You are on page 1of 6

‫الركائز األساسية إلدارة المعرفة‬

‫بحث بعنوان ‪:‬‬


‫إدارة المعرفة المصطلحات والمبادئ‬

‫من اعداد الباحثة ‪ /‬حنان علي الغامدي‬


‫لعام ‪1434 -1433‬هـ‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫اهتم العديد من المختصين في مجاالت مختلفة بمفهوم ادارة المعرفة ‪ ,‬مما أدى الى تباين‬
‫التعريفات الخاصة بها كل حسب تخصصه ومجاله فمنهم من نظر اليها من جانب تقني ومنهم‬
‫من نظر اليها من جانب اقتصادي أو تعليمي وغير ذلك من وجهات النظر المختلفة والمتعددة ‪.‬‬

‫مفهوم ادارة المعرفة ‪:‬‬


‫إن الهدف الحقيقي من إدارة المعرفة هو تحقيق الفاعلية واالستمرارية للمنظمات‪ ,‬وبالرغم‬
‫من أن أصل إدارة المعرفة وجدت في حقل األعمال إال أن ممارساتها انتشرت في الحقول غير‬
‫الهادفة للربح كذلك‪ ,‬وقد لوحظ العديد من المميزات التي تقدمها تطبيقات إدارة المعرفة‬
‫للمؤسسات والمنظمات غير الربحية مثل تحسين االتصال بين الموظفين واتصالهم كذلك‬
‫باإلدارة العليا وتشجيع ثقافة المشاركة‪ .‬وان ضرورة بقاء وصمود المكتبات ومراكز المعلومات‬
‫أمام نقص الموارد المالية و تلك التطلعات والحاجات للمستفيدين يدفع بقوة إلى ضرورة تبني‬
‫تطبيق إدارة المعرفة(‪.)1‬‬

‫وفي هذا الصدد يقول (العلي وآخرون)(‪ )2‬أنه من الصعب إيجاد تعريف واحد إلدارة‬
‫المعرفة‪ ,‬فلو وضع عشرة خبراء ومختصين في مجال إدارة المعرفة في غرفة واحدة لتعريف‬
‫إدارة المعرفة لخرجوا بثالثين تعريفا ً على األقل‪ .‬ومع ذلك فقد عرفت ‪.‬‬

‫ويعرف صالح الكبيسي مفهوم إدارة المعرفة تعريفا ً يراه شامالً استخلصه من عدة تعريفات‬
‫ضمن مجاالت متعددة بأنها " المصطلح المعبر عن العمليات واألدوات والسلوكيات التي‬
‫يشترك في صياغتها وأدائها المستفيدون من المنظمة‪ ,‬الكتساب وخزن وتوزيع المعرفة لتنعكس‬
‫على عمليات األعمال للوصول إلى أفضل التطبيقات بقصد المنافسة طويلة األمد والتكيف(‪.)3‬‬

‫يصنف نانوكا وتاكيوشي (‪ )Nanoka and Takeuchi, (1995‬المعرفة حسب إدارتها‬


‫إلى صنفين‪ ,‬هما ‪:‬‬
‫‪ – 1‬المعرفة الصريحة (‪ )Explicit Knowledge‬وهي المعرفة المنظمة المحدودة المحتوى‬
‫التي تتصف بالمظاهر الخارجية لها ويعبر عنها بالرسم والكتابة والتحدث وتتيح التكنولوجيا‬
‫تحويلها وتناقلها‪.‬‬
‫‪ – 2‬المعرفة الضمنية (‪ )Tacit Knowledge‬وهي المعرفة القاطنة في عقول وسلوك األفراد‬
‫وهي تشير إلى الحدس والبديهية واإلحساس الداخلي‪ ,‬إنها معرفة خفية تعتمد على الخبرة‬
‫ويصعب تحويلها بالتكنولوجيا‪ ,‬بـل هـي تنتقل بالتفاعل االجتماعي‪.‬‬

‫(‪Sarrafzadeh, M. .The implications of knowledge management for the library and information )1‬‬
‫‪professions. actKM Online Journal of Knowledge Management, Volume2, Issue 1, 2005. p 95.‬‬
‫(‪ )2‬العلي‪ ،‬عبدالستار‪ .‬المدخل إلى إدارة المعرفة‪ /‬عبدالستار العلي‪ ،‬عامر إبراهيم قنديلجي‪ ،‬غسان العمري‪.‬‬
‫عمان ‪ :‬دار المسيرة‪ .2006 ،‬ص‪.26‬‬
‫(‪ )3‬الكبيسي‪ ،‬صالح الدين‪ .‬إدارة المعرفة ‪ -.‬القاهرة ‪ :‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ‪ -. 2005 ،‬ص ‪42‬‬
‫ومع ذلك فإن المؤلفين يعرفان أربعة أنماط من عمليات التحويل للمعرفة بين الصنفين‬
‫أعاله‪ ,‬وهذه العمليات تشمل ‪:‬‬
‫‪ – 1‬عملية تحويل معرفة ضمنية إلى معرفة ضمنية أخرى عنـد مشاركة الفرد بمعرفته‬
‫الضمنية مع اآلخرين وج ًها لوجه‪.‬‬
‫‪ – 2‬عملية تحويل معرفة صريحة إلى معرفة صريحة أخرى عندما يمزج الفرد قطعًا أو أجزاء‬
‫من المعرفة الصريحة ليخرج بحكم مهارته وخبرته بمعرفة جديدة‪.‬‬
‫‪ – 3‬عملية تحويل معرفة ضمنية إلى معرفة صريحة وهذه العملية من أساسيات التوسع في‬
‫قاعدة المعرفة التنظيمية من خالل ترميز أو تدوين الخبرات وتخزينها بالشكل الذي يمكن به‬
‫إعادة استخدامها والمشاركة بها مع اآلخرين‪.‬‬
‫‪ – 4‬عملية تحويل معرفة صريحة إلى ضمنية عندما يبدأ الموظفون بتطبيع المعرفة الصريحة‬
‫أو المشاركة بها واستخدامها في توسيع أو إعادة دراسة معرفتهم الضمنية ( ‪)4‬‬

‫نشأة ادارة المعرفة ‪:‬‬


‫تعتبر إدارة المعرفة قديمة و جديدة في الوقت نفسه‪ .‬فقد درج الفالسفة على الكتابة في هذا‬
‫الموضوع منذ آالف السنين‪ .‬و لكن اإلهتمام بعالقة المعرفة بهيكلية أماكن العمل هي جديدة‬
‫نسبياً‪ .‬و من المؤكد أن الكثير قد كتب عن هذه العالقة‪ ,‬و لكن معظمه كان خالل السنوات‬
‫القالئل الماضية‪ ,‬و منذ مطلع التسعينيات من القرن المنصرم‪ .‬في عام ‪1980‬م‪ ,‬وفي المؤتمر‬
‫األمريكي األول للذكاء االصطناعي‪ ,‬أشار أدوارد فراينبوم ‪ Edward Freignebaum‬إلى‬
‫عبارته الشهيرة “المعرفة قوة ‪ ”Knowledge is Power‬ومنذ ذلك الوقت ولد حقل معرفي‬
‫جديد أطلق عليه “هندسة المعرفة ‪ ”Knowledge Engineering‬ومع والدته استحدثت سيرة‬
‫وظيفية جديدة هي مهندس المعرفة‪ .‬وفي عام ‪1997‬م ظهر حقل جديد آخر‪ ,‬نتيجة إلدراك‬
‫أهمية المعرفة في عصر المعلومات وهو “إدارة المعرفة ‪ ”Knowledge Management‬وقد‬
‫تبع هذا التطور تغيير في عناوين الدوريات المتعلقة بالموضوع من بينها‪ ,‬كمثال‪ ,‬تغيير عنوان‬
‫مجلة تغيير وإعادة هندسة إدارة األعمال إلى إدارة ومعالجة المعرفة‪.‬‬
‫وفي النصف األخير من التسعينيات أصبح موضوع إدارة المعرفة من المواضيع الساخنة‬
‫واألكثـر ديناميكية في اإلنتـاج الفكري في اإلدارة‪.‬‬

‫مبادئ إدارة المعرفة‬


‫أن تفهم المعرفة هو الخطوة األولى إلدارتها بشكل فعال ‪ .‬وهناك خصائص أو صفات للمعرفة‬
‫‪ ,‬وأدوات وأساليب من اجل إجراء افضل لتطوير وتنمية المعرفة في المنظمة ‪.‬‬

‫(‪ )4‬عبدهللا‪ ,‬أحمد محمد السيد‪ .‬رؤية مستقبلية لدور اختصاصي المعلومات في إدارة المعرفة ‪ .‬مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية ‪ ,‬مج ‪ , 9‬ع‪2004 ( 2‬‬
‫) ‪ ,‬متاح على ‪http://theinformationway.blogspot.com/2007/01/blog-post_4828.html‬‬
‫وكما ذكر عن رئيس وزراء المملكة المتحدة ونستون تشرتشل ‪ Winston Churchill‬أنه قال‪:‬‬
‫" ان إمبراطوريات المستقبل هي إمبراطوريات العقل " ‪“ The empires of the future‬‬
‫” ‪ , are the empires of the mind‬فالمعرفة قابلة للتالشي وذلك ألن مستودع خبرة‬
‫الحياة محدود بسبب التطور الهائل والسريع في التكنولوجيا والخدمات المتنامية والمستمرة في‬
‫السوق ‪ .‬وال يستطيع أحد أن يختزن المعرفة الن األفراد والشركات يجب أن تعمل على التجديد‬
‫التزود والتوسع بشكل مستمر إليجاد المزيد من المعرفة ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ,‬وإعادة‬

‫وهذا األمر يتطلب تحديث جذري وجوهري لمعادلة المعرفة القديمة وهي‪ :‬المعرفة = السلطة‪.‬‬

‫لذا يجب المشاركة والمساهمة في المعرفة حتى تتضاعف وتنتشر بشكل واسع ‪ .‬فاالنتشار‬
‫غيََ ر من الطبيعة التنافسية ‪ ,‬والممارسة العملية من‬ ‫الواسع للمرجعية )‪َ (Benchmarking‬‬
‫اجل بيان كيفية شمول مفهوم مشاركة المعرفة ‪ ,‬فمن المهم تف ّهم الكيفية التي تشكل فيها المعرفة‬
‫‪ .‬والكيفية التي يتعلم فيها األفراد استخدامها بحكمة ‪ .‬ومع ذلك هناك عدة مبادىء للمعرفة نذكر‬
‫منها ما يلي‪:‬‬

‫(‪ )1‬إن إدارة المعرفة مكلفة ‪ ,‬لتعدد المصادر التي تكونها ‪.‬‬
‫(‪ )2‬تتطلب إدارة المعرفة الفعالة حلول ناتجة عن تفاعل مشترك من قبل األفراد واستخدام‬
‫التكنولوجيا ‪.‬‬
‫(‪ )3‬تتطلب إدارة المعرفة مديرين مدركين وواعين للمعرفة ‪.‬‬
‫(‪ )4‬تستفيد إدارة المعرفة بدرجة اكبر من المعلومات المأخوذة من األسواق اكثر مما قد‬
‫تكتسبه من التدرج الوظيفي داخل المنظمة ‪.‬‬
‫(‪ )5‬تعنى إدارة المعرفة تحسين عمليات العمل ‪.‬‬
‫(‪ )6‬يعتبر الوصول إلي المعرفة بداية الطريق فقط ‪ ,‬حيث ان إدارة المعرفة مستمرة‬
‫ومتنامية ‪.‬‬
‫(‪ )7‬تعتبر المعرفة قوة ‪. knowledge is power‬‬
‫(‪ )8‬تعتبر المعرفة مفهوما ً عائما ً ‪ ,‬بسبب أنها مرتبطة بكل شيء ‪ ,‬وال يمكن عزلها بدقة‬
‫بشكل افرادي ‪.‬‬

‫(‪ )9‬ان المعرفة تنظم نفسها بنفسها تلقائيا ً‪.‬‬

‫(‪ )10‬ان المعرفة تسعى لالستمرارية ‪ ,‬فالمعرفة تريد أن تكون وتدوم كاستمرارية الحياة‪.‬‬

‫(‪ )11‬ان المعرفة تنتقل من خالل اللغة ‪ ,‬فاللغة وسيلة لوصف الخبرة وال يمكننا بدونها‬
‫إيصال ما نعرفه ‪ ,‬ويعني انتشار واتساع المعرفة التنظيمية انه يجب علينا تطوير اللغات‬
‫التي نستخدمها لوصف خبرة أعمالنا التي نقوم بتأديتها‪.‬‬

‫(‪ )12‬إن اتصاف المعرفة بالمرونة يعتبر أمرا ً مفضالً ‪ ,‬حيث أن النظم القابلة للتكيف تؤدي‬
‫إلى االتقان ‪ .‬ويصبح معدل النماء للنظم غير الالمركزية بدرجة أعلى ‪ ,‬وهذا يعني أننا‬
‫يمكن أن نهدر الموارد والطاقة عندما نحاول أن نراقب أو نسيطر على المعرفة بشكل محكم‬
‫أو ضيق ‪.‬‬
‫(‪ )13‬ال يوجد حل واحد لألمور المعرفية ‪ ,‬فالمعرفة تتغير بشكل مستمر دائما ً ‪ ,‬حيث أن‬
‫األسلوب األفضل إلدارتها في الوقت الحاضر ‪ ,‬هو ذلك األسلوب الذي يترك األمور تسير‬
‫بينما تبقى الخيارات قائمة ‪.‬‬

‫(‪ ) 14‬أن المعرفة ال تنمو إلى ما ال نهاية ‪ ,‬ففي آخر األمر تضيع بعض المعرفة أو تفنى‪,‬‬
‫تماما ً كما تفنى األشياء في الطبيعة ‪ ,‬فعدم التعلم واالهمال فيه ‪ ,‬واستمرارية استخدام الطرق‬
‫القديمة للتفكير يؤديان الى تراجع مجموعة المعرفة الكاملة التي تساهم في القدرة على إنماء‬
‫وتطور المعرفة ‪.‬‬

‫(‪ )15‬ان مسؤولية تطور المعرفة ال تقع على أحد بشكل افرادي ‪ ,‬فالمعرفة عملية اجتماعية‬
‫‪ ,‬وتعني انه ال يستطيع أي شخص تحمل المسؤولية للمعرفة التجميعية (الجماعية) ‪.‬‬

‫(‪ )16‬ال يستطيع أحد فرض األحكام والقواعد والنظم ‪ ,‬فإذا كانت المعرفة حقا ً تنظم نفسها‬
‫بنفسها ذاتيا ً‪ ,‬فإن الطريقة األكثر اهمية لتقدمها هي إزالة الحواجز التي تقف أمام التنظيم‬
‫الذاتي ‪ .‬وفي بيئة مساندة ‪ ,‬فإن المعرفة سوف تهتم بنفسها ‪.‬‬

‫(‪ )17‬ال توجد كرة فضية سحرية للمعرفة ‪ ,‬أي ليس هناك نقطة نفوذ أو ممارسة افضل‬
‫لتقدم المعرفة ‪ ,‬حيث أنها يجب أن تدعم وتساند عند مستويات متعددة ‪ ,‬وبالعديد من الطرق‬
‫المختلفة ‪.‬‬

‫(‪ )18‬أن الكيفية التي تعَرف بها المعرفة تحدد الطريق التي تدار بها ‪ .‬حيث أن مسألة‬
‫المعرفة يمكن أن تمثل نفسها بالعديد من الطرق ‪ ,‬فعلى سبيل المثال ‪ ,‬إن االهتمام حول‬
‫ملكية المعرفة يقود المتالك معرفة مبوبة والتي تحميها براءة االختراع وحقوق التأليف ‪.‬‬

‫وان االهتمام بالنسبة للمشاركة في المعرفة يؤكد على تدفق الوثائق وعمليات االتصال ‪,‬‬
‫وان التركيز على أهلية المعرفة يقود إلى البحث عن الطرق الفعالة إليجاد وتكييف وتطبيق‬
‫المعرفة ‪.‬‬
: ‫المراجع‬

-. ‫ النظرية والتطبيق‬: ‫ إدارة المعرفة في المكتبات ومراكز المعلومات‬.‫ فهد بن عبدهللا الضويحي‬-
-.<‫هـ‬1434/3/29> ‫ تاريخ االطالع‬-. 2009 ‫ سبتمبر‬,20 ‫ ع‬-.Cybrarians Journal
:‫متاح في‬
http://www.journal.cybrarians.org/index.php?option=com_cont
ent&view=article&id=457:2011-08-11-22-22-
29&catid=133:2009-05-20-09-50-11&Itemid=61

‫ "إدارة المعرفة بين تكنولوجيا المعلومات‬. ‫اإلدارة واإلقتصاد‬: ‫ من قسم‬- ‫شذرات عربية‬ -
‫والتأهيل المحاسبي" متاح على‬
‫ تاريخ‬http://www.shatharat.net/vb/showthread.php?p=29650
.<‫هـ‬1434/3/29> ‫االطالع‬

Knowledge Management Section. IFLA Home Page. -


(accessed 11-2-2013). Available at:
http://www.ifla.org/VII/s47/index.html

You might also like