Professional Documents
Culture Documents
التكامل بين ذكاء الأعمال وإدارة المعرفة
التكامل بين ذكاء الأعمال وإدارة المعرفة
حقاين ابتسام
قفايفي معاذ
السنة الجامعية
0302 / 0301
0
خطة البحث
المقدمة
الخاتمة
قائمة المراجع
1
المقدمة:
يعود تزايد اإلهتمام بإدارة المعرفة من قبل منظمات األعمال إلى عدة إتجاهات تطويرية منها العولمة مع زيادة
شدة المنافسة ،والمرئية بكافة أشكالها ،والرقمنة التي مكنت باستخدام تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت والتحول
نحو اإلقتصاد المبني على المعرفة جنباً إلى جنب مع تغير الهياكل المنظمية وكذلك القابليات والتفضيالت
الجديدة لعمال المعرفة إذ ساعدت هذه اإلتجاهات التطويرية على انبثاق عالم جديد ُيشار إليه بالموجة الثالثة
وعصر المعرفة ،واإلقتصاد المعرفي.
وبغض النظر عن المصطلحات والتسميات فإن هذا العالم الجديد يتمثل بالتحول الذي يحدث في بيئة األعمال
نحو اعتماد المعرفة كمورد إستراتيجي ،فالمنظمات بدأت بالتحرك نحو الهياكل القائمة على المعرفة ،وأن نجاح
أعمالها يعتمد بشكل متزايد على مدى نجاح عمال المعرفة في تطوير وتطبيق المعرفة بشكل مثمر وفعال.
فالقدرة على تحديد المعرفة األساسية واإلستفادة منها في تلك المنظمات تلعب دو اًر حاسماً في البقاء والنمو
المنظمي ،وعلى وجه الخصوص ،تعتبر إدارة المعرفة إحدى المكونات األساسية لتحقيق أهداف المنظمة من
خالل تحسين المنتجات واتخاذ الق اررات اإلستراتيجية والتجديد والتكيف المنظمي.
اإلشكالية:
2
المبحث األول :مفاهيم عامة حول إدارة المعرفة
هو اإلدارك الجزئي أو البسيط في حين أن العلم يقال لإلدراك الكلي أو المركب ،لذا يقال عرفت هللا ،دون
علمته .لذلك اقترنت المعرفة في اللغة العربية بالعلم ،فتطلق كلمة معرفة ويراد بها العلم ،فمثال قوله تعالى "مما
عرفوا من الحق" أي علموا.
مفهوم المعرفة كما قدمه ) (Planyiوالذي يقوم على ثالث فرضيات هي:1
-االكتشاف الحقيقي للمعرفة ال يمكن الوصول إليه أو حتى تحديده من خالل سلسلة القواعد الموضوعية أو
الخوارزميات.
-أن المعرفة التي تحدد أو تصنف بأنها معرفة مكتوبة صريحة هي بالتأكيد ضرورية ومهمة للغاية لكن جذور
هذه المعرفة توجد دائما بالمعرفة الضمنية.
تبرير للمعتقدات الشخصية التي تزيد من المسؤوليات الفردية التخاذ فعل فعال ،ويعود هذا الفعل إلى مهارات
وقدرات بدنية ونشاطات فكرية وإدراكية لحل مشكلة ما ،وهي إما أن تكون ضمنية أو صريحة.
وهناك من يقول أنها فهم متحصل من خالل الخبرة أو الدراسة فهي تعبر عن (معرفة-كيف).
المعرفة :معلومات باإلضافة إلى روابط سببية تساعد في إيجاد معنى للمعلومات وتتولى إدارة المعرفة إيجاد هذه
الروابط.
المعرفة :مزيج من الخبرة والقيم والمعلومات السياقية وبصيرة الخبير التي تزود بإطار عام لتقييم ودمج الخبرات
والمعلومات الجديدة،فهي متأصلة ومطبقة في عقل العارف بها،وهي متضمنة في المنظمة و المجتمع ليس في
1د.صالح الدين الكبيسي ،كتاب إدارة المعرفة،أستاذ إدارة أعمال ،جامعة بغداد ،سنة ،5002ص .34
3
الوثائق ومستودعات المعرفة فحسب ،ولكنها أيضا في الروتين التنظيمي والممارسات والمعايير وبعبارة صريحة
أكثر إنها معرفة-كيف.1
المعرفة :هي البيانات و المعلومات واإلرشادات واألفكار أو مجمل البنى الرمزية التي يحملها اإلنسان أو يمتلكها
المجتمع في سياق داللي وتاريخي محدد ،وتوجه السلوك البشري فرديا و مؤسسيا في مجاالت النشاط اإلنساني
كافة في إنتاج السلع والخدمات ،وفي نشاط المجتمع المدني والسياسة وفي الحياة الخاصة.
أن المعرفة هي حالة إنسانية أرقى من مجرد الحصول على المعلومات والمعرفة هي اقل درجة على سلم السمو
اإلنساني من الحكمة .فالنموذج الهرمي للمعرفة يبدأ بالبيانات ثم المعلومات التي تنتج عن البيانات بعد معالجتها
ويأتي بالمستوى الثالث المعرفة كنتيجة لتطوير المعلومات خالل فترة زمنية ،وأخي ار تأتي الحكمة في قمة الهرم
لتعبر عن التكامل المعارف في منظومة واحدة تأخذ الجوانب االجتماعية واألخالقية بعين االعتبار.
المعرفة :هي معلومات منظمة قابلة لإلستخدام في حل مشكلة معينة أو هي معلومات مفهومة،محللة ،ومطبقة.
المعرفة الضمنية:
-هي المزيج السائل من الخبرة والقيم والمعلومات السابقة والرؤى الخبيرة التي تقدم إطا ار لتقييم وتقرير الخبرات
والمعلومات الجديدة.
وهنا ال بد من التأكيد على أن ما ورد من تعريفات يمكن تصنيفها إلى مجموعتين من التعريفات،حيث تمثالن
مدخلين مختلفين في إدارة المعرفة ،األول يتمثل في مدخل الترميز ( )codificationالقائم على القياسية
ومعالجة المشكالت باالعتماد على المعرفة المتماثلة في اإلجراء أو القاعدة أو النموذج المحدد مسبقا ،والثاني
مدخل الشخصية ( )personalizationالذي يقوم على األفراد ومعرفتهم التي يمكن استخدامها بمرونة عالية في
معالجة مشكالت متميزة متباينة من حالة ألخرى .وأن كال الجانبين يمثالن نظام المعرفة في الشركة ،وهما
اللذان ينصب عليهما العمل المعرفي .فالعمل المعرفي هو في جوهره عمل أفراد المعرفة الذين يحتاجون في
عملية المعرفة (الجمع والحصول،التقاسم ،نشر ،وتوليد المعرفة) إلى تكنولوجيا المعلومات وآليتها وقواعد
الروتينيات التنظيمية المكونة لمدخل الترميز التي تنظم الوصول إليها واستخدامها.
1الموسوي نعيم رمزي ،األساليب الكمية في اإلدارة.مؤسسة زهران للنشر والتوزيع .عمان ،3991 ،ص .31
4
المطلب الثاني :تعريف إدارة المعرفة
هي الجهد المنظم الواعي الموجه من قبل منظمة أو مؤسسة ما من أجل التقاط وجمع وتصنيف وتنظيم وخزن
كافة أنواع المعرفة ذات العالقة بنشاط تلك المؤسسة وجعلها جاهزة للتداول والمشاركة بين أفراد وأقسام و وحدات
المؤسسة بما يرفع مستوى كفاءة اتخاذ الق اررات واألداء التنظيمي.
(العتيبي) و (الزامل) يعرفان إدارة المعرفة :مجموعة من األنشطة والعمليات التي تساعد المنظمات على توليد
المعرفة والحصول عليها واختيارها واستخدامها وتنظيمها ونشرها ،والعمل على تحويل المعرفة (بما تتضمن من
بيانات ومعلومات وخبرات واتجاهات وقدرات) إلى منتجات (سلع وخدمات) واستخدام مخرجات إدارة المعرفة في
صناعة الق اررات وحل المشكالت ورسم عمليات التعليم وبناء منظومة متكاملة للتخطيط االستراتيجي.
ويعرف ) (wiigإدارة المعرفة على أنها تخطيط وتنظيم ورقابة وتنسيق وتوليف المعرفة واألصول المرتبطة برأس
المال الفكري والعمليات والقدرات واإلمكانات الشخصية والتنظيمية ،بحيث يجري تحقيق أكبر ما يمكن من التأثير
اإليجابي في نتائج الميزة التنافسية.
وعرفت إدارة المعرفة بأنها (تشير إلى االستراتيجيات والتراكيب التي تعظم من الموارد الفكرية والمعلوماتية ،من
ُ
خالل قيامها بعمليات شفافة وتكنولوجية تتعلق بإيجاد وجمع ومشاركة وإعادة تجميع وإعادة استخدام المعرفة،
بهدف إيجاد قيمة جديدة من خالل تحسين الكفاءة و الفعالية الفردية والتعاون في عمل المعرفة لزيادة االبتكار
واتخاذ القرار) .توظيف للحكمة المتراكمة لزيادة سرعة االستجابة واالبتكار.
ركز كتاب آخرون على أن إدارة المعرفة تتضمن "إيجاد بيئة مثيرة في المنظمة تسهل عملية إبداع ونقل ومشاركة
المعرفة ،بالتركيز على إيجاد الثقافة التنظيمية الداعمة ،وبدعم من القيادة العليا ذات الرؤية الثاقبة وتحفيز
العاملين والعمل على زيادة والء الزبون.
ويعرفها (أبو فارة) إدارة نظمية systematicمعلنة و واضحة لألنشطة والممارسات والسياسات والبرامج
الخاصة بالمعرفة داخل المنظمة.
ويعرفها (الرفاعي وياسين) بأنها مدخل نظمي متكامل إلدارة وتفعيل المشاركة في كل أصول معلومات المشروع،
بما في ذلك قواعد البيانات والوثائق والسياسات واإلجراءات باإلضافة إلى تجارب وخب ارت سابقة يحملها األفراد
العاملون.1
1الهواري سيد ،المدير الفعال ،مكتبة عين شمس .القاهرة ،3991 ،ص .15
5
ويعرف كروس ) (Littleإدارة المعرفة بأنها نظام توليد عمل مزدهر وبيئة تعلم من شأنه تشجيع توليد كل من
المعرفة الشخصية ،والمعرف المنظمية ،وتجميعها ،واستخدامها وإعادة استخدامها سعيا وراء قيمة جديدة
لألعمال.
ويعرف Capshaw ، Frappaoloالممارسات والتكنولوجيات التي تسهل التوليد والتبادل الكفؤ للمعرفة على
مستوى المنظمة.
)(Gartner Groupعملية تعمل على تعزيز مدخل متكامل لتحديد وانتزاع موجودات المعلومات لمشروع ما،
واسترجاعها والتشارك فيها وتقييمها.
(الزامل) إدارة المعرفة هي العمليات التي تساعد المنظمات على توليد المعرفة ،واختيارها وتنظيمها واستخدامها
ونشرها وأخي ار تحويل المعلومات الهامة والخبرات التي تمتلكها المنظمة والتي تعتبر ضرورية لألنشطة اإلدارية
المختلفة كاتخاذ الق اررات وحل المشكالت والتعلم والتخطيط االستراتيجي.
غالبية التعارف السابقة تركز على العمليات األساسية إلدارة المعرفة من حيث التوليد والتشارك والتعلم.
إن أي عمل يحتاج إلى معرفة للقيام به بأفضل وجه ،وعليه فإن المعرفة تستخدم في كل شيء ،وفي المجاالت
التنظيمية أي الشركات ومنظمات األعمال فإن أبرز مجاالت استخدام المعرفة باإلضافة إلى المجاالت األخرى
ما يلي:1
.3اتخاذ الق اررات في جميع المجاالت حيث تساعد إدارة المعرفة متخذي الق اررات بالحصول على المعلومات
المطلوبة كافة ،التخاذ قرار معين والتي تمكن متخذ القرار من فهم جميع جوانب الموضوع وأبعاده وانعكاساته
كافة.
.3التخطيط االستراتيجي :حيث أن الشخص الذي يتمتع بمعرفة وخبرة أقدر على التخطيط من غيره .وبالتالي
فإن المعرفة تفيد بشكل كبير في وضع وتطوير الخطط االستراتيجية.
1أيوب نادية ،نظرية الق اررات اإلدارية ،الطبعة الثالثة ،منشورات جامعية دمشق بسوريا ،3991-3993ص .93
6
.1تخطيط العمليات وإعادة هندستها :أي إعادة تصميم العمليات وإجراءات العمل.
.5االتصاالت حيث تسهل عملية االتصال لنقل المعلومات من خالل تقنية المعلومات المستخدمة.
وقد أشار Wiigإلى أن األفراد يستخدمون المعرفة ضمن أربعة مستويات مفاهيمية على النحو التالي:1
المستوى األول :وهو مستوى وضع األهداف أو المعرفة المثالية Idealisticمعرفة الرؤية و الهدف واألنموذج،
إن جزءا من هذه المعرفة معروف وشائع بشكل جيد ،بل هو ظاهر لدى األفراد الذين يتفاعلون معه بشكل واع.
ومع ذلك ،فإن الجزء األعم من هذا النوع ليس معروفا إذ أنه معرفة ضمنية ،وال يمكن الوصول إليها إال بشكل
غير واع ،وهي تستخدم لتحديد ماهو ممكن ،ولتوليد األهداف و القيم معرفة لماذاKnow-why
المستوى الثاني :وهو مستوى المعرفة النظمية Systematicمعرفة النظام ،و الخطة ،ومرجعية المنهجية ،إن
المعرفة النظرية التي يمتلكها األفراد حول إرساء النظم ،والمبادئ العامة واستراتيجيات حل المشكلة،هي معرفة
ظاهرة ،ومعروفة لدى األفراد إلى حد بعيد .ويستخدم األفراد هذه المعرفة من أجل تحليل مداخل وبدائل جديدة،
وتركيبها ،والتفكير فيها بعمق :أي أنها تستخدم من أجل تكوين فهم حول كيف تعمل األشياء ،وكيفية البدء
معرفة ذلك . Know-That
المستوى الثالث :وهو مستوى المعرفة البراغماتية Pragmaticمعرفة اتخاذ القرار والمعرفة الواقعية ،إن معرفة
اتخاذ القرار هي معرفة عملية Practicalوغالبا تكون ظاهرة .ويستخدم األفراد هذا المستوى من المعرفة من
أجل القيام باألعمال اليومية ،واتخاذ الق اررات معرفة كيف . Know-How
المستوى الرابع :وهو مستوى المعرفة األوتوماتيكية Automaticمعرفة األعمال األوتوماتكية ،وفي هذا
المستوى يكون األفراد على معرفة وألفة بهذا النوع من المعرفة التي قاموا بأتمتتها ،وقد أصبحت في معظمها
معرفة ضمنية ،إذ يستخدمها األفراد لتنفيذ المهام بشكل أوتوماتيكي ،أي دون تفكير واع.
1بعلي محمد الصغير ،تنظيم القطاع العام في الجزائر.ديوان المطبوعات الجماعية .الجزائر ،3993ص .31
7
المبحث الثاني :التكامل بين إدارة المعرفة وذكاء األعمال
مثلما أن إدارة المعرفة ليست مجرد نظام إلدارة الوثائق ،أو قواعد بيانات ،أو أسلوب للقصص ،فان ذكاء
األعمال ليس مجرد مجموعات بيانات مفسرة عن طريق التحليل ،فكالهما يعدان من المفاهيم المعقدة في إطار
تخصص نظم المعلومات االدارية .وفي ضوء ذلك ،يمكن دراسة التكامل بين ذكاء األعمال وإدارة المعرفة من
خالل:
غالباً ما يتم تحديد تكنولوجيات إدارة المعرفة من حيث قدرتها على المساعدة في معالجة وتنظيم المحتوى النصي
والبيانات ،وذلك لتعزيز قدرات البحث للحصول على معنى ،وتقييم أهمية المعرفة المستخرجة للمساعدة في
اإلجابة على التساؤالت وتحقيق فرص جديدة وحل المشكالت الحالية.1
تتراكم البيانات والمعلومات في المنظمات بأشكالها المختلفة في نظم المصادر مكونة ظاهرة اإلفراط في
المعلومات .وفي هذا السياق ،تحاول المنظمات المتعطشة للمعرفة استخدام التكنولوجيات والمنهجيات إلدارة
المحتوى المعرفي من خالل الق يام بعمليات البحث والتنظيم واالستخراج للقيمة من مصادر البيانات والمعلومات
تلك ،ومن ثم التركيز على تطوير عملية صنع الق اررات المنظمية .وفي مجال إدارة المعرفة ،يتم توليد المعرفة
من خالل عالقات التعاون والتفاعل بين المعرفة الضمنية والصريحة من خالل االنماط األربعة في نموذج
( .)SECIوهنا تستخدم المنظمات لوحات العدادات في اكتشاف المعرفة من خالل عملية التجميع للبيانات
والمعلومات من مختلف المصادر ووضعها في أنماط وعالقات جديدة .وتنص العديد من نظريات التعلم على أن
اغلب المشكالت التي يمكن أن تواجه المنظمات ،وكذلك الحلول لتلك هي بمثابة مسائل تتعلق بـ اكتشاف
العالقات بين المتغيرات ،وليس الدراك عالقات معينة كما ال يمكن حل المشكالت بدون اكتشاف عالقات
جديدة ،وهذا العملية هي إحدى أهم الجوانب في لوحة العدادات األعمال المستندة على نظم ذكاء األعمال .كما
تتيح عملية التجسيد بوصفها إحدى أنماط ( )SECIاألربعة بإجراء االختبارات للتحقق من العالقات الجديدة
ضمن السياق السليم ،وبالتالي تحويل المعرفة الصريحة إلى معرفة ضمنية .وفي هذا الصدد ،تلعب نظرية الفهم
دو اًر جوهرياً في دعم عمل لوحة عدادات األعمال ،والتي تعتمد فيها عملية الفهم على ثالثة أمور أساسية وهي
على التوالي الغرض من التحليل ما يريد صانع القرار فهمه؟) ،ومجموعة العالقات أو النماذج للعملية أو النظام
التي يجب ان تفهم ،والحجج والبراهين حول النتائج لتلك العالقات توفر لوحة عدادات األعمال عملية التجسيد
1الهواري سيد ،اتخاذ الق اررات (تحليل المنهج العلمي مع اهتمام بالتفكير االبتكاري) ،الطبعة األولى ،دار الجيل للطباعة القاهرة،
،3999ص .61
8
خالل استخدام أنماط جديدة وعالقات مع إبراز الحجج لنتائج األعمال باالعتماد على العالقات بذلك تساعد
المستفيد النهائي على تحديث و /أو توسيع قاعدة المعرفة الضمنية ،وبالتالي توليد حلقات تحسين مستمرة من
التعلم والمعرفة التي تبدأ وتنتهي بالفرد.
إحدى أهم الطرق لالستفادة من المعرفة القائمة من خالل مشاركة وإعادة استخدام المعرفة الجوهرية بين مختلف
األفراد والمجاميع بوصفها جزءاً ال يتج أز من المنظمة .تتم عملية التحفيز على مشاركة المعرفة من خالل الرغبة
في االكتساب واالستغالل والحفاظ على رأس المال الفكري الذي يعد احد أهم القضايا األساسية التي تشغل بال
المديرين في المستويات المختلفة لإلدارة وخصوصاً اإلستراتيجية منها .وتتعامل عملية مشاركة تحريك المعرفة
من جزء واحد من المنظمة إلى األجزاء األخرى فيها .ويحدث ذلك عندما يتم نشر االكتشافات أو الخبرات من
وكالء المعرفة على نطاق المعرفة واسع .ويعتمد التعقيد في عملية مشاركة المعرفة على عدة أمور منها المكان
الذي تتواجد في المعرفة عقول األفراد والتكنولوجيات واإلجراءات المنظمية فضالً عن التعامل مع المعرفة
الضمنية بسبب صعوبة التعبير عنها.1
عرفت مشاركة المعرفة على أنها عملية يمكن من خاللها أن تتأثر إحدى المجاميع ،أو األقسام ،أو اإلدارات
بالخبرات الموجودة في األخرى .كما يمكن مالحظة مشاركة المعرفة المنظمية كاإلجراءات وأفضل الممارسات
من خالل التغيرات في معرفة أو أداء الوحدات المستفيدة .ويشير مفهوم إعادة استخدام المعرفة إلى وسيلة الفرد
في الحصول على المعرفة الالزمة للعمل بشكل أفضل أو بشكل أكثر كفاءة .فالقضية هنا تصبح عوامل تحفيزية
التي تقود األفراد إلى اختيار إعادة استخدام المعرفة .وفي ضوء ذلك ،تناقش نظرية التوقع بان دوافع الفرد
الستخدام ومشاركة المعرفة تتأثر بالنتائج المتوقعة من استخدام تلك المعرفة ( Bock & Young-Gul ,
.)2002,16فالدوافع الكامنة وراء المساهمة بالمعرفة ومشاركة وإعادة استخدام المعرفة مختلفة تماماً .إذ يعتمد
نظام المشاركة بالمعرفة على نقل المعرفة من النظم إلى األفراد ،ومن األفراد إلى النظم هذه المفاهيم والنظريات
تؤثر على الكيفية التي تستفد منها المنظمات من ذكاء األعمال في مشاركة المعرفة ،باعتباره وسيلة جوهرية
لتوفير ،وفهم وتقدير القيمة المتولدة لتحليالت ذكاء األعمال من خالل األفراد أو المجاميع داخل الشركة .ولكي
تكون نظم ذكاء األعمال قيمة في هذا المجال البد من وجود ثالثة مكونات حاسمة وهي على التوالي بيانات
عالية الجودة ،وبيئة تكنولوجية عالية المستوى ،وخبرة كمية .فالبيانات عالية الجودة أساس التحليالت ومؤشرات
1أوكيل م .سعيد وآخرون ،استقاللية المؤسسات الجامعية االقتصادية (تسيير واتخاذ الق اررات في إطار المنظور النظامي .معهد
العلوم االقتصادية جامعة الجزائر.مارس ،3995 ،ص .331
9
األداء الرئيسة التي تسفر عن نتائج مفيدة وذات معنى هذه البيانات والمعلومات يجب أن تعالج بالوقت الحقيقي
وبطريفة ،فعالة لذلك يجب ان يكون هناك ما يكفي من قوة المعالجة .كما توفر نظم ذكاء األعمال هذه البيانات
والمعلومات بشكل يسمح بالتحليل الكمي والنوعي وفي جانب مشاركة المعرفة ،توفر أدوات ونظم ذكاء األعمال
القدرة على سالمة نقل المعرفة ،حيث تتصف هذه األدوات والنظم المصداقية وسرعة المعالجة ،فضالً عن
تكاملها وسهولة استخدامها من اجل تسهيل مشاركة المعرفة المستندة على نظم ذكاء األعمال كما ينبغي لهذه
األدوات والنظم دعم المستفيد النهائي من حيث سهولة التحليل وتقديم التقارير ومرثية البيانات .توظف الخبرة
الكمية من خالل المنظمات من اجل التأثير في مشاركة المعرفة واستخدام نتائج الذكاء إذ ال يمكن أن يكون
عامل المعرفة على دراية تامة بعمليات األعمال والمشكالت في الوظائف من اجل عمليات التحليل وتقديم
التقارير ،باإلضافة إلى ذلك تحدث في كثير من الحاالت عملية المشاركة بالمعرفة بين محلل ذكاء األعمال
والمديرين ،سواء لفهم عمليات األعمال عموماً أو االحتياجات الخاصة بصانع القرار معين وهذا يعني ان محلل
ذكاء األعمال الفعال يمكن ان يوثر على عملية مشاركة المعرفة المستندة على ذكاء األعمال من خالل مهاراتهم
في تكميم االنشطة ،فاالتصاالت الفعالة تحدث بين األفراد الذين يمتلكون القدرة على التحدث بلغة األرقام
بوصفها لغة األعمال في األسواق العالمية.
ناقش Herscheعملية المشاركة بالمعرفة المستندة على نظم ذكاء األعمال من خالل بروتوكوالت تبادل
المعرفة ( )KEPالتي يمكن توظيفها بشكل فعال لتنظيم جهود ذكاء األعمال .إذ عرفت هذه البرتوكوالت على
أنها عملية لتنظيم وحل المشكالت التي تواجه أصحاب المصلحة حيث يمكن لهؤالء من فهم العناصر المختلفة
لعملية صنع الق اررات في سياق ذا مغزى وصلة بالمشكالت التي يواجهنها .إذ يهدف كل من مقدمي المعرفة
والمستفيدين منها إلى رؤية منطق وأهمية العناصر الكمية والوصفية لعملية صنع القرار.1
وفي هذا السياق ،يقترح Herscheبرتوكول لتبادل المعرفة يسمى بـ ( )SOAPوهو مختصر ألربعة مفاهيم
وهي على التوالي الذاتية ( )Subjectiveوالموضوعية ( ،)Objectiveوالتقييم ( ،)Assessmentوالخطة
( .)Planبرتوكول ( )SOAPال يوحي فقط مدى مالءمة إدراج ذكاء األعمال في عملية صنع الق اررات المستندة
إلى المعرفة ،ولكن قيمة اكتشاف و مشاركة المعرفة ترسم بوضوح من خالل العملية السياقية التي تكون ذات
فائدة منطقية في تحليالت ذكاء األعمال للمستفيدين النهائيين ،حتى لو كان تفسيرها مقتص اًر على الخبير يمكن
تفسير معانيها .كما توفر برتوكوالت تبادل المعرفة المستندة إلى ذكاء األعمال شرعية وظيفية وثقافية لعملية
1بانكاج جيماوات ترجمة سعاد الطمبولي ،االلتزام واستراتيجية اتخاذ القرار.القاهرة ،3995 ،ص .91
10
االكتشاف والمشاركة للمعرفة ،حيث يمكن نسب الدراسات والتقارير التحليلية على سواء بالصلة والمصداقية.
عالوة على ذلك وضع ذكاء األعمال في إطار البرتوكوالت تبادل المعرفة يتيح إمكانات المراقبة الكيفية التي
يمكن لتحليالت ذكاء األعمال أن تؤثر في السلوك الضمني للمستفيد مع مرور الوقت النه يجعل المعرفة
الضمنية لمحلل ذكاء األعمال واضحة من اجل استخدامها في عملية صنع الق اررات .ويمكن بعد ذلك استخدامها
لتقييم الكيفية التي وضعت بها معرفة محلل ذكاء األعمال في حل المشكالت ضمن المجاالت المختلفة على مر
الزمان.
11
الخاتمة:
تكمن المهمة المركزية للقائمين على إدارة المعرفة في تحديد السبل لزراعة أفضل ورعاية واستغالل المعرفة على
المستويات المختلفة ،وفي مختلف السياقات وفي اتخاذ ضوء ما سبق ،ال يمكن تصور أي تطبيق من تطبيقات
إدارة المعرفة المستندة إلى تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت بدون فهم واضح للبيانات والمعلومات والمعرفة،
وبالتالي ال يستطيع المديرون من الق ار ارت المناسبة في اإلدارات األساسية للمنظمات بدون هذه المفاهيم.
فالبيانات والمعلومات والمعرفة تعد قلب هذه اإلدارات ،ومع ذلك تتزايد الصعوبات في إدارة البيانات والمعلومات
والمعرفة اليوم التي تعالج وتنظم في عدة مراحل وأماكن داخل المنظمات وخارجها .هذه التحديات والمعوقات
دفعت المنظمات نحو البحث عن حلول تساعدها في الحصول على المعلومات والمعرفة المناسبة وبالوقت
المناسب.
12
قائمة المراجع:
.3د.صالح الدين الكبيسي ،كتاب إدارة المعرفة،أستاذ إدارة أعمال ،جامعة بغداد ،سنة .3111
.3الموسوي نعيم رمزي ،األساليب الكمية في اإلدارة.مؤسسة زهران للنشر والتوزيع .عمان.3991 ،
.1الهواري سيد ،المدير الفعال ،مكتبة عين شمس .القاهرة.3991 ،
.5الهواري سيد ،اتخاذ الق اررات (تحليل المنهج العلمي مع اهتمام بالتفكير االبتكاري) ،الطبعة األولى،
دار الجيل للطباعة القاهرة3999 ،
.1أوكيل م .سعيد وآخرون ،استقاللية المؤسسات الجامعية االقتصادية (تسيير واتخاذ الق اررات في
إطار المنظور النظامي .معهد العلوم االقتصادية جامعة الجزائر.مارس.3995 ،
.6أيوب نادية ،نظرية الق اررات اإلدارية ،الطبعة الثالثة ،منشورات جامعية دمشق بسوريا -3993
3991
.9بعلي محمد الصغير ،تنظيم القطاع العام في الجزائر.ديوان المطبوعات الجماعية .الجزائر3993
.3بانكاج جيماوات ترجمة سعاد الطمبولي ،االلتزام واستراتيجية اتخاذ القرار.القاهرة3995 ،
13