Professional Documents
Culture Documents
Untitled
Untitled
عقد البيــــــــــــــــــــع
في القانون اإلماراتي
1
2
فهرس المحتويات
3
المقدمة
للبيع أهمية كبيرة في حياة الناس ,و أوسعها انتشا اًر على االطالق ,حيث يعتبر العمود الفقري للمعامالت
االقتصادية.
و أهمية البيع هي التي دفعت التشريعات لالهتمام به في كافة الدول ,و قامت بتنظيمه بحيث يؤدي إلى تحقيق
األمان و بالتالي استقرار المعامالت ,وقامت بوضعه على رأس العقود المسماة الناقلة للملكية .
و يقصد بالعقود المسماة أنها عقود كثيرة التداول في الحياة العملية و قد خصها القانون باسم معين و بنصوص
تنظم أحكامها بالذات ,مثل عقد البيع ,و اإليجار ,و القرض ,و الوكالة ,و الوديعة و التأمين و غيره ,و
السبب في ذلك أنه يسمح لألطراف تشخيصه بسهولة و للوصول للغاية التي يسعون إليها .و قد نظمها المشرع
عندما يجد المشرع أن عقداً ما يحظى بأهمية كبيرة ,فإنه غالباً ما يتصدى لتنظيم أحكامه تنظيما خاصاً و
ذلك لتحقيق عدة أهداف ,منها :التيسير على األفراد الذين غالباً ما يجهلون األحكام القانونية الدقيقة للعقد
الذي يرغبون في ابرامه .و كذلك تيسير مهمة القاضي في الفصل في النزاعات المعروضة عليه دون الرجوع
إلى القواعد العامة التي تطلب جهداً كبي اًر من القاضي عندما يريد تطبيقها على الحاالت الخاصة.
كما أن فقهاء الشريعة اإلسالمية لم يضعوا تقسيماً للعقد في ذاته بل تناولوا عقوداً ذكروها عقداً عقداً و لم يراعوا
في ترتيبها فكرة معينة أو صلة ظاهرة بين متقدم و متأخر .و بالنسبة للعقود التي ذكروها هي فقط العقود التي
يقع بها التعامل في زمنهم ,و إذا استحدثت الحضارة عقوداً جديدة أخرى توافرت فيها الشروط المقررة فيها
كانت عقوداً مشروعة تطبيقاً للقاعدة المعروفة " شروطهم إال شرطاً واحداً أحل حراماً أو حرم حراماً " .و ألن
4
المشرع قام بالعناية بعقد البيع و حظي باهتمامه؛ لذا سأبدأ بالفصل التمهيدي ثم نتعرف في الفصل األول عن
ماهية عقد البيع و أركانه ,ثم التزامات البائع في الفصل الثاني ,و أخي اًر اللتزامات المشتري في الفصل الثالث.
تتمثل مشكلة البحث في أن عقد البيع ما زال يثير النزاعات على الرغم من التطور و التبدل الهائل الذي أصاب
الحياة االقتصادية ووسائل التبادل ,وال زالت وسائل الغش تزداد بين األطراف ,وال تزال المعامالت تحتاج إلى
السرعة في بت الخالفات ,حيث يجب أن تكون هناك آليات قانونية يمكن من خاللها أن تحل الخالفات بين
األطراف بشكل سريع و عادل ,و على الدولة أن تسعى للحصول على هذه اآلليات أو الوسائل لتطبيقها
لصيانة الحقوق.
-2هل يمكن أن تنتقل ملكية العقار و الحقوق العينية العقارية األخرى بين المتعاقدين بعدة طرق ؟.
-3ما هو األثر المترتب على إخالل البائع بتسليم المبيع ,و ماذا إذا جاء اإلخالل من المشتري بعدم تسلم
الشيء المبيع؟.
-4هل يجوز لكل من البائع و المشتري االتفاق على زيادة الثمن المتفق عليه في العقد؟.
5
-أهمية البحث :
تتمثل أهمية البحث في أن عقد البيع من الوسائل التي يتمكن فيها األشخاص من الحصول على حاجاتهم ,و
يعتبر من أهم األنظمة القانونية التي ال يمكن االستغناء عنه في أي مكان فيما يخص التعامل و النشاط
االقتصادي ,حيث تغيرت مسؤوليات القائمين على البيع مع تطور الدول ,حيث أصبحت تتطلب مهارات
اعتمدت في دراستي لهذا البحث على المنهج الوصفي المقارن ,وذلك بوصف و تفسير األثار المترتبة على
عقد البيع من ناحية البائع و المشتري ,باإلضافة إلى جمع القواعد و القوانين و مقارنتها فيما بينها الستخالص
أهم األحكام المتعلقة بموضوع البحث ,و التركيز على شرح نصوص قانون المعامالت المدنية اإلماراتي.
6
-المبحث الثالث :ضمان التعرض واالستحقاق
-المبحث الرابع :ضمان العيوب الخفية
الخاتمة
النتائج و التوصيات
7
الفصل األول
مفهوم عقد البيع وخصائصه و أركانه في القانون
مفهوم عقد البيع باعتباره عقدا يرد محله على الملكية ،فإن الغاية من إبرامه نقل ملكية المبيع من البائع إلى
المشتري ،ولما كان عقد البيع من العقود الملزمة للجانبين فإنه يلقي على عاتق طرفيه بالتزامات متبادلة .و
سأعرض مفهوم البيع من خالل دراسة تعريف عقد البيع في المبحث األول ،وفي ضوء هذا التعريف أعرض
خصائص عقد البيع التي تميزه عن غيره من العقود في المبحث الثاني وأركانه في المبحث الثالث.
المبحث األول
تعريف عقد البيع
يراد بالبيع لغة :مقابلة شيء بشيء ،و هو من أسماء األضداد التي تطلق على الشيء و على ضده مثل
1
الشراء ،كما في قوله تعالى َ ( :وَشَرْوه ِبَثَمن َب ْخس )
8
ورد تعريف البيع في المادة 489من قانون المعامالت المدنية االتحادي بأنه " :البيع مبادلة مال غير نقدي
بمال نقدي" ،في الوقت الذي عرفه القانون المدني الفرنسي في المادة ۱۰۸۲بأنه " :اتفاق يلزم بموجبه أحد
العاقدين أن يسلم شيئا ويلتزم العاقد اآلخر بدفع ثمنه " ،وقد أكد القانون المدني المصري على ذلك في المادة
) ( 418بنصه على أن " :البيع عقد يلزم به البائع أن ينقل للمشتري ملكية شيء أو حقا ً
ماليا آخر في
متفاديا بذلك النقد الموجه إلى القانون المدني الفرنسي فجعل االلتزام بنقل الملكية هو
ً مقابل ثمن نقدي "،
االلتزام الرئيس الذي يميز عقد البيع .في حين عرفته المحكمة االتحادية العليا بأنه :البيع في الشريعة اإلسالمية
والقانون عقد معاوضة على غير منافع ,ركنه عاقد ومعقود عليه وثمن ومثمن وما دل على الرضا وهو مبادلة
مال غير نقدي بمال نقدي والمبادلة هي التمليك وعناصره األساسية االتفاق على الشيء المبيع واالتفاق على
الثمن" .4و عقد البيع من أهم العقود المسماة و أخطرها و أشهرها ،و أكثر انتشاًرا في الحياة العملية ،و هو
أساس تبادل الحوائج و المصالح بين الناس منذ القديم ،فإن اإلنسان المدني بالطبع ال يستطيع العيش لوحده
،وال توفير حوائجه و منافعه وحده ،فيحتاج إلى تبادل ما لديه من مال بما لدى اآلخرين ،ليحفظ حياته ،و
يهيئ متطلبات معيشته ،و يدفع مقابل الشيء الذي يحصل عليه .
وبالرجوع إلى تعريف قانون المعامالت المدنية االتحادي يتبين أنه لم يوضح ما إذا كان عقد البيع ينقل الملكية
4المحكمة االتحادية العليا ,األحكام المدنية و التجارية ,الطعن رقم , 411لسنة 21قضائية ,تاريخ الجلية , 2001-11-18مكتب فني 23
,قم الجزء , 4رقم الصفحة .1758
5د/عبدالخالق حسن أحمد ،عقد البيع ،الوجيز في شرح قانون المعامالت المدنية لدولة اإلمارات العربية المتحدة االتحادي رقم (، )٥
في ، ١٩٨٥-١٢-١٥الجزء الثالث ،طبعة ١٤٢٩هـ ٢٠٠٨ -م ،أكاديمية شرطة دبي ،ص .١٣
9
في حين أن المشرع ،أكد في تعريفه للبيع على أن المقابل البد أن يكون من النقود وهذا وصف جوهري ،
كما يؤخذ على هذا التعريف الوارد بالمادة ٤٨٩من قانون المعامالت المدنية االتحاد أنه غير جامع ؛ حيث
إنه أخرج بعض المعامالت المصرفية من نطاق التعريف ،وهي تفي عملة ورقية بعملة ورقية أخرى ،كبيع
و ترى الباحثة توضيحا لتعريف البيع الذي نص عليه قانون المعامالت المدنية في المادة ( ) 489التي نصت
على " :البيع هو مبادلة مال غير نقدي بمال نقدي "
حيث الحظت في المالحظة األولى :أن التعريف لم يتضمن ما يفيد نشوء االلتزام على البائع بنقل الملكية ,و
حسنا فعل المشرع االماراتي ألنه بذلك يكون قد تجنب حصول خالف شبيه بالخالف الذي حصل بشأن المادة
( ) 418من القانون المدني المصري 8,وذلك عندما يكون المبيع منقوال معينا بالذات فإن ملكيته تنتقل
مباشرة بمجرد انعقاد العقد دون أن ينشأ التزام بذمة البائع بنقل الملكية ,و قد استخدم المشرع عبارة مبادلة ,
أي تمليك ,و هي كما نعتقد ,تشمل حالتي نقل الملكية بشكل مباشر أو غير مباشر.
' 6د /محمد كامل مرسي باشا ،شرح القانون المدني ،العقود المسماة ،عقد البيع و عقب المقايضة ،تنقيح للمستشار محمد علي سكيكر
و المستشار معتز كامل مرسي ،منشأة المعارف باإلسكندرية ،مصر ، ٢٠٠٥ص.١٤ ، ١٣
8و تنص هذه المادة على أن " :البيع عقد يلتزم به البائع أن ينقل للمشتري ملكية شيء أو حقا ماليا آخر في مقابل ثمن نقدي" .أنظر :د.
توفيق حسن فرج ,عقد البيع و المقايضة ,مؤسسة الثقافة الجامعية , 1979 .ص . 32- 29و يرى األستاذ مصطفى الزرقا أن نقل الملكية
حكم أصلي للبيع بتم بمجرد العقد ,شرح القانون المدني السوري :العقود المسماة – عقد البيع و المقايضة ,مطابع فتى العرب ,دمشق ,
طبعة , 1965 , 6ص .32-28
10
أما بخصوص المالحظة الثانية :أرى أن المشرع احسن باستخدام كلمة " مبادلة " و لم يستخدم كلمة " تمليك
" و التي تعني أن عقد البيع ال يرد إال على حق الملكية ,و هذا خالف الواقع ,و ذلك ألن البيع يرد على
جميع الحقوق المالية ,و هذا الذي يؤكده التعريف من خالل كلمة مال التي تشمل جميع الحقوق المالية .
المالحظة الثالثة :لم يستخدم المشرع عبارة المشتري حيث تحاشى االنتقاد الذي وجه إلى المادة( ) 418من
القانون المدني المصري ,و ذلك ألن الملكية قد تنتقل إلى شخص آخر غير المشتري عندما يتضمن العقد
و أخيرا المالحظة الرابعة :اشترط المشرع في العوض أن يكون نقدا ,و ذلك للتضييق في معنى البيع فهو ال
يشمل المقايضة.
المبحث الثاني
خصائص عقد البيع
يتمتع عقد البيع بعدة خصائص تتمثل في أنه عقد رضائي ،وعقد ملزم للجانبين ،وأنه من عقود المعاوضة ،
9د .إسماعيل غانم ,الوجيز في عقد البيع ,المطبعة العالمية ,القاهرة , 1963 ,ص , 16د .أنور سلطان و د .جالل العدوي ,العقود المسماة :عقد
البيع ,مطابع رمسيس ,اإلسكندرية , 1966 ,ص .15
11
يعد عقد البيع من العقود الرضائية التي تنعقد بمجرد اإليجاب والقبول ،وال يحتاج انعقاده إلى أي إجراء شكلي
،ويتم بمجرد اتفاق طرفيه ًأيا كانت طريقة التعبير عن هذا االتفاق كتابة كانت أو مشافهة .
و قاعدة رضائية عقد البيع ليست متعلقة بالنظام العام ،حيث إنه يجوز للمتعاقدين أن يتفقا على عدم انعقاد
العقد بينهما إال بالكتابة ،كأن يحرر البيع في محرر رسمي ،و بهذه الحالة يصبح العقد من العقود الشكلية
أو الرسمية ،وال يكفي النعقاده اقتران اإليجاب و القبول ،و لكن يجب أن تكون نية المتعاقدين قد اتجهت
صراحة إلى ذلك ،وأنهما لم يقصدا من الكتابة أن تكون اإلثبات فقط ،و عند الشك يرجح أن تكون الكتابة
10
تطلب المشرع إفراغها في قالب شكلي معين
لإلثبات فقط ,و نستثنى من قاعدة الرضائية بعض العقود التي ّ
؛ وذلك كعقد بيع السفينة ،حيث تنص المادة 77من القانون التجاري البحري رقم ٢٦على أن جميع التصرفات
التي يكون موضوعها إنشاء أو نقل أو انقضاء حق الملكية على السفينة ،أو غيره من الحقوق العينية يجب
. 11
باطال
ً أن يكون مكتوبا في ورقة رسمية ،وإال اعتبر هذا العقد
نفس الحكم ينطبق على عقد بيع المحل التجاري وفقا لنص المادة ٤٢من قانون المعامالت التجارية االتحادي
رقم ١٨التي تنص على أن " :كل تصرف موضوعه نقل ملكية المحل التجاري ،أو إنشاء حق عيني عليه
11
المادة ( )٣من القانون التجاري البحري ينص على ذات المبدأ ،حيث يقضي بأن " يبيع السفينة كلها أو بعضها اختيار يلزم أم يكون
ً
باطال ". بسند رسمي ،سواء حصل قبل السفر أو في أثنائه و إال كان البيع
12
من هذه القاعدة ما درج عليه العمل من تدوين المتعاقدين عقد البيع في محرر ،فما ذلك إال إلثبات التعاقد ال
يعد عقد البيع من العقود الملزمة للجانبين ؛ ألنه بمجرد انعقاده ينشئ التزامات متبادلة على عاتق طرفيه ،
فكل من طرفية دائن ومدين في الوقت نفسه ؛ فالبائع عليه التزام بنقل الملكية ،والتزام بالتسليم ،والتزام
بالضمان ،والمشتري ملتزم بدفع الثمن ،وبتسلم المبيع ،ويوجد ارتباط بين التزامات البائع والتزامات المشتري
،فإذا شاب التزام أحد الطرفين بطالن ,بطل أيضا التزام الطرف اآلخر ،وإذا انقضى التزام أحدهما االستحالة
الوفاء انفسخ العقد ،وانقضى التزام الطرف اآلخر ،وإذا امتنع أحدهما عن تنفيذ التزاماته جاز للطرف اآلخر
أن يمتنع هو أيضا عن تنفيذ االلتزام المقابل له ،أو أن يطلب فسخ العقد ليتحلل منه .13ويترتب على تعدد
االلتزامات من الطرفين أن يكون لكل منهما محله ،فالتزامات البائع تتعلق بالمبيع فيعتبر المبيع محال لعقد
البيع ،والتزامات المشتري تدور حول دفع الثمن ؛ لذلك يعتبر الثمن محال آخر لعقد البيع ( .14
12د/سليمان مرقص ،شرح القانون المدني ,العقود المسماة ,المجلد األول ,عقد البيع ,الطبعة الرابعة 1980,م ,عالم الكتب ،ص .١٧
13د /عبدالحميد عثمان ،العقود المسماة ،عقد البيع ، ٢٠٠٨،بدون ناشر ،ص. ١٦
14د /سليمان مرقص ،المرجع السابق ،ص.١٧
13
يعد عقد البيع من عقود المعاوضات ؛ ألن كل من طرفي العقد يأخذ مقابال لما يعطي ،فالبائع يسلم المبيع
إلى المشتري مقابل الثمن الذي يحصل عليه ،والمشتري يدفع الثمن إلى البائع مقابل تسلمه المبيع .لذلك كان
البيع من التصرفات التي تدور بين النفع والضرر ،ويحتاج فيه إلى أهلية التصرف وقت إبرامه ،بمعني أن
يكون كل من البائع والمشتري كاملي األهلية ،أما إذا كان أحدهما ناقص األهلية فإن التصرف يكون موقوفا
وفقا لألوضاع التي حددها القانون ،أو إجازة ناقص األهلية للتصرف بعد
على إجازة الولي ،أو الوصي ،أو ً
15
بلوغه سن الرشد .
وعقد البيع من التصرفات القانونية التي تتطلب وكالة خاصة في إبرامها ،حيث إن الوكالة العامة ال تخول
16
الوكيل إال القيام بأعمال اإلدارة ،كإبرام عقد إيجار ،أو أعمال الحفظ باسم ولحساب األصيل .
وعقد البيع من عقود المعاوضات محددة القيمة ،وليس من العقود االحتمالية ؛ ألن نطاق ما يلتزم به كل
مقدما ،ويستطيع كل منهما أن يعرف االلتزام الذي يتعهد به مقابل المنفعة التي يحصل
ً معروفا
ً طرف يكون
عليها ،وذلك على خالف العقود االحتمالية التي يكون تقدير المقابل فيها موك ّ
وال إلى حادث غير محقق
17
الحدوث ،أو غير معروف وقت حدوثه ،ففيها ال يمكن تقدير المقابل وقت إبرام العقد .
و عقد البيع من عقود المعاوضة التي يلزم أن يكون المقابل الذي يدفعه المشتري من النقود ،أما اذا كان ً
شيئا
آخر غير النقود كأن يكون سلعة أو خدمة ،فإن هذا يخرجه عن نطاق عقد البيع إلى عقد المقايضة أو عقد
العمل ،أما إذا كان االتفاق على نقل المبيع بال عوض من األساس كنا أمام هبة ال بيع .فالمقابل النقدي في
14
تافها ؛ حيث ال يكفي أن يذكر في العقد أو المشتري قد التزم
صوريا وال ً
ً جديا ال
حقيقيا و ً
ً البيع يجب أن يكون
18
بدفع مبلغ نقدي .
يعد عقد البيع من العقود الناقلة للملكية ،حيث إن من أهم آثار عقد البيع بمجرد إبرامه هو نقل ملكية المبيع
من ذمة البائع إال ذمة المشتري ما لم يوجد اتفاق أو نص يقضي بغير ذلك ،و هذا ما نصت عليه الفقرة
األولى من المادة ٥١١من قانون المعامالت المدنية االتحادي التي تقضي بأنه " :تنتقل ملكية المبيع من
البائع إلى المشتري بمجرد تمام البيع ما لم يقض القانون أو االتفاق بغير ذلك ".
و خروجا على هذه القاعدة قد يعلق القانون انتقال ملكية المبيع من البائع إلى المشتري على القيام بعمل معين
،و هذا ما نص عليه قانون المعامالت المدنية االتحادي فيما يتعلق بنقل ملكية العقار و المنقول المعين بالنوع
معينا بالنوع :ال تنتقل الملكية من ذمة البائع إلى ذمة المشتري بمجرد إبرام العقد ،
وال ً
-1اذا كان المبيع منق ً
و إنما علق نقلها على اإلفراز ،و هذا ما نصت عليه المادة ١٢٧٦من قانون المعامالت المدنية بقولها " :
را :ال تنتقل الملكية من ذمة البائع إلى ذمة المشتري بمجرد انعقاد العقد ،وإنما يلزم
-٢اذا كان المبيع عقا ً
تسجيل عقد البيع في دائرة العقارات ،حيث إن العقد وحده ال يكفي لنقل ملكية العقار من البائع إلى المشتري
18د /خميس خضر ،العقود المدنية الكبيرة ،البيع و التأمين و اإليجار ،الطبعة الثانية ،دار النهضة العربية ، ١٩٨٤ ،ص .١٦
15
،وهذا يتضح من المادة ۱۲۷۷من قانون المعامالت المدنية االتحادي ،حيث تنص على أنه " :ال تنتقل
ملكية العقار وال الحقوق العينية العقارية األخرى بين المتعاقدين وفي حق الغير إال بالتسجيل وفقا األحكام
القوانين الخاصة به ،وهذا النص من النصوص اآلمرة التي ال يجوز لألطراف االتفاق على مخالفتها لتعلقه
المبحث الثالث
طبقا للقواعد العامة ,فإن العقد من التصرفات القانونية الذي يلزم النعقاده إرادة طرفين فأكثر ,أي اإليجاب و
القبول ,و أركان العقد الرضائي بشكل عام هي التراضي و المحل و السبب ,و هذا هو األصل ألن المبدأ
العام في العقود هو الرضائية إال أن القانون أو االتفاق قد يوجبان أن يكون الرضا في شكل معين كما في
أوال :التراضي
ا
19فإذا كان العقد مصدر االلتزام فإن الرضا مصدر وجود هذا العقد ،
الرضا هو قوام العقد ومصدر وجوده ،
حيث إنه بدون توافق إرادتي كل من طرفي العقد فال وجود لهذا العقد ،ومن ّثم فإنه ينبغي أن يكون التراضي
باطال ،أما
ً فضال عن ضرورة أن يكون هذا الوجود صحيحا ،فإذا تخلف وجود التراضي كان العقد
ً موجودا ،
ً
19انظر المادة 376/1من قانون التجارة الكويتي ,و المذكرة االيضاحية للنص – ص364
16
-١وجود الرضا :
يتوقف وجود التراضي على مطابقة القبول لإليجاب في العناصر األساسية لاللتزام 20.و تشمل العناصر
-٢المبيع :كما يجب أن تنصرف نية الطرفين إلى ذات الشيء ،و عليه فال ينعقد البيع فيما لو قصد البائع
21
-٣الثمن :و يجب أخيرا أن يحصل االتفاق على مقدار الثمن أو على األسس التي يتم موجبها تحديد الثمن
،و عليه لو انصرفت نية البائع إلى البيع بثمن معين و انصرفت نية المشتري إلى ثمن أقل فال ينعقد البيع.
و ترى الباحثة أنه يكفي النعقاد البيع االتفاق على طبيعة العقد و المبيع و الثمن بوصف أن هذه المسائل
23
في العقد و علقا أمورا ثانوية على أمل اتفاقهما مستقبال فإن ذلك ال يمنع من انعقاد العقد .
20أنظر المادة ( ) ١٤١/١معامالت مدنية إماراتي .راجع في هذا المجال حكم المحكمة االتحادية العليا :الطعن رقم ٤١١سنة ٢١ق
جلسة ٢٠٠١/١١/١٨
21راجع حكم المحكمة االتحادية العليا :الطعن رقم ١٤٠سنة ٢٢ق جلسة . ٢٠٠٢/٣/٢٦
22نقض – 1985-10-30أحكام النقض /س – 36ص – 963رقم . 199
تطبيقا لذلك – نقض – 1973-12-18أحكام النقض – س – 24ص . 1287 23
17
صحة التراضي إن حماية التراضي في العقد ضمنها المشرع باشتراط األهلية في أطرافه وخلو إرادتهما من
العيوب .فالبيع باعتباره من العقود الدائرة بين النفع والضرر ينعقد صحيحا نافذا إذا أبرمه من بلغ سن الرشد
وهي ( ) 21سنة قمرية كاملة في القانون اإلماراتي .ويأخذ حكم البالغ سن الرشد الصغير المأذون في تسلم
24
أمواله إلدارتها أو لالتجار بها .
مجنونا أو معتوها وقع البيع باطال .فإن أبرمه صغير مميز انعقد
ً فإن كان من أبرم البيع صغيرا غير مميز أو
موقوفا على إجازة الولي في الحدود التي يجوز له فيها التصرف ابتداء أو إجازة الصغير نفسه بعد بلوغه سن
ً
الرشد .ويأخذ البيع الصادر عن السفيه أو ذي الغفلة ،بعد قيد طلب الحجر أو حكم الحجر أو طلب استعادة
ورثته بعد زوال اإلكراه .وإن كانت إرادة البائع أو المشتري معيبة بعيب الغلط أو التغرير مع الغبن الفاحش ،
كان العقد غير الزم ،يجوز لمن غرر به فسخ العقد أو إمضائه .
ثانيا :المحل
يجب في التراضي أن ينصب على محل قابل لحكم العقد ،و المحل في البيع مزدوج ،يتمثل في المبيع و
الثمن.
-١المبيع :هو المال غير النقدي الذي يرد عليه عقد البيع و يؤدي إلى انتقال ملكيته من البائع إلى المشتري.
18
يلزم لصحة البيع أن يكون البيع موجودا وقت ابرام العقد ,أو قابال للوجود في المستقبل ,حيث يجوز بيع
المحصول قبل نضجه ,و بيع المنتجات قبل صناعتها ,و بيع الوحدات السكنية قبل تمام بنائها .
و المقصود بالوجود أن يكون المبيع موجودا وقت انعقاد البيع و إلى ما بعد ذلك ,و إذا ما لحق المبيع هالك
بعد ابرام العقد فسخ العقد أو نقص الثمن ,و ذلك ما لم يقع الهالك بعد تسليم المبيع للمشتري .
أما إذا وجد المبيع قبل إبرام العقد ,ثم هلك هالكا كليا أو جزئيا وقت إبرام العقد اقتضي األمر البحث فيما إذا
أما إذا لم يقصد المتعاقدان أن يتبايعا على شيء موجود وقت البيع جاز وقع البيع على شيء يوجد في المستقبل
25
,إال أنه يتعين البحث فيما إذا كان احتمال وجوده في المستقبل لقيام البيع من عدمه.
أحكام المبيع :عرفنا مما سبق أنه يجب أن يكون المبيع معينا معلوما لدى العاقدين ,و تعيين المبيع هو
تحديده باألوصاف و األسس الجوهرية ,و تقديره بالكيل أو الوزن أو القياس أو العدد ,و يكون المبيع ً
بطال
إذا كان غير معين .أما معلومية المبيع تتم باالطالع عليه و التعرف عليه و معاينته في مدى صالحيته و
تحقيق الرغبة فيه والمعاينة هي قرينة على العلم الكافي بالمبيع و قد تكون المعاينة قبل البيع أو وقت إبرام
العقد.
فإذا كانت المعاينة قبل المبيع فال تنفي الجهالة بالمبيع إال إذا كان المبيع ذاته لم يتغير منذ المعاينة و كان
26
المشتري قد قصد نفس الشيء الذي رآه.
19
و قد نصت المادة ( ) 491إماراتي ( م ) 467أردني على أنه إذا ذكر في عقد البيع أن المشتري عالم
بالمبيع علما كافيا ,فال يحق له طلب إبطال العقد لعدم العلم ,إال إذا ثبت أن البائع قد غرر به .و قد نص
القانون على ثالث وسائل للعلم بالمبيع و التي سأوضحها فيما يأتي :
-1البيع بالنموذج :و هذا يحدث عندما يكون المبيع غائبا عن مجلس العقد ,حيث يقوم البائع بإعطاء
المشتري عينة أو نموذجا ,و يتفق معه على أن يقدم له بضاعة مطابقة لهذه العينة وهنا يتم البيع ويعتبر
تعيين العينة تعيينا للشيء المبيع من حيث جنسه ونوعه ودرجته وجودته ،فرؤية المشتري للعينة تغني عن
رؤيته للشيء المبيع ,أما إذا كانت البضاعة غير مطابقة للعينة فال يلزم المشتري بتنفيذ العقد ولو كانت من
-3وللقاضي أن يلزم البائع بذلك وإذا اقتضى األمر يلزمه بان يشتريها من السوق ،وللقاضي أيضا أن يأذن
للمشتري بشراء البضاعة من السوق على حساب البائع بمعنى أن يلزم البائع بدفع الفرق في الثمن .
-2البيع بالتجربة :و هو البيع الذي يتم االتفاق فيه على أن يكون المشتري له الحق في تجربة المبيع و
ذلك للتعرف على صالحية الغرض الذي يقصد شراءه ألجله أو حتى يتأكد أن المبيع هو الشيء الذي يطلبه
,وقد بينت المادة 1/355مدني جزائري أحكام البيع بشرط التجربة فنصت على انه " في البيع على شرط
20
التجربة يجوز للمشتري أن يقبل المبيع أو يرفضه وعلى البائع أن يمكنه من التجربة فإذا رفض المشتري المبيع
يجب عليه أن يعلن الرفض في المدة المتفق عليها فان لم يكن هناك اتفاق على المدة ففي مدة معقولة يعينها
البائع فإذا انقضت هذه المدة وسكت المشتري مع تمكنه من تجربة المبيع اعتبر سكوته قبوال ".
-3البيع بالمذاق :هو البيع الذي يتم االتفاق فيه بين العاقدين على ذوق المبيع و ذلك إن كان من المبيعات
المذاقة من المأكوالت و المشروبات ,فهو نوع من التجربة ,الختبار المبيع و بيان مدى مالئمته لذوق المشتري
.لذا نصت المادة ( ) 501إماراتي ( م ) 477أردني على أن تسري أحكام البيع بشرط التجربة على البيع
بشرط المذاق ,إال أن خيار المذاق ال يورث ,و يعتبر البيع باتا ,أي الزما بموت من له الخيار.
وهناك مقارنة بين موقف كل من المشرع المصري والمشرع األردني في تكييف البيع بالمذاق ,إذ اعتبره األول
27
نافذا لكنه غير الزم .
صحيحا و ً
ً عقدا
وعدا بالبيع ,بينما اعتبره الثاني ً
ً
-2الثمن :هو العوض الذي قدره المتعاقدان بالتراضي في مقابل المبيع يدفعه المشتري عوضا للحصول على
المبيع ,و سواء زاد على قيمة المبيع أو قل وفقا لنص المادة 503من قانون المعامالت المدنية االتحادي ,
و بالتالي يعد الثمن ركن جوهري ال ينعقد البيع بدونه .28أو " هو ما تراضى عليه المتعاقدان أن في مقابلة
المبيع سواء زاد على القيمة أو قل ,و القيمة هي ما يقوم به الشيء من غير زيادة وال نقصان .29في عقد
البيع يجب االتف اق على الثمن و تعينه تعيينا دقيقا كافيا في مقداره و يمكن االتفاق عليه صراحة أو ضمنيا
27أمجد محمد ,عقد البيع في القانون المدني األردني 2002 ,م ,مجلد , 17عدد , 8جامعة مؤتة ,ص.322
28د/توفيق حسن فرج ,عقد البيع و المقايضة , 1985 ,ص.131
29المحكمة االتحادية العليا ,األحكام المدنية و التجارية ,الطعن رقم , 356لسنة 23قضائية ,تاريخ الجلسة , 2004-10-19مكتب فني
, 26رقم الجزء , 3رقم الصفحة .2030
21
على األسس لتقدير الثمن حسب المادة 356من القانون المدني الجزائري " يجوز أن يقتصر تقدير الثمن على
شروط الثمن
-1أن يكون الثمن معلوما عند العقد و ذلك لتتحدد التزامات المتعاقدين بدقة .و العلم بالثمن كما تنص المادة
( ) 491أماراتي " يكون ببيان أحواله و أوصافه المميزة ,أي مقداره و جنسه و وصفه إن لم يكن حاض ار ,
-2أن يكون الثمن نقودا :و هذا ما يميز المبيع عن المقايضة التي يتم فيها تبادل األموال و الحقوق المالية
ببعضها .
-3أن يكون الثمن جديا و حقيقيا :حيث يجب أن تتجه إرادة المتعاقدين إلى أداء الثمن المتفق عليه بنحو
جدي و صريح ,فإذا اتفق المتعاقدان على ثمن آخر و هو ما يسمى بالثمن الصوري ,تكون العبرة بالثمن
الحقيقي.
و فيما يأتي سأوضح بعض األسس التي بموجبها يتم تحديد الثمن و ذلك نظ ار ألهميتها و كثرة وقوعها في
30
: التعامل
30أنضر :محمد حسنين ،عقد البيع في القانون المدني ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة الرابعة ،2005بن عكنون الجزائر ،صفحة 65 - 64
22
-1سعر السوق :نصت المادة ( ) 504إماراتي على جواز البيع بسعر السوق في زمان و مكان البيع ,
فإذا لم يكن في هذا المكان سوق ,اعتبر المكان الذي يقضي العرف بأن تكون أسعاره سارية .
-2الثمن الذي اشترى به البائع :و قد نصت المادة ( ) 1/ 506من قانون المعامالت المدنية على أنه :
" يجوز البيع بطريق المرابحة أو الوضعية أو التولية إذا كان رأس مال المبيع معلوما حين العقد و كان مقدار
الربح في المرابحة و مقدار الخسارة في الوضعية محددا .يتضح من هذا النص أنه يصح البيع دون تعيين
الثمن إذا كان قابال للتعيين على أساس الثمن الذي اشترى به البائع ,وذلك بشرط أن يكون الثمن مع مقدار
-3تعيين الثمن بواسطة شخص ثالث متفق عليه :يكيف البيع في هذه الحالة على أنه بيع معلق على
32
شرط واقف يتمثل في قيام الشخص الثالث بمهمته ,فإن قام بتحديد الثمن ترتبت آثار العقد من تاريخ انعقاده
,و إن امتنع عن ذلك أو تعذر عليه ألي سبب من األسباب اعتبر العقد كأن لم يكن بسبب جهالة الثمن ,و
الفصل الثاني
23
التزامات البائع
يرتب عقد البيع في ذمة البائع أربعة التزامات هي :التزامه بنقل الملكية ،و التزامه بالتسليم ,و التزامه بضمان
التعرض و االستحقاق ,و التزامه بضمان العيوب الخفية ,و سوف أخصص لكل التزام مبحثاً مستقالً.
المبحث األول
لم يفرض القانون الروماني أي التزام على عاتق البائع بنقل ملكية المبيع للمشتري ,بل كان يقتصر على الزام
البائع الذي ِ
يمكن المشتري من حيازة المبيع الحيازة األصلية التي تثبت عادةً للمالك و من االنتفاع من المبيع
انتفاعا هادئاً و كان يجوز للمتعاقدين االتفاق على التزام البائع بنقل ملكية المبيع إلى المشتري ,و في هذه
الحالة فقط كان يحق للمشتري مطالبة البائع بأن يقوم بما يلزم من اإلجراءات لنقل ملكية المبيع إليه تنفيذا لذلك
االلتزام ,وال يمنع عدم وجود هذا االتفاق من اعتبار العقد بيعا.33
و بحسب التصوير الفني النتقال الملكية في القانون المصري عن طريق البيع ,فإن البيع ال ينقل الملكية
مباشرة إلى المشتري ,و لكنه ينشئ التزاما على عاتق البائع بنقلها إلى المشتري و هذا االلتزام إما أن ينفذ
بمجرد العقد و بقوة القانون ,و أما أن يعلق تنفيذه على توافر شرط أو شروط أخرى تتحقق في المستقبل ,34و
33د .سليمان مرقص ,شرح القانون المدني ,العقود المسماة ,المجلد األول ,عقد البيع ,الطبعة الرابعة 1980 ,م ,عالم الكتب ,ص .254
34دابان ,الحق الشخصي , 1952 ,بدون ناشر ,ص , 85فقرة . 233راجع في اعتبار جميع الحقوق من قبيل حق الملكية بالمعنى الواسع
لهذا االصطالح.
24
يجب أن يكون بين المتعاقدين الثقة في تنفيذ التزامهم و التي تكون مؤثرة في العقود التجارية و متى تسمح
الظروف بقبول أدلة خارجية فإنه من الصعب معرفة نتائج القاضي في المستقبل .35
جاء في نص المادة ( )1 / 511من قانون المعامالت المدنية على أنه " :تنتقل ملكية المبيع إلى المشتري
و أرى من هذا النص أن عقد البيع البد أن ينشئ التزاما على عاتق البائع بنقل الملكية إلى المشتري ,و ذلك
سواء بنقل الملكية مباشرة و بقوة القانون بمجرد إبرام العقد أو تراخى بعض الشيء لحين قيام البائع باألعمال
وتختلف طريقة تنفيذ البائع اللتزامه بنقل الملكية ,فبالنسبة للعقار ال تنتقل الملكية إال بالتسجيل ,أما بالنسبة
للمنقول فإن الملكية تنتقل بمجرد ابرام العقد إذا كان المبيع معينا بالذات ,و تنتقل باإلفراز إذا كان المبيع معيناً
من المعروف أن األشياء تختلف تبعا الختالف طبيعتها إلى عقار و منقول ,و أن المنقول يتعدد من حيث
35د .أيمن محمد زين ,القيمة القانونية ألدلة المفاوضات و دورها في تفسير العقد المكتوب ,مجلة جامعة الشارقة ,العدد 1441 , 2هـ /
2019م ,ص.669
36د .خميس خضر ,العقود المدنية الكبيرة ,البيع و التأمين و اإليجار ,الطبعة الثانية ,دار النهضة العربية 1984 ,م ,ص .109
-راجع حكم المحكمة االتحادية العليا :الطعن 771سنة 23ق جلسة .2004-12-5
25
سأتناول دراسة هذا الموضوع من خالل الحديث عن نقل ملكية المنقول المعين بالذات و من ثم نقل ملكية
-1نقل ملكية المنقول المعين بالذات :تنتقل الملكية هنا بمجرد تمام انعقاد العقد دون الحاجة إلى أية
إجراءات أخرى ,37و ذلك حتى لو كان التسليم و دفع الثمن مؤجلين .و يترتب على ذلك أنه ال يكفي أن يكون
المبيع معينا بذاته النتقال ملكيته بمجرد العقد بل يجب أن يكون هذا المنقول المعين بالذات مملوكا للبائع.38
و لكي تنتقل الملكية فور انعقاد العقد يجب أن يكون المبيع موجودا ,و عليه إذا كان المبيع شيئا مستقبال حيث
إذا اشترى شخص سيارة لم تصنع بعد من إحدى الشركات فإن الملكية ال تنتقل إال إذا تم صنعها . 39و يمكن
أن يتفق المتبايعان على تأخير نقل الملكية إلى حين التسليم ليس تأجيال إلى نقل الملكية إلى حين التسليم بل
تعليق الملكية على شرط التسليم و كذلك تأخير نقل الملكية لحين الوفاء بجميع أقساط الثمن هو تعليق لنقل
40
الملكية على شرط الوفاء باألقساط و ليس تأجيالً لها.
37د .سمير عبد السيد تناغو ,عقد البيع ,الطبعة األولى , 2009,مكتبة الوفاء القانونية ,ص - .149المادة ( ) 204مدني مصري ,
المادتان ( ) 531 , 247مدني عراقي .و لم يتطرق المشرع االماراتي لهذا الحكم بشكل صريح ,و لكن يمكن استنتاجه من المادة ( / 243
) 1التي
د .السنهوري ,الوسيط في شرح القانون المدني ,الجزء الرابع ,المجلد األول ,البيع و المقايضة , 1960 ,ص 419 38
د .توفيق فرج ,شرح أحكام عقد البيع ,الطبعة األولى , 2012 ,مكتبة الجامعة ,ص . 187 – 186 39
26
و يسري نفس الحكم لو كان المبيع حصة شائعة من شيء معين جزافاً كبيع نصف التمر الناتج هذا العام من
أرض محددة ,أما إذا ورد البيع على طن من هذا التمر فإنه ال يعد بيعاً جزافاً ,وال يأخذ حكم بيع المنقول
المعين بالذات ,بل يسري عليه حكم بيع المنقول المعين بالنوع.42
-2نقل ملكية المنقول المعين بالنوع :من المعلوم أنه يكون عادة في المثليات التي تتشابه آحادها و صفاتها
و يقوم بعضها مقام بعض في الوفاء كالسكر و القمح و يكون تعيينها ببيان نوعها و مقدارها .و إذا كان المبيع
يعين إال بنوعه فقط ,فإن الحق ال ينشأ وال ينتقل إال بإف ارزه.43
منقوال لم ّ
و المقصود باإلفراز هي عملية تنحية أو تجنيب الشيء المبيع عن غيره المتحد معه في النوع على وجه يتحقق
به أن تصبح األشياء المثلية معينة بذاتها بعد أن كانت معينة بنوعها ,فاإلفراز هو وسيلة لتعيين الشيء محل
البيع لكي تنتقل ملكيته من البائع إلى المشتري من وقت هذا اإلفراز و ليس من وقت إبرام العقد.44
و عليه فإن الملكية ال تنتقل بمجرد انعقاد العقد ,بل البد من قيام البائع بإفراز المبيع ,و من تاريخ اإلفراز
تنتقل الملكية إلى المشتري ,و أرى أن السبب يعود في ذلك إلى أن انتقال الملكية من شخص إلى آخر ال
يمكن تصور حصوله دون أن يتحدد الشيء و يتعين بذاته , 45وال يتحقق ذلك إال باإلفراز .
و المشتري يكتسب حقا شخصيا فقط قبل االفراز يخوله مطالبة البائع باإلفراز و التسليم , 46أما إذا امتنع البائع
عن ذلك جاز للمشتري اللجوء إلى القضاء الستئذانه في فرز المبيع بنفسه أو بواسطة خبير تعينه المحكمة .و
د .سليمان مرقص ,شرح القانون المدني ,العقود المسماة ,المجلد األول ,عقدي البيع و اإليجار 1974 ,م ,ص .261 42
نصت المادة 463مدني على أن المبيع إذا لم يعين إال بنوعه ,ال تنتقل ملكيته إال باإلفراز. 43
د .عبدالحميد عثمان ,العقود المسماة ,عقد البيع , 2008 ,بدون ناشر ,ص .104 44
نصت المادة ( ) 1 / 248من القانون المدني العراقي على أنه " :إذا ورد االلتزام بنقل الملكية أو أي حق عيني آخر على شيء لم يعين 45
إال بنوعه فال ينقل الحق إال بتعيين الشيء بالذات " .
46د .توفيق فرج ,شرح أحكام عقد البيع ,الطبعة األولى , 2012 ,مكتبة الجامعة ,ص . 193و يعد االفراز من األعمال الضرورية التي
يجب على البائع القيام بها من أجل نقل الملكية .فقد نصت المادة ( ) 514من قانون المعامالت المدنية على أنه .. " :يلتزم البائع بأن يقوم
بما هو ضروري من جانبه لنقل الملكية إلى المشتري " .
27
إذا لم يكن للبائع منقوالت من نفس النوع جاز للمشتري بعد الحصول على اإلذن من المحكمة أو بدونه ,في
حال االستعجال ,الحصول على شيء من نفس النوع على نفقة البائع و من ثم الرجوع عليه بالثمن و
المصروفات مع حقه في التعويض إن كان له مقتضى .47و المعلوم أن االفراز يختلف بحسب طبيعة المبيع ,
فقد يكون عن طريق الوزن أو العد أو القياس أو بوضع عالمات معينة على المبيع ,أو بغير ذلك من الوسائل
تعتبر العقارات ذات طبيعة خاصة تستمدها من كونها مستقرة بحيز ثابتة فيه وال يمكن نقلها و إال تلفت ,و
تعتبر أيضا ذات قيمة اقتصادية و ثروة قومية هامة ,و هذا الوضع دفع المشرع إلى تنظيم التصرفات الواردة
عليها تنظيماً يناسب هذه القيم ,و اشترط فيها لكي تنتقل الملكية أن يتم تسجيل عقد البيع الوارد على العقار
.48
نصت المادة ( ) 1277من قانون المعامالت المدنية على أنه " :ال تنتقل ملكية العقار وال الحقوق العينية
العقارية األخرى بين المتعاقدين و في حق الغير إال بالتسجيل وفقا ألحكام القوانين الخاصة به ".
47د .عبدالحميد عثمان ,المرجع السابق ,ص - .105راجع :المادة ( ) 2 / 284مدني عراقي ,المادة ( ) 2 / 205مدني مصري .
و لم يتطرق المشرع االماراتي لهذا الحكم ,و مع ذلك يمكن األخذ به باالستناد إلى المادتين ( ) 380 , 272المتعلقتين بالتنفيذ العيني الجبري
لاللتزام.
48د .عبدالحميد عثمان ,العقود المسماة ,عقد البيع , 2008 ,بدون ناشر ,ص .106
28
يتبين لي كباحثة أن هذا النص عام حيث يتطلب تسجيل كافة التصرفات التي من شأنها نقل الملكية بعوض
أو بغير عوض ,و لما كان عقد البيع من العقود التي تؤدي إلى نقل الملكية فإنه يجب تسجيله .49عندما قام
المشرع باستلزام التسجيل في عقد البيع ال يعني أن عقد البيع أصبح من العقود الشكلية و بالتالي يجب أن
ينعقد بالتسجيل ,و ذلك ألن عقد البيع من العقود الرضائية التي تتم بمجرد التراضي بين الطرفين ,و تترتب
و يترتب على نقل ملكية العقار نظام الشهر الشخصي و العيني للعقار :
يرتبط نظام الشهر الشخصي بالشخص صاحب الحق و ليس محل الحق ( العقار ) بحيث يتم اتخاذ إجراءات
الشهر باسم الشخص المتصرف في الحق في السجل المعد لذلك في مكتب التوثيق الذي يقع في دائرته العقار
أما نظام الشهر العيني فإنه يرتبط بمحل الحق و ليس بصاحب الحق ,حيث تتم إجراءات الشهر بالعقار محل
التصرف في السجل المعد لذلك في مكتب التوثيق الذي يقع في دائرته العقار .52
المبحث الثاني
تسليم المبيع
49د .جاسم علي الشامسي ,عقد البيع في ضوء قانون المعامالت المدنية لدولة االمارات العربية المتحدة ,مطبوعات جامعة االمارات العربية المتحدة ,
1419 / 1418هـ 1998 – 1997 -م ,ص .400
50د .توفيق حسن فرج ,شرح أحكام عقد البيع ,الطبعة األولى , 2012 ,مكتبة الجامعة ,ص . 800
51د .السنهوري ,الوسيط في شرح القانون المدني ,الجزء الرابع ,المجلد األول ,البيع و المقايضة 1960 ,م ,ص . 374
52د .عبدالحميد عثمان ,المرجع السابق ,ص .130
29
يراد بالتسليم التخلية بين المبيع و المشتري على وجه يتمكن معه المشتري من قبضه دون حائل.53
للتسليم أهمية كبيرة في القوانين القديمة كالقانون الروماني و القانون الفرنسي القديم ألن به كانت تنتقل الملكية.
54
,يلتزم به البائع بمجرد انعقاد البيع دونما حاجة النص عليه و االلتزام بالتسليم هو من مقتضيات عقد البيع
في العقد.55
قضت المادة ( ) 431من القانون المدني بأنه " يلتزم البائع بتسليم المبيع للمشتري بالحالة التي كان عليها
وقت البيع " و أرى من هذا النص أن البائع ال يلتزم فقط بتسليم المبيع بل و أيضا مقداره المتفق عليه دون
من المعلوم أنه تختلف الحالة التي يجب تسليم المبيع عليها وقت البيع و ذلك بحسب ما إذا كان المبيع معيناً
بالذات ,حيث يكون المشتري قد رأى البيع و علم به علما كافياً ,فعلمه به شرط من شروط صحة البيع ,و
من ثم يلتزم البائع بتسليم المبيع بحالته التي رآها المشتري أو بالحالة التي علمه بها.
أما إذا كان المبيع معيناً بالنوع ,فإن المشتري ال يمكن أن يكون قد رآه أو علم به و ذلك ألنه لم يكن محدداً
وقتها و في هذه الحالة يجب تسليم المبيع حسبما يتفق عليه األطراف في العقد .
53راجع :المادة ( ) 1 / 538مدني عراقي .و قريب من ذلك :المادة ( ) 1 / 435مدني مصري.
54االلتزام بالتسليم و االلتزام بالضمان :نقال بتصرف :د .علي نجيدة ,الوجيز في عقد البيع ,ط , ) 2001 / 2000 ( 1ص 169و ما
بعدها.
55د .سعدون العامري ,الوجيز في العقود المسماة عقدي البيع و االيجار , 1974 ,ص . 111
30
و يعد التزام البائع بتسليم المبيع بحالته وقت البيع التزاما بتحقيق نتيجة 56ال تب أر ذمته إال بالوفاء به.
إذا كان الشيء المبيع معيناً بالنوع يجب أن يتم تعيين مقداره في العقد ,و يترتب على ذلك أنه إذا البائع
للمشتري الشيء المبيع ناقصا على المقدار المتفق عليه ,كان للمشتري الحق في مطالبته بالتنفيذ العيني ,و
إلزام البائع بتسليم المتفق عليه ,و التنفيذ العيني يكون دائما ممكنا في األشياء المعينة بالنوع ,ألنها تقوم مقام
بعضها عند الوفاء .57أما إذا كان الشيء المبيع معينا بالذات فإن تحديد مقداره ليس ضروري النعقاد البيع
ألنه معين بالذات ,و هذا كافي لتوافر ركن المحل فيه ,فيصح على سبيل المثال بيع قطعة أرض محددة
الموقع ,و معينة الحدود دون ذكر لمساحتها ,فإذا قام البائع بتسليمها للمشتري برأت ذمته ,وال يكون هناك
تنص المادة ( ) 523مدني إماراتي على أنه ":من قانون المعامالت المدنية االماراتي على أنه " :إذا عين
في العقد مقدار المبيع و ظهر فيه نقص أو زيادة و لم يوجد اتفاق أو عرف بهذا الشأن وجب اتباع القواعد
التالية."...:
الرجوع إلى االتفاق أو العرف لتسوية هذه المسألة ,فقد يقضي االتفاق أو العرف بتحمل أحد الطرفين النقص
56عبدالرزاق السنهوري ,الوسيط في شرح القانون المدني ,الجزء الرابع ,المجلد األول ,البيع و المقايضة , 1970 ,ص .563و معنى
ذلك أن البائع يتحمل التزاما بالمحافظة على الشيء إلى حين تسليمه و هو التزام متفرع عن التزامه بالتسليم .
د .عبدالمنعم البدراوي ,عقد البيع و المقايضة 1958 ,م ,بدون ناشر ,ص .251 57
د .عبدالحميد عثمان ,العقود المسماة ,عقد البيع 2008 ,م ,بدون ناشر ,ص .142 58
31
أو استحقاقه الزيادة ,أو بتقرير حق طلب الفسخ أو غير ذلك ,و أن في اعتبار العرف فائدة كبيرة ,ألنه
و تجدر اإلشارة إلى وجود قواعد قانونية خاصة تبين حكم النقص أو الزيادة في المبيع .
و من األمثلة على هذه القواعد ما نصت عليه المادة ( ) 12من القانون رقم ( ) 13لسنة 2008بشأن تنظيم
السجل العقاري المبدئي في إمارة دبي ,المعدل بالقانون رقم ( ) 9لسنة , 2009من أنه " :تعتبر مساحة
60
الوحدة العقارية المباعة صحيحة وال يعتد بالزيادة التي تتحقق في المساحة بعد التسليم وال يجوز للمطور
المطالبة بتلك الزيادة ,أما إذا حدث نقص في المساحة فيلتزم المطور بتعويض المشتري عن ذلك النقص إال
إذا كان النقص غير مؤثر وال يكون المطور ملزما بتعويض المشتري عن ذلك النقص ".
أما إذا لم يوجد اتفاق وال عرف وال ق واعد قانونية خاصة بخصوص هذه المسألة وجب اتباع القواعد القانونية
المنصوص عليها في المادة ( ) 523المشار إليها في األعلى و هي على النحو التالي :
القاعدة األولى :إذا كان المبيع ال يضره التبعيض ,فالزيادة من حق البائع يستحق استردادها عين ا و
النقص من حسابه .فلو اشترى شخص عشرين كيساً من األرز بألف درهم و ظهر فيها زيادة كيسان وجب
عليه ردهما إلى البائع ,و لو ظهر فيها نقص كيسان كان له خصم ما يقابلهما من الثمن.
القاعدة الثانية :إذا كان المبيع يضره التبعيض و كان الثمن محددا على أساس الوحدة القياسية فالزيادة
من حق البائع يستحق ثمنها و النقص من حسابه .فلو اشترى شخص مترين من القماش على أساس أن
59مصطفى الزرقا ,شرح القانون المدني السوري ,العقود المسماة ,عقد البيع و المقايضة ,مطابع فتى العرب ,ط , 1965 , 6ص .102
60المطور هو البائع ,فقد ورد في المادة ( ) 2من قانون تنظيم السجل العقاري المبدئي بأن المطور هو كل من رخص له في ممارسة أعمال
تطير العقارات و بيع وحداتها.
32
سعر المتر الواحد ستون درهماً و ظهر فيها زيادة أو نقص بمقدار نصف متر ,في هذه الحالة تكون الزيادة
القاعدة الثالثة :إذا كان المبيع يضره التبعيض و حدد الثمن لمجموع المبيع فالزيادة للمشتري و النقص ال
يقابله شيء من الثمن .فلو كان الثمن الوارد في المثال الثاني محدداً ليس على أساس الوحدة القياسية و إنما
لمجموع المبيع ,في هذه الحالة يتحمل المشتري النقص دون أن يستحق ما يقابله من الثمن ,كما أن البائع ال
يستحق ما يقابل الزيادة من الثمن و علة هذه الحكم أن مقدار المبيع ليس عنص اًر جوهرياً في تقدير الثمن.62
: 63
القاعدة الرابعة :الحاالت التي يحق فيها للمشتري فسخ العقد
الحالة األولى :إذا ظهرت زيادة في المبيع تلزم المشتري بأكثر مما اشترى ,و يحصل ذلك عندما يكون المبيع
مما يضره التبعيض و كان الثمن محددا على أساس الوحدة القياسية ,و علة ذلك أن المشتري قد يكون غير
الحالة الثانية :إذا ظهر نقص في المبيع من شأنه أن يفرق الصفقة على المشتري ,أي يجعله مضط ار لتكملة
النقص بصفقة جديدة ,و ذلك عندما يكون مقدار المبيع المتفق عليه محل اعتبار عند المشتري بحيث أن
61د .جاسم الشامسي " ,إخالل البائع بالتزامه من حيث العجز في مساحة العين المبيعة " ,مجلة الشريعة و القانون ,جامعة االمارات العربية المتحدة,
ع , 5مايو , 1991ص.569
62د .عبدالحميد عثمان ,العقود المسماة ,عقد البيع 2008 ,م ,بدون ناشر ,ص - .144و قد ورد بصدد تبرير هذا الحكم أن الزيادة و النقص
في مقدار المبيع تكون مثابة الصفة له ,و الصفة ال يقابلها شيء من الثمن و الدليل على ذلك أن الزيادة توجب صفة الجودة ف المبيع و
النقصان يوجب صفة الرداءة فتلحق الزيادة بالجودة و النقصان بالرداءة حكما ,و الصفة تملك تبعا للموصوف لكونها تابعة له و قائمة به ,
فإذا زاد المبيع صار كأنه اشتراه رديئا فإذا هو جيد ,و إذا نقص صار كأنه اشتراه على أنه جيد ,فوجده رديئا فال يطرح من الثمن ولكن
يكون له الخيار ,تمام كما لو اشترى سيارة فوجد بها نقصا فهذا ال يوجب إنقاص الثمن ولكن يعطي المشتري الخيار ( .أنظر في تفصيل ذلك
:بدائع الصنائع للكاساني .) 160 / 5 ,
63الجدير بالذكر أن السبب في منح المشتري حق الفسخ دون البائع أن هذا األخير هو المسؤول عن الزيادة أو النقص في المبيع ألنه ملزم
بتسليم المشتري المقدار المتفق عليه.
64ابن الهمام ,فتح القدير ,ج ,6ص , 92-91الكاساني ,البدائع ,ج, 5ص.161-160
33
النقص يحول دون تحقيق غرضه من الشراء ,كما لو كان المشتري ملتزما تجاه شخص آخر بهذا المبيع و
تنص المادة ( ) 517من قانون المعامالت المدنية على أنه " :يشمل التسليم ملحقات المبيع ,و ما اتصل
به اتصال قرار ,و ما أعد الستعماله بصفة دائمة ,و كل ما جرى العرف على أنه من توابع المبيع و لو لم
الملحقات شيء مستقل عن األصل وليست متولدة منه ,بل تابع لألصل و ملحق به ؛ و ذلك حتى يمكن
استعمال هذا األصل الغرض المقصود منه أو الستكمال هذا االستعمال .65فملحقات الشيء المبيع ليست
الهدف من العقد ولكنها جاءت تابعاً به ,بحيث أن المشتري ما كان ليبرم عقد البيع لشراء هذه الملحقات
مستقلة.66
فيعد من الملحقات في بيع العقارات الحقوق العينية المخصصة لالنتفاع به و استعماله كاالرتفاق بالمجرى و
المرور و غيرها ,كما يعد من الملحقات األشياء المادية المخصصة لالنتفاع بالعقار و استعماله كالمفاتيح ,
و المرايا المثبتة على الحوائط ,و التماثيل .كما يعد من الملحقات في بيع المنزل الحديقة التي من حوله و
65د .عبدالرزاق السنهوري ,الوسيط في شرح القانون المدني ,الجزء الرابع ,المجلد األول ,البيع و المقايضة 1960 ,م ,ص . 505
66د .رمضان أبو السعود ,العقود المسماة – عقد البيع , -دار النهضة العربية ,ص .252
34
ورد في نص المادة ( ) 515من قانون المعامالت المدنية تطبيقاً لملحقات المبيع حيث نصت على أنه " :إذا
كانت طبيعة المبيع طبقاً للقانون أو العرف الجاري تتطلب تسليم وثائق ملكية وجب على البائع تسليمها للمشتري
,فإن امتنع عن تسليمها أو ادعى ضياعها و ظهرت ,أجبره القاضي على تسليمها ,فإن لم تظهر في حالة
المبحث الثالث
أن نقل ملكية المبيع من البائع إلى المشتري ,و تنفيذ األول اللتزامه بتسليم المبيع بالحالة المتفق عليها ليس
كافيا لتحقيق غاية المشتري من الشراء ,ما لم يكمله ما يضمن التمتع بكافة السلطات التي يخولها الحق المبيع
تمتعا كامال ,و انتفاعه بالمبيع انتفاعا هادئا و مستم ار ,الذي يحقق للمشتري غايته هو الضمان الذي يلتزم
بمقتضاه البائع باالمتناع عن كل شي يؤدي إلى حرمان المشتري من كل أو بعض سلطاته على المبيع ,أو
و االلتزام بالضمان ليس قاص ار على عقد البيع بل هو واجب في سائر العقود الناقلة للحق.
67د .عبدالخالق حسن أحمد ,عقد البيع ,الوجيز في شرح قانون المعامالت المدنية لدولة االمارات العربية المتحدة رقم ( , ) 5في , 1985-12-15ج3
,طبعة 1429هـ 2008 -م ,أكاديمية شرطة دبي ,ص .142
68د .خميس خضر ,العقود المدنية الكبيرة ,البيع و التـأمين و اإليجار ,الطبعة الثانية ,دار النهضة العربية 1984 ,م ,ص.188
35
أوال :ضمان التعرض
يقصد بضمان التعرض أن يسأل البائع أو خلفه العام عن وقوع أي فعل ,يترتب عليه حرمان المشتري من كل
أو بعض سلطاته على المبيع ,و لو كان هذا الفعل صاد ار من الغير .
و يسري هذا الضمان على كافة أنواع البيوع ,سواء كان المبيع عقا اًر مسجالً أو غير مسجل ,أو كان منقوالً
,و أياً كانت الوسيلة التي تم إجراء البيع بها .69ويلتزم البائع بضمان تعرضه الشخصي و ضمان التعرض
الصادر من الغير.
يلتزم البائع بموجب هذا الضمان باالمتناع عن أي عمل من شأنه أن يمنع المشتري من حيازة المبيع و االنتفاع
به انتفاعا هادئا ,كما يلتزم باالمتناع عن االدعاء بمليكة المبيع أو االدعاء بأي حق آخر عليه .70و يكون
-1التعرض المادي :و يتحقق هذا التعرض للمشتري بكل فعل يصدر من البائع دون أن يستند فيه إلى حق
يدعيه ,و يكون من شأن هذا الفعل أن يمنع المشتري من حيازة المبيع و االنتفاع به انتفاعا هادئا وكامال .
و يعد تعرضا ماديا فيما لو قام المؤلف بعد بيعه لحق االستغالل المالي لمصنفه بطبعه مره أخرى قبل نفاد
69د .عبدالحميد عثمان ,العقود المسماة ,عقد البيع , 2008 ,بدون ناشر ,ص.166
70د .عدنان سرحان ,أحكام البيع في قانون المعامالت المدنية اإلماراتية ,الطبعة الثانية ,عمان ,اآلفاق المشرقة ناشرون 2010 ,م ,ص.163
36
-2التعرض القانوني :يتحقق هذا التعرض للمشتري عندما يدعي البائع بأن له حقا على المبيع يتعارض مع
حق الملكية الذي اكتسبه المشتري على المبيع ,71كما لو ادعى البائع بأن له حق ارتفاق على المبيع أو له
حق االنتفاع به كمستأجر مثال ,و هذا االدعاء يشكل تعرضا للمشتري ما لم يكن البائع قد استمد هذا الحق
و يحق للمشتري إزالة هذا التعرض ،سواء كان تعرضاً مادياً أو قانونياً ,مع حقه في التعويض إن كان له
مقتضى.72
يقصد به أن يكون البائع مسؤوال في مواجهة المشتري عن التعرض الذي يصدر من الغير للمشتري في المبيع
المشتري للمبيع ,أو ينقص من سلطاته كصاحب حق عليه ,و ال يقتصر ضمان البائع لتعرض الغير على
وجود حق له وقت البيع يحتج على المشتري ,بل يمتد ليشمل الحق الذي يثبت له بعد البيع متى كان هذا
71د .السنهوري ,الوسيط في شرح القانون المدني ,الجزء الرابع ,المجلد األول ,البيع و المقايضة 1960 ,م ,ص.548
72و يرى البعض بأنه إذا كان التعرض الصادر من البائع قانونيا فإن الجزاء قد يكون في صورة رد الدعوى ,كما هو الحال عندما يقوم
البائع برفع دعوى على المشتري يطالب فيها باسترداد المبيع بسبب تملكه له ,فيحكم برد هذه الدعوى ألن البائع ملتزم بضمان عدم التعرض
,و قد يكون الجزاء في صورة عدم سريان التصرفات القانونية التي يقوم بها البائع في مواجهة المشتري ( .د .جعفر الفضلي ,الوجيز في
العقود المدنية ,عمان , 1997 ,ص .) 109
73د .عبدالحميد عثمان ,العقود المسماة ,عقد البيع , 2008 ,بدون ناشر ,ص.174
37
تنص المادة ( ) 534من قانون المعامالت المدنية على أنه -1 " :يضمن البائع سالمة المبيع من أي حق
للغير يعترض المشتري إذا كان سبب االستحقاق سابقا على عقد البيع -2 .كما يضمن البائع سالمة المبيع
إذا استند االستحقاق إلى سبب حادث بعد البيع ناشئ عن فعله.
أرى أنه يتضح من هذا النص انه يشترط لقيام التزام البائع بضمان التعرض الصادر من الغير توافر عدة
التعرض الصادر من الغير نوعان ,مادي و قانوني ,و البائع ال يلتزم بضمان التعرض المادي ,و عليه فلو
أن البائع قام بتسليم المبيع إلى المشتري فال يكون مسؤوالً بعد ذلك عن أي تعرض مادي يصدر من الغير ،
كما لو قام شخص بسرقة المبيع من للمشتري أو غصبه منه أو قام بإتالفه وغير ذلك ،وبالتالي فال يكون أمام
المشتري إال أن يدفع هذا التعرض بنفسه كالقيام برفع دعوى منع التعرض أو رفع دعوى للمطالبة بالتعويض .
في حين يلتزم البائع بضمان التعرض القانوني .ويراد بالتعرض القانوني التعرض الذي يصدر من الغير
ويستند فيه إلى حق يدعيه وإن لم يكن محقا في دعواه ،كما لو ادعي بأنه هو المالك الحقيقي للمبيع ،أو
ادعى بأن له حقاً عينياً أو شخصياً على المبيع ،كأن يدعي بأن له حق ارتفاق أو حق انتفاع أو حق رهن أو
-2أن يكون الحق المدعى به سابقا على البيع أو الحقا له ولكنه ناشئ عن فعل البائع :يضمن البائع
أي تعرض صادر من الغير يستند فيه إلى سبب سابق على البيع ،كما لو باع الدار على أنها شاغرة
74د .توفيق فرج ,شرح أحكام عقد البيع ,الطبعة األولى 2012 ,م ,مكتبة الجامعة ,ص.292
38
واتضح فيما بعد أنه قد قام بتأجيرها للغير قبل البيع ،فلو تعرض المستأجر للمشتري فإن تعرضه يكون
مستنداً إلى سبب سابق على البيع ،أما إذا كان التعرض يستند إلى سبب الحق للبيع فاألصل أن البائع ال
يضمنه إال إذا كان السبب ناشئاً عن فعله ،كما لو باع منقوالً ألحد األشخاص دون أن يسلمه إليه ،ثم باعه
ألخر حسن النية وسلمه إليه ،بسبب المشتري الثاني الملكية بموجب قاعدة الحيازة في المنقول سند
الحائز ,75ومن الواضح أن سبب التعرض في هذا المثال قد حصل بعد البيع .و لكنه ناشئ عن فعل
البائع" .76بينما لو كان التعرض يستند إلى سبب الحق وليس للبائع يد فيه ،كما لو أهمل المشتري في قطع
التقادم الذي اكتمل بعد البيع ,أو نزعت منه الملكية باالستمالك للمصلحة العامة ,فال يكون البائع ضامنا
لهذا التعرض.
لو قام برفع دعوى على المشتري يدعي فيها ملكية المبيع أو أي حق آخر عليه ،أو كما لو تمسك بدفع
قانوني في مواجهة المشتري ،ويحصل ذلك عندما يكون المبيع في يد الغير فيرفع المشتري عليه -بعد البيع
-دعوى يطالبه فيها بالمبيع فيتمسك الغير بالحق الذي يدعيه بموجب دفع يدفع به دعوى االسترداد التي
رفعها المشتري عليه .77كما ويعد التعرض قد وقع فعالً أيضاً إذا باشر الغير على المبيع أعماالً مادية
باالستناد إلى الحق الذي يدعيه .78وعليه إن الحق في الضمان ال يثبت للمشتري لمجرد خشيته من وقوع
75نصت المادة ( ) 1 / 1325من قانون المعامالت المدنية على أنه " :ال تسمع دعوى الملك على من حاز منقوال أو حقا عينيا على منقول
أو سند لحامله و كانت حيازته تستند إلى سبب صحيح و حسن نية".
76د .السنهوري ,الوسيط في شرح القانون المدني ,الجزء الرابع ,المجلد األول ,البيع و المقايضة 1960 ,م , 649 / 4 ,د .العامري ,الوجيز في
العقود المسماة ,عقدي البيع و االيجار 1974 ,م ,ص .134
77د .السنهوري ,مرجع سابق ,ص.563
د .خضر ,العقود المدنية الكبيرة ,البيع و التأمين و اإليجار ,الطبعة الثانية ,دار النهضة العربية 1984 ,م ,ص . 204 78
39
التعرض أو احتمال وقوعه ،كما لو علم بأن المبيع الذي اشتراه مملوك لغير البائع ،ولكن يحق له في هذه
يعد االلتزام بضمان االستحقاق التزاماً احتياطياً ,80و ذلك بعد ما تعذر على البائع تنفيذ التزامه بضمان التعرض
تنفيذا عينياً ثم التحول إلى تنفيذ االلتزام بطريق التعويض .81و عليه فإن األساس القانوني اللتزام البائع
و يراد بدعوى االستحقاق الدعوى التي يقيمها الغير لدى المحكمة المختصة من أجل المطالبة بالحق الذي
يدعيه على المبيع .و يحق للمشتري بمجرد إقامة دعوى االستحقاق عليه أن يحبس الثمن إذا لم يكن قد دفعه
بعد ,و قد نصت المادة ( ) 1 / 564على أنه " :إذا رفعت على المشتري دعوى باستحقاق المبيع مستندة
إلى حق سابق على المبيع أو آيل إليه من البائع جاز للمشتري أن يحتبس الثمن حتى يقدم البائع كفيالً مليئاً
يضمن للمشتري رد الثمن عند ثبوت االستحقاق و للبائع أن يطلب إلى المحكمة تكليف المشتري إيداع الثمن
79المادة ( ) 2 / 457مدني مصري ,المادة ( ) 1 / 576مدني عراقي .د .فرج ,المرجع السابق ,ص . 299
80 80ضمان استحقاق المبيع في القانون المدني األردني و قانون المعامالت المدنية اإلماراتي – دراسة مقارنة ,مجلة مؤتة للبحوث و
الدراسات ,مجلد , 15عدد , 4سنة 2000م ,ص. 84 – 63
81المادتين ) 386 , 380 ( :معامالت مدنية إماراتي.
82د .سلطان ,العقود المسماة :عقد البيع ,مطابع رمسيس ,اإلسكندرية , 1966 ,ص.228
40
-1االستحقاق الكلي :و يقصد به ظهور حقيقة أن المبيع لم يكن مملوكاً للبائع بثبوت ملكيته كله للغير الذي
ينتزع من تحت يد المشتري فيؤدي ذلك إلى حرمان األخير من جميع الحقوق المقررة له على المبيع .83و
-1أن يجيز الغير المستحق البيع :إذا قضي باستحقاق المبيع للغير ,فإنه بإمكانه أن يجيز البيع باعتباره
مالكاً للمبيع ,و من المعلوم أن بيع ملك الغير في القانوني اإلماراتي موقوف على إجازة المالك .و عند تحقق
اإلجازة يرجع المستحق على البائع بالثمن و تخلص الملكية للمشتري ,فيعود بذلك لكل ذي حقه.
-2أن ال يجيز الغير المستحق البيع :و عندئذ ينفسخ العقد و يعتبر كأن لم يكن ,فيأخذ المستحق المبيع ,
و يكون للمشتري أن يرجع على البائع و ذلك بأن يرجع بالثمن الذي دفعه له ,فالعقد قد انفسخ و يجب إعادة
المتعاقدين إلى الحالة التي كانا عليها عند التعاقد ,85و عليه أيضا أن يرجع على البائع بقيمة التحسينات
86
النافعة ,كتزويد العقار بالماء و الكهرباء ,و التعويض عن الضرر الذي لحق بالمشتري بسبب االستحقاق
حيث يجوز للمشتري الرجوع على البائع بالتعويض عن األضرار التي أصابته نتيجة لنزع المبيع من تحت يده
,و أخي ار يرجع على البائع بما دفعه للمستحق مما أدفاه من ريع المبيع أو غلته ,و ذلك باعتباره أحد عناصر
41
-2االستحقاق الجزئي للمبيع :و يقصد به استحقاق بعض المبيع أو جزء منه على نحو ال يفوت على
المشتري االنتفاع الكامل بالمبيع ,إنما يفوت عليه االنتفاع الجزئي به ,سواء كان المبيع ماالً شائعاً استحق
منه حصة شائعة أو مفرزة ,أم كان المبيع مثقل بحقوق للغير كحقوق ارتفاق غير ظاهرة ,أو حق انتفاع ,أو
تنص المادة ( ) 555من القانون المدني على أنه -1 " :إذا استحق بعض المبيع أو كان مثقال بتكاليف ال
علم للمشتري بها وقت العقد كان للمشتري أن يفسخ العقد -2 ,و إذا اختار المشتري الباقي من المبيع فله أن
يتضح من النص أعاله أن المشرع العراقي ال يميز في االستحقاق الجزئي بين استحقاق جسيم لو علم به
المشتري لما أبرم العقد واستحقاق غير جسيم كما فعل القانون المدني الفرنسي والمصري .فاالستحقاق الجزئي
في القانون العراقي حكمه واحد في الحالتين وهو الخيار بين الفسخ و رد البيع أو استبقاء المبيع مع المطالبة
بالتعويض عن الضرر .89فإذا اختار المشتري الفسخ وأجيب إلى طلبه وجب رد الحالة إلى ما كانت عليه قبل
إبرام العقد و يعتبر العقد كأنه لم يوجد أصال فيلتزم المشتري أن يرد ما بقي من المبيع إلى البائع و ما قبضه
من ثماره ,كما يلتزم البائع بأن يرد إلى المشتري الثمن الذي قبضه بل انه يلتزم فوق ذلك بالتعويض إذا توافرت
شروطه.90
أما إذا اختار بقاء العقد فإن له أن يطالب بالتعويض عن األضرار التي لحقت به من هذا االستحقاق الجزئي.
88د .عبدالحميد عثمان ,العقود المسماة ,عقد البيع , 2008 ,بدون ناشر ,ص.193
89يرى د .حسن علي الذنون بوجوب األخذ بمعيار الجسامة الذي أخذ به المشرع الفرنسي و المصري ألنه تطبيق للقواعد العامة ,العقود
المسماة ,عقد البيع , 1953 ,ص .225
90د .حسن الذنون ,العقود المسماة ,عقد البيع 1954 ,م ,ص .225
42
المبحث الرابع
ال يكفي أن يضمن البائع للمشتري عدم التعرض له في وضع يده على المبيع و حيازته حيازة هادئة ,بل
يجب أن يضمن له حيازة مجدية نافعة ,ألن المشتري نظر إلى الفائدة التي سوف يحصل عليها من المبيع ,
فإذا كان في المبيع عيب ينقص من مقدار فائدته ,كان وجود الثمن تحت يد البائع بال مبرر مشروع.91
و العيب الخفي هو خلل في صفة معتبرة في الشيء يترتب عليه نقص في قيمته أو منفعته .92
و نظ اًر ألهمية هذا االلتزام في عقد البيع فقد نصت المادة ( ) 1 / 543من قانون المعامالت المدنية اإلماراتي
على أنه " :يعتبر البيع منعقداً على أساس خلو المبيع من العيوب إال ما جرى العرف على التسامح فيه".93
و قد تطرق قانون المعامالت المدنية اإلماراتي ألحكام العيوب في موضعين ,أحدهما في القواعد العامة في
موضوع خيار العيب ( المواد , ) 242 – 237 :واآلخر في عقد البيع ( المواد , ) 555 – 543 :و هذا
يعني أن ضمان العيوب ال يقتصر على عقد البيع و إنما يشمل كل عقود المعاوضة .94كما أنه يشمل جميع
البيوع سواء كان محلها عقا اًر أو منقوالً ,شيئاً مادياً أو غير مادي .و من األمثلة على ضمان البيع في البيوع
91د .أنور سلطان ,شرح عقدي البيع و المقايضة ,دراسة مقارنة في القانونين المصري و اللبناني ,دار النهضة العربية للطباعة و النشر ,بيروت
لبنان1983,م ,ص.252
92د .محمد لبيب ,دروس في نظرية االلتزام ,القاهرة 1992 ,م ,ص.219
93و عليه يثبت للمشتري خيار العيب الذي بموجبه يستطيع فسخ العقد و لو لم يتضمنه نص في العقد ( .الطعن 325سنة 24ق شرعي
جلسة 2003 / 12 / 6صفحة 2436من مجموعة األحكام الصادرة من المحكمة االتحادية العليا).
94د .توفيق حسن فرج ,شرح أحكام عقد البيع ,الطبعة األولى , 2012 ,مكتبة الجامعة ,ص . 420
43
الواردة على أشياء غير مادية فيما لو ورد البيع على متجر و تبين أن سمعته سيئة أو تبين أن إجازته قد
سحبت.95
نصت المادة ( ) 238من قانون المعامالت المدنية على أنه " :يشترط في البيع لكي يثبت به الخيار أن
يكون قديما مؤث ار في قيمة المعقود عليه و أن يجهله المشتري و أن ال يكون البائع قد اشترط البراءة منه".
يتضح من هذا النص أن شروط العيب ترد على صنفين ,سأردهما على النحو التالي :
بماهية العيب
ّ أوال :الشروط المتعلقة
-1أن يكون العيب قديماً :ورد في الفقرتين الثانية و الثالثة من المادة ( ) 544من قانون المعامالت المدنية
بأنه -2 ":يعتبر العيب قديماً إذا كان موجوداً في المبيع قبل البيع أو حدث بعده و هو في يد البائع قبل
التسليم -3 .96و يعتبر العيب الحادث عند المشتري بحكم القديم إذا كان مستنداً إلى سبب قديم موجود في
44
-2أن يكون العيب خفياً :يمكن القول أن العيب الخفي هو الذي يصيب باطن الشيء و ليس ظاهره وال
يتمكن الشخص العادي نم اكتشافه عند البيع إال إذا استعان بخبير مختص ,أو ال يتمكن من اكتشافه إذا
جربه .و عليه ال يعتبر العيب خفياً الذي يعرف بمشاهدة ظاهر المبيع كما لو كان المبيع سيارة و كان في أحد
أجزائها الخارجية كسر ظاهر .و إذا لو قام شخص بشراء شيء دون أن يلتفت إلى ما فيه من عيب لكونه لم
يبذل عناية الرجل العادي في فحصه فال يستطيع الرجوع على البائع بالضمان ألنه مقصر.98
المشرع اإلماراتي ال يلزم المشتري باالستعانة بخبير لفحص المبيع قبل شرائه ,و عليه فإذا لم يقم بذلك فال يعد
-3أن يكون العيب مؤث اًر :هناك معيارين في تحديد مفهوم العيب المؤثر ,معيار النقص في القيمة الذي
يمكن التعرف عليه من خالل تحديد قيمة المبيع في السوق ,ومعيار النقص في المنفعة الذي يمكن التعرف
عليه من خالل تحديد الغرض الذي قصده المشتري من المبيع و بغض النظر عن قيمة المبيع في السوق.100
أرى في المادة ( ) 543التي وضحتها أعاله بأنه من غير المتصور أن يجري العرف على أساس التسامح
في عيب ينقص بشكل واضح من المنفعة المقصودة من المبيع .فالعيوب التي جرى العرف على التسامح فيها
98د .عبدالحميد عثمان ,العقود المسماة ,عقد البيع 2008 ,م ,بدون ناشر ,ص.204
99في هذا المجال تقول محكمة التمييز األردنية أن العيب الفني هو من العيوب الخفية التي ال يمكن للمشتري اكتشافها إال بعد االستعمال ( .تمييز حقوق
99 / 277صفحة 2323سنة .) 2002
100د .تناغو ,عقد االيجار ,الدار الجامعية 1984 ,م ,ص .312
101د .السنهوري ,الوسيط ,ص - .630و من أمثلة هذه العيوب ما نصت عليه المادة ( ) 353من مجلة األحكام العدلية نم أنه " :إذا وجد المشتري في
الحنطة أو الشعير أو أمثالها من الحبوب المشتراة ترابا فإن كان ذلك التراب يعد قليال في العرف صح البيع و إن كان كثيرا بحيث يعد عيبا عند الناس
يكون المشتري مخيرا".
45
بماهية العيب
ّ ثانيا :الشروط التي ال تتعلق
-1أن يكون المشتري جاهالً بالعيب :إن التزام البائع بضمان العيوب الخفية مقرر لحماية مصلحة المشتري.
و عليه إذا قام المشتري بشراء المبيع و هو على علم بالعيب فهو ليس بحاجة إلى الحماية ألنه كان على بينة
من األمر ,و من المؤكد أنه أدخل هذا العيب في االعتبار عند تحديد الثمن .ويتحقق علم المشتري بالعيب
102
,أو عن طريق شخص آخر ,أو يكتشفه إما عن طريق البائع الذي يخبره بوجود العيب عند إبرام العقد
الحكم في هذه الحاالت ,إذ ال يكون البائع مسؤوال عن البيع ,104و ذلك ألن العيب المعلوم يأخذ حكم العيب
الظاهر و بالتالي ال يعد من العيوب الخفية .و يقع على عاتق البائع عبء إثبات أن المشتري كان يعلم بالعيب
الخفي و أنه كان يعلم أيضا بالعيب وقت التسليم ,و العلم واقعة مادية يجوز للبائع إثباتها بكافة طرق اإلثبات
102نصت المادة ( ) 341من المجلة على أنه ":إذا ذكر البائع أن في البيع عيب كذا و كذا و قبل المشتري مع علمه بالعيب ال يكون له الخيار
بسبب ذلك العيب".
103د .جاسم الشامسي ,عقد البيع في ضوء قانون المعامالت المدنية لدولة االمارات العربية المتحدة ,مطبوعات جامعة االمارات العربية المتحدة ,
1419 / 1418هـ 1998 – 1997 -م ,ص.544
المادة ( ) 3 , 2 , 1 / 545معامالت مدنية إماراتي. 104
د .رمضان أبو السعود ,العقود المسماة – عقد البيع , -دار النهضة العربية ,ص.330 105
46
-2أن ال يكون البائع قد اشترط البراءة من العيب :106يلزم لصحة شرط اإلعفاء من ضمان كل عيب في
المبيع أو من عيب معين ,توفر شرطين :أحدهما ,أن ال يكون البائع قد تعمد إخفاء العيب ,و اآلخر ,أن
ال يكون المشتري في حالة تمنعه من االطالع على العيب .107و لتوضيح ذلك ,فإن في الشرط األول ,بمجرد
علم البائع بالعيب ال يمنع من صحة شرط البراءة ألن القانون استلزم تعمد البائع في إخفاء العيب ,و هذا ال
يتحقق إال عند قيامه ببعض األعمال إلخفاء العيب وال يكفي مجرد العلم به .أما الشرط الثاني ,يقصد بالحالة
التي تمنع المشتري من االطالع على العيب الموانع المادية التي تحول بين المشتري و بين قيامه بفحص
المبيع كما لو كان المشتري ضري اًر أو كان المبيع غير حاضر في مجلس العقد.
-3أن ال يكون البيع قد جرى بطريق المزاد من قبل السلطات القضائية أو اإلدارية :108و يقصد بالبيوع
الزما بمقتضى القانون كما هو الحال بالنسبة لبيع أموال المدين المحجوز عليه وفاء لحقوق دائنيه ,أو قد يكون
التدخل في البيع عارضاً كما هو الحال بالنسبة لبيع األموال الشائعة الذي تعذرت قسمتها عيناً أمام المحكمة
.109
106نصت المادة ( ) 453من القانون المدني المصري على أنه " :يجوز للمتعاقدين باتفاق خاص أن يزيدا في الضمان أو ينقصا منه أو أن
يسقطا هذا الضمان ,على أن كل شرط يسقط الضمان أو ينقصه يعتبر باطال إذا كان البائع قد تعمد إخفاء العيب غشا منه.
107د .عبدالخالق حسن أحمد ,عقد البيع ,الوجيز في شرح قانون المعامالت المدنية لدولة االمارات العربية المتحدة رقم ( , ) 5في , 1985-12-15
ج , 3طبعة 1429هـ 2008 -م ,أكاديمية شرطة دبي ,ص.208
المادة ( ) 545معامالت مدنية إماراتي. 108
د .محمد لبيب ,دروس في نظرية االلتزام ,القاهرة 1992 ,م ,ص .231 109
47
أما البيوع اإلدارية هي البيوع التي تجريها جهة اإلدارة و التي يحتم القانون عليها أن تجريها بالمزاد ,و هي قد
تتم عالنية عن طريق تقديم العطاءات في مظاريف مغلقة ,و في كلتا الحالتين ال توجب هذه البيوع ضماناً
للعيوب .110
و يعود السبب في هذا إلى أن البيع يتم اإلعالن عنه قبل مدة مناسبة فتكون هناك فرصة للمشتري في فحص
المبيع ,خصوصاً و أن المبيع سوف يكون معرضاً للفحص من قبل عدد كبير من الراغبين بالشراء .111ويؤدي
112
,و من الصعب فسخ البيع إلى أن تعاد إجراءات طويلة و تصرف مصروفات جديدة يتحمل عبئها المدين
إعادة الوضع على ما كان عليه قبل البيع ,هذا باإلضافة إلى أن معرفة المشتري بأن ليس له الحق في المطالبة
بضمان العيوب الخفية التي يمكن أن يتبينها بعد التسليم ,يدفعه إلى التقدم بثمن منخفض مما يعطي البيع
الفصل الثالث
التزامات المشتري
يلتزم المشتري بثالثة التزامات رئيسية هي :التزامه بدفع الثمن والتزامه بتسلم المبيع والتزامه بدفع النفقات.
سوف أقسم هذا الفصل إلى ثالثة مباحث لمعالجة هذه االلتزامات.
110د .عبدالحميد عثمان ,العقود المسماة ,عقد البيع 2008 ,م ,بدون ناشر ,ص.207
111د .توفيق حسن فرج ,شرح أحكام عقد البيع ,الطبعة األولى 2012 ,م ,مكتبة الجامعة ,ص.207
112مجموعة األعمال التحضيرية للقانون المدني المصري , 129/ 4 ,د .السنهوري ,الوسيط ,جزء , 4ص , 732د .أنور سلطان ,
المرجع السابق ,ص . 276
113د .توفيق حسن فرج ,شرح أحكام عقد البيع ,الطبعة األولى 2012 ,م ,مكتبة الجامعة ,ص.423
48
المبحث األول
يعد هذا االلتزام من أهم االلتزامات التي تقع على عاتق المشتري ،وهو التزامه بدفع الثمن في
الزمان و المكان المتفق عليه في عقد البيع الذي هو عقد معاوضة يجب فيه كل طرف أن يعطي
مقابالً لما أخذ ,و يتعرض للجزاء في حالة عدم قيامه بذلك ,و هذا ألهمية االلتزام.
والثمن عنصر أساسي من عناصر البيع ال يقوم بدونه ,حيث يسعى البائع للوصول إليه.
نصت المادة ( ) 556من قانون المعامالت المدنية على أنه " :على المشتري دفع الثمن عند التعاقد أوال و
قبل تسليم المبيع ,أو المطالبة به مالم يتفق على غير ذلك"114.يتضح من هذا النص أن المشرع قد حدد زمان
الوفاء بالثمن بوقت إبرام عقد البيع ,و بالتالي يجب على المشتري بدفع الثمن قبل تسلم المبيع حتى يمكنه
المطالبة بالتسليم ,وذلك بشرط أن يكون البيع موجوداً وقت إبرام عقد البيع ,و على هذا يكون من حق البائع
115
و حيث أن التزام المشتري بدفع الثمن يترتب في ذمته بمجرد انعقاد البيع ,لذا يجب الوفاء به في هذا التاريخ
,لكن هذا الحكم ليس من النظام العام ,حيث يجوز االتفاق على تأجيل دفع الثمن أو تقسيطه.116
114د .هبة وهبة الزحلي ,الفقه اإلسالمي و أدلته : 414/4 ,يتفق هذا الموقف مع ما ذهبت إليه الحنفية و المالكية ,و قد ذهب الشافعية و
الحنابلة إلى وجوب تسلم المبيع أوال و ذلك ألن حق المشتري في عين المبيع و حق البائع في الذمة فيتقدم ما تعلق بالعين.
115الطعن رقم , 512سنة 19ق ,جلسة .1999/9/28
116د .علي هادي ,شرح أحكام عقد البيع ,الطبعة األولى 2012 ,م ,مكتبة الجامعة ,ص.194
49
ثانيا :مكان دفع الثمن
نصت المادة ( ) 562من قانون المعامالت المدنية على أنه -1 " :يلتزم المشتري بتسليم الثمن المعجل في
مكان وجود المبيع وقت العقد ,مالم يوجد اتفاق أو عرف يغاير ذلك -2 .و إذا كان الثمن ديناً مؤجالً على
المشتري ,ولم يجري االتفاق على الوفاء به في مكان معين ,لزم أداؤه في موطن المشتري وقت حلول األجل".
يتضح من هذا النص أن األصل في تحديد مكان دفع الثمن هو ما اتفق عليه المتعاقدان ,أو ما قضى به
العرف ,و إذا لم يوجد اتفاق أو عرف يحدد المكان الذي يؤدى فيه الثمن ,وجب مراعاة ما يلي :
117
:أي مستحق األداء عند إبرام العقد ,في هذه الحالة يجب الوفاء به في المكان -1إذا كان الثمن معجالً
الذي يوجد فيه المبيع وقت العقد .118فإذا كان العقد قد تم في دبي و المبيع في الشارقة ,فإن مكان الوفاء
بالثمن يكون في الشارقة.
-2إذا كان الثمن ديناً مؤجالً :هذا يعني أن هناك اتفاق أو عرف قضي بتأجيل الثمن إلى أجل معلوم ,فإذا
لم يتفق المتبايعان على مكان معين للوفاء به ,في هذه الحالة يجب الوفاء به في موطن المشتري وقت حلول
األجل .بمعنى أنه على البائع الدائن أن يسعى إلى المشتري المدين الستيفاء الثمن في موطنه .و تجدر اإلشارة
هنا أن هذه القاعدة المتعلقة بوجوب الوفاء بالثمن في موطن المشتري إذا كان الثمن مؤجالً قاعدة مكملة ,
يجوز االتفاق على خالفها و تحديد مكان آخر للوفاء بالثمن ,كأن يحدد موطن البائع أو محل عمله أو مكان
آخر للوفاء بالثمن ,وفي هذه الحالة يكون هذا االتفاق ملزماً لهما .119
117د .سعدون العامري ,الوجيز في العقود المسماة ,عقدي البيع و االيجار 1974 ,م ,ص .163د .غني طه ,عقد البيع , 1970 ,ص.337
118د .عبدالخالق حسن ,عقد البيع ,الوجيز في شرح قانون المعامالت المدنية لدولة االمارات العربية المتحدة رقم ( , ) 5في -12-15
, 1985ج , 3طبعة 1429هـ 2008 -م ,أكاديمية شرطة دبي ,ص.221
119د .محمد يوسف الزعبي ,العقود المسماة ,شرح عقد البيع في القانون المدني ,الطبعة األولى ,مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع ,عمان
2004 ,م ,ص.448
50
ثالثا :حق المشتري في حبس الثمن
يحق للبائع أن يتقاضى المشتري متى كان الثمن مستحق األداء في ميعاد استحقاقه ولو جب اًر عليه .ولكن يجوز
للمشتري أن يمتنع في بعض الحاالت عن الوفاء بالثمن رغم استحقاقه ,و بحبسه في يده ,حددت المادة (
) 564كم القانون المدني هذه الحاالت بقولها -1 ":إذا رفعت على المشتري دعوى باستحقاق المبيع مستندة
إلى حق سابق على البيع أو آيل إليه من البائع جاز للمشتري أن يحتبس الثمن حتى يقدم البائع كفيالً مليئاً
يضمن للمشتري رد الثمن عند ثبوت االستحقاق و للبائع أن يطلب إلى المحكمة تكليف المشتري إيداع الثمن
لديها بدالً من تقديم الكفيل -2 .ويسري حكم الفقرة السابقة إذا تبين المشتري في المبيع عيباً قديماً مضموناً
على البائع".
يتضح من هذا النص فضالً عن كونه تطبيقاً للقواعد العامة ,120أن حاالت حبس الثمن من قبل المشتري
-1يجوز للمشتري الرجوع على البائع بضمان التعرض القانوني الصادر من الغير لو أنه كان قد دفع الثمن.
أما إذا لم يكن قد وفى الثمن كان األجدر له من الرجوع بالضمان أن يمتنع عن وفئه بعد استحقاقه .121ولكن
إذا كان التعرض وارداً على جزء من المبيع فقط .فإن المشتري ال يستطيع أن يحبس كل الثمن و إنما ما يوازي
51
-2إذا وجد أسباب يخشى معها المشتري أن ينزع المبيع من تحت يده .يجوز للمشتري أن يحبس الثمن عن
البائع إذا وجدت أسباب يخشى معها على المبيع أن يستحق و ينزع من تحت يده .ولكن يجب أن تكون هناك
أسباب جدية لتطبيق هذا الحكم كما لو ظهر أن المبيع غير مملوك أو ظهر أنه مثقل برهن .و يرجع تقدير
-3إذا كشف المشتري في المبيع عيباً خفياً موجباً للضمان و طلب الفسخ أو نقصان الثمن و لم يكن قد دفع
نصت المادة ( ) 1 / 380من قانون المعامالت المدنية على أنه ":يجبر المدين بعد إعذاره على تنفيذ ما
التزمه تنفيذاً عينياً متى كان ذلك ممكنا".
كما نصت المادة ( ) 272على أنه -1" :في العقود الملزمة للجانبين إذا لم يوف أحد المتعاقدين بما وجب
عليه بالعقد جاز للمتعاقد اآلخر بعد إعذاره المدين أن يطالب بتنفيذ العقد أو فسخه -2 .ويجوز للقاضي أن
يلزم المدين بالتنفيذ للحال أو ينظره إلى أجل مسمى وله أن يحكم بالفسخ و بالتعويض في كل حال إن كان له
مقتضى".
يتضح من هذا النص أن المشرع رتب جملة من الجزاءات على عدم تنفيذ المشتري اختيا اًر التزامه بدفع الثمن,
و تتمثل هذه الجزاءات فيما يلي:
-1التنفيذ العيني الجبري :و يقصد به إجبار المشتري عن طريق القضاء على الوفاء بعين ما التزم به وهو
ثمن المبيع ,ولما كان الثمن دائماً نقدياً ,فإن التنفيذ العيني يكون دائماً ممكناً وال يكون مرهقاً على وجه
قضاء إن امتنع عن الوفاء به في موعد استحقاقه أو تأخر عن
ً اإلطالق .124و يجبر المشتري على دفع الثمن
دفعه ,و يكون ذلك بالحجز على أمواله بما فيها المبيع إن وجد ,و بيعها و استيفاء حق البائع من ثمنها.
اوبري ورو ,دروس في القانون المدني ,باريس ,الطبعة السادسة ,الجزء , 5ص.102 123
د .عبدالحميد عثمان ,العقود المسماة ,عقد البيع , 2008 ,بدون ناشر ,ص .232 124
52
وال يجوز للقاضي إعطاء المشتري مهلة ف دفع الثمن إال إذا كان معس اًر و اقتضت حالته منحه أجالً للوفاء,
مالم يكن في التأجيل ضرر جسيم على البائع عندئذ ال يمنح هذا األجل القضائي .125
-2فسخ البيع :يكون للبائع أن يطلب فسخ البيع .و األصل أن يكون هذا الفسخ قضائياً ولكن ليس هناك ما
-1تحديد موعد معين ألداء الثمن :أن يتفق المتعاقدان في البيع على أنه في حال عدم قيام المشتري بالوفاء
-2تخلف المشتري عن أداء الثمن :يجب أيضا إلعمال الفسخ بإرادة البائع المنفردة أن يتقاعس المشتري عن
الوفاء بالثمن عند حلول الموعد المحدد ألدائه ,أما إذا قام المشتري بتنفيذ التزامه و الوفاء بالثمن فال يكون
-3أال يكون تخلف المشتري عن دفع الثمن بفعل البائع :يلزم إلعمال حق البائع في الفسخ ,أن يكون تأخير
المشتري راجعاً إلى فعله ؛ ألنه إذا كان له يد في ذلك فال ينفسخ عقد البيع من تلقاء نفسه حتى لو اختاره البائع
53
المبحث الثاني
إذا قام البائع بالتزامه بتسليم المبيع للمشتري ,بحيث يتمكن هذا األخير من حيازته و االنتفاع به ,128فإن
البائع تب أر ذمته من هذا االلتزام ,و يجب على المشتري أن يتسلمه ,فإن لم يفعل بالرغم من تمكنه من االستالم
يكون البائع قد قام بتنفيذ التزامه بالتسليم ,ولم يقم المشتري بتنفيذ التزامه بالتسلم .129
-1كيفية التسلم
تختلف كيفية تسلم المشتري للمبيع بحسب طبيعته ,فيتم تسليم المنقول بالتسلم الفعلي أو بتسلم الوثائق الخاصة
بالمبيع ,كسندات الملكية أو سندات الحقوق العينية و الشخصية و المعنوية المتنازل عنها ,كبراءات االختراع
و العالمات التجارية .ويتم تسلم العقار ,أي يكون المشتري تسلم تسلماً حكمياً بحيازته الشيء أو تسلم مفاتيحه
.و قد يحصل تسلم المبيع حكماً ,بتركه في يد البائع و ذلك بسبب 130
مع القدرة على التصرف فيه دون عائق
آخر كإيجار أو رهن أو وديعة ,أو باتفاق الطرفان على أمر معين إن وقع عد المشتري متسلماً للمبيع .131
-2شرط التسلم
128ماليري ,و أينيس ,العقود الخاصة 1996 ,م ,ص 195و ص.267
129د .رمضان أبو السعود ,العقود المسماة – عقد البيع , -دار النهضة العربية .272 ,
130د .السنهوري ,الوسيط في شرح القانون المدني ,الجزء الرابع ,المجلد األول ,البيع و المقايضة , 1960 ,ص.764
131المادة ( ) 560من قانون المعامالت المدنية.
54
يشترط لتسلم المبيع أن يقبضه المشتري بإذن من البائع صراحة أو ضمناً .أما إذا قبضه بدون إذنه كان للبائع
استرداد المبيع إذا كان القبض قد حصل قبل أداء الثمن ,ألن في ذلك غصب للضمان .و إذا قبض المشتري
المبيع دون إذن البائع و هلك ,اعتبر المشتري متسلماً للمبيع .132
يرتبط التزام المشتري باستالم المبيع ,من حيث المكان و الزمان بالتزام البائع بالتسلم .133و مكان التسليم هو
المكان الذي يوجد به الشيء المبيع عند البيع ,إال استثناء وذلك عند اتفاق البائع والمشتري على مكان غير
المكان الذي يوجد به الشيء المبيع .أما بالنسبة لزمان التسليم ،فيتم التسليم مباشرة بعد اتفاق المتعاقدين على
على أن األمر يختلف متى كانت طبيعة الشيء المبيع تقتضي وقتا من الزمن لتسليمه كما لو كانت بضائع أو
سلع يتطلب صنعها مدة من الزمن حيث يجب أن يكون وقت التسليم هو وقت انتهاء الصنع ,إذا فعلى المشتري
134
,ذلك أن البائع ملزم في األصل بتسليمه في هذا المكان , أن يتسلم المبيع في مكان وجوده عند التعاقد
على أنه إذا كان المشتري يجهل مكان وجود المبيع وقت التعاقد ,ثم علم به بعده ,فقد أعطاه المشرع الخيار
135
,و القصد من هذا الحكم لرفع الضرر الذي قد بين فسخ العقد أو إمضائه و تسلم المبيع في مكان وجوده
يصيب المشتري لو وجد المبيع في مكان بعيد و نتج عن ذلك صعوبة في نقله أو كلف ذلك مصاريف كثيرة
55
لو علم المشتري بكل ذلك لما رضى بالشراء .و بما أن اختالل الرضا يوجب في قانون المعامالت المدنية
اإلماراتي الخيار ,لهذا جعل المشرع العقد غير الزم في حق المشتري ,فهو بالخيار بين فسخه أو إمضائه.
جاز للبائع إعذار المشتري ,و ذلك إذا لم يقم المشتري باستالم المبيع ,أو تأخر في هذا االستالم فإن ذلك
136
,ويجوز للبائع أن يطلب التنفيذ العيني أو الفسخ مع التعويض و يخضع طلبه هذا يعد إخالالً منه بالتزامه
لسلطة المحكمة التقديرية .137وإذا تم هذا اإلعذار تحمل المشتري تبعة هالك المبيع و تلفه وفقاً لنص المادة
و المبيع قد يكون عقا اًر أو منقوالً .فإذا كان عقا اًر أو شيئاً معداً للبقاء ,فللبائع أن يعين حارساً
138
,و إذا كان
منقوالً فله أن يستصدر إذناً بإيداعه في مكان آخر حتى ال يظل شاغالً لمخازنه و معطالً لمصالحه و أعماله.
و فضالً عن ذلك كله فإنه يحق للبائع المطالبة بالتعويض عن أي ضرر لحق به نتيجة إخالل المشتري بالتزامه
,كالتعويض عن إشغال مخازن البائع بالبضاعة المبيعة التي رفض المشتري تسلمها أو تأخر في ذلك.
المبحث الثالث
136د .السنهوري ,الوسيط في شرح القانون المدني ,الجزء الرابع ,المجلد األول ,البيع و المقايضة , 1960 ,ص.745
137د .توفيق حسن فرج ,شرح أحكام عقد البيع ,الطبعة األولى 2012 ,م ,مكتبة الجامعة ,ص.586
138نصت المادة ( ) 349من قانون المعامالت المدنية على أنه " :إذا كان محل الوفاء شيئا معينا بالذات و كان الواجب أن يسلم في المكان
الذي يوجد فيه جاز للمدين بعد أن يعذر إلى الدائن بتسلمه أن يحصل على ترخيص من القضاء في إيداعه ,فإذا كان الشيء عقارا أو شيئا
معدا للبقاء حيث وجد ,جاز للمدين أن يطلب وضعه تحت الحراسة".
56
أوال :مصروفات البيع
تنص المادة ( ) 567من قانون المعامالت المدنية على أن " :نفقات تسليم الثمن و عقد البيع و تسجيله و
غير ذلك من نفقات تكون على المشتري و نفقات تسليم المبيع تكون على البائع ,كل ذلك مالم يوجد اتفاق أو
حمل كل من البائع و المشتري نفقات الوفاء بالتزاماته بموجب عقد البيع طبقاً
يتضح من النص أن المشرع قد ّ
للقاعدة العامة الواردة في المادة ( ) 363و التي تنص على أن " :تكون نفقات الوفاء على المدين إال إذا
اتفق القانون أو نص القانون على غير ذلك " .لذلك يلتزم البائع بدفع نفقات تسليم المبيع في مقابل التزام
و المقصود بنفقات التسليم النفقات الالزمة لتسلم المبيع ,كمصروفات نقله من مكان التسليم إلى مكان التسلم
أو إلى المكان الذي يريده المشتري بعد ذلك ,وكذلك الرسوم الجمركية و غيرها من الرسوم المقررة على المبيع
فيما يتعلق بعدم وجود اتفاق حول من يتحمل نفقات البيع و كان هناك عرف فيجب اتباعه في تحديد الشخص
الذي يتحمل هذه النفقات .فقد يقضي العرف أن يتحمل البائع و المشتري األجور مناصفة مثل مصاريف
و على ذلك يتحمل المشتري كل نفقات عقد البيع ,من أتعاب المحامي الذي يقوم بتحرير العقد ,و نفقات
التوثيق إذا كان العقد رسمياً و غير ذلك .أما المصروفات التي تلزم لتنفيذ البائع اللتزاماته ,كمصاريف تطهير
139د .السنهوري ,الوسيط في شرح القانون المدني ,الجزء الرابع ,المجلد األول ,البيع و المقايضة , 1960 ,ص.173
140د .سعدون العامري ,الوجيز في العقود المسماة ,عقدي البيع و االيجار 1974 ,م ,ص .163د .غني طه ,عقد البيع , 1970 ,ص.171
57
العقار من الرهون التأمينية المقيدة عليه ,و مصروفات إثبات ملكيته من جهة البائع ,فهذه المصاريف تقع
إذا أدى البائع النفقات الواجبة على المشتري كلها أو بعضها ,وجب على المشتري أن يردها إليها كلها أو
بعضها ,و إال جاز للبائع أن يطلب الحكم عليه بها ,بل أنه ال يوجد قانون ما يمنع البائع من حبس المبيع
حتى يرد له المشتري المصروفات , 142وال من طلب الفسخ إلخالل المشتري بالتزامه بدفع نفقات العقد ,ولكن
القاضي ال يجيبه إلى هذا الطلب وذلك إذا رأى في هذا اإلخالل ما يبرر الفسخ ,و تدخل هذه المصروفات
فيما يضمنه امتياز البائع طبقاً لنص المادتين ( ) 1147 , 1145اللتين تقرران امتياز للبائع لما يستحقه من
الثمن و ملحقاته .143كما يكون للبائع أن يدفع بعدم تنفيذ التزامه بتسليم المبيع إلى أن يستوفي كامل حقه من
ثمن و مصروفات.
على أن المشتري هو الذي ينفق بنفسه هذه النفقات ألنه صاحب المصلحة األولى في ثبوت العقد و إتمام
اإلجراءات الالزمة لنفاذ أثره ,فال يكون ثمة محل ألن يطالبه بها البائع.
مجمل المصروفات السابقة تخص العالقة بين المشتري و البائع ,و تكون على المشتري ,أما بالنسبة للغير
فيرجع إلى القواعد العامة ,فإذا اتفق البائع مع المحامي على تحرير العقد كان هو الملتزم بدفع األتعاب في
141د .حسن علي ,العقود المسماة ,عقد البيع 1954 ,م ,ص. 310و د .سعدون العامري ,الوجيز في العقود المسماة ,عقدي البيع و االيجار
1974 ,م ,ص .163د .غني طه ,عقد البيع , 1970 ,ص.172
142د .السنهوري ,الوسيط في شرح القانون المدني ,الجزء الرابع ,المجلد األول ,البيع و المقايضة , 1960 ,ص.420
143مجموعة األعمال التحضيرية ,ج , 7ص .326 , 321أن الحق الممتاز يشمل الثمن و الملحقات من فوائد و مصروفات.
58
مواجهة المحامي ,إذا كان كل من المشتري و البائع قد اتفق مع المحامي كان كل منهما ملتزماً نحوه بكامل
األتعاب .144على أن يرجع البائع على المشتري بعد ذلك بما يدفعه ما لم يتفق على غير ذلك .145
تنص المادة رقم ( ) 2 / 458على أنه " :و للمشتري ثمر المبيع و نماؤه من وقت تمام البيع ,و عليه
تكاليف المبيع من هذا الوقت أيضا .هذا مالم يوجد اتفاق أو عرف يقضي بغير ذلك".
يتضح من هذا النص أن من يحمل تكاليف المبيع هو إرادة المتعاقدين ,فإذا كان بينهم اتفاق ,وجب العمل
به ,و إذا لم يوجد يتم الرجوع للعرف ,فإذا لم يوجد أيضا فيكون على المشتري تحمل هذه التكاليف.
و تحمل المشتري لتكاليف المبيع يكون في مقابل حصوله على ثمار المبيع ,146و هذه التكاليف تشمل
الضرائب المفروضة على المبيع ,و مصاريف صيانته و استغالله ,فإذا كان البائع قد قام بإنفاق هذه
المصروفات التزم المشتري بردها إليه .و ألن التزام المشتري مرتبط بتكاليف المبيع بحقه في أخذ الثمار ,فإن
االتفاق على تأخير استحقاق المشتري لهذه الثمار إلى وقت معين يتضمن في الوقت نفسه اتفاقاً على عدم
144د .أنور سلطان ,الوجيز في العقود المسماة ,عقدي البيع و المقايضة ,1983 ,فقرة , 311ص.364
145د .منصور مصطفى منصور ,البيع و المقايضة و اإليجار 1957 ,م ,فقرة , 103ص.233
المذكرة االيضاحية ,المادة , 446ص281 146
59
الخاتمة:
و بعد االنتهاء من هذا البحث الذي تمحور على عقد البيع ,تبين لنا أهمية القواعد القانونية و تتمثل الفكرة
الرئيسية التي يقوم عليها البيع إلى توضيح الحقوق و االلتزامات التي تقع على عاتق أطراف العقد .و عملية
البيع من األمور الحساسة التي تنبني عليها الكثير من األمور األخرى من حيث التسهيل على األفراد للحصول
على حاجاتهم.
و يكتسي البيع في عصرنا الحالي دو ار كبي ار على مستوى األفراد أو مستوى الشركات و الدول ,و نظ ار ألهمية
البيع ,فإن المشرع تدخل لتنظيم هذا المجال عن طريق إصدار تشريعات.
و ألن عقد البيع يخضع للقواعد العامة التي تنظم العقود الملزمة للجانبين ,فإنه يجب أن تتوافر لدى البائع و
المشتري األهلية إلبرام هذا العقد و تراضي الطرفين المتبايعين على كافة العناصر األساسية للعقد و خاصة
الشيء المبيع.
و من خالل استعراض ما جاء به البحث ,توصل الباحث إلى النتائج و التوصيات اآلتية:
60
-أوال :النتائج:
-1عقد البيع كسائر العقود يجب أن تتوافر فيه الشروط العامة التي يتطلبها القانون في العقد كالتراضي
و المحل و السبب.
-2ثبت في القانون اإلماراتي أن عقد البيع من العقود الرضائية التي تنعقد بمجرد اإليجاب و القبول ,وال
يحتاج انعقاده إلى أي إجراء شكلي ,إال أن قاعدة الرضائية ليست معلقة بالنظام العام ,حيث أنه يجوز
-3أن ضمان العيب الخفي يعتبر نتيجة الزمة لاللتزام بالتسليم ,إذ يلتزم البائع بتسليم الشيء المتفق عليه
خالياً من العيوب الخفية ,و يفترض في التسليم مطابقة الشيء المسلم للمبيع المتفق عليه ,فإذا كان
المبيع معيب بعيب ظاهري ,يحق عندها للمشتري أن يرفض تسلمه ,فإذا تسلمه يسقط حقه في الرجوع
-4إن فسخ العقد بسبب تخلف المشتري عن الوفاء بالثمن يقتضي إعادة المتعاقدين إلى الحالة التي كانا
عليها قبل التعاقد ,فعلى المشتري إعادة المبيع للبائع ,و على البائع إعادة ما قبض من الثمن.
ثانيا :التوصيات:
-1دعوة القضاء و المحاكم إلى اللجوء للوسائل الحديثة و ذلك لمواكبة التطور الحاصل ,حيث تكون عقود
البيع تتم بواسطة خدمات االنترنت و مقترنة بالمحاكم لتسهيل الرجوع إليها ,و حماية كل من البائع و
المشتري من الخالفات.
61
-2الدعوة إلى األخذ بما توصلت إليه اجتهادات محاكم التمييز العربية من استنتاجات و ق اررات هامة و
جعلها مبادئ مستقرة لتكون إضافة لما هو موجود و تسد ما يعتري القانون من نقص أو خلل أو غموض
,لعل في ذلك ما يثري النظام القانوني اإلماراتي المتعلق بالبيع بقواعد اجتهادية تحل ما يعلق أمام المحاكم
)3د .إسماعيل غانم ,الوجيز في عقد البيع ,المطبعة العالمية ,القاهرة , 1963 ,ص , 16د .أنور
سلطان و د .جالل العدوي ,العقود المسماة :عقد البيع ,مطابع رمسيس ,اإلسكندرية .1966 ,
)4د .توفيق فرج ,شرح أحكام عقد البيع ,الطبعة األولى , 2012 ,مكتبة الجامعة.
)6د .سليمان مرقص ,شرح القانون المدني ,العقود المسماة ,المجلد األول ,عقد البيع ,الطبعة الرابعة
62
)7د .عبدالخالق حسن أحمد ,عقد البيع ,الوجيز في شرح قانون المعامالت المدنية لدولة االمارات
العربية المتحدة رقم ( , ) 5في , 1985-12-15ج , 3طبعة 1429هـ 2008 -م ,أكاديمية
شرطة دبي.
)9د .منصور مصطفى منصور ,البيع و المقايضة و اإليجار 1957 ,م ,فقرة.103
د .عبدالرزاق السنهوري ,الوسيط في شرح القانون المدني ,الجزء الرابع ,المجلد األول ,البيع )10
د .أمجد محمد ,عقد البيع في القانون المدني األردني 2002 ,م ,مجلد , 17عدد , 8 )11
جامعة مؤتة.
د .أنور سلطان ,شرح عقدي البيع و المقايضة ,دراسة مقارنة في القانونين المصري و )12
د .أيمن محمد زين ,القيمة القانونية ألدلة المفاوضات و دورها في تفسير العقد المكتوب , )13
د .جاسم علي الشامسي ,عقد البيع في ضوء قانون المعامالت المدنية لدولة االمارات العربية )14
المتحدة ,مطبوعات جامعة االمارات العربية المتحدة 1419 / 1418 ,هـ 1998 – 1997 -م.
د .خميس خضر ,العقود المدنية الكبيرة ,البيع و التأمين و اإليجار ,الطبعة الثانية ,دار )15
د .رمضان أبو السعود ,العقود المسماة – عقد البيع , -دار النهضة العربية. )16
63
د .سعدون العامري ,الوجيز في العقود المسماة عقدي البيع و االيجار .1974 , )17
د .سلطان ,العقود المسماة :عقد البيع ,مطابع رمسيس ,اإلسكندرية .1966 , )18
د .سمير عبد السيد تناغو ,عقد البيع ,الطبعة األولى , 2009,مكتبة الوفاء القانونية. )19
د .عبدالحميد عثمان ,العقود المسماة ,عقد البيع , 2008 ,بدون ناشر. )20
د .عبدالمنعم البدراوي ,عقد البيع و المقايضة 1958 ,م ,بدون ناشر. )21
د .عدنان سرحان ,أحكام البيع في قانون المعامالت المدنية اإلماراتية ,الطبعة الثانية ,عمان )22
د .علي هادي العبيدي ,الوجيز في شرح القانون المدني األردني ,العقود المسماة ,في البيع )23
د .محمد حسنين ،عقد البيع في القانون المدني ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة الرابعة )25
د .محمد كامل مرسي باشا ،شرح القانون المدني ،العقود المسماة ،عقد البيع و عقب )26
المقايضة ،تنقيح للمستشار محمد علي سكيكر و المستشار معتز كامل مرسي ،منشأة المعارف
د .محمد يوسف الزعبي ,العقود المسماة ,شرح عقد البيع في القانون المدني ,الطبعة األولى )27
64
د .مصطفى الزرقا ,شرح القانون المدني السوري ,العقود المسماة ,عقد البيع و المقايضة , )28
65
66