You are on page 1of 10

‫اإلطار النظري لعمليات إدارة المعرفة والتعلم التنظيمي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إلى مفهوم الذاكرة التنظيمية وشرح مكوناتها‪ ،‬إضافة إلى قياس تعلم املنظمات‪ ،‬وأخيرا إيجاد دور‬
‫عمليات إدارة املعرفة على التعلم التنظيمي‪.‬‬

‫‪-1-3-2‬الذاكرة التنريمية كمستودع معرفي ومكوناتها ‪:‬‬

‫‪ -1-1-3-2‬مفهوم الذاكرة التنريمية ‪:‬‬


‫تعرف الذاكرة التنظيمية بأنها املستودع الذي يخزن معرفة املنظمة من أجل الاستخدام املستقبلي‪.‬‬
‫أوهي التعلم املخزون من تاريخ املنظمة الذي يمكن استخدامه في صنع القرارات وألاغراض ألاخرى ‪.1‬‬
‫ال تعلم تنظيمي بدون ذاكرة تنظيمية‪ ،‬فاألشياء التي ال عالقة لها بأعمال املنظمة لن يكون لها‬
‫داللة تنظيمية فالذاكرة هي املستودع الذي يخزن فيه معرفة املنظمة بهدف الاستخدام املستقبلي‪.‬‬
‫فالذاكرة التنظيمية توجد لدى ألافراد أصحاب الذاكرة الفعالة‪ ،‬وفي ثقافة املنظمة وفي املعرفة‬
‫الصريحة املسجلة في املنظمة‪ ،‬بشكل وثائق وقواعد بيانات وبرمجيات وفي استراتيجيات وسياسات‬
‫املنظمة‪.‬لذا من املهم تعظيم الاستفادة من الذاكرة التنظيمية من خالل التوثيق الفعال لتحارب‬
‫وخبرات املنظمة واملحافظة على أفرادها ألاساسيين بما يضمن استمرارية الذاكرة الحية للمنظمة‬
‫وتواصلها‪ ،‬وتحسين عملية الوصول للمعرفة باستخدام تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬نمذجة معرفة املنظمة‬
‫من خالل تنظيمها وتحديدها‪ ،‬وتحويل املعرفة الضمنية الى صريحة هيكلية بإبقاء أكبر ما يمكن من‬
‫معرفة ألافراد في أنظمة املنظمة وهيكلها‪ ،‬وذلك يتضمن روح الوالء والاستمرارية لديهم ‪.2‬‬

‫‪ -2-3-2‬مكونات الذاكرة التنريمية ‪:‬‬


‫تنقسم الذاكرة التنظيمية إلى ‪ :3‬ذاكرة داخلية وذاكرة خارجية ‪:‬‬

‫– الذاكرة الداخلية ‪ :‬تنقسم بدورها إلى ‪:‬‬


‫ذاكرة مستهدفة أو مقصودة وهذه تتضمن ‪ :‬ألانظمة الخبيرة‪ ،‬قواعد البيانات‪ ،‬السجالت‪،‬‬
‫التقارير‪ ،‬الدروس املتعلمة إضافة إلى السياسات واملنتجات والعمليات التحويلية‪.‬‬
‫ذاكرة داخلية غير مقصودة ‪ :‬وتتمثل في ثقافة املنظمة بضمنها ألاساطير‪ ،‬القصص‪ ،‬اللغة‪،‬‬
‫والرموز إضافة إلى أدوار املهام والرقابة (الهياكل ونظريات النشاط)‪.‬‬

‫‪ 1‬نجم عبود نجم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.831‬‬


‫‪ 2‬أكرم سالم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪3 PER-OLF , M Serverlinger , Managiing Knowledge In Professional Service Organizations , Chalmers University of‬‬
‫‪Technology , Sweden , 2000 ,p 67‬‬

‫‪68‬‬
‫اإلطار النظري لعمليات إدارة المعرفة والتعلم التنظيمي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫– الذاكرة الخارجية ‪ :‬فإنها توجد في املعرفة املوجودة في أرشيف خارجي ومع أنها ليست جزء من‬
‫الذاكرة التنظيمية بحد ذاتها‪ ،‬إال أنها تحتفظ باملعلومات حول ماض ي املنظمة التي يمكن استرجاعها‬
‫وأستخدامها‪.‬‬
‫وهذه تتضمن املصادر التالية‪ :‬التقارير املالية للمنظمة‪ ،‬وألاعضاء السابقون للمنظمة‪ ،‬املنافسون‪،‬‬
‫سجالت الحكومة‪.‬‬

‫‪-2-3-2‬كيفية قياس تعلم املنرمات ‪:‬‬


‫تستخدم عدة مقاييس كمية ونوعية في قياس تعلم املنظمات للتعرف على فعالية التعلم التنظيمي‬
‫ومن أهم هذه املقاييس هي‪: 1‬‬
‫مقياس تشخيص منرمة التعلم ‪ :‬وقام بتصميمه ‪ Watkans & Marsic‬في عام ‪ .1333‬ويهدف‬
‫املقياس إلى التعرف على مدى استخدام املنظمة للتعلم‪ ،‬وعن امتالكها لذاكرة تنظيمية تحتفظ من‬
‫خاللها بكل املعارف املحصلة واملهمة لها‪ ،‬ودعمها على ثالثة مستويات وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬مستوى الفرد‪.‬‬
‫‪ -‬مستوى فريق العمل‪.‬‬
‫‪ -‬مستوى املنظمة ككل‪.‬‬
‫واملقياس يسعى للتعرف على مستوى أداء املنظمة من منطلق وجود عالقة بين التعلم التنظيمي‬
‫ومستوى أداء املنظمة‪.‬‬
‫مقياس التشخيص الجانبي ملنرمة التعلم‪ :‬وطورته الجمعية ألامريكية للتدريب والتطوير ‪ ASTD‬في‬
‫عام ‪ .8778‬يهدف إلى قياس السيرة الجانشية للمنظمة وهو يقيس خمس جوانب في املنظمة وهي‪:‬‬
‫حركية التعلم‪ ،‬وتحول املنظمة‪ ،‬وتمكين العاملين‪ ،‬وأدارة املعرفة‪ ،‬وأستخدام التقنية‪.‬‬

‫‪ -1-1-8‬تحقيق التعلم التنريمي عن طريق عمليات إدارة املعرفة‪:‬‬


‫يجمع العديد من الباحثين واملفكرين املعاصرين من أمثال‪ Huber 2‬على أن بقاء املنظمات ونجاحها في‬
‫الظروف ا ملعاصرة يعتمد على قدرتها على التحول إلى منظمات تعلم‪ ،‬وممارسة التعلم الذي يحدث‬
‫قيمة مضافة في أعماله ‪.‬هذا وتتوجه املنظمات نحو تحويل ما تعلمته إلى منتجات أوخدمات‪ ،‬وعالقات‪،‬‬
‫وعمليات محسنة جديدة تصل بها إلى السوق وبشكل أفضل وأسرع مما يأتي به‬
‫املنافسون‪ ،‬وهذا ما يفسر اتجاه املنظمات إلى مكافأة من يندفع نحوالتعلم‪ ،‬بنفس القدر الذي يكافئ به‬
‫ألاداء املتميز‪.‬‬

‫‪1 www.aleqt.com/2009/05/04/article_224440.html,1231332104‬‬
‫‪2 Huber, G.. ““Organizational learning““,, organizattiional ssciieennccee,, VVoll 2,, No.. 1. 1999.p 93‬‬

‫‪69‬‬
‫اإلطار النظري لعمليات إدارة المعرفة والتعلم التنظيمي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويمكن أن نصور العالقة بين تحقيق التعلم التنظيمي وعمليات إدارة املعرفة على أنها عالقة تبادلية‬
‫وفي حالة من الترابط والاالنسيابية ويوجد اعتماد متبادل بين عمليات إدارة املعرفة والتعلم التنظيمي‬
‫ولكي يتحقق التعلم التنظيمي ال بد من توافر إدارة املعرفة التي تكون تباعا للمنظمة املتعلمة‪.1‬‬
‫فالتعلم التنظيمي املتكامل هوالذي تتضافر فيه الجهود الكتساب املعرفة العلمية والعملية املتخصصة‬
‫وتوزيعها ونقلها وحفظها وتغذيتها وتوظفها لتحقق أهداف املنظمة وأهداف العاملين فيها واملتعاملين‬
‫معها‪،‬‬
‫أما التميز املعرفي فيستلزم توافر املختبرات واملراكز البحثية والتطويرية البتكار املعرفة وتوليدها‬
‫وتوظيفها لتصبح وسائل وأساليب قابلة للتطبيق‪"..‬واملنظمة املتعلمة كمدخل مطلوب من إدارة املعرفة‬
‫فيجب عليها أن تتمتع بالتعليم التنظيمي واملعرفة نتيجة من التعلم التنظيمي" ‪ .‬كما وتعتمد املنظمة‬
‫املتعلمة ٕوادارة املعرفة على بعضهما البعض‪ ،‬إذ يمكن أن تعد إدارة املعرفة وعملياتها كنظام فرعي من‬
‫املنظمة املتعلمة‪،‬والتغييرات في إدارة املعرفة تؤدي إلى التغييرات في املنظمة والعكس ‪ 2‬بالعكس‪.‬‬
‫ّ‬
‫كما يمكن عد عمليات خلق املعرفة تعلما‪،‬و يعرف التعلم بأنه اكتساب املعرفة أوالفهم أو‬
‫البراعة من خالل الخبرة أوالدراسة‪ ،‬وتعريف عمليات اكتساب أوخلق املعرفة بأنها تعلم )يسمح لنا‬
‫بالتمييز بين املعرفة كعملية واملعرفة كش يء مدرك بالحواس‪،‬إي أننا عندما نقرر اكتساب معرفة‪ ،‬نحتاج‬
‫لعمليات تعلم ملساندة ذلك الجهد‪ ،‬وتحدد غاية التعلم عندنا شكل معرفتنا‪ ،‬وينتج عن وجود غايات‬
‫مختلفة حول التعلم مجموعات مختلفة من املعارف‪ ،‬وتتطلب أنواع املعارف املختلفة عمليات تعلم‬
‫مختلفة‪،‬‬
‫فاملعرفة املعتمدة على املهارة مثل استيفاء بيانات استمارة قد تتطلب فقط عرضا توضيحيا وقليال من‬
‫املمارسة أما املعرفة النظرية فيكون التعلم فيها أكثر كثافة‪،‬تحتاج إلى عمليات بحثية ودراسة متعمقة‬
‫ومناقشة نقدية مع الخبراء‪،‬و يتضمن اكتساب املعرفة املهنية برسم استراتيجيات ألاعمال‪3 .‬‬

‫وقد تبدوالعالقة قوية وواضحة بين بناء املنظمة املتعلمة وعمليات إدارة املعرفة إذ ينبغي على املنظمة‬
‫إذا رغبت ان تكون منظمة متعلمة أن تضم إدارة املعرفة وعملياتها‪4 .‬‬

‫ويرى بعض العلماء أن املنظمات العامة يجب أن تتبنى ثقافة التعلم والتى تتضمن الانفتاح‬
‫واملشاركة في املعلومات‪ ،‬والتقييم الناقد‪ ،‬والرغبة والاستعداد للتحدي‪ ،‬وتقدير الفروق الفردية والتنوع‬
‫والافادة منه‪ ،‬والتعلم املستمر‪ٕ .‬وأ ن إدارة املعرفة هي إطار العمل الذي من خالله ترى املنظمة جميع‬
‫عملياتها كعمليات معرفية هذه النظرة نجد أن جميع عمليات إلادارة تتضمن خلق وتوزيع وتجديد‬

‫‪ 1‬الكبيس ي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.382‬‬


‫‪ 2‬نجم عبود نجم‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.810‬‬
‫‪ 3‬صقر هدى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ 4‬العبادي هاشم والبغدادي عادل‪ ،‬التعلم التنريمي واملنرمة املتعلمة وعالقتها باملفاهيم لادارية املعاصرة‪ ،‬الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‬
‫الاولى‪،‬عمان‪ ،‬ألاردن‪ ،8737 ،‬ص ‪.173‬‬

‫‪71‬‬
‫اإلطار النظري لعمليات إدارة المعرفة والتعلم التنظيمي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وتطبيق املعرفة للحفاظ على املنظمة وبقائها ويعتمد املعنى الواسع إلدارة املعرفة في املنظمات على تبنى‬
‫إلادارة ٕواعالنها لنظم املعرفة التي يتم استخدامها في ألانشطة واملمارسات والبرامج والسياسات داخل‬
‫املنظمة ‪.‬ومن ثم فإن بقاء املنظمة يعتمد بشكل مباشر وأساس ي على‪:‬‬
‫‪-‬قدرتها التنافسية على جودة ما تملكه من ثروة وأصول للمعرفة‪.‬‬
‫‪-‬وتطبيقات ناجحة لهذه ألاصول فى كافة ما تقوم به من أنشطة في إدارة أعمالها‪.‬‬
‫‪ٕ -‬وا ٕدراكها لقيمة ما تمتلكه من أصول وثروة املعرفة‪.‬‬
‫وتأتى إدارة املعرفة كأحد ألابعاد الرئيسة للمنظمة املتعلمة والتي تؤدى إلى التحسين والتطوير‬
‫املستمر فى ألاداء من خاللل عملية التعلم املستمر‪ ،‬إذ تتضمن ألابعاد الرئيسة للمنظمة املتعلمة من‪:‬‬
‫الرؤية والقيادة‪ Leadership & Vision،‬إدارة املعرفة والاتصال‪Learning Culture .‬وثقافة التعلم‪،‬‬
‫‪.Communication & Knowledge‬‬

‫‪70‬‬
‫اإلطار النظري لعمليات إدارة المعرفة والتعلم التنظيمي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة‪:‬‬
‫بقاء املنظمات ونجاحها في الظروف املعاصرة‪ ،‬يعتمد على قدرتها في التحول إلى منظمات تعلم‪،‬‬
‫وممارسة التعلم التنظيمي الذي يحدث قيمة مضافة في أعمالها‪ ،‬ويساعد في الوصول إلى أهدافها‬
‫املسطرة‪.‬‬
‫هذا وتتوجه املنظمات نحو تحويل ما تعلمته إلى منتجات أوخدمات‪ ،‬وعالقات‪ ،‬وعملية محسنة‬
‫جديدة تصل بها إلى السوق‪،‬ألاساس ي وهي العصب املحرك لها‪ ،‬كما تعتبر املعرفة من حيث إدارتها‬
‫وخلقها وتبادلها‪ ،‬ووضعها موضع التطبيق هي املكون للمنظمة املتعلمة‪ ،‬وهذه ألاخيرة ال يمكن أن‬
‫يكتب لها ديمومة ما لم تقوم على أساس معرفي واضح وبالتالي فإن املعرفة هي أساس وجوهر املنظمة‬
‫املتعلمة‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫دراسة حالة مؤسسة إتصاالت الجزائر‬

‫تمهيد‬
‫المبحث األول‪ :‬التعريف بمؤسسة إتصاالت‬
‫الجزائر‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عرض نتائج الدراسة‬
‫بمؤسسة إتصاالت الجزائر‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تحليل نتائج الدراسة‬
‫وإختيار الفرضيات باإلعتماد على"‪"SPSS‬‬
‫خالصة‬
‫اإلطار النظري لعمليات إدارة المعرفة والتعلم التنظيمي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تمهيد‬
‫بعد التطرق في الجانب النظري إلى عموميات حول إدارة املعرفة وأساسيات ومفاهيم عامة حول‬
‫التعلم التنظيمي وأثر إدارة املعرفة على التعلم التنظيمي في الفصل الثاني والثالث على التوالي فسيتم‬
‫في هذا الفصل الثالث التطرق إلى دور إدارة املعرفة في تدعيم التعلم التنظيمي ملؤسسة إتصاالت الجزائر‬
‫وذلك بإسقاط املفاهيم النظريةالتي تم التعرف عليها‪ ،‬على واقع املديرية العامة ملؤسسة إتصاالت‬
‫الجزائر بقسنطينة غرب‪ ،‬والتي تمثل أحد أهم القطاعات في الجزائر‪ ،‬من أجل معرفة مدى تطبيق‬
‫هذه املؤسسة ملفهوم ومبادئ إدارة املعرفة والتعلم التنظيمي‪ ،‬ومدى التوافق بين ما تم تقديمه في‬
‫الفصول النظرية واملمارسة على أرض الواقع ولتحقيق ذلك سوف نتناول في هذا الفصل‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫اإلطار النظري لعمليات إدارة المعرفة والتعلم التنظيمي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-1-3‬التعريف بمؤسسة إتصاالت الجزائر ‪:‬‬


‫يعتبر قطاع الاتصاالت في الجزائر من أهم القطاعات ألاكثر نجاحا‪ ،‬ملا يشهده من نمو خاطفا‬
‫بفعل تسارع درجة النمو فيه إلى جانب مساهمته في تحقيق أحسن املردودات وخصوصا مع تفتحه على‬
‫املنافسة بفعل إلاصالحات التي شهدها وما سمحت به من دخول‬
‫للمتعاملين ألاجانب‪ ،‬حيث كان لهم الفضل في تحسين تنافسية‪ ،‬جودة وأسعار الخدمات املقدمة‪،‬‬
‫وفي هذا املبحث سنتعرف على املؤسسة‪،‬أهدافها‪،‬نشاطها‪،‬هيكلها‪،‬‬
‫‪ -1-1-3‬نبدة عن مجمع اتصاالت الجزائر‪:‬‬
‫وعيا منها بالتحديات التي يفرضها التطور املذهل الحاصل في تكنولوجيات إلاعالم والاتصال‪،‬‬
‫باشرت الدولة الجزائرية منذ سنة ‪ 3999‬بإصالحات عميقة في قطاع البريد واملواصالت‪.‬‬
‫و قد تجسدت هذه إلاصالحات في سن قانون جديد للقطاع في شهر أوت ‪،8777‬جاء هذا القانون‬
‫إلنهاء احتكار الدولـة علـى نشاطـات البريـد واملواصالت وكرس الفصل بين نشاطي التنظيم واستغالل‬
‫وتسيير الشبكات‪ .‬وتطبيقا لهذا املبدأ‪ ،‬تم إنشاء سلطة ضبط مستقلة إداريا وماليا ومتعاملين‪،‬‬
‫أحدهما يتكفل بالنشاطات البريدية والخدمات املالية البريدية متمثلة في مؤسسة" بريد الجزائر"و‬
‫ثانيهما باالتصاالت ممثلة في "اتصاالت الجزائر"‪.‬‬

‫و في إطار فتح سوق الاتصاالت للمنافسة تم في شهر جوان ‪ 8773‬بيع رخصة إلقامة واستغالل‬
‫شبكة للهاتف النقال وأستمر تنفيذ برنامج فتح السوق للمنافسة ليشمل فروع أخرى‪ ،‬حيث تم بيع‬
‫رخص تتعلق بشبكات ‪VSAT‬و شبكة الربط املحلي في املناطق الريفية‪.‬‬
‫كما شمل فتح السوق كذلك الدارات الدولية في ‪ 8771‬والربط املحلي في املناطق الحضرية في ‪.8771‬‬
‫وبالتالي أصبحت سوق الاتصاالت مفتوحة تماما في ‪ ،8771‬وذلك في ظل احترام دقيق ملبدأ الشفافية‬
‫ولقواعد املنافسة‪ ،‬و في نفس الوقت‪ ،‬تم الشروع في برنامج واسع النطاق يرمي على تأهيل مستوى‬
‫املنشآت ألاساسية اعتمادا على تدارك التأخر املتراكم‪.‬‬

‫‪ -‬قانون ‪ 03/2000‬وميالد اتصاالت الجزائر‪:‬‬


‫نص القرار ‪03/2000‬املؤرخ في ‪ 71‬أوت ‪ 8777‬عن استقاللية قطاع البريد واملواصالت حيث‬
‫تم بموجب هذا القرار إنشاء مؤسسة بريد الجزائر والتي تكفلت بتسيير قطاع البريد‪ ،‬وكذالك مؤسسة‬
‫اتصاالت الجزائر التي حملت على عاتقها مسؤولية تطوير شبكة الاتصاالت في الجزائر‪ ،‬إذ وبعد هذا‬
‫القرار أصبحت اتصاالت الجزائر مستقلة في تسييرها عن وزارة البريد هذه ألاخيرة أوكلت لها مهمة‬

‫‪75‬‬
‫اإلطار النظري لعمليات إدارة المعرفة والتعلم التنظيمي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫املراقبة‪،‬لتصبح اتصاالت الجزائر مؤسسة عمومية اقتصادية ذات أسهم برأس مال اجتماعي تنشط‬
‫في مجال الاتصاالت‪.‬‬

‫بعد أزيد من عاميين وبعد دراسات قامت بها وزارة البريد وتكنولوجيات إلاعالم والاتصال تبعت القرار‬
‫‪ ،877/71‬أضحت اتصاالت الجزائر حقيقة جسدت سنة ‪.8771‬‬

‫‪ 01 -‬جانفي ‪ 2003‬الانطالقة الرسمية ملجمع اتصاالت الجزائر‪:‬‬


‫كان على اتصاالت الجزائر وإطاراتها الانتظار حتى الفاتح من جانفي سنة‪ 8771‬لكي تبدأ الشركة‬
‫في إتمام مشوارها الذي بدأته مند الاستقالل‪ .‬لكن برؤى مغايرة تماما ملا كانت عليه قبل هدا التاريخ‪،‬‬
‫حيث أصبحت الشركة مستقلة في تسييرها على وزارة البريد‪ ،‬ومجبرة على إثبات وجودها في عالم ال‬
‫يرحم‪ ،‬فيه املنافسة شرسة البقاء فيها لألقوى وألاجدر خاصة مع فتح سوق الاتصاالت على املنافسة‪.‬‬
‫‪-2-1-3‬أهداف مؤسسة إتصاالت الجزائر ‪:‬‬
‫سطرت إدارة مجمع اتصاالت الجزائر في برنامجها مند البداية ثالث أهداف أساسية تقوم عليها‬
‫الشركة وهما الجودة‪ ،‬الفعالية ونوعية الخدمات‪ ،‬وقد سمحت هده ألاهداف الثالثة التي سطرتها‬
‫اتصاالت الجزائر ببقائها في الريادة وجعلها املتعامل رقم واحد في سوق الاتصاالت بالجزائر‪.‬‬
‫‪ -3-1-3‬نشاطات مؤسسة إتصاالت الجزائر‪:‬‬
‫وتتمحور نشاطات املجمع حول‪:‬‬
‫‪ -‬تمويل مصالح الاتصاالت بما يسمح بنقل الصورة والصوت والرسائل املكتوبة واملعطيات‬
‫الرقمية‪ - .‬تطوير واستمرار وتسيير شبكات الاتصاالت العامة والخاصة‪ - .‬إنشاء واستثمار وتسير‬
‫الاتصاالت الداخلية مع كل متعاملي شبكة الاتصاالت‪.‬‬
‫فروع مجمع اتصاالت الجزائر‬
‫تعتبر اتصاالت الجزائر مجمع حقيقي من خالل فروعها التي أنشئت لتساير التطورات الحاصلة في‬
‫مجال الاتصاالت‪.‬فقد تم إنشاء فرع اتصاالت الجزائر"موبيليس ‪":‬مختص في الهاتف الخلوي‪ ،‬حيث‬
‫تعتبر موبيليس أهم متعامي النقال في الجزائر من خالل تغطيتها التي تعدت ‪ 92‬باملائة وكدا عدد زبائنها‬
‫الذي تعدى ‪10‬ماليين مشترك‪.‬‬
‫كما يضم مجمع اتصاالت الجزائر فرع أساس ي هام وهو اتصاالت الجزائر لألنترنت "جواب "مختص‬
‫في تكنولوجية الانترنت حيث أوكلت له مهمة تطوير وتوفير الانترنت ذوالسرعة الفائقة ‪.‬‬
‫و لإلشارة‪ ،‬فكل قطاعات النشاط الكبرى في البالد (التعليم العالي‪ ،‬البحث‪ ،‬التربية الوطنية‪ ،‬التكوين‬
‫املنهي‪ ،‬الصحة‪ ،‬إلادارة‪ ،‬املحروقات‪ ،‬املالية‪...‬الخ) مربوطة حاليا شبكات ألانترانات ‪ Intranet‬بمقرات‬
‫الربط باالنترنت عن طريق شبكة "جواب‪".‬‬

‫‪76‬‬
‫اإلطار النظري لعمليات إدارة المعرفة والتعلم التنظيمي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اتصاالت الجزائر الفضائية ‪:‬املختصة تكنولوجيات الساثل وألاقمار الصناعية‪.‬‬

‫هياكلها باإلضافة إلى كونها متعامل املتعاملين والرائد في مجال الاتصاالت في الجزائر‪ ،‬تعتبر اتصاالت‬
‫الجزائر من أكبر املؤسسات الوطنية تواجدا عبر كافة مناطق الوطن فهي تشمل كل شبر من هذه‬
‫الجزائر‪ ،‬وذالك من خالل هيكلتها‪.‬‬
‫فاتصاالت الجزائر تعتمد في هيكلتها على منطق الشمولية أي إيصال منتوجها إلى أبعد نقطة من هذه‬
‫البالد‪.‬فاتصاالت الجزائر تسيرها مديرية عامة مقرها العاصمة و‪ 38‬مديرية إقليمية ‪ :‬لكل من‬
‫(الجزائر‪.‬وهران‪.‬قسنطينة‪.‬سطيف‪.‬عنابة‪.‬ورقلة‪.‬بشار‪.‬الشلف‪.‬باتنة‪.‬تيزي وزو‪.‬البليدة‪.‬تلمسان)‪.‬أين تم‬
‫التقسيم حسب ألاقاليم‪،‬وتحتوي هذه املديريات إلاقليمية على مديريات والئية أين تتواجد اتصاالت‬
‫الجزائر في ‪ 12‬والية بمديريات والئية إضافة إلى مديريتين إضافتين للعاصمة بمجموع ‪ 17‬مديرية عبر‬
‫التراب الوطني‪.‬من جهتها هده املديريات الوالئية تحتوي على وكاالت تجارية "ومراكز هاتفية ‪.‬‬
‫التدابير املرافقة التوظيف والتدريب‬
‫الشراكة ‪ :‬في إطار الشراكة‪ ،‬اتصاالت الجزائر سيستفيد كذلك من كل الخبرات‪ .‬أما بالنسبة لتنويع‬
‫ألانشطة‪ ،‬وقطاع خدمات الاتصاالت الجزائرية‪ ،‬على العكس من ذلك إلى حد كبير البنية التحتية‬
‫ستكون مفتوحة للمنافسة من خالل الشراكات التي يمكن أن تؤدي تنمية والاستثمار لتحقيق‬
‫مستويات ربحية مع ارتفاع عوائد الاستثمار ‪.‬‬

‫مخطط تطوير شبكة الاتصاالت السلكية والالسلكية ‪8772/8771‬‬


‫وتبلغ الاستثمارات إلاجمالية ‪ 871903‬مليون دينار جزائري أي مايعادل ال ‪2.5‬مليار دوالر امريكى‪ .‬هذه‬
‫الاستثمارات لتعبئة جميع قطاعات ألانشطة‪ ،‬وتحويل وظائف‪ ،‬ونقل خبرة لالتصاالت السلكية‬
‫والالسلكية (الطاقة وإدارة الشبكة)‪ ،‬وألاقمار الصناعية لالتصاالت السلكية والالسلكية وإلانترنت‬
‫والاتصاالت السلكية والالسلكية النقل وإلامداد‪ ،‬ونظم املعلومات‪.‬‬

‫‪ -2-3‬عرض نتائج الدراسة بمؤسسة إتصاالت الجزائر ‪:‬‬


‫سيتم من خالل هذا املبحث عرض نتائج الدراسة من حيث جداول التكرارات والنسب املئوية‪،‬‬
‫املتوسط الحسابي‪ ،‬الانحراف املعياري ومعامل الاختالف لعبارات املحاور املتعلقة بالدراسة ضمن‬
‫الاستشيان‪ ،‬واملتمثلة في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1-2-3‬نتائج محور عمليات إدارة املعرفة‪:‬‬
‫واملتمثلة في اكتساب املعرفة وتطويرها‪ ،‬تنظيم املعرفة وتقييمها‪ ،‬نقل املعرفة وتطبيقها وذلك وفقا‬
‫للجداول املوالية‪:‬‬

‫‪77‬‬

You might also like