Professional Documents
Culture Documents
تبرز في عالم اليوم توجهات أساسية تعبر عن أاط جدي دة في العالق ات االقتص ادية و
السياسية و االجتعية و الثقافية ب دول العالم من جهة ،وداخل البل د الواح د من جه ة
أخ رى .ك ت برز عوام ل الت غ و التط وير ذات الت أث الفاع ل و أهمه ا التط ورات
التكنولوجي ة و ث ورة االتص االت و المعلوم ات أو م ا يع رف بع الم الـ .NTICتل ك
التوجهات أفرزت أاط إدارية جديدة لها ست مختلفة و لكنها تتوافق مع معطيات ع الم
اليوم التي تتميز بالتنافس الشديد ب أقطاب اقتصادية ك برى .ك تش هد انطالق ة هائل ة
للتكنولوجيا في مختلف المجاالت ،و س يطرة متص اعدة لتكنولوجي ا المعلوم ات على
مختلف مجاالت االنت اج و األع ل و الخ دمات و الحي اة العام ة و الخاص ة ،واالعت د
على البحث و التطوير كأساس لخلق الميزات التنافسية للمؤسسات و الدول.
كل ه ذا وس م اإلدارة العص رية بمجموع ة س ت رئيس ية أهمه ا :االرتب اط بالس وق،
السعي إلى التم يز ،قب ول التغي ،إرض اء العمالء ،التح ديث و االبتك ار و االنفت اح
على العالم المتغ ،احترام االنسان و استثر طاقاته ،االهتم بتطوير الخدمات للعمالء ،
اس تثر المعلوم ات ( المعلوماتي ة) و االتج اه نح و الالمركزي ة و الحجم الص غ
للمؤسسات.
إن هذه التوجهات و التحوالت فرضت اس تراتيجيات أو أس اليب أو منهجي ات إداري ة
جدي دة لم تكن من قب ل أهمه ا :إع ادة الهندس ة اإلداري ة ،و إع ادة الهيكل ة ،و إدارة
الج ودة ،و التخطي ط االس تراتيجي ،والتط وير التنظيمي ،و الت دم الخالق ،و
المؤسسة المتعلمة و غها.
على ضوء ما سبق ،سنحاول من خالل هذه الورقة البحثية – اإلستش رافية -التط رق
إلى معالم مؤسسة المستقبل من خالل ما جاء في بعض المراجع ،و ذلك بالتركيز
على بعض المف اهيم المرتبط ة بأش كالها كمفه وم المؤسس ة المتعلم ة ،المؤسس ة
النوعية ،المؤسسة االنسانية ،المؤسسة المتميزة.
أوالً – المؤسسة المتعلمة:
-1مفهوم المؤسسة المتعلمة :
يق ول بي تر س ونج( )Peter Sengeفي كتاب ه الش ه " المنظم ة المتعلم ة –النظ ام
الخامس : "1990،ال يكفي أن يتعلم شخص واحد ثم يقوم بتحديد ما تحتاجه المنظم ة
و يتبعه الباقون ،إن المنظمة التي ستنجح في المستقبل هي التي تكتشف كي ف تس تفيد
من طاقة التعلم لدى جميع أفرادها إذ أن علم المنظمة أكبر من مجموع علم أفراده ا ،
إال أن العامل األساس هو كيف ننقل علم الفرد إلى المنظمة ككل.1
كيف يتعلم األفراد ؟: -2
إن التعلم يع ني الحص ول على المعرف ة (و هي ك ل م ا يتعل ق ب الجزء النظ ري من
التعلم ،أي اإلجاب ة على س ؤال لم اذا ؟) ،و المه ارة (وهي ك ل م ا يتعل ق ب الجزء
العملي من التعلم ،أي اإلجابة على سؤال كيف ؟) .و يتعلم األفراد أثناء دوران عجلة
التعلم حيث تتح ول عملي ة التأم ل إلى تش كيل تص ورات أولي ة ثم ب دأ اختب ار ه ذه
التصورات انتهاء بتجريبها على أرض الواقع ،و يتم تخزين ذلك في الذاكرة فيتحول
مع استمرار الدوران إلى افتراضات و نظريات تساعد في كيفية التعام ل م ع الحي اة.
تس مى ه ذه االف تراض ات و النظري ات "اذج ذهني ة" ،أو الص وت ال داخلي في
االنسان القائل " إذا فعلت كذا ...به ذه الطريق ة فه ذا ال ذي س يحدث . "..إن تج ارب
الحياة تشكل عقولنا و اذجنا الذهنية ،و بالمقابل تشكل تجاربنا و تفسرها لنا.
خــاتمة:
لقد حاولت هذه الورقة البحثية استعراض أهم أشكال و أوصاف "مؤسسة المس تقبل"
من خالل عرض أهم المفاهيم المرتبطة حيث حاولنا تق ديم جمل ة من التع اريف ال تي
جاءت في مختلف المراجع األساسية المختصة بدراسة المؤسسات و العمل المؤسسي
باعتب اره جانب ا هام ا في حي اة المنظت العص رية ال تي ت رمي إلى تحقي ق النم و و
االس تقرار و البق اء في بيئ ة تتم يز بش دًة التن اًفس ،حيث ال مك ان فيه ا للعش وائية و
االرتجالية.
ثالمراجع:
العدلو ني(محمد أكرم) ،العمل المؤسسي ،قرطبة لإلنتاج الفني ،الكويت ، -1
2002
العدلوني (محمد أكرم) ،برنامج مهارات بناء و إدارة فرق العمل الفعالة ،دار -2
ابن حزم 1999،
توفيق(عبد الرحمن) والسويدان(طارق) ،االتجاهات الحديثة في اإلدارة ،شركة -3
االبد اع الخليجي،الكويت2000،
السويدان (طارق) ،برنامج العمل المؤسسي ،دار ابن حزم ،الكويت 1999، -4
السلمي (علي) ،اإلدارة بالمعرفة ،الجمعية العربية لإلدارة ،القاهرة 1998، -5
الشرقاوي (علي) ،إدارة األعل :الوظائف و المرسات اإلدارية ،دار النهضة -6
العربية ،بوت 1997،