدخل احلكومة يف االقتصاد والنمو احلقيقي للبالد ،وهذا ما يظهره الشكل املوايل عن منو التضخم
يف رواندا طيلة سنوات الدراسة.
شكل" :06التضخم يف رواندا خالل الفرتة "2018-2000
املصدر :اعداد الباحثة اعتمادا على قاعدة بياانت البنك الدويل ووزارة املالية والتخطيط االقتصادي برواندا
www.minecofin.gov.rw
655
بن عيسى .ر اجمللد السابع ،العدد ( 03ديسمرب )2021
تظهر النتائج يف الشكل أعاله أن التضخم يف رواندا ليس ظاهرة نقدية بل ميكن التحكم فيه بكفاءة من خالل
اإلنفاق احلكومي ،وحتسني شروط التجارة (أي عدم االعتماد على الواردات) وتقليل تكلفة إنتاج قطاع الزراعة ،كما
أن العرض النقدي له أتثري ضئيل نسبيا على التضخم يف رواندا ،ألن تغيري الوحدة ٪1يف العرض النقدي يؤدي
إىل زايدة ٪2.7يف التضخم ،كما نالحظ أن التضخم يف رواندا له العديد من العوامل املؤثرة فيه كالسياسة النقدية
مثال ،فالسياسة النقدية يف رواندا تقييدية مما جيعل مستوى األسعار ليس صارما بشكل عام ،ابإلضافة إىل الربانمج
اإلصالحي الذي اعتمدته حكومة رواندا ابلتعاون مع موظفني من البنك الدويل وصندوق النقد الدويل ،يرمي إىل
أن التمويل التضخمي يف رواندا حممي حتت إطار االقتصاد الكلي لربانمج اإلصالح االقتصادي.
656
بن عيسى .ر اجمللد السابع ،العدد ( 03ديسمرب )2021
-إصالح النظام الضرييب :مت إصالح النظام الضرييب لزايدة الكفاءة والفعالية وزايدة االيرادات الضريبية ،ومت إنشاء
وكالة حتصيل ضرائب مستقلة وإدخال ضريبة القيمة املضافة ،إضافة اىل توسيع القاعدة الضريبية لتشمل املزيد من
دافعي الضرائب ،وقد حقق هذا اإلصالح زايدة يف إيرادات الضرائب منذ عام 2000لتتضاعف نسبة اإليرادات
إىل الناتج احمللي اإلمجايل من %7يف 2005إىل 13.7%سنة 2015و %14.8سنة ، 2016وعلى
الرغم من هذا األداء االقتصادي ال تزال رواندا تعتمد على املساعدات األجنبية اليت توفر حوايل %50من امليزانية
( ،)Thomas, 2008, p. 2و تعترب اإلدارة الفعالة للموارد واحلكم الراشد من بني أكثر العناصر املهمة اليت
تضمن استمرارية املستثمرين األجانب يف متويل برامج احلكومة الرواندية.
-وضع سياسة نقدية مناسبة :لتحدايت القطاع الريفي بعد ما دمرت احلرب األهلية يف 1994النظام املصريف،
قامت الدولة بتدابري هامة إلعادة بناء النظام وحولت NBRإىل مؤسسة مستقلة لتمكنه من املسامهة بشكل كبري
يف السيطرة على التضخم ومتويل االقتصاد ،ومت إلغاء االئتمان وتنظيم السيولة ،كما مت إنشاء الصكوك وإصالح
السياسة النقدية املناسبة جملاهبة حتدايت القطاع الريفي و توفري األموال لقطاع الزراعة يف املناطق الريفية ،ابإلضافة إىل
إنشاء مرافق االستثمار الريفي يف شكل صناديق الضمان اليت يديرها NBRوميوهلا.
-التكامل اإلقليمي والنمو االقتصادي :دخلت رواندا يف شراكة جديدة لتنمية إفريقيا واليت يطلق عليها (نيباد).
و يف جوان 2005كانت رواندا من أوائل الدول اليت تقدمت ل APRMبتقرير يظهر استعدادها إلنتاج النقد
الذايت وتقييم واقع رواندا ،كما عملت على إظهار القيادة االقتصادية يف املؤسسات اإلقليمية األفريقية ،و هي عضو
يف السوق املشرتكة لشرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا) .كما انضمت إىل مموعة شرق أفريقيا ( )EACاعتقادا
منها أن التكامل خيلق بيئة جيدة لنمو االقتصاد املستدام ،خاصة وأن هيكل اقتصاد رواندا ضعيف نوعا ما فهي
صغرية املساحة ،موقعها غري ساحلي ونسبة الفقر عالية وبنية حتتية منهارة ،فهي تنظر إىل التكامل اإلقليمي كمحرك
هام ل نمو اقتصادي مرتفع ومستدام ( ،)UWITONZE, 2019, p. 4أما التكامل يف EACهو
مصلحة ممتازة هلا ،ألن ما يقارب %70من وارداهتا من دول شرق أفريقيا فتحرير التجارة مهم جدا جلعل
املعامالت سهلة وأقل تكلفة ،ونظرا لضعف املوارد الطبيعية يف رواندا ،فإن احلكومة تعتمد على زايدة االستثمار يف
العلوم التكنولوجية و التنمية البشرية ،وحىت تكون رواندا قادرة على املنافسة واالستفادة من التكامل اإلقليمي فهي
هتدف لتحويل اقتصادها إىل اقتصاد قائم على املعرفة.
657
بن عيسى .ر اجمللد السابع ،العدد ( 03ديسمرب )2021
اخلامتة:
حتقق ما عجز الكثري من الدول عن حتقيقه اقتصاداي وسياسيا واجتماعيا ،ليبقى التحدي استطاعت رواندا أن ِ
الكبري لديها هو احملافظة على املصاحلة الوطنية بني شعبها مستقبال .وعلينا االعرتاف أبن مسألة السالم ستظل
مسألة هامة للحكومة الرواندية يف حتقيقها للتنمية االقتصادية واحملافظة على استقرار األسعار فيها و حتقيق أهداف
االقتصاد الكلي لديها ،وابملراعاة للبياانت اليت مت مجعها وحتليلها مع التفسريات اليت مت إجراؤها خالل هذه الدراسة،
توصلنا إىل األسباب الفعلية اليت جعلت من االقتصاد الرواندي أسرع اقتصاد يف إفريقيا وينافس أقوى االقتصادات
يف العامل لذلك توصي الدراسة ب :
-فعلى رواندا وضع وتنفيذ سياسات وبرامج هتدف إىل زايدة تنشيط النمو االقتصادي والتنمية لضمان استقرار
االقتصاد الكلي يف البلد.
-كما جيب إعادة تشكيل النماذج االقتصادية لتعزيز السوق احلرة ،كما جيب أن يظل حجر الزاوية ألنظمة التنمية
هو اجلهد املنخفض نسبيا.
-على رواندا العمل جاهدة الستمرار السالم فيها وهذا ما ميكن أن يؤثر على املستثمرين ،لتتحسن ثقتهم أكثر
فأكثر برواندا وشعبها ،مما يزيد يف قوة املنافسة على السوق يف رواندا.
-إنشاء بيئة اقتصادية كلية مستقرة واحلفاظ عليها ،مبا يف ذلك استقرار األسعار ،وتدفقات رأس املال إىل رواندا،
وال سيما تدفقات االستثمار األجنيب املباشر.
-على احلكومة الرواندية أن تركز بشكل أكرب على مشاركة القطاع اخلاص وإصالح التجارة وتعزيز جهود تنويع
الصادرات.
وميكن للجزائر ان تستفيد كثريا من التجربة الرواندية ،خاصة وأن حتقيق تنمية اقتصادية ليس أمرا مستحيال بل حيتاج
فقط إىل إرادة مجاعية وقيادة راشدة وعليها البدء ب :
-تطوير بنيتها التحتية ابعتبارها أساس مهم يف استقطاب االستثمار وحتسني بيئة األعمال.
-تعزيز قوانني االستثمار وتفعيلها مع تسهيل اإلجراءات االستثمارية و ختفيض آجال استغراقها.
-تشجيع التجارة البينية بني الدول اجملاورة وتفعيل خدمات املالحق التجارية واالقتصادية.
-التحول إىل اقتصاد قائم على املعرفة وذلك من خالل تطوير التعليم والتكنولوجيا واالتصاالت،
-خلق طبقة وسطى منتجة مع تعزيز روح املبادرة لتمكينها من خلق الثروة ،واملسامهة يف تطوير اقتصاد البالد.
قائمة املراجع:
Adebayo Adedeji (2003), Countries Emerging from Conflict: Lessons on Partnership
in Post Conflict Reconstruction, Rehabilitation and Reintegration, Committee on
Human Development and Civil Society, Addis Ababa, p96.
Fred-Mensah, B.K (2004), Social capital building as capacity for post-conflict
development: the UNDP in Mozambique and Rwanda, Global Governance, pp437-
457.
658
ر. بن عيسى )2021 (ديسمرب03 العدد،اجمللد السابع
Jones, B.D (2001), Peacemaking in Rwanda: The Dynamics of Failure London, Lynne
Rienner Publishers, Inc, p13.
Mamdani, M (2001), When Victims Become Killers: Colonialism, Nativism and the
Genocide in Rwanda, Princeton University Press, Princeton, p119.
Beswick, D ( 2010), Managing Dissent in Post-Genocide Environment: The
Challenge of Political Space in Rwanda. journal of Development and Change, 41(2),
pp 225-251.
Homeinny Mirage Rugira and Emmanuel uwitonze (2019),the impect of east Africa
community on Rwanda an economy, opportunities and challenges, A dissertation
submitted to the University of Rwanda, College of Business and Economics, Rwanda,
pp 4-6.
Martin Ruzima and P. Veerachamy (2015), A Study on Determinants of Inflation in
Rwanda from 1970-2013, Journal of Management and Development Studies, 4(4),
pp390-401.
Murenzi, Romain, and M. Hughes ( 2006), Building a Prosperous Global Knowledge
Economy in Rwanda: Rwanda as a Case Study, International Journal of Technology
and Globalization, 2(3–4), pp 254–269.
Rutayisire, M. J (2013), Threshold effects in the relationship between inflation and
economic growth: Evidence from Rwanda, journal of African Economic Research
Consortium (AERC), pp 1-33.
Annan, Kofi (1998), Causes of Conflict and Promotion of Durable Peace and
Sustainable Development in Africa, Report A/52/871-S/1998/318, United Nations,
New York, pp 11-27.
Ezemenari, Kene , Kalamogo Coulibaly (2006), Sources of Growth in Rwanda: Four
Different Complementary Approaches, Background paper to the Rwanda Country
Economic Memorandum, World Bank, Washington, pp 13
Governmentof Rwanda(2000), Vision 2020, Final Report, MINECFIN, p53-67.
International Development Association, International Finance Corporation (2019),
Rwanda Systematic Country Diagnostic, Document of the World Bank, Report No.
138100-RW, p 134-157
Kalamogo Coulibaly ،Kene Ezemenari, Neal Duffy (2008), Productivity Growth and
Economic Reform: Evidence from Rwanda, World Bank , Policy ReseaRch WoRking
PaPeR 4552, p 2.
Ministry of Finance and Economic Planning (Minecofin) ( 2003), Ubudehe mu
kurwanya ubukene, Concept Note, p15
Ministry of Local Government and Social Affairs ( 2000), National Decentralization
Policy, May, Kigali, p 61
Rusuhuzwa Kigabo Thomas (2008), Leadership, Policy Making, Quality of
Economic Policies, and Their Inclusiveness: The Case of Rwanda, pp 1-2.
World Bank( 2007), Rwanda Toward Sustained Growth and Competitiveness:
Synthesis and Priority Measures, Poverty Reduction and Economic Management, p3.
World Bank (2020), Accelerating Digital Transformation in Rwanda, p 3.
World Bank, government of Rwanda (2019), conference, Future Drivers of Growth in
Rwanda, Innovation, Integration, Agglomeration, and Competition, pp 36-39.
Rwanda United Nations Development Assistance detailed website
http://www.fao.org/3/a-as811e.pdf
659