Professional Documents
Culture Documents
المجّلت ومح َ
طات التلفزيون بانتظام المسائل المتعلقة بمسؤولية الوالدين تجاه َ تناقش
األطفال .والواقع أن مسؤولية الوالدين تجاه األطفال هائلة وينبغي اإلضطّلع بها على نحو
جيد .وفي رأيي أنه ليس من المناسب للوالدين أن يتساهّل في اإلضطّلع بالمسؤوليات تجاه
األطفال .وفي الحياة األسرية ،هناك عدد من المسؤوليات التي يجب على الوالدين تحملها
على األطفال.
الطفل هو هبة يمنحها هللا للوالدين .ومسؤولية الوالدين مهمة جدا ألن األطفال يحتاجون
إلى توجيه من الوالدين لمستقبلهم.إذا ما أخذوا تعليما مناسبا ،سيصبحون مسلمين ممتازين.
إذا كان األطفال على تعليم صحيح ثم أخّلقهم ستكون جيدة ولكن إذا لم يتم تعليمهم بشكل
صحيح ثم أخّلقهم ستكون سيئة.
أوال وقبل كل شيء ،من المسؤولية الوالدين هي تربية األوالد .يجب على الوالدين التربية
أوالدهم تربية حسنة وتامة لكي ال يخسروا في الدنيا واألخرة .ومن بين األمور الهامة التي
يجب التأكيد عليها في التربية هي التوحيد الصحيح وطرق العبادة وتعليمهم الحّلل والحرم.
ولذالك ،على الوالدين أن يتعلما األوالد عن العقيدة اإلسّلم ليؤمنوا باهلل وحده ويفعلوا أمره
صدقين" التوبة .119 ويتركوا نهوه لقوله تعالىٰٓ ٰ ":يايُّها الَذين ٰامنوا اتَقوا ه
ّٰللا وكونوا مع ال ه
التعليم في سن مبكرة مهم جدا ألن اآلباء هم الدعامة األساسية في تشكيل األطفال الذين
يشبهون بالقماش األبيض واآلباء هم الذين يصنعونه .إذا كان جيدا ثم تكون جيدة وإذا كان
سيئا ثم تكون سيئة.
ثانيا ،إعطاء الحب لألطفال .ومن حقوق األطفال لوالديهم أن يكون لديهم الحب والمودة
الكاملين .الرعاية والتوجيه األبويان أساسيان لتربية األطفال .بعض اآلباء واألمهات في
الوقت الحاضر تصبح مشغولة جدا مع وظائفهم أو مع كسب المال أو مع حياتهم االجتماعية
التي غالبا ما يتم إهمال األطفال .وقد يتم تجاهلها أو تركها لساعات مع التلفزيون أو
الكمبيوتر.
وإضافة إلى ذلك ،البد أن الوالدين أن يكونا قدوة حسنة ألوالدهم .األطفال الصغار يأخذون
والديهم كنماذج .إذا كان اآلباء كسّل واإلهمال ،واألطفال أيضا اتخاذ الكسل واإلهمال
كالمعتاد .إذا قالوا األكاذيب ،سيعتبر األطفال الكذب أمرا طبيعيا ومقبوال .وينطبق الشيء
نفسه على التدخين والشرب واألخّلق الوقحة والشتائم وجميع العادات السيئة األخرى .ال
يمكن للوالدين تحفيز أطفالهم على ممارسة الفضائل اإلسّلمية إذا كانوا هم أنفسهم ال
يحاولون ممارستها أيضا.
وفي الواقع ،قد يكون دور األم أكبر :فبينما يكون األطفال صغارا ،فإنهم قريبون جدا منها
ويعتمدون عليها ،ويقضون معها وقتا أطول من أي شخص آخر .هناك قول عربي" :األم
هي المدرسة األولى" .بل إنها قد ال تكون على علم بأنها تعمل كنموذج يحتذى به في سلوكها
ومواقفها .وينبغي أن تكون كل أم واعية لدورها وأن تفعل ما بوسعها لجعلها مفيدة لتنمية
.أطفالها.
وأحسن قدوة هو رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كما جاء في الحديث ":كان خلق نبي َ
ّٰللا
ّٰللا عليه وسلَم القرآن" .فيجب على الوالدين أن يمارسا أنفسهما بأخّلق محمودة
صلَى َ
ويجتنبا أنفسهما من أخّلق مذمومة .وعلى سبيل المثال ،يستطيعان الوالدان أن يقوما الصّلة
جماعة في المسجد ويقرآ القرءان كل بعد الصّلة مع أبنائهما.
وخّلصة القول،إن الوالدين يتحمّلن مسؤولية كبيرة وهامة ليس فقط لتربية أطفالهم من
خّلل توفير الغذاء والمّلبس ولكن التعليم القائم على التعاليم اإلسّلمية الذي يمكن أن يجعل
الجيل المسلمين ممتازين .وبالتالي ،يحتاج اآلباء إلى العمل لضمان أن أطفالهم في الطريقة
التعليمية تامة التي ينظمها اإلسّلم .ولذلك ،يجب تعليم األطفال على النحو الصحيحح في
جانب الدين لتشكيل هو َية قوية .هذا هو أساس التربية األسرية اإلسّلمية التي يجب أن
يتغذَى اآلباء واألمهات حتى يتم َكن األطفال من المساهمة في اآلباء والمجتمع والبلد.