You are on page 1of 17

‫فلسفة التربية ودورها في بناء منظومة إقتصادية ناجحة‬

‫أ)‪ -‬مفهوم فلسفة التربية‪:‬‬


‫تحدد المنطلقات الفكرية للعمل التربوي‪ ،‬والذي هو‬
‫فلسفة التربية هي الفلسفة التي ّ‬
‫المكونة للمنظومة المجتمعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عمل منظومة فرعية لكنها أساسية من جملة المنظومات‬
‫فالنظام التربوي هو الذي يقوم بتحقيق هذه الفلسفة العامة لمجتمع ما فتسعى فلسفة‬
‫التربية إلى تحديد غايات التربية وعليها أن تجيب عن إشكاليتين رئيسيتين‪:‬‬
‫*‪ -‬لماذا ُنعلّم ونتعلّم ؟‬
‫*‪ -‬ما مواصفات اإلنسان نتاج التربية المنشودة؟‪.‬‬
‫ب)‪ -‬غايات التربية‪!:‬‬
‫إختلفت غاي ات التربي ة ب اختالف الفالس فة والم ذاهب الفلس فية وب اختالف العص ور‬
‫واألوطان إال أنهم اتفقوا على الغاية في المحافظة على مقومات اإلنسان المتكامل من حيث‬
‫الب دن والفك ر والعواط ف واألخالق‪ ،‬وأيض ا اكتس اب المعرف ة وتنمي ة ال ذات والق درات‬
‫الشخصية والتكيف مع المجتمع‪ ،‬لكن اختالفهم كان حول مفهومهم لألخالق وعلى نظرتهم‬
‫لمقومات اإلنسان المتكامل‪.‬‬
‫حددت اليونسكو الغايات األربعة الرئيسية للتربية حسب تقرير ديلور سنة ‪1996‬‬
‫ّ‬
‫أي ما يسمى بالدعائم األربعة للتربية‪.‬‬
‫‪ -)1‬التعلم للمعرف!!!ة‪( :‬تعلّم لتع رف) وإ ذا ك انت ه ذه الغاي ة قديم ة حيث ارتبطت‬
‫أن عملي ة اكتس اب اإلنس ان‬
‫المعرف ة ب التعلّم وهم ا عمليت ان متالزمت ان إال أن الجدي د ه و ّ‬
‫للمعرفة في الوقت المعاصر يختلف عن سابقه‪.‬‬
‫‪ -)1-1‬كيف تعرف ؟ ال م!!اذا تع!!رف ؟‪ :‬حيث ك ان التعليم في الماض ي ير ّك ز على‬
‫كم المعلوم ات والمع ارف المكتس بة (م اذا تع رف)‪ ،‬ال على الوس يلة ال تي يتم الحص ول به ا‬
‫ّ‬
‫على المعرفة (كيف تعرف)‪.‬‬
‫ألي كان أن ُيلِّم بجميع معطيات‬
‫ومع ظاهرة االنفجار المعرفي أصبح من الصعب ّ‬
‫ص ما‪ .‬ل ذا أصبحت األولوية في معرف ة الكيفية التي يحص ل بها االنس ان‬
‫تخص ّ‬
‫ُ‬ ‫ومع ارف‬
‫على المعرف ة‪ ،‬من التحكم في األدوات البحثي ة والمعلوماتي ة إلى المن اهج العلمي ة‪ ،‬ليس تطيع‬
‫التعلّم والبحث ذاتيا‪.‬‬
‫‪ -)1-2‬تراكم المعلومات ال يعني زيادة المعرفة‪ :‬ويذهب هذا األمر عكس االعتقاد‬
‫الس ائد وال ذي مف اده أن ه كلم ا ت وفرت المعلوم ات وت راكمت زادت المعرف ة‪ ،‬حيث يحتم‬
‫العص ر التكنول وجي االنتق ال من الطبيع ة التراكمي ة المعرف ة إلى الطبيع ة البنائي ة‪ ،‬ح تى ال‬
‫تضيع المعرفة في خضم المعلومات الكثيرة‪ ،‬لذا يجب أن يكون العقل البشري قادر على‬
‫توليد معرفة جديدة ونافعة من المعلومات المتوفّرة عن طريق انتقاء المعلومات‪.‬‬
‫‪ -)1-3‬تكامل المعرفة وإ تساع نطاقها‪ :‬لقد أص بحت المعرف ة في الوقت المعاصر‬
‫منظومة شديدة التعقيد واالندماج تتداخل فيها اإلنسانيات مع الطبيعيات والعلوم مع الفنون‬
‫مم ا يس تلزم التخلّص من نزع ة التخص ص الض يِّق‪ ،‬إض افة إلى أن التك وين المتواص ل‬
‫والتعلّم مدى الحياة أصبح مطلبا رئيسيا في هذا العصر‪ ،‬لذا وجب التخلص من نم ط التعليم‬
‫والتح ول إلى النزع ة االيجابي ة القائم ة على البحث ال دائم‬
‫ّ‬ ‫التقلي دي الق ائم على التلقي‬
‫واالستكشاف‪.‬‬

‫‪ -2‬التعلُّم للعمل (تعلّم لتعمل)‪ّ :‬‬


‫إن تغير طبيعة العم ل ونمطه وأشكاله‪ ،‬فلم يعد في‬
‫عصرنا الحالي كسابقه في عصر الصناعة‪ ،‬مما يفرض على التربية وجوب إعداد أجيال‬
‫جدي دة ت واكب ع الم الش غل وق ادرة على التعام ل م ع الع والم االفتراض ية وذل ك باكتس ابهم‬
‫معارف ومهارات جديدة‪ ،‬مثل مهارات الحوار عن بعد والتفاعل مع المكتشفات العلمية‪،‬‬
‫ومهارات التنقل بين الواقع واالفتراضي‪ ،‬والعمل الجماعي‪ ،‬والعمل أثناء التنقل والحركة‪.‬‬
‫ففي عصرنا الحالي ومع التقدم التكنولوجي إنهارت الحدود الزمانية والمكانية بين اإلنسان‬
‫التطورات بإتباع أسلوب التعلُّم في العمل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وعمله مما يتطلب إعداد األفراد لمسايره هذه‬
‫‪ -3‬تعلَّم لتكون‪ :‬وتسعى هذه الغاية إلى تنمية الفرد بدنيا وذهنيا ووج دانيا من خالل‬
‫إض فاء الط ابع الشخص ي على عملي ة التعلِّم ب ان تجع ل المتعلِّم مح ور العملي ة التعليمي ة‬
‫باس تخدام األس اليب والوس ائل والمن اهج البيداغوجي ة ال تي تس تجيب لحاج ات المتعلّم م ع‬
‫مراعاة مبدأ االختالفات الفردية بين المتعلمين‪ ،‬وهذا لتنمية الشعور بالمسؤولية وإ ضفاء‬
‫التحول من أسلوب التلقين في التعليم إلى أسلوب‬
‫ّ‬ ‫مبدأ االيجابية وال يتم ذلك إال عن طريق‬
‫المدرس والتوسع في أساليب‬
‫التفاعل القائم على االيجابية والنقاش والحوار وتقليص سلطة ّ‬
‫التعلّم ذاتيا من أجل تنمية اإلبداع والخيال عند المتعلّم باستخدام تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬
‫‪ -4‬تعلّم للعيش م!!!ع اآلخ!!!رين‪(:‬تعلّم لتش ارك اآلخ رين) ظه رت ه ذه الغاي ة م ع‬
‫المحلي ة‬
‫ّ‬ ‫أدى إلى توسيع بيئة حياة اإلنسان من البيئة‬
‫التطورات التي فرضتها العولمة مما ّ‬‫ّ‬
‫إلى بيئ ة الع الم على اتس اعه‪ ،‬نظ ًرا لتط ور وس ائل االتص ال االجتم اعي‪ ،‬مم ا يف رض على‬
‫التربي ة المعاص رة مواكب ة ه ذه التغ يرات من خالل ه ذه ال دعوة إلى التخلص من نزع ات‬
‫التعصب والعنف‪ ،‬وذلك بتدريس تاريخ الحض ارات والجغرافيا البشرية‪ ،‬واللغات‪ ،‬لتنمية‬
‫ال وعي بالقواس م المش تركة بين الثقاف ات والحض ارات اإلنس انية بم ا يفض ي إلى اكتش اف‬
‫اآلخ ر من خالل اكتش اف ال ذات‪ ،‬وه ذا ال يك ون إال بتنمي ة مه ارات الح وار واإلقن اع‬
‫والرغبة في المشاركة والتبادل والتصدي للعدوانية وكراهية اآلخر‪.‬‬
‫المهارات المتعلّقة بعالم العمل‪:‬‬
‫‪ -/1‬المهارات األساسية‪ :‬هي في أبسط أشكالها القراءة والكتابة والحساب الالزمة‬
‫ويش كل إمتالك ه ذه‬
‫للحص ول على عم ل ذي أج ر ك اف لتلبي ة الحاج ات اليومي ة للف رد‪ُ ،‬‬
‫األساسيات شرطا مسبقًا الزما لمواصلة التعليم والتدريب والكتساب المهارات القابلة للنقل‬
‫ثم المهارات التقنية والمهنية‪.‬‬
‫‪ -/2‬المهارات القابلة للنقل‪ :‬يتطلّب إيجاد عمل واالحتفاظ به مجموعة واسعة من‬
‫المه ارات الممكن نقله ا وتطويعه ا لش تى احتياج ات وبيئ ات العم ل‪ ،‬وتش مل ه ذه المه ارات‬
‫القدرة‬
‫على تحلي ل المش كالت والوص ول إلى حل ول مناس بة‪ ،‬والق درة على التعب ير عن األفك ار‬
‫وإ بالغ المعلوم ات بص ورة فعال ة وملك ه اإلب داع والمق درة القيادي ة والح رص على حس ن‬
‫األداء‪ ،‬وتكتسب هذه المهارات إلى ٍّ‬
‫حد ما خارج البيئة المدرسية‪ ،‬إال أنه يمكن تنميتها أكثر‬
‫من خالل التعليم والتدريب‪.‬‬
‫‪ -/3‬المه!!ارات التقني!!ة والمهني!!ة‪ !:‬ثم ة وظ ائف عدي دة تتطلب امتالك معرف ة تقني ة‬
‫معين ة‪ ،‬مث ل األنش طة المكتبي ة ب اإلعالم اآللي‪ ،‬األنش طة الفالحي ة‪ ،‬الص يانة الميكانيكي ة‪،‬‬
‫ويمكن اكتساب هذه المهارات التقنية والمهنية عن طريق برامج التكوين المقترنة بالتعليم‬
‫الث انوي أو عن طريق التعليم التقني والمهني النظامي أو أيضا عن طريق التلمذة المهنية‬
‫التقليدية‪.‬‬
‫يسمى بمهارات القرن‬
‫مالحظة‪ :‬إن التركيز على أهمية المهارات القابلة للنقل أو ما ّ‬
‫أدى إلى التفك ير في مض امين التعليم الحديث ة وأس اليبه من أج ل أداء‬
‫الح ادي والعش رين ق د ّ‬
‫وظيفت ه االقتص ادية من أج ل خل ق روح اإلب داع عن د المتعلّم والمب ادرة في ظ ل المنافس ة‬
‫الشديدة‬
‫تحددها الدولة (السلطة المركزية)‪ ،‬يقصد‬
‫فلم تصبح المعارف المكتسبة أهداف قبلية ّ‬
‫المتجددة فهي ليس ت‬
‫ّ‬ ‫تحددها المدارس والمعلمون والجماعات؛ حسب الحاجة‬
‫ماهي معارف ّ‬
‫مع ارف تكتس ب بمج ّرد نقله ا‪ ،‬ب ل تُستكش ف ويبحث عنه ا وتخت بر وتبت دع بحس ب حاج ة‬
‫الناس‪.‬‬
‫فلسفة االستثمار في رأس المال البشري‬
‫مفهوم رأس المال البشري‪:‬‬ ‫أ)‬
‫رأس المال البشري هو مجموعة األصول التي يجلبها الفرد معه إلى المؤسسة مثل‬
‫التعليم والتكوين في الوظائف السابقة والعمر والخبرة المهنية وغيرها‪ ،‬وهي في مجموعها‬
‫وتراكمه ا (من مجموع ة األف راد الع املين في المؤسس ة) ُيطل ق عليه ا رأس الم ال البش ري‪،‬‬
‫وهذه األصول أو العناصر التي يجلبها كل فرد إلى المؤسسة يفترض أيضاأن تؤدي إلى‬
‫ؤدي إلى زي ادة قيم ة الف رد في نظ ر‬
‫إح داث ت أثيرات إيجابي ة وإ لى تحقي ق التق دم المه ني وت ّ‬
‫إدارة المؤسسة‪.‬‬
‫رأس الم ال البش ري ه و المعرف ة والمه ارات واالمكان ات والق درات والص فات‬
‫والخصائص المختلفة الكامنة في األفراد والتي لها صلة وإ رتباطات بالنشاط االقتصادي‪.‬‬
‫ب) مفهوم االستثمار في رأس المال البشري‪:‬‬
‫‪ -‬ه و اإلنف اق على تط وير ق درات ومه ارات االنس ان على نح و ُي ِّ‬
‫مكن ه من زي ادة‬
‫إنتاجيته‪.‬‬
‫‪ -‬إس تخدام ج زء من م دخرات المجتم ع أو األف راد في تط وير ق درات ومه ارات‬
‫ومعلوم ات وس لوكيات الف رد به دف رف ع طاقت ه االنتاجي ة وبالت الي طاق ة المجتم ع الكلي ة‬
‫إلنت اج مزي د من الس لع والخ دمات ال تي تحق ق الرفاهي ة للمجتم ع وك ذلك إلع داده ليك ون‬
‫مواطنا صالحا في المجتمع‪.‬‬
‫ج) أهمية االستثمار في رأس المال البشري‪:‬‬
‫يقول آدم سميث‪ " :‬إن كافة القدرات المكتسبة والنافعة لدى سائر أعضاء المجتمع‬
‫تعت بر ركن ا أساس يا في مفه وم رأس الم ال الث ابت‪ ،‬حقيق ة إن إكتس اب الق درة أثن اء التعلم‬
‫ُيكل ف نفق ات مالي ة‪ ،‬وم ع ذل ك تُع ُّد ه ذه الم واهب ج ً‬
‫زءا هام ا من ث روة الف رد ال تي تش ّكل‬
‫جزءأ رئيسيا من ثروة المجتمع الذي ينتمي إليه‪.‬‬
‫ً‬ ‫بدورها‬
‫كم ا أك د ألف !!رد مارش !!ال على أهمي ة االس تثمار في رأس الم ال البش ري باعتب اره‬
‫معتبرا أن أعلى أنواع رأس المال قيمة هو رأس المال الذي يستثمر في‬
‫ً‬ ‫إستثمارا وطنيا‪،‬‬
‫االنسان إذ عن طريق اإلنسان تتقدم األمم‪ ،‬واالقتصاد ذاته ذو قيمة محدودة إن لم ُيستغل‬
‫في س بيل التق ّدم وذل ك عن طري ق الق وى البش رية ال تي تح ِّول ال ثروات من مج رد كمي ات‬
‫نوعية إلى طاقات تكنولوجية متنوعة تحقق التقدم المنشود‪.‬‬
‫د) االستثمار! في التعليم وفق نظرية شولتر‪:‬‬
‫رك ز ش !!ولتز إهتمام ه على عملي ة التعليم باعتباره ا إس تثمار الزم لتنمي ة الم وارد‬
‫البشرية‪ ،‬وبأنها شكل من أشكال رأس المال‪ ،‬ومن ثمة أطلق على التعليم إسم رأس المال‬
‫جزءا من الفرد‬
‫ً‬ ‫البشري طالما أنه يصبح جزء من الفرد الذي يتلقاه‪ ،‬وبما أن الجزء أصبح‬

‫ذات ه فإن ه ال يمكن بيع ه أو ش رائه‪ ،‬أو معاملت ه كح ق ممل وك للمؤسس ة وب الرغم من ذل ك‬
‫عد شكالً من أشكال رأس المال طالما أنه يحقق خدمة منتج ة ذات‬
‫فإن هذا الجزء (التعليم) ُي ّ‬
‫قيمة اقتصادية‪.‬‬
‫حدد شولتز نوعين من األعباء التي تدخل في التعليم‪.‬‬
‫ففي مجال التعليم ّ‬
‫‪ -‬الم داخيل الض ائعة للف رد وال تي ك ان يمكن ه الحص ول عليه ا ل و أن ه لم يلتح ق‬
‫بالتعليم‪.‬‬
‫‪ -‬الموارد الالزمة إلتمام عملية التعليم ذاتها (تكلفة الخدمات التعليمية التي تقدمها‬
‫المدرسة من أجور‪ ،‬مواد مستخدمة في التعليم‪ ،‬ممتلكات‪ ،‬أعباء أخرى)‪.‬‬
‫حس ب ش ولتز نج د أن العالق ة بين التعليم وال دخل تس تند إلى مجموع ة من المب ادئ‬
‫والمسلّمات والفرضيات العملية التي تش ّكل نظرية رأس المال البشري والتي مفادها في أن‬
‫التعليم ي ّزود الق وة العامل ة ب الخبرات والمه ارات العلمي ة والعملي ة والق درات ال تي تزي د من‬
‫مواهبهم وسلوكياتهم في تحسين كم وجودة االنتاج‪ ،‬فالعمالة األكثر تعليما تكون أكثر إنتاجا‬
‫وبذلك تدفع لها أجور وحوافز أعلى مع ثبات العوامل األخرى‪.‬‬

‫يتجس د في ال ثروة البش رية ويجلب عوائ د‬


‫ّ‬ ‫ومن ثم ُيع د التعليم إس تثمار طوي ل الم دى‬
‫إقتص ادية أك بر من االس تثمار في رأس الم ال الط بيعي‪ ،‬وعلي ه يس اهم التعليم في ت ذويب‬
‫الف وارق االقتص ادية واالجتماعي ة بين أف راد المجتم ع‪ ،‬كم ا ُيس اهم في ح راكهم االقتص ادي‬
‫واإلجتم اعي لالنتق ال من مس تويات معيش ية أق ل إلى مس تويات أعلى وأفض ل على الم دى‬
‫الطوي ل لعم ر االنس ان وبالت الي ُيس اهم التعليم في ال دخل الوط ني وفي مع دالت التنمي ة‬
‫االجتماعية واالقتصادية للمجتمع‪.‬‬
‫وقد أثار شولتز نقطتين هامتين في مجال االستثمار في التعليم‪:‬‬
‫‪ -‬تجاهل وإ همال دراسة رأس المال البشري سابقا‪.‬‬
‫‪ -‬العامل المعنوي أو النفسي المتعلق بمعاملة التعليم كإستثمار في اإلنسان‬
‫ه) قيود االستثمار في رأس المال البشري‪:‬‬
‫هن اك بعض القي ود ال تي يجب أن تأخ ذها المؤسس ة بعين االعتب ار عن د تطبيقه ا‬
‫للمفاهيم االقتصادية لالستثمار في رأس المال البشري‪.‬‬
‫‪ -‬إختالف خص ائص رأس الم ال البش ري عن خص ائص رأس الم ال الم ادي مث ل‬
‫ع دم إرتب اط مال ك رأس الم ال البش ري باالس تثمار البش ري بص فة شخص ية‪ ،‬فب الرغم أن‬
‫الفرد يمكنه تأجير إستثماره لصاحب العمل إالّ أنه ال يستطيع بيعه كما تبيع المؤسسة آلة‬
‫ال تحتاجها‪.‬‬
‫‪ -‬ع دم إهتالك رأس الم ال البش ري بالطريق ة التقليدي ة لحس اب االهتالك ات (حيث‬
‫معدل المخاطرة في االستثمار‬
‫يمكن فقدانه كلّية بموت صاحبه) وهذا ما يؤدي إلى زيادة ّ‬
‫البشري‪.‬‬
‫‪ -‬يتطلب االس تثمار في رأس الم ال البش ري وقت أط ول نس بيا عن وقت االس تثمار‬
‫المادي‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة معرفة التكاليف الحقيقية لالستثمار في رأس المال البشري (الفرد ينفق‬
‫على المأكل‪ ،‬الملبس‪ ،‬المسكن‪ ،‬التعليم‪ ،‬الرعاية الصحية وغيرها)‪.‬‬

‫الفقر والبطالة في المنظومة االقتصادية‬

‫أ)‪ -‬الفجوة الموجودة بين التعليم والعمالة‪:‬‬

‫ينبغي الت ذكير ب أن مص اعب التوفي ق بين طلب س وق العم ل ومجموع ة المه ارات‬
‫ال تي تكتس ب في التعليم والتك وين ليس أم ًرأ جدي ًدا‪ ،‬وينبغي االنتب اه إلى أن بطال ة الش باب‬
‫دل على ع دم التناس ب بين مط الب العمال ة والمه ارات المكتس بة في التعليم‬ ‫ع دا كونه ا ت ُّ‬

‫والتكوين ذات صلة أيضا بخيارات السياسة االقتصادية و المسؤوليات السياسية‪.‬‬


‫ومع ذلك فإن إتجاهات العمالة حاليا تشكك في الصلة القائمة منذ زمن طويل بين‬
‫التعليم النظامي والعمالة‪ ،‬صلة طالما إستند إليها الخطاب اإلنمائي الدولي لترشيد االستثمار‬
‫المتخرج في العالم في حصولهم على وظيفة عمل‬
‫ّ‬ ‫في رأس المال البشري‪ ،‬فخيبة الشباب‬
‫جعلهم يشككون في عوائد االستثمار في مسارات التعليم التقليدية‪.‬‬
‫ل ذا أق ترحت بعض الحل ول لمعالج ة ه ذه الفج وة الموج ودة بين التعليم والتك وين‬
‫النظاميين وعالم الشغل‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة تدريب العاملين وبرامج الفرصة الثانية‪.‬‬
‫‪ -‬تقوية الشراكة بين مؤسسات التعليم مع القطاع االقتصادي‪.‬‬
‫الطور العلمي والتكنولوجي‪ ،‬وما يصحبها من إحتياجات إلى مهارات جديدة‬
‫‪ -‬مع ّ‬
‫أصبح وجودها أصعب فأصعب‪ ،‬لذا وجب إقامة نظام تعليم ومهارات مهنية أفضل ينطوي‬
‫على تنوي ع ومرون ة أك بر بحيث يفس ح المج ال لتك ييف الكف اءات وفق ا لالحتياج ات س ريعة‬
‫التغ ُّير‪ ،‬فه و يف ترض ض مان أن يك ون االش خاص أك ثر مرون ة وق ادرين على تحص يل‬
‫تكي ف مهني بفعالية كبيرة وذلك من أجل ِّ‬
‫الحد من البطالة‪ ،‬وقدرة سوق‬ ‫وتطبيق كفاءات ّ‬
‫العمل على استيعاب أكبر قدر ممكن من اليد العاملة المؤهلة‪.‬‬

‫ب)‪ -‬البطالة‪:‬‬
‫‪ -1‬مفه!!وم البطال!!ة‪ :‬ه و ع دم ق درة االنس ان‪ ،‬الق ادر على العم ل الول وج إلى س وق‬
‫العم ل أو ع دم حص ول ك ل ف رد راغب في العم ل على مقاب ل تعويض ي مج ٍز وس خي فق د‬
‫معين من األجر‪.‬‬
‫ربط االقتصاديون تعريف البطالة بمستوى ّ‬
‫‪ -2‬أنواع البطالة‪:‬‬
‫‪ -2-1‬البطالة الهيكلية‪ :‬وهي البطال ة الناتج ة عن إع ادة هيكل ة النش اط االقتص ادي‬
‫وع ادة م ا ينتج عن ه تس ريح العم ال ونظ را الس تخدام تكنولوجي ا حديث ة أو نق ل النش اط‬
‫االنتاجي إلى دول أخرى لالستفادة من المزايا المختلفة‪ ،‬وذلك من أجل التخفيف من أعباء‬
‫الموارد البشرية‪.‬‬
‫‪ -2-2‬البطال!!!ة الدوري!!!ة‪:‬ج اءت ه ذه التس مية من إرتب اط ه ذه البطال ة بال دورة‬
‫االقتص ادية‪ ،‬وهي التقلب ات الدوري ة ال تي تط رأ على النش اط االقتص ادي من االزده ار‬
‫والرواج إلى حالة الركود والكساد‪ ،‬مما يؤدي إلى إنخفاض الطلب على اليد العاملة‪.‬‬
‫‪ -2-3‬البطال!!ة االحتكاكي!!ة‪:‬تح دث بس بب التنقالت المس تمرة للع املين بين المن اطق‬
‫والمهن المختلف ة وتنش أ بس بب نقص المعلوم ات ل دى الب احثين عن العم ل‪ ،‬ول دى أص حاب‬
‫األعمال الذين تتوافر لديهم فرص العمل‪ ،‬أي عدم إلتقاء جانب الطلب مع جانب العرض‪.‬‬
‫وق د ب دأ ه ذا الن وع من البطال ة ي زول نظ را للتط ور التكنول وجي ووس ائل التواص ل‬
‫ميسرا بالوسائط المعلوماتية‪.‬‬
‫ً‬ ‫اإلجتماعي والمهني‪ ،‬مما جعل االلتقاء‬
‫‪ -2-4‬البطال!!ة الس!!افرة (الص!!ريحة)‪:‬وتتمث ل بالش كل الواض ح لف ائض الع رض في‬
‫سوق العمل مقارنة بالطلب عليه‪ ،‬ويرجع تزايد هذا النوع من البطالة إلى عدم التوافق بين‬
‫النمو السكاني وطلبات العمل وبطء النمو االقتصادي مما يؤدي إلى تقليل فرص العمل‪.‬‬
‫‪ -2-5‬البطال!!ة المقنع!!ة‪:‬ويقص د به ا تل ك الحال ة ال تي يتك ّدس فيه ا ع دد كب ير من‬
‫العم ال بش كل يف وق الحاج ة الفعلي ة للعم ل بحيث إذا س حبت تل ك العمال ة الزائ دة من أم اكن‬
‫عمله ا ف إن حجم االنت اج لن ينخفض‪ ،‬ون رى ه ذا الن وع من البطال ة كث يرا في المؤسس ات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ -2-6‬البطال !!ة الموس !!مية‪:‬ال تي تنش أ عن تذب ذب الطلب عن العم ل خالل أوق ات‬
‫معينة من السنة وظهر البطالة الموسمية خاصة في األنشطة السياحية والفالحية والبناء‪.‬‬
‫ج‪ /‬الفقر‪:‬‬
‫‪ -1‬مفه !!وم الفق !!ر‪ :‬ه و الحرم ان من الم وارد االقتص ادية ال تي تم ّكن ه من إش باع‬
‫حاجاته االساسية بنحو مالئم‪.‬‬
‫يعت بر الش خص فق ًيرا إذ ك ان ال دخل المت أتي ل ه غ ير ك اف للحص ول على أدنى‬
‫مستوى من الحاجيات للحفاظ على نشاطات حياته وحيويتها‪.‬‬
‫أ)‪ -‬أنواع الفقر‪:‬‬
‫‪ -/1‬الفقر المدقع‪ :‬عندما ال يستطيع االنسان تلبية حاجاته الغذائية االساسية اليومية‬
‫وال تي ق درت حس ب البن ك ال دولي وحس ب برن امج األمم المتح دة االنم ائي (‪ 1800‬س عرة‬
‫حرارية في اليوم للشخص الواحد)‪.‬‬
‫‪ -/2‬الفقر النسبي‪ !:‬عندما ال يستطيع االنسان تلبية حاجاته االساسية سوى‬
‫الحاجات الغذائية‪ ،‬كاللباس‪ ،‬الطاقة‪ ،‬السكن‪.‬‬
‫‪ -/3‬عوامل الفقر الخسة الكبرى‪:‬‬
‫‪ -‬الجهل‪.‬‬
‫‪ -‬المرض‪.‬‬
‫‪ -‬الالمباالة‪ :‬عندما ال يعير الناس أي إهتمام‪ ،‬أو عندما يشعرون بالعجز بحيث أنهم‬
‫ال يحاولون تغيير األمور لعمل الصواب و لتحسين أوضاعهم‪.‬‬
‫‪ -‬التض ليل (الفس اد)‪ :‬عن د يتم تحوي ل الم وارد الم راد اس تخدامها في الخ دمات‬
‫المجتمعية من أجل تحقيق مصلحة خاصة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلتك ال‪ :‬ه و إعتم اد الش خص على المس اعدات االجتماعي ة المقدم ة من ط رف‬
‫الدولة أو من الجمعيات الخيرية أو على التكافل األسري‪.‬‬
‫ه ذا اإلتك ال ينج ر عن ه على الم دى الطوي ل ع دم ق درة الدول ة والجمعي ات على‬
‫المساعدة‬
‫اآلثار السلبية! للفقر والبطالة‪:‬‬
‫زيادة األمية؛‬ ‫‪-‬‬
‫تفشي اإلجرام واآلفات اإلجتماعية؛‬ ‫‪-‬‬
‫معدالت الوفاة؛‬
‫إنتشار األمراض وزيادة ّ‬ ‫‪-‬‬
‫التبعية اإلجتماعية (إستغالل األغنياء للفقراء)؛‬ ‫‪-‬‬
‫هجرة الكفاءات للخارج؛‬ ‫‪-‬‬
‫إستغالل الشركات األجنبية لليد العاملة والمهارات المحلية؛‬ ‫‪-‬‬
‫االضطراب وعدم االستقرار السياسي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هــــجــرة الكفـــــــــــاءات‬

‫‪ -1‬مفه!!وم هج!!رة الكف!!اءات‪ :‬ه و ن زوح حمل ة الش هادات الجامعي ة العلمي ة والتقني ة‬
‫والفني ة من البل د األص لي ال ذي ع ادة م ا تك ون إح دى ال دول الفق يرة أو النامي ة إلى البل دان‬
‫المتقدمة‪ ،‬أي هو إنتقال للطاقة العلمية والتقنية والفكرية أو المهارة االنتاجية من بلد نام إلى‬
‫ّ‬
‫وغنا‪.‬‬ ‫بلد أجنبي متقدم أو أكثر ُّ‬
‫تقد ًما ً‬
‫‪ -2‬أسباب هجرة الكفاءات‪:‬‬
‫عدم توفر فرص العمل في البلدان األصلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تباين مستوى الدخل بين الوطن األصلي ووطن المهجر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬اإلحب اط العلمي والمه ني للب احثين في مج االت البحث العلمي وه ذا راج ع للنقص‬
‫الفادح في االمكانات وأدوات البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ -‬إنتشار األمية العلمية في المجتمعات االصلية (عدم تقدير الكفاءات العلمية)‪.‬‬
‫‪ -‬عدم توفّر مناخ الحرية‪.‬‬
‫‪ -‬الظروف اإلجتماعية والسياسية غير المالئمة‪.‬‬
‫‪ -‬البيروقراطية في التسيير‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف عالقات االنتماء بالبلد األصلي‪.‬‬
‫‪ -3‬اآلثار الناتجة عن هجرة الكفاءات‪:‬‬
‫أ)‪ -‬اآلثار االيجابية‪:‬‬
‫‪ -‬تنمية العنصر البشري علميا ومهنيا‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة في ُّ‬
‫التقدم الصناعي والتكنولوجي للبشرية‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق التفاعل الحضاري‪.‬‬

‫ب)‪ -‬اآلثار السلبية‪:‬‬


‫‪ -‬خس ارة البل دان األص لية لتكلف ة االس تثمار في الم ورد البش ري (تبدي د الم وارد‬
‫البشرية)‬
‫المتقدمة والدول المتخلفة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬توسيع الهُ َوة بين الدول‬
‫‪ -‬عجز البلدان االصلية من الخبرات العلمية مما يجعلها تضطر إلى جلب خبراء‬
‫من الخارج تكلف أمواالّ طائلة بالعملة الصعبة‪.‬‬
‫العـــــولمــــــة‬
‫لقد بدأ ظهور مصطلح العولمة بمفهومه الجديد في نهاية ستينيات القرن العشرين‬
‫خاصة في كتاب مارشال ماكلوهان " حرب وسالم في القرية الكونية " وعند بريجنسكي‬
‫" أمريكا والعصر التكنتورني " وبعد إنتهاء الحرب الباردة بسقوط المعسكر االشتراكي بدأ‬
‫المفهوم يتبلور أكثر خاصة عندما تحدث الرئيس األمريكي جورج بوش بمناسبة إرسال‬
‫القوات األمريكية إلى الخليج عن " النظام العالمي الجديد "‪.‬‬
‫مفهوم العولمة‪:‬‬ ‫أ)‬
‫المفكرين ومواقفهم منها ومن‬
‫ّ‬ ‫هناك عدة تعاريف ومفاهيم للعولمة‪ ،‬تختلف بإختالف‬
‫الج انب ال ذي ينظ رون إلي ه للعولم ة‪ ،‬ومن ه ذه التع اريف تعري ف العولم ة في بع دها‬
‫االقتص ادي‪ " :‬العولمة هي وصول الرأسمالية ونمط االنتاج إلى نقطة االنتقال من عالمية‬
‫دائرة التبادل والتوزيع والتجارة والسوق والتبادل إلى عالمية االنتاج وإ عادة االنتاج ذاتها‬
‫خ ارج مجتمع ات المرك ز االص لي‪ ،‬فتك ون العولم ة به ذا المع نى هي رس ملة الع الم على‬
‫مستوى العمق‪ ،‬بعد أن كان على مستوى السطح"‪.‬‬
‫‪ -‬هي نظ ام ع المي جدي د يق وم على العق ل اإللك تروني والث ورة المعلوماتي ة القائم ة‬
‫على المعلومات واالبداع التقني غير المحدود‪ ،‬دون اعتبار لألنظمة والحضارات والثقافات‬
‫والقيم والحدود الجغرافية السياسية القائمة في العالم‪.‬‬
‫‪ -‬العولم ة ه و الت داخل الواض ح ألم ور االقتص اد واالجتم اع والسياس ة والثقاف ة‬
‫والس لوك دون اعت داد ي ذكر بالح دود السياس ية لل دول ذات الس يادة أو اإلنتم اء إلى وطن‬
‫معينة ودون حاجة إلجراءات حكومية‪.‬‬
‫محدد أو لدولة ّ‬
‫ّ‬
‫‪ -‬العولمة هي مقولة راهنة من مقوالت ما بعد الصناعة وما بعد الحداثة إرتبطت‬
‫بإنفج ار تقني ات االتص ال على نحو ض اقت مع ه األمكن ة وتقلص ت المس افات إلى ح د جع ل‬
‫األرض قرية صغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬العولم ة ه و الس عي إلى توحي د س لوك البش ر االس تهالكي واالنت اجي والثق افي‬
‫واليومي‪.‬‬
‫‪ -‬العولم ة هي ثم رة تط ّورات موض وعية مرتبط ة ب الثورة التقني ة العملي ة لكن ه ذه‬
‫التطورات ليست مستقلة عن االستراتيجيات الدولية من جهة‪ ،‬وال تعمل من دون االهداف‬
‫تحدد لها من جهة أخرى‪.‬‬
‫التي ّ‬
‫ب) وسائل تحقيق العولمة‪:‬‬
‫‪ -‬إنشاء تكتالت ومنظمات إقتصادية وتجارية دولية تخدم العولمة‪.‬‬
‫‪ -‬إس تخدام المنظم ات الدولي ة كمنظم ة األمم المتح دة ومنظم ة اليونس كو وحق وق‬
‫المتمردة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اإلنسان لدعم الدول التي تتماشى وسياسات االنفتاح الدولي ومعاقبة األنظمة‬
‫‪ -‬اس تخدام وس ائل الدعاي ة واإلعالم وش بكات االتص ال الحديث ة لش بكات التواص ل‬
‫اإلجتماعي إلحداث التغيرات المطلوبة لعولمة العالم‪.‬‬
‫‪ -‬التوسع في قبول الطالب األجانب في الجامعات والمعاهد الغربية‪.‬‬
‫‪-‬استخدام الديمقراطية وحقوق اإلنسان للتدخل في الشؤون الداخلية والترويج لفكرة‬
‫العولمة عن طريق المؤتمرات االقتصادية ومؤتمرات التنمية والسكان‪.‬‬
‫ج) أثار العولمة‪:‬‬
‫‪ -)1‬اآلثار االقتصادية‬
‫ترتب ط عملي ة العولمة بتدويل النظام االقتص ادي الرأسمالي‪ ،‬والتدخل في األوض اع‬
‫االقتص ادية لل دول وبخاص ة دول الع الم الث الث‪ ،‬ع بر المؤسس ات المالي ة الدولي ة كص ندوق‬
‫النقد الدولي والبنك الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬إنه اء دور القط اع الع ام وإ بع اد الدول ة على إدارة االقتص اديات الوطني ة وجعله ا‬
‫خاضعة العتبارات السوق العالمية‪.‬‬

‫‪ -‬س يطرة الش ركات العمالق ة‪ ،‬الش ركات المتع ددة الجنس يات على االقتص ادي‬
‫الع المي‪ ،‬هن اك ‪ 350‬ش ركة من الش ركات العالمي ة العمالق ة تس تأثر بم ا نس بته ‪ %40‬من‬
‫التجارة الدولية‬
‫مم ا ي ؤدي إلى تعمي ق‬
‫‪ -‬ترك يز ال ثروة في ي د أقلي ة من الن اس أو قل ة من ال دول ّ‬
‫التفاوت في توزيع الدخل والثروة بين الناس‪.‬‬
‫‪ -‬توحيد نمط االستهالك في جميع الدول والسعي إلى سيادة نمط إنتاجي واحد‪.‬‬
‫‪ -‬تمركز الصناعات األكثر تلويثا للبيئة في الدول المتخلفة‪.‬‬
‫‪ -)2‬اآلثار الثقافية والحضارية‬
‫مما الشك فيه أن القيم األخالقية تختلف من مجتمع إلى آخر‪ ،‬فلكل نظام ثقافي في‬
‫مجتم ع م ا منظومت ه االخالقي ة‪ ،‬لكن في إط ار العول ة أص بحت الهوي ة الثقافي ة للمجتمع ات‬
‫مهددة وعدم إحترام الخصوصيات الثقافية والمعايير األخالقية للجماعات البشرية المختلفة‬
‫ّ‬
‫س مة ب ارزة من س مات العولم ة‪ ،‬فأص بحت ال دعوة إلى الحري ة بمفهومه ا الغ ربي ومحاول ة‬
‫فرضها عن طريق المنظمات الحقوقية الدولية‪ ،‬والجمعيات االنسانية تثير رد فعل عكسي‬
‫اأدى إلى ظه ور الص راع بين الغ رب والحض ارات الش رقية خاص ة‬
‫للش عوب األخ رى‪ ،‬مم ّ‬
‫االسالمية منها للتعارض الواضح في الكثير من المفاهيم والقيم األخالقية‪.‬‬
‫ولق د ظه ر في التس عينات من الق رن الماض ي كت اب فرنس ! ! !!يس فوكوياما‬
‫" نهاية التاريخ وخاتم البشر " ليوضح أن الديمقراطية الغربية هي أنجع األنظمة السياسية‬
‫وأن الليبرالي ة هي آخ ر مراح ل الفك ر االنس اني ونهايت ه‪ ،‬كم ا ظه ر كت اب " ص! !!راع‬
‫الحض!!ارات " لـ‪ :‬ص!!امويل هنتغت!!ون س نة ‪ ،1993‬ال ذي ي رى أن الص راع لن يك ون بين‬
‫الدول بقدر ما يكون ما بين الحضارات‪ ،‬لتسود في النهاية الحضارة الغربية كنظام عالمي‬
‫جديد بخلفية رأسمالية إقتصاديا وليبرالية إيديولوجيا‪.‬‬

You might also like