You are on page 1of 102

‫جامعة العربي التبسي –تبسة– الجزائر‬

‫كمية الحقوق والعموم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطمبات نيل شهادة ماستر‬


‫تخصص‪ :‬الجريمة واألمن العمومي‬

‫بعنوان‬

‫عقوبة اإلعدام دراسة مقارنة‬


‫بين الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬
‫إشراف الدكتور‪:‬‬
‫مطروح عدالن‬ ‫‪‬‬
‫إعداد الطالب‪:‬‬
‫جالب عبد الرؤوف‬ ‫‪‬‬

‫لجنة المناقشة‬
‫الصفــــــة‬ ‫الجامعـــــة‬ ‫الرتبـــــــة‬ ‫االسم والمقب‬
‫رئيســــــــــــــــــــــــــــــــــا‬ ‫جامعة تبســــــــــــــة‬ ‫أستاذ محاضر قســــم ‪-‬أ‪-‬‬ ‫د‪ .‬خالدي خديجة‬
‫مشرفــــــــــا ومقر ار‬ ‫جامعة تبســــــــــــــة‬ ‫أستاذ محاضر قســــم ‪-‬أ‪-‬‬ ‫د‪ .‬مطروح عدالن‬
‫جامعة تبســــــــــــــة عضوا مناقشـــــــــــــا‬ ‫أستاذ محاضر قســــم ‪-‬أ‪-‬‬ ‫د‪ .‬مقران ريمــــــــــة‬

‫السنة الجامعية‪2022/2021 :‬‬


‫جامعة العربي التبسي –تبسة– الجزائر‬
‫كمية الحقوق والعموم السياسية‬
‫قسم الحقوق‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطمبات نيل شهادة ماستر‬


‫تخصص‪ :‬الجريمة واألمن العمومي‬

‫بعنوان‬

‫عقوبة اإلعدام دراسة مقارنة‬


‫بين الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬
‫إشراف الدكتور‪:‬‬
‫مطروح عدالن‬ ‫‪‬‬
‫إعداد الطالب‪:‬‬
‫جالب عبد الرؤوف‬ ‫‪‬‬

‫لجنة المناقشة‬
‫الصفــــــة‬ ‫الجامعـــــة‬ ‫الرتبـــــــة‬ ‫االسم والمقب‬
‫رئيســــــــــــــــــــــــــــــــــا‬ ‫جامعة تبســــــــــــــة‬ ‫أستاذ محاضر قســــم ‪-‬أ‪-‬‬ ‫د‪ .‬خالدي خديجة‬
‫مشرفــــــــــا ومقر ار‬ ‫جامعة تبســــــــــــــة‬ ‫أستاذ محاضر قســــم ‪-‬أ‪-‬‬ ‫د‪ .‬مطروح عدالن‬
‫جامعة تبســــــــــــــة عضوا مناقشـــــــــــــا‬ ‫أستاذ محاضر قســــم ‪-‬أ‪-‬‬ ‫د‪ .‬مقران ريمــــــــــة‬

‫السنة الجامعية‪2022/2021 :‬‬


‫الكمية ال تتحمل‬
‫أي مسؤولية‬
‫عمى ما يرد في‬
‫هذه المذكرة‬
‫الحم د ا﵀ الذي تتم بنعمتو الصالحات‪ ،‬حمدا تدوم بو النعمة وتذىب بو‬
‫النقمة ويستجاب بو الدعاء‪ ،‬ويزيد ا﵀ من فضمو‬
‫ما يشاء أن أعاننا عمى إتمام ىذا العمل‪.‬‬
‫نتقدم بجزيل الشكر وأسمى العبارات والعرفان واإلمتنان والتقدير‬
‫إلى األستاذ المشرف الدكتور "مطروح عدالن"‬
‫إلشرافو عمى المذكرة‪ ،‬وعمى مالحظتو القيمة‪ ،‬وتوجيياتو السديدة‪ ،‬وكان‬
‫لو الفضل في إخراج ىذه الدراسة إلى حيز الوجود كاممة‬
‫فجزاه ا﵀ عنا خير الجزاء وجعل عممو شفعا لو‪.‬‬
‫ونتقدم بالشكر والتقدير واإلحترام‬
‫واإلمتنان إلى المجنة المحترمة‬
‫عمى تواضعيما قبول مناقشة ىذا العمل‬
‫كما نتقدم بالشكر الكبير إلى كل من‬
‫ساعدنا وقدم لنا يد العون في إنجاز‬
‫ىذه المذكرة فجزيل الشكر ليم جميعا‪.‬‬
‫ونتقدم بالشكر إلى عمال وأساتذة‬
‫﴿كمية الحقوق والعموم السياسية بجامعة العربي التبسي﴾‬
‫وكذلك إلى كل زمالئي‬
‫تخصص جريمة وأمن العمومي‬
‫والحمد ا﵀ الذي‬
‫تمت بنعمتو الصالحات‪.‬‬
‫قائمة المختصرات‬

‫تـــــــــ‬

‫قائمة‬
‫المختصرات‬
‫قائمة المختصرات‬

‫تـــــــــ‬

‫التسمية‬ ‫اإلختصار‬

‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬ ‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬

‫الطبعة‬ ‫ط‪:‬‬

‫العدد‬ ‫ع‪:‬‬

‫الجزء‬ ‫ج‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫ص‪:‬‬

‫مجلد‬ ‫مج‪:‬‬

‫دون طبعة‬ ‫(د‪.‬ط)‬

‫دون سنة نشر‬ ‫(د‪.‬س‪.‬ن)‬


‫مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫مقدمــــــــــــة‬

‫‪1‬‬
‫مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫الجريمة في الشريعة اإلسالمية كما في القانون الوضعي تتمثل في ارتكاب فعل غير‬
‫مشروع معاقب عمى ارتكابو‪ ،‬وىي بيذا المعنى قديمة قدم اإلنسان نفسو‪ ،‬تطورت معو‬
‫وسايرتو في جميع مراحل حياتو‪ ،‬فيي لصيقة بو وال تكاد تفارقو‪ ،‬واذا كان مضمون‬
‫الجريمة ىو الفعل غير المشروع الذي يتعارض مع نواميس المجتمع‪ ،‬وقواعده ونظمو‪،‬‬
‫فإن من واجب ىذا المجتمع في إطار الدفاع عن نفسو وسالمة أفراده‪ ،‬أن يرد عمى‬
‫الجريمة بالجزاء الذي يناسبيا‪ ،‬ويكبح جماحيا‪ ،‬حتى ينعم الجميع باألمن واالستقرار‪.‬‬
‫ورد فعل المجتمع ضد الجريمة ( العقوبة) يختمف نوعا ومقدا ار بحسب خطورة الفعل‬
‫اإلجرامي‪ ،‬فيو إيالم ينزل بالجاني فيصيبو في أحد حقوقو‪ ،‬فيحرمو منو‪ ،‬أو يقيده منو‪،‬‬
‫ولقد عرف المجتمع ومنذ ظيوره‪ ،‬صور عديدة لمعقوبة‪ ،‬وىذا طبقا لطبيعة الجرائم ومدی‬
‫جسامتيا‪ ،‬وخطورتيا عمى األفراد‪ ،‬ومن أقدم وأشير أشكال العقوبة عقوبة اإلعدام‪.‬‬
‫فعقوبة اإلعدام أو كما يطمق عمييا العقوبة العظمى أو عقوبة الموت‪ ،‬من أشد وأقدم‬
‫العقوبات البدنية عرفتيا البشرية‪ ،‬وقد ارتبطت قديما باالنتقام‪ ،‬أو ما يعرف باألخذ بالثأر‪،‬‬
‫واعتبرت الوسيمة المالئمة‪ ،‬لدى الفكر الجنائي الغربي لمحد من الجريمة‪ ،‬واقترنت بأبشع‬
‫أساليب التعذيب الجسدي لتنفيذىا‪ ،‬والتي تطورت عبر العصور‪ ،‬من قطع الرأس بالسيف‬
‫أو المقصمة‪ ،‬إلى الرمي بالرصاص أو الحجارة‪ ،‬ومن الشنق أو الحقن بالمواد السامة أو‬
‫الوضع في غرفة الغاز‪ ،‬إلى الجموس عمى كراسي الكيرباء القاتمة‪ ،‬فعقوبة اإلعدام لما ليا‬
‫من وقع عمى نفوس األفراد كعقوبة وجزاء إلستئصال المجرم من المجتمع‪ ،‬تعتبر عقوبة‬
‫رادعة في وجو عتاة المجرمين‪.‬‬
‫واهلل عز وجل شرع لنا في ىذا الدين العظيم من وسائل وأحكام ومصالح ما فيو خير‬
‫لمعباد‪ ،‬لذا فإن عقوبة اإلعدام التي شرعيا اهلل تحمي النفس البشرية التي تعتبر مقصدا‬
‫من مقاصد الشريعة‪ ،‬والتي بدورىا تطير المجتمع من المجرمين وتصون حرمات الناس‬
‫وحقوقيم من الضياع‪ ،‬وال شك أن كيان اإلنسان الروحي والجسدي ىما أىم المصالح‬
‫الجديرة بالحماية من القانون‪ ،‬فاإلنسان ىو الخمية األولى لممجتمع‪ ،‬وال بقاء ليذا المجتمع‬
‫إذا سمح ألفراده أن يتعدى كل منيم عمى حياه غيره أو جسمو‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫أوال‪ :‬أهمية الدراسة‬


‫تكمن أىمية الدراسة من الناحية العممية في ضرورة معرفة النصوص واألحكام‬
‫القانونية والشرعية المنظمة لعقوبة اإلعدام بصفتيا من أىم وأبرز العقوبات الرادعة لمجرائم‬
‫في حق المجتمع وقتل النفس وانعدام ضمائر المجرمين‪.‬‬
‫من التشريعات‬ ‫طبيعة ىذه العقوبة في كل‬ ‫أما من الناحية العممية فتكمن في‬
‫الوضعية والشريعة اإلسالمية‪ ،‬بإعتبار أن اهلل عز وجل شرع ىذه العقوبة من أجل حماية‬
‫أنفس البشرية وممتمكاتيم من الضياع‪ ،‬وتطيير المجتمع من كل أنواع الجرائم‪ ،‬وردع كل‬
‫الظالمين والمجرمين الذين يعتدون عمى الناس ويطعنون في حكم وشرع اهلل‪ ،‬وأن عقوبة‬
‫اإلعدام إنما شرعت من أجل عالج أصحاب النفوس المريضة والعقول المنحرفة‪.‬‬
‫كما تبرز أىمية ىذا الموضوع أيضا إلى ما تثيره عقوبة اإلعدام في الوقت الحاضر‬
‫من جداالت ونقاشات حادة حول مدى جدواىا بين فقياء القانون وعمماء اإلجرام والعقاب‬
‫من جية ودعاة حقوق اإلنسان من جية أخرى‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬دوافع إختيار الموضوع‬
‫لم يكن إختيارنا لمموضوع وليد الصدفة بل كان مبني عمى دوافع ذاتية وأخرى‬
‫موضوعية جعمتنا نفكر بمضمونو بجدية ‪ ،‬فالدوافع الذاتية التي جعمتنا نبحث في ىذا‬
‫الموضوع كثيرة لعل أىميا يكمن في ا لتعرف عمى الجديد وإكتشاف المجيول حول عقوبة‬
‫اإلعدام دراسة مقارنة بين الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي وذلك كوننا طمبة في ذات‬
‫التخصص‪ ،‬ومدى قناعتنا بأىمية ىذا الموضوع كونو حساس بالنسبة لنا ولمباحثين الذين‬
‫يعممون عمى تطوير معارفيم في ىذا الميدان بصفتيا تجارب وليدة مستحدثة بصفة رىيبة‬
‫خاصة في اآلونة األخير لما فييا من إزىاق األرواح بالخطأ والعمد وبسبب وبدون سبب‬
‫بغية أن نكون منسجمين مع المستجدات المتطور ة خاصة في مجال ضمانات الحكم‬
‫باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي من جية عقوبة اإلعدام من نطاق‬
‫التطبيق إلى وقف التنفيذ من جية أخرى‬
‫أما الدوافع الموضوعية فترجع أساسا في ك ون الموضوع يناقش ظواىر إجتماعية‬
‫محدد لقواعد ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‪ ...‬ومدى‬
‫تطبيقيا في التشريع اإلسالمي والقانون الوظعي واجرءات تنفيذىا ووقفيا‪ ،‬إضافة إلى إثراء‬

‫‪3‬‬
‫مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫الفقو الجنائي واإلسالمي في مثل ىذه المسائل المستحدثة‪ ،‬والتي قد تشجع عمى الخوض‬
‫في مسائل القانون الوضعي والشريعة اإلسالمية التي ال تزال الدراسات فيو شحيحة وقميمة ‪،‬‬
‫ناىيك عن تسميط الضوء عمى بعض المفاىيم واألفكار التي تكاد تختمط ببعضيا البعض‬
‫عمى نحو يصعب معو تمييزىا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إشكالية الدراسة‬
‫دراستنا تتمحور حول اإلجابة عن إشكالية رئيسية ىي‪:‬‬
‫‪ ‬ماهي الحاالت التي توجب الحكم بعقوبة اإلعدام بين الفقه اإلسالمي والقانون‬
‫الوضعي الجزائري؟‬
‫ويندرج ضمن ىذا اإلشكال جممة من التساؤالت يمكن حصرىا فيما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬ماىي أىم وأبرز الجرائم المعاقب عمييا باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي؟‬
‫‪ ‬أين يكمن تأصيل عقوبة اإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي؟‬
‫‪ ‬ما ىو نطاق تطبيق عقوبة اإلعدام واجراءات تنفيذىا في الشريعة اإلسالمية والقانون‬
‫الوضعي؟‬
‫‪ ‬كيف يتم وقف تنفيذ عقوبة اإلعدام واسقاطيا في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي؟‬
‫رابعا‪ :‬المنهج المتبع‬
‫من خالل موضوع مذكرتنا المتمثل في ‪" :‬عقوبة اإلعدام دراسة مقارنة بين الشريعة‬
‫الوصفي من خالل جمع‬ ‫اإلسالمية والقانون الوضعي" فقد اعتمدنا في دراستنا عمى المنيج‬
‫المادة العممية التي تخدم الموضوع عن طريق المصادر والمراجع المختمفة ‪ ،‬والبحث في أحكام‬
‫النصوص القانونية والفقو اإلسالمي من أجل تثمين مضمون المذكرة بالمعمومات واألدلة‬
‫والبراىين القانونية‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬أهداف الدراسة‬
‫إن األىداف عبارة عن انعكاس لمتساؤالت في جميع الدراسات وتعمم أن لكل بحث‬
‫عممي أىداف عممية وعممية مسطرة يسعى إلى تحقيقيا من خالل النتائج المتوصل إلييا‬
‫في نياية الدراسة‪ ،‬وليذا الموضوع عدة أىداف نذكر منيا‪:‬‬
‫الشريعة اإلسالمية‬ ‫الجرائم المعاقب عمييا باإلعدام في‬ ‫‪ ‬التعرف عمى أىم وأبرز‬
‫والقانون الوضعي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫‪ ‬تسميط الضوء عمى تأصيل عقوبة اإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‪.‬‬
‫‪ ‬توضيح نطاق تطبيق عقوبة اإلعدام واجراءات تنفيذىا في الشريعة اإلسالمية والقانون‬
‫الوضعي؟‬
‫واسقاطيا في الشريعة اإلسالمية‬ ‫عقوبة اإلعدام‬ ‫‪ ‬التعرف عمى كيفية وقف تنفيذ‬
‫والقانون الوضعي‪.‬‬
‫سادسا الدراسات السابقة‬
‫الحظنا كثرة الدراسات السابقة في ىذا الموضوع في المستوى األعمى وربما ىذا‬
‫يرجع إلى مدى تعمق عناصر الموضوع‪ ،‬نذكر منيا‪:‬‬
‫‪ ‬وائل لطفي صالح عبد اهلل عامر‪ ،‬عقوبة اإلعدام وموقف التشريع الجنائي اإلسالمي‬
‫منيا‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابمس‪ ،‬فمسطين‪2010/2009 ،‬‬
‫‪ ‬بمخير سديد‪ ،‬عقوبة اإلعدام‪ ،‬دراسة مقارنة بين الفقو الجنائي اإلسالمي والقانون‬
‫الجنائي الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في العموم اإلسالمية‪ ،‬كمية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪2001/2000 ،‬‬
‫‪ ‬بوعزيز عبد الوىاب‪ ،‬عقوبة اإلعدام بين التشريع اإلسالمي والقانون الوضعي "دراسة‬
‫مقارنة"‪ ،‬مذكرة تخرج مقدمة لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬قسم القانون الخاص‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪2019/2018 ،‬‬
‫‪ ‬محمد ريش‪ ،‬عقوبة اإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الجزائري‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫رسالة لنيل شيادة الماجستير في القانون الجنائي والعموم الجنائية‪ ،‬مصرون وردية‪،‬‬
‫معيد الحقوق والعموم اإلدارية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪2003/2002 ،‬‬
‫سابعا‪ :‬صعوبات الدراسة‬
‫من الصعوبات التي واجيتنا أثناء دراستنا ليذا الموضوع تكمن في طبيعة الموضوع‬
‫المتشعبة التي قمنا بدراستو ا تحتاج إلى التعمق في كل جزء منو واعطائو قدره الكافي‬
‫لبموغ اليدف‪ ،‬لكن نقص المادة العممية عمى مستوى مكتبة كميتنا خاصة في مجال‬
‫المقارنة بين الفقو اإلسالمي والقانون الوضعي في مدى إعتماد عقوبة جعمتنا نتأخر في‬
‫إكمال ىذا البحث والمرور إلى دورة ثانية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫وىناك صعوبة أخرى وىي األساس والمتمثمة في قمة كثر الدراسات المشابية‬
‫والسابقة عمى مستوى شبكة المعمومات في ذات المجال والتي شكمت ىي أخرى صعوبة‬
‫كبيرة خوفا من الوقوع في فخ السرقة العممية‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬تقسيمات الدراسة‬
‫وما تم إدراجو من‬ ‫بناءا عمى اإلشكالية الرئيسية والتي عالجت مضمون المذكرة‪،‬‬
‫يعالجان صمب الموضوع‬ ‫إشكاليات جزئية تم تقسيم ىذه المذكرة إلى فصمين أساسيين‬
‫باإلضافة إلى مقدمة وخاتمة‪.‬‬
‫الحكم باإلعدام في الشريعة‬ ‫حيث تم إدراج الفصل األول تحت عنوان ضمانات‬
‫اإلسالمية والقانون الوضعي‪ ،‬حيث ضم في فحواه دراسة الجرائم المعاقب عمييا باإلعدام‬
‫في الشريعة‬ ‫في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي من جية‪ ،‬وتأصيل عقوبة اإلعدام‬
‫اإلسالمية والقانون الوضعي من جية أخرى‪.‬‬
‫في حين خصص الفصل الثاني بدراسة عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف‬
‫التنفيذ‪ ،‬والذي ضم في نطاق تطبيق عقوبة اإلعدام واجراءات تنفيذىا من جية‪ ،‬ومن جية‬
‫أخرى دراسة وقف تنفيذ عقوبة اإلعدام وسقوطيا‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫الفصل األول‬
‫ضمانات الحكم باإلعدام في‬
‫الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫المبحث األول‬
‫ماهية‬
‫عقوبة اإلعدام‬

‫المبحث الثاني‬
‫تأصيل عقوبات الجرائم المعاقب عميها‬
‫باإلعدام في الشريعة اإلسالمية‬
‫والقانون الوضعي‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫نص المشرع الجزائرم عمى عقكبة اإلعداـ المقررة لعدد مف الجرائـ المنصكص‬
‫عمييا في القانكف الجنائي الجزائرم كالتي يمكننا حصرىا في مجمكعتيف أساسيتيف كىي‬
‫‪61‬‬ ‫الجنايات ضد أمف الدكلة كتتمثؿ في عدة حاالت المنصكص عمييا في المكاد مف‬
‫إلى ‪ 90‬مف قانكف العقكبات الجزائرم‪ ،‬كالجنايات ضد األفراد كالماؿ كاالقتصاد الكطني‬
‫كتتمثؿ في الحاالت المنصكص عمييا في المكاد مف ‪ 261‬إلى ‪ 395‬مف قانكف العقكبات‬
‫الجزائرم‪ ،‬كغيرىا مف الجرائـ التي قرر المشرع الجزائرم عقكبة اإلعداـ لمكاجيتيا كالحد‬
‫منيا‪ ،‬أما في الشريعة فنجد أف الجرائـ التي قرر ليا الشارع الحكيـ عقكبة اإلعداـ كىي‬
‫جريمة الزنا كالشذكذ الجنسي كالردة كغيرىا‬
‫كقبؿ التطرؽ إلى تأصيؿ عقكبات الجرائـ المعاقب عمييا باإلعداـ في الشريعة‬
‫اإلسالمية كالقانكف الكضعي‪ ،‬كجبا عمينا أكال إعطاء مفيكـ ىذه العقكبة كأىـ كأبرز‬
‫الخصائص التي تقكـ عمييا‪ ،‬باإلضافة إلى تقسيماتيا‪ ،‬كذلؾ باإلعتماد عمى مبحثيف عمى‬
‫النحك التالي‪:‬‬
‫‪-‬المبحث األول‪ :‬ماهية عقوبة اإلعدام‬
‫‪-‬المبحث الثاني‪ :‬تأصيل عقوبات الجرائم المعاقب عميها باإلعدام في الشريعة‬
‫اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية عقوبة اإلعدام‬


‫لإلحاطة بماىية عقكبة اإلعداـ كجب عمينا أك التطرؽ إلى تعريفيا كأىـ الخصائص‬
‫التي تتمتع بيا مف جية‪ ،‬كمف جية أخرل دراسة تقسيمات عقكبة اإلعداـ في الشريعة‬
‫اإلسالمية كالقانكف الكضعي‬
‫المطمب األول‪ :‬مفهوم عقوبة اإلعدام‬
‫لمكصكؿ إلى مفيكـ عقكبة اإلعداـ كجب عمينا تعريفيا مف جية‪ ،‬كمف جية أخرل‬
‫تسميط الضكء عمى أىـ كأبرز الخصائص التي تقكـ عمييا عمى النحك التالي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف عقوبة اإلعدام‬
‫مف أجؿ تعريؼ العقكبة كجب عمينا أكال تعريؼ مصطمح العقكبة‪ ،‬ثـ تعريؼ‬
‫مصطمح اإلعداـ‪ ،‬كصال إلى عقكبة اإلعداـ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬العقوبة‬
‫عيف كالقاؼ كالباء أصالف صحيحاف‪ :‬أحدىما يدؿ عمى تأخير شيء‪ ،‬كاألصؿ‬
‫اآلخر يدؿ عمى شدة‪ ،‬كسميت عقكبة‪ ،‬ألنيا تككف آخ ار كثاني الذنب كعاقبتو‪:‬‬
‫قابا‪ :‬جازل َّ‬
‫بشدة عمى يسكء(‪.)1‬‬ ‫كع ن‬‫خاتمتو‪ ،‬معاقبة كعقابا كاالسـ العقيكبةى كم ىعاقىىبةن ً‬
‫ي‬
‫تعرؼ العقكبة بأنيا‪ " :‬الجزاء المقرر لمصمحة الجماعة عمى عصياف أمر‬
‫الشارع"(‪.)2‬‬
‫كما تعرؼ أيضا بأنو‪ " :‬جزاء كضعو الشارع لمردع عف ارتكاب ما نيى عنو‬
‫كترؾ ما أمر بو‪ ،‬فيي جزاء مادم مفركض سمفا يجعؿ المكمٌؼ يحجـ عف ارتكاب‬
‫الجريمة"(‪.)3‬‬
‫كما تعرؼ العقكبة أيضا بأنيا‪" :‬جزاء يقرره القانكف كيكقعو القاضي مف أجؿ‬
‫جريمة‪ ،‬كبالشكؿ الذم يتناسب معيا‪ ،‬كبالتالي فيي إيالـ قصرم مقصكد‪ ،‬يحمؿ‬
‫معنى المكـ األخالقي كاإلستيجاف االجتماعي‪ ،‬يستيدؼ أغراضا أخالقية كنفعية‪،‬‬

‫‪-1‬‬
‫)‪ ،‬مجمة‬ ‫أحمد فرجاف شكار اهلل‪ ( ،‬مميزات لخصائص العقوبة الجنائية في الشريعة اإلسالمية دراسة تحميمية‬
‫القادسية‪ ،‬مج‪ ،8 :‬ع‪ ،2019 ،2 :‬ص ‪2‬‬
‫‪ -2‬كائؿ لطفي صالح عبد اهلل عامر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ -3‬أحمد فرجاف شكار اهلل‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪3‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫محددة سمفا‪ ،‬بناء عمى قانكف تنزلو السمطة العامة في مكاجية الجميع بحكـ قضائي‬
‫عمى مف تثبت مسؤكليتو عف ارتكاب الجريمة كبالقدر الذم يتناسب معيا"(‪،)1‬‬
‫كالعقكبة ىي الجزاء المقرر عمى عصياف أمر الشارع لمصمحة الجماعة إذ يقصد‬
‫بفرض ىذه العقكبة إصالح حاؿ البشر أم كفيـ عف المعاصي‪ ،‬كبعثيـ عمى‬
‫الطاعة‪ ،‬كحمايتيـ مف الفساد"(‪.)2‬‬
‫لـ تنص القكانيف الجنائية العقابية عمى تعريؼ العقكبة كاكتفت بتقييدىا بمبدأ‬
‫أنو ال جريمة كال عقكبة إال بنص قانكف‪ ،‬كترؾ التعريؼ إلجتياد الفقو كالقضاء إذ‬
‫ذىب جؿ المختصيف كالعمماء في القانكف الجنائي بأف العقكبة تعتبر الجزاء الذم‬
‫يطبؽ عمى الجاني كيكقع عمى مرتكب الجريمة لمصمحة المجتمع(‪.)3‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلعدام‬
‫اإلعداـ عدـ عدمت الشيء أم فقدتو‪ ،‬كالعدـ أيضا الفقر كأعدمو اهلل كأعدـ الرجؿ‬
‫افتقر فيك معدـ (‪ .)4‬ككرد في معجـ الكسيط عدـ الماؿ عدما‪ ،‬أم فقده‪ ،‬يقاؿ قضى‬
‫(‪)5‬‬
‫القاضي بإعداـ المجرـ‪ ،‬قضى بإزىاؽ ركحو قصاصا‬
‫ىك إزىاؽ ركح محككـ عميو بإحدل الكسائؿ المقدرة بالقانكف‪ ،‬كالشنؽ أك الرمي‬
‫(‪)6‬‬
‫بالرصاص‪ ،‬أك قطع الرأس‪ ،‬أك الصعؽ بالتيار الكيربائي‪ ،‬أك بالغاز الساـ‪...‬‬
‫كىك معاقبة اإلنساني الجاني بإزىاؽ ركحو (‪.)7‬‬

‫‪ -1‬بكبكر سعيدة‪( ،‬الجزاء في الجريمة البيئية في التشريع الجزائري )‪ ،‬المجمة الجزائرية لمحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬مج‪:‬‬
‫‪ ،4‬ع‪ ،2 :‬ديسمبر ‪ ،2016‬ص‪105 :‬‬
‫‪-2‬‬
‫)‪ ،‬مجمة‬ ‫خالد ضك‪( ،‬تخفيف العقوبة واسقاطها بسبب القرابة في الفقه اإلسالمي وقانون العقوبات الجزائري‬
‫الرستمية‪ ،‬جامعة الجزائر بف يكسؼ بف خدة‪ ،‬مج‪ ،2 :‬ع‪ ،2 :‬ديسمبر ‪ ،2021‬ص‪158 :‬‬
‫‪ -3‬بف عقكف الشريؼ‪ ،‬غاية العقوبة في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي ‪ ،‬بحث لنيؿ شيادة الماجستير في العمكـ‬
‫ؼع أصكؿ الفقو‪ ،‬كمية العمكـ اإلسالمية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2006/2005‬ص‪.59 :‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ر‬
‫‪-4‬‬
‫إبف منظكر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪208 :‬‬
‫‪ -5‬الرازم أبي الحسيف أحمد بف فارس بف زكرياء‪ ،‬معجم مقاييس المغة‪ ،‬المحقؽ‪ :‬عبد السالـ ىاركف‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬ج‪ ،2‬دار‬
‫الكتب العممية‪( ،‬د‪.‬ب‪.‬ف)‪ ،1971 ،‬ص ‪( 142‬كتاب إلكتركني)‬
‫‪ -6‬محمد شالؿ العاني‪ ،‬عمي طكالبة‪ ،‬عمم اإلجرام والعقاب‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،1998 ،‬ص ‪.431‬‬
‫‪ -7‬جياللي عشير‪ ( ،‬عقوبة اإلعدام بين الضوابط الشرعية والمطالب الحقوقية )‪ ،‬مجمة الدراسات القانكنية المقارنة‪ ،‬مج‪:‬‬
‫‪ ،6‬ع‪ ،2020 ،02 :‬ص ‪.1001‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫كىك أيضا قتؿ شخص بإجراء قضائي مف أجؿ الردع كالعقاب(‪.)1‬‬


‫ثالثا‪ :‬عقوبة اإلعدام‬
‫عقكبة اإلعداـ في الفقو اإلسالمي تعني بأنيا‪ " :‬جزاء كضعو الشارع لمردع عف‬
‫ارتكاب ما نيى عنو كترؾ ما أمر بو‪ ،‬فيي جزاء مادم مفركض سمفا يجعؿ المكمؼ‬
‫بحجـ عف ارتكاب الجريمة‪ ،‬فإذا ارتكبيا زجر بالعقكبة حتى ال يعاكد الجريمة مرة أخرل‪،‬‬
‫كما يككف عبره لغير(‪.)2‬‬
‫كعقكبة اإلعداـ في القانكف الكضعي تعني بأنيا‪ " :‬الجزاء الذم يقرره القانكف كيكقعة‬
‫القاضي مف أجؿ الجريمة كيتناسب معيا"(‪.)3‬‬
‫العقكبات األصمية كأشدىا عمى اإلطالؽ‪ ،‬كتعني إزىاؽ ركح‬ ‫كىي أيضا أحد‬
‫المحككـ عميو(‪.)4‬‬
‫كما ذىب البعض إلى تعريفيا عمى أنيا‪ " :‬عقكبة بدنية تصيب اإلنساف في جسمو‪،‬‬
‫فتمحؽ بو ألما ماديا(‪.)5‬‬
‫كىناؾ مف عرفيا بأنيا‪ " :‬إزىاؽ ركح المحككـ عميو بكسيمة يحدد ھا القانكف‪ ،‬بعد‬
‫صدكر حكـ باإلعداـ ضده مف محكمة مختصة‪ ،‬إلرتكابو جريمة خطيرة ينص عمييا‬
‫القانكف(‪.)6‬‬
‫إلستنادا لمتعاريؼ السابقة يمكف القكؿ بأف عقكبة اإلعداـ ىي الجزاء أك الحد الذم‬
‫يقرره القاضي المختص في حؽ شخص ما إرتكب جريمة ما إستنادا إلى القانكف‬
‫كبالشكؿ الذم يتناسب معيا‪ ،‬مف أجؿ إزىاؽ ركحو لما إقترفو مف ذنب سكاء قتؿ أك‬

‫‪-1‬‬
‫محمد شالؿ العاني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪431‬‬
‫‪ -2‬جياللي عشير‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪1002‬‬
‫‪-3‬‬
‫عبد اهلل سميماف‪ ،‬شرح القانون العقوبات القسم العام‪ ،‬جزاء جنائي‪( ،‬د‪.‬ط)‪، ،‬ج ‪ ،4‬ديكاف المطبكعات الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص ‪214‬‬
‫‪ -4‬ناصر كريمش الحكاريف‪ ،‬عقوبة اإلعدام في القوانين العربية دراسة مقارنة بالشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار الحامد لمنشر‬
‫كالتكزيع‪ ،‬عماف‪ ،2009 ،‬ص ‪33‬‬
‫‪ -5‬عمارة عمارة ‪ ،‬أثر العقوبة عمى حقوق اإلنسان في الشريعة والقانون‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬كمية‬
‫العمكـ اإلجتماعية كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2003/2002 ،‬ص ‪39‬‬
‫‪ -6‬عبد اهلل سميماف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪215‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫خانة األمانة أك خالؼ أحكاـ الشريعة إذ تأخذ حديف أكليما قانكني يككف في صكرة‬
‫جزاء يقرره القانكف كيكقعو القاضي‪ ،‬كثانييما مف حيث جكىرىا فيي إيالـ مقصكد‬
‫يكقع مف أجؿ الجريمة شريطة أف يتناسب معيا‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص عقوبة اإلعدام‬
‫تقكـ عقكبة اإلعداـ عمى جممة مف الخصائص منيا مبدأ شرعية عقكبة اإلعداـ‪،‬‬
‫كمنيا مبدأ قضائية عقكبة اإلعداـ‪ ،‬باإلضافة إلى مبدأ شخصية عقكبة اإلعداـ‪ ،‬كأخي ار‬
‫مبدأ المساكاة‬
‫أوال‪ :‬مبدأ شرعية عقوبة اإلعدام‬
‫يقصد بيذه الخاصية أنو ال يجكز تكقيع عقكبة اإلعداـ عمى أم شخص إال إذا‬
‫إرتكب فعال معاقب عميو بيذه العقكبة بمكجب نص قانكني‪ ،‬كبذلؾ ال يجكز تكقيع‬
‫ىذه العقكبة عمى الجاني إال بناء عمى حكـ يصدر مف المحكمة المختصة كاستنادا‬
‫عمى قانكف يجرـ فعمو‪ ،‬فال يجكز فرض عقكبة إعداـ غير مقررة بنص(‪.)1‬‬
‫فقد نص المشرع الجزائرم في قانكف العقكبات الجزائرم عمى أف‪" :‬ال جريمة كال‬
‫عقكبة أك تدابير أمف بغير قانكف" (‪ ،)2‬كنص‪" :‬ال جريمة‪ :‬إذا كاف الفعؿ قد أمر أك‬
‫أذف بو القانكف‪ ،‬إذا كاف الفعؿ قد دفعت إليو الضركرة الحالة لمدفاع المشركع عف‬
‫النفس أك عف الغير أك عف ماؿ مممكؾ لمشخص أك لمغير بشرط أف يككف الدفاع‬
‫متناسبا مع جسامة اإلعتداء"(‪.)3‬‬
‫كبالتالي يشترط في العقكبة أف تككف محددة سمفا بنص قانكني يحدد شكميا‬
‫كدرجة جسامتيا كمقدارىا حتى تكتمؿ شرعيتيا(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬بكحكش ىشاـ‪ ( ،‬عقوبة اإلعدام في التشريع الجزائري )‪ ،‬مجمة العمكـ اإلنسانية‪ ،‬مج‪ ،31 :‬ع‪ ،4 :‬ديسمبر ‪،2020‬‬
‫ص‪125 :‬‬
‫‪-2‬‬
‫المادة ‪ 1‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المؤرخ في‪ 08 :‬يكنيك ‪ ،1966‬يتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم‪،‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،49 :‬المؤرخة في‪ 11 :‬يكنيك ‪1966‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 39‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -4‬عمارة عمارة ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪39 :‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ قضائية عقوبة اإلعدام‬


‫أم أف عقكبة اإلعداـ ال تككف صحيحة إال إذا صدرت عف إحدل الييئات‬
‫القضائية المختصة التي تمثؿ السمطة القضائية‪ ،‬بالتالي فال عقكبة إال بنص كال‬
‫عقكبة إال بحكـ قضائي(‪.)1‬‬
‫أم أف إصدار العقكبة كنطقيا كتطبيقيا ال تقتصر إال عمى السمطة القضائية‬
‫المختصة حيث تميز ىذه الخاصية العقكبات عف غيرىا مف الجزاءات القانكنية(‪،)2‬‬
‫كبالتالي فإف القاضي ىك الجية الكحيدة المخكؿ ليا قانكنا إصدار الحكـ كالنطؽ‬
‫بالعقكبة كنقميا مف التجريد إلى نطاقيا الكاقعي(‪.)3‬‬
‫كقد جاء في قانكف اإلجراءات الجزائية الجزائرم أف الدعكل العمكمية لتطبيؽ‬
‫العقكبات يحركيا كيباشرىا رجاؿ القضاء أك المكظفكف المعيكد إلييـ بيا بمقتضى‬
‫القانكف(‪.)4‬‬
‫ثالثا‪ :‬مبدأ شخصية عقوبة اإلعدام‬
‫إف المقصكد بيذا المبدأ أف عقكبة اإلعداـ ال تطبؽ إال عمى مف ثبتت مسؤكليتو في‬
‫إرتكاب الجريمة‪ ،‬كال يتعدل إلى سكاه‪ ،‬كعميو ال يجكز أف تنفذ عمى أحد مف غير المجرـ‬
‫أيا كانت صمتو بالجاني(‪.)5‬‬
‫كطبقا لمبدأ شخصية العقكبة‪ ،‬ال تنفذ عقكبة اإلعداـ في حالة ما إذا تكفي مف‬
‫صدرت في حقو‪ ،‬كعميو فإذا تكفى الجاني سقطت عقكبة اإلعداـ سكاء قبؿ المحاكمة‬

‫‪ -1‬بكحكش ىشاـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪125 :‬‬


‫‪ -2‬ختاؿ سياـ‪ ،‬كعبي عائشة‪ ( ،‬السياسة العقابية في الجزائر بين الحكم الشرعي والقانون العضوي )‪ ،‬مجمة المعيار‪،‬‬
‫مج‪ ،12 :‬ع‪ ،1 :‬المركز الجامعي الكنشريسي بتيسمسيمت‪ ،‬الجزائر‪ ،2021 ،‬ص‪.145 :‬‬
‫‪-3‬‬
‫المادة ‪ 4‬مف التعديؿ الدستكرم لسنة ‪ ،2020‬الصادر بمكجب المرسكـ الرئاسي رقـ‪ ،442-20 :‬المؤرخ في‪30 :‬‬
‫ديسمبر ‪ ،2020‬يتعمق بإصدار التعديل الدستوري‪ ،‬المصادق عميه في استفتاء أول نوفمبر سنة ‪ ،2020‬في‬
‫الجريدة الرسمية لمجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،82 :‬المؤرخة في‪ 30 :‬ديسمبر ‪2020‬‬
‫‪-4‬‬
‫المادة ‪ 1‬مف األمر رقـ‪ ،155-66 :‬المؤرخ في‪ 08 :‬يكنيك ‪ ،1966‬يتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدؿ‬
‫كالمتمـ‪ ،‬بمكجب األمر رقـ ‪ ،04-20 :‬المؤرخ في‪ 30 :‬غشت ‪ ،2004‬ج‪.‬رج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،51 :‬الصادرة بتاريخ‪31 :‬‬
‫غشت ‪2020‬‬
‫‪ -5‬بكحكش ىشاـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪126 :‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫أك بعدىا‪ ،‬كذلؾ طبقا لنص قانكف اإلجراءات الجزائية بأنو تنقضي الدعكل العمكمية‬
‫الرامية إلى تطبيؽ العقكبة بكفاة المتيـ كبالتقادـ‪ ،‬كالعفك الشامؿ‪ ،‬كبإلغاء القانكف‬
‫الجزائي‪ ،‬كبصدكر حكـ حائز لقكة الشيء المقضي(‪.)1‬‬
‫رابعا‪ :‬مبدأ المساواة‬
‫يعتبر ىذا المبدأ تحقيقا كاحتراما لمبدأ الشرعية‪ ،‬كلقد نص عميو الدستكر بقكلو‪:‬‬
‫"أساس القضاء مبادئ الشرعية كالمساكاة‪ ،‬الكؿ سكاسية أماـ القضاء‪ ،‬كىك في‬
‫متناكؿ الجميع كيجسده إحتراـ القانكف"(‪.)2‬‬
‫كيقصد بيذا المبدأ أف النصكص القانكنية المقررة لعقكبة اإلعداـ تسرم عمى‬
‫جميع األفراد دكف تفرقة بينيـ‪ ،‬فيخضع الشخصيف المرتكبيف لجريمة كاحدة لعقكبة‬
‫كاحدة دكف النظر إلى المركز اإلجتماعي لمشخص أك العرؼ أك الجنس أك المغة أك‬
‫(‪)3‬‬
‫الديف أك الرأم‬
‫المطمب الثاني‪ :‬تقسيمات عقوبة اإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬
‫مف خالؿ مضمكف قذا الفرع سكؼ يتـ التطرؽ إلى تقسيمات عقكبة اإلعداـ في الشريعة‬
‫اإلسالمية مف جية‪ ،‬كمف جية أخرل تسميط الضكء عمى تقسيماتيا في القانكف الكضعي‬
‫الفرع األول‪ :‬تقسيمات عقوبة اإلعدام في الشريعة اإلسالمية‬
‫قسـ فقياء الشريعة العقكبة إلى أنكاع متعددة تبعا العتبارات مختمفة‪ ،‬كىي‬
‫أوال‪ :‬العقوبة من حيث وجوب الحكم بها‬
‫كتقسـ إلى(‪:)4‬‬
‫‪ /1‬عقوبات مقدرة‬
‫كىي العقكبات التي حدد الشارع نكعيا كمقدارىا‪ ،‬كاجب عمى القاضي أف يكقعيا‬
‫دكف أف ينقص منيا أك يزيد فييا أك يستدؿ بغيرىا‪ ،‬كيسمى ىذا النكع مف العقكبات‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 1/6‬مف األمر رقـ‪ ،155-66 :‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدؿ كالمتمـ‪ ،‬نفس القانكف‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 142‬مف التعديؿ الدستكرم لسنة ‪2020‬‬
‫‪ -3‬عمراف محمد‪( ،‬أغراض العقوبة والمبادئ األساسية التي ترتكز عميها في النظام العقابي اإلسالمي)‪ ،‬مجمة الحقكؽ‬
‫كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة زياف عاشكر الجمفة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مج‪ ،14 :‬ع‪ ،2 :‬جكاف ‪ ،2021‬ص‪82 :‬‬
‫‪ -4‬عمارة عمارة ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪40 :‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫العقكبات الالزمة‪ ،‬ألف كلي األمر ليس لو إسقاطيا كال العفك فييا كعقكبات الحدكد‬
‫كالقصاص‪.‬‬
‫‪ /2‬عقوبات غير مقررة‬
‫كىي العقكبات التي يترؾ لمقاضي اختيار نكعيا مف بيف مجمكعة مف العقكبات‬
‫كتقرير كميا بحسب ما يراه مف ظركؼ الجريمة كحاؿ المجرـ كتسمى ىذه العقكبات‬
‫بالعقكبات المخيرة ‪ ..‬ألف لمقاضي الحؽ في أف يختار مف بينيا كعقكبات التعزير‬
‫ثانيا‪ :‬العقوبة من حيث الرابطة القائمة بينها وبين الجزاء أو بحسب كفايتها له‬
‫كتقسـ إلى‬
‫‪ /1‬عقوبات أصمية‪:‬‬
‫كىي العقكبة المقررة أصال لمجريمة(‪:)1‬‬
‫‪ ‬القصاص لمقتل‪ :‬ىك مبدأ المعاقبة بالمثؿ كذكر عمماء المسمميف بعض الحكـ مف‬
‫تشريعو مثؿ شفاء غيظ المجني عميو أك أكليائو‪ ،‬كيمنعيـ مف طمب الثأر أك محاكلة‬
‫اص ىحىياةه ىيا أيكلًي‬
‫ص ً‬ ‫ً ً‬
‫االنتقاـ الردع عف ارتكاب الجريمة‪ ،‬لقكلو تعالى ( ىكلى يك ٍـ في ا ٍلق ى‬
‫ٍاألىٍلب ً َّ‬
‫اب لى ىعم يك ٍـ تىتَّقي ى‬
‫(‪)2‬‬
‫كف)‬ ‫ى‬
‫‪ ‬الرجم لمزنا‪ :‬ىي عقكبة الرمي بالحجارة حتى المكت حيث كانت ىذه العقكبة شائعة‬
‫في اليكناف القديمة كما أنيا مكجكدة في العديد مف الديانات مثؿ الييكدية‪ ،‬كاإلسالـ‬
‫القطع لمسرقة‪ :‬اتفؽ الفقياء في التشريع اإلسالمي عمى أف القطع ىك عقكبة جرـ‬
‫اء بً ىما ىك ىسىبا ىن ىكاالن ًم ىف‬ ‫ً‬
‫ط يعكا أ ٍىيدىييي ىما ىج ىز ن‬ ‫ؽ ىكالس ً‬
‫َّارقىةي فىا ٍق ى‬ ‫السرقة‪ ،‬كذلؾ لقكلو تعالى‪ ( :‬ىكالس ً‬
‫َّار ي‬
‫(‪)3‬‬
‫المَّ ًو ىكالمَّوي ىع ًز هيز ىح ًكيـ)‬
‫‪ ‬الجمد لمقذف‪ :‬تحريما قاطعا‪ ،‬كيجعمو كبيرة مف كبائر اإلثـ كالفكاحش كيكجب عمى‬
‫القاذؼ الحد كىك الجمد ثمانيف جمدة كمنع قبكؿ شيادتو إال إذا ثبت صحة قكلو‬
‫كف‬ ‫ًَّ‬
‫يف ىي ٍريم ى‬
‫باألدلة كىك شيادة أربعة شيداء بأف المقذكؼ تكرط في الزنا لقكؿ اهلل ( ىكالذ ى‬

‫‪-1‬‬
‫كائؿ لطفي صالح عبد اهلل عامر‪ ،‬عقوبة اإلعدام وموقف التشريع الجنائي اإلسالمي منها ‪ ،‬أطركحة دكتكراه‪،‬‬
‫جامعة النجاح الكطنية‪ ،‬نابمس‪ ،‬فمسطيف‪ ،2010/2009 ،‬ص‪34 :‬‬
‫‪ -2‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪179‬‬
‫‪ -3‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪38‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫ادةن أىىب ندا‬


‫يف ىج ٍم ىدةن ىكىال تى ٍقىبميكا لىيي ٍـ ىشيى ى‬‫ً‬ ‫ات ثيَّـ لىـ يأٍتيكا بًأىربع ًة يشي ىداء فى ٍ ً‬
‫ا ٍلم ٍحصىن ً‬
‫كى ٍـ ثى ىمان ى‬
‫اجم يد ي‬ ‫ٍى ى ى ى‬ ‫ٍ ى‬ ‫ي ى‬
‫(‪)1‬‬
‫كف)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ۚ ىكأيكلىئً ى‬
‫ؾ يى يـ ا ٍلفىاسقي ى‬
‫‪ ‬شرب الخمر‪ :‬الخمر مف الكبائر كىك كؿ ما يسكر يتناكليا الفرد لغايات النسياف‪،‬‬
‫ًَّ‬
‫كالخمر ما خامر العقؿ أم خالطو كغطاه كقد حرمو اهلل بقكلو تعالى (ىيا أُّىييىا الذ ى‬
‫يف‬
‫اجتىنًيبكهي لى ىعمَّ يك ٍـ‬ ‫طً‬
‫اف فى ٍ‬ ‫ىزالـ ًر ٍج هس ًم ٍف ىعم ًؿ َّ‬
‫الش ٍي ى‬ ‫ى‬ ‫اب ىك ٍاأل ٍ ى ي‬
‫ص ي‬
‫ً‬
‫آم ينكا إًَّن ىما ا ٍل ىخ ٍم ير ىكا ٍل ىم ٍيس ير ىك ٍاأل ٍىن ى‬
‫ى‬
‫(‪)2‬‬
‫كف)‪.‬‬ ‫ً‬
‫تيٍفم يح ى‬
‫‪ /2‬عقوبات بديمة‬
‫كىي عقكبات أصمية في ذاتيا كانما جعمت بديمة إذا امتنع تطبيؽ العقكبات‬
‫األصمية‪ ،‬فالدية عقكبة أصمية في القتؿ شبو العمد‪ ،‬كلكنيا تعتبر بديمة بالنسبة لمقتؿ العمد‬
‫في حاؿ صمح األكلياء أك عفكىـ عف القصاص كقبكليـ بالدية(‪.)3‬‬
‫‪ /3‬عقوبات تبعية‬
‫كىي العقكبات التي تصيب الجاني تبعا لمحكـ بالعقكبة األصمية ‪ ،‬دكف الحاجة إلى‬
‫الحكـ بيا كحرماف القاتؿ مف الميراث‪ ،‬كأيضا فقد القاذؼ ألىمية الشيادة فال يحتاج إلى‬
‫حكـ خاص بيا‪ ،‬فيي مترتبة عمى صدكر الحكـ بعد القذؼ‪ ،‬فالعقكبات التبعية ال يشترط‬
‫أف يصدر فييا حكـ خاص كانما يشترط صدكر حكـ عمى الجريمة األصمية(‪.)4‬‬
‫‪ /4‬العقوبات تكميمية‬
‫كىي العقكبات التي تصيب الجاني بناءا عمى الحكـ بالعقكبة األصمية بشرط أف‬
‫ينطؽ القاضي بالحكـ بيا كمثاليا تعميؽ يد السارؽ في رقبتو بعد قطعيا‪ ،‬كتتفؽ العقكبات‬
‫التكميمية مع العقكبات التبعية في أف كمييما مترتب عمى حكـ أصمي كلكنيما مختمفتاف‬
‫(‪)5‬‬
‫في أف العقكبة التبعية تقع دكف حاجة إلصدار حكـ خاص بيا‬

‫‪ -1‬سورة النور‪ ،‬اآلية ‪4‬‬


‫‪ -2‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪90‬‬
‫‪ -3‬كائؿ لطفي صالح عبد اهلل عامر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪36‬‬
‫‪ -4‬عمارة عمارة ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪43 :‬‬
‫‪ -5‬كائؿ لطفي صالح عبد اهلل عامر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪38‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫ثالثا‪ :‬العقوبة بإعتبار تعمقها بحقوق اهلل تعالى أو بحقوق العباد‬


‫كتنقسـ إلى(‪:)1‬‬
‫‪ ‬عقكبة في حؽ اهلل تعالى ‪ :‬كحد الزنا‪ ،‬كحد السرقة‪ ،‬كحد الشرب‪ ،‬حد الحرابة‪.‬‬
‫‪ ‬عقكبة في حؽ العباد‪ :‬كالقصاص‪.‬‬
‫‪ ‬قكبة متعمقة بالحقيف كحد القذؼ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬العقوبة بحسب الجرائم التي فرضت عميها‬
‫كتنقسـ إلى(‪:)2‬‬
‫‪ ‬عقوبات الحدود‪ :‬كىي العقكبات المقررة عمى جرائـ الحدكد كجريمة الزنا كالسرقة‪،‬‬
‫الشرب‪ ،‬القذؼ‪ ،‬الحرابة‪.‬‬
‫‪ ‬عقوبات القصاص والدية كىي العقكبات المقررة لجرائـ االعتداء عمى النفس أك ما‬
‫دكنيا كالقتؿ العمد‪ ،‬كشبو العمد كالخطأ‪ ،‬كالجرح العمد‪ ،‬كغير العمد‪.‬‬
‫‪ ‬عقوبات الكفارات كىي مقررة لبعض جرائـ االعتداء عمى النفس ك بعض جرائـ التعازير‪.‬‬
‫‪ ‬عقوبات التعازير‪ :‬كىي العقكبات المقررة لجرائـ التعازير‬
‫خامسا‪ :‬العقوبة من حيث محمها‬
‫كتنقسـ إلى(‪:)3‬‬
‫‪ ‬عقوبات بدنية‪ :‬كىي األذل الذم يمحؽ ببدف اإلنساف فيحدث لو ألما ماديا أك‬
‫معنكيا يتساكل مع اعتدائو عمى المصمحة العامة كىي العقكبات التي تقع عمى جسـ‬
‫اإلنساف كالقتؿ حدا‪ ،‬أك قصاصا كالرجـ‪ ،‬القطع‪ ،‬الجمد‪ ،‬الحبس‪.‬‬
‫‪ ‬عقوبات نفسية‪ :‬كىي العقكبات التي تمس أحاسيس اإلنساف دكف جسمو كالتكبيخ‪،‬‬
‫اليجر‪ ،‬العزؿ‪...‬‬
‫‪ ‬عقوبات مالية‪ :‬كىي العقكبات التي تصيب ماؿ الشخص كالدية‪ ،‬كالغرامة‪،‬‬
‫كالمصادرة كالذم ييمنا في ىذه العقكبات ىي العقكبات البدنية كيمكف حصرىا في‬
‫عقكبة القتؿ قصاصا‪ ،‬كعقكبة القتؿ حدا كتعزي ار ‪.‬‬

‫‪ -1‬عمارة عمارة ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪44 :‬‬


‫‪ -2‬كائؿ لطفي صالح عبد اهلل عامر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪38‬‬
‫‪ -3‬عمارة عمارة ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪47 :‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقسيمات عقوبة اإلعدام في القانون الوضعي‬


‫تناكؿ قانكف العقكبات ىذا التصنيؼ في المكاد مف ‪ 3‬إلى ‪ 09‬كىك يقسميا إلى‬
‫قسميف‪ :‬عقكبات أصمية‪ ،‬كعقكبات تكميمية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬العقوبات األصمية‬
‫ككف العقكبات أصمية إذا صدر الحكـ بيا دكف أف تمحؽ بيا أية عقكبة أخرل‪،‬‬
‫كلكؿ مف الجنايات كالجنح كالمخالفات عقكبتيا األصمية الخاصة بيا‪.‬‬
‫‪ ‬كلقد نص المشرع عمى أف العقكبات األصمية تتمثؿ أساسا في العقكبات األصمية‬
‫في الجنايات ق م اإلعداـ‪ ،‬ك السجف المؤبد ‪ ،‬السجف المؤقت لمدة تتراكح بيف‬
‫خمس سنكات كعشريف سنة‪.‬‬
‫سكات‬
‫‪ ‬العقكبات األصمية في الجنح ىي الحبس مدة تتجاكز شيريف إلى خمس ن‬
‫‪ ،‬ا لغرامة التي تتجاكز‬ ‫ماعدا الحاالت التي يقرر فييا القانكف حدكدا أخرل‬
‫‪ 20.000‬دج‪.‬‬
‫ىي الحبس مف يكـ كاحد عمى األقؿ إلى‬ ‫‪ ‬العقكبات األصمية في المخالفات‬
‫شيريف عمى األ ؾثر‪ ،‬الغرامة مف ‪ 2000‬دج إلى ‪ 20.000‬دج(‪ ،)1‬كما أف‬
‫عقكبات السجف المؤقت ال تمنع الحكـ بعقكبة الغرامة(‪.)2‬‬
‫ثانيا‪ :‬العقوبات التكميمية‬
‫كلقد نص المشرع عمى أف العقكبات التكميمية تتمثؿ أساسا في‪:‬‬
‫‪ ‬الحرمان من ممارسة الحقوق الوطنية والمدنية والعائمية‪ :‬يتمثؿ الحرماف مف‬
‫ممارسة الحقكؽ الكطنية كالمدنية كالعائمية في‪:‬‬
‫‪ ‬العزؿ أك اإلقصاء مف جميع الكظائؼ كالمناصب العمكمية التي ليا عالقة‬
‫بالجريمة‪.‬‬
‫‪ ‬عدـ األىمية ألف يككف مساعدا محمفا‪ ،‬أك خبيرا‪ ،‬أك شاىدا عمى أم عقد‪ ،‬أك‬
‫شاىدا أماـ القضاء إال عمى سبيؿ االستدالؿ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 5‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 5‬مكرر مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫‪ ‬الحرماف مف حؽ االنتخاب أك الترشح كمف حمؿ أم كساـ‪.‬‬


‫‪ ‬الحرماف مف الحؽ في حمؿ األسمحة‪ ،‬كفي التدريس‪ ،‬كفي إدارة مدرسة أك‬
‫الخدمة في مؤسسة لمتعميـ بكصفو أستاذا أك مدرسا أك مراقبا‪.‬‬
‫‪ ‬عدـ األىمية ألف يككف كصيا أك قيما‪.‬‬
‫‪ ‬سقكط حقكؽ الكالية كميا أك بعضيا‪.‬‬
‫‪ ‬كفي حالة الحكـ بعقكبة جنائية‪ ،‬يجب عمى القاضي أف يأمر بالحرماف مف‬
‫حؽ أك أكثر مف الحقكؽ المنصكص عمييا أعاله لمدة أقصاىا عشر ( ‪)10‬‬
‫سنكات‪ ،‬تسرم مف يكـ انقضاء العقكبة األصمية أك اإلفراج عف المحككـ‬
‫عميو(‪.)1‬‬
‫‪ ‬الحجر القانوني‪ :‬كقد نص المشرع عمى انو في حالة الحكـ بعقكبة جنائية‪ ،‬تأمر‬
‫المحكمة كجكبا بالحجر القانكني الذم يتمثؿ في حرماف المحككـ عميو مف‬
‫ممارسة حقكقو المالية أثناء تنفيذ العقكبة األصمية‪ ،‬كتتـ إدارة أمكالو طبقا‬
‫لإلجراءات المقررة في حالة الحجر القضائي(‪.)2‬‬
‫‪ ‬المنع من اإلقامة‪ :‬ىك إلزاـ المحككـ عميو بأف يقيـ في نطاؽ إقميمي يعينو‬
‫الحكـ لمدة ال تتجاكز خمس ‪ 5‬سنكات‪ ،‬يبدأ تنفيذ تحديد اإلقامة مف يكـ انقضاء‬
‫العقكبة األصمية أك اإلفراج عف المحككـ عميو‪ ،‬كيبمغ الحكـ إلى ك ازرة الداخمية‬
‫التي يمكنيا أف تصدر رخصا مؤقتة لمتنقؿ خارج المنطقة المنصكص عمييا في‬
‫‪)3‬‬ ‫الفقرة السابقة‪ ،‬كيعاقب الشخص الممنكع مف اإلقامة بالحبس مف ثالثة (‬
‫أشير إلى ثالث ( ‪ )3‬سنكات كبغرامة مف ‪ 25.000‬دج إلى ‪ 300.000‬دج إذا‬
‫خالؼ أحد تدابير المنع مف اإلقامة (‪ ،)3‬كيجكز أف يحكـ بالمنع مف اإلقامة في‬
‫حالة اإلدانة الرتكاب جناية أك جنحة ‪ ،‬كعندما ينص القانكف عمى عقكبة المنع‬
‫مف اإلقامة في التراب الكطني‪ ،‬يجكز الحكـ بيا‪ ،‬إما نيائيا أك لمدة عشر (‪)10‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 9‬مكرر ‪ 1‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 9‬مكرر مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 12‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫‪ ،‬كعندما‬ ‫سنكات عمى األكثر‪ ،‬عمى كؿ أجنبي مداف الرتكابو جناية أك جنحة‬
‫يككف ىذا المنع مقترنا بعقكبة سالبة لمحرية‪ ،‬فإف تطبيقو يكقؼ طكاؿ آجاؿ تنفيذ‬
‫ىذه العقكبة‪ ،‬كيستأنؼ بالنسبة لممدة المحددة بحكـ اإلدانة مف يكـ انقضاء‬
‫العقكبة األصمية أك اإلفراج عف المحككـ عميو ‪ ،‬كيترتب عمى المنع مف اإلقامة‬
‫في التراب الكطني اقتياد المحككـ عميو األجنبي إلى الحدكد مباشرة أك عند‬
‫إنقضاء عقكبة الحبس أك السجف ‪ ،‬إذ يعاقب الشخص األجنبي الذم يخالؼ‬
‫ثالثة‬ ‫عقكبة المنع مف اإلقامة بالتراب الكطني المحككـ بيا عميو‪ ،‬بالحبس مف‬
‫(‪ )3‬أشير إلى ثالث ( ‪ )3‬سنكات كبغرامة مف ‪ 25.000‬دج إلى ‪300.000‬‬
‫دج(‪.)1‬‬
‫‪ ‬تحديد اإلقامة‪ :‬تحديد اإلقامة ىك إلزاـ المحككـ عميو بأف يقيـ في نطاؽ إقميمي‬
‫يعينو الحكـ لمدة ال تتجاكز خمس ( ‪ )5‬سنكات ‪ ،‬ك يبدأ تنفيذ تحديد اإلقامة مف‬
‫يكـ انقضاء العقكبة األصمية أك اإلفراج عف المحككـ عميو ‪ ،‬كما يبمغ الحكـ إلى‬
‫ك ازرة الداخمية التي يمكنيا أف تصدر رخصا مؤقتة لمتنقؿ خارج المنطقة‬
‫المنصكص عمييا في الفقرة السابقة ‪ ،‬كيعاقب الشخص الذم يخالؼ أحد تدابير‬
‫‪ )3‬أشير إلى ( ‪ )3‬سنكات كبغرامة مف‬ ‫تحديد اإلقامة بالحبس مف ثالثة (‬
‫‪ 25.000‬دج إلى ‪ 300.000‬دج(‪.)2‬‬
‫‪ ‬المصادرة الجزئية لألموال‪ :‬المصادرة ىي األيمكلة النيائية إلى الدكلة لماؿ أك‬
‫قيمتيا عند االقتضاء ‪ ،‬غير أنو ال يككف‬ ‫مجمكعة أمكاؿ معينة‪ ،‬أك ما يعادؿ‬
‫قابال لممصادرة‪:‬‬
‫‪ ‬كؿ محؿ السكف الالزـ إليكاء الزكج كاألصكؿ كالفركع مف الدرجة األكلى‬
‫لممحككـ عميو‪ ،‬إذا كانكا يشغمكنو فعال عند معاينة الجريمة‪ ،‬كعمى شرط أف ال‬
‫يككف ىذا المحؿ مكتسبا عف طريؽ غير مشركع‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 13‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 11‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫‪ ‬األمكاؿ المذككرة في الفقرات مف ‪ 2‬ك‪ 3‬ك‪ 4‬ك‪ 5‬ك‪ 6‬ك‪ 7‬ك‪ 8‬كالمادة ‪ 378‬مف‬
‫قانكف اإلجراءات المدنية(‪.)1‬‬
‫‪ ‬المداخيؿ الضركرية لمعيشة الزكج كأكالد المحككـ عميو ككذلؾ األصكؿ الذيف‬
‫يعيشكف تحت كفالتو(‪.)2‬‬
‫كفي حالة اإلدانة الرتكاب جناية‪ ،‬تأمر المحكمة بمصادرة األشياء التي‬
‫استعممت أك كانت ستستعمؿ في تنفيذ الجريمة أك التي تحصمت منيا‪ ،‬ككذلؾ‬
‫مرتكب الجريمة‪ ،‬مع مراعاة‬ ‫اليبات أك المنافع األخرل التي استعممت لمكافأة‬
‫حقكؽ الغير حسف النية ‪ ،‬ك في حالة اإلدانة الرتكاب جنحة أك مخالفة يؤمر‬
‫بمصادرة األشياء المذككرة في الفقرة السابقة كجكبا إذا كاف القانكف ينص صراحة‬
‫عمى ىذه العقكبة‪ ،‬كذلؾ مع مراعاة حقكؽ الغير حسف النية(‪.)3‬‬
‫يعتبر مف الغير حسف النية‪ ،‬األشخاص الذيف لـ يككنكا شخصيا محؿ‬
‫متابعة أك إدانة مف أجؿ الكقائع التي أدت إلى المصادرة‪ ،‬كلدييـ سند ممكية أك‬
‫(‪)4‬‬
‫حيازة صحيح كمشركع عمى األشياء القابمة لممصادرة‬
‫يتعيف األمر بمصادرة األشياء التي تشكؿ صناعتيا أك استعماليا أك‬
‫حمميا أك حيازتيا أك بيعيا جريمة‪ ،‬ككذا األشياء التي تعد في نظر القانكف أك‬
‫التنظيـ خطيرة أك مضرة ‪ ،‬كفي ىذه الحالة تطبؽ المصادرة كتدبير أمف‪ ،‬ميما‬
‫يكف الحكـ الصادر في الدعكل العمكمية(‪.)5‬‬
‫‪ ‬اإلقصاء من الصفقات العمومية‪ :‬يترتب عمى عقكبة اإلقصاء مف الصفقات‬
‫العمكمية منع المحككـ عميو مف المشاركة بصفة مباشرة أك غير مباشرة في أية‬
‫‪ )10‬سنكات في حالة‬ ‫صفقة عمكـ ية‪ ،‬إما نيائيا أك لمدة ال تزيد عف عشر (‬

‫‪ -1‬الفقرات مف ‪ 2‬إلى ‪ 8‬مف المادة ‪ 378‬مف األمر رقـ‪ ،154-66 :‬المؤرخ في‪ 8 :‬يكنيك ‪ ،1966‬يتضمن قانون‬
‫اإلجراءات المدنية المعدل والمتمم‪ ،‬ج‪.‬رج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،47 :‬المؤرخة في‪ 09 :‬يكنيك ‪،1966‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 15‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 15‬مكرر ‪ 1‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 15‬مكرر ‪ 2‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 16‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫اإلدانة الرتكاب جناية‪ ،‬كخمس ( ‪ )5‬سنكات في حالة اإلدانة الرتكاب جنحة ‪،‬‬
‫كيجكز أف يؤمر بالنفاذ المعجؿ بالنسبة ليذا اإلجراء(‪.)1‬‬
‫‪ ‬الحظر من إصدار الشيكات و‪/‬أو إستعمال بطاقات الدفع‪ :‬يترتب عمى عقكبة‬
‫المحككـ عميو‬ ‫الحظر مف إصدار الشيكات ك‪/‬أك استعماؿ بطاقات الدفع إلزاـ‬
‫بإرجاع الدفاتر كالبطاقات التي بحكزتو أك التي عند ككالئو إلى المؤسسة‬
‫المصرفية المصدرة ليا ‪ ،‬غير أنو ال يطبؽ ىذا الحظر عمى الشيكات التي تسمح‬
‫أك تمؾ المضمنة ‪ ،‬كال‬ ‫بسحب األمكاؿ مف طرؼ الساحب لدل المسحكب عميو‬
‫تتجاكز مدة الحظر عشر ( ‪ )10‬سنكات في حالة اإلدانة الرتكاب جناية‪ ،‬كخمس‬
‫(‪ )5‬سنكات في حالة اإلدانة إلرتكاب جنحة ‪ ،‬ك يجكز أف يؤمر بالنفاذ المعجؿ‬
‫بالنسبة ليذا اإلجراء ‪ ،‬كما يعاقب بالحبس مف سنة ( ‪ )1‬إلى خمس ( ‪ )5‬سنكات‬
‫كبغرامة مف ‪ 100.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج كؿ مف أصدر شيكا أك أكثر‬
‫ك‪/‬أك إستعمؿ بطاقة الدفع رغـ منعو مف ذلؾ (‪ ،)2‬دكف اإلخالؿ بتطبيؽ العقكبات‬
‫المنصكص عمييا في فحكل قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ(‪.)3‬‬
‫‪ ‬المنع المؤقت من ممارسة مهنة أو نشاط‪ :‬يجكز الحكـ عمى الشخص المداف‬
‫الرتكابو جناية أك جنحة بالمنع مف مـ ارسة مينة أك نشاط‪ ،‬إذا ثبت لمجية‬
‫القضائية أف لمجريمة التي ارتكبيا صمة مباشرة بمزاكلتيما‪ ،‬كأف ثمة خطر في‬
‫استمرار ممارستو ألم منيما‪ ،‬كيصدر الحكـ بالمنع لمدة ال تتجاكز عشر ( ‪)10‬‬
‫‪ )5‬سنكات في حالة اإلدانة‬ ‫سنكات في حالة اإلدانة الرتكاب جناية كخمس (‬
‫الرتكاب جنحة‪ ،‬كما يجكز أف يؤمر بالنفاذ المعجؿ بالنسبة ليذا اإلجراء(‪.)4‬‬
‫‪ ‬إغالق المؤسسة‪ :‬يترتب عمى عقكبة غمؽ المؤسسة منع المحككـ عميو مف أف‬
‫يمارس فييا النشاط الذم إ رتكبت الجريمة بمناسبتو ‪ ،‬كيحكـ بيذه العقكبة إما‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 16‬مكرر ‪ 2‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 16‬مكرر ‪ 3‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 374‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 16‬مكرر مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫بصفة نيائية أك لمدة ال تزيد عف عشر ( ‪ )10‬سنكات في حالة اإلدانة إلرتكاب‬


‫جناية‪ ،‬كخمس ( ‪ )5‬سنكات في حالة اإلدانة الرتكاب جنحة ‪ ،‬ك يجكز أف يؤمر‬
‫بالنفاذ المعجؿ بالنسبة ليذا اإلجراء(‪.)1‬‬
‫‪ ‬تعميق أو سحب رخصة السياقة أو إلغاؤها مع المنع من إستصدار رخصة‬
‫جديدة‪ :‬دكف اإلخالؿ بالتدابير المنصكص عمييا في قانكف المركر‪ ،‬يجكز لمجية‬
‫القضائية الحكـ بتعميؽ أك سحب رخصة السياقة أك إلغائيا‪ ،‬مع المنع مف‬
‫استصدار رخصة جديدة‪ ،‬كال تزيد مدة التعميؽ أك السحب عف خمس ( ‪ )5‬سنكات‬
‫مف تاريخ صدكر حكـ اإلدانة ‪ ،‬كما يجكز أف يؤمر بالنفاذ المعجؿ بالنسبة ليذا‬
‫اإلجراء‪ ،‬كيبمغ الحكـ إلى السمطة اإلدارية المختصة(‪.)2‬‬
‫‪ ‬سحب جواز السفر‪ :‬يجكز لمجية القضائية أف تحكـ بسحب جكاز السفر لمدة ال‬
‫تزيد عف خمس (‪ )5‬سنكات في حالة اإلدانة مف أجؿ جناية أك جنحة‪ ،‬كذلؾ مف‬
‫تاريخ النطؽ بالحكـ ‪ ،‬كما يجكز أف يؤمر بالنفاذ المعجؿ بالنسبة ليذا اإلجراء ‪،‬‬
‫كيبمغ الحكـ إلى ك ازرة الداخمية(‪.)3‬‬
‫‪ ‬نشر أو تعميق حكم أو قرار اإلدانة‪ :‬لممحكمة عند الحكـ باإلدانة أف تأمر في‬
‫الحاالت التي يحددىا القانكف بنشر الحكـ بأكممو أك مستخرج منو في جريدة أك‬
‫أكثر يعينيا‪ ،‬أك بتعميقو في األماكف التي يبينيا‪ ،‬كذلؾ كمو عمى نفقة المحككـ‬
‫عميو‪ ،‬عمى أال تتجاكز مصاريؼ النشر المبمغ الذم يحدده الحكـ باإلدانة ليذا‬
‫الغرض‪ ،‬كأال تتجاكز مدة التعميؽ شي ار كاحدا ‪ ،‬ك يعاقب بالحبس مف ثالثة ( ‪)3‬‬
‫أشير إلى سنتيف ( ‪ )2‬كبغرامة مف ‪ 25.000‬دج إلى ‪ 200.000‬دج كؿ مف‬
‫قاـ بإتالؼ أك إخفاء أك تمزيؽ المعمقات المكضكعة تطبيقا لمفقرة السابقة كميا أك‬
‫جزئيا‪ ،‬كيأمر الحكـ مف جديد بتنفيذ التعميؽ عمى نفقة الفاعؿ(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 16‬مكرر ‪ 1‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 16‬مكرر ‪ 4‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 16‬مكرر ‪ 5‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 18‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تأصيل عقوبات الجرائم المعاقب عميها باإلعدام في الشريعة اإلسالمية‬
‫والقانون الوضعي‬
‫مف خالؿ مضمكف ىذا المطمب سكؼ يتـ التطرؽ إلى تأصيؿ عقكبات الجرائـ‬
‫المعاقب عمييا باإلعداـ كفقا لمشريعة اإلسالمية مف جية‪ ،‬كمف جية أخرل تسميط الضكء‬
‫عمى تأصيؿ عقكبات الجرائـ المعاقب عمييا باإلعداـ كفقا لمقانكف الكضعي‪ ،‬كذلؾ عمى‬
‫النحك التالي‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬تأصيل عقوبات الجرائم المعاقب عميها باإلعدام وفقا لمشريعة اإلسالمية‬
‫إستنادا لمضمكف ىدا المطمب سكؼ يتـ دراسة الجرائـ المعاقب عمييا باإلعداـ كفقا‬
‫لمشريعة اإلسالمية مف جية‪ ،‬كمف جية أخرل تسميط الضكء عمى تأصيؿ العقكبة كفقا‬
‫لمشريعة اإلسالمية‪ ،‬عمى النحك التالي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الجرائم المعاقب عميها باإلعدام وفقا لمشريعة اإلسالمية‬
‫تتعدد الجرائـ المعاقب عمييا باإلعداـ كفقا لمشريعة اإلسالمية كلعؿ أىميا كأبرزىا‬
‫يتمثؿ في كؿ مف جريمة الزنا مف جية‪ ،‬كجريمة الشذكذ الجنسي أك التخنيث مف جية‬
‫أخرل‪ ،‬كصكال إلى جريمة الردة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الزنا‬
‫تعددت تعاريؼ الفقياء المسمميف لمزنا بتعدد المذاىب الفقيية فقد عرفو الحنفية‬
‫بككنو "غيبة حشفة أك أكثر مف رجؿ مكمؼ في قبؿ مشتياة حاال أك ماضيا خاؿ عف ممؾ‬
‫كشبيتو(‪ ،)1‬كعند الشافعية‪ :‬ىك "إيالج حشفة أك قدرىا في فرج محرـ لعينو مشتيى طبعا‬
‫بال شبية (‪ ،)2‬كىك كذلؾ "إيالج الذكر بفرج محرـ لعينو خاؿ عف الشبية مشتيى يكجب‬
‫(‪)3‬‬
‫الحد"‬

‫‪ -1‬شمس الديف أبك عبد اهلل محمد بف محمد بف عبد الرحمف الطرابمسي المغربي‪ ،‬ج‪ ،6‬ط‪ ،3‬مواهب الجميل في شرح‬
‫مختصر خميل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عماف‪ ،1992 ،‬ص ‪290‬‬
‫‪ -2‬محمد الجبكرم‪( ،‬الجرائم ضد النسل في الشريعة والقانون)‪ ،‬مجمة كمية العمكـ اإلسالمية‪ ،‬مج‪ ،4 :‬ع‪،67 :‬‬
‫‪ ،2008‬ص ‪6‬‬
‫‪ -3‬حمك بف إبراىيـ فخار‪( ،‬إعمال عقوبة اإلعدام)‪ ،‬مجمة الكاحات لمبحكث كالدراسات‪ ،‬مج‪ ،14 :‬ع‪،2001 ،23 :‬‬
‫ص ‪412‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫كما عرؼ المالكية فعؿ الزنى بككنو "أف يطأ فرج آدمي ال ممؾ لو فيو باتفاؽ‬
‫متعمدا(‪ ،")1‬كقالكا أيضا ىك انتياؾ حرمة الفرج المحترـ بالكطء المحرـ في غير ممؾ‪ ،‬إذا‬
‫انتفت عنو الشبية‪ ،‬سبب لكجكد الحد (‪ ،)2‬بينما ذىب الحنابمة إلى القكؿ بأف الزنا ىك فعؿ‬
‫الفاحشة في قبؿ أك دبر(‪.)3‬‬
‫فالزنا بيذا المعنى عند الفقياء المسمميف محرـ تحريما قطعيا‪ ،‬بؿ ىك مف أكبر‬
‫الكبائر التي حر اهلل تبارؾ كتعالى عمى عباده فعميا في غير ما آية مف كتابو‪ ،‬فقالى‬
‫ًَّ‬ ‫اء ىسبً ن‬ ‫ً‬
‫الزىنا ۖ إًَّنوي ىك ى‬
‫(‪)4‬‬
‫كف‬
‫يف ال ىي ٍد يع ى‬ ‫يال) ‪ ،‬كقكلو تعالى ( ىكالذ ى‬ ‫اف فىاح ىشةن ىك ىس ى‬ ‫تعالى‪ ( :‬ىكىال تى ٍق ىريبكا ِّ‬
‫ؽ‬ ‫كف ىك ىم ٍف ىي ٍف ىع ٍؿ ىذلً ى‬
‫ؾ ىي ٍم ى‬ ‫الن ٍف ىس الَّتًي ىح َّرىـ المَّوي إًال بًا ٍل ىح ِّ‬
‫ؽ ىكال ىي ٍزين ى‬ ‫كف َّ‬ ‫ىم ىع المَّ ًو إًلىينا ى‬
‫آخ ىر ىكال ىي ٍقتيمي ى‬
‫(‪)5‬‬
‫يو يميى نانا)‬‫ؼ لىو ا ٍلع ىذاب يكـ ا ٍل ًقيام ًة كي ٍخمي ٍد ًف ً‬
‫اع ٍ ي ى ي ى ٍ ى ى ى ى ى‬ ‫ض ى‬ ‫اما ۝ يي ى‬ ‫أىثى ن‬
‫كنميز بيف عقكبتيف في الشريعة اإلسالمي لمزنا‪:‬‬
‫‪ /1‬عقوبة الزاني المحصن في الشريعة اإلسالمية‬
‫لقد شدد اإلسالـ في عقكبة الزاني المحصف باعتباره قد أخؿ بالركابط الزكجية ثـ أنو‬
‫قد ناؿ ما يمبي حاجتو الجنسية في الحالؿ إال أنو سمؾ مسمؾ الحراـ‪ ،‬كحتى يقكـ‬
‫اإلحصاف يشترط أف يؤتي الزنا مف قبؿ متزكج في نكاح صحيح ألنو كؿ نكاح محرـ أك‬
‫(‪)6‬‬
‫فاسد ال يحصف كما يرل جميكر العمماء‬
‫كما يشترط أف يككف الكطء مف القبؿ لقكلو صمى اهلل عميو كسمـ‪..." :‬كالثيب‬
‫بالثيب الجمد كالرجـ" أم أف الزكاج الحكمي قبؿ الدخكؿ ال يحصؿ بو اإلحصاف‪ ،‬كما‬
‫يشترط في المحصف العقؿ كالبمكغ‪ ،‬أما شرط اإلسالـ فاختمؼ فيو العمماء حيث يرل‬
‫المالكية كالحنفية أف اإلسالـ مف شركط اإلحصاف لقكلو صمى اهلل عميو كسمـ‪" :‬مف أشرؾ‬

‫‪ -1‬عمار تكفيؽ أحمد بدكم‪( ،‬عقوبة جريمتي الزنا واإلغتصاب في القانون نظرة نقدية)‪ ،‬مجمة اإلسراء المقدسية‪ ،‬مج‪:‬‬
‫‪ ،7‬ع‪ ،2018 ،4 :‬ص‪214 :‬‬
‫‪ -2‬محمد الجبكرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪6‬‬
‫‪ -3‬حمك بف إبراىيـ فخار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪411‬‬
‫‪ -4‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية (‪)32‬‬
‫‪ -5‬سورة الفرقان‪ ،‬اآلية (‪)68‬‬
‫‪ -6‬تاىكنزة نكر الديف‪ ،‬سياـ براىيمي‪ ( ،‬عقوبة جريمة الزنا بين الشريعة اإلسالمية والقانون الجزائري )‪ ،‬مجمة الميزاف‪،‬‬
‫مج‪ ،2 :‬ع‪ ،2017 ،2 :‬ص ‪252‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫باهلل فميس بمحصنا" لكف الشافعية ال يركف أف اإلسالـ شرط ألف الرسكؿ صمى اهلل عميو‬
‫(‪)1‬‬
‫كسمـ رجـ ييكدييف كلك كاف اإلسالـ شرطا لما رجميما عمى حد قكليـ‬
‫كذىب أبي حنيفة إلى القكؿ أف المتزكج مف كتابية إذا زني ال يرجـ ألف الكتابية ال‬
‫تحصف المسمـ‪ ،‬كيقصد بالرجـ عند الفقياء كىك أف يرمى الزاني المحصف بالحجارة‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫كقد رجـ الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ ماغر كالغامدية حتى قتال‬ ‫كغيرىا حتى يقتؿ‬
‫كقد زاد عمي بف أبي طالب حد الجمد قبؿ الرجـ إذا جمع بينيما عند جمد شراحة يكـ‬
‫الخميس كرجميا يكـ الجمعة كقاؿ جمدتيا بكتاب اهلل كرجميا بسنة رسكؿ اهلل كىذا ما‬
‫(‪)4‬‬
‫ذىب إليو أحمد كالظاىرية كالشيعة‬
‫أما إذا فر المشيكد عميو فإنو يمسؾ بو كيرجـ حتى المكت‪ ،‬ككذلؾ تككف كاقعة‬
‫ً‬ ‫ً ً‬
‫(‪ ،)5‬ألف‬ ‫الرجـ عالنية أماـ المال لقكلو تعالى‪ ( :‬ىكٍلىي ٍشيى ٍد ىع ىذ ىابيي ىما طىائفىةه م ىف ا ٍل يم ٍؤ ًمن ى‬
‫يف)‬
‫حضكر الناس تعتبر زيادة في التنكيؿ ألف التفضيح قد يضر أكثر باعتباره عذاب نفسي‬
‫ككذلؾ تيـ العالنية في الرجـ حتى يتعظ الحضكر كيعتبركا كينصرفكا عف فعمو‪ ،‬ككذلؾ‬
‫تحقؽ العالنية في كثرتيـ حتى يشارككا في الرجـ كيقضكا عمى المحدكد عميو بسرعة‬
‫أما في الجمد فيكفي حضكر شخص كاحد مع مقيمي الحد‪ ،‬كيقكؿ القرطبي رحمو‬
‫اهلل‪" :‬ينبغي أف يقيـ حد الزنا بيف أيدم الحكاـ كال يقيمو إال فضالء الناس كخيارىـ كعف‬
‫كقت الرجـ فإنو يقاـ في أم كقت في الصيؼ أك الشتاء كحتى في مرض المرجكـ ألنو‬
‫(‪)6‬‬
‫حد ميمؾ فال معنى لتحرزه مف اليالؾ عكس الجمد‬

‫‪-1‬محمد رشاد متكلي‪ ،‬جرائم االعتداء عمى العرض‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1989 ،‬ص ‪106‬‬
‫(كتاب إلكتركني)‬
‫‪ -2‬محمد المشيداني‪ ،‬شرح قانون العقوبات في القانون الوضعي والشريعة اإلسالمية‪ ،‬الدار العممية الدكلية لمنشر‬
‫كالتكزيع‪ ،‬األردف‪ ،2001 ،‬ص ‪184‬‬
‫‪ -3‬تاىكنزة نكر الديف‪ ،‬سياـ براىيمي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪252‬‬
‫‪ -4‬محمد رشاد متكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪107‬‬
‫‪ -5‬سورة النور‪ ،‬اآلية (‪)2‬‬
‫‪ -6‬تاىكنزة نكر الديف‪ ،‬سياـ براىيمي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪253‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫‪ /2‬عقوبة الزاني غير المحصن عمى ضوء الشريعة اإلسالمية‬


‫لقد حددت سكرة النكر عقكبة الزاني البكر كىي الجمد مائة جمدة كالتغريب لمدة عاـ‬
‫ٍخ ٍذ يك ٍـ بً ًي ىما ى ٍأرفىةه ًفي‬
‫اح ود ًم ٍنيي ىما ًم ىائةى ىج ٍم ىد وة ىكىال تىأ ي‬
‫اجمً يدكا يك َّؿ ك ً‬
‫ى‬ ‫الزانًي فى ٍ‬
‫الزانًىيةي ك َّ‬
‫ى‬
‫القكلو تعالى‪َّ ( :‬‬
‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫َّ ً‬ ‫ًد ً َّ ً‬
‫(‪،)1‬‬ ‫كف بًالمو ىكا ٍلىي ٍكًـ ٍاآلخ ًر ىكٍلىي ٍشيى ٍد ىع ىذ ىابيي ىما طىائفىةه م ىف ا ٍل يم ٍؤ ًمن ى‬
‫يف)‬ ‫يف المو إً ٍف يك ٍنتي ٍـ تي ٍؤ ًم ين ى‬
‫كقكلو صمى اهلل عميو كسمـ‪" :‬خذكا عني ‪ ،‬خذكا عني‪ ،‬فقد جعؿ اهلل ليف سبيال‪ ،‬البكر‬
‫(‪)2‬‬
‫أم ىناؾ عقكبة مقدرة فميس لمقاضي أف ينقص منيا أك‬ ‫بالبكر جمد مائة كتغريب عاـ"‬
‫(‪)3‬‬
‫يزيد فييا ألم سبب أك يكقؼ تنفيذىا أك يستبدليا‬
‫كما أف كلي األمر ال يممؾ العفك فيو كيككف جمد الجاني بسكط ضربا متكسطا مائة‬
‫ضربة كيشترط أف ال يككف الضرب يابسا حتى ال يجرح أك يبرح كأف ال يككف بو عقد في‬
‫طرفو الذم يصيب الجسـ ألنيا تؤدم إلى ما يؤدم يبس السكط ككذلؾ أف ال يككف‬
‫السكط أكثر مف ذنب كاحد حتى ال تحسب الضربة ضربات بعدد أذنابو‪ ،‬فإف كاف السكط‬
‫(‪)4‬‬
‫ذنباف احتسبت الضربة ضربتاف كىكذا‬
‫كيرل مالؾ كأبك حنيفة أف تنزع عف الرجؿ الزاني ثيابو إال ما يستر عكرتو عكس‬
‫أحمد كالشافعي ال يجرد المجمكد مف ثيابو إال ما يستر عكرتو عكس أحمد كالشافعي ال‬
‫يجرد المجمكد مف ثيابو كأف يترؾ عميو قميصو إال إذا كانت المالبس غميظة أك محشكة‬
‫نزعت منو‪ ،‬كما يرل مالؾ أف يتـ جمده قاعدا كال يقيد كقت الضرب أما الحنفية كالشافعي‬
‫(‪)5‬‬
‫كأحمد فيضرب الزاني قائما غير ممدكد‬
‫أما المرأة الزانية فإنيا تجمد كىي جالسة خكفا مف كشؼ عكرتيا‪ ،‬كأما فيما يخص‬
‫الضرب فيككف متفرقا عمى سائر األعضاء كليس في مكاف كاحد حتى ال يتـ تمزيؽ جمده‪،‬‬
‫كيرل مالؾ أف يككف الضرب في الظير كحده كال يضرب في الكجو كالفرج لقكلو صمى اهلل‬
‫(‪)6‬‬
‫كيشترط في الجمد أف ال يؤدم إلى ىالؾ المحدكد‬ ‫عميو كسمـ‪" :‬اتؽ كجيو كمذاكيره"‬

‫‪ -1‬سورة النور‪ ،‬اآلية (‪)2‬‬


‫‪ -2‬تاىكنزة نكر الديف‪ ،‬سياـ براىيمي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪253‬‬
‫‪ -3‬محمد رشاد متكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪107‬‬
‫‪ -4‬محمد المشيداني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪186‬‬
‫‪ -5‬تاىكنزة نكر الديف‪ ،‬سياـ براىيمي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪254‬‬
‫‪ -6‬محمد رشاد متكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪108‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫ألنو حد زجر كال حد ميمؾ كال يقاـ في البرد الشديد كال في الحر الشديد كال يقاـ عمى‬
‫الحامؿ حتى تضع حمميا كعمى النفساء حتى تطير كال عمى المريض حتى يشفي كىذا‬
‫(‪)1‬‬
‫مالؾ كجميكر العمماء‬
‫أما فيما يخص التغريب فيعد العقكبة الثانية لزاني البكر كقد اختمؼ فيو حيث يرل‬
‫مالؾ كأبي حنيفة أف التغريب معناه الحبس لمدة ال تزيد عف سنة في بمد غير البمد التي‬
‫شيدت كاقعة الزنا كاما احمد كالشافعي فيركف أف التغريب معناه النفي مف البالد الذم‬
‫شيد كاقعة الزنا إلى بمد آخر كيكضع تحت الحراسة (‪ ،)2‬أما المسافة فيرل بعض الفقياء‬
‫أف ال تقؿ عف مسافة القصر كيرل البعض اآلخر أف النفي كرد مطمقا فيجكز نفيو كلك‬
‫ميال كاحدا حيث يتـ منعو مف العكدة إلى الديار قبؿ تماـ مدة النفي (‪ ،)3‬أما بالنسبة لممرأة‬
‫فيرم المالكية أف التغريب جعؿ لمرجؿ دكف المرأة كال يجكز نفييا دكف محرـ‪ ،‬كيرل‬
‫الشافعية كأحمد كابف حزـ أف التغريب عقكبة كاجبة عمى رجؿ كامرأة‪ ،‬أما فيما يخص‬
‫العالنية فال ييـ كثرة الشيكد بؿ يكفي حضكر شخص كاحد (‪.)4‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشذوذ الجنسي‬
‫يعرؼ الشذكذ الجنسي بأنو‪ :‬مجمكعة مف السمككات الجنسية غير المقبكلة ك غير‬
‫الطبيعية التي يقكـ بيا الشاب البطاؿ كالتي يمكف مالحظتيا كقياسيا (‪ .)5‬كالشذكذ الجنسي‬
‫ىك كؿ أنكاع السمكؾ الجنسي الذم يتـ مف خاللو إشباع الرغبة الجنسية دكف مراعاة‬
‫النظـ اإلجتماعية ‪ ،‬الدينية اك القانكنية‪ ،‬كبمعنى آخر ىك سمكؾ جنسي خارج عف‬
‫المألكؼ في مجتمع مف المجتمعات لو ثقافتو الجنسية التي تستيجف أنماط مف السمكؾ‬
‫(‪)6‬‬
‫دكف غيرىا‪ ،‬كقد تحظر بعضيا قانكنيا أك تككف نزلت بخصكصيا شرائع تحرميا‬

‫‪ -1‬محمد المشيداني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪187‬‬


‫‪ -2‬تاىكنزة نكر الديف‪ ،‬سياـ براىيمي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪254‬‬
‫‪ -3‬محمد رشاد متكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪108‬‬
‫‪ -4‬تاىكنزة نكر الديف‪ ،‬سياـ براىيمي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪256‬‬
‫‪-‬دراسة ميدانية عمى مستوى‬ ‫‪ -5‬حياة بجة‪ ( ،‬التوافق النفسي االجتماعي و الشذوذ الجنسي لدى الشباب البطال‬
‫والية باتنة)‪ ،‬مجمة السراج في التربية كقضايا المجتمع‪ ،‬مج‪ ،5 :‬ع‪ ،2021 ،4 :‬ص ‪107‬‬
‫‪ -6‬أشرؼ أحمد عمي‪ ( ،‬اإلنحرافات الجنسية وسـط الشـباب الجـامعي)‪ ،‬مجمػة الجػامع لمد ارسػات النفسية كالعمكـ‬
‫التربكية‪ ،‬مج" ‪ ،14‬ع‪ ،2017 ،7 :‬ص ‪258‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫كالشذكذ الجنسي نحك يسمح بتجاكز العرؼ االجتماعي السائد الذم يدخؿ في إطار‬
‫أكبر الطابكىات‪ ،‬في حيف أف ال حياء في الديف أصال‪ ،‬ألف العيب ليس في الجنس‪،‬‬
‫فالقرآف الكريـ يعمـ المؤمنيف ما ىك مسمكح مف السمكؾ ك ما ىك محرـ منو قاؿ اهلل‬
‫(‪ ،)1‬كقكلو تعالى‪( :‬كيقؿ لٍِّممؤ ًمىن ً‬
‫ات‬ ‫ث لَّ يك ٍـ فىأٍتيكا ىح ٍرثى يك ٍـ أَّىنى ًش ٍئتي ٍـ)‬
‫اؤ يك ٍـ ىح ٍر ه‬ ‫ً‬
‫يٍ‬ ‫ى‬ ‫تعالى‪( :‬ن ىس ي‬
‫ي ٍغض ٍ ً‬
‫اى َّف إًن ىش ن‬
‫‪ ،‬كقكلو تعالى‪( :‬إًَّنآ أىن ىشأىٍن ي‬ ‫ص ًارًى َّف ىكىي ٍحفى ٍ‬
‫(‪)2‬‬
‫آء‬ ‫كجيي َّف)‬
‫ظ ىف فيير ى‬ ‫ض ىف م ٍف أ ٍىب ى‬ ‫ى ي‬
‫(‪)3‬‬
‫اى َّف أ ٍىب ىكا انر يع يربان أىتٍ ىرابان) ‪.‬‬
‫فى ىج ىع ٍمىن ي‬
‫كاالنحرافات الجنسية متأثرة بالغريزة الجنسية التي ىي مف أقكل الغرائز كالدكافع لدل‬
‫اإلنساف‪ ،‬كالتي تحمؿ تأثي ار كبي ار عمى الصحة النفسية كالفكرية كالجسدية‪ ،‬كتتجمى في‬
‫مظاىر مختمفة‪ ،‬كيتكقؼ نشاطيا عمى مجمكعة مف العكامؿ العضكية كاليرمكنات‪،‬‬
‫كالعكامؿ النفسية‪ ،‬كالحاجة الماسة إلشباع ىذه الرغبة‪ ،‬كاف كثي ار مف أنكاع الصراع‬
‫العقمي‪ ،‬كالشذكذ النفسي‪ ،‬التي نشاىدىا في الكبار كالصغار ترجع بصكرة مباشرة إلى‬
‫الخبرات كالمكاقؼ السيئة في األمكر الجنسية‪ ،‬كقكتيا أكثر إلحاحا عمى الظيكر مف بقية‬
‫الغرائز‪ ،‬فال تكجد قكة غريزية في اإلنساف عممت الجماعة كالفرد كاألسرة عمى التضييؽ‬
‫(‪)4‬‬
‫عمييا كاحاطتيا بالقيكد قدر الغريزة الجنسية‬
‫كىناؾ حاالت لمشذكذ الجنسي بعينيا نكجزىا فيما يمي‪:‬‬
‫‪ /1‬حالة المواط‬
‫يترتب عمى القكؿ باعتبار المكاط زنى أف يعاقب عميو بعقكبة الزنى‪ ،‬فيجمد البكر‪ ،‬كيرجـ‬
‫المحصف‪ ،‬كلكف القائميف باعتبار المكاط زنى اختمفكا في عقكبتو‪ ،‬فقاؿ المالكية‪ :‬إف عقكبة‬
‫المكاط الرجـ مطمقا‪ ،‬سكاء كاف الفاعؿ كالمفعكؿ ب ق محصنيف‪ ،‬أك غير محصنيف (‪.)5‬‬
‫كاستدؿ أصحاب ىذا الرأم بما ركاه ابف عباس رضي اهلل عنيما عف رسكؿ اهلل‬
‫صمى اهلل عميو كسمـ‪( :‬مف كجدتمكه يعمؿ عمؿ قكـ لكط فاقتمكا الفاعؿ كالمفعكؿ بو‪ ،‬كفي‬

‫‪ -1‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪)223‬‬


‫‪ -2‬سورة النور‪ ،‬اآلية (‪)31‬‬
‫‪ -3‬سورة الوقعة‪ ،‬اآلية (‪)37‬‬
‫‪ -4‬كراء النادر راب‪( ،‬االنحرافات الجنسية‪ :‬المشكمة والحل)‪ ،‬مجمة التكاصؿ‪ ،‬مج‪ ،22 :‬ع‪ ،2016 ،1 :‬ص ‪151‬‬
‫‪ -5‬طارؽ حسف كسار‪( ،‬مشروعية التحول الجنسي في الفقه الجنسي)‪ ،‬مجمة كمية التربية لمعمكـ االنسانية‪ ،‬العراؽ‪،‬‬
‫مج‪ ،44 :‬ع‪ ،2015 ،5 :‬ص‪281 :‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫ركاية البف ماجة كفارجمكا األعمى كاألسفؿ ‪ ،‬كاإلجماع الصحابة رضي اهلل عنيـ‪ ،‬فإنيـ‬
‫أجمعكا عمى قتمو‪ ،‬كانما اختمفكا في صفتو‪ ،‬كاحتج أحمد بقكؿ عمي رضي اهلل عنو‪ ،‬فإنو‬
‫كاف يرل رجمو‪ ،‬كألف اهلل تعالی عذب قكـ لكط بالرجـ‪ ،‬فينبغي أف يعاقب مف فعؿ فعميـ‬
‫بمثؿ عقكبتيـ(‪.)1‬‬
‫أما الركاية الثانية التي كردت عف اإلماـ أحمد بف حنبؿ‪ ،‬فمفادىا أف حد المكطي ىك‬
‫حد الزنى‪ ،‬كبو قاؿ سعيد بف المسيب‪ ،‬كعطاء‪ ،‬كالحسف‪ ،‬كالنخعي‪ ،‬كقتادة‪ ،‬كاألكزاعي‪،‬‬
‫كأبك يكسؼ‪ ،‬كمحمد بف الحسنو‪ ،‬كىك المشيكر مف قكلي الشافعي‪ ،‬كاحتجكا بما ركاه أبك‬
‫مكسى األشعرم رضي اهلل عنو عف النبي صمى اهلل عميو كسمـ‪ :‬كاذا أتى الرجؿ الرجؿ‬
‫(‪)2‬‬
‫فيما زانياف‬
‫كذكر الخطيب الشربيني رأيا آخر فقاؿ‪ :‬كحكـ المكاط كىك إيالج الحشفة أك قدرىا‬
‫في دبر ذكر‪ ،‬كلك عبده‪ ،‬أك زكجتو كأمتو مطمقا في كجكب الحد كحكـ الزنى في القبؿ‪،‬‬
‫فيرجـ الفاعؿ المحصف كيجمد كيغرب غيره‪ ،‬كأما المفعكؿ بو فيجمد كيغرب مطمقا أحصف‬
‫أـ ال(‪.)3‬‬
‫أما اإلماـ أبك حنيفة فيرل أف المكاط ليس زنى فال يعاقب عميو بعقكبة الزنى‪ ،‬كانما‬
‫يعاقب عميو بعقكبة تعزيرية‪ ،‬كال مانع عنده مف أف يحبس حتی يمكت أك يتكب‪ ،‬كاذا اعتاد‬
‫المكاط يقتؿ سياسة ال حدا‪ ،‬أما أبك يكسؼ كمحمد فيرياف المكاط زني يعاقب عميو بعقكبة‬
‫(‪)4‬‬
‫الزنى‪ ،‬فيجمد مف لـ يحصف كيرجـ المحصف‬
‫‪ /2‬وطء البهائم‬
‫ال يعتبر كطء البيائـ كالحيكانات عمى العمكـ زنی عند مالؾ كأبي حنيفة‪ ،‬كانما ىك‬
‫معصية فيو التعزير‪ ،‬كىذا ىك الرأم الراجح في مذىب الشافعي كأحمد(‪.)5‬‬

‫‪ -1‬محمد مختار الشنقيطي‪ ( ،‬أحكام الجراحة الطبية واالثار المترتبة عميها)‪ ،‬ط ‪ ،2‬مكتبة الصحابة‪ ،‬جدة‪،1994 ،‬‬
‫ص‪214 :‬‬
‫‪ -2‬طارؽ حسف كسار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪281‬‬
‫‪ -3‬رحمة الشبؿ‪( ،‬ظاهرة التخنث عند الرجال وأهم أسبابها)‪ ،‬مجمة المداد‪ ،‬مج‪ ،5 :‬ع‪ ،2021 ،4 :‬ص‪214 :‬‬
‫‪ -4‬طارؽ حسف كسار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪282‬‬
‫‪ -5‬كراء النادر راب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪152‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫قاؿ ابف قدامة في االستدالؿ ليذا الرأم الـ يصح فيو نص كال يمكف قياسو عمى‬
‫الكطء في فرج اآلدمي‪ ،‬ألنو ال حرمة ليا كليس بمقصكد يحتاج في الزجر عنو إلى الحد‪،‬‬
‫فإف النفكس تعافو كعامتيا تنفر منو‪ ،‬فبقي عمى األصؿ في انتفاء الحد‪ ،‬كالحديث يركيو‬
‫عمرك بف أبي عمرك كلـ يثبتو أحمد‪ ،‬كقاؿ الطحاكم ىك ضعيؼ‪ ،‬كمذىب ابف عباس‬
‫خالفو‪ ،‬كىك الذم ركم عنو‪ ،‬قاؿ أبك داكد ىذا يضعؼ الحديث عنو‪ ،‬قاؿ إسماعيؿ بف‬
‫سعيد سألت أحمد عف الرجؿ يأتي البييمة فكقؼ عندىا كلـ يثبت حديث عمرك بف أبي‬
‫(‪)1‬‬
‫عمرك في ذلؾ‬
‫أما الرأم المرجكح في في مذىب الشافعي كأحمد فيرل أصحابو أف الفعؿ يعتبر‬
‫زنی‪ ،‬كلكنو يعاقب عميو بالقتؿ في كؿ األحكاؿ‪ ،‬لما ركم عف ابف عباس رضي اهلل عنيما‬
‫عف رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ قاؿ‪ :‬كمف كجدتمكه كقع عمى بييمة فاقتمكه كاقتمكا‬
‫البييمة(‪.)2‬‬
‫كبعض الشافعييف يعتبر الفعؿ زنی قياسا عمى إتياف الرجؿ المرأة‪ ،‬كيجعمكف عقكبة‬
‫المحصف الرجـ‪ ،‬كعقكبة غير المحصف الجمد أك التغريب (‪.)3‬‬
‫ثالثا‪ :‬الردة‬
‫تعني الردة الرجكع كالمرتد الراجع يقاؿ ارتد فيك مرتد إذا رجع (‪ ،)4‬كمف شكاىد ىذا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يف) (‪.)5‬‬ ‫المعنى مف القرآف الكريـ قكلو تعالى‪ ...( :‬ىكىال تىٍرتى ُّدكا ىعمىى أ ٍىدىب ًاريك ٍـ فىتى ىنقم يبكا ىخاس ًر ى‬
‫كتعرؼ بأنيا الرجكع عف اإلسالـ أك قطع اإلسالـ (‪ )6‬كاألدلة عمى تحريـ الردة كثيرة‪،‬‬
‫ىع ىمالييي ٍـ ًفي‬
‫تأٍ‬ ‫ؾ ىحبًطى ٍ‬ ‫ت ىك يى ىك ىك ًافهر فىأ ٍيكلػئً ى‬‫منيا قكلو تعالى‪ ( :‬ىك ىمف ىي ٍرتىًد ٍد ًمن يك ٍـ ىعف ًدينً ًو فىىي يم ٍ‬
‫كف) (‪ ،)7‬كمف السنة ما ركاه عبد اهلل بف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اآلخ ىرًة ىكأ ٍيكلػئً ى‬
‫الد ٍنيا ك ً‬
‫ُّ‬
‫النار يى ٍـ فييىا ىخال يد ى‬ ‫اب ٌ‬ ‫ىص ىح ي‬ ‫ؾأ ٍ‬ ‫ى ى‬

‫‪ -1‬طارؽ حسف كسار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪284‬‬


‫‪ -2‬رحمة الشبؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪217‬‬
‫‪ -3‬طارؽ حسف كسار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪286‬‬
‫‪ -4‬محمد عبد المطيؼ‪ ،‬كتاب الردة‪ ،‬دار مدارؾ لمنشر‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2018 ،‬ص ‪( 248‬كتاب إلكتركني)‬
‫‪ -5‬سكرة المائدة‪ ،‬اآلية (‪)21‬‬
‫‪ -6‬زينب عبد اهلل كرير‪ ،‬حروب الردة ‪ ،‬عيف لمدراسات كالبحكث اإلنسانية كاإلجتماعية‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪ ،2006 ،‬ص‪:‬‬
‫‪( 74‬كتاب إلكتركني)‬
‫‪ -7‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪)217‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫(‪،)1‬‬ ‫عباس رضي اهلل عنو عف النبي صمى اهلل عميو كسمـ أنو قاؿ‪ :‬مف بدؿ دينو فاقتمكه‬
‫كركل الجماعة أف النبي صمى اهلل عميو كسمـ قاؿ‪ :‬كال يحؿ دـ امرئ مسمـ يشيد أف ال‬
‫إلو إال اهلل كأني رسكؿ اهلل إال بإحدل ثالث النفس بالنفس كاليب الزاني كالمارؽ مف الديف‬
‫التارؾ لمجماعة‪ ،‬كما ركم‪ :‬كأف امرأة يقاؿ ليا أـ مركاف ارتدت عف اإلسالـ فبمغ أميا‬
‫النبي صمى اهلل عميو كسمـ فأمر أف تستتاب كاال قتمت(‪.)2‬‬
‫كاضح مف ىذه النصكص النبكية الشريفة أنيا كميا تتجو إلى كجكب قتؿ مف يرتد‬
‫عف اإلسالـ كىذا يدؿ عمى تحريـ الردة كتجريميا (‪.)3‬‬
‫كباإلضافة إلى ىذه األدلة ثبت أف أبا بكر الصديؽ رضي اهلل عنو قاتؿ المرتديف‪،‬‬
‫كقتؿ منيـ مف قتؿ‪ ،‬كقد كافقو عمى ذلؾ الصحابة ك عاكنكه في القتاؿ فكاف ذلؾ‬
‫إجماعا(‪.)4‬‬
‫كعقكبة الردة في الشريعة اإلسالمية ىي القتؿ حدا‪ ،‬لما ركاه عبد اهلل بف عباس‬
‫رضي اهلل عنيما عف النبي صمى اهلل عميو كسمـ أنو قاؿ‪ :‬كمف بدؿ دينو فاقتمكه (‪ ،)5‬كعمى‬
‫ىذا أجمع الصحابة رضكاف اهلل عنيـ‪ ،‬قاؿ اإلماـ الشككاني رحمو اهلل‪" :‬قتؿ المرتد عف‬
‫اإلسالـ متفؽ عميو في الجممة كاف اختمفكا في تفاصيمو‪ ،‬كاألدلة الدالة عميو أكثر مف أف‬
‫تحصر منيا حديث مف بدؿ دينو فاقتمكه‪ ،‬كىك في الصحيح‪ ،‬كحديث ال يحؿ دـ امرئ‬
‫مسمـ إال بإحدل ثالث‪ ،‬كىك كذلؾ في الصحيح"‪ ،‬كالقتؿ عقكبة عامة عند جميكر الفقياء‬
‫لكؿ مرتد سكاء كاف رجال أك امرأة‪ ،‬كخالؼ في ىذا اإلماـ أبك حنيفة رحمو اهلل‪ ،‬فمـ پر‬
‫قتؿ المرأة المرتدة كما مر معنا سابقا(‪.)6‬‬
‫يتفؽ العمماء عمى أف لمسحر أثرا‪ ،‬كعمى كفر مف يعتقد حمو‪ ،‬كيختمفكف في أف لو‬
‫حقيقة‪ ،‬أك أنو تخيؿ‪ ،‬كما يختمفكف في السحر‪ :‬ىؿ ىك كفر أك ليس بكفر؟ كتبع ذلؾ‬

‫‪ -1‬محمد عبد المطيؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪249‬‬


‫‪ -2‬زينب عبد اهلل كرير‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪79‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز بف مرزكؽ طريفي‪ ،‬الردة ‪ ...‬مسمسل وأحكام‪ ،‬دار اليازكرم‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2017 ،‬ص ‪302‬‬
‫‪ -4‬محمد عبد المطيؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪249‬‬
‫‪ -5‬صالح بف عمي العميريني‪ ،‬الردة بين الحدود والحرية ‪ ،‬الدار العربية لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪ ،2013 ،‬ص‪98 :‬‬
‫(كتاب إلكتركني)‬
‫‪ -6‬محمد عبد المطيؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪251‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫اختالفيـ في عقكبة الساحر‪ ،‬فقاؿ مالؾ كأبك حنيفة كأحمد‪ :‬يقتؿ الساحر بتعمـ السحر‬
‫كبفعمو‪ ،‬لكفره‪ ،‬دكف استتابة‪ ،‬كاستدلكا بما ركم عف جندب رضي اهلل عنو أنو قاؿ‪ :‬كحد‬
‫الساحر ضربة بالسيؼ (‪ ،)1‬كما ركم عف عمرك بف دينار أنو سمع بكالة التابعي يقكؿ‪:‬‬
‫كنت كاتبا لجزاء بف معاكية فأتی كتاب عمر رضي اهلل عنو‪" :‬اقتمكا كؿ ساحر كساحرة"‪،‬‬
‫كفي ركاية القتمنا في يكـ ثالث سكاحر"‪ ،‬كقتمت حفصة رضي اهلل عنيا جارية ليا‬
‫سحرتيا‪ ،‬كقاؿ الشافعية كالظاىرية‪ :‬إف كاف الفعؿ أك الكالـ الذم سحر بو كفرا‪ ،‬فالساحر‬
‫مرتد‪ ،‬كيجرم عميو حكـ الردة‪ ،‬إال أف يتكب‪ ،‬كاف كاف ليس كفرا‪ ،‬فال يقتؿ‪ ،‬ألنو ليس‬
‫كافرا‪ ،‬كانما ىك عاص فقط‪ ،‬كاستدلكا بما ركم عف عائشة رضي اهلل عنيا أنيا باعت‬
‫ساحرة كانت سحرتيا كجعمت ثمنيا في الرقاب (‪.)2‬‬
‫كالظاىر في ىذه المسألة أف السحر معصية مف كبائر اإلثـ‪ ،‬كأف الساحر ال يقتؿ‬
‫بسحره‪ ،‬إال إذا اعتقد حمو فيككف مرتدا‪ ،‬ال بسحره‪ ،‬كلكف باستحالؿ ما حرـ اهلل‪ ،‬قاؿ ابف‬
‫المنذر كاذا اختمؼ أصحاب رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ في المسألة كجب اتباع‬
‫أشبييـ بالكتاب كالسنة (‪ ،)3‬كقد يجكز أف يككف السحر الذم أمر مف أمر منيـ بقتؿ‬
‫الساحر بو سح ار يككف كفرا‪ ،‬فيككف ذلؾ مكافقا لسنة رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ‪،‬‬
‫كيحتمؿ أف تككف عائشة رضي اهلل عنو أمرت ببيع ساحرة لـ يكف سحرىا كفرا‪ ،‬فإف احتج‬
‫محتج بحديث جندب عف النبي ص لى اهلل عميو كسمـ حد الساحر ضربو بالسيؼ (‪ ،)4‬فمك‬
‫صح الحتمؿ أف يككف أمر بقتؿ الساحر الذم يككف سحره كف ار فيككف ذلؾ مكافقا لألخبار‬
‫التي جاءت عف النبي صمى اهلل عميو كسمـ أنو قاؿ ال يحؿ دـ امرئ مسمـ إال بإحدل‬
‫ثالث‪ ،‬قاؿ القرطبي‪ :‬قمت كىذا صحيح كدماء المسمميف محظكرة ال تستباح إال بيقيف كال‬
‫(‪)5‬‬
‫يقيف مع االختالؼ‬

‫‪ -1‬عبد العزيز بف مرزكؽ طريفي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪306‬‬


‫‪ -2‬محمد عبد المطيؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪250‬‬
‫‪ -3‬محمكد عبد اهلل أبك الخير‪ ،‬ديوان حروب الردة‪ ،‬دار المعارؼ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،1998 ،‬ص‪302 :‬‬
‫‪ -4‬زينب عبد اهلل كرير‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪81‬‬
‫‪ -5‬محمكد عبد اهلل أبك الخير‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪304‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تأصيل العقوبة وفقا لمشريعة اإلسالمية‬


‫إف الحؽ في الحياة‪ ،‬مف الحقكؽ التي أكلى ليا اإلسالـ العناية‪ ،‬إذ يعتبرىا مف‬
‫الكميات الخمس‪ ،‬كحرصا عمى ذلؾ‪ ،‬فإف اإلسالـ يطبؽ أشد عقكبة عمى مف ينتيكيا‪،‬‬
‫كالمتمثمة في القصاص عمى النفس‪ ،‬كتستمد ىذه العقكبة أصكليا مف القرآف الكريـ‪ ،‬كالسنة‬
‫النبكية‬
‫لدراسة تأصيؿ العقكبة كفقا لمشريعة اإلسالمية كجب عمينا أكال تأصيؿ العقكبة في‬
‫القرآف الكريـ‪ ،‬ثـ في السنة النبكية‪ ،‬كصكال إلى أصؿ العقكبة في الفقو اإلسالمي‬
‫أوال‪ :‬تأصيل العقوبة في القرآن الكريم‬
‫ىناؾ عدة آيات قرآنية حثت عمى الحؽ في الحياة‪ ،‬كما حثت عمى إعداـ مف يعتدم‬
‫عمى ىذا الحؽ‪ ،‬كمف آياتو نذكر قكلو تعالى (كال تقتمكا أكالدكـ خشية إمالؽ نحف نرزقيـ‬
‫ك إياكـ إف قتميـ كاف خطأ كبي ار) (‪ ،)1‬كقكلو عز كجؿ‪( :‬كال تقتمكا النفس التي حرـ اهلل إال‬
‫بالحؽ)(‪ ،)2‬كقكلو تبارؾ كتعالى‪( :‬كال تقتمكا أنفسكـ إف اهلل كاف بكـ رحيما) (‪ ،)3‬كقكلو تعالى‬
‫(ككتبنا عمييـ فييا أف النفس بالنفس ك العيف بالعيف ك األنؼ باألنؼ ك األذف باألذف ك‬
‫السف بالسف ك الجرح قصاص) (‪ ،)4‬ككذا قكلو عز كجؿ (يا أييا الذيف آمنكا كتب عميكـ‬
‫القصاص في القتمى الحر بالحر ك العبد بالعبد ك األنثى باألنثى فمف عفي لو مف أخيو‬
‫شيء فإتباع بالمعركؼ ك أداء إليو بإحساف ذلؾ تخفيؼ مف ربكـ كرحمة فمف اعتدل بعد‬
‫( ‪ .)5‬سكرة‬ ‫ذلؾ فمو عذاب أليـ ك لكـ في القصاص حياة يا أكلي األلباب لعمكـ تتقكف)‬
‫البقرة اآلية ‪ 178‬ك ‪179‬‬
‫ثانيا‪ :‬تأصيل العقوبة في السنة النبوية‬
‫كرد في السنة النبكية مجمكعة مف األحاديث النبكية الشريفة التي تحث عمى الحؽ‬
‫في الحياة منيا حديث النبي عميو الصالة كالسالـ‪ :‬ال يحؿ دـ امرئ مسمـ يشيد أف ال إلو‬
‫إال اهلل كأني رسكؿ اهلل إال بإحدل الثالث النفس بالنفس كالثيب الزاني كالمفارؽ لدينو‬

‫‪ -1‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية (‪)31‬‬


‫‪ -2‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية (‪)33‬‬
‫‪ -3‬سورة النساء‪ ،‬اآلية (‪)29‬‬
‫‪ -4‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية (‪)45‬‬
‫‪ -5‬سورة البقرة‪ ،‬اآليتاف (‪)179( )178‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫التارؾ لمجماعة (‪ ،)1‬كقكلو عميو الصالة كالسالـ‪ :‬ككتبنا عمييـ فييا أف النفس بالنفس‬
‫(‪)2‬‬
‫كالعيف بالعيف‬
‫ثالثا‪ :‬أصل العقوبة في الفقه اإلسالمي‬
‫إلى جانب أحكاـ القرآف الكريـ‪ ،‬كالسنة النبكية الشريفة‪ ،‬استدؿ أىؿ الفقو اإلسالمي‪،‬‬
‫أف إذا ترؾ األمر دكف حكـ‪ ،‬كانت النتيجة أف يتج أر المعتدكف‪ ،‬كأف يثأر أكلياء المقتكؿ‪،‬‬
‫بأكثر مما اعتدم عمييـ‪ ،‬فينتشر العدكاف‪ ،‬كيتسع الخرؽ‪ ،‬كتزداد النار اشتعاال (‪ ،)3‬فكاف‬
‫مف الطبيعي معاقبة كؿ معتدم‪ ،‬عمى ىذا الحؽ صيانة لمجماعة‪ ،‬مف شيكع الفساد‪،‬‬
‫كتفشي اإلجراـ(‪.)4‬‬
‫كمف جانب آخر رأی أف اهلل عز كجؿ احتفظ‪ ،‬لنفسو أمر تنظيـ ىذه العقكبة‪ ،‬كلـ‬
‫يتركيا لإلنساف‪ ،‬حتى ال يفرط‪ ،‬كال يعبث‪ ،‬في تنظيميا‪ ،‬ذلؾ أف الحؽ في منح‪ ،‬أك أخذ‬
‫(‪،)5‬‬ ‫الحياة يرجع إليو كحده‪ ،‬كلما كاف ىذا الحؽ‪ ،‬ىك حؽ اهلل تعالى‪ ،‬فيك حؽ مطمؽ لو‬
‫مما يدؿ عمى حثو إمكانية العدكؿ‪ ،‬عف تطبيؽ القصاص في النفس‪ ،‬ك تركو ألىؿ القتيؿ‪،‬‬
‫(‪)6‬‬
‫لقكلو تعالى‪( :‬فمف عفي لو مف أخيو شيء فإتباع‬ ‫فميـ العفك عنو أك قبكؿ الدية‬
‫بالمعركؼ ك أداء إليو بإحساف ذلؾ تخفيؼ مف ربكـ كرحمة فمف اعتدل بعد ذلؾ فمو‬
‫(‪)7‬‬
‫اآلية ‪ 187‬مف سكرة البقرة‪.‬‬ ‫عذاب أليـ)‬

‫‪ -1‬برادعي قكسـ‪ ( ،‬عقوبة اإلعدام بين الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي )‪ ،‬مجمة الدراسات القانكنية‪ ،‬مج‪ ،7 :‬ع‪:‬‬
‫‪ ،2‬جكاف ‪ ،2021‬ص‪554 :‬‬
‫‪ -2‬كماؿ بف رغية‪ ( ،‬عقوبة اإلعدام بين اإلبقاء واإللغاء عمى ضوء الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي والمواثيق‬
‫الدولية)‪ ،‬مجمة المحاكـ المغربية‪ /‬مج‪ /17 :‬ع‪ ،2007 ،11 :‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -3‬جكدم زينب‪ ،‬عقوبة اإلعدام بين التشريعات الوطنية والقانون الدولي‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانكف الدكلي العاـ‪،‬‬
‫فرع العالقات الدكلية كقانكف المنظمات الدكلي‪ ،‬جامعة الجزائال ‪ ،2011/2010 ،1‬ص ‪11‬‬
‫‪ -4‬برادعي قكسـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪555 :‬‬
‫‪ -5‬كماؿ بف رغية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪123 :‬‬
‫‪ -6‬برادعي قكسـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪556 :‬‬
‫‪ -7‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪)178‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تأصيل عقوبات الجرائم المعاقب عميها باإلعدام وفقا لمقانون الوضعي‬
‫لقد تضمف التشريع الجزائرم عقكبة اإلعداـ في مكاضيع مختمفة حيث تناكليا بصكرة‬
‫أخص في القسـ الخاص مف قانكف العقكبات‪ ،‬حيث أقرىا ألخطر الجرائـ المرتكبة سكاء‬
‫عمى سالمة كأمف األفراد أك المساس بأمف الدكلة مف الداخؿ أك الخارج‪ ،‬فمف ىدا المنطمؽ‬
‫سكؼ يتـ حصر الجرائـ المعاقب عمييا باإلعداـ كفقا لمقانكف الجزائرم في كؿ مف الجرائـ‬
‫الكاقعة عمى مصمحة الكطف داخميا كالمصمحة‪ ،‬كالجرائـ التخريبية كالجرائـ المتعمقة بالغش‬
‫في بيع كالتدليس‪ ،‬كالجرائـ الكاقعة عمى األفراد كحقكؽ اإلنساف‬
‫الفرع األول‪ :‬الجرائم المعاقب عميها باإلعدام وفقا لمقانون الوضعي‬
‫لقد تضمف التشريع الجزائرم عقكبة اإلعداـ في مكاضيع مختمفة حيث تناكليا بصكرة‬
‫أخص في القسـ الخاص مف قانكف العقكبات‪ ،‬حيث أقرىا ألخطر الجرائـ المرتكبة سكاء‬
‫عمى سالمة كأمف األفراد أك المساس بأمف الدكلة مف الداخؿ أك الخارج‪ ،‬فمف ىدا المنطمؽ‬
‫سكؼ يتـ حصر الجرائـ المعاقب عمييا باإلعداـ كفقا لمقانكف الجزائرم في كؿ مف الجرائـ‬
‫الكاقعة عمى مصمحة الكطف داخميا كالمصمحة‪ ،‬كالجرائـ التخريبية كالجرائـ المتعمقة بالغش‬
‫في بيع كالتدليس‪ ،‬كالجرائـ الكاقعة عمى األفراد كحقكؽ اإلنساف‪ ،‬كأخي ار كسائؿ إثبات‬
‫الجرائـ المعاقب عمييا باإلعداـ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الجرائم الواقعة عمى مصمحة الوطن داخميا والمصمحة العامة‬
‫تأخذ الجرائـ الكاقعة عمى مصمحة الكطف داخميا كالمصمحة العامة العديد مف الصكر‬
‫‪ ،156-66‬المتضمف قانكف‬ ‫كلعؿ أىميا كأبرزىا ما كرد ضمف أحكاـ األمر رقـ‪:‬‬
‫العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪ ،‬كىي كالتالي‪:‬‬
‫‪ /1‬حمل السالح ضد الجزائر‬
‫يعتبر مرتكبا ليذه الجريمة كؿ جزائرم سكاء كاف يتمتع بالجنسية األصمية أك المكتسبة‬
‫يرفع السالح في كجو كطنو (‪ ،)1‬كما تجدر اإلشارة إليو أف مصطمح سالح يقصد بيا كؿ‬
‫أصناؼ األسمحة الثمانية المذككرة في األمر ‪ 06-97‬المؤرخ في ‪ 21‬جانفي ‪.)2(1997‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 1/61‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -2‬المكاد مف ‪ 2‬إلى ‪ 4‬األمر رقـ‪ ،06-97 :‬المؤرخ في‪ 21 :‬جانفي ‪ ،1997‬المتعمق بالعتاد الحربي واألسمحة‬
‫والذخيرة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،6 :‬المؤرخة في‪ 25 :‬جانفي ‪1997‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫‪ /2‬تسهيل دخول العدو لمبالد‬


‫يعاقب التشريع الجزائرم باإلعداـ عمى المساىمة في أم مشركع ييدؼ إلى إضعاؼ‬
‫الركح المعنكية لمجيش أك لألمة بغرض اإلضرار بالدفاع الكطني مع عممو بذلؾ (‪ ،)1‬كما‬
‫يدخؿ ضمف ىذا اإلطار كؿ مف سيؿ دخكؿ العدك إلى البالد أك سممو حصف أك منشآت‬
‫أك مكاقع أك مكانئ (‪ ،)2‬كتسميـ قكات جزائرية أك أراضي أك مدف أك حصكف أك منشآت أك‬
‫مراكز أك مخازف أك مستكدعات حربية أك عتاد أك ذخائر أك مباف أك سفف أك مركبات‬
‫لممالحة الجكية‪ ،‬مممككة لمجزائر أك مخصصة لمدفاع عنيا إلى دكلة أجنبية أك إلى‬
‫عمالئيا(‪.)3‬‬
‫‪ /3‬القيام بالتخابر من دولة أجنبية لدفعها لمباشرة العدوان ضد الوطن‬
‫يدخؿ في مفيكـ جريمة الخيانة القياـ بالتخابر مع دكلة أجنبية بقصد حمميا عمى‬
‫القياـ بأعماؿ عدكانية ضد الجزائر أك تقديـ الكسائؿ الالزمة لذلؾ سكاء بتسييؿ دخكؿ‬
‫القكات األجنبية إلى األراضي الجزائرية أك بزعزعة كالء القكات البرية أك الجكية أك بأم‬
‫كسيمة أخرل(‪ ،)4‬أك إتالؼ أك إفساد سفينة أك مركبات لممالحة الجكية أك عتاد أك مؤف أك‬
‫مباف أك إنشاءات مف أم نكع كانت كذلؾ بقصد اإلضرار بالدفاع الكطني أك إدخاؿ‬
‫عيكب عمييا أك التسبب في كقكع حادث(‪.)5‬‬
‫‪ /4‬إفشاء أسرار الدفاع واتالفها‬
‫يككف مرتكبا لمخيانة كيعاقب باإلعداـ كؿ جزائرم يقكـ بػ (‪:)6‬‬
‫‪ ‬تسميـ معمكمات أك أشياء أك مستندات أك تصميمات يجب أف تحفظ تحت ستار ‪،‬‬
‫إلى دكلة أجنبية أك أحد ( ‪ )10‬السرية لمصمحة الدفاع الكطني أك اإلقتصاد الكطني‬
‫عمالئيا عمى أم صكرة ما كبأم كسيمة كانت‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 4/62‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 3/61‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 4/61‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 2/61‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 3/61‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 63‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫‪ ‬اإلستحكاذ بأم كسيمة كانت عمى مثؿ ىذه المعمكمات أك األشياء أك المستندات أك‬
‫التصميمات بقصد تسميميا إلى دكلة أجنبية أك أحد عمالئيا‪.‬‬
‫‪ ‬إتالؼ مثؿ ىذه المعمكمات أك األشياء أك المستندات أك التصميمات بقصد معاكنة‬
‫دكلة أجنبية أك ترؾ الغير يتمفيا‪.‬‬
‫كلقد رصد المشرع الجزائرم لمرتكب ىذه الجرائـ عقكبة اإلعداـ سكاء إرتكبيا زمف‬
‫السمـ أك الحرب‪ ،‬كذلؾ نظ ار لخطكرة تسريب ىذه المعمكمات‪ ،‬كما يعاقب المحرض عمى‬
‫(‪)1‬‬
‫ىذه الجرائـ باإلعداـ‬
‫‪ /5‬اإلضرار بوسائل الدفاع الوطني‬
‫كتعد مف أخطر أنكاع الخيانة لتسببيا في شؿ حركة الجيش كقدراتو الدفاعية‪ ،‬كقد‬
‫نص عمييا قانكف العقكبات الجزائرم بقكلو‪ ..." :‬إتالؼ أك إفساد سفينة أك مركبات‬
‫لممالحة الجكية أك عتاد أك مؤف أك مباني أك إنشاءات مف أم نكع كانت كذلؾ بقصد‬
‫اإلضرار بالدفاع الكطني أك إدخاؿ عيكب عمييا أك التسبب في كقكع حادث ك ذلؾ تحقيقا‬
‫لنفس القصد(‪ ،)2‬كيفيـ مف نص المادة أنيا رصدت عقكبة اإلعداـ ليذه الجريمة سكاء في‬
‫كقت السمـ أك الحرب كىذا بعكس الدكؿ العربية األخرل التي شددت فييا العقكبة كقت‬
‫الحرب كقيدتيا بشركط ‪ ،‬كما ينظـ إلى إتالؼ كسائؿ الدفاع تحريض الجنكد عمى المحاؽ‬
‫بصفكؼ العدك‪ ،‬حيث رصدت عقكبة اإلعداـ لمف يفعؿ ذلؾ في حالة الحرب فقط (‪.)3‬‬
‫أما بالنسبة لجريمة التجسس ككفقا ليذه األخيرة يعد مرتكبا لجريمة التجسس كيعاقب‬
‫(‪ ،)4‬كقد شدد المشرع‬ ‫باإلعداـ كؿ أجنبي يقكـ بأحد األفعاؿ المنصكص عمييا سابقا‬
‫الجزائرم العقاب لما ينتج عف ىذه الجرائـ مف زعزعة إلستقرار البالد كتسييؿ إحكاـ‬
‫قبضة العدك عمييا‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 64‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 4/61‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 62‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 64‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫‪ /6‬الجرائم الواقعة عمى نظام الحكم والدستور‬


‫كقد نص عمى ىذا النكع مف الجرائـ قانكف العقكبات الجزائرم بقكلو يعاقب باإلعداـ‬
‫اإلعتداء الذم يككف الغرض منو إما القضاء عمى نظاـ الحكـ أك تغيره كاما تحريض‬
‫المكاطنيف‪ ،)1( "...‬يعاقب باإلعداـ كؿ مف يرأس عصابات مسمحة أك يتكلى فييا ميمة أك‬
‫قيادة ما كذلؾ بقصد اإلخالؿ بأمف الدكلة بارتكاب إحدل الجنايات المنصكص عمييا في‬
‫المادتيف ‪ 84-77‬مف نفس القانكف(‪.)2‬‬
‫‪ /7‬جرائم عصيان األوامر الحكومية وتنظيم حركة التمرد‬
‫يعاقب المشرع الجزائرم باإلعداـ‪:‬‬
‫‪ ‬كؿ مف تكلى قيادة عسكرية أيا كانت بدكف كجو كحؽ أك بدكف سبب مشركع‪.‬‬
‫‪ ‬كؿ مف إحتفظ بيذه القيادة دكف أمر الحككمة‪.‬‬
‫‪ ‬كالقكاد الذم يبقكف جيكشيـ كقكاتيـ متجمعة بعد أف صدر ليـ األمر بتسريحيا أك تفرقيا(‪.)3‬‬
‫كما يعاقب باإلعداـ كؿ مف ككف قكات مسمحة أك عمؿ عمى تككينيا ككؿ مف‬
‫إستخدـ أك جند جنكدا أك عمؿ عمى إستخداميـ أك زكدىـ باألسمحة أك الذخيرة بدكف أمر‬
‫أك إذف مف السمطة الشرعية (‪ ،)4‬كيعاقب باإلعداـ مف يقكمكف بإدارة أك تنظيـ حركة التمرد‬
‫أك مف يزكدكنيا أك يمدكنيا عمدا أك عف عمـ باألسمحة أك الذخائر‪.)5( "...‬‬
‫‪ /8‬القيام بأفعال إرهابية وحيازة األسمحة‬
‫يعتبر فعال إرىابيا أك تخريبيا‪ ،‬كؿ فعؿ يستيدؼ أمف الدكلة كالكحدة الكطنية كالسالمة‬
‫الترابية كاستقرار المؤسسات كسيرىا العادم عف طريؽ أم عمؿ غرضو ما يأتي(‪:)6‬‬
‫‪ ‬بث الرعب في أكاسط السكاف كخمؽ جك إنعداـ األمف مف خالؿ اإلعتداء المعنكم‬
‫أك الجسدم عمى األشخاص أك تعريض حياتيـ أك حريتيـ أك أمنيـ لمخطر أك المس‬
‫بممتمكاتيـ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 77‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 86‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 81‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 80‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 90‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 87‬مكرر مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫‪ ‬عرقمة حركة المركر أك حرية التنقؿ في الطرؽ أك التجمير أك اإلعتصاـ في‬


‫الساحات العمكمية‪.‬‬
‫‪ ‬اإلعتداء عمى رمكز األمة كالجميكرية كنبش أك تدنيس القبكر‪.‬‬
‫‪ ‬اإلعتداء عمى كسائؿ المكاصالت ك النقؿ كالممكيات العمكمية كالخاصة كاإلستحكاذ‬
‫عمييا أك إحتالليا دكف مسكغ قانكني ‪،‬‬
‫‪ ‬اإلعتداء عمى المحيط أك إدخاؿ مادة أك تسريبيا في الجك أك في باطف األرض أك‬
‫إلقائيا عمييا أك في المياه بما فييا المياه اإلقميمية مف شأنيا جعؿ صحة اإلنساف أك‬
‫الحيكاف أك البيئة الطبيعية في خطر‪.‬‬
‫‪ ‬عرقمة عمؿ السمطات العمكمية أك حرية ممارسة العبادة ك الحريات العامة كسير‬
‫المؤسسات المساعدة لممرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ ‬عرقمة سير المؤسسات العمكمية أك اإلعتداء عمى حياة أعكانيا أك ممتمكاتيـ أك‬
‫عرقمة تطبيؽ القكانيف ك التنظيمات‪.‬‬
‫‪ ‬تحكيؿ الطائرات أك السفف أك أم كسيمة أخرل مف كسائؿ النقؿ‪.‬‬
‫‪ ‬إتالؼ منشأت المالحة الجكية أك البحرية أك البرية‪.‬‬
‫‪ ‬تخريب أك إتالؼ كسائؿ اإلتصاؿ‪.‬‬
‫‪ ‬إحتجاز الرىائف‪.‬‬
‫‪ ‬اإلعتداءات باستعماؿ المتفجرات أك المكاد البيكلكجية أك الكميائية أك النككية أك‬
‫المشعة‬
‫‪ ‬تمكيؿ إرىابي أك منظمة إرىابية‬
‫ىذا كتككف العقكبة المقررة ىي عقكبة اإلعداـ عندما تككف العقكبة المنصكص‬
‫عمييا في القانكف ىي السجف المؤبد(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجرائم التخريبية والجرائم المتعمقة بالغش في بيع والتدليس‬
‫تأخذ الجرائـ التخريبية كالجرائـ المتعمقة بالغش في بيع كالتدليس العديد مف الصكر‬
‫‪ ،156-66‬المتضمف قانكف‬ ‫كلعؿ أىميا كأبرزىا ما كرد ضمف أحكاـ األمر رقـ‪:‬‬
‫العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪ ،‬كىي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 87‬مكرر ‪ 1‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬

‫‪40‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫‪ /1‬جرائم التخريب العشوائي لممنشآت القاعدية‬


‫يعاقب باإلعداـ كؿ مف ىدـ أك شرع في ذلؾ بكاسطة لغـ أك أية مكاد متفجرة أخرل‬
‫‪ ،‬طرقا عمكمية أك سدكدا أك خزانات أك طرقا أك جسك ار ‪ ،‬أك منشآت صناعية أك تجارية‬
‫أك حديدية أك منشآت المكانئ أك الطيراف أك إستغالال ‪ ،‬أك مركبا لإلنتاج أك كؿ بناية ذات‬
‫منفعة عامة (‪ ،)1‬كما أنو إذا نتجت كفاة شخص أك أكثر مف الجرائـ المنصكص عمييا في‬
‫المادة ‪ 401‬يعاقب الجاني باإلعداـ(‪.)2‬‬
‫‪ /2‬الغش في بيع السمع و التدليس في المواد الغذائية والطبية‬
‫بالرجكع إلى أحكاـ األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫نجد نص عمى أنو‪ :‬إذا ألحقت المادة الغذائية أك الطبية المغشكشة أك الفاسدة بالشخص‬
‫الذم تناكليا أك الذم قدمت لو مرضا أك عج از عف العمؿ ‪ ،‬يعاقب مرتكب الغش ككذا‬
‫الذم عرض أك كضع لمبيع أك باع تمؾ المادة كىك يعمـ أنيا مغشكشة أك فاسدة أك‬
‫سامة‪ ...‬كيعاقب الجناة باإلعداـ إذا تسببت تمؾ المادة في مكت إنساف (‪.)3‬‬
‫ثالثا‪ :‬الجرائم الواقعة عمى األفراد وحقوق اإلنسان‬
‫تأخذ الجرائـ الكاقعة عمى األفراد كحقكؽ اإلنساف العديد مف الصكر كلعؿ أىميا‬
‫‪ ،156-66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ‬ ‫كأبرزىا ما كرد ضمف أحكاـ األمر رقـ‪:‬‬
‫كالمتمـ‪ ،‬كىك ما سكؼ نكضحو مف خالؿ ما يمي‪:‬‬
‫‪ /1‬القتل العمدي‬
‫لقد عرؼ المشرع الجزائرم جريمة القتؿ مف قانكف العقكبات بقكلو القتؿ ىك إزىاؽ‬
‫ركح إنساف عمدا (‪ ،)4‬كبتالي فإف الركف المادم ليذه الجريمة يتمثؿ في القياـ بعمؿ إيجابي‬
‫مف شأنو أف يؤدم إلى المكت‪ ،‬أما الركف المعنكم فيتشكؿ مف القصد الجنائي العاـ‬
‫ككذلؾ الخاص (‪ ،)5‬ىذا كقد يككف لجريمة القتؿ العمد عدة أشكاؿ‪ ،‬حصرىا المشرع‬
‫الجزائرم في الصكر التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 401‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 403‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 432‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 254‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -5‬بكحكش ىشاـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪130 :‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫‪ /1-1‬قتل األصول‬
‫كىك إزىاؽ ركح األب أك األـ أك الجد أك الجدة مف األب أك مف األـ‪ ،‬كىك ما أكده‬
‫قانكف العقكبات الجزائرم بقكلو‪ :‬قتؿ األصكؿ ىك إزىاؽ ركح األب أك األـ أك أم مف‬
‫األصكؿ الشرعييف(‪ ،)1‬كقد عاقبت قانكف العقكبات الجزائرم عمى ىذه الجريمة باإلعداـ(‪.)2‬‬
‫‪ /2-1‬القتل بالسم‬
‫كىك الفعؿ المنصكص عمييا في قانكف العقكبات الجزائرم كالذم عرؼ التسميـ‬
‫عمى أنو اإلعتداء عمى حياة إنساف بتأثير مكاد يمكف أف تؤدم إلى الكفاة عاجال أـ آجال‬
‫أيا كاف إستعماؿ أك إعطاء ىذه المكاد كميما كانت النتائج التي تؤدم إلييا (‪ ،)3‬بتالي تتـ‬
‫ىذه الجريمة ليس بكفاة المجني عميو‪ ،‬ك إنما بتجرع السـ أيا كانت النتائج المترتبة عمى‬
‫ذلؾ‪ ،‬إذ ال ييـ إف بقي الشخص الذم أعطي السـ عمى قيد الحياة أك لـ يصبو مكركه ‪،‬‬
‫كما ال ييـ أيضا إف سارع الجاني ‪ ،‬بعد أف نبيو ضميره ‪ ،‬إلى إزالة أثر السـ بإعطاء‬
‫المجني عميو مادة مضادة لمسـ(‪.)4‬‬
‫‪ /3-1‬إقتران القتل بجناية‬
‫كىي الصكرة التي نص عمييا قانكف العقكبات بقكلو‪ :‬يعاقب عمى القتؿ باإلعداـ إذا‬
‫سبؽ أك صاحب أك تمي جناية أخرل‪ ،)5( " ...‬كما يؤكد عميو المشرع ىنا ىك ضركرة تكفر‬
‫العالقة الزمنية بيف الجنايتيف‪ ،‬أم أنو ال بد أف تككف الجناية الثانية قد أرتكبت قبؿ أك‬
‫(‪)6‬‬
‫أثناء أك بعد الجناية األكلى‬
‫‪ /4-1‬إقتران القتل بجنحة‬
‫لقد نص المشرع الجزائرم عمى ىذه الحالة في قانكف العقكبات بمعاقبتو عمى القتؿ‬
‫باإلعداـ إذا كاف الغرض منو إما إعداد أك تسييؿ أك تنفيذ جنحة أك تسييؿ فرار مرتكبي‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 258‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 261‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 260‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -4‬بكحكش ىشاـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪130 :‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 1/263‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -6‬بكحكش ىشاـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪131 :‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫ىذه الجنحة أك الشركاء فييا أك ضماف تخمصيـ مف عقكبتيا (‪ ،)1‬ما تجدر اإلشارة إليو ىك‬
‫أف ىذه الصكرة تختمؼ عف القتؿ المقترف بجناية في كجييف‪ ،‬أكالىما أنو يجب أف يقكـ‬
‫بيف القتؿ كالجريمة المتصمة رابطة سببية ال زمنية‪ ،‬كثانييما أنو يكفي أف تككف الجريمة‬
‫مرتبطة بجنحة خالفا لما سبؽ في اإلقتراف حيث يجب أف تككف الجريمة جناية تامة أك‬
‫(‪)2‬‬
‫شركعا فييا‬
‫‪ /2‬القتل باستعمال وسائل أعمال وحشية‬
‫لقد نصت عمى ىذه الصكرة قانكف العقكبات الجزائرم بقكلو‪ :‬يعاقب باعتباره قاتال‬
‫كؿ مجرـ ميما كاف كصفو إستعمؿ التعذيب أك إرتكب أعماال كحشية إلرتكاب جنايتو (‪،)3‬‬
‫كالمقصكد بذلؾ إقداـ المجرـ عمى إستعماؿ أساليب كحشية‪ ،‬كبذلؾ كانت ىذه األساليب‬
‫(قصد إنزاؿ أكبر قدر مف اإليالـ بالفرد نفسيا كماديا ظركفا مشددة لرفع حد العقكبة إلى‬
‫اإلعداـ(‪.)4‬‬
‫‪ /3‬الخطف المؤدي إلى وفاة المخطوف‬
‫تطبؽ عقكبة اإلعداـ عمى الخاطؼ أك الخاطفيف إذا أدت ىذه الجريمة إلى كفاة‬
‫المخطكؼ‪ ،‬كىك ما نص عميو قانكف العقكبات بقكلو‪ :‬كتطبؽ عمى الفاعؿ العقكبة‬
‫المنصكص عمييا في الفقرة األكلى مف المادة ‪ 263‬مف نفس القانكف إذا أدل الخطؼ إلى‬
‫كفاة الشخص المخطكؼ (‪ ،)5‬ككذلؾ الحاؿ إذا كاف المخطكؼ قاص ار كتعرض إلى‬
‫التعذيب أك عنؼ جنسي أك كاف الدافع إلرتكاب جريمة الخطؼ ىك الحصكؿ عمى فدية‬
‫أك أدل ذلؾ إلى كفاة الضحية‪ ،‬ىذا ما أكدت أيضا قانكف العقكبات بقكلو تطبؽ عمى‬
‫الفاعؿ العقكبة المنصكص عمييا في الفقرة األكلى مف المادة ‪ 263‬مف نفس القانكف‪ ،‬إذا‬
‫تعرض القاصر المخطكؼ إلى تعذيب أك عنؼ جنسي أك إذا كاف الدافع إلى الخطؼ ىك‬
‫تسديد فدية أك إذا ترتبت عميو كفاة الضحية(‪.)6‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 263‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -2‬سعيد بكعمي‪ ،‬دنيا رشيد‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬دار بمقيس لمنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ‪.180‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 262‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -4‬أحسف بكسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬ج‪ ،1‬دار ىكمة‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪21‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 293‬مكرر‪ 3/‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 293‬مكرر ‪ 1‬مف األمر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬

‫‪43‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تأصيل العقوبة وفقا لمقانون الوضعي‬


‫عقكبة اإلعداـ إذا كانت الشريعة اإلسالمية‪ ،‬كالسنة النبكية‪ ،‬أقرتا عقكبة القصاص‬
‫في النفس‪ ،‬بمجمكعة مف األحكاـ الشرعية‪ ،‬مف القرآف كالسنة‪ ،‬إال أف القكانيف الكضعية‪،‬‬
‫لـ تكف تعرؼ قاعدة اال جريمة‪ ،‬كال عقكبة بال نص‪ ،‬إال في أكاخر القرف الثامف عشر ألف‬
‫القاعدة كليدة الثكرة الفرنسية‪ ،‬فكاف القضاة قبميا‪ ،‬يعتبركف الفعؿ جريمة‪ ،‬حتى في غياب‬
‫نص يجرمو‪ ،‬ككانت ىذه السمطة التحكمية‪ ،‬ىي الدافع األكؿ‪ ،‬في تقرير قاعدة ال جريمة‪،‬‬
‫كال عقكبة إال بنص(‪.)1‬‬
‫كىذا ما عمدت عميو التشريعات الجنائية الكضعية عبر العالـ بحيث أف الدكؿ التي‬
‫أبقت عمى عقكبة اإلعداـ في تشريعاتيا تحدد الجرائـ المعاقب عمييا بو لما تتصؼ بو‬
‫ىذه العقكبة مف خطكرة كما تبعثو مف آالـ (‪ ،)2‬فمـ يعد األمر متعمقا بتقدير القاضي في‬
‫التجريـ كالعقاب‪ ،‬إذ أصبح ذلؾ مف اختصاص السمطة التشريعية كحدىا‪ ،‬بينما دكر‬
‫القاضي أصبح منحص ار في مجرد تطبيؽ العقكبة التي يقررىا نص القانكف‪ ،‬كمف ثـ‬
‫انحصر تطبيؽ اإلعداـ في الجرائـ التي يقررىا القانكف ليذه العقكبة كفقا لمسياسة العقابية‬
‫التي ينتيجيا المشرع(‪.)3‬‬
‫عقكبة اإلعداـ في القكانيف الكضعية يجب أف تككف محددة بمقتضى نص قانكني‬
‫تطبيقا المبدأ ال جريمة كال عقكبة إال بنص قانكني شرعو المشرع‪ ،‬كىي عقكبة جنائية‬
‫يؤكؿ االختصاص النكعي فييا إلى المحاكـ الجزائية كالمحاكـ العسكرية‪ ،‬ككغيرىا مف‬
‫العقكبات الجنائية تطبؽ كتنفذ عمى مرتكبيا بحكـ نيائي بات تطبيقا لمبدأ شخصية‬
‫العقكبة‪ ،‬فإذا ما تكفي الفاعؿ قبؿ المحاكمة أك أثناء الدعكل تنقضي الدعكل الجزائية‪ ،‬كاذا‬
‫تكفي بعد الحكـ كقبؿ التنفيذ يستحيؿ معو التنفيذ‪ ،‬كال يسأؿ شخص آخر بدال عنو (‪.)4‬‬
‫كتنطؽ المحاكـ الجنائية الجزائرية‪ ،‬بعقكبة اإلعداـ منذ عشرات السنيف‪ ،‬كىذا بمكجب‬
‫النصكص القانكنية‪ ،‬التي ينظميا قانكف العقكبات الجزائرم‪ ،‬المستمد معظـ نصكصو مف‬

‫‪ -1‬جكدم زينب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪12 :‬‬


‫‪ -2‬برادعي قكسـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪556 :‬‬
‫‪ -3‬جكدم زينب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪13 :‬‬
‫‪ -4‬كماؿ بف رغية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪125 :‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬

‫قانكف العقكبات الفرنسي في بداية الستينات أم بعد االستقالؿ مباشرة‪ ،‬ككانت أكلى عممية‬
‫تنفيذ العقكبة اإلعداـ في الجزائر‪ ،‬تمؾ التي جرت عاـ ‪ 1963‬التي أعدـ بمكجبيا العقيد‬
‫شعباني عقكبة اإلعداـ في التشريع الجزائرم كقد صنفت عمى أنيا أشير عممية إعداـ في‬
‫(‪)1‬‬
‫تاريخ الجزائر المستقمة‪ ،‬كتكمف شيرتيا في ككف تنفيذىا تـ بسرعة البرؽ‬
‫أما الثانية كىي األخيرة فكانت في شير تشريف األكؿ مف عاـ ‪ 1993‬التي تصدر‬
‫بحؽ المتيميف في تفجير مطار ىكارم بكمديف بالعاصمة (‪ ،)2‬كمنذ ىذا التاريخ أم عاـ‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ 1993‬لـ ينفذ أم حكـ باإلعداـ‬
‫‪ 08‬يكنيك ‪1966‬‬ ‫‪ 156-66‬المؤرخ في‬ ‫كيضـ قانكف العقكبات الجزائرم رقـ‬
‫المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ‪ ،‬كالمتمـ مجمكعة مف الجرائـ كىي المنصكص عمييا‬
‫سابقا ضمف المبحث األكؿ مف ىذا الفصؿ‪.‬‬
‫كقد استدؿ القانكف الجزائرم كغيره مف التشريعات عمى حجية اإلعداـ بمجمكعة مف‬
‫النصكص القانكنية‪ ،‬كالشيء المالحظ أف القانكف الجزائرم بالرغـ مف اعتماده في الدستكر‬
‫أف الديف اإلسالمي ىك ديف الدكلة كاتخذه كمصدر مف المصادر الرسمية لمقانكف إال أنو‬
‫بالنسبة لقانكف العقكبات حذا حذك القانكف الفرنسي كنص عمى عقكبة اإلعداـ في عدة‬
‫نصكص قانكنية ال تقتصر عمى فعؿ القتؿ فقط كانما تمتد لتشمؿ أفعاؿ أخرل غير القتؿ‬
‫(‪)4‬‬
‫كمع ىذا تطبؽ بشأنيا عقكبة اإلعداـ‬
‫كما أف النظاـ الجزائرم لـ تكف لو سياسة كاضحة تجاه ىذه العقكبة فمف جية ينص‬
‫عمييا في قكانينو كينطؽ الحكـ بيا مف قبؿ الجيات القضائية المختصة إال أنو تـ تجميد‬
‫تنفيذىا إلى يكمنا(‪.)5‬‬

‫‪ -1‬برادعي قكسـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪557 :‬‬


‫‪ -2‬فاطمة الزىراء السكاعدم‪( ،‬عقوبة اإلعدام عمى ضوء مستجدات مسودة القانون الجنائي المغربي)‪ ،‬مجمة المتكسط‬
‫لمدراسات القانكنية كالقضائية‪ ،‬مج‪ ،19 :‬ع‪ ،2017 ،3 :‬ص ‪246‬۔‬
‫‪ -3‬برادعي قكسـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪558 :‬‬
‫‪ -4‬فاطمة الزىراء السكاعدم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪249 :‬‬
‫‪ -5‬كماؿ بف رغية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪129 :‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫الفصل الثاني‬
‫عقوبة اإلعدام من نطاق‬
‫التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫المبحث األول‬
‫نطاق تطبيق عقوبة‬
‫اإلعدام واجراءات تنفيذىا‬

‫المبحث الثاني‬
‫وقف تنفيذ عقوبة‬
‫اإلعدام وسقوطيا‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫الحكـ‬ ‫بعد التطرؽ إلى اإلطار القانكني لعقكبة اإلعداـ مف جية‪ ،‬كضمانات‬
‫باإلعداـ في الشريعة اإلسالمية كالقانكف الكضعي مف جية أخرل‪ ،‬سكفي تـ عمى مستكل‬
‫مضمكف ىذا الفصؿ التطرؽ إلى نطاؽ تطبيؽ عقكبة اإلعداـ كاجراءات تنفيذىا في كؿ‬
‫مف التشريع الشريعة كالقانكف الكضعي الجزائرم مف جية‪ ،‬كمف جية أخرل سكؼ يتـ‬
‫تسميط الضكء عمى إجراءات كآليات كقؼ تنفيذ عقكبة اإلعداـ كسقكطيا كىي أيضا ضمف‬
‫أحكاـ كؿ مف الشريعة اإلسالمي كالقانكف الكضعي الجزائرم‪ ،‬عمى النحك التالي‪:‬‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬نطاق تطبيق عقوبة اإلعدام واجراءات تنفيذىا‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬وقف تنفيذ عقوبة اإلعدام وسقوطيا‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫المبحث األول‪ :‬نطاق تطبيق عقوبة اإلعدام واجراءات تنفيذىا‬


‫مف خالؿ مضمكف ىذا المبحث سكؼ يتـ دراسة نطاؽ تطبيؽ عقكبة اإلعداـ في‬
‫شريعة اإلسالمية كالقانكف الكضعي مف جية‪ ،‬كمف جية أخرل تسميط الضكء عمى‬
‫إجراءات تنفيذىا عمى النحك التالي‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬نطاق تطبيق عقوبة اإلعدام‬
‫إستنادا لمضمكف ىذا المطمب سكؼ يتـ التطرؽ إلى نطاؽ تطبيؽ عقكبة اإلعداـ‬
‫في التشريع اإلسالمي مف جية‪ ،‬كفي القانكف الكضعي مف جية أخرل‪ ،‬كالتالي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬في التشريع اإلسالمي‬
‫يأخذ نطاؽ تطبيؽ عقكبة اإلعداـ في التشريع اإلسالمي كؿ مف القصاص كالحدكد‬
‫كالتعزيز‪ ،‬كىك ما سكؼ نكضحو كالتالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬القصاص‬
‫اقتضت عدالة البارم في مثؿ ىذه الجرائـ أف يككف الجزاء متساكيا مع ما قد يككف‬
‫الفعؿ خمفو مف أضرار‪ ،‬أك تفكيت مصمحة عمى المجني عميو‪ ،‬كلذا يقكؿ اهلل تعالى‪:‬‬
‫اص حياةه ي ٍا أيكلًي ااىٍلب ً َّل‬ ‫ً ً‬
‫اب لى ىعم يك ٍـ تىتَّلقي ى‬
‫كف)(‪ ،)1‬فمف قتؿ يقتؿ‪ ،‬كمف قطع يد‬ ‫ٍ ى‬ ‫ص ً ىى ى‬ ‫( ىكلى يك ٍـ في ا ٍلق ى‬
‫غيره قطعت يده بالعدؿ كالقسط‪ ،‬كبالقصاص تطمئف النفكس كتستقر المعامالت‪ ،‬كعقكبة‬
‫(ىيا أُّىييىا‬‫القصاص مقررة لجريمة القتؿ العمدم أك الضرب أك الجرح العمدم‪ ،‬لقكلو تعالى‪:‬‬
‫ىك ٍاا ٍينثىى‬ ‫اص ًفي ا ٍلقى ٍتمىى ا ٍل يح ُّر بًا ٍل يحِّرر ىكا ٍل ىع ٍب يد بًا ٍل ىع ٍب ًد‬ ‫ص ي‬
‫ً‬
‫ب ىعمى ٍي يك يـ ا ٍلق ى‬
‫ً‬
‫آم ينكا يكت ى‬ ‫يف ى‬ ‫الذ ى‬
‫َّلً‬

‫س ىكا ٍل ىع ٍي ىف بًا ٍل ىع ٍي ًف ىك ٍاا ٍىن ى‬


‫ؼ‬ ‫الن ٍف ىس بً َّل‬
‫الن ٍف ً‬ ‫ىف َّل‬‫بً ٍاا ٍينثىى‪ ،)2()...‬كقكلو تعالى‪ ( :‬ىك ىكتىٍبىنا ىعمى ٍي ًي ٍـ ًفييىا أ َّل‬
‫اص‪.)3( )...‬‬ ‫ً‬ ‫ِّرف بًالس ِّر‬ ‫بً ٍاا ٍىن ً‬
‫ؼ ىك ٍااي يذ ىف بً ٍااي يذ ًف ىكالس َّل‬
‫ص ه‬ ‫ِّرف ىكا ٍل يج يرك ىح ق ى‬
‫كأخرج الترمذم في صحيحو عف أبي شتريح الكفئ أف رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو‬
‫كسمـ قاؿ‪...( :‬فمف قيؿ لو قييف بعد اليكـ قالو بي خيريف إما أف يقتمكا أك يأخذكا العقؿ)‬
‫(‪)4‬‬
‫كالعقؿ‪ :‬تعكيض مالي مقدر شرعا مقابؿ قتؿ أك جرح‬

‫‪ -1‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪)179‬‬


‫‪ -2‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪)178‬‬
‫‪ -3‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪)45‬‬
‫‪ -4‬بمخير سديد‪ ،‬عقوبة اإلعدام‪ ،‬دراسة مقارنة بين الفقو الجنائي اإلسالمي والقانون الجنائي الجزائري ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير في العمكـ اإلسالمية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2001/2000 ،‬ص ‪35‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫ثانيا‪ :‬الحدود‬
‫نجد عقكبة الرجـ مقررة لجريمة الزني بالنسبة لمزاني المحصف أك الزانية المحصنة‪،‬‬
‫كالرجـ ىك القتؿ رجما بالحجارة‪.‬‬
‫كلـ يرد في القرآف شيء عف عقكبة الرجـ‪ ،‬كلكف الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ أمر‬
‫بيا كنفذىا‪ ،‬فمصدرىا سنة فعمية قكلية‪ ،‬أخرج الدارمي عف عثماف رضي اهلل عنو قاؿ‬
‫سمعت رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ‪( :‬يقكؿ ال يحؿ دـ امرئ مسمـ إال بإحدل ثآل يكفر‬
‫(‪)1‬‬
‫بعد إيماني أك بزنی بغد إخصاني أك يقتؿ نفسا بغير نفس قتؿ)‬
‫كالقتؿ كذلؾ في جريمة الحرابة‪ ( ،‬أم قطع الطريؽ) فعرؼ الحنفية الحرابة بأنيا‬
‫الخركج عمى المارة اخذ الماؿ عمى سبيؿ المغالبة‪ ،‬عمى كجو يمنع مف المركر كيقطع‬
‫الطريؽ‪ ،‬سكاء كاف القطع مف جماعة أك مف كاحد بعد أف يككف لو قكة القطع‪ ،‬كسكاء كاف‬
‫القطع بسالح أك بغيره مف اادكات‪ ،‬مثؿ العصا كااخشاب كنحكىا)(‪.)2‬‬
‫فمف يقتؿ في الحرابة يككف جزاؤه القتؿ‪ ،‬كالقتؿ ىنا حد كليس قصاصا‪ ،‬كمصدره‬
‫َّل‬ ‫في ىذه العقكبة ىك القرآف الكريـ لقكلو تعالى‪( :‬إًَّلنما ج ىز َّلً‬
‫كف الموى ىكىر يسكلىوي‬ ‫يف يي ىح ًاريب ى‬
‫اء الذ ى‬ ‫ى ى ي‬
‫الؼ أ ٍىك‬ ‫ادا أىف يقىتَّلميكا أىك يصمَّلبكا أىك تيقىطَّلع أ ٍىي ًدي ًيـ كأىرجمييـ ًمف ًخ و‬ ‫كىي ٍس ىع ٍك ىف ًفي اا ٍىر ً‬
‫ٍ ى ٍ ي يٍ ٍ‬ ‫ى‬ ‫ٍ ي ىي ٍ‬ ‫ض فى ىس ن ٍ ي‬ ‫ى‬
‫اآلخرًة ع ىذ ه ً‬ ‫الدنيا كلىيـ ًفي ً‬ ‫ؾ لىيـ ًخ ٍز ً‬ ‫ينفىكا ًمف ااىر ً ً‬
‫م في ُّ ى ى ي ٍ‬
‫(‪)3‬‬
‫يـ)‬
‫اب ىعظ ه‬ ‫ى ى‬ ‫ه‬ ‫ض ىذل ى ي ٍ‬ ‫ي ٍ ى ٍ‬
‫ككذلؾ يعاقب بالقتؿ عمى جريمة البغي‪ ،‬كنعني بيا خركج الشخص عف طاعة‬
‫ً‬ ‫طائًفىتى ً ً‬
‫يف ا ٍقتىتىميكا‬ ‫اف م ىف ا ٍل يم ٍؤ ًمن ى‬ ‫الحاكـ‪ ،‬كمصدرىا الكتاب كالسنة‪ ،‬إذ يقكؿ اهلل تعالى‪ ( :‬ىكًا ٍف ى‬
‫يء إًلىى أ ٍىم ًر المَّل ًو‬ ‫ً‬ ‫ً َّل ً ً‬
‫يخ ىرل فىقىاتميكا التي تىٍبغي ىحتَّلى تىف ى‬ ‫اى ىما ىعمىى ٍاا ٍ‬ ‫ت إً ٍح ىد ي‬ ‫ىصمً يحكا ىب ٍيىنيي ىما فىًإ ٍف ىب ىغ ٍ‬
‫فىأ ٍ‬
‫ً ً‬ ‫ىصمً يحكا ىب ٍيىنيي ىما بًا ٍل ىع ٍد ًؿ ىكأى ٍق ًسطيكا إً َّلف المَّلوى يي ًح ُّ‬
‫يف)(‪.)4‬‬‫ب ا ٍل يم ٍقسط ى‬ ‫ت فىأ ٍ‬ ‫فىًإ ٍف فى ى‬
‫اء ٍ‬
‫كعقكبة القتؿ لممرتد عف اإلسالـ‪ ،‬كالذم يعني رجكع المسمـ العاقؿ كالبالغ عف‬
‫اإلسالـ إلى الكفر باختياره مف غير إكراه كترؾ العمؿ بالشريعة اإلسالمية كالتصديؽ بيا‪،‬‬
‫سكاء كاف ذلؾ قكال أك فعال‪ ،‬أك بالعمؿ السمبي‪ ،‬كالقكؿ يككف بالمجاىرة بالردة أك صدكر‬

‫‪ -1‬دليمة فرككس‪ ،‬الوجيز في تاريخ النظم‪ ،‬ط‪ ،3 :‬دار الرغائب‪ ،‬الجزائر‪ 1999 ،‬ص‪.17 ،‬‬
‫‪ -2‬بمخير سديد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪39 :‬‬
‫‪ -3‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية (‪)33‬‬
‫‪ -4‬سورة الحجرات‪ ،‬اآلية (‪)9‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫أقكاؿ تتضمف استيزاء أك احتقا ار أك عنادا أك مكابرة‪ ،‬أما اافعاؿ فيإتياف المعاصي‬
‫كاباحتيا‪ ،‬كالعمؿ السمبي باالمتناع عمدا كذلؾ بجحدىا(‪.)1‬‬
‫كاالرتداد مف الكبائر التي تستكجب عذاب اآلخرة في النار‪ ،‬كالقتؿ عقكبة عامة‬
‫لكؿ مرتد سكاء كاف رجال أـ امرأة‪ ،‬كرأم اإلماـ أبي حنيفة أف المرأة إذا ارتدت ال تقتؿ‬
‫كلكف تجبر عمى اإلسالـ بالحبس أك الضرب‪ ،‬كتخرج كؿ يكـ فتستنتاب كالغالب في رأم‬
‫المذاىب أف المرتد يستتاب ثالثة أياـ فإف رجع عف مكقفو قبمت تكبتو كاال أقيـ عميو الحد‬
‫كاف كاف القرآف قد ذكر ىذه الجريمة غير أنو اكتفى بالجزاء ااخركم‪ ،‬دكف ذكر‬
‫جزاء آخر يستحقو في الدنيا‪ ،‬كىذا طبقا لما كرد في قكلو تعالى‪ ( :‬ىك ىم ٍف ىي ٍرتىًد ٍد ًم ٍن يك ٍـ ىع ٍف‬
‫الن ًار يى ٍـ‬
‫اب َّل‬ ‫ىص ىح ي‬ ‫ؾأ ٍ‬ ‫اآلخ ىرًة ىكأيكلىئً ى‬
‫الد ٍنيا ك ً‬
‫ً ُّ‬
‫ىع ىمالييي ٍـ في ى ى‬
‫ت أٍ‬ ‫ت ىك يى ىك ىك ًافهر فىأيكلىئً ى‬
‫ؾ ىحبًطى ٍ‬ ‫ًدينً ًو فىىي يم ٍ‬
‫(‪)2‬‬
‫كف)‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فييىا ىخال يد ى‬
‫ثالثا‪ :‬التعزيز‬
‫ااصؿ أف مرتكب ىذه الجرائـ أف يخضع إلى التأديب كاعادة تأىيمو ليصبح‬
‫عضكا صالحا في المجتمع‪ ،‬غير أنو إذا استحاؿ ىذا اامر أك كاف الجاني قد ارتكب‬
‫جريمة خطيرة كالجكسسة كالدعكة لمبدعة‪ ،‬في ىذه الحالة يمكف أف تصؿ العقكبة إلى‬
‫اإلعداـ‪ ،‬كلنا في السنة النبكية أمثمة لجرائـ التعزير التي يعاقب فاعمكىا بعقكبة اإلعداـ‬
‫كنذكر منيا جريمة شرب الخمر إذا تكرر فعميا‪ ،‬كفي ىذا الصدد يقكؿ صمى اهلل عميو‬
‫كسمـ‪( :‬مف شرب الخمر فاجمدكه فاجمدكه فاجمدكه فإف عاد في الرابعة فاقتمكه)‪ ،‬كقكلو أيضا‬
‫صمى اهلل عميو كسمـ في شأف مف يأتي أفعاؿ قكـ لكط‪( :‬مف كجدتمكه يعمؿ عمؿ قكـ لكط‬
‫(‪)3‬‬
‫فاقتمكا الفاعؿ كالمفعكؿ بو)‬
‫كفي الكاقع يمكف القكؿ رغـ أف الشريعة اإلسالمية تقر كتطبؽ ىذه العقكبة إال أنيا‬
‫كضعت ليا مف القيكد كالضكابط ما يكفي لحماية ااشخاص المحككـ عمييـ بيذه العقكبة‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫كالتي غالبا ما تحكؿ دكف تنفيذىا‪.‬‬

‫‪ -1‬دليمة فرككس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.19 :‬‬


‫‪ -2‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪)217‬‬
‫‪ -3‬دليمة فرككس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.27 :‬‬
‫‪ -4‬بمخير سديد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪40 :‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫الفرع الثاني‪ :‬في القانون الوضعي‬


‫بالرجكع إلى قانكف العقكبات الجزائرم نجد أف نطاؽ تطبيؽ عقكبة اإلعداـ يكمف‬
‫في الحاالت التالية‬
‫أوال‪ :‬الجرائم ضد الشيء العمومي‬
‫تضمنت أغمبية تشريعات الدكؿ النص عمى عقكبة اإلعداـ بالنسبة لمعديد مف‬
‫الجرائـ المضرة بأمف الدكلة الداخمي أك الخارجي‪ ،‬كسنعرض لكؿ منيا عمى حده‬
‫‪ /1‬الجرائم المضرة بأمن الدولة من الخارج‬
‫بالرجكع إلى أحكاـ اامر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ‬
‫كالمتمـ‪ ،‬نجده تضمف أفعاال مف شأنيا أف تشكؿ خط ار عمى أمف الدكلة مف الخارج‪ ،‬إذ‬
‫يقضي بأف مف يرتكب جريمة الخيانة‪ ،‬بنصو عمى أنو‪" :‬يعاقب باإلعداـ كؿ جزائرم أك‬
‫كؿ عسكرم أك بحار في خدمة الجزائر‪ ،‬يقكـ بااعماؿ الكاردة الذكر في ىذه المادة تككف‬
‫العقكبة اإلعداـ"(‪.)1‬‬
‫‪ /2‬الجرائم المضرة بأمن الدولة من الداخل‪:‬‬
‫قررت معظـ الدكؿ حماية نظاـ الحكـ مف أم فعؿ مف شأنو االعتداء عمى حياة‬
‫الحاكـ أك المساس بالمصالح العميا لمبالد مف الداخؿ(‪ ،)2‬كىذا بفرض عقكبة اإلعداـ عمى‬
‫رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات‬ ‫مرتكبييا طبقا لما جاء ضمف أحكاـ اامر‬
‫المعدؿ كالمتمـ‪ ،‬بنصو‪" :‬يعاقب باإلعداـ االعتداء الذم يككف الغرض منو إما القضاء‬
‫عمى نظاـ الحكـ‪ ،‬أك تغييره‪ ،‬كاما تحريض المكاطنيف أك السكاف عمى حمؿ السالح ضد‬
‫سمطة الدكلة‪ ،‬أك ضد بعضيـ البعض‪ ،‬كاما المساس بكحدة التراب الكطني‪ ،‬كيغتبر في‬
‫حكـ االعتداء بتنفيذه أك محاكلة تنفيذه(‪.)3‬‬

‫‪-1‬‬
‫المادة ‪ 1/61‬مف اامر رقـ‪ ،156-66 :‬المؤرخ في‪ 08 :‬يكنيك ‪ ،1966‬يتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم‪،‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،49 :‬المؤرخة في‪ 11 :‬يكنيك ‪1966‬‬
‫‪ -2‬دليمة فرككس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪29 :‬‬
‫‪-3‬‬
‫المادة ‪ 77‬مف اامر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫ثانيا‪ :‬الجرائم ضد األفراد‬


‫حفاظا عمى حقكؽ اافراد بصفة عامة أك حؽ الحياة بصفة خاصة فغالبا ما تفرد‬
‫تشريعات الدكؿ المختمفة نصكصا خاصة مف شأنيا تقرير الحماية الالزمة لمثؿ ىذه‬
‫الحقكؽ فبرجكعنا إلى الباب الثاني مف الكتاب الثالث مف قانكف العقكبات المتعمؽ‬
‫بالجنايات كالجنح ضد اافراد(‪ ،)1‬نجد أف المشرع الجزائرم قد أحاط ىذا الكائف البشرم‬
‫بجممة مف الضمانات تصكف كرامتو كعرضو كحياتو بالدرجة ااكلى‪ ،‬إذ أم اعتداء عمى‬
‫ىذا الحؽ يعرض مرتكبيو اقسى العقكبات كالسجف المؤقت كالمؤبد‪ ،‬كما قد تصؿ العقكبة‬
‫(‪)2‬‬
‫إلى اإلعداـ إذا ارتكبت الجريمة في صكرىا المشددة‪.‬‬
‫كلقد كرد ضمف أحكاـ اامر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ‬
‫كالمالحظ عمى ىذا التعريؼ أنو‬ ‫(‪)3‬‬
‫كالمتمـ عمى أنو‪" :‬القتؿ ىك إزىاؽ ركح إنساف عمد"‬
‫قاصر مف ناحيتيف إذ ال بد لقتؿ المجرـ أف يتصؼ بػ(‪:)4‬‬
‫‪ ‬أف يتـ دكف كجو حؽ لمداللة عمى انتفاء الجريمة في الحاالت التي يتـ فييا القتؿ‬
‫نتيجة استعماؿ حؽ الدفاع الشرعي أك تنفيذ أمر القانكف ( تنفيذ الجالد لحكـ‬
‫اإلعداـ)‪.‬‬
‫‪ ‬أف يحدث القتؿ مف طرؼ شخص آخر لمداللة عمى انتفاء كقكع القتؿ مف اإلنساف‬
‫عمى نفسو (االنتحار) كبمراعاة ىذيف االعتباريف يمكف أف نعرؼ جريمة القتؿ بأنيا‪:‬‬
‫(إزىاؽ ركح إنساف عمدا بفعؿ إنساف آخر دكف كجو حؽ)‪.‬‬
‫كيعاقب القانكف الجزائرم ضمف أحكاـ اامر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف‬
‫العقكبات المعدؿ كالمتمـ مرتكب ىذه الجريمة بعقكبة السجف المؤبد بنص‪ ... " :‬كيعاقب‬
‫القاتؿ في غير ذلؾ مف الحاالت بالسجف المؤبد‪ ،)5("...‬أما إذا اقترنت الجريمة بظركؼ‬
‫التشديد فيعاقب الجاني باإلعداـ عمى النحك الكارد في الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬مسمـ خديجة‪ ،‬الجريمة اإلرىابية‪ ،‬رسالة جامعية لنيؿ درجة الماجستير‪ ،‬معيد الحقكؽ كالعمكـ اإلدارية كالقانكنية‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 1997-1996‬ص‪73 ،‬‬
‫‪ -2‬بمخير سديد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪39 :‬‬
‫‪-3‬‬
‫المادة ‪ 254‬مف اامر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -4‬مسمـ خديجة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪79 :‬‬
‫‪-5‬‬
‫المادة ‪ 3/263‬مف اامر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫‪ ‬اقتراف القتؿ بسبؽ اإلصرار؛ أم أف المجرـ فكر في ارتكاب الجريمة أكثر مف مرة‬
‫كاحدة ق ار ار نيائيا عمى تنفيذ الفعؿ اإلجرامي(‪.)1‬‬
‫‪ ‬الترصد ىك انتظار الشخص لفترة طالت أك قصرت في مكاف أك أكثر كذلؾ إما‬
‫إلزىاؽ ركحو أك االعتداء عميو»(‪.)2‬‬
‫‪ ‬القتؿ بالسـ كىك االعتداء عمى حياة إنساف بتأثير مكاد يمكف أف تؤدم إلى الكفاة‬
‫عاجال أك آجال أيا كاف استعماؿ أك إعطاء ىذه المكاد كميما كانت النتائج التي‬
‫تؤدم إلييا(‪.)3‬‬
‫‪ ‬يعاقب باعتباره قاتال کؿ مجرـ ميما كاف كصفو استعمؿ التعذيب أك ارتكب أعماال‬
‫كحشية الرتكاب جنايتو(‪.)4‬‬
‫‪ ‬يعاقب عمى القتؿ باإلعداـ إذا سبؽ أك صاحب أك تال جناية أخرل(‪.)5‬‬
‫‪ ‬يعاقب عمى القتؿ باإلعداـ إذا كاف الغرض منو إما إعداد أك تسييؿ أك تنفيذ جنحة‬
‫أك تسييؿ فرار مرتكبي ىذه الجنحة أك الشركاء فييا أك ضماف تخمصيـ مف‬
‫عقكبتيا‪ ...‬الخ(‪.)6‬‬
‫‪ ‬قتؿ ااصكؿ أم إزىاؽ ركح ااب أك ااـ أك أم مف ااصكؿ الشرعييف كيعاقب‬
‫مرتكبك ىذه الجريمة باإلعداـ(‪ ،)7‬كالقتؿ المقصكد الكاقع عمى أحد أصكؿ المجرـ‬
‫يفترض تكافر أركاف القتؿ المقصكد ابتداء مف إرادة إحداث كفاة ااصؿ‪ ،‬فإذا‬
‫ارتكبت الجريمة بطريقة الخطأ فإف ظرؼ التشديد يعتبر غير قائـ‪ ،‬لتخمؼ قصد‬
‫الجاني المطمكب تكفره في القتؿ المقصكد(‪.)8‬‬

‫‪-1‬‬
‫المادة ‪ 256‬مف اامر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪-2‬‬
‫المادة ‪ 271‬مف اامر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪-3‬‬
‫المادة ‪ 260‬مف اامر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪-4‬‬
‫المادة ‪ 262‬مف اامر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪-5‬‬
‫المادة ‪ 264‬مف اامر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪-6‬‬
‫المادة ‪ 263‬مف اامر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪-7‬‬
‫المادة ‪ 257‬مف اامر رقـ‪ ،156-66 :‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -8‬بمخير سديد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪41 :‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫المطمب الثاني‪ :‬إجراءات تنفيذ عقوبة اإلعدام‬


‫إستنادا لمضمكف ىذا المطمب سكؼ يتـ التطرؽ إلى إجراءات تنفيذ عقكبة اإلعداـ‬
‫في التشريع اإلسالمي مف جية‪ ،‬كفي القانكف الكضعي مف جية أخرل‪ ،‬كالتالي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬في التشريع اإلسالمي‬
‫تأخذ إجراءات تنفيذ عقكبة اإلعداـ في التشريع اإلسالمي كؿ مف الحدكد مف جية‪،‬‬
‫كالتعزيز مف جية أخرل‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات تنفيذ عقوبة اإلعدام في الحدود‬
‫‪ /1‬والية استيفاء عقوبة اإلعدام في القصاص‬
‫ااصؿ أف االستيفاء في القصاص يككف لممجني عميو نفسو ككف االعتداء كاقع‬
‫ىك كلي نفسو فإف لـ يكف لو كالية عمى نفسو كالمجنكف‪ ،‬أك صبي غير مميز أك‬
‫ضده‪ ،‬ؼ‬
‫لو عبارة كلكف ليست في المطالبة بالخصكمة كالصبي المميز أك المعتكه المميز عمى‬
‫(‪)1‬‬
‫بعض اآلراء‪ ،‬فإف كليو يطالب بالقصاص‬
‫القصاص في النفس أك فيما دكف النفس فأمرىا إلى كلي الدـ أك المجني عميو‪ ،‬فإف‬
‫رسكؿ اهلل صمة اهلل عميو كسمـ لما قضى بالقصاص سمـ الجاني إلى كلي الدـ يقتمو أك‬
‫يفعؿ بو ما شاء‪ ،‬كقاؿ لو دكنؾ صاحبؾ كلـ يأمر أحد مف المسمميف بإقامة القصاص‬
‫كما فعؿ في كافة الحدكد(‪ ،)2‬كىذا ىك السمطاف الذم جعمو اهلل لكلي الدـ قاؿ تعالى‪:‬‬
‫ظميكما فىقى ٍد جع ٍمنا لًكلًي ً‬ ‫ً‬
‫كر)(‪.)3‬‬
‫نص نا‬ ‫ؼ في القى ٍت ًؿ َّلإنوي ى‬
‫كاف ىم ي‬ ‫طانا فىال يي ٍس ًر ٍ‬
‫ِّرو يس ٍم ن‬ ‫ىى ى‬ ‫كمف قيت ىؿ ىم ٍ ن‬
‫( ى‬
‫إذا عجز كلي الدـ عف استيفاء القصاص بنفسو كطمب مف الحاكـ أف يفعؿ ذلؾ‬ ‫ؼ‬
‫نيابة عنو فال مانع مف ذلؾ بطبيعة الحاؿ كالرأم السائد فقيا ذلؾ أف الكلي إذا طمب‬
‫االستيفاء بنفسو كرأل الحاكـ أنو أقدر كأحسف في االستيفاء‪ ،‬كأمكنو مف ذلؾ لقكلو تعالى‪:‬‬
‫طانا‪.)4()...‬‬ ‫(‪...‬فىقى ٍد جع ٍمنا لًكلًي ً‬
‫ِّرو يس ٍم ن‬ ‫ىى ى‬

‫‪ -1‬مسمـ خديجة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪71 :‬‬


‫‪ -2‬بمخير سديد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪43 :‬‬
‫‪ -3‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية (‪)33‬‬
‫‪ -4‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية (‪)33‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫قذا كأف عممية االستيفاء مف طرؼ كلي الدـ يجب أف تتـ في حضرة السمطاف ‪.‬‬
‫فإذا فعؿ عكس ذلؾ يعزر كالغاية مف ىذا ىي عدـ التعسؼ كالمحاباة في االستيفاء كقيؿ‬
‫أنو يجكز في غير حضرة الحاكـ ذلؾ أف الرجؿ أتى النبي صمى اهلل عميو كسمـ برجؿ‬
‫يقكده بنسعو فقاؿ‪ ( :‬إف ىذا قمت أخي فاعترؼ بقتمو) فقاؿ النبي صمى اهلل عميو كسمـ‬
‫(إذىب فأقتمو) ركاه مسمـ(‪ ،)1‬كما أف اشتراط الحاكـ ال يثبت إال بنص أك إجماع‪ ،‬أك‬
‫قياس كلـ يثبت ذلؾ‪ ،‬كىناؾ رأم لمفقو المالكي يعطي لمحاكـ الحؽ في استيفاء القصاص‬
‫كىك ما أكرده القرطبي في أحكاـ القرآف كأيده الشيخ محمد شمتكت في فقو القرآف‬
‫كالسنة(‪.)2‬‬
‫ككما ذىب إليو الرازم في تفسيره فقاؿ إف المراد بإيجاب إقامة القصاص عمى‬
‫اإلماـ أك مف يجرم مجراه انو متى حصمت شرائط كجكب القكد فإنو ال يحؿ لإلماـ أف‬
‫يتركو‪ ،‬ىذا كأف االتجاه الذم يتماشى مع ضركرات العصر ىك أف لمكلي الحؽ في‬
‫االستيفاء دكف أف يمثؿ بالجاني مصداقا لقكلو صمى اهلل عميو كسمـ عف شداد بف أكس‬
‫رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ‪( :‬إف اهلل كتب اإلحساف عمى كؿ‬
‫شيء فإذا قتمتـ فأحسنكا القتمة كاذا ذبحتـ فأحسنكا الذبح كليحد أحدكـ بشفرتو كليرح‬
‫( ‪)3‬‬
‫كحيث أف الكسائؿ الحديثة المستعممة في تنفيذ اإلعداـ (ا لقصاص)‪ ،‬ىي‬ ‫ذبيحتو)‬
‫الشنؽ‪ ،‬المقصمة‪ ،‬الكرسي الكيربائي كال يحسف تطبيقيا العامة كمف ثمة كجب أف يككؿ‬
‫تنفيذىا إلى أشخاص أعدتيـ الدكلة ليذا اامر(‪.)4‬‬
‫‪ /2‬الشروط الواجبة في استيفاء القصاص‬
‫تكمف الشركط الكاجبة في استيفاء القصاص في(‪:)5‬‬
‫‪ ‬أف يككف المستحؽ لمقصاص بالغا‪ ،‬عاقال‪ ،‬فإف كاف المستحؽ صبيا أك مجنكنا يحبس‬
‫الجاني حتى يبمغ الصغير كيفيؽ المجنكف‪.‬‬

‫‪ -1‬بمخير سديد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪44 :‬‬


‫‪ -2‬دليمة فرككس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ :‬ص ‪39‬‬
‫‪ -3‬مسمـ خديجة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪88 :‬‬
‫‪ -4‬دليمة فرككس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪40 :‬‬
‫‪ -5‬بمخير سديد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪45 :‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫‪ ‬أف يتفؽ أكلياء الدـ جميعا عمى استيفائو فإف كاف بعضيـ غائبا أك صغي ار أك مجنكنا‬
‫كجب انتظار الغائب حتى يرجع‪ ،‬كالصغير حتى يبمغ‪ ،‬كالمجنكف حتى يفيؽ‪ ،‬كقاؿ أبك‬
‫حنيفة لمكبار استفاء حقكقيـ في القكد كال ينتظركف بمكغ الصغار فإف عفا أحد ااكلياء‬
‫سقط القصاص انو يتج أز‪.‬‬
‫‪ ‬أف ال يتعدل القصاص الجاني إلى غيره‪.‬‬
‫‪ ‬أف ال يسقط القصاص بعد كجكبو‬
‫‪ /3‬إجراءات إقامة القصاص وصورتو‬
‫إذا أراد الكلي القتؿ قد فرض عمى القاتؿ االستسالـ كاالنقياد لقصاصو المشركع‬
‫ىذا كأف الكلي فرض عميو الكقكؼ عند قاتؿ كليو كترؾ التعدم إلى غيره كما كانت العرب‬
‫تفعؿ ذلؾ فتقتؿ غير القاتؿ كلقد اختمؼ الفقياء في كيفية استفاء القصاص عمى قكليف‪:‬‬
‫‪ ‬الحنفية كااصح عند الحنابمة ال يككف القصاص في النفس إال بالسيؼ أيا كانت‬
‫الكيفية التي ارتكبت بيا الجناية كال يفعؿ بالمقتص منو كما فعؿ إذا قتؿ بغير‬
‫السيؼ انو مثمو قكلو صمى اهلل عميو كسمـ‪( :‬ال قكد إال بالسيؼ) (‪.)1‬‬
‫‪ ‬أما المالكية كالشافعية كالظاىرية فيركف بكجكب قتؿ القاتؿ بالقتمة التي قتؿ بيا أم‬
‫أف القصاص ال يككف إال بفعؿ مماثؿ لمفعؿ الذم تـ بو القتؿ‪ ،‬كمف ضركب أكجو‬
‫استدالالتيـ قكلو تعالى‪ ( :‬ىكًا ٍف ىعاقى ٍبتي ٍـ فى ىع ًاق يبكا بً ًم ٍث ًؿ ىما يعكًق ٍبتيـ بً ًو) (‪ ،)2‬أما مف السنة‬
‫الشريفة فنكرد الحديث التالي عف أنس بف مالؾ رضي اهلل عنو‪ :‬أف جارية كجد‬
‫رأسيا قد رض بيف حجريف فسألكىا مف صنع بؾ ذلؾ فالف؟ فالف؟ حتى ذكركا‬
‫أف‬ ‫ييكديا فأكمأت برأسيا فأخذ الييكدم فأقر فأمر الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ‬
‫(‪)3‬‬
‫يرض رأسو بيف حجريف‬
‫كيركف أنو مف المعقكؿ المماثمة اف ااصؿ في القصاص ىك التشفي‪ ،‬كيكمف‬
‫التشفي إذا قتؿ القاتؿ بمثؿ ما قتؿ بو‪ ،‬فمف قتؿ يرمى في النار كاف لكلي الدـ أف يقتص‬

‫‪ -1‬بمخير سديد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪38 :‬‬


‫‪ -2‬سورة النحل‪ ،‬اآلية (‪)126‬‬
‫‪ -3‬مسمـ خديجة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪91 :‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫مف القاتؿ بمثؿ ىذه الطريقة إذا أراد ذلؾ فإف رجع عف المماثمة إلى القتؿ بالسيؼ رضا‬
‫بذلؾ الجاني أك لـ يرضى(‪.)1‬‬
‫كتجدر اإلشارة أف ىذا الفريؽ قد استثنى بعض اامكر فقالكا أف القتؿ ال يككف فييا‬
‫إال بالسيؼ‪ ،‬منيا إذا تمت الجريمة بفعؿ محرـ ؾالمكاط أك كاف الفعؿ مما يطكؿ في قتمو‬
‫كالضرب بالعصا أك الحجر أك كاف القتؿ بالقسامة كأما مكاف تنفيذ القصاص(‪.)2‬‬
‫فال إلزاـ عمى كلي الدـ في خصكص ىذا اامر فينفذه حيث شاء انو ال خكؼ‬
‫في العدكاف في القصاص‪ ،‬قد أذف لو في قتمو كليس كراء القتؿ عدكاف فقد سمـ رسكؿ اهلل‬
‫صمى اهلل عميو كسمـ لكلي الدـ القاتؿ كقاؿ لو (دكنؾ صاحبؾ)‪ ،‬كلـ يشترط عميو زمانا كال‬
‫مكانا‪ ،‬ككؿ ما يميز زماف التنفيذ في اإلسالـ أنو فكرم بعد النطؽ بالحكـ‪ ،‬ما بيف النطؽ‬
‫في القضاء كالشركع في اإلمضاء‪ ،‬فيك نافذ(‪.)3‬‬
‫ثالثا‪ :‬إجراءات تنفيذ عقوبة اإلعدام في التعزيز‬
‫‪ / 1‬حق االستيفاء‬
‫إف حؽ االستيفاء ال يؤكؿ إلى المجني عميو كما ىك الشأف في القصاص كانما‬
‫يفكض استيفاءىا لإلماـ‪ ،‬ذلؾ أف لو مف القكة كانقياد الرعية لو قي ار كجب ار‪ ،‬فقد أسند إليو‬
‫إقامة الحدكد خاصة كأنو ال يخاؼ تبعة الجناة كأتباعيـ (‪ ،)4‬ضؼ إلى ذلؾ انتفاء الميؿ‬
‫كالمحاباة عند إقامة الحدكد كال يقيـ الحدكد إال اإلماـ كنائبو الحائز عف تفكيض في ىذا‬
‫(‪)5‬‬
‫كال في عيد‬ ‫اامر انو لـ يقـ حد في عيد الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ إال بإذنو‬
‫الخمفاء إال بإذنيـ كانو حؽ اهلل يفتقر إلى االجتياد كال يؤمف في استيفاءه الحيؼ كال يقاـ‬
‫بغير إذف اإلماـ قذا ااخير ال يحتكـ إال لشرع اهلل‪ ،‬كال يرجع إال لممحاكمات التي أساسيا‬
‫(‪)6‬‬
‫كتاب اهلل تعالى كسنة رسكلو صمى اهلل عميو كسمـ‪ ،‬كىما المرجع عند اختالؼ الناس‬

‫‪ -1‬دليمة فرككس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪45 :‬‬


‫‪ -2‬مسمـ خديجة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪91 :‬‬
‫‪ -3‬بمخير سديد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪51 :‬‬
‫‪ -4‬بكعزيز عبد الكىاب‪ ،‬عقوبة اإلعدام بين التشريع اإلسالمي والقانون الوضعي "دراسة مقارنة"‪ ،‬مذكرة تخرج مقدمة لنيؿ‬
‫شيادة الماجستير‪ ،‬قسـ القانكف الخاص‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،2019/2018 ،‬ص ‪98‬‬
‫‪ -5‬بمخير سديد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪51 :‬‬
‫‪ -6‬بكعزيز عبد الكىاب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪99 :‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫كف بًالمَّل ًو‬ ‫الرس ً‬


‫كؿ إً ٍف يك ٍنتي ٍـ تي ٍؤ ًم ين ى‬
‫َّل ً‬
‫فى يرُّدكهي إًلىى المو ىك َّل ي‬ ‫تىىن ىاز ٍعتي ٍـ ًفي ىش ٍي وء‬ ‫لقكلو تعالى‪...( :‬فىًإ ٍف‬
‫كااصؿ أف القاضي في اإلسالـ يككف مف أىؿ‬ ‫يال)(‪،)1‬‬ ‫ىح ىس يف تىأ ًٍك ن‬
‫ىكأ ٍ‬ ‫ؾ ىخ ٍيهر‬‫ىكا ٍلىي ٍكًـ ٍاآل ًخ ًر ىذلً ى‬
‫االجتياد فإف لـ يتكفر فيو استعاف بأىمو‪ ،‬حتى يتبيف لو الحؽ كال يقضي عمى جيؿ‪،‬أك‬
‫(‪)2‬‬
‫يقضي باليكل‬
‫‪/ 2‬إجراءات إقامة الحدود‪:‬‬
‫يتـ تنفيذ الحدكد عالنية كعمى مأل مف الناس في حد الزناة قاؿ تعالى" ( ىكٍلىي ٍشيى ٍد‬
‫ً‬ ‫ً ً‬
‫ىع ىذ ىابيي ىما طىائفىةه م ىف ا ٍل يم ٍؤ ًمن ى‬
‫يف)(‪ ،)3‬كأما مف السنة الشريفة حديث المرأة غامد العربية البدكية‬
‫حيث جاءت إلى رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ فقالت‪ ( :‬يا رسكؿ اهلل‪ ...‬إني زنيت‬
‫فطيرني‪ ...‬فردىا رسكؿ اهلل صمة اهلل عميو كسمـ فمما كاف الغد جاءت فقالت يا رسكؿ اهلل‬
‫صمى اهلل عميو كسمـ لما تردني؟ لعمؾ إف رددتني كما رددت ماع از؟ فك اهلل إني لحبمى‬
‫فتركيا النبي صمى اهلل عميو كسمـ حتى تضع حمميا‪ ...‬فمما كلدت جاءت النبي الكريـ‬
‫صمى اهلل عميو كسمـ ك بيف يدييا كليدىا ثـ قالت ىذا كقد كلدتو فطيرني‪ ،‬فقاؿ صمى اهلل‬
‫عميو إ ذىبي فأرضعيو حتى تفطميو فمما فطمتو جاءت إلى الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ‬
‫كمعيا الصبي في يده كسرة ثـ قالت ىذا يا نبي اهلل صمى اهلل عميو كسمـ قد فطمتو كقد‬
‫أكؿ الطعاـ فطيرني فدفع النبي صمى اهلل عميو كسمـ بالصبي إلى رجؿ مف المسمميف‬
‫ليكفمو ثـ أمر فرجمت كأقبؿ خالد بف الكليد بحجر فرمى بو رأسيا فإنتضح الدـ عمى كجيو‬
‫فسبيا فقاؿ النبي صمى اهلل عميو كسمـ ـ ىال يا خالد لقد تابت تكبة لك قسمت بيف سبعيف‬
‫مف أىؿ المدينة لكسعتيـ ثـ أمر بيا فصمى عمييا كدفنت(‪.)4‬‬
‫ىذا كتتكفر العالنية دائما كؿ ما كاف الحد رجما‪ ،‬إذ مف المفركض أف عدد الرماة‬
‫غير محدكد كأنو يجب أف يككف مف الكثرة حيث يقضى عمى المرجكـ بسرعة(‪.)5‬‬

‫‪ -1‬سورة النساء‪ ،‬اآلية (‪)59‬‬


‫‪ -2‬مسمـ خديجة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪97 :‬‬
‫‪ -3‬سورة النور‪ ،‬اآلية (‪)2‬‬
‫‪ -4‬مسمـ خديجة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص‪99-98 :‬‬
‫‪ -5‬بكعزيز عبد الكىاب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪101 :‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫‪ /3‬كيفية التنفيذ في حد الرجم‬


‫إذا كاف المرجكـ رجال يقاـ عميو الحد غير مكثكؽ كيككف قائما دكف أف تحفر لو‬
‫حفرة كلـ يمسؾ‪ ،‬سكاء أثبت الزنا عميو ببينة أك إقرار اف النبي صمى اهلل عميو كسمـ لـ‬
‫يحفر لماعز كال لممرأة الزانية الجيمية كال لمييكدييف قاؿ أبك سعيد الخدرم ؿما أمرنا‬
‫الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ أف نرجـ ماعز بف مالؾ خرجنا بو إلى البقيع فك اهلل ما‬
‫حفرنا لو كال أكثقناه‪ ،‬كلكف قاـ لنا فرميناه كاف الحفر لـ يرد بو الشرع في حؽ المحدكد‬
‫فكجب أف ال يثبت‪ ،‬كاف المرجكـ قد يفر فيككف ف ارره داللو عمى الرجكع عف إق ارره‬
‫كالمرجكـ إذا ىرب ككاف مق ار لـ يتبع كأكقؼ التنفيذ عميو أما إذا كانت كسيمة اإلثبات ىي‬
‫الشيكد كجب متابعتو إذا ىرب كيرجـ حتى يمكت(‪.)1‬‬
‫كاذا لـ يستطع أف يصبر عمى إقامة الحد كجب ربطو لمتمكف مف إقامة حد الرجـ‬
‫كاذا كاف المحدكد في الرجـ مف النساء فقاؿ أبك حنيفة يخير اإلماـ في الحفر ليا إف شاء‬
‫حفركا كاف شاء العكس فقد ركل أف الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ حفر لممرأة الغامدية إلى‬
‫ثندكتيا أم ثديييا كأما ترؾ الحفر مف قبمو فألف الحفر لمتستر كىي مستكرة بثيابيا(‪.)2‬‬
‫اف المرأة ال تجرد عند إقامة الحد بعد أف تشد إلييا ثيابيا‪ ،‬أما الشافعية فيركف‬
‫أنو ااصح أف يحفر ليا إف ثبت الزنا بشيكد كيقاـ الحد بالمدراء كىك الطيف المتحجر أك‬
‫بالحجارة المعتدلة أم مأل الكؼ ال بحصيات خفيفة لئال يطكؿ تعذيبيا كال بصخرات كبيرة‬
‫تقض عميو بسرعة لئال يفكت التنكيؿ المقصكد في إقامة الحد كليس ىناؾ عدد محدد‬
‫(‪)3‬‬
‫لمحجارة التي يرمى بيا المرجكـ فقد تصيب الحجارة مكانا قاتال فيمكت سريعا‬
‫ييـ أف يصنعكا بيا ما يصنع بسائر المكتى يغسمكنو كيكفنكنو كيصمكف عميو‬
‫كيدفنكنو كيدعى لو بالمغفرة كيقاـ حد الرجـ في أم كقت في الصيؼ كالشتاء كالصحة‬
‫كالمرض انو حد ميمؾ فال معنى لمتحرز مف اليالؾ‪ .‬كلكنو يقاـ عمى الحامؿ حتى تضع‬

‫‪ -1‬مسمـ خديجة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪97 :‬‬


‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪102‬‬
‫‪ -3‬بمخير سديد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪67 :‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫حمميا كيستحسف أف يككف الرجـ في مقتؿ كأف يقؼ‪( .‬الراجـ في مكاف قريب مف المرجكـ‬
‫(‪)1‬‬
‫كيستحسف أف يعفى الكجو‬
‫الفرع الثاني‪ :‬في القانون الوضعي‬
‫نظ ار لخطكرة عقكبة اإلعداـ فقد أحاطيا المشرع الجزائرم بالعديد مف التدابير حفاظا‬
‫عمى عدـ تأثيرىا عمى الرأم العاـ كمف أىـ تمؾ اإلجراءات نجد أكال المؤسسات التي‬
‫تتكفؿ بتنفيذ تمؾ ااحكاـ كأحكاـ اإلعداـ ىي عمى سبيؿ الحصر(‪:)2‬‬
‫‪ ‬مؤسسة إعادة التأىيؿ ااصناـ (شمؼ)‬
‫‪ ‬مؤسسة إعادة التأىيؿ بالبركاقية‬
‫‪ ‬مؤسسة إعادة التأىيؿ بتازكلت لميز‬
‫‪ ‬مؤسسة إعادة التأىيؿ بتيزم كزك‬
‫كالقائـ بنقؿ المحككـ عميو إلى ىذه المؤسسات ىي النيابة العامة بكاسطة مصالح‬
‫اامف بعد ثمانية (‪ )8‬أياـ مف صدكر الحكـ كىذا بعد أخذ كزير العدؿ كال تقدـ النيابة‬
‫العامة باليقؿ إال بناءا عمى تعميمات صريحة مف كزير العدؿ ما لـ تكف ىناؾ أسباب‬
‫صحية دعت إلى ذالؾ‪.‬‬
‫كعند كصكؿ المحككـ عميو إلى المؤسسة المعنية يكضع في النظاـ االنفرادم ليال‬
‫كنيارا‪ ،‬كتنفيذ عقكبة اإلعداـ في البمدية التي نقؿ إلييا المحككـ عميو بيا بعد أف يقكـ‬
‫قاضي النيابة العامة أم الجية القضائية التي أصدرت الحكـ بتبميغو رفض طمب العفك‬
‫عنو كأف ىذا التبميغ كجكبيا(‪.)3‬‬
‫أما عف كيفية تنفيذىا فقد نص عمييا قانكف تنظيـ السجكف كاعادة تربية المساجيف‬
‫كتنفذ رميا بالرصاص عمى المحككـ عميو(‪ ،)4‬كنص المرسكـ رقـ‪ 38-72 :‬المتعمؽ بتنفيذ‬

‫‪ -1‬مسمـ خديجة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪79 :‬‬


‫‪ -2‬عبد اهلل سميماف‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم العام‪ ،‬الجزاء الجنائي‪ ،‬دار المطبكعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،1995 ،‬‬
‫ص‪432 :‬‬
‫‪ -3‬لحسيف ابف شيخ‪ ،‬مبادئ القانون الجزائي العام‪ ،‬دار ىكمة‪ ،‬الجزائر‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ف)‪ ،‬ص ‪157‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 5‬مف اامر رقـ‪ ،04-05 :‬المؤرخ في‪ 06 :‬فيفرم ‪ ،2005‬المتضمن قانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج‬
‫اإلجتماعي لممحبوسين‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،4 :‬المؤرخة في‪ 13 :‬فيفرم ‪2005‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫عقكبة اإلعداـ عمى أف يككف تنفيذىا بدكف حضكر الجميكر ما عدا ااشخاص اآلتي‬
‫ذكرىـ الكاجب الحضكرىـ أثناء تنفيذ اإلعداـ(‪:)1‬‬
‫‪ ‬رئيس الجية القضائية التي أصدرت الحكـ‪.‬‬
‫‪ ‬ممثؿ النيابة العامة التي طمبت الحكـ بيا‪.‬‬
‫‪ ‬مكظؼ عف ك ازرة الداخمية‪.‬‬
‫‪ ‬المدافع عف المحككـ عميو‪.‬‬
‫‪ ‬رئيس السجف‪.‬‬
‫‪ ‬كاتب الضبط ميمتو تحرير محضر التنفيذ (اإلعداـ)‪.‬‬
‫‪ ‬رجؿ الديف‪.‬‬
‫‪ ‬الطبيب‪.‬‬
‫أما كيفية تطبيقيا أنيـ يحضركف ستة (‪ )6‬رجاؿ كؿ كاحد منيـ يحمؿ مسدس كيتـ‬
‫كضع رصاصة كاحدة في الستة (‪ )6‬مسدسات كيضغط الجميع في تكقيت كاحد عمى زناد‬
‫المسدس في اتجاه المحككـ(‪ ،)2‬عميو كأشير حكـ باإلعداـ ىك الحكـ باإلعداـ عمى العقيد‬
‫شعابني سنة ‪ 1963‬ككنيا نفذت بسرعة‪ ،‬كما سجؿ أف المراسيـ المتعمقة بتنفيذ عقكبة‬
‫اإلعداـ لـ تحترـ بحيث أف البعض منيا لـ يبمغ حتى بقرار الطعف أماـ المحكمة العميا‬
‫كبالتالي لـ يتمكف مف تقديـ طمب العفك أماـ رئيس الجميكرية(‪ ،)3‬كما أف البعض منيـ‬
‫سجمكا قضايا استعجاليو لطمب كقؼ التنفيذ حتى صدكر أحكاـ في قضايا ال تزاؿ جارية‬
‫كمع ىذا لـ تؤخذ بعيف االعتبار ىذه القضايا(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 4‬مف المرسكـ رقـ‪ ،38-72 :‬المؤرخ في‪ 10 :‬فبراير ‪ ،1972‬يتعمق بتنفيذ عقوبة اإلعدام ‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪:‬‬
‫‪ ،55‬المؤرخة في‪ 10 :‬فبراير ‪1972‬‬
‫‪ -2‬لحسيف ابف شيخ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪158‬‬
‫‪-3‬‬
‫محمد زكي أبك عامر‪ ،‬سميمان عبد المنعم‪ ،‬القسم العام من قانون العقوبات‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،2002 ،‬ص ‪557‬‬
‫‪ -4‬لحسيف ابف شيخ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪159‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫المبحث الثاني‪ :‬وقف تنفيذ عقوبة اإلعدام وسقوطيا‬


‫نطاؽ تطبيؽ عقكبة اإلعداـ بيف الشريعة‬ ‫مف خالؿ مضمكف سكؼ يتـ دراسة‬
‫اإلسالمية كالقانكف الكضعي الجزائرم مف جية‪ ،‬كمف جية أخرل تسميط الضكء إجراءات‬
‫تنفيذىا عمى النحك التالي‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬وقف تنفيذ عقوبة اإلعدام‬
‫لإلحاطة بكقؼ تنفيذ عقكب اإلعداـ كجب عمينا التطرؽ إلى كقفيا في التشريع‬
‫اإلسالمي مف جية‪ ،‬كقفيا في القانكف الكضعي الجزائرم مف جية أخرل‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬في التشريع اإلسالمي‬
‫يأخذ كقؼ تنفيذ عقكبة اإلعداـ في التشريع اإلسالمي مكانع القصاص‪ ،‬ككقؼ‬
‫التنفيذ‪ ،‬كىك ما سكؼ نكضح مف خالؿ ما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬موانع القصاص‬
‫يمنع القصاص في الحاالت التالية(‪:)1‬‬
‫‪ ‬حالة األبوة ‪ :‬باتفاؽ الفقياء ما عدا حالة تحقؽ إرادة القتؿ الكالد لكلده عند المالكية‬
‫لحديث "ال يقاد الكالد بكلد" الذم يرل أف الضرب عدكانا أم تعديا ال قصاص فيو‬
‫عنده‪ ،‬انو مف الخطأ‬
‫‪ ‬عدم التكافؤ ‪ :‬بيف الجاني كالمجني عميو في اإلسالـ كالحرية عند جميكر الفقياء‬
‫خالفا لمحنفية‪ ،‬اما الكفار فيقتمكف بعضيـ ببعض دكف تفريؽ فيقتؿ الذمي بالذمي‪ ،‬أك‬
‫المجكسي بالمجكسي أك الحربي أك المستأمف‬
‫كالتحريض كتقديـ السالح عند‬ ‫‪ ‬حالة االشتراك في القتل دون مباشرة القتل‪:‬‬
‫الجميكر‪ ،‬خالفا لممالكية‬
‫‪ ‬القتل بالسبب‪ :‬عند الحنفية خالفا لمجميكر كنؼ مف الحنفية‬
‫‪ ‬أن يكون ولي الدم مجيوال‪ :‬عند الحنفية‪ ،‬خالفا لمجميكر‬
‫كذلؾ لعدـ‬ ‫‪ ‬أن يحصل القتل في دار الحرب أو البغي عند الحنفية خالفا لمجميور‪:‬‬
‫كالية اإلماـ لدار الحرب‬

‫‪ -1‬بكعزيز عبد الكىاب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪130 :‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫ثانيا‪ :‬وقف التنفيذ‬


‫يأخذ كقؼ تنفيذ عقكبة اإلعداـ في التشريع اإلسالمي اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ /1‬مراعاة حال الجاني عند التنفيذ‬
‫لما كاف الغرض ااساسي مف العقكبة في اإلسالـ ىك ردع المجرـ كمنع الغير مف‬
‫محاكاتو كإتباع نفس الطريؽ الذم سمكو‪ ،‬كلـ يكف الغرض أبدا التنكيؿ بو أك تعذيبو فإف‬
‫(‪)1‬‬
‫المشرع راعى حاؿ الجاني عند تنفيذ العقكبة‬
‫‪ /1-1‬المرأة الحامل‬
‫كىنا يظير بجالء عظمة الشريعة اإلسالمية ذلؾ أف المرأة الحبمى يمنع إقامة الحد‬
‫عمييا‪ ،‬فتحبس حتى تمد‪ ،‬لحديث الغامدية‪ ،‬فإنيا لما أقرت بأنيا حبمى مف زنا قاؿ رسكؿ‬
‫اهلل صمى اهلل عميو كسمـ‪" :‬اذىبي حتى تضعي حممؾ"‪ ،‬كلحديث معاذ رضي اهلل عنو حيف‬
‫ىـ برجـ المغنية‪ :‬إف كاف لؾ عمييا سبيؿ فال سبيؿ لؾ عمى ما في بطنيا كىك المعنى‬
‫اف ما في بطنيا نفس محترمة ليا مف حقكؽ الحرمة كليس ىذا فحسب بؿ يؤخر مكعد‬
‫تنفيذ الحد إلى أف ترضعو كتفطمو كما فعؿ رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ مع الغامدية‪،‬‬
‫غير أف أدعاء المرأة بحمميا ال يؤخر تنفيذ العقكبة‪ ،‬إال بعد عرضيا عمى أىؿ الخبرة بأمر‬
‫(‪)2‬‬
‫مف القاضي‬
‫‪ /2-1‬طروء الجنون عمى المحكوم عميو بالقصاص‬
‫إذا ارتكب الجاني في جنايتو كىك عاقؿ ثـ زاؿ عقمو بعد ذلؾ بالسكر أك بالجنكف‬
‫فال خالؼ عمى أف زكاؿ العقؿ بالسكر بعد الجريمة غير مسقط لمقصاص عنو انو زكاؿ‬
‫مؤقت ثـ يفيؽ بعده‪ ،‬أما إذا كاف ىذا الزكاؿ بعد ارتكاب الجناية بالجنكف فالفقياء يختمفكف‬
‫في القصاص منو‪ ،‬فالحنفية يركف عدـ تأثير الجنكف عمى الجاني إذا جف بعد الحكـ عميو‬
‫بالقصاص أما المالكية ففرقكا إف أفاؽ اقتص منو كإف لـ يفؽ يأخذ الدية مف مالو سكاء‬

‫‪-1‬‬
‫عمارة عمارة‪ ،‬أثر عقوبة اإلعدام عمى حقوق اإلنسان في الشريعة اإلسالمية والقانون ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‬
‫في الشريعة كالقانكف‪ ،2003/2002 ،‬ص‪108 :‬‬
‫‪-2‬‬
‫بكعزيز عبد الكىاب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪132 :‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫قبؿ الحكـ أك بعده‪ ،‬كيرل الشافعية كالحنابمة أف الجنكف الحادث بعد ارتكاب الجناية ال‬
‫(‪)1‬‬
‫يؤثر في إسقاط القصاص مطمقا‬
‫‪ /2‬أحوال التأجيل األخرى‬
‫‪ /1-2‬صغر أو جنون ولي الدم‬
‫العمة في منع الصغير كالمجنكف مف استيفاء القصاص قبؿ البمكغ كاإلفاقة أف‬
‫القصاص حؽ كاف استعمالو يقتضي ااىمية في مف يستعممو فإذا كثب الصغير أك‬
‫المجنكف بالجاني ففعؿ بو مثؿ ما فعؿ بيما فيرل البعض أنو قد استكفى حقو ككنو أتمؼ‬
‫محؿ االستيفاء كيرل البعض العكس مف ذلؾ تماما انو ليس مف أىؿ االستيفاء كتجب لو‬
‫الدية مف أىؿ الجاني الذم قتمو كاكلياء الجاني الرجكع عمى عاقمة الصبي كالمجنكف بدية‬
‫قتيميـ‪ ،‬أم أف أصحاب ىذا الرأم يعتبركف فعؿ الصبي كالمجنكف جريمة قتؿ عمد كال‬
‫شؾ أف الرأم ااكؿ أقرب لمعدالة كالمنطؽ مف الثاني‪ ،‬ىذا كأف االختالؼ يزيد حدة عندما‬
‫يككف المستحؽ لمقصاص خميط فمنيـ البالغ كمنيـ الصغير كقد يككف البعض عاقال‬
‫كاآلخر مجنكف كالرأم الراجح ىك كجكب تأجيؿ تنفيذ القصاص إلى حيف بمكغ الصبي‬
‫كافاقة المجنكف إذا كانت إفاقتو غير ميئكس منيا‪ ،‬كليس مف حؽ كلي الصبي أك المجنكف‬
‫االستيفاء عنيما ككف التشفي أمر نفسي كال يحصؿ ذلؾ إال إذا قاـ باستيفاء القصاص‬
‫(‪)2‬‬
‫بنفسو‬
‫‪ /2-2‬أن يكون الولي مجيوال‬
‫إذا كاف كلي القتيؿ مجيكال ال يجب الحكـ بالقصاص في رأم أبي حنيفة اف‬
‫كجكب القصاص كجكب لالستيفاء‪ ،‬كىذا ااخير مف المجيكؿ متعذر فيتعذر اإليجاب‬
‫لو‪،‬كيخالؼ في ذلؾ بقية اائمة‪ ،‬كرغـ االختالؼ فإف الرأم الراجح ىك ما ذىب إليو‬
‫جميكر الفقياء كىك تأجيؿ تنفيذ القصاص إلى حيف حضكر الغائب قربت غيبتو أـ بعدت‬
‫خاصة مع التطكرات الحاصمة في مسائؿ المكاصالت أما إذا كانت الغيبة بعيدة جدا‬

‫‪-1‬‬
‫محمد ريش‪ ،‬عقوبة اإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الجزائري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة لنيؿ شيادة الماجستير في‬
‫القانكف الجنائي كالعمكـ الجنائية‪ ،‬مصركف كردية‪ ،‬معيد الحقكؽ كالعمكـ اإلدارية‪ ،‬بف عكنكف‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2003/2002‬ص‪55 :‬‬
‫‪-2‬‬
‫بكعزيز عبد الكىاب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪134 :‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫بحيث يتعذر معيا كصكؿ الخبر إليو كالمفقكد كااسير فاافضؿ عدـ االنتظار اف ىذا‬
‫ااخير يؤدم إلي فكات محؿ القصاص كيؤخذ الغير في التفكير بالثأر كأف ااخذ بالفكرة‬
‫ااكلى أم التأجيؿ لحضكر الغائب يكجب حبس الجاني في مدة االنتظار حفظ لمحؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫القصاص‬
‫‪ /3-2‬لجوء المحكوم عميو بالقصاص إلى الحرم‬
‫قاؿ تعالى بسـ اهلل الرحماف الرحيـ‪..." :‬كمف ىد ىخمىو ىكاف ً‬
‫آمننا‪ "...‬صدؽ اهلل‬ ‫ي ى‬ ‫ىى‬
‫العظيـ(‪ )2‬فحرمة مكة مكاف مبارؾ عظمو اهلل كشرفو كجعمو آمف لمناس كقد ركم عف ابف‬
‫عمر رضي ااهلل عنو أنو قاؿ‪ :‬لك كجدت قاتؿ عمر في الحرـ ما ىجتو‪ .‬كقد أختمؼ‬
‫الفقياء في حكـ استيفاء القصاص في الحرـ سكاء ارتكب الجاني فعمو خارج الحرـ ثـ‬
‫(‪)3‬‬
‫دخؿ إليو أك كاف مكاف االرتكاب ىك الحرـ‪.‬‬
‫‪ ‬الحالة األولى‪ :‬إذا ارتكب الجاني القتل خارج الحرم ثم لجأ إليو اختمؼ الفقياء إلى‬
‫عدة أقكاؿ مف أىميا أنو ال يجكز إقامة القصاص عمى القاتؿ كانما يضيؼ عميو بأف‬
‫ال يجالس كال يبايع كيمنع مف الطعاـ كالشراب حتى يضطر لمخركج فيقتؿ خارجو‪،‬‬
‫كىك ما ذىب إليو جميكر الصحابة كالتابعيف كىك مذىب الحنفية كالحنابمة كالظاىرية‬
‫يـ ۖ ىك ىمف‬ ‫ات َّلمقى ً ً‬ ‫كالشيعة الزيدية كاإلباظة كاستدلكا بقكلو تعالى‪ً ( :‬ف ً‬
‫اـ إ ٍب ىراى ى‬
‫ات ىبيىِّرن ه ي‬
‫يو ىآي ه‬
‫آمننا)(‪ )4‬كاآلية كاضحة الداللة عمى حضر قتؿ مف لجأ إلى الحرـ كاف كاف‬ ‫ىد ىخمىو ىكاف ً‬
‫ي ى‬
‫مستحقا لمقتؿ كأما مف السنة ما ركل أبك شريح العدكم أف رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو‬
‫كسمـ " إف مكة حرميا اهلل كلـ يحرميا الناس ال يحؿ المرئ يؤمف باهلل كاليكـ اآلخر‬
‫أف يسفؾ بيا دما كال يعضد بيا شج ار فإف أحد ترخص لقتاؿ رسكؿ اهلل صمى اهلل‬
‫عميو كسمـ فييا فقكلكا لو إف اهلل أذف لرسكلو كلـ يأذف لكـ كإنما أذف لو فييا ساعة مف‬
‫نيار كقد عادت حرمتيا اليكـ كحرمتيا باامس كليبمغ الشاىد الغائب"‪ ،‬كالرأم الراجح‬
‫رغـ االختالؼ عدـ جكاز إقامة القصاص في الحرـ ككنو محؿ لإلنتساؾ كقبمة‬

‫‪-1‬‬
‫عمارة عمارة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪109 :‬‬
‫‪ -2‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية (‪)97‬‬
‫‪-3‬‬
‫محمد ريش‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪57 :‬‬
‫‪ -4‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية (‪)97‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫المسمميف كفي ىذه الحالة ال يبايع كال يشارم كال يطعـ كال يؤكل كيقاؿ لو اتؽ اهلل‬
‫كاخرج إلى الحؿ ليستكفى الحؽ الذم قبمؾ فإذا خرج استكفى القصاص منو كاذا أقاـ‬
‫(‪)1‬‬
‫كلي الدـ القصاص في الحرـ فقد أساء كال شيء عميو انو استكفى حؽ‬
‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬إذا ارتكب الجاني جنايتو في الحرم الرأم الراجح ىك جكاز إقامة‬
‫القصاص في الحرـ ممف ارتكب الجناية فيو ككف ىذا ااخير متجرئ عميو كمنتيؾ‬
‫لحرمتو كما أف أىؿ الحرـ يحتاجكف إلى الزجر عف ارتكاب المعاصي كغيرىـ حفاظا‬
‫انفسيـ كأمكاليـ كأعراضيـ‪ ،‬ىذا كأنو ال يجكز إقامة القصاص في المسجد الحراـ أك‬
‫غيره مف المساجد سكاء ارتكبت الجناية خارجو أك داخمو اف رسكؿ اهلل صمى اهلل‬
‫عميو كسمـ نيى عف إقامة الحدكد كالقصاص في المساجد في الحديث الذم ركاه‬
‫حكيـ بف حزاـ رضي اهلل عنو قاؿ رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ ال تقاـ الحدكد في‬
‫(‪)2‬‬
‫المساجد كال يستقاد فييا"‬
‫‪ /4-2‬استيفاء القصاص في األشير الحرم‬
‫ؽ‬ ‫اب المٌ ًو ىي ٍكىـ ىخمى ى‬ ‫ند المٌ ًو اثٍىنا ىع ىشر ىشي ار ًفي ًكتى ً‬
‫ى ٍن‬ ‫كر ًع ى‬ ‫الشيي ً‬‫قاؿ تعالى " إً َّلف ًع َّلدةى ُّ‬
‫ظمً يمكٍا ًفي ًي َّلف أىنفي ىس يك ٍـ ىكقىاتًميكٍا‬
‫ِّرـ فىالى تى ٍ‬ ‫يف ا ٍلقىي ي‬ ‫ؾ ِّر‬
‫الد ي‬ ‫ض ًم ٍنيىا أ ٍىرىب ىعةه يح يرهـ ىذلً ى‬ ‫َّلم ىاكات ىكاا ٍىر ى‬‫الس ى‬
‫ً‬ ‫يف ىك فَّلةن ىك ىما ييقىاتًمي ى‬
‫كن يك ٍـ ىك فَّلةن ىك ٍ‬ ‫ً‬
‫يف"(‪ ،)3‬ك بينت السنة النبكية‬ ‫ىف المٌوى ىم ىع ا ٍل يمتَّلق ى‬‫اعمى يمكٍا أ َّل‬ ‫ا ٍل يم ٍش ًرك ى‬
‫أسمائيا فقاؿ رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ إف الزماف قد استدار كييئة يكـ خمؽ‬
‫السماكات كاارض السنة اثنا عشرة شي ار منيا أربعة حرـ ثالثة متكاليات ذك القعدة كذك‬
‫الحجة ك المحرـ كرجب مضر الذم بيف جمادل ك شعباف كقد ذىب الظاىرية كبعض‬
‫التابعيف كعطاء بف أبي رباح كعبد بف عمرك كالزىرم إلى عدـ جكاز إقامة القصاص في‬
‫ااشير الحرـ إف كاف الجاني قد أحدث جنايتو في الشير الحالؿ‪ ،‬أما إذا أحدث جنايتو‬
‫في الشير الحراـ فمـ يظفر بو إال في شير حالؿ فكلي الدـ لو الخيار إف شاء استكفى‬
‫الش ٍي ًر ا ٍل ىح ىرًاـ ىكا ٍل يح يرىم ي‬
‫ات‬ ‫الشير ا ٍل ىحراـ بً َّل‬
‫ىي‬ ‫ٍي‬
‫القصاص في الشير الحراـ لقكلو تعالى " َّل‬

‫‪-1‬‬
‫بكعزيز عبد الكىاب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪136 :‬‬
‫‪-2‬‬
‫عمارة عمارة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪111 :‬‬
‫‪-3‬‬
‫سورة التوبة اآلية (‪)36‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫كاف شاء في الشير الحالؿ‪ ،‬أما جميكر الفقياء فمـ يتعرضكا لمكالـ عف‬ ‫(‪)1‬‬
‫اص"‬ ‫ً‬
‫ص ه‬‫ق ى‬
‫استيفاء القصاص في ااشير الحرـ كىذا الرأم ااكؿ بالترجيح انو ال يكجد دليؿ يمنع‬
‫(‪)2‬‬
‫استيفاء القصاص في ااشير الحرـ‬
‫الفرع الثاني‪ :‬في القانون الوضعي‬
‫يأخذ كقؼ تنفيذ عقكبة اإلعداـ في التشريع اإلسالمي طمب المحككـ عميو إعادة‬
‫النظر في الحكـ‪ ،‬ك مراعاة حاؿ المحككـ عميو بعقكبة اإلعداـ ‪ ،‬كما أف ااسباب ااخرل‬
‫المكقفة لعقكبة اإلعداـ كىك ما سكؼ نكضح مف خالؿ ما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬طمب المحكوم عميو إعادة النظر في الحكم‬
‫مف المقرر قانكنيا أف عقكبة اإلعداـ ال يجكز تنفيذىا إال إذا صار الحكـ بيا باتا‬
‫كىك الحكـ الذم استنفذ جميع طرؽ الطعف عدل الطعف بالتماس إعادة النظر‪ ،‬فإذا طمب‬
‫المحككـ عميو إعادة النظر امتنع التنفيذ كيتأجؿ إلى حيف البت في الطمب(‪ ،)3‬كبالرجكع‬
‫إلى المشرع الجزائرم فإنو لـ ينص عمى ىذه الحالة كانما يتضح بعد تصفح قانكف إصالح‬
‫السجكف فإف أسباب اإليقاؼ كاضحة(‪ ،)4‬كلـ يذكر ىذا السبب مما يجعمنا نخضع مثؿ ىذا‬
‫الطرح إلى القكاعد العامة كبالتالي يجكز لممحككـ عميو باإلعداـ كغيره مف المحككـ عمييـ‬
‫بأية عقكبة كانت استنفاذ جميع طرؽ الطعف ااخرل المتاحة لو قانكنيا كىي الطعكف‬
‫الغير عادية(‪ ،)5‬كالطعف بالنقض(‪ ،)6‬كمف أكجو الطعف عدـ اختصاص تجاكز السمطة (‪،)7‬‬
‫السمطة(‪ ،)7‬مخالفة قكاعد في اإلجراءات‪ ،‬انعداـ ااساس القانكني‪ ،‬إغفاؿ الفصؿ في كجو‬

‫‪-1‬‬
‫سورة البقرة اآلية ‪194‬‬
‫‪-2‬‬
‫محمد ريش‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪61 :‬‬
‫‪-3‬‬
‫نظير فرج مينا‪ ،‬الموجز في اإلجراءات الجزائية الجزائرية‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر (د‪.‬ب‪.‬ف)‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ف)‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 155‬مف اامر رقـ‪ ،04-05 :‬المتضمف قانكف تنظيـ السجكف كاعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 495‬مف اامر رقـ‪ ،155-66 :‬المؤرخ في‪ 08 :‬يكنيك ‪ ،1966‬يتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدؿ‬
‫كالمتمـ‪ ،‬بمكجب اامر رقـ ‪ ،04-20 :‬المؤرخ في‪ 30 :‬غشت ‪ ،2004‬ج‪.‬رج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،51 :‬الصادرة بتاريخ‪31 :‬‬
‫غشت ‪2020‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 496‬مف اامر رقـ‪ ،155-66 :‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -7‬المادة ‪ 497‬مف اامر رقـ‪ ،155-66 :‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدؿ كالمتمـ‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫كجو طمب أك أحد الطمبات‪ ،‬تناقض الق اررات الصادرة مف جيات قضائية مختمفة في آخر‬
‫(‪)1‬‬
‫درجة أك التناقض في ما قضى بو الحكـ نفسو‪ ،‬مخالفة القانكف أك الخطأ في تطبيقو‬
‫كبات يعبر عف صكرة طبقا احكاـ قانكف اإلجراءات الجزائية الجزائرم (‪ ،)2‬فمف‬
‫‪531‬‬ ‫أىـ آثار الطعف بالنقض ااثر المكقؼ بات يعبر عف صكرة حقيقية طبقا لممادة‬
‫السابقة الذكر مف قانكف اإلجراءات الجزائية الجزائرم ‪ ،‬فالطعف بالنقض يكقؼ تنفيذ الحكـ‬
‫خالؿ ميعاد الطعف بالنقض إذ رفع الطعف إلى أف م صدر الحكـ فيو غير أنو ال يكقؼ‬
‫(‪)3‬‬
‫تنفيذ ما قضى فيو الحكـ مف الحقكؽ المدنية‬
‫ثانيا‪ :‬مراعاة حال المحكوم عميو بعقوبة اإلعدام‬
‫مف أىـ ااسباب المؤدية إلى كقؼ تنفيذ عقكبة اإلعداـ‪ ،‬ككف المحككـ عمييا‬
‫حامال‪ ،‬كيبدك أف السبب الدافع إلى عدـ اإلقداـ عمى تنفيذ اإلعداـ عمى المرأة الحامؿ‬
‫راجع إلى مبدأ شخصية العقكبة الذم يقضي بأف الجزاء يكقع عمى مف ارتكب الفعؿ دكف‬
‫(‪)4‬‬
‫كقد نص المشرع عمى عدـ جكاز تطبيؽ عقكبة اإلعداـ عمى المرأة الحامؿ في‬ ‫غيره‬
‫فحكل القانكف رقـ‪ :‬اامر رقـ‪ ،04-05 :‬المتضمف قانكف تنظيـ السجكف كاعادة اإلدماج‬
‫اإلجتماعي لممحبكسيف الذم تضمف بكجو عاـ ضركرة مراعاة حاؿ الجاني المحككـ عميو‬
‫باإلعداـ عند التنفيذ كقضت بأف التأجيؿ يككف كجكبيا بالنسبة لممرأة الحامؿ كالمرضعة‬
‫(‪)5‬‬
‫لطفؿ دكف ‪ 24‬شي ار كال المحككـ عميو الذم يعاني مرضا خطي ار أك أصبح مختال‬
‫مف المرأة الحامؿ مدعاة لتأجيؿ الحكـ باإلعداـ في‬ ‫كنفس السبب الذم يجعؿ‬
‫القانكف الجزائرم إذ كجب كقؼ تنفيذ العقكبة إلى أف تضع كتمضي مدة شيريف بعد‬
‫الكضع(‪.)6‬‬

‫‪-1‬‬
‫أحمد شكقي الشمقاني‪ ،‬مبادئ اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر ‪ ،1998‬ص ‪.560‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 531‬مف اامر رقـ‪ ،155-66 :‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 1/499‬مف اامر رقـ‪ ،155-66 :‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪-4‬‬
‫سميماف بارش‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬دار الشياب‪ ،‬باتنة الجزائر‪ ،1986 ،‬ص ‪.318‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 197‬مف اامر رقـ‪ ،04-05 :‬المتضمف قانكف تنظيـ السجكف كاعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف‬
‫‪-6‬‬
‫المادة ‪ 68‬مف اامر رقـ‪ ،04-05 :‬المتضمف قانكف تنظيـ السجكف كاعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫ثالثا‪ :‬األسباب األخرى الموقفة لعقوبة اإلعدام‪.‬‬


‫نص المشرع الجزائرم عمى أف اإلعداـ ال يطبؽ في ااعياد الكطنية أك الدينية كال‬
‫يكـ الجمعة أك خالؿ شير رمضاف كالحكمة مف ذلؾ ىي عدـ إزعاج الناس في أياـ‬
‫أفراحيـ فضال عمى احتراـ كتقديس لمقيـ التي يجسدىا العيد الكطني كالديني كيكـ الجمعة‬
‫ككذلؾ في بقية‬ ‫كشير رمضاف كااعياد الرسمية كااعياد الخاصة بديانة المحككـ عميو‬
‫(‪)1‬‬
‫التشريعات التي سبؽ دراستيا في بحثنا ىذا‬
‫المطمب الثاني‪ :‬سقوط عقوبة اإلعدام‬
‫مف خالؿ مضمكف ىدا المطمب سكؼ يتـ دراسة سقكط عقكبة اإلعداـ في التشريع‬
‫اإلسالمي مف جية‪ ،‬كسقكطيا في القانكف الكضعي مف جية أخرل‬
‫الفرع األول‪ :‬في التشريع اإلسالمي‬
‫يأخذ سقكط عقكبة اإلعداـ في التشريع اإلسالمي كؿ مف القصاص مف جية‪،‬‬
‫كالحدكد مف جية أخرل‪ ،‬كأخي ار التعزيز‪.‬‬
‫أوال‪ :‬سقوط العقوبة في القصاص‬
‫كنجد فييا‪:‬‬
‫‪ /1‬موت الجاني‬
‫تسقط عقكبة اإلعداـ بمكت الجاني إذا كانت بدنية أك متعمقة بشخص الجاني‪.‬‬
‫الف محؿ العقكبة ىك الجاني‪ ،‬كال يتصكر تنفيذىا بعد انعداـ محميا كقد اختمؼ الفقياء في‬
‫كجكب الدية إذا مات الجاني ىك الجاني‪ ،‬كال يتصكر تنفيذىا بعد انعداـ محميا عمى‬
‫قكليف‪ :‬قاؿ الحنفية كالمالكية‪ :‬ال تجب الدية اف القصاص كاجب عينا فإذا مات سقط‬
‫الكاجب‪ ،‬كقاؿ الحنابمة كالراجح عند الشافعية‪ :‬إذا سقط القصاص بالمكت بقي الخيار‬
‫لمكلي في أخذ الدية مف ماؿ القاتؿ‪ ،‬اف الكاجب بالقتؿ إما القصاص كاما الدية‪ ،‬حتى ال‬
‫ييدر دـ المجني عميو كالكالد إذا قتؿ كلده أك عبده كتعذر االستيفاء بالقصاص فإنو يتجو‬
‫(‪)2‬‬
‫إلى دفع الدية‬

‫‪-1‬‬
‫نظير فرج مينا‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪177‬‬
‫‪-2‬‬
‫أحمد فتحي بينسي‪ ،‬القصاص في الفقو اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،5‬دار الشركؽ‪ ،‬بيركت لبناف‪ ،1988 ،‬ص‪.177‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫‪ /2‬عفو أولياء الدم عن القصاص‬


‫‪ ‬دالئل جواز العفو‪ :‬استدؿ الفقياء عمى جكاز العفك عف العقكبة بقكلو تعالى ( ىعفى ٍكىنا‬
‫اصفى يحكا ىحتَّلى ىيأٍتً ىي‬ ‫ى ٍ‬ ‫ك‬ ‫ا‬
‫ك‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫اع‬
‫ٍ‬ ‫ى‬‫ف‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬‫أيضا‬ ‫كقكلو‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫كف)‬ ‫عن يكـ ِّرمف بع ًد ىذلً ى َّل‬
‫ؾ لى ىعم يك ٍـ تى ٍش يك ير ى‬ ‫ىٍ‬ ‫ى‬
‫ض ىؿ ىب ٍيىن يك ٍـ ۚ إً َّلف‬ ‫المَّلو بًأىم ًرًه‪ ،)2()...‬كقكلو‪( :‬كأىف تىعفيكا أى ٍقر ً‬
‫ب لمتَّل ٍق ىكل ىكىال تى ى‬
‫نس يكا ا ٍلفى ٍ‬ ‫ۚ‬ ‫ى ي‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ي ٍ‬
‫ص هير)(‪ ،)3‬أما السنة الشريفة فقد كاف الرسكؿ صمى اهلل عميو‬ ‫المَّلو بًما تىعمميكف ب ً‬
‫ى ى ٍى ى ى‬
‫كسمـ كثي ار ما يحض عمى العفك‪ ،‬خاصة إذا كاف بيف أىؿ القاتؿ كالمقتكؿ مكدة‬
‫كصمة قطعيا الجاني(‪ ،)4‬فعف أبي الدرداء قاؿ‪ :‬سمعت رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو‬
‫كسمـ يقكؿ ‪ " :‬ما مف رجؿ يصاب بشيء في جسده فيتصدؽ بو إال رفعو اهلل بو‬
‫درجة‪ ،‬كحط بو عنو خطيئة" كعف أبي ىريرة أف النبي صمى اهلل عميو كسمـ قاؿ ‪:‬‬
‫"ما عفا رجؿ عف مظممة إال زاده اهلل بيا ع از"‪ ،‬إال أف الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ‬
‫(‪)5‬‬
‫لـ يفعؿ ذلؾ بالنسبة لمجناة الذيف يتسمكف بالقسكة كالحقد‬
‫‪ ‬كركف العفك أف يقكؿ عفكت عنؾ أك أسقطت حقي‪ ،‬أك برأتؾ مف القصاص‪ ،‬أك‬
‫كىبت أك نحكل ذلؾ كمعنى العفك عند الحنفية كالمالكية إسقاط القصاص مجانا‪،‬‬
‫أك التنازؿ عنو مقابؿ الدية فيك صمحا كليس عفكا كعند الشافعية كالحنابمة‪ :‬ىك‬
‫التنازؿ عف القصاص مجانا أك إلى الدية‪ ،‬ككلي الدـ بالخيار بيف القصاص أك‬
‫(‪)6‬‬
‫الدية‪ ،‬رضي القاتؿ أـ لـ يرضى‬
‫‪ ‬شركط العفك يشترط شرطاف أف يككف العافي عاقال بالغا فال يصح العفك مف‬
‫الصبي كالمجنكف كاف كاف الحؽ ثابت ليما انو مف التصرفات المضرة المحضة‬
‫فال يممكانو كالطالؽ كالعتؽ أف يصدر مف صاحب الحؽ فيو‪ ،‬انو إسقاط ليذا‬
‫ااخير ىذا كال يصح العفك مف ااجنبي لعدـ الحؽ كال مف ااب كالجد في‬

‫‪ -1‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪)52‬‬


‫‪ -2‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪)109‬‬
‫‪ -3‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪)237‬‬
‫‪-4‬‬
‫عالء الديف أبي بكر بف مسعكد الكاساني ‪ ،‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ‪ ،‬ج ‪ ،4‬ط‪ ،2‬دار الكتاب العربي‪،‬‬
‫بيركت‪ ،1982 ،‬ص ‪57‬‬
‫‪-5‬‬
‫أحمد فتحي بينسي‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪-6‬‬
‫عالء الديف أبي بكر بف مسعكد الكاساني‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪58‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫(‪)1‬‬
‫كانما ليما كالية االستيفاء كأف ىذه ااخيرة‬ ‫قصاص كجب لمصغير ال إلييما‬
‫مقيدة بالنظر لمصغير كالعفك ضرر محض انو إسقاط لمحؽ أصال فال يممكانو‬
‫كليذا ال يممكو السمطاف في ما لو كالية االستيفاء كالذيف ليـ الحؽ في العفك ىـ‬
‫الكرثة رجاال كنساءا عند الجميكر‪ ،‬كالعاصب الذكر عند المالكية‪ ،‬كمف ال حؽ لو‬
‫في العفك ىك ااجنبي‪ ،‬غير الكارث عند الجميكر‪ ،‬كغير العاصب عند المالكية‬
‫ككذا ااب كالجد في قصاص كجب لمصغير عند المالكية كالحنفية الف الصغير‬
‫ىك صاحب الحؽ أما ااب أك الجد فمو كالية االستيفاء فقط كأجاز الشافعية‬
‫كالحنابمة لألب كالجد كالحاكـ العفك عمى ماؿ(‪ ،)2‬كالسؤاؿ الجدير بالذكر ىؿ يجب‬
‫العفك في الحدكد؟ ذىب العديد مف الفقياء إلى أنو ال يجب العفك في الحدكد كأف‬
‫ىذا الحكـ ىك حكـ مطمؽ اف الحدكد في حؽ اهلل تعالى‪ ،‬يجب إقامتيا دكف‬
‫تأخير أك محاباة‪ ،‬سكاء كاف العفك مف المجني عميو أك مف كلي اامر كقد ترتب‬
‫عمى عدـ جكاز العفك عف العقكبة أك إسقاطيا اعتبار مف كجب عميو حد ميمؾ‬
‫ميد ار فيما كجب فيو الحد فإف كجب الحد في نفسو أىدرت نفسو كإف كجب في‬
‫(‪)3‬‬
‫طرفو أىدر طرفو‬
‫‪ /3‬الصمح‬
‫اتفؽ الفقياء عمى جكاز الصمح عمى القصاص‪ ،‬سكاء بأكثر مف الدية أك أقؿ منيا‬
‫أك ما يساكييا كااصؿ في ذلؾ السنة كاإلجماع‪ ،‬فقد ركل الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ‪:‬‬
‫"مف قتؿ عمدا دفع إلى أكلياء المقتكؿ فإف شاءكا قتمكا كإف شاءكا اخذكا الدية ثالثيف حقة‬
‫أك ثالثيف جدعة كأربعيف خمفة كما صالحكا عميو فيك اليـ " كقد حض الشرع الكريـ عمى‬
‫الص ٍم يح ىخ ٍيهر‪ ،)4()...‬كقكؿ النبي صمى اهلل عميو كسمـ‬
‫الصمح عمكما في قكلو تعالى‪ ...( :‬ىك ُّ‬
‫(‪)5‬‬
‫كسمـ "الصمح جائز بيف المسمميف إال صمحا أحؿ حراما أك حرـ حالال"‬

‫‪-1‬‬
‫أحمد فتحي بينسي‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪179‬‬
‫‪-2‬‬
‫عالء الديف أبي بكر بف مسعكد الكاساني‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪60‬‬
‫‪-3‬‬
‫أحمد فتحي بينسي‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪179‬‬
‫‪ -4‬سورة النساء‪ ،‬اآلية (‪)128‬‬
‫‪-5‬‬
‫عالء الديف أبي بكر بف مسعكد الكاساني‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪52‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫وحكم الصمح‪ :‬ىك حكـ العفك فمف يممؾ العفك يممؾ الصمح‪ ،‬كأثر الصمح كأثر‬
‫العفك في إسقاط القصاص كاذا تعدد ااكلياء كصالح احدىـ الجاني عمى ماؿ‪ ،‬سقط‬
‫القصاص كبقي حؽ اآلخريف في الماؿ‪ ،‬كإذا قاـ أحد ااكلياء بقتؿ الجاني بعد الصمح‪،‬‬
‫فيك قاتؿ لو عمدا‪ ،‬كلكنو ال قصاص عميو عند الحنفية ما عدا زفر ك يقاـ عميو عند‬
‫الشافعية كالحنابمة كاتفؽ الفقياء عمى أف الصمح الصادر مف الكلي صغير أك المجنكف أك‬
‫مف الحاكـ(‪.)1‬‬
‫ال يجكز عمى غير ماؿ كال عمى أقؿ مف الدية انو ال يممؾ إسقاط حقو كانو‬
‫تصرؼ ال مصمحة لمصغير فيو‪ .‬كىك عند المالكية كالحنفية صحيح إذا كقع عمى أقؿ مف‬
‫الدية كيجب باقي الدية في ذمة الجاني كيرجع الصغير عند المالكية بعد رشده عمى القاتؿ‬
‫( ‪)2‬‬
‫في حالة مالءتو‬
‫‪ /4‬إرث القصاص‬
‫يسقط القصاص إذا كاف كلي الدـ كارث الحؽ في القصاص‪ ،‬كما إذا كجب‬
‫القصاص اإلنساف فمات مف لو القصاص‪ ،‬فكرث القاتؿ القصاص كمو أك بعضو أك كرثو‬
‫مف ليس لو القصاص مف القاتؿ كىك االبف فتككف لدينا صكرتاف إلرث القصاص ككمثاؿ‬
‫كأف يقتؿ االبف أباه كلمكلد أخ(‪ ،)3‬ثـ يمكت ىذا ااخير صاحب الحؽ في القصاص‪ ،‬كال‬
‫كارث لو إال القاتؿ‪ ،‬فيغدكا الجاني في ىذا المثاؿ كارث دـ نفسو مف أخيو‪ ،‬فيسقط‬
‫القصاص‪ ،‬إذ ال يصح استيفاء القصاص مف شخص طالب ك مطمكب في آف كاحد‪،‬‬
‫ككذلؾ يسقط القصاص إذا كرث القاتؿ بعض الحؽ في كمثاؿ کكف كارث القصاص مف‬
‫(‪)4‬‬
‫ليس لو القصاص مف القاتؿ‪ ،‬أف يقتؿ أحد الكالديف الكالد اآلخر‬

‫‪-1‬‬
‫نظير فرج مينا‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪197‬‬
‫‪-2‬‬
‫أحمد فتحي بينسي‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪180‬‬
‫‪-3‬‬
‫عالء الديف أبي بكر بف مسعكد الكاساني‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪67‬‬
‫‪-4‬‬
‫أحمد فتحي بينسي‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪181‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫ثانيا‪ :‬سقوط العقوبة في الحدود‬


‫تسقط العقكبة في الحدكد في الحاالت التالية‬
‫‪ /1‬رجوع الشيود‬
‫نتناكؿ ىنا ثالثة مسائؿ‪ ،‬امتناع الشيكد عف الرجـ‪ ،‬رجكع الشيكد أك بعضيـ بعد‬
‫الحكـ كقبؿ التنفيذ‪ ،‬رجكع الشيكد خالؿ أك بعد التنفيذ ‪ ،‬ففي المسألة ااكلى ىناؾ قكليف‬
‫فااكؿ يسقط الحد‪ ،‬كىذا ما ذىب إليو الحنفية كاليادكية‪ ،‬كالقكؿ الثاني ال يسقط الحد كىك‬
‫قكؿ المالكية كالشافعية كالحنابمة كالظاىرية كاإلمامية ‪ ،‬كسبب الخالؼ ىك ىؿ بدأ الشيكد‬
‫بالرجـ ىك شرط في إقامة الحد أـ ال فالحنفية يركف أف بدء الشيكد بالرجـ ىك شرط كأف‬
‫ىذا الرأم ىك الراجح‪ ،‬ذلؾ أف المبدأ ىك د أر الحدكد عف المسمميف قدر االستطاعة(‪.)1‬‬
‫كقبؿ‬ ‫ما المسألة الثانية ىي رجكع الشيكد أك بعضيـ بعد القضاء كقبؿ التنفيذ‬
‫التنفيذ ففي ىذه المسألة أيضا اختمؼ الفقياء في إقامة الحد إلى قكليف‪ :‬القكؿ ااكؿ كىـ‬
‫الحنفية‪ ،‬كالشافعية‪ ،‬كالحنابمة كالظاىرية كركاية عف مالؾ كالذم رجع إلييا ابف القاسـ‬
‫كبيذا قاؿ حماد كالحسف البصرم كالزيدية كاإلمامية‪ ،‬كأدلة ىذا الفريؽ أف الرجكع عف‬
‫‪ ،‬أما القائمكف‬ ‫الشيادة شبية قكية دارئة لمحد كاف العارض بعد القضاء كالعارض قبمو‬
‫بإقامة الحد‪ ،‬ىـ المالكية في قكؿ ليـ‪ ،‬كقد رجعكا إلى قكؿ الجميكر في أخذىـ بيذا‬
‫الرأم(‪.)2‬‬
‫كبالنسبة ؿرجكع الشيكد بعد االستيفاء (أم بعد إقامة الحد) كىذه المسألة ليا عدة‬
‫صكر إ ذا كاف الشيكد أربعة كظير أف المرجكـ مجبكب ‪ ،‬أك إذا كاف الشيكد أربعة كرجع‬
‫(‪)3‬‬
‫أحدىـ أك كميـ‪ ،‬أك إذا كاف الشيكد أكثر مف أربعة ك رجع أحدىـ أك أكثر‬
‫‪ /2‬بطالن أىمية الشيود‬
‫مف المعمكـ أنو يجب تكافر شركط معينة في الشيادة‪ ،‬كإذا انعدمت ىذه الشركط‬
‫تنعدـ معيا الشيادة‪ ،‬كالعقؿ‪ ،‬الرؤية كالعدالة كاإلسالـ كالكالـ كغير ذلؾ مف شركط العامة‬
‫كالخاصة بكؿ شيادة‪ ،‬كقد يحدث أف يككف شخصا ما أىال لمشيادة عنده أدائو ليا كيحكـ‬

‫‪-1‬‬
‫محمد سالـ مدككر‪ ،‬المدخل لمفقو اإلسالمي تاريخو ومصادره العامة‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬الككيت‪( ،‬د‪.‬ت‪.‬ف)‪ ،‬ص ‪749‬‬
‫‪-2‬‬
‫أحمد فتحي بينسي‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪193‬‬
‫‪-3‬‬
‫محمد سالـ مدككر‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪751‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫القاضي بشيادتو ثـ تط أر عمى الشاىد ما يبطؿ أىميتو لمشيادة بعد الحكـ كقبؿ التنفيذ بأف‬
‫يصاب بالعمى أك الجنكف‪ ،‬الخرس‪ ،‬أك يرتد الشاىد أك يفسؽ كغير ذلؾ فيؿ يعد مثؿ ىذا‬
‫اامر مانعا مف التنفيذ أك يتـ التنفيذ كال اعتبار ليذا البطالف الطارئ بعد الشيادة كالحكـ‬
‫(‪)1‬‬
‫بيا؟‬
‫فذىب فقياء الحنفية إلى أف بطالف أىمية الشيكد بعد الحكـ كقبؿ التنفيذ يعد مانعا‬
‫مف التنفيذ ك يترتب عميو سقكط العقكبة الحدية المحككـ بيا‪ ،‬ك رأييـ الحنفية مبني عمى‬
‫قاعدة أف الطارئ عمى الحد قبؿ االستيفاء كالمكجكد في االبتداء فصار كأنيـ شيدكا كىـ‬
‫بيذه الصفة(‪.)2‬‬
‫أما المالكية كالشافعية كالحنابمة فذىبكا إلى أف بطالف أىمية الشيكد بعد الحكـ‬
‫شيادتيـ كقبؿ التنفيذ ال يمنع مف التنفيذ اف العبرة عندىـ بااىمية كقت القضاء ال بعده‬
‫أما ما يط أر عمى الشيادة بعد الحكـ بيا ال يؤثر فييا إال أف فقياء الشافعية كالحنابمة‬
‫يستنتجكف مف ىذا بطالف ااىمية بالفسؽ ك الردة ك عممكا ذلؾ بأف ظيكر فسؽ أك ردة‬
‫الشاىد يدؿ عمى تقدمو في الفسؽ كالكفر اف العادة أف اإلنساف يستر الفسؽ ك يظير‬
‫(‪)3‬‬
‫كفره كيظير إسالمو كال يؤمف ككنو فاسقا أك كاف ار حيف أداء‬ ‫العدالة‪ ،‬كالزنديؽ يستر‬
‫الشيادة فمـ يجز الحكـ بيا مع الشؾ فييا كاذا حكـ بيا نقض الحكـ أيضا‪ ،‬كالرأم الراجح‬
‫ىك أف بطالف أىمية الشيكد بعد الحكـ ال يمنع مف التنفيذ مع ااخذ بيذا االستثناء فال‬
‫يمنع التنفيذ إذا فقد الشاىد أىميتو بنحك جنكف أك عمى أك خرس أك غير ذلؾ اف العبرة‬
‫بكجكد ااىمية كقت أداء الشيادة كالقضاء بيا‪ .‬فإذا ط أر ىذا الحكـ بشيادة كاممة ااىمية‬
‫ما ينقص أىميتو فال يمتنع التنفيذ اف ىذه ااسباب عكارض سماكية ال دخؿ لو فييا كلكف‬
‫إذا ارتد الشاىد أك فسؽ بعد أداء الشيادة كالحكـ بيا فإنو يمتنع التنفيذ انو أبطؿ أىميتو‬
‫(‪)4‬‬
‫بإرادتو كالردة كالفسؽ شبية كالحدكد تد أر بالشبيات‬

‫‪-1‬‬
‫عكض محمد‪ ،‬دراسات في الفقو الجنائي اإلسالمي‪ ،‬دار المطبكعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1995 ،‬ص ‪.245‬‬
‫‪-2‬‬
‫أحمد فتحي بينسي‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪187‬‬
‫‪-3‬‬
‫محمد سالـ مدككر‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪752‬‬
‫‪-4‬‬
‫عكض محمد‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪249‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫ثالثا‪ :‬سقوط العقوبة في التعزيز‬


‫تسقط العقكبة في التعزيز في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ /1‬العفو‬
‫المبدأ العاـ عند الفقياء ىك سقكط العقكبات التعزيرية بالعفك عنيا‪ ،‬كلكنيـ‬
‫مختمفكف في تحديد ما يسقط مف ىذه العقكبات حسب طبيعة العقكبة كىؿ ىي مقررة لحؽ‬
‫اهلل تعالى أك حؽ العبد فإذا كاف لحؽ اهلل فإنو يجكز فيو العفك لإلماـ عند الشافعية مطمقا‬
‫أما المالكية فيركف عكس ذلؾ فال يجكز العفك عما كاف مف حقكؽ اهلل تعالى إال عمى‬
‫اليفكات كالزالت الصادرة مف أىؿ الستر كالعفاؼ‪ ،‬أما الحنفية كالحنابمة فيركف أف ما كاف‬
‫مف التعزير الكاجب لحؽ اهلل تعالى منصكصا عميو فيذا يجب امتثاؿ اامر فيو كال يجكز‬
‫لإلماـ العفك عنو(‪ ،)1‬كما لـ يكف منصكصا عميو فيك مفكض لإلماـ حسب المصمحة‪،‬‬
‫كأما إذا كاف التعزير بحؽ العباد فبعض الشافعية يركف أف اإلماـ لو العفك عنو كما يجكز‬
‫العفك عف حقكؽ اهلل تعالى‪ ،‬بينما يرل اغمب الفقياء مف الحنفية ك الحنابمة ك المالكية‬
‫كالشافعية أنو ال يجكز لإلماـ العفك عنو إذا طمبو صاحب الحؽ كالقصاص‪ ،‬كلكف يجكز‬
‫العفك عنو مف صاحب الحؽ المجني عميو فإذا عفا جاز عفكه كتسقط العقكبة كلكف فقيػاء‬
‫المالكيػػة كالشافعية يركف أف العقكبة ال تسقط بمجرد عفك المجني عميو صاحب الحؽ‪،‬‬
‫كإنما ىك مكقكؼ عمػػى نظػر الحاكـ كالكالي فإذا رأل المصمحة في العفك أنقذه كإف رأل‬
‫(‪)2‬‬
‫تعزير الجاني تأديبا كتقكيما لحؽ المجتمع جاز لو ذلؾ‬
‫‪ /2‬التوبة‬
‫تسقط العقكبة التعزيرية بتكبة الجاني المحككـ عميو في جناية كقعت عمى حؽ اهلل‬
‫تعالى باتفاؽ الفقياء ىذا كأف الثابت عند جميع الفقياء أف ما كاف مف حقكؽ اآلدمييف‬
‫كالسب كالشتـ كاإليذاء ال يسقط بالتكبة‪ ،‬كإنما بالعفك عنو مف صاحب الحؽ‪ ،‬ىذا ك قد‬
‫( ‪)3‬‬
‫استدؿ الفقياء عمى سقكط التعزير بالتكبة‬

‫‪-1‬‬
‫عكض محمد‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪251‬‬
‫‪-2‬‬
‫أحمد فتحي بينسي‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪189‬‬
‫‪-3‬‬
‫محمد سالـ مدككر‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪753‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫‪ /3‬التقادم‬
‫كتسقط العقكبة التعزيرية أيضا بالتقادـ كىك مركر فترة مف الزمف دكف تنفيذ لمعقكبة‬
‫بعد الحكـ بيا عمى أف تككف ىذه العقكبة المقررة عمى جناية كقعت اعتداءا عمى حؽ اهلل‬
‫تعالى‪ ،‬فإذا حدد كلي اامر فترة زمنية لتنفيذ العقكبة التعزيرية خالليا فمو ذلؾ فإذا مضت‬
‫(‪)1‬‬
‫يمنع التنفيذ كال يجكز لسمطة التنفيذ بعدىا تنفيذ‬ ‫ىذه المدة دكف تنفيذ فإف ذلؾ يعد عائقا‬
‫العقكبة كتسقط العقكبة بذلؾ فااصؿ فيو أف ما كاف حقا خالصا اهلل يبطؿ بالتقادـ خالفا‬
‫لمشافعي ككف الشاىد مخير كما سبؽ ذكره بيف أداء الشيادة كالتستر فالتأخير إف كاف‬
‫لالختيار التستر فاإلقداـ عمى ااداء بعد ذلؾ لضغينة أك لعداكة حركتو فيتيـ فييا كإف‬
‫كاف التأخير ال لمتستر يككف فاسقا آثما كالتقادـ غير مانع في حقكؽ العباد اف الدعكل‬
‫(‪)2‬‬
‫فيو شرط فيحمؿ تأخيرىـ عمى انعداـ الدعكل‬
‫الفرع الثاني‪ :‬في القانون الوضعي‬
‫يأخذ سقكط عقكبة اإلعداـ في القانكف الكضعي كؿ مف بكفاة المحككـ عميو مف‬
‫جية‪ ،‬كالتقادـ مف جية أخرل‪ ،‬كأخي ار بالعفك الخاص‪.‬‬
‫أوال‪ :‬سقوط العقوبة في بوفاة المحكوم عميو‬
‫تسقط عقكبة اإلعداـ بكفاة المحككـ عميو كىذا تجسيدا لمبدأ شخصية العقكبة حيث‬
‫أنيا ال تطبؽ إال عمى مرتكب الجريمة كبكفاتو تسقط جميع العقكبات المحككـ بيا عميو‬
‫سكاء كانت أصمية أـ تبعية أك تكميمية طالما لـ تنفذ بعد‪ ،‬أما ما تـ تنفيذه منيا فينقضي‬
‫(‪)3‬‬
‫كعمى ذلؾ فقد نص المشرع عمى أف كفاة المحككـ عميو ال مفعكؿ ليا عمى‬ ‫بالتنفيذ‬
‫المصادرة الشخصية إذا كانت ااشياء المصادرة قد حكـ بيا لممدعي الشخصي كال عمى‬
‫المصادرة العينية كال إقفاؿ المحؿ(‪.)4‬‬
‫يفيـ مف ذلؾ عمى أف الغرامة تتحكؿ إلى ديف في ذمة المحككـ عميو فإذا مات‬
‫انتقمت الغرامة لمكرثة مثقمة بالديف كال تركة إال بعد سداد الديف أما المصادرة فإف الحكـ‬

‫‪-1‬‬
‫عكض محمد‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪252‬‬
‫‪-2‬‬
‫محمد سالـ مدككر‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪755‬‬
‫‪-3‬‬
‫بكعزيز عبد الكىاب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪145 :‬‬
‫‪-4‬‬
‫محمد ريش‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪78 :‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫المبرر بيا ناقؿ كبذاتو ممكية الماؿ المصادر إلى الدكلة ك ينفذ بمجرد صدكره فال تأثر‬
‫الكفاة الالحقة عمى تنفيذىا يمكف تفصيؿ ىذا السبب إلى كفاة المتيـ قبؿ تحريؾ الدعكل‬
‫العمكمية يؤدم إلى امتناع النيابة العامة مف رفع الدعكل العمكمية‪ ،‬إال إف كاف ذلؾ ال‬
‫يحكؿ دكف القياـ بإجراءات التحقيؽ االستدالؿ بالتحقيؽ مف كقكع الجريمة كالتأكد مف عدـ‬
‫(‪)1‬‬
‫كجكد مشاركيف‬
‫كما أف ليا الحؽ في أف تأمر بمصادرة ااشياء المضبكطة إذا كانت عمى عالقة‬
‫بالجريمة المرتكبة‪ ،‬أك تشكؿ في جريمة في حد ذاتيا أما إذا كقعت الكفاة أثناء التحقيؽ‬
‫يستمر ىذا ااخير لمكقكؼ عمى كؿ خبايا ىذه الجريمة إف ارتكبت مف طرؼ المتيـ أـ لو‬
‫شركاء فإف تبيف أنو الكحيد الذم ارتكبيا تنقضي الدعكة العمكمية بالنسبة إليو كإذا كاف لو‬
‫شركاء يستمر التحقيؽ في مكاجيتيـ‪ ،‬كالفرض اآلخر ىك كفاة المتيـ أثناء المحاكمة‪ ،‬فإذا‬
‫حصمت قبؿ صدكر الحكـ تقضي المحكمة بانقضاء الدعكة العمكمية ما لـ يكف لو شركاء‬
‫فتستمر المحاكمة بالنسبة ليـ(‪.)2‬‬
‫ثانيا‪ :‬سقوط العقوبة بالتقادم‬
‫يعتنؽ المشرع الجزائرم خطة كاحدة لتقادـ عقكبة اإلعداـ بمركر الزمف فيي في‬
‫الجنايات ‪ 20‬عاما كفي الجنح ‪ 05‬أعكاـ كفي المخالفات عاميف ‪ 02‬أما عقكبة اإلعداـ‬
‫فيي تتقادـ بمركر ‪ 30‬سنة‪ ،‬كيختمؼ مركر الزمف كسبب مف أسباب انقضاء الدعكة‬
‫الجنائية إذ ااكؿ مدتو أطكؿ مف الثاني فصدكر الحكـ يعني تأكيده حؽ المجتمع في‬
‫العقاب ك يحكؿ مركر الزمف دكف تنفيذ العقكبة كالتدابير االحت ارزية‪ ،‬كيتـ احتساب مدة‬
‫(‪)3‬‬
‫التقادـ مف تاريخ الحكـ إذا صدر غيابيا كمف تاريخ سركريتو باتا إذا كاف حضكريا‬
‫‪ /1‬انقطاع مدة التقادم ووقفيا‪:‬‬
‫يقصد بانقطاع مدة التقادـ أف يعرض سبب يمحك المدة التي مضت‪ ،‬بحيث يتعيف‬
‫بعد زكاؿ االنقطاع أف تبدأ مدة جديدة كاممة‪ ،‬فال تضاؼ إلييا المدة التي مرت قبمو أما‬
‫كقؼ مدة التقادـ فيعني عدـ احتسابيا خالؿ فترة مف الكقت يعرض فييا سبب يحدده‬

‫‪-1‬‬
‫عمارة عمارة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪115 :‬‬
‫‪-2‬‬
‫محمد سالـ مدككر‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪756‬‬
‫‪-3‬‬
‫محمد ريش‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪79 :‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫القانكف‪ ،‬فإذا زاؿ ذلؾ السبب فإف المدة التي تمضي بعد زكالو تكمؿ المدة التي مرت قبؿ‬
‫طركئو كمف أىـ ااسباب المؤدية النقطاع التقادـ ارتكاب المحككـ عميو في خالؿ مدة‬
‫التقادـ جريمة مف نكع الجريمة المحككـ مف أجميا أك مماثمة ليا كإلقاء القبض عميو‪ ،‬كأما‬
‫أسباب إيقاؼ التقادـ ىي كؿ مانع مادم أك قانكني كمف أمثمتو جنكف المحككـ عميو‪،‬حمؿ‬
‫المحككـ عمييا كىك كؿ سبب يستند إلى قاعدة قانكنية يحضر عمى السمطات العامة تنفيذ‬
‫(‪)1‬‬
‫العقكبة أك يجيز ليا ذلؾ‬
‫‪ /2‬آثار التقادم‬
‫بالرجكع إلى أحكاـ اامر رقـ‪ ،155-66 :‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية‪،‬‬
‫المعدؿ كالمتمـ نجده نص عمى أنو‪" :‬يترتب عمى تقادـ العقكبة تخمص المحككـ عميو مف‬
‫آثار الحكـ باإلدانة إذا لـ تكف العقكبة قد نفذت في الميؿ المحددة في المكاد مف ‪613‬‬
‫إللى ‪ 615‬مف نفس القانكف"(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫إال أف المشرع لـ يتطرؽ‬ ‫كما نص أيضا عمى اآلجاؿ التي تتقادـ فييا العقكبات‬
‫إلى أثر تقادـ العقكبة ااشد عمى باقي العقكبات إال أف القضاء الفرنسي كطبقا لمبدأ أف‬
‫التقادـ يقكـ مقاـ التنفيذ فإنو ال يجكز تكقيع العقكبة ااخؼ عمى المحككـ عميو حتى كلك‬
‫(‪)4‬‬
‫كانت مدة تقادميا أطكؿ مف مدة تقادـ العقكبة ااشد مثؿ ىذا الحؿ انتقده الفقو بشدة‬
‫ثالثا‪ :‬سقوط العقوبة بالعفو الخاص‬
‫قبؿ الحديث عف سقكؾ العقكبة بالعفك الشامؿ يجب أف نطرح عمى أنفسنا السؤاؿ‬
‫التالي‪ :‬ىؿ يعد المرسكـ الصادر بالعفك عف العقكبة عمال إداريا أـ قضائيا أـ تشريعيا؟‪،‬‬
‫لمكقكؼ عمى إجابة ىذه اإلشكالية يجب النظر في الطبيعة القانكنية لإلجراء الشكمي الذم‬
‫يتخذه رئيس الجميكرية بشأف العفك فإف أعتبر عمال إداريا عد شبييا باإلجراء الذم يتخذه‬
‫رئيس الجميكرية تنفيذا لقانكف صادر عف السمطة التشريعية(‪ ،)5‬كيككف بالتالي قابؿ لمطعف‬

‫‪-1‬‬
‫بكعزيز عبد الكىاب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪146 :‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 612‬مف اامر رقـ‪ ،155-66 :‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 613‬مف اامر رقـ‪ ،155-66 :‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدؿ كالمتمـ‬
‫‪-4‬‬
‫عمارة عمارة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪116 :‬‬
‫‪-5‬‬
‫محمد سالـ مدككر‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪757‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬

‫فيو باإللغاء في حيف أف مرسكـ العفك ال يصدر تنفيذ لقانكف كانما يتخذ بصفة استقاللية‬
‫مستمدة مف الدستكر مما يجعمو غير قابؿ لمطعف كاذا قمنا بأنو تصرؼ قضائي يصدر‬
‫عف رئيس الجميكرية باعتباره قاضي القضاة يتمتع بسمطة تقرير العفك دكف أف يتقيد‬
‫(‪)1‬‬
‫بتقديـ مبررات قانكنية‬
‫كيجمع الفقو عمى أنو ال يجكز لرئيس الدكلة أف يمارس سمطة العفك عف العقكبة‬
‫قبؿ أف يصبح الحكـ الصادر بيا نيائيا كإف كاف قابال لمطعف بطريقة عادية أك بالنقض‬
‫فال ينبغي اف يعجؿ بإصدار قرار العفك ككف محؿ اإللغاء كمؤدم ىذا الشرط أف يككف‬
‫(‪)2‬‬
‫الحكـ نيائيا ال أف تككف العقكبة قابمة لمتنفيذ‬

‫‪-1‬‬
‫محمد ريش‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪82 :‬‬
‫‪-2‬‬
‫بكعزيز عبد الكىاب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪149 :‬‬

‫‪79‬‬
‫الخاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫الخاتمــــــــــــة‬

‫‪80‬‬
‫الخاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫اإلعدام دراسة مقارنة بين الشريعة اإلسالمية‬ ‫من خالل دراستنا لموضوع عقوبة‬
‫والقانون الوضعي تم التطرق إلى ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون‬
‫الشريعة اإلسالمية والقانون‬ ‫الجرائم المعاقب عمييا باإلعدام في‬ ‫الوضعي من خالل‬
‫الوضعي وتأصيل عقوبة اإلعدام فييما ىذا من جية‪ ،‬ومن جية أخرى التطرق إلى عقوبة‬
‫اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‪.‬‬
‫فقد توصمت الدراسة إلى جممة من النتائج والتوصيات كالتالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬النتائج‬
‫‪ ‬أن طريقة اإلعدام يجب أن تخضع لشروط وضوابط معينة‪ ،‬كسيولة الموت وسرعتو‪،‬‬
‫وذلك بعدم التعذيب والمثمة‪.‬‬
‫‪ ‬نجد أن أىم الحاالت التي توجب الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية أو القانون‬
‫الوضعي الجزائري‪ ،‬نجد عمى سبيل المثال في الشريعة اإلسالمية الزنى‪ ،‬والقتل‬
‫العمد‪ ،‬والحرابة‪ ...‬وغيرىا من الحاالت‪ ،‬أما في القانون الوضعي الجزائري فنجد ما‬
‫نصت عميو المواد ( ‪ 254‬إلى ‪ ،)263‬القتل العمد والقتل مع سبق اإلصرار والترصد‬
‫وقتل األصول واألطفال والتسميم والتعذيب‪...‬وغيرىا‪.‬‬
‫‪ ‬كما أن الشريعة اإلسالمية قد أبقت عمى بعض األمور التي تدل عمى أن جانبيا‬
‫اإلصالحي ليس غائبا في عقوبة اإلعدام‪ ،‬وأقصد من كالمي ىذا الضمانات والشروط‬
‫التي أحيطت بيا ىذه العقوبة‪ ،‬والتي تكاد تكون من المستحيل توافرىا في بعض‬
‫الجرائم كالزنى‪ ،‬وبالتالي يتقمص نطاق تطبيق العقوبة‪ ،‬واضافة إلى ذلك فبإمكان‬
‫العفو من طرف المجني عميو إذا كان حدا قبل وصولو إلى الحاكم‪ ،‬وكذلك القصاص‬
‫وتعازير إستحباب العفو فييا من طرف المجني عميو‪ ،‬أو أولياؤه أو من الحاكم‪،‬‬
‫بخالف القانون الجنائي الجزائري فاألمر مختمف تماما‪ ،‬إذا ال يجوز العفو فييا‪ ،‬إال‬
‫من قبل رئيس الجميورية‪ ،‬أما القاضي أو المجني عميو فمم يعطيم المشرع الجزائري‬
‫ىذا الحق‪ ،‬وأن ىذا يدل عمى أن المشرع الجزائري قمل وأىمل الجانب اإلصالحي في‬
‫عقوبة اإلعدام‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫الخاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫‪ ‬أن أحسن الطرق الشرعية لتنفيذ عقوبة اإلعدام ىي السيف والرمي بالرصاص‬
‫والمقصمة لتخفيف العذاب وسرعة الموت‪.‬‬
‫‪ ‬أن اإلعدام قصاصا وحدا عقوبات محدودة فال يجوز النقصان وال الزيادة أثناء تنفيذىا‬
‫بخالف عقوبة اإلعدام تعزيرا‪ ،‬فيي مفوضة لولي األمر عمى حسب ما يراه مناسبا‬
‫لممصمحة‪.‬‬
‫‪ ‬أن عقوبة اإلعدام بشكل خاص مشروعة من عند اهلل تعالی فيي صالحة لكل زمان‬
‫ومكان‪.‬‬
‫‪ ‬أنيا من أفضل العقوبات التي تحقق الردع وتصون كرامة ونفس الفرد داخل المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬عقوبة اإلعدام ال تفرض إال في الجرائم الخطيرة التي تيدد كيان المجتمع والدولة‬
‫ومصالحيا الكبرى كما أن فييا شفاء لغميل المجني عميو أو أولياءه‪.‬‬
‫‪ ‬أن عقوبة اإلعدام البد أن تخضع لمبدأ المساواة فال يجوز التمييز بأي نوع من أنواع‬
‫التمييز‪ ،‬سواء كان عمى أساس الجنس‪ ،‬أو الدين‪ ،‬أو العرق‪ ،‬أو الجنسية‪ ،‬أو المكانة‬
‫اإلجتماعية‪ ،‬أو غيرىا من أشكال التمييز‪ ،‬فالبد أن تطال ىذه العقوبة كل من إرتكب‬
‫الجرائم‪.‬‬
‫‪ ‬كما تخضع عقوبة اإلعدام إلى مبدأ شرعية العقوبة وأن الحكم بالعقوبة ال يكون إال‬
‫في جريمة منصوصة عمييا‪.‬‬
‫‪ ‬أن عقوبة اإلعدام ال تنفذ إال عمى شخص الجاني بحد ذاتو دون غيره‪ ،‬واذا تعذر‬
‫تنفيذىا عميو ال تنفذ عمى غيره ميما كانت درجة القرابة أو الصمة بين المجرم وغيره‪،‬‬
‫لذلك فقد حرمت ومنعت الشريعة اإلسالمية والقانون الجنائي الجزائري إلى عدم تنفيذ‬
‫عقوبة اإلعدام عمى الحوامل‪ ،‬أو األميات الحديثة الوالدة‪.‬‬
‫‪ ‬أن عقوبة اإلعدام إنما فرضت بسبب مخالفة أمر اهلل تعالى أو إنتياكا لما نيى عنو‪.‬‬
‫‪ ‬أن عقوبة اإلعدام قد أحيطت بمجموعة من الضمانات الكفيمة بمنع الجور والظمم‪ ،‬أو‬
‫التعسف في فرضيا‪ ،‬ونالحظ كما سبق أن الضمانات في الشريعة اإلسالمية أقوى‬
‫منيا من الضمانات في القانون الجزائري وخاصة فيما يتعمق بطرق إثبات الجرائم‬
‫المعاقب عمييا باإلعدام‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫الخاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫‪ ‬كما أنو ال يجوز تتفيذ عقوبة اإلعدام سواء في الشريعة اإلسالمية أو القانون الجنائي‬
‫الجزائري‪ ،‬إال بموجب حكم نيائي صادر عن محكمة مختصة بعد إجراءات قانونية‬
‫توفر كل الضمانات الممكنة لتأمين محاكمة عادلة مثل حق أي شخص مشتبو في‬
‫ارتكاب جريمة يمكن أن تكون عقوبتو اإلعدام‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التوصيات‬
‫‪ ‬أن الجرائم إذا إنعدمت في المجتمع إنعدم تطبيق ىذه العقوبة‪ ،‬وعمى الفرد والمجتمع‬
‫أن يحموا أنفسيم وغيرىم‪ ،‬ألن الوقاية خير من العالج‪.‬‬
‫‪ ‬يمزم أن يكون ىدف ومنطمق كل حاكم أو قاض ىو العدل والتحري في الحيثيات بكل‬
‫صدق واعطاء فسحة أو مجال لممحكومين باإلعدام باإلستئناف أو طعن في الحكم‬
‫قبل التنفيذ‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن تكون جميع المحاكم مستقمة عن جميع العوامل سواء سياسية أو غيرىا‪ ،‬وأن‬
‫تكون محاكم عادلة تخاف اهلل وليس محاكم تبعية ظالمة مستبدة‪.‬‬
‫‪ ‬يبجل عمى المحاكم والقضاة الرجوع إلى أحكام الشريعة في إصدار األحكام‪ ،‬خاصة‬
‫فيما يتعمق بسرقة األطفال‪ ،‬والزنى‪ ،‬والقتل‪ ،‬واإلختطاف‪ ،‬وغيرىا من الجرائم وما‬
‫أكثرىا في زمننا ىذا‪ ،‬فالشريعة وأحكاميا ىي األمثل في ردع مثل ىذه الجرائم‪ ،‬وىي‬
‫األمثل في إعادة السمم واألمن في المجتمع والدولة سواء‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة‬
‫المصادر والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫أوال‪ :‬قائمة المصادر‬

‫‪ /1‬القرآن‬
‫‪ )1‬سورة البقرة اآليات (‪)237( )223( )217( )194( )179( )178( )109( )52( )45‬‬
‫‪ )2‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية (‪)97‬‬
‫‪ )3‬سورة النساء‪ ،‬اآليات (‪)128( )59 )29‬‬
‫‪ )4‬سورة المائدة‪ ،‬اآليات (‪)90( )45( )38( )33( )21‬‬
‫‪ )5‬سورة التوبة اآلية (‪)36‬‬
‫‪ )6‬سورة النحل‪ ،‬اآلية (‪)126‬‬
‫‪ )7‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآليات (‪)33( )32( )31‬‬
‫‪ )8‬سورة النور‪ ،‬اآليات (‪)31( )4( )2‬‬
‫‪ )9‬سورة الفرقان‪ ،‬اآلية (‪)68‬‬
‫‪ )10‬سورة الحجرات‪ ،‬اآلية (‪)9‬‬
‫‪ )11‬سورة الواقعة‪ ،‬اآلية (‪)37‬‬
‫‪ /2‬الدستور‬
‫‪ )1‬المرسوم الرئاسي رقم‪ ،442-20 :‬المؤرخ في‪ 30 :‬ديسمبر ‪ ،2020‬يتعمق بإصدار‬
‫‪ ،2020‬في‬ ‫التعديل الدستوري‪ ،‬المصادق عميو في استفتاء أول نوفمبر سنة‬
‫الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪،82 :‬‬
‫المؤرخة في‪ 30 :‬ديسمبر ‪2020‬‬
‫‪ /3‬األومر‬
‫‪ 06‬فيفري ‪ ،2005‬المتضمن قانون تنظيم‬ ‫‪ )1‬األمر رقم‪ ،04-05 :‬المؤرخ في‪:‬‬
‫السجون واعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبوسين ‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،4 :‬المؤرخة في‪:‬‬
‫‪ 13‬فيفري ‪2005‬‬
‫‪ )2‬األمر رقم‪ ،154-66 :‬المؤرخ في‪ 8 :‬يونيو ‪ ،1966‬يتضمن قانون اإلجراءات‬
‫المدنية المعدل والمتمم‪ ،‬ج‪.‬رج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،47 :‬المؤرخة في‪ 09 :‬يونيو ‪،1966‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ )3‬األمر رقم‪ ،155-66 :‬المؤرخ في‪ 08 :‬يونيو ‪ ،1966‬يتضمن قانون اإلجراءات‬


‫‪ ،04-20‬المؤرخ في‪ 30 :‬غشت‬ ‫الجزائية‪ ،‬المعدل والمتمم‪ ،‬بموجب األمر رقم‪:‬‬
‫‪ ،2004‬ج‪.‬رج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،51 :‬الصادرة بتاريخ‪ 31 :‬غشت ‪2020‬‬
‫‪ )4‬األمر رقم‪ ،156-66 :‬المؤرخ في‪ 08 :‬يونيو ‪ ،1966‬يتضمن قانون العقوبات‬
‫المعدل والمتمم‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،49 :‬المؤرخة في‪ 11 :‬يونيو ‪1966‬‬
‫‪ 21‬جانفي ‪ ،1997‬المتعمق بالعتاد الحربي‬ ‫‪ )5‬األمر رقم‪ ،06-97 :‬المؤرخ في‪:‬‬
‫واألسمحة والذخيرة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،6 :‬المؤرخة في‪ 25 :‬جانفي ‪1997‬‬
‫‪ /4‬المراسيم‬
‫‪ 10‬فبراير ‪ ،1972‬يتعمق بتنفيذ عقوبة‬ ‫‪ )1‬المرسوم رقم‪ ،38-72 :‬المؤرخ في‪:‬‬
‫اإلعدام‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،55 :‬المؤرخة في‪ 10 :‬فبراير ‪1972‬‬
‫ثانيا‪ :‬قائمة المراجع‬

‫‪ /1‬الكتب‬
‫‪ )1‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص ‪ ،‬ج ‪ ،1‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪ )2‬أحمد شوقي الشمقاني‪ ،‬مبادئ اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري ‪ ،‬ج‪،3 :‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪1998‬‬
‫‪ )3‬أحمد فتحي بينسي‪ ،‬القصاص في الفقو اإلسالمي ‪ ،‬ط‪ ،5‬دار الشروق‪ ،‬بيروت لبنان‪،‬‬
‫‪1988‬‬
‫‪ )4‬الرازي أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكرياء‪ ،‬معجم مقاييس المغة ‪ ،‬المحقق‪ :‬عبد‬
‫السالم ىارون‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬ج‪ ،2‬دار الكتب العممية‪( ،‬د‪.‬ب‪.‬ن)‪1971 ،‬‬
‫‪ )5‬دليمة فركوس‪ ،‬الوجيز في تاريخ النظم‪ ،‬ط‪ ،3 :‬دار الرغائب‪ ،‬الجزائر‪1999 ،‬‬
‫‪ )6‬زينب عبد اهلل كرير‪ ،‬حروب الردة ‪ ،‬عين لمدراسات والبحوث اإلنسانية واإلجتماعية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪2006 ،‬‬
‫‪ )7‬سعيد بوعمي‪ ،‬دنيا رشيد‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري ‪ ،‬دار بمقيس لمنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪2015‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ )8‬سميمان بارش‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ‪ ،‬دار الشياب‪ ،‬باتنة الجزائر‪،‬‬
‫‪1986‬‬
‫‪ )9‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابمسي المغربي‪ ،‬ج ‪،6‬‬
‫ط‪ ،3‬مواىب الجميل في شرح مختصر خميل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪1992 ،‬‬
‫‪ )10‬صالح بن عمي العميريني‪ ،‬الردة بين الحدود والحرية ‪ ،‬الدار العربية لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪2013 ،‬‬
‫‪ )11‬عبد العزيز بن مرزوق طريفي‪ ،‬الردة ‪ ...‬مسمسل وأحكام ‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪2017 ،‬‬
‫‪ )12‬عبد اهلل سميمان‪ ،‬شرح القانون العقوبات القسم العام‪ ،‬جزاء جنائي ‪( ،‬د‪.‬ط)‪، ،‬ج ‪،4‬‬
‫ديوان المطبوعات الجزائر‪2002 ،‬‬
‫‪ )13‬عالء الدين أبي بكر بن مسعود الكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫ط‪ ،2‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪1982 ،‬‬
‫‪ )14‬عوض محمد‪ ،‬دراسات في الفقو الجنائي اإلسالمي ‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪1995 ،‬‬
‫‪ )15‬لحسين ابن شيخ‪ ،‬مبادئ القانون الجزائي العام‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ن)‬
‫‪ )16‬محمد المشيداني‪ ،‬شرح قانون العقوبات في القانون الوضعي والشريعة اإلسالمية ‪،‬‬
‫الدار العممية الدولية لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪2001 ،‬‬
‫‪ )17‬محمد رشاد متولي‪ ،‬جرائم االعتداء عمى العرض ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪1989 ،‬‬
‫‪ )18‬محمد زكي أبو عامر‪ ،‬سميمان عبد المنعم‪ ،‬القسم العام من قانون العقوبات ‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪2002 ،‬‬
‫‪ )19‬محمد سالم مدكور‪ ،‬المدخل لمفقو اإلسالمي تاريخو ومصادره العامة ‪ ،‬دار الكتاب‬
‫الحديث‪ ،‬الكويت‪( ،‬د‪.‬ت‪.‬ن)‬
‫عمم اإلجرام والعقاب ‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪ )20‬محمد شالل العاني‪ ،‬عمي طوالبة‪،‬‬
‫األردن‪1998 ،‬‬
‫‪ )21‬محمد عبد المطيف‪ ،‬كتاب الردة‪ ،‬دار مدارك لمنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪2018 ،‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ديوان حروب الردة ‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪ )22‬محمود عبد اهلل أبو الخير‪،‬‬
‫‪1998‬‬
‫عقوبة اإلعدام في القوانين العربية دراسة مقارنة‬ ‫‪ )23‬ناصر كريمش الحوارين‪،‬‬
‫بالشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار الحامد لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪2009 ،‬‬
‫‪ ،‬ديوان المطبوعات‬ ‫الموجز في اإلجراءات الجزائية الجزائرية‬ ‫‪ )24‬نظير فرج مينا‪،‬‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر (د‪.‬ب‪.‬ن)‪( ،‬د‪.‬د‪.‬ن)‬
‫‪ /2‬األطروحات والمذكرات‬

‫‪ /1-2‬دكتوراه‬
‫‪ )1‬وائل لطفي صالح عبد اهلل عامر‪ ،‬عقوبة اإلعدام وموقف التشريع الجنائي اإلسالمي‬
‫منيا‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابمس‪ ،‬فمسطين‪2010/2009 ،‬‬
‫‪ /2-2‬ماجستير‬
‫‪ )1‬بمخير سديد‪ ،‬عقوبة اإلعدام‪ ،‬دراسة مقارنة بين الفقو الجنائي اإلسالمي والقانون‬
‫الجنائي الجزائري ‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في العموم اإلسالمية‪ ،‬كمية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪2001/2000 ،‬‬
‫‪ )2‬بن عقون الشريف‪ ،‬غاية العقوبة في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي ‪ ،‬بحث‬
‫لنيل شيادة الماجستير في العموم اإلسالمية‪ ،‬فرع أصول الفقو‪ ،‬كمية العموم اإلسالمية‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪2006/2005‬‬
‫عقوبة اإلعدام بين التشريع اإلسالمي والقانون الوضعي‬ ‫‪ )3‬بوعزيز عبد الوىاب‪،‬‬
‫"دراسة مقارنة "‪ ،‬مذكرة تخرج مقدمة لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬قسم القانون الخاص‪،‬‬
‫كمية الحقوق‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪2019/2018 ،‬‬
‫‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪ )4‬جودي زينب‪ ،‬عقوبة اإلعدام بين التشريعات الوطنية والقانون الدولي‬
‫ماجستير في القانون الدولي العام‪ ،‬فرع العالقات الدولية وقانون المنظمات الدولي‪،‬‬
‫جامعة الجزائال ‪2011/2010 ،1‬‬
‫‪ )5‬عمارة عمارة ‪ ،‬أثر العقوبة عمى حقوق اإلنسان في الشريعة والقانون ‪ ،‬مذكرة مقدمة‬
‫لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬كمية العموم اإلجتماعية والعموم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج‬
‫لخضر‪ ،‬باتنة‪2003/2002 ،‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ )6‬محمد ريش‪ ،‬عقوبة اإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الجزائري‪ ،‬دراسة‬


‫مقارنة‪ ،‬رسالة لنيل شيادة الماجستير في القانون الجنائي والعموم الجنائية‪ ،‬مصرون‬
‫وردية‪ ،‬معيد الحقوق والعموم اإلدارية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪2003/2002 ،‬‬
‫‪ )7‬مسمم خديجة‪ ،‬الجريمة اإلرىابية ‪ ،‬رسالة جامعية لنيل درجة الماجستير‪ ،‬معيد الحقوق‬
‫والعموم اإلدارية والقانونية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪1997-1996‬‬
‫‪ /3‬المجالت‬
‫‪ )1‬أحمد فرجان شوار اهلل‪ ( ،‬مميزات لخصائص العقوبة الجنائية في الشريعة اإلسالمية‬
‫دراسة تحميمية)‪ ،‬مجمة القادسية‪ ،‬مج‪ ،8 :‬ع‪2019 ،2 :‬‬
‫‪ )2‬أشرف أحمد عمي‪ ( ،‬اإلنحرافات الجنسية وسـط الشـباب الجـامعي )‪ ،‬مجمـة الجـامع‬
‫لمد ارسـات النفسية والعموم التربوية‪ ،‬مج" ‪ ،14‬ع‪2017 ،7 :‬‬
‫‪ )3‬برادعي قوسم‪ ( ،‬عقوبة اإلعدام بين الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي )‪ ،‬مجمة‬
‫الدراسات القانونية‪ ،‬مج‪ ،7 :‬ع‪ ،2 :‬جوان ‪2021‬‬
‫‪ )4‬بوبكر سعيدة‪( ،‬الجزاء في الجريمة البيئية في التشريع الجزائري )‪ ،‬المجمة الجزائرية‬
‫لمحقوق والعموم السياسية‪ ،‬مج‪ ،4 :‬ع‪ ،2 :‬ديسمبر ‪2016‬‬
‫‪ )5‬بوحوش ىشام‪ ( ،‬عقوبة اإلعدام في التشريع الجزائري )‪ ،‬مجمة العموم اإلنسانية‪ ،‬مج‪:‬‬
‫‪ ،31‬ع‪ ،4 :‬ديسمبر ‪2020‬‬
‫‪ )6‬تاىونزة نور الدين‪ ،‬سيام براىيمي‪ ( ،‬عقوبة جريمة الزنا بين الشريعة اإلسالمية‬
‫والقانون الجزائري)‪ ،‬مجمة الميزان‪ ،‬مج‪ ،2 :‬ع‪2017 ،2 :‬‬
‫‪ )7‬جياللي عشير‪ ( ،‬عقوبة اإلعدام بين الضوابط الشرعية والمطالب الحقوقية )‪ ،‬مجمة‬
‫الدراسات القانونية المقارنة‪ ،‬مج‪ ،6 :‬ع‪2020 ،02 :‬‬
‫‪ )8‬حمو بن إبراىيم فخار‪ ( ،‬إعمال عقوبة اإلعدام )‪ ،‬مجمة الواحات لمبحوث والدراسات‪،‬‬
‫مج‪ ،14 :‬ع‪2001 ،23 :‬‬
‫‪ )9‬حياة بجة‪ ( ،‬التوافق النفسي االجتماعي و الشذوذ الجنسي لدى الشباب البطال ‪-‬‬
‫دراسة ميدانية عمى مستوى والية باتنة )‪ ،‬مجمة السراج في التربية وقضايا المجتمع‪،‬‬
‫مج‪ ،5 :‬ع‪2021 ،4 :‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ )10‬خالد ضو‪( ،‬تخفيف العقوبة واسقاطيا بسبب القرابة في الفقو اإلسالمي وقانون‬
‫‪،2‬‬ ‫العقوبات الجزائري )‪ ،‬مجمة الرستمية‪ ،‬جامعة الجزائر بن يوسف بن خدة‪ ،‬مج‪:‬‬
‫ع‪ ،2 :‬ديسمبر ‪2021‬‬
‫‪ )11‬ختال سيام‪ ،‬كعبي عائشة‪ ( ،‬السياسة العقابية في الجزائر بين الحكم الشرعي‬
‫والقانون العضوي )‪ ،‬مجمة المعيار‪ ،‬مج‪ ،12 :‬ع‪ ،1 :‬المركز الجامعي الونشريسي‬
‫بتيسمسيمت‪ ،‬الجزائر‪2021 ،‬‬
‫‪ )12‬رحمة الشبل‪ ( ،‬ظاىرة التخنث عند الرجال وأىم أسبابيا )‪ ،‬مجمة المداد‪ ،‬مج‪،5 :‬‬
‫ع‪2021 ،4 :‬‬
‫‪ )13‬طارق حسن كسار‪ ( ،‬مشروعية التحول الجنسي في الفقو الجنسي )‪ ،‬مجمة كمية‬
‫التربية لمعموم االنسانية‪ ،‬العراق‪ ،‬مج‪ ،44 :‬ع‪2015 ،5 :‬‬
‫‪ )14‬عمار توفيق أحمد بدوي‪ ( ،‬عقوبة جريمتي الزنا واإلغتصاب في القانون نظرة‬
‫نقدية)‪ ،‬مجمة اإلسراء المقدسية‪ ،‬مج‪ ،7 :‬ع‪2018 ،4 :‬‬
‫‪ )15‬عمران محمد‪( ،‬أغراض العقوبة والمبادئ األساسية التي ترتكز عمييا في النظام‬
‫العقابي اإلسالمي )‪ ،‬مجمة الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة زيان عاشور الجمفة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬مج‪ ،14 :‬ع‪ ،2 :‬جوان ‪2021‬‬
‫‪ )16‬فاطمة الزىراء السواعدي‪ ( ،‬عقوبة اإلعدام عمى ضوء مستجدات مسودة القانون الجنائي‬
‫المغربي)‪ ،‬مجمة المتوسط لمدراسات القانونية والقضائية‪ ،‬مج‪ ،19 :‬ع‪2017 ،3 :‬‬
‫‪ )17‬كمال بن رغية‪ ( ،‬عقوبة اإلعدام بين اإلبقاء واإللغاء عمى ضوء الشريعة اإلسالمية‬
‫والقانون الوضعي والمواثيق الدولية)‪ ،‬مجمة المحاكم المغربية‪ /‬مج‪ /17 :‬ع‪2007 ،11 :‬‬
‫‪ )18‬محمد الجبوري‪ ( ،‬الجرائم ضد النسل في الشريعة والقانون )‪ ،‬مجمة كمية العموم‬
‫اإلسالمية‪ ،‬مج‪ ،4 :‬ع‪2008 ،67 :‬‬
‫‪ )19‬محمد مختار الشنقيطي‪ ( ،‬أحكام الجراحة الطبية واالثار المترتبة عمييا )‪ ،‬ط ‪،2‬‬
‫مكتبة الصحابة‪ ،‬جدة‪1994 ،‬‬
‫‪ )20‬وراء النادر راب‪ ( ،‬االنحرافات الجنسية‪ :‬المشكمة والحل )‪ ،‬مجمة التواصل‪ ،‬مج‪:‬‬
‫‪ ،22‬ع‪2016 ،1 :‬‬
‫الفهـــــــــــــــــــــــــــــرس‬

‫ـــــــــ‬

‫الفهرس‬
‫الفهـــــــــــــــــــــــــــــرس‬

‫ـــــــــ‬
‫شكر وعرفـــــــــــــــان‬
‫قائمة المختصرات‬
‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬ضمانات الحكم باإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬
‫تمهيد‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية عقوبة اإلعدام‬
‫المطمب األول‪ :‬مفهوم عقوبة اإلعدام‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف عقوبة اإلعدام‬
‫أوال‪ :‬العقوبة‬
‫ثانيا‪ :‬اإلعدام‬
‫ثالثا‪ :‬عقوبة اإلعدام‬
‫الثني‪ :‬خصائص عقوبة اإلعدام‬
‫الفرع ا‬
‫أوال‪ :‬مبدأ شرعية عقوبة اإلعدام‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ قضائية عقوبة اإلعدام‬
‫ثالثا‪ :‬مبدأ شخصية عقوبة اإلعدام‬
‫رابعا‪ :‬مبدأ المساواة‬
‫المطمب الثاني‪ :‬تقسيمات عقوبة اإلعدام في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‬
‫الفرع األول‪ :‬تقسيمات عقوبة اإلعدام في الشريعة اإلسالمية‬
‫أوال‪ :‬العقوبة من حيث وجوب الحكم بها‬
‫ثانيا‪ :‬العقوبة من حيث الرابطة القائمة بينها وبين الجزاء أو بحسب كفايتها له‬
‫ثالثا‪ :‬العقوبة بإعتبار تعمقها بحقوق اهلل تعالى أو بحقوق العباد‬
‫رابعا‪ :‬العقوبة بحسب الجرائم التي فرضت عميها‬
‫خامسا‪ :‬العقوبة من حيث محمها‬
‫الفهـــــــــــــــــــــــــــــرس‬

‫ـــــــــ‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تقسيمات عقوبة اإلعدام في القانون الوضعي‬
‫أوال‪ :‬العقوبات األصمية‬
‫ثانيا‪ :‬العقوبات التكميمية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تأصيل عقوبات الجرائم المعاقب عميها باإلعدام في الشريعة اإلسالمية‬
‫والقانون الوضعي‬
‫المطمب األول‪ :‬تأصيل عقوبات الجرائم المعاقب عميها باإلعدام وفقا لمشريعة اإلسالمية‬
‫الفرع األول‪ :‬الجرائم المعاقب عميها باإلعدام وفقا لمشريعة اإلسالمية‬
‫أوال‪ :‬الزنا‬
‫ثانيا‪ :‬الشذوذ الجنسي‬
‫ثالثا‪ :‬الردة‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تأصيل العقوبة وفقا لمشريعة اإلسالمية‬
‫أوال‪ :‬تأصيل العقوبة في القرآن الكريم‬
‫ثانيا‪ :‬تأصيل العقوبة في السنة النبوية‬
‫ثالثا‪ :‬أصل العقوبة في الفقه اإلسالمي‬
‫المطمب الثاني‪ :‬تأصيل عقوبات الجرائم المعاقب عميها باإلعدام وفقا لمقانون الوضعي‬
‫الفرع األول‪ :‬الجرائم المعاقب عميها باإلعدام وفقا لمقانون الوضعي‬
‫أوال‪ :‬الجرائم الواقعة عمى مصمحة الوطن داخميا والمصمحة العامة‬
‫ثانيا‪ :‬الجرائم التخريبية والجرائم المتعمقة بالغش في بيع والتدليس‬
‫ثالثا‪ :‬الجرائم الواقعة عمى األفراد وحقوق اإلنسان‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تأصيل العقوبة وفقا لمقانون الوضعي‬
‫الفهـــــــــــــــــــــــــــــرس‬

‫ـــــــــ‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عقوبة اإلعدام من نطاق التطبيق إلى وقف التنفيذ‬
‫تمهيد‬
‫المبحث األول‪ :‬نطاق تطبيق عقوبة اإلعدام واجراءات تنفيذها‬
‫المطمب األول‪ :‬نطاق تطبيق عقوبة اإلعدام‬
‫الفرع األول‪ :‬في التشريع اإلسالمي‬
‫أوال‪ :‬القصاص‬
‫ثانيا‪ :‬الحدود‬
‫ثالثا‪ :‬التعزيز‬
‫الفرع الثاني‪ :‬في القانون الوضعي‬
‫المطمب الثاني‪ :‬إجراءات تنفيذ عقوبة اإلعدام‬
‫الفرع األول‪ :‬في التشريع اإلسالمي‬
‫أوال‪ :‬إجراءات تنفيذ عقوبة اإلعدام في القصاص‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات تنفيذ عقوبة اإلعدام في الحدود‬
‫ثالثا‪ :‬إجراءات تنفيذ عقوبة اإلعدام في التعزيز‬
‫الفرع الثاني‪ :‬في القانون الوضعي‬
‫المبحث الثاني‪ :‬وقف تنفيذ عقوبة اإلعدام وسقوطها‬
‫المطمب األول‪ :‬وقف تنفيذ عقوبة اإلعدام‬
‫الفرع األول‪ :‬في التشريع اإلسالمي‬
‫أوال‪ :‬موانع القصاص‬
‫ثانيا‪ :‬وقف التنفيذ‬
‫الفرع الثاني‪ :‬في القانون الوضعي‬
‫أوال‪ :‬طمب المحكوم عميه إعادة النظر في الحكم‬
‫الفهـــــــــــــــــــــــــــــرس‬

‫ـــــــــ‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫ثانيا‪ :‬مراعاة حال المحكوم عميه بعقوبة اإلعدام‬
‫ثالثا‪ :‬األسباب األخرى الموقفة لعقوبة اإلعدام‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬سقوط عقوبة اإلعدام‬
‫الفرع األول‪ :‬في التشريع اإلسالمي‬
‫أوال‪ :‬سقوط العقوبة في القصاص‬
‫ثانيا‪ :‬سقوط العقوبة في الحدود‬
‫ثالثا‪ :‬سقوط العقوبة في التعزيز‬
‫الفرع الثاني‪ :‬في القانون الوضعي‬
‫أوال‪ :‬سقوط العقوبة في بوفاة المحكوم عميه‬
‫ثانيا‪ :‬سقوط العقوبة بالتقادم‬
‫ثالثا‪ :‬سقوط العقوبة بالعفو الخاص‬
‫الخاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫خالصة الموضــــــــــــــــــوع‬
‫فهرس المحتويــــــــــــــــــات‬
‫الممخص‬

‫تيدف ىذه الدراسة إلى التعرف عمى أىم وأبرز الجرائم المعاقب عمييا باإلعدام في‬
‫الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‪ ،‬وتسميط الضوء عمى تأصيل عقوبة اإلعدام في الشريعة‬
‫اإلسالمية والقانون الوضعي‪ ،‬فضال عمى توضيح نطاق تطبيق عقوبة اإلعدام واجراءات تنفيذىا‬
‫في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‪ ،‬والتعرف عمى كيفية وقف تنفيذ عقوبة اإلعدام‬
‫واسقاطيا في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‪.‬‬
‫وقد توصمت الدراسة إلى أنو من الضروري الرجوع األحكام الشريعة في إصدار األحكام‬
‫خاصة فيما يتعمق بالجرائم‪ ،‬السرقة‪ ،‬اإلختطاف‪ ،‬والقتل والزنا وغيرىا من الجرائم‪ ،‬فالشريعة‬
‫وأحكاميا ىي األمثل في ردع ىذه الجرائم‪ ،‬وىي األمثل في إعادة السمم واألمن داخل المجتمع‬
‫والدولة عمى سواء‪.‬‬
‫الكممات الدالة‬
‫القانون الوضعي‪ ،‬الشريعة اإلسالمية‪ ،‬التشريع الجزائري‪ ،‬اإلعدام‪ ،‬الجريمة‪ ،‬العقاب‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This study aims to identify the most important and‬‬
‫‪prominent crimes punishable by death in Islamic law and‬‬
‫‪positive law, and to shed light on the rooting of the death‬‬
‫‪penalty in Islamic law and positive law, as well as to clarify the‬‬
‫‪scope of application of the death penalty and the procedures for‬‬
‫‪its implementation in Islamic law and positive law, and to‬‬
‫‪identify how to stop the implementation The death penalty and‬‬
‫‪its abolition in Islamic Sharia and positive law.‬‬
‫‪The study concluded that it is necessary to refer to Sharia‬‬
‫‪rulings in issuing rulings, especially with regard to crimes,‬‬
‫‪theft, kidnapping, murder, adultery and other crimes.‬‬

‫‪Key words‬‬
‫‪Positive law, Islamic law, Algerian legislation‬‬
‫‪execution, crime, punishment‬‬

You might also like