You are on page 1of 117

‫ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‬ Democratic Arabic Center Berlin - Germany

‫ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‬


‫ ﺍﳌﺎﻧﻴﺎ‬- ‫ﺑﺮﻟﲔ‬

‫ ﺍﳌﺎﻧﻴﺎ‬- ‫ﺑﺮﻟﲔ‬
‫ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻟﻸﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ‬

‫ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻟﻸﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ‬


Media
Media
Management
Management
For Health
Crises

:‫اﻋﺪاد و�ﺷﺮاف‬
‫ ﺷﻴﻤﺎء اﻟهﻮاري‬.‫د‬
‫ ﻓﺮج ﻋﻴﺎش إﻣﻌﺮف‬.‫د‬
‫ﻋﻲ‬
‫ﺟﻤﺎ‬
‫ﻟﻒ‬
‫ﻣﺆ‬
DEMOCRATIC ARABIC CENTER
Germany: Berlin 10315 Gensinger- Str: 112
http://democraticac.de
TEL: 0049-CODE
030-89005468/030-898999419/030-57348845
MOBILTELEFON: 0049174274278717
VR . 3383 – 6537 B
2021
‫الــنــــــــــــــاشـــــــــر‪:‬‬
‫املركز الديمقراطي العربي‬
‫للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
‫أملانيا ‪ /‬برلين‬

‫‪Democratic Arab Center‬‬


‫‪For Strategic, Political & Economic Studies‬‬
‫‪Berlin / Germany‬‬

‫ال يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو أي جزء منه أو تخزينه‬


‫في نطاق استعادة املعلومات أو نقله بأي شكل من األشكال‪ ،‬دون إذن مسبق خطي من الناشر‪.‬‬
‫جميع حقوق الطبع محفوظة‬

‫‪All rights reserved‬‬


‫‪No part of this book may be reproduced, stored in a retrieval system, or transmitted in‬‬
‫‪any form or by any means, without the prior written permission of the publisher.‬‬

‫املركز الديمقراطي العربي‬


‫للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية أملانيا‪/‬برلين‬

‫‪Tel: 0049-code Germany‬‬


‫‪030-54884375‬‬
‫‪030-91499898‬‬
‫‪030-86450098‬‬

‫البريد اإللكتروني‬
‫‪book@democraticac.de‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا ‪ -‬برلين‬
‫الكتاب جماعي ‪ :‬إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬
‫إعداد وإشراف‪ :‬د‪ .‬شيماء الهواري‬
‫د‪ .‬فرج عياش إمعرف‬

‫رئيس املركزالديمقراطي العربي‪ :‬أ‪ .‬عمارشرعان‬

‫مديرالنشر‪ :‬د‪ .‬أحمد بوهكو‬

‫رقم تسجيل الكتاب‪VR . 3383 – 6537. B :‬‬

‫عدد الصفحات‪114 :‬‬

‫الطبعة األولى‬

‫حزيران ‪ /‬يونيو ‪ 2021‬م‬

‫اآلراء الواردة أدناه ّ‬


‫تعبرعن رأي الباحثين وال تعكس بالضرورة وجهة نظراملركزالديمقراطي العربي‬

‫‪All Ideas and Opinions Presented in this Book Only Express the Views of Their respective Authors‬‬

‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا ‪ -‬برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫كتاب جماعي تحت عنوان‬

‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬


‫‪Media Management for Health Crises‬‬

‫إعداد وإشراف‪:‬‬
‫د‪ .‬شيماء الهواري‪:‬‬
‫د‪ .‬فرج عياش إمعرف‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫الديباجة‪:‬‬

‫يعتبر اإلعالم من أهم اآلليات التي يتم االعتماد عليها في الدول املتقدمة من أجل ترسيخ الديمقراطية وحقوق‬
‫اإلنسان والنهوض بالجانب التنموي على مستوى جميع املجاالت‪ ،‬كما انه يشكل آلية غير مباشرة لتحقيق رقابة شعبية‬
‫على األشخاص واألجهزة الحاكمة التي تتحمل مسؤولية تدبير الشأن العام‪.‬‬
‫ولذلك فإن دوره يبقى مهما وحيويا من اجل إدارة مجموعة من السياسات واالستراتيجيات عن طريق آلياته‬
‫الرقابية واإلعالمية‪ ،‬ومن بين أهم املجاالت التي يديرها اإلعالم في الوقت الحالي هو إدارة األزمات التي أصبحت من أهم‬
‫األدوار الحديثة لإلعالم في الوقت الحالي‪ ،‬وبالتالي فإن توجهات ومخططات وسائل اإلعالم في األوقات العادية‪ ،‬تختلف‬
‫اختالفا جذريا عن توجهاتها وسياساتها اإلعالمية في أوقات األزمات‪.1‬‬
‫يساهم اإلعالم في توعية الجمهور في كيفية التعاطي مع األزمة‪ ،‬من خالل تحديد ما يصل إلى الجمهور من أخبار‬
‫ومعلومات‪ ،‬وكيفية تفسيرها له من خالل األحداث التي تتم تغطيتها‪ ،‬والطريقة التي يقدمون بها املوضوع‪ ،‬في جين يكون‬
‫الهدف من التناول اإلعالمي على كافة مستوياته ألي أزمة هو مساعدة املجتمع في مواجهتها والتغلب عليها‪ ،‬وغرس القيم‬
‫وبث األمل بين أفراد املجتمع‪ ،‬وليس تقسيمه وبث الفرقة بين صفوفه‪.2‬‬
‫فقد أصبحت عملية إدارة األزمات إعالميا‪ ،‬تخصصا علميا ‪ ،‬له قواعده‪ ،‬ونظرياته‪ ،‬وأسسه‪ ،‬وآلياته‪،‬‬
‫واستراتيجيته‪ ،‬تهتم بها ملؤسسات التعليمية األكاديمية‪ ،‬والبحثية‪ ،‬واملؤسسات اإلعالمية‪ ،‬والسياسية والدبلوماسية‪.‬‬
‫يعتبر االعالمي الصحي من اهم اصناف املنظومة االعالمية‪ ،‬خاصة في اآلونة االخيرة‪ ،‬حيث اصبحت له مكانة‬
‫مهمة في ادارة االزمات الصحية‪ ،‬وتدبيرها‪ ،‬والسيطرة عليها؛ من خالل العديد من االليات التوعوية التي اتت بأكلها في‬
‫العديد من البلدان التي تعطي مساحة من حرية التعبير إلعالمها بأنواعه‪ ،‬وخاصة اإللكتروني‪ ،‬وايضا على شبكات‬
‫التواصل االجتماعي ‪.‬‬
‫ترى ما املقصود باإلعالم الصحي؟ وما هي االزمات و الكوارث؟ وكيف يمكن لإلعالم الصحي ادارتها؟ كل هذه التساؤالت‬
‫سيتم الرد عليها من خالل محاور الكتاب ‪.‬‬

‫‪ _1‬دور االعالم في ادارة االزمات "ازمة كوفيد‪ 19‬نموذجا"‪ :‬خالد االدريس ي‪ ،‬مقال الكرتوني نشر بتاريخ ‪ 2020/09/08‬على موقع ‪:‬‬
‫‪http://kechpresse.com/details/5085‬‬
‫‪ _2‬االعالم في االزمات‪ :‬علي ابراهيم خواجي‪ ،‬مقال نشر بتاريخ ‪ ، 2020/04/05‬على منصة منتدى املدينة ‪https://www.al- :‬‬
‫‪madina.com/article‬‬

‫‪2‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫عناصر مقدمة الكتاب‪:‬‬

‫‪ ‬اشكالية الكتاب ‪:‬‬


‫لإلعالم مهام شتى تجعله مسؤوال امام املجتمع في العديد من املجاالت‪ ،‬سواء السياسية او االجتماعية‪ ،‬التربوية‬
‫والدينية‪ ،‬وكذلك االقتصادية‪ .‬لكن الدوراالهم الذي يتواله االعالم حاليا هو تدبير وادارة االزمات الصحية التي‬
‫اضحت الشغل الشاغل للمجتمعات‪ .‬ترى هل قام االعالم الصحي بالخدمة الفعلية والتوجيه البناء للمجتمع‬
‫عبر ادارته لالزمات الصحية خاصة في السنوات االخيرة؟ ام انه اكتفى فقط بعملية توصيل املعلومات ونشرها‪،‬‬
‫ومواكبة اخر التطورات؟‬

‫‪ ‬اهمية الكتاب ‪:‬‬


‫تسهم هذه الدراسة في اثراء املجال البحثي العلمي في مواضيع تهم مكانة االعالم الصحي في تدبير وترشيد وادارة‬
‫االزمات الصحية‪ ،‬من خالل وضع مجموعة من املحاور للنقاش تهدف الى ابراز فعالية وفاعلية االعالم الصحي‬
‫في ادارة االزمات الصحية دوليا‪.‬‬

‫‪ ‬الهدف من الكتاب ‪:‬‬


‫يهدف الكتاب الى تسليط الضوء على الدور املحوري والريادي الذي يلعبه االعالم في تدبير االزمات والكوارث‬
‫الصحية‪ ،‬وتسهيل التعامل معها؛ سواء على املستوى السياس ي او االجتماعي‪ .‬كما يروم الكتاب التعريف‬
‫بالحكامة االعالمية الصحية في التعامل مع أهم االوبئة التي مرة على البشرية‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫المحاور‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الفصل االول‪ :‬اإلطاراملفاهيم‬


‫‪ .1‬املحوراالول‪ :‬االعالم‪ :‬مفهومه‪ ،‬اهميته‪ ،‬وسائله‪ ،‬اصنافه‬
‫‪ .2‬املحورالثاني‪ :‬االعالم الصحي‪ :‬مفهومه‪ ،‬دوره‪ ،‬فوائده‬
‫‪ .3‬املحورالثالث‪ :‬االزمات والكوارث‪ :‬مفهومها‪ ،‬انواعها‪ ،‬مراحلها‪ ،‬وكيفية التعامل معها‬

‫ثانيا‪ :‬الفصل الثاني‪ :‬الحكامة االعالمية الصحية بين النظرية والتطبيق‬


‫‪ .1‬املحوراالول‪ :‬توظيف االعالم الصحي للعامل االجتماعي في نشر التوعية الصحية‬
‫‪ .2‬املحورالثاني‪ :‬املسؤولية االعالمية في نشر التوعية الصحية‬
‫‪ .3‬املحورالثالث‪ :‬االعالم والتوعية بمخاطر البيئة ملعالجة االزمات الصحية‬

‫ثالثا‪ :‬الفصل الثالث‪ :‬نماذج اعالمية للدراسة حول ادارة االعالم الصحي لالزمات‬

‫‪4‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫اللجنة العلمية‪:‬‬

‫‪ o‬شيماء الهواري‪ :‬دكتورة في القانون العام والسياسات العمومية متخصصة في االعالم السياس ي جامعة الحسن الثاني‪.‬‬
‫اململكة املغربية‬

‫‪ o‬أ‪ /‬فرج عياش امعرف‪ :‬محاضر‪ ،‬قسم االعالم‪ ،‬جامعة سرت‪ ،‬ليبيا‪:‬‬

‫‪ o‬د‪ /‬رشيد فريح‪ :‬استاذ محاضر‪ ،‬كلية االعالم واالتصال جامعة الجزائر ‪ ،3‬الجمهورية الجزائرية‬

‫‪ o‬د‪ /‬خالد جيجان عزيز‪ :‬محاضر‪ ،‬كلية املستقبل‪ ،‬العراق‬

‫‪ o‬د‪ /‬سليمة حسن زيدان‪ :‬استاذ مشارك‪ ،‬قسم الصحافة‪ ،‬كلية االعالم‪ ،‬جامعة بنغازي‪ ،‬ليبيا‪:‬‬

‫‪ o‬د‪ /‬ناصف فرج املنفي‪:‬استاذ مساعد‪،‬قسم االعالم‪ ،‬جامعة طبرق‪،‬ليبيا‬

‫‪ o‬د‪ /‬عبد املولى ضو الصغير‪ :‬استاذ مشارك‪ ،‬كلية االعالم‪ ،‬جامعة الزيتونة‪ ،‬ليبيا‬

‫‪ o‬د‪ /‬عبد هللا الوزان‪ :‬استاذ مشارك‪ ،‬كلية االتصال واالعالم‪ ،‬قسم االعالم الورقي‪ ،‬جامعة جدة‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية‬

‫‪ o‬د‪ /‬ساملة مسعود موس ى مسعود‪ :‬استاذ مساعد‪ ،‬تخصص علم االجتماع التربوي‪ ،‬بجامعة سرت‪ ،‬ليبيا‬

‫‪ o‬د‪ /‬مي عبد الغني يوسف محمود‪ :‬استاذ مشارك‪ ،‬تحليل الخطاب املرئي وتأثيرات وسائل االعالم الجديد في النواحي‬
‫االتصالية واملجتمعية‪ ،‬جامعة بنغازي‪ ،‬فلسطين‬

‫‪ o‬ريم الشريف‪ :‬استاذة تعليم عالي بكلية اآلداب والعلوم االنسانية بالقيروان‪ ،‬دكتورة في علوم وتقنيات الفنون‪.‬‬
‫جمهورية تونس‬

‫‪5‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫دورمو اقع التواصل االجتماعي في التوعية الصحية للشباب الليبي‬


‫(دراسة ميدانية علي عينة من الشباب املترددين علي الفيس بوك)‬
‫‪The role of social networking sites in health awareness for Libyan youth‬‬
‫)‪)Afield study on a sample of young people who hesitate to Facebook‬‬
‫ا‪ /‬زهرة علي إمحمد أبو غالية‬
‫محاضرمساعد ‪ /‬كلية اآلداب ‪/‬جامعة سرت‪ /‬ليبيا‬
‫‪Yaraali1973@gmail.com‬‬
‫امللخص ‪:‬‬
‫يهدف هذا البحث إلى معرفة دور مواقع التواصل االجتماعي في التوعية الصحية للشباب الليبي‪َّ .‬اتبعت فيه الباحثة املنهج الوصفي‬
‫ُ ْ‬
‫التحليلي‪ ،‬الذي تحاول من خالله وصف الظاهرة وتحليل بياناتها‪ ،‬وبلغ حجم العينة ‪200‬شاب وشابه‪ ،‬ولجمع البيانات ا ْس ُتخ ِد َم ْت استمارة‬
‫االستبيان؛ لقياس الظاهرة املراد قياسها‪ ،‬و تضمنت مجموعة من األسئلة‪ ،‬وهي ضمان الحصول على إجابات محددة ‪ .‬وتوصلت الباحثة إلى‬
‫اهم النتائج وهي ان مواقع التواصل االجتماعي تساهم في خلق وعي صحي لدي الشباب و تساعد أيضا في تبادل املعلومات الصحية والطبية‬
‫مع املستخدمين‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪ -:‬الدور ـ ـ مواقع التواصل االجتماعي – التوعية الصحية ‪ -‬الشباب‪.‬‬

‫‪Apstract :‬‬
‫‪This research aims to know the role of social networking sites in health awareness of Libyan youth. In which the‬‬
‫‪researcher followed the descriptive and analytical approach, through which she tries to describe the phenomenon and‬‬
‫‪analyze its data, and the sample size reached 200 young men and women. To collect data, a questionnaire form was used.‬‬
‫‪To measure the phenomenon to be measured, and it included a set of questions, which is a guarantee of obtaining specific‬‬
‫‪answers.‬‬
‫‪The researcher reached the most important results, which is that social networking sites contribute to creating‬‬
‫‪health awareness among young people and also help in the exchange of health and medical information with users.‬‬
‫‪Key words: - Role - Social Media - Health Awareness - Yout‬‬

‫مقدمة‪:‬ـ‬
‫يعد اإلعالم بمختلف وسائله من ابرز مكونات العالم املعاصر‪،‬فتتضح أهميته من خالل ما يطرحه من قضايا‬
‫متنوعة قادرة علي التأثير في امللتقي وخصوصا في الوقت الحاضر‪ ،‬والذي يشهد سيطرة الوسائل التكنولوجية غلي كامل‬
‫معطيات الحياة‪ ،‬بحيث صار بإمكان اإلنسان أي كان مكانه قادرا علي التواصل مع اآلخرين بصورة مباشرة دون أي‬
‫حواجز أو عوائق ‪،‬وادي هذا التطور االلكتروني إلى ظهور شبكات التواصل االجتماعي املختلفة ‪ ،‬وتوسعت خدماتها‬
‫بسرعة كبيرة‪ ،‬ومنحت متصفحيها ومستخدميها إمكانية واسعة في تبادل املعلومات في جميع املجاالت ‪.‬‬
‫وبما أن التوعية الصحية تؤدي دورا هاما في رفع مستوي الصحة العامة لدي أفراد املجتمع نظرا ألهميته ‪،‬فقد‬
‫اعتبره العلماء واألطباء بأنه الوسيلة الفعالة والرئيسية التي تساهم في توعية املجتمع وتحسين مستوي صحته ‪ ،‬ويمكن‬
‫أن نالحظ أن التوعية الصحية تعتمد علي وسائل االتصال بشكل مباشر من اجل التأثير علي املجتمع وتخليص الناس‬
‫من العادات والتقاليد القديمة غير السليمة وتحريرهم من الجهل والتخلف العلمي واالجتماعي ‪ ،‬وخلق أفراد ذوي‬

‫‪6‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫مستوي عال من الوعي واملعرفة بالحقائق العلمية الخاصة بالصحة من اجل عدم الوقوع في املشاكل الصحية‬
‫واألمراض‪،‬وقد شهدت التوعية الصحية تطورا مستمرا من حيث الوسائل واألشكال فتتغير بتغير وسائل االتصال والنظم‬
‫االجتماعية ‪،‬فأصبحت التوعية الصحية تستخدم وسائل االتصال الجماهيرية مثل التلفزيون واإلذاعة واإلعالم‬
‫االلكتروني والذي تمثل شبكات التواصل االجتماعي جزءا منه‪.1‬‬
‫مشكلة الدراسة‪ :‬ـ ـ‬
‫أصبح التواصل االجتماعي هو الوسيلة العامة في العصر الحالي للتعامل مع اآلخرين‪ ،‬وذلك كنتيجة طبيعية‬
‫النتشار مختلف مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬باإلضافة إلى انتشار مختلف وسائل االتصال التي جعلت العالم أكثر قربا‬
‫منا‪ ،‬وأسهمت في رفع الوعي االجتماعي والثقافي واالقتصادي والسياس ي فضال عن الوعي الصحي في رقعة كبيرة من املجتمع‬
‫اإلنساني ‪،‬من خالل استخدام الوسائط متعددة كالصوت والفيديو والصور والرسومات وغيرها‪ ،‬إضافة إلى األخبار‬
‫واملعلومات كل ذلك جعل عوامل اإلغراء واالندفاع نحو هذه الوسائل سريعة جدا ‪ ،‬مع ظهور أجيال الهواتف النقالة التي‬
‫وفرت كل هذه املواقع في جهاز واحد محمول وصغير‪ ،‬يمكن اقتناءه بسهولة‪،‬وفي بحثنا هذا سنحاول الوقوف علي دور‬
‫مواقع التواصل االجتماعي خاصة الفيسبوك في التوعية الصحية للشباب الليبي‪ ،‬كما يوضح أهمية مواقع التواصل‬
‫االجتماعي كوسيلة اتصال ملستخدميها‪ ،‬سواء كانوا أشخاص أو مؤسسات في نشر و تصميم الحمالت الصحية التوعوية‬
‫عبرها وعليه سيكون السؤال الرئيس ي للبحث كالتالي ‪ :‬ـ ما دور مواقع التواصل االجتماعي في التوعية الصحية للشباب‬
‫الليبي؟ والذي انبثق منه العديد من األسئلة الفرعية‪:‬‬
‫‪ -1‬كيف تساهم مواقع التواصل االجتماعي في التوعية الصحية للشباب؟‬
‫‪ -2‬ما هي أهم املواضيع الصحية التي يهتم بها الشباب في مواقع التواصل االجتماعي ؟‬
‫ولإلجابة علي هذا األسئلة سوف تتبع الباحثة املنهج الوصفي التحليلي لوصف مشكلة الدراسة وتحليلها وتفسيرها ‪.‬أما‬
‫مجتمع الدراسة فيتمثل في الشباب الليبي املتردد علي مواقع الفيس بوك وسوف نأخذ عينة عشوائية من خالل استبيان‬
‫الكتروني يرسل للمبحوثين ‪.‬‬
‫أهمية الدراسة ‪ :‬ـ ـ‬
‫‪ -1‬إبراز مدى أهمية مواقع التواصل االجتماعي خاصة في عصرنا هذا‪.‬‬
‫‪ -2‬توضيح دور مواقع التواصل االجتماعي وأهدافها فيما يتعلق بالتوعية الصحية للشباب‪.‬‬
‫‪ -3‬يمكن أن يكون هذا البحث مصدر استفادة للباحثين املهتمين في هذا املجال ‪.‬‬
‫أهداف الدراسة ‪ :‬ـ ـ‬
‫‪ .1‬التعرف علي دور الفيس البوك في نشر التوعية الصحية للشباب الليبي من وجه نظرهم ‪.‬‬
‫‪ .2‬إبراز أهمية التوعية الصحية عبر مواقع التواصل االجتماعي للشباب‪.‬‬
‫‪ .3‬التعرف علي أكثر املواضيع الصحية التي يهتم بها الشباب علي مواقع الفيس بوك ‪.‬‬
‫‪ .4‬الوصول الي نتائج تساهم في زيادة التوعية الصحية للشباب الليبي ‪.‬‬
‫مفاهيم ومصطلحات البحث ‪:‬ـ ـ‬
‫الدور‪:‬ـ ُي َع َّرف بأنه "عنصر من التفاعل االجتماعي الذي يشير إلى نمط متكرر من األفعال املكتسبة التي يؤديها شخص‬
‫معين في موقف تفاعل‪ ،‬والدور هو نموذج يتركز حول بعض الحقوق والواجبات‪ ،‬ويرتبط بوضع محدد للمكانة داخل‬

‫‪ -1‬بسام عبد الرحمن املشابقة ‪،‬اإلعالم الصحي ‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط‪ ، 2012، 1‬ص‪.19‬‬

‫‪7‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫جماعة أو موقف اجتماعي معين‪ ،‬ويحدد دور الشخص في أي موقف عن طريق مجموعة توقعات يعتنقها الشخص‬
‫نفسه"‪.1‬‬
‫أما التعريف اإلجرائي للدور فهو ‪ :‬نوع من الدوافع واألهداف واالتجاهات وسلوك معين للفرد في موقف ما‪.‬‬
‫مو اقع التواصل االجتماعي‪ :‬هي منظومة من الشبكات االلكترونية التي تسمح للمشترك فيها بإنشاء موقع خاص به‪ ،‬ومن‬
‫ثم ربطه من خالل نظام اجتماعي الكتروني مع أعضاء آخرين لديهم االهتمامات والهوايات نفسها أو جمعه مع أصدقاء‬
‫الجامعة أو الثانوية ‪.2‬‬
‫التعريف اإلجرائي ‪:‬هي التفاعل الذي يحدث بين املستخدمين لإلنترنت سواء كانوا أشخاصا أو هيئات عبر استخدام‬
‫حساب خاص علي موقع للتواصل االجتماعي أو تطبيق ‪.‬‬
‫التوعية الصحية ‪:‬هي مجموع الخدمات واإلجراءات الوقائية التي تقدمها الرعاية الصحية األساسية واملؤسسات التابعة‬
‫لها لجميع أفراد املجتمع عامة بهدف رفع املستوي الصحي للمجتمع والحيلولة دون وقوع األمراض وانتشارها‪.3‬‬
‫التعريف اإلجرائي للتوعية الصحية‪:‬هي وعي املشاركين في االتصالية أو في الحوار أو األفكار وقدرتهم علي تبادل األدوار‬
‫التوعوية الوقائية الصحية في مجتمعهم ‪.‬‬
‫ً‬
‫الشباب‪ -:‬يعرف االتجاه الديموغرافي مفهوم الشباب وفقا ملعيار السن فهم يعتبرون الشباب مرحلة عمرية أو طور من‬
‫أطوار نمو اإلنسان الجسمي والعضوي ‪ ،‬وكذلك نضجه العقلي والنفس ي على نحو يجعل املرء ً‬
‫قادرا على أداء وظائفه‬
‫املختلفة ‪ ،‬ولكنهم يختلفون فيما بينهم في تحديد بداية ونهاية هذه السن فهناك من يرى أن الشباب هم الفئة العمرية‬
‫عاما ويمتد بها آخرون حتى سن‬‫عاما وخمسة وعشرين ً‬ ‫تحت سن العشرين ‪ ،‬ويرى آخرون أنها الفئة ما بين خمسة عشر ً‬
‫الثالثين‪.4‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪1‬ـ*دراسة محمد الفياض بعنوان (دور اإلعالم الجديد في تعزيز الوعي الصحي لدي الشباب في مملكة البحرين )‬
‫‪2015‬هدفت الدراسة الي اإلجابة عن التساؤالت التالية ‪:‬ما مدي استخدام الشباب البحريني ملواقع وشبكات لتواصل‬
‫االجتماعي ـ ما هي أكثر مواقع وشبكات التواصل االجتماعي متابعة بخصوص صفحات الوعي الصحي ـ وما هي الدوافع‬
‫األساسية لتعرض الشباب للقضايا الصحية ‪ ،‬وما هي اإلشباعات املتحققة من ذلك ‪.‬تعتمد هذه الدراسة علي املنهج‬
‫الوصفي ‪ ،‬تتمثل عينة الدراسة في(‪ )210‬مفردة من فئة الشباب في مملكة البحرين وتعتمد الدراسة علي االستبانة أداة‬
‫لجمع املعلومات والبيانات من عينة الدراسة واستنتج الباحث ارتفاع معدل استخدام الشباب في البحرين ملواقع‬
‫وشبكات التواصل االجتماعي بنسبة ‪،%95،7‬وان أكثر دوافع تعرض الشباب للقضايا الصحية عبر مواقع وشبكات‬
‫التواصل االجتماعي هو أوال ‪:‬للتثقيف والتوعية الصحية وثانيا ‪:‬لتصحيح السلوك الصحي والوقائي‪.‬وكذلك لوحظ أن‬
‫أكثر اإلشباعات املتحققة معرفة أسباب وطرق الوقاية من األمراض‪.5‬‬

‫‪ -1‬محمد عاطف غيث ‪ ،‬قاموس علم االجتماع ‪ ،‬دار املعرفة الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،2006 ،‬ص‪.368‬‬
‫‪-2‬زاهر راض ي ‪،‬استخدام مواقع التواصل االجتماعي في الوطن العربي ‪،‬مجلة التربية عدد ‪ ،15‬جامعة عمان‪ ،200 ،‬ص‪.233‬‬
‫‪ -3‬رانيا سلوغة ‪ ،‬اعتماد الشباب الجزائري علي وسائل اإلعالم في التوعية الصحية ‪،‬رسالة ماجستير منشورة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬جامعة العربي بن مهدي أم البواقي‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.76‬‬
‫‪ -4‬محمد سيد فهمي ‪ ،‬العوملة والشباب من منظور اجتماعي ‪ ،‬دار الوفاء للطباعة والنشر‪ ،‬مصر‪ ،2007،‬ص‪.86‬‬
‫‪ -5‬محمد احمد الفياض‪ ،‬دور اإلعالم الجديد في تعزيز الوعي الصحي لدي الشباب في مملكة البحرين ـدراسة مقدمة الي مؤتمر‬
‫اإلعالم الصحي األول‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬عمان ‪.2015‬‬

‫‪8‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪2‬ـ*دراسة محمد فاضل علي بعنوان ( دور شبكة الفيس بوك في تعزيز التوعية الصحية لدي الجمهور) ‪ 2017‬هدفت‬
‫الدراسة الي معرفة رأى املختصين في وزارة الصحة األردنية بما تنشره شبكة الفيس بوك من معلومات صحية ‪ ،‬وما هي‬
‫أكثر املواضيع جذبا واهم هذه املواضيع من وجهة نظرهم ورصد اإلشباعات املتحققة نتيجة لذلك ‪.‬واعتمدت هذه‬
‫الدراسة املنهج الوصفي لغرض استطالع آراء املختصين في وزارة الصحة ‪،‬استخدم الباحث االستبانة أداة للدراسة ‪،‬أما‬
‫عينة الدراسة بلغت (‪)273‬مفردة ‪.‬واهم النتائج التي توصل إليها البحث هي أن أكثر ما تتسم به موضوعات اإلعالم الصحي‬
‫في شبكة الفيس بوك هي ميزة التنوع وهناك اهتمام من قبل منشورات الشبكة بموضوعات تتصل بفوائد الغذاء‪ .‬والطب‬
‫التجميلي ‪،‬والثقافة الصحية العامة‪ .‬واالكتشافات الطبية الحديثة ‪.‬فضال عن الطب العربي‪.1‬‬
‫‪3‬ـ*دراسة راجعي الطاهر وخموج وليد بعنوان (التفاعلية في مواقع التواصل االجتماعي ودورها في التوعية الصحية)‬
‫‪2018‬تهدف الي اإلملام بما يميز وسائل اإلعالم الحديثة وإبراز أهمية التوعية الصحية عبر التفاعل في مواقع التواصل‬
‫االجتماعي وتستند هذه الدراسة الي املنهج املسحي وتم استخدام أداة االستبيان لجمع البيانات وتم اختيار العينة‬
‫بالطريقة العشوائية البسيطة وتمثلت إشكالية الدراسة في السؤال الرئيس ي التالي ‪ /‬ما مدي تفاعل مستخدمي مواقع‬
‫التواصل االجتماعي مع املواضيع الصحية التوعوية املنشورة عبرها ؟وتوصلت الدراسة الي عدة نتائج أهمها أن نسبة‬
‫االستخدام ملواقع التواصل االجتماعي مرتفعة واستخدام الفيس بوك كان هو األكثر في مواقع التواصل االجتماعي ويليه‬
‫اليوتيوب وـاغلب املتابعات تكون بغرض الوقاية و تساهم مواقع التواصل االجتماعي في خلق وعي صحي لدي‬
‫مستخدميها‪.2‬‬
‫تعقيب على الدراسات السابقة ‪:‬‬
‫تتفق الدارسات السابقة والبحث الحالي في األهداف من حيث معرفة دور مواقع التواصل االجتماعي في التوعية‬
‫الصحية للشباب‪ ،‬كما اتفق البحث الحالي مع دراسة محمد فياض ودراسة محمد فاضل بأنها استخدمت نفس املنهج‬
‫الوصفي التحليلي واختلفت مع دراسة راجعي الطاهر و خموج وليد في استخدامهم منهج املسح االجتماعي ‪ ،‬كذلك‬
‫اختلفت الدراسات من حيث حجم ومكان وزمان اخذ العينة ‪.‬‬
‫أهم مو اقع التواصل االجتماعي‪:‬‬
‫هناك مواقع عاملية ضمن وسائل التواصل االجتماعي أكثر شهرة ونموا وهي ‪Facebook:‬منذ ظهوره عام‬
‫‪2003‬ـ‪،2004‬ويليه ‪Twitter‬الذي ظهر عام ‪،2006‬و‪Google plus‬الذي دشنته شركة جوجل العامليةعام‪،2011‬ثم موقع‬
‫‪LinkedIn‬الذي بدأ تشغيله عام ‪ 2003‬علي مستوي احترفي منهي ‪،‬وأخيرا موقع ‪ Pinterest‬الذي انطلق عام ‪2010‬الذي‬
‫يعتبر أكثر نموا في مجال املشاركة اإلعالمية‪.3‬‬
‫وأصبح الفيس بوك من مواقع التواصل االجتماعي الواسعة االنتشار في املنطقة العربية ‪،‬وكان االعتقاد السائد‬
‫سابقا أن رواد الفيس بوك هم الشباب فقط إال أن واقع الحال يثبت خالف ذلك ‪،‬حيث أن هذه الشبكة مفتوحة للجميع‬

‫‪-1‬محمد فاضل علي‪ ،‬دور شبكة الفيسبوك في تعزيز التوعية الصحية لدي الجمهور ـرسالة ماجستير منشورة‪ ،‬جامعة الشرق‬
‫األوسط‪ ،‬عمان‪.2017 ،‬‬
‫‪2‬ـراجعي الطاهر وخموج وليد‪،‬التفاعلية في مواقع التواصل االجتماعي ودورها في التوعية الصحية‪ ،‬رسالة ماجستير منشورة‪،‬‬
‫جامعة محمد بوضياف ـاملسيلةـ الجزائر‪. 2018 ،‬‬
‫‪.‬حقائق عن مستخدمي وسائل التواصل االجتماعي في ‪3Arab feed- - 2016)-http://www.arabfeed.com-on-lineavailable‬‬

‫العالم‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫كأساتذة الجامعات‪ ،‬أدباء ‪،‬كتاب‪ ،‬فنانين وغيرهم من مختلف الفئات العمرية ويقول األديب النمساوي (روبرت مينا) بان‬
‫الفيس بوك هي شبكة ملن يريد أن يشارك ويتعرف علي الجديد فيها‪.1‬‬
‫دورمو اقع التواصل االجتماعي في التوعية الصحية‪:‬‬
‫من خالل االطالع علي الدراسات السابقة تري الباحثة أن مواقع التواصل االجتماعي تساعد أفراد املجتمع في‬
‫ّ‬
‫التوعية الصحية عن طريق إتباعهم اإلرشادات والعادات الصحية السليمة وكذلك إملامهم باملعلومات الصحية املتعلقة‬
‫الصح ّي في مجتمعهم واألمراض املنتشرة ‪،‬كما تساهم في التثقيف والتوعية الصحية لتغيير ّ‬
‫السلوك الخاطئ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫باملستوى‬
‫ّ‬
‫وإن أكثر ما تتسم به موضوعات اإلعالم الصح ّي في شبكة الفیسبوك هي ميزة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التنوع‪،‬وهناك اهتمام من قبل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫العامة‪ ،‬واالكتشافات‬ ‫منشورات الشبكة من موضوعات ّتتصل بفوائد الغذاء‪ ،‬والط ّب التجميلي‪ ،‬والثقافة الصحية‬
‫بشكل عام‪ ،‬ومنها‬ ‫للصفحات التي ّ‬
‫تتحدث عن املعارف‬ ‫االجتماعي في إنشاء روابط ّ‬‫ّ‬ ‫وتتميز شبكات ّ‬
‫التواصل‬ ‫الطب ّیة الحديثة ّ‬ ‫ّ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫الصح ّية‪،‬‬ ‫الصفحة املطلوبة وتتيح للمستخدمين تبادل املعلومات‬ ‫الصح ّية من خالل مرونة االنتقال مباشرة إلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫املعرفة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والطب ّية‪ ،‬والتواصل مع املختصين في املجاالت الصحية املتعددة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اإلجراءات املنهجية‪ :‬ـ ـ‬
‫منهج البحث ‪ :‬ـ ــاتبعت الباحثة في هذا البحث املنهج الوصفي التحليلي الذي تحاول من خالله وصف الظاهرة وتحليل‬
‫بياناتها وتفسير نتائجها‪.‬‬
‫عينة ومجتمع البحث‪-:‬تكون مجتمع البحث من الشباب الجامعي الليبي املتردد علي مواقع الفيس بوك‪ ،‬وأخذت عينة‬
‫بطريقة عشوائية من طالب جامعة سرت لسنة ‪2020‬م‪.‬‬
‫حدود البحث‪- :‬‬
‫‪ -1‬الحد البشري‪ :‬الشباب الليبي من العمر‪18‬وااكثروالحد املكاني‪ :‬مواقع الفيس بوك لطالب جامعة سرت‪.‬‬
‫‪ -2‬الحد الزمني‪ُ -:‬يقصد به املدة التي استغرقها توزيع وتجميع أداة البحث في الفترة من(‪.) 2021-2- 24( – ) 2021-1-25‬‬
‫أداة البحث‪ :‬تم تصميم استمارة استبيان الكترونية عن طريق ‪Google Drive‬احتوت على البيانات األولية للمبحوثين‬
‫ومحور خاص بعرفة كيف تساهم مواقع التواصل االجتماعي في التوعية الصحية للشباب و أهم املواضيع الصحية التي‬
‫يهتم بها الشباب في مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫ض االستبيان في صورته األولية على مجموعة من املحكمين‪ ،‬للتأكد من مدى مالئمة فقرات‬ ‫الصدق والثبات‪ُ :‬عر َ‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫االستبيان لتحقيق الغرض منه‪ ،‬ومن ثم األخذ بمالحظاتهم في الصورة النهائية لالستبيان‪ ،‬وبعد جمع البيانات تم‬
‫ُ ْ‬
‫ا ْس ُتخ ِدمت املعالجات اإلحصائية التالية ( التكرارات والنسب املئوية لتحليل البيانات امليدانية‪.‬‬
‫ُ ْ‬
‫األساليب اإلحصائية‪ :‬ا ْس ُتخ ِد َم البرنامج اإلحصائي‪ SPSS‬إلجراء التحليل اإلحصائي للبيانات‪ ،‬وهو برنامج الحزمة‬
‫اإلحصائية املستخدمة في العلوم االجتماعية‪.‬‬

‫‪1‬ـعالء عفيفي‪ ،‬اإلعالم وشبكات التواصل االجتماعي العاملية‪ ،‬دار التعليم الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2015 ،‬ص ‪.64‬‬

‫‪10‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫تحليل وتفسيرالبيانات‪:‬‬
‫جدول (‪ )1‬يوضح النوع ألفراد العينة‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫النوع‬

‫‪%32.5‬‬ ‫‪65‬‬ ‫ذكر‬

‫‪%67.5‬‬ ‫‪135‬‬ ‫أنثى‬

‫‪%100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫املجموع‬

‫أن الذكور أقل نسبة من اإلناث حيث بلغ عدد الذكور (‪ )65‬بنسبة‪ ، % 32.5‬ومن ثم اإلناث‬‫يتضح من الجدول (‪َّ )1‬‬
‫بلغ عددهن ( ‪ )135‬بنسبة‪ %67.5‬حيث يمثلن أغلب العينة‪.‬‬
‫جدول(‪ )2‬يوضح الفئة العمرية ألفراد العينة‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫العمر‬

‫‪%27.5‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪21- 18‬‬

‫‪%45‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪25- 22‬‬

‫‪%27.5‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪– 26‬فأكثر‬

‫‪%100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫املجموع‬

‫يبين جدول (‪ )2‬الفئة العمرية للمبحوثين والتي تراوحت من ‪ 18‬سنة إلى‪ 26‬فأكثر على النحو التالي حيث بلغت‬
‫الفئة العمرية (‪ 90)25 – 22‬مفرده بنسبة‪ ،%45‬ثم يليها الفئة العمرية (‪ )21 -18‬و بلغ عددها ‪55‬مفرده بنسبة ‪%27.5‬‬
‫ً‬
‫وأخيرا الفئة( ‪26‬فاكثر)وبلغ عددها‪55‬مفرده بنسبة ‪.%27.5‬‬

‫جدول (‪ )3‬اهم املواضيع الصحية التي تهتم بها في مو اقع التواصل االجتماعي ‪.‬‬
‫‪%‬‬ ‫مو افق إلى غيرمو افق مج‬ ‫املحور االول ‪:‬اهم املواضيع الصحية مو افق‬ ‫م‬
‫حد ما‬ ‫التي تهتم بها في مو اقع التواصل‬
‫‪100.0‬‬ ‫‪129Percent‬‬ ‫االجتماعي ‪.‬‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪8.5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪52 104‬‬ ‫‪39.‬‬ ‫اتابع املوضوعات الصحية عبر مواقع ‪79‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪5‬‬ ‫التواصل االجتماعي بانتظام‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪40.5‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪48.‬‬ ‫اتابع املواضيع الصحية التوعوية ‪97‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪5‬‬ ‫الوقائية والغذائية‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪11.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪48.‬‬ ‫اتابع املواضع الصحية التوعوية ‪97‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫النفسية ‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪48‬‬ ‫اتابع املواضيع الصحية التوعوية ال ‪96‬‬ ‫‪4‬‬
‫مراض املعدية واالوبئة ‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪26.5‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪46.‬‬ ‫اتابع املواضيع الصحية التوعوية ‪93‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪5‬‬ ‫لتخفيف الوزن والحمية الغذائية‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪20.5‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪42.‬‬ ‫اتابع املواضيع الصحية الخاصة بالطب ‪85‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪5‬‬ ‫التجميلي ‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪53 106‬‬ ‫اتابع االكتشافات الطبية الحديثة ‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪31.5‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪45.‬‬ ‫اتابع املواضيع الصحية الخاصة بالطب ‪91‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪5‬‬ ‫العربي‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪28.5‬‬ ‫‪57‬‬ ‫اتابع مواضيع طرق انتقال االمراض ‪54. 109‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪5‬‬ ‫املعدية ‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪52‬‬ ‫اهتم بمواضيع الثقافة الصحية العامة‪68 136 .‬‬ ‫‪10‬‬

‫يتضح من جدول (‪ )3‬توزيع أفراد العينة حسب الفقرات التي تقيس اهم املواضيع الصحية التي يهتم بها الشباب‬
‫الليبي في مواقع التواصل االجتماعي ‪ .‬حيث أجاب أفراد العينة على الفقرة رقم (‪ )1‬اتابع املوضوعات الصحية عبر مواقع‬
‫التواصل االجتماعي بانتظام‪ ،‬بموافق الي حد ما وبلغ عددهم (‪ )104‬بنسبة ‪ ،%52‬في حين أجاب على الفقرة (‪ )2‬اتابع‬
‫املواضيع الصحية التوعوية الوقائية والغذائية بموافق والبالغ عددهم (‪)97‬بنسبة ‪ .%48.5‬ثم يليها الفقرة (‪ ) 3‬اتابع‬
‫املواضع الصحية التوعوية النفسية ‪ ،‬أجاب بموافق (‪ )97‬بنسبة‪ ،%48.5‬ثم يليها الفقرة (‪ )4‬اتابع املواضيع الصحية‬
‫التوعوية ال مراض املعدية واالوبئة ‪،‬حيث أجاب أغلب أفراد العينة بموافق وكان عددهم (‪ )96‬بنسبة ‪ ،%48‬ثم يليها‬
‫أيضا أجاب أغلب أفراد العينة‬ ‫الفقرة (‪ )5‬اتابع املواضيع الصحية التوعوية لتخفيف الوزن والحمية الغذائية وهنا ً‬
‫بموافق (‪ )93‬بنسبة ‪ %5، 46.5‬ثم يليها الفقرة(‪ )6‬اتابع املواضيع الصحية الخاصة بالطب التجميلي حيث أجاب بموافق‬
‫(‪)85‬بنسبة ‪ ، %42.5‬ويليها الفقرة (‪ )7‬اتابع االكتشافات الطبية الحديثة ‪ ،‬وكانت أغلب اإلجابات بموافق (‪)106‬بنسبة‬
‫‪ %53‬ثم يليها الفقرة (‪ )8‬اتابع املواضيع الصحية الخاصة بالطب العربي حيث أجاب (‪ )91‬من أفراد العينة بموافق بنسبة‬
‫‪ %45.5‬ويليها الفقرة (‪ )9‬اتابع مواضيع طرق انتقال االمراض املعدية حيث أجاب أغلب أفراد العينة بموافق وعددهم‬
‫(‪ )109‬بنسبة ‪%54.5‬ومن ثم الفقرة (‪ )10‬اهتم بمواضيع الثقافة الصحية العامة وكانت أغلب اإليجابيات بموافق‬
‫وعددهم ‪ . %)136(68‬وهذا يدل على َّ‬
‫أن أغلب اإلجابات على الفقرات السابقة كان بموافق أي كلها إيجابية ماعدا الفقرة‬
‫االولى اغلب االجابات كانت بموافق الي حد ما وتبن لنا ان اهم املواضيع الصحية التي يهتم بها الشباب في مواقع التواصل‬
‫االجتماعي مواضيع الثقافة الصحية العامة ومواضيع طرق انتقال االمراض املعدية واالكتشافات الطبية الحديثة‬
‫واملواضيع الصحية التوعوية الوقائية والغذائية والنفسية وهذا ما يتفق مع دراسة محمد الفياض ومحمد فاضل‬
‫ودراسة راجعي الطاهر وخموج وليد‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫جدول (‪ )4‬كيف تساهم مو اقع التواصل االجتماعي في خلق وعي صحي لديك ‪.‬‬
‫مو افق الي غيرمو افق مجمو ‪%‬‬ ‫م املحور الثاني‪ :‬كيف تساهم مو اقع التواصل االجتماعي في مو افق‬
‫‪100.0‬‬
‫ع‬ ‫حدما ‪129Percent‬‬ ‫خلق وعي صحي لديك‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪78 156‬‬ ‫تدعم ثقافتك الصحية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪15.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪80 160‬‬ ‫معرفة اسباب االمراض وطرق الوقاية منها ‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪5‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪74 148‬‬ ‫تساعد الصور والتعليمات والتقارير في وعيك الصحي‬ ‫‪3‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪24.‬‬ ‫‪49‬‬ ‫يساهم نشر املضامين الصحية في فيديوهات في ارشادك ‪65. 131‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫التوعوي‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪12.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪34.‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪53 106‬‬ ‫تقدم وصفا وافيا عن مواضيع التوعية الصحية‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪30.‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪59. 119‬‬ ‫تعرفك بأهم املؤسسات الصحية والطبية في العالم‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪15.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪26.‬‬ ‫‪53‬‬ ‫تساعدك بالتواصل مع اختصاصيين في املجاالت الصحية ‪58 116‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫املتعددة‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪88‬‬ ‫تشكل مواقع التواصل خيارا بديال عن الطبيب ‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪58‬‬ ‫تساعدك في تبادل املعلومات الصحية والطبية مع ‪63. 127‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪5‬‬ ‫املستخدمين للشبكة ‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪9.5‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪60. 121‬‬ ‫ملواقع التواصل دور في توضيح طريقة اخذ العالج‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬

‫يتضح من الجدول (‪ )4‬توزيع أفراد العينة حسب الفقرات التي تقيس كيفية مساهمة مواقع التواصل االجتماعي‬
‫في خلق وعي صحي لدي الشباب الليبي ‪.‬حيث أجاب أفراد العينة على الفقرة رقم (‪ )1‬تدعم ثقافتك الصحية بموافق وكان‬
‫عددهم (‪ )106‬بنسبة ‪ %78‬في حين أجاب على الفقرة (‪)2‬معرفة اسباب االمراض وطرق الوقاية منها بموافق والبالغ‬
‫عددهم (‪)160‬بنسبة ‪ %80‬ثم يليها الفقرة (‪ ) 3‬تساعد الصور والتعليمات والتقارير في وعيك الصحي‪ ،‬أجاب بموافق (‬
‫‪ )148‬بنسبة ‪ ،% 74‬ثم يليها الفقرة (‪ )4‬يساهم نشر املضامين الصحية في فيديوهات في ارشادك التوعوي ‪،‬حيث أجاب‬
‫أغلب أفراد العينة بموافق وكان عددهم (‪ )131‬بنسبة ‪ ،%65.5‬ثم يليها الفقرة (‪)5‬تقدم وصفا وافيا وواضحا عن مواضيع‬
‫أيضا أجاب أغلب أفراد العينة بموافق (‪ )106‬بنسبة ‪ %53‬ثم يليها الفقرة(‪ )6‬تعرفك بأهم‬ ‫التوعية الصحية وهنا ً‬

‫‪13‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫املؤسسات الصحية والطبية في العالم حيث أجاب بموافق (‪)119‬بنسبة ‪ ، %59.5‬ويليها الفقرة (‪)7‬تساعدك بالتواصل‬
‫مع اختصاصيين في املجاالت الصحية املتعددة‪ ،‬وكانت أغلب اإلجابات بموافق (‪)116‬بنسبة ‪ %58‬ثم يليها الفقرة‬
‫(‪)8‬تشكل مواقع التواصل خيارا بديال عن الطبيبحيث أجاب (‪ )88‬من أفراد العينة بموافق بنسبة ‪ %44‬ويليها الفقرة (‪)9‬‬
‫تساعدك في تبادل املعلومات الصحية والطبية مع املستخدمين للشبكة حيث أجاب أغلب أفراد العينة بموافق وعددهم‬
‫(‪ )127‬بنسبة ‪%63.5‬ومن ثم الفقرة (‪ )10‬ملواقع التواصل دور في توضيح طريقة اخذ العالج وكانت أغلب اإليجابيات‬
‫أن كل اإلجابات على الفقرات السابقة كان بموافق أي كلها إيجابية‬ ‫بموافق وعددهم (‪ . %60.5)121‬وهذا يدل على َّ‬
‫وتوضح ان مواقع التواصل االجتماعي تساهم في التوعية الصحية للشباب وارشادهم وهذا ما يتفق مع دراسة راجعي‬
‫الطاهر و خموج وليد ‪.‬‬
‫نتائج البحث‪ :‬ـ‬
‫‪ -1‬تساهم مواقع التواصل الجتماعي في خلق وعي صحي لدي الشباب‪.‬‬
‫‪ -2‬تساعد أيضا في تبادل املعلومات الصحية والطبية مع املستخدمين‪.‬‬
‫‪ -3‬هناك اهتمام من قبل منشورات مواقع التواصل االجتماعي بموضوعات تتصل بفوائد الغذاء والحمية الغذائية‬
‫والطب التجميلي وانتقال االمراض املعدية والطرق الوقائية والثقافة الصحية العامة ‪.‬‬
‫‪ -4‬االهتمام باالكتشافات الطبية الحديثة فضال عن الطب العربي‪.‬‬
‫توصيات البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬استغالل مواقع التواصل االجتماعي علي اختالف انواعها في نشر التوعية الصحية‪.‬‬
‫‪ -2‬ابتكار أساليب جديدة في طرح املواضيع الصحية وتنوع مضامينها ‪.‬‬
‫‪ -3‬نشر ثقافة االعتماد علي مواقع التواصل االجتماعي من ضمنها الفيس بوك للحصول علي املعلومة الصحية لغرض‬
‫زيادة الوعي الصحي والتواصل مع الجهات الطبية ‪.‬‬
‫‪ -4‬التأكد من دقة ومصداقية املعلومات الصحية التي تنشر علي مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -5‬ضرورة نشر ملخصات األبحاث والدراسات العلمية وبشكل مبسط وبلغة مفهومة للقارئ‪.‬‬
‫قائمة املصادرواملراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬بسام عبد الرحمن املشاقبة‪ ،‬االعالم الصحي‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ ،2012 ،1‬ص‪.19‬‬
‫‪ .2‬راجعي الطاهر وخموج وليد‪ ،‬التفاعلية في مواقع التواصل االجتماعي ودورها في التوعية الصحية ‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬املسيلة‪ ،‬الجزائر ‪.2018 ،‬‬
‫‪ .3‬راض ي زاهر‪ ،‬استخدام مواقع التواصل االجتماعي في الوطن العربي‪ ،‬مجلة التربية عدد ‪ ،15‬جامعة عمان‪ ،2003 ،‬ص‬
‫‪.233‬‬
‫‪ .4‬رانيا سلوغة‪ ،‬اعتماد الشباب الجزائري علي وسائل االعالم في التوعية الصحية‪ ،‬رسالة ماجستير منشورة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االجتماعية واالنسانية‪ ،‬جامعة العربي بن مهدي ام البواقي‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬
‫‪ .5‬عالء الدين عفيفي‪ ،‬االعالم وشبكات التواصل االجتماعي العاملية‪ ،‬دار التعليم الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ط‪ ، 2015-1‬ص‬
‫‪.64‬‬
‫‪ .6‬محمد احمد الفياض‪ ،‬دور االعالم الجديد في تعزيز الوعي الصحي لدي الشباب في مملكة البحرين‪ ، 2015 ،‬دراسة‬
‫مقدمة الي مؤتمر االعالم الصحي االول‪ ،‬نظمته جامعة الشرق االوسط ومستشفى االسراء‪ ،‬عمان ‪.‬‬
‫‪ .7‬محمد سيد فهمي‪ ،‬العوملة والشباب من منظور اجتماعي‪ ،‬دار الوفاء للطباعة والنشر‪ ،‬مصر‪ ، 2007 ،‬ص‪.86‬‬
‫‪ .8‬محمد عاطف غيث‪ ،‬قاموس علم االجتماع‪ ،‬دار املعرفة الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ، 2006 ،‬ص ‪.368‬‬

‫‪14‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ .9‬محمد فاضل علي‪ ،‬دور شبكة الفيسبوك في تعزيز التوعية الصحية لدي الجمهور‪ ،‬رسالة ماجستير منشورة‪ ،‬كلية‬
‫االعالم‪ ،‬جامعة الشرق االوسط ‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن ‪.2017 ،‬‬
‫‪.-http://www.arabfeed.com-on-lineavailable2016Arabfeed- .10‬حقائق عن مستخدمي وسائل التواصل‬
‫االجتماعي في العالم‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫حرية اإلعالم بين اإلطاراملفاهيمي والتنظيم القانوني‬


‫‪Media freedom between the conceptual framework and legal regulation‬‬
‫د‪ .‬عادل رشيدي‬
‫طالب باحث بسلك الدكتوراه‬
‫جامعة محمد بن عبد هللا‪/‬كلية العلوم القانونية بفاس‬
‫‪rachidi.adil123@gmail.com‬‬
‫ملخص‬
‫تعتبر حرية اإلعالم من الحقوق والحريات األساسية املعترف بها دوليا ووطنيا‪ ،‬وال يمكن الحديث عن مجتمع ديمقراطي تزدهر فيه‬
‫حقوق اإلنسان دون املرور بحرية اإلعالم التي تعد املدخل الحقيقي ملمارسة الكثير من الحريات والحقوق‪ .‬وحرية اإلعالم من أهم الحريات التي‬
‫عرفتها البشرية من أزمنة ماضية‪ ،‬إذ دافعت عنها مذاهب ونظريات فلسفية على اختالفها‪ .‬إال أن أول اعتراف رسمي لها من خالل حرية الرأي‬
‫والتعبير يعود لإلعالن الفرنس ي لحقوق اإلنسان الصادر بعد الثورة الفرنسية لسنة ‪ 1789‬ليتكرس هذا الحق مع املواثيق لدولية واإلقليمية‪.‬‬
‫وعليه فإن لحرية اإلعالم دور فاعل في تشكيل الرأي العام لدى املجتمعات اإلنسانية‪ ،‬ويبقى لإلعالم دور مهم في إدارة مجموعة من السياسات‬
‫من خالل آلياته الرقابية‪ ،‬ومن أهم املجاالت التي يهتم بتدبيرها هو ما ظهر على مستوى العالم في إطار جائحة كوقيد‪.19-‬‬
‫الكلمات املفاتيح‪ :‬اإلعالم‪ ،‬اإلطار املفاهيمي‪ ،‬مفهوم حرية اإلعالم‪ ،‬اإلطار القانوني‪ ،‬اإلطار النظري‪ ،‬األوفاق الدولية‪ ،‬املواثيق اإلقليمية‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪Media freedom is one of the fundamental rights and freedoms that are internationally and nationally recognized. It is not‬‬
‫‪possible to talk about a democratic society in which human rights flourish without passing through media freedom, which is‬‬
‫‪the real entry point for the exercise of many freedoms and rights.Media freedom is one of the most important freedoms that‬‬
‫‪humanity has known from past times, as various philosophical doctrines and theories have defended it. However, its first‬‬
‫‪official recognition through freedom of opinion and expression is due to the French Declaration of Human Rights issued‬‬
‫‪after the French Revolution of 1789, to enshrine this right with international and regional charters. Accordingly, media‬‬
‫‪freedom has an active role in shaping public opinion in human societies, and the media remains an important role in‬‬
‫‪managing a set of policies through its monitoring mechanisms, and one of the most important areas it cares about managing‬‬
‫‪is what has emerged worldwide in the context of the COVID-19 pandemic.‬‬
‫مقدمة‬
‫يشكل الحق في اإلعالم والحق في االطالع على األفكار واآلراء عبر مختلف الوسائل والوسائط اإلعالمية حقا أصيال‬
‫من حقوق اإلنسان‪ ،‬وتعتبر الحريات اإلعالمية كضمانة أساسية تساعد الفرد في تحقيق ذاته‪ ،‬وتساهم في الكشف عن‬
‫الحقائق وتدعيم قدرة جميع املواطنين على املشاركة في مجتمع ديمقراطي‪1.‬فحرية اإلعالم وحرية التعبير تعتبران القاعدة‬
‫األساسية لكل تنظيم ديمقراطي‪ ،‬هذا األخير ال يقوم إال بهذه الحرية‪ ،‬فكلما تمت إعاقة ابعاد هذه الحرية‪ ،‬كان ذلك هدما‬
‫للديمقراطية وإنكارا لحقيقة مفادها أن حرية اإلعالم ال يجوز فصلها عن أدواتها‪ 2.‬وعليه فإنه يمكن القول أن حرية‬
‫اإلعالم هي وسيلة أساسية من أجل تقدم املجتمع والسياج الحامي للحقوق والحريات كافة‪ ،‬باإلضافة إلى اعتبارها مؤشرا‬
‫عن وجود حركية ديمقراطية من عدمها‪.‬‬

‫‪ -1‬عصام الدين محمد حسن‪ ،‬سمات املشهد اإلعالمي الراهن‪ ،‬في‪ :‬اإلعالم في العالم العربي بين التحرير وإعادة انتاج الهيمنة‪،‬‬
‫سلسلة قضايا االصالح (‪ ،)15‬مركز القاهرة لدراسة حقوق اإلنسان‪ ،‬القاهرة‪ ،2011 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -2‬حسن محمد هند‪ ،‬النظام القانوني لحرية التعبير الصحافة والنشر‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪16‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫إن االرتباط الوثيق بين حرية اإلعالم والتحول الديمقراطي يجعل التعددية السياسية الفكرية مستحيلة دون‬
‫إطالق تلك الحرية التي تعتبر من مكونات النظام الديمقراطي‪ ،‬ومن خالله يمكن التعبير عن اإلرادة الحرة للمواطن وعن‬
‫اإلرادة العامة للمجتمع من خالل املشاركة في اتخاذ القرارات‪ ،‬فتحقيق التعددية مرهون بإطالق حرية اإلعالم‪ .‬ومن هنا‬
‫تبرز أهمية موضوع هذه حرية‪ ،‬فباإلضافة إلى أنها من أبرز الحريات وأهمها فهي تمحو الكبت والقهر الذي قد مارسته‬
‫بعض األنظمة القديمة والزالت بعض األنظمة الحديثة تمارسه‪ ،‬وال تفسح املجال للتعبير بكل حرية ومصداقية مما يدور‬
‫في املجتمعات من سياسات اقتصادية واجتماعية وثقافية‪...‬‬
‫إن الحرية باعتبارها سؤال آني دائم ومتجدد‪ ،‬فإن حرية اإلعالم هي املعيار األساس ي ملعرفة مدى حرية املجتمع‬
‫برمته‪ ،‬وعليه فإن غياب هذه الحرية أو تفريغها من مضمونها يجعل الحديث عن قيم الديمقراطية مجرد كالم‪ 1.‬فحرية‬
‫اإلعالم تلعب دورا أساسيا في تشكيل سياق التحول والتغيير السياس ي في مختلف املجتمعات‪ ،‬إذ تعكس طبيعة العالقة‬
‫بين الدولة واملجتمع‪ .‬وبفضل اإلعالم قد تتحقق عملية التغيير السياس ي على شكل ووظيفة وسائل اإلعالم‪ ،‬وحجم‬
‫الحريات وتعدد اآلراء واالتجاهات داخل هذه الوسائل‪ ،‬باإلضافة إلى العوامل الثقافية واالجتماعية واالقتصادية‬
‫والسياسية السابقة في املجتمع‪2.‬‬

‫من خالل هذه الدراسة سنهدف إلى التعرف على ماهية التنظيم القانوني واملفاهيمي‪ ،‬واإلطار النظري لحرية‬
‫اإلعالم من جهة‪ ،‬ثم الوقوف على اإلطار القانوني لحرية اإلعالم سواء على املستوى الدولي أو اإلقليمي من خالل مختلف‬
‫املواثيق الدولية واإلقليمية من جهة ثانية‪ ،‬وذلك من أجل تمكين جمهور اإلعالميين والصحفيين من معرفة اإلطار‬
‫املفاهيمي والنظري والقانوني لحرية اإلعالم‪.‬‬
‫أهمية وأهداف املوضوع‪:‬‬
‫إن الحديث عن دور اإلعالم في إدارة األزمات الصحية تلعب دورا مهما‪ ،‬إذ أن اإلعالم يعتبر من أهم اآلليات‬
‫املعتمدة من أجل تكريس الديمقراطية ومن خالله حماية باقيا لحقوق والحريات األساسية‪ .‬وعليه فأهمية موضوعنا‬
‫اليوم‪ ،‬وقبل التطرق لدور اإلعالم في إدارة األزمات من خالل باقي املحاور‪ ،‬تتجلى في تحديد مفهوم حرية اإلعالم‪ ،‬وأهم‬
‫النظريات التي ساهمت في تطوير هذا املفهوم‪ ،‬وكذا اإلطار القانوني والتنظيمي لحرية اإلعالم‪.‬‬
‫إشكالية البحث‪:‬‬
‫نظرا ألهمية اإلعالم وملا تقدمه من أجل تكريس الديمقراطية بين املجتمعات‪ ،‬وملا تقدمه أيضا من تكريس لقسم‬
‫اإلنسانية خاصة في إدارة اإلعالم لألزمات ومنها األزمات الصحية‪ ،‬ينبغي أوال طرح إشكالية مهمة تتجلى في تحديد مفهوم‬
‫اإلعالم؟ وما هي أهم التوجهات النظرية التي ساهمت في صياغة مفهوم حرية اإلعالم؟ وما هي مختلف األوفاق الدولية‬
‫واإلقليمية املساهمة في تنظيم حرية اإلعالم وحاولت تأطير القوانين الداخلية للدول في مجال اإلعالم؟‬
‫ولإلجابة عن هذه األسئلة‪ ،‬سنقوم بتقسيم موضوعنا إلى مبحثين‪ ،‬األول نخصصه لإلطار املفاهيمي والنظري‬
‫لحرية اإلعالم‪ ،‬ونخصص الثاني لإلطار القانوني والتنظيمي لحرية اإلعالم‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬اإلطاراملفاهيمي والنظري لحرية اإلعالم‬
‫تعتبر وسائل اإلعالم من األدوات األساسية واملؤثرة في تدعيم الديمقراطية وتشكيل سياق التحول والتغيير‬
‫السياس ي في مختلف املجتمعات‪ .‬وعليه كان من الضروري أوال تحديد مفهوم حرية اإلعالم في مطلب أول‪ ،‬ثم اإلطار‬
‫النظري لحرية اإلعالم في مطلب ثان‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد بلمختار منيرة‪ ،‬حرية اإلعالم في الوطن العربي‪ ،‬سلسلة اريد أن أعرف‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار البيضاء‪ ،2013 ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -2‬عيس ى عبد الباقي‪ ،‬وسائل اإلعالم والتحول الديمقراطي دراسة في األدوار املهنية والوظيفية‪ ،‬دار الجوهر للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2015 ،1‬ص ‪.125‬‬

‫‪17‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم حرية اإلعالم‬


‫إن مبدأ حرية اإلعالم من أهم املبادئ التي يقوم عليها قانون اإلعالم في سائر دول العالم‪ .‬ويرتبط بمبدأ هذه‬
‫الحرية مجموعة من املبادئ التي ترتبط ارتباطا وثيقا منها مبدأ حرية التعبير وحرية اإلعالم والصحافة واالتصال‪ ،‬وغيرها‬
‫من الدالالت التي تتصل بها‪ 1.‬وكثيرة هي التعريفات التي وضعت لحرية اإلعالم‪ ،‬وإن كانت أغلبيتها تتجه في اتجاه واحد‪،‬‬
‫ومنها أن اإلعالم هو نقل املعلومات واملعارف والثقافات الفكرية والسلوكية‪ ،‬بطريقة معينة‪ ،‬عبر أدوات ووسائل اإلعالم‬
‫والنشر بقصد التأثير‪ 2.‬وقد يذهب البعض إلى القول أن ملفهوم حرية اإلعالم داللة أوسع وأشمل من مفاهيم حرية‬
‫الصحافة وحرية البث اإلذاعي والتلفزيوني‪ ،‬وغيرها من املفاهيم املرتبطة بهذه الوسيلة‪ .‬وإن كان هناك من يوسع من داللة‬
‫الصحافة التي ارتبطت بالشكل املطبوع من اإلعالم لتشمل مفهوم اإلعالم بإطاره األوسع‪ 3.‬وهو ما ذهبت إليه لجنة حرية‬
‫الصحافة بجامعة شيكاغو األمريكية في تقريرها لعام ‪ ،1948‬واإلشارة إلمكانية إدخال جميع وسائل االتصال الجماهيرية‬
‫كاإلذاعة والتلفزيون والسينما ضمن مفهوم الصحافة‪.‬‬
‫وقد يرتبط الحق في اإلعالم بالحق الكامل للفرد والجماعات في التعبير عن آراءهم والحصول على املعلومات التي‬
‫قد تؤثر في حياتهم اليومية‪ ،‬وكذا الحق في التأثير في السلطة السياسية بما يخدم املصالح العامة واملشتركة‪ 4.‬وهي تؤدي‬
‫دورا مهما في خدمة السياسة‪ ،‬لتأكيد شرعية الحكومات أو لتأمين مصالح جماعات سواء اقتصادية أو سياسية أو دينية‬
‫أو اجتماعية‪ ،‬وإن كانت أدوار الصحافة تختلف من دولة ألخرى‪ ،‬الختالف أوضاعها السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫وحسب مستوى الحرية والديمقراطية بدولة ما‪ 5.‬إذن فالعالقة بين وسائل اإلعالم واملجتمع هي عالقة تكامل وتأثير وتأثر‪،‬‬
‫من خالل دعمها والتفاعل مع ما تطرحه من أفكار وآراء ومضامين سياسية واجتماعية وثقافية‪6.‬‬

‫وقد يرتبط مفهوم حرية اإلعالم بمجموعة من املفاهيم املكونة لها سوف نقوم بوضع اإلطار املفاهيمي لبعض‬
‫منها‪ ،‬ومنها حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة املكتوبة (الفقرة األولى) والحق في الحصول للمعلومة والصحافة الرقمية‬
‫(الفقرة الثانية)‬
‫الفقرة األولى‪ :‬حرية الرأي والتعبيروالصحافة‬
‫نناقش في هذه الفقرة ملفهومين باعتبارهما من املفاهيم التقليدية املرتبطة بحرية اإلعالم‪:‬‬
‫أ‪ -‬حرية الرأي والتعبير‪:‬‬
‫وهي تعني إفساح املجال وتمكين كل إنسان في أن يعبر عن وجهة نظره وما يجول في فكره بمختلف وسائل التعبير‬
‫شفاهة أو كتابة في قضية خاصة أو عامة‪ .‬ويتضمن الحق في حرية الرأي والتعبير حريتين متالزمتين ال يقبل الفصل بينهما‬

‫‪ -1‬قادري أحمد حافظ‪ ،‬العالم الثالث والقانون الدولي لإلعالم‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫جامعة الجزائر ‪ ،2011-2010 ،1‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -2‬فهد بن عبد الرحمان الشميمري‪ ،‬التربية اإلعالمية كيف نتعامل مع اإلعالم؟‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة امللك فهد الوطنية للنشر‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -3‬رشاد توام‪ ،‬التنظيم القانوني لحرية اإلعالم في فلسطين‪ ،‬املركز الفلسطيني للتنمية والحريات اإلعالمية‪ ،‬فلسطين‪ ،‬ديسمبر‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -4‬راسم محمد الجمال‪ ،‬االتصال واإلعالم في الوطن العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،1991 ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -5‬هيفاء أحمد املعش ي‪ ،‬دور الصحافة اليمنية في التنمية السياسية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلية اإلعالم‪ ،‬جامعة‬
‫القاهرة‪،2004 ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ -6‬أحمد قران الزهراني‪ ،‬السلطة السياسية واإلعالم في الوطن العربي‪ ،‬سلسلة أطروحات الدكتوراه (‪ ،)13‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪ ،‬بيروت‪.2015 ،‬‬

‫‪18‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫أو ممارسة إحداهما دون األخرى‪ ،‬األولى حرية الرأي والثانية حرية التعبير‪ 1.‬كما قد يذهب البعض للقول أن حرية الرأي‬
‫والتعبير وإن كانت من الحريات الفكرية‪ ،‬إال أن هناك فارقا حقيقيا بين حرية التعبير كمفهوم قانوني‪ ،‬وبين عملية التفكير‬
‫في حد ذاتها‪ ،‬إذ أن جهاز التفكير في اإلنسان ال يكف عن العمل في أي وقت مادام اإلنسان على قيد الحياة‪ ،‬وأيضا ليس‬
‫للقانون أن يطول بالتنظيم ما يروج داخل العقل من أفكار مادام لم يفصح عنها صاحبها‪ 2.‬وعليه فإن حرية الرأي والتعبير‪،‬‬
‫وإن كانت من الحقوق العامة لألفراد املسلم بها في املجتمعات الحديثة‪ ،‬إال أن هذه الحرية األساسية قد اقتض ى إقرارها‬
‫قرونا طواال في محاولة إقناع البشرية جمعاء أن الخير كل الخير هو أن تنطلق حرية اإلنسان في نشر أفكاره في جميع ما‬
‫يعرض له‪3.‬‬

‫ب‪ -‬الصحافة‪:‬‬
‫واملقصود بها في اللغة مهنة جمع األخبار واآلراء ونشرها في صحيفة أو مجلة‪ ،‬وإن اختلف الفقه في تحديد املقصود‬
‫بها‪ ،‬حيث ذهب رأي إلى القول بأن تعبير الصحافة ال يقتصر فقط على الصحف املكتوبة‪ ،‬وإنما يشمل أيضا التلفزيون‬
‫واإلذاعة واملسرح والسينما‪ 4.‬في حين انتقدت غالبية الفقه هذا الرأي ملا فيه من خلط بين الصحافة ووسائل اإلعالم‬
‫األخرى‪ ،‬وعليه فقد تعددت وتنوعت اآلراء حول الصحافة‪ .‬وبالتالي فمفهوم الصحافة هو أحد األدوات األساسية لإلعالم‪،‬‬
‫لكونها تلعب دورا كبيرا في بلورة وتكوين الرأي العام‪ .‬وهذا الدور ال يتوقف فقط على نقل األخبار وعرضها والتعليق عليها‪،‬‬
‫بل يتجاوز ذلك‪ ،‬لكون الصحافة لها رسالة سياسية واجتماعية وثقافية بالنسبة للمواطنين‪5.‬‬

‫فالصحافة إذن هي الوسيلة اإلعالمية الكتابية ذات أداة اتصال يومي بالجمهور‪ ،‬هدفها نقل الخبر والرأي‬
‫والتحليل إلى القارئ‪ .‬فمن خاللها يقوى هذا االتصال إلى درجة تصبح معها آراء الجمهور والجماعات حصيلة ما تضمنه‬
‫الصحيفة من آراء ومعلومات‪ ،‬وهي بذلك تلعب دورا مميزا في الحياة العامة باعتبارها أداة تأثير في تكوين اتجاهات الرأي‬
‫العامة‪ .‬وقد ذهب اللورد توماس ماكولي ‪ Thomas Macaulay‬في القرن ‪ 19‬إلى اعتبار حرية الصحافة هي الحق في أن تنشر‬
‫ما تريده‪ ،‬وأن تتم حمايتها ضد أي مسؤولية عن هذا العمل‪ ،‬وذلك فيما عدا املنشورات اإللحادية والفاحشة‪ ،‬أو تلك التي‬
‫تتضمن فضائحا أو قذفا‪ ،‬أو املنشورات الزائفة والتي تضر بسمعة اإلنسان ومصالحه‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬الحق في الحصول على املعلومات والصحافة الرقمية‬
‫قد يرتبط بمفهوم حرية اإلعالم بعض املفاهيم الحديثة منها‪:‬‬
‫أ‪-‬الحق في الحصول على املعلومات‪:‬‬
‫ويعتبر هذا الحق من حقوق اإلنسان التي برزت حديثا‪ ،‬إذ أدى التطور الذي حصل على مفهوم الحكامة الجيدة‬
‫إلى توجه العديد من دول العالم إلى اعتماد الشفافية وفتح األبواب املغلقة وحرية تدفق املعلومات وتداولها‪ 6.‬وقد يرتبط‬
‫الحق في املعلومة بحرية الرأي والتعبير‪ ،‬حيث بقدر ما تتاح األولى تتاح الثانية‪ .‬كما يذهب البعض للقول أنه ال يوجد‬

‫‪ -1‬مزار أيوب‪ ،‬حرة الرأي والتعبير‪ /‬مؤسسة الحق‪ ،‬رام هللا‪ ،2001 ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪ -2‬عماد عبد الحميد النجار‪ ،‬النقد املباح‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1977 ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -3‬حسن محمد هند‪ ،‬النظام القانوني لحرية التعبير (الصحافة والنشر)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪23‬‬
‫‪ -4‬اشرف رمضان عبد الحميد‪ ،‬حرية الصحافة دراسة تحليلية في التشريع املصري والقانون املقارن‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫‪.16 ،2004‬‬
‫‪ -5‬سعدى محمد الخطيب‪ ،‬العوائق أمام حرية الصحافة في العالم العربي‪ :‬دراسة تحليلية للعوائق القانونية والسياسية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية والدولية‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،2008 ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -6‬بالل البرغوثي‪ ،‬الحق في الحصول على املعلومات وواقعه في فلسطين‪ ،‬املركز الفلسطيني للتنمية والحريات اإلعالمية‪ ،‬رام هللا‪،‬‬
‫بدون تاريخ طبعة‪ ،‬ص ‪.7‬‬

‫‪19‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫تعريف محدد لحق الحصول على املعلومات‪ ،‬إال أن هذا الحق يتيح للمواطن الحق في السؤال عن أية معلومة‪ ،‬وتلقي‬
‫اإلجابة عنها بأي صورة من الصور سواء على شكل مطبوع أو مكتوب‪ ،‬أو في أي قالب آخر سواء من الحكومة أو البرملان أو‬
‫القضاء‪ ،‬شريطة االلتزام بما يحدده القانون‪1.‬‬

‫ب‪ -‬الصحافة الرقمية‪:‬‬


‫لقد أدى االنتشار الواسع لتكنولوجيا املعلومات واالتصال وظهور الجيل الجديد من االنترنت إلى تطور كبير في‬
‫وسائل اإلعالم واالتصال‪ ،‬وإلى ظهور مساحات جديدة ملمارسة حرية الرأي والتعبير واإلعالم‪ ،‬وظهور أشكال جديدة في‬
‫التواصل لم تكن معروفة في السابق‪ ،‬تعرف بوسائل اإلعالم الجديد‪.‬فتطور هذا األخير انعكس على وسائل ممارسة العمل‬
‫الصحفي التي توسعت وتعددت فضاءاتها‪ ،‬ولم يعد اإلعالم يقتصر على شكله التقليدي وإنما تعداه إلى أشكال جديدة من‬
‫الصحافة االلكترونية‪ ،‬وبات اإلعالم الجديد يشكل بديال لوسائل اإلعالم الخاضعة للرقابة‪ ،‬وبالتالي أصبح متنفسا‬
‫ملمارسة النقد أمام األشخاص الذين يرغبون في التعبير عن آراءهم‪2.‬‬

‫إن الصحافة إذا كان بشكل عام‪ ،‬قد شكلت في املاض ي ما سمي بالسلطة الرابعة من خالل تأثيراتها في مختلف‬
‫املجاالت‪ ،‬خاصة منها السياسية‪ .‬فإن العديد من الكتاب يعتبرون الصحافة الرقمية كسلطة خامسة‪ ،‬نظرا لتأثيرها‬
‫املتعاظم في الشؤون السياسية‪ ،‬حيث تتيح ليس فقط للصحفيين نشر ما هو ممنوع ويضايق السلطة السياسية‪ ،‬بل يتيح‬
‫أيضا لألفراد واملواطنين إمكانية التعبير بحرية عن انشغاالتهم‪ ،‬وإيصال أفكارهم للغير‪3.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬اإلطارالنظري لحرية اإلعالم‬


‫إذا كانت الحرية باعتبارها سؤال آني دائم ومتجدد‪ ،‬فإن حرية اإلعالم هي املقياس الحقيقي ملعرفة مدى حرية‬
‫املجتمع برمته‪ ،‬وفي املقابل فإن غيابها يجعل الحديث عن كل القيم املرتبطة بالديمقراطية مجرد كالم‪ 4.‬وعليه فإن‬
‫الشروع في عملية البحث حول حرية اإلعالم في أي بلد ينبغي لنا أن نتعرض لإلطار النظري والفلسفي لحرية الصحافة‪،‬‬
‫حيث عمدت الفلسفات اإلعالمية باعتبارها وسائل فكرية إلى االضطالع بمهمة التنظير للوظائف التي يمكن لوسائل‬
‫اإلعالم اإلسهام في تحقيق غايات مجتمعاتها‪ ،‬وتحديد اإلطار املثالي الذي يمكن لوسائل اإلعالم االضطالع بهذه الوظائف‪.‬‬
‫ومن أهم هذه الطروحات التي يعد كل منها انعكاسا للظروف السياسية واالقتصادية التي نشأت في ظلها نجدها كما يلي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬حرية املمارسة اإلعالمية في فلسفتي اإلعالم الحر‬
‫إن املمارسة اإلعالمية هنا يمكن أن تكون إما في إطار فلسفة اإلعالم الليبرالي‪ ،‬أو في إطار فلسفة املسؤولية‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫أ‪ -‬حرية املمارسة اإلعالمية في فلسفة اإلعالم الليبرالي‪:‬‬
‫ففي ضوء النظرية الليبرالية حيث ينظر لإلنسان باعتباره فردا سابقا في وجوده على املجتمع‪ ،‬ويمتلك حقوقا‬
‫طبيعية ال يمكن انتزاعها منه‪ ،‬ومن ضمنها حقه في التعبير عن آراءه‪ .‬وفي إطار نظرة هذه الفلسفة إلى هذا اإلنسان باعتباره‬

‫‪ -1‬أشرف فتحي الراعي‪ ،‬حق الحصول على املعلومة دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ -2‬رحيمة عيساني‪ ،‬الصراع والتكامل بين اإلعالم الجديد واإلعالم التقليدي‪ ،‬مجلة الباحث اإلعالمي‪ ،‬كلية اإلعالم‪ ،‬جامعة بغداد‪،‬‬
‫العدد ‪ ،20‬السنة ‪ ،2013‬ص ‪.57‬‬
‫‪ -3‬ابراهيم بعزيز‪ ،‬دور وسائل االتصال الجديدة في إحداث التغيير السياس ي في البلدان العربية‪ ،‬الجمعية العربية للعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،31‬يوليو‪/‬تموز ‪ ،2011‬ص ‪.174‬‬
‫‪ -4‬أحمد بلمختار منيرة‪ ،‬حرية اإلعالم في الوطن العربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.7‬‬

‫‪20‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫انسان عقالني بمقدوره اكتشاف الحقيقة‪ ،‬يمكن االهتداء إلى الحقائق والعمل على نشرها‪ 1،‬هذا من جهة‪ .‬ومن جهة‬
‫أخرى‪ ،‬وفي ضوء نظرتها للدولة على أنها شر البد منه‪ ،‬وباعتبارها العدو لحرية الفرد‪ ،‬وعليه كان من الطبيعي أن ينظر‬
‫الفكر الليبرالي إلى حرية الفرد اإلعالمية على أنها حق طبيعي ال يمكن حرمانه منه‪ ،‬أو حتى وضع قيود تحد من حق هذا‬
‫الفرد في الحرية اإلعالمية‪2،‬باعتبار هذه األخيرة أداة من أدوات تحقيق صالحه الذاتي‪ ،‬وفي نفس الوقت ما قد تلعبه‬
‫وسائل اإلعالم في تحقيق الصالح العام‪.‬‬
‫إن الفكر اإلعالمي الليبرالي وإن لم يفرض بشكل صريح مسؤوليات الفرد من أجل تمتعه بالحرية اإلعالمية‪ ،‬ولم‬
‫يحصر قائمة املستويات املهنية التي تمكن الفرد من االضطالع بهذه املسؤوليات كما ينبغي‪ .‬إال هذا ال يعني أن الفكر‬
‫اإلعالمي الليبرالي لم يرى أن هناك مسؤوليات ينبغي أن يتحملها الفرد ملمارسة الحق في اإلعالم‪ .‬وعلى هذا األساس يمكنه‬
‫املساهمة في تحقيق أهداف املجتمع الليبرالي‪ ،‬وإن لم يتم تحديد هذه املسؤوليات بشكل صريح لكون الفكر الليبرالي اعتمد‬
‫حاسة الفرد الخلقية في إلزامه باالضطالع بمهامه ومسؤولياته بشكل ذاتي دون الحاجة لفرضها عليه‪ 3.‬فقد ذهب توماس‬
‫جيفرسون في إحدى خطبه إلى اعتبار الحرية اإلعالمية‪" :‬الحرية التي تحرس باقي الحريات‪ ،‬وقد كان من الطبيعي أن يكون‬
‫اإلطار املسموح بممارسة الحرية اإلعالمية خالله في فلسفة اإلعالم الليبرالي على ضوء املقدمات التي تستند إليها‪ ،‬هو أقل‬
‫هذه األطر قيودا وأكثرها توسعا في السماح بممارسة الحرية اإلعالمية ألقص ى حد ممكن‪.4"...‬‬
‫ب‪ -‬حرية املمارسة اإلعالمية في فلسفة املسؤولية االجتماعية‬
‫إال أنه أمام الفكر اإلعالمي الليبرالي‪ ،‬ونظرا للسلبيات التي عرفها التصور الكالسيكي للحرية اإلعالمية في تطبيقه‬
‫على أرض الواقع‪ ،‬وأمام التغيرات املجتمعية والفكرية والتكنولوجية التي عرفها العالم الليبرالي‪ ،‬فقد تم طرح تصور جديد‬
‫للحرية اإلعالمية‪ ،‬ما أسهم في تغيير مدلول الحريات التقليدية‪ ،‬إذ أصبح من الواضح احتكار وسائل الفكر اإلعالمي‬
‫الليبرالي من قبل أيادي فئة قليلة من أفراد الشعب يجعل هذه القلة قوة هائلة مما ييسر لها سبل السيطرة على الحكم‬
‫وإخضاع األفراد وحقوقهم إلرادتها‪ .‬وهو ما أجبر املفكرين الليبراليين على إعادة التفكير في مفهوم الحرية اإلعالمية التي‬
‫تبنته الفلسفة الليبرالية التقليدية‪ ،‬وعليه نجد الفكر اإلعالمي الليبرالي الجديد للحرية اإلعالمية‪ ،‬لم يعد ينظر لهذه‬
‫األخيرة على أنها التحرر من كل أشكال السيطرة والضغوط‪ ،‬إذ أصبح ينظر إليها على أنها التحرر من القهر والتسلط‪ ،‬وهو‬
‫ما يعني تحقيق األهداف التي يسعى إليها املجتمع‪ ،‬وإن كان ذلك ال يمنع الفرد من السعي ألجل تحقيق مصالحه الذاتية‪،‬‬
‫ولكن دون أن يكون على حساب املجتمع‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حرية املمارسة اإلعالمية في فلسفتي اإلعالم املوجه‬
‫إن املمارسة اإلعالمية هنا يمكن أن تكون إما في إطار فلسفة اإلعالم االشتراكي‪ ،‬أو في إطار اإلعالم التنموي‪.‬‬
‫أ‪ -‬حرية املمارسة اإلعالمية في فلسفة اإلعالم االشتراكي‬
‫لقد ظهر هذا املذهب كأثر مباشر للثورة الشيوعية التي قامت من أجل القضاء على مساوئ املذهب الحر في‬
‫االقتصاد‪ ،‬ولحماية هذه الثورة كان من الالزم وجود صحافة تواكبها وتدعمها‪ ،‬وعليه ينبغي أن تكون وسائل اإلعالم خادمة‬

‫‪ -1‬محمود يوسف السماسيري‪ ،‬فلسفات اإلعالم املعاصر قراءة في ضوء املنظور اإلسالمي‪ ،‬املعهد العالي للفكر اإلسالمي‪ ،‬فرجينيا‪،‬‬
‫ط‪ ،2008 ،1‬ص ‪.413‬‬
‫‪2- R. Barbrook, Media freedom, the contradiction of communication in the age modernity phito press, London,‬‬

‫‪1995, p18.‬‬
‫‪ -3‬محمد يوسف السماسيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.416‬‬
‫‪- C. G. Christians, etal, Media ethicsk cases and Reasoning, Longman, New york, 2ème 2dition, 1987, p25.4‬‬

‫‪21‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫للطبقة العاملة وخاضعة لسيطرتها‪ ،‬ونتيجة لذلك يحظر على األفراد ملكية الصحف وتعود ملكيتها للدولة‪ 1.‬وفي هذا‬
‫اإلطار‪ ،‬تقوم الصحافة بوظائف ايجابية للمجتمع عن طريق التعبئة والتنشئة االجتماعية‪ .‬إن فلسفة اإلعالم االشتراكي‬
‫للحرية اإلعالمية يرتكز حول طبيعة اإلنسان وطبيعة الحقيقة وطبيعة الدولة‪ ،‬والتصور الذي أقامه الفكر االشتراكي‬
‫االجتماعي ملا ينبغي أن تكون عليه طبيعة العالقة بين اإلنسان والدولة‪ ،‬والذي يرى أن تطبيقها كفيال بالوصول إلى مرحلة‬
‫املجتمع الشيوعي‪.‬‬
‫وفي نظرتها لحرية اإلنسان الحقيقية على أنها تمثل معرفة الضرورة الحتمية وتوجيه مجرى األحداث توجيها واعيا تابعا لها‬
‫في ضوء ادعاء اكتشاف املاركسية للقوانين الحتمية التي تحكم املجتمع املدني‪ ،‬وتقوده صاعدا نحو املرحلة االجتماعية‬
‫التي يحقق اإلنسان في إطارها الحرية الكاملة‪ ،‬وفي ضوء نظرتها لإلعالم على أنه جزء من البناء القومي‪ ،‬ووسيلة للتعبير‬
‫عن مضمون هذا البناء‪ .‬فعلى هذا األساس نظر الفكر اإلعالمي االشتراكي إلى الحرية اإلعالمية بكونها حق جماعي وليست‬
‫حقا فرديا‪ 2.‬وعلى هذا األساس ينبغي أن تمارس بالصورة التي تخدم أهداف املجتمع االشتراكي‪ ،‬وهذا ما جعل دونالد‬
‫شافور يقول‪":‬إن مفهوم حرية الصحافة في العالم الشيوعي هو جزء من املفهوم الكلي للحرية‪ ،...‬أي ما توافق الحكومة‬
‫على منحه للمواطنين لتحقيق أهداف محددة"‪3‬‬

‫ب‪ -‬حرية املمارسة اإلعالمية في فلسفة اإلعالم التنموي‬


‫إن الفكر اإلعالمي التنموي على خالف الفكر اإلعالمي الليبرالي‪ ،‬نظر للحرية اإلعالمية كحق جماعي‪ ،‬وفوض‬
‫الدولة تحديد ممارسة هذه الحرية بالشكل والصورة التي تراها تخدم الغايات التنموية للجميع‪ .‬إن هذا الفكر عند‬
‫تفويضه الحرية اإلعالمية للدولة‪ ،‬إلى الظروف التاريخية واملجتمعية التي تعيشها أغلب مجتمعات العالم الثالث‪ ،‬وإلى ما‬
‫تعانيه من تخلف في شتى مناحي الحياة االجتماعية‪ .‬غير أنه لم يفوض الدولة تدبير الحريات اإلعالمية بشكل مطلق كما‬
‫هو بالنسبة للفكر اإلعالمي االشتراكي‪ ،‬رغم الدور الذي يمكن أن ينتظر من وسائل اإلعالم تحت إشراف الدولة باعتبارها‬
‫قادرة على توفير اإلمكانيات املادية والبشرية الضرورية‪.‬‬
‫إن ضمان اضطالع وسائل اإلعالم باملسؤوليات املنوطة بها وفق الفكر اإلعالمي التنموي‪ ،‬ال يستقيم إال من خالل‬
‫إعطاء الدولة حق اإلشراف عليها‪ ،‬ووضع الخطط الالزمة الضطالع وسائل اإلعالم بها‪ ،‬وتعيين اإلعالميين املؤهلين بها‪،‬‬
‫وذلك من أجل توفير حماية لألفراد من املساس بحياتهم الخاصة ومن السب والقذف‪ ،‬والتي يمكن أن تصيب األفراد جراء‬
‫تجاوزات بعض وسائل اإلعالم‪ ،‬وذلك كغيرها من الفلسفات اإلعالمية‪ .‬غير أن موطن االختالف بين فلسفة اإلعالم‬
‫التنموي وغيرها من فلسفة اإلعالم تكمن في الحدود التي وضعتها هذه الفلسفة لحماية النظام العام‪ ،‬وذلك طبقا للتصور‬
‫الذي تتبناه هذه الفلسفة ملا يمثل نظاما عاما‪ ،‬وملا يمثل تهديدا واضحا‪ .‬وعليه فإن فلسفة اإلعالم التنموي تميل إلى‬
‫إعطاء الدولة تقييد الحريات العامة‪ ،‬واملتعلقة بحماية الكيان االجتماعي‪ ،‬وبحماية السلطة التي تقود حركة هذا املجتمع‬
‫في مسيرته التنموية‪4.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬اإلطارالتشريعي والتنظيمي لحرية اإلعالم‬


‫تتوزع حرية اإلعالم على طائفة من املواثيق والعهود واالتفاقيات الدولية واإلقليمية‪ ،‬والهيئات التعاهدية الدولية‬
‫واألعراف املهنية‪ ،‬وذلك من أجل ضمان حرية أكبر لهذه الحرية‪ .‬وعليه سنقوم من خالل هذا املبحث دراسة حرية اإلعالم‬
‫في األوفاق الدولية (مطلب أول)‪ ،‬ثم حرية اإلعالم في األوفاق اإلقليمية (مطلب ثان)‪.‬‬

‫‪ -1‬أشرف رمضان عبد الحميد‪ ،‬دراسة تحليلية في التشريع املصري والقانون املقارن‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪ ،2004 ،1‬ص ‪.37‬‬
‫‪ -2‬حميد محسن‪ ،‬التنمية والتخطيط اإلعالمي في العراق‪ ،‬دار الرشيد للنشر‪ ،‬ط ‪ ،1979 ،1‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -3‬مارتن شودري‪ ،‬نظم اإلعالم املقارن‪ ،‬الدار الدولية للنشر والتوزيع‪ ،1990 ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -4‬رشتي‪ ،‬نظم االتصال في الدول النامية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ك‪ ،1998 ،1‬ص ‪.99‬‬

‫‪22‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫املطلب األول‪ :‬حرية اإلعالم في األوفاق الدولية‬


‫لقد حظيت حرية الصحافة وحرية اإلعالم باهتمام دولي واسع‪ ،‬نظرا ألهميتها كوسيلة من وسائل التعبير عن‬
‫الرأي‪ ،‬وأهميتها في التأثير على الرأي العام‪ 1.‬فلقد تضمنت املواثيق الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬النص على حرية الصحافة‬
‫وكرستها كحق من حقوق اإلنسان‪ ،‬وقيدتها بقيود محددة‪ ،‬وأهم هذه األوفاق الدولية اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان‬
‫لسنة ‪ ،1948‬والعهد الدولي للحقوق املدنية والسياسية لسنة ‪.1966‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬حرية اإلعالم في اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان‬
‫لقد أصدرت الجمعية العامة لألمم املتحدة في أول دورة لها قرارا ينص على أن‪" :‬حرية اإلعالم حق من حقوق‬
‫اإلنسان األساسية‪ ،‬وهي املعيار الذي تقاس به جميع الحريات التي تكرس األمم املتحدة جهودها لها"‪ .‬ويقصد بحرية‬
‫اإلعالم‪ ،‬ضمان الحق في جمع األنباء ونقلها ونشرها في أي مكان دون قيود‪ ،‬أي أنه ال يمكن التمتع بهذه الحرية ما لم يتم‬
‫تداول املعلومات بكل شفافية‪ 2.‬وبتاريخ ‪ 22‬أبريل ‪ 1948‬تم إصدار الوثيقة النهائية ملؤتمر جنيف الذي عقدته األمم‬
‫املتحدة حول حرية اإلعالم‪ ،‬تضمنت ثالثة مشاريع تتعلق بكل من الجمع والبت الدولي للمعلومات‪ ،‬وبالقانون الدولي‬
‫للتصحيح وحق الرأي‪ ،‬ومشروع متعلق بحرية اإلعالم‪ 3.‬وعليه فقد أوضحت ديباجة اتفاقية حرية اإلعالم عن رغبة الدول‬
‫املتعاقدة في إنفاذ ما لشعوبها من حق في الحصول على معلومات كاملة وموثقة‪ ،‬ومكافحة بث نشر الدعاية واإلخبار‬
‫الزائفة التي من شأنها تهديد السلم في العالم‪.‬‬
‫إن حرية الرأي والتعبير واإلعالم قد شكلت لبنة أساسية ضمن املنظومة الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬ليس باعتبارها‬
‫هدفا فقط‪ ،‬وإنما لكونها أيضا مدخال مهما إلرساء النظام الديمقراطي‪ 4.‬وهكذا فقد نصت املادة ‪ 19‬من اإلعالن العاملي‬
‫لحقوق اإلنسان الصادر في ‪ 10‬دجنبر ‪ 1948‬على أنه‪" :‬لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير‪ ،‬ويشمل هذا الحق‬
‫اعتناق اآلراء دون أي تدخل‪ ،‬واستقاء األنباء واألفكار وتلقيها وإذاعتها بأي وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية"‪ .‬وبما‬
‫أن الصحافة املكتوبة هي إحدى وسائل اإلعالم والتعبير عن الرأي‪ ،‬فتكون املادة ‪ 19‬قد شملتها ضمنا في نصها‪ ،‬إذ أن‬
‫ممارسة حرية الرأي والتعبير عبر مختلف الوسائل اإلعالمية بما فيها الصحافة املكتوبة‪ ،‬تفرض وجود حرية هذه‬
‫الصحافة ليتم التعبير عن مختلف اآلراء واألفكار واالتجاهات السياسية‪ ،‬وعليه يوجد ترابط بين حرية الصحافة وحرية‬
‫الرأي والتعبير وحرية اإلعالم‪ .‬إذ أن وجود حرية الصحافة يرتبط بوجود نظام ديمقراطي يسمح بممارسة هذه الحرية التي‬
‫ال يمكن تصورها دون وجود الديمقراطية‪ ،‬كما أنه في املقابل ال يمكن الحديث عن مجتمع ديمقراطي دون وجود إعالم‬
‫حر‪5.‬‬

‫إن املادة ‪ 19‬من اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان جاءت لحماية وتكريس الحق في حرية الرأي والتعبير وكل أشكال‬
‫اإلعالم‪ ،‬بغض النظر عن الحدود الفاصلة بين الدول‪ ،‬وعليه فإن هذه املادة جاءت بصيغة اإلطالق تاركا للدول تنظيم‬

‫‪ -1‬سعدى محمد الخطيب‪ ،‬العوائق أمام حرية الصحافة في العالم‪ :‬دراسة تحليلية للعوائق القانونية والسياسية واالجتماعية‬
‫واالقتصادية والدولية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2008 ،1‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -2‬علي كريمي‪ ،‬حق الوصول إلى املعلومات من خالل القانون الدولي‪ ،‬دراسة منشورة في موقع املركز املغربي لدراسات واألبحاث في‬
‫حقوق اإلنسان واإلعالم بتاريخ ‪ 10‬ماي ‪www.maroc.reunis.fr.2013‬‬
‫‪ -3‬قادري أحمد حافظ‪ ،‬العالم الثالث والقانون الدولي لإلعالم‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق بن‬
‫عكنوم جامعة الجزائر ‪ ،2011-2010 ،1‬ص ‪.24‬‬
‫‪ -4‬عبد الجبار الرشيدي‪ ،‬عالقة الدولة باإلعالم‪ :‬دينامية الصراع والتحول‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية باملحمدية جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء‪ ،2016 ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ -5‬سعدى محمد الخطيب‪ ،‬العوائق أمام حرية الصحافة في العالم العربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪23‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫ممارسة هذا الحق دون التخلي عن املبادئ املؤطرة له‪ .‬إال أن هذا اإلعالن ليس له قوة إلزامية‪ ،‬وإن كانت بنوده بما فيها‬
‫املادة ‪ 19‬تعتبر عموما ملزمة لجميع األطراف من الناحية األخالقية وباعتبارها قانونا دوليا عرفيا‪ 1.‬وعليه فقد كان الهدف‬
‫من هذا اإلعالن هو إلزام الدول املوقعة عليه بعدم إصدار قوانين جائرة تتضمن قيودا من شأنها أن تقيد من الحريات‬
‫العامة خاصة حرية اإلعالم والصحافة‪ .‬خصوصا عندما تكون القيود الجزائية والعقوبات على جرائم النشر قاسية بشكل‬
‫ترهق كاهل الصحفي‪ ،‬كالغرامات املرتفعة أو العقوبات الحبسية للصحفيين ملجرد نشرهم انتقادات سياسية ال تكاد‬
‫تمس بالنظام العام أو املصلحة العامة‪.‬‬
‫إن الجمعية العامة لألمم املتحدة‪ ،‬لم تقتصر فقط على التأكيد على الحق في حرية الرأي والتعبير والحق في اإلعالم في‬
‫اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان‪ ،‬بل أعادت تأكيد هذه الحقوق مع تحديد بعض القيود الضرورية لها في االتفاقية الدولية‬
‫بشأن الحقوق املدنية والسياسية لسنة ‪.1966‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حرية اإلعالم في العهد الدولي للحقوق املدنية والسياسية‬
‫لقد تم اعتماد العهد الدولي للحقوق املدنية والسياسية بموجب قرار الجمعية العمومية لألمم املتحدة في ‪16‬‬
‫دجنبر ‪ 1966‬حيث تم عرضه للتوقيع والتصديق واالنضمام للقرار ‪ 2200‬ألف‪ ،‬وقد دخل حيز النفاذ على املستوى الدولي‬
‫بتاريخ ‪ 23‬مارس ‪ 1976‬طبقا للمادة ‪ 49‬منه‪ 2.‬وقد نصت هذا االتفاقية على حرية اإلعالم والصحافة في املادة ‪ 19‬منها حيث‬
‫جاء فيها‪" :‬‬
‫‪ -1‬لكل فرد الحق في اعتناق آراءه دون مضايقة؛‬
‫‪ -2‬لكل إنسان الحق في حرية التعبير‪ ،‬ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب املعامالت واألفكار وتلقيها ونقلها‬
‫إلى اآلخرين دونما اعتبار للحدود‪ ،‬سواء على شكل مكتوب أو مطبوع في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها‪.‬‬
‫‪ -3‬تستتبع ممارسة الحقوق املنصوص عليها في الفقرة ‪ 2‬من املادة واجبات ومسؤوليات خاصة‪ ،‬وعلى ذلك يجوز اخضاعها‬
‫لبعض القيود‪ ،‬ولكن شريطة أن تكون بنص القانون وأن تكون ضرورية‪:‬‬
‫* الحترام حقوق اآلخرين أو سمعتهم؛‬
‫* لحماية األمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو اآلداب العامة"‪.‬‬
‫إن املادة ‪ 19‬من االتفاقية الدولية للحقوق املدنية والسياسية‪ ،‬وكما يبدو واضحا‪ ،‬هي أكثر عمومية وتفصيال من‬
‫مثيلتها في اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان‪ 3،‬حيث نصت هذه املادة على حرية الصحافة واإلعالم التي هي إحدى أوجه الرأي‬
‫والتعبير بحيث ال يمكن تصور وجودها في مجتمع ال يتمتع أفراده بحرية الرأي والتعبير‪ .‬ومن مميزات هذه املادة أنها لم‬
‫يقتصر نصها على حرية الصحافة واإلعالم من زاوية حق املؤسسات الصحفية واإلعالمية في نشر موادها الصحفية‪ ،‬بل‬
‫شمل أيضا الجانب املقابل في العملية اإلعالمية‪ ،‬وهو جانب املستفيدين من النشاط اإلعالمي‪ ،‬أي أفراد املجتمع‪ ،‬الذين‬
‫اعترفت لهم هذه املادة الحق في حرية البحث عن مختلف املعلومات واألفكار‪ ،‬واستالمها أو نقلها إما شفاهة أو كتابة أو‬

‫‪ -1‬دراسة حول حرية اإلعالم في مصر وفي دول أخرى‪ ،‬دراسة قانونية مقارنة‪ ،‬مؤسسة حرية الفكر والتعبير الصادرة في شهر فبراير‬
‫‪www.aftcegypt.org .2013‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز لعروس ي‪ ،‬حقوق اإلنسان باملغرب‪ :‬مالءمات دستورية وقانونية‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬املجلة املغربية لإلارة‬
‫املحلية والتنمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2018 ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪ -3‬عادل رشيدي‪ ،‬حرية التعبير‪ ...‬إشكالية الفهم وحدود التطبيق‪ ،‬مقال منشور بتاريخ ‪.2020/11/10‬‬
‫‪https://banassa.com/notmob/54347.html‬‬

‫‪24‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫طباعة‪ ،‬أو كان ذلك في قالب فني أو بأي وسيلة أخرى يختارها‪ 1،‬وسواء كان األفراد من مواطني الدولة الطرف في االتفاقية‬
‫او مواطني دولة أخرى‪.‬‬
‫وهو ما تؤكده املادة الثانية من االتفاقية املعنية حيث تنص‪" :‬تتعهد كل دولة طرف في هذا العهد باحترام الحقوق‬
‫املعترف بها فيه‪ ،‬وبكفالة هذه الحقوق لجميع األفراد املوجودين في إقليمها والداخلين في واليتها‪ ،‬دون أي تمييز بسبب‬
‫العرق‪ ،‬أو اللون‪ ،‬أو الجنس‪ ،‬أو اللغة او الدين‪ ،‬أو الرأي سياسيا او غير سياس ي‪ ،‬أو األصل القومي أو االجتماعي‪ ،‬أو‬
‫الثروة‪ ،‬أو النسب‪ ،‬أو غير ذلك من األسباب‪ ،"...‬وهو ما يعني أن هذه االتفاقية حظرت التمييز بين األجنبي واملواطن في حق‬
‫التمتع بالحقوق والحريات‪ ,‬وعليه‪ ،‬وعلى خالف اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان‪ ،‬فإن حرية اإلعالم أصبحت مبدأ عامليا‬
‫ملزما للدول ال يمكن أن يحد منه سوى االستثناءات الواردة في الفقرة الثالثة من املادة ‪ ،19‬حيث تنص على أنه‪" :‬تستتبع‬
‫ممارسة الحقوق املنصوص عليها في الفقرة الثانية من هذه املادة واجبات ومسؤوليات خاصة‪ ،‬وعلى ذلك يجوز إخضاعها‬
‫لبعض القيود‪ ،‬ولكن شريطة أن تكون محددة بنص القانون وان تكون ضرورية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الحترام حقوق اآلخرين او سمعتهم؛‬
‫ب‪ -‬لحماية األمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو اآلداب العامة"‪.‬‬
‫باإلضافة إلى االستثناءات الواردة في املادة ‪ 20‬التي تنص‪:‬‬
‫" ‪ -1‬تحظر بالقانون أية دعاية للحرب؛‬
‫‪ -2‬تحظر بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا على التمييز او العداوة أو‬
‫العنف"‪.‬‬
‫وعليه يتبين لنا‪ ،‬أنه إذا كان األصل عدم جواز فرض قيود على حرية اإلعالم‪ ،‬إال أنه يمكن للمشرع أن يفرض‬
‫بعض القيود القانونية طبقا للقيود الواردة في املادتين ‪ 19‬و‪ 20‬من هذه االتفاقية‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬حرية اإلعالم في األوفاق واملواثيق اإلقليمية‬


‫إلى جانب األوفاق الدولية‪ ،‬فقد أقرت املواثيق اإلقليمية لحقوق اإلنسان بالحق في حرية الرأي والتعبير لكل‬
‫إنسان عبر مختلف وسائل اإلعالم‪ .‬ومن بين هذه املواثيق سنخصص بالدراسة حرية اإلعالم والصحافة في االتفاقية‬
‫األوروبية لحقوق اإلنسان (فقرة أولى)‪ ،‬ثم حرية الصحافة في امليثاق العربي لحقوق اإلنسان (فقرة ثانية)‪.‬‬
‫الـفقرة األولى‪ :‬حرية اإلعالم في االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان‬
‫تعود فكرة وضع هذه االتفاقية إلى مدى حاجة الدول األوروبية للعمل بشكل موحد خدمة لحقوق وحريات‬
‫شعوبها التي عاشت فترة من الحروب‪ .‬وبالفعل ثم وضعها سنة ‪ 1950‬لتدخل حيز النفاذ سنة ‪ ،1953‬باإلضافة إلى‬
‫البروتوكوالت املضافة إليها سنة ‪ .1953‬ولقد أكدت هذه االتفاقية على حماية حق كل إنسان في التفكير والتعبير عن رأيه‬
‫ومعتقداته وتمكينه من التعبير عن ذاته‪ ،‬وتتيح له تلقي ونقل األخبار واألفكار إلى اآلخرين‪ ،‬وعليه فهي تحتل مكانة جوهرية‬
‫ألخالقيات اإلعالم وآداب وسائل اإلعالم‪ 2.‬وفي نفس الوقت حددت هذه االتفاقية بعض القيود على ممارسة حرية اإلعالم‪.‬‬
‫وعليه فقد نصت املادة ‪ 10‬من هذه االتفاقية على أنه‪" :‬لكل شخص الحق في حرية التعبير‪ ،‬ويشمل هذا الحق حرية الرأي‬
‫وحرية تلقي أو نقل املعلومات أو األفكار من دون أن يحصل تدخل من السلطات العامة‪ ،‬ودونما اعتبار للحدود‪ ،‬وال تحول‬
‫هذه املادة دون إخضاع نشاطات مؤسسات اإلذاعة أو السينما أو التلفزة لطلبات الترخيص"‪.‬‬

‫‪ -1‬سعدى محمد الخطيب‪ ،‬العوائق أمام حرية الصحافة في العالم العربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -2‬جنادي نسرين‪ ،‬الحق في اإلعالم ضمن املواثيق الدولية واإلقليمية‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية املقارنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،1‬ص‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/article/6768.127‬‬

‫‪25‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫وعلى غرار مقتضيات العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية‪ ،‬فإن املادة ‪ 10‬من هذه االتفاقية لم تقر‬
‫بممارسة حرية الرأي واإلعالم بشكل مطلق‪ 1،‬إذ وضعت حرية اإلعالم كمبدأ ينبغي على أساسه السماح لألفراد ولدور‬
‫الصحافة والنشر ووسائل اإلعالم بممارستها بكل حرية‪ ،‬لكن في املقابل يتم إخضاع هذا الحق لبعض اإلجراءات القانونية‬
‫ولبعض القيود والعقوبات‪ ،‬وذلك لحفظ الصحة واألخالق وحماية حقوق اآلخرين وسمعتهم‪ ،‬ومنع الكشف عن معلومات‬
‫سرية ولضمان سلطة القضاء ونزاهته‪ .‬وتختص املحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان في البت في مشروعية القرارات اإلدارية‬
‫الرامية إلى الحد من ممارسة حرية اإلعالم فيما بين الدول األوروبية األعضاء‪.‬‬
‫الـفـقـرة الثانية‪ :‬حرية اإلعالم في امليثاق العربي لحقوق اإلنسان‬
‫اعتمدت القمة العربية لجامعة الدول العربية في ‪ 2004‬امليثاق العربي لحقوق اإلنسان والذي دخل حيز النفاذ‬
‫سنة ‪ 2،2008‬والذي تنص املادة ‪ 32‬منه على أنه‪" :‬‬
‫‪ -‬يضمن امليثاق الحق في اإلعالم وحرية الرأي والتعبير‪ ،‬وكذلك الحق في استقاء األنباء واألفكار وتلقيها ونقلها إلى اآلخرين‬
‫بأي وسيلة ودونما اعتبار للحدود؛‬
‫‪ -‬تمارس هذه الحقوق والحريات في إطار املقومات األساسية للمجتمع وال تخضع إال للقيود التي يفرضها احترام حقوق‬
‫اآلخرين أو سمعتهم أو حماية األمن الوطني أو النظام العام أو الصحة العامة أو اآلداب العامة"‪.‬‬
‫من خالل قراءة هذا النص‪ ،‬قد نالحظ أن هناك تطابق بينها وبين املادة ‪ 19‬من العهد الدولي الخاص بالحقوق‬
‫املدنية والسياسية‪ ،‬واملادة ‪ 10‬من االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان‪ .‬إال أن املادة ‪ 32‬من امليثاق العربي ال تتضمن ما‬
‫يكفل الحق في اعتناق اآلراء من دون تدخل كما هو الشأن بالنسبة للمادة ‪ 19‬من العهد‪ 3.‬كما أن هذا امليثاق ال يتضمن‬
‫آليات لضمان تنفيذ االلتزامات الواردة فيه عكس ما هو موجود في باقي املواثيق اإلقليمية‪ ،‬وإن كان قد تم إنشاء لجنة‬
‫حقوق اإلنسان العربية وفقا للمادة ‪ 45‬من امليثاق‪ ،‬ودورها مراقبة تنفيذ الدول لتعهداتها الواردة في امليثاق من خالل‬
‫دراسة التقارير التي تقدمها الدول األطراف‪ ،‬إال أنه ليس هناك إمكانية لتقديم األفراد أو الجماعات شكاوى عندما يكونون‬
‫ضحايا الدول األطراف‪ ،‬على خالف باقي آليات الحماية الدولية لحقوق اإلنسان‪ 4،‬وإن كان يعاب على هذه اللجنة قد شابها‬
‫القصور في األوجه التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬اقتصر دور اللجنة في تلقي التقارير من الحكومات ورفع تقاريرها؛‬
‫‪ -2‬إهمال دور مؤسسات املجتمع املدني ومشاركتها في تقديم الصورة الحقوقية ألوضاع حقوق اإلنسان في الدول العربية؛‬
‫‪ -3‬لم يشر امليثاق العربي إلى حق اللجنة في تلقي الشكاوى من املواطنين أو املنظمات غير الحكومية؛‬
‫‪ -4‬عجم اإلشارة بشكل صريح إلى مشتمالت التقارير إذ نصت املادة ‪ 48‬من امليثاق بان تقدم الدول تقارير بشأن التدابير‬
‫التي اتخذتها إلعمال الحقوق والحريات املنصوص عليها في امليثاق العربي وبيان التقدم املحرز في مجال حقوق اإلنسان‬

‫‪ -1‬عبد الجبار الرشيدي‪ ،‬عالقة الدولة باإلعالم‪ :‬دينامية الصراع والتحول‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪.32 ،‬‬
‫‪ -2‬محمد أمين امليداني‪ ،‬دراسة في الحماية االقليمية لحقوق اإلنسان‪ ،‬منشورات مركز املعلومات والتأهيل لحقوق اإلنسان‪،‬‬
‫الطبعة ‪ ،2012 ،2‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -3‬رحال سهام‪ ،‬حدود الحق في حرية التعبير في القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاجستير في العلوم القانونية‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة لحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2011-2010 ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ -4‬احمد وافي‪ ،‬اآلليات الدولية لحماية حقوق اإلنسان ومبدأ السيادة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪ 1‬كلية الحقوق‪ ،2011-2010 ،‬ص ‪.165‬‬

‫‪26‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫العربي‪ .‬ولم ترد اإلشارة لوجوب أن تتضمن التقارير املعيقات والصعوبات والعوامل التي من شأنها أن تعيق إعمال‬
‫الحقوق املكفولة في امليثاق؛‬
‫‪ -5‬لم تتم اإلشارة في امليثاق إلى حق أي دولة طرف في امليثاق أن تعترف باختصاص اللجنة في استالم ودراسة بالغات‬
‫تنطوي على ادعاء أي دولة طرف بأن دولة طرفا أخرى ال تفي بااللتزامات التي يرتبها عليها امليثاق‪ ،‬كما جاء في املواد ‪ 41‬و‪42‬‬
‫و‪ 43‬من العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية‪1.‬‬

‫خ ـ ـ ــاتـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ــة‪:‬‬


‫أصبح العصر الحديث‪ ،‬باألساس في الدول ذات النهج الديمقراطي‪ ،‬يعرف تزايدا مضطردا في أهمية حرية اإلعالم‬
‫والصحافة‪ ،‬وتشعبا في وظائفها ومجاالت اهتماماتها‪ .‬وكذا تطورا في تقنيات عملها إذ أصبح من الواضح قدرتها على تبوأ‬
‫مركز السلطة الرابعة والتي يعهد إليها الدفاع عن الحريات األساسية الفردية والجماعية‪ ،‬وكذا مراقبة أعمال السلطات‬
‫العمومية في تدبير الشأن العمومي‪.‬‬
‫ويعتبر الحق في االطالع على األفكار واآلراء ومختلف املعلومات عبر مختلف الوسائط اإلعالمية حقا أصيال من‬
‫حقوق اإلنسان‪ .‬كما ينظر إلى الحق في اإلعالم باعتباره ضمانة أساسية تساعد الفرد في تحقيق ذاته وحماية حقوقه من‬
‫خالل املساهمة في كشف الحقائق‪ ،‬وتدعيم قدرة املواطنين على املشاركة في مجتمع ديمقراطي‪ ،‬إذ ال يمكن تصور قيام‬
‫نظام ديمقراطي دون احترام حرية الرأي والتعبير باعتبارها األساس الفلسفي والسياس ي لحرية اإلعالم‪.‬‬
‫إن لإلعالم أهمية كبيرة وأدوار متعددة ومتشابكة‪ ،‬وإنه في انعدام هذه الحرية أو تقييدها سيفقد اإلعالم أهميته‬
‫ويصبح بال جدوى‪ .‬وفي املقابل فإن إطالق عنان اإلعالم كليا قد يؤدي بنتائج سلبية‪ ،‬ويتعدى بذلك على حقوق اآلخرين‪،‬‬
‫ويختل النظام العام للمجتمع والدولة‪ .‬وعلى هذا األساس يبقى قطاع اإلعالم محط تنظيم القانون الداخلي والدولي‪ ،‬أسوة‬
‫بباقي القطاعات اإلنسانية‪ .‬وعليه فإن لحرية اإلعالم دور فاعل في تشكيل الرأي العام لدى املجتمعات اإلنسانية‪ ،‬ولذلك‬
‫يبقى لإلعالم دورا مهما في إدارة مجموعة من السياسات من خالل آلياته الرقابية‪ .‬ومن أهم املجاالت التي يهتم اإلعالم‬
‫بتدبيرها هو ما ظهر غلى مستوى العالم في إطار أزمة كوفيد‪ ،19-‬وبال شك فاإلعالم لعب دورا مهما في مواجهة هذه‬
‫الجائحة‪.‬‬
‫املراجع باللغة العربية‬
‫الكتب‬
‫‪ .1‬أحمد بلمختار منيرة‪ ،‬حرية اإلعالم في الوطن العربي‪ ،‬سلسلة اريد أن أعرف‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار البيضاء‪.2013 ،‬‬
‫‪ .2‬أحمد قران الزهراني‪ ،‬السلطة السياسية واإلعالم في الوطن العربي‪ ،‬سلسلة أطروحات الدكتوراه (‪ ،)13‬مركز دراسات‬
‫الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪.2015 ،‬‬
‫‪ .3‬اشرف رمضان عبد الحميد‪ ،‬حرية الصحافة دراسة تحليلية في التشريع املصري والقانون املقارن‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر‬
‫العربي‪.2004 ،‬‬
‫‪ .4‬أشرف رمضان عبد الحميد‪ ،‬دراسة تحليلية في التشريع املصري والقانون املقارن‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪.2004 ،1‬‬
‫‪ .5‬أشرف فتحي الراعي‪ ،‬حق الحصول على املعلومة دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪ .6‬بالل البرغوثي‪ ،‬الحق في الحصول على املعلومات وواقعه في فلسطين‪ ،‬املركز الفلسطيني للتنمية والحريات‬
‫اإلعالمية‪ ،‬رام هللا‪ ،‬بدون تاريخ طبعة‪.‬‬

‫‪ -1‬بهي الديم حسن‪ ،‬ال حماية ألحد‪ ،‬الحماية االقليمية لحقوق اإلنسان في العالم العربي‪ ،‬في‪ :‬ال حماية ألحد‪ :‬دور جامعة الدول‬
‫العربية في حماية حقوق اإلنسان‪ ،‬سلسلة قضايا اإلصالح (‪ ،)10‬مركز القاهرة لدراسة حقوق اإلنيان‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2‬ص ‪.11‬‬

‫‪27‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ .7‬بهي الديم حسن‪ ،‬ال حماية ألحد‪ ،‬الحماية االقليمية لحقوق اإلنسان في العالم العربي‪ ،‬في‪ :‬ال حماية ألحد‪ :‬دور‬
‫جامعة الدول العربية في حماية حقوق اإلنسان‪ ،‬سلسلة قضايا اإلصالح (‪ ،)10‬مركز القاهرة لدراسة حقوق اإلنيان‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫‪ .8‬بهي الديم حسن‪ ،‬ال حماية ألحد‪ ،‬الحماية االقليمية لحقوق اإلنسان في العالم العربي‪ ،‬في‪ :‬ال حماية ألحد‪ :‬دور‬
‫جامعة الدول العربية في حماية حقوق اإلنسان‪ ،‬سلسلة قضايا اإلصالح (‪ ،)10‬مركز القاهرة لدراسة حقوق اإلنيان‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫‪ .9‬جهان احمد رشتي‪ ،‬نظم االتصال في الدول النامية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫حسن محمد هند‪ ،‬النظام القانوني لحرية التعبير الصحافة والنشر‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬ ‫‪.10‬‬
‫‪ .11‬حميد محسن‪ ،‬التنمية والتخطيط اإلعالمي في العراق‪ ،‬دار الرشيد للنشر‪ ،‬ط ‪.1979 ،1‬‬
‫راسم محمد الجمال‪ ،‬االتصال واإلعالم في الوطن العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪.1991 ،‬‬ ‫‪.12‬‬
‫رشاد توام‪ ،‬التنظيم القانوني لحرية اإلعالم في فلسطين‪ ،‬املركز الفلسطيني للتنمية والحريات اإلعالمية‪،‬‬ ‫‪.13‬‬
‫فلسطين‪ ،‬ديسمبر ‪.2011‬‬
‫‪ .14‬سعدى محمد الخطيب‪ ،‬العوائق أمام حرية الصحافة في العالم العربي‪ :‬دراسة تحليلية للعوائق القانونية‬
‫والسياسية واالجتماعية واالقتصادية والدولية‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.2008 ،‬‬
‫‪ .15‬سعدى محمد الخطيب‪ ،‬العوائق أمام حرية الصحافة في العالم‪ :‬دراسة تحليلية للعوائق القانونية والسياسية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية والدولية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.2008 ،1‬‬
‫‪ .16‬عبد العزيز لعروس ي‪ ،‬حقوق اإلنسان باملغرب‪ :‬مالءمات دستورية وقانونية‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬املجلة‬
‫املغربية لإلدارة املحلية والتنمية‪ ،‬الطبعة األولى‪.2018 ،‬‬
‫عصام الدين محمد حسن‪ ،‬سمات املشهد اإلعالمي الراهن‪ ،‬في‪ :‬اإلعالم في العالم العربي بين التحرير وإعادة‬ ‫‪.17‬‬
‫انتاج الهيمنة‪ ،‬سلسلة قضايا االصالح (‪ ،)15‬مركز القاهرة لدراسة حقوق اإلنسان‪ ،‬القاهرة‪.2011 ،‬‬
‫‪ .18‬عماد عبد الحميد النجار‪ ،‬النقد املباح‪ ،‬دار النهضة العربية‪.1977 ،‬‬
‫عيس ى عبد الباقي‪ ،‬وسائل اإلعالم والتحول الديمقراطي دراسة في األدوار املهنية والوظيفية‪ ،‬دار الجوهر للنشر‬ ‫‪.19‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.2015 ،1‬‬
‫فهد بن عبد الرحمان الشميمري‪ ،‬التربية اإلعالمية كيف نتعامل مع اإلعالم؟‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة امللك فهد الوطنية‬ ‫‪.20‬‬
‫للنشر‪ ،‬الرياض‪.2010 ،‬‬
‫‪ .21‬مارتن شودري‪ ،‬نظم اإلعالم املقارن‪ ،‬الدار الدولية للنشر والتوزيع‪.1990 ،‬‬
‫‪ .22‬محمد أمين امليداني‪ ،‬دراسة في الحماية االقليمية لحقوق اإلنسان‪ ،‬منشورات مركز املعلومات والتأهيل لحقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬الطبعة ‪.2012 ،2‬‬
‫‪ .23‬محمود يوسف السماسيري‪ ،‬فلسفات اإلعالم املعاصر قراءة في ضوء املنظور اإلسالمي‪ ،‬املعهد العالي للفكر‬
‫اإلسالمي‪ ،‬فرجينيا‪ ،‬ط‪.2008 ،1‬‬
‫‪ .24‬مزار أيوب‪ ،‬حرة الرأي والتعبير‪ /‬مؤسسة الحق‪ ،‬رام هللا‪.2001 ،‬‬
‫االطروحات والرسائل‬
‫‪ .1‬احمد وافي‪ ،‬اآلليات الدولية لحماية حقوق اإلنسان ومبدأ السيادة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪ 1‬كلية الحقوق‪.2011-2010 ،‬‬

‫‪28‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ .2‬رحال سهام‪ ،‬حدود الحق في حرية التعبير في القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاجستير في العلوم‬
‫القانونية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة لحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.2011-2010 ،‬‬
‫‪ .3‬عبد الجبار الرشيدي‪ ،‬عالقة الدولة باإلعالم‪ :‬دينامية الصراع والتحول‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون‬
‫العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية باملحمدية جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء‪.2016 ،‬‬
‫‪ .4‬قادري أحمد حافظ‪ ،‬العالم الثالث والقانون الدولي لإلعالم‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق جامعة الجزائر ‪.2011-2010 ،1‬‬
‫‪ .5‬هيفاء أحمد املعش ي‪ ،‬دور الصحافة اليمنية في التنمية السياسية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلية اإلعالم‪،‬‬
‫جامعة القاهرة‪.2004 ،‬‬
‫املو اقع االلكترونية‬
‫‪ .1‬جنادي نسرين‪ ،‬الحق في اإلعالم ضمن املواثيق الدولية واإلقليمية‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية املقارنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،1‬ص ‪https://www.asjp.cerist.dz/en/article/6768 .127‬‬
‫‪ .2‬دراسة حول حرية اإلعالم في مصر وفي دول أخرى‪ ،‬دراسة قانونية مقارنة‪ ،‬مؤسسة حرية الفكر والتعبير الصادرة في‬
‫شهر فبراير ‪www.aftcegypt.org .2013‬‬
‫‪ .3‬عادل رشيدي‪ ،‬حرية التعبير‪ ...‬إشكالية الفهم وحدود التطبيق‪ ،‬مقال منشور بتاريخ ‪.2020/11/10‬‬
‫‪https://banassa.com/notmob/54347.html‬‬
‫‪ .4‬علي كريمي‪ ،‬حق الوصول إلى املعلومات من خالل القانون الدولي‪ ،‬دراسة منشورة في موقع املركز املغربي لدراسات‬
‫واألبحاث في حقوق اإلنسان واإلعالم بتاريخ ‪ 10‬ماي ‪www.maroc.reunis.fr .2013‬‬
‫‪ouvrages‬‬
‫‪livres‬‬
‫‪1. C. G. Christians, etal, Media ethicsk cases and Reasoning, Longman, New york, 2ème 2dition, 1987.‬‬
‫‪2. R. Barbrook, Media freedom, the contradiction of communication in the age modernity phito press,‬‬
‫‪London, 1995.‬‬

‫‪29‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫تقييم األطباء لدوروسائل اإلعالم الليبية في نشرالتوعية الصحية بمخاطرمرض السرطان‬


‫(دراسة ميدانية)‬
‫‪Doctors' evaluation of the role of the Libyan media in spreading health awareness‬‬
‫‪about cancer‬‬
‫)‪(Empirical Study‬‬
‫نوري علي محمد بالحاج‬
‫استاذ جامعي‪/‬قسم اإلعالم‬
‫جامعة صبراتة ‪ /‬ليبيا‬
‫‪norinoriali81@gmail.com‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫يهدف البحث للوقوف على تقييم األطباء للدور اإلعالمي واالتصالي واإلنساني الذي يلعب دورا رئيسيا في تغيير السلوكيات الصحية‬
‫واالرتقاء بالثقافة الصحية لدى املجتمع‪ ،‬والتركيز على تقييم األطباء لدور هذه الوسائل اإلعالمية املختلفة؟‬
‫وركز الباحث على معرفة األشكال والقوالب والبرامج التوعوية املستخدمة من قبل الوسائل اإلعالمية‪ ،‬وكذلك الوقوف على مدى‬
‫اهتمام هذه الوسائل االتصالية في نشر التوعية الصحية‪ ،‬خاصة وان أعداد مرض ى األورام في ازدياد مستمر كل عام من مختلف الفئات‬
‫العمرية من خالل دراسة ميدانية (استمارة استبيان)‪ ،‬لقياس وتقييم هذا الدور التوعوي تستهدف كافة العناصر الطبية بمركز عالج األورام‬
‫بمدينة صبراتة الليبية‪ ،‬واعتمد الباحث في بحثه على املنهج الوصفي تحقيقا ألهداف البحث وللحصول على البيانات املطلوبة‪،‬كما إن أهمية‬
‫مثل هذه الدراسات من شأنها املساهمة في خلق توعية مجتمعية ‪،‬واالهتمام بنوعية البرامج التوعوية وحجم متابعتها ومعرفة األسباب‬
‫الرئيسية لإلصابة بمرض السرطان وطرق الوقاية منه‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬وسائل اإلعالم الليبية‪ ،‬التوعية الصحية‪ ،‬مرض السرطان‪.‬‬
‫‪Summary:‬‬
‫‪The research aims to find out the doctors ’evaluation of the media, communication and humanitarian role that plays a major‬‬
‫‪role in changing health behaviors and promoting healthy culture in society, and focusing on doctors’ evaluation of the role‬‬
‫‪?of these various media outlets‬‬
‫‪The researcher focused on knowing the forms, templates, and awareness programs used by the media, as well as standing‬‬
‫‪on the interest of these communication methods in spreading health awareness, especially since the number of patients‬‬
‫‪with tumors is constantly increasing every year from different age groups through a field study (questionnaire form), To‬‬
‫‪measure and evaluate this educational role targeting all medical elements at the Oncology Center in the Libyan city of‬‬
‫‪Sabratha, and the researcher relied in his research on the descriptive approach to achieve the objectives of the research and‬‬
‫‪to obtain the required data, and the importance of such studies would contribute to creating community awareness, and‬‬
‫‪paying attention to the quality and volume of awareness programs Follow up and know the main causes of cancer and ways‬‬
‫‪.to prevent it‬‬
‫‪Key words: Libyan media, health awareness, cancer‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ُ‬
‫إن وسائل اإلعالم هي جزء ال يتجزأ من حياة األفراد والجماعات ‪،‬والتي تقوم بأدوار هامة تسهم في استقرار حياة‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫املجتمع وتثقيفه صحيا وطبيا ‪ ،‬لتغيير سلوكه نحو عادات صحية سليمة ‪ ،‬من خالل تنفيذ احتياجاته وتلبية رغباته وفق‬

‫‪30‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫تشد االنتباه إلى قضايا محددة تعمل على توسيع مداركهم وقدراتهم الفكرية وآفاقهم الثقافية واملعرفية‬ ‫وظائف وأدوار ّ‬
‫ُ‬
‫وتهيء لهم مناخا صحيا مالئما ‪ ،‬من شأنها أن تؤدي إلى تغيير السلوك الصحي ‪ ،‬وصوال الى الوقاية منه وحفظ حياة الناس‬
‫وهو مطلب يسعى الجميع لتحقيقه ‪ ،‬وهذا ما عززه تعريف منظمة الصحة العاملية بأن "الصحة هي حالة اكتمال السالمة‬
‫بدنيا وعقليا واجتماعيا ‪ ،‬ال مجرد انعدام املرض أو العجز ‪1.‬‬

‫وانطالقا من أن اإلعالم هو عملية تهدف إلى نقل وتوصيل األخبار واملعلومات والحقائق واألفكار حول قضية ما أو‬
‫حدث معين بقصد اإلخبار والتعريف بما يجري أو حتى بهدف التأثير في سلوك األفراد أو تعديله أو تغييره ‪2.‬‬
‫ُ‬
‫ورغم األدوار املناطة بالوسائل اإلعالمية من ترفيه وتثقيف وتسلية فإن لها دور بارز ورئيس ي وهو التوعية ووقاية‬
‫ُ‬
‫املجتمع من خطر اإلصابة باألمراض ومخاطرها ومضاعفاتها عبر الوسائل اإلعالمية املتاحة‪ ،‬ووفق خطط وسياسات‬
‫إعالمية يتم تنفيذها على الواقع لنشر الثقافة الصحية‪ ،‬وسبل الوقاية منها وتوعية كافة شرائح املجتمع بخطورة هذا‬
‫املرض (األورام)‪.‬‬
‫إشكالية البحث‪:‬‬
‫هما شاغال للباحثين‪ ،‬ملعرفة من أين نبدأ"‪ ،3‬وتعرف املشكلة" بأنها تلك الحالة التي‬ ‫"يعد اختيار مشكلة البحث ّ‬ ‫ّ‬
‫تؤدي إلى االحساس بالقلق حيال أمر ما نتيجة وجود تناقض بين ما هو واقع فعال وما يجب أن يكون "‪ ،4‬وتعاني ليبيا‬
‫كغيرها من دول العالم انتشارا كبيرا وتزايد في تسجيل عدد الحاالت املصابة بكافة انواع السرطانات حسب اإلحصائيات‬
‫الصادرة عن املعهد القومي لعالج االورام بمدينة صبراتة الليبية موضوع البحث‪ ،‬األمر الذي يتطلب إلى تكافل جميع فئات‬
‫القيم التوعوية في مخاطبة‬ ‫تحمل مسؤولياتها‪ ،‬وخاصة املؤسسات اإلعالمية لترسيخ ّ‬ ‫املجتمع واملؤسسات الحكومية إلى ّ‬
‫مختلف الشرائح على اختالف مستوياتهم التعليمية‪.‬‬
‫ولقد اصبح اإلعالم بمختلف وسائله اليوم يؤدي دورا رئيسيا للرفع من مستوى الصحة العامة في املجتمع‪ ،‬فقد‬
‫ُ‬
‫اعتبره العلماء واالطباء بأنه الوسيلة الفعالة والرئيسية التي تساهم في توعية املجتمع وتحسين مستوى صحته‪ ،‬من خالل‬
‫استخدام وسائل االتصال املختلفة كاإلذاعتين املرئية واملسموعة واإلعالم اإللكتروني‪ ،‬والذي تمثل شبكات التواصل‬
‫االجتماعي جزءا منه‪،5.‬ويمكن القول بأن هناك العديد من العوامل الحاسمة التي تقع خارج نطاق قطاع الصحة لعل‬
‫أهمها وابرزها غيبا الوعي الصحي لدى مختلف أفراد املجتمع‪6.‬‬
‫ّ‬
‫إذ أن الوعي الصحي يؤدي إلى حماية مختلف افراد املجتمع من االصابة باألمراض املختلفة ‪ ،‬بل يؤدي إلى تمتعهم‬
‫مخاض سياس ي وعسكري‬ ‫ّ‬ ‫بالصحة الجيدة عقليا وجسميا‪ ،7‬واملتابع لوسائل إعالمنا اليوم وخاصة في ليبيا وما تشهده من‬

‫‪ -1‬منظمة الصحة العاملية‪ ،‬الوثائق األساسية ‪ ،2001،‬جنيف‪ ،‬ط‪.43‬‬


‫‪ -2‬محمد أبو سمة‪ ،‬اإلعالم الطبي والصحي‪ ،‬دار الراية للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ ،‬ط‪ ، 2010 ، 1‬ص ‪. 29‬‬
‫‪ -3‬شيماء ذو الفقار زغيب‪ ،‬مناهج البحث واالستخدامات اإلحصائية في الدراسات اإلعالمية‪ ،‬الدار املصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪30‬‬
‫‪ - 4‬مختار ابوبك‪ ،‬أسس ومناهج البحث العلمي ‪ ،‬نيولينك للنشر والتدريب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪ ، 2016 ،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪ - 5‬بسام عبد الرحمن املشاقبة ‪ ،‬اإلعالم الصحي ‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ ،‬ط‪ ، 2012 ، 1‬ص ‪. 91‬‬
‫‪ - 6‬جمال الجاسم املحمود‪ ،‬دور اإلعالم في تحقيق التنمية والتكامل االقتصادي العربي‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية‬
‫والقانونية‪ ،‬املجلد ‪ ،20‬العدد ‪ ، 2004 ،2،‬ص ‪. 257‬‬
‫‪ - 7‬مالك شعباني‪ ،‬دور اإلذاعة املسموعة في نشر الوعي الصحي لدى الطالب الجامعي‪ ،‬دراسة ميدانية بجامعتي قسنطينة وسكرة‪،‬‬
‫رسالة دكتوراة في علم اجتماع التنمية ‪ ،‬قسم علم االجتماع والديمغرافيا ‪ ،‬كلية العلوم االنسانية والعلوم االجتماعية ‪ ،‬جامعة‬
‫منتوري‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2006 ،‬ص ‪. 222‬‬

‫‪31‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫طيلة السنوات املاضية يالحظ بكل دقة تدني جودته ومضمونه خاصة فيما يتعلق بمستوى التوعية الصحية لألمراض‬
‫الخطيرة (كاألورام)‪ ،‬والتي أدت بحياة كثير من املواطنين بمختلف األعمار ‪ ،‬الناتج عن غياب التوعية بهذا املرض وخطورته‬
‫وطرق الوقاية منه‪ ،‬واقتصرت برامج التوعية على لقاءات ومداخالت ومقاالت وفق مناسبات معينة فقط‪ ،‬االمر الذي‬
‫يدعو الى البحث والدراسة واالهتمام بهذا امللف إلزدياد عدد الحاالت املصابة بهذا املرض وفق االحصائيات الرسمية‬
‫للمعهد القومي لعالج االورام طيلة السنوات املاضية‪ ،‬وكذلك ندرة اإلمكانيات والوسائل العالجية مؤخرا وسط الظروف‬
‫االقتصادية التي تمر بها البالد‪.‬‬
‫إن تحديد اإلشكالية هو"تحديد وتركيز للجهد الذي يقوم به الباحث في دراسته‪ ،‬بحيث تكون املشكلة املحددة‬
‫للسير بسالم في طريق البحث العلمي"‪ ،1‬ولذلك فإن الشعور باملشكلة أو بوجودها‪،‬‬ ‫تحديدا دقيقا مرشدا وموجها للباحث ّ‬
‫هو الحافز للعقل البشري على البحث واالستقصاء‪ ،‬وتتمثل املرحلة األولى للبحث في صياغة إشكالية البحث بوضوح أي"‬
‫وضع إشكالية البحث في صورة يتمكن العقل البشري من فهمها وربط املتغيرات التي تتكون منها ‪ ..‬مما يسهل عملية تحليلها‬
‫وتفسير دالالتها"‪ ،2‬وعليه يرتكز هذا البحث على الجانب التوعوي لهذه الوسائل من وجهة نظر أطباء املعهد القومي لعالج‬
‫االورام بصبراتة ‪ ،‬لإلجابة على التساؤل الرئيس ي للبحث وهو ما تقييم األطباء لدوروسائل اإلعالم الليبية في نشرالتوعية‬
‫الصحية بمخاطرمرض السرطان ؟‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تضفي أهمية البحث كلما زاد ارتباطه بدراسة الواقع ومشكالته وتقديم مقترحات الحلول له ‪ ،‬وعليه فإن بحوث‬
‫ٌ‬
‫اإلعالم تؤدي دورا رئيسيا في كافة الجوانب الخاصة باملمارسة اإلعالمية‪3،‬وتأسيسا على أهمية ودور وسائل اإلعالم في نشر‬
‫الوعي الصحي وزيادة نسبة الثقافة باملجتمع وتعرض كافة شرائح املجتمع ملختلف الوسائل اإلعالمية‪ ،‬يأتي هذا البحث‬
‫للتعرف على دور هذه الوسائل وتقييمها من قبل شريحة األطباء العاملين باملعهد القومي لعالج االورام بمدينة صبراتة‬
‫الليبية ‪.‬‬
‫يحاول الباحث في هذا البحث الوقوف على تقييم األطباء باملعهد القومي لعالج االورام بصبراتة لوسائل اإلعالم‬
‫الليبية‪ ،‬والدور الذي تلعبه هذه الوسائل لنشر الثقافة الصحية خاصة مرض ى االورام ومستوى التوعية والثقافة‬
‫الصحية لكافة شرائح املجتمع‪ ،‬والوقوف على نوعية البرامج التوعوية‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫يسعى البحث إلى تحقيق جملة من األهداف تتركز في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الوقوف على املستوى التوعوي الصحي ملرض ى األورام‪.‬‬
‫‪ -2‬التعرف على حجم اهتمام وسائل اإلعالم الليبية بالتوعية بمرض األورام‪.‬‬
‫‪ -3‬التعرف على طبيعة العالقة بين املتخصصين في مجال األورام ووسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -4‬الوقوف على تقييم األطباء لدور وسائل اإلعالم في نشر التوعية الصحية‪.‬‬
‫تساؤالت البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬ما هو تقييم األطباء لدور وسائل اإلعالم خاصة فيما يتعلق بنشر الوعي الصحي؟‬
‫‪ -2‬ما هي أبرز الوسائل االعالمية التي لها دور في نشر التوعية الصحية من وجهة نظر األطباء؟‬

‫‪ -1‬السيد أحمد مصطفى‪ ،‬البحث اإلعالمي‪ ،‬مفهومه وإجراءاته ومناهجه‪ ،‬منشورات جامعة قار يونس‪ ،‬ليبيا ‪ ،‬ط‪ ، 1994 ، 1‬ص‬
‫‪110‬‬
‫‪ -2‬عادل عبد الجواد ‪ ،‬إعداد البحث العلمي ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ط‪ ، 2008 ، 1‬ص ‪. 67-66‬‬
‫‪-3‬سمير محمد حسين‪ ،‬دراسات في مناهج البحث العلمي‪ ،‬بحوث اإلعالم‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ، 2006،‬ص ‪. 17‬‬

‫‪32‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪-3‬ما طبيعة العالقة بين املتخصصين في مجال عالج األورام وبين وسائل اإلعالم‪ ،‬فيما يتعلق بالتوعية والتثقيف الصحي؟‬
‫ّ‬
‫وجدت؟‬ ‫‪ -4‬على ماذا تركزت برامج التوعية في وسائل اإلعالم إن‬
‫منهجية البحث‪:‬‬
‫ويقصد باملنهجية مجموعة اإلجراءات واألساليب املتبعة في جمع املعلومات والبيانات املتعلقة بموضوع البحث‪،‬‬
‫والتي من خاللها يسير الباحث للوصول إلى نتائج وتفسيرات تحقق أهداف البحث‪ ،‬وتعرف دائرة املعارف البريطانية‬
‫املنهجية بأنها"مصطلح عام ملختلف العمليات التي ينص عليها أي علم ويستعين بها في دراسة الظاهرة الواقعة في مجال‬
‫اختصاصه‪ ،‬وهذا يؤكد وحدة املنهج العلمي باعتباره طريقة تفكير يعتمد عليها في تحصيل املعرفة‪ ،‬وبالتالي يكون املنهج‬
‫العلمي ضرورة للبحث العلمي "‪1،‬ومن هذا املنطلق وعلى اعتبار أن املناهج العلمية أدوات قياس وجمع البيانات تستخدم‬
‫مع كل املناهج ‪ ،‬والتي تعتبر بمثابة الوسائل التي يعتمد عليها الباحث في قياس املتغيرات أو جمع البيانات عنها بشكل‬
‫منهجي‪2،‬لذلك فقد اعتمد الباحث في بحثه على املنهج الوصفي تحقيقا ألهداف البحث وللحصول على البيانات املطلوبة‪،‬‬
‫من خالل مجموعة اإلجراءات الدراسية التي تتكامل لوصف الظاهرة اعتمادا على الحقائق والبيانات‪ ،‬وتحليلها تحليال‬
‫قيد البحث والتحليل‪3،‬ويهدف‬ ‫كافيا ودقيقا الستخالص داللتها والوصول الى نتائج وتعميمات عن الظاهرة واملوضوع ّ‬
‫املنهج الوصفي إلى جمع بيانات على ظاهرة او موضوع اجتماعي وتحليل ما تم جمعه بطريقة موضوعية والتعرف على‬
‫العوامل املؤثرة على الظاهرة‪4.‬‬

‫مجتمع وعينة البحث‪:‬‬


‫يمثل حجم املجتمع عامال أساسيا في إجراء اختيارات العينة ‪ ،‬ويتعين أن يؤخذ تجانس أو تباين املجتمع في‬
‫وتعد العينة "ذلك الجزء من املجتمع التي يجري اختيارها وفق قواعد وطرق علمية‬ ‫االعتبار عند إجراء اختبا ات العينة‪ّ 5.‬‬
‫ر‬
‫‪ ،‬بحيث تمثل املجتمع تمثيال صحيحا"‪6،‬وتتمثل عينة البحث في الكادر الطبي بمختلف التخصصات في املعهد القومي‬
‫ُ‬
‫لعالج االورام بمدينة صبراتة الليبية والتي بلغ عددها (‪ ) 20‬طبيبا وطبيبة يعملون في االقسام الطبية باملعهد ‪.‬‬
‫أدوات البحث‪:‬‬
‫حل مشكلة‪ ،‬من خالل توظيف تلك األدوات‬ ‫تعرف أدوات البحث بأنها الوسيلة التي يستطيع الباحث من خاللها ّ‬
‫لخدمة بحثه بما يتناسب مع املشكلة املطروحة‪.‬‬
‫ويعد االستبيان أحد ادوات املسح املهمة لجمع البيانات املرتبطة بموضوع البحث من خالل إعداد مجموعة من‬ ‫ّ‬
‫األسئلة املكتوبة يقوم املبحوث باإلجابة عنها بنفسه ‪ ،‬وهو أداة للحصول على الحقائق وتجميع البيانات عن الظروف‬

‫‪ -1‬مصطفى عمر التير‪ ،‬مقدمة في مباديء وأسس البحث االجتماعي‪ ،‬الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع واإلعالن‪ ،‬ليبيا‪ ،1981 ،‬ص‬
‫‪.17‬‬
‫‪-2‬سعد سلمان املشهداني ‪ ،‬مناهج البحث اإلعالمي ‪ ،‬دار الكتاب الجامعي ‪ ،‬اإلمارات ‪ ،‬ط‪ ، 2017 ، 1‬ص ‪. 23‬‬
‫‪ -3‬أحمد بن مرسلي ‪ ،‬مناهج البحث العلمي في علوم اإلعالم واالتصال ‪ ،‬الساحة املركزية للنشر ‪ ،‬عكنون ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ط‪، 2003 ، 1‬‬
‫ص ‪. 12‬‬
‫‪ -4‬محمد عبيدات وآخرون‪ ،‬منهجية البحث العلمي‪ ،‬القواعد واملراحل والتطبيقات‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪، 1999 ، 2‬‬
‫ص ‪. 46‬‬
‫‪ -5‬تأليف ‪ :‬جوني دانييل ‪ ،‬ترجمة ‪ ،‬طارق عطية عبد الرحمن ‪ ،‬أساسيات اختيار العينة في البحوث الوصفية ‪ ،‬منشورات معهد‬
‫اإلدارة ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬السعودية ‪ ، 2016 ،‬ص ‪. 41‬‬
‫‪ -6‬عبد املجيد لطفي‪ ،‬علم االجتماع‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1976 ،7‬ص ‪.353‬‬

‫‪33‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫ويعد االستبيان من ابرز االدوات في جمع املعلومات ملا يتميز به عن األدوات األخرى‪ ،‬وذلك‬ ‫واألساليب القائمة بالفعل ‪ّ 1.‬‬
‫محل الدراسة‪،‬والتي استخدمها الباحث ووزعها عشوائيا على العينة املستهدفة‬ ‫لسهولته في جمع البيانات على الظاهرة ّ‬
‫ّ‬
‫والتي بلغت ‪ 20‬طبيبا وطبيبة ‪.‬ويعرف االستبيان بأنه عبارة عن جملة من االسئلة يقدمها الباحث مباشرة الى املبحوث‬
‫لجمع البيانات املتعلقة بموضوع البحث ‪ ،‬وهو من أكثر األدوات انتشارا واستخداما خاصة في البحوث الوصفية‪2،‬ومن‬
‫أهم األدوات التي اعتمد عليها الباحث استمارة االستبيان والتي استخدمها الباحث للحصول على بيانات ومعلومات غير‬ ‫ّ‬
‫مدونة في السجالت أو االحصائيات الرسمية واملتعلقة بأحوال املبحوثين واتجاهاتهم ودوافعهم أو معتقداتهم‪3،‬بعد‬
‫عرضها وتحكيمها وإضافة بعض التعديالت عليها من قبل أساتذة متخصصين قبل توزيعها على املبحوثين ‪.‬‬
‫حدود البحث‪:‬‬
‫الحدود املكانية‪ :‬وهي املجال املكاني الذي تم فيه توزيع االستبيان الخاص بالبحث وهو املعهد القومي لعالج االورام‬
‫بمدينة صبراتة الليبية الواقعة غرب العاصمة طرابلس بمسافة تصل إلى ‪ 60‬كيلو متر‪.‬‬
‫ُ‬
‫الحدود الزمانية‪ :‬وهي املجال الزماني لهذا البحث واملمتد في الفترة من ‪ 2021-1-1‬إلى ‪.2021-3-10‬‬
‫الحدود البشرية‪ :‬اقتصر البحث على الكادر الطبي الذي يعمل في مختلف التخصصات الطبية في االقسام داخل املعهد‬
‫القومي لعالج األورام بمدينة صبراتة‪.‬‬
‫اإلطاراملعرفي للبحث‪:‬‬
‫اإلعالم الصحي‪:‬‬
‫إن وسائل اإلعالم تلعب دورا محوريا في تشكيل الوعي لدى املجتمعات خصوصا‪ ،‬فيما يتعلق باملعلومات‬
‫الصحيحة لتعزيز دورها املعرفي للمتلقين‪ ،‬حيث يشكل الوعي الصحي لدى األفراد حجر األساس في أنماط سلوكياتهم‬
‫اليومية‪ ،‬وبالتالي فإن وسائل اإلعالم املختلفة لها دور جوهري في بناء األفراد وتكوينهم من خالل ما تقدمه من معلومات‬
‫ّ‬
‫يمكن االعتماد عليها وفق مضامين ورسائل تجذب الجمهور املتلقي‪.‬‬
‫ويقصد باإلعالم هو "نشر األفكار واألخبار واآلراء عن طريق وسائل إعالمية مختلفة‪ ،‬فهو ذلك العلم الذي يدرس‬
‫الظاهرة االجتماعية املتمثلة في تواصل الجماهير ببعضهم البعض‪ ،‬حيث تعتمد هذه الظاهرة على منهج تجريبي وتقوم‬
‫على تكوين الفروض وإجراء التجارب والقياس"‪4.‬‬

‫وفي تعريف آخر هو " تزويد الناس باملعلومات السليمة والحقائق الثابتة عن مواضيع تتعلق بصحتهم لتوعيتهم‬
‫بمخاطر املشكالت الصحية‪ ،‬وتوجيههم في كيفية مواجهة تلك املشكالت‪ ،‬بهدف املحافظة على صحة األفراد واملجتمعات‬
‫باستخدام وسائل وأساليب االتصال املختلفة"‪5،‬وتتمثل وسائل اإلعالم اليوم في اإلذاعة والتلفزيون والصحافة ومواقع‬
‫التواصل االجتماعي باعتبارها فرضت نفسها على املجتمع‪ ،‬وهي ذاتها تتصف بنفوذ قوي وتأثير كبير في تغيير السلوك لدى‬
‫ّ‬
‫مختلف شرائح املجتمع‪ ،‬والتي يجب توظيفها التوظيف األمثل لبث املحاضرات والندوات والبرامج التثقيفية املوجهة‬

‫‪ -1‬عصام حسن الدليمي ‪ ،‬علي عبد الرحيم صالح ‪ ،‬البحث العلمي ‪ ،‬أسسه ومناهجه ‪ ،‬دار الرضون للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪،‬‬
‫األردن ‪ ،‬ط‪ ، 2014 ، 1‬ص‪. 91‬‬
‫‪-2‬بلقاسم سالطينية ‪ ،‬الجيالني حسن ‪ ،‬أسس البحث العلمي ‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ط‪ ، 2007 ، 1‬ص‪. 77‬‬
‫‪ -3‬وهيب مجيد الكبيس ي ‪ ،‬يونس صالح الجنابي ‪ ،‬طرق البحث في العلوم السلوكية ‪ ،‬وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫‪ ، 1997‬ص‪. 107‬‬
‫‪ -4‬بسام عبد الرحمن املشاقبة‪ ،‬نظريات اإلعالم‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2014 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ -5‬هاشم أحمد الحمامي‪ ،‬اإلعالم الصحي في التلفزيون‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية‪ ،‬العدد ‪ ،16‬جانفي ‪ ،2016‬ص‪.12‬‬

‫‪34‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫لتشكيل آراء الناس وسلوكهم‪ ،‬وبالتالي تزداد وتترسخ الثقافة التوعوية لديهم من خالل هذه الوسائل املصاحبة لهم في‬
‫أغلب األوقات‪.‬‬
‫اإلعالم والتوعية الصحية‪:‬‬
‫تمثل التوعية أحد أهم الركائز األساسية التي تقوم عليها وسائل اإلعالم املختلفة‪ ،‬فهي ذلك األسلوب الحديث‬
‫الذي يهدف الى رفع درجة ومستوى الوعي والثقافة‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بصحة وسالمة اإلنسان‪.‬‬
‫لم تشهد اهتمام بهذا‬ ‫ولعل ما دفع الباحث إلى البحث في هذا املجال هو مالحظته بأن وسائل اإلعالم في ليبيا ّ‬ ‫ّ‬
‫الجانب التوعوي الصحي‪ ،‬خاصة وأن أعداد مرض ى األورام بمختلف أشكالها في تزايد كل سنة عن السنة التي سبقتها‪.‬‬
‫"إن ثنائية اإلعالم والصحة تمثل القاعدة التي يتأسس عليها الوضع الصحي في عصرنا هذا ‪ ،‬فالصحة مطلب‬
‫إنساني مشروع ‪ ،‬واإلعالم هو الوعاء املالئم الذي يساهم في الترويج لهذا املطلب اإلنساني‪ ،‬والتأكيد عليه على أرض‬
‫الواقع"‪1.‬‬

‫وألجل تحقيق أهداف اإلعالم الصحي البد من وسائل يصل فيها الى الجمهور مثل وسائل االتصال الجماهيرية‪،‬‬
‫ووسائل االتصال الشخصية‪ ،‬والكتيبات وامللصقات؛ وغيرها‪ ،‬وأساليب تؤثر فيهم وتقنعهم على قبول مضامين الرسائل‬
‫اإلعالمية التي تهدف إلى التوعية الصحية‪2.‬‬

‫ويمكن القول أن املساهمة في نشر وزيادة الوعي الصحي لدى أفراد املجتمع من األهداف السامية لوسائل اإلعالم‪،‬‬
‫على اعتبار أن التمتع بالصحة ّ‬
‫أهم أولويات الناس‪.‬‬
‫أهمية التوعية الصحية‪:‬‬
‫ّ‬
‫تعرف التوعية الصحية بأنها "مجموع األنشطة التواصلية واإلعالمية والتربوية الهادفة إلى خلق وعي صحي الطالع‬
‫الناس على واقع الصحة ‪ ،‬وتحذيرهم من مخاطر االوبئة واألمراض املحدقة باإلنسان من أجل تربية فئات املجتمع على‬
‫القيم الصحية‪ ،‬والوقائية املنبثقة من عقيدة املجتمع ومن ثقافته‪3،‬وترتكز التوعية الصحية على تمكين األفراد من‬ ‫ّ‬
‫التمتع بنظرة صحية تساعدهم على تغيير الظواهر الصحية وتجعلهم قادرين على البحث عن أسباب املرض وعللها‪ ،‬بما‬
‫يمكنهم من تجنبها والوقايةمنها‪ ،‬كما تمثل التوعية املخزون املعرفي الذي يستند عليه أفراد املجتمع وتوظيفه وقت‬
‫الحاجة في اتخاذ قرارات صائبة إزاء ما يعترضهم من مشكالت صحية‪4.‬‬

‫*عرض وتحليل النتائج‪:‬‬


‫*جدول رقم (‪ )1‬يوضح الجنس‪:‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫النوع‬

‫‪%35‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ذكر‬

‫‪-1‬دربال كريمة‪ ،‬دور الحمالت اإلعالمية التوعوية في نشر ثقافة الكشف املبكر عن سرطان الثدي‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪،‬‬
‫جامعة موالي الطاهر سعيدة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2018- 2017 ،‬ص‪. 45‬‬
‫‪ -2‬هاشم أحمد الحمامي‪ ،‬اإلعالم الصحي في التلفزيون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪-3‬توفيق أحمد خوجة‪ ،‬الرعاية الصحية األولية‪ ،‬تريخ وانجازات ومستقبل‪ ،‬مطابع الفرزدق‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪ ،2001 ،‬ص‪.57‬‬
‫‪-4‬محمد الزكري‪ ،‬جهود الصحافة في نشر املعرفة الصحية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة اإلمام محمد بن سعود‬
‫اإلسالمية‪ ،‬السعودية‪ ،2007 ،‬ص‪.54‬‬

‫‪35‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪%65‬‬ ‫‪13‬‬ ‫أنثى‬

‫‪%100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫املجموع‬

‫يتضح من خالل الجدول رقم (‪ )1‬أن أغلب األطباء العاملين‬


‫باملعهد القومي لعالج االورام بصبراتة كان من فئة اإلناث بنسبة ‪ %65‬في حين بلغت نسبة األطباء الذكور ‪ %35‬وهذا‬
‫يعطي مؤشر أن فئة اإلناث يصعب عليها التواصل مع وسائل اإلعالم املختلفة للمشاركة في تقديم وإعداد برامج التوعية‬
‫الصحية‪.‬‬
‫* جدول رقم (‪ )2‬يوضح الفئة العمرية‪:‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئة العمرية‬

‫‪%45‬‬ ‫‪9‬‬ ‫من ‪24‬إلى ‪34‬‬

‫‪%40‬‬ ‫‪8‬‬ ‫من ‪ 35‬إلى ‪44‬‬

‫‪%15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫من ‪ 45‬إلى ‪54‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫من ‪ 54‬فما فوق‬

‫‪%100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫املجموع‬

‫يتبين من خالل الجدول رقم (‪ ،)2‬أن ما نسبته ‪ %45‬من العاملين بمركز االورام صبراتة تتراوح أعمارهم ما بين ‪-24‬‬
‫‪ 34‬سنة‪ ،‬تلتها الفئة من ‪ 44-35‬بنسبة ‪ ،%40‬وبلغت نسبة الفئة من ‪ ،%15 ،54 – 45‬في كانت الفئة العمرية من ‪ 54‬فما‬
‫فوق صفر‪ ،‬وهذا يؤكد أن غالبية األطباء العاملين باملعهد القومي لعالج االورام هم خريجون جدد تنقصهم الكثير من‬
‫الخبرة الكافية‪.‬‬
‫* جدول رقم (‪ )3‬يوضح فئة املؤهالت العلمية‪:‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫املؤهالت العلمية‬

‫‪%80‬‬ ‫‪16‬‬ ‫بكالوريوس‬

‫‪%20‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ماجستير‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫دكتوراه‬

‫‪%100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫املجموع‬

‫يتضح من خالل الجدول رقم (‪ )3‬أن ما نسبته ‪ %80‬من املبحوثين درجاتهم العلمية بكالوريوس‪ ،‬في حين كانت‬
‫نسبة درجة املاجستير ‪ ،%20‬بينما جاءت نسبة الدكتوراه صفر‪ ،‬وهذا يعزز ما جاء في بيانات الجدول السابق رقم (‪.)2‬‬
‫* جدول رقم (‪ )4‬يوضح فئة التخصص العلمي‪:‬‬
‫التكرار النسبة املئوية‬ ‫وطنيين التكرار مغتربون‬ ‫التخصص العلمي‬

‫‪36‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪%5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫طب وجراحة عامة‬

‫‪%5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫طب وجراحة االورام‬

‫‪%30‬‬ ‫‪6‬‬ ‫االشعة العالجية‬

‫‪%5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫تخذير‬

‫‪%15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أورام الباطنة‬

‫‪%10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫طب النساء‬

‫‪%10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫طب االسنان‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫املناظير‬

‫‪%20‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أمراض الدم‬

‫‪%100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫املجموع‬

‫يتضح من بيانات الجدول رقم (‪ )4‬أن أغلب تخصصات األطباء املحوثين كانت تتركز في قسم االشعة العالجية‬
‫بنسبة بلغت ‪ ،%30‬تلتها أمراض الدم بنسبة بلغت ‪.%20‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املفضلة في نشرأو بث أو إذاعة برامج التوعية الصحية‬ ‫* جدول رقم (‪ )5‬فئة الوسائل اإلعالمية‬
‫التكرار النسبة املئوية‬ ‫الوسيلة‬

‫‪%25‬‬ ‫‪5‬‬ ‫التلفزيون‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الراديو‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الصحف الورقية‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الصحف االلكترونية‬

‫‪%45‬‬ ‫‪9‬‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي‬

‫‪%30‬‬ ‫‪6‬‬ ‫أكثر من وسيلة‬

‫‪%100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫املجموع‬


‫ّ‬
‫يتبين من خالل الجدول رقم (‪)5‬أن أبرز الوسائل املفضلة لنشر أو بث برامج التوعية الصحية كانت مواقع‬
‫التواصل االجتماعي بنسبة بلغت ‪ ،%45‬تلتها فئة أكثر من وسيلة بنسبة بلغت ‪ ،%30‬تلتها فئة التلفزيون بنسبة بلغت‬
‫‪ ،%25‬في حين لم تسجل وسائل الراديو والصحف الورقية وااللكترونية اية نسبة‪ ،‬وهذا يعطي مؤشر ان هذه الوسائل‬
‫ّ‬
‫يمكن من خاللها بث أو نشر رسائل توعوية في املجال الصحي لكثرة متابعيها ومستخدميها من مختلف الفئات‪.‬‬
‫* جدول رقم (‪ )6‬يوضح تركيزمضامين الرسالة اإلعالمية عبرهذه الوسائل‪:‬‬

‫‪37‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫التكرار النسبة املئوية‬ ‫املضامين‬

‫‪%20‬‬ ‫‪4‬‬ ‫التحذير من مخاطر التدخين‬

‫‪%10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫االكل الصحي‬

‫‪%10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫توعية وتثقيف عام‬

‫‪%35‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الكشف الدوري واملبكر ملرض ى السرطان‬

‫‪%5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫طبيعة التعامل مع مرض ى السرطان‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫التنبيه لخطورة املرض‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫زيادة املستوى الثقافي في املجال الصحي‬

‫‪%20‬‬ ‫‪4‬‬ ‫كل ما سبق ذكره‬

‫‪%100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫املجموع‬

‫يتضح من خالل بيانات الجدول رقم (‪ )6‬أن أغلب مضامين الرسائل اإلعالمية تركزت على فئة الكشف الدوري‬
‫املبكر بنسبة وصلت ‪ ،%35‬تلتها فئتي التحذير من مخاطر التدخين وكل ما سبق ذكره بنسبة ‪ ،%20‬وجاءت فئتي األكل‬
‫الصحي والتوعية والتثقيف العام بنسبة بلغت ‪ %10‬فقط‪ ،‬في حين لم تسجل فئات االهتمام بالبيئة املحيطة والتنبيه‬
‫لخطورة املرض‪.‬‬
‫*جدول رقم (‪ّ )7‬‬
‫يبين نوعية البرامج‪:‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫نوعية البرامج‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫إعالنات‬

‫‪%5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ندوات علمية‬

‫‪%15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫محاضرات توعوية‬

‫‪%15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫لقاءات وحوارات علمية‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مقاالت‬

‫‪%25‬‬ ‫‪5‬‬ ‫مؤتمرات علمية‬

‫‪%5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مطويات وبوسترات‬

‫‪%35‬‬ ‫‪7‬‬ ‫كل ما سبق ذكره‬

‫‪%100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫املجموع‬

‫‪38‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫يتبين من خالل بيانات الجدول رقم(‪ )7‬أن فئة كل ما سبق ذكره جاءت بنسبة ‪ ،%35‬تلتها فئة املؤتمرات العلمية‬
‫بنسبة ‪ ،%25‬تلتها فئتي املحاضرات التوعوية واللقاءات بنسبة بلغت ‪ %15‬فقط‪.‬‬
‫* جدول رقم (‪ )8‬يوضح مستوى اهتمام وسائل اإلعالم املختلفة بنشرالتوعية الصحية‪:‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫املستوى‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ممتاز‬


‫ُ‬
‫‪%30‬‬ ‫‪6‬‬ ‫جيد جدا‬

‫‪%35‬‬ ‫‪7‬‬ ‫جيد‬

‫‪%20‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ضعيف‬

‫‪%15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ضعيف جدا‬

‫‪%100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫املجموع‬

‫يتبين من خالل الجدول رقم (‪ )8‬أن مستوى اهتمام وسائل اإلعالم بنشر التوعية الصحية حسب إجابات‬
‫املبحوثين كان جيد بنسبة بلغت ‪ ،%35‬تلتها فئة جيد جدا بنسبة وصلت ‪ ،%30‬فيما ّ‬
‫لم تسجل فئة ممتاز اية نسبة‪.‬‬
‫* جدول رقم (‪ )9‬يوضح تقييمدرجة أو مستوى التوعية الصحية لوسائل االعالم‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫مستوى التوعية‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ممتاز‬


‫َ‬
‫‪%15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫جيد جدا‬

‫‪%50‬‬ ‫‪10‬‬ ‫جيد‬

‫‪%35‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ضعيف‬

‫‪%100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫املجموع‬

‫يتضح من الجدول اعاله ان درجة التقييم ملستوى التوعية كانت جيده بنسبة بلغت ‪ ،%50‬تلتها ضعيف بنسبة‬
‫‪ ،%35‬في حين لم تسجل فئة املمتاز اية نسبة‪ ،‬وهذا يدعو الى رسم السياسات التوعوية والتخطيط لتنفيذ برامج‬
‫التوعية الصحية من قبل املهتمين بهذا املجال‪.‬‬
‫* جدول رقم (‪ )10‬يوضح مستوى ّ‬
‫تقييم وسائل اإلعالم في طرح مضمون البرامج التوعوية‬
‫مستوى مضمون الوسائل اإلعالمية‬
‫الوسيلة اإلعالمية‬
‫املجموع‬ ‫ضعيف‬ ‫جيد‬ ‫جيد جدا‬ ‫ممتاز‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫‪%‬‬ ‫ك‬

‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫قناة ليبيا الوطنية‬

‫‪39‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫قناة ليبيا الرسمية‬

‫‪3‬‬ ‫صحيفة فبراير‬

‫صحيفة الصباح‬

‫صحيفة ليبيا اإلخبارية‬

‫صحيفة الوسط‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫إذاعة الزاوية املحلية‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫إذاعة صبراتة املحلية‬

‫‪%100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫املجموع‬

‫يتضح من خالل بيانات الجدول رقم (‪ )10‬املتعلق بمستوى مضمون الوسائل اإلعالمية حيث مثلت فئة ضعيف‬
‫ما نسبته ‪ ،%40‬تلتها فئة جيد بنسبة بلغت ‪ ،%30‬ثم جيد جدا بنسبة بلغت ‪.%25‬‬
‫* من وجهة نظرك ما املقترحات لتطويراملضمون االعالمي فيما يتعلق بنشرالتوعية الصحية؟‬
‫ّ‬
‫‪ -1‬التنسيق بين الجهات الصحية واإلعالمية لعرض محتوى توعوي هادف‪.‬‬
‫‪ -2‬التركيز على الندوات والحاضرات العلمية املتعلقة باألورام‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -3‬زيادة الحمالت التوعوية املتعلقة بالكشف املبكر‪.‬‬
‫‪ -4‬زيادة البرامج التي تهتم بالتوعية الصحية‪،‬والتغطية اإلعالمية لورش العمل املتعلقة بالصحة‪.‬‬
‫الكتاب الذين يكتبون في مقاالت صحفية بالصحف الورقية‪.‬‬ ‫دعم ّ‬
‫‪ّ -5‬‬
‫* نتائج الدراسة‪:‬‬
‫‪ -1‬تركزت أغلب تخصصات املبحوثين على األشعة العالجية وأمراض الدم وأورام الباطنة‪.‬‬
‫‪ -2‬تعتبر مواقع التواصل االجتماعي من أبرز الوسائل التي ساهمت في نشر البرامج التوعوية الصحية‪.‬‬
‫‪ -3‬تركزت مضامين الرسائل اإلعالمية على الكشف الدوري املبكر والتحذير من مخاطر التدخين‪.‬‬
‫‪ -4‬مستوى اهتمام وسائل اإلعالم في نشر التوعية الصحية حسب تقييم املبحوثين جيد‪.‬‬
‫يحد من استفحال مرض األورام‪.‬‬ ‫‪ -5‬عدم مساهمة وسائل اإلعالم في نشر التوعية الصحية‪،‬بالشكل الذي ّ‬
‫* توصيات الدراسة‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -1‬خلق جسور التواصل بين األطباء املتخصصين ووسائل اإلعالم للتنسيق وإفساح مساحات زمنية إلعداد وبث ونشر‬
‫برامج التوعية الصحية املختلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬العمل على استهداف جميع الشرائح من خالل تنظيم املحاضرات التوعية وتوزيع املطويات االرشادية في املؤسسات‬
‫التعليمية‪ ،‬ومخاطبة جميع فئات املجتمع بلغة واضحة ومبسطة‪.‬‬
‫‪ -3‬العمل على االهتمام بالبيئة املحيطة بالسكان ألنها عامل مساعد في انتشار مرض األورام‪.‬‬
‫‪ -4‬ضرورة العمل على تكاثف الجهود لدعم املعهد القومي لعالج االورام‪ ،‬بكافة االمكانيات للقيام بعمله بالشكل املطلوب‪.‬‬
‫قائمة املراجع واملصادر‪:‬‬

‫‪40‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ -1‬أحمد بن مرسلي‪ ،2003 ،‬مناهج البحث العلمي في علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬الساحة املركزية للنشر‪ ،‬عكنون‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -2‬بسام عبد الرحمن املشاقبة‪ ،2014 ،‬نظريات اإلعالم‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ -3‬بسام عبد الرحمن املشاقبة ‪ ،2012‬اإلعالم الصحي‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ -4‬بلقاسم سالطينية‪ ،2007 ،‬الجيالني حسن‪ ،‬أسس البحث العلمي‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -5‬تأليف‪ :‬جوني دانييل‪ ،‬ترجمة‪ ،‬طارق عطية عبد الرحمن ‪ ،2016،‬أساسيات اختيار العينة في البحوث الوصفية‪،‬‬
‫منشورات معهد اإلدارة‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪.‬‬
‫‪ -6‬توفيق أحمد خوجة ‪ ،2001،‬الرعاية الصحية األولية‪ ،‬تأريخ وانجازات ومستقبل‪ ،‬مطابع الفرزدق‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫السعودية‪.‬‬
‫‪ -7‬سعد سلمان املشهداني ‪ ،2017،‬مناهج البحث اإلعالمي‪ ،‬دار الكتاب الجامعي‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -8‬سمير محمد حسين ‪ ،2006،‬دراسات في مناهج البحث العلمي‪ ،‬بحوث اإلعالم‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -9‬السيد أحمد مصطفى‪ ،1994 ،‬البحث اإلعالمي‪،‬مفهومه وإجراءاته ومناهجه‪ ،‬منشورات جامعة قار يونس‪،‬‬
‫ليبيا‪،‬ط‪. 1‬‬
‫‪ -10‬شيماء ذو الفقار زغيب ‪ ،2009،‬مناهج البحث واالستخدامات اإلحصائية في الدراسات اإلعالمية\‪ ،‬الدار املصرية‬
‫اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -11‬عادل عبد الجواد ‪ ،2008،‬إعداد البحث العلمي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -12‬عبد املجيد لطفي‪،1976 ،‬علم االجتماع‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.7‬‬
‫‪ -13‬عصام حسن الدليمي‪ ،‬علي عبد الرحيم صالح ‪ ،2014،‬البحث العلمي‪ ،‬أسسه ومناهجه‪ ،‬دار الرضون للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -14‬محمد أبو سمة ‪،2010،‬اإلعالم الطبي والصحي‪ ،‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -15‬محمد عبيدات وآخرون ‪ ،1999،‬منهجية البحث العلمي‪ ،‬القواعد واملراحل والتطبيقات‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫‪ -16‬مختار ابوبكر‪ ،2016 ،‬أسس ومناهج البحث العلمي‪ ،‬نيولينك للنشر والتدريب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -17‬مصطفى عمر التير‪،1981،‬مقدمة في مباديء وأسس البحث االجتماعي‪،‬الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع واإلعالن‬
‫‪ -18‬وهيب مجيد الكبيس ي‪ ،‬يونس صالح الجنابي‪ ،1997 ،‬طرق البحث في العلوم السلوكية‪ ،‬وزارة التعليم العالي والبحث‬
‫العلمي‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫الرسائل واملجالت العلمية‪:‬‬
‫‪ -1‬جمال الجاسم املحمود‪ ،2004 ،‬دور اإلعالم في تحقيق التنمية والتكامل االقتصادي العربي‪ ،‬مجلة جامعة دمشق‬
‫للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬املجلد ‪ ،20‬العدد ‪.2‬‬
‫‪ -2‬دربال كريمة‪ ،2018-2017 ،‬دور الحمالت اإلعالمية التوعوية في نشر ثقافة الكشف املبكر عن سرطان الثدي‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة موالي الطاهر سعيدة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-3‬مالك شعباني‪ ،2006 ،‬دور اإلذاعة املسموعة في نشر الوعي الصحي لدى الطالب الجامعي‪ ،‬دراسة ميدانية بجامعتي‬
‫قسنطينة وسكرة‪ ،‬رسالة دكتوراة في علم اجتماع التنمية‪ ،‬قسم علم االجتماع والديمغرافيا‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية‬
‫والعلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ -4‬محمد الزكري‪ ،2007 ،‬جهود الصحافة في نشر املعرفة الصحية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة اإلمام محمد‬
‫بن سعود اإلسالمية‪ ،‬السعودية‪.‬‬
‫‪ -5‬منظمة الصحة العاملية‪ ،2001 ،‬الوثائق األساسية‪ ،‬جنيف‪ ،‬ط‪.43‬‬
‫‪ -6‬هاشم أحمد الحمامي‪ ،2016 ،‬اإلعالم الصحي في التلفزيون‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية‪ ،‬العدد ‪.16‬‬

‫‪42‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫منصات التواصل االجتماعي ودورها في نشرالوعي املجتمعي تجاه األزمات الصحية‬


‫ً‬
‫(جائحة كورونا أنموذجا)‬
‫‪Social Media Platforms and their Role in Spreading Societal Consciousness towards‬‬
‫‪Health Crises: Coronavirus Pandemic as a Model‬‬
‫الدكتور‪ :‬سليمان رابح الشريف صالح ‪-‬كلية اإلعالم – جامعة بنغازي – ليبيا‪.‬‬
‫‪suliman.saleh@uob.edu.ly‬‬
‫الدكتور‪ :‬نزارمحمد إبراهيم الزبير– كلية اإلعالم–جامع ـ ــة بنغازي– ليبيا‪.‬‬
‫‪n.elzubair@gmail.com‬‬
‫امللخص‪:‬‬
‫يسلط هذا البحث الضوء علي الدور الذي تؤديه منصات التواصل االجتماعي في نشر الوعي املجتمعي خاصة فيما يتعلق باألزمات‬
‫استخدم املنهج الوصفي‬‫الصحية‪ ،‬من خالل معرفة الدور التوعوى والتثقيفي لتلك املنصات في التعريف بجائحة كورونا ‪.- COVID 19 -‬حيث ُ‬
‫التحليلي من خالل استطالع أراء عينة من الجماهير املستخدمة واملتابعة ملنصات التواصل االجتماعي بليبيا والبالغ عددها ‪ 556‬مفردة‪.‬‬
‫ً‬
‫أظهرت نتائج البحث أن منصات التواصل االجتماعي تحظى باهتمام واسع ممن شملتهم عينة البحث‪ .‬فيما يعد الفيس بوك األكثر استخداما‬
‫ً‬
‫بين منصات التواصل االجتماعي األخرى‪.‬كما بينت النتائج أيضا أن أفراد العينة اعتمدوا علي منصات التواصل االجتماعي للحصول علي‬
‫املعلومات التي تتعلق بجائحة كورونا‪ ،‬ويرون أنها كانت أكثر كفاءة وفعالية في مجال التوعية بجائحة كورونا مقارنة بالوسائل اإلعالمية‬
‫واالتصالية األخرى‪.‬‬
‫الكلمات االفتتاحية‪ :‬منصات التواصل االجتماعي‪ ،‬الوعي املجتمعي‪ ،‬األزمات الصحية (جائحة كورونا)‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The research sheds light on the role that social media platforms play in spreading societal consciousness,especially‬‬
‫‪concerninghealth crises by knowing the awareness and educational role of these platforms in dealing with the coronavirus‬‬
‫‪pandemic - COVID 19 -. In order to achieve the aims of this research, the descriptive and analytical approach was used by‬‬
‫‪surveying the opinions of a sample of the public which numbered (550) who are using and following up social media‬‬
‫‪platforms in Libya.‬‬
‫‪The results of the research showed that social media platforms receive wide attention from those in the research sample. It‬‬
‫‪is worth noting that, Facebook is the most used among other social media platforms. Furthermore, the sample members of‬‬
‫‪this research relied on social media platforms to obtain information related to the coronavirus pandemic, and they believe‬‬
‫‪that it was more efficient and effective in raising awareness of the disease compared to other mass media such as TV and‬‬
‫‪radio.‬‬
‫‪Keywords: Social Media Platforms, Societal Consciousness, Health Crises (Coronavirus‬‬
‫‪Pandemic COVID 19).‬‬
‫خلفية البحث‪:‬‬
‫زاد عدد مستخدمي منصات التواصل االجتماعي علي الصعيدين العاملي والعربي بمستويات غير مسبوقة وذلك‬
‫خالل العقدين األخيرين من هذا القرن‪ ،‬حيث تشير اإلحصاءات إلي الزيادة املهولة في عدد مستخدمي ومتابعي وسائل‬
‫اإلعالم الجديد‪ .‬إذ بلغ عدد مستخدمي منصات التواصل االجتماعي كالفيس بوك والتويترواالنستغرام واليوتيوب وغيرها‪،‬‬
‫أكثر من ‪ 3.5‬بليون مستخدم حول العالم وذلك حتى شهر ‪ ،2020 -9‬في حين تجاوز عدد مستخدمي الفيس بوك لوحده ‪2‬‬

‫‪43‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫مليون مستخدم‪ .1‬وكما يشير موقع ''‪ ،2''IWS‬فقد زاد عدد مستخدمي اإلنترنت بشكل كبير بمنطقة الشرق األوسط‬
‫وأفريقيا‪ ،‬علي سبيل الذكر ال الحصر‪ ،‬حتى شهر ‪ 2020-9‬بلغ عدد مستخدمي اإلنترنت في السعودية ‪ 31,856,652‬مقارنة‬
‫ب ‪ 200,000‬سنة ‪ .2000‬في حين كان عدد مستخدمي اإلنترنت في ليبيا ‪ 10,000‬سنة ‪ 2000‬تطور إلي ‪ 5,100,000‬في شهر‬
‫‪ 9‬من سنة ‪ .2020‬بالنظر إلي هذا الكم من املستخدمين ملنصات التواصل االجتماعي حول العالم‪ ،‬يتضح أهمية الدور‬
‫الذي يمكن أن تكتسبه هذه الوسائل الحديثة في التوعية بجائحة كورونا‪ .‬بمعني أخر‪ ،‬تظهر هذه اإلحصائيات التطور‬
‫السريع الذي حظيت به منصات التواصل االجتماعي مما زاد من مكانتها التأثيرية التي لم يعد من املمكن تجاهلها وإنما‬
‫توظيفها بشكل إيجابي بما يخدم أغراض مجتمعيه عده‪.‬والجدير بالذكر‪ ،‬انه قد حظي وباء جائحة كورونا باهتمام واسع‬
‫ً‬
‫علي الصعيدين العاملي والعربي نظرا لخطورته وسرعة انتشاره‪ .‬ويعد هذا الوباء من األمراض الخطيرة التي تصيب الجهاز‬
‫ً‬
‫التنفس ي وعادة ما يكون مصاحبا بنزالت البرد‪ .3‬فقد تم تصنيف وباء فيروس كورونا املستجد على أنه جائحة عاملية يوم‬
‫األربعاء ‪ 2020-3-11‬من قبل منظمة الصحة العاملية وحتى ذلك الحين أبلغت دول أخرى عن حاالتها الجديدة للمرض‪،‬‬
‫بحلول ‪ 25‬من شهر ‪ 3‬من نفس العام‪ ،‬تم تأكيد ما مجموعه ‪ 441187‬حالة في ‪ 177‬دولة حول العالم‪ ،4‬وعلي صعيد‬
‫الوضع الوبائي لجائحة كورونا في ليبيا فقد ُسجلت أول إصابة بفيروس كورونا في ليبيا بمدينة بنغازي يوم ‪24.3.2020‬‬
‫وذلك بحسب ما أعلنه املركز الوطني ملكافحة األمراض ببيانه رقم (‪ )15‬عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك‪،‬‬
‫‪https://www.facebook.com/NCDC.LY‬ويعد هذا املركز الجهة الحكومية املناط بها التحديثات اليومية فيما يتعلق‬
‫بالوضع الوبائي في البالد‪ .‬كغيرها من بلدان العالم‪ ،‬وعلى الرغم من الوضع السياس ي الذي تمر به ليبيا‪ ،‬قامت الجهات‬
‫املسئولة في البالد بتشكيل لجان عليا وأخري متخصصة بمختلف املدن لوضع التدابير الالزمة للتعامل مع هذا الوباء‪.‬‬
‫وملعرفة الدور الذي تلعبه منصات التواصل االجتماعي في نشر الوعي املجتمعي املتمثل في جائحة كورونا والتعريف‬
‫ُ‬
‫بمخاطرها وأثارها وآليات الحد منها‪ ،‬فقد اطر هذا البحثمن خالل مدخلين رئيسيين أولهما‪ :‬املسؤولية االجتماعية ملنصات‬
‫اإلعالم الجديد‪ ،‬والثاني‪ :‬الوعي املجتمعي من منظور البنائية الوظيفية‪ .‬ويقصد باملسؤولية االجتماعية في حقل اإلعالم‪،‬‬
‫باملضامين املعرفية التي تقدمها منصات التواصل االجتماعي كالبرامج السياسية واالقتصادية واالجتماعية والتربوية‬
‫وباألخص الصحية منها في هذا الصدد‪ ،‬وماتقتضيه من االلتزام بالدقة واالتزان في طرحها ومعالجتها للقضايا الصحية‪،‬‬
‫ُ‬
‫مما يجعلها مسئولة في ظل املجتمع الذي تعمل به‪ ،‬بما ال تمس حرية اإلعالم وممارسيه‪ .‬وفى هذا السياق‪ ،‬يؤكدأبواصبع‪،5‬‬
‫علي ضرورة أن تلتزم سائل اإلعالم ومن خالل مسئوليتها االجتماعية‪ ،‬بالدقة والحياد‪ ،‬وأن تقوم بتزويد الجماهير‬
‫ً‬
‫باألحداث الصادقة دون تزييف للحقائق‪ ،‬فضال عن قيامها بتزويد الجماهير بكافة باملعلومات اليومية‪ ،‬في إطار حقهم في‬
‫الحصول عليها دون قيود‪ .‬في الوقت الذي يعد فيه الوعي املجتمعي من أهم املسائل التي تم تناولها من منظور البنائية‬

‫‪1. Sheth, N, (2020).Borderless Media:Rethinking International Marketing. Journal of International Marketing,pp1-‬‬

‫‪10.‬‬
‫‪2. Internet World States .(2020). https://www.internetworldstats.com/stats1.htm‬‬

‫‪ 5.11.2020 .‬االقتباس تاريخ‬


‫‪ .3‬شـ ـ ــميس‪ ،‬عبـ ـ ــد الرقيـ ـ ــب و الصـ ـ ــامت ‪ ،‬فـ ـ ــؤاد (‪ .)2020‬أنمـ ـ ــوذج مقتـ ـ ــرح لتطـ ـ ــوير السياسـ ـ ــات اإلعالميـ ـ ــة فـ ـ ــي التوعيـ ـ ــة املجتمعيـ ـ ــة‬
‫للحد من مخاطر فيروس كورونا باليمن‪ ،‬مجلة جامعة البيضاء ‪ ،‬املجلد ‪ 2‬العدد ‪ ،2‬ص ص‪.715 -695‬‬
‫‪4. Burzyńska, J &Bartosiewicz, A &Rękas, M .(2020).The Social life of COVID-19: Early Insights from Social Media‬‬

‫‪Monitoring data Collected in Poland, Health Informatics Journal,pp1–10.‬‬


‫‪.5‬أبو أصبع‪،‬صالح‪ .)2016( .‬اإلعالم والوسائل االجتماعية‪ .‬متاح علي املوقع‪:‬‬
‫‪ .https://www.albayan.ae/opinions/articles/2016-05-24-1.2645927‬تاريخاالقتباس ‪.22.10.2020‬‬

‫‪44‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫الوظيفية‪ ،‬وبحسب منظر البنائية الوظيفية''تالكوتبارسونز‪،''TalcottParsons‬فان املجتمعات تتشكل من انساق‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫متعددة ومتداخلة من حيث البناء والوظيفة وكل نسق من هذه األنساق في املجتمع من شأنه إن يخلق وعيا مجتمعيا بين‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أفراده‪ .1‬وتأسيسا علي ما تقدم‪ ،‬يسعي هذا البحث جاهدا‪ ،‬إلى التعرف علي الدور الذي تؤديه منصات التواصل‬
‫ً‬
‫االجتماعي بالتعريف بجائحة كورونا باملجتمع الليبي‪ ،‬فضال عن معرفة أفراد املجتمع وإدراكهم بمخاطر هذا الوباء‬
‫والتحلي باملسؤولية االجتماعيةتجاه أنفسهم وتجاه اآلخرين من أفراد مجتمعهم‪ ،‬ذلك من خالل اإلجابة عن التساؤل‬
‫الرئيس ي‪ :‬ماهية وخصائص الدور الذي تلعبه منصات التواصل االجتماعي في نشر الوعي املجتمعي تجاه األزمات‬
‫ً‬
‫الصحية‪ ،‬فيما يتخذ من جائحة كورونا أنموذجا للتطبيق على مستوى الوعي الصحي‪.‬‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تتجسد أهمية هذا البحث في سعيهلفهم الدور الذي يمكن أن تؤديه مواقع التواصل االجتماعي في التوعية‬
‫الصحية بجائحة كورونا‪ -COVID-19 -‬في ليبيا‪ ،‬التي عايش املجتمع الليبي تفاصيلها عبر وسائل اإلعالم التقليدية ووسائل‬
‫اإلعالم اإللكتروني باهتمام بالغ خالل الفترة املمتدة من شهر فبراير ‪ 2020‬إلى وقت إجراء هذا البحثنهاية سنة ‪.2020‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫ترتكز أهداف البحث في اآلتي‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪‬التعرف على منصات التواصل االجتماعي األكثر استخداما وتأثيرا في ليبيا‪.‬‬
‫‪‬رصد معدالت استخدام الجمهور الليبي ملواقع التواصل االجتماعي خالل فترة جائحة كورونا‪.‬‬
‫‪‬رصد املصادر التي يعتمد عليها الجمهور الليبي في الحصول على املعلومات املتعلقة بالجائحة‪.‬‬
‫‪‬التعرف على احتياجات الجمهور الليبي خالل فترة الجائحة ومدي الرضا عن املعلومات والبيانات التي يتحصل عليها من‬
‫منصات التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫‪‬معرفة مستوى الوعي الصحي لدى رواد منصات التواصل االجتماعي في ليبيا‪.‬‬
‫‪‬التعرف على أهم املنصات فاعلية من حيث دورها في التوعية الصحية بجائحة كورونا‪.‬‬
‫تعريف املفاهيم الرئيسية الواردة في البحث‪:‬‬
‫منصات التواصل االجتماعي‪ :Social Media Platforms :‬يقصد بها املواقع التي تعتمد بشكل أساس ي علي اإلنترنت في‬
‫نقل اإلخبار واملعلومات إلى كافة الجماهير واملتمثلة في الفيس بوك و تويتر و تيليجرام واليوتيوب وزوم ولينكد ان وغيرها‪.‬‬
‫وتتنوع املضامين التي تطرحها منصات التواصل االجتماعي منها ما هو سياس ي واقتصادي واجتماعي وثقافي وصحي وغيرها‪،‬‬
‫التي تهدف بدورها إلي إحداث األثر لدى املتلقين باختالف أعمارهم وانتماءاتهم مما يسهم في تشكيل وعيهم املجتمعي‪.‬‬
‫الوعي املجتمعي‪ :Societal Consciousness :‬الوعي املجتمعي هو "وعي أفراد املجتمع بشكل عام بمختلف قضايا‬
‫املجتمع التي ترتبط بحياتهم وواقعهم وتحدد مالمح مستقبلهم‪ ،‬وللوعي املجتمعي أو االجتماعي أنواع وهي‪ :‬الوعي الثقافي‬
‫والديني واالقتصادي والسياس ي والقانوني واألخالقي والوعي الصحي‪."2‬ويقصد بمصطلح الوعي املجتمعي في هذا البحث‪،‬‬
‫مستوي وعي أفراد املجتمع الليبي تجاه األزمات الصحية وباألخص جائحة فيروس كورونا املستجد وذلك من خالل‬
‫استخداماتهم ملنصات التواصل االجتماعي من جهة‪ ،‬وإلي أي مدي أسهمت هذه املنصات في الدور املجتمعي املناط بها من‬
‫خالل التعريف بفيروس كورونا والحد من مخاطره من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ .1‬القـ ـ ـ ــوس‪ ،‬سـ ـ ـ ــعود(‪.)2018‬دور وسـ ـ ـ ــائل اإلعـ ـ ـ ــالم فـ ـ ـ ــي تشـ ـ ـ ــكيل الـ ـ ـ ــوعي املجتمعـ ـ ـ ــي‪ :‬دراسـ ـ ـ ــة ميدانيـ ـ ـ ــة علـ ـ ـ ــي عينـ ـ ـ ــة مـ ـ ـ ــن الشـ ـ ـ ــباب‬
‫السعودي بمنطقة الرياض‪ ،‬مجلة جامعة الفيوم للعلوم التربوية والنفسية‪ ،‬العدد ‪ ،10‬الجزء ‪.1‬‬
‫‪.2‬منقول عن القوس‪ ،‬سعود‪ .)2018(.‬مرجعسابق‪ ،‬ص‪.7‬‬

‫‪45‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫جائحة كورونا‪ُ :Coronavirus Disease (Covid-19) Corona Pandemic:‬عرف فيروس كورونا املستجد ألول مرة مع‬
‫نهاية شهر ‪ 12‬ديسمبر في مدينة ووهان الصينية من سنة ‪ .2019‬ويشير اختصار ‪ Covid-19‬إلي ‪Coronavirus-2019‬‬
‫‪ ،Disease‬ووفقا للتقارير الصادرة من منظمة الصحة العاملية ‪ ،World Health Organization‬فان فيروس كورونا هو‬
‫احد الفيروسات واسعة االنتشار التي تصيب الجهاز التنفس ي‪ ،‬وال زال مجهول السبب حتى اآلن‪.1‬‬
‫اإلطارالنظري‪:‬‬
‫دورمنصات التواصل االجتماعي في التوعية املجتمعية (الوعي الصحي)‪:‬‬
‫تتباين األدوار املنوطة بمنصات التواصل االجتماعي‪ ،‬ليس فقط من حيث درجة استخداماتها من قبل فئات‬
‫ً‬
‫املجتمع املختلفة وما تقدمه لهذه الجماهير من حرية في طرح أفكارهم وتنوع في األخبار والوسائل‪ ،‬وإنما أيضا من حيث‬
‫آلية طرحها للمضامين التي تتناولها ومنها ما هو اجتماعي و ثقافي وصحي وغيرها‪ ،‬التي يمكن أن تخدم قضايا مجتمعية من‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شأنها أن تخلق وعيا اجتماعيا بين أطياف املجتمع املختلفة‪ ،‬إذا ما وظفت هذه املنصات بشكل إيجابي بعيدا عن‬
‫املضامين السلبية التي تؤثر بدورها علي النسيج االجتماعي للمجتمعات باختالف توجهاتها وانتماءاتها‪.2‬أسهم التطور‬
‫التكنولوجي في تعزيز األهمية التي اكتسبتها منصات التواصل االجتماعي وذلك من خالل األعداد املستخدمة واملتفاعلة‬
‫ً‬
‫عبر هذه املنصات في جميع بلدان العالم علي حد السواء‪ ،‬األمر الذي انعكس إيجابا علي تطورها من حيث درجة تأثيرها‬
‫والتنوع في املحتويات التي تطرحها‪ ،‬والتي أصبحت تعرف في اآلونة األخيرة باإلعالم الجديد‪ .3‬تجدر اإلشارة إلي إن منصات‬
‫التواصل االجتماعي تتيح الفرص املتكافئة بين جميع املستخدمين للتفاعل والتواصل وإرسال املضامين االتصالية فيما‬
‫ً‬
‫بينهم‪ ،‬وذلك راجع للخصائص التي تتصف بها هذه املنصات واملتمثلة في الحرية والتنوع والتفاعل فضال عن تجاوز حدود‬
‫الزمان واملكان‪ .4‬من جانبه يؤكد احد رواد علم االجتماع '' ‪ Mills‬ميلز '' علي الدور الذي تؤديه وسائل اإلعالم‪ ،‬والسيما‬
‫اإلعالم الجديد في الوقت الراهن‪ ،‬في تشكيل أراء الناس واتجاهاتهم‪ ،‬حيث يرى إن لوسائل اإلعالم الدور األكبر في صياغة‬
‫توجهاتنا وطريقة تفكيرنا نحو العالم املحيط بنا‪ .5‬في السياق ذاته‪ ،‬يبين كل منحلس ومهدي‪ ،‬إن وسائل التواصل‬
‫االجتماعي تعد من أهم املصادر التي يعتمد عليها األفراد باختالف مشاربهم في الحصول علي املعلومات التي يحتاجونها‪،‬‬
‫مما تسهم بشكل مباشر في تشكيل وعيهم واتجاهاتهم نحو الكثير من القضايا املحورية في املجتمع‪ .6‬تتفق معظم األدبيات‬
‫السابقة‪ ،‬السيما تلك التي تناولت عالقة اإلعالم بالوعي املجتمعي‪ ،‬علي إن اإلطار العام للوعي االجتماعي يتضمن املساقات‬
‫الثقافية والدينية والسياسية واألخالقية والصحية وغيرها‪ ،‬وكل ما يمس حياة الفرد اليومية وصلته باملجتمع الذي‬
‫يعيش فيه ( كدراسة ‪ :‬القوس ‪ : 2018 ،‬حلس‪ ،‬مهدي ‪ : 2010‬صالح ‪ .)2020 ،‬في هذا الصدد يشير القوس‪ ،‬إلي انه علي‬

‫‪ .1‬شميس‪ ،‬عبد الرقيب و الصامت ‪ ،‬فؤاد‪ . )2020(.‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪ .2‬صـ ـ ــالح‪ ،‬فـ ـ ــالق‪ .)2020(.‬األم ـ ـ ــن االجتمـ ـ ــاعي واملس ـ ـ ــؤولية األخالقيـ ـ ــة لوس ـ ـ ــائل اإلعـ ـ ــالم واالتص ـ ـ ــال الحديثـ ـ ــة ف ـ ـ ــي الجزائـ ـ ــر‪ ،‬املجل ـ ـ ــة‬
‫الدولية لالتصال االجتماعي‪ ،‬العدد ‪ ،2‬املجلد ‪ ،7‬صص ‪.34-22‬‬
‫‪ . 3‬أب ـ ـ ــو أص ـ ـ ــبع‪ ،‬ص ـ ـ ــالح ‪ .)2014(.‬التس ـ ـ ــامح وت ـ ـ ــأثير اإلع ـ ـ ــالم الب ـ ـ ــديل‪ .‬منش ـ ـ ــورات جامع ـ ـ ــة الكوي ـ ـ ــت ‪ ،‬الكوي ـ ـ ــت‪ ،‬املجل ـ ـ ــد ‪ ،12‬الع ـ ـ ــدد‬
‫‪ ، 369‬ص ص ‪.83 -75‬‬
‫‪ .4‬حم ـ ـ ــزة ‪ ،‬مخت ـ ـ ــار‪ .)2016(.‬ت ـ ـ ــأثيرات اإلع ـ ـ ــالم الجدي ـ ـ ــد عل ـ ـ ــي املتلق ـ ـ ــي الس ـ ـ ــوداني‪ .‬رس ـ ـ ــالة دكت ـ ـ ــوراه ‪ ،‬جامع ـ ـ ــة الس ـ ـ ــودان للعل ـ ـ ــوم‬
‫والتكنولوجيا‪ ،‬السودان‪.‬‬
‫‪5 .Mills, R .(1969). The Power Elite. Oxford University: London.‬‬

‫‪ .6‬حل ـ ـ ــس‪ ،‬موسـ ـ ـ ـ ي و مه ـ ـ ــدي‪ ،‬ناص ـ ـ ــر‪ .)2010(.‬دور وس ـ ـ ــائل اإلع ـ ـ ــالم ف ـ ـ ــي تش ـ ـ ــكيل ال ـ ـ ــوعي االجتم ـ ـ ــاعي ل ـ ـ ــدى الش ـ ـ ــباب الفلس ـ ـ ــطيني‬
‫‪:‬دراس ـ ـ ــة ميداني ـ ـ ــة عل ـ ـ ــى عين ـ ـ ــه م ـ ـ ــن ط ـ ـ ــالب كلي ـ ـ ــة اآلداب جامع ـ ـ ــة األزه ـ ـ ــر‪ ،‬مجل ـ ـ ــة جامع ـ ـ ــة األزه ـ ـ ــر بغ ـ ـ ــزة ‪ ،‬املجل ـ ـ ــد ‪ ،12‬الع ـ ـ ــدد ‪،2‬‬
‫صص ‪.180-135‬‬

‫‪46‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫الرغم من تعدد وجهات النظر التي تناولت مفهوم الوعي املجتمعي‪ ،‬إال إن جميعها ال تختلف علي انه نسيج من األفكار‬
‫واملفاهيم املكتسبة ذات الصلة باإلطار االجتماعي الذي ينتمي إلية األفراد التي تسهم بدورها في تشكيل صورة الفرد لذاته‬
‫وعالقاته االجتماعية بمحيطة‪ ،‬وتعد وسائل اإلعالم الحديث أهم الروافد التي تسهم في تشكيل أراء األفراد واتجاهاتهم‪.1‬‬
‫ً‬
‫وعلي الرغم من اختالف الوعي املجتمعي من فرد ألخر ومن مجتمع ألخر‪ ،‬وفقا للمرجعيات التي ينتمي إليها كل فرد‪،‬‬
‫إال أن هناك جملة من الخصائص التي يتميز بها‪ ،‬حيث يمكن وصفه بأنه مكتسب من البيئة االجتماعية املحيطة‬
‫ً‬
‫والعالقات االجتماعية ووسائل التواصل بين األفراد‪ .‬فضال عن كونه شامل‪ ،‬فهو مرتبط بالوجود االجتماعي ككل‪.‬كما انه‬
‫متنوع‪ ،‬حيث يختلف من شخص آلخر ومن مجتمع آلخر باختالف املفاهيم املهيمنة على املجتمع واختالف فهمها‬
‫ً‬
‫وتفسيرها‪،‬و يتميز أيضا بالتغير النسبي وعدم الثبات املطلق‪ ،‬كما يمكن القول إنه يتصف بالقابلية للتطور والتجديد‪ ،‬و‬
‫يشمل ذلك القابلية للتزييف والتشويه وذلك حسب تطور العالقات االجتماعية ووسائل التواصل التي يستخدمها‬
‫اإلنسان في كل عصر‪ .‬وفي السياق ذاته‪ ،‬يسمح الوعي املجتمعي للفرد بفهم املجتمع‪ ،‬حيث يكسب الفرد القدرة على‬
‫تفسير وتحليل قضايا مجتمعه املعاصرة والوصول لحلول لها‪ ،‬ويمكن وصف الوعي بأنه إيجابي في تعامله مع قضايا‬
‫املجتمع من خالل فهم أفراد املجتمع لثقافتهم وقيمهم وتاريخهم وحاضرهم‪ .‬وتدل الخصائص السابقة علي الطبيعة‬
‫املعقدة للوعي املجتمعي‪.2‬ويعد الوعي الصحي احد املساقات املجتمعية التي يجب تسليط الضوء عليها ودراستها‪ ،‬خاصة في‬
‫زمن األوبئة والكوارث‪ ،‬للحد من تفش ي األمراض من جهة‪ ،‬ولتوعية املجتمعات من مخاطرها من جهة أخرى‪ .‬ويعرف الوعي‬
‫الصحي بأنه" وعي معرفي بالحقائق واملفاهيم الصحية ينتج عنه وعي وجداني يظهر على هيئة اتجاهات وميول صحية‬
‫ً‬
‫إيجابية مؤديا في النهاية إلى وعي تطبيقي من خالل ممارسات صحية إيجابية "‪.3‬كما تشير العديد من الدراسات إن لإلعالم‬
‫ً‬
‫دورا بالغ األهمية في التوعية والتثقيف‪ ،‬السيما أوقات األزمات الصحية‪ .‬في هذا الصدد تؤكد علة‪ ،‬علي أن منصات‬
‫التواصل كالفيس بوك والتويتروالتيليجرام واليوتيوب وغيرها‪ ،‬بحكم عدد مستخدميها والخصائص التي تميزها عن‬
‫ً‬
‫وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬أسهمت بشكل كبير في توعية الجماهير صحيا‪ ،‬وذلك من خالل املضامين التي تقدمها عن‬
‫األمراض واألوبئة وطرق الوقاية منها‪ ،‬األمر الذي زاد من قدرة التواصل والتفاعل بين املؤسسات الصحية وجماهيرها‬
‫املتنوعة‪ .4‬وفي السياق ذاته‪ ،‬يمكن التأكيد علي أن أهمية اإلعالم تبرز بشكل خاص في وقت األزمات واألوبئة واألمراض‬
‫املعدية الن الجمهور يجد نفسه أمام كم هائل من التساؤالت التي تبحث عن إجابات‪ ،‬لعل أزمة جائحة كورونا أظهرت‬
‫أهمية وسائل اإلعالم الجديد باعتبارها احد أهم الوسائل التي يستخدمها الجمهور للتعرف علي كل ما ينشر عن هذا‬
‫الوباء‪.‬‬
‫منصات التواصل االجتماعي وجائحة كورونا‪:‬‬
‫يمكن أن يؤدي عدم توفر املعلومات الكافية في زمن الظروف الوبائية والكوارث إلي خلق حاله من التشتت والذعر‬
‫بين أفراد املجتمع‪ .5‬ويشير الشرمان‪،‬إلي انه لم يحظ وباء من قبل بالتغطية اإلعالمية علي الصعيدين العاملي والعربي‪،‬‬

‫‪ .1‬القوس‪ ،‬سعود‪.)2020(.‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ .2‬نفس املرجع السابق‪ .‬صص ‪.9-8‬‬
‫‪ .3‬ح ـ ـ ــالب‪ ،‬رب ـ ـ ــاب‪ .)2018(.‬مس ـ ـ ــتوي ال ـ ـ ــوعي الص ـ ـ ــحي وكيفي ـ ـ ــة الحص ـ ـ ــول عل ـ ـ ــي املعلوم ـ ـ ــات الص ـ ـ ــحية ل ـ ـ ــدي طلب ـ ـ ــة جامع ـ ـ ــة محم ـ ـ ــد‬
‫بوضياف باملسيلة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة محمد بوضياف باملسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪.4‬علة ‪ ،‬عيشة‪ .)2020( .‬دور اإلعالم الجديد في تنمية الوعي الصحي ومكافحة األزمات الصحية العاملية في انتشار فيروس كورونا‬
‫(كوفيد‪ )19 -‬دراسة ميدانية‪ .‬مجلة الدراسات اإلعالمية ‪ ،‬املركز الديمقراطي العربي ‪ ،‬برلين‪ -‬أملانيا‪ -‬العدد ‪.11‬‬
‫‪5 .Farooq, A., Laato,S., &Islam,A. (2020).Impact of Online Information on Self-Isolation Intention During the‬‬

‫‪COVID-19Pandemic: Cross-Sectional Study. Journal of Medical Internet Research, 22(5) 2020.‬‬

‫‪47‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫ً‬
‫كالتي حظي بها وباء فيروس كورونا نظرا لخطورته وسرعة انتشاره عبر دول العالم‪ .1‬فخالل جائحة كورونا‪ ،‬اعتمدت الدول‬
‫واملنظمات الدولية‪ ،‬السيما منظمة الصحة العاملية‪ ،‬في التواصل مع مختلف بلدان العالم ومواطنيها على منصات اإلعالم‬
‫الجديد‪ ،‬وبمختلف اللغات اإلنجليزية والعربية والفرنسية وغيرها‪ .‬فمنذ بداية األزمة‪ ،‬استخدمت منظمة الصحة العاملية‬
‫ً‬
‫موقعها اإللكتروني إضافة إلي صفحاتها الرسمية علي منصات التواصل لتوعية العالم برمته من هذا الوباء وذلك‬
‫للحيلولة دون انتشاره قدر املستطاع‪.‬‬
‫‪https://www.who.int/ar/emergencies/diseases/novel-coronavirus-2019‬‬
‫بخالف وسائل اإلعالم التقليدية من مطبوع و مسموع ومرئي‪ ،‬بات اإلعالم الجديد واملتمثل في منصات وسائل‬
‫ً ً‬
‫التواصل االجتماعي يشكل مصدرا مهما للمعلومات‪ ،‬فلم يعد بمقدور املؤسسات الحكومية وغير الحكومية أن تخفي‬
‫الكثير من معلوماتها عن جماهيرها‪ ،‬فساهمت تلك الوسائل بدورها في تنمية املجتمعات وتطويرها‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬يشير‬
‫كل من حمدوش و دعاس‪ ،‬إلي إن املجتمعات لم تعد تقتصر علي اإلعالم الرسمي في الحصول علي املعلومات واإلخبار‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وإنما أصبحت تعتمد بشكل مباشر علي منصات التواصل االجتماعي باعتبارها مصدرا رئيسيا لألخبار‪ .2‬وتعد وسائل‬
‫اإلعالم الجديد كالفيس بوك واليوتيوب وزوم وقوقل كالس روم وغيرها املنصات املناسبة التي يتم من خاللها تبادل‬
‫ومشاركة اآلراء واألفكار‪ ،‬السيما خالل زمن األزمات كجائحة كورونا‪ .3‬في سياق متصل‪ ،‬يشيرتشانغ وآخرون ‪Zhanget al.,‬‬
‫‪،‬إلي إن ما أضفى أهمية ملنصات التواصل االجتماعي هو ما فرضته الكثير من الدول والشركات من سياسات الحجر‬
‫ً‬
‫الصحي والتباعد االجتماعي بين الناس‪ ،‬فضال عن آليات العمل من البيت‪ ،‬فعلي سبيل املثال قامت شركتي ‪Google‬‬
‫و‪ Facebook‬وبتوجيه مستخدميها للعمل من املنازل خالل زمن الجائحة‪ ،‬وعلى ذات النحو قامت الكثير من الجامعات‬
‫واملدارس عبر العالم من التدريس عبر اإلنترنت‪.‬كما يضيف تشانغ ‪ Zhang‬وزمالئه‪ ،‬انه في ظل جائحة كورونا‪ ،‬أصبحت‬
‫منصات التواصل االجتماعي احد أهم قنوات االتصال األساسية بين الجماهير ووسيلة مهمة للترفيه وجمع املعلومات‪،‬‬
‫مما زاد اعتماد املؤسسات واألفراد علي هذه املنصات أكثر من أي وقت مض ى‪.4‬‬
‫تجدر اإلشارة‪ ،‬إلي إن معظم الدول العربية‪ ،‬أخذت هذا املنحى في تعاملها مع جائحة كورونا‪ ،‬وذلك باعتمادها علي‬
‫منصات التواصل االجتماعي بمختلف أنواعها من اجل طمأنة مواطنيها وإسداء املشورة والنصح فيما يتعلق بهذا الوباء‪.‬‬
‫فكما بين مراد و فوزية‪ ،‬إلي إن وزارة الصحة والسكان وإصالح املستشفيات الجزائرية ومن خاللها موقعها الرسمي قدمت‬
‫ملواطنيها املعلومات والنصائح واإلرشادات الالزم إتباعها‪ .5‬علي صعيد املؤسسات الحكومية الليبية‪ ،‬وعلي الرغم من حالة‬
‫عدم االستقرار السياس ي التي ألقت بظاللها علي التعامل مع جائحة كورونا‪ ،‬إال انه جميع املؤسسات في الدولة الليبية في‬

‫‪ .1‬الشرمان ‪ ،‬عديل ‪ .)2020(.‬دور اإلعالم في مواجهة األوبئة واألمراض املعدية‪ :‬وباء فيروس كورونا نموذجا‪ .‬املجلة العربية‬
‫للدراسات األمنية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬املجلد ‪ ،36‬العدد ‪ ،2‬ص ص‪.205-189‬‬
‫‪ .2‬حمدوش‪ ،‬رياض و دعاس ‪ ،‬احمد(‪ .)2020‬وسائل التواصل االجتماعي ودورها في تعبئة الرأي العام العاملي في الحد من انتشار‬
‫وباء كورونا (كوفيد‪ ،)19 -‬املجلة الجزائرية لبحوث اإلعالم والرأي العام‪ ،‬املجلد ‪ ،3‬العدد ‪ ،1‬ص ‪.173 -160‬‬
‫‪3 .Han, X., Wang, J., Zhang, M., & Wang, X.(2020).Using Social Media to Mine and Analyze Public Opinion Related‬‬

‫‪toCOVID-19 in China. International Journal of Environmental Research and Public Health, 17(8).‬‬
‫‪4 .Zhang, D., Zhou., L & Lim, J,.(2020). From Networking to Mitigation: The Role of Social Media and Analytics in‬‬

‫تاريخ االقتباس ‪Combating the COVID-19 Pandemic. Information Systems Management.‬‬


‫‪7.11.2020.https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/10580530.2020.1820635‬‬
‫‪ .5‬م ـ ـ ـراد‪ ،‬ميل ـ ـ ــود و فوزي ـ ـ ــة‪ ،‬ص ـ ـ ــادقي‪ ،)2020(.‬مواق ـ ـ ــع التواص ـ ـ ــل االجتم ـ ـ ــاعي والتوعي ـ ـ ــة م ـ ـ ــن مخ ـ ـ ــاطر انتش ـ ـ ــار في ـ ـ ــروس كورون ـ ـ ــا ف ـ ـ ــي‬
‫الجزائر‪ ،‬املجلة الجزائرية لبحوث اإلعالم والرأي العام‪ ،‬املجلد ‪ ،3‬العدد ‪ ،1‬صص ‪.159 -145‬‬

‫‪48‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫شرق البالد وغربها‪ ،‬قد اعتمدت علي منصات التواصل االجتماعي في توعية الناس في كل ما يتعلق بفيروس كورونا‬
‫ُ‬
‫واإلجراءات االحترازية الواجب إتباعها‪ .‬فقد شكلت لجان ُعليا لوضع التدابير الالزمة في التعامل مع األزمة‪ ،‬وكل هذه‬
‫اللجان خصصت صفحات لها علي منصات التواصل االجتماعي للتواصل مع مجتمعاتها املحلية‪ .‬فعلي سبيل املثال‪ ،‬يقوم‬
‫املركز الوطني ملكافحة اإلمراض بنشر التحديثات اليومية للوضع الوبائي لفيروس كورونا في ليبيا عبر صفحته الرسمية‬
‫ً‬
‫علي الفيس بوك‪ ،‬فضال عن قيامة بنشر املؤتمرات الصحفية والعلمية حول جائحة كورونا‪.‬‬
‫‪https://web.facebook.com/NCDC.LY/posts/2803315499939656‬‬
‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬إلي انه علي الرغم من كل تلك األهمية التي تكتسبها منصات التواصل االجتماعي‪ ،‬إال أن لها نتائج‬
‫إيجابية وسلبية في الوقت ذاته‪ .‬في هذا السياق يشير أبو أصبع‪ ،‬إلي إن منصات التواصل االجتماعي تتصف بإيجابيات‬
‫ً‬
‫كثيرة كاملساحة التي توفرها للمستخدمين من حرية تعبير وتنوع في اآلراء وغيرها‪ ،‬إال إن لها أثارا سلبية ال يمكن إسقاطها‬
‫منها ما هو اجتماعي و سياس ي و اقتصادي و أخالقي وإعالمي معلوماتي أو حتى صحي وخاصة وقت األزمات كجائحة‬
‫كورونا‪.1‬‬
‫اآلثاراإليجابية ملنصات التواصل االجتماعي خالل زمن جائحة كورونا ‪:‬‬
‫ال يمكن بأي حال من األحوال تجاهل الدور اإليجابي الذي تؤديه منصات التواصل االجتماعي في حياتنا اليوم‪.‬‬
‫حيث استمدت ايجابياتها من خصائصها التي مكنت متلقي الرسالة أن يختار بحرية تامة ما يناسبه من مضامين إخبارية‬
‫ً‬
‫وفق ميوله وتوجهاته‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬يشير مراد و فوزية‪ ،‬إلي انه نظرا ملا تتحلي به منصات التواصل االجتماعي من‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مميزات كالسرعة واآلنية فضال عن حرية التعبير‪ ،‬مكنتها من تخفيف وطأة مخاوف التواصل املباشر بين الناس تحسبا‬
‫النتشار فيروس كورونا بينهما‪ .2‬كما يري الشرمان‪ ،‬انه ال يمكن أن نقلل أو أن نهمش من الدور الذي قامت به منصات‬
‫ً‬
‫التواصل االجتماعي‪ ،‬في مساعدة الناس على التعرف علي ماهية هذا الفيروس‪ ،‬فضال عن كونها فسحت املجال أمام‬
‫املسؤولين واملختصين من تبادل وجهات النظر وإيجاد الحلول املمكنة‪ .3‬وبحسب فؤاد واحمد ‪ ،Fouad&Ahmed‬فأن‬
‫ملنصات التواصل االجتماعي خاصية النشر السريع للمحتوي املعرفي‪ ،‬فباستخدام بعض املنصات كاليوتيوب و زوم‬
‫وسكايب‪ ،‬تم إجراء العديد من املحاضرات التوعوية الصحية املباشرة‪ .4‬وفي ذات السياق‪ ،‬ومن وجهة نظرعاشور‪،‬فأن‬
‫وسائل اإلعالم‪ ،‬السيما الجديد منها‪ ،‬ومنذ انتشار فيروس كورونا‪ ،‬أتاحت اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬عرض بيانات تفصيلية للمصابين‪ ،‬واملتعافين‪ ،‬وحاالت الوفاة من جراء فيروس كورونا‪.‬‬
‫‪ .2‬تحديد كيفية الحجر الصحي وآليات التباعد االجتماعي‪ ،‬وطرق الوقاية من الوباء‪.‬‬
‫‪ .3‬تقديم النصائح الصحية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬عبر استضافة املتخصصين‪.‬‬
‫‪ .4‬وسيلة اتصال فاعلة و مباشرة لتزويد الجماهير املختلفة بكل ما هو مستجد حول هذا الوباء‪.5‬‬

‫‪ .1‬أبو أصبع‪ ،‬صالح ‪ .)2018(.‬هل تحقق وسائل التواصل االجتماعية لنا اتصاال فاعال؟ ‪ ،‬ندوة شبكات التواصل االجتماعي‬
‫واملجتمع اإلماراتي‪ .‬كلية االتصال جامعة الشارقة‪ .‬متاح علي املوقع ‪. https://abuosba.net/page-248.html‬تاريخ االقتباس‬
‫‪24.10.2020‬‬
‫‪ .2‬مراد‪ ،‬ميلود و فوزية صادقي‪ .)2020(.‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ .3‬الشرمان ‪ ،‬عديل ‪.)2020(.‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪4 .Fouad, S & Ahmed, G, Role of social media in COVID-19 pandemic. Niles Journal for Geriatric and Gerontology,‬‬

‫‪3, 2020,pp 70-73.‬‬


‫‪ .5‬عاشـ ـ ـ ــور ‪ ،‬وليـ ـ ـ ــد ‪ .)2020(.‬تـ ـ ـ ــأثير وسـ ـ ـ ــائل اإلعـ ـ ـ ــالم علـ ـ ـ ــي التوعيـ ـ ـ ــة األسـ ـ ـ ــرية ملواجهـ ـ ـ ــة فيـ ـ ـ ــروس كورونـ ـ ـ ــا (كوفيـ ـ ـ ــد‪ )19 -‬دراسـ ـ ـ ــة‬
‫ميدانية‪ .‬مجلة الدراسات اإلعالمية ‪ ،‬املركز الديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ -‬أملانيا‪ -‬العدد ‪ ، 11‬ص ‪.537-536‬‬

‫‪49‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫اآلثارالسلبية ملنصات التواصل االجتماعي خالل زمن جائحة كورونا‪:‬‬


‫تعد مسالة عدم الثقة في القائم باالتصال من جهة‪ ،‬وفي محتوي املضامين االتصالية من جهة أخري أهم العقبات‬
‫التي تجابه منصات التواصل االجتماعي‪ .‬كما أن عدم معرفة مصدر األخبار والتأكد من صحة كل ما ينشر ويذاع عبر‬
‫فضال عن كون هذا الفيروس مستجد وال تمتلك الدول‬ ‫ً‬
‫منصات التواصل تشكل جانب من اآلثار السلبية لهذه املنصات‪،‬‬
‫واملنظمات املختصة املعلومات الوافية عنه‪ ،‬زاد من حالة التشتت والذعر لدي كثير من الناس‪ .‬بحسب مراد وفوزية‪ ،‬فان‬
‫الكثير من وسائل اإلعالم اإللكترونية تفتقد إلي الدقة وتساهم في نشر اإلشاعات‪ ،‬فليس كل ما ينشر ويذاع عبر تلك‬
‫الوسائل يتمتع بالدقة واملصداقية‪ ،‬فبعض تلك املنصات تسعي لجذب الزوار والحصول على اكبر قدر من املشاهدة‬
‫واملتابعة‪.1‬ومن عيوب استخدامات منصات التواصل االجتماعي‪ ،‬أن املعلومات التي تنشر قد تكون غير صحيحة أو لم‬
‫تخضع للتدقيق و الفحص‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن يثير املخاوف والتوتر والقلق لدى بعض األشخاص‪ ،‬ونتيجة لذلك‬
‫ظهر مصطلح ما يعرف بوباء املعلومات '' ‪ ،'' infodemic‬الذي قدمه '' زاروكوستاس '' ‪ .Zarocostas‬ويشير مصطلح وباء‬
‫املعلومات إلي املخاطر الناجمة عن املعلومات املضللة للرأي العام أثناء زمن الجائحة‪ .2‬وتسهم قلة املعلومات أو نشرها‬
‫بشكل خاطئ في كثير من األحيان لتعريض حياة الناس للخطر‪ .‬وبحسب ما نقله تشانغ ورفاقه ‪ Zhang‬فان العديد من‬
‫عالجا ً‬
‫جيدا لـفيروس‬ ‫األشخاص في الواليات املتحدة ماتوا بسبب تناول الكلوروكين بعد سماع األخبار بأن املادة قد تكون ً‬
‫كورونا‪ .‬ما تجدر اإلشارة إليه‪ ،‬انه نتيجة لطبيعة عمل منصات التواصل االجتماعي‪ ،‬فقد غاب التدقيق والتأكد من‬
‫مصداقية كل املعلومات املتاحة‪ ،‬لذلك وظفت هذه املنصات لنشر اإلشاعات وحتى التشكيك في صحة وجود هذا‬
‫الوباء‪.‬في هذا الصدد‪ ،‬يشيراوكووروونوانكو‪،Ukwuru&Nwankwo‬إلي أن بعض األخبار الكاذبة عن فيروس كورونا تركزت‬
‫على نظريات مؤامرة مختلفة‪ ،‬فهناك من يري إن هذا الفيروس ال أساس له من الصحة‪ ،‬وهناك من يري إن فيروس كورونا‬
‫عبارة عن سالح بيولوجي اخترعته الواليات املتحدة (لتدمير الصين) أو الصين (لتدمير أمريكا)‪ .3‬مما الشك فيه هذه‬
‫ً‬
‫املعلومات املضللة زادت من تعقيد الوضع الوبائي لجائحة كورونا‪ ،‬كما زادت أيضا من مخاوف الناس حول مستقبلهم‪،‬‬
‫األمر الذي دفع منظمة الصحة العاملية والعديد من املنظمات الصحية بنشر وتحديث الوعي واملبادئ التوجيهية بانتظام‬
‫عبر عدد كبير من املنصات للحد من انتشار كل هذه األخبار الزائفة‪ .‬ولعل كل ذلك تبينه اإلجراءات املنهجية املتبعة في‬
‫هذا البحث عبر الخطوات التي أتبعت لتحقيق الهدف الرئيس ي واملتمثل في الدور الذي تلعبه منصات التواصل االجتماعي‬
‫في نشر الوعي املجتمعي وقت األزمات الصحية وخاصة في ظل تفش ي وباء جائحة كورونا‪.‬‬
‫اإلطاراملنهجي للبحث‬
‫محددات البحث‪:‬‬
‫‪.1‬املحدد الزماني‪ :‬يتحدد اإلطار الزمني للبحث في جمع البيانات من أفراد العينة خالل الفترة املمتدة من ‪ 11‬نوفمبر إلى‬
‫‪ 25‬نوفمبر ‪.2020‬‬
‫ُ‬
‫‪.2‬املحدد املكاني‪ :‬تم تطبيق هذاالبحث على عينة من رواد موقع فيس بوك فيليبيا من خالل استمارة إلكترونية نشرت‬
‫عبر إعالن ممول يستهدف رواد موقع فيس بوك في ليبيا‪.‬‬

‫‪ .1‬مراد‪ ،‬ميلود و فوزية صادقي‪.)2020(.‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪2.Zhang, D., Zhou., L & Lim, J. (2020). Ibid.‬‬

‫‪3.Ukwuru,‬‬ ‫‪S., &Nwankwo, P. (2020). Social Media and Fake News on Corona Virus: A Review of‬‬
‫‪Literature. Journal of Communication and Media Studies, 1(2).‬‬

‫‪50‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ .3‬املحدد البشري‪ :‬يتمثل مجتمع البحث في مستخدمي شبكات التواصل االجتماعي في ليبيا‪ .‬حيث تم االعتماد علي عينة‬
‫العشوائية البسيطة من رواد منصات التواصل االجتماعي في ليبيا‪،‬وبلغ حجم العينة ‪ 556‬مفردة‪ ،‬وهي حصيلة الردود‬
‫الواردة بعد نشر االستبانةعلى موقع فيس بوك‪.‬‬
‫صممت عبر (‪ً Google Drive‬‬
‫)بناء على أهداف وتساؤالت‬ ‫أدوات جمع البيانات‪:‬استخدمتاستمارة استبانة إلكترونية ُ‬
‫البحث‪ ،‬تم نشرها إلكترونيا عبر إعالن ممول على الفيس بوك ملدة ‪ 15‬يوما‪ ،‬مع تحديد اإلطار املكاني للجمهور املستهدف‬
‫داخل ليبيا وفي نطاق فئة عمرية تتراوح بين ‪ 15‬إلى ‪ 65‬سنة‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬يعتمد هذا البحث على املنهج التحليلي الوصفي اإلحصائي السائد إتباعه في الدراسات اإلعالمية لوصف‬
‫الظواهر والتعليق عليها‪ ،‬حيث استخدم املنهج الوصفيلدراسة جمهور منصات التواصل االجتماعي‪ ،‬من خالل استبانة‬
‫ُ‬
‫إلكترونية نشرتعبر موقع فيس بوك‪.‬‬
‫عرض وتفسيرنتائج البحث‪:‬‬
‫ً‬
‫أنواع شبكات التواصل االجتماعي األكثراستخدما بين أفراد العينة البحثية‬
‫جدول (‪ )1‬يوضح أنواع شبكات التواصل االجتماعي التي يستخدمها أفراد العينة‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫أنواع شبكات التواصل االجتماعي‬
‫‪%79.6‬‬ ‫‪453‬‬ ‫فيس بوك‬
‫‪%9.7‬‬ ‫‪55‬‬ ‫إنستغرام‬
‫‪%4‬‬ ‫‪23‬‬ ‫تويتر‬
‫‪%3.1‬‬ ‫‪18‬‬ ‫يوتيوب‬
‫‪%1.8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫سناب شات‬
‫‪%1.8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫تيك توك‬
‫الجدول رقم (‪ )1‬يكشف عن استحواذ موقع فيس بوك للتواصل االجتماعي على النسبة األكبر من املستخدمين والرواد في‬
‫ليبيا بنسبة بلغت ‪ ، %79.6‬يليه موقع إنستغرام بنسبة منخفضة ‪ ،%9.7‬بينما تراجع اعتماد الليبيين بنسب متدنية على‬
‫باقي مواقع التواصل االجتماعي في تحقيق التواصل االجتماعي االفتراض ي‪ .‬ما سبق يعطي مؤشرات واضحة على أهمية‬
‫استعمال موقع فيس بوك في مجال التوعية املجتمعية كأفضل وسائل التواصل االجتماعي وأكثرها جدوى في توعية‬
‫املواطن الليبي‪.‬‬
‫استخدام أفراد العينة لشبكات التواصل االجتماعي خالل فترة جائحة كورونا‬
‫الجدول (‪ )2‬يوضح معدل استخدام العينة البحثية ملواقع التواصل االجتماعي خالل فترة جائحة كورونا‬
‫النسبة املئوية‬ ‫معدل استخدام شبكات التواصل االجتماعي خالل التكرار‬
‫الجائحة‬
‫‪%50.6‬‬ ‫‪282‬‬ ‫أكثر من ‪ 4‬ساعات يوميا‬
‫‪%20.5‬‬ ‫‪114‬‬ ‫من ‪ 4-2‬ساعات‬
‫‪%23‬‬ ‫‪128‬‬ ‫من ‪ 2-1‬ساعة‬
‫‪%5.9‬‬ ‫‪32‬‬ ‫أقل من ‪ 1‬ساعة‬
‫‪%100‬‬ ‫‪556‬‬ ‫املجموع‬

‫‪51‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫االرتفاع املتزايد في معدالت التعرض ملواقع التواصل االجتماعي خالل فترة الجائحة كما بينت النسب السابقة يؤكد ويتفق‬
‫مع فرضية زيادة االعتماد على وسائل اإلعالم في أوقات األزمات‪ ،‬حيث تزداد حاجة الجمهور إلى طلب املعلومات حول‬
‫البيئة املحيطة بهم خالل فترة األزمة‪.‬‬
‫مصادراملعلومات الخاصة بتطورات أحداث جائحة كورونا في ليبيا‬
‫الجدول(‪ )3‬يوضح مصادر املعلومات الخاصة بتطورات أحداث جائحة كورونا في ليبيا‬
‫التكرار النسبة املئوية الترتيب‬ ‫مصادر املعلومات املتعلقة بتطورات الجائحة‬

‫‪4‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫صفحة إدارة اإلعالم بوزارة الصحة بالحكومة الليبية على فيس ‪111‬‬
‫بوك‬

‫‪3‬‬ ‫‪%24.6‬‬ ‫‪137‬‬ ‫صفحة اللجنة الطبية االستشارية ملكافحة وباء كورونا (بنغازي)‬

‫‪1‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪182‬‬ ‫صفحة املركز الوطني ملكافحة األمراض (طرابلس)‬

‫‪5‬‬ ‫‪%19.1‬‬ ‫‪106‬‬ ‫صفحة منظمة الصحة العاملية‪ /‬مكتب ليبيا‬

‫‪6‬‬ ‫‪%17.8‬‬ ‫‪99‬‬ ‫صفحات القنوات التلفزيونية املحلية‬

‫‪2‬‬ ‫‪%26.3‬‬ ‫‪146‬‬ ‫صفحات املواقع اإلخبارية‬

‫‪5‬‬ ‫‪%19.1‬‬ ‫‪106‬‬ ‫صفحات األصدقاء‬

‫الجدول رقم(‪ )3‬يوضح بنوع من التفصيل املصادر التي يتجه إليها رواد مواقع التواصل االجتماعي من عينة البحث للتزود‬
‫باملعلومات الخاصة بجائحة كورونا في ليبيا‪ .‬ويكشف الجدول أعاله أن الصفحة الخاصة باملركز والوطني ملكافحة‬
‫األمراض في ليبيا (طرابلس) على موقع فيس بوك ‪ https://www.facebook.com/NCDC.LY‬تحتل النسبة األكبر من‬
‫اعتماد أفراد العينة عليها كمصدر للمعلومات حول الجائحة بنسبة ‪ ،%33‬تليها مباشرة صفحات املواقع اإلخبارية بنسبة‬
‫‪ ، %26.3‬فيما جاءت بنسبة مقاربة ‪ %24.6‬صفحة اللجنة الطبية االستشارية ملكافحة وباء كورونا (بنغازي)‪ .‬ومن الجدول‬
‫أعاله يتضح اعتماد أفراد العينة بدرجةمنخفضة على الصفحات الخاصة بالقنوات التلفزيونية بنسبة ‪ %17.8‬كمصدر‬
‫معلومات حول تطورات األوضاع املتعلقة بالجائحة‪.‬‬
‫املعلومات التي يبحث عنها أفراد العينة خالل فترة الجائحة على منصات التواصل االجتماعي‬
‫الجدول(‪ )4‬يوضح أنواع املعلومات التي تبحث عنها العينة البحثية خالل فترة الجائحة على منصات التواصل االجتماعي‬
‫النسبة املئوية الترتيب‬ ‫التكرار‬ ‫أنواع املعلوماتاألكثر بحثا‬

‫‪1‬‬ ‫‪%51.3‬‬ ‫‪285‬‬ ‫آخر مستجدات إحصائيات اإلصابات في ليبيا ومدينتك‬

‫‪4‬‬ ‫‪%20.3‬‬ ‫‪113‬‬ ‫آخر مستجدات إحصائيات اإلصابات في العالم‬

‫‪5‬‬ ‫‪%17.8‬‬ ‫اإلجراءات والوقائية والدعم الذي تقدمه الحكومة محليا ‪99‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪%28.6‬‬ ‫‪159‬‬ ‫معدالت وأخبار الشفاء محليا‬

‫‪52‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪2‬‬ ‫‪%41.7‬‬ ‫‪232‬‬ ‫نصائح وتعليمات حول طرق الوقاية والسالمة‬

‫من الجدول رقم (‪ )4‬يتضح أن الحصول على املعلومات الخاصة بمستجدات األخبار حول اإلصابات في ليبيا‪ ،‬هي‬
‫املعلومات األكثر أهمية وبحثا بالنسبة للجمهور الليبي خالل فترة الجائحة بنسبة ‪ .%51.3‬أيضا النصائح والتعليمات‬
‫حول طرق الوقاية والسالمة جاءت في املرتبة الثانية بنسبة ‪.%42‬بينما تدنى اهتمام عينة البحث باملعلومات املتعلقة‬
‫باإلجراءات الوقائية والدعم الذي تقدمه الحكومة محليا بنسبة ‪ %17.8‬فقط ‪.‬‬
‫مدى رضا رواد منصات التواصل االجتماعي عن املعلومات واألخبار الخاصة بأوضاع انتشار فيروس كورونا في ليبيا‬
‫على الصفحات التي يتابعونها‬
‫الجدول (‪ )5‬يوضح مدى رضا رواد منصات التواصل االجتماعي عن أداء منصات التواصل االجتماعي في نشر املعلومات‬
‫الخاصة بالجائحة في ليبيا‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫مدى الرضا عن أداء منصات التواصل االجتماعي‬

‫‪%11.6‬‬ ‫‪65‬‬ ‫راض ي‬

‫‪%51‬‬ ‫‪289‬‬ ‫إلى حد ما‬

‫‪%36.3‬‬ ‫‪202‬‬ ‫غير راض ي‬

‫‪%100‬‬ ‫‪556‬‬ ‫املجموع‬

‫يشيرالجدول أعاله إلى انخفاض واضح في درجة رضا رواد مواقع التواصل االجتماعي في ليبيا الذين شملهم البحث عن‬
‫املعلومات واألخبار الخاصة بتطورات انتشار فيروس كورونا في ليبيا‪ ،‬فقد بينت النتائج إن ‪ %36.3‬من عينة البحث غير‬
‫راضيين عن املعلومات املقدمة حول الجائحة‪ ،‬في مقابل ‪ %51‬أعربوا عن مستوى معتدل من الرضا حول ما ينشر من‬
‫أخبار حول الجائحة‪.‬فيما جاءت نسبة الرضا حول املعلومات الخاصة بالجائحة على مواقع التواصل االجتماعي بنسبة‬
‫منخفضة جدا ‪.%11.6‬‬
‫ثقة رواد منصات التواصل االجتماعي في املعلومات التي يتم نشرها وتداولها حول جائحة كورونا في ليبيا‬
‫الجدول (‪ )6‬يوضح معدل ثقة أفراد العينة في املعلومات التي يتم نشرها على منصات التواصل االجتماعي‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫معدل الثقة في املعلومات‬

‫‪%10.6‬‬ ‫‪59‬‬ ‫نعم أثق‬

‫‪%60.3‬‬ ‫‪335‬‬ ‫أثق إلى حد ما‬

‫‪%29.1‬‬ ‫‪162‬‬ ‫ال أثق إطالقا‬

‫‪%100‬‬ ‫‪556‬‬ ‫املجموع‬

‫النسب أعاله تعطي داللة على ضعف ثقة أفراد العينة في مصداقية املعلومات املقدمة حول الجائحة في ليبيا‪ ،‬على الرغم‬
‫من استقائها من مصادر رسمية بنسب عالية كما أشار الجدول رقم (‪ )3‬الخاص بمصادر املعلومات حول الجائحة‪.‬‬
‫نسب االعتماد على املعلومات التي يتلقاها رواد منصات التواصل االجتماعي في تعايشهم مع انتشارفيروس كورونا‬
‫الجدول (‪ )7‬يوضح نسب اعتماد أفراد العينة على املعلومات التي يتلقونها في تعايشهم مع انتشار فيروس كورونا‬

‫‪53‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫الترتيب‬ ‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫نسب االعتماد على املعلومات‬

‫‪4‬‬ ‫‪%13.1‬‬ ‫‪73‬‬ ‫نعم اعتمد عليها بشكل كبير‬

‫‪1‬‬ ‫‪%37.4‬‬ ‫‪208‬‬ ‫اعتمد بدرجة متوسطة‬

‫‪2‬‬ ‫‪%31.1‬‬ ‫‪173‬‬ ‫اعتمد بدرجة ضعيفة‬

‫‪3‬‬ ‫‪%18.3‬‬ ‫‪102‬‬ ‫ال اعتمد عليها نهائيا‬

‫‪%100‬‬ ‫‪556‬‬ ‫املجموع‬

‫بدرجة متوسطة يعتمد ‪ %37‬من أفراد العينة على املعلومات التي يتلقونها في تعايشهم مع الجائحة‪ ،‬وبدرجة ضعيفة‬
‫يعتمد ‪ %31‬على تلك املعلومات‪ ،‬في مقابل ‪ %18‬من أفراد العينة ال يعتمدون على ما ينشر حول الجائحة في التعايش مع‬
‫انتشار الفيروس‪ .‬بينما أظهرت نسبة قليلة ‪ %13‬من أفراد العينة اعتمادهم بشكل كبير على ما يتلقونه من معلومات في‬
‫التعايش مع الجائحة‪ .‬وفي هذا السياق يمكنالربط بين انخفاض مستوى الثقة في املعلومات املقدمة حول الجائحة التي‬
‫أظهرتها النسب في الجدول رقم (‪ )6‬وبين انخفاض مستوى االعتماد عليها في التعايش مع الجائحة كنتيجة أكدتها النسب‬
‫في الجدول رقم (‪.)7‬‬
‫مستوى وعي رواد التواصل االجتماعي بطرق العدوى و انتقال فيروس كورونا‬
‫الجدول (‪ )8‬يوضح نسب إحاطة عينة البحث بطرق العدوى وانتقال فيروس كورونا‬
‫النسب املئوية الترتيب‬ ‫التكرار‬ ‫نسب اإلحاطة بطرق العدوى‬

‫‪1‬‬ ‫‪%64.4‬‬ ‫‪357‬‬ ‫لدي معلومات كافية عن طرق العدوى وانتشار الفيروس‬

‫‪2‬‬ ‫‪%28.4‬‬ ‫‪159‬‬ ‫أعرف بعض املعلومات عنطرق العدوى وانتقال الفيروس‬

‫‪3‬‬ ‫‪%7.2‬‬ ‫ال أعرف سوى القليل عن طرق العدوى وكيفية انتقال ‪40‬‬
‫الفيروس‬

‫‪%100‬‬ ‫‪556‬‬ ‫املجموع‬

‫يكشف الجدول (‪ )8‬أعاله عن مستوى الواعي الصحي لعينة الدراسة بطرق العدوى بفيروس كورونا‪ ،‬بعد حوالي ‪ 8‬أشهر‬
‫من التعرض لوسائل التواصل االجتماعي خالل فترة الجائحة‪.‬إذتشير النتائج أعاله إلى أن ‪ %64.4‬من أفراد العينة‬
‫يعتقدون بأن لديهم معلومات كافية عن طرق العدوى وانتقال فيروس كورونا‪ ،‬مما يعني أن نسبة مرتفعة تفوق نصف‬
‫أفراد العينة تشكل لديهم وعي صحي حول طرق العدوى بالفيروس‪ .‬بينما أكد ‪ %28.4‬من أفراد العينة بأن لديهم بعض‬
‫املعلومات عن طرق انتقال الفيروس‪ ،‬وفقط ‪ %7.2‬من أفراد العينة أكدوا بأنهم يعرفون القليل عن طرق العدوى وانتقال‬
‫الفيروس‪ ،‬ما يشير إلى انخفاض مستوى الوعي الصحي لدى نسبة قليلة فقط من أفراد العينة من رواد مواقع التواصل‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫الوسائل التي يعتقد رواد مو اقع التواصل االجتماعي أنها كانت األفضل في التوعية الصحية بفيروس كورونا‬
‫الجدول (‪ )9‬يوضح أفضل الوسائل من وجهة نظر أفراد العينة البحثية في مجال التوعية بجائحة كورونا‬

‫‪54‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫الترتيب‬ ‫النسب املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫أفضل الوسائل في مجال التوعية بجائحة كورونا‬

‫‪1‬‬ ‫‪%48.9‬‬ ‫‪275‬‬ ‫الفيس بوك‬

‫‪8‬‬ ‫‪%1.4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫تويتر‬

‫‪6‬‬ ‫‪%2.3‬‬ ‫‪13‬‬ ‫إنستغرام‬

‫‪5‬‬ ‫‪%3.2‬‬ ‫‪18‬‬ ‫يوتيوب‬

‫‪8‬‬ ‫‪%0.7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫محطات الراديو‬

‫‪2‬‬ ‫‪%30.1‬‬ ‫‪171‬‬ ‫القنوات التلفزيونية‬

‫‪4‬‬ ‫‪%3.7‬‬ ‫‪21‬‬ ‫امللصقات التوعوية في الشوارع واألماكن العامة‬

‫‪3‬‬ ‫‪%7.7‬‬ ‫‪43‬‬ ‫األحاديث املباشرة مع األقارب واألصدقاء واملعارف‬

‫‪7‬‬ ‫‪%1.8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الرسائل التوعوية القصيرة‬

‫تؤكد النتائج املتحصل عليها من الجدواللسابق على أن موقع الفيس بوك للتواصل االجتماعي يصنفه ‪ 48.9‬من أفراد‬
‫العينة كأفضل الوسائل في مجال التوعية الصحية بجائحة كورونا‪ ،‬فيما يأتي التلفزيون في املرتبة الثانية من التصنيف‬
‫بنسبة ‪.%30.1‬فيمايعتبر ‪ %7.7‬من أفراد العينة أن األحاديث املباشرة مع األقارب واألصدقاء كانت مفيدة في مجال‬
‫التوعية بفيروس كورونا‪ ،‬في املقابل يقلل أفراد عينة الدراسة من أهمية وفاعلية باقي الوسائل اإلعالمية واالتصالية في‬
‫سياق توعيتهم الصحية بالجائحة في ليبيا‪.‬وبشكل مخالف أظهرت دراسةالزعبي أن أفراد النخب العربية يفضلون متابعة‬
‫أزمة كورونا عبر القنوات الفضائية اإلخبارية املحلية‪.1‬‬

‫النتائج‪:‬‬
‫‪‬استحواذ موقع فيس بوك للتواصل االجتماعي على النسبة األكبر من املستخدمين والرواد في ليبيا بنسبة بلغت ‪%79.6‬‬
‫‪ ،‬يليه موقع إنستغرام بنسبة منخفضة ‪ ،%7.9‬بينما تراجع اعتماد الليبيين بنسب متدنية على باقي مواقع التواصل‬
‫االجتماعي في تحقيق التواصل االجتماعي االفتراض ي‪.‬‬
‫‪‬رصدت الدراسة أن خالل فترة الجائحة ‪ %50.6‬من رواد منصات التواصل االجتماعي في ليبيا يفوق معدل تعرضهم لها‬
‫أكثر من ‪ 4‬ساعات في اليوم‪.‬‬
‫‪‬يعتمد أفراد العينة بدرجة أكبر على الصفحات التابعة لجهات رسمية ومتخصصة وذات عالقة مباشرة بمكافحة‬
‫الجائحة‪:‬‬
‫‪ -‬الصفحة الخاصة باملركزوالوطني ملكافحة األمراض في ليبيا (طرابلس) على موقع فيس بوك بنسبة ‪. %33‬‬
‫‪ -‬صفحة اللجنة الطبية االستشارية ملكافحة وباء كورونا (بنغازي)بنسبة ‪ %24.6‬من أفراد العينة‪.‬‬

‫‪ 1‬الزعبـ ـ ـ ــي‪ ،‬عـ ـ ـ ــرين‪.)2020(.‬تقيـ ـ ـ ــيم النخبـ ـ ـ ــة العربيـ ـ ـ ــة لتغطيـ ـ ـ ــة القنـ ـ ـ ــوات الفضـ ـ ـ ــائية اإلخباريـ ـ ـ ــة ألزمـ ـ ـ ــة كورونـ ـ ـ ــا العامليـ ـ ـ ــة‪ ،‬مجلـ ـ ـ ــة‬
‫الدراسات اإلعالمية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬مايو‪ ،،‬ص‪.516‬‬

‫‪55‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪‬أظهرت نتائج الدراسة بأن ‪ %48.8‬من أفراد العينة يعتقدون بأن منصات التواصل االجتماعي والسيما الفيس بوك‪،‬‬
‫كانت أكثر كفاءة وفعالية في مجال التوعية بجائحة كورنا مقارنة بالوسائل اإلعالمية واالتصالية األخرى التي استعملت في‬
‫مجال التوعية بجائحة كورونا‪.‬‬
‫‪‬ترتكز أولويات رواد منصات التواصل االجتماعي في ليبيا على املعلومات الخاصة بمستجدات األخبار حول اإلصابات‬
‫خالل فترة الجائحة بنسبة ‪ .%51.3‬باإلضافة إلى املعلومات املتعلقة بالنصائح والتعليمات حول طرق الوقاية والسالمة‬
‫بنسبة ‪. %41‬‬
‫‪‬أظهرت النتائج تدني مستوى رضا رواد منصات التواصل االجتماعي عن املعلومات واألخبار الخاصة بانتشار فيروس‬
‫كورونا في ليبيا على الصفحات التي يتابعونها‪.‬‬
‫‪ 51%‬أفراد العينة يعتمدون على ما يتلقونه من معلومات عبر منصات التواصل االجتماعي في التعايش مع الجائحة‪.‬فيما‬
‫يثق ‪%10.7‬فقط في هذه املعلومات‪.‬‬
‫‪ %92.7 ‬من أفراد العينة تشكل لديهم وعي صحي حول طرق العدوى بالفيروس‪ ،‬ما يؤكد أهميةمنصات التواصل‬
‫االجتماعي في تشكيل الوعي الصحي في املجتمعات‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫وفق النتائج التي توصل إليها البحث‪ ،‬يقدم الباحثان التوصيات اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬االهتمام بدراسة أنماط التعرض واستعمال الجمهور ملنصات التواصل االجتماعي في مجال الحصول على املعلومات‬
‫التوعوية والتثقيفية‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة أساليب التخطيط املدروس في مجال التوعية الصحية عبر منصات التواصل االجتماعي من حيث آليات‬
‫توظيفها واالستفادة منها‪.‬‬
‫‪ ‬التوجه نحو االعتماد على أدوات األعالم الجديد في مجال التوعية املجتمعية وباألخص على مستوى املؤسسات‬
‫الصحية العامة والخاصة‪.‬‬
‫قائمة املصادرواملراجع‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬املصادرالعربية‪:‬‬
‫‪ -‬أبو أصبع‪ ،‬صالح ‪ .)2014(.‬التسامح وتأثير اإلعالم البديل‪ .‬منشورات جامعة الكويت ‪ ،‬الكويت‪ ،‬املجلد ‪،12‬العدد ‪.369‬‬
‫‪ -‬أبو أصبع‪ ،‬صالح ‪ .)2016(.‬وسائل اإلعالم واملسؤولية االجتماعية‪ .‬متاح علي املوقع‪:‬‬
‫‪ . https://www.albayan.ae/opinions/articles/2016-05-24-1.2645927‬تاريخ االقتباس ‪.22.10.2020‬‬
‫‪ -‬أبو أصبع‪ ،‬صالح ‪ .)2018(.‬هل تحقق وسائل التواصل االجتماعية لنا اتصاال فاعال؟ ‪ ،‬ندوة شبكات التواصل االجتماعي‬
‫واملجتمع اإلماراتي‪ .‬كلية االتصال جامعة الشارقة‪ .‬متاح علي املوقع ‪ . https://abuosba.net/page-248.html‬تاريخ‬
‫االقتباس ‪24.10.2020‬‬
‫‪ -‬الزعبي‪ ،‬عرين‪ .)2020(.‬تقييم النخبة العربية لتغطية القنوات الفضائية اإلخبارية ألزمة كورونا العاملية‪ ،‬مجلة‬
‫الدراسات اإلعالمية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬مايو‪.‬‬
‫‪ -‬الشرمان ‪ ،‬عديل ‪ .)2020(.‬دور اإلعالم في مواجهة األوبئة واألمراض املعدية‪ :‬وباء فيروس كورونا نموذجا‪ .‬املجلة العربية‬
‫للدراسات األمنية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬املجلد ‪ ،36‬العدد ‪.2‬‬
‫‪ -‬القوس‪ ،‬سعود ‪.)2018(.‬دور وسائل اإلعالم في تشكيل الوعي املجتمعي‪ :‬دراسة ميدانية علي عينة من الشباب السعودي‬
‫بمنطقة الرياض‪ .‬مجلة جامعة الفيوم للعلوم التربوية والنفسية‪ ،‬العدد ‪ ،10‬الجزء ‪.1‬‬

‫‪56‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ -‬املركز الوطني ملكافحة اإلمراض‬


‫_&‪https://web.facebook.com/NCDC.LY/photos/a.1571459083125310/2594454680825740/?type=3‬‬
‫‪rdc =1&_rdr‬تاريخ االقتباس ‪.10.11.2020‬‬
‫‪ -‬حالب‪ ،‬رباب ‪ .)2018(.‬مستوي الوعي الصحي وكيفية الحصول علي املعلومات الصحية لدي طلبة جامعة محمد‬
‫بوضياف باملسيلة‪ .‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة محمد بوضياف باملسيلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬حلس‪ ،‬موس ي و مهدي‪ ،‬ناصر ‪ .)2010 (.‬دور وسائل اإلعالم في تشكيل الوعي االجتماعي لدى الشباب الفلسطيني ‪:‬دراسة‬
‫ميدانية على عينه من طالب كلية اآلداب جامعة األزهر‪ ،‬مجلة جامعة األزهر بغزة ‪ ،‬املجلد ‪ ،12‬العدد‪.2‬‬
‫‪ -‬حمدوش‪ ،‬رياض و دعاس ‪ ،‬احمد ‪ .)2020(.‬وسائل التواصل االجتماعي ودورها في تعبئة الرأي العام العاملي في الحد من‬
‫انتشار وباء كورونا (كوفيد‪ .)19 -‬املجلة الجزائرية لبحوث اإلعالم والرأي العام‪ ،‬املجلد ‪ ،3‬العدد ‪.1‬‬
‫‪ -‬حمزة ‪ ،‬مختار ‪ .)2016(.‬تأثيرات اإلعالم الجديد علي املتلقي السوداني‪ .‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬جامعة السودان للعلوم‬
‫والتكنولوجيا‪ ،‬السودان‪.‬‬
‫‪ -‬شميس‪ ،‬عبد الرقيب و الصامت ‪ ،‬فؤاد‪ .)2020 (.‬أنموذج مقترح لتطوير السياسات اإلعالمية في التوعية املجتمعية‬
‫للحد من مخاطر فيروس كورونا باليمن‪ .‬مجلة جامعة البيضاء ‪ ،‬املجلد ‪ 2‬العدد ‪.2‬‬
‫‪ -‬صالح‪ ،‬فالق ‪ .)2020(.‬األمن االجتماعي واملسؤولية األخالقية لوسائل اإلعالم واالتصال الحديثة في الجزائر‪ .‬املجلة‬
‫الدولية لالتصال االجتماعي‪ ،‬العدد ‪ ،2‬املجلد ‪.7‬‬
‫‪ -‬عاشور ‪ ،‬وليد ‪ .)2020(.‬تأثير وسائل اإلعالم علي التوعية األسرية ملواجهة فيروس كورونا (كوفيد‪ )19 -‬دراسة ميدانية‪.‬‬
‫مجلة الدراسات اإلعالمية ‪ ،‬املركز الديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ -‬أملانيا‪ -‬العدد ‪.11‬‬
‫‪ -‬علة‪ ،‬عيشة ‪ .)2020(.‬دور وسائل اإلعالم الجديد في تنمية الوعي الصحي ومكافحة األزمات الصحية العاملية في ضوء‬
‫انتشار فيروس كورونا (كوفيد‪ ) 19 -‬دراسة ميدانية‪ .‬مجلة الدراسات اإلعالمية ‪ ،‬املركز الديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ -‬أملانيا‪-‬‬
‫العدد ‪.11‬‬
‫‪ -‬ميلود‪،‬مراد و فوزية‪ ،‬صادقي ‪ .)2020(.‬مواقع التواصل االجتماعي والتوعية من مخاطر انتشار فيروس كورونا في الجزائر‪.‬‬
‫املجلة الجزائرية لبحوث اإلعالم والرأي العام‪ ،‬املجلد ‪ ،3‬العدد ‪.1‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬املصادراألجنبية‪:‬‬
‫‪- Burzyńska, J &Bartosiewicz, A &Rękas, M. (2020). The Social life of COVID-19: Early Insights from Social‬‬
‫‪Media Monitoring data Collected in Poland. Health Informatics Journal.‬‬
‫‪5.11.2020 .‬تاريخ االقتباس‪- Internet World States .(2020). https://www.internetworldstats.com/stats1.htm‬‬
‫‪- Farooq, A., Laato,S., & Islam,A. (2020). Impact of Online Information on Self-Isolation Intention During‬‬
‫‪the COVID-19Pandemic: Cross-Sectional Study. Journal of Medical Internet Research, 22(5).‬‬
‫‪- Fouad, S & Ahmed, G. (2020). Role of social media in COVID-19 pandemic. Niles Journal for Geriatric‬‬
‫‪and Gerontology.‬‬
‫‪- Han, X., Wang, J., Zhang, M., & Wang, X. (2020). Using Social Media to Mine and Analyze Public Opinion‬‬
‫‪Related toCOVID-19 in China. International Journal of Environmental Research and Public Health, 17(8).‬‬
‫‪- Mills, R .(1969). The Power Elite. Oxford University: London.‬‬
‫‪- Sheth, N .(2020). Borderless Media: Rethinking International Marketing. Journal of International‬‬
‫‪Marketing.‬‬

‫‪57‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

- Taiwo, P., &Igwe, J .(2020). Social Media and COVID-19: Implication for Prevention and Spread of
Information in Nigeria. African Journal for the Psychological Studies of Social Issues, 23, (2(.
- Ukwuru, S., &Nwankwo, P. (2020). Social Media and Fake News on Corona Virus: A Review of
Literature. Journal of Communication and Media Studies, 1(2).
- World Health Organization. ‫تاريخاالقتباس‬8.11.2020.
https://www.who.int/ar/emergencies/diseases/novel-coronavirus-2019
- Zhang, D., Zhou., L & Lim, J. (2020). From Networking to Mitigation: The Role of Social Media and
Analytics in Combating the COVID-19 Pandemic. Information Systems Management. ‫تاريخ االقتباس‬
7.11.2020.https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/10580530.2020.1820635

58 ‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

19COVID‫ الليبية في نشرالتوعية الصحية بمخاطرجائحة‬Fm ‫دوراذاعات‬


‫إذاعة سرت املحلية إنموذجا‬
)‫(دراسة ميدانية‬
The role of Libyan Fm radio stations in spreading health awareness of the dangers of
the COVID 19 pandemic
Sirte Radio as a model
(Empirical Study)
‫ ليبيا‬/‫ جامعة سرت‬/‫كلية اآلداب‬/‫ قسم االعالم‬/‫استاذ جامعي‬/‫فرج عياش علي امعرف‬
farag.emerf@su.edu.ly
:‫امللخص‬
‫تعد التوعية الصحية في ظل االنتشار السريع لجائحة كورونا بين افراد املجتمع من املوضوعات املهمة وذلك بسبب تأخر العلماء في‬
‫ لذلك تعتبر وسائل اإلعالم من املصادر الرئيسية للمعلومات التي تؤدي دورا كبيرا في الوقاية من هذا‬،‫الوصول الى لقاح لهذا الفيروس‬
‫ ومن هذا‬،‫ والتأثير عليه وتوجيهه وتثقيفه في جميع املجاالت منها الصحية‬،‫الفيروس من خالل بناء الفرد وتكوينه املعرفي والوجداني والسلوكي‬
‫املنطلق فإن االذاعة املسموعة (الراديو) تعد أحد وسائل االعالم الجماهيري التي لها تأثير على املتلقيين في تحقيق التوعية الصحية من خالل‬
‫ لذلك فإن هذا البحث يبحت للتعرف على الدور الذي تقوم به إذاعة سرت املحلية في نشر التوعية الصحية بمخاطر‬،‫برامجها ومنوعاتها‬
‫وتنبع أهمية هذا البحث في إلقاء الضوء على املعلومات التي تقدمها إذاعة سرت املحلية للحد من انتشار‬،‫جائحة كورونا في مدينة سرت‬
‫ اعتمد هذا البحث على منهج الوصفي وذلك عن طريق استخدام استمارة استبيان إلكترونية مقننة احتوت على‬،‫فيروس كورونا بين الناس‬
.‫كاف من األسئلة واملتغيرات التي تغطي تساؤالت البحث‬
ٍ ‫عدد‬
19COVID - ‫ التوعية الصحية‬-‫ الليبية‬Fm ‫ اذاعات‬:‫الكلمات املفتاحية‬
Summary:
Health awareness in light of the rapid spread of the Corona pandemic among members of society is one of the important
topics due to the delay of scientists in reaching a vaccine for this virus, so the media are considered one of the main sources
of information that play a major role in preventing this virus by building the individual and his cognitive and emotional
formation And behavioral, influencing, directing and educating it in all areas, including health, and from this point of view,
the radio broadcast is one of the mass media that has an impact on the recipients in achieving health awareness through its
programs and its varieties. Therefore, this research aims to identify the role that it plays. By using the local Sirte radio station
to spread health awareness of the dangers of the Corona pandemic in the city of Sirte, and the importance of this research
stems in shedding light on the information provided by the local Sirte Radio to limit the spread of the Corona virus among
people, this research relied on a descriptive approach by using an electronic questionnaire form A codified that contains a
sufficient number of questions and variables to cover the research questions.
Key words: Libyan Fm Radio - Health Awareness - 19 COVID

59 ‫ المانيا – برلين‬/ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫املقدمة‪ :‬إن لوسائل االعالم واالتصال بمختلف ألوانها وأشكالها لها دور فعال في توعية وتثقيف الشعوب في وقت االزمات‬
‫الصحية(‪ ،)1‬وذلك ألن لألعالم بعد إعالمي في إدارة االزمة ومكمال للجهود التي تبذلها الدول ومؤسساتها في احتواء االزمة‬
‫الصحية‪ ،‬وله أهمية بالغة في تشكيل اتجاهات الجماهير وسلوكياتهم‪ ،‬خاصة في وقت هذه االزمات‪ ،‬حيث يكثر االقبال‬
‫على وسائل االعالم الوطني‪ ،‬من هنا يأتي دور االعالم في خدمة الوطن من خالل نشر الوعي بين املواطنين وتقديم الدعم‬
‫املعنوي وبث روح املشاركة املجتمعية في مجابهة االزمة الصحية (‪ ،)2‬وتحمل مسؤولية التوعية والتثقيف الصحي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫للمحافظة على حياة األفراد واملجتمعات ‪ ،‬لذلك تعتبر التوعية الصحية حقا أصيال لكل أفراد املجتمع‪ ،‬ومن أهم‬
‫املؤسسات املعنية بالتوعية الصحية هي املؤسسة اإلعالمية(‪ ،)3‬وذلك الن الوعي الصحي يعتبر عملية اجتماعية تهدف الى‬
‫تقديم النصح والتواصل الصحي مع افراد املجتمع بهدف امدادهم باملعرفة واملهارات الالزمة لتبني السلوكيات الصحية‬
‫السوية‪ ،‬لرفع مستوى الصحة أو الوقاية من املرض أو التقليل ما أمكن مضاعفات(‪.)4‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫تعد التوعية الصحية في ظل االنتشار السريع لجائحة كورونا بين افراد املجتمع من املوضوعات املهمة وذلك‬
‫بسبب تأخر العلماء في الوصول الى لقاح لهذا الفيروس‪ ،‬لذلك تعتبر وسائل اإلعالم من املصادر الرئيسية للمعلومات التي‬
‫تؤدي دورا كبيرا في الوقاية من هذا الفيروس من خالل بناء الفرد وتكوينه املعرفي والوجداني والسلوكي‪ ،‬والتأثير عليه‬
‫وتوجيهه وتثقيفه في جميع املجاالت منها الصحية‪ .‬ومن هذا املنطلق فإن االذاعة املسموعة(الراديو) تعد أحد وسائل‬
‫االعالم الجماهيري التي لها تأثير على املتلقيين في تحقيق التوعية الصحية من خالل برامجها ومنوعاتها‪ ،‬لذلك فإن هذا‬
‫البحث يبحت للتعرف على الدور الذي تقوم به إذاعة سرت املحلية في نشر التوعية الصحية بمخاطر جائحة‪covID19‬‬
‫(كورونا) في مدينة سرت‪.‬‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬تنبع أهمية هذا البحث في إلقاء الضوء على املعلومات التي تقدمها إذاعة سرت املحلية للحد من انتشار فيروس‬
‫كورونا بين الناس‪.‬‬
‫‪ -2‬إن جائحة كورونا الصحية قد حدثت فجأة وبدون مقدمات ونتج عنها نتائج غير مرغوب فيها‪ ،‬من هنا تأتي أهمية هذا‬
‫البحث في أنه يبين مدى قدرة إذاعة سرت املحلية في مواجهة هذه الجائحة أو أي مواقف اخرى يتعرض لها املجتمع‬
‫‪ -3‬تأتي أهمية هذا البحث للوصول الى نتائجومقترحات تساعد في كيفية تقديم النصائح االعالمية‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫ينطلق هذا البحث من هدف رئيس ي هو الكشف عن دور اذاعة سرت‪Fm‬الليبية في نشر التوعية الصحية بمخاطر‬
‫جائحة‪19COVID‬وينبثق عنه األهداف اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬معرفة الهدف من استماع املبحوثين إلذاعة سرت املحلية خالل جائحة كورونا‪.‬‬

‫‪ -1‬عبدهللا محمد عبدهللا‪ :‬األطر الخبرية للتناول االعالمي لجائحة كورونا(‪ ،)covID19‬بحث منشور في مجلة كلية الفنون واالعالم‪،‬‬
‫العدد التاسع‪ ،‬ليبيا‪ ،‬مصراته‪ ،‬جامعة مصراته‪ ،‬كلية الفنون واالعالم‪،‬يونيو‪ ،2020‬ص‪156‬‬
‫‪ -2‬آمال إسماعيل محمد زيدان‪ :‬تقييم النخبة املصرية الستراتيجيات الحكومة وإعالمها الرسمي في إدارة أزمة كورونا‪ ،‬بحث منشور‬
‫في مجلة البحوث االعالمية‪ ،‬العدد الرابع والخمسون‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪،‬يوليو‪ ،2020‬ص ‪٢٣٥٥‬‬
‫‪ -3‬مصعب عبدالسالم املعايطة‪ :‬دور التلفزيون االردني في التثقيف الصحي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬االردن‪ ،‬جامعة البتراء‪ ،‬كلية اآلداب‬
‫والعلوم‪ ،‬قسم الصحافة‪ ،2014،‬ص‪2‬‬
‫‪ -4‬نسيبة العلمي‪ :‬دور التلفزيون في نشر الوعي الصحي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجزائر‪ ،‬أم البواقي‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم االنسانية‪ ،2019،‬ص‪6‬‬

‫‪60‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ -2‬الكشف عن اعجاب املبحوثين بالبرامج التي تقدمها إذاعة سرت املحلية عن جائحة كورونا‪.‬‬
‫‪ -3‬التعرف على االسباب التي تؤدي ملتابعة املبحوثين لجائحة كورونا على إذاعة سرت املحلية‪.‬‬
‫‪ -4‬معرفة أكثر مادة اعالمية لها فاعلية في توعية املبحوثين بمخاطر جائحة كورونا تنشر من خالل اذاعة سرت املحلية‪.‬‬
‫تساؤالت البحث‪:‬‬
‫يسعى هذا البحث لإلجابة عن سؤال رئيس ي هو الكشف عن دور اذاعة سرت‪Fm‬الليبية في نشر التوعية الصحية‬
‫بمخاطر جائحة‪19COVID‬وينبثق عنه مجموعة من التساؤالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬ما الهدف من استماع املبحوثين إلذاعة سرت املحلية خالل جائحة كورونا؟‬
‫‪ -2‬ما الذي يعجب املبحوثين في البرامج التي تقدمها إذاعة سرت املحلية عن جائحة كورونا؟‬
‫‪ -3‬ماهي االسباب التي تؤدي ملتابعة املبحوثين لجائحة كورونا على إذاعة سرت املحلية؟‬
‫‪ -4‬ماهي أكثر مادة اعالمية لها فاعلية في توعية املبحوثين بمخاطر جائحة كورونا تنشر من خالل اذاعة سرت املحلية؟‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة قطوف عفاف(‪:)2016‬تهدف هذه الدراسة الى التعرف على الجمهور املستمع لإلذاعة ومعرفة مدى اهتمامه‬
‫بالبرامج الصحية التي تقدمها‪ ،‬وتنتمي هذه الدراسة الى البحوث الوصفية‪ ،‬واستخدمت املنهج املسحي‪ ،‬وتكون مجتمع‬
‫الدراسة من الجمهور املستمعين إلذاعة بوعريريج الجهوية‪ ،‬وبلغ حجم العينة(‪ )50‬مفردة وتم استخدام أداة االستبيان‬
‫واملقابلة في هذه الدراسة‪ ،‬وتوصلت الدراسة الى نتائج أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬أظهرت الدراسة أن افراد العينة يفضلون متابعة البرامج الصحية بإذاعة برج بوعريريج الجهوية بمفردهم‬
‫بنسبة(‪ )54‬وفي املرتبة الثانية االستماع مع افراد العائلة بنسبة(‪ )30‬واخيرا االستماع مع العائلة بنسبة(‪.)16‬‬
‫‪ -‬خلصت الدراسة الى أن املستمعين إلذاعة برج بوعريريج الجهوية يفضلون االستماع الى للبرامج الصحية‬
‫بنسبة(‪ ،)%31.69‬تم البرامج الدينية بنسبة(‪ )%22.23‬وذلك ألن االفراد يميلون الى الوعي الصحي والديني أكثر‪ ،‬وبعدها‬
‫تأتي البرامج االجتماعية بنسبة(‪ )%14.08‬تم الترفيهية الفنية بنسبة(‪ ،)%12.67‬وبعدها البرامج الثقافية(‪ )%11.26‬واخيرا‬
‫البرامج السياسية(‪.)1()%7.04‬‬
‫‪ -2‬دراسة ايمان عبيدي(‪ :)2015‬تهدف الدراسة الى الكشف عن درجة اقبال الشباب الجامعي على برامج الصحة في‬
‫إذاعة قسنطينة الجهوية لوالية قسنطينة‪ ،‬وتكون مجتمع الدراسة من شباب جامعة قسنطينة‪ ،‬واستخدمت الدراسة‬
‫منهج املسح بالعينة واعتمدت الدراسة على العينة العمدية‪ ،‬وبلغ عدد العينة (‪ )100‬مفردة‪ ،‬وذلك باستخدام استمارة‬
‫االستبيان‪ ،‬وقد توصلت الدراسة الى مجموعة نتائج أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬للشباب الجامعي دوافع لألقبال على التوعية الصحية في إذاعة قسنطينة الجهوية من التوعية الصحية لدى‬
‫الشباب الجامعي الجزائري وذلك عن طريق تزويدهم باملعلومات الصحية التي يحتاجونها في حياتها اليومية‪.‬‬
‫‪ -‬ينعكس اقبال الشباب الجامعي الجزائري على برامج التوعية الصحية باإليجاب على املجتمع فإذا كان الشباب واعيا‬
‫بأهمية الصحة اثر على الفئات االخرى بصفة الفئة الفاعلة‪.‬‬
‫‪ -‬أن إذاعة قسنطينة لها دور فعال في نشر الوعي الصحي لدى الشباب الجامعي الجزائري(‪.)2‬‬

‫‪-5‬قطوف عفاف‪ :‬دور إذاعة برج بوعريريج املحلية في نشر التوعية الصحية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‬
‫باملسيلة‪ ،‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم علوم االعالم واالتصال‪.2016،‬‬
‫‪ -2‬ايمان عبيدي‪ :‬االذاعة املحلية والوعي الصحي لدى الشباب الجامعي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجزائر‪ ،‬أم البواقي‪ ،‬جامعة العربي بن‬
‫مهيدي‪ ،‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم االنسانية‪.2015،‬‬

‫‪61‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ -3‬دراسة مالك شعباني(‪ :)2006‬تهدف هذه الدراسة الى معرفة حجم اهتمام االذاعة املحلية بالقضايا الصحية‬
‫وتحديد نوع املشكالت والقضايا التي تطرحها من خالل حصصها وبرامجها الصحية املختلفة‪ ،‬واعتمد الباحث في دراسته‬
‫على املنهج املسح االجتماعي واملنهج االحصائي واملنهج املقارن‪ ،‬واستخدم الباحث اداة املقابلة واستمارة االستبيان‪ ،‬وتكون‬
‫مجتمع الدراسة من طلبة جامعة منثوري وجامعة محمد خيضر بلغ حجم العينة(‪ ،)239‬باستخدام العينة العشوائية‬
‫الطبقية‪ ،‬وتوصلت الدراسة الى نتائج أهمها‪:‬‬
‫نسبة االستماع لإلذاعة املحلية الزيبان ببسكرة تفوق نظيرتها املسجلة في سيرتا بقسنطينة ونسبة رضا املبحوثين على‬
‫البرامج املقدمة في اذاعة سيرتا أكبر من نظيرتها للزيبان‪ ،‬أما نسبة االستماع للبرامج الصحية بإذاعة الزيبان أكبر منها‬
‫بإذاعة سيرتا‪ ،‬وافضل الحصص الصحية املقدمة بإذاعة سيرتا هي املرشد النفس ي‪ ،‬بينما في الزيبان هي قضايا األسرة(‪.)1‬‬
‫‪ -4‬دراسة عبد االمير عباس حسين وخديجة ضيدان(‪ :)2011‬تهدف الدراسة الى تحقيق جملة من النقاط تمثلت في‬
‫تحديد مفهوم ومستويات الوعي والتثقيف الصحي وأهم الوسائل االعالمية التي يتابع من خاللها جمهور طلبة الجامعات‬
‫برامج الوعي الصحي‪ ،‬واستخدمت الدراسة املنهج املسحي‪ ،‬وكذلك استمارة االستبيان‪ ،‬تم توزيعها على عينة‬
‫قوامها(‪)200‬مفردة من شباب الجامعات العراقية‪ ،‬باستخدام عينة الصدفة‪ ،‬وقد توصلت الدراسة الى نتائج أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬تمثلت نتائج الدارسة في ان ‪ %60‬من املبحوثين يتعرضون لبرامج واعالنات التوعية والتثقيف الصحي عبر القنوات‬
‫االذاعية والتلفزيونية املحلية‪،‬‬
‫‪ -‬أن‪ %91.70‬من املبحوثين يفضلون القنوات التلفزيونية في متابعة برامج التثقيف الصحي‪.‬‬
‫‪ -‬كما أشارت النتائج الى أن أكثر من ‪ %79‬من املبحوثين يدركون أن وزارة الصحة العراقية هي التي تمول برامج التوعية‬
‫الصحية(‪.)2‬‬
‫منهج البحث وأدوات جمع البيانات ‪:‬‬
‫اعتمد هذا البحث على منهج الوصفي وذلك عن طريق استخدام استمارة استبيان إلكترونية مقننة احتوت على‬
‫كاف من األسئلة واملتغيرات التي تغطي تساؤالت البحث‪.‬‬
‫عدد ٍ‬
‫مجتمع وعينة البحث وحدوده املكانية والزمنية‪ :‬تكون مجتمع البحث من جمهور مدينة سرت‪ ،‬لسنة ‪2020‬م ‪ ،‬حيث قام‬
‫الباحث بسحب عينة عشوائية بسيطة ‪ ،‬قوامها(‪ )120‬مفردة من جمهور مدينة سرت وذلك من خالل مواقع التواصل‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫اختبار الصدق والثبات‪ :‬بعد االنتهاء من تصميم االستمارة وتضمينها أهداف وتساؤالت البحث ووضع األسئلة والعبارات‬
‫التي تقيس متغيراته ‪ ،‬وللتأكد من صالحية االستمارة للتطبيق وتحقيق أهداف البحث‪ ،‬قام الباحث بعرضها على مجموعة‬
‫من األساتذة املتخصصين (*) حيث أجرى الباحث كل التعديالت التي اقترحوها االساتذة‪.‬‬
‫تعريفات مصطلحات البحث‪:‬‬
‫إذاعة سرت املحلية‪ :‬هي أول وسيلة اعالمية مسموعة تبث داخل مدينة سرت وتتبع الهيئة العامة لألعالم والثقافة‪،‬‬
‫وتستخدم اللغة العربية في اذاعة برامجها عبر التردد ‪. FM94.3‬‬

‫‪ -7‬شعباني مالك‪ :‬دور اإلذاعة املحلية في نشر الوعي الصحي لدى الطالب الجامعي ‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬الجزائر‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬جامعة‬
‫منثوري‪ ،‬كلية العلوم االنسانية‪ ،‬قسم علم االجتماع والديمغرافيا‪.2006،‬‬
‫‪ -8‬عبد االمير عباس حسين وخديجة ضيدان‪ :‬دور القنوات االذاعية والتلفزيونية املحلية في نشر الوعي الصحي لدى طلبة‬
‫الجامعات العراقية‪ ،‬بحث منشور في مجلة املستنصرية للدراسات العربية والدولية‪ ،‬العدد‪،40‬العراق‪،‬مركز املستنصرية‬
‫للدراسات العربية والدولية ‪183-161 ،2012‬‬

‫‪62‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫التوعية الصحية‪ :‬يقصد بها عملية تعليم الناس عادات صحية سليمة‪ ،‬وسلوك صحي جديد‪ ،‬ومساعدتهم على نبذ‬
‫األفكار واالتجاهات الصحية الخاطئة واستبدالها بسلوك صحي سليم باستخدام وسائل االتصال الجماهيري(‪)1‬‬
‫جائحة كورونا‪ :‬هو فيروس ظهر في مدينة وهان الصينية عام‪ 2019‬وانتشر بشكل سريع في العالم واطلق عليه‬
‫(كوفيد‪.)19‬‬
‫الوعي الصحي‪:‬‬
‫تعرف التوعية الصحية بأنه‪ :‬مجموع األنشطة التواصلية واإلعالمية والتربوية الهادفة إلى خلق وعي صحي الطالع الناس‬
‫على واقع الصحة‪ ،‬وتحذيرهم من مخاطر األوبئة واألمراض املحدقة باإلنسان من أجل تربية فئات املجتمع على القيم‬
‫الصحية‪ ،‬والوقائية املنبثقة من عقيدة املجتمع ومن ثقافته‪.‬‬
‫ُوتعرف بأنها‪ :‬العملية التي تستهدف تعليم الناس عادات صحية سليمة‪ ،‬وسلوك صحي جديد‪ ،‬ومساعدتهم على نبذ‬
‫األفكار واالتجاهات الصحية الخاطئة واستبدالها بسلوك صحي سليم باستخدام وسائل االتصال الجماهيرية‪.‬‬
‫ويعرف الوعي الصحي ‪ :‬بأنه جملة من التصورات واملعتقدات والرؤى التي تعين اإلنسان في حياته وتحدد سلوكه‪ ،‬ويقصد‬
‫به إملام الناس باملعلومات والحقائق الصحية وإحساسهم باملسئولية نحو صحتهم وصحة غيرهم‪.‬‬
‫أهمية الوعي الصحي‪:‬‬
‫‪ -1‬تمكين األفراد من التمتع بنظرة علمية صحيحة تساعده في تفسير الظواهر الصحية‪ ،‬وتجعله قادرا على البحث عن‬
‫أسباب املرض وعللها بما يمكنه من تجنبها والوقاية منها‪.‬‬
‫‪ -2‬أنها رصيد معرفي يفيد منه اإلنسان من خالل توظيفه لها وقت الحاجة له في اتخاذ قرارات صحية صائبة إزاء ما‬
‫يعترضه ويواجهه من مشكالت صحية‪.‬‬
‫‪ -3‬خلق روح االعتزاز والتقدير والثقة بالعلم كوسيلة من وسائل الخبر وبالعلماء املتخصصين في الصحة‪.‬‬
‫‪ -4‬أنه تولد لدى الفرد الرغبة في االستطالع وتغرس فيه حب اكتشاف املزيد منها كونها نشاط غير جامد يتسم بالتطور‬
‫املتسارع(‪.)2‬‬
‫ّ‬
‫الصحية‪:‬‬ ‫مؤسسات تنشرالتوعية‬
‫ّ‬
‫صحية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األساسية في املجتمع وهي املؤثر األول في األفراد‪ ،‬وعندما تتمتع األسرة بمعلومات‬ ‫إن األسرة هي اللبنة‬ ‫‪ -1‬األسرة‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫لتحمل‬ ‫أن تزويدهم باملعلومات الصحيحة يهيئهم‬ ‫فإن صحة أفرادها تكون سليمة وبعيدة عن األمراض‪ ،‬كما ّ‬ ‫سليمة ّ‬
‫املسؤولية‪.‬‬
‫‪ -2‬املؤسسات التعليمية‪ :‬سواء كانت مدارس أم جامعات‪ ،‬فاألفراد الذين يدرسون في املدارس أو الجامعات يقضون‬‫ّ‬
‫ً‬
‫املناسب استغالل هذا الوجود في تثقيفهم صحيا‪.‬‬ ‫فترات طويلة فيها مما يكون من ِ‬
‫الصحية من الواجبات الدينية التي تجب على جميع أفراد املجتمع للمحافظة على سالمته‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إن التوعية‬ ‫‪ -3‬املسجد‪ّ :‬‬
‫ويمكن استخدام منابر املساجد لتوعية أكبر قدر ممكن من الناس‪.‬‬
‫اإلعالمية‪ :‬من خالل البرامج العلمية التي تظهر على التلفاز‪ ،‬واإلذاعة‪ ،‬ومحطات اإلنترنت‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -4‬املؤسسات‬
‫ّ‬
‫التطوعية‪.‬‬ ‫املدني‪ :‬من خالل الجمعيات واألعمال‬ ‫ّ‬ ‫‪ -5‬مؤسسات املجتمع‬
‫ّ‬
‫الصحية‪:‬‬ ‫أهداف التوعية‬

‫‪ -1‬حنان حسن صالح الكسواني‪ :‬دور الصحافة االردنية اليومية في التوعية الصحية ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬األردن‪ ،‬جامعة الشرق‬
‫االوسط‪ ،‬كلية العلوم االنسانية‪ ،‬قسم االعالم‪2009،‬ف‪ ،‬ص‪13‬‬
‫‪ -2‬محمد علي محمد غريب وأخرون‪ :‬دراسات في االعالم الصحي ‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬املكتب العربي‬
‫للمعارف‪ ،2018،‬ص‪108-107‬‬

‫‪63‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ -1‬نشر املفاهيم واملعارف الصحية السليمة في املجتمع‪ ،‬وبالتالي مساعدة األفراد في تحديد مشاكلهم الصحية‬
‫واحتياجاتهم‪.‬‬
‫ّ‬
‫السوية‪ ،‬من‬ ‫ّ‬
‫الصحية‬ ‫ّ‬
‫الصحية من خالل استخدام إمكاناتهم وبناء االتجاهات‬ ‫‪ -2‬مساعدة الناس على حل مشاكلهم‬
‫خالل السلوك الصحي السليم‪ ،‬وتغيير الخاطئ إلى سلوك صحي صحيح(‪.)1‬‬
‫االعالم الصحي‪:‬‬
‫هو منهج متنوع االوجه ومتعدد التخصصات للوصول للجماهير املختلفة‪ ،‬بغرض تبادل املعلومات الصحية بهدف‬
‫التوجيه والتأثير ودعم االفراد واملجتمعات املحلية واملمارسين الصحيين وصناع السياسات العامة والجهور إلدخال أو‬
‫تتبنى أو املحافظة على سلوك أو ممارسة أو سياسة من شأنها تحسين النتائج الصحية للمجتمع في نهاية املطاف(‪.)2‬‬
‫أهمية اإلعالم في نشرالوعي الصحي‪:‬‬
‫لوسائل اإلعالم دور كبير‪ ،‬ومؤثر في نشر الوعي الصحي في املجتمع‪ ،‬من خالل ما يقدم فيها من برامج متنوعة‪ ،‬وما‬
‫ينشر من مقاالت وتقارير مختلفة ذات عالقة بالجوانب الصحية‪ ،‬ولعل أبرز وسائل األعالم املؤثرة في هذا العصر هي‬
‫ً‬
‫وانتشارا بين أفراد املجتمع‪ ،‬ومن هنا يتضح لنا‬ ‫التلفاز في الدرجة األولى‪ ،‬ثم اإلذاعة‪،‬والصحافة‪،‬وهي األكثر استخداما‪،‬‬
‫أهمية وسائل اإلعالم‪ ،‬خاصة في عصرنا الحالي‪ ،‬في عملية التوعية ونشر الوعي الصحي‪ ،‬ونذكر فيما يلي بعض من أداور‬
‫وسائل اإلعالم في سبيل ذلك‪:‬‬
‫أ ‪-‬عرض البرامج الصحية املتخصصة‪ ،‬واإلرشادية التي تساهم في نشر الوعي الصحي‪.‬‬
‫ب ‪-‬بث الندوات‪ ،‬واملحاضرات الطبية‪.‬‬
‫ت ‪-‬كتابة املقاالت‪ ،‬واملوضوعات التي تناقش بعض الظواهر‪،‬واملشكالت الصحية‪،‬وتساعد في تقديم االستشارات لحلها‪.‬‬
‫ث ‪-‬عرض التمثيليات‪ ،‬واألفالم‪ ،‬واملسرحيات التي تحتوي بعضها على فقرات ذات طبيعة توعوية‪.‬‬
‫ج ‪-‬استضافة األطباء في الصحف‪ ،‬واإلذاعة‪ ،‬والتلفاز مباشرة‪ ،‬لإلجابة على أسئلة املواطنين‪ ،‬وتقديم املشورة الطبية‪،‬‬
‫والنصح له(‪.)3‬‬
‫عناصراستراتيجيات االعالم الصحي‪:‬‬
‫انطلقت عناصر استراتيجيات االعالم الصحي من خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬االعالم‪ :‬والذي يجب ان يتضمن الحصول على املعلومات والحقائق الالزمة حول قضية معينة ونشرها بهدف تكوين‬
‫درجة من الوعي بالتطورات الهامة التي تحدث حول قضية معينة لدى صانعي القرار االداري واالكاديمي والجمهور‪.‬‬
‫‪ -2‬التعليم‪ :‬يتضمن كافة العمليات التي تهدف الى تسهيل التعليم من اجل مساعدة الجمهور على اتخاذ القرارات أو‬
‫قرارات داعمه منطقية والتأثير في ممارسات وسلوكيات الجمهور على املستوى أو املدى البعيد‪.‬‬
‫‪ -3‬االتصال‪ :‬وتشمل عمليات مخططه تهدف الى تحفيز الجمهور على تبني مواقف وسلوكيات جديدة وحته على االفادة‬
‫من الخدمات املقدمة(‪.)1‬‬

‫ً‬
‫‪ -1‬سناء الدويكات‪ :‬مفهوم التوعية الصحية لغة واصطالحا‪ ،‬مقال منشور على املوقع االلكتروني موضوع أكبر موقع عربي بالعالم‬
‫‪ https://mawdoo3.com/%D9%85%‬تاريخ النشر ‪٢١‬ديسمبر ‪٢٠١٦‬ف‪ ،‬تاريخ التصفح‪2020-11-26‬ف الساعة‪ ،9:30‬املوافق‬
‫الخميس‪.‬‬
‫‪ -2‬حافظ عثمان حاج بشير‪ :‬االذاعات املتخصصة ودورها في نشر الوعي الصحي بالسودان‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬السودان‪ ،‬جامعة‬
‫الجزيرة‪ ،‬كلية علوم االتصال‪ ،‬قسم االعالم‪ ،2018،‬ص‪140‬‬
‫‪ -3‬بشير مصطفاوي ‪ :‬دور الحمالت االعالنية في نشر الوعي الصحي لدى الطالب الجامعي‪ ،‬رسالة ماستر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬تبسه‪ ،‬جامعة‬
‫العربي التبس ي‪ ،‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم علوم االعالم واالتصال‪،2016،‬ص‪52-51‬‬

‫‪64‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫الجدول رقم(‪ )1‬يوضح البيانات الخاصة باملبحوثين‬


‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫املتغيرات الديموغر افية‬
‫‪40.83‬‬ ‫‪49‬‬ ‫ذكر‬
‫‪59.17‬‬ ‫‪71‬‬ ‫أنثى‬ ‫النوع‬
‫‪100‬‬ ‫‪120‬‬
‫‪40.84‬‬ ‫‪49‬‬ ‫من ‪ 18‬الى أقل من ‪25‬سنة‬
‫‪30.83‬‬ ‫‪37‬‬ ‫من ‪ 25‬سنة إلى أقل من ‪ 30‬سنة‬
‫‪17.5‬‬ ‫‪21‬‬ ‫من ‪ 30‬إلى أقل من ‪ 40‬سنة‬ ‫العمر‬
‫‪10.83‬‬ ‫‪13‬‬ ‫من ‪ 40‬سنة فما فوق‬
‫‪100‬‬ ‫‪120‬‬
‫‪14.17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫مؤهل أساس ي‬
‫‪19.17‬‬ ‫‪23‬‬ ‫مؤهل متوسط‬
‫‪55‬‬ ‫‪66‬‬ ‫مؤهل جامعي‬ ‫املؤهل العلمي‬
‫‪11.66‬‬ ‫‪14‬‬ ‫مؤهل دراسات عليا‬
‫‪1001001‬‬ ‫‪120‬‬
‫‪51.67‬‬ ‫‪62‬‬ ‫موظف في قطاع حكومي‬
‫‪20‬‬ ‫‪24‬‬ ‫موظف في قطاع خاص‬ ‫الوظيفة‬
‫‪28.33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫اعمال حرة‬
‫‪100‬‬ ‫‪120‬‬ ‫املجموع‬
‫‪77.5‬‬ ‫‪93‬‬ ‫داخل مدينة سرت‬
‫مكان االقامة‬
‫‪22.5‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ضواحي مدينة سرت‬
‫‪100‬‬ ‫‪120‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪36‬‬ ‫متزوج‬
‫املستوى االجتماعي‬
‫‪70‬‬ ‫‪84‬‬ ‫اعزب‬
‫‪100‬‬ ‫‪120‬‬

‫استهدف البحث جمهور مدينة سرت باختالف أعمارهم ومؤهالتهم العلميةوالوظيفية ومستواهم االجتماعي‬
‫وأمكان اقامتهم ‪ ،‬وقد تم توزيع االستمارة بشكل إلكتروني ونتج عن هذا التوزيع الحصول على عينة مناسبةمن سكان‬
‫املدينة كما هو موضح في الجدول السابق بالنسب واالرقام‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ )2‬يوضحمدى استماع املبحوثين إلذاعة سرت املحلية خالل جائحة كورونا‬
‫التكرار النسبة‬ ‫افراد العينة‬
‫‪15.33‬‬ ‫‪19‬‬ ‫دائما‬

‫‪ -1‬بسام عبدالرحمن املشاقبه ‪ :‬االعالم الصحي‪،‬ط‪،1‬االردن‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ 2012،‬ص‪144‬‬

‫‪65‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪64.67‬‬ ‫‪77‬‬ ‫أحيانا‬


‫‪20‬‬ ‫‪24‬‬ ‫نادرا‬
‫‪100‬‬ ‫‪120‬‬ ‫املجموع‬
‫يكشف لنا الجدول رقم(‪ )2‬ان املبحوثين احيانا ما يستمعوناملبحوثين إلذاعة سرت املحلية خالل جائحة كورونا‬
‫بنسبة بلغت ‪ ،%64.67‬قد يرجع ارتفاع هذه النسبة بسبب اهتمام الجمهور بوسائل االعالم الجديدة التي تنقل الخبر‬
‫بشكل اسرع‪ ،‬تم جاءت نادرا في املرتبة الثانية بنسبة ‪ ،%20‬وجاءت نسبة املبحوثين الذين دائما ما يستمعون إلذاعة‬
‫سرت املحلية بنسبة بلغت‪.%15.32‬‬
‫الجدول رقم(‪ )3‬يوضح عدد ساعات استماع املبحوثين إلذاعة سرت املحلية‬
‫التكرار النسبة‬ ‫افراد العينة‬
‫‪56.67 68‬‬ ‫اقل من ساعة في اليوم‬
‫‪25 30‬‬ ‫من ساعة إلى أقل من ساعتين في اليوم‬
‫‪18.33 22‬‬ ‫أكثر من ساعتين في اليوم‬
‫‪100 120‬‬ ‫املجموع‬
‫يتوصل الجدول السابق الى ان الزمن الذي يستغرقه غالبية املبحوثين لالستماع إلذاعة سرت املحلية خالل ازمة‬
‫كورونا‪ ،‬اقل من ساعة في اليوم بنسبة ‪ ،%56.67‬هذه النتيجة تشير الى التفسير الذي توصل إليه الجدول رقم(‪ ،)2‬تم‬
‫جاءت نسبة من يستمعون الى االذاعة من ساعة إلى أقل من ساعتين في اليوم بنسبة ‪ ،%25‬وجاءت نسبة املبحوثين‬
‫الذين يستمعون إلذاعة سرت املحلية الى أكثر من ساعتين في اليوم في املرتبة االخير بنسبة‪.%18.33‬‬
‫الجدول رقم (‪ )4‬يوضح ثقة املبحوثين في املعلومات التي تقدمها اذاعة سرت املحلية عن جائحة كورونا‪.‬‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫افراد العينة‬
‫‪15‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪ ‬أثق بها إلى حد كبير‬
‫‪60.83‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪ ‬أثق بها إلى حد ما‬
‫‪24.17‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ال أثق بمعلوماتها‬
‫‪100‬‬ ‫‪120‬‬ ‫املجموع‬

‫تبين نتائج الجدول رقم(‪ )4‬ان ثقة غالبية املبحوثين في املعلومات التي تقدمها اذاعة سرت املحلية عن جائحة‬
‫كورونا جاءت الى حد ما بنسبة بلغت ‪ ،%60.83‬يمكن يفسر ارتفاع النسبة لهذه الفقرة تنوع مصادر املعلومات عند‬
‫الجمهور‪ ،‬بينما هناك نسبة من املبحوثين ال يثقون في هذه املعلومات بنسبة بلغت ‪ ،%24.17‬وجاءت من قالوا انهم‬
‫يثقون في املعلومات التي تقدمها اذاعة سرت املحلية عن الجائحة الى حد كبير منخفضه في املرتبة االخيرة بنسبة‪.%15‬‬
‫الجدول رقم(‪ )5‬يوضح رضا املبحوثين عن أداء إذاعة سرت املحلية في تغطيتها ألزمة كورونا‪.‬‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫افراد العينة‬
‫‪11.67‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ممتازة‬
‫‪46.66‬‬ ‫‪56‬‬ ‫متوسطة‬
‫‪41.67‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ضعيفة‬
‫‪100‬‬ ‫‪120‬‬ ‫املجموع‬

‫‪66‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫يوضح الجدول السابق ان غالبية املبحوثين راضيين عن أداء إذاعة سرت املحلية في تغطيتها ألزمة كورونا بمستوى‬
‫متوسط بلغت‪ ،%46.66‬تبين هذه النتيجة نفس التحليل الذي توصل إليه الجدول رقم(‪ ،)5‬أما من قالوا أن أدائها‬
‫ضعيف في تغطية أزمة كورونا بنسبة بلغت‪ ،%41.67‬أما املبحوثين الذين كان راضيين بمستوى ممتاز عن اداء االذاعة في‬
‫تغطية أزمة كورونا بلغت نسبتهم ‪.%11.67‬‬
‫الجدول رقم (‪ )6‬يوضح أكثر مادة اعالمية لها فاعلية في التوعية بمخاطر جائحة كورونا تنشر من خالالذاعة سرت‬
‫املحلية‪.‬‬
‫التكرار النسبة‬ ‫افراد العينة‬
‫‪14.16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫البرامج االخباريةالتيتنشر عن كورونا‬
‫‪16.67‬‬ ‫‪20‬‬ ‫البرامج الحوارية التي تعن يبأزمة كورونا‬
‫‪69.17‬‬ ‫‪83‬‬ ‫االعالنات التوعويةواالرشادية عن كورونا‬
‫‪100‬‬ ‫‪120‬‬ ‫املجموع‬
‫نستنتج من الجدول رقم(‪ )6‬أن أكثر مادة اعالمية لها فاعلية في التوعية بمخاطر جائحة كورونا تنشر من خالل‬
‫اذاعة سرت املحلية هي االعالناتالتوعويةواالرشادية عنكورونا بنسبة عالية بلغت‪ ،%69.17‬وذلك بسبب نشرها واذاعتها‬
‫بطرق مختلفة تخاطب كافة افراد الجمهور مما يجعل اقناع الجمهور بسيط‪ ،‬تم جاءت في املرتبة الثانية‬
‫البرامجالحواريةالتيتعنيبأزمة كورونا بنسبة‪ ،%16.67‬وفي املرتبة االخيرة جاءت البرامج االخباريةالتيتنشر عن كورونا‬
‫بنسبة‪%14.16‬‬
‫الجدول رقم(‪ )7‬يتضمن الجدول التالي مجموعة من الفقرات التي تعكس دور إذاعة سرت املحلية في التوعية‬
‫بجائحة كورونا‬

‫النسبة‬ ‫أكبر‬
‫ال أو افق‬ ‫محايد‬ ‫أو افق‬
‫املئوية‬ ‫تكرار‬ ‫العبارة‬ ‫م‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫ك‬ ‫ك‬ ‫ك‬
‫‪91.66‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪ 1‬تقدم احصائية بعدد الوفيات واملصابين بجائحة كورونا‬

‫‪ 2‬تساهم في التثقيف واكتساب معلومات عن الجائحة وكيفية التعامل‬


‫‪64.66‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪77‬‬ ‫معها‬

‫‪ 3‬ساعدت في توعية الناس وحثهم على االخذ بالتعليمات الصادرة‬


‫‪49.16‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪59‬‬ ‫ملواجهة املرض‬
‫‪ 4‬اعتمدت على الترغيب القائم على االحساس باملشاركة املجتمعية‬
‫‪52.5‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ملكافحة الوباء‬

‫‪60‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪ 5‬اسهمت في رفع نسبة الوعي عند املواطنين‬

‫‪73.33‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪ 6‬ركزت على التنوع في عرض الرسائل لتناسب كل فئات الجمهور‬

‫‪81.66‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪ 7‬ألنها تعطي مساحات واسعة لتناول ازمة كورونا‬
‫‪ 8‬ألنها تعتمد على مصادرها الخاصة في تغطية ازمة كورونا من مراسلين‬
‫‪58‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪12‬‬
‫ومندوبين‬

‫‪67‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫تبين نتائج هذا الجدول ان من الفقرات التي تعكس دور إذاعة سرت املحلية في التوعية بجائحة كوروناهي‬
‫انهاتقدم احصائية بعدد الوفيات واملصابين بجائحة كورونا بنسبة عالية بلغت‪ ،%91.66‬تم بينت النتائج ان فقرة ان‬
‫االذاعة تقدم مساعدة في توعية الناس وحثهم على االخذ بالتعليمات الصادرة ملواجهة املرض بنسبة منخفضة‬
‫‪ ،%49.16‬يفسر انخفاض نسبة الفقرة ذلك الن هناك وسائل اعالمية تقدم نصائح التوعية بطرق مرئية ومسموعة‬
‫سواء من خالل التلفزيون أو وسائل االعالم املسموع مما يجعل التأثير في تق ديم املساعدة أكبر‪.‬‬
‫الجدول رقم(‪)8‬يبينتقييم املبحوثين إلذاعة سرت املحلية في تغطية أزمة كورونا‪.‬‬
‫النسبة‬ ‫أكبر‬ ‫ال‬
‫محايد‬ ‫أو افق‬
‫املئوية‬ ‫تكرار‬ ‫أو افق‬ ‫عبارة التقييم‬ ‫م‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫ك‬ ‫ك‬ ‫ك‬
‫‪ 1‬تتميز التغطية االعالمية في إذاعة سرت املحلية باملوضوعية في‬
‫‪%80‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪15‬‬ ‫عرضها ألزمة كورونا‬
‫‪%70.8‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪ 2‬تتمتع إذاعة سرت املحلية بالدقة في تغطيتها لالزمة كورونا‬
‫‪ 3‬تعتمد إذاعة سرت املحلية على التغطية التسجيلية اثناء تغطيتها‬
‫‪%89.16 107‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪8 107‬‬
‫لألحداث املتعلقة بأزمة كورونا‬
‫‪ 4‬تتمتع إذاعة سرت املحلية بالقيم املهنية خالل تغطيتها لألحداث‬
‫‪%55.83 67‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪36 67‬‬
‫املتعلقة بأزمة كورونا‬
‫‪ 5‬تعتمد إذاعة سرت املحلية على االدلة والحجج والبراهين في تقديم‬
‫‪%67.5 81‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪10 29‬‬
‫املعلومات للمشاهد خالل أزمة كورونا‬
‫‪ 6‬تبتعد إذاعة سرت املحلية عن التهويل والتضخيم في تغطية ازمة‬
‫‪%44.16 53‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪32 53‬‬
‫كورونا‬
‫‪ 7‬تحاول اذاعة سرت املحلية التنوع في االشكال البرامجية املختلفة‬
‫‪%45 54‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪19 54‬‬
‫لتغطية أزمة كورونا‬
‫الجدول رقم(‪)8‬يبينتقييم املبحوثين إلذاعة سرت املحلية في تغطية أزمة كورونا وجاء تقييم غالبية املبحوثين‬
‫بنسبة‪ %89.16‬في أنها تعتمد على التغطية التسجيلية اثناء تغطيتها لألحداث املتعلقة بأزمة كورونا‪ ،‬اما املبحوثين الذين‬
‫جاء تقييمهم لفقرة ان إذاعة سرت املحلية تبتعد عن التهويل والتضخيم في تغطية ازمة كورونا بنسبة قليلة وفي املرتبة‬
‫االخيرة‪%44.16‬‬

‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫‪ -1‬توصلت النتائج ان املبحوثين احيانا ما يستمعونإلذاعة سرت املحلية خالل جائحة كورونا بنسبة بلغت ‪،%64.67‬‬
‫وتبين ايضا ان الزمن الذي يستغرقه غالبية املبحوثين لالستماع إلذاعة سرت املحلية خالل ازمة كورونا اقل من ساعة في‬
‫اليوم بنسبة ‪.%56.67‬‬
‫‪ -2‬تكشف النتائج ان ثقة غالبية املبحوثين في املعلومات التي تقدمها اذاعة سرت املحلية عن جائحة كورونا جاءت الى‬
‫حد ما بنسبة بلغت ‪ ،%60.83‬كما توصلت ان غالبية املبحوثين راضيين عن أداء إذاعة سرت املحلية في تغطيتها ألزمة‬
‫كورونا بمستوى متوسط بلغت‪.%46.66‬‬

‫‪68‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ -3‬تبين النتائج أن أكثر مادة اعالمية لها فاعلية في التوعية بمخاطر جائحة كورونا تنشر من خالل اذاعة سرت املحلية‬
‫هي االعالنات التوعوية واالرشادية عن كورونا بنسبة عالية بلغت‪ ،%69.17‬ووضحت النتائج ان من الفقرات التي تعكس‬
‫دور إذاعة سرت املحلية في التوعية بجائحة كوروناهي انها تقدم احصائية بعدد الوفيات واملصابين بجائحة كورونا بنسبة‬
‫عالية بلغت‪.%91.66‬‬
‫‪ -4‬وكشفت النتائج ان تقييم املبحوثين للفقرة في أنها تعتمد على التغطية التسجيلية اثناء تغطيتها لألحداث املتعلقة‬
‫بأزمة كورونا جاءت مرتفعة بنسبة‪.%89.16‬‬
‫مقترحات الدراسة‪:‬‬
‫‪ -1‬العمل على تشكيل لجان اعالمية متخصصه في وقت االزمات الصحية‪.‬‬
‫‪ -2‬زيادة املساحة االعالمية وقت االزمات الصحية لتقديم املعلومات بشكل أوضح وأكبر‪.‬‬
‫‪ -3‬تقديم مادة اعالمية متنوعة وقت االزمات الصحية كاألغاني والبرامج واملسلسالت للمساعدة في تطبيق االجراءات‬
‫الوقائية‪.‬‬
‫قائمة املصادرواملراجع‬
‫‪ -1‬آمال إسماعيل محمد زيدان‪ :‬تقييم النخبة املصرية الستراتيجيات الحكومة وإعالمها الرسمي في إدارة أزمة كورونا‪،‬‬
‫بحث منشور في مجلة البحوث االعالمية‪ ،‬العدد الرابع والخمسون‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪،‬يوليو‪ ،2020‬ص ‪٢٣٥٥‬‬
‫‪ -2‬ايمان عبيدي‪ :‬االذاعة املحلية والوعي الصحي لدى الشباب الجامعي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجزائر‪ ،‬أم البواقي‪ ،‬جامعة‬
‫العربي بن مهيدي‪ ،‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم االنسانية‪.2015،‬‬
‫‪ -3‬بسام عبدالرحمن املشاقبه ‪ :‬االعالم الصحي‪،‬ط‪،1‬االردن‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ 2012،‬ص‪144‬‬
‫‪ -4‬بشير مصطفاوي ‪ :‬دور الحمالت االعالنية في نشر الوعي الصحي لدى الطالب الجامعي‪ ،‬رسالة ماستر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫تبسه‪ ،‬جامعة العربي التبس ي‪ ،‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم علوم االعالم واالتصال‪،2016،‬ص‪52-51‬‬
‫‪ -5‬حنان حسن صالح الكسواني‪ :‬دور الصحافة االردنية اليومية في التوعية الصحية ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬األردن‪ ،‬جامعة‬
‫الشرق االوسط‪ ،‬كلية العلوم االنسانية‪ ،‬قسم االعالم‪2009،‬ف‪ ،‬ص‪13‬‬
‫‪ -6‬حافظ عثمان حاج بشير‪ :‬االذاعات املتخصصة ودورها في نشر الوعي الصحي بالسودان‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬السودان‪،‬‬
‫جامعة الجزيرة‪ ،‬كلية علوم االتصال‪ ،‬قسم االعالم‪ ،2018،‬ص‪140‬‬
‫ً‬
‫‪ -7‬سناء الدويكات‪ :‬مفهوم التوعية الصحية لغة واصطالحا‪ ،‬مقال منشور على املوقع االلكتروني موضوع أكبر موقع‬
‫عربي بالعالم ‪ https://mawdoo3.com/%D9%85%‬تاريخ النشر ‪٢١‬ديسمبر ‪٢٠١٦‬ف‪ ،‬تاريخ التصفح‪2020-11-26‬ف‬
‫الساعة‪ ،9:30‬املوافق الخميس‪.‬‬
‫‪ -8‬شعباني مالك‪ :‬دوراإلذاعةاملحلية فينشرالوعيالصحيلدىالطالبالجامعي ‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬الجزائر‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬
‫جامعة منثوري‪ ،‬كلية العلوم االنسانية‪ ،‬قسم علم االجتماع والديمغرافيا‪.2006،‬‬
‫‪ -9‬عبدهللا محمد عبدهللا‪ :‬األطر الخبرية للتناول االعالمي لجائحة كورونا(‪ ،)covID19‬بحث منشور في مجلة كلية الفنون‬
‫واالعالم‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬ليبيا‪ ،‬مصراته‪ ،‬جامعة مصراته‪ ،‬كلية الفنون واالعالم‪،‬يونيو‪ ،2020‬ص‪156‬‬
‫‪ -10‬عبد االمير عباس حسين وخديجة ضيدان‪:‬دورالقنواتاالذاعيةوالتلفزيونيةاملحليةفينشرالوعيالصحيلدى‬
‫طلبةالجامعاتالعراقية‪،‬بحث منشور في مجلة املستنصرية للدراسات العربية والدولية‪ ،‬العدد‪،40‬العراق‪،‬مركز‬
‫املستنصرية للدراسات العربية والدولية ‪183-161 ،2012‬‬
‫‪ -11‬قطوف عفاف‪ :‬دور إذاعة برج بوعريريج املحلية في نشر التوعية الصحية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جامعة‬
‫محمد بوضياف باملسيلة‪ ،‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم علوم االعالم واالتصال‪.2016،‬‬

‫‪69‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ -12‬مصعب عبدالسالم املعايطة‪ :‬دور التلفزيون االردني في التثقيف الصحي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬االردن‪ ،‬جامعة البتراء‪،‬‬
‫كلية اآلداب والعلوم‪ ،‬قسم الصحافة‪ ،2014،‬ص‪2‬‬
‫‪ -13‬محمد علي محمد غريب وأخرون‪ :‬دراسات في االعالم الصحي ‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬املكتب العربي‬
‫للمعارف‪ ،2018،‬ص‪108-107‬‬
‫‪ -14‬نسيبة العلمي‪ :‬دور التلفزيون في نشر الوعي الصحي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجزائر‪ ،‬أم البواقي‪ ،‬جامعة العربي بن‬
‫مهيدي‪ ،‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم االنسانية‪ ،2019،‬ص‪6‬‬
‫حكمت االستمارة من كال‪:‬‬
‫‪ -1‬د‪ .‬ابراهيم سالم إشتيوي ‪ :‬عضو هيئة تدريس ‪ -‬كلية االعالم بجامعة ترهونة – ليبيا‬
‫‪ -2‬د‪ .‬سكينة بن عامر‪ : ،‬عضو هيئة تدريس ‪ -‬كلية االعالم‪ -‬جامعة بنغازي‪ -‬ليبيا‬
‫‪ -3‬د‪ .‬عبد املولى ضو السائح‪ :‬عضو هيئة تدريس ‪ -‬كلية االعالم بجامعة ترهونة – ليبيا‬
‫‪ -4‬أ‪ .‬علي صالح أحمد (مراجع لغوي)‪ :‬عضو هيئة تدريس‪ -‬كلية اآلداب الجميل‪ -‬جامعة صبراتة‪.‬‬

‫‪70‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫الوضع اإلنساني وسؤال األزمات والكوارث في القرن الحادي والعشرين‬


‫‪The question of crises and disasters in the twenty-first century‬‬
‫هشام مصباح‬
‫دكتوراه فلسفة‬
‫عبد الحميد مهري قسنطينة‪ 2‬الجزائر‪ /‬جزائرية‬
‫‪hicham.philo21@gmail.com‬‬
‫امللخص‪:‬‬
‫الغي ْر ْ‬
‫معلنلكورونا‪ ،‬ليتم التحول بسرعة البرق نحو البحث‬ ‫يعيش العالم اليوم تحوالت كبرى في جميع مجاالت الحياة بعد االجتياح ّ‬
‫عن السبل والطرق الكفيلة بإنقاذ االنسانية من امتحان قد تكون نهاتيه غير متوقعة خصوصا إذا كان الثمن الحياة‪ ،‬إنه صراع جديد بين‬
‫الطبيعة واالنسان الذي لطاملا ادعى سيطرته عليها وكان مفتخر بذلك إلى أقص ى الحدود‪ ،‬ليكتشف سريعا مدى خطأه الفادح‪ ،‬وعليه فإن‬
‫فيروس كورونا يبدو أنه اكبر من وباء عادي بل صراع جديد بين القوى الكبرى في العالم‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الوباء‪ ،‬األزمات‪ ،‬العالم الراهن‪ ،‬اإلنسان‪ ،‬القيم‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The world is experiencing today major transformations in all areas of life after the unspoken invasion of Corona, in‬‬
‫‪order to transform at lightning speed towards the search for ways and methods to save humanity from a test whose ends‬‬
‫‪may be unexpected, especially if the price is life, it is a new conflict between nature and the human being that has always‬‬
‫‪been He claimed control of it and was proud of it to the extreme, to quickly discover the extent of his fatal mistake, and‬‬
‫‪accordingly, the Corona virus appears to be greater than an ordinary epidemic, but rather a new conflict between the‬‬
‫‪world's major powers.‬‬
‫‪Key words: epidemic, crisis, current world, people, values‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫لقد وضع فيروس كورونا اإلنسان أمام واقع جديد لم يكن يخطر على باله إطالقا وهو الذي بلغ ما بلغ من‬
‫منجزات علمية وتقنية فاقت حدود العقل البشري وتجاوزت قدرته في جميع مجاالت املعرفة‪ ،‬فلم يكن يخطر على باله‬
‫يوما أن يجد نفسه يبحث عن الكمامات واألقنعة الواقية وهو الذي امتلك أرقى التكنولوجيات الطبية وبلغ مستوى‬
‫الطب عنده أعلى درجات التقدم والتطور‪ ،‬كل هذا حدث في فترة زمنية قصيرة تغيرت فيها كل موازين القوى االقتصادية‬
‫واالجتماعية وحتى السياسية‪ ،‬حيث تكمن أهمية هذا البحث في محاولة استقراء أهم األسئلة املتعلقة بوضع اإلنسان في‬
‫فعالة في التعامل مع هكذا حاالت‪.‬‬‫ظل األزمات الصحية وانتشار األوبئة ومن ثمة ايجاد استراتيجية ّ‬
‫وعلى هذا األساس سنحاول في ورقتنا البحثية هذه الوقوف على أهم النقاط الحاسمة املتعلقة بسؤال الوباء‬
‫واألزمات في ظل التحوالت الراهنة التي يعرفها العالم اليوم على جميع األصعدة‪ ،‬ومن ثمة البحث في كيفية التعامل مع‬
‫هذه األوضاع وفق رؤية استشرافية تغوص في أعماق الواقع الراهن وتحدياته‪ ،‬ومنه كيف يمكن التعامل مع هذه األوضاع‬
‫املستجدة؟‬
‫أوال‪ :‬قراءة في ماهية الوباء وتاريخيته‪:‬‬
‫مما ال شك فيه أن محاولة ضبط مفهوم واحد دقيق لعلم األوبئة من األمور الصعبة التي ال يمكن الجزم فيها بمثل‬
‫هذه السهولة‪ ،‬ذلك مرده إلى طبيعة هذا العالم الخاصة من جهة ومميزاته املجهرية من جهة أخرى‪ ،‬وعليه فالحديث عن‬
‫ً‬
‫عالم األوبئة وامليكروبات والفيروسات هو حديث عن عالم واسع جدا يحتاج إلى العديد من البحوث املتخصصة في مجال‬
‫الطب والبيولوجيا من أجل اإلملام بهذا العلم الذي مازال يكتنفه الكثير من الغموض إلى حد األن‪ ،‬وهي من األفكار‬

‫‪71‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫الجوهرية التي يجب الوقوف عندها‪ ،‬وهنا نستحضر تلك القصيدة الجميلة لصاحبها هيليربيلوك تحت عنوان امليكروب‬
‫سنة ‪ 1897‬والتي يقول في بعض ابياتها‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫جدأ ال يمكنك أن ت َت َب ّي ُ‬ ‫َّ ّ‬
‫نه أبدا‬ ‫امليكروب صغير جدا‬
‫ً‬
‫لكن كثيرا من املتفائلين يأمل أن ينظر إليه من خالل املجهر‪...‬‬
‫لكن العلماء من املفترض أنهم يعلمون‬
‫يؤكدون أن األمر على هذا النحو البد أن يكون‬
‫أواه! دعونا أبدا ال نرتابفي أمر لم يجزم فيه أحد بجواب‪ .1‬فرغم أن هذه القصيدة تحاكي عالم الفيروسات بنوع من‬
‫الهزلية في وصفها لعالم دقيق صعب املالحظة يحتاج إلى أجهزة وأدوات متخصصة وخبرة علمية كبيرة إال أنها حملت معها‬
‫الكثير من األفكار األساسية املوجهة للرأي العام بغية قبول فكرة وجود عالم ال متناهي في الصغر أخطر بكثير من العالم‬
‫الذي نعيش فيه‪ ،‬ومن ثمة التأكيد على ضرورة معرفته من أجل سهولة التعامل معه‪ ،‬مع التأكيد على أن ظهور عالم‬
‫الفي روسات يرجع إلى ماليين السنين‪ ،‬ذلك أن الفكرة التي كانت سائدة هي عدم اقتناع الناس باألمراض الناتجة عن هذه‬
‫الفتاكة التي سببت الكثير من املآس ي اإلنسانية‪ ،‬يقول دوروثيإتش كروفورد‪ " :‬تطورت‬ ‫الفيروسات وامليكروبات الالمرئية ّ‬
‫امليكروبات البدائية على كوكب األرض منذ ما يقرب من ثالثة مليارات عام‪ ،‬غير أن اإلنسان لم يتمكن من عزلها إال في‬
‫أواخر القرن التاسع عشر‪."2‬‬
‫‪ -1‬علم األوبئة الداللة واملعنى‪:‬‬
‫بالرجوع إلى االشتقاق اللغوي واالصطالحي لكلمة علم األوبئة نجد‪:‬‬
‫ٌ‬
‫أ‪ -‬املدلول اللغوي لكلمة علم األوبئة‪ :‬يعرف الوباء في جانبه اللغوي بأنه كل مرض عام وجمعه أوباء ُوأوبئة‪ ،‬ويقال كما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جاء في ابن منظور" َو ِبئت األرض تبوأ فهي موبوءة بمعنى كثر مرضها وغيرها من املفردات التي تشير كلها إلى املرض‬
‫والسقم‪ ،‬لذلك نجد لها العديد من املرادفات من قبيل القرف‪ ،3‬وعليه فهناك من تعامل مع لفظة الوباء أو علم األوبئة‬
‫ً‬
‫تعامال دقيقا‪ ،‬بحثا ًعن املدلول الحقيقي الذي يعنيه هذا املصطلح لغويا واصطالحيا‪ ،‬واملفاهيم األخرى ذات العالقة‬
‫الوطيدة به من قريب أو من بعيد‪.‬‬
‫إن كلمةعلم األوبئة ‪ Epidemiology‬مشتقة من الكلمة ‪ epidemic‬التي تعني وباء‪ ،‬وهذه الكلمة بدورها مكونة من‬
‫اليونانيين ‪ epi‬بمعنى (بين) و‪ demos‬بمعنى (الناس)‪ ،‬أي ما هو متفش ي بين الناس أو في تجمعات سكانية معينة‬ ‫َّ‬ ‫املقطعين‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫من أمراض وأوبئة متنوعة ي ّس ِب ُب انتشارها هلعا وذعرا كبيرا بسبب النتائج الوخيمة التي تتركها هذه األوبئة على جميع‬
‫املجاالت ذات الصلة املباشرة بصحة اإلنسان‪ ،‬وعليه فعلم األوبئة كما عرفه" رودولفوساراتش ي" " علم األوبئة هو علم‬
‫يدرس الصحة واملرض داخل املجتمعات السكانية‪ "4‬فهو ذو عالقة جد وطيدة بالجانب السكاني من زاوية صحية‪،‬‬
‫بمعنى البحث في األمراض املتعلقة بالتجمعات السكانية واملتفشية في مناطق معينة أو دول بأكملها‪ ،‬وهو الفرق بينه وبين‬
‫الطب االكلينيكي الذي يهتم بتشخيص األمراض على مستوى العيادة واملخبر‪ ،‬بل يتجاوزه إلى األمراض املعدية املنتشرة‬

‫‪ -1‬دوروثي إتش كروفورد‪ ،‬الفيروسات‪ ،‬ترجمة أسامة فاروق حسن‪ ،‬مؤسسة هندواي للتعليم والثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ،2014‬ص‪.11 ،‬‬
‫‪ -2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.12 ،‬‬
‫‪ -3‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،190-189/1،‬الجوهري‪ :‬الصحاح ‪/1‬ص‪.79،‬‬
‫‪ -4‬رودولفوساراتش ي‪ ،‬علم األوبئة‪ ،‬ترجمة أسامة فاروق حسن‪ ،‬مؤسسة هندواي للتعليم والثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى ‪،2015‬‬
‫ص‪.14 ،‬‬

‫‪72‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫ً‬
‫بين الناس‪ ،‬والذي يعود تاريخه إلى حقب زمنية قديمة جدا‪ ،‬فهو العلم الذي يتعامل مع ما يحدث للبشر‪ ،‬أي ما يسقط‬
‫فوق رؤوسهم باعتباره الجسر ما بين الطب الحيوي والعلوم االجتماعية والعلوم السلوكية‪.1‬‬
‫ب‪ -‬علم األوبئة املفهوم االصطالحي‪ :‬لعلم األوبئة العديد من املفاهيم نتيجة األبعاد املتنوعة التي يحملها هذا املصطلح‪،‬‬
‫وعليه سنحاول التركيز على مفهومه العلمي‪ ،‬وخاصة امليدان الطبي والبيولوجي حتى يتسنى الوصول إلى فهم حقيقي لهذا‬
‫املجال الطبي باألساس ومن بعدها التجليات املختلفة التي يطرحها‪ ،‬ولعلمن أهم التعريفات التي أطلقت على علم األوبئة‬
‫نجد‪ :‬إن علم الوبائيات هو فرع من العلوم الطبية التي تعالج الوباء‪ ،‬أيضا علم دراسة الوباء وطرق الوقاية‪ ،‬ودراسة‬
‫حدوث األمراض‪ ،2‬فعلم األوبئة يهتم بدراسة الحاالت الجماعية للعدوى‪ ،‬اي بالعدوى الجماعية وليس بالحاالت الفردية‬
‫للمرض ألن األمراض الوبائية في األصل أمراض معدية تصيب أعداد كبيرة من البشر وهذا ال يعني أن جميع األمراض‬
‫املعدية وبائية‪ ،3‬بل على العكس تماما توجد العديد من األمراض املعدية وال تصنف في خانة األوبئة‪ ،‬نتيجة األثار‬
‫ً‬ ‫الخفيفة التي ّ‬
‫تسببها خصوصا ما يتعلق باالنتشار بين الناس‪ ،‬وعليه فعلم األوبئة يمكن تناوله من زاويتين أساسيتين كما‬
‫يرى أهل االختصاص‪ ،‬حيث تتعلق املسألة األولى بانتشار األمراض في املكان والتجمعات السكانية وفق مجموعة من‬
‫املعايير من قبيل العمر‪ ،‬العرق‪ ،‬الجنس وغيرها من العوامل األخرى‪ ،‬مثل العوامل التي تؤذي إلى انتشار هذه األمراض‬
‫كالعوامل الناقلة للطاعون والحمى واملالريا والقائمة طويلة في هذا املجال‪ 4،‬وعلى هذا األساس تتشعب طرق انتقال هذه‬
‫األمراض املعقدة التي تكون في الكثير من الحاالت مجهولة األسباب أو صعوبة معرفة كيفية حدوثها بدقة مقارنة‬
‫باألمراض األخرى‪ ،‬وعلى العموم فإن علم األوبئة يختص بدراسة انتشار وتفش ي املرض‪ ،‬فعندما يتحول املرض إلى وباء‬
‫ً‬ ‫يصبح تأثيره شديد ّ‬
‫ومدمر إلى الحد الذي يتسبب في هالك شديد للمحصول املزروع فيسمى مجازا مرض وبائي‬
‫‪ Epidemicdisease5‬وعليه يشمل علم األوبئة العديد من املجاالت املعرفية املتعلقة باملرض وكيفية حدوثه‪.‬‬
‫فعلم األوبئة يعتبر من العلوم الحديثة مقارنة بالعلوم الطبية األخرى‪ ،‬ألنه علم عملي وقد تطور في محتواه‬
‫ََّ ْ‬
‫لألمراض التي تؤثر على البشر خالل وقت معين‪ ،‬ففي بداية تك ْون املجتمعات كانت املشاكل الصحية األساسية في‬
‫ّ‬
‫اإلنسان ناجمة عن األمراض املعدية ‪ ،infection diseases‬وهذه األمراض املعدية هي التي تشكل األساس الذي يقوم عليه‬
‫علم األوبئة‪ ،‬وعلى أساسه تطور هذا العلم من جميع الجوانب الطبية والبيولوجية‪ ،6‬وبالتالي التأكيد على البعد الخطير‬
‫الذي ُ‬
‫ينجر عن هذه األوبئة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األوبئة وسؤال األزمة تشخيص حالة اإلنسان الراهنة‪:‬‬
‫إن البحث عن مفهوم لفيروس كورونا هو بحث عن مفهوم جديد لإلنسان والحياة االنسانية ومن ثمة األسئلة‬
‫األنطولوجية واألكسيولوجية املحددة لها‪ ،‬بمعنى عدم االكتفاء باملفهوم العلمي الطبي فقط بل البحث في ما بعد املفهوم‬
‫واالنعكاسات التي تطرح في هذا املجال على واقع اإلنسان في القرن الحادي والعشرين‪ ،‬ومن ثمة سؤال عالقة اإلنسان‬
‫ً‬
‫بالطبيعة والعالم واملعيش خصوصا ونحن نعيش في زمن التقدم العلمي والتكنولوجي الكبير‪ ،‬في زمن العوملة وما فرضته‬

‫‪ -1‬أحمد منديل‪ ،‬علم الوبائيات نظرة عامة‪ ،‬املعهد العالي للصحة العامة‪ ،‬جامعة االسكندرية‪ ،‬ص‪.7،‬‬
‫‪ -2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.8 ،‬‬
‫‪ -3‬شلدون واتس‪ ،‬األوبئة والتاريخ املرض والقوة اإلمبريالية‪ ،‬ترجمة أحمد محمود عبد الجواد‪ ،‬املركز القومي للترجمة‪ ،2010 ،‬ص‪،‬‬
‫‪.8‬‬
‫‪ -4‬شلدون واتس‪ ،‬األوبئة والتاريخ املرض والقوة اإلمبريالية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.9،‬‬
‫‪ -5‬محمد عبد الرحمن الوكيل‪ ،‬األوبئة وعلم دراسة األوبئة‪ ،‬كلية الزراعة جامعة املنصورة ‪ ،‬يناير‪ ،2010‬ص‪.1،‬‬
‫‪ -6‬ياسر العمر‪ ،‬مقدمة في املفاهيم االساسية في علم الوبائيات‪ ،‬مقرر الوبائيات ومنهجية البحث العلمي‪ ،‬الطب البشري‪ ،‬جامعة‬
‫حماه‪ ،‬ص‪.1،‬‬

‫‪73‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫من تقارب كبير بين بني البشر الدين أصبحوا يعيشون في قرية واحدة مصغرة‪ ،‬زالت فيها كل الحدود الجغرافية‬
‫واإلقليمية وأصبحت الحدود الوحيدة هي الحدود العلمية واملعرفية ألن املعيار الوحيد اليوم هو معيار املعرفة فاملعرفة‬
‫معيار الوجود الحقيقي في العالم‪ ،‬خصوصا وأن الحديث عن املوت قد أضحى وكأنه مشاهدة فيلم معين أو االستماع‬
‫لحكاية ما من حكايات اإلنسان ووجوده‪ ،‬فما هو مرض كورونا الجديد‪COV19‬؟‬
‫‪ -1‬الوضع الصحي وسؤال اإلنسان‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫تصيب اإلنسان مسببة أثارا وخيمة على الصحة العامة‬ ‫واحد من الفيروسات التاجية التي‬ ‫فيروس كورونا هو‬
‫لألشخاص تشبه إلى حد كبير األمراض الزكامية التي تصيب الجهاز التنفس ي لإلنسان مثل املتالزمة التنفسية الحادة‬
‫ً‬
‫مزمنة أو‬
‫ٍ‬ ‫اض‬
‫الوخيمة املعروفة باسم سارس حيثتتزايد خطورتها مع فئات معينة من البشر خصوصا املصابين بأمر ٍ‬
‫ً‬
‫أمراض القلب والسكري والكبار في السن الدين تكون مناعتهم ضعيفة‪ ،‬فهو فيروس قاتل لإلنسان بدرجة كبيرة جدا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً َّ‬
‫وباء عامليا ُيش ِك ُل أزمة صحية حقيقية بالنسبة‬ ‫ولذلك تم اعتباره من طرف هيئة األمم املتحدة واملنظمة العاملية للصحة ً‬
‫لإلنسان نتيجة األثار الوخيمة التي ينتجها‪ ،‬وقد جاء في تصريح األمين العام لألمم املتحدة أنطونيو غوتيريس‪ ":‬يواجه‬
‫ُ ُ‬ ‫ً‬
‫العالم أزمة صحية عاملية ال مثيل لها في تاريخ األمم املتحدة عبر ‪ 75‬عاما وهي أزمة تنشر املعاناة اإلنسانية وتش ُل‬
‫االقتصاد العاملي‪ ،‬وتقض ي على حياة الناس‪ "1‬وفي هذا اعتراف واضح بحجم املخاطر املتعددة املجاالت لفيروس كورونا‬
‫وأبعاد ذلك على الحياة اإلنسانية‪.‬‬
‫ُ‬
‫ففيروس كورونا هو فصيلة كبيرة من الفيروسات التي تصيب اإلنسان والحيوان حيث ت َّس ِب ُب كل أنواع كورونا‬
‫َ‬
‫التهابات بالجهاز التنفس ي لدى اإلنسان‪ ،‬وهو من األمراض التي لم تكن معروفة من ق ْب ْل‪ ،‬ظهرت ألول مرة في املدينة‬
‫الصينية ووهان في نهاية سنة ‪2019‬م بمعنى أنه لم يظهر من قبل في أي دولة من دول العالم‪ ،‬بل فيروس جديد من نوعه‪،‬‬
‫تنجم عنه الكثير من األسئلة املتعلقة بكيفية‬ ‫ُ‬ ‫لذلك يطلق عليه لفظ املستجد‪ ،‬وعندما يكون فيروس جديد في ظهوره‬
‫الوقاية منه أو الوصول إلى عالج محدد له‪ ،‬وهو ما وقع بالفعل في العالم‪ ،‬فبالرغم من القوة العلمية والتكنولوجية التي‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫بلغها العلم إال أنه وقف عاجزا عن إيجاد لقاح مضاد له بطريقة أكيدة بل تبقى محاوالت املختبرات العلمية سارية‬
‫َ ّْ‬
‫املفعول في سباق شرس من أجل الظفر اللقاح املناسب‪ ،‬ترياق األلم الرهيب الذي خل َف ْت ُه جائحة كورونا التي تستحق‬
‫َ‬
‫لقب الفيروس التاجي عن جدارة واستحقاق ألنه تفوق على جميع الفيروسات واألوبئة التي ظهرت قبله سواء من جهة‬
‫سرعة االنتشار أو من جهة عدد الضحايا أو الوفيات في ظروف قياسية فقط‪ ،‬وعليه ضرورة التأكيد على نقطة محورية‬
‫في ما يخص وباء كورونا وهي عدم اكتشافه من قبل لدى اإلنسان وهي مسألة في غاية األهمية‪.‬‬
‫أما املسألة الثانية املهمة فتتعلق بكيفية انتقاله من شخص إلى أخر أو قبلها مصدر هذا الوباء‪ ،‬بمعنى أن كل‬
‫وسطه الحيوي الذي يعيش فيه ومنه ينتشر إذا توفرت أسباب االنتشار‪ ،‬فإذا أخدنا مثال انفلونزا الخنازير‬ ‫ُ‬ ‫فيروس له‬
‫نجد مصدرها الخنازير بمعنى تصيب هده الحيوانات وبعدها يمكنها االنتقال إلى بقية الحيوانات األخرى‪ ،‬أو منها إلى‬
‫اإلنسان‪ ،‬ونفس الش يء بالنسبة لوباء إيبوال أو سارس وغيرها‪ ،‬فمن املتفق عليه في األوساط العلمية املتخصصة في‬
‫دراسة األوبئة والبحث عن مصدرها‪ ،‬أن املصدر الحقيقي وراء فيروس كورونا لم يتم تحديده بعد‪ ،‬بمعنى لم يعرف بعد‬
‫َ‬
‫وجود العديد من اآلراء التي ت ْت ِف ُق كلها على أنه مرتبط بالسوق البحري الحيواني في الصين‬
‫أسباب حدوث وباء كورونا رغم ِ‬
‫يؤكد مدى صحة تلك النتائج‪ ،‬بل تبقى‬ ‫في مدينة ووهان أي مصدر حيواني‪ ،‬ولكن رغم ذلك فال يوجد أي دليل علمي ثابت ُ‬
‫مجرد فرضيات مازالت قيد الدراسة التجريبية املخبرية من خالل التعامل مع التحاليل الوراثية لهذا الفيروس التي هي قيد‬
‫ً‬
‫املتابعة عامليا من كبرى مخابر البحث الطبي والبيولوجي في العالم‪ ،‬ملعرفة أسرار كورونا وفك شيفرتها الخفية‪ ،‬ولكن ما‬
‫يجب الـتأكيد عليه هنا هو مدى ثبوت انتقاله بين البشر‪ ،‬بمعنى سرعة انتشاره ونقل العدوى بين املصابين الذي يحتل‬

‫‪ -1‬انطونيو غيتريس‪ ،‬خطة االستجابة اإلنسانية العاملية لفيروس كورونا املستجد‪ ،‬أفريل ‪ ،2020‬ص‪.2،‬‬

‫‪74‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫حساسة‬ ‫كبار السن وأصحاب األمراض املزمنة املرتبة األولى فيها من دون أي منازع‪ ،‬ومن ثمة التأكيد على نقطة أخرى ّ‬
‫بالنسبة ملرض كورونا وهي انتقال العدوى من شخص إلى أخر عبر االحتكاك به مباشرة أو من خالل اللمس املباشر وغير‬
‫الرداد‪ ،‬وغيرها من الطرق التي يمكن اإلصابة‬ ‫ْ‬ ‫املباشر‪ ،‬العطس‪ ،‬مالمسة األسطح العامة املستعملة من طرف املواطنين‪،‬‬
‫َ َ‬
‫بالعدوي من خاللها‪ ،‬أ ْعل َن ْت املنظمة العاملية للصحة مند نهاية شهر نوفمبر ‪2019‬م وشهر ديسمبر حالة الطوارئ‬
‫القصوى في مدينة وهان وجميع املدن الصينية وما جاورها‪ ،‬وفي ‪ 30‬جانفي ‪ 2020‬م تم اإلعالن عن حالة طوارئ في كافة‬
‫عاملي يقتض ي األخذ بالتدابير والتعليمات الصحية املنصوص عليها في مثل‬ ‫ٍ‬ ‫أنحاء العالم‪ ،1‬بمعنى اعتبار الوباء ذو طابع‬
‫ُ‬
‫هذه الحاالت الخاصة التي ت ِص ْي ُب البشرية‪.‬‬
‫تتمثل األعراض األساسية ملرض كورونا فيروس في التهابات في الجهاز التنفس ي تتراوح هذه األعراض من نزلة برد إلى‬
‫التهاب رئوي حاد تنتقل بين األشخاص عبر القطرات‪ ،‬والسعال والعطس واملصافحة وملس األسطح ومقابض األبواب‪،‬‬
‫جد مكانه املفضل عند األشخاص املسنين وأصحاب األمراض املزمنة‪ ،‬لذلك تكون هذه الفئة أكثر عرضة للمرض‬ ‫كما َي ُ‬
‫َ‬
‫أكثر من الفئات األخرى‪ ،‬مما يتطلب ضرورة توفير الحماية الحقيقية لهؤالء املصابين بالفيروس‪ ،‬ومن هذا املنطلق ق َد َم ْت‬
‫منظمة الصحة العاملية ثالثة تعريفات خاصة بكورونا انطالقا من طبيعة األعراض التي تتركها على املصابين وهي‪:‬‬
‫ّْ َ‬ ‫ْْ‬
‫ات سريرية أو راديولوجية أو هيستوباثولوجية تدل على‬ ‫أ‪ -‬تعني اإلصابة باعتالل تنفس ي َحاد مسبب للحمى مع وجود َبين ٍ‬
‫مرض النسيج الرئوي املتني مثل االلتهاب الرئوي أو متالزمة الضائقة التنفسية الحادة‪ ،‬إضافة إلى وجود صلة وبائية‬
‫مباشرة مع حالة مؤكدة للعدوى بفيروس كورونا‪ ،‬مع وجود بعض الحاالت االحتمالية من قبيل عدم وجود اختبار‬
‫الكشف عن كورونا أو ظهور نتائج سلبية عند إجراء هذا االختبار على عينة واحدة غير كافية أو ظهور نتائج غير حاسمة‪.‬‬
‫‪ -2‬األزمات املتعددة التي تطرحها األوبئة‪:‬‬
‫يعيش العالم اليوم في القرن الحادي والعشرين في خضم تحوالت كبرى مست جميع مناحي الحياة اإلنسانية بوتيرة‬
‫رهيبة ومتسارعة في الوقت ذاته‪ ،‬هذا التسارع في مسار العلوم مربوط بالثورات العلمية الكبرى التي عرفها العالم في الفترة‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫الراهنة وفي جميع مجاالت العلوم‪ ،‬حيث َيش َه ُد العالم ثورة فيزيائية كبيرة لم يعرفها من قبل‪ ،‬خصوصا أمام النظريات‬
‫ُ‬
‫الجديدة في تفسير الكون وقوانينه املتعددة‪ ،‬هذه القوانين امل َع ِب َر ِة عن مدى القوة العلمية واملعرفية التي بلغتها علوم املادة‬
‫ً ُ‬
‫دليل ما قدمته الثورة الكمومية من خدمات‬ ‫الجامدة في مسارها التقدمي الذي ال يعرف حدودا يقف عندها‪ ،‬وأفضل ٍ‬
‫لبقية العلوم األخرى في فهم حركة األجسام ومصدر الطاقة وغيرها من املنجزات‪ ،‬إلى جانب املدى الرهيب للفيزياء ُ‬
‫تبرز‬
‫الثورة املعلوماتية بما فتحته من أفاق عظيمة في عمليات التواصل العاملي وطرق التعامل بين البشر في كل مكان داخل‬
‫الكوكب األزرق وداخله لتعلن عن مرحلة جديدة في خريطة تقنيات التواصل ومختلف البرمجيات التي غزت كافة مجاالت‬
‫ً‬
‫الحياة اإلنسانية معلنة أن املستقبل لن يكون إال من خالل العالم السبراني‪ ،‬ونحن نشاهد العالم اليوم في خضم األزمات‬
‫الكبرى التي يعانيها كيف يجد متنفسه الوحيد في دلك العالم االفتراض ي الذي يسمح له بالبقاء على قيد التواصل ومعرفة‬
‫عامليا‪ ،‬ومن ثمة املساهمة ّ‬ ‫ً‬
‫الفعالة في تغطية احتياجاته املختلفة‪ ،‬كما نجد الثورة البيولوجية التي تعتبر أقوى‬ ‫الجديد‬
‫الثورات بما قدمته من معارف في فهم أعقد ش يء في الكون أال وهو الحياة‪ ،‬فمند النجاح في فك الشيفرة الوراثية لإلنسان‬
‫والعالم يشهد تحوالت كانت في سنوات قليلة فقط من قبيل الخيال العلمي‪ ،‬لتعلن أن القرن العشرين والحادي‬
‫والعشرين هو قرن الثورة البيولوجية والهندسة الوراثية‪ ،‬حيث يتحول الصراع من الحرب النووية إلى الحرب الجينية‪،‬‬
‫وأفضل دليل على ذلك إفرازات الثورة البيولوجية املختلفة كاالستنساخ والهندسة الوراثية‪ ،‬وتقنيات االنجاب الحديثة‪،‬‬
‫حطم جميع‬ ‫َ‬ ‫وأطفال األنابيب والقائمة طويلة في هذا املجال‪َ ،‬لي ِج َد إنسان القرن الحادي والعشرين نفسه أمام عالم‬

‫‪1‬‬ ‫; ‪- Ibrahima chérif ; Analyse politique de la pandémie coronavirus –covid19- ; May 2020‬‬
‫‪http//www.resarchagate.net- publication -341776120.‬‬

‫‪75‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫ْ‬
‫األرقام في مضمار التقدم العلمي والتكنولوجي الذي َوف َّر له جميع املستلزمات التي يحتاجها في حياته‪ ،‬رافقته في الجهة‬
‫ً‬
‫املقابلة مجموعة أخرى من التحديات األكثر خطورة لعل من أهمها التحديات االيكولوجية واملناخية التي أصبحت الخطر‬
‫ً‬
‫املحدق باإلنسان من جميع جوانبه‪ ،‬إضافة إلى األخطار األخرى كاألوبئة واألمراض املعدية والتهديدات الخطيرة التي أصبح‬
‫ً ُ ْ‬
‫يعيش في وسطها‪ ،‬األمر الذي يجعلنا دائما ن ِع ّي ُد طرح السؤال األخالقي والقيمي املرافق للتحديات العلمية املفروضة على‬
‫اإلنسان في القرن الحادي والعشرين‪.‬‬
‫‪ :1-2‬العلم يتباها بقوته في القرن الحادي والعشرين منجزات حيرت العقول‪:‬‬
‫بلغ العلم التقني مرحلة تطور فائقة في مند بديات القرن العشرين وحتى افتتاح عصر القوة العلمية القرن‬
‫ُ‬
‫يصعب‬ ‫الحادي والعشرين أين اجتمعت مختلف الحقول العلمية واملعرفية مع بعضها لتشكل ذلك الحصن املنيع الذي‬
‫اسقاطه بما اكتسبه من ثقة في نفسه فاقت كل الحدود املتفق عليها‪ ،‬ومن ثمة بات العلم والتقنية هما جوهر الوجود‬
‫َ َ ْ‬
‫وسخ َر لها جميع‬ ‫اإلنساني وشرط الدخول في املجتمع اإلنساني الذي أنهكته مسيرة البحث عن السعادة التي لطاملا نشدها‬
‫ً‬
‫إمكانياته في سبيل الحصول عليها‪ ،‬فكان نتاج ذلك إعالنه الرسمي سيدا للطبيعة وفق املبدأ الديكارتي القائم على مبدأ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ت َس ُّي ُد اإلنسان على الطبيعة والسيطرة عليها بتسخير كل مكنوناتها ِخ ْد َمة لإلنسان امل َف ِك ِر‪ ،‬ليبدأ شوطا جديدا من مسار‬
‫وعبادة التقنية التي أنتجها بنفسه‪ ،‬فماهي منجزات العلم التقني في القرن الحادي والعشرين؟ وهل نجح‬ ‫ِ‬ ‫اإلنسان املعاصر‬
‫اإلنسان في االستفادة من افرازاته املتنوعة؟‬
‫إن مسيرة البحث وبلوغ املعرفة ليست بالجديدة على اإلنسان فمند عصوره القديمة وهو يسعى بكل ما اكتسب‬
‫فيه‪ ،‬لذلك‬ ‫ُ‬
‫قوة لبلوغ مختلف غاياته والرقي بمعارفه وقدراته دائما نحو األفضل‪ ،‬الذي يضمن له العيش الذي يرغب ِ‬ ‫من ٍ‬
‫َ ْ ًَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً ُ َ ّ ُر َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫كان مسار العالم ِدائما متجددا يط ِو نفسه باستمرار بحثا عن مزايا أحسن من سابقتها‪ ،‬فاملعرفة املاضية هي جزء ال‬
‫يتجزأ من املعرفة الحاضرة‪ ،‬وهذه األخيرة هي التي تقود العقل البشري نحو معارف جديدة في املستقبل وفي كل فروع‬
‫العلوم واملعارف التي ابتكرها اإلنسان منذ وجوده على الكوكب األزرق‪ ،‬وتلك األسئلة املتراكمة التي لم يصل العلم بعد إلى‬
‫ُ‬
‫أجوبة عليها‪ ،‬ستكون نقطة االنطالق الجديدة في البحث والتقص ي بغية الوصول إلى الحقائق الكامنة ورائها‪ ،‬فتطور‬
‫الطب كان نتيجة لعجز الطب القديم عن ايجاد العالج الحقيقي لألمراض التي يعاني منها اإلنسان‪ ،‬وهكذا يتجدد نشاط‬
‫العلم ويتسع مجاله فيتقدم بوتيرة سريعة نحو أفاق جديدة كانت باألمس من األبواب الي ال يجب االقتراب منها أو طرقها‬
‫على اإلطالق‪ ،‬يقول جون ميدوكس*‪ "1‬في القرن الحادي والعشرين سيتقدم العلم بحيث سيجيب على أسئلة لم تخطر‬
‫َّ‬
‫دليل على ذلك‪ ،‬ففي عام ‪1899‬م كما هو الحال اليوم‪ ،‬فك َّر العلماء‬ ‫بعد على البال‪ ،‬وتاريخ املائة سنة الفائتة أفضل ٍ‬
‫في التقدم العلمي الكبيرللقرن الذي سبق من أجل تحسين املستقبل‪ "2‬فالتقدم العلمي يرتبط دائما باألسئلة الحاسمة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املساهمة في تحقيق فكرة التقدم سواء ٌكان تقدما ماديا ًكما هو الحال في جانب التقنية أو تقدما في مجال األبحاث‬
‫رت نظرت اإلنسان حول الكثير من الحقائق التي لم‬ ‫النظرية الدقيقة كما هو الحال في كبرى النظريات الفيزيائية التي َغ ّي ْ‬
‫ً ً‬ ‫ً‬
‫تكن متاحة نهائيا‪ ،‬ففي مجال الفيزياء لعبت الكثير من األسماء دورا بارزا في تطور النظريات الفيزيائية في تفسيرها ملختلف‬
‫تأكيده أن املادة تتكون من ذرات‬
‫ِ‬ ‫القوانين املتحكمة في حدوث الظواهر من حولنا ويكفي أن ندكر " دالتون" من خالل‬
‫ً‬
‫وكذلك "كارنو" الذي أكد أن املردود الناتج عن تحويل الطاقة إلى شكل أخر ال يمكن اثباته بصفة نهائية واضعا بدلك‬

‫‪ -1‬جون ميدوكس‪ ،‬استاد الفيزياء النظرية في جامعة مانشيستر حتى عام ‪ ،1956‬ثم شغل منصب رئيس مجلة ‪ Nature‬حتى عام‬
‫‪.1995‬‬
‫‪ -2‬جون ميدوكس‪ ،‬العلم في القرن الحادي والعشرين‪ ،‬ترجمة هاني رزق‪ ،‬مراجعة عدنان الحمري‪ ،‬مجلة العلوم‪ ،‬مؤسسة‬
‫الكويت للتقدم العلمي‪ ،‬العدد سبتمبر‪ -‬أكتوبر‪ ،2002 ،‬ص‪.1،‬‬

‫‪76‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫س الترموديناميك مما أدى إلى طرح العديد من املسائل املتعلقة بهذا املجال‪ ،‬إضافة إلى أعمال ماكس بالنكوهيزنبرغ‬ ‫ُأ ُس ْ‬
‫وغيرهم من الفيزيائيين املعاصرين‪.‬‬
‫بالرجوع إلى علم التاريخ نجد أن مسار العلم وتقدمه قد تم تقسيمه إلى مراحل بحسب املنجزات الكبرى التي‬
‫ُ َ ّْ‬
‫ص ٍر منها‪ ،‬والتي تسمى أيضا بموجة كوندراتييف نسبة إلى نيقوالي كوندراتييف عالم‬ ‫وسمت كل فترة زمنية أو ك ٍل ع‬
‫ذهبية هي‪:‬‬ ‫بأحرف‬ ‫ُ‬
‫االقتصاد السوفياتي املشهور‪ ،‬وهذه املراحل التي َد ْو َنها التاريخ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أ‪ :‬املوجة األولى "‪1785‬م‪1842-‬م" مركزها بريطانيا ومحورها الفحم والحديد والطاقة البخارية ‪.‬‬
‫ب‪ :‬املوجة الثانية‪1843":‬م‪1897-‬م" مركزها أملانيا والواليات املتحدة وقوامها الفوالذ وسكك الحديد والسفن البخارية‬
‫واألعتدة امليكانيكية‪.‬‬
‫ج‪ :‬املوجة الثالثة ‪1947 -1898":‬م" مركزها أملانيا والواليات املتحدة األمريكية وقوامها السيارات واألدوات الكهربائية‬
‫َ‬
‫والكيمائية‪ .‬د‪ :‬املوجة الرابعة‪ "2003-1943" :‬مركزها اليابان وقوامها الصناعات امليكانيكية والكهربائية وااللكترونية‬
‫وخاصة حول تكنولوجيا املعلومات من تسجيل ونقل ومعالجة وتوزيع‪ ، 1‬وستكون املوجة الخامسة للثورة املعلوماتية‬
‫والبيولوجية نتيجة التقدم املذهل الذي عرفته هذه العلوم بعد انفجار نهر املعرفة االلكترونية والعوالم الرقمية مع‬
‫األجيال املتعددة لألنترنيت‪ ،‬فبعد تقنيات الجيل الرابع ُي َّج ِه ُز العالم نفسه الستقبال الجيل الخامس بما فيه من تقنيات‬
‫رقمية عالية الدقة والسرعة في التطبيق‪ ،‬ليكون العالم أمام معرفة جديدة نختلف عن سابقتها من حيث الجودة وسبر‬ ‫ٍ‬
‫أغوار الكثير من األشياء التي كنا نجهلها من قبل‪ ،‬ناهيك عن ثورة الدكاء االصطناعي التي فرضت نفسها في الكثير من‬
‫تلعب أدواره األساسية التقنية ومنتجاتها‪.‬‬ ‫ليجد اإلنسان نفسه في عالم ُ‬ ‫املجاالت الحياتية‪َ ،‬‬
‫ثالثا‪ :‬حالة اإلنسان ما بعد الوباء‪:‬‬
‫في خضم التحوالت الكبرى التي يعرفها العالم وأمام التحديات املفروضة عليه في القرن الحادي والعشرين من‬
‫يجد اإلنسان املعاصر نفسه أمام ذلك السؤال الكبير الذي لطاملا‬ ‫جهة واألزمات الحادة التي يعانيها من جهة أخرى‪ُ ،‬‬
‫ً‬ ‫َْ‬
‫انتظره مند عصر األنوار الغربي وبعدها مع مرحلة الحداثة التي أغ َر ْت اإلنسان بالكثير من اآلمال التي ال تختلف كثيرا عن‬
‫وعود العوملة‪ ،‬فهل حققت هذه األخيرة حلم اإلنسان املعاصر حقيقة؟‬
‫‪ -1‬انعكاسات الوباء على الحياة اإلنسانية‪ :‬هذا الحلم النابع من الفكرة الديكارتية التي مضمونها أن يصبح اإلنسان‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ملصالحه‪ ،‬وهي الفكرة ذاتها التي نجدها عند دارن بارني في كتابه"‬ ‫ِ‬ ‫سيدا على الطبيعة بعد أن يقوم بتطويعها خدمة‬
‫املجتمع الشبكي" حيث يقول‪ ":‬لقد آمن الكثير أن املجتمع في العصر ما بعد الصناعي سيحقق ألفراده ما يرغبون فيه‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً َ َ‬ ‫ً‬
‫وسينتج لنا مواطنا أحسن تعلماـ‪ ،‬أش َّد رفاهية ومشاركة ومساواة‪ ،‬إضافة إلى االقتصاد العاملي األكثر ازدهارا وتقدما‬ ‫ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫علميا بعيدا عن كل ايديولوجية وإدارة عقالنية للشؤون العامة‪ ،‬في حين يرى الطرف األخر ومن بينهم أالن‬
‫بشير مجتمع مبرمج‪ ،‬أحادي البعد‪ ،‬من شأنه تعميق‬ ‫تورينوهربرتماركيوز‪ ،‬وجاك إلول‪ ،‬أن في النزعة ما بعد الصناعية ُ‬
‫ُ َ ّْ َ ً‬
‫ضة للهيمنة واالستغالل غير العقالني تحت قناع تقنية عقالنية‬ ‫استالب الرأسمالية حيث تصبح حياة اإلنسان معر‬
‫ً‬
‫موضوعية"‪ 2‬فاملجتمع الشبكي في ظل الرأسمالية وسيادة العصر الصناعي وما بعد الصناعي هو مجتمع أكثر تعقيدا من‬
‫املجتمعات السابقة عليه حيث تزداد الهوة بين املجتمعات وبين األفراد داخل املجتمع الواحد‪ ،‬الذي أصبح ذو بعد واحد‬
‫ُُ‬
‫غياب ِش ْب ِه كل ّ ٍي لألبعاد اإلنسانية االخرى فسيطرة األلة‬ ‫ُ‬
‫وهو البعد الصناعي الذي تتحكم فيه التقنية في كل ش يء‪ ،‬أمام ٍ‬

‫‪ -1‬انطوان بطرس‪ ،‬الثورات العلمية العظمى في القرن العشرين‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.10 ،‬‬
‫‪ -2‬دارن بارني‪ ،‬املجتمع الشبكي‪ ،‬ترجمة أنور الجمعاوي‪ ،‬املركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ،2015‬ص‪.14،‬‬

‫‪77‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫ً‬
‫واألتمتة في عصر الثورة املعلوماتية قد انعكس من دون شك سلبا على اإلنسان املعاصر الذي كان ينتظر اتمام سيادته‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫أصبح خاضعا لها‪.‬‬ ‫يفاجئ وقد‬ ‫على الطبيعة فإذا ِبه‬
‫أما البحث في قضية االختالفات القائمة بين املجتمع الصناعي واألخر ما بعد الصناعي فتكمن بالدرجة األولى في‬
‫االختالفات بين املجتمعين من حيث درجة احكام السيطرة وتعميق االستالب وليست اختالفات نوعية‪ ،‬مع العلم أن‬
‫املجتمع ما بعد الصناعي يقوم على الخدمات حيث تغير امليزان من القوة العضلية الخام والطاقة إلى املعلومات‪ ،‬في حين‬
‫ً‬
‫هناك من رفض فكرة وجود عالم ما بعد صناعي أصال من أمثال ستيفن كوهن‪ ،‬وجون زيسمانمن خالل كتابهما‬
‫"مسائل التصنيع" مؤكدين أنه ال وجود لش يء ُي ْد َع ْى ما بعد صناعي وأن هذه التسمية ما هي إال إيديولوجيا وليست واقع‬
‫ُ‬
‫اقتصادي‪ ،‬وأن التحول من املمارسة الصناعية نحو الخدمات هو أمر مبالغ فيه‪ ،‬بل ما يوجد فعال هو انتقال من صنف‬
‫املجتمعات الصناعية إلى صنف أخر‪ "1‬مثلما حدث االنتقال من املجتمعات الزراعية إلى األخرى الصناعية وهكذا‪ ،‬فقد‬
‫َ‬
‫تظافر مجموعة كبيرة من التخصصات بين املجتمع الصناعي واملجتمع املعلوماتي الذي ُيش ِك ُل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫فرض منطق العوملة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫منعرجا حاسما في تطور مفهوم العوملة ودخول العالم بأكمله في معترك هذه التغيرات العاملية‪ ،‬وهنا نستحضر عام‬
‫‪1978‬م عندما نشر الكاتبان الفرنسيان" سيمون نورا‪ ،‬وأالن منك" كتاب مجتمع املعلوماتية الذي جاء فيه أن الترابط‬
‫َْ‬
‫املتزايد بين أجهزة الحاسوب واالتصاالت السلكية والالسلكية سوف ُيغ ّي ُر الجهاز العصبي للتنظيم االجتماعي بأكمله‪،‬‬
‫ً‬
‫ويفتح أفاقا جديدة ستحول نمط ثقافتنا كما سيؤثر على التوازن االقتصادي ويعدل موازين القوى ويزيد املخاطر التي‬
‫تمس كافة مجاالت الحياة اإلنسانية دون أن يستثني منها أي ش يء‪ ،‬فالثورة‬ ‫تتعرض لها السيادة‪ ،‬بمعنى التغيرات التي ُ‬
‫ُ‬
‫نلمسه في‬ ‫املعلوماتية قد امتلكت من القوة ما ُي َم ِك ُن َها من دون شك في السيطرة على اإلنسان وتوجيهه كما تشاء‪ ،‬وهذا ما‬
‫تأثير التكنولوجية الرقمية على مضمون حياتنا في سن مبكرة عبر ما تقدمه من تطبيقات وألعاب إلكترونية‪ ،‬ويمكننا‬
‫تلخيص أهم املبادئ التي تميز املجتمع املعلوماتي في ما يلي‪:‬‬
‫حالة من التحول ُ‬ ‫ً‬
‫تشبه مرحلة تحوله من املجتمع الزراعي إلى املجتمع الصناعي في القرن التاسع عشر‬ ‫‪ -‬أن العالم يشهد‬
‫‪ -‬أن املورد األساس ي للمجتمع الجديد هو املعرفة واملعلومات‪.‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -‬أن محركها األساس ي هو تطوير التقانة ونشرها‪ ،‬وأن توليد الثروات في اقتصاد املعلومات مرتبط باقتصاد التصنيع‬
‫ً‬
‫واملواد املصنعة‪ ،‬وأن التحول االجتماعي املرافق لهذه التغيرات التقنية واالقتصادية هو ايجابي أساسا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬أن ثورة املعلومات ليست مرحلة جديدة في الحضارة اإلنسانية فحسب بل هي أيضا خطوة إلى األمام نحو تطور الحياة‬
‫نفسها‪ ،‬ويمكن أن نضيف إليها أن ثورة املعلومات ال يمكن مقاومتها وال رجعة فيها‪ ،‬وأن الحاسوب هو املحرك التقني‬
‫ملجتمع املعلومات‪ ،2‬وهذا ما َي ُه ُم َنا هنا فالعوملة ومجتمع املعلومات يمكن اعتبارهما وجهان لعملة واحدة وهي توسيع‬
‫مجالهما على كافة شعوب العالم‪ ،‬بحيث يصبح الجميع داخل بوتقة العوملة مبادئها األساسية التي وضعت أمام الرهان‬
‫املحوري في ظل التحديات الكبيرة التي يطرحها فيروس كورونا على جميع األصعدة اإلنسانية‪ ،‬فالواقع العاملي اليوم في ظل‬
‫َ ُ‬
‫املجتمع املعلوماتي في حالة ت َرق ٌب شديدة للتجارب املخبرية في كبرى مختبرات البحث العلمي البيولوجي‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فالحديث عن العوملة كما أشرنا سابقا يرتبط من دون شك بالعديد من املسائل املهمة عامليا في تشخيص واقع‬
‫اإلنسان الراهن والقضايا املرتبطة به‪ ،‬فال يمكن فهم مضمونها في غياب رؤية واضحة عن النظام العاملي والتحوالت‬
‫الكبرى التي عرفها مند العصر الصناعي‪ ،‬ومدى العالقة القائمة بين العوملة والحداثة واملشروع الفكري الذي حاول العالم‬
‫الغربي تصديره لبقية الدول في العالم‪ ،‬على أنه النموذج األفضل واملعيار الوحيد للدخول في مضمار التقدم في كافة‬
‫مجاالت الحياة‪ ،‬التكنولوجية واالقتصادية على وجه الخصوص‪ ،‬فهل نجحت العوملة في تأسيس بنيان عاملها املوعود ‪،‬‬

‫‪ -1‬املرجع نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬


‫‪ -2‬دارن بارني‪ ،‬املجتمع الشبكي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.16 ،‬‬

‫‪78‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫والذي لطاملا انتظره اإلنسان في كل فضاء من هذا العالم‪ ،‬ونقصد به الوصول إلى ذلك العالم املوحد الكوني الخاضع‬
‫ملجموعة من املعايير الكونية التي ال تميز بين إنسان وأخر‪ ،‬ومن ثمة تحرير العمل والعالقات الدولية والنظريات‬
‫السياسية واالقتصادية‪ ،‬وتحقيق التقارب الثقافي والتساوي في االستفادة من املعلومات ونشرها‪ ،‬إضافة إلى عاملية‬
‫ً‬
‫االنتاج املتبادل واالستفادة من التقدم التكنولوجي الذي لطاملا كان احتكارا على مجموعة من الدول دون اخرى‪ ،‬ثم بماذا‬
‫يمكن تفسير بداية تفكك بنيان االتحاد االوروبي بعد خروج بريطانيا منه تحت ما يسمى عملية "بريكسيت"‪ ،‬ثم املشهد‬
‫ُ‬
‫الذي ذ ِه َل منه العالم وهو امتناع االتحاد األوروبي عن تقديم مساعدات إلحدى دوله املنخرطة فيه‪ ،‬وهي ايطاليا التي‬
‫صارعت الوباء القاتل وحدها بل تلقت املساعدة من دول أخرى كانت في خانة الدول املرفوضة واملنبوذة وهي دولة النضال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والكفاح التحرري كوبا‪ ،‬أال يحيلنا هذا إلى حقائق أخرى مغايرة تماما ملا كان سابقا‪ ،‬وعليه فاملتتبع للواقع املعيش اليوم‬
‫ً‬
‫يصل إلى إثبات عكس ما جاءت به النظريات الكبرى والشعارات البراقة التي تسعى إليها‪ ،‬التي تدعوا دائما إلى ضرورة‬
‫ً‬
‫االنخراط فيها انطالقا من كونها تجسيد ملبادئ حقوق اإلنسان وكرامته‪ ،‬والحرية املنشودة التي تنظر إلى اإلنسان بوصفه‬
‫ً‬
‫ذاتا حرة واعية تملك اإلرادة الفعالة في اتخاد القرارات الحاسمة التي تتماش ى مع خصوصيات الشعوب وقيم انتمائها‪ ،‬في‬
‫حين يكشف الواقع عكس ذلك حيث االنتهاك الصريح ملبادئ وقيم اإلنسانية وما نتج عنها من أزمات أخالقية عاملية‬
‫رافقها قمع للحريات في الكثير من دول العالم‪ ،‬واألمثلة كثيرة في دلك من بينها زيادة شيوع الجريمة بكل أشكالها‪ ،‬تغير‬
‫ً‬
‫مفهوم الخير العام الذي أصبح خاضعا ملنطق الربح واملنفعة الشخصية‪.‬‬
‫ً‬
‫أال يعني هدا فشل ذريع للعوملة في تحقيق وعودها في كافة املجاالت املنطوية تحت لوائها‪ ،‬ففي جانبها الثقافي مثال‬
‫سينتج عنه من دون شك‬ ‫ُ‬ ‫عملت على ترسيخ ثقافة األقوى ونشر تعاليم الثقافة الغربية بين جميع الشعوب‪ ،‬األمر الذي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫يصبح تابعا إلى ثقافة ال يعرف عنها شيئا‪ ،‬بل كل ما يعرفه ما تم تقديمه إليه عبر‬ ‫انسالخ الفرد عن قيمه وهويته‪ ،‬بل‬
‫ٌ‬
‫مجتمع املعلومات واألجيال املختلفة لألنترنيت‪ ،‬واألمر نفسه في املجاالت األخرى للعوملة سواء في جانبها السياس ي أو العلمي‬
‫التكنولوجي وغيرها‪ ،‬وهنا نستحضر مقولة "جون فيفر" في كتابه العيش باألمل شعوب تواجه العوملة"‪ " :‬العوملة هي حداء‬
‫نايك‪ Nike‬الرياض ي في كل قدم‪ ،‬قوس ذهبي في كل مدينة‪ ،‬صورة مادونا على غالف كل مجلة ومصنع عمالة رخيصة في كل‬
‫زقاق‪ ،‬ومشروب كوكاكوال فوق كل مائدة‪ ،‬وسد عظيم على كل نهر‪ ،‬وسحابة دخان فوق كل مساحة خضراء‪ ،‬وإعادة‬
‫ً‬ ‫َ ُ‬
‫هيكلة في خطاب كل رئيس حكومة‪ ،‬العوملة هي خط تجميع إنتاج ُيط ِوق العالم خالقا وظائف ثالثية األبعاد" قدرة وخطرة‬
‫وصعبة" أكثر حيث تتسع الهوة بين الغني والفقير أكثر فأكثر‪ ،‬العوملة هي الجواب الوحيد لعدد كبير من املشاكل َد ْع‬
‫يقرر‪ ،‬العوملة هي اختصار أربع كلمات إنجليزية ‪ ،there no Alternative‬ليس ثم من بديل"‪ ،‬أربعة حروف ‪،TINA‬‬ ‫السوق ُ‬
‫قالتها مارجريت تاتشر في غمرة زهوها باالنتصار بعد انهيار الشيوعية في أوروبا الشرقية‪ "1‬في هذه الكلمات العميقة املعنى‬
‫ّْ‬
‫وأهم األفكار التي استندت إليها في مشروعها الفكري‪ ،‬ومن ثمة تحديد أهم‬ ‫واألثر لخص جون فيفر مضمون العوملة‬
‫األبعاد املعبرة عنها‪ ،‬وعليه فالعوملة تتميز ِب ِش َّد ِة التعقيد وصعوبة التعامل مع مدلوالتها ومجاالتها املتنوعة بحسب‬
‫القضايا املهمة التي تهتم بها‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫إن الحديث عن األزمة العاملية التي فرضتها جائحة كورونا يطرح العديد من األسئلة املحورية املتعلقة بمصير‬
‫اإلنسان على الكوكب األزرق في ظل تداعيات الجائحة على الصعيد العاملي واملحلي في الوقت ذاته‪ ،‬بمعنى التغيرات الكبيرة‬
‫التي فرضها الوباء في كل مجاالت الحياة اإلنسانية‪ ،‬ومن دون أي استثناء وعليه يمكن الخروج بالنتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬جون فيفر‪ ،‬العيش باألمل شعوب تواجه العوملة‪ ،‬ترجمة محمود حسب النبي‪ ،‬املركز القومي للترجمة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.11،‬‬

‫‪79‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬فرضت جائحة كورونا نمطا جديدا في حياة البشر لم يحدث مثله من قبل في تاريخ اإلنسان الطويل رغم العديد من‬
‫األوبئة التي تعرضت لها البشرية طوال تاريخها‪ ،‬والقائمة طويلة في هذا املجال‪.‬‬
‫‪ -‬إن فيروس كورونا قد وضع العالم أمام حقائق رهيبة لم يكن يعرفها من قبل‪ ،‬خصوصا في القوة الكبيرة التي تمتع بها‬
‫الوباء في االنتشار والرعب الذي أدخله في قلوب اإلنسانية مند ديسمبر ‪.2019‬‬
‫‪ -‬شملت الجائحة جميع مجاالت الحياة اإلنسانية وفي كل القطاعات األخرى من دون أي استثناء‪ ،‬بمعنى أنها لم تقتصر‬
‫على املجال الطبي والبيولوجي فقط ‪.‬‬
‫‪ -‬رافق فيروس كورونا الكثير من األسئلة املتعلقة باإلنسان ومصيره في العالم بعد كورونا ومن ثمة االبعاد املتنوعة التي‬
‫حملها الوباء لإلنسان الجديد‪.‬‬
‫قائمة املصادرواملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،190-189/1،‬الجوهري‪ :‬الصحاح ‪/1‬ص‪.79،‬‬
‫‪ -‬أحمد منديل‪ ،‬علم الوبائيات نظرة عامة‪ ،‬املعهد العالي للصحة العامة‪ ،‬جامعة االسكندرية‪.‬‬
‫‪ -‬انطوان بطرس‪ ،‬الثورات العلمية العظمى في القرن العشرين‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬انطونيو غيتريس‪ ،‬خطة االستجابة اإلنسانية العاملية لفيروس كورونا املستجد‪ ،‬أفريل ‪.2020‬‬
‫‪ -‬جون فيفر‪ ،‬العيش باألمل شعوب تواجه العوملة‪ ،‬ترجمة محمود حسب النبي‪ ،‬املركز القومي للترجمة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ -‬جون ميدوكس‪ ،‬استاد الفيزياء النظرية في جامعة مانشيستر حتى عام ‪ ،1956‬ثم شغل منصب رئيس مجلة ‪ Nature‬حتى عام‬
‫‪.1995‬‬
‫‪ -‬جون ميدوكس‪ ،‬العلم في القرن الحادي والعشرين‪ ،‬ترجمة هاني رزق‪ ،‬مراجعة عدنان الحمري‪ ،‬مجلة العلوم‪ ،‬مؤسسة‬
‫الكويت للتقدم العلمي‪ ،‬العدد سبتمبر‪ -‬أكتوبر‪ ،2002 ،‬ص‪.1،‬‬
‫‪ -‬دارن بارني‪ ،‬املجتمع الشبكي‪ ،‬ترجمة أنور الجمعاوي‪ ،‬املركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ -‬دوروثي إتش كروفورد‪ ،‬الفيروسات‪ ،‬ترجمة أسامة فاروق حسن‪ ،‬مؤسسة هندواي للتعليم والثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ -‬رودولفوساراتش ي‪ ،‬علم األوبئة‪ ،‬ترجمة أسامة فاروق حسن‪ ،‬مؤسسة هندواي للتعليم والثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2015‬‬
‫‪ -‬شلدون واتس‪ ،‬األوبئة والتاريخ املرض والقوة اإلمبريالية‪ ،‬ترجمة أحمد محمود عبد الجواد‪ ،‬املركز القومي للترجمة‪.2010 ،‬‬
‫‪ -‬محمد عبد الرحمن الوكيل‪ ،‬األوبئة وعلم دراسة األوبئة‪ ،‬كلية الزراعة جامعة املنصورة ‪ ،‬يناير‪.2010‬‬
‫‪ -‬ياسر العمر‪ ،‬مقدمة في املفاهيم االساسية في علم الوبائيات‪ ،‬مقرر الوبائيات ومنهجية البحث العلمي‪ ،‬الطب البشري‪ ،‬جامعة‬
‫حماه‪.‬‬
‫; ‪.1- Ibrahima chérif ; Analyse politique de la pandémie coronavirus –covid19- ; May 2020‬‬
‫‪http//www.resarchagate.net- publication 341776120‬‬

‫‪80‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫األسس النظرية إلدارة األزمات‬


‫‪-‬مدخل مفاهيمي‪-‬‬
‫‪The theoretical foundations of crisis management‬‬
‫‪- Conceptual Introduction-‬‬
‫د‪.‬لعرابةصوراية‬ ‫أ‪.‬بن خليفة نوفل‬
‫أستاذة محاضرة قسم ب‬ ‫باحث دكتوراه اعالم‬
‫جامعة باتنة‪.1‬الجزائر‬ ‫جامعةالجزيرة‪.‬السودان‬
‫‪souraya_laraba@yahoo.com‬‬ ‫‪Benkhelifa_nawfel@yahoo.com‬‬
‫ملخص‪:‬‬
‫تمــر املجتمعــات فــي الوقــت الحــالي بزحمــة مــن األزمــات علــى اخــتالف أنواعهــا ومســتوياتها‪ ،‬حتــى أنهــا أصــبحت ســمة مــن ســمات املجتمــع‬
‫املعاص ــر عل ــى ال ــرغم م ــن التط ــور الحاص ــل ف ــي التكنولوجي ــات ا لحديث ــة‪ ،‬م ــا جع ــل منه ــا مح ــورا أساس ــيا ف ــي املض ــامين اإلعالمي ــة‪ ،‬حي ــث أص ــبحت‬
‫األزمــات والكــوارث وغيرهــا مــن األحــداث املثيــرة مــادة أساســية فــي وســائل اإلعــالم املختلفــة‪ ،‬التــي تســارع إلــى تغطيتهــا مــن أجــل تزويــد الجمهــور بكــل‬
‫مستجداتها‪ ،‬مما زاد من أهمية البعد اإلعالمي ملواجهة األزمة في مختلف مراحلها‪ ،‬و ألن وسائل اإلعالم تتأثر بالجوانب السياسـية واالقتصـادية‬
‫واإلعالميــة‪ ،‬فــإن لهــا توجهــات معينــة فــي معالجتهــا وتغطيتهــا لألحــداث و املواقــف والشخصــيات‪،‬قد تحــد أو تطــور مــن األزمــة‪ ،‬لــذا يجــب أن يكــون‬
‫اإلعالم طرفا فاعال في املستويات املختلفة لألزمة‪ ،‬مـن خـالل تقـديم املعلومـات الصـادقة و تفسـيرها والتعليـق عليهـا لتهيئـة املنـاخ العـام للتكـاتف‬
‫مع األزمة‪ ،‬باالعتماد على استراتيجيات واضحة ومدروسة‪ ،‬يقوم على تنفيذها إعالميون مختصون في إعالم األزمات‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬االستراتيجية‪ ،‬البعد االعالمي‪ ،‬وسائل االعالم‪ ،‬األزمة‪.‬‬
‫‪Summary:‬‬
‫‪Societies are currently experiencing a crisis of various types and levels that have become a feature of modern society‬‬
‫‪despite the development of modern technologies, which has become a major focus of media content. Crises, The media,‬‬
‫‪which are quick to cover them in order to provide the public with all the latest developments, which increased the‬‬
‫‪importance of the media dimension to face the crisis in various stages, and because the media are affected by political,‬‬
‫‪economic and media, it has certain trends in the treatment and coverage The media must be active in the different levels of‬‬
‫‪the crisis by providing honest information, interpreting and commenting on it to create a general atmosphere for solidarity‬‬
‫‪with the crisis, based on clear and studied strategies based on their implementation. Media specialists in crisis reporting.‬‬
‫‪Keywords: strategy, media dimension, media, crisis‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ان مفهوم األزمة من املفاهيم الواسعة االنتشار في املجتمع املعاصر‪ ،‬حيث أصبح يمس بشكل أو بآخركل جوانب‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وانتهاء باألزمات الدولية‪ ،‬بل إن‬ ‫الحياة بدءا من األزمات التي تواجه الفرد مرورا باألزمات التي تمر بها الحكوماتواملؤسسات‬
‫مصطلح األزمة أصبح من املصطلحات املتداولة على جميع األصعدة وفي مختلف املستويات االجتماعية‪ ،‬وعالم األزمات‬
‫عالم حي ومتفاعل‪ ،‬عالم له أطواره‪ ،‬وله خصائصه‪ ،‬وأسبابه‪ ،‬تتأثر به الدولة أو الحكومة فيتأثر به أصغر كائن موجود في‬
‫املجتمع البشري‪.‬‬
‫وملا لألزمات ومواجهتها من أهمية كبيرة تتطلب املواجهة‪ ،‬فقد عملت وسائل االعالم على عالجة مختلف األزمات‬
‫عن طريق ما يعرف بإدارة األزمات والتي يقوم عليها قسم العالقات العامة‪ ،‬وعليه فأننا سنقوم بتوضيح مفهوم األزمة‪،‬‬
‫وخصائصها‪ ،‬ومراحل تطورها‪ ،‬وأسبابه نشوئها‪ ،‬وأنواعها‪.‬‬

‫‪81‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تعد إدارة األزمات بشكل عام ركنا هاما في املنظومة اإلدارية للمنظمات والسيما عند مواجهتها لألزمات‪ ،‬فإدارة‬
‫األزمات في املنظمات العامة والخاصة هي عملية جماعية تعتمد على أسلوب الفريق الواحد في العمل وتتطلب التكامل‬
‫والتعاون بين اإلدارات ذات العالقة في املنظمة الواحدة ومن هذه اإلدارات التي يعول عليها للتصدي لألزمات العالقات‬
‫العامة التي من املفترض أن تؤدي أدوارا محددة في جميع مراحل األزمة بناء على الخطط املعدة لها مسبقا‪ ،‬ولذلك يمهد‬
‫هذا الفصل لألزمة وإدارتها في املنظمات املختلقة‪ ،‬والدور الذي تقوم به هذه االدارة في هذا الجانب‪.‬‬
‫* مدخل لدراسة األزمة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم األزمة‪:‬‬
‫سنقوم في هذا االطار بتقص ي املعاني اللغوية واالصطالحية الالزمة ومن ثم مفاهيمها وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫لغة‪ :‬تعني الشدة والقحط‪ ،‬واألزمة هو املضيق‪ ،‬ويطلق على كل طريق بين جبلين مأزم‪1.‬‬ ‫ً‬
‫األزمة‬
‫أصال من الكلمة اليونانية (‪ )KIPVEW‬أي بمعنى لتقرر (‪2.)To decide‬‬ ‫ً‬
‫ومصطلح األزمة (‪ )Crisis‬مشتق‬
‫أما اللغة الصينية فقد برعت إلى حد كبير في صياغة مصطلح األزمة‪ ،‬إذ ينطقونه ( ‪ )Ji-Wet‬وهي عبارة عن كلمتين‪ :‬األولى‬
‫تدل على (الخطر) واألخرى تدل على (الفرصة) التي يمكن استثمارها‪ ،‬وتكمن البراعة هنا في تصور إمكانية تحويل األزمة‬
‫وما تحمله من مخاطر إلى فرصة إلطالق القدرات اإلبداعية التي تستثمر األزمة كفرصة إلعادة صياغة الظروف وإيجاد‬
‫الحلول السديدة‪.3‬‬
‫ً‬
‫األزمة اصطالحا‪ :‬فهي "حالة توتر ونقطة تحول تتطلب قرارا ينتج عنه مواقف جديدة سلبية كانت أو إيجابية تؤثر على‬
‫مختلف الكيانات ذات العالقة"‪ ،4‬ويعرف قاموس رندام األزمة بأنها‪ ":‬ظرف انتقالي يتسم بعدم التوازن ويمثل نقطة تحول‬
‫تحدد في ضوئها أحداث املستقبل التي تؤدي إلى تغيير كبير"‪ 5،‬ويحدد قاموس وبستر‪Webster‬معنى األزمة كما يلي ‪:‬‬
‫" هي فترة حرجة أو حالة غير مستقرة تنتظر حدوث تغيير حاسم‪ ،‬هجمة مبرحة من األلم‪ ،‬كرب أو خلل وظيفي‪6‬‬

‫و ق ــد ع ــرف الفالس ــفة املؤرخ ــون اإلغري ــق موق ــف األزم ــة بأن ــه"‪ :‬املح ــك ال ــدقيق ملع ــادن الرج ــال وحقيق ــة األح ــداث"‬
‫ونف ــس املعن ــى نج ــده ف ــي التعري ــف املعاص ــر لألزم ــة‪ ،‬حي ــث ع ــرف بع ــض املفك ــرين ف ــي اإلدارة األزم ــة بق ــولهم "‪ :‬إنه ــا لحظ ــات‬
‫الحقيقــة التــي تســبق املــوت مباشــرة‪ ،‬وتتجلــى فيهــا بصــيرة اإلنســان لتــرى طبيعــة األشــياء وقــد جــردت عــن زخرفهــا‪ .7‬وفــي تــاريخ‬
‫تطوير األزمة نجد أنه يضرب بعمق جذوره في علم الطب اإلغريقي القديم‪.‬‬
‫ويقص ــد باألزم ــة م ــن الناحي ــة االجتماعي ــة "توق ــف األح ــداث املنتظم ــة واملتوقع ــة واض ــطراب الع ــادات والع ــرف مم ــا‬
‫يستلزم التغيير السريع إلعادة التوازن ولتكوين عادات جديدة أكثر مالئمة ‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫‪1‬رازي محمد بن أبي بكر‪ :‬مختار الصحاح‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،1967 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪2‬جبر محمد صدام‪ :‬املعلومات وأهميتها في إدارة األزمات‪ ،‬تونس املجلة العربية للمعلومات‪ ،1998 ،‬ص‪.66‬‬
‫‪3‬الشعالن فهد أحمد‪ :‬إدارة األزمات األسس – املراحل – اآلليات‪ ،‬الرياض‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،2002 ،‬ص‪.17‬‬
‫‪4‬الشعالن فهد أحمد‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪Random: Random House Dictionary of English Language, New York, and Random House, (1969) P491 .5‬‬
‫‪ -6‬عباس رشدي العماري‪ :‬إدارة األزمات في عالم متغير‪ ،‬مركز األهرام للترجمة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1993 ،1‬ص‪.16‬‬
‫‪7‬محمد شاد حمالوي‪ :‬التخطيط ملواجهة األزمات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة عين الشمس‪ ،1995 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪8‬السيد عليوة‪ :‬إدارة األزمات والكوارث‪ ،‬مخاطر العوملة واإلرهاب الدولي‪ ،‬دار األمين‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2002 ،2‬ص‪.13‬‬

‫‪82‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫وفـ ـ ـ ـ ــي س ـ ـ ـ ــنة ‪ 1938‬عرف ـ ـ ـ ـ ــت دائ ـ ـ ـ ـ ــرة املع ـ ـ ـ ـ ــارف االجتماعي ـ ـ ـ ـ ــة األزم ـ ـ ـ ـ ــة بأنه ـ ـ ـ ـ ــا‪ ":‬ح ـ ـ ـ ـ ــدوث خل ـ ـ ـ ــل خطي ـ ـ ـ ــر ومفـ ـ ـ ـ ــاجئ‬
‫في العالقة بين العرض والطلب في السلع والخدمات ورؤوس األموال"‪ ،‬ويقدم ويليام كونـت التعريـف التـالي لألزمـة " هـي تلـك‬
‫النقطة الحرجة واللحظة املناسبة التي يتحدد عندها مصير تطور ما‪1.‬‬

‫أما األزمة من الناحية السياسية فتعني حالة أو مشكلة تأخذ بأبعاد النظام السياس ي تستدعي اتخـاذ قـرار ملواجهـة‬
‫التحــدي الــذي تمثلــه فتحــول املشــكلة إلــى أزمــة تتطلــب تجديــدات حكوميــة ومؤسســية إذا كانــت النخبــة ال تريــد التضــحية‬
‫بمركزها وإذا كان املجتمع يريد البقاء‪2‬‬

‫ويعـرف "جوناثـان روبـرت" األزمـة بأنهـا ‪ ":‬مرحلـة الـذروة فــي التـوتر العالقـات فـي بنيـة إسـتراتيجية وطنيـة أو إقليميــة أو‬
‫محلية"‪.3‬‬

‫واألزمــة مــن املنظــور اإلنســاني هــي ج ــزء مــن نســيج الحيــاة‪ ،‬ومــن الطبيعــي أن تظه ــر فــي حياتنــا فــي أي لحظــة وف ــي أي‬
‫مكان‪ ،‬وبطريقة مفاجئة أو تدريجية ولكونها ظاهرة خطيرة ومؤثرة في حياة الشعوب واألمم فإن االستعداد الدائم ملواجهتها‬
‫والتعامـل معهــا تحــديا يواجــه اإلنســان طوعــا أو كرهــا وأحيانــا يواجـه تلــك التحــديات بمنطلــق هاملــت فــي مســرحية شكســبير‬
‫الشهيرة ( أكون أو ال أكون) ‪.4‬‬

‫وم ــن منظ ــور عل ــم االجتم ــاع املعاص ــر" فاألزم ــة ه ــي مرحل ــة م ــن مراح ــل الص ـراع واملقص ــود ب ــذلك مختل ــف مظ ــاهر‬
‫الص ـراع اإلنس ــاني وف ــي ك ــل مج ــال م ــن مجاالت ــه وعل ــى أي مس ــتوى م ــن مس ــتوياته ابت ــداء م ــن الص ـراع النفس ـ ي ال ــذي يفق ــد‬
‫اإلنسان توازنه النفس ي عند ذروة احتدامه‪ ،‬والصراع بين اإلنسان وأخيه اإلنسان داخل مجتمعه بمستوياته املختلفة من‬
‫األسرة إلى القبيلة‪ ،‬إلى العشيرة‪ ،‬إلى الدولة‪ ،‬وبين الدولة وغيرها من الدول"‪.5‬‬

‫وتعرف األزمة أيضا على أنها ‪ ":‬هي مجموعة األحداث والظروف املفاجئة التي تنطوي على تهديد واضح للوضع‬
‫الراهن املستقر بطبيعة األشياء ويؤثر هذا التهديد على املصالح العليا للكيانات االجتماعية واالقتصادية املختلفة‪.6‬‬

‫وهناك اعتبارات محددة تحكم تعريف األزمة وبدونها ال يمكن أن تطلق على الحدث لفظ أزمة‪ ،‬وقد حدد الباحث‬
‫بمركز الدراسات اإلستراتيجية بواشنطن روبرت نورث تلك اإلعتبارات في ثالث نقاط رئيسية هي‪7:‬‬

‫‪ -1‬أن تكون األزمة ذات أبعاد مركبة ومتداخلة ( سياسية‪ ،‬إقتصادية‪ ،‬وإجتماعية ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يتجاور تأثيرها حدود مركزها‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تحتوي على نتائج ذات أثار حالية وأخرى مستقبلية‪.‬‬
‫وص ــفوة الق ــول أن ظ ــاهرة األزم ــة اإلجتماعي ــة بم ــدلولها الواس ــع ليس ــت اال نتاج ــا طبيعي ــا لعملي ــة التفاع ــل الحي ــوي‬
‫املســتمر فــي طبيعــة الــروابط القائمــة بــين طرفــي عالقــة إنســانية مــا عنــدما تصــل عناصــر التــوتر مــن هــذه العالقــة إلــى مرحلــة‬
‫تنذر باإلنفجار‪.‬‬
‫مما سبق وباستقراء تعريفات األزمة في أدبيات اإلدارة يتضح وجود عناصرمشتركة تشكل مالمح األزمة وتتمثل في‪:‬‬
‫* وجود خلل وتوتر في العالقات‪.‬‬

‫‪1‬عباس شدي العماري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.17‬‬


‫‪2‬السيد عليوة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪3‬عثمان عثمان‪ :‬مواجهة األزمات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر العربية للتوزيع‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪4‬منى صالح الدين شريف‪ :‬إدارة األزمات‪ ،‬الوسيلة للبقاء‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار األمين‪ ،1998 ،‬ص ص ‪.43-42‬‬
‫‪5‬عباس شدي العماري‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪6‬عبد الرزاق حسين‪ :‬إدارة األزمات‪ ،‬علم التحديات‪ ،‬حرس الكويتي‪ 15 ،‬ديسمبر ‪ ،2001‬ص‪.22‬‬
‫‪7‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.23‬‬

‫‪83‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫* الحاجة إلى اتخاذ قرار‪.‬‬


‫* عدم القدرة على التنبؤ الدقيق باألحداث القادمة‪.‬‬
‫* نقطة تحول إلى األفضل أو األسوأ‪.‬‬
‫* الوقت يمثل قيمة حاسمة‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬املفاهيم املشابهة لألزمة‪:‬‬
‫ال شك أن هناك الكثير من املفاهيم الشائعة والتي قد تتشابه مع األزمة في بعض خصائصها ولكنها في واقع األمر‬
‫ليست أزمة ونذكر منها على سبيل املثال‪:‬‬
‫أ‪ -‬الكارثة‪Disaster :‬‬
‫الكارثة من كرث‪ ،‬بمعنى الغم‪ ،‬تقول‪ :‬فالن اشتد عليه وبلغ منه املشقة‪ ،‬والكارث هو األمر املسبب للغم الشديد‪،1‬‬
‫ً‬
‫عميقة"‪2.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ويعرف قاموس أكسفورد الكارثة ‪ Disaster‬بأنها‪ " :‬حدث يسبب دمارا واسعا ومعاناة‬
‫ً‬
‫أما السيد "عليوة"‪ ،‬فقد قال بأن الكارثة‪ :‬هي أحد أكثر املفاهيم التصاقا باألزمات‪ ،‬وقد ينجم عنها أزمة‪ ،‬ولكنها ال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫معا‪3.‬‬ ‫تكون هي أزمة بحد ذاتها‪ ،‬وتعبر الكارثة عن حالة مدمرة حدثت فعال ونجم عنها ضرر في املاديات أو كليهما‬
‫وعلى ما تقدم نستطيع أن نجمل أهم الفروقات بين مفهومي األزمة والكارثة على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬األزمة أعم وأشمل من الكارثة‪ ،‬فكلمة األزمة تعني الصغيرة منها والكبيرة‪ ،‬املحلية والخارجية‪ ،‬أما الكارثة فمدلولها‬
‫ينحصر في الحوادث ذات الدمار الشامل والخسائر الكبيرة في األرواح واملمتلكات‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬لألزمات مؤيدون داخليا وخارجيا‪ ،‬أما الكوارث وخاصة الطبيعية منها فغالبا ال يكون لها مؤيدون‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬في األزمات نحاول اتخاذ قرارات لحل تلك األزمات‪ ،‬وربما ننجح وربما نخفق‪ ،‬أما في الكارثة فإن الجهد غالبا ما يكون بعد‬
‫وقوع الكارثة وينحصر في التعامل معها‪)28(4.‬‬

‫جدول‪ :‬يوضح أهم الفروقات بين األزمة والكارثة‪.‬‬


‫الكارثة‬ ‫األزمة‬ ‫عناصر املقارنة‬
‫كاملة‬ ‫تصاعدية‬ ‫املفاجأة‬
‫معنوية وقد يصاحبها خسائر‬
‫بشرية ومادية كبيرة‬ ‫الخسائر‬
‫بشرية ومادية‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫غالبا طبيعية وأحيانا إنسانية‬ ‫إنسانية‬ ‫أسبابها‬
‫صعوبة التنبؤ‬ ‫إمكانية التنبؤ‬ ‫التنبؤ بوقوعها‬
‫ً‬
‫تفاوت في الضغط تبعا لنوع الكارثة‬ ‫ضغط وتوتر عال‬ ‫الضغط على متخذ القرار‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫غالبا ‪ ..‬ومعلنة‬ ‫أحيانا ‪ ..‬وبسرية‬ ‫املعونات والدعم‬
‫محلية وإقليمية ودولية (أنظمة الحماية‬
‫داخلية‬ ‫أنظمة وتعليمات املواجهة‬
‫املدنية)‬

‫‪1‬معلوف‪ ،‬لويس‪ ":‬املنجد" ‪ ،‬بيروت‪ ،‬املطبعة الكاثوليكية‪ ،‬ط‪1951 ، 12‬م‪ ،‬ص‪.720‬‬


‫‪2‬الشعالن فهد أحمد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪3‬عليوةالسيد ‪ " :‬إدارة األزمات في املستشفيات"‪ ،‬القاهرة‪ ،‬إيتراك للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،2001 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪4‬الشعالنفهد أحمد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.37 - 36‬‬

‫‪84‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫ب‪ -‬الصراع والنزاع‪Conflict And Dispute :‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫يعبر الصراع والنزاع عن تصادم إرادات وقوى معينة بهدف تحطيم بعضها البعض كليا أو جزئيا واالنتهاء بالسيطرة‬
‫والتحكم في إدارة الخصم‪ 1.‬كما ويركز مفهوم الصراع على العالقات االجتماعية بين األفراد وينشأ نتيجة وجود تعارض في‬
‫األهداف أو املصالح أو التصرفات بين األفراد والقيادات داخل الكيانات التنظيمية واالجتماعية املختلفة‪2.‬ونجد الباحث‬
‫"سعود عابد"قد عرف الصراع بأنه‪ ":‬تضارب املصالح واملبادئ واألفكار"‪ ،‬كما وقسمه إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫* الصراع الخفيف الحدة‪.‬‬
‫* الصراع متوسط الحدة‪.‬‬
‫* الصراع شديد الحدة‪3.‬‬

‫ج‪ -‬املشكلة‪Problem :‬‬


‫تعبر عن الباعث الرئيس ي الذي يسبب حالة ما من الحاالت غير املرغوب فيها‪ ،‬وتحتاج عادة إلى جهد منظم‬
‫للتعامل معها وحلها‪ ،‬وقد تؤدي إلى وجود أزمة ولكنها ليست بذاتها أزمة‪4.‬‬

‫ث‪ .‬الحادث‪Accident :‬‬


‫عرفه كل من السيد "عليوة" و"حواش" بأنه‪ ":‬ش يء مفاجئ عنيف تم بشكل سريع وانقض ى أثره فور إتمامه وقد‬
‫ً‬
‫فعال وإنما تكون فقط أحد نتائجه"‪5.‬‬ ‫نجم عنه أزمة لكنها ال تمثله‬
‫ثالثا‪ :‬خصائص األزمة‪:‬‬
‫حتى يمكن التعامل مع املوقف الخطير الذي يواجه الكيان اإلداري على أنه يشكل أزمة فالبد أن يتوافر فيه‬
‫مجموعة من الخصائص‪ ،‬اذ يرى بعض العلماء أن األزمات تتسم بالخصائص التالية‪:‬‬
‫* نقطة تحول تتزايد فيها الحاجة إلى الفعل املتزايد ورد الفعل املتزايد ملواجهة الظروف الطارئة‪.‬‬
‫* تتميز بدرجة عالية من الشك في القرارات املطروحة‪.‬‬
‫* يصعب فيها التحكم في األحداث‪.‬‬
‫* تسود فيه ظروف عدم التأكد ونقص املعلومات ومديرو األزمة يعملون في جو من الريبة والشك والغموض وعدم وضوح‬
‫الرؤية‪.‬‬
‫* ضغط الوقت والحاجة إلى اتخاذ قرارات صائبة وسريعة مع عدم وجود احتمال للخطأ لعدم وجود الوقت إلصالح هذا‬
‫الخطأ‪.‬‬
‫* التهديد الشديد للمصالح واألهداف‪ ،‬مثل انهيار الكيان اإلداري أو سمعة وكرامة متخذ القرار‪.‬‬
‫* املفاجأة والسرعة التي تحدث بها‪ ،‬ومع ذلك قد تحدث رغم عدم وجود عنصر املفاجأة‪.‬‬
‫* التداخل والتعدد في األسباب والعوامل والعناصر والقوى املؤيدة واملعارضة‪ ،‬واملهتمة وغير املهتمة‪ ...‬واتساع جبهة‬
‫املواجهة‪.‬‬
‫* سيادة حالة من الخوف والهلع قد تصل إلى حد الرعب وتقييد التفكير‪6.‬‬

‫‪1‬عليوة السيد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪2‬هالل ‪ ،‬محمد عبد الغني‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪3‬عابدسعود سراج‪ ":‬إدارة األزمات"‪ ،‬الرياض‪ ،‬مجلة الحرس الوطني ‪ ،‬ع‪1415 ،144‬هـ‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪4‬عليوةالسيد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪5‬حواشجمال‪ ":‬التفاوض في األزمات واملواقف الطارئة"‪ ،‬القاهرة‪ ،‬إيتراك للطباعة والنشر والتوزيع‪2005 ،‬م‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪6‬عليوة‪ ،‬السيد‪ ":‬إدارة الوقت واألزمات واإلدارة باألزمات "‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار األمين للنشر والتوزيع‪2003 ،‬م‪ ،‬ص ص‪.82، 81‬‬

‫‪85‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫ويرى لويس كمفورت ‪L . Komfort‬يرى أن هناك ثالث خصائص لألزمة تؤدي إلى إعاقة التعامل معها ومعالجتها وهي‪:‬‬
‫* عامل الشك أو عدم التأكد‪.Uncertainty :‬‬
‫* عامل التفاعل‪.Interaction :‬‬
‫* عامل التشابك والتعقيد‪1.Complexity :‬‬

‫رابعا‪ :‬مراحل تطوراألزمة‪:‬‬


‫تمر األزمة باعتبارها ظاهرة اجتماعية بدورة حياة ‪ ،‬مثلها في هذا مثل أي كائن حي‪ ،‬وهذه الدورة تمثل أهمية‬
‫قصوى في متابعتها واإلحاطة بها من جانب متخذ القرار اإلداري‪ ،‬فكلما كان متخذ القرار سريع التنبه في اإلحاطة ببداية‬
‫ظهور األزمة‪ ،‬أو بتكون عواملها كلما كان أقدر على عالجها والتعامل معها‪ ،‬وذلك للحد من آثارها وما ينتج عنها من‬
‫انعكاسات سلبية‪.‬‬
‫ويرى "الخضيري" أن هناك خمس مراحل رئيسية لتطور األزمة هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مرحلة امليالد‪:‬‬
‫وفي هذه املرحلة تبدأ األزمة الوليدة في الظهور ألول مرة في شكل (إحساس) مبهم قلق بوجود ش يء ما يلوح في‬
‫األفق‪ ،‬وينذر بخطر غريب غير محدد املعالم أو االتجاه أو الحجم أو املدى الذي سيصل إليه‪.‬‬
‫ً‬
‫واألزمة غالبا ال تنشأ من فراغ وإنما هي نتيجة ملشكلة ما لم يتم معالجتها بالشكل املالئم‪ ،‬ومن هنا يكون إدراك‬
‫متخذ القرار وخبرته ومدى نفاذ بصيرته‪ ،‬هي العوامل األساسية في التعامل مع األزمة في مرحلة امليالد‪ ،‬ويكون محور هذا‬
‫التعامل هو " تنفيس األزمة " وإفقادها مرتكزات النمو‪ ،‬ومن ثم تجميدها أو القضاء عليها في هذه املرحلة دون أن تحقق‬
‫أي خسارة أو دون أن تصل حدتها إلى درجة الصدام العنيف‪.‬وعملية التنفيس في محورها العام هي‪:‬‬
‫‪ -‬خلق محور اهتمام جديد يغطي على االهتمام باألزمة‪ ،‬ويحولها إلى ش يء ثانوي ال قيمة له‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة أين تكمن عواملها والتعامل معها بالعالج الناجح للقضاء على أسباب التوتر الذي انشأ األزمة‪.‬‬
‫‪ -‬امتصاص قوة الدفع املحركة لألزمة وتشتيت جهودها في نواح أخرى‪2.‬‬

‫ب‪ -‬مرحلة النمو واالتساع‪:‬‬


‫وتنشأ نتيجة لعدم معالجة املرحلة األولى – امليالد – في الوقت املناسب‪ ،‬حيث تأخذ األزمة في النمو واالتساع من‬
‫خالل نوعين من املحفزات هما ‪:‬‬
‫‪ -1‬مغذيات ومحفزات ذاتية مستمدة من ذات األزمة تكونت معها في مرحلة امليالد‪.‬‬
‫‪ -2‬مغذيات ومحفزات خارجية استقطبتها األزمة وتفاعلت معها وبها‪ ،‬وأضافت إليها قوة دفع جديدة‪ ،‬وقدرة على النمو‬
‫واالتساع‪.‬‬
‫ً‬
‫وفي تلك املرحلة يتعاظم اإلحساس باألزمة وال يستطيع متخذ القرار أن ينكر وجودها أو يتجاهلها نظرا لوجود ضغط‬
‫فضال عن دخول أطراف جديدة إلى مجال اإلحساس باألزمة ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫سواء الن خطرها امتد إليهم‬ ‫مباشر يزداد ثقله يوما بعد يوم‪،‬‬
‫أو لخوفهم من نتائجها أو من أن خطرها سوف يصل إليهم‪ ،‬وفي هذه املرحلة يكون على متخذ القرار التدخل من أجل‬
‫إفقاد األزمة روافدها املحفزة واملقوية لها على النحو التالي‪:‬‬
‫سواء باستقطابها‪ ،‬أو خلق تعارض مصالح بينها وبين استفحال األزمة‪.‬‬ ‫‪ -‬تحييد وعزل العناصر الخارجية املدعمة لألزمة‪ً ،‬‬

‫‪1‬الشعالن‪ ،‬فهد أحمد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬


‫‪2‬الخضيريمحسن أحمد‪ ":‬إدارة األزمات ‪ :‬منهج اقتصادي إداري لحل األزمات على مستوى االقتصاد القومي والوحدة االقتصادية "‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬ط‪2003 ،2‬م‪ ،‬ص ص‪.74 - 72‬‬

‫‪86‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ -‬تجميد نمو األزمة بإيقافها عند املستوى الذي وصلت إليه وعدم السماح بتطورها‪ ،‬وذلك عن طريق استقطاب عوامل‬
‫النمو الذاتي التي حركت األزمة‪1.‬‬

‫أ‪ -‬مرحلة النضج‪:‬‬


‫تعد من أخطر مراحل األزمة‪ ،‬ومن النادر أن تصل األزمة إلى مثل هذه املرحلة‪ ،‬وتحدث عندما يكون متخذ القرار‬
‫اإلداري على درجة كبيرة من الجهل والتخلف واالستبداد برأيه وانغالقه على ذاته أو إحاطة هذه الذات بالقدسية‬
‫والتأليه‪ ،‬وبحاشية من املنافقين الذين يكيلون له املديح ويصورون له أخطاءه حسنات‪ ..‬وبذلك تصل األزمة إلى أقص ى‬
‫قوتها وعنفها‪ ،‬وتصبح السيطرة عليها مستحيلة وال مفر من الصدام العنيف معها‪ .‬وهنا قد تكون األزمة بالغة الشدة‪،‬‬
‫شديدة القوة تطيح بمتخذ القرار وباملؤسسة أو املشروع الذي يعمل فيه‪ ،‬أو أن يكون متخذ القرار قد استطاع بدهاء‬
‫تحويل اتجاه األزمة إلى كبش فداء‪ ،‬وهمي‪ ،‬تتفتت األزمة عنده‪ ،‬وتنتهي باستقطاب عناصر القوة فيها والسيطرة عليهم‬
‫بشكل أو بآخر‪2.‬‬

‫ب‪ -‬مرحلة االنحساروالتقلص‪:‬‬


‫ً ً‬
‫تبدأ األزمة باالنحسار والتقلص نتيجة للصدام العنيف الذي تم اتخاذه والذي يفقدها جزءا هاما من قوتها‪،‬‬
‫وهناك بعض األزمات تتجدد لها قوة دفع أخرى‪ ،‬عندما يفشل الصدام في تحقيق أهدافه وتصبح األزمات في هذه الحالة‬
‫كأمواج البحر‪ ،‬موجة تندفع وراء موجة‪.‬‬
‫د‪ -‬مرحلة االختفاء‪:‬‬
‫وتصل األزمة إلى هذه املرحلة عندما تفقد بشكل شبه كامل قوة الدفع املولدة لها أو لعناصرها حيث تتالش ى‬
‫مظاهرها وينتهي االهتمام بها والحديث عنها‪ ،‬إال أنه من الضرورة االستفادة من الدروس املستفادة منها لتالفي ما قد‬
‫ً‬
‫يحدث مستقبال من سلبيات‪ ،‬والحقيقة أن االنحسار لألزمة يكون دافعا للكيان الذي حدثت فيه إلعادة البناء وليس‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إلعادة التكيف‪ ،‬فالتكيف يصبح أمرا مرفوضا وغير مقبول ألنه سيبقى على آثار ونتائج األزمة بعد انحسارها‪ ،‬أما إعادة‬
‫ً‬
‫البناء فيتصل أساسا بعالج هذه اآلثار والنتائج ومن ثم استعادة فاعلية الكيان وأدائه وإكسابه مناعة أو خبرة في التعامل‬
‫مع أسباب ونتائج هذا النوع من األزمات‪3.‬‬

‫خامسا‪:‬أسباب نشوء األزمة‪:‬‬


‫لكل أزمة مقدمات تدل عليها‪ ،‬وشواهد تشير إلى حدوثها‪ ،‬ومظاهر أولية‪ ،‬ووسطى‪ ،‬ونهائية تعززها‪ ...‬ولكل حدث أو‬
‫فعل تداعيات وتأثيرات‪ ،‬وعوامل تفرز مستجدات‪ ،‬ومن ثم فإن حدوث املقدمات‪ ،‬ليس إال شواهد قمة جبل جليد‪ ،‬تخفي‬
‫ً‬
‫تحتها قاعدة ضخمة من الجليد ومن املتواليات والتتابعات‪ .‬وأيا ما كان فإن هناك أسبابا مختلفة لنشوء األزمات يظهرها‬
‫لنا الشكل التالي‪:‬‬

‫‪1‬الخضيري محسن أحمد‪ :‬املرجع السابق ص ‪74‬‬


‫‪2‬الخضيري محسن أحمد‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.75- 74‬‬
‫‪3‬الخضيري‪ ،‬محسن أحمد‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.75‬‬

‫‪87‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ ‬شكل يوضح‪ :‬أسباب نشوء األزمات‪.‬‬

‫أسباب نشوء األزمات‬

‫اليأس‬ ‫تعار ض األهداف‬ ‫سوء الفهم‬

‫اإلشاعات‬ ‫سوء‬
‫اإلدراك‬

‫أسباب نشوء‬
‫استعراض‬ ‫سوء التقدير‬
‫القوة‬ ‫األزمات‬ ‫والتقييم‬

‫األخطاء‬ ‫اإلدارة‬
‫البشرية‬ ‫العشوائية‬

‫تعارض المصالح‬
‫األزمات‬ ‫الرغبة في‬
‫المتعمدة‬
‫اإلبتزاز‬
‫المخططة‬

‫املصدر‪ :‬الخضيري‪ ،‬محسن أحمد‪ :‬إدارة األزمات‪ :‬علم امتالك كامل القوة في أشد لحظات الضعف"‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مجموعة النيل العربية‪ ،‬ط‪2002 ،2‬م‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫خامسا‪ :‬أنواع األزمات‪:‬‬
‫إن فهم األزمة – أي أزمة – وطريقة التعامل معها يعتمد بصورة كبيرة على درجة املعرفة بنوع وطبيعة هذه األزمة‪،‬‬
‫وعلى الرغم من تعدد وتنوع األزمات‪ ،‬والتي تحدث فيها الكثير من العلماء والباحثين في مجال علم إدارة األزمات‪ ،‬إال أن‬
‫الواقع أن تصنيف األزمات يعتمد في األصل على الجانب الذي ينظر منه إلى الحادثة‪ ،‬وممن تطرق لهذا التقسيم ألنواع‬
‫األزمات (الشعالن)‪ ،‬حيث انه يصنف أنواع األزمات إلى ما يلي‪:‬‬
‫* من حيث طبيعة الحدوث‪:‬‬
‫‪ -‬أزمة بفعل اإلنسان‪ :‬وهي تلك األزمات الناتجة عن فعل إنساني مثل‪ :‬التهديد بالغزو العسكري‪ ،‬وعمليات اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ -‬أزمة طبيعية‪ :‬وهي األزمة التي ال دخل لإلنسان في حدوثها مثل‪ :‬الزالزل‪ ،‬والبراكين‪ ،‬والجفاف‪.‬‬
‫* من حيث مسرح الجريمة‪:‬‬
‫‪ -‬أزمة خلقتها الظروف في مسرح الحادث كالذي يحدث عندما يطلب مختطف طائرة‪ ،‬الهبوط في مطار ما للتزود بالوقود‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬أزمة حدد فيها مسبقا مسرح الحادث الذي وقعت فيه‪.‬‬
‫* من حيث املصدر‪:‬‬
‫‪ -‬أزمة مصدرة كالذي يحدث عندما يتم تفجير معين في بلد ما العتبارات معينة لها أهميتها في بلد أخر‪.‬‬
‫سواءا كانت سياسية أو غيرها‪.‬‬ ‫‪ -‬أزمة لها جذورها في بلد الحادث ً‬
‫* من حيث العمق‪:‬‬
‫‪ -‬أزمة سطحية غير عميقة هامشية التأثير‪.‬‬

‫‪88‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ -‬أزمة عميقة جوهرية هيكلية التأثير‪.‬‬


‫* من حيث التكرار‪:‬‬
‫‪ -‬أزمة ذات طابع دوري متكرر الحدوث‪.‬‬
‫‪ -‬أزمة فجائية عشوائية وغير متكررة‪.‬‬
‫* من حيث املدة‪:‬‬
‫‪ -‬أزمات قصيرة األمد يتم إخمادها والقضاء عليها في مدة قصيرة‪.‬‬
‫‪ -‬أزمات طويلة األجل وهي التي تستمر معالجتها ملدة طويلة‪.‬‬
‫* من حيث اآلثار‪:‬‬
‫‪ -‬أزمات ذات أثار وخسائر بشرية‪.‬‬
‫‪ -‬أزمات ذات آثار وخسائر مادية‪.‬‬
‫‪ -‬أزمات ذات آثار وخسائر معنوية‪.‬‬
‫‪ -‬أزمات ذات آثار وخسائر مختلطة‪.‬‬
‫* من حيث القصد‪:‬‬
‫‪ -‬أزمات عمديه تحبكها إحدى القوى وتنفذها لتحقيق أهداف معلومة‪.‬‬
‫‪ -‬أزمات غير عمديه‪ ،‬وإنما نتيجة إهمال وسوء تقدير‪.‬‬
‫‪ -‬أزمات قضاء وقدر‪ ،‬ال حيلة لإلنسان فيها‪.‬‬
‫* من حيث مستوى املعالجة‪:‬‬
‫‪ -‬أزمة محلية تتعلق بدولة واحدة‪ ،‬أو منشأة بعينها‪ ،‬وتتطلب معالجة محلية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬أزمة إقليمية تتعلق بعدة دول في املنطقة‪ ،‬وتتطلب تنسيقا إقليميا ملواجهتها‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬أزمة دولية تتعلق بعدة دول أجنبية‪ ،‬وتتطلب تنسيقا وجهودا دولية‪.‬‬
‫* من حيث املظهر‪:‬‬
‫‪ -‬األزمة الزاحفة‪ :‬وهي التي تنمو ببطء ولكنها محسوسة‪ ،‬وال يملك متخذ القرار وقف زحفها نحو قمة األزمة وانفجارها‪.‬‬
‫‪ -‬األزمة العنيفة الفجائية‪ :‬وهي أزمة تحدث فجأة وبشكل عنيف‪ ،‬وتأخذ طابع التفجر املدوي‪.‬‬
‫‪ -‬األزمة الصريحة العلنية أو املفتوحة‪ :‬وهي أزمة لها مظاهرها الصريحة العلنية امللموسة‪ ،‬بحيث يشعر بها كل أطرافها‬
‫منذ نشأتها‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬األزمة الضمنية أو املستترة‪ :‬وهي من أخطر أنواع األزمات وأشدها تدميرا للكيان اإلداري‪ ،‬فهي أزمة غامضة في كل ش يء‬
‫سواء أسبابها‪ ،‬أو عناصرها‪ ،‬أو أطرافها‪ ،‬أو العوامل التي ساعدت في ظهورها وتفاقمها‪1.‬‬ ‫ً‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫يعد التعامل مع األزمات أحد محاور االهتمام في اإلدارة‪ ،‬حيث أنه يقتض ي وجود نوع خاص من املديرين الذين‬
‫يتسمون بالعديد من املهارات منها الشجاعة والثبات واالتزان االنفعالي‪ ،‬والقدرة علىالتفكير اإلبداعي والقدرة على‬
‫االتصال والحوار وصياغة ورسم التكتيكات الالزمة للتعامل مع األزمة وتبعا ملا سبق التطرق اليه‪ ،‬يتوجب علينا التأكيد‬
‫على أن إدارة األزمات مسألة تحتاج إلى الكثير من املهنية واالحترافية‪ ،‬والقدرة على التسيير واإلدارة والتخطيط‪ ،‬قبل‬
‫التحكم في مسألة تنفيذ خطط وبرامج االتصال‪ ،‬وإدارة األزمات تستهدف جمهور املؤسسة داخليا وخارجيا‪ ،‬وأيضا وسائل‬

‫‪1‬الشعالن‪ ،‬فهد أحمد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.56 – 49‬‬

‫‪89‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫إعالم واملالحظ أن الكثير من األزمات تبدأ صغيرة‪ ،‬ومحدودة اآلثارإال أن سوء التحكم في إدارتها‪ ،‬كان سبب مباشرا في‬
‫تفاقمها‪ ،‬مما أدى في كثير من األحيان إلى انهيار كامل للمؤسسة التي لم تتعامل بمهنية أثناء التواصل مع جمهورها‪.‬‬
‫ويجب اإلشارة في األخير ان لكل أزمة دورة حياة مثلها هذا مثل أي كائن حي‪ ،‬وهذه الدورة تمثل أهمية قصوى في‬
‫متابعتها واإلحاطة بها من جانب متخذ القرار اإلداري‪ ،‬فكلما كان متخذ القرار سريع التنبه في اإلحاطة ببداية ظهور األزمة‪،‬‬
‫أو بتكون عواملها كلما كان أقدر على عالجها والتعامل معها‪ ،‬وذلك للحد من آثارها وما ينتج عنها من انعكاسات سلبية‪.‬‬
‫قائمة املراجع واملصادر‪:‬‬
‫أ‪-‬املراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ -1‬جبر محمد صدام‪ :‬املعلومات وأهميتها في إدارة األزمات‪ ،‬تونس املجلة العربية للمعلومات‪.1998 ،‬‬
‫‪ -2‬حواش جمال‪ :‬التفاوض في األزمات واملواقف الطارئة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬إيتراك للطباعة والنشر والتوزيع‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬الخضيري‪ ،‬محسن أحمد‪ :‬إدارة األزمات ‪-‬منهج اقتصادي إداري لحل األزمات على مستوى االقتصاد القومي والوحدة‬
‫االقتصادية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬ط‪2003 ،2‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬رازي محمد بن أبي بكر‪ :‬مختار الصحاح‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتاب العربي‪.،1967 ،‬‬
‫‪ -5‬السيد عليوة‪ ،‬إدارة األزمات والكوارث‪ ،‬مخاطر العوملة واإلرهاب الدولي‪ ،‬دار األمين‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.2002 ،2‬‬
‫‪ -6‬الشعالن فهد أحمد‪ :‬إدارة األزمات األسس – املراحل – اآلليات‪ ،‬الرياض‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪.2002 ،‬‬
‫‪ -7‬عابدسعود سراج‪ :‬إدارة األزمات‪ ،‬الرياض‪ ،‬مجلة الحرس الوطني ‪ ،‬ع‪1415 ،144‬هـ‪.‬‬
‫‪ -8‬عباس رشدي العماري‪ :‬إدارة األزمات في عالم متغير‪ ،‬مركز األهرام للترجمة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.1993 ،1‬‬
‫‪ -9‬عبد الرزاق حسين‪ ،‬إدارة األزمات‪ ،‬علم التحديات‪ ،‬حرس الكويتي‪ 15 ،‬ديسمبر ‪.2001‬‬
‫‪ -10‬عثمان عثمان‪ ،‬مواجهة األزمات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر العربية للتوزيع‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -11‬محمد شاد حمالوي‪ ،‬التخطيط ملواجهة األزمات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة عين الشمس‪.1995 ،‬‬
‫‪ -12‬معلوفلويس‪ ":‬املنجد" ‪ ،‬بيروت‪ ،‬املطبعة الكاثوليكية‪ ،‬ط‪1951 ، 12‬م‪.‬‬
‫‪ -13‬منى صالح الدين شريف‪ :‬إدارة األزمات‪ ،‬الوسيلة للبقاء‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار األمين‪.1998 ،‬‬
‫ب‪ -‬املراجع باللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪1- Random: Random House Dictionary of English Language, New York, and Random House, 1969.‬‬

‫‪90‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫استراتيجية وسائل اإلعالم في تسييراألزمة الصحية كورونا (كوفيد‪)19-‬‬


‫)‪Media strategy in managing the Corona health crisis (Covid-19‬‬
‫هشام بن أحمد بخوش‪ /‬أستاذ محاضر‪ /‬جامعة محمد الشريف مساعدية ‪ /‬سوق أهراس ‪ /‬الجزائر‬
‫‪h.bekhouche@univ-soukahras.dz‬‬
‫‪Hichem_75@yahoo.fr‬‬
‫ملخص ‪:‬‬
‫لحماية املواطنين من فيروس كورونا صدرت عدة مراسيم تحدد تدابير التباعد االجتماعي املوجهة للوقاية من‬
‫انتشاره ‪ ،‬وسبيل تحقيق ذلك سعت وسائل اإلعالم بمختلف أنواعها تحسيس السكان لتعريفهم جيدا بطبيعة املرض‬
‫وايجاد أجوبة لجميع تساؤالتهم في ظل تنظيم واضح وصارم تحدد فيه مسبقا التدابير الواجب اتخاذها ووضع مخطط‬
‫للتنفيذ والتقييم مع ضمان صحته وتناسق األهداف وتعبئة مختلف وسائل اإلعالم السمعية البصرية واملقروءة‬
‫واستخدامها بطريقة مثلى ودقيقة ومتناسقة‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬وسائل اإلعالم ‪ ،‬الصحافة املكتوبة ‪ ،‬إستراتيجية الوقاية واملكافحة ‪ ،‬األزمة الصحية كورونا ‪،‬‬
‫الشائعة‪.‬‬

‫‪To protect citizens from the Coronavirus, several decrees were issued defining social distancing measures‬‬
‫‪aimed at preventing its spread, and the way to achieve this, the various media outlets sought to sensitize‬‬
‫‪the population to familiarize them well with the nature of the disease and to find answers to all their‬‬
‫‪questions in light of a clear and strict regulation in which the measures to be taken were determined in‬‬
‫‪advance and a plan was drawn up for implementation and evaluation. While ensuring correctness and‬‬
‫‪consistency of goals, and mobilizing various audiovisual and readable media, and using them in an‬‬
‫‪optimal, accurate and consistent manner .‬‬
‫‪Keywords: The media , The Written Press , Prevention and control strategy , Corona health crisis ,‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫لإلعالم طابع خاص يتسم بالسرعة والتغيير عن طريق التخطيط لألحداث وإبرازها لتوجيه املجتمع وتحذيره من‬
‫خالل تزويد افراده بمعلومات عن النشاطات والجهود املبذولة ملواجهة األزمات والكوارث‪ ،‬وهذا ما يؤكد دور وسائل‬
‫اإلعالم بكافة انواعها في عمليات التأثير والتغيير الواضحة سواءا بالنسبة للرأى العام او الجمهور‪.‬‬
‫ومنذ أن ظهر فيروس كورنا (كوفيد‪ )19-‬بدأت اإلشاعات حول طبيعته وعن مصدره وعن كيفية إنتقاله بين األشخاص‪،‬‬
‫وهو ما أثر سلبا على عمل مختلف املؤسسات املسؤولة عن الوقاية واملكافحة‪ ،‬فقد سعت ألن تكون ذات اهمية عند‬
‫الرأى العام وسعت إلنتزاع الثقة التي تحض ى بها مختلف وسائل اإلعالم ‪ ،‬بل انها تحاول ان تستغل هذا األخير لخدمة‬
‫اغراضها‪ ،‬وإضعاف محتواه والتقليل من شأنه‪ ،‬لتحل محله في ظل غيابه وتأدية مهامها في ظل هذا اإلعالم وبتسخير‬
‫وسائله‪ ،‬لتكسب بذلك نظرة املجتمع وتتقمص شكل األخبار الرسمية‪.‬‬

‫‪91‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫لذلك يأتي اإلعالم إلعطاء الحقائق واملعلومات الصحيحة والواضحة واألخبار التي تعتمد على التفاصيل الدقيقة‬
‫والوقائع املحددة واألفكار املنطقية واآلراء الراجحة لكي ال يترك لهذه اإلشاعات واألقاويل مجال‪ ،‬فيقوم اإلعالم على‬
‫اإلقناع واملوضوعية واألمانة في نقل املعلومة وهو بذلك يخاطب العقل واملنطق والعاطفة ويؤثر على الرأى ويساهم كثيرا‬
‫في الحفاظ على وحدته وتماسكه‪ ،‬وعلى حماية الوحدة اإلجتماعية‪ ،‬ويلبي حاجيات الفرد واملجتمع في عصرنة الحياة‬
‫واملعرفة والتعلم والتطلع على حقائق األمور‪.‬‬
‫وال شك أن قيام مؤسسات اإلعالم املختلفة‪ ،‬املرأية واملسموعة واملقروءة‪ ،‬بدورها في توعية أفراد املجتمع ينطوي‬
‫على أهمية كبيرة‪ ،‬ال تقتصر فقط على تثقيفهم بأساليب مواجهة مثل هذا الوباء وكيفية العمل على احتواء آثاره‬
‫وتداعياته املختلفة‪ ،‬وإنما أيضا‪ ،‬إشراكهم في عملية إدارة تدابير الوقاية‪ ،‬وذلك من منطلق أن نجاح إدارة أي أزمة تتطلب‬
‫تكامل الجهود كافة‪ ،‬الحكومية واملجتمع ‪ ،‬ومن هنا فإن اإلعالم يقوم بدور حيوي ورئيس ي في تعزيز فكرة تكامل املسؤولية‬
‫املجتمعية في إدارة األزمات ‪ ،‬وهو ما يمثل أهمية دراسة هذا املوضوع ‪.‬‬
‫أهمية الدراسة ‪:‬‬
‫تكمن اهمية الدراسة في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬كون أن وباء كورونا (كوفيد‪ )19-‬يشكل تحديا أمام وسائل اإلعالم الجزائرية‪ ،‬كونها غير مهيأة عمليا للممارسة‬
‫اإلعالمية في مثل هذه األزمات على اعتبار ان األزمة الصحية التي أفرزها وباء كورونا بتداعياتها على مجاالت متعددة‪ ،‬هي‬
‫حالة استثنائية ‪ ،‬لذلك سنوضح اإلستراتيجة املتبعة في مثل في مثل هذه الحاالت ‪.‬‬
‫‪ -2‬كون أن مسؤولية وسائل األعالم تضاعفت بسبب ما صدر عن الدول من قرارات تتعلق بالحجر الصحي ‪ ،‬وهو ما زاد‬
‫إهتمام املواطنين الخاضعين لهذا الحجر بمتابعة تطورات وباء كورونا من البيوت ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن اهمية وسائل اإلعالم ازدادت خالل فترة األزمة لوضع معلومة صحيحة تتعلق بتفش ى أو انخفاض الوباء وهذا‬
‫ملحاربة ما يصدر عن املنصات الرقمية من تفاعلية وفضاءات مفتوحة لنقل املعلومات املغلوطة – ما يسمى باإلشاعة ‪-‬‬
‫وهذه األخبار تكرس حالة من التهويل‪ ،‬وتؤدي بدورها إلى تداخل في النسيج االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -4‬الكثير من دول العالم وخاصة الدول التي انتشر فيها الوباء بسرعة وكانت نسبة الوفيات عالية جدا ‪ ،‬فشلت أنظمتها‬
‫في مسايرة الوباء وفي احتواء األزمة الصحية ‪ ،‬وتحول ذلك إلى اشكال سياس ي ومغالطات إعالمية ‪ ،‬ونتج عنه ذعر وهلع‬
‫لدى أفراد املجتمع ‪ ،‬وتبعا لذلك يحاول إعالم البلدان االخرى مواجهة الزخم اإلعالمي الهائل لهذه الدول ‪ ،‬بالتقليل من‬
‫مخاطر الوباء إذا ما تم إتباع اإلجراءات الوقائية ومنع نشر أية إحصائيات عن وضعية حاالت اإلصابة بفيروس كورونا‬
‫خارج وزارة الصحة والسكان وإصالح املستشفيات‪.‬‬
‫‪ -5‬تكمن اهمية هذه الدراسة في كون أن اإلعالم وسيلة هامة لخدمة الجمهور وجب ان يتمتع من خاللها بمعلومات‬
‫جديرة بالثقة ودقيقة ‪ ،‬باإلضافة إلى ان غالبية املواطنين يبحثون عن تحليالت إضافية عن الوباء وخدمات إخبارية‬
‫وشهادات‪ ،‬وحاالت عملية ‪.‬‬
‫‪ -6‬تكمن اهمية الدراسة في كون ان اإلعالم مكفول لجميع املواطنين بموجب الدستور وهو حق للمواطن لذلك وجب‬
‫على كافة وسائل اإلعالم مرئية أو صحافة مكتوبة وكذا القنوات الرسمية اعتماد مصادر لنقل املعلومات‪ ،‬مع االلتزام‬
‫بضوابط أخالقية ملمارسة النشاط اإلعالمي في هذه الظروف االستثنائية‪.‬‬

‫‪92‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫لم تعد فاعلية دور اإلعالم تقاس بدوره التوعوي فحسب‪ ،‬وإنما أيضا بما يقوم به من مبادرات وحمالت تستهدف تعزيز‬
‫وقاية املجتمع في مثل هذه األوقات ‪ ،‬ومن هنا تكمن إشكالية هذا املوضوع‪ ،‬كيف ساهم اإلعالم في وقاية أفراد املجتمع من‬
‫األمراض واألوبئة العابرة للحدود في ظل الشائعات؟ ما أهمية دور االعالم في التصدي للشائعات واملعلومات املضللة‬
‫املحيطة بفيروس كورونا املستجد ؟ هل فعال تعاملت وسائل اإلعالم مع الرأي العام عبر نشر املعلومات الدقيقة وتحري‬
‫توصيات وارشادات منظمة الصحة العاملية وتعزيز التواصل بين الشرائح املختلقة داخل املجتمع ؟‬
‫أهداف الدراسة ‪:‬‬
‫تهدف الدراسة إلى اإلجابة عن اإلشكالية عن طريق ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬التعرف على استراتيجيات الفضائيات اإلخبارية وأساليب تغطية األزمة في سياق جائحة كورونا ‪.‬‬
‫‪ -2‬توضيح الطابع االستراتيجي ملختلف وسائل اإلعالم والصحافة الوطنية (عمومية وخاصة) في تسيير االزمة الصحية‬
‫كورونا ‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد دور الفاعلين في قطاع االتصال من صحافة مكتوبة ومسموعة ومرئية ومطابع واشهار وتوزيع‪ ،‬في الوقاية من‬
‫الكوارث البيئية ‪.‬‬
‫‪ -4‬تحديد دور الصحافيون واملراسلون في الصحافة الجوارية بما في ذلك اإلذاعات املحلية ومراسلو الفضائيات‬
‫والصحف االلكترونية في الحد من الشائعات املتعلقة بالوباء ‪.‬‬
‫‪ -5‬التعرف على واقع اإلعالم الصحي في اإلعالم التقليدي ‪ ،‬وتحديد أهم املبادئ التي اخذ بها وسائل االعالم لتغطية‬
‫األزمة الصحية فيروس كورونا ‪ ،‬والتأكيد على ان اإلعالم الصحي وسيلة فعالة تجنب أفراد املجتمع بكافة طبقاته من‬
‫االوبئة خاصة التي ما زالت محل نقاش وبحث علمي ‪.‬‬
‫‪ -6‬مطالبة وسائل اإلعالم بكافة انواعها باالستمرارية في أداء دورها في تقديم خدماتها العمومية ودورها اإلعالمي التنويري‬
‫من رصد ونقل انشغاالت املواطنين ويومياتهم وعلى الخصوص في هذا الظرف االستثنائي ومرافقة مختلف املصالح‬
‫الصحية واألمنية والحماية املدنية والسلطات املحلية بشكل تضامني ملحاصرة وباء كورونا والحيلولة دون تفشيه‪ ،‬بنشر‬
‫الوعي والتنبيه إلى مختلف املخاطر وكل هذه االهداف تشكل لنا النتائج التي يمكن التوصل إليها‪.‬‬
‫‪ -7‬تهدف الدراسة إلى توضيح دور اإلعالم في ظل الحالة االستثنائية لألزمة الصحية كورونا في ظل القانون ‪ 04-20‬املؤرخ‬
‫واملتعلق بالحماية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية املستدامة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫في ‪ 25‬ديسمبر ‪،2004‬‬
‫‪ -8‬تهدف الدراسة إلى التأكيد على حق املوطن في املشاركة في الوقاية من الوباء وفقا لنص املادة ‪ 6‬من القانون ‪04-20‬‬
‫الذي يعطي الحق للمواطن في معرفة األخطار ّ‬
‫املحدقة به ومجموع اإلجراءات املتعلقة بهذه الكوارث‪.‬‬
‫بالنسبة للخطة التي يمكن اإلعتماد عليها فهي مبدئية تتعلق باإلستراتيجية املتبعة في الحد من الشائعات املتعلقة بوباء ‪،‬‬
‫دور وسائل اإلعالم املسموعة واملرئية‪ ،‬مجال الصحافة الوطنية (عمومية وخاصة) في تسيير االزمة الصحية كورونا ‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد واقع اإلعالم الصحي في ظل اإلعالم التقليدي ‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد أهم املبادئ التي اخذ بها وسائل االعالم لتغطية األزمة الصحية فيروس كورونا‪.‬‬
‫‪ ‬دور املواطن للتقابل من وسائل اإلعالم واملشاركة في الوقاية من الوباء‪.‬‬

‫‪93‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ ‬دور وسائل اإلعالم ومسؤوليتها في أزمة كورونا وتحديد دور سلطة ضبط السمعي البصري في ضرورة تكييف برامج‬
‫القنوات مع الوضع الخطير والحالة اإلستثنائية ‪.‬‬
‫‪ ‬دور وسائل اإلعالم املسموعة واملرئية‪.‬‬
‫‪ ‬مجال الصحافة الوطنية (عمومية وخاصة) في تسيير االزمة الصحية كورونا‬
‫‪ ‬اإلستراتيجية املتبعة في الحد من الشائعات املتعلقة بوباء‪.‬‬
‫‪ ‬وسائل التواصل االجتماعي‪ :‬مقاربة تفاعلية‪ -‬تكاملية في األزمة‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد السياسة اإلعالمية في مكافحة الوباء في ظل الالمساواة الرقمية ‪.‬‬
‫‪ ‬التغطية الشاملة للجائحة من حيث الكم والكيف‪.‬‬
‫‪ ‬مواجهة الصعوبات املتعلقة بعم امتالك التكنولوجيا الحديثة ‪.‬‬
‫‪ ‬محددات ومتطلبات التغطية اإلخبارية لجائحة كورونا‪.‬‬
‫‪ ‬اآلثار االقتصادية واالجتماعية واالستراتيجية للجائحة ‪.‬‬
‫‪ ‬االتصال املؤسساتي خارج قطاع اإلعالم‪.‬‬
‫‪ ‬إرشادات صحية عبر منصات إعالمية‪.‬‬
‫‪ ‬التوجيه الديني والفتاوي اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم التغطية العاملية لفيروس كورونا باعتباره جائحة على التغطية املحلية باعتباره وباء‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬و اقع اإلعالم الصحي في ظل اإلعالم التقليدي ‪.‬‬

‫يمكن القول ان معظم دول العالم تكتفي بالنص على الرعاية الصحية كحق للمواطن‪ ،‬وتضع التدابير وتحدد اإلجراءات‬
‫املتخذة في حالة الوباء أو األزمات الصحية بطريقة تقليدية بحتة ضمن قانون‪ ،‬يسمى قانون الصحة ‪ ،‬القليل من يطلع‬
‫عليه ومعرفة حيثياته ‪ ،‬خاصة عندما يتعلق االمر بتجسيد حقوق وواجبات املواطنين في مجال الصحة ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬و اقع االعالم الصحي في الجزائر‪.‬‬
‫تنظم مختلف القوانين نظامها الصحي ضمن قوانين خاصة‪ ،‬ويخضع األشخاص املصابون بأمراض متنقلة واألشخاص‬
‫الذين يكونون على اتصال بهم‪ ،‬الذين قد يشكلون مصدرا للعدوى‪ ،‬لتدابير الوقاية واملكافحة املناسبة ‪ ،‬وتحدد قائمة‬
‫األمراض املنتقلة الخاضعة للتصريح اإلجباري‪ ،‬عن طريق التنظيم‪ 1،‬وفي سبيل ذلك يتم إعالم املواطنين بمختلف‬
‫اإلجراءات بطريقة تقلدية ‪،‬إما عن طريق الجرائد اليومية ‪ ،‬عن طريق البث التلفزيوني وهو أسلوب إرسال واستقبال‬
‫الصورة الحية املرئية واملسموعة من مكان الى آخر‪ ،‬بواسطة املوجات الكهرومغناطيسية‪ ،‬ثم بواسطة األقمار‬
‫الصناعية‪2.‬‬

‫‪ - 1‬قانون رقم ‪ 11-18‬املؤرخ في ‪ 02‬جويلية ‪ 2018‬املتعلق بالصحة ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬الجمهورية الجزائرية الديموقراطية‬
‫الشعبية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 29‬يوليو ‪ ، 2018‬السنة الخامسة والخمسين ‪ ،‬العدد ‪ ، 46‬ص ص ‪.41-3‬‬
‫‪ - 2‬فضيل دليو‪:‬مقدمة في وسائل االتصال الجماهيرية ‪ ،‬دون طبعة ‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية ‪،‬الجزائر ‪ ،1998،‬ص ‪. 143‬‬

‫‪94‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫الفرع الثاني ‪:‬املبادئ التي اخذ بها وسائل االعالم لتغطية األزمة الصحية فيروس كورونا‪.‬‬
‫يعبر اإلعالم عن نشاطاته وفعالياته من خالل وسائل وأساليب لنقل املعلومات وتوجيه املجتمع وتحذيره من خالل تزويد‬
‫افراده بمعلومات عن النشاطات والجهود املبذولة ملواجهة األزمات والكوارث والتخفيف من آثارها وخاصة في ظل االزمة‬
‫الحالية‪ ،‬على اعتبار ان وسائل اإلعالم بكافة أنواعها لها دور هام في عمليات التأثير والتغيير الواضحة سواءا بالنسبة‬
‫للرأى العام او الجمهور‪ ،‬فهي تتلقى وترسل معلومات متماثلة ومتباينة‪1.‬‬

‫فوسائل اإلعالم تأتي إلعطاء الحقائق واملعلومات الصحيحة والواضحة واألخبار التي تعتمد على التفاصيل الدقيقة‬
‫والوقائع املحددة واألفكار املنطقية واآلراء الراجحة للمواطنين‪ 2،‬لكي ال يترك لإلشاعات واألقاويل مجال‪ ،‬فيقوم اإلعالم‬
‫على اإلقناع واملوضوعية واألمانة في نقل املعلومة وهو بذلك يخاطب العقل واملنطق والعاطفة ويؤثر على الرأى ويساهم‬
‫كثيرا في الحفاظ على وحدته وتماسكه‪ ،‬وعلى حماية الوحدة اإلجتماعية‪ 3،‬ويلبي حاجيات الفرد واملجتمع في عصرنة‬
‫الحياة واملعرفة والتعلم والتطلع على حقائق األمور سارة أو غير سارة ‪.‬‬

‫لم تكتفي وسائل اإلعالم بدورها التوعوي فحسب‪ ،‬وإنما أيضا بما يقوم به من مبادرات وحمالت تستهدف تعزيز وقاية‬
‫املجتمع في مثل هذه األوقات ‪ ،‬من خالل حصول الناس على معلومات دقيقة حول التهديدات الذي يواجهونها وكيفية‬
‫حماية أنفسهم واآلخرين‪ ،‬ولفت النظر إلى أن التعامل مع خوف الرأي العام يكون عبر نشر املعلومات الدقيقة وتحري‬
‫توصيات وارشادات منظمة الصحة العاملية وتعزيز التواصل بين الشرائح املختلقة داخل املجتمع الواحد لكسر حاجز‬
‫الخوف‪4.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬دوراملواطن في املشاركة مع وسائل اإلعالم في الوقاية من الوباء‪.‬‬


‫عندما تكون األزمة شاملة وفوضوية يسعى املواطنين جاهدين إلى فهم بداية األزمة‪ ،‬ويولد لهم ذلك شعور بعدم األمان‬
‫ويمكن أن يتحول إلى اليأس والفزع واالحباط ‪ ،‬لذلك يجدب على وسائل اإلعالم التصرف بحكمة ويجب على املسؤولين في‬
‫الدولية االستجابة لألزمة بأسرع ما يمكن ‪ ،‬بطريقة وجب ان تكون موجزة ومبنية على وقائع ‪ ،‬بتوفير معلومات دقيقة‬
‫بطريقة موثوقة ‪5.‬‬
‫وعملية ‪ ،‬عن حالة فيروس كورونا املستجد ونشر هذه املعلومات‬
‫من كل ذلك يكون املواطن في مثل هذه االزمات مندفع بإرادة تقديم يد املساعدة والتحرك الفوري في محاولة منه ألن‬
‫يحقق ذاته ومواطنته ‪ ،‬ويكون ذلك عن طريق املجتمع املدني الذي يعمل على توجيهه بطريقة تتماش ى مع متطلبات حل‬
‫األزمة وبالتنسيق مع ُسلط اإلشراف ضمن إطار قانوني واضح ‪ ،‬وذلك بحشد الطاقات في أعمال تطوعية يمكن أن تتجلى‬
‫في عدة أوجه على الصعيد الوطني ‪6.‬‬

‫‪ - 1‬حميد جاعد محسن الدليمي‪ ،‬علم إجتماع اإلعالم ‪،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن ‪.2006 ،‬‬
‫‪ - 2‬عبد اللطيف حمزة‪ ،‬اإلعالم والدعاية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.28 ،1974 ،‬‬
‫‪ - 3‬حامد عبد السالم زهران‪ ،‬علم النفس االجتماعي‪ ،‬الطبعة الخامسة ‪ ،‬عالم الكتاب‪ ، ،‬القاهرة‪ ، 1984 ،‬ص ‪. 337‬‬
‫‪ - 4‬يوسف جمعة الحداد‪ ،‬دور اإلعالم في مواجهـة األزمـات فيروس كورونا نموذجا ‪،2020-04-20 ،‬‬
‫‪.http://nationshield.ae/index.php/home/details/research‬‬
‫‪ - 5‬كوين بوستينز‪ ،‬دليل عملي للسياسيين للتعامل مع جائحة فايروس كورونا املستجد ‪ ، COVID-19‬خطة التعامل مع األزمة ‪،‬‬
‫املعهد الديمقراطي الوطني‪ ..‬أبريل ‪ ، 2020‬ص ‪. 04‬‬
‫‪ - 6‬تريكي غيث ‪ ،‬دور منظمات املجتمع املدني في ُمجابهة وباء كورونا ‪/https://jamaity.org/2020/03 ، 2020 /03/ 19 ،‬‬

‫‪95‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬دوروسائل اإلعالم ومسؤوليتها في أزمة كورونا وتحديد دورسلطة ضبط السمعي البصري ‪.‬‬
‫إن سلطة الضبط للسمعي البصري يمكن تعريفها كأحد السلطات املستقلة‪ ،‬أو كشكل مستحدث للمرفق العمومي‪،‬‬
‫فوضته السلطة العمومية بعض صالحياتها اإلدارية وتتمتع بالشخصية املعنوية واإلستقالية املالية‪ 1،‬تعتبر في إطار النص‬
‫آلية قانوني ال ألية رقابية وتسعى لتكريس الديمقراطية القائمة على مبدأ الشفافية واملوضوعية ‪ ،‬فحرية الصحافة ال‬
‫تتحقق بالقواعد الدستورية واملواثيق الدولية والضمانات القانونية فقط‪ ،‬وإنما بمجموعة من الشروط والضمانات‬
‫السياسية‪ ،‬واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬وال تتحقق جملة واحدة‪ ،‬بل بتوافر مجموعة من العناصر أو األبعاد األساسية ‪،‬‬
‫املتمثلة في عدم خضوعها لرقابة سابقة على النشر‪ ،‬وتحديد املجال الذي يجوز للمشرع أن يتدخل فيه للحد من حريتها ‪،‬‬
‫والسماح لها بالبحث على األنباء وفي نشرها‪ ،‬وعدم تقييدها بإصدار الصحف بقبول ورضا الحكومة‪2 .‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬مجال الصحافة الوطنية (عمومية وخاصة) في تسييراالزمة الصحية كورونا‪.‬‬
‫ال شك أن قيام مؤسسات اإلعالم املختلفة‪ ،‬املرأية واملسموعة واملقروءة‪ ،‬بدورها في توعية أفراد املجتمع ينطوي على‬
‫أهمية كبيرة‪ ،‬ال تقتصر فقط على تثقيفهم بأساليب مواجهة مثل هذا الوباء وكيفية العمل على احتواء آثاره وتداعياته‬
‫املختلفة‪ ،‬وإنما أيضا‪ ،‬إشراكهم في عملية إدارة تدابير الوقاية‪ ،‬وذلك من منطلق أن نجاح إدارة أي أزمة تتطلب تكامل‬
‫الجهود كافة‪ ،‬الحكومية واملجتمعية فيها‪ ،‬وهنا فإن اإلعالم يقوم بدور حيوي ورئيس ي في تعزيز فكرة تكامل املسؤولية‬
‫املجتمعية في إدارة األزمات‪3 .‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬اإلستراتيجية املتبعة في الحد من الشائعات املتعلقة بوباء‪.‬‬


‫منذ ظهور فيروس كورنا (كوفيد‪ )19-‬بدأت اإلشاعات حول طبيعة املرض وعن كيفية إنتقاله بين األشخاص‪ ،‬ثم عن‬
‫العدد في مختلف واليات الوطن‪ ،‬وهذا أثر سلبا على عمل مختلف املؤسسات‪ ،‬فاإلشاعة تسعى ألن تكون ذات اهمية عند‬
‫الرأى العام وتسعى إلنتزاع تلك الثقة التي تحض ى بها وسائل اإلعالم ‪ ،‬فهي تحاول ان تستغل هذا األخير لخدمة اغراضها‪،‬‬
‫وإن إستعص ى االمر فإنها تعمل على إضعاف محتواه والتقليل من شأنه‪ ،‬وتتهمه بالتحيز والتغاض ي عن الحقائق وخدمة‬
‫مصالح هيئات وأشخاص‪ ،‬فتهاجمه إلى ان يفسح لها املجال لتأدية مهامها في ظل اإلعالم وبتسخير وسائله‪ ،‬وكثيرا ما تحل‬
‫محله في ظل غيابه وتنجح في كسب انظار الناس‪ ،‬وتتقمص شكل األخبار الرسمية‪ ،‬وتقوم الجرائد والصحف بتفنيدها‬
‫وإبطال مفعولها بتحليل محتواها وفضح نواياها‪4.‬‬

‫وفي تقرير أكد األخبار الكاذبة على منصات التواصل االجتماعي تفاقمت مع ظهور فيروس كورونا‪ ،‬ولكن السلطات أكدت‬
‫أن ترويج الشائعات سيكون محل تصد صارم وفقا ألليات حددها القانون ملنع زرع البلبلة وحماية املواطنين من القلق‬
‫والرعب ‪ ،‬على اعتبار ان اإلشاعة ظاهرة بشرية عاملية وجب محاربتها‪ ،‬وخاصة عبر منصات التواصل اإلجتماعي ألنها‬

‫‪ - 1‬كرمية عبد الحق ‪ ،‬دراجي هشام ‪ ،‬دور سلطة ضبط السمعي البصري في تكريس قيم الهوية واملواطنة في الجزائر‪ ،‬مجلة األستاذ‬
‫الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬املجلد الثاني ‪ ،‬العدد التاسع ‪ ،‬املسيلة ‪ ،‬مارس ‪ ،2018‬ص ‪. 1079‬‬
‫‪ - 2‬أحالم باي‪ ،‬معوقات حرية الصحافة في الجزائر ‪ -‬دراسة ميدانية بمؤسسات صحفية بمدينة قسنطينة ‪ -‬مذكرة مقدمة لنيل‬
‫شهادة املاجستير في تخصص وسائل اإلعالم و املجتمع‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2007-2006‬ص ‪. 26‬‬
‫‪ - 3‬يوسف جمعة الحداد ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ - 4‬منصوري مختار‪ ،‬اإلشاعة ‪ ،‬طابعها االجتماعي وثقافي والنفس ي‪ ،‬رسالة ماجستير معهد الثقافة الشعبية‪ ،‬شعبة األنثروبولوجيا‪،‬‬
‫جامعة تلمسان ‪ ، 1999 ،‬ص ‪. 54‬‬

‫‪96‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫تخفى وراءها رغبة في تعميم الشائعات في املجتمع للحصول على عائدات مالية ‪ ،‬ألنها نشاط مادي يعتبر في إطار القانون‬
‫جريمة معاقب عليها ‪1.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬وسائل التواصل االجتماعي‪ :‬مقاربة تفاعلية‪ -‬تكاملية في األزمة‪.‬‬


‫تختلف مواقع التواصل االجتماعي بين الفي سبوك ‪ ،‬وتويتر ‪ ،‬واليوتيب ‪ ،‬والراديو الرقمي وغيره من املواقع االخرى ‪ ،‬ولكن‬
‫هل ساهمت هذه املواقع في الحد من الوباء وإنتشاره بتوعية املواطنين باإلحتياطات املتخذة من قبل كل دول حسب‬
‫طبيعتها وطبيعة املرض ‪ ،‬ام انها زادت في حدته بكثرة اإلشاعات ؟‬
‫فالفيس بوك آلية لنقل االخبار عبر الرسائل القصيرة وهو يوفر صندوق موحد بين صاحب الحساب وأصدقائه‪ 2،‬وتظهر‬
‫العديد من الدراسات الحديثة بأن التواصل منصات التواصل االجتماعي تعتبر كوسيلة فعالة لنشر املعلومات بين‬
‫املرض ى واألطباء‪ ،‬وإيصال املعلومات ونشرها بين مختلف اإلشخاص عبر مقاطع فيديو ‪ ،‬بل ان الدراسات اكدت أن‬
‫استخدام موقعي تويتر وفيسابوك كأدوات تكميلية لتقديم املحتوى التعليمي‪ ،‬يمكن أن يكون طريقة فعالة إلشراك‬
‫املتدربين في املجال الطبي(‪(Liette, 2014, p. 46).)3‬‬
‫يمكن القول انه يمكن استخدام مواقع التواصل اإلجتماعي للتخفيف والتوعية من إنتشار األوبئة والقلق املرتبط بها‪،‬‬
‫والدراسة جاءت من الباحثين بالتأكيد على تحليل السلوك واملكان لفحص كيف يتم نقل معلومات عبر شبكات التواصل‬
‫االجتماعي في الجانب الطبي اى ما هو متعلق باألوبئة و األمراض املعدية ‪ ،‬من خالل نشر املعلومات حول املرض وتوعية‬
‫املواطنين وتنبيه مستخدميها‪ ،‬وكذا تتبع األنماط السلوكية وهذا ملنع تفش ي املرض والوباء والتقليل من حدته والتنبؤ به‪.‬‬
‫باإلضافة على ذلك ويمكن أيضا استخدام بيانات وسائل التواصل االجتماعي لتحديد املدى الزمني للعدوى‪ ،‬ولتعبئة‬
‫قاعدة بيانات مكانية لحاالت املرض املبلغ عنها ‪ ،‬ويمكن استخدام بيانات وسائل التواصل االجتماعي لتتبع ظهور األمراض‬
‫املعدية و انتشارها والتنبؤ بها عبر مختلف املقاييس املكانية والزمنية(‪( .)4‬كيم‪ ،‬كواش ي‪ ،2020 ،‬صفحة ‪)725‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬تحديد السياسة اإلعالمية في مكافحة الوباء في ظل الالمساواة الرقمية ‪.‬‬
‫متطلبات العصر الحديث في جمع جوانبها االجتماعية واالقتصادية والسياسية والعلمية عجلت بالدول لإلسراع في‬
‫تكييف أنظمتها القانونية وفقا ملا تقتضيه املصلحة العامة‪ ،‬فعدلت من النصوص القانونية باالعتماد على التكنولوجيا‬
‫الحديثة في كافة جوانبها لتحقيق مبتغاها بما يتوافق مع مصالحها الداخلية املتعلقة باألفراد ‪ ،‬وهذا من اجل تبسيط‬
‫معالم الحياة وتسهيل املعامالت بين األشخاص فيما بينهم وبين الدولة‪ ،‬عن طريق التواصل خاصة في املناطق البعيدة‬
‫‪،‬والتواصل مع كافة مؤسسات الدولة عن بعد ‪ ،‬وما هو وباء كورونا ‪ covid 19‬إال دليل على على ذلك‪ ،‬من خالل تقريب‬

‫‪ - 1‬بن ريالة سارة ‪ ، ،‬سراي سعاد ‪ ،‬الشائعات اإلكترونية حول "وباء كورونا "في الجزائر وأثارها النفسية على الجمهور "قراءة في‬
‫آليات التصدي واملواجهة" ‪ ،‬مجلـة التمكين االجتماعي ‪ ،‬املجلد ‪ ، 02‬العــدد‪ ( 02:‬جوان ‪ ، )، 2020‬ص ‪. 283‬‬
‫‪ - 2‬عباس مصطفي صادق ‪ :‬ورقة عمل ‪:‬صناعة الخبر بين االعالم التقليدي والجديد ‪ ،‬مؤتمر وسائل التواصل االجتماعي‬
‫التطبيقات واإلشكاالت املنهجية ‪, ,‬جامعة االمام محمد بن سعود االسالمية ‪,‬كلية االعالم واالتصال ‪,‬ابو ظبي ‪,‬االمارات ‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪Lapointe, Liette . 2014 .Creating health awareness: a social media .Health and Technology ,4 p.43-57- 3‬‬
‫‪ - 4‬كوين بوستينز‪ ،‬دليل عملي للسياسيين للتعامل مع جائحة فايروس كورونا املستجد ‪ ، COVID-19‬خطة التعامل مع األزمة ‪،‬‬
‫املعهد الديمقراطي الوطني‪ ..‬أبريل ‪ ،2020‬ص‪725‬‬

‫‪97‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫وجهات بين مختلف الشرائح األطباء ‪ ،‬افراد املجتمع ‪ ،‬الدول ذات التكنولوجيا املتقدمة ‪ ،‬وهذه التكنولوجيا ساعدت‬
‫كثيرا في ظل هذه االزمة في تحقيق مستوى معين من التقارب‪( )1(.‬استبيان حول التعليم عن بعد)‬
‫الفرع االول ‪ :‬التغطية الشاملة للجائحة من حيث الكم والكيف‪.‬‬

‫في هذا الفرع نؤكد على ان التغطية الشاملة واملستمرة للجائحة باعتبارها حدث لم يمر به العالم وال اإلعالم ‪ ،‬والذي‬
‫ّ‬
‫يتطلب توفير البيانات الرقمية وتوظيفها في التساؤل والتحاور والتقارير واعتماد حالة الطوارئ اإلعالمية التي ِ‬
‫تسخر كافة‬
‫اإلمكانيات لتغطية الجائحة ‪ ،‬والتركيز على الجانب اإلنساني املتعلق بظروف العاملين في املجال الصحي واالهتمام‬
‫بتصريحات املسؤولين والتعامل معها ًّ‬
‫نقديا من خالل مقابلتها بتصريحات الخبراء والعلماء‪ ،‬واالهتمام باآلثار االقتصادية‬
‫واالجتماعية واالستراتيجية للجائحة وتوقعات مستقبل العالم من حيث األنظمة السياسية والعالقات الدولية والتنمية‪.‬‬
‫إن تغطية جائحة تفرض على وسائل اإلعالم التقليدية والحديثة إعادة النظر في املحددات التي تستند إليها عند تغطية‬
‫هذه األزمات لتجنيب املواطنين مثل هذه املأس ي ‪ ،‬لذلك يجب أن ال تكون تغطية األوبئة تغطية أزمة‪ ،‬أي تغطية الحقة‪،‬‬
‫وفعال في املجال الصحي ‪ ،‬وان يكون إعالم مستدام‬ ‫بل تغطية مستدامة مستمرة ‪ ،‬وهذا يقتض ي نهوض اإلعالم دور رئيس ي ّ‬
‫ضمن محتوى كل قناة فضائية يوكل أمره ألفضل العناصر البشرية التي تجمع بين املعرفة واملهارات والتكوين في املجالين‬
‫الصحي واإلعالمي‪.‬‬
‫لقد وصلت منصات التواصل الغجتماعي إلى مستوى كبير في نقل املعلومة وتبادل األراء لذا وجب على وسائل اإلعالم‬
‫التقليدية وفي مقدمتها القنوات الفضائية أن تستغل هذه الشبكات في نشر محتوى إعالمي صحي محترف يتالءم مع‬
‫الخصائص التواصلية لهذه الشبكات؛ حيث إن لكافة القنوات الفضائية حسابات عبر شبكات التواصل االجتماعي‬
‫ً‬
‫بدال من أن تقدم محتوى ًّ‬ ‫ُ‬
‫خاصا‬ ‫(فيسبوك وتويتر ويوتيوب وإنستغرام‪ )...‬ولكنها في الغالب تستغل للترويج لبرامج القناة‪،‬‬
‫بمستخدمي شبكات التواصل االجتماعي(‪( .)2‬موس ى‪)2020 ،‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مواجهة الصعوبات املتعلقة بعم امتالك التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬
‫التكنولوجيا الرقمية الحديثة هي تلك التكنولوجيا التي يتم بواسطتها نقل مختلف املعلومات‪ ،‬واملعطيات‪ ،‬على شكل‬
‫الكتروني بين مختلف الجهات املعنية‪ ،‬دون التأثر باملسافة‪ ،‬وينتج عنها املحافظة عليها وعلى سرية املعلومة واملعطيات‬
‫التي تكون في شكل كتابات أو رسوم أو صور‪( ،‬مناصرية ‪ ،‬منوبية‪ ،2018 ،‬صفحة ‪ )3()13‬فهي تساعد في جعل العالم‬
‫أكثر إنصافا وأكثر سلما وأكثر عدال‪ ،‬وتهدف إلى التنمية املستدامة من خالل إنهاء الفقر وتحقيق إملام الجميع بالقراءة‬
‫والكتابة‪ ،‬وهنا أكدت املنظمة على دور التكنولوجيا في مجال التربية والتعليم‪ ،‬ولكنها باملقابل ربطت ذلك بأنها يمكن ان‬
‫تهدد الخصوصية وأن تؤدي إلى تقلص األمن وتفاقم عدم املساواة‪ ،‬وهي تنطوي على آثار بالنسبة لحقوق اإلنسان‬
‫وفعالية دوره ‪.‬‬

‫‪ - 1‬استبيان حول التعليم عن بعد‪ ،‬منشور على الدليل اإللكتروني ‪ ، http://www.centre-univ-mila.dz/?p=7402‬تاريخ الدخول‬
‫إلى املوقع ‪ 2021/03/21‬على الساعة ‪.21.30‬‬
‫‪ - 2‬محمد األمين موس ى ‪ ،‬محددات تغطية الفضائيات اإلخبارية لجائحة كورونا في عصر الرقمنة ‪ ،‬منشور بتاريخ ‪ 9‬أبريل ‪ 2020‬على‬
‫الدليل اإللكتروني ‪ttps://studies.aljazeera.net/ar/article‬‬
‫‪ - 3‬ميمونة مناصريه‪ ،‬منوبية قسمية‪ ،‬استخدام تكنولوجيا االتصال الرقمية فقي البيئة التربوية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مجلة الرسالة‬
‫للدراسات اإلعالمية‪ ،‬املجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،08‬ديسمبر ‪ ،2018‬ص‪13‬‬

‫‪98‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫في هذا املجال تعاني تعاني الدول العربية من الالمساواة الرقمية وعدم امتالكها للتكنولوجيا الرقمية الحديثة عكس‬
‫الدول األوروبية وهذا ألسباب عديدة منها ما تعلق باألشخاص في حد ذاتهم وما يتم جنيه من عائدات ألصحاب رؤوس‬
‫ً‬
‫وأخيرا‪ ،‬من خالل التغيير التكنولوجي‬ ‫األموال؛ ومنها ما تعلق بوجود األسواق التي تعمل تحت شعار "الرابح يأخذ ّ‬
‫كل ش يء‪،‬‬
‫ّ‬
‫املتحيز للمهارات‪( )1(.‬ديبة‪)2020 ،‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫في ظل الوباء الحالي ‪ ،‬وجب ان يكون هناك طابع استراتيجي ملختلف وسائل اإلعالم والصحافة الوطنية (عمومية وخاصة)‬
‫كخدمة عمومية وأن يكون لها دور فعال و للفاعلين في قطاع االتصال من صحافة مكتوبة ومسموعة ومرئية ومطابع‬
‫واشهار وتوزيع‪ ،‬بسبب الدور الكبير الذي يقوم به الصحافيون واملراسلون في الصحافة الجوارية بما في ذلك اإلذاعات‬
‫املحلية ومراسلو الفضائيات والصحف االلكترونية‪.‬‬
‫ان استمرارية االعالم بمختلف انواعه في أداء دوره في تقديم خدماته العمومية ودوره اإلعالمي التنويري من رصد ونقل‬
‫انشغاالت املواطنين ويومياتهم وعلى الخصوص في هذا الظرف االستثنائي ومرافقة مختلف املصالح الصحية واألمنية‬
‫والحماية املدنية والسلطات املحلية بشكل تضامني ملحاصرة وباء كورونا والحيلولة دون تفشيه‪ ،‬بنشر الوعي والتنبيه إلى‬
‫مختلف املخاطر‪( .‬فيروس كورونا ‪ ،‬له قيمة كبيرة في املجتمعات املتقدمة ‪ ،‬على اعتبار انه يساهم بشكل كبير في ردع‬
‫األثار السلبية لهذه األوبئة ‪.‬‬
‫قائمة املراجع ‪:‬‬

‫‪ -1‬أحالم باي‪ ،‬معوقات حرية الصحافة في الجزائر ‪ -‬دراسة ميدانية بمؤسسات صحفية بمدينة قسنطينة ‪ -‬مذكرة مقدمة لنيل‬
‫شهادة املاجستير في تخصص وسائل اإلعالم و املجتمع‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2007-2006‬‬
‫‪ -2‬استبيان حول التعليم عن بعد‪ ،‬منشور على الدليل اإللكتروني ‪ ، http://www.centre-univ-mila.dz/?p=7402‬تاريخ الدخول‬
‫إلى املوقع ‪ 2021/03/21‬على الساعة ‪.21.30‬‬
‫‪ -3‬بن ريالة سارة ‪ ، ،‬سراي سعاد ‪ ،‬الشائعات االلكترونية حول "وباء كورونا "في الجزائر وأثارها النفسية على الجمهور "قراءة في‬
‫آليات التصدي واملواجهة" ‪ ،‬مجلـة التمكين اإلجتماعي ‪ ،‬املجلد ‪ / 02‬العــدد‪ ( 02:‬جوان ‪. )، 2020‬‬
‫‪ -4‬تريكي غيث ‪ ،‬دور منظمات املجتمع املدني في ُمجابهة وباء كورونا ‪/https://jamaity.org/2020/03 ، 2020 /03/ 19 ،‬‬
‫‪ -5‬حامد عبد السالم زهران‪ ،‬علم النفس االجتماعي‪ ،‬عالم الكتاب‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬القاهرة‪.1984 ،‬‬
‫‪ -6‬حميد جاعد محسن الدليمي‪ ،‬علم إجتماع اإلعالم ‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن ‪ ،‬الطبعة األولى‪.2006 ،‬‬
‫‪ -7‬فضيل دليو‪:‬مقدمة في وسائل االتصال الجماهيرية ‪،‬ديوان املطبوعات الجامعية ‪،‬الجزائر ‪ ،‬د ط ‪.1998،‬‬
‫‪ -8‬عباس مصطفي صادق ‪:‬مؤتمر وسائل التواصل االجتماعي التطبيقات واإلشكاالت املنهجية ‪ ,‬ورقة عمل ‪:‬صناعة الخبر بين‬
‫االعالم التقليدي والجديد ‪,‬جامعة االمام محمد بن سعود االسالمية ‪,‬كلية االعالم واالتصال ‪,‬ابو ظبي ‪,‬االمارات ‪.‬‬
‫‪ -9‬عبد اللطيف حمزة‪ ،‬اإلعالم والدعاية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر‪.1974 ،‬‬

‫‪ -1‬غسان ديبة‪ ,‬الثورة الرقمية والالمساواة في املنطقة العربية‪ ،‬املدونات‪ ،‬منشور على الدليل اإللكتروني‬
‫‪ ، https://arabdevelopmentportal.com/ar/blog/digital-revolution-and-inequality-arab-world‬تاريخ الدخول إلى املوقع‬
‫‪ 2021/01/25‬على الساعة‬

‫‪99‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ -10‬غسان ديبة‪ ,‬الثورة الرقمية والالمساواة في املنطقة العربية‪ ،‬املدونات‪ ،‬منشور على الدليل اإللكتروني‬
‫‪ ، https://arabdevelopmentportal.com/ar/blog/digital-revolution-and-inequality-arab-world‬تاريخ الدخول إلى املوقع‬
‫‪ 2021/01/25‬على الساعة ‪.21.00‬‬
‫‪ - 11‬كوين بوستينز‪ ،‬دليل عملي للسياسيين للتعامل مع جائحة فايروس كورونا املستجد ‪ ، COVID-19‬خطة التعامل مع األزمة ‪،‬‬
‫املعهد الديمقراطي الوطني‪ ..‬أبريل ‪. 2020‬‬
‫‪ -12‬كرمية عبد الحق ‪ ،‬دراجي هشام ‪ ،‬دور سلطة ضبط السمعي البصري في تكريس قيم الهوية واملواطنة في الجزائر‪ ،‬مجلة‬
‫األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬املجلد الثاني ‪ ،‬العدد التاسع ‪ ،‬املسيلة ‪ ،‬مارس ‪. 2018‬‬
‫‪ -13‬محمد األمين موس ى ‪ ،‬محددات تغطية الفضائيات اإلخبارية لجائحة كورونا في عصر الرقمنة ‪ ،‬منشور بتاريخ ‪ 9‬أبريل ‪2020‬‬
‫على الدليل اإللكتروني ‪ttps://studies.aljazeera.net/ar/article‬‬

‫‪ -14‬منصوري مختار‪ ،‬اإلشاعة ‪ ،‬طابعها االجتماعي وثقافي والنفس ي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬معهد الثقافة الشعبية‪ ،‬شعبة‬
‫األنثروبولوجيا‪ ،‬جامعة تلمسان ‪. 1999 ،‬‬
‫‪ -15‬ميمونة مناصرية‪ ،‬منوبية قسمية‪ ،‬استخدام تكنولوجيا اإلتصال الرقمية فقي البيئة التربوية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مجلة الرسالة‬
‫للدراسات اإلعالمية‪ ،‬املجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،08‬ديسمبر ‪.2018‬‬
‫‪ -16‬سمير كيم‪ ، ،‬كواش ي وهيبة ‪ ،‬دور مواقع التواصل اإلجتماعي في تنمية الوعي الصحي لدى الجزائريين‪ :‬دراسة تحليلية لبعض‬
‫املجموعات الفيسبوكية ‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ، 1‬املجلد ‪ – 21‬العدد ‪ 02‬ديسمبر ‪.‬‬
‫‪ -17‬يوسف جمعة الحداد‪ ،‬دور اإلعالم في مواجهـة األزمـات فيروس كورونا نموذجا ‪،2020-04-20 ،‬‬
‫‪http://nationshield.ae/index.php/home/details/research.‬‬

‫‪18- Lapointe, Liette . 2014 .Creating health awareness: a social media .Health and Technology ,4 p.43-57.‬‬

‫‪100‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫التوعية البيئية ودورها في الحد من املشكالت البيئية‬


‫‪Environmental awareness and its role in reducing environmental problems‬‬
‫د‪ .‬أحمد االمين على – أستاذ مساعد ‪ -‬كلية التربية – جامعة سرت – ليبيا‬
‫‪Ahmad777d@su.edu.ly‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫يهدف هذا البحث للتعرف علي التوعية البيئية ودورها في الحد من املشكالت البيئية ‪ ،‬وللقيام بهذا البحث استخدم‬
‫الباحث املنهج الوصفي من خالل مراجعته للعديد من املراجع والبحوث والدراسات السابقة املهتمة باملشكالت البيئية ‪،‬‬
‫والتوعية البيئية ‪ ،‬حيث تعد التوعية البيئية من أهم االساليب التي يعول عليها املجتمع املحلي والدولي في زيادة وعي‬
‫السكان وتعريفهم بالبيئة واملشكالت التي تتعرض لها ‪ ،‬وكيفية الحد من تلك املشكالت ‪ ،‬ومن خالل هذا البحث توصل‬
‫الباحث الي نتائج مفادها ان االنسان والبيئة مرتبط مصير كل منهم باألخر ‪ ،‬وان االنسان هو املصدر االساس ي لجل‬
‫املشكالت البيئية القائمة ‪ ،‬كما اتضح ان التوعية البيئية اذا ما اتقن املشرفين عليها فأنها تساهم مساهمة فعالة في الحد‬
‫من املشكالت البيئية ‪ ،‬كما ان للتربية البيئية مساهمة فعالة ومستمرة في الحفاظ علي البيئة وصيانتها والتقليل مما‬
‫تتعرض له من مشكالت متعددة ‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪ -:‬البيئة ‪ -‬التوعية البيئية – املشكالت البيئية ‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪This research aims to identify environmental awareness and its role in reducing environmental problems,‬‬
‫‪and to do this research the researcher used the descriptive approach through his review of many‬‬
‫‪references, research and previous studies concerned with environmental problems, and environmental‬‬
‫‪awareness, as environmental awareness is one of the most important methods that the local and‬‬
‫‪international community relies on. In increasing the population's awareness of the environment and the‬‬
‫‪problems it is exposed to, and how to reduce these problems, and through this research the researcher‬‬
‫‪reached conclusions that the human being and the environment are linked to each other's fate, and that‬‬
‫‪man is the main source of most existing environmental problems As it has been shown, an effective‬‬
‫‪contribution to the reduction of environmental environments, and the environment is an effective‬‬
‫‪contribution to environmental environments and their maintenance and the reduction of what‬‬
‫‪contributes to the occurrence of environmental problems.‬‬
‫‪Key words: - environment - environmental awareness - environmental problems.‬‬
‫املقدمة‪:‬‬
‫خلق هللا عز وجل الكون ‪ ،‬فسواه وأبدعه وفطره على أدق نظام وأروعه ‪ ،‬ثم خلق أدم بيديه سبحانه وتعالي ‪ ،‬ثم‬
‫نفخ فيه من روحه ليكرمه فوق كل املخلوقات ‪ ،‬ثم جعله في الكون خليفة ال يفسد وال يشوه بل ليصون ويعمر على‬
‫منظومة الخير والحق والجمال فيه ‪ ،‬فالحفاظ على البيئة كما خلقها هللا وشاء سوية نقية اعتراف بفضله وتأدية لألمانة‬

‫‪101‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫كما امر هللا سبحانه وتعالي ‪ .‬كما أن طبيعة التفاعل بين االنسان والبيئة تتوقف على مدى وعي االنسان بالبيئة ‪ ،‬ويعبر‬
‫عن هذا الوعى بسلوكه الذي يسلكه تجاه البيئة التي يعيش فيها(‪.)1‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫أن نشاطات االنسان غير املسئولة وافعاله التي ال يراعي فيها الجانب البيئي هي التي ساهمت في حدوث املشكالت البيئية‬
‫والتي من أهمها التلوث البيئي ‪ ،‬كما ان عدم التزام بعض الدول وخاص الصناعية منها ‪ ،‬باالتفاقيات املبرمة للحد من‬
‫التلوث والحفاظ على البيئة ساهم بدوره في حدوث العديد من املشكالت البيئية ‪ ،‬االمر الذى جعل العديد من املنظمات‬
‫الدولية تحث دول العالم على ضرورة توعية البشر بما يقومون به من تصرفات وسلوكيات سلبية تجاه البيئة ‪ ،‬ومن نتج‬
‫عن تلك االفعال مردوده على البشر ‪ ،‬ومن هنا ظهر مصطلح التوعية البيئية التي اصبحت من االهمية بما كان للحد من‬
‫بعض املشكالت البيئية القائمة وامكانية منع ظهور مشكالت بيئية جديدة ‪ ،‬باستخدام طرق التوعية البيئية املتعددة ‪،‬‬
‫لهذا يحاول الباحث التطرق لهذا املوضوع بالدراسة و بالبحث مع التركيز علي التربية البيئية لكونها احدى طرق التوعية‬
‫البيئية‪.‬‬
‫أسئلة البحث‪ :‬تتمثل اسئلة البحث في ‪-:‬‬
‫‪ -1‬ما هي البيئة ومكوناتها ؟‬
‫‪ -2‬ما هي التوعية البيئية وأهدافها وأهميتها وطرقها ؟‬
‫‪ -3‬ما هي املشكالت التي تعانى منها البيئة وما هي مصادرها ؟‬
‫‪ -4‬ما دور التوعية البيئية في حل املشكالت البيئية ؟‬
‫‪ -5‬ما دور التربية البيئية في نشر الوعي بأهمية البيئة وضرورة الحفاظ عليها ؟‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫يتمثل هدف البحث في تسليط الضوء على ضرورة االخذ باألسلوب التوعوي بمختلف طرقه ووسائله من أجل الحد من‬
‫املشكالت البيئية ‪ ،‬وهذا بدوره يتأتى من خالل أعداد برامج للتوعية البيئية في مختلف القطاعات الحكومية واملنظمات‬
‫االهلية في مجتمع ‪ ،‬والتركيز بشكل كبير على الشريحة العريضة فيه وهم الشباب وخاصة امللتحقين باملؤسسات‬
‫التعليمية ‪.‬‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تتمثل أهمية هذا البحث في توضيح مفهوم البيئة وأهميتها بالنسبة لإلنسان وسائر مخلوقات هللا سبحانه وتعالي ‪ ،‬وما‬
‫تعانيه من مشكالت بيئية خطيرة تؤثر سلبا على جميع مكوناتها وخاصة االنسان الذي هو السبب الرئيس ي في حدوثها ‪،‬‬
‫كما أن أهمية البحث تتجلي في تعريف الناس على أهمية التوعية البيئية في الحد من املشكالت البيئية القائمة ‪ ،‬وتأثيرها‬
‫الفعال وبشكل أيجابي في التقليل من ظهور مشكالت بيئية جديدة ‪.‬‬
‫اوال ‪ :‬البيئة مفهومها و أنواعها‬
‫مفهوم البيئة‪ :‬عرف مؤتمر االمم املتحدة للبيئة البشرية والذي عقد في ستوكهولم عام ‪ 1972‬البيئة بأنها رصيد املوارد‬
‫املادية واالجتماعية املتاحة في وقت ما وفي مكان ما إلشباع حاجات االنسان وتطلعاته ‪)1(.‬‬

‫(‪ )1‬ابتسام محمد عبدالعال ‪ ، )2003( :‬أثر بعض األنشطة الترويحية على اكساب الوعي البيئي لألطفال ما قبل املدرسة ‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه غير منشورة ‪ ،‬كلية التربية الرياضية للبنات ‪ ،‬جامعة االسكندرية ‪.‬‬

‫‪102‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫كما تعرف البيئة بأنها ‪ -:‬مجموع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية ولها تأثير في العمليات‬
‫الحيوية التي تقوم بها تلك الكائنات ‪ ،‬وهي بذلك تشمل كل ما هو موجود من جماد وأحياء علي ظهر االرض وفي جوفها وفي‬
‫غالفها الجوي مثل الهواء واملاء والتربة واالنسان والنبات والحيوان وكل ما تشترك هذه العناصر وغيرها في انتاجه ‪ ،‬من‬
‫مأكل ومشرب وملبس ووسائل أنتاج في مختلف مناحي الحياة ‪ ،‬وهي تتألف من عدة نظم بيئية تبدو منفصلة عن بعضها‬
‫البعض ظاهريا ‪ ،‬ولكنها من الناحية العملية متشابكة ويعتمد كل منها علي االخر ‪ ،‬وتتكامل بتفاعلها املتواصل إليجاد‬
‫مقومات الحياة في مختلف مظاهرها ‪ ،‬والحفاظ عليها وتنميتها‪)2(.‬‬

‫أنواع البيئة‪:‬‬
‫البيئة هي كل ش يء يحيط باإلنسان ‪ ،‬و يمكن تقسيم البيئة الي عدة انواع ‪-:‬‬
‫اوال‪ /‬البيئة الطبيعية ‪-:‬هي كل ما يحيط باإلنسان من ظواهر حية وغير حية ‪ ،‬وليس لإلنسان دخل في وجودها وهي تتكون‬
‫من (الغالف الجوي ‪ ،‬الغالف املائي ‪،‬اليابسة ‪،‬املحيط الحيوي)‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬البيئة البشرية (الحضارية) ‪ -:‬وهي التي من صنع االنسان وانجازاته التي اوجدها داخل البيئة الطبيعية وبالتالي هي‬
‫ترجمة صادقة لطبيعة التفاعل بين االنسان وبيئته ‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬البيئة االجتماعية ‪ -:‬هي البيئة املشيدة التي اقامها االنسان مع غيره من االفراد االخرين ‪ ،‬وهي تمثل ذلك الجزء من‬
‫البيئة الذي يتكون من االفراد والجماعات وتفاعل بعضهم مع بعض‪)3(.‬‬

‫كما يضيف البعض أنواع اخرى للبيئة مثل ‪-:‬‬


‫‪-1‬البيئة السياسية ‪ -:‬تلعب النظم السياسية دورا هاما في التنمية البيئية من خالل املؤسسات والتشريعات التي تسنها‪،‬‬
‫وتختلف القرارات السياسية في عملية التنمية البيئية بين املجتمعات ‪.‬‬
‫‪-2‬البيئة االقتصادية ‪ :‬وتشمل العمل والبطالة وكذلك مستوى الدخل والطبيعة االقتصادية للمجتمع بشكل عام‪.‬‬
‫‪-3‬البيئة الثقافية ‪ -:‬وتشمل توافر الكتب واملجالت والصحف وتوافر املتاحف واملسارح واملعارض واالذاعة والتلفزيون‬
‫وكل ما له عالقة بالشأن الثقافي‪)4(.‬‬

‫‪-4‬البيئة املستحدثة ‪ -:‬كل ما شيده االنسان من مباني وطرق ومطارات وغيرها من االنشاءات ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التوعية البيئية‬
‫مفهومها ‪ /‬هي عبارة عن برامج او نشاطات التي توجه للناس عامة او لشريحة معينة بهدف توضيح وتعريف مفهوم بيئي‬
‫معين ‪ ،‬او مشكلة بيئية لخلق اهتمام وشعور باملسئولية وبالتالي تغير اتجاهاتهم ونظرتهم ‪ ،‬واشراكهم في ايجاد الحلول‬
‫املناسبة للمشكلة البيئية ‪)5(.‬‬

‫‪ ))1‬رمضان عبدالحميد الطنطاوي‪ ،)2000(،‬التربية البيئية – تربية حتمية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الطبعة االولي‪،‬ص‪-17‬‬
‫‪21‬‬
‫(‪)2‬علي ميالد الريش ي ‪ ،)2010(،‬الحماية البيئية وسماتها االسالمية ‪ ،‬منشورات الهيئة العامة للبيئة في ليبيا ‪ ،‬الطبعة االولي‬
‫‪،‬ص‪97-25،82‬‬
‫(‪)3‬يوسف كماش ‪ ،)2005(،‬الرياضة والصحة والبيئة ‪ ،‬دار الخليج ‪ ،‬عمان ‪ ،‬االردن ‪ ،‬الطبعة االولي ‪،‬ص‪.121-120‬‬
‫(‪ )4‬محمد عطية واخرون ‪ ،)2011(،‬االنسان والبيئة ‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان االردن ‪ ،‬الطبعة االولي‪ ،‬ص‪.20-19‬‬
‫‪ ))5‬سماء راض ي خنفر و عابد راض ي خنفر ‪ ،)2016(،‬التربية البيئية والوعي البيئي‪ ،‬منشورات دار الحامد للنشر والتوزيع ‪ ،‬االردن ‪،‬‬
‫الطبعة االولي ‪ ،‬ص‪143‬‬

‫‪103‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫أهمية التوعية البيئية ‪ :‬تظهر أهمية التوعية البيئية في جعل االنسان اكثر تفهما للكون الذي يعيش فيه بما فيه من‬
‫قوانين ‪ ،‬ومعرفة االضرار التي تنشأ عن تدخله الغير محسوب في هذه القوانين ‪ ،‬وتلعب وسائل االعالم واالتصال املختلفة‬
‫دورا مميزا في التوعية ‪ ،‬ونظرا ألهمية وحساسية القضايا واملشكالت البيئية ‪ ،‬فقد أخذت وسائل االعالم املختلفة علي‬
‫عاتقها القيام بالتوعية البيئية ملختلف شرائح املجتمع ‪ ،)1( .‬كما تتمثل أهميتها في تغير اتجاه وسلوك افراد املجتمع تجاه‬
‫البيئة بمشاركتهم في حل املشكالت البيئية ‪ ،‬حيث يقومون بتحديد املشكلة ومنع االخطار البيئية من خالل تنمية املهارات‬
‫في متابعة القضايا البيئية واالدارة البيئية املرتبطة بالنمو والتطور في املجتمع دون االضرار واملساس بالبيئة ‪ ،‬وتحقيق‬
‫تنمية مستدامة ‪)2(.‬‬

‫أهداف التوعية البيئية‪ :‬تهدف التوعية البيئية الي ‪-:‬‬


‫‪ -1‬تزويد الفرد بالفرص الكافية إلكسابه املعرفة واملهارة وااللتزام لتحسين البيئة واملحافظة عليها لضمان تحقيق‬
‫التنمية املستدامة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحسين نوعية املعيشة لإلنسان من خالل تقليل أثر التلوث على صحته ‪.‬‬
‫‪ -3‬تطوير االخالقيات البيئية بحيث تصبح هي الرقيب على االنسان عند تعامله مع البيئة ‪.‬‬
‫‪ -4‬تفعيل دور الجميع في املشاركة باتخاذ القرار بمراعاة البيئة املتوفرة ‪.‬‬
‫‪ -5‬مساعدة الفرد في اكتشاف املشاكل البيئية وايجاد الحلول املناسبة لها ‪.‬‬
‫‪ -6‬تعزيز السلوك االيجابي لدى االفراد في التعامل مع عناصر البيئة ‪.‬‬
‫‪ -7‬االهتمام العاملي بالتوعية البيئية ‪.‬‬
‫طرق تحقيق التوعية البيئية‪ :‬وهي تتم من خالل عدة طرق من اهمها ما يلي ‪:-‬‬
‫‪-1‬التربية البيئية ‪ -2 .‬األسرة ‪ -3 .‬املدرسة ‪ -4 .‬الجامعة ‪ -5 .‬املنظمات البيئية ‪ -6 .‬املناهج الدراسية‬
‫‪ -8‬وسائل األعالم املختلفة ‪ -9 .‬املؤتمرات واللقاءات الدولية ‪.‬‬
‫كذلك فأن ملنصات التواصل االجتماعي دور مهم في تحقيق أهداف التوعية البيئية ويمكنها ان تساهم مساهمة فعالة من‬
‫خالل صفحاتها املتعددة ‪ ،‬واوضحت دراسة عن وسائل االعالم والتوعية البيئية أن من اهم الوسائل املمكن استخدامها‬
‫للتوعية البيئية منها وسائل االتصال الشخص ي واملتمثلة في ‪ -:‬تنظيم الحفالت والدعوات العامة ‪ ،‬الندوات والزيارات‬
‫امليدانية ‪ ،‬مؤتمرات املائدة املستديرة ‪ ،‬باإلضافة الي وسائل االعالم واالتصال العامة ‪ ،‬كما أن للكتيبات والنشرات‬
‫والتقارير واملعارض ولوحة االعالنات دور كبير في التوعية البيئية ‪)3( .‬‬

‫دورالتوعية البيئية في حل املشكالت البيئية‪:‬‬

‫)‪(1‬زينة بوسالم ‪ ،)2011(،‬املعالجة االعالمية ملشكالت البيئة في الصحافة الجزائرية ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة في علم االجتماع‬
‫‪ ،‬جامعة منتوري ‪ ،‬قسطنطينة ‪ ،‬ص‪.62-61‬‬
‫(‪ )2‬عادل مشعان ربيع ‪ ،)2011(،‬التوعية البيئية ‪ ،‬مكتبة املجتمع العربي للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان االردن ‪ ،‬الطبعة االولي‬
‫‪،‬ص‪61،98‬‬
‫(‪)3‬داوود عبدهللا واحمد عبدالسالم ‪ ،)2016(،‬وسائل االعالم والتوعية البيئية ‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة الي املؤتمر العلمي الرابع للبيئة‬
‫والتنمية املستدامة باملناطق الجافة وشبه الجافة في الفترة من ‪ -22-20‬نوفمبر ‪ ،‬جامعة اجدابيا ‪ ،‬ص‪675‬‬

‫‪104‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫أن التوعية البيئية هي الوسيلة املثلي والناجحة وذات دور فعال في التقليل من املشكالت البيئية ولحماية البيئة من‬
‫خالل برامج التوعية املختلفة ‪ ،‬وقد اكدت نتائج الدراسات فعاليتها جنبا الي جنب مع الوسائل االخرى ‪ ،‬حيث تناغم‬
‫البيئة التي تحتوي النظام االجتماعي والتكنولوجي والبيئي مقابل املشاكل البيئية من تلوث واستنزاف للموارد الطبيعية مع‬
‫زيادة السكان بشكل مستمر ‪ ،‬فيما تشكل التشريعات البيئية ‪ ،‬والبحوث العلمية أهمية بالغة في هذا املوضوع ‪.‬‬
‫أن البشرية تحتاج الي أخالق اجتماعية عصرية ترتبط باحترام البيئة ‪ ،‬وال يمكن ان نصل الي هذه االخالق اال بعد القيام‬
‫بوضع برامج توعية حيوية توضح لإلنسان مدي ارتباطه بالبيئة ‪ ،‬وتعلمه حقوقه في البيئة ‪ ،‬في املقابل عليه ان يعرف ما‬
‫هي واجباته نحو البيئة ‪ ،‬فليست هناك حقوق دون واجبات ‪ ،‬ولقد اصبح من الضروري تنمية الوعي البيئي لدي افراد‬
‫املجتمع ‪ ،‬بكافة شرائحه وفئاته العمرية ‪ ،‬للمحافظة علي البيئة وصيانتها ‪ ، ،‬وااللتزام بأجراء دراسات تقييم االثر البيئي‬
‫على املشروعات الجديدة ‪ ،‬وذك للتقليل من نسب التلوث بمختلف اشكاله وانواعه ‪ ،‬باإلضافة الى الحفاظ على الحياة‬
‫النباتية والحيوانية والبحرية ‪ ،‬حيث يؤدي نشر الوعي البيئي بين افراد املجتمع الي ترشيد النفقات التي تتحملها ميزانية‬
‫الدول للمحافظة علي سالمة البيئة ‪ ، ،‬باإلضافة الي تأهيل وتدريب كوادر الجهات املعنية بحماية البيئة بشكل دوري‬
‫ومستمر ‪ ،‬ويعتقد الباحث ان لوسائل االعالم بمختلف انواعها دور مهم في التوعية البيئية ‪ ،‬كذلك دور العبادة والنوادي‬
‫‪ ،‬ويتطلب االمر التركيز بشكل كبير على الشريحة الواسعة واملهمة في املجتمع وهم الطالب في املؤسسات التعليمية‬
‫بمختلف مراحلها ثالثا‪ :‬املشكالت البيئية‬
‫أهتمت الدول النامية في السنوات االخيرة باملشكالت البيئية ‪ ،‬بينما كان جل اهتمامها في املاض ي على النمو االقتصادي‬
‫واالجتماعي ‪،‬أال انها في العقود االخيرة ادركت خطورة هذه املشكالت البيئية على االنسان والبيئة بشكل عام ‪.‬‬
‫تعريف املشكلة البيئية‪:‬‬
‫هي حدوث اختالل في توازان النظام البيئي ‪ ،‬وهو يحدث عندما يتم التأثير علي أحد مكوناتها او أكثر ‪ ،‬فتتأثر بقية‬
‫املكونات وتتبدل العالقات القائمة بينهم فيصبح غير قادر على الحفاظ علي توازنه السابق ‪ ،‬وهذا بدوره يؤدي الي حدوث‬
‫مشكالت بيئية ‪)1(.‬‬

‫أنواع املشكالت البيئية‪:‬‬


‫و من تلك املشكالت البيئية ‪-:‬‬
‫مشكلة التلوث ‪ :‬يعد التلوث من أكبر املشاكل البيئية التي انتجتها واكتوت بتأثيراتها السلبية كل املجتمعات ‪ ،‬وعم خطرها‬
‫على البشرية جمعا ‪ ،‬وأثرت على كل الكائنات الحية ‪.‬‬
‫ويعرف التلوث ‪ -:‬بانه تواجد أي مواد تفسد نظام الطبيعة وما تحتويه من كائنات حية ونباتية وغالف جوي باإلضافة الي‬
‫افسادها للخواص الطبيعية والكيميائية لألشياء بحيث يؤدى ذلك الي االخالل بالتوازن البيئي ‪ )2(.‬وهناك ملوثات سببها‬
‫طبيعي واخرى بفعل االنسان ونشاطاته ‪.‬‬
‫أنواع مشكالت التلوث البيئي ‪ -:‬هناك العديد من انواع التلوث البيئي تتمثل في ‪-:‬‬

‫(‪)1‬نوال سامي ابراهيم ‪ ،)2010(،‬مستوي الثقافة البيئية وعالقته باالتجاهات نحو البيئة ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬كلية‬
‫العلوم التربوية ‪ ،‬جامعة القدس‪ ،‬ص ‪13‬‬
‫(‪ )2‬بدوي محمود الشيخ ‪ ،)2000(،‬قضايا البيئة من منظور اسالمي ‪ ،‬الدار العربية للنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الطبعة االولي ‪،‬‬
‫ص‪138-136‬‬

‫‪105‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫أ – تلوث الهواء ‪ -:‬يمكن ان نعتبر الهواء ملوثا عندما تدخل فيه مادة او مواد غازية او سائلة او صلبة او عندما يحدث‬
‫تغيير مؤثر في نسبة الغازات املكونة له ‪ ،‬بحيث يؤثر ذلك سلبا علي الكائنات الحية من نبات وحيوان وأيضا االنسان ‪،‬‬
‫وتعد تصرفات االنسان الغير مسئولة وبشكل تراكمي بدأ من اختراع االنسان لآلالت التي تستعمل الوقود ‪ ،‬و ظهور‬
‫االنبعاثات في الجو لتتراكم بشكل مستمر حتي وصلت درجة الخطورة عندما تعدت قدرة الطبيعة علي ابطال مفعولها‪،‬‬
‫واصبح اثره السلبي واضحا على البيئة بكل مكوناتها ‪)1(.‬‬

‫ب – تلوث املاء ‪ -:‬وهو يعرف عندما يطرأ أي تغيير علي العناصر الداخلة في تركيبه ‪ ،‬فتتغير خصائصه ويصبح غير صالح‬
‫لالستعمال البشري ‪ ،‬وامتدت يد االنسان بالفساد والعبث الي كل موارد املياه ليصيبها التلوث ‪ ،‬وفي دراسة عن مدي تأثير‬
‫مصادر التلوث على جودة مياه الشرب في منطقة الكفرة حيث شملت نتائج التحاليل البيولوجية والتحاليل الكيميائية ‪،‬‬
‫وتوصلت الي اثبات تلوث املياه السطحية (ابار مزارع املواطنين ) تلوث خطير من الناحية البيولوجية ‪ ،‬اما االبار العميقة‬
‫املتمثلة في ابار الشرب (الشبكة العامة) فهي غير ملوثة في مجمل العينات من الناحية البيولوجية ‪ ،‬وان قيم العناصر‬
‫الكيميائية مطابقة للمواصفات ‪ ،‬اما املياه في املنازل (مياه الشبكة العامة) فهي ملوثة بيولوجيا في بعض العينات ‪،‬‬
‫بالتركيز على برامج التوعية البيئية بأهمية املياه وكيفية استخدامها‪)2(.‬‬
‫وتوص ي الدراسة‬
‫ج – تلوث التربة ‪ -:‬يعد األنسان املصدر االساس ي لتلوث التربة الناتج عن تدخله في الطبيعة ومحاولة تكييفها إلشباع‬
‫رغباته بوسائل مستحدثة أعطت نتائج ايجابية مؤقتة فيما يتعلق بالنمو االقتصادي وزيادة االنتاجية ‪ ،‬اال ان ذلك كانت‬
‫له انعكاسات خطيرة علي صحة االنسان وخصوبة التربة واجهادها وظهور بعض من االمراض فيها مما يؤدي الي انخفاض‬
‫انتاجيتها ‪ ،‬وما تسببه املزروعات من امراض لإلنسان نتيجة اعتماده عليها في حياته اليومية ‪.‬‬
‫د‪ -‬تلوث الغذاء ‪ -:‬وهي مشكلة رافقت االنسان منذ وجوده ‪ ،‬اال انها زادت تعقيدا في عصرنا الحاضر بزيادة العناصر‬
‫املؤدية الي التلوث ‪ ،‬لكون الغذاء يتلوث بالكائنات الحية املمرضة مثل بكتريا الكوليرا والسل والتيفويد والديدان ‪ ،‬كما انه‬
‫يتلوث باملواد الكيمائية مثل املبيدات بأنواعها ‪.‬‬
‫ه – التلوث الضوضائي ‪ -:‬وهو ينتج عن الكثير من االنشطة التي يمارسها االنسان في اطار املدينة الحديثة و التي تقلق‬
‫راحة االنسان وتلحق الضرر بصحته النفسية والبدنية ‪ ،‬والضوضاء قد تكون من مصدر طبيعي مثل الرعد والبركان وهي‬
‫اقل ضررا لإلنسان ‪ ،‬وبعضها مصدره بفعل االنسان وهي التي تنتج عن املصانع ووسائل املواصالت وهذه تؤثر علي صحة‬
‫االنسان عامة‪ ،‬واوضحت نتائج احدي الدراسات عن االثار النفسية للتلوث الضوضائي على الفرد أن الزيادة املستمرة‬
‫للضوضاء تزيد من تفاقم املشاكل النفسية للفرد ‪ ،‬كما أن غياب الوعي البيئي من االسباب التي تساهم في زيادة التلوث‬
‫الضوضائي ‪)3(.‬‬

‫(‪ )1‬ميالد فرج السراط واخرون ‪ ،)2018(،‬تلوث الهواء والعوامل واملخاطر البيئية املؤثرة والناتجة عنه ‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة الي‬
‫املؤتمر العلمي الخامس للبيئة والتنمية املستدامة باملناطق الجافة وشبه الجافة ‪ ،‬جامعة اجدابيا ‪ ،‬ص ‪413‬‬
‫(‪ )2‬مهدى سالم القمي وعبدهللا جمعة محمد ‪ ،)2018(،‬دراسة مدى تأثير مصادر التلوث على جودة مياه الشرب في منطقة الكفرة‪،‬‬
‫ورقة بحثية مقدمة الي املؤتمر العلمي الخامس للبيئة والتنمية املستدامة باملناطق الجافة وشبه الجافة ‪ ،‬جامعة اجدابيا ‪ ،‬ص‬
‫‪.329‬‬
‫(‪ )3‬محمد مطول احمد وعبدالسالم محمد مصباح‪ ،)2018(،‬التلوث الضوضائي وأثاره النفسية علي الفرد ‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة الي‬
‫املؤتمر الخامس للبيئة والتنمية املستدامة باملناطق الجافة وشبه الجافة ‪ ،‬جامعة اجدابيا ‪. 475 ،‬‬

‫‪106‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ -1‬فقدان التنوع االحيائي ‪ -:‬أن االرض حباها هللا بتنوع احيائي دقيق ومتوازن وغاية في الكمال ‪،‬واالدلة القائمة األن‬
‫تشير الي أن االنشطة البشرية هي العامل الحاسم في خسارة التنوع االحيائي علي االرض ‪ ،‬أن كل الكائنات الحية وغير‬
‫الحية كبيرها وصغيرها تؤدي وظيفة بشكل قد ال ندركه في املساهمة الستمرار الحياة بصفة عامة ‪ ،‬أي أنه ال حياة علي‬
‫الكون من غيرها ‪.‬‬
‫‪ -2‬تآكل طبقة االوزون ‪ -:‬اصبح الحديث في السنوات االخيرة عن ثقب االوزون وما اصابه من تأكل الشغل الشاغل‬
‫للعديد من املهتمين بالبيئة ‪ ،‬وازدادت الدعوات الي ضرورة أتخاذ التدابير التي توقف العبث بهذه الطبقة التي وظيفتها‬
‫حماية االرض‪ ،‬والشائع علميا انه يوجد ثقب في طبقة االوزون بفعل الغازات واالنبعاثات التي تنبعث من االرض بمعدالت‬
‫مرتفعة فاقت قدرة الطبيعة علي تحملها ‪ ،‬اال ان العديد من الدراسات العلمية والتقارير خالل الفترة ‪، 2020-2019‬‬
‫وهذه فترة ظهور وانتشار فيروس كورونا وانحسار النمو االقتصادي وانكماشه وتوقف العديد من الصناعات ساهم‬
‫ايجابيا في التئام تقب االوزون وصغر حجم الثقب ‪،‬هذا بدوره له مردود ايجابي على البيئة وكل مكوناتها الحية ‪.‬‬
‫‪ -3‬التصحر ‪ -:‬يعد التصحر مشكلة بيئية ذات اثار اقتصادية واجتماعية كبيرة ‪ ،‬وهي تؤثر في العديد من شعوب العالم ‪،‬‬
‫حيث انه ينتج عنها تناقص الرقعة الزراعية وبالتالي تناقص كمية ونوعية الغذاء النباتي والحيواني‪ ،‬والتصحر يحدث‬
‫بفعل عوامل طبيعية مثل الجفاف ونقص االمطار والرياح الشديدة ‪ ،‬وعوامل بشرية منها قطع اشجار والرعي الجائر‬
‫وغيرها من العوامل‪.‬‬
‫‪ -4‬التلوث االشعاعي ‪ -:‬اكتشف التلوث االشعاعي عام ‪ 1896‬م حين وجد ان املادة التي تحتوي علي امالح اليورانيوم‬
‫والذي عرف الحقا بأنه عنصر مشع تؤثر في االلواح الفوتوغرافية علي الرغم من وجود االخيرة في غالف محكم ‪ ،‬اي انها‬
‫لها القدرة نفاذ عالية االختراق بسبب تلك االشعة التي تطلقها ‪ ،‬والتلوث االشعاعي قد يكون مصدره طبيعي مثل االشعة‬
‫الكونية التي تصل الي االرض من الفضاء الخارجي وغيرها من املصادر الطبيعية ‪ ،‬وهناك مصادر صناعية مثل املفاعالت‬
‫النووية والغبار الصادر عن التفجيرات وغيرها من املصادر الصناعية ‪.‬‬
‫‪ -5‬االنفجار السكاني ‪ -:‬او املشكلة السكانية وهي تشغل جميع املجتمعات ‪ ،‬وتوليها الحكومات واملنظمات الدولية عناية‬
‫كبيرة ‪ ،‬خاصة بلدان العالم الثالث الذي تفاقمت فيه املشكلة الي حدا كبير ‪ ،‬وهي مشكلة بيئية بكل املقاييس نتيجة زيادة‬
‫عدد السكان وتناقص املوارد البيئية التي تلبي هذه الزيادة‪ .‬وتعرف املشكلة السكانية بأنها الخلل في التوازن بين موارد‬
‫الدولة وحاجات السكان في املجتمع ‪)1(.‬‬

‫بعض املشكالت التي تواجه البيئة في ليبيا‪:‬‬


‫هناك العديد من املشكالت التي تواجهها البيئة في ليبيا تتمثل في ‪)2(- :‬‬

‫‪ -1‬عدم استكمال املخططات العمرانية وهو ما يؤدي الي انتشار املباني العشوائية ‪ ،‬والتعدي على املساحات الخضراء‬
‫والحدائق‪.‬‬

‫(‪ )1‬احمد يحي عبدالحميد ‪ ،)1998(،‬االسرة والبيئة ‪ ،‬دار املكتب الجامعي الحديث ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬الطبعة االولي ‪ ،‬ص‪-124‬‬
‫‪.125،162،265‬‬
‫(‪ )2‬الحسين الهادي عبدهللا ‪ ،)2016(،‬إشكالية التنمية في ظل عوامل الحفاظ علي البيئة ‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية والسياسية ‪،‬‬
‫كلية االقتصاد والتجارة ‪ ،‬زلتين ‪ ،‬الجامعة االسمرية االسالمية ‪ ،‬العدد الثامن ‪ ،‬ديسمبر ‪ ،‬ص‪.48-47‬‬

‫‪107‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ -2‬عدم االهتمام بنظافة املستشفيات ‪ ،‬وقلة توفر الطرق االمنة للتخلص من املخلفات الطبية ‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم تطبيق اإلجراءات القانونية تجاه سائقي السيارات املنتهية والتي تؤدي الي تلوث البيئة ‪.‬‬
‫‪ -4‬كثرة محالت و مصانع تنقية املياه وعدم متابعتها من حيث توافر الشروط الصحية لعملها‪.‬‬
‫‪ -5‬قلة االهتمام بالدفاع املدني وهيئة السالمة واالمن الصناعي من أجل لتحقيق بيئة افضل‪.‬‬
‫‪ -6‬قلة االهتمام في تحديد املواقع الجغرافية للمصانع التي تخرج منها انبعاثات تلوث البيئة ‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم وجود وعي بيئي لدى افراد املجتمع ‪ ،‬في مختلف شرائحه ‪ ،‬وانتشار املصلحة الفردية والالمباالة من قبل افراد‬
‫املجتمع في ما تتعرض له البيئة من مشكالت مختلفة ‪.‬‬
‫‪ -8‬عدم تطبيق التشريعات البيئية علي املخالفين واملسببين في حدوث مشكالت بيئية ‪.‬‬
‫‪ -10‬عدم دعم االجهزة الضبطية املختصة بحماية البيئة لتطبيق التشريعات ضد املخالفين لها‪.‬‬
‫ويري الباحث أنه اضافة الي ما سبق ذكره يعتقد الباحث أن هناك ضررا اصابت البيئة في ليبيا عقب ما تعرضت له ليبيا‬
‫بعد عام ‪ ، 2011‬ويجب أن تجري دراسات علمية رصينة ومحايدة علي البيئة في ليبيا من قبل مراكز أبحاث علمية او‬
‫منظمات محايدة ‪ ،‬لينظر الي نتائجها بمصداقية وحياد ‪.‬‬

‫التربية البيئية‪:‬‬
‫أن التربية البيئية عملية مالزمة للفرد تستمر طوال العمر ‪ ،‬لتضيف اليه العديد من جوانب املعرفة في مختلف االمور‬
‫علي مر االيام ‪ ،‬وهكذا تظهر الحاجة املاسة الي االخذ بالتربية البيئية باعتبارها من أهم الطرق املستخدمة للتوعية‬
‫البيئية ‪.‬‬
‫مفهوم التربية البيئية‪:‬‬
‫حيث عرفت بأنها ‪ -:‬جهد تعليمي موجه ومقصود نحو التعرف وتكوين املدركات لفهم العالقات املعقدة بين االنسان‬
‫وبيئته بأبعادها البيولوجية والفيزيائية والثقافية واالجتماعية ‪ ،‬حتي يكون واعيا بمشكالتها ‪،‬وقادرا علي اتخاذ القرار نحو‬
‫صيانتها واالسهام في حل مشكالتها من أجل تحسين نوعية الحياة لنفسه وألسرته وللمجتمع وللعالم كله ‪ ، )1(.‬ويعرفها‬
‫محمد صابر سليم بأنها ‪ -:‬العملية املنظمة لتكوين القيم واالتجاهات واملهارات الالزمة لفهم العالقات املعقدة التي تربط‬
‫االنسان وحضارته بالبيئة ‪ ،‬واتخاذ القرارات املناسبة املتصلة بنوعية البيئة وحل املشكالت القائمة ‪ ،‬والعمل علي منع‬
‫ظهور مشكالت جديدة‪)2(.‬‬

‫أهداف التربية البيئية‪ :‬وهي تتمثل في ‪-:‬‬


‫اوال‪ /‬الوعي ‪ -:‬ملساعدة الفئات االجتماعية واالفراد علي اكتساب خبرات متنوعة تتصل بالبيئة ومشكالتها وتحقيق فهم‬
‫اساس ي لها ‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬املعرفة ‪ -:‬اتاحة الفرصة التعليمية لألفراد والجماعات الكتساب خبرات متنوعة وفهم البيئة ومشكالتها ‪.‬‬

‫(‪ )1‬مهرية خليدة ‪ ،)2020(،‬التربية البيئية والسلوك البيئي للمراهق ‪ ،‬مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية ‪ ،‬املجلد‬
‫التاسع ‪ ،‬العدد االول ‪ ،‬ص ‪.953‬‬
‫(‪ )2‬محمد صابر سليم ‪ ،)1999(،‬مرجع في التربية البيئية – دراسات حالة ألثراء املناهج التعليمية ‪ ،‬مشروع التدريب والوعي البيئي ‪،‬‬
‫دانيدا ‪ ،‬رئاسة الوزراء ‪ ،‬جهاز شئون البيئة ‪ .‬القاهرة ‪ ،‬ص ‪.198‬‬

‫‪108‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫ثالثا‪ /‬االتجاهات ‪ -:‬مساعدة االفراد بغية تطوير القيم والشعور لالهتمام بالبيئة وحفز االفراد على االسهام الفعال في‬
‫تحسينها ‪.‬‬
‫رابعا‪ /‬املهارات ‪ -:‬مساعدة االفراد من أجل اكتساب املهارات املعرفية والفنية لتعرف املشكالت البيئية وحلها ‪.‬‬
‫خامسا‪ /‬املشاركة ‪ -:‬وهي تعني توفير فرص االسهام الفعال ملختلف االفراد والجماعات وعلي مختلف املستويات في العمل‬
‫علي حل املشكالت البيئية ‪ ،‬ويضيف البعض أن للتربية البيئية هدفان اساسيان هما ‪ -:‬اكتساب معرفة علمية للطالب‬
‫تسمح له باملساهمة في تحقيق التنمية املستدامة ‪ ،‬وتكوين اتجاهات ايجابية ألعداد الطالب تربويا للمشاركة املجتمعية ‪،‬‬
‫وأعداده كمواطن صالح وسط املجتمع ‪)1(.‬‬

‫التربية البيئية واسهامها في الحد من املشكالت البيئية‪ :‬ويتم ذلك من خالل ‪-:‬‬
‫‪ -1‬تسهم التربية البيئية في الحد من مشكالت البيئية عن طريق نشر الوعي بين افراد املجتمع ‪.‬‬
‫‪ -2‬تسهم في الحفاظ علي البيئة من خالل توعية افراد املجتمع بالبيئة واهميتها وما تتعرض له من مشكالت بفعل‬
‫االنسان ‪ ،‬وخلق املواطن االيجابي الواعي ببيئته ‪ ،‬وكيفية الحفاظ عليها ‪.‬‬
‫‪ -3‬تساعد في اكتساب القيم االجتماعية واملشاعر القوية الكتساب املهارات لحل املشكالت البيئية ‪ ،‬وتنمية الشعور‬
‫باملسئولية الفردية والجماعية لألفراد تجاه البيئة ‪.‬‬
‫ويضيف الباحث عدة نقاط يمكن للتربية البيئية ان تسهم من خاللها في تنمية وزيادة التوعية البيئية وبالتالي الحد من‬
‫املشكالت البيئية وهي تتمثل في ‪-:‬‬
‫‪ -1‬تسهم من خالل تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ علي املوارد البيئية وبأن من حق االجيال القادمة التمتع بها‪.‬‬
‫‪ -2‬تسهم من خالل التركيز علي تالميذ وطالب املؤسسات التعليمية املختلفة ‪ ،‬النهم هم عماد املستقبل ‪ ،‬باإلضافة‬
‫لكونهم شريحة كبيرة في املجتمع يمكن التعويل عليها في املستقبل ‪.‬‬
‫‪ -3‬توص ي العديد من املؤتمرات في مجال البيئة والتربية البيئية علي ضرورة تضمين البعد البيئي في القرارات واالنشطة‬
‫املدرسية ‪ ،‬او ادخال مقرر عن التربية البيئية وخاصة في مراحل التعليم العالي ‪ ،‬وذلك ألهميتها في زيادة التوعية البيئية‬
‫ألفراد املجتمع ‪.‬‬
‫‪ -4‬للمؤسسات التربوية غير الرسمية في املجتمع مثل النوادي واملساجد وغير من مؤسسات املجتمع املدني واالهلي في‬
‫زيادة مستوي التوعية البيئية ألفراد املجتمع ‪.‬‬
‫‪ -5‬يمكن ان يسهم املختصون في املجال البيئي عامة والتربية البيئية خاصة من خالل استضافتهم في وسائل االعالم‬
‫املختلفة في تنمية التوعية البيئية ملختلف افراد املجتمع ‪.‬‬
‫‪ -6‬تسهم االجهزة املختصة بالبيئة وحمايتها مع املؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها من خالل اعداد وتنسيق‬
‫حمالت للتوعية البيئية في تلك املؤسسات تستهدف التالميذ واملعلمين ‪.‬‬
‫‪ -7‬يمكن ان تسهم التربية البيئية في التقليل من املشكالت البيئية من خالل حث املؤسسات العلمية من جامعات‬
‫ومراكز ابحاث الباحثين علي اعداد ببحوث عن البيئة ومشكالتها‪.‬‬

‫(‪ )1‬فتحية طويل ‪ ،)2016(،‬العملية التعليمية للتربية البيئية ‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬العدد اتنان وعشرون ‪ ،‬ديسمبر‪ ،‬ص ‪.198‬‬

‫‪109‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ -8‬التنسيق بين وزارة البيئة ووزارة التعليم في اعداد معلمين متخصصين في مجال التربية البيئية والتعليم البيئي‬
‫ملختلف املراحل ‪ ،‬واالستفادة من تجارب الدول املتقدمة في هذا املجال‪.‬‬
‫نتائج البحث‪ :‬توصل الباحث من خالل قيامه بهذا البحث الي النتائج االتية ‪-:‬‬
‫اوال‪ -:‬ان البيئة كال واحد وال يمكن تجزئتها او تقسيمها اال من أجل القيام بالبحث العلمي ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -:‬أن البيئة خلقها هللا سبحانه وتعالي متوازنة في جميع مكوناتها ‪ ،‬اال ان االنسان بفعل تصرفاته وسلوكياته ‪ ،‬بما‬
‫انتجه من وسائل وتكنولوجيا لتحقيق رفاهيته سبب في ظهور العديد من املشكالت البيئية‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -:‬تواجه البيئة بشكل عام العديد من املشكالت والتي تئن منها وثقل كاهلها وهي في تزايد مستمر ما دام االنسان لم‬
‫يراعي البعد البيئي في كل نشاطاته املختلفة ‪.‬‬
‫رابعا ‪ -:‬تواجه البيئة في ليبيا العديد من املشكالت التي تتطلب من الجهات املختصة أن تقوم بدورها للحد من املشكالت‬
‫البيئية القائمة وعدم ظهور مشكالت اخري ‪.‬‬
‫خامسا‪ -:‬أن التوعية البيئية هي ما تحتاجه البشرية في وقتنا الحاضر للحفاظ علي كوكب االرض وما فيه من كائنات‬
‫وموارد ‪.‬‬
‫سادسا‪ -:‬تعد التربية البيئية كما اوصت العديد من املؤتمرات الدولية واالقليمية واملحلية هي طوق النجاة لإلنسان‬
‫والبيئة التي يعيش فيها ‪ ،‬وذلك بما تغرسه في نفوس وعقول التالميذ ‪ ،‬وما ينتج عنه من اثار ايجابية علي البيئة ‪.‬‬
‫قائمة املصادرواملراجع‬
‫ابتسام محمد عبدالعال ‪ ،)2003(،‬أثر بعض االنشطة الترويحية علي اكساب الوعي البيئي لألطفال ما قبل املدرسة ‪ ،‬رسالة‬ ‫‪-1‬‬
‫دكتوراه غير منشورة ‪ ،‬كلية التربية الرياضية للبنات ‪ ،‬جامعة االسكندرية ‪.‬‬
‫احمد يحي عبدالحميد ‪ ،)1998(،‬االسرة والبيئة ‪ ،‬دار املكتب الجامعي الحديث ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬الطبعة االولي ‪ ،‬ص‪-124‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪.125،162،265‬‬
‫اسماء راض ي خنفر و عابد راض ي خنفر ‪ ،)2016(،‬التربية البيئية والوعي البيئي‪ ،‬منشورات دار الحامد للنشر والتوزيع ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫االردن ‪ ،‬الطبعة االولي ‪ ،‬ص‪143‬‬
‫الحسين الهادي عبدهللا ‪ ،) 2016(،‬إشكالية التنمية في ظل عوامل الحفاظ علي البيئة ‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية‬ ‫‪-4‬‬
‫والسياسية ‪ ،‬كلية االقتصاد والتجارة ‪ ،‬زلتين ‪ ،‬الجامعة االسمرية االسالمية ‪ ،‬العدد الثامن ‪ ،‬ديسمبر ‪ ،‬ص‪.48-47‬‬
‫بدوي محمود الشيخ ‪ ،)2000(،‬قضايا البيئة من منظور اسالمي ‪ ،‬الدار العربية للنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الطبعة االولي ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ص‪138-136‬‬
‫داوود عبدهللا واحمد عبدالسالم ‪ ،) 2016(،‬وسائل االعالم والتوعية البيئية ‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة الي املؤتمر العلمي الرابع‬ ‫‪-6‬‬
‫للبيئة والتنمية املستدامة باملناطق الجافة وشبه الجافة في الفترة من ‪ -22-20‬نوفمبر ‪ ،‬جامعة اجدابيا ‪ ،‬ص‪675‬‬
‫رمضان عبدالحميد الطنطاوي‪ ،)2000(،‬التربية البيئية – تربية حتمية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪-7‬‬
‫االولي‪،‬ص‪21-17‬‬
‫زينة بوسالم ‪ ،)2011(،‬املعالجة االعالمية ملشكالت البيئة في الصحافة الجزائرية ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة في علم‬ ‫‪-8‬‬
‫االجتماع ‪ ،‬جامعة منتوري ‪ ،‬قسطنطينة ‪ ،‬ص‪.62-61‬‬
‫عادل مشعان ربيع ‪ ،)2011(،‬التوعية البيئية ‪ ،‬مكتبة املجتمع العربي للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان االردن ‪ ،‬الطبعة االولي‬ ‫‪-9‬‬
‫‪،‬ص‪61،98‬‬

‫‪110‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ -10‬علي ميالد الريش ي ‪ ،)2010(،‬الحماية البيئية وسماتها االسالمية ‪ ،‬منشورات الهيئة العامة للبيئة في ليبيا ‪ ،‬الطبعة االولي‬
‫‪،‬ص‪97-25،82‬‬
‫‪ -11‬فتحية طويل ‪ ،)2016(،‬العملية التعليمية للتربية البيئية ‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬العدد اتنان وعشرون ‪،‬‬
‫ديسمبر‪ ،‬ص ‪.198‬‬
‫‪ -12‬محمد صابر سليم ‪ ،)1999(،‬مرجع في التربية البيئية – دراسات حالة ألثراء املناهج التعليمية ‪ ،‬مشروع التدريب والوعي‬
‫البيئي ‪ ،‬دانيدا ‪ ،‬رئاسة الوزراء ‪ ،‬جهاز شئون البيئة ‪ .‬القاهرة ‪ ،‬ص ‪.198‬‬
‫‪ -13‬محمد عطية واخرون ‪ ،)2011(،‬االنسان والبيئة ‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان االردن ‪ ،‬الطبعة االولي‪ ،‬ص‪.20-19‬‬
‫‪ -14‬محمد مطول احمد وعبدالسالم محمد مصباح‪ ،)2018(،‬التلوث الضوضائي وأثاره النفسية علي الفرد ‪ ،‬ورقة بحثية‬
‫مقدمة الي املؤتمر الخامس للبيئة والتنمية املستدامة باملناطق الجافة وشبه الجافة ‪ ،‬جامعة اجدابيا ‪. 475 ،‬‬
‫‪ -15‬مهدى سالم القمي وعبدهللا جمعة محمد ‪ ،)2018(،‬دراسة مدى تأثير مصادر التلوث على جودة مياه الشرب في منطقة‬
‫الكفرة‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة الي املؤتمر العلمي الخامس للبيئة والتنمية املستدامة باملناطق الجافة وشبه الجافة ‪ ،‬جامعة اجدابيا‬
‫‪ ،‬ص ‪.329‬‬
‫‪ -16‬مهرية خليدة ‪ ،)2020(،‬التربية البيئية والسلوك البيئي للمراهق ‪ ،‬مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية ‪ ،‬املجلد‬
‫التاسع ‪ ،‬العدد االول ‪ ،‬ص ‪.953‬‬
‫‪ -17‬ميالد فرج السراط واخرون ‪ ،) 2018(،‬تلوث الهواء والعوامل واملخاطر البيئية املؤثرة والناتجة عنه ‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة الي‬
‫املؤتمر العلمي الخامس للبيئة والتنمية املستدامة باملناطق الجافة وشبه الجافة ‪ ،‬جامعة اجدابيا ‪ ،‬ص ‪413‬‬
‫‪ -18‬نوال سامي ابراهيم ‪ ،)2010(،‬مستوي الثقافة البيئية وعالقته باالتجاهات نحو البيئة ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪،‬‬
‫كلية العلوم التربوية ‪ ،‬جامعة القدس‪ ،‬ص ‪13‬‬
‫‪ -19‬يوسف كماش ‪ ،)2005(،‬الرياضة والصحة والبيئة ‪ ،‬دار الخليج ‪ ،‬عمان ‪ ،‬االردن ‪ ،‬الطبعة االولي ‪،‬ص‪.121-120‬‬

‫‪111‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫المقال‬
‫‪15 – 06‬‬ ‫دورمو اقع التواصل االجتماعي في التوعية الصحية للشباب الليبي‬
‫(دراسة ميدانية علي عينة من الشباب املترددين علي الفيس بوك)‬
‫ا‪ /‬زهرة علي إمحمد أبو غالية‬
‫محاضر مساعد ‪ /‬كلية اآلداب ‪/‬جامعة سرت‪ /‬ليبيا‬
‫‪29 - 16‬‬ ‫حرية اإلعالم بين اإلطاراملفاهيمي والتنظيم القانوني‬
‫ط د ‪ /‬عادل رشيدي‬
‫جامعة محمد بن عبد هللا‪/‬كلية العلوم القانونية بفاس‬
‫‪42 - 30‬‬ ‫تقييم األطباء لدوروسائل اإلعالم الليبية في نشرالتوعية الصحية بمخاطرمرض‬
‫السرطان (دراسة ميدانية)‬
‫نوري علي محمد بالحاج‬
‫استاذ جامعي‪/‬قسم اإلعالم‪ ،‬جامعة صبراتة ‪ /‬ليبيا‬
‫‪58 - 43‬‬ ‫منصات التواصل االجتماعي ودورها في نشرالوعي املجتمعي تجاه األزمات الصحية‬
‫ً‬
‫(جائحة كورونا أنموذجا)‬
‫د‪ /‬سليمان رابح الشريف صالح ‪-‬كلية اإلعالم – جامعة بنغازي – ليبيا‪.‬‬
‫د‪ /‬نزار محمد إبراهيم الزبير– كلية اإلعالم–جامع ـ ــة بنغازي– ليبيا‪.‬‬
‫‪70 -59‬‬ ‫دوراذاعات ‪Fm‬الليبية في نشرالتوعية الصحية بمخاطر جائحة‪19COVID‬‬
‫إذاعة سرت املحلية إنموذجا (دراسة ميدانية)‬
‫فرج عياش علي امعرف‪/‬استاذ جامعي‪ ،‬جامعة سرت‪ /‬ليبيا‬
‫‪81 - 71‬‬ ‫الوضع اإلنساني وسؤال األزمات والكوارث في القرن الحادي والعشرين‬
‫د‪ /‬هشام مصباح‪ ،‬جامعة عبد الحميد مهري قسنطينة ‪ ،02‬الجزائر‬
‫‪90 - 82‬‬ ‫األسس النظرية إلدارة األزمات ‪-‬مدخل مفاهيمي‪-‬‬
‫أ‪.‬بن خليفة نوفل‪ ،‬جامعة الجزيرة ‪ ،‬السودان‪.‬‬
‫د‪.‬لعرابةصوراية‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،01‬الجزائر‬
‫‪100 - 91‬‬ ‫استراتيجية وسائل اإلعالم في تسييراألزمة الصحية كورونا (كوفيد‪)19-‬‬
‫د‪ /‬هشام بن أحمد بخوش‪ ،‬جامعة محمد الشريف مساعدية ‪ ،‬سوق أهراس‪ ،‬الجزائر‬
‫‪111 -101‬‬ ‫التوعية البيئية ودورها في الحد من املشكالت البيئية‬
‫د‪ .‬أحمد االمين على – أستاذ مساعد ‪ -‬كلية التربية – جامعة سرت – ليبيا‬

‫‪112‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫شروط ومعايير قبول المشاركات في كتاب جماعي‪:‬‬

‫‪ ‬الشروط املوضوعية‬
‫‪ -‬يجب ان يكون البحث معد خصيصا للنشر بالكتاب‪ ،‬ولم يتم سابقا نشره ال كليا وال جزئيا على اي مجلة او كتاب‬
‫ورقي او الكتروني‪ ،‬وال على منصة الكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬احترام مواضيع محاور الكتاب وعدم الخروج عنها‪.‬‬
‫‪ -‬ان يرفق البحث بالسيرة الذاتية للباحث باللغة العربية واالنجليزية‪.‬‬
‫‪ -‬ارفاق البحث النهائي بصورة شخصية صغيرة للباحث ضمن البحث على يمين الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬كتابة البحث بلغة سليمة لغويا واصطالحيا‪ ،‬خاليا تماما من االخطاء االمالئية‪ ،‬وبتنسيق جيد للبحث من حيث‬
‫الفقرات‪ ،‬واالسطر‪ ،‬واالشكال الهندسية ان توفرت‪ ،‬وترقيم الصفحات‪ ،‬ووضع الهوامش‪ ،‬والئحة املراجع ‪.‬‬

‫‪ ‬الشروط الشكلية‬
‫‪ -‬ترسل وجوبا مشاريع البحوث اي امللخصات في ‪ 500‬كلمة كأقص ى حد باللغة العربية واالنجليزية‪ ،‬مع ارفاقها‬
‫بالكلمات املفاتيح باللغتين‪.‬‬
‫‪ -‬ويتضمن مشروع البحث اي امللخص باألساس على ‪:‬‬
‫‪ o‬االسم الكامل للباحث‪ ،‬والدرجة العلمية‪ ،‬والعنوان‪ ،‬ورقم الهاتف‪ ،‬والبريد االلكتروني‪ ،‬والجهة التي‬
‫ينتمي لها( الجامعة او املؤسسة‪ )...‬اضافة الى البلد؛‬
‫‪ o‬عنوان املقال باللغة العربية واالنجليزية؛‬
‫‪ o‬تحديد االشكالية‪ ،‬واالهمية‪ ،‬واهداف‪ ،‬ونتائج البحث‪ ،‬والتصميم املعتمد‪.‬‬
‫ترسل امللخصات والبحوث الكاملة الحقا على البريد االلكتروني اسفله على شكل ملف ‪Microsoft‬‬
‫‪dr.chaimaa-elhaouari@democraticac.de:Word‬‬
‫‪ -‬يجب ان يكون عدد صفحات البحث الكامل املقبول ‪ 15‬صفحة فقط ‪.‬‬
‫‪ -‬حجم عنون البحث ‪ 16‬صنف الخط العربي ‪ simplified arabic‬والترجمة العنوان بحجم ‪ 16‬صنف الخط‬
‫‪times new roman‬‬
‫‪ -‬يرفق البحث النهائي بملخص صغير حوالي ‪ 12‬سطر باللغتين العربية واالنجليزية‪ ،‬مع كلمات املفاتيح باللغتين‬
‫ايضا‪ ،‬حجم الخط ‪ 12‬للغتين‪ ،‬وصنف الخط العربي ‪ ،simplified arabic‬وصنف الخط االنجليزي ‪time new‬‬
‫‪ . roman‬كما ال يجب اهمال وضع عناصر املقدمة ‪.‬‬
‫‪ -‬حجم الصفحة ‪ 2,5 :‬من اعلى‪ ،‬و‪ 2,5‬من اسفل ‪ ،‬ومن اليمين ‪ 3‬واليسار ‪ ، 3‬حجم الورقة ‪ A4‬وجوبا‪.‬‬

‫‪113‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬
‫إدارة اإلعالم لألزمات الصحية‬

‫‪ -‬البيبليوغرافية او الئحة املراجع تكون متنوعة‪ ،‬وتوضع اخر املقال‪ ،‬مع احترام ترتيبها حسب الحروف الهجائية ‪.‬‬
‫‪ -‬التهميش يكون اخر الصفحات بنظام ‪APA, cinquième édition‬بالترتيب التسلسلي املستمر من اول‬
‫الصفحة الى اخر املقال‪.‬‬
‫‪ -‬يرفض اي مقال مباشرة ال يحترم هذا شكل من التهميش ‪.‬‬
‫‪ -‬حجم خط التهميش ‪ 9‬صنف ‪ ARIAL‬للخط العربي واالجنبي ‪.‬‬
‫‪ -‬تكتب املادة العلمية للبحث بخط ‪ simplified arabic‬للغة العربية وبحجم خط ‪ ، 14‬مع احترام وضع العناوين‬
‫في حجم اكبر‪ ،‬اما املادة املكتوبة باللغة االجنبية تكون بحجم خط ‪ 12‬صنف الخط ‪times new roman.‬‬
‫‪ -‬الفرق بين االسطر ‪1,15‬‬
‫‪ -‬تقع املسؤولية القانونية ملا يرد في االبحاث من اراء وافكار ومعلومات وبيانات على كاتبها‪.‬‬
‫‪ -‬يتم ابالغ اصحاب البحوث باستالمها‪ ،‬وبقبولها‪ ،‬وبرفضها‪ ،‬عبر رسالة الكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬قبول امللخص او البحث الكامل ال يوجب ارسال شهادة املشاركة والنشر بالكتاب اال بعد صدور الكتاب في‬
‫شكله النهائي تفاديا ألي قوة قاهرة او ظرف طارئ قد يوقف املشروع ويجعل من الشهادة مستندا ال قيمة له ‪.‬‬

‫‪ ‬عملية التحكيم‬
‫‪ -‬يكفل بعملية التقييم والتحكيم اللجنة العلمية‪ ،‬وتتم من خالل تحكيم ثالث محكمين للبحث املرسل بشكل‬
‫منفرد وسري من خالل التعتيم على اسم صاحب البحث وذلك في اطار الشفافية والنزاهة‪.‬‬
‫‪ -‬مدة التقييم اسبوع على االكثر‪.‬‬
‫‪ -‬يرسل للمحكم البحث املزمع تقييمه اضافة الى بطاقة تقييم خاصة به‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم املحكم بداية بتقييم امللخص واعطاء رأيه فيه بالرفض او القبول‪ ،‬ثم نرسل امللخص للباحث الستكمال‬
‫عملية الكتابة عند قبول امللخص‪ ،‬واعادة ارساله البحث كامال للتأكد من احترام الباحث للتعديالت التي قدمها‬
‫املحكم واعتماده بشكل نهائي للنشر‪.‬‬

‫جميع الحقوق الفكرية وحقوق النشروالطبع محفوظة للمركزالديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية‬
‫االقتصادية والسياسية برلين املانيا بموجب القانون‪ ،‬وأي سرقة علمية ملحتويات الكتاب واعادة نشرها بشكل اخر‬
‫تخول للمركزحق الرد بحسب ما يحدده القانون‪.‬‬

‫‪114‬‬ ‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ‪ /‬المانيا – برلين‬

You might also like