Professional Documents
Culture Documents
دحماني .
:الموسم الجامعي
2022 \2021
خطة البحث
..........................................................................................
3 .........
...................................................................................13
-2-
المقدمة
لقد مرت التربية بمراحل عديدة وازمنة وعصور مديدة تطور من خاللها واكتسبت المعنى
األصلي لها هو وغيره من العلوم والمعارف األخرى التي بدورها تنشأ وتتطور وتكتسب
الحقائق ,تعرف التربية على أنها عملية نقل المعرفة أو اكتسابها ،وتطوير طريقة التفكير
والحكم على األشياء؛ لالستعداد لحياة فكرية ناضجة ،وقد كانت التربية في العصور القديمة
بداية تعتمد على الوالدين والعائلة ،ثم نشأت مهنة المربين عندما أصبحت المهمة أصعب على
العائلة أو الوالدين ،وكانت تجرى في أماكن العبادة أو الساحات الكبرى حتى أنشئت المدارس
النظامية ،ومن هنا ظهرت الكتابة وبدأت الحضارات تسجل شرائعها وقوانينها وأساليبها
التربوية وطرقها في نقل التراث حيث بدأت عملية التربية في العصور القديمة إلى حين
سقوط االمبراطورية الرومانية المسيحية ،وهذه الفترة الزمنية مهمة للغاية في تاريخ التربية،
إذ بدأ اإلنسان منذ ذلك الحين بالتفكير في بناء عدة مراكز للتربية ،باإلضافة إلى تأهيل
األفراد وظهور عدد من مدارس الفلسفة التي تُعد أساس الحضارات البشرية لغاية يومنا هذا.
-3-
الفصل االول
المبحث االول:
نبذة عن التربية في العصور القديمة:
بدأت التربية بسيطة في المجتمعات البشرية القديمة سواء في وسائلها أو أهدافها ،فكان الغرض
األول للتربية هو المحافظة على الحياة والخبرات والتقاليد السائدة في هذه المجتمعات ،مثل؛ تربية الفرد
على الحصول على أهم ضروريات الحياة من مأكل ومأوى وملبس ،وتربيته على مجموعة من التقاليد
والموروثات الدينية الالزمة كي يحيا منسجمًا متواف ًقا بين أفراد مجتمعه ،ومع تكاثر الجنس البشري
وزيادة حاجاته اليومية ،وتعقيد شؤونه الحياتية ظهرت في العصور القديمة وحضاراتها أساليب تربوية
مختلفة ومتباينة وفق المجتمعات البشرية السائدة فيها ،ومن أهم الحضارات البشرية القديمة.
المبحث الثاني:
تعريف التربية:
.التربية هي اعداد الفرد لحياته المستقبلية حيث تحرص على تمكين المجتمع من التقدم وتدفعه نحو
التطور واالزدهار حيث:
ᴥيقول أفالطو ن "أن التربية هي إعطاء الجسم و الروح كل ما يمكن من الجمال و الكمال ()1
ᴥاما ابن سينا فيرى ان التربية " هي الوسيلة إلعداد الناشئ للدين و الدنيا في آن واحد ،و تكوينه عقليا و
خلقيا و جعله قادرا على اكتساب صناعة تناسب ميوله و طبيعته و تمكنه من كسب عيشه)2( .
ᴥونجد أن دوركايم يعرفها بأنها" :العمل الذي تمارسه األجيال الراشدة على األجيال التي
لم تنضج بعد من أجل ال حياة االجتماعية .إن هدفها أن تثير لدى الطفل وتنمي عنده طائفة
من األحوال الجسدية والفكرية والخلقية التي يتطلبها منه المجتمع السياسي ،في 1جملته،
وتتطلبها البيئة الخاصة التي يعد لها ،بوجه خاص ()3
-5-
الفصل الثاني
المبحث االول:
التربية في العصور القديمة - :
نجد أن كافة المجتمعات القديمة كانت تحدد مجموعة من األهداف التربوية تسعى لتحقيقها في أجيالها
سواء داخل األسرة أو المجتمع .
1التربية عند القدماء الصينيين:
كانت تهدف الى تنشئة الفرد على عادات و تقاليد و معتقدات ثابتة وفق أساليب تقوم على التدريب الليلي
الذي يتصف بالغلظة ،و في مؤسسات التعليم يخضع الطالب الى امتحانات صعبة تحددها و تشرف
عليها الدولة ( .)4فتميزت التربية الصينية بعدة خصائص منها الخصائص اآلتية:
-تتسم بروح المحافظة - .تبني في أفرادها عادات فكرية وعملية سابقة
- .ال تحدث أي تغيير في عاداتها بما يتوافق مع الظروف المستجدة
- .تتصف بكونها حياة رتيبة جامدة غير متجددة ،فهي مقيدة بتقاليد وموروثات قديمة.
ᴥالصفة الثانية :المعتقدات الدينية القائمة بمبدأ الحلول ،و أن هللا في كل مكان ،و أن أرواح البشر
تتناسخ
و تنتقل بين أجساد عديدة تتعرض دائما لألالم .
فلم تخرج أهداف التربية في المجتمع الهندي عن المحافظة على هاتين الصفتين .
.4د أبو طالب محمد سعيد ،علم التربية العام ،ط ، 1،2001ص 64
.5د عبد الدائم عبد هللا ،التخطيط التربوي أصوله النفسية ، 1997 ،ص 2
-7-
المبحث الثاني:
.1التربية في بالد فارس- :
ᴥاستدعى النظام التربوي في بالد فارس اهتمام كبار مفكري العصور القديمة و نال اعجاب اليونانيين
بعد غزو االسكندر المقدوني لها و تأثر عدد كبير من مفكريهم.
كانت التربية عند الفرس تبدأ من األسرة التي كان فيها األب يتمتع بالسلطة المطلقة ،و يدرب أبناءه
على الفضيلة و يسهر على صحتهم ،و يجعل منهم أشخاص نافعين للدولة ،و قد نقل "هيرودوت" أن
الفرس كانوا يعلمون أبناءهم أمور ثالثة ،ركوب الخيل ،رمي السهام و قول الحق (.)4
ᴥاهتم المصريون القدماء اهتماما خاصا في التربية و قيل" :ان مصر أكثر بلدان العصور القديمة
عناية
بالتربية و التعليم" و قد أوصى أحد حكمائهم ابنه قائال " امنح قلبك للعلم و احبه كما تحب أمك فال يعلو
على الثقافة شيء" ،و في وصية أخرى " تذكر يا بني أن أي مهنة من المهن محكومة بسواها إال الرجل
المثقف ،فإنه يحكم نفسه بنفسه " (.)6
ᴥو كانت تهدف التربية عند قدماء المصريين بما يلي :
.4د أبو طالب محمد سعيد ،علم التربية العام ،مرجع سابق ،ص . 64.65
.4د أبو طالب محمد سعيد ،علم التربية ،نفس المرجع ،ص . 66.67
.6د صالح أحمد زكي ،علم النفس التربوي ، 1970 ،ص . 39
-8-
الفصل الثالث
المبحث االول:
.1التربية عند اليونانيين:
-كان أفالطون و أريسطو يبنون فلسفاتهم األخالقية على طبيعة االنسان
-
العاقلة ،و بما أن العقل الصحيح و الصفات العقلية الممتازة ملك البعض فقط ،فكانت التربية عندهم
استقراطية بطبيعتها و تطبيقاته ا (.)7
حيث أثرت مفاهيم أفالطون و أرسطو في الطبيعة اإلنسانية و التعلم و التفكير في العصور التالية تأثيرا
كبيرا ،اذ كانوا ينظرون الى هذه الطبيعة نظرة ثنائية أي أنها تتكون من روح و جسد ،و قامت التربية
عند أفالطون على أساس هذا التقسيم الثالثي للنفس )الشهوية ،العصبية ،العاقلة ((.)4
أما أرسطو يعتقد أن االنسان يتكون من جوهر هو الروح و من مادة هي الجسم ،و يتكون من عقليين
هما عقل عملي التخاذ القرارات السلوكية و األخالقية ،و عقل نظري يحصل االنسان على المعرفة و
الحقائق ،و من هنا جاء أساس المفهوم العقلي لعملية التعلم الذي ساد حتى العصر الحالي ألن اليونان
كانوا يعتقدون أن الفضائل العقلية أسمى من الفضائل العملي ة (.)6
المنهج في التربية اليونانية :تبلورت على يد االغريق فكرة المنهج الدراسي فهم أوجدوا المواد الدراسية
التي تتضمنها المناهج حتى العصر الحالي حيث وضعوا الفنون السبعة الحرة أهمها :
-الثالثيات :تشمل فنون الكالم ،النحو ،المنطق ،البالغة....حيث حققت الثالثيات لدى االغريق
تشكيل روح الطفل و بذلك أصبحت أداة بيد المعلم لتحقيق هذا الهدف
-الرباعيات :و تشمل المنهج العقالني فتكونت من الحساب ،الهندسة والفلك (.)8
و من الناحية الجسمية اهتم االغريق بالتربية البدنية على الرغم من انهم يعتقدون ان القدرات العقلية تفوق
القدرات البدنية ،مع ذلك فإنهم بالغوا في االهتمام بها ،حيث كان المنهج يتكون من األلعاب
األولمبية و قد استخدمت هذه األلعاب ألغراض أخالقية و جمالية الى جانب األهداف
الرياضية ()9
-10-
المبحث الثاني:
.2التربية عند الرومان - :
-كان هدف التربية تكوين المواطن الصالح ،الجندي الشجاع الذي يعرف حقوقه و واجباته ،الذي
يتحلى بفضائل الصبر و الطاعة اللتين تساعد على طاعة الوالدين و طاعة اآللهة ،و التمسك بالدين
-أقر الرومان المنهج اليوناني و ساروا عليه ألن دراسة الثالثيات كانت الزمة للخطابة التي برعوا فيها،
و لم يضف الرومان الى منهج اإلغريق اال دراسة اللغة اليونانية من أجل اإللمام بعلوم االغريق و
استمرت الثالثيات في مركز الصدارة مع عدم إهمال الرباعيات ،و التربية األخالقية و الجمالية التي
احتلت مراكز ثانوية قياسا الى الثالثيات ،أي أن التربية الرومانية اهتمت بالنواحي العملية و النفعية و
.10د عبد الدائم عبد هللا ،التربية عبر التاريخ ، 1998 ،ص 136
-11-
الخاتمة
تأتي أهمية دراسة التاريخ التربوي في إلقاء الضوء على العديد من التجارب اإلنسانية
وخبراتها عبر العصور واألزمنة السابقة ،ويكشف لنا أهداف الشعوب السابقة ومثلها العليا
وآمالها ،ويوضح لنا اختالف وتعد دراسة تاريخ التربية هي الطريق والوسيلة المثلى لكي
نفهم في العصر الوقت الحاليين بصورة عميقة وواضحة؛ وذلك الن دراسة تاريخ التربية
في واقع األمر هو عبارة عن دراسة لتاريخ الحضارة ككل ،إذ إن النظم التربوية ألي
مجتمع كان هو الشاهد الوحيد على مدى ما وصل إليه من الحضارة والتقدم
ومع تكاثر الجنس البشري وزيادة حاجاته اليومية ،وتعقيد شؤونه الحياتية ظهرت في
العصور القديمة وحضاراتها أساليب تربوية مختلفة ومتباينة وفق المجتمعات البشرية
السائدة فيه كما ذكرنا في بحثنا هذا و شكرا.
-12-
قائمة المراجع
.د أبو طالب محمد سعيد ،علم التربية العام ،بيروت،لبنان ،ط ، 1،2001ص .64
.د عاقل فاخر ،التربية قديما و حديثا ،دار العلم ،بيروت ،ط ،3ص . 08
.د عبد الدائم عبد هللا ،التخطيط التربوي أصوله النفسية،بيروت،دار العلم ،ط ، 1997 ، 2ص .2
.د عبد الدائم عبد هللا ،التربية عبر التاريخ ،بيروت ،دار العلم ، 1998 ،ص .136
.د عبد الحميد الصيد الزنتاتي،أسس التربية اإلسالمية في السنة النبوية ،ليبيا،تونس ،الدار العربية
للكتاب،ط ، 199،2ص.2
.د عبد النور ،التربية و المناهج ،دار النهضة بمصر للطباعة و النشر ،القاهرة ، 1997 ،ص 08.0
.غاي افانزيني ،الجمود و التجديد في التربية المدرسية ،ترجمة عبد هلال عبد الدائم ،بيروت دار
العلم للماليين ، 1981 ،ص .41
.د سمعان وهيب رشدي ،دراسات في المناهج ،مكتبة األنجلو مصرية ،القاهرة ، 1982 ،ص .04.05
.د صالح أحمد زكي ،علم النفس التربوي ،مكتبة النهضة ،القاهرة‘ ط ، 1970 ، 1ص . 39
.د.مصطفى غالب .في سبيل موسوعة فلسفية،بيروت،دار و مكتبة الهالل، 1998 ،ص .18
-13-