You are on page 1of 69

‫الجامعة المستنصرية‬

‫كلية التربية األساسية‬

‫قسم معلم الصفوف األولى‬

‫مادة‪ /‬إسالمية للمبتدئين‬

‫إعداد‬

‫م‪ .‬د عدي غازي فالح‬

‫محاضرات خاصة بطلبة قسم معلم الصفوف األولى‬

‫المرحلة الثانية‪ /‬الدراسة الصباحية والمسائية‬

‫للعام الدراسي (‪)2022 -2021‬‬

‫الفصل الدراسي الثاني‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫تعد التربية اإلسالمية ذات أهمية كبيرة كونها تهدف إلى إعداد أجيال تتحلى باألخالق الحميدة‪ ،‬والقيم‬
‫والمب) ))ادئ الس) ))امية‪ ،‬وتعت) ))بر م) ))ادة التربي) ))ة اإلس) ))المية إح) ))دى أهم الم) ))واد الدراس) ))ية ال) ))تي ت) ))درس للطلب) ))ة في‬
‫المدارس‪ ،‬كما أنها كأي مقرر تحتاج إلى طريقة تدريس‪ ،‬ولكن أعتقد أن م))ادة التربي))ة اإلس))المية تحت))اج إلى‬
‫اهتمام أكبر في تعليمها ألنه)ا تنمي ال)وازع ال)ديني ل)دى الطلب)ة‪ ،‬كم)ا أن التربي)ة ال)تي تق)وم على أس)اس ال)دين‬
‫اإلسالمي هي أفضل أنواع التربية وأحسنها‪ ،‬كما أن نتائجها تكون أفضل‪ ،‬ولكن من المستحيل اتباع طريقة‬
‫واح ))دة في ت ))دريس الطلب ))ة‪ ،‬وإ نم ))ا يحت ))اج الطلب ))ة إلى التنوي ))ع ألن الط ))الب دوم) )ًا يتج ))ه إلى الش ))عور بالمل ))ل‬
‫بس))رعة‪ ،‬والتنوي))ع ه))و أح))د أهم الط))رق للقض))اء على المل))ل ال))ذي يس))ود الص))ف الدراس))ي‪ ،‬كم))ا أن التنوي))ع ل))ه‬
‫أث))ر ب))الغ في ج))ذب الطالب للتعلم‪ ،‬ل))ذلك وض))ع المختص))ون العدي))د من الط))رق ال))تي يمكن اتباعه))ا من أج))ل‬
‫تدريس مادة التربية االسالمية بطريقة صحيحة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪2‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪4-7‬‬ ‫الوحدة األولى‪ -‬التربية اإلسالمية بين بيان المفهوم والفرق م;;ع بقي;;ة التربي;;ات على‬
‫الصعيد اإلنساني‬
‫‪16-8‬‬ ‫الوحدة الثانية – المرتكزات الرئيسية في منهاج التربية اإلسالمية‬

‫‪17-23‬‬ ‫الوحدة الثالثة‪ -‬المقومات اإلساسية لمعلمي مادة التربية اإلسالمية‬

‫‪24-31‬‬ ‫الوحدة الرابعة‪ -‬التربية اإلسالمية في ضوء المبادئ والوسائل‬


‫الوحدة الخامسة ‪ -‬طرق وأساليب تدريس التربية االسالمية‬
‫‪32-34‬‬

‫الوحدة السادسة‪ -‬األساليب المتبعة في تدريس التربية اإلسالمية‬


‫‪35-45‬‬

‫الوحدة السابعة‪ -‬التقويم في التربية اإلسالمية‬


‫‪46-57‬‬

‫الوحدة الثامنة‪ -‬االختبارات وأنواعها في تدريس مادة التربية اإلسالمية‬


‫‪58-68‬‬

‫‪3‬‬
‫الوحدة األولى‪ -‬التربية اإلسالمية بين بيان المفهوم والفرق مع بقية التربيات على الصعيد اإلنساني‬

‫أوًال‪ -‬مفهوم التربية اإلسالمية‪:‬‬

‫التربي)ة االس)المية تعب)ير يقص))د ب)ه تنش)ئة الف)رد المس)لم والمجتم)ع االس)المي‪ ،‬تنش)ئة متكامل)ة ي)راعى فيه)ا‬
‫الج))انب ال))روحي والم))ادي‪ ،‬في ض))وء الرؤي))ة االس))المية الش))املة‪ ،‬وهي تع))ني ب))الفرد واع))داده لح))ل مش))اكله‪،‬‬
‫ومدى نجاحه في تحقيق رغباته المشروعة والممكنة التي تضمن له حياة هانئة في الدنيا واالخ))رة‪ .‬ترك))زت‬
‫التربية االسالمية في الحقبة االولى بعد ظه)ور االس)المي على الناحي)ة الديني)ة واالخالقي)ة‪ .‬فق)د ظ)ل الرس)ول‬
‫(صلى اهلل عليه وعلى آل)ه وأص))حابه) في الحقب)ة المكي)ة قب)ل الهج)رة النبوي)ة ي)ربي اتباع)ه على القيم الجدي)دة‬
‫ال))تي اتى به))ا االس))الم‪ ،‬وظ))ل الج))انب العقائ))دي واالخالقي ه))و المهم ح))تى بع))د ان اعت))نى فيم))ا بع))د بج))انب‬
‫المعارف والمهارات‪.‬‬

‫وفي زمن ازده ))ار الحض ))ارة االس ))المية زاد االهتم ))ام بج ))انب المعرف ))ة والمه ))ارات‪ ،‬ونش ))طت الحرك ))ة‬
‫العلمية في التربية‪ ،‬وازده))رت حرك))ة الت))أليف والترجم))ة‪ ،‬وانفتحت التربي))ة االس))المية في العص))ور المت))أخرة‬
‫وخبت روح العقيدة االسالمية في تنظيمات الحياة االخ)رى‪ .‬فت)وقفت الحرك)ة العلمي)ة في التربي)ة‪ ،‬وت)دهورت‬
‫الحياة االسالمية في جوانب مختلفة‪ ،‬حتى تعرض العالم االسالمي لموجة من االستعمار الغربي الذي فصل‬
‫فصال تاما بين عقيدة االمة وتنظيمات الحياة ما عدا نظام العبادات واالحوال الشخصية‪ ،‬واوجد تعليما مدنيا‬
‫على وفق فلسفته ه)و‪ ،‬كم)ا اوج)د تنظيم)ات حيوي)ة مدني)ة اخ)رى تنبث)ق من العام)ة ويبع)د ال)دين عن توجيهه)ا‪،‬‬
‫وفي الوقت الذي فعل فيه المستعمر كل ذلك إلخماد روح الدين وفص))له عن جس))د االم))ة االس))المية‪ ،‬ح))رص‬
‫على بق))اء التربي))ة االس))المية في ش))كل م))ادة دراس))ية مح))ددة في ج))دول المدرس))ة‪ ،‬ت))درس فيه))ا اص))ول ال))دين‬
‫فق ))ط‪ ،‬ويفص ))ل بينه ))ا وبين الس ))لوكيات في مج ))االت الحي ))اة العام ))ة المختلف ))ة ولق ))د ح ))اولت بعض المجتمع ))ات‬
‫المس ))لمة س ))واء تل ))ك ال ))تي اس ))تقلت او تل ))ك ال ))تي لم تس ))تعمر اص ))ال ان تعي ))د التربي ))ة االس ))المية الى وض ))عها‬
‫الط ))بيعي على اس ))اس انه ))ا هي النظ ))ام ال ))تربوي ال ))ذي يع ))بر عن روح العقي ))دة االس ))المية‪ ،‬وهي تنش ))ئة الف))رد‬
‫المس)لم والمجتم)ع المس)لم وبس)بب ه)ذا التط)ور تبل)ور مع)نى اوس)ع للتربي)ة االس)المية بوص))فها التربي)ة ال)تي لم‬
‫تع ))د مج ))رد م ))ادة في ج ))دول المدرس ))ة ت ))درس االص ))ول االس ))المية نظ ))را‪ ،‬وانم ))ا اص ))بحت تع ))ني ك ))ل النش ))اط‬
‫التربوي الذي يمكن ان يحدث فعال في المجتمع المسلم بشكل حيوي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫فباتت التربية االسالمية تتصل بكل عملي))ات التنمي))ة والحف)ظ والتنش))ئة واالرش))اد والتوجي))ه واالص))الح‬
‫والتقويم وتعليم الحقائق العلمية والدينية والتدريب على المهارات العصرية المختلف)ة‪ .‬وق))د ص))ارت له)ا ص))لة‬
‫وثيقة بكل عمليات نقل التراث العلمي والتقني المحايد وتطوره‪ .‬وبذلك التوازن المطلوب بين اصالة التربية‬
‫االس))المية في انتمائه))ا ألص))ول العقي))دة االس))المية واداء وظيفته))ا في بن))اء االنس))ان المس))لم والمجتم))ع المس))لم‬
‫على دعائم من العقيدة وبين وجوب انفتاح التربية االس))المية في جانبه))ا العلمي على ال))تراث العلمي والتق)ني‬
‫العالمي المحايد حتى تواكب التطور المادي‪.‬‬

‫وفي نط ))اق ه ))ذا المفه ))وم الواس ))ع للتربي ))ة االس ))المية ع ))رفت التربي ))ة االس ))المية المعاص ))رة بانه ))ا تنش ))ئة‬
‫انسان متكامل من الناحية الصحية والعقلية والروحية واالعتقادية واالخالقية واالبداعي))ة‪ ،‬في ض))وء المب))ادئ‬
‫العام))ة ال))تي ج))اء به))ا االس))الم‪ ،‬والق))رآن الك))ريم والس))نة النبوي))ة المطه))رة هم))ا مص))در التربي))ة االس))المية في‬
‫اطارها الفلسفي والتطبيقي‪.‬‬

‫ومن خالل م))ا تق))دم وض))ع علم))اء ومفك))روا وكت))اّب التربي))ة اإلس))المية ع))دة تع))اريف للتربي))ة اإلس))المية‬
‫منه))ا‪. 1 :‬تع))رف بأنه))ا التنظيم النفس))ي واالجتم))اعي ال))ذي ي))ؤدي إلى اعتن))اق اإلس))الم وتطبيق)ه كلي))ا في حي))اة‬
‫الف) ))رد والجماع) ))ة‪ ،‬أو بمع) ))نى آخ) ))ر هي تنمي) ))ة فك) ))ر اإلنس) ))ان وتنظيم س) ))لوكه وعواطف) ))ه على أس) ))اس ال) ))دين‬
‫اإلسالمي بقصد تحقيق أهداف اإلسالم فـي حيـاة الفرد والجماعة في كل مجاالت الحياة ‪.‬‬

‫‪. 2‬التربية اإلسالمية هي تنمية جميع جوانب الشخصية اإلسالمية الفكرية والعاطفية والجسدية واالجتماعية‬
‫وتنظيم سلوكها على أساس مبادئ اإلسالم وتعاليمه بغرض تحقيق أهداف اإلسالم في شتى مجاالت الحياة‪.‬‬

‫‪. 3‬التربية اإلسالمية تنمية فك)ر اإلنس)ان وتنظيم س)لوكه اللفظي والعملي علـى أسـاس الـدين اإلس)المي‪ ،‬فهي‬
‫تهتم ببن)اء شخص))ية المس)لم ال)ذي س)يبني المجتم)ع اإلس)المي الق)ويم الق)ادر علـى مواجه)ة أخط)ار أع)داء ال)دين‬
‫اإلسالمي والعامل على نشر كلمة ااهلل في األرض‪.‬‬

‫‪ -4‬التربية اإلسالمية هي تربية القيم التي بها وح)دها ص))الح الحي)اة البش)رية‪ ،‬وبهـا وحـدها لتحقي)ق الت)وازن‬
‫الكامل في شخصية الفرد ألنها التربية التي تجم))ع بين اإليم))ان والخل))ق والعلـم والعم))ل وال مع))نى للتربي))ة إذا‬
‫أنكرت هذه العناصر‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ 5 .‬التربية اإلسالمية هي النظام التربوي القائم على اإلسالم بمعناه الشامل قال تعـالى‪} :‬إن الدين عند ااهلل‬
‫اإلسالم{ (آل عمران ‪.)19‬‬

‫وأخ))يرًا م))ا يمكن مالحظت))ه يالح)ظ من التع))اريف الم))ذكورة آنف)ًا أنه))ا ترك))ز على تنمي))ة شخص))ية اإلنس))ان‬
‫المسلم فـي جميـع جوانبها بحيث تحقق أهداف اإلسالم العامة ونشر كلمة ااهلل في األرض ‪.‬‬

‫ثانيًا‪ -‬الفرق بين التربية اإلسالمية والتربيات األخرى‬

‫مم))ا س))بق من تعري))ف لمفه))وم التربي))ة اإلس))المية وم))ا تتم))يز ب))ه عم))ا س))واها من التربي))ات األخ))رى ال))تي‬
‫تقصر همه)ا على إع)داد الف)رد على العيش في الحي)اة ال)دنيا فال يك)ون ل)ه أم)ل في حي)اة آخ)رة ح)تى إذا ت)ربى‬
‫لدي))ه ض))مير أو وازع فإن))ه يك))ون ض))عيفًا ومح))دودًا بحكم الق))وانين والس))لطات األرض))ية ال))تي ينش))أ عنه))ا‪ .‬وال‬
‫يكون في قوة الضمير أو ال)وازع الخلقي ال)ذي ي)تربى في نفس المس)لم نتيج)ة يقين)ه بوج)ود إل)ه ع)الم ال تخفى‬
‫عليه خافية في األرض وال في السماء يعلم السر وأخفى ونتيج)ة يقين)ه بوج)ود آخ)رة يحاس)ب على م)ا ق))دمت‬
‫يداه في الدنيا من لدن هذا العليم اللطيف الخبير‪.‬‬

‫ثالثًا‪ -‬أطر منهجية التربية اإلسالمية على صعيد الرؤية اإلنسانية‪:‬‬

‫مم ))ا ال ش ))ك ب ))ه أن نج ))د التربي ))ة االس ))المية منفتح ))ة على ال ))تراث االنس ))اني في المج ))ال العلمي البح ))ثي‬
‫والتقني المحايد وملتزم)ة باالط)ار النظ)ري ال)ذي ورد في الق)رآن الك)ريم والس)نة النبوي)ة المطه)رة فيم)ا يتعل)ق‬
‫بقضايا اساسية مثل االلوهية والعبودية‪ ،‬ومفهوم االنسان‪ ،‬والكون والمعرفة واالخالق‪.‬‬

‫والتص))ور االس))المي للحي))اة بش))قيها الم))ادي وال))روحي ينس))حب على برن))امج التربي))ة االس))المية‪ ،‬اذ يهتم‬
‫بالكي))ان ال))روحي للف))رد بج))انب الكي))ان الم))ادي‪ ،‬واع))داده لح))ل مش))اكله المادي))ة والروحي))ة‪ ،‬وللوف))اء بمتطلب))ات‬
‫حياته في الدنيا واالخرة‪ .‬الرؤيا االسالمية ترى ان االنس)ان ليس س)لطة علي)ا في الحي)اة وانم)ا ه)و عب)د اهلل ‪،‬‬
‫وان ل) ) ))ه كيان) ) ))ا روحي) ) ))ا ومس) ) ))تقبال خال) ) ))دا‪ ،‬وان مهمت) ) ))ه هي عم) ) ))ارة االرض مادي ) ) )ًا واخالقي ) ) )ًا‪ ،‬وان االخالق‬
‫والتوجيه)ات الكلي)ة في تنظيم الحي)اة انم)ا هي من عن)د اهلل وال يص))نعها االنس)ان‪ ،‬وان االنس)ان مخل)وق مك)رم‬
‫ل ))ه ق ))در من الحري ))ات االس ))اس في اط ))ار العبودي ))ة هلل‪ .‬ام ))ا التص ))ور االس ))المي للمعرف ))ة فيق ))رر ان للمعرف ))ة‬
‫جانبين‪ :‬مادي وغير مادي‪ ،‬وان هناك وسائل مختلفة للتحقق من صدق هذه المعرفة‪.‬‬

‫فالمعرفة المادية معترف بها في االسالم‪ ،‬وهن))اك دع)وة لألخ)ذ به))ا وتنميته))ا والتحقي))ق فيه))ا ع)بر المنهج‬
‫العلمي‪ ،‬الذي يقوم على اس)تعمال الح)واس والتجرب)ة‪ ،‬ام)ا المعرف)ة غ)ير المادي)ة ك)القيم والمعتق)دات ال)تي ج)اء‬

‫‪6‬‬
‫بها القرآن الكريم فهي صادقة‪ ،‬ويمكن اكمال العقل فيها للتأكيد من صدقها‪ ،‬وفي القرآن الك))ريم آي))ات كث))يرة‬
‫تجيب عن التس ) ))اؤالت االس ) ))اس في النظري ) ))ة التربوي ) ))ة مث ) ))ل‪ :‬من نعلم؟ وم ) ))اذا نعلم؟ وم ) ))تى نعلم؟ وترتب ) ))ط‬
‫االجاب))ات عن مث))ل ه))ذه االس))ئلة ارتباط )ًا وثيق )ًا بتص))ور االس))الم للك))ون والحي))اة ولإلنس))ان واث))ره في اعم))ار‬
‫الكون بوصفه مستخلفا في االرض‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الوحدة الثانية – المرتكزات الرئيسية في منهاج التربية اإلسالمية‬

‫أوًال‪ -‬أهداف التربية اإلسالمية‪:‬‬

‫إن التربي))ة اإلس))المية ته))دف إلى خل))ق اإلنس))ان الم))تزن المتع))ايش م))ع الك))ون المعم))ر لألرض‪ ،‬والمس))خر‬
‫لخيراتها‪ ،‬فهي تربية جامع))ة ومتوازن))ة تس))عى إلى تحقي))ق خالف))ة اإلنس))ان في األرض لتعميره))ا لغاي))ة تحقي))ق‬
‫مصالح الجماعة ‪ ،‬مع غرس القيم الحميدة والنبيلة في هذا اإلنسان ‪.‬‬

‫وتنقسم األهداف إلى قسمين‪:‬‬

‫أهداف عامة‪:‬‬

‫يتعل))ق ه))ذا القس))م بجع))ل اإلنس))ان محقق)ًا‪ ،‬ومخلص )ًا لعب))ادة اهلل‪ ،‬ومتس))اكنًا م))ع الك))ون والوج))ود‪ ،‬ومعايش )ًا م))ع‬
‫اإلنس))ان بص))فة عام))ة‪ ،‬ومعم))را لألرض ومس))خرا له))ا ولخيراته))ا في تحقي))ق مقص))د العب))ادة هلل وف))ق ش))ريعة‬
‫اإلسالم‪.‬‬

‫فهي تربي) ))ة ش) ))املة ومتوازن) ))ة تغطي وتش) ))مل شخص) ))ية اإلنس) ))ان في جمي) ))ع مراح) ))ل نم) ))وه بأبع) ))اده الروحي) ))ة‬
‫والمادية‪.‬‬

‫أهداف خاصة‪:‬‬

‫يتح))دد اله))دف الخ))اص لم))ادة التربي))ة اإلس))المية من حيث هي م))ادة من م))واد المنه))اج الدراس))ي تحم))ل ثالث))ة‬
‫أه ))داف خاص ))ة تتعل ))ق‪ ،‬بجمي ))ع المج ))االت المش ))كلة لشخص ))ية اإلنس ))ان وهي‪ :‬ه ))دف وج ))داني يتعل ))ق بالمـجال‬
‫الـعاطـفي والنفسـي‪ ،‬وهدف معرفي‪ ،‬وهدف قيمي‪.‬‬

‫ويمكن أجمال األهداف العامة ال))تي تتبناه))ا التربي))ة اإلس))المية‪ ،‬وأنه))ا تعم))ل جاه))دة على تحقيقه))ا وتتمث))ل فيم))ا‬
‫يلي‪:‬‬
‫إحسان عالقة المؤمن بربه ودينه ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وتبعة التربية اإلسالمية في ه)ذا الص))دد أن تنش)ئ المتعلم على االعتق)اد – عن علم ص))حيح ويقين راس)خ‬
‫– بوحدانيت))ه تع))الى واتص))افه بك))ل كم))ال وتنزه))ه عن ك))ل نقص‪ ،‬وأن يتجس))د ه))ذا االعتق))اد في حب))ه ل))ه‪،‬‬
‫وإ جالله لعظمته‪ ،‬وبعده عن كل صور الش)رك من التمس)ح باألض)رحة والتوس)ل باألولي)اء وتق)ديم الن)ذور‬
‫لهم‪ ،‬ومن عب ))ادة الف))رد واعتق))اده أن ))ه ق ))ادر بص ))ورة م ))ا على العط ))اء والمن ))ع واإلع))زاز واإلذالل ‪ ..‬كم ))ا‬
‫يتجسد في مراقبته هلل في السر والعلن‪ ،‬وفي امتثال كل ما أمر به واجتناب كل ما نهى عنه قال تعالى‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫( ألم يعلموا أن اهلل يعلم سرهم ونجواهم وأن اهلل عالم الغيوب )‬
‫( واتق)وا اهلل واعلم)وا أن اهلل بم)ا تعمل)ون بص)ير ) وتنبث)ق من ذل)ك عالقت)ه بدين)ه‪ ،‬وأخص م)ا تتص)ف ب)ه‬
‫أنه))ا عالق))ة ال))والء والعم))ل والتض))حية‪ ،‬وأص))دق م))ا يص))ورها قول))ه تع))الى‪( :‬إن اهلل اش))ترى من المؤم))نين‬
‫أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) ‪.‬‬

‫التسامي بعبادته لربه ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫ومهمة هذه التربية أن تتسامى بعبادته لربه حتى تكون عبادة عقلية قلبية فيها عمق الوعي ب)ه‪ ،‬وفيه)ا ص))دق‬
‫الحب له‪ ،‬واستحضار جالله حتى كأنه يراه‪ ،‬فإن لم يكن قادرا على رؤيت))ه فإن))ه تع))الى مع))ه ومطل))ع على م))ا‬
‫ظهر وما بطن من أمره ‪.‬‬
‫وأن تجعل من هذه العب)ادة طاق)ة تنتق)ل ب)ه إلى ك)ل م)ا في)ه ذك)ر هلل وحم)د آلالئ)ه‪ ،‬وإ لى ك)ل عم)ل أو إنت)اج أو‬
‫نشاط حيوي‪ ،‬ألنها في اإلسالم عبادة‪ ،‬فيها للعامل نتيجة جهده‪ ،‬وأجر ما أسدى إلى دينه ومجتمعه وأمته‪.‬‬

‫توعيته برسالته نحو الكون والحياة من حوله ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫ويتركز جهد التربية اإلسالمية – في هذا الصدد – في تنشئته تنشئة قوامها ‪:‬‬
‫أن يتأمل في الكون متلمسا في)ه ن)واحي اإلب)داع الدال)ة على جالل اهلل تع)الى وعظم)ة وقدرت)ه؛ ل)يزداد‬ ‫‪-‬‬
‫بذلك إيمانه ويقوى يقينه ‪ ( :‬أو لم ينظروا في ملكوت السموات واألرض )‬
‫أن يتح ))ول ‪ -‬في ه ))دى توجيهه ))ا – إلى البحث في الطبيع ))ة‪ ،‬والكش ))ف عم ))ا أودعه ))ا اهلل تع ))الى من‬ ‫‪-‬‬
‫أسرار ‪ ,‬وأن يقف منها موقف المتأمل الذي يبذل وس)عه في تس)خير الم)ادة لخ)يره وخ)ير أمت)ه ‪ .‬ق)ال‬
‫جل شأنه ‪ ( :‬وسخر لكم ما في السموات وما في األرض جميعا منه )‬
‫أن يك ))ون طاق ))ة منتج ))ة تعم ))ر األرض‪ ،‬وتش ))ارك في تط ))وير الحي ))اة عليه ))ا‪ ،‬ومن منطل ))ق خالفت ))ه هلل‬ ‫‪-‬‬
‫تعالى فيها وأمانته في أداء رسالته بها ‪.‬‬

‫إعداده ألداء واجبه نحو نفسه ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬


‫ومهمة التربية اإلسالمية من خالل هذه العالقة أن تعده حكيمًا متزنًا فيما يعطي ونفسه وفيما يأخذ منها‪:‬‬
‫يعطيه))ا م))ا ف))رض له))ا اإلس))الم من حق))وق ت))وفر له))ا أساس))يات الحي))اة في المأك))ل والمس))كن والملبس‬ ‫‪-‬‬
‫والتعليم والعيشة الصحية واإلشباع الجنسي عن طريق الزواج‪ ،‬ويمتعها بكل حالل طيب أحله لها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫يحرمه ))ا اإلس ))راف واإلس ))فاف إلى م ))ا دون المس ))توى ال ))ذي يجب أن تك ))ون علي ))ه‪ ،‬ثم يروض ))ها على‬ ‫‪-‬‬
‫التسامي إلى أهداف أسمى‪ ،‬تخرج بها من نطاق الذاتية واألثرة المقيتة‪.‬‬
‫يرقى بها لتكون نموذجا للشخصية اإلسالمية التي يعتد بها اإلسالم ويعتمد عليها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تهيئته للنهوض بواجبه إزاء أسرته ومجتمعه المحلي‪:‬‬ ‫‪-5‬‬


‫وتتجس)د المثالي)ة ال)تي ح)ددها الق)رآن الك)ريم ووض))حتها الس)نة النبوي)ة في ه)ذا الص))دد وال)تي يجب تهيئت)ه‬
‫العتناقها في‪:‬‬
‫أن يكون إنسانا في رعايته ألسرته وأهله ‪ ,‬وفيما يختصهم به من ود ورحمة وعطف ومعاونة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫( قل ما أنفقتم من خير فللوالدين واألقربين )‬ ‫قال تعالى ‪ ( :‬وآت ذا القربى حقه )‬
‫أن يحب إخوته في الدين ويترجم حبه لهم فيما يسدي إليهم من الخير وما يبذل من الجميل‬ ‫‪-‬‬
‫أن يك))ون في مجتمع))ه طاق))ة منتج))ة تعطي ف))وق م))ا تأخ))ذ‪ ،‬أو تعطي كم))ا تأخ))ذ‪ ،‬وأال يك))ون – بح))ال‬ ‫‪-‬‬
‫ما‪ -‬عبئا على مجتمعه أو عضوا مشلوال فيه ‪.‬‬
‫أن يجع))ل من نفس))ه س))ياجا له))ذا المجتم))ع يح))ول ق))در اس))تطاعته دون أن يه))ز كيان))ه من عدواني))ة أو‬ ‫‪-‬‬
‫جريمة أو سلبية أو اتكالية أو فتنة أو نحوها ‪.‬‬

‫إحكام عالقته بمجتمعه اإلسالمي ‪:‬‬ ‫‪-6‬‬


‫وتفرض هذه العالقة على التربية اإلسالمية‬
‫أن توعيه بأبعاد وطنه اإلسالمي وأوضاعه بصورة عامة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن تنمي فيه روح الوالء له‪ ،‬واالنتماء إليه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن تنش ))ئه على حب العط ))اء والب ))ذل في س ))بيله بم ))ا يس ))تطيع من فك ))ر وجه ))د وم ))ال وغيره ))ا‪ ،‬وعلى‬ ‫‪-‬‬
‫توثيق الروابط بينه وبين أبنائه‪ ،‬ومقاومة التيارات التي تحاول إضعافه والنيل منه‬

‫توثيق عالقته بعصره ‪:‬‬ ‫‪-7‬‬


‫وأبرز ما تطالب به في ذلك ‪:‬‬
‫أن تفتح عين ))ه على حرك ))ة عص ))ره الس ))ريعة الط ))افرة‪ ،‬وموق ))ع األم ))ة اإلس ))المية واألمم الناهض ))ة‬ ‫‪-‬‬
‫منه ))ا‪ ،‬وأن تبص ))ره بماض ))ي اإلس ))الم ومج ))ده العلمي وأس ))باب تخل ))ف أبنائ ))ه والعوام ))ل المض ))يئة في‬
‫حياتهم الحاضرة ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫أن تنمي في) ))ه االتج) ))اه إلى التفك) ))ير العلمي‪ ،‬وتعم) ))ق في) ))ه روح البحث والتج) ))ريب والتتب) ))ع المنهجي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫واستخدام المراجع‪ ،‬وتعوده طرق الدراسة السليمة ‪.‬‬
‫أن تقدم له أبرز مشكالت العصر في العقيدة واالقتصاد واالجتماع وتحللها وتعرض حل))ول اإلس))الم‬ ‫‪-‬‬
‫لها‪ ،‬وتوازن بينها وبين غيرها ‪.‬‬
‫أن تدعم ذاتيته فكريا وشعوريا بما يجعلها قادرة على مواجهة تحديات العصر‪ ،‬متماسكة ال تجرفها‬ ‫‪-‬‬
‫التيارات وال تهز رسخوها ‪.‬‬

‫تقوية عالقته بالحضارة الحديثة ‪:‬‬ ‫‪-8‬‬


‫وواجب التربية اإلسالمية في ذلك يتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫أن ت ))ربي الناش ))ئ على روح اإلس ))الم الس ))محة الخ ))يرة ال ))تي تفتح النواف ))ذ واألب ))واب لك ))ل خ ))ير‪ ،‬وال‬ ‫‪-‬‬
‫تغلقها مخافة شر وضر ‪.‬‬
‫أن توضح له جوانب الخير في هذه الحض)ارة وتش)جعه على اقتباس)ها‪ ،‬وتكش)ف لعيني)ه ن)واحي الش)ر‬ ‫‪-‬‬
‫فيها وتحذره منها ‪.‬‬
‫أن ت))وازن في موض))وعية بينه))ا وبين الحض))ارة المثلى في اإلس))الم؛ لينطل))ق الناش))ئ إلى اإلف))ادة من‬ ‫‪-‬‬
‫الحضارة الحديثة عن وعي‪ ،‬لكيال يزيغ عقله في مفاتنها وزيفها أو ينحرف به))ا عن الطري))ق الق))ويم‬
‫‪ .‬قال تعالى ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )‬

‫تنمية عالقته بالبشرية ‪:‬‬ ‫‪-9‬‬


‫من رسالة التربية اإلسالمية أن تتسع آفاقها لتوجه الناشئ إلى موقفه من البشرية وواجبه نحوه)ا‪ ،‬وذل)ك‬
‫بما يأتي ‪:‬‬
‫أن تبصره برسالة اإلسالم العامة الموجهة إلى البشرية كلها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن تكشف له عن روحه اإلنسانية العالمية‪ ،‬فهو للن))اس جميع))ا‪ ،‬وعلى م))ا بينهم من اختالف – خ))ير‬ ‫‪-‬‬
‫ورحمة ‪.‬‬
‫أن تغرس فيه حب اإلنسان في أي مكان‪ ،‬ما لم يكون عدو له ولدينه ‪ .‬ق))ال تع)الى ‪ ( :‬ال ينه)اكم اهلل‬ ‫‪-‬‬
‫عن الذين لم يقاتلوكم في الدين )‬

‫ترسيخ عالقته باآلخرة ‪:‬‬ ‫‪-10‬‬

‫‪11‬‬
‫وعملها في هذه السبيل أن تتأتى لتنشئته تنشئة إسالمية صحيحة‪ ،‬ذلك ‪:‬‬
‫ب))أن تجل))و في ذهن))ه موق))ف اإلس))الم بين ال))دنيا واآلخ))رة‪ ،‬وتوعي))ه ب))أن األولى حق))ل س))عى وعم))ل وعب))ادة‬
‫ودار فناء‪ ،‬وأن الثانية دار بقاء وامتداد للخلود البشري الذي ال يفنى وال يتبدد بالموت‪ ،‬بل يمت))د إلى م))ا‬
‫بعد الحياة الدنيا‪ ،‬كما أنها عنوان العدالة اإللهية في أحكم أوضاعها ‪.‬‬
‫أن تنش))ئه على حس))ن تق))دير ال))دنيا والعم))ل له))ا دون إغف))ال لآلخ))رة‪ ،‬وعلى مب))ادرة اآلخ))رة بالعم))ل دون‬
‫إغفال ألمر الدنيا ‪ ,‬والم)يزان في ذل)ك قول)ه تع)الى‪ (:‬وابت)غ فيم)ا آت)اك اهلل ال)دار اآلخ)رة وال تنس نص))يبك‬
‫من الدنيا)‪.‬‬

‫إما بالنسبة إلى أهم أهداف التربية اإلسالمية الخاصة‪ ،‬فتحدد بما يلي‪:‬‬

‫‪ -١‬اله;;دف المع;;رفي‪ :‬وه ))و ص ))قل الطالب باألس ))اس المع ))رفي للعقي ))دة الس ))ليمة ليتح ))ول إيم ))انهم من عقي ))دة‬
‫العوام إلى عقيدة الفاهمين‪ ،‬وإ شباع حاجاتهم إلى المعرفة الدينية بم)ا ي)دور في خي)الهم وأفك)ارهم تج)اه دينهم‪،‬‬
‫بحيث ال تؤثر عليه األفكار الهدامة‪ ،‬وتصحيح المف)اهيم الديني)ة الخاطئ)ة ل)ديهم وإ م)دادهم بالمف)اهيم الص))حيحة‬
‫لتمكنهم من مواجهة الغزو الفكري الهدام للدين اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -٢‬اله;;دف الوج;;داني‪ :‬وه ))و إش ))باع العواط ))ف اإلنس ))انية النبلي ))ة ل ))دى الط ))الب‪ ،‬كعاطف ))ة الت ))دين‪ ،‬وال ))والء‪،‬‬
‫واالنتم) ))اء‪ ،‬وتنمي) ))ة قيم وعواط) ))ف إنس) ))انية جدي) ))دة يقره) ))ا ال) ))دين‪ ،‬ق) ))د ال تك) ))ون له) ))ا وج) ))ود ل) ))ديهم كاإليث) ))ار‪،‬‬
‫واإلحسان‪ ،‬وكل ما يهدف إلفادة الفرد والجماعة‪ ،‬ومحاربة القيم والعواطف غ))ير المرغوب))ة وال))تي ال يقره))ا‬
‫الدين‪ ،‬وإ شباع حاجاتهم الفكرية بما يصقل فطرتهم اإلنسانية‪.‬‬

‫‪ -٣‬الهدف الس;;لوكي‪ :‬بتعوي))دهم على الع))ادات الحس))نة المرغوب))ة‪ ،‬و تطبيقه))ا س))لوكيًا في حي))اتهم‪ ،‬وتنش))أتهم‬
‫على حف))ظ وفهم أج))زاء من الق))رآن الك))ريم والس))نة النبوي))ة المطه))رة‪ ،‬وتنمي))ة ال))وازع ال))ديني ليمكنهم تك))وين‬
‫اتجاهاتهم نحو الدين‪ ،‬والتمسك به‪ ،‬وتحكيمه بأمور حياتهم كلها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ثانيًا‪ -‬خصائص التربية اإلسالمية‪-:‬‬

‫‪ -1‬الرباني)ة‪ :‬فالتربي)ة اإلس)المية تستس)قي مبادئه)ا وتعاليمه)ا من اهلل ج)ل وعال من خالل م)ا ج)اء في الكت)اب‬
‫والسنة‪ ،‬وال تخرج عن ه)اتين الطريق)تين إال األخ)ذ من تش)ريعات أو أدي)ان وض))عية‪ ،‬كم)ا أنه)ا تتب)ع في تنفي)ذ‬
‫هذه المبادئ المنهج الرباني القائم على اللين والحسنى والموعظة الحسنة‪.‬‬

‫‪ -2‬الوضوح والشمولية‪ :‬فقد امتازت التربية اإلسالمية بالوضوح بعكس م))ا ك))انت علي))ه األدي))ان الس))ابقة من‬
‫الغم))وض وص))عوبة الفهم للمع))اني إال من خالل رج))ل ال))دين في حين نج))د أن تع))اليم اإلس))الم واض))حة س))هلة‬
‫يس))تطيع الم))رء الع))ادي فهمه))ا وتطبيقه))ا‪ ،‬كم))ا ش))ملت التربي))ة جمي))ع من))احي الحي))اة؛ فلم تقتص ))ر على ج))انب‬
‫العب)))ادات والص) ))لة باهلل‪ ،‬ب)))ل ش)))ملت تعام)))ل اإلنس)))ان م)))ع أخي)))ه اإلنس ))ان‪ ،‬وم ))ع محيط ))ه من الكائن)))ات الحي)))ة‬
‫والجمادات‪ ،‬وتعامله مع ذاته ونفسه‪.‬‬

‫‪ -3‬االعت ))دال والوس ))طية‪ :‬اإلس ))الم ه ))و دين االعت ))دال والوس ))طية؛ فاإلس ))الم ع ))رف أن اإلنس ))ان مخل ))وق من‬
‫الروح والجسد؛ لذلك وازن بين متطلب)ات ال)روح المتعلق)ة ب)اآلخرة ومتطلب)ات الجس)د المتعلق)ة بال)دنيا؛ فك)انت‬
‫التربية اإلسالمية بأال يطغى جانب على اآلخر؛ فلكل نصيب مخصوص‪.‬‬

‫‪ - 4‬الواقعية‪ :‬هي قبول التربية اإلسالمية بالحال الواقع‪ ،‬وبما قد يعتري اإلنسان من لحظات ضعف وتغي))ير‬
‫وحزن؛ فجعلت العمل واألجر على قدر االستطاعة‪.‬‬

‫‪ -5‬اإليجابية‪ :‬أروع ما في التربية اإلسالمية هي تربية أبنائها على التفكير اإليجابي ودحض األفكار‬
‫السلبية الهدامة‪ ،‬والنظر إلى المستقبل بعين التفاؤل واألمل وحسن الظن باهلل‪ ،‬وترك الماضي والذنوب‬
‫واآلثام دون مباالة ما دامت هناك نية صادقة للتوبة والتغيير نحو األفضل‪.‬‬

‫ثالثًا‪ -‬مصادر التربية اإلسالمية‬


‫مصادر اإلسالم هي نفسها مصادر التربية اإلسالمية‪ ،‬ألنها ُتعنى بإعداد الفرد والجماعة‬
‫إعدادا يؤدي إلى االلتزام باإلسالم وتطبيقه تطبيقا شامال ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫أوال‪ -‬الق ;;رآن الك ;;ريم ‪:‬الق) ))رآن الك) ))ريم ه) ))و الكالم المعج) ))ز الم) ))نزل على الن) ))بي ص) ))لى اهلل علي) ))ه وعلى آل) ))ه‬
‫وأصحابه المكتوب في المصاحف المنقول بالتواتر‪ ،‬المتعبد بتالوته‪.‬‬
‫والق))رآن الك))ريم ه))و المص))در األساس))ي للتربي))ة اإلس))المية‪ ،‬فه))و كت))اب اهلل ع))ز وج))ل ال))ذي نزل))ه ليك))ون‬
‫دستورا ومنهاج حياة للمسلمين فك)ان ش)امال وك)امال ق)ال تع)الى} ‪:‬م)ا فرطن)ا في الكت)اب من ش)يء{ (األنع)ام (‬
‫‪ 38‬وقال تعالى‪ّ } :‬إنا نحن نزلنا الذكر وإ ّنا له لحافظون{ (الحجر ‪.)9‬‬
‫فق))د تعه))د اهلل ع))ز وج))ل بحفظ))ه من التغي))ير والتب))ديل والتحري))ف وال))تزييف إلى ي))وم القيام))ة‪ ،‬ل))ذلك فه))و‬
‫صالح لكل زمان ومكان بأحكامه وأصوله وتربيته‪.‬‬
‫ثانيًا‪ -‬السنة النبوية الشريفة ‪:‬‬
‫السنة‪ :‬هي كل ما ورد عن النبي من قول أو فعل أو تقرير أو صفة‪.‬‬
‫وهي المصدر الثاني من مصادر التشريع ومصادر التربية اإلسالمية ‪.‬‬
‫وقد وجد المربون في رسول اهلل صلى اهلل عليه وأله وسلم مربيًا ذا أسلوب فذ‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل ‪-:‬‬
‫‪ -1‬حياة الرسول المثالية حيث كان رسول اهلل أحسن الناس خلقًا ‪.‬‬
‫‪ -2‬تعامل الرسول صلى اهلل عليه وسلم وتفاعله مع أص))حابه وتربيت))ه لهم‪ ،‬ق))ال تع))الى‪ }:‬فبم))ا رحم))ة من اهلل‬
‫لنت لهم ول))و كنت فظ))ا غلي))ظ القلب النفض))وا من حول))ك ف))اعف عنهم واس))تغفر لهم وش))اورهم في األم))ر ف))إذا‬
‫عزمت فتوكل على اهلل {آل عمران ‪.159‬‬
‫ه))ذه اآلي))ة تمث))ل دس))تورا ومنهج))ا تربوي))ا ك))امال في تعام))ل الرس))ول م))ع أص))حابه وق))دوة للم))ربين م))ع أتب))اعهم‬
‫وتالميذهم‪.‬‬
‫‪ -3‬اش))تق المرب))ون من أح))اديث الرس))ول ص))لى اهلل علي))ه وس))لم الكث))ير من المواق))ف التربوي))ة‪ ،‬ب))ل لق))د ك))انت‬
‫أحاديثه تمثل منهجًا تربويًا متكامًال‪.‬‬
‫‪ -4‬أحاديث الرسول جاءت تابع)ة ومكمل)ة لم)ا ج)اء في الق)رآن الك)ريم من أخب)ار وقص))ص ومواع)ظ وأحك)ام‬
‫وقضايا تربوية ‪.‬‬
‫وي))رى الب))احث أن رس))ول اهلل ص))لى اهلل علي))ه وس))لم رس))م منهاج )ًا ش))امًال ومتك))امًال للمس))لمين اس))تفادوا من))ه‬
‫كثيرًا في مناهجهم التربوية ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫رابعًا‪ -‬أسس التربية اإلسالمية‪:‬‬

‫أهم األسس التي تقوم عليها التربية اإلسالمية وكان له عرضًا رائعًا في هذا الموضوع هي‪:‬‬

‫أوًال‪ -‬األسس الفكرية ‪:‬‬

‫مميزات التصور اإلسالمي عن اإلنسان والكون والحياة‬

‫وضوح األفكار التي بني عليها نظام حياة المسلم‬ ‫‪-1‬‬


‫منطقية المعتقدات ومعقوليتها ومالءمتها للفطرة العقلية والوجدانية والنفسية‬ ‫‪-2‬‬

‫العرض المقنع إذ يستنبطها القرآن من لفت األنظار إلى الواقع المحسوس للتأمل فيما حولنا وفي‬ ‫‪-3‬‬
‫أنفسنا تأمال يوصلنا إلى معرفة اهلل وقدرته ووحدانيته وفقًا لطبيعتنا النفسية وفطرتنا الدينية‬

‫العرض المنطقي الهدف من تحويل الحركة الفكرية العاطفية إلى قوة دافعه لتحقيق مدلولها في عالم‬ ‫‪-4‬‬
‫الواقع لكي نحقق عبوديتنا هلل الذي ما جعل الصورة الكونية هذه إال تذكرة لمن يخشى‪.‬‬

‫ثانيًا‪ -‬األسس التعبدية‪:‬‬

‫ق))ال تع))الى { ق))ل إن ص))التي ونس))كي ومحي))اي ومم))اتي هلل رب الع))المين (‪ )162‬ال ش))ريك ل))ه وب))ذلك أم))رت‬
‫وأنا أول المسلمين ( ‪ } )163‬األنعام‬

‫األثر التربوي للعبادة ‪:‬‬

‫العبادة تعلمنا الوعي الفكري الدائم التي تحقق شرطين ( اإلخالص – والمتابعة )‬ ‫‪-1‬‬
‫اإلستمرار في الخضوع هلل والتفكير في عظمته تعالى‬ ‫‪-2‬‬
‫تمشي العبادة مع تعاليم الشريعة‬ ‫‪-3‬‬
‫العبادات تربي المسلم على اإلرتباط بالمسلمين كالجسد الواحد‬ ‫‪-4‬‬

‫‪15‬‬
‫العبادة في االسالم تربي اإلنسان على العزة والكرامة واإلعتزاز باهلل القادر على كل شيء‬ ‫‪-5‬‬
‫العب))ادة ت))ربي عن))د المس))لم ق))درا من الفض))ائل الثابت))ه المطلق))ة فالمس))لم ه))و المس))لم بأخالق))ه وإ نس))انيته‬ ‫‪-6‬‬
‫حيثما حل‬
‫الشحن المتواصل للهمم وتزوده بالقوة المستمدة من قوة اهلل سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫ثالثًا‪ -‬األسس التشريعية‪:‬‬

‫ق ))ال تعلى { ش ))رع لكم من ال ))دين م ))ا وص ))ى ب ))ه نوح ))ا وال ))ذي أوحين ))آ إلي ))ك وم ))ا وص ))ينا ب ))ه إب ))راهيم وموس ))ى‬
‫وعيسى} الشورى‬

‫أثر الشريعة على تربية الفكر‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫أساس فكري يشمل كل التصورات الكونية والحياتية واإلنسانية‬ ‫‪-1‬‬
‫تقدم قواعد ونظم سلوكية تجعل من حياة المسلم مثاًال للدقة والنظام واألمانة والخل))ق الرفي))ع‬ ‫‪-2‬‬
‫والمنهجية والوعي السليم ‪.‬‬
‫تربي في اإلنسان التفكير المنطقي في إستنباط األحكام من عمومياتها التي جاء بها الشرع‬ ‫‪-3‬‬
‫الش) ))ريعة تخ) ))رج ش) ))عبًا متحض) ))رًا حض) ))ارة راقي) ))ة‪ ،‬فهي تحت) ))اج الى تعلم الق) ))راءة والكتاب) ))ة‬ ‫‪-4‬‬
‫وتوسيع اآلفاق الفكرية وتثقيف العقل البشري والحض على طلب العلم ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الوحدة الثالثة‪ -‬المقومات اإلساسية لمعلمي مادة التربية اإلسالمية‬

‫أوًال‪ -‬أهمية إعداد معلم التربية اإلسالمية‪:‬‬

‫تعتبر عملية إعداد المعلم إحدى الموضوعات التي شغلت – وما زالت تشغل – المتخصصين في دول‬
‫العالم بوجه عام‪ ،‬والمهتمين بشئون التربية والتعليم بوجه خاص‪ ،‬حيث يعتبر المعلم من أهم العوامل‬
‫المسهمة في تحقيق أهداف التعليم‪.‬‬
‫ولقد شهدت السنوات األخيرة العديد من المؤتمرات العالمية والمحلية لبحث الموضوعات والمشكالت‬
‫المتصلة بإعداد المعلم‪ ،‬كما قامت دول كثيرة بمشروعات لتطوير نظم وأساليب وبرامج إعداد المعلم بها‪.‬‬
‫ويدور النقاش دائماً حول تحديد أفضل األساليب والبرامج إلعداد المعلم اإلعداد الذي يؤهله للقيام‬
‫بأدواره ومسئولياته المختلفة‪ ،‬حيث أن األمر الذي لم يعد محل جدل هو أن التعليم أو التدريس أصبح مهنة‬
‫لها أصولها ومقوماتها ومبادئها الخاصة‪ .‬وتؤكد نتائج الدراسات التي قام بها الخبراء والمتخصصون أهمية‬
‫وضرورة البدء في تطوير نظم وبرامج وأساليب إعداد المعلم في الدول العربية ‪ ،‬وعلى كليات إعداد‬
‫المعلمين باعتبارها األجهزة المتخصصة والمسئولة عن إعداد المعلم إجراء الدراسات الخاصة بها واألخذ‬
‫بأحدث االتجاهات في تربية المعلمين‪.‬‬
‫وتزداد الحاجة إلى إعادة النظر في برامج إعداد المعلم بكليات التربية وكليات المعلمين في الدول‬
‫العربية في الفترة األخيرة‪ ،‬نتيجة لما يحدث في العالم من تغيرات وتطورات‪ ،‬ونتيجة لطبيعة المجتمع‬
‫العربي وواقعه الحضاري وظروفه االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وأهمية إعداد المعلم بكليات التربية وكليات‬
‫المعلمين وفقًا ألحدث االتجاهات في مجال تربية المعلمين‪ ،‬لتوفير المعارف والمهارات والقيم واالتجاهات‬
‫التي تساعد المعلمين على القيام بالمهام والمسوؤليات المنوطة بهم داخل الفصل الدراسي وخارجه‪.‬‬

‫وتتضح أهمية إعداد المعلم من خالل الجهود التي بذلت في الماضي وال زالت تلقى االهتمام حتى هذه‬
‫األيام‪ ،‬فعقدت العديد من المؤتمرات الدولية والمحلية بخصوص إعداد المعلمين‪ ،‬ويمكن إيجاز أهم ما‬
‫توصلت إليه نتائج هذه المؤتمرات وتوصياتها فيما يلي‪:‬‬
‫(‪ )1‬ينبغي إعادة النظر في برامج إعداد المعلم بوجه عام‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫(‪ )2‬ضرورة تخطيط وبناء برامج إعداد المعلمين على أساس الكفايات‪ ،‬أو األدوار‪.‬‬
‫(‪ )3‬التركيز على جوانب التعلم الثالثة (المعرفية‪ ،‬والمهارية‪ ،‬والوجداني)‪.‬‬
‫(‪ )4‬اتخاذ التعلم الذاتي أسلوبًا رئيسًا للتعلم‪.‬‬
‫(‪ ) 5‬تدريب معلمي المستقبل والمعلمين في أثناء الخدمة على أساليب ومداخل التعليم والتعلم الحديثة‪.‬‬
‫(‪ )6‬التأكيد على التعلم المستمر وتدريب المعلمين في أثناء الخدمة‪.‬‬
‫(‪ )7‬ضرورة وأهمية البدء في تعديل نظم إعداد المعلمين‪ ،‬وإ عداد معلم متخصص وذات نوعية خاصة‪.‬‬
‫ومما تقدم تتضح أهمية إعداد المعلم إعدادًا متكامُال للقيام ب)أدواره ومس)وؤلياته في ه)ذا المجتم)ع لمواجه)ة‬
‫التط ))ورات العلمي ))ة واالجتماعي ))ة والتكنولوجي ))ة‪ ،‬لإلس ))هام في تحقي ))ق أه ))داف التعليم في ه ))ذا المجتم ))ع ال ))ذي‬
‫يسعى إلى تطوير جميع أبعاد حياته االجتماعية واالقتصادية والسياسية والتعليمية‪.‬‬

‫ثانيًا‪ -‬الجوانب العملية لكيفية إعداد المعلم‪:‬‬


‫إن دور المعلم – حاضرًا ومستقبًال – يزداد ليشمل مسئوليات متعددة داخل الفصل الدراسي وخارجه‪،‬‬
‫وتجاه مجتمعه والبيئة التي يعيش فيها‪ ،‬إلى جانب مسوؤليات ثقافية وحضارية نحو مجتمعه والدول العربية‬
‫ككل‪ ،‬وقد يكون من الطبيعي أن تتنوع جوانب إعداد المعلم لكي تواجه تعدد هذه المسئوليات‪.‬‬
‫ويتفق المتخصصون على أن جوانب عملية اإلعداد تشتمل على أربعة جوانب أساسية هي‪:‬‬
‫(‪ )1‬الجانب األكاديمي التخصصي‪ :‬يحتل الجزء األكبر من برامج الدراسة بكليات التربية ‪ ،‬حيث يهتم‬
‫بإعداد المعلم في المادة أو المواد التخصصية التي سيقوم بتدريسها ‪ ،‬وإ عداده في مادة تخصصه شرط‬
‫ضروري لنجاحه كمعلم‪ ،‬خاصة وأن االنفجار المعرفي أدى إلى زيادة المعرفة زيادة كبيرة من حيث الكم‬
‫والكيف‪ ،‬واإلعداد األكاديمي يجب أن يركز على المفاهيم والتعميمات والمهارات التي تبني عليها مادة‬
‫تخصصه‪ ،‬بحيث يدرك المعلم القوانين والنظريات األساسية في العلوم بدًال من التركيز على الحقائق‬
‫المنفصلة إذا أن هذه الحقائق سرعان ما تنسي‪ ،‬كما أن كمية الحقائق التي تكشف عنها البحوث العلمية‬
‫المستمرة تزداد بدرجة كبيرة‪.‬‬
‫(‪ )2‬الجانب التربوي‪ :‬يهتم بإعداد المعلم من الناحية التربوية والنفسية‪ ،‬ويتعلق بالتدريس كمهنة من حيث‬
‫أصوله النظرية والعملية وتطبيقاته وممارسته العملية‪ ،‬وتزويد المعلم بالنظريات واألفكار واالتجاهات‬
‫التربوية الخاصة بتعليم مادة التخصص وتطبيقاتها‪ ،‬كما يجب أن يوفر له المفاهيم التربوية والنفسية‬
‫والمهارات الالزمة لتدريس مادة التخصص‪.‬‬
‫(‪ )3‬الجانب الثقافي‪ :‬ويهتم بتزويد المعلم بثقافة عامة تتيح له التعرف على علوم أخرى غير تخصصه‪،‬‬
‫فالثقافة شرط أساسي لمهنة التدريس‪ ،‬وكلما زادت المعلومات العامة للمعلم والتي ترتبط بصورة مباشرة أو‬

‫‪18‬‬
‫غير مباشرة بمادة تخصصه كان أقدر على احترام التالميذ له وثقتهم به وعلى مواجهة المواقف العملية‬
‫المختلفة الت التي تدعو المعلم إلبداء الرأي فيها‪.‬‬
‫كما تساعده الثقافة العامة على نضج شخصيته واتساع أفقه‪ ،‬وعلى القيام بدوره االجتماعي في التعرف‬
‫على مشكالت البيئة المحلية التي يعيش فيها‪.‬‬
‫(‪ )4‬الجانب الشخصي واالجتماعي‪ :‬ويهتم بإنماء المعلم من الناحية النفسية واالجتماعية بما يتفق مع‬
‫متطلبات العمل في مهنة التدريس من ناحية‪ ،‬ومتطلبات القيام بدور قيادي إيجابي في تطوير مجتمعه‬
‫واإلسهام في حل مشكالته من ناحية أخرى‪ ،‬حيث أن الفرد الذي يعد لمهنة التدريس هو إنسان ومواطن‬
‫قبل أن يكون معلمًا‪ ،‬فإنه لن يستطيع ممارسة عمله على نحو مقبول ما لم يكن متمتعًا بصحة نفسية جيدة‪،‬‬
‫وتتاح له فرص إنماء عالقاته مع اآلخرين على أساس اجتماعي سليم‪.‬‬
‫ثالثًا‪ -‬صفات ومقومات معلم التربية اإلسالمية‬
‫يحتاج مدرس التربية اإلسالمية إلى ميزات وخصائص معينة حتى يكون معلما ناجح))ا وق))دوة لطالب))ه‪ .‬كي))ف‬
‫ال وهو يتعامل مع كتاب اهلل‪ -‬عز وجل ‪-‬ومع ح))ديث رس))ول اهلل‪ -‬ص))لى اهلل علي))ه وعلى آل))ه وس))لم‪ -‬والتعام))ل‬
‫معهما يحتاج إلى إنسان خاص متميز‪.‬‬
‫من هنا كان ال بد لمعلم التربية اإلسالمية من الصفات التالية‪-:‬‬
‫أوًال‪ -‬الصفات العقائدية والخلقية‪ :‬وتتكون من عدة أمور منها‪-:‬‬
‫(‪)1‬اإليمان باهلل سبحانه وتعالى ورسوله صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فالعقيدة اإلسالمية توجه أفكار المعلم‬
‫وتصرفاته‪ ،‬وهذا سينعكس على سلوكياته وأدائه وتجعله يقوم بمسئولياته في ضوء تلك العقيدة‪.‬‬
‫(‪ )2‬الرغبة في الدعوة وفهمها وربط الدين اإلسالمي بطبيعة العلوم وفروعها‪ ،‬وهذا يدفع المعلمين إلى‬
‫نشر العقيدة من خالل عملهم بمهنة التدريس‪.‬‬
‫ثانيًا‪ -‬الصفات الجسمية والصحية‪:‬‬
‫ينبغي أن يتمتع المعلم بصحة جيدة‪ ،‬وأن يكون سلم البنية والحواس‪ ،‬خاليًا من العيوب والعاهات‬
‫واألمراض المزمنة أو الخطيرة التي تعوق أداءه لمهمته على خير وجه‪ ،‬وأن يكون قادرًا على تحمل‬
‫مشاق التدريس‪ ،‬فالتدريس مهنة شاقة تتطلب جهدا فكريًا وجسميًا‪ ،‬وهو مما يجعلنا نؤكد على أهمية‬
‫الرعاية الصحية الدائمة للمعلمين‪.‬‬

‫ثالثًا‪ -‬الصفات العقلية والنفسية‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫(‪)1‬ألبد أن يتمتع بقدر مناسب من ال)ذكاء ال)ذي يمكن)ه من التص)رف بس)رعة‪ ،‬ولباق)ة في المواق)ف الص)عبة‪،‬‬
‫وكذلك في مساعدة طالبه على النمو العقلي‪.‬‬
‫(‪)2‬اإللم))ام بالثقاف))ة العام))ة لمجتمع))ه‪ ،‬والثقاف))ة العام))ة في مختل))ف مج))االت الحي))اة‪ ،‬ومعرف))ة مص))ادر المعرف))ة‬
‫المختلف))ة وكيفي))ة الحص))ول على المعلوم))ات والمع))ارف‪ ،‬وأن يك))ون ق))ادرًا على إث))ارة عق))ول الطالب‪ ،‬وتنمي))ة‬
‫خيالهم وتوسيع مجاالت اهتمامهم‪.‬‬
‫(‪ )3‬أن يتصف باإلتزان اإلنفعالي محبًا لمهنته وللطالب ولمجتمعه‪.‬‬
‫(‪)4‬أن يتصف بالقدرة على فهم ذاته وفهم اآلخرين وظروف الحياة‪ ،‬ويؤدي رضا الف))رد عن ذات))ه ونظرت))ه‬
‫اإليجابية إلى االستقرار النفسي‪ ،‬والعمل على مساعدة اآلخرين والتعاون معهم‪.‬‬
‫رابعًا‪ -‬الصفات الخلقية واإلجتماعية‪ :‬وتتوفر فيها شروط معينة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫(‪)1‬أن يكون مخلصًا في قوله وعمله متقنًا له قدر استطاعته‪.‬‬
‫(‪ )2‬أن يكون متواضعًا "هلل عز وجل" متذلًال له سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫(‪ )3‬أن يكون آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر متص)فًا بالعق)ل والرؤي)ة وحس)ن التص)رف والحكم)ة في أم)ره‬
‫ونهيه‪.‬‬
‫(‪ )4‬ينبغي أن يكون المعلم حسن المظهر‪.‬‬
‫(‪ )5‬أن يك) ))ون المعلم ص) ))ابرًا على معان) ))اة مهن) ))ة الت) ))دريس ومش) ))اقها‪ ،‬ق) ))ادرًا على مواجه) ))ة مش) ))اكل الطالب‬
‫ومعالجتها بحكمة وتروي بعيدًا عن الغضب أو اإلنفعال‪.‬‬
‫(‪ )6‬أن يكون محبًا لطالبه مشفقًا عليهم‪ ،‬مشاركًا لهم في مختلف أحوالهم ومشكالتهم‪.‬‬
‫(‪ )7‬أن يكون عادًال في معاملة طالبه ويحرص على تحقيق المساواة بينهم‪.‬‬
‫(‪ )8‬أن يكون قدوة حسنة في قوله وعمله وسره وعالنيته وأمره ونهيه‪.‬‬
‫(‪ )9‬أن يكون صادقًا وموضوعيًا في معاملة الطالب‪.‬‬
‫خامسًا‪ -‬الصفات المهنية‪ :‬ومنها‬
‫(‪)1‬أن يتمت))ع المعلم بمعرف))ة واس))عة وعميق))ة في مج))ال تخصص))ه والم))ادة ال))تي يق))وم بتدريس))ها والمعلوم))ات‬
‫الرئيسة في ف))روع العل)وم ذات الص))لة بمادت)ه‪ ،‬وأن يع)رف طبيع)ة العلم‪ ،‬وأس)اليب البحث العلمي‪ ،‬وأن يك)ون‬
‫االستعداد لمزيد من التعلم في فروع أو أكثر من فروع التخصص‪.‬‬
‫(‪ )2‬أن يكون ذا شخصية قوية يتصف بطالقة التعبير ووضوح األفكار‬
‫(‪ )3‬أن يكون ماهرًا وحساسًا في تنظيم األنشطة التعليمية وتخطيطها‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫(‪ )4‬اإللمام بأسس ومبادئ التعلم ونظرياته مثل‪ :‬التحفيز والتشجيع والدافعية‪ ،‬ونشاط المتعلم‪ ،‬والفروق‬
‫الفردية‪...‬‬
‫(‪ ) 5‬معرفته بأهمية التربية في تطوير المجتمعات‪ ،‬ومعرفته بالخصائص النفسية للمتعلمين‪.‬‬
‫(‪ ) 6‬اإلمام بأساليب ومداخل وطرق التدريس وتوظيفها في مواقف التعلم المختلفة‪.‬‬
‫(‪)7‬االلتزام بآداب المهنة‪ ،‬معتزًا بانتمائه إليها‪ ،‬قادرًا على قيادة تالميذه‪.‬‬

‫رابعًا‪ -‬الموقف التعليمي لمعلم التربية اإلسالمية‪:‬‬

‫من أهم الكفايات التي تقرب المعلم من تالميذه وتجعلهم يحبونه بح)ق ومن ك)ل قل)وبهم نجاح)ه في موقف)ه‬
‫التعليمي‪.‬‬
‫ولكن م))ا ه))و المقص))ود ب))الموقف التعليمي؟ يمكن الق))ول باختص))ار أن الموق))ف التعليمي ه))و م))ا يتم بين‬
‫المعلم وتالميذه من تفاعل داخل غرفة الصف يهدف إلى إكساب المتعلم الخبرات التعليمية‪.‬‬
‫ومن أهم مقومات نجاح الموقف التعليمي للمعلم نجاحه في األمور التالية‪-:‬‬

‫‪ -1‬إيجاد محك بين المعلم والطالب‪ :‬إّن بناء هذا المعي))ار أو المح))ك يتطلب ع)دة أم))ور منه))ا‪ ،‬ع)ّر ف بنفس))ك‬
‫وباس))مك بوض))وح‪ ،‬وحف))ظ أس))ماء الطلب))ة جميع)ًا‪ ،‬وأش))عار الط))الب أو المتعلم بأهميت))ه‪ ،‬وأيض)ًا دخ))ول الص))ف‬
‫في الوقت المحدد ودون تأخير وقد أعددت كل شيء‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلدارة الصفية‪ :‬قيادة المعلم لصفه قيادة سليمة وصحيحة من أهم مقومات نجاح الموقف التعليمي‬

‫‪ -3‬يراعي الفروق الفردية ‪ :‬المعلم الناجح هو الذي يتعامل مع الطلبة ك))ل حس))ب قدرت))ه وفهم))ه ‪ ،‬وال ش))ك‬
‫أن مراع) ))اة الف) ))روق الفردي) ))ة من الكفاي) ))ات الهام) ))ة للمعلم وق) ))د ك) ))ان رس) ))ول اهلل ص) ))لى اهلل علي) ))ه وعلى آل) ))ه‬
‫وأصحابه يدعو دائمًا إلى مراعاة الفروق الفردية بين الناس في التعامل معهم‪.‬‬

‫‪ - 4‬اس;;تخدام أس;;اليب التش;;ويق‪ :‬على س))بيل المث))ال اختي))ار م))واد دراس))ية وتق))ديمها للط))الب بطريق))ة مث))يرة‬
‫تدفعه للعمل بحماس‪ ،‬واستخدام أدوات كالثواب وحاجة الفرد للتحصيل بغرض إثارة الف))رد للتعليم‪ ،‬وإ ض))افة‬
‫إلى ذلك إثارة حب االستطالع عند الطلبة‪.‬‬

‫‪ -5‬حسن اس;;تخدام الوس;;ائل التعليمي;;ة‪ :‬من عالم))ات نج))اح الموق))ف التعليمي للمعلم‪ ،‬حس))ن اس))تخدام المعلم‬
‫للوس))ائل التعليمي))ة ‪ .‬والوس))يلة التعليمي))ة هي ك))ل م))ا يس))تخدمه المعلم والمتعلم داخ))ل الص))ف وخارج))ه به))دف‬
‫نقل خبرة أو تحسين أداء وال تعتمد على اللفظ ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -6‬روح الدعاب;;ة والم;;رح‪ :‬إن إلق ))اء المعلوم ))ات العلمي ))ة وت ))داولها في الص ))ف ي ))دخل المل ))ل والس ))آمة على‬
‫المتعلمين فتش))ت أذه))انهم ويص))بح تقبلهم لألفك))ار ص))عبًا والمعلم الن))اجح ه))و ال))ذي يزي))ل المل))ل والض))جر عن‬
‫طالب))ه بعب))ارة رقيق))ة‪ ،‬بدعاب))ة ع))ابرة تض))حك التالمي))ذ وتعي))د لهم الحيوي))ة والنش))اط ي))داعب الص))غار وي))دخل‬
‫السرور على نفوسهم ‪.‬‬

‫األس;;اليب التعليمي;;ة‪ :‬المعلم الن ))اجح ال ))ذي يخت ))ار األس ))لوب المناس ))ب للموق ))ف التعليمي‪ ،‬فحص ))ة التالوة‬ ‫‪-7‬‬
‫مثًال يص ))لح له ))ا أس ))لوب التعلم التع ))اوني‪ ،‬ويمكن أن يش ))جع المعلم فيه ))ا التعلم ال ))ذاتي بإعط ))اء الط ))الب‬
‫فرصة النطق والتصويب لنفسه بنفسه‪.‬‬

‫خامسًا‪ -‬مكانة معلم التربية اإلسالمية‪:‬‬

‫يحت)ل المعلم مكان)ة هام)ة عن)د كاف)ة أف)راد المجتم)ع‪ ،‬على اختالف مس)توياتهم‪ ،‬فه)و م)ؤتمن على األبن)اء‪،‬‬
‫فهم أهم م) ))ا يملك) ))ه المجتم) ))ع من ث) ))روة‪ ،‬وتكمن أهمي) ))ة المعلم في كون) ))ه الش) ))خص ال) ))ذي يق) ))وم بعملي) ))ة التعليم‬
‫ويرعى هذه الثروة ويسهم في تنميتها لتحقيق أهداف المجتمع وطموحاته‪.‬‬
‫وت ))برز مكان ))ة المعلم في ق ))ول الرس ))ول ص ))لى اهلل علي ))ه وس ))لم عن نفس ))ه‪ " :‬إنم ))ا بعثت معلم) )ًا"‪ ،‬ويق ))ول‬
‫الشاعر‪" :‬قم للمعلم وفه التبجيال‪ ،‬كاد المعلم أن يكون رسوال"‬
‫وبقدر االهتمام والتطور الذي يلحق بمستوى المعلم‪ ،‬بقدر ما يؤدي إلى نمو التالميذ وتطورهم‪ ،‬فاألطباء‬
‫والمهندس) ))ون ورج) ))ال األعم) ))ال وغ) ))يرهم من فئ) ))ات المجتم) ))ع‪ ،‬يت) ))أثرون في خلفي) ))اتهم المعرفي) ))ة ومه) ))اراتهم‬
‫وس) ))لوكهم إلى ح) ))د كب) ))ير بس) ))لوك معلميهم‪ ،‬وم) ))ا بذل) ))ه ه) ))ؤالء المعلم) ))ون من جه) ))د ط) ))وال س) ))نوات التعليم‪.‬‬
‫وال شك أن العلماء والبارعين في مختلف مجاالت الحياة ‪ ،‬قد عاشوا خبرات تربوية وفرها لهم معلمون‬
‫متميزون طوال مراحل تعليمهم‪ ،‬األمر الذي أثر في بناء شخصياتهم وص))قل تفك))يرهم على نح))و مكنهم من‬
‫التفوق والتميز في مجتمعهم ‪ ،‬وتوصلوا إلى االكتشافات واالختراعات المؤثرة في حياة البشرية وتقدمها‪.‬‬
‫والمعلم عنص) ))ر مهم في العملي) ))ة التعليمي) ))ة‪ ،‬فه) ))و ال) ))ذي يخط) ))ط ويبعث النش) ))اط في التعليم ويض) ))في على‬
‫الكت ))اب والمحت ))وي واألنش ))طة والوس ))ائل والتجه ))يزات م ))ا يكم ))ل نقص ))ها إذا ك ))ان ثم ))ة نقص‪ ،‬ويوظ ))ف ه ))ذه‬
‫العوام))ل لخدم))ة التلمي))ذ‪ ،‬فت))وافر الكتب والتجه))يزات والمعام))ل والمكتب))ة والوس))ائل التعليمي))ة ال ت))ؤتي ثماره))ا‬
‫المرجوة إال بتوفر المعلم الكفء القادر على توظيفها واستثمارها وتهيئة البيئة المناسبة لعملية التعلم‪.‬‬

‫ونؤك)))د أيض ))ًا أن المعلم ج)))زًء من نظ)))ام التعليم‪ ،‬وم)))ا لم يس)))تند ه ))ذا النظ ))ام على أس ))س ومب)))ادئ تربوي)))ة‬
‫واض))حة يعرفه))ا المعلم فس))وف يك))ون عمل))ه مش))تتًا غ))ير واض))ح اله))دف‪ ،‬وغ))ير مكتم))ل األث))ر في مخرج))ات‬
‫العملي ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ))ة التعليمي ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ) ))ة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫وعرفان )ًا بالجمي))ل وتق))ديرًا ل))دور المعلم ومس))وؤليته أص))بح الع))الم يحتف))ل ك))ل ع))ام بمناس))بة تع))رف بـ "الي))وم‬
‫العالمي للمعلم"‪ ،‬وتشارك فيها كل المجتمعات بالتعبير والتقدير لك))ل معلم مخلص أمين ص))ادق في رس))الته‪،‬‬
‫وك) ))ان اهتم) ))ام علم) ))اء المس) ))لمين كب) ))يرًا باختي) ))ار أفض) ))ل المعلمين التعليم‪ ،‬وتحدي) ))د خص) ))ائص المعلم الفع) ))ال‬
‫ومسئولياته وواجباته‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الوحدة الرابعة‪ -‬التربية اإلسالمية في ضوء المبادئ والوسائل‬

‫أوًال‪ -‬مبادئ التربية اإلسالمية‪:‬‬

‫م ))ع ظھور اإلس ))الم ظھرت تربیة جدیدة ق ))امت على أس ))اس الحكم ))ة والموعظ ))ة الحس ))نة‪ ،‬وھي أس ))مى‬
‫أھداف التربیة وأس) ))الیبھا‪ ،‬وان الفك) ))ر ال) ))تربوي ك) ))ان منبثق) ))اً مم) ))ا ج) ))اء ب) ))ه الق) ))رآن الك) ))ریم والس) ))نة النبویة‬
‫الشریفة ‪.‬‬

‫إّن التربي))ة اإلس))المية تربي))ة ش))املة في مبادئه))ا ومتكامل))ة في مناهجه))ا‪ ،‬ارتك))زت على مس))ار أخالقي رس))مته‬
‫البش)رية وثّقفت)ه الّر س)االت الّس ماوّية الّس ابقة وج)اءت الّر س)الة المحّم دّي ة الخاتم)ة لتتِّم م)ه؛ وه)ذ م)ا عكس تن)ّو ع‬
‫مصادرها ووسائلها وطرائقه)ا ومدارس)ها‪ ،‬وهّيئه)ا لتتب)ّو أ ع)رش الّتربي)ة العالمّي ة ع)بر الحقب المتالحق)ة‪ ،‬كم)ا‬
‫جع))ل منه))ا مص))درا مش))ًّعا بعث العق))ول من س))باتها بنظرّي ة الق))راءة؛ (اْقَر ْأ ِب اْس ِم َر ِّبَك اَّل ِذ ي َخ َل ق) العل))ق‪،1:‬‬
‫فكانت مقّو ماتها أساسا للفكر الّتربوي العالمي والذي ألهم الغرب بعد ذلك إلى أسس الّتربية الحديثة‪.‬‬

‫وهك ))ذا‪ ،‬ف ))إن التربیة اإلس ))المیة ھي تربیة ش ))املة متكامل ))ة ومس ))تدیمة‪ ،‬وھي متوازن ))ة وعملیة وس ))لوكیة‪،‬‬
‫وھي ایضاً تربیة علمیة ومعرفیة وحضاریة‪ ،‬وتربیة أصالة ومعاصرة ‪.‬‬

‫‪ -‬نماذج من إعالم الفكر التربوي العربي اإلسالمي‪:‬‬

‫إن وعي أي ام))ة واعتزازھا بتراثھا یجع))ل من واجبھا التنوي))ه بإعالمھا الم))برزین ال))ذین أسھموا في‬
‫عطائھا الحضاري وانجازھا العلمي‪ ،‬وان األمم تتبارى حقیقة في تجاذب أطراف الفخ))ار واالع)تزاز بمق)دار‬
‫ما لدیھا من ھذه القمم البشریة التي تركت بصماتھا على الثقافة والحض))ارة والت))اریخ‪ ،‬وإ ذا ك))ان قیاس األمم‬
‫بإفرادھا اإلعالم كم))اً وكیف))اً ص))حیحًا‪ ،‬ف))ان األم))ة اإلس))المیة یعل))و قیاسھا في ھذا المض))مار‪ ،‬اذ ك))ان إلعالمھا‬
‫الس))بق في دف))ع عجل))ة الحض))ارة والثقاف))ة وإ یص))الھا إلى المس))توى المطل))وب الالئ))ق بإنس))انیة اإلنس))ان ومنزل))ة‬
‫اإلسالم ‪.‬ومن النماذج المختارة‪:‬‬

‫‪ -‬ابن سينا (‪1037 -980‬م)‪ ،‬ھو اب))و علي الحس))ین بن عب))د اهلل بن الحس))ن بن علي بن س))ینا‪ ،‬فيلس))وف‬
‫إس))المي‪ ،‬وحكیم مشھور‪ ،‬وع))الم في مج))االت العل))وم الطبيعي))ة والرياض))يات‪ ،‬ویلقب بالش))یخ ال))رئیس وس))ماه‬

‫‪24‬‬
‫الغربي))ون ب))أمير األطب))اء‪ ،‬ول))د في قریة یق))ال لھا (أفش))انا) من ض))یاع بخ))ارى‪ ،‬ومن أس))باب اختي))ار ابن سينا‬
‫ممثالً للفلسفة اإلسالمية‪:‬‬

‫أن ))ه ق ))دم نظریة تربویة متكامل ))ة تقریب ))اً تتض ))من تقس ))یم التعلیم الى مراح ))ل مح ))ددة وم ))واد الدراس ))ة‬ ‫‪-1‬‬
‫المالئمة لك)ل مرحل)ة عمریة‪ ،‬وتوض)یح ط)رق الت)دریس وأس)الیب الث)واب والعق)اب ومراع)اة الف)روق‬
‫الفردیة بین التالمیذ في كل مرحلة عمریة‪.‬‬
‫تم))یزه عن غ))یره من الفالس))فة بالعملیة حیث ك))ان ألص))ق بالن))اس وبمش))كالتھم فج))اءت آراؤه العملیة‬ ‫‪-2‬‬
‫أكثر واقعیة‪.‬‬
‫عالج مشكالت وقضایا ما أحوجنا لمعرفة كیفیة عالجھا الیوم كالسحر والش))عوذة واألحالم وأس))بابھا‬ ‫‪-3‬‬
‫وأنواعھا‪ ،‬والتف) ))اوت بین البش ) ))ر في األرزاق وأس ) ))بابه‪ ،‬والح ) ))زن وأس ) ))بابه‪ ،‬والبطال ) ))ة‪ ،‬والمش ) ))كالت‬
‫الزوجیة‪ ،‬والتربیة األخالقیة‪ ،‬والتربیة الجسدیة‪ ،‬وطرق تعلیم ذوي االحتیاجات الخاصة‪.‬‬
‫محاولت))ه الدائم))ة إلى االنتق))ال بآرائ))ه النظریة إلى المج))ال التط))بیقي في التربیة الخلقیة حیث ن))ادى‬ ‫‪-4‬‬
‫بمزج الدین باألخالق عن طریق التعلیم ‪.‬‬

‫‪ -‬مفهوم التربية‪:‬‬

‫لم یذكر ابن س))ینا تعریف))اً ص))ریحاً للتربیة‪ ،‬ولكن))ه أش))ار في مع))رض حدیث))ه عن األخالق (في رس))الة العھد)‪،‬‬
‫إلى إن اإلنس))ان یس))تطیع إن یحم))ل لنفس))ه خلق))اً فاض))الً ‪ ،‬أو ینق))ل نفس))ه من الخل))ق الس))یئ إلى الخل))ق الحس))ن‪،‬‬
‫عن طریق تعوید نفسه إیاه‪ ،‬یقول‪ " :‬ویمكن لإلنس))ان م))تى لم یكن ل)ه خل))ق حاص))ل إن یحص))له لنفس))ه‪ ،‬وم))تى‬
‫صادفھا ایض))اً على خل)ق حاص))ل أن ینتق)ل ب)إرادة عن ذل)ك الخل)ق‪ ،‬وال)ذي یحص))ل ب)ه اإلنس)ان لنفس)ه الخل)ق‬
‫ویكس ))بھا م ))تى لم یكن ل ))ه ‪ ،‬او ینق ))ل نفس ))ه عن خل ))ق ص ))ادفھا عليه ))ا ھو الع ))ادة‪ ،‬واع ))ني بالع ))ادة تكریر فع ))ل‬
‫الشيء الواحد مراراً كثیرة زماناً طویالً في أوقات متقارب)ة‪ ،‬ف))ان الخل)ق الجمیل إنم)ا یحص))ل م)ع الع)ادة "‬
‫وھذا التغییر الخلقي – بال ش))ك – عم))ل ترب))وي‪ ،‬حیث إن تغییرالطبیعیة اإلنس))انیة من األس))وأ إلى األفض))ل‬
‫عن طریق التمرین والتدریب ھو ھدف التربیة أو كل التربیة‪ ،‬ویتف)ق كالم ابن س)ینا ھذا م)ع تعریف ( ولیم‬
‫جیمس) للتربیة بأنھا " تنظیم العادات والنزعات التي ترمي إلى السلوك الحسن " ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ثانيًا‪ -‬أهمية طريقة تدريس التربية اإلسالمية‪:‬‬

‫إن الحرّية في الّتعليم تقتضي مراعاة مبدأ استعداد المتعلم من قبل المعّلم؛ فعليه أن يكون ذا بصيرة‬
‫نافدة بملكاته وميوله وعارفا بنقاط اهتمامه حّتى يغّذ يها ويوّج هها الّتوجيه الّس ليم‪ ،‬وقد نّو ه بذلك فالسفة‬
‫المسلمين وأطباؤهم؛ كابن سينا الذي اقترح خطوات ناجعة لتقويم مردودّية الّتعّلم وقياس مدى نجاح عملّية‬
‫الّتوجيه وتالفي ضياع العمر في تعّلٍم فاشٍل ال طائل من وراءه؛ ومن هذه الموازين‪ :‬تقدير الّطبيعة‪ ،‬وسبر‬
‫القريحة‪ ،‬واختبار الّذ كاء‪.‬‬

‫والّنظر في اهتمامات المتعّلم يترتب عليه مراعاة مبدأ الّنضج‪ ،‬فينبغي أخذ المتعّلم بالمرحلّية في الّتعّلم‬
‫شيًئا فشيًئا ألّن الفهم واالستيعاب متعّلقان بمقدار نمِّو ه‪ ،‬فكلما زاد عمره نضجت ملكاته الّنفسّية والعقلّية‪.‬‬

‫یرى ابن سينا ان طریقة التلقین خاصة في مرحلة الطفولة من الطرق المجیة في تعلم القرآن ومبادئ‬
‫القراءة ‪ ،‬ومعالم الدین ‪ ،‬والشعر یقول ‪ " :‬ینبغي البدء بتعلم القرآن‪ ،‬بمجرد تھیؤ الطفل للتلقین جسمیاً ‬
‫وعقلیاً ‪ ،‬وفي الوقت نفسه یتعلم حروف الھجاء‪ ،‬ویلقن معالم الدین‪ ،‬ثم یروي الصبي الشعر مبتدئاً بالرجز‬
‫ثم القصیدة‪ ،‬الن روایة الرجز وحفظه أیسر ووزنه اخف‪ ،‬على إن یختار من الشعر ما قیل في فضل‬
‫األدب‪ ،‬ومدح العلم وذم الجھل‪ ،‬والحث على بر الوالدین واصطناع المعروف ‪ ،‬فإذا فرغ الصبي من حفظ‬
‫القرآن وألم بأصول اللغة نظر عند ذلك في توجیھھ الى ما یالءم طبیعتھ واستعداده " ‪.‬‬

‫ونجد ابن خلدون يفّر ق بين مرحلتي الطفولة والمراهقة؛ فجعل األولى مناسبة للحفظ واالستظهار‬
‫واإلعادة والّتكرار لتمّيز الطفل فيها بالهدوء والّطاعة واالستقرار‪ ،‬وجعل الّثانية أنسب لالستقالل في التّع لم‬
‫والعمل لميل المراهق إلى الحرّي ة وكراهته للقيود التي تفرض عليه‪ ،‬ومن هنا وجب مراعاة سّن الّطفل‬
‫عند تغذيته بالمواد المعرفّي ة بأن ال يعطى جرعات تفسد طبعه وملكاته وفهمه لألمور‪ ،‬مّم ا يضمن له نمًّو ا‬
‫سليمًا على مختلف المستويات العقلية والوجدانية والبدنية‪.‬‬

‫هذا الّتعليم المرحلي يهِّيئ المتعّلم لتلِّقي المعارف أّو اًل بأّو ٍل وعلى دفعاٍت وفق مبدأ الّتدرج في تلقين‬
‫المعارف‪ ،‬واّلذي يقتضي من المعّلم توُّفره على المدارك المائزة بين القدر اّلذي يصلح واّلذي ال يصلح‬
‫للمتعّلم‪ ،‬وتلك سياسة تربوّي ة تحفظه من االضطرابات الّنفسّية‪ ،‬والّنكسات العقلّية‪ .‬ولتطبيق تدّر ٍج أمثل يفي‬
‫بمتطلبات اإلدراك والفهم الواعي عند المتمدرسين ينبغي اّتباع ُس َّلِم َّيٍة تراتبية تنطلق من المحسوس إلى‬
‫المجرد‪ ،‬ومن السهل إلى الصعب‪ ،‬ومن البسيط إلى المعقد‪ ،‬ومن الجزء إلى الكل‪ ،‬األمر اّلذي يلزم عنه‬

‫‪26‬‬
‫الّتلّطف في الخروج من هيئة إلى هيئة‪ ،‬ومراعاة الّظروف البيئية والزمنية‪ ،‬وتوّفر الوسائل الّناجعة لتحّققه؛‬
‫كما يقتضي من المربي أن يكون ُك ْف ًء في تقدير أنصبة الّتدرج المعرفي وقياس مراحل الّتطور‪ ،‬حتى‬
‫يصيب بإسقاطاته المعرفّي ة والفكرية مواضعها المناسبة‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك لم يغفل العلماء في تربيتهم عن مراعاة مبدأ الفروق الفردّية؛ فهذا اإلمام الّنووي يحّث‬
‫المعّلم على بذل الوسع في تفهيم الّطلبة وتقريب الفائدة إلى أذهانهم مع حرصه على هدايتهم وتفهيم كّل‬
‫واحد منهم بحسب مداركه ومخاطبته على قدر درجته وبحسب هّم ته‪ ،‬فيلّم ح للنجيب ويصّر ح للضعيف‬
‫ويرشد المتوّس ط‪ .‬ولضمان سالمة المتعّلمين وتكّيفهم مع نوعّية الّتعّلم وجب على المرّبي أن يكون تعليمه‬
‫مقّد را حسب أهدافهم المستشرفة وأحوالهم المعيشّية‪ ،‬فيراعي الّد رجات المختلفة والمهارات المتفاوتة‬
‫والطبائع المتباينة‪ ،‬وذلك ليؤتي الّتعّلم ُأُك له ويحقق استجابات تعلمّية إبداعّية ومتقنة‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق حرص المسلمون على مبدأ الّتعّلم المستمر والّتكوين مدى الحياة‪ ،‬وذلك امتثاال لنصوص‬
‫الوحيين‪ ،‬قال اهلل تعالى‪َ } :‬و ُقل َّر ِّب ِز ْد ِني ِع ْلمًا{ طه‪ ،114:‬وقال الّنبّي صّلى اهلل عليه وعلى آله وسّلم‬
‫“‪:‬منهومان ال يشبع طالبهما طالب علم وطالب دنيا”‬

‫ثالثًا‪ -‬التربية اإلسالمية وتحديات العصر‪:‬‬

‫هن))اك تح))ديات خط))يرة تجاب))ه التربي))ة اإلس))المية‪ ،‬وتح))اول أن ته))دد كيانه))ا وتعص))ف بمعالمهم))ا وأب))رز تل))ك‬
‫التحديات ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -١‬الغ;زو الحض;اري ال))ذي تتع))رض ل))ه حض))ارتنا اإلس))المية من قب))ل الحض))ارة الغربي))ة في الق))رن الح))ادي‬
‫والعشرين‪.‬‬

‫‪ -٢‬التح ))دي ال ))داخلي المتمث ))ل في جم;;ود اإلنت;;اج الفك;;ري اإلس;;المي ومحارب ))ة أي ))ة محاول ))ة ج ))ادة لتص ))حيح‬
‫مساره‪.‬‬

‫‪ -٣‬بروز الثقافة األجنبية عند طائفة من الشباب‪.‬‬

‫‪ -٤‬أن مناهج الثقافة اإلسالمية في البالد العربي;;ة م;;ا زالت تم;;ارس األس;;اليب التقليدي;;ة القديم;;ة ولم ت))راع‬
‫تطورات العصر مراعاة كافية لحفظ الشباب من االنفالت إلى مظاهر الحياة الحديثة والثقافة الغربية‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -٥‬مناهج الجامعات العربية العصرية التي أغفلت الثقافة اإلسالمية مطلقا من مناهجه)ا بحج)ة أنه)ا تخ)رج‬
‫الطاقات المدربة للمجتمع والحياة‪ ،‬وأما اإلعداد الديني فهو من مهمة الكليات الدينية‪.‬‬

‫‪ -٦‬قصر تعلم المرأة المسلمة على التعليم الشرعي الذي يوجهها ويعرفها أصول دينها ودنياها حيث نش))ط‬
‫التعليم العص ))ري في البالد العربي ))ة واتس ))م بط ))ابع القومي ))ة والوطني ))ة في االدع ))اء بتحري ))ر الم ))رأة وتعليمه ))ا‬
‫التعليم المعاصر‪.‬‬

‫رابعًا‪ -‬وسائل التربية اإلسالمية‬

‫‪ -1‬األسرة‪ :‬أك))دت الس))نة النبوي))ة المطه))رة خط))ورة دور األس))رة في التنش))ئة الخلقي))ة وته))ذيب س))لوك الطف))ل‬
‫وإ كسابه القيم والمث)ل العلي)ا‪ ،‬وق))د ورد في ص))حيح مس)لم أن المص))طفى علي)ه الس)الم ق))ال‪« :‬م)ا من مول)ود إال‬
‫ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»‪.‬‬

‫‪ -2‬المسجد‪ :‬رمز من رموز اإلسالم المهمة وعالمة مميزة للبالد اإلسالمية‪ ،‬وقد قام المسجد ب)دور ري)ادي‬
‫عظيم على مر التاريخ‪ ،‬فكان يمثل دورا للعبادة ومكان))ا للتعليم والتثقي))ف‪ ،‬ومن))برا لمناقش))ة القض))ايا والتش))اور‬
‫فيها‪ ،‬للتوجيه واإلرشاد واإلصالح‪ ،‬ومقرا الستقبال الوفود‪.‬‬

‫‪ -3‬المدرسة‪ :‬تع))د المدرس))ة من المؤسس))ات التعليمي))ة ذات الت))أثير الكب))ير في التك))وين الخلقي للف))رد وتوجي))ه‬
‫س)لوكه‪ ،‬وتع)ديل نوازع)ه‪ ،‬ومواقف)ه واتجاهات)ه‪ ،‬فالمدرس)ة أهم بيئ)ة للطف)ل بع)د أس)رته يتعلم منه)ا األخالق ل)ذا‬
‫عليه ))ا أن ت ))راعي المن ))اهج التعليمي ))ة بخاص)))ة ونظم المدرس ))ة وبرامجه ))ا بعام ))ة‪ ،‬ورب ))ط األه ))داف التعليمي ))ة‬
‫باألهداف الخلقية‪ ،‬بما يجعل التعليم وسيلة للترقية الخلقي)ة‪ ،‬وتزكي)ة الس)لوك وغ)رس اآلداب والقيم اإلس)المية‬
‫والمثل العليا والفضائل في النفس‪.‬‬

‫وهن))ا ي))برز دور المعلم المس))لم الم))درب المؤه))ل ال))ورع المخلص في عمل))ه رغب))ة في الث))واب واألج))ر فيجع))ل‬
‫من نفس))ه الق))دوة الطيب))ة للمتعلمين يعلمهم وي))ؤدبهم ويه))ذبهم ال ب))األقوال فحس))ب‪ ،‬ولكن باألفع))ال النابع))ة من‬
‫نفس مؤمن ))ة‪ ،‬في ص ))التها خش ))وع‪ ،‬وفي ص ))يامها ص ))بر وأدب‪ ،‬وفي زكاته ))ا تطه ))ير للنفس ونك ))ران لل ))ذات‬
‫وتضحية‪.‬‬

‫‪ - ٤‬المجتم;ع‪ :‬ق))د أب))رزت الس))نة النبوي))ة كب))ير ت))أثير المجتم))ع في التك))وين الخلقي‪ ،‬ودعت إلى إقام))ة دع))ائم‬
‫المجتمع على الفضائل‪ ،‬والتناصح بالخير‪ ،‬واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ حرًص ا على سالمة الف))رد‬
‫التي ترتبط بسالمة المجتمع‪ ،‬فقد ورد أن رسول اهلل صلى اهلل علي))ه وآل))ه وس))لم ق))ال‪« :‬من رأى منكم منك))را‬
‫‪28‬‬
‫فليغيره بيده‪ ،‬فإن لم يستطع فبلس)انه‪ ،‬ف)إن لم يس)تطع فبقلب)ه‪ ،‬وذل)ك أض)عف اإليم)ان»‪ ،‬وورد عن)ه ‪-‬ص)لى اهلل‬
‫عليه وآله وسلم‪ -‬قال‪« :‬إياكم والجلوس بالطرق)ات ق))الوا‪ :‬ي)ا رس)ول اهلل م)ا لن)ا ب)د من مجالس)نا نتح)دث فيه)ا‪،‬‬
‫قال رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ « :-‬فإن أبيتم إال المجلس فأعطوا الطريق حقه‪ ،‬قالوا وما حق))ه؟‬
‫قال‪ :‬غض البصر‪ ،‬وكف األذى‪ ،‬ورد السالم‪ ،‬واألمر بالمعروف‪ ،‬والنهي عن المنكر»‪.‬‬

‫وبناء على ما تقدم تؤكد أن للمجتمع دورا كبيرا وبارزا في إكساب الناشئة القيم والعادات الحميدة‪.‬‬

‫‪ - ٥‬وس;;ائل اإلعالم‪ :‬تع))د وس))ائل اإلعالم من المؤسس))ات الم))ؤثرة في تربي))ة الناش))ئة على اإليم))ان وتط))بيق‬
‫ش))رع اهلل‪ ،‬وع))دم قب))ول أي ش))يء قب))ل التثبت أو التحق))ق من))ه‪ ،‬فأص))بح لوس))ائل اإلعالم المس))موعة والمرئي))ة‪،‬‬
‫والص ))حف والمجالت والكتب من أث ))ر طيب في التق ))رب إلى اهلل تع ))الى وعبادت ))ه‪ ،‬اعتق ))ادا وق ))وال وعمال‪ ،‬إذا‬
‫أحسن توجيه تلك الوسائل الثقافية‪.‬‬

‫خامسًا‪ -‬وسائل النهوض بالتربية اإلسالمية‬

‫‪ -١‬االهتمام بدروس التربية اإلسالمية وإ حاطتها ب;;أجواء من التق;;دير والخش;;وع واإلجالل‪ ،‬وإ عط))اء حقه))ا‬
‫من حسن اإلعداد وحسن العرض‪ ،‬وإ سناد تدريسها إلى األكفاء من المدرسين المعروفين باالستقامة‪ ،‬والذين‬
‫تخصصوا فيها ولهم إلمام واسع بمفرداتها العلمية والعملية‪ ،‬وممن أعدوا لها إع)دادا م)ع حس)ن الس)يرة ونق)اء‬
‫الس ))ريرة‪ ،‬ودوام خش ))ية اهلل في الس ))ر والعلن ومراقبت ))ه في ك ))ل عم ))ل ص ))غير وكب ))ير والح ))رص على إف ))ادة‬
‫الطالب الفائدة الحقيقية‪.‬‬

‫‪ -٢‬أن ترب;;;;;;ط األحك;;;;;;ام والمب;;;;;;ادئ ال; ; ;;تي يدرس;;;;;;ها الطالب في دروس التربي;;;;;;ة اإلس;;;;;;المية بحي;;;;;;اتهم‬
‫الواقعية‪ ،‬ورب)ط دراس)ة الق)رآن الك)ريم ب)العلوم الحديث)ة كلم)ا تيس)ر ذل)ك‪ ،‬وتهي)أت ل)ه أذه)انهم ووج)د الم)درس‬
‫من ثقافته ما يعينه على هذا الربط حتى يدركوا أنها أحكام حية‪ ،‬فيؤمنوا بها عن اقتناع ويقين‪.‬‬

‫‪ -٣‬إيج ;;اد الق ;;دوة الص ;;الحة ب ;;أن يك ;;ون جمي ;;ع الق ;;ائمين ب ;;التعليم في المدرس;;;ة أمثل;;;ة يحت;;;ذى بهم في‬
‫السلوك‪ ،‬والصفات‪ ،‬ألن الطالب يتأثرون بصفات أساتذتهم في الحديث‪ ،‬والمعاملة‪ ،‬والنظ)ام‪ ،‬والدق)ة وحس)ن‬
‫المظهر‪ ،‬والمحافظة على الوقت‪ ،‬وسائر اآلداب العامة‪.‬‬

‫‪ -٤‬االتجاه إلى التطبيق الفعلي في األحكام الصالحة لذلك كالوضوء والص;;الة‪ ،‬وتش ))جيع الطالب على أداء‬
‫هذه الفرائض العملية‪ ،‬إلى جانب الصيام‪ ،‬والزكاة‪ ،‬لتترس)خ فيهم‪ ،‬وتش)جيع النش)اطات العملي)ة خ)ارج الص)ف‬
‫كإع ))داد المكتب ))ة الديني ))ة الخاص ))ة بالمص ))لى‪ ،‬ونش ))ر األحك ))ام الديني ))ة عن طري ))ق اإلذاع ))ة المدرس ))ية‪ ،‬وإ ع ))داد‬
‫‪29‬‬
‫النش))رات المدرس))ية في المناس))بات الديني))ة والوطني))ة‪ ،‬واالجتماعي))ة‪ ،‬والقي))ام بتمثي))ل بعض المس))رحيات الديني))ة‬
‫المؤثرة التي تبرز المعاني السامية التي تثبت فيهم القيم الخلقية واآلداب السامية والخلق الرفيع‪.‬‬

‫‪ -٥‬القيام بتحفيظ الطالب قدرًا كافيًا من اآليات الكريمة واألحاديث النبوية الشريفة‪ ،‬وبذل االهتم))ام الزائ))د‬
‫بتالوة القرآن الك)ريم وفهم معاني)ه‪ ،‬ألن إلى ج)انب كون)ه كتاب)ًا في الهداي)ة والتربي)ة‪ ،‬فه)و نص ع)ربي فص))يح‬
‫في أعلى درجات البالغة والبيان‪.‬‬

‫‪ -٦‬جعل دروس التربية اإلسالمية ممتعة مش;وقة باس))تعمال وس))ائل اإليض))اح ال))تي تس))اعد على إث))ارة ول))ع‬
‫الطالب ورغبتهم كحسن استعمال السبورة‪ ،‬والورق واالستعانة بالصور والرس))وم والبطاق))ات واألنموذج))ات‬
‫المجسمة واألفالم‪ ،‬مع المحافظة على هيبة الدرس ووقاره‪ ،‬وتنويع طريقة العرض وجعلها محفزة لهم على‬
‫المشاركة في عرض المادة مشاركة إيجابية‪.‬‬

‫سادسًا‪ -‬وظيفة الدين اإلسالمي في حياة الفرد والمجتمع‪:‬‬

‫‪ -١‬تثبيت أساس توحيد اهلل سبحانه وتعالى وعدم اإلشراك به‪ ،‬وهو أمر تشترك فيه الشرائع السماوية إال‬
‫أن ال)دين اإلس)المي يق)وم على التوحي)د الخ)الص من ك)ل ش)ائبة في االعتق)اد وفي العم)ل وفي العب)ادة وه)و م)ا‬
‫ينفرد به عن غيرة‪.‬‬

‫‪ -٢‬تنظيم عالقات األفراد فيم;ا بينهم‪ ،‬وجعله))ا قائم))ة على أس))اس من الرحم))ة والش))فقة والتع))اون‪ ،‬إذ الن))اس‬
‫مجبول))ون بفط))رتهم على األث))رة وحب ال))ذات‪ ،‬والتن))افس والطم))ع‪ ،‬والمي))ل إلى حي))ازة أك))بر ق))در من المن))افع‬
‫ألنفسهم‪ ،‬والدين اإلسالمي خير من ينظم ذلك ويجعل له دوافع ذاتية صادرة عن اإليم))ان باهلل وعن مراقبت))ه‬
‫وخشيته‪.‬‬

‫‪ -٣‬إقام;;;ة حي ;;اة اجتماعي;;;ة يس;;;ودها األمن واالس;;;تقرار والعدال;;;ة‪ ،‬وتكف ) ))ل فيه ) ))ا حري ) ))ة العيش‪ ،‬والعدال ) ))ة‬
‫االجتماعي ))ة والمس ))اواة في ف ))رص العم ))ل‪ ،‬وتكف ))ل فيه ))ا حري ))ة ال ))رأي والنق ))د وحري ))ة التمل ))ك بش ))روط خاص ))ة‬
‫يحددها اإلسالم لكي ال يكون هناك تفاوت طبقي واجتماعي وفردي‪.‬‬

‫‪ -٤‬تربية األفراد تربية أخالقية فاضلة وتهذيبهم بما في تعاليم اإلسالم من أدب عال‪.‬‬

‫‪ -٥‬بناء الكي;;ان الحض;;اري لألم;;ة‪ ،‬ألن من خص))ائص اإلس))الم أن))ه يح))ترم العق))ل وي))دعو إلى طلب العلم أي))ا‬
‫ك))ان نوع))ه م))ا دام نافًع ا للبش))رية ومن هن))ا إذ ظه))رت عل))وم كث))يرة في ظل))ه‪ ،‬كالرياض))يات والفل))ك والفيزي))اء‬

‫‪30‬‬
‫والكيمي))اء والطب والجغرافي))ة‪ ،‬وم))ا إلى ذل))ك فحق))ق العلم))اء في ظلل))ه كث))يرا من المعج))زات العلمي))ة‪ ،‬انطالًق ا‬
‫من تعاليم اإلسالم القاضية بالدعوة إلى طلب العلم وجعله فريضة على كل مسلم‪.‬‬

‫‪ -٦‬تحري;;ر الن;;اس من ك;;ل ع;;ائق يعي;;ق تق;;دم البش;;رية في مض))مار التق))دم العلمي‪ ،‬والحض))اري‪ ،‬والفك))ري‪،‬‬
‫كالجهل والمرض والفقر والجرائم االجتماعية واالخالقية والسياسية واالقتصادية‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الوحدة الخامسة ‪ -‬طرق وأساليب تدريس التربية االسالمية‬

‫أوًال‪ :‬أساليب تدريس القرآن الكريم‪:‬‬


‫يهدف تدريس القرآن الكريم لألطفال إلى وصلهم بكتاب اهلل تعالى‪ ،‬ومساعدتهم على تالوته تالوة‬
‫صحيحة‪ ،‬وتهذيب نفوسهم‪ ،‬وتزويدهم بثروة لغوية من األلفاظ والتراكيب تساعدهم على التمّك ن من لغتهم‪،‬‬
‫وتذوقها في حدود ما تسمح به قدراتهم‪.‬‬
‫ويقوم تدريس القرآن الكريم لألطفال على الخطوات اآلتية‪:‬‬
‫‪ - 1‬تدريب التالميذ على مجلس االستماع للقرآن الكريم‪ ،‬وما يتطلبه من آداب وخشوع وحسن إصغاء‬
‫‪ -2‬التمهيد لآليات التي ستتلى؛ بهدف تشويقهم إلى معرفة موضوعها‪ ،‬وفهم ما تتضمنه من أحكام ومعاٍن ‪،‬‬
‫وإ ثارة أذهانهم إلى ما تحتويه من دروس وِع بر‪.‬‬
‫‪ -3‬التالوة النموذجية للنص‪ ،‬تالوة تتسم بمراعاة األحكام وجودة األداء وتمثيل المعنى‪.‬‬
‫‪ -4‬شرح اآليات‪ :‬إذا كان النص طويًال قّس مه المعلم إلى وحدات أصغر‪ ،‬مترابطة المعنى‪ ،‬ثم يتناول كل‬
‫وحدة بالشرح‪ ،‬ويربطها بعد ذلك بما قبلها وما بعدها‪ .‬ويكون الشرح بأساليب متعددة‪ ،‬منها‪ :‬توجيه األسئلة‬
‫المثيرة حول المعنى العام أوًال‪ ،‬ثم المعايير الجزئية‪ ،‬ثم معاني المفردات بشرح معناها أو بذكر آية مرت‬
‫فيها تلك المفردة على التالميذ‪.‬‬
‫‪ -5‬التالوة الزمرية‪ :‬وفيها ُيقسم الفصل إلى ُز مر (مجموعات)‪ ،‬ويتلوا كل فريق مرة أو أكثر‪ ،‬والمعلم‬
‫يستمع‪ ،‬مع باقي تالميذ الفصل‪ ،‬ويتوقف عند الخطأ ليصححه‪ ،‬وقد يتلو أحسن تلميذ في كل فريق ويردد‬
‫اآلخرون وراءه‪ ،‬ويالحظ المعلم األخطاء‪ ،‬ويساعد التالميذ على تصويبها‪.‬‬
‫‪ -6‬التالوة الفردية‪ :‬وفيه يشّج ع المعلم تالميذه على األداء الجيد‪ ،‬واكتشاف األخطاء‪ ،‬الفردية والشائعة‪،‬‬
‫وتصحيحها‪.‬‬
‫‪ - 7‬التقويم الختامي‪ :‬ويكون باالستماع إلى تالوة عدد من التالميذ‪ ،‬والحكم على مدى جودة التالوة‪،‬‬
‫ويحُس ن أن يستمع المعلم إلى من حفظ النص من التالميذ‪ ،‬ثم يطلب من لم يحفظ بحفظه في المنزل‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬أساليب تدريس الحديث النبوي الشريف‬


‫الحديث الشريف هو كل ما ُأثر عن النبي‪ ،‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬من قول أو فعل أو تقرير‪ ،‬وهو المصدر‬
‫الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم‪ ،‬ومصدر من مصادر هداية المسلمين‪ ،‬يرسم لهم سبيل الخير والفالح في‬
‫الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫ويهدف تدريس الحديث إلى تعّر ف األحاديث النبوية وإ تقان قراءتها‪ ،‬وفهمها واالقتداء بشخصية الرسول‪،‬‬

‫‪32‬‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وإ براز عظمته في معامالته‪ ،‬وحسن المالحظة في جميع نواحي الحياة‪ ،‬وتنمية‬
‫الوازع الديني عند التالميذ بما يتضمنه الحديث من قّيم ومبادئ‪.‬‬
‫طريقة تدريس الحديث‬
‫‪ -1‬تهيئة الجو الديني المناسب‪ ،‬من الخشوع والهدوء‪ ،‬وحسن االستماع‪.‬‬
‫‪ -2‬التمهيد للحديث الذي سيتلى؛ بهدف تشويقهم إلى معرفة موضوعه‪.‬‬
‫‪ -3‬قراءة الحديث قراءة صحيحة من ِق بل المعلم‪ ،‬ومراعاة جودة األداء‪ ،‬وتمثيل المعنى‪.‬‬
‫‪ -4‬شرح الحديث‪ ،‬ويمكن أن يوظف المعلم في الموقف التعليمي الواحد أسلوبًا أو أكثر من أساليب‬
‫التدريس‪.‬‬
‫‪ -5‬على المعلم أن يرّك ز مع تالميذه على القيم والمثل الدينية واالجتماعية والخلقية التي يشتمل عليها‬
‫الحديث‪ ،‬وربط موضوع الحديث بما ُي نشر من أحداث في الصحف والمجالت‪ ،‬ومقارنة ذلك بما كان عليه‬
‫السلف من قصص البر والوفاء وغيرها من القيم التربوية‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬طرق تدريس العقائد‬


‫تدور موضوعات المنهج حول صفات اهلل واإليمان به‪ ،‬وما يجب له من الطاعة والخشية والمحبة‪،‬‬
‫واإليمان برسله ومالئكته وكتبه واليوم اآلخر وقضائه‪ .‬والعقيدة أصل الدين وأساسه‪ .‬ويهدف تدريس‬
‫العقيدة لألطفال إلى استكمال جوانب العقيدة وتثبيتها في نفوسهم‪ ،‬وتنقيتها من الخرافات والبدع‪ ،‬وتنمية‬
‫عاطفة الوالء والحب هلل ولرسوله؛ مما يمكنهم من التنشئة الصالحة فتقوى عقيد تهم‪ ،‬ويصبحوا قادرين‬
‫على مواجهة الحياة‪.‬‬
‫طريقة تدريس العقيدة‪ :‬يمر تدريس العقيدة بعدد من الخطوات‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬التهيئة الحافزة‪.‬‬
‫‪ -2‬عرض النصوص القرآنية والنبوية المتصلة بموضوع العقيدة‪ ،‬وقراءتها قراءة جيدة‪.‬‬
‫‪ -3‬تكليف التالميذ بقراءتها بصورة زمرية أو فردية حسب ما يتطلبه الموقف‪.‬‬
‫‪ - 4‬مناقشة التالميذ فيها مناقشة سهلة تلقي الضوء على المعنى اإلجمالي وبعض األلفاظ‪.‬‬
‫‪ -5‬استخالص العقائد الواردة في النص‪.‬‬
‫‪ -6‬إجابة األسئلة الواردة في الكتاب‪ ،‬وبمجموعة من األسئلة التقويمية‪.‬‬

‫رابًع ا‪ :‬أساليب تدريس العبادات‬


‫العبادة في معناها العام كل التكاليف التي كلف اهلل بها عباده‪ ،‬أو سّنها رسوله صلى اهلل عليه وآله وسلم ـ‬

‫‪33‬‬
‫وهي في معناها الخاص تتمثل في الصالة والزكاة والصيام والحج ‪ .‬ويهدف تدريس العبادات لألطفال إلى‬
‫تزويدهم بالمعرفة العملية عن العبادات‪ ،‬وتمكينهم من أدائها أداًء صحيحًا‪ ،‬وتصحيح أخطائهم العملية في‬
‫أداء العبادات وتنمية االتجاهات اإليجابية نحو أداء العبادات والحرص عليها‪.‬‬
‫خطوات تدريس العبادات‪ :‬يسير تدريس العبادات في الخطوات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬التهيئة الحافزة‪ :‬بإلقاء بعض األسئلة عن الموضوع المقرر‪.‬‬
‫‪ -2‬يشرح المعلم لتالميذه بأسلوب سهل وألفاظ مألوفة أهمية العبادة وفوائدها‪.‬‬
‫‪ -3‬يعرض عليهم لوحات المحادثة التي تبّي ن مراحل العبادة‪ ،‬ويصطحب المعلم تالميذه إلى محل العبادة‪.‬‬
‫‪ - 4‬يستعين المعلم بالصور والمخططات التوضيحية لكيفية أداء العبادة والمجسمات الرمزية والخرائط‬
‫ألماكن الحج والعمرة ومناسكه‪ ،‬واللوحات التي تحمل بعض النصوص الدينية‪.‬‬
‫‪ -5‬يهيئ الفرص لممارسة العبادة‪ ،‬ويقوم بالحكم على أداء التالميذ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الوحدة السادسة‪ -‬األساليب المتبعة في تدريس التربية اإلسالمية‬

‫أوًال‪ -‬أساليب الرسول محمد ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬في التعليم‪:‬‬

‫لق))د ك))انت أس))اليب رس))ول اهلل ‪-‬ص))لى اهلل علي))ه وآل))ه وس))لم‪ -‬في التربي))ة مثال أعلى في تك))وين وإ ع))داد طلبت))ه‬
‫ليكون) ))وا أس) ))اتذة األجي) ))ال واإلنس) ))انية‪ ،‬ويمكن إيج) ))از بعض من أس) ))اليبه ‪-‬ص) ))لى اهلل علي) ))ه وآل) ))ه وس) ))لم‪ -‬في‬
‫التربية‪:‬‬

‫‪ - ١‬أسلوب المحاضرة‪:‬‬

‫ك ))ان ‪-‬ص ))لى اهلل علي ))ه وآل ))ه وس ))لم‪ -‬يس ))تقطب ح ))واس س ))امعيه وانتب ))اههم فيعطي الجمه ))ور المس ))تمع حق ))ائق‬
‫محددة واضحة‪ ،‬وتقف خطبة حجة الوداع نموذًج ا حًي ا للمحاضرات التربوية التعليمية‪.‬‬

‫‪ - ٢‬أسلوب الحوار‪:‬‬

‫اعتم ))د الرس ))ول ‪-‬ص ))لى اهلل علي ))ه وآل ))ه وس ))لم‪ -‬في ه ))ذا األس ))لوب على مب ))دأ ط ))رح األس ))ئلة فيبحث مش ))كلة‬
‫جدي))دة‪ ،‬أو يع))الج مش))كلة اجتماعي))ة‪ ،‬أو يعم))ق قيم))ة منهجي))ة‪ ،‬ف))التعليم في طريقت))ه ه))ذه ‪-‬ص))لى اهلل علي))ه وآل))ه‬
‫وس) ))لم‪ -‬لم يكن مج) ))رد تلقين األفك) ))ار والمب) ))ادئ أو إلقائه) ))ا في أدمغ) ))ة وعق) ))ول خاوي) ))ة‪ ،‬ب) ))ل إيص) ))ال األفك) ))ار‬
‫والحق))ائق والمب))ادئ‪ ،‬بتحريكه))ا في مح))اوالت عقلي))ة من االس))تيعاب والتحلي))ل والتبص))ر وكث))يرة هي أحاديث))ه‬
‫ال ))تي ك ))انت تط ))رح مث ))ل ه ))ذه القض ))ايا واألفك ))ار والقيم‪ ،‬أت ))درون من؟‪ ،‬ه ))ل أدلكم على؟‪ ،‬أو األح ))اديث ال ))تي‬
‫يبدؤها ‪-‬صلى اهلل علي)ه وآل)ه وس)لم‪ -‬بعب)ارة مس)تدركة‪ ،‬ت)دعو المس)تمع لالستفس)ار أو انتظ)ار التفاص))يل مثاًل‬
‫قوله ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪« :-‬أنصر أخاك ظالم)ا أو مظلوم)ا» فك)انت دع)وة للح)وار‪ ..‬كي)ف؟ ولم)اذا؟‬
‫فعن تميم ال ))داري أن الن ))بي ‪-‬ص ))لى اهلل علي ))ه وآل ))ه وس ))لم‪ -‬ق ))ال‪« :‬ال ))دين النص ))يحة» قلن ))ا‪ :‬لمن؟ ق ))ال‪« :‬هلل‪،‬‬
‫ولكتابه‪ ،‬ولرسوله‪ ،‬وألئمة المسلمين‪ ،‬وعامتهم»‪.‬‬

‫‪ - ٣‬أسلوب التعليم الذاتي‪:‬‬

‫وم))ا نقص))ده ب))التعليم ال))ذاتي عن رس))ول اهلل ‪-‬ص))لى اهلل علي))ه وآل))ه وس))لم‪ -‬م))ع أص))حابه‪ ،‬أن))ه ‪-‬مثال‪ -‬ك))انت‬
‫عملية التعليم تتم بتالوته لتلك اآليات المباركة‪ ،‬ثم الطلب لكت)اب ال)وحي بتالوته)ا‪ ،‬ثم تك)رار تالوته)ا فيخ)رج‬

‫‪35‬‬
‫تالم))ذة محم))د ‪-‬ص))لى اهلل علي))ه وآل))ه وس))لم‪ -‬بتوجي))ه دراس))ي جدي))د يعكف))ون علي))ه بأس))لوب التعليم ال))ذاتي‪ ،‬فال‬
‫ينص))رفون عنه))ا إال وق))د تم اس))تيعاب معانيه))ا وتحلي))ل أفكاره))ا وتق))ويم أه))دافها‪ ،‬ثم يترجمونه))ا س))لوًك ا عملي))ا‬
‫لواقع حياتي‪.‬‬

‫‪ - ٤‬أسلوب التربية العملية‪:‬‬

‫ومن ذلك طلبه من أصحابه االقتداء به قال‪« :‬خذوا عني مناسككم»‪ ،‬وقوله ‪-‬ص))لى اهلل علي)ه وآل)ه وس)لم‪:-‬‬
‫«صلوا كما رأيتموني أص)لي»‪ ،‬وه)و ت)ارة يطلب منهم أن ينهج)وا نهًج ا معيًن ا في معامل)ة اآلخ)رين والس)لوك‬
‫الحي))اتي وربط))ه باله))دف الع))ام للحي))اة كتعزي))ز لتل))ك األعم))ال كقول))ه‪" :‬ي))ا أيه))ا الن))اس أفش))وا الس))الم‪ ،‬وأطعم))وا‬
‫الطعام‪ ،‬وِص لوا األرحام‪ ،‬وصلوا والناس نيام‪ ،‬تدخلوا الجنة بسالم" ‪.‬‬

‫ثانيًا‪ -‬القواعد األساسية التي تبنى عليها طرائق تدريس التربية اإلسالمية‪:‬‬

‫‪ - ١‬الت;;درج من المعل;;وم إلى المجه;;ول‪ :‬وذل ))ك ب ))أن يب ))دأ المعلم م ))ع تالمي ))ذه باألش ))ياء الموج ))ودة ح ))ولهم ثم‬
‫ينطلق بهم إلى المجهول وغيرالمألوف لديهم‪ ،‬ففي درس الصوم يبدأ المعلم بدراس))ة واق))ع الص))وم عن))د أس))رة‬
‫الطف ))ل كم ))ا ي ))راه ثم ينطل ))ق من ذل ))ك إلى التع ))رف على أرك ))ان الص ))وم ثم مبطالت ))ه وهك ))ذا‪ ،‬وفي درس (اهلل‬
‫الخ)))الق) يلفت المعلم أنتب)))اه تالمي)))ذه إلى أن)))واع مخلوق)))ات اهلل تع)))الى ال ))تي يرونه ))ا في محيطهم في اإلنس)))ان‬
‫والحيوان والنبات ثم ينطلق بهم إلى التعرف على الخالق عز وجل ‪.‬‬
‫‪ - ٢‬التدرج من السهل إلى الص;;عب ومن البس;;يط إلى الم;;ركب‪ :‬الس))هولة والص))عوبة هن))ا نس))بيتان‪ ،‬فالس))هل‬
‫بالنس))بة لطلب))ة المرحل))ة الثانوي))ة‪ ،‬ق))د يك))ون ص))عبًا على ط))الب المرحل))ة االبتدائي))ة‪ ،‬ففي مج))ال العب))ادات يب))دأ‬
‫المعلم ب))درس الوض))وء قب))ل درس الص))الة‪ ،‬ويب))دأ ب))درس الص))الة قب))ل درس الحج‪ ،‬وفي مج))ال الس))يرة يب))دأ‬
‫بس ))رد الحق))ائق التاريخي ))ة المج ))ردة عن تسلس ))ل حي ))اة الرس ))ول ص ))لى اهلل علي ))ه وآل ))ه وس ))لم قب ))ل الح ))ديث عن‬
‫دعوت))ه أو غزوات))ه ‪.‬وفي الق))رآن الك))ريم يب))دأ بالس))ور الس))هلة القص ))يرة ذات اآلي))ات القص ))يرة ثم إلى الس))ور‬
‫األكثر طوًال أو‬
‫اآليات الطويلة ‪.‬‬

‫‪ - ٣‬االنتقال من األوضح إلى األقل وضوحًا‪ :‬ففي مجال العقيدة لشرح معنى ((اهلل ال)رحمن ال)رحيم)) ينتق)ل‬
‫المعلم بتالمي))ذه من مفهوم))ات رحمتن))ا بالص))غر ورحمتن))ا بالحيوان))ات األليف))ة في بيوتن))ا إلى رحم))ة اهلل تع))الى‬
‫خلق لنا عيونا ن)رى به)ا‪ ،‬وٕا ذان)ًا نس)مع به)ا‪ ،‬ح)تى يص)ل المعلم بتالمي)ذه إلى تص)ورهم رحم)ة اهلل بك)ل ش)يء‪،‬‬

‫‪36‬‬
‫وفي مج))ال الص))الة ينتق))ل المعلم بتالمي))ذه من مرع))اة الص))الة المتع))ددة إلى إيض))اح م))اذا يق))أر المص))لي وه))و‬
‫واقف أو جالس وبماذا يدعو وهو راكع أو ساجد‪.‬‬
‫‪ - ٤‬الت ;;درج من المحس ;;وس إلى المعق ;;ول‪ :‬ففي مج) ))ال العقي) ))دة اإلس) ))المية يت) ))درج المعلم م) ))ع تالمي) ))ذه في‬
‫التعرف على اهلل الخالق من خالل معرفة الطالبة بأن لكل شيء صانع‪ ،‬فالبناء له صانع‪ ،‬والباب له ص))انع‪،‬‬
‫والمالبس لها صانع‪ ،‬ثم ينطل)ق المعلم إلى أن ه)ذا الك)ون وم)ا في)ه من إنس)ان ونب)ات وحي)وان وأش)ياء أخ)رى‬
‫البد لها من صانع أي خالق‪ ،‬وهو اهلل سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪ - ٥‬التدرج من الجزئيات إلى الكليات‪ :‬يدرك الطف)ل المفهوم)ات الجزئي)ة ال)تي أمام)ه قب)ل أن ي)درك ارتب)اط‬
‫الجزئي))ات م))ع بعض))ها لتش))كيل م))دركًا كلي)ًا ومعلم التربي))ة اإلس))المية في تطبيق))ه له))ذه القاع))دة في مج))ال تعليم‬
‫الطالبة على سبيل المثال ‪:‬يلفت انتباهم إلى ماذا يفعل المصلي وهو يص))لي؟ يرك))ع‪ ،‬يس))جد‪ ،‬يجلس‪ ،‬ثم ينتق)ل‬
‫إلى مفهومات القيام‪ ،‬الركوع‪ ،‬السجود‪ ،‬الجلوس حتى يصل المعلم بتالميذه إلى مفهوم الصالة الكلي‪.‬‬
‫‪ - ٦‬االنتقال من العملي إلى النظري‪ :‬يمّر الطالب بخبرات عملية كثيرة سواء من جانبهم أم من جانب من‬
‫يتع) ))املون معهم‪ ،‬ومعلم التربي) ))ة اإلس ) ))المية في تطبيق) ))ه له) ))ذه القاع) ))دة وه) ))ذا األس) ))اس في مج) ))ال العب) ))ادات‪،‬‬
‫كالوض))وء أو الص))الة أو الزك))اة أوالحج‪ ،‬وفي مج))ال المع))امالت كالمزراع))ة وال))رهن والوديع))ة‪ ،‬وفي مج))ال‬
‫األخالق اإلس))المية كالص))دق‪ ،‬والوف))اء بالعه))د‪ ،‬وآداب الزي))ارة‪ ،‬ينتق))ل المعلم بتالمي))ذه من المالحظ))ة العملي))ة‬
‫إلى توليد القدرة على استنتاج المبادئ العامة سواء في مجال العبادات أو المعامالت أو األخالق‪.‬‬

‫ثالثًا‪ -‬مفهوم المنهج‪:‬‬

‫المنهج لغًة‪ :‬الطريق الواضح المبين كما جاء في معجم العرب البن منظور‪ ،‬والمنهاج كم))ا يق)ول ابن كث))ير‪:‬‬
‫ه))و الطري))ق الواض))ح الس))هل والس))نن؛ أم))ا اص))طالحا في التربي))ة فل))ه تعريف))ات كث))يرة‪ ،‬منه))ا‪ :‬ه))و مجموع))ة‬
‫الخبرات واألنشطة التي تقدمها المدرسة تحت إشرافها للطلبة‪ ،‬بقصد احتكاكهم‪ ،‬وتف))اعلهم معه))ا‪ ،‬ومن نت))ائج‬
‫ه))ذا االحتك))اك والتفاع))ل يح))دث تعلم أو تع))ديل في س))لوكهم‪ ،‬وي))ؤدي ه))ذا إلى تحقي))ق النح))و الش))امل المتكام))ل‬
‫الذي هو الهدف االسمى للتربية‪.‬‬

‫‪ -1‬المنهج التقليدي‪:‬‬

‫م) ))ا ي) ))زال الكث) ))ير من المعلمين في وقتن) ))ا الحاض) ))ر يعتم) ))دون على الكت) ))اب المدرس) ))ي في تق) ))ديم المعلوم) ))ات‬
‫لتالمي) ))ذهم‪ ،‬ويخطئ ه) ))ؤالء المعلمين عن) ))دما يعتق) ))دون أن المعلوم) ))ات المتض) ))منة في الكت) ))اب المدرس) ))ي هي‬

‫‪37‬‬
‫المرج))ع األس))اس لهم في الم))ادة الدراس))ية‪ ،‬ف))المعلمين يق))دمون المعلوم))ات ويقوم))ون بش))رحها للتالمي))ذ وعليهم‬
‫ب ) ))ذل الجه ) ))ود من أج ) ))ل اس ) ))تيعاب الطالب له ) ))ا ثم تقيس االختب ) ))ارات م ) ))دى ق ) ))درة الط ) ))الب على حف ) ))ظ ه ) ))ذه‬
‫المعلومات وفهمها‪ ،‬وقد اكتسب الكتاب أهمية كبيرة في ظل المنهج التقليدي الذي يقر ب)أن الكت)اب المدرس)ي‬
‫المصدر األساس في إكساب الطالب الحقائق والمفاهيم والمبادئ والتعميمات بغرض إعدادهم للحياة‪.‬‬

‫‪ -‬عيوب المنهج التقليدي‪:‬‬

‫‪ -1‬تركز االهتمام على الناحية العقلية‪.‬‬

‫‪ -2‬ال تراعي الفروق الفردية بين الطالب‪.‬‬

‫‪ - 3‬أصبحت مهمة الطالب تلقي المعلومات والنجاح في االمتحان هو الهدف األول واألخير‪.‬‬

‫‪ -4‬االهتم ))ام ب ))النواحي النظري ))ة وأهملت النش ))اطات األخ ))رى المرتبط ))ة بحي ))اة الط ))الب وأص ))بح س ))لبًيا متلقي ))ا‬
‫وغير قادر على القيام بأي نشاط خارجي يساعده على تنمية روح االبتكار واإلبداع‪.‬‬

‫‪ -5‬في ظل المنهج التقليدي المنهج يوضع مسبًقا‪ ،‬ويلزم الجميع بتنفيذه‪ ،‬وأصبح المدرس مقيدا بم)ا ج)اء في‬
‫المنهج وليس ل ))ه الح ))ق في الخ ))روج عن ))ه وغ ))ير ق ))ادر على القي ))ام ب ))أي نش ))اط خ ))ارجي يس ))اعد في ))ه الطالب‬
‫لتوجيه سلوكهم ويساعدهم على االبتكار‪.‬‬

‫‪ -6‬انعزال التربية عن المجتمع وعن البيئة المحلية التي يعيش فيها الطالب‪.‬‬

‫‪ -2‬المنهج الحديث‪:‬‬

‫أما المنهج فهو‪ :‬مجموعة الخبرات التربوية التي تهيأها المدرسة للتالميذ داخلها وخارجها بقص))د مس))اعدتهم‬
‫على النم ))و الش ))امل‪ ،‬ويقص ))د ب ))النمو الش ))امل ال ))ذي يس ))عى المنهج الح ))ديث إلى تحقيق ))ه ل ))دى المتعلم النم ))و في‬
‫الج ))وانب الجس ))مية والعقلي ))ة والروحي ))ة والنفس ))ية واالجتماعي ))ة جميع ))ا نم ))وا ي ))ؤدي إلى تع ))ديل س ))لوك المتعلم‬
‫ويعمل على تحقيق األهداف التربوية المنشودة‪.‬‬

‫‪ -‬مميزات المنهج الحديث‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -1‬تجع ))ل من تلبي ))ة حاج ))ات المتعلم وحاج ))ات المجتم ))ع ه ))دفًا رئيس) )ًا له ))ا في ال ))وقت ال ))ذي ال تهم ))ل الم ))ادة‬
‫الدراس ))ية ومتطلباته ))ا‪ ،‬ولكن توظفه ))ا لص ))الح المتعلم والمجتم ))ع‪ ،‬ول ))ذلك فهي تهتم بمعالج ))ة ال ))تراكم المع ))رفي‬
‫واعادة تنظيمه‪ ،‬وتهتم بطرق البحث والتفكير وليس بمجرد حفظ محتوى المادة الدراسية‪.‬‬

‫‪ -2‬تق)))وم على مراع)))اة الف)))روق الفردي)))ة بين الطالب وتل)))بي حاج ))اتهم التعليمي ))ة وفق) )ًا إلمكان ))اتهم وق) ))دراتهم‬
‫الفردية‪.‬‬

‫‪ -3‬ال تقتص ))ر على الص ))ف الدراس ))ي كبيئ ))ة تعليمي ))ة‪ ،‬ولكنه ))ا تتس ))ع لتش ))مل ك ))ل م ))ا يت ))وافر في المدرس ))ة من‬
‫إمكانات وخدمات وفعاليات‪ ،‬وتربط العملية التعليمية بالبيئة االجتماعية وكيان الطالب‪.‬‬

‫‪ -4‬تمث))ل الم))ادة الدراس))ية ج))زءًا من المنهج‪ ،‬وينظ))ر إليه))ا كوس))ائل وعملي))ات لتع))ديل س))لوك المتعلم وتقويم))ه‬
‫من خالل الخبرات التي تتضمنها‪.‬‬

‫‪ -5‬تهتم بتنمية شخصية الطالب‪ ،‬بجميع أبعادها لمواجهة التحديات التي تواجه))ه‪ ،‬وتنمي))ة قدرات))ه على التعلم‬
‫الذاتي والتعلم المستمر‪ ،‬وتوظيف ما تعلمه في شؤون حياته‪.‬‬

‫رابعًا‪ -‬طرائق تدريس التربية اإلسالمية‪:‬‬

‫أواًل ‪ -‬الطريقة اإللقائية‪:‬‬

‫تص) ))نف ه) ))ذه الطريق) ))ة ض) ))من طرائ) ))ق الت) ))دريس ال) ))تي يك) ))ون محوره) ))ا الم) ))درس وهي من أق) ))دم الطرائ) ))ق‬
‫المس))تخدمة في الت))دريس‪ ،‬وق))د تع))د من أقله))ا فعالي))ة إذ ينق))ل الم))درس المعلوم))ات إلى طلبت))ه في وقت مح))دد‬
‫ويطل ))ق عليه ))ا (بالطريق ))ة اإلخباري ))ة)‪ ،‬وذل ))ك ألن الم ))درس ه ))و ال ))ذي يخ ))بر طلبت ))ه بم ))ا لدي ))ه من معلوم ))ات‬
‫ومع) ))ارف ي) ))روم تق) ))ديمها لهم‪ ،‬وهي ت) ))دعى بطريق) ))ة المحاض) ))رة‪ ،‬وتأخ) ))ذ أس) ))اليب متع) ))ددة مث) ))ل التحاض) ))ر‪،‬‬
‫والشرح‪ ،‬والوصف‪ ،‬والقصة‪.‬‬

‫ويستخدم المدرس أسلوب التحاضر لتقديم الموضوع العلمي المتخص)ص لمادت)ه إلى طلبت)ه لض)مان التسلس)ل‬
‫المنطقي ألجزاء المادة العلمي))ة‪ ،‬وذل))ك عن طري))ق الع))رض الش))فوي‪ ،‬دون إش))راك الطالب في المناقش))ة‪ ،‬وال‬

‫‪39‬‬
‫يس ))مح بالس ))ؤال أثن ))اء اإللق ))اء وإ نم ))ا ي ))رجئ ذل ))ك بع ))د االنته ))اء من ))ه‪ ،‬أم ))ا دور الطالب فه ))و تلقي المعلوم ))ات‬
‫والمعارف وتدوين المالحظات‪.‬‬

‫ثانيًا‪ -‬طريقة المناقشة‪:‬‬

‫طريقة تعتمد النقاش‪ ،‬والحوار اله)ادف أس)لوًبا للوص))ول إلى نت)ائج معين)ة تكتس)ب رض))ا المناقش)ين‪ ،‬وعماده)ا‬
‫المش))اركة الفعلي))ة المنظم))ة للتالمي))ذ وتحت إش))راف مدرس))هم وتوجيه))ه‪ ،‬وق))د يت))ولى المعلم المناقش))ة أو يكل))ف‬
‫المتميز من تالميذه أو مجموعة منهم إلدارتها وفق خط)ة يض))عها على أن يبقى وفي جمي)ع األح)وال مص))در‬
‫إرش) ))اد وإ ش) ))راف وتنظيم‪ ،‬وتأخ) ))ذ طريق) ))ة المناقش) ))ة أس) ))اليب متع) ))ددة تختل) ))ف حس) ))ب الظ) ))روف واإلمكان) ))ات‬
‫المتوافرة‪ ،‬ومن تلك األساليب‪:‬‬

‫‪ -1‬الندوة‪ :‬يتع))اون في ه))ذا األس))لوب ع))دد من الطالب ال يزي))د عن س))تة ومن بينهم مق))رر ويجلس))ون على‬
‫هيئ))ة نص))ف دائ))رة ليناقش))وا جوانب))ا في موض))وع ال))درس‪ ،‬ويت))ولى المق))رر توجي))ه مس))اهمة المش))اركين بحال))ة‬
‫من التوازن يوزع فيها األسئلة على المشاركين لإلجاب))ة عليه))ا ويطلب من الطالب الحض))ور توجي))ه األس))ئلة‬
‫بع))د انته))اء أعض))اء الن))دوة من المناقش))ة‪ ،‬وبع))د ذل))ك تلخص النت))ائج النهائي))ة المتحقق))ة من الن))دوة وينبغي على‬
‫المعلم أن يتابع سير الندوة موجها وقادرا على التدخل في أي وقت يرى فيه ضرورة لذلك‪.‬‬

‫‪ -2‬حلق;ة المناقش;ة‪ :‬ويتم ه))ذا األس))لوب من خالل ثالث))ة أو أربع))ة تالمي))ذ يوك))ل لك))ل منهم إع))داد ج))زء من‬
‫الموضوع‪ ،‬ويتولى مقرر الحلق)ة توزي)ع ه)ذه األدوار حس)ب خط)ة مس)بقة أع)دت بحض))ور المعلم‪ ،‬ومس)اهمته‬
‫المباش))ر ويق))دم المق))رر أعض))اء الحلق))ة إلى المس))تمعين ويع))رض ك))ل عض))و في الحلق))ة جانب))ا من الموض))وع‬
‫وبع ))د انته ))اء أعض ))اء حلق ))ة المناقش ))ة من ع ))رض الموض ))وع يفس ))ح المج ))ال للمس ))تمعين بتوجي ))ه األس ))ئلة إلى‬
‫أعضاء‪ ،‬وحلقة المناقشة‪ ،‬وقد يكون من بين األسئلة ما يتحدى تفكير أعضاء حلقة المناقشة بعد ذلك يلخص‬
‫المقرر الحقائق األساسية ال)تي تض))منتها المناقش)ة والنت)ائج ال)تي تم التوص))ل إليه)ا‪ .‬ويالح)ظ أن ه)ذا األس)لوب‬
‫يوفر للمشاركين من أعضاء المناقشة الفرصة لممارسة دور قيادي منظم‪.‬‬

‫‪ -3‬المناقش;;ة الثنائي;;ة‪ :‬يعتم))د ه))ذا األس))لوب على ط))البين‪ ،‬يق))وم أح))دهما ب))دور الس))ائل ويق))وم اآلخ))ر ب))دور‬
‫المجيب‪ ،‬ويستعمل هذا األسلوب في الموضوعات ذات الصبغة الجدلية التي تتطلب حواًر ا بين طرفين‪.‬‬

‫ثالًث ا‪ ،‬االس;;تجواب الحي‪ :‬إن االس)))تجواب من الطرائ)))ق ال)))تي تحت ))ل موقًع ا غاي ))ة في األهمي ))ة في الت)))دريس‬
‫الن))اجح وذل))ك ألس))باب ع))دة في مق))دمتها أنه))ا تع))ير الط))الب اهتمام))ا وتمنح))ه الفرص))ة للمش))اركة في ال))درس‬

‫‪40‬‬
‫بنش))اط وفاعليت))ه‪ ،‬وه))ذا االهتم))ام يتماش))ى م))ع اتجاه))ات التربي))ة الحديث))ة في تأكي))دها على موق ))ع الط))الب في‬
‫العملية التربوية‪.‬‬

‫إن االستجواب فن قائم على قدرة الم)درس على إدارة درس كام)ل عن طري)ق إث)ارة أس)ئلة هادف))ة ذات ت)أثير‬
‫على الطالب تنمو وتتطور لديهم القدرة على اإلجابة على ه))ذه األس))ئلة‪ .‬وكفاي))ة الم))درس ال))ذي يس))تعمل ه))ذه‬
‫الطريق ))ة ال تتحق ))ق إال إذا أحس ))ن أس ))لوب ص ))ياغة األس ))ئلة وأحس ))ن توجيهه ))ا‪ ،‬وأث ))ار في طلبت ))ه الق ))درة على‬
‫اإلجابة‪ .‬وعليه فقد قيل (من ال يحسن االستجواب ال يحسن التدريس)‪.‬‬

‫إن االس) ))تجواب ال) ))ذي يتج) ))اوز ص) ))يغة األس) ))ئلة الثنائي) ))ة ال) ))دائرة بين م) ))درس وط) ))الب إلى حال) ))ة من النش) ))اط‬
‫والفاعلي ))ة الدائم ))ة عماده ))ا ك ))ل طلب ))ة الص ))ف م ))ع مدرس ))هم وم ))ع بعض ))هم من خالل إث ))ارة األس ))ئلة وتفاع ))ل‬
‫اإلجابات يمكن أن نصفه بأنه (استجواب حي)‪ ،‬وأنواعه‪:‬‬

‫‪ -1‬األس))ئلة االختباري))ة‪ :‬وهي أس))ئلة تت))وخى الكش))ف عن ت))ذكر الطالب للحق))ائق‪ ،‬والمعلوم))ات ال))تي تعلمه))ا‬
‫ومقدار ما تعلمه منها‪.‬‬

‫‪ -2‬األس) ))ئلة التفكيري) ))ة‪ :‬وت) ))تركز بوض) ))ع الط) ))الب أم) ))ام مش) ))كلة تس) ))توجب التفك) ))ير لإلجاب) ))ة عليه) ))ا م) ))ع ع) ))دم‬
‫االستغناء عما سبق أن تعلمه من المعلومات الستثمارها وصواًل إلى الحل المناسب‪.‬‬

‫رابعًا‪ -‬الطريقة االستقرائية‪:‬‬

‫االستقراء ه)و طري)ق الوص)ول إلى األحك)ام العام)ة بواس)طة المالحظ)ة والمش)اهدة‪ ،‬ب)ه نص)ل إلى الكلي)ة ال)تي‬
‫تس ))مى في العل ))وم باس ))م الق ))وانين العلمي ))ة أو الق ))وانين الطبيعي ))ة‪ ،‬وب ))ه نص ))ل أيض ))ا إلى بعض القض ))ايا الكلي ))ة‬
‫الرياضية‪ ،‬قوانين العلوم االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬

‫وته ))دف تل ))ك الطريق ))ة إلى توجي ))ه التعلم إلى معرف ))ة الحق ))ائق واألحك ))ام العام ))ة عن طري ))ق (االس ))تنباط) فهي‬
‫طريق ))ة يب ))دأ البحث فيه ))ا من الجزئي ))ات للوص ))ول إلى حكم ع ))ام أو قاع ))دة مهم ))ة في ))أتي المعلم ال ))ذي يطبقه ))ا‬
‫ب))الكثير من األمثل))ة والجزئي))ات للتالمي))ذ ثم يس))اعدهم على تحدي))د الص))فات المش))تركة ليمكنهم من اس))تخالص‬
‫القاع))دة العام))ة ال))تي تنطب))ق على الجزئي))ات واألمثل))ة ال))تي أورده))ا‪ ،‬ألنه))ا جمي))ع تش))تمل على تل))ك الص ))فات‬
‫المشتركة التي تتكون منها القاعدة العامة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫إن االس ))تقراء ه ))و إح ))دى طرائ ))ق التربي ))ة اإلس ))المية ال ))تي من خالله ))ا يتم التع ))رف على عظم ))ة اهلل س ))بحانه‬
‫وتع ))الى وقدرت ))ه عن طري ))ق النظ ))ر والتفك ))ير في دق ))ة ص ))نع مخلوقات ))ه‪ ،‬والنظ ))ام المتقن ال ))تي أوج ))دها علي ))ه‪،‬‬
‫وبذلك يزداد إيمان المسلم ويقينه بوحدانيته وربوبيته وتتوطد في نفسه سائر أركان اإليمان األخرى‪.‬‬

‫وتس))هم ه))ذه الطريق))ة في تعليم المفهوم))ات والتعميم))ات وتث))ير دافعي))ة الطالب للتعلم وتكس))بهم مه))ارات ذاتي))ة‬
‫لمثل المالحظة واإلدراك بالنسبة لألطفال الصغار والقدرة على االستنتاج لألكبر س)ًنا‪ ،‬وتمت))از تل))ك الطريق))ة‬
‫بأنها طريقة منطقية‪ ،‬وهي ليست بالحديثة إذ يرجع استعمالها إلى هربارت واتباعه الذين نظموها ووض))عوا‬
‫لها خطوات سميت بخطوات هربارت الخمس وهي‪:‬‬

‫‪ -١‬التمهيد‪ :‬وهو عملية تهيئة لم))ا في عق)ول الطالب من معلوم))ات س))ابقة له))ا ص))لة بال))درس الجدي))د لغ))رض‬
‫خلق الدافع لديهم وتحفيزهم على تلقي الدرس الجديد‪.‬‬

‫‪ -٢‬الع ))رض‪ :‬وه ))و مرحل ))ة جم ))ع الحق ))ائق الجزئي ))ة من الطالب وكتاباته ))ا على الس ))بورة م ))ع ض ))بط أواخ ))ر‬
‫الكلمات‪.‬‬

‫‪ -٣‬الرب ) ))ط أو الموازن ) ))ة‪ :‬وه ) ))و مناقش ) ))ة األمثل ) ))ة وتحليله ) ))ا باالش ) ))تراك م ) ))ع الطالب والمقارن ) ))ة بين األمثل ) ))ة‬
‫الموجودة أمامهم حتى يقفوا على المتشابه والمتباين منها‪ ،‬ويسهل عليهم الوصول فيما بعد للقاعدة‪.‬‬

‫‪ -٤‬التعميم واس))تقرار القاع))دة‪ :‬وه))و مرحل))ة ص))ياغة القاع))دة من قب))ل الطالب وبمس))اعدة الم))درس وكتاباته))ا‬
‫على السبورة بخط واضح‪.‬‬

‫‪ -٥‬التطبيق‪ :‬وهو الخطوة األخيرة وفي)ه تعطى أمثل)ة جدي)دة وتح)ل تمرين)ات مختلف)ة تتعل)ق بال)درس مش)افهة‬
‫وكتاباته للتأكد من صحة القاعدة ورسوخها في أذهان الطالب‪.‬‬

‫‪ -‬مزايا الطريقة االستقرائية‪:‬‬

‫‪ -1‬تنمية قدرة الطالب على التفكير المنطقي السليم‪.‬‬

‫‪ -2‬تنمية قدرة الطالب الفعلية إلدراك العالقات بين األشياء المحيطة بهم والتمييز بينه))ا وص)واًل إلى أحك))ام‬
‫ونتائج عامة وصحيحة ودقيقة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ -3‬تنمي))ة ع))ادات واتجاه))ات نفس))ية و عقلي))ة س))ليمة كالص))بر والق))درة على مواجه))ة المش))كالت والتش))وق إلى‬
‫اكتشاف الحقائق وعدم التسرع في تكوين األحكام أو النتائج العامة‪.‬‬

‫خامسًا‪ -‬طريقة االستقصاء‪:‬‬

‫يع) ))رف االستقص) ))اء بأن) ))ه عملي) ))ة يتم فيه) ))ا فحص أي معتق) ))د أو أي ش) ))كل من المعرف) ))ة في محاول) ))ة إلثب) ))ات‬
‫نظريات أو نتائج معينة وتشتمل تلك العملية على أعمال مختلفة ترتبط بالتفكير العقلي‪ ،‬ومثال على ذلك‪:‬‬

‫‪ -1‬أطلب من الطالب زي))ارة س))وق خض))ار في المنطق))ة ال))تي يس))كنون فيه))ا‪ ،‬وتس))جيل جمي))ع األن))واع ال))تي‬
‫يبيعها السوق‪ ،‬تمهيًد ا الستقراء القواعد العامة المتصلة بمحتويات السوق‪.‬‬

‫‪ -2‬أطلب من الطالب استخالص أحكام كلية من قوائم أحكام جزئية تزودهم بها‪ ،‬أو مدونة لديهم‪.‬‬

‫‪ -‬مزايا الطريقة االستقصائية‪:‬‬

‫‪ -1‬أنه) ))ا عملي) ))ة اس) ))تدالل تب) ))دأ من الجزئي) ))ات وتنتهي بالكلي) ))ات‪ ،‬وهي به) ))ذا تنمي في الطالب الق) ))درة على‬
‫التفكير‪ ،‬والموازنة بين الجزئيات واستنباط األحكام‪ ،‬والقواعد العامة من تلك الجزئيات‪ ،‬وهذا راج)ع إلى أن‬
‫الطالب ينتقل في تعلمه حسب هذه الطريقة من المعلوم إلى المجهول‪ ،‬ومن المثال إلى القاعدة أو التعريف‪.‬‬

‫‪ -2‬تهيء للتمليذ الف)رص اإليجابي)ة والمش)اركة بك)ل خط)وة من ال)درس س)واء أك)ان ذل)ك في تق)ديم األمثل)ة أم‬
‫مناقشتها واستخالص قاعدتها‪ ،‬وهكذا فإن هذه الطريقة تحفز الطالب للتعلم‪ ،‬وتجع))ل ال))درس ش))ائًقا فته))يئ ل))ه‬
‫عنصر الدافعية للتعلم‪.‬‬

‫‪ -3‬تعرف المعلم بمستوى كل واحد من تالميذه نتيجة المناقشة المستمرة‪.‬‬

‫‪ -4‬تحمل الطالب على التفكير الهادئ والتعبير عن القاعدة أو التعريف بأسلوب لغوي صحيح‪.‬‬

‫‪ -5‬توثق العالقات االجتماعية بين المعلم وتالميذه من جهة وبين الطالب أنفسهم من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ -6‬تبقى المعلومات ال)تي تكتس)ب به)ذه الطريق)ة في ال)ذاكرة م)دة أط)ول من المعلوم)ات ال)تي تكس)ب بواس)طة‬
‫اإللقاء‪.‬‬

‫سادسًا‪ -‬طريقة صحائف األعمال‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫هي ص)))حيفة تماث ))ل في حجمه ))ا أبع ))اد ص)))فحة كت ))اب الط ))الب تحم ))ل على أح ))د وجهيه ))ا ع ))ددا من األعم ))ال‬
‫واألنش) ))طة المختلف) ))ة ال) ))تي يطلب من الط) ))الب إنجازه) ))ا (ق) ))راءة‪ ،‬ومالحظ) ))ة‪ ،‬وتحلي) ))ل‪ ،‬وت) ))رتيب‪ ،‬وموازن) ))ة‪،‬‬
‫ومناقش)ة) وتظه)ر تل)ك األعم)ال واألنش)طة على الص)حيفة بص)فة اأق)رأ‪ ،‬أالح)ظ‪ ،‬به)دف مس)اعدة الط)الب على‬
‫تحقيق هدف تعليمي في المادة الدراس)ية المق)ررة‪ ،‬وتحم)ل الص))حيفة على وجهه)ا اآلخ)ر دلي)ل التص))حيح‪ ،‬أي‬
‫اإلجاب) ))ة على األس) ))ئلة الموج) ))ودة على الوج) ))ه األول من الص) ))حيفة بحيث ي) ))وازن الط) ))الب إجابت) ))ه باإلجاب) ))ة‬
‫الصحيحة فيتعلم ذاتًيا‪.‬‬

‫إرشادات عامة الستعمال البطاقات التعليمية بمختلف أشكالها‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يكون لكل صحيفة عمل هدف واحد محدد من خالل عرضه في الصحيفة‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يكون شكل الصحيفة مثيًر ا الهتمام الطالب وكذلك مضمونها‪.‬‬

‫‪ -3‬أن تتصف تعليمات تنفيذ الصحيفة بالبساطة والتسلسل‪.‬‬

‫‪ -4‬أن يتناسب مضمون الصحيفة ولغتها‪ ،‬وتعليماتها مع مستوى الطالب اللغوي‪ ،‬والتحصيلي‪.‬‬

‫‪ -5‬أن يسهم مضمون الصحيفة في تحقيق أهداف تعليمية محددة‪.‬‬

‫خامسًا‪ -‬الوسائل التعليمية في التربية اإلسالمية‪:‬‬

‫تشكل الوسائل التعليمية مكانة مهمة في عملية التعليم‪ ،‬فيها تتضح المفهوم))ات والحق))ائق‪ ،‬ومن خالله))ا يص))ل‬
‫المدرس والطالب إلى أه)دافها بأيس)ر الس)بل‪ ،‬وله)ذا زاد االهتم)ام به)ا ح)ديًثا‪ ،‬وتع)ددت البح)وث حوله)ا وح)ول‬
‫دورها في العملية التعليمية‪ ،‬وضرورة األخذ بنظام متكامل فيها يوزع فيه دور كل وسيلة تبًع ا لم))دى قيمته))ا‬
‫في تحقيق الغرض المطلوب‪.‬‬

‫وتتنوع الوسائل التعليمية لدرجة يمكن معه))ا إب))داع وس))ائل أخ))رى حس))ب الظ))رف والحاج))ة وحس))ب اس))تيعاب‬
‫المتعلم‪ ،‬ومن هذه الوسائل‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ - ١‬السبورات ولوحات العرض‪ :‬تعد السبورات من الوسائل الجيدة التي يستطيع مدرس التربية اإلسالمية‬
‫اس ) ))تعمالها بأنواعه ) ))ا المتع ) ))ددة في دروس ) ))ه كالس ) ))بورة الممغنط ) ))ة والس ) ))بورة الالمع ) ))ة‪ ،‬إلى ج ) ))انب الس ) ))بورة‬
‫الخض ))راء أو الس ))وداء التقليدي ))ة ال ))تي يكتب عليه ))ا موض ))وع ال ))درس ونقاط ))ه الرئيس ))ة‪ ،‬وفي دروس التفس ))ير‬
‫فمثًال يص ))بح من الض ))روري كتاب ))ة اآلي ))ات الم ))راد تفس ))يرها على الس ))بورة لج ))ذب أنظ ))ار الطلب ))ة ولمس ))اعدة‬
‫المدرس على شرحها آي)ة بع)د آي)ة ويمكن تطبيقه)ا أيض)ًا على األح)اديث النبوي)ة كم)ا يمكن اس)تعمال الس)بورة‬
‫الممغنط))ة فهي ت))وفر ال))وقت والجه))د‪ ،‬ألن الم))درس يع))د الم))ادة العلمي))ة م))رة واح))دة ثم يعرض))ها م))رات ع))دة‬
‫ويس ))تعمل لوح ))ات الع ))رض في ع ))رض الم ))ادة العلمي ))ة لم ))دة أط ))ول مث ))ل األخب ))ار‪ ،‬والتعليم ))ات‪ ،‬والنش ))رات‪،‬‬
‫والحكم‪ ،‬واألحوال المأثورة وغيرها ‪.‬‬

‫‪ - ٢‬الش ;;رائح وأجه ;;زة الع ;;رض‪ :‬من مزاي) ))ا الش) ))رائح أنه) ))ا ت) ))وفر ال) ))وقت‪ ،‬ويمكن إع) ))دادها س) ))لفًا أو خالل‬
‫الدرس‪ ،‬وقد يكتب مدرس التربية اإلسالمية اآليات القرآنية واألحاديث النبوي)ة على ش)رائح يمكن اس)تعمالها‬
‫في أي وقت‪ ،‬وبه))ذه الطريق))ة ال يض))يع الم))درس وقت))ه في الكتاب))ة على الس))بورة ويس))تطيع أيض )ًا كتاب))ة نق))اط‬
‫الدرس على شريحة ويعرضها‪ ،‬ثم يناقش مع طلبته كل نقطة‪ ،‬ويكتب ملخصًا له))ا على ش))ريحة‪ ،‬فض))ال عن‬
‫ذلك قد يكتب المدرس سؤاال أو أكثر على شريحة ويسأل الطلبة أن يفكروا في اإلجابة‪ ،‬ويمكن كتابة بعض‬
‫موض) ))وعات التربي) ))ة اإلس) ))المية على ش) ))رائح لتدريس) ))ها للطلب) ))ة مث) ))ال وض) ))ع برن) ))امج متكام) ))ل عن ت) ))دريس‬
‫موض) ))وعات الص) ))الة والص) ))وم والحج ويكتب ك) ))ل ج) ))زء من الموض) ))وع على ع) ))دد من الش) ))رائح م) ))ع بعض‬
‫االيضاحات المفيدة‪.‬‬

‫‪ - ٣‬الص;;ورة المتحرك;;ة‪ :‬تمث ))ل الص ))ور الثابت ))ة إح ))دى الوس ))ائل المتحرك ))ة أو الكائن ))ات المس ))تقلة‪ ،‬كاإلنس ))ان‬
‫والحي)وان والط)ائر والنب)ات وغ)ير ذل)ك‪ ،‬ومن الس)هل الحص))ول عليه)ا واس)تعمالها ‪.‬وهن)اك ثالث)ة اص))ناف من‬
‫الصور الثابتة ‪ :‬الص)ور والرس)وم على ال)ورق‪ ،‬الص)ور والرس)وم على أفالم ثابت)ة‪ ،‬والص)ور والرس)وم على‬
‫أفالم منفص))لة‪ .‬وأن))ه من المستحس))ن أن يحتف))ظ م))درس التربي))ة اإلس))المية بمجموع))ات من الص))ور والرس))وم‬
‫التي تساعده في تدريس عدد من موضوعات العقيدة‪ ،‬والعبادات‪ ،‬والتفسير‪ ،‬واألحاديث النبوية ‪.‬‬

‫‪ - ٤‬األفالم المتحركة‪ :‬إن عنصر الحركة هو الذي يم)يز األفالم المتحرك)ة من األفالم الثابت)ة‪ ،‬ويوج)د كث)ير‬
‫من موض))وعات التربي)ة اإلس))المية الص))الحة للتص))وير من خالل األفالم المتحرك)ة مث)ل الوض))وء‪ ،‬والص))الة‪،‬‬
‫والحج ومناس))كه‪ .‬وٕا لى ج))انب عنص))ر الحرك))ة يوج))د الص))وت ال))ذي يش))رح الص))ورة والحرك))ة وهم))ا يحقق))ان‬
‫الفائدة الكاملة من استعمال تل)ك الوس)يلة‪ ،‬ويمكن ع)رض الص)ور أم)ا بالحرك)ة الس)ريعة أو بالحرك)ة البطيئ)ة‪،‬‬

‫‪45‬‬
‫ويس))تطيع الم))درس أن يس))تعمل الحرك))ة البطيئ))ة في ع))رض الص))ور الدقيق))ة‪ ،‬ح))تى يتمكن الطلب))ة من فحص))ها‬
‫تمام) ))ا‪ ،‬وح) ))تى يتمكن ه) ))و من ش) ))رحها على الوج) ))ه األكم) ))ل‪ ،‬وتس) ))اعد األفالم المتحرك) ))ة الطلب) ))ة على إدراك‬
‫المفهومات الدينية والمع)اني المج)ردة‪ ،‬وفهم العملي)ات الخفي)ة ال)تي تحت)اج إلى وقت طوي)ل ح)تى تكتم)ل‪ ،‬مث)ل‬
‫عملية الجنين والبذرة‬

‫‪ – ٥‬التلفاز‪ :‬يشارك التلفاز األفالم المتحركة ميزة حيازة الصورة والصوت والحركة‪ ،‬إال أن التلف))از أس))هل‬
‫اس ))تعماًال‪ ،‬كم ))ا أن ))ه يعطي انطباع) )ًا فوري) )ًا ألن ))ه ينق ))ل الح ))وادث الحي ))ة‪ ،‬ويمكن اس ))تعمال التلف ))از في ت ))دريس‬
‫التربية اإلسالمية مثال يمكن أن ينتج المتخصصون في التربية اإلسالمية بالتعاون مع الفن)يين المتخصص))ين‬
‫في التلف))از ب))رامج ديني))ة متكامل))ة‪ ،‬ش))املة موض))وعات ديني))ة كامل))ة‪ ،‬فيمكن إنت))اج برن))امج عن الحج من بداي))ة‬
‫مناس ))ك الحج إلى نهايته ))ا‪ ،‬فض )ًال عن برن ))امج أخ ))ر عن ص ))الة الجمع ))ة وص ))الة العي ))دين وبرن ))امج آخ ))ر عن‬
‫األحي ))اء المائي ))ة وحيوان ))ات الغاب ))ة وآخ ))ر عن المخترع))ات موجه ))ة توجيه ))ا إس ))الميًا‪ .‬ويفض ))ل أن تحف))ظ ه ))ذه‬
‫ال))برامج عن))د الم))درس أو األم))اكن المتخصص))ة في وزارة التربي))ة ح))تى يت))اح للمدرس))ين الحص))ول عليه))ا في‬
‫أي وقت ‪.‬‬

‫الوحدة السابعة‪ -‬التقويم في التربية اإلسالمية‬

‫أوًال‪ -‬أهمية التقويم‪:‬‬

‫يتم) ))يز الق) ))رن الح) ))الي بالتق) ))دم العلمي في ش) ))تى مج) ))االت الحي) ))اة‪ ،‬وب) ))التطور المس) ))تمر في العلم والمعرف ) ))ة‪،‬‬
‫وتس))تدعي الحاج))ة من وقت آلخ))ر تق))ويم اإلنج))ازات العلمي))ة وت))دفق المعرف))ة‪ ،‬وص )واًل إلى إنج))ازات أفض))ل‬
‫واستخدام أمثل لها‪.‬‬

‫يع))د التق))ويم أح))د العناص))ر األساس))ية للمنهج والعملي))ة التعليمي))ة فل))ه مكان))ة مهم))ة فيهم))ا لم))ا ل))ه من ت))أثير في‬
‫األهداف التعليمية والمحتوى واألساليب واألنشطة‪ ،‬فالتقويم ينير الطري))ق للمعلم والمتعلم للوق))وف على نق))اط‬
‫الضعف ومعالجتها‪ ،‬ونقاط القوة وتدعيمها‪ ،‬وهكذا فإن التقويم عملية تشخيصية عالجية‪ ،‬القص))د منه))ا تع))ديل‬
‫المسار للوصول إلى المستويات الفضلى الممكنة لتحقيق فاعلية قصوى بالنسبة إلى العملية التعليمية‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ومن االتجاه))ات الحديث))ة في عملي))ة التق))ويم ال))تربوي أال تقتص))ر ه))ذه العملي))ات على القي))اس والموازن))ة على‬
‫أس ))اس مع ))ايير مح ))ددة س ))لًفا‪ ،‬ب ))ل يتع ))داه إلى التط ))وير والتحس ))ين‪ ،‬أي أن تس ))تعمل نت ))ائج ه ))ذه العملي ))ات في‬
‫إصالح المتغيرات والمكونات التي خضعت للتقويم وزيادة كفايتها وفاعليتها‪.‬‬

‫ف ))إذا م ))ا ابتع ))د التق ))ويم من ه ))ذا المفه ))وم‪ ،‬غ ))دا تقويم ))ا قاص))ًر ا ليس ل ))ه أي دور في عملي ))ات إص ))الح العملي ))ة‬
‫التربوي))ة وتطويره))ا‪ .‬وفي ه))ذا تأكي))د للمس))لمة ال))تي تنص على (أن م))ا ال يخض))ع للتق))ويم بص))ورة م))ا يك))ون‬
‫بمنأى عن التحسين والتجديد المستمرين)‪.‬‬

‫لق)د اس)تعمل ال)تربويون التق)ويم في ج)وانب مختلف)ة‪ ،‬ووجه)ات نظ)ر متع)ددة مم)ا أدى إلى تع)دد أنواع)ه‪ ،‬ولكن‬
‫مهم))ا تع))ددت أنواع))ه وتعريفات))ه على وف))ق تع))دد ب))رامج التق))ويم وأنموذجات))ه وأغراض))ه ف))إن ه))ذه التعريف))ات‬
‫تش ))ترك في (أن التق ))ويم عملي ))ة منظم ))ة لجم ))ع المعلوم ))ات وتحليله ))ا‪ ،‬لغ ))رض تحدي ))د درج ))ة تحقي ))ق األه ))داف‬
‫التربوية واتخاذ القرارات التي من شأنها معالجة جوانب الضعف وتوفر النمو السليم من خالل إع))ادة تنظيم‬
‫البيئة التربوية وإ ثرائها)‪.‬‬

‫وتتجلى أهمية التقويم في العملية التربوية في األمور اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديد اتجاه المدرسة في تحقيق أهدافها‪.‬‬

‫‪ -2‬تشخيص الصعوبات التي تصادف المدرسة‪ ،‬والمعلمين والمتعلمين‪.‬‬

‫‪ -3‬تحس) ))ين عملي) ))ة التعلم اعتم) ))ادًا على التش) ))خيص بت) ))ذليل الص) ))عوبات‪ ،‬وتع) ))ديل أس) ))اليب الت) ))دريس‪ ،‬وتنقيح‬
‫المناهج‪.‬‬

‫‪ -4‬تحفيز المتعلمين على التعلم بمساعدتهم على معرفة مدى نجاحهم في مواقف التعلم المختلف))ة‪ ،‬واكتش))اف‬
‫نقاط ضعفهم‪ ،‬والعمل على تجاوزها‪.‬‬

‫‪ -٥‬توجي ) ))ه المتعلمين وإ رش ) ))ادهم إلى تعزي ) ))ز م ) ))ا يمتلكون ) ))ه من معلوم ) ))ات‪ ،‬ومعرف ) ))ة حاج ) ))اتهم‪ ،‬ومي ) ))ولهم‪،‬‬
‫وقدراتهم المختلفة‪.‬‬

‫ثانيًا‪ -‬مسؤوليات التقويم‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ -1‬التوجيه‪ :‬يس))هم التق))ويم في توجي))ه عملي))تي التعليم والتعلم من خالل اكتش))اف الق))وة والض))عف واكتش))اف‬
‫اس)))تعدادات المتعلمين وق) ))دراتهم وتش)))خيص أخط)))ائهم خالل تعلمهم ومحاول ))ة اق) ))تراح حل ))ول مناس)))بة لبعض‬
‫المشكالت التي قد تظهر في العملية التعليمية‪.‬‬

‫‪ -2‬تحقيق األهداف‪ :‬يقيس التق))ويم م))دى تحقي))ق األه))داف التربوي))ة بمجاالته))ا المختلف))ة المعرفي))ة والوجداني))ة‬
‫والمهارية عند المستويات اإلدراكية المختلفة‪.‬‬

‫‪ -3‬تحس;;ين التعلم‪ :‬ويتم عن طري ))ق التق ))ويم وتق ))ديم توص ))يات واقتراح ))ات خاص ))ة بتحس ))ين عملي ))تي التعليم‬
‫والتعلم داخل الصف الدراسي وخارجه‪.‬‬

‫‪ -4‬الحكم‪ :‬يسهم التقويم في الحكم على طرائق التدريس والوسائل التعليمية المستعملة‪.‬‬

‫ثالثًا‪ -‬أنواع التقويم‪:‬‬

‫يمكن أن يج ))ري التق ))ويم في أوق ))ات مختلف ))ة من حيث زمن التعام ))ل م ))ع المنهج وعلى أس ))اس ذل ))ك يص ))نف‬
‫التقويم إلى‪ :‬تقويم مبدئي‪ ،‬وتقويم تكويني‪ ،‬وتقويم ختامي‪ ،‬وتقويم تتبعي‪:‬‬

‫أ ‪ -‬التقويم التمهي;;دي (المب))دئي) ‪ :Initial Evaluation‬وه))و يتم قب))ل الب))دء في تط))بيق المنهج ح))تى تت))وفر‬
‫صورة كاملة عن الوضع الكائن قبل التطبيق‪ ،‬أحياًن ا يسمى تقويم)ا تمهي)ديا‪ ،‬ف)إذا ك)ان التق)ويم للمتعلم فم)ا ه)و‬
‫مس))تواه معرفًي ا‪ ،‬ووج))دانيا‪ ،‬ومهاري))ا‪ ،‬إن التق))ويم المب))دئي ي))وفر معلوم))ات مهم))ة عن ه))ذا المس))توى ويس))اعد‬
‫التقويم المبدئي في‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديد وضع المتعلم من حيث نقطة البداية في التعامل مع المنهج أو البرنامج‪.‬‬

‫‪ -2‬معرف))ة األوض))اع ال))تي س))يتم فيه))ا تط))بيق المنهج من حيث اإلمكان))ات المادي))ة والمعلمين والطالب‬
‫وذلك لبدء المنهج أو البرنامج‪.‬‬

‫ب ‪ -‬التقويم البنائي والتطويري أو التكويني ‪ :Formative Evaluation‬ويقصد به التقويم الذي يصاحب‬


‫األداء أو التنفيذ‪ ،‬ويهدف إلى تصحيح المس)ار‪ ،‬عن طري)ق التش)خيص والعالج الف)وري لك)ل الف)وري لك)ل م)ا‬
‫يعترض عملية التعليم والتعلم من عقبات‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ويفي ))د ه ))ذا الن ))وع من التق ))ويم في اكتش ))اف اإليجابي ))ات وت ))دعيمها وتحدي ))د الس ))لبيات ومعالجته ))ا مم ))ا يجع ))ل‬
‫البرنامج التربوي في حالة تطوير مستمرة‪.‬‬

‫ج ‪ -‬التقويم النهائي ‪ :Motive Evaluation‬وهو الذي يتم في نهاية تنفيذ البرنامج كله أو في نهاية الم))دة‬
‫المحددة (كأن تكون فصاًل أو عاما دراسيًا)‪.‬‬

‫د ‪ -‬التق;;ويم التتبعي ‪ :Follow-Up Evaluation‬ويتم عن طري ))ق مواص ))لة متابع ))ة المتعلم بع ))د التخ ))رج‬
‫لمعرفة فعاليته في العمل وتعامله مع نشاطات الحياة ومجابهة مشكالتها‪.‬‬

‫رابعًا‪ -‬أهمية التقويم في مادة التربية اإلسالمية‪:‬‬

‫يعد التقويم عنصرًا أساسًا من عناصر التربي)ة اإلس)المية‪ ،‬فه)و ي)ؤدي وظ)ائف متع)ددة في العملي)ة التربوي)ة‪،‬‬
‫وله أهميته في تطوير عناصر منهجها ومن هذه األهمية ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬معرفة نقاط القوة والضعف لدى الط;الب‪ ،‬ومن خالل ذل))ك يمكن للمعلم أن يؤك))د على نق))اط الق))وة‪ ،‬كم))ا‬
‫يمكن))ه معالج))ة ج))وانب الض))عف والقص))ور بتوجي))ه المتعلمين إلى كيفي))ة اس))تثمار أوق))اتهم‪ ،‬وتحدي))د مش))كالتهم‬
‫وكيفية عالجها‪.‬‬

‫‪ -2‬توض;;يح الف;;روق الفردي;;ة بين المتعلمين واكتش ))اف الطالب األذكي ))اء وم ))ا ينبغي على المعلم من إع ))داد‬
‫أنش ))طة خاص ))ة بهم‪ ،‬كم ))ا أن ))ه يجع ))ل المعلم ق ))ادرا على معرف ))ة الطالب الض ))عاف وب ))ذلك يمكن ))ه وض ))ع س ))بل‬
‫العالج المناسبة لهم‪.‬‬

‫‪ -3‬معرفة مدى تحقق األهداف التربوية كًم ا وكيًفا وبأية نسبة تحققت‪.‬‬

‫‪ -4‬مس;;اعدة المعلم على إدراك م;;دى فاعليت;;ه في الت;;دريس‪ ،‬وم))دى كفاي))ة الطرائ))ق ال))تي يس))تعملها وم))دى‬
‫مناسبتها للمتعلمين‪ ،‬وه)ذا من ش)أنه أن يجع)ل المعلم متط)وًر ا في اس)تعماله الس)تراتيجيات الت)دريس المتنوع)ة‬
‫وبالتالي رفع مستوى أدائه‪.‬‬

‫‪ -5‬إعطاء المتعلمين قدًر ا من التعزيز واإلثابة‪ ،‬والحافز والدافع للمزيد من بذل الجهد في التعلم‪.‬‬

‫‪ -6‬إيجاد نوع من الصلة الوثيقة بين البيت والمدرسة حيث إنه يجعل أولي))اء األم))ور واقفين على مس))توى‬
‫أبنائهم ومن ثم يدفعونهم لمزيد من الجهد واستثمار أوقاتهم فيما يحقق أهداف المدرسة من العلمية‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫خامسًا‪ -‬خصائص التقويم‪:‬‬

‫‪ -1‬االتساق مع األهداف‪.‬‬

‫‪ -2‬الشمولية‪ :‬ينبغي أن تكون عملية التقويم شاملة لجوانب نمو المتعلم جميعه))ا الجس))مية والعقلي))ة والنفس))ية‬
‫واالجتماعية والمعرفية‪.‬‬

‫‪ -3‬القيم;;ة التشخيص;;ية‪ :‬هن ))اك أس ))اس مهم لعملي ))ة التق ))ويم ه ))و أن تك ))ون نتائجه ))ا تشخيص ))ية‪ ،‬أي أن تم ))يز‬
‫المستويات المختلفة من األداء‪ ،‬وأن تصف نواحي القوة ونواحي الضعف في عمليات األداء ونتائجه‪.‬‬

‫‪ -4‬الص;;دق‪ :‬ص)))دق أدوات التق ))ويم معن ))اه أن تقيس م ))ا وض)))عت لقياس ))ه‪ ،‬وي ))زداد ه ))ذا الص ))دق كلم ))ا ازداد‬
‫اتساقها مع األهداف‪ ،‬وتستند األدوات الصادقة إلى تحليل أنماط السلوك المراد تقويمها‪.‬‬

‫‪ -5‬االستمرارية‪ :‬ويقص))د باالس))تمرارية مالزم))ة التق))ويم للعملي))ة التعليمي))ة من ب))دايتها وح))تى نهايته))ا‪ ،‬وب))ذلك‬
‫تتحق)ق الوظيف)ة العالجي)ة التربوي)ة للتق)ويم وليس إص))دار أحك)ام به)دف تش)خيص حال)ة المتعلم في نهاي)ة الع)ام‬
‫الدراسي‪.‬‬

‫‪ -6‬التكام;;ل‪ :‬نظ) )ًر ا ألن الس ))لوك اإلنس ))اني بش ))كل وح ))دة عض ))وية بمع ))نى أن ك ))ل ج ))زء من أجزائ ))ه مرتب ))ط‬
‫ب ))األجزاء األخ ))رى‪ ،‬ف)))إن تل ))ك األج ))زاء بحاج ))ة إلى تجم ))ع م ))رة أخ ))رى عن ))د نق ))ط كث ))يرة وينبغي أن تش ))كل‬
‫مجموعة أدوات التقويم نمًطا مترابًط ا بحيث توفر كل أداة منها اللبنات المكملة لألداة األخرى‪.‬‬

‫سادسًا‪ -‬أنماط التقويم‪:‬‬

‫التق))ويم يع))ني معرف))ة م))دى تحقي))ق األه))داف المح))ددة لم))ادة التربي))ة اإلس))المية وه))و به))ذا المع))نى يع))د ج))زء ال‬
‫يتج ))زء من المنهج ال ))تربوي اإلس ))المي‪ ،‬والتق ))ويم أيض ))ا عملي ))ة تح ))دد قيم ))ة الش ))يء تحدي ))دا ش ))امال للتأك ))د من‬
‫سالمة األهداف وكفاي)ة الوس)ائل ومناس)بة األس)اليب المتبع)ة في)ه‪ ،‬وأن)ه يطمئن الم)درس إلى مس)يرة األداء في‬
‫الدرس‪ ،‬وإ لى انتقال خطواته انتقال صحيًح ا هادًفا‪ ،‬وللتقويم أنماط متعددة منها‪:‬‬

‫‪ -1‬أسئلة المعلم للمتعلمين‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ -2‬أسئلة المتعلمين للمعلم‪.‬‬

‫‪ -3‬أسئلتهم المتعلمين بعضهم لبعض تحت إشرافه‪.‬‬

‫‪ -4‬مطالبتهم بالتعبير الذاتي عن بعض قواعد الدرس وأفكاره ومواقفه‪.‬‬

‫‪ -5‬تكليفهم تلخيص بعض الحقائق والمواقف في الدرس‪.‬‬

‫‪ -6‬قيام بعضهم بتمثيل الشخصيات التي يسمح الدين اإلسالمي بتمثيلها‪.‬‬

‫‪ - 7‬مطالبتهم بالموازنة بين بعض المبادئ اإلسالمية‪ ،‬وما يقابلها مما هو سائد في تطبيقات الحياة‪ ،‬مع بيان‬
‫المزايا والمسوغات التي جاء بها اإلسالم‪.‬‬

‫اختبارات قياسية معيارية تعد قبل الدرس ويجاب عنها فيه‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫سابعًا‪ -‬معايير التقويم‬


‫ومع) ))ايير التق) ))ويم في التربي) ))ة اإلس) ))المية ه) ))و الفهم والت) ))دبر والعم) ))ل بم) ))ا يع) ))رف اإلنس) ))ان المس) ))لم‪ ،‬فالفع) ))ل‬
‫والممارس ))ة هم ))ا معي ))ار التربي ))ة في اإلس ))الم ل ))ذلك أن أي ))ة أدوات للتق ))ويم ينبغي أن تص ))اغ لكي تقيس س ))لوك‬
‫اإلنس))ان وتص))رفاته في مواق))ف الحي))اة المختلف))ة في أط))ار األه))داف العام))ة لتربي))ة المس))لم التربي))ة اإلس))المية‬
‫الحقة‪.‬‬
‫وألجل القيام بعملية التقويم يوجد معيارين للتقويم الجيد‪ ،‬وكما يلي‪-:‬‬
‫‪ -١‬المعيار السيكومتري (جماعي المرجع)‪ :‬ويعتمد هذا المعيار اساسًا على أن الدرجة التي يحصل عليها‬
‫المتعلم في االختبار ال تع)ني ش)يئًا أال بموازنته)ا ب)درجات رفاق))ه على االختب)ار نفس)ه‪ ،‬أي أن المح)ك هن)ا ه)و‬
‫موقع المتعلم بالنسبة الى رفاقه ولذا سمي هذا المعيار بالمعيار جماعي المرجع أو (‪Norm Refrecing‬‬
‫معياري المرجع)‪.‬‬

‫‪ -٢‬المعي))ار األديوم))تري (ف))ردي المرج))ع)‪ :‬ال))ذي ي))رمي إلى موازن))ة الدرج))ة ال))تي يحص))ل عليه))ا المتعلم في‬
‫ضوء درجة االختبار وفي هذه الحالة تتم موازنة المتعلم على أساس المحك المطلوب‪ ،‬وهو درجة االختبار‬
‫ويسمى المعيار في هذه الحالة محكي المرجع ‪)Criterion Reference(.‬‬

‫‪51‬‬
‫ثامنًا‪ -‬خطوات التقويم‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديد األهداف العامة والخاصة في عملية التقويم‪.‬‬

‫‪ -2‬تحديد المواقف التي نجمع منها المعلومات المتصلة باألهداف‪.‬‬

‫‪ -3‬تحديد كمية المعلومات ونوعيتها التي نحتاج إليها‪.‬‬

‫‪ -4‬اختيار‪ ،‬ثم تصميم أساليب التقويم المناسبة وأدواته‪.‬‬

‫‪ -5‬جمع البيانات باستعمال األدوات واألساليب المختارة ومن المواقف السابق تحديدها‪.‬‬

‫‪ - 6‬تضيف البيانات والمعلومات عن طريق تحليلها وتسجيلها في صورة يمكن منها االستدالل واالستنتاج‪.‬‬

‫‪-7‬تفس))ير البيان))ات في ص))ورة تتض))ح به))ا المتغ))يرات‪ ،‬والب))دائل المتاح))ة ال))تي يف))اد منه))ا في إص))دار حكم أو‬
‫قرار‪.‬‬

‫‪ -8‬إصدار الحكم أو القرار‪.‬‬

‫‪ - 9‬متابعة تنفيذ الحكم أو القرار‪ ،‬حتى يمكن معرفة مدى المعلومات التقويمية في تحسين العمل أو الموقف‬
‫أو السلوك الذي تقومه‪.‬‬

‫تاسعًا‪ -‬أغراض القياس والتقويم‪:‬‬

‫يعرف االختبار بأنه عين)ه مخت)ارة من الس)لوك (الن)واتج التعليمي)ة) الم)راد قياس)ه لمعرف)ة درج)ة امتالك الف)رد‬
‫من ه ))ذا الس ))لوك‪ ،‬وذل ))ك من أج ))ل الحكم على مس ))توى تحص ))يله‪ ،‬وتع ))دد االختب ))ارات كمق ))اييس مختلف ))ة منه ))ا‬
‫اختبارات التحصيل‪ ،‬واختبارات االستعداد‪ ،‬واختبارات الشخصية‪ ،‬أما أغراض القياس والتقويم فهي‪:‬‬

‫‪ -١‬التحصيل‪ :‬وهو معرف))ة مق)دار م)ا امتلك)ه المتعلم من م)ادة دراس)ية معين)ة على وف))ق أه)داف معين)ة وهي‬
‫مدة زمنية معين)ة‪ ،‬و تس)اعد معرف))ة مس)توى تحص)يل المتعلم في معرف))ة م)دى مس)اهمته الفعلي)ة في المش)اركة‬
‫المعرفية في أمور حياته المختلفة وتساعد في معرفة كمية الم))واد الدراس))ية ونوعيته))ا ال))تي يمكن أن تض))اف‬
‫مستقباًل بحسب مدى المعلومات المتوافر لديه‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -٢‬المسح‪ :‬يعد المسح ضرورًي ا للتخطيط لبرامج مستقبلية تختص بالتدريب والتعلم وغيرها‪.‬‬

‫‪ -٣‬التنبؤ‪ :‬يعني توقع مس)توى أداء الف)رد مس)تقباًل على أس)اس ع)د س)لوك الف)رد في معدل)ه ثابًت ا‪ ،‬يفي)د التنب)ؤ‬
‫في اختص))ار ال))وقت‪ ،‬والجه))د في اختب))ار األف))راد ال))ذين يتم التنب))ؤ عن مس))توى أدائهم الع))الي مس))تقبال س))واء‬
‫أكان ذلك في مهنة معينة أم في برنامج تدريسي معين أو تدريبي‪.‬‬

‫‪ -٤‬التشخيص والعالج‪ :‬ويعني التشخيص في معرفة نقاط القوة‪ ،‬والضعف في أداء أي شخص سواء أكان‬
‫األداء في غرفة َص ِّفية أم في مهنة معينة أم في برنامج معين‪ ،‬في حين يعني العالج مواجه))ة األس))باب ال))تي‬
‫ت) ))دعو إلى وج) ))ود نق) ))اط الض) ))عف المعين) ))ة في ال) ))وقت نفس) ))ه ال) ))ذي يتم في) ))ه تأكي) ))د نق) ))اط الق) ))وة‪ ،‬والعم) ))ل على‬
‫استمراريتها‪.‬‬

‫‪ -٥‬اإلرشاد والتوجيه‪ :‬ويعني به إرشاد المتعلمين وتوجيههم ممن يواجهون صعوبات معينة في مج))ال م))ا‪،‬‬
‫إلى األك) ))ثر مناس) ))بة لق) ))دراتهم أو اس) ))تعدادهم‪ ،‬وب) ))ذلك ي) ))وفر عليهم الجه) ))د وال) ))وقت في ض) ))وء نت) ))ائج القي) ))اس‬
‫والتقويم‪.‬‬

‫‪ -٦‬اتخاذ القرار‪ :‬كالنقل والتدريب‪ ،‬وإ عطاء الشهادات وغير ذلك‪.‬‬

‫‪ -٧‬أغراض خاصة بالنظام التربوي وهي كاألتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬التغذية الراجعة (‪ )Feedback‬لكل من المعلم والمتعلم ويقصد بالتغذية الراجعة‪ ،‬معرفة النتائج‪.‬‬

‫ب‪ -‬إث;;ارة الدافعي;;ة ل;;دى المتعلمين ويع))ني بالدافعي))ة الق))وة الذاتي))ة ال))تي تح))رك س))لوك المتعلم في اتج))اه‬
‫معين‪.‬‬

‫ج ‪ -‬معرفة المدى الذي تقدم إليه المتعلم خالل مدة دراسية‪.‬‬

‫د ‪ -‬تطبيق المتعلمين لما تعلموه وممارسته داخل الغرفة الصفية‪.‬‬

‫ه ‪ -‬تقييم مالئمة المناهج لحاجات المتعلمين‪ ،‬وميولهم واستعداداتهم‪.‬‬

‫و‪ -‬البحث ال;تربوي‪ :‬وبخاص))ة فيم))ا يتعل))ق بمعرف))ة أث))ر وح))دة منهجي))ة جدي))دة في تحص))يل المتعلمين أو‬
‫طريقة تدريس معينة وغيرها‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫عاشرًا‪ -‬تقويم التعليم والتعلم في مادة التربية اإلسالمية ‪:‬‬
‫التق ))ويم ج ))زء من العملي ))ة التعليمي ))ة يس ))اعد المعلم على تحس ))ين تدريس ))ه‪ ،‬ويس ))اعد المتعلم في معرف ))ة م ))دى‬
‫تحقيق) ))ه أله) ))داف درس) ))ه‪ ،‬مم) ))ا ي) ))وفر الدافعي) ))ة لدي) ))ه لتعلم م) ))ادة التربي) ))ة اإلس) ))المية فتحث عملي) ))ات النم) ))و في‬
‫شخص))يته والتغ))ير فيه))ا‪ ،‬وعلي))ه يمكن تعري))ف التق))ويم بأن))ه‪( :‬العملي))ات ال))تي من خالله))ا يس))تطيع المعلم تق))دير‬
‫م))دى تحقي))ق األه)داف والقيم المرج))وة من التعلم)‪ .‬أن عملي))ات التق)ويم ال ت))رمي إلى تش))خيص الواق))ع فحس))ب‬
‫أو إنما ترمي إلى تعزيز نقاط القوة وعالج ح)االت الض)عف وتالفيه)ا‪ ،‬وه)ذا يجع)ل من عملي)ة التق)ويم عملي)ة‬
‫مستمرة ال تتوقف ‪.‬‬

‫الحادي عشر‪ -‬أهداف تقويم التعليم والتعلم في مادة التربية اإلسالمية ‪:‬‬
‫يستعمل التقويم في التربية لتحقيق أهداف متنوعة أهمها ‪:‬‬
‫‪ -١‬تأكي ) ))د أه ) ))داف الت ) ))دريس ل ) ))دى ك ) ))ل من المتعلمين والمعلمين على الس ) ))واء‪ ،‬واختي ) ))ار مض ) ))مون خ ) ))برات‬
‫ومحتوى مادة التربية اإلسالمية التي تحقق تلك األهداف ‪.‬‬
‫‪ - ٢‬توفير الدافعية عند المتعلم لتعلم مادة التربية اإلسالمية وتوجيه نشاطاته لتحقيق أهداف تدريسها ‪.‬‬
‫‪ -٣‬تط))وير ق))درات المتعلمين‪ ،‬ومه))اراتهم في م))واد التربي))ة اإلس))المية واتخ))اذ اإلج ا رءات الالزم))ة لتعزي))ز‬
‫نقاط القوة‪ ،‬والتغلب على نقاط الضعف وتالفيها‪.‬‬
‫‪ -٤‬المساعدة في الكشف عن حاجات المتعلمين وميولهم بشأن موضوعات التربية اإلسالمية مما يساعد‬
‫في وض))ع مع))ايير وأس))س مناس))بة لتوجي))ه المتعلمين توجيه))ا تربوي))ا إس))الميا يحق))ق مض))مون أه))داف من))اهج‬
‫التربية اإلسالمية ‪.‬‬
‫‪ - ٥‬تمكين معلمي مادة التربية اإلسالمية من معرفة مدى نجاح أساليب التدريس وطرائقه التي يستعملونها‬
‫في تعلم م))ادة التربي))ة‪ ،‬وبالت))الي م))دى إح))داث نت))ائج التعلم المرغ))وب في))ه‪ ،‬فيعرف))ون م))واطن الق))وة والض))عف‬
‫ويطورون أساليب تدريسهم على وفق نتائج المتعلمين في التربية اإلسالمية ‪.‬‬
‫‪ -٦‬يعي ))د معلم ))و التربي ))ة اإلس ))المية تنظيم م ))ادة ال ))درس فيط ))ورون في األه ))داف والمن ))اهج‪ ،‬ويع ))دلون فيه ))ا‬
‫لتصبح أكثر قابلية لتحقيق أهداف تدريس مادة التربية اإلسالمية‪.‬‬

‫الثاني عشر‪ -‬مجاالت التقويم في التربية اإلسالمية‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫تشتمل عملية التقويم على ج)وانب العملي)ة التربوي)ة جميعه)ا فهي تق)وم األه)داف والمنه)اج والكت)اب‪ ،‬والمعلم‪،‬‬
‫والمتعلم‪ ،‬والمدرس))ة‪ ،‬والوس))ائل التعليمي))ة‪ ،‬وتق))ويم عملي))ة التق))ويم نفس))ها‪ ،‬ويمكن إيج))از مج))االت التق))ويم في‬
‫التربية اإلسالمية بما يأتي‪:‬‬

‫‪ -١‬تقويم األهداف‪ :‬يق )ّو م المعلم أه))داف م))ادة التربي))ة اإلس))المية من حيث ترابطه))ا وتكامله))ا وم))دى قابليته))ا‬
‫للتحق) ))ق في الحي) ))اة ويق) ))وم األه) ))داف من حيث م) ))دى ش) ))موليتها لجمي) ))ع الج) ))وانب المتعلق) ))ة باإلنس) ))ان والك) ))ون‬
‫والحي ))اة‪ ،‬ومن حيث م ))دى عناي ))ة األه ))داف بتنمي ))ة ج ))وانب شخص ))ية المتعلم جميعه ))ا عقلي ))ا وروحي ))ا وجس ))مًيا‬
‫وعاطفًيا واجتماعًيا‪.‬‬

‫‪ -٢‬تقويم المنهاج والكتاب‪ :‬يق))وم المعلم منه))اج التربي))ة اإلس))المية من حيث م))دى مالئمت))ه أله))داف التربي))ة‬
‫وتحقيق ))ه له ))ا‪ .‬وأث ))ر ه ))ذا التق ))ويم في إح ))داث التغ ))يرات المرغوب ))ة في س ))لوك المتعلمين ويق ))وم معلم التربي ))ة‬
‫اإلسالمية الكتاب المدرسي سواء من حيث الشكل وطريقة إخراج الكتاب بص))ورة ش)ائقة وواض))حة وطباع)ة‬
‫الم ))ادة التعليمي ))ة بص ))ورة مناس ))بة‪ ،‬أو من حيث الموض ))وع‪ ،‬وم ))دى مالئم ))ة محت ))وى الم ))ادة للمنهج‪ ،‬وطريق ))ة‬
‫عرض مادة الكتاب‪ ،‬وصحة المعلومات فيه‪.‬‬

‫‪ -٣‬تقويم المعلم نفسه‪ :‬يقوم معلم التربية اإلس)المية نفس)ه في ض))وء مع)ايير ومحك)ات مقنن)ة بحيث يتع)رف‬
‫نفسه من حيث شخصيته ومؤهالته وطاقته وواقعيته ونموه األكاديمي والتربوي ومدى تحمله للمسؤولية‪.‬‬

‫‪ -٤‬تق;;ويم المدرس;;ة‪ :‬وذل))ك بتق))ويم عالق))ة المدرس))ة ب))المجتمع في ض))وء تحقي))ق أه))داف التربي))ة اإلس))المية‪،‬‬
‫ويستطيع معلم التربية اإلسالمية أن يقوم هذه العالقة من حيث مدى مساهمة المدرسة في نشاطات المجتم)ع‬
‫الدينية‪ ،‬ومساهمة المتعلمين في إحياء المناس))بات اإلس))المية مث))ل‪ ،‬المول))د النب))وي الش))ريف‪ ،‬والهج))رة النبوي))ة‪،‬‬
‫ومعرك) ))ة ب) ))در الك) ))برى وغيره) ))ا‪ ،‬ومن حيث م) ))دى مش) ))اركة أعض) ))اء المجتم) ))ع المحلي في مج) ))الس اآلب) ))اء‬
‫والمعلمين ومجالس التطوير المدرسي‪.‬‬

‫‪ -٥‬تق;;ويم المتعلم‪ :‬يمكن تق ))ويم ج ))وانب متع ))ددة من شخص ))ية المتعلم‪ ،‬ف ))التقويم للمتعلم يتعل ))ق بإص ))دار حكم‬
‫على تحصيله وقدراته واستعداداته وشخصيته وميوله واتجاهاته‪.‬‬

‫‪ -٦‬تق;;ويم الوس;;ائل التعليمي;;ة‪ :‬يق ))وم معلم التربي)))ة اإلس)))المية الوس ))ائل التعليمي ))ة من حيث نوعه)))ا وكلفته)))ا‬
‫ومالئمتها لتحقيق األهداف‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ - ٧‬تقويم عملي;ة التق;ويم نفس;ها‪ :‬تق))وم عملي))ة التق))ويم نفس))ها من حيث اش))تمالها على أدوات تق))ويم متع))ددة‬
‫واشتمالها على تقويم جوانب النمو جميعها لدى المتعلم ومدى استعمال أساليب تقويم تناسب أهداف المنهج‪.‬‬

‫‪ -‬الشروط الواجب توافرها في أدوات التقويم بالتربية اإلسالمية ‪:‬‬


‫‪ -1‬أن تختار أدوات التقويم في ضوء طبيعة الهدف التربوي ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تختار األدوات في ضوء أغراض استعماالتها المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تتوافر فيها شروط الصدق والثبات والموضوعية‪ ،‬وسهولة االستعمال ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن تكون شاملة وقادرة على التمييز وأظهار الفروق الفردية بين المتعلمين‪.‬‬

‫الثالث عشر‪ -‬أدوات التقويم في التربية اإلسالمية ‪:‬‬


‫التقويم الناجح هو الذي يشمل الجانب النظري والسلوكي بحيث يص))بح الس))لوك الع))ام للمتعلم دالل))ة حس))نة أو‬
‫س))يئة على م))دى ت))أثير من))اهج وطرائ))ق ووس))ائل التربي))ة اإلس))المية وفاعليته))ا ل))ذا تس))تعين التربي))ة اإلس))المية‬
‫ب) ))أدوات متع) ))ددة ترتك) ))ز جميعه) ))ا على م) ))دى نم) ))و المتعلمين من ن) ))احيتين هم) ))ا ‪ :‬تق) ))ويم التكي) ))ف الشخص) ))ي‬
‫واالجتماعي والجانب التحصيلي للمتعلم‪.‬‬
‫‪ -١‬تقويم الجانب الشخصي واالجتماعي ‪:‬‬
‫إذ تحق ) ))ق التربي ) ))ة أح ) ))د أه ) ))دافها وه ) ))و النم ) ))و المتكام ) ))ل للمتعلم فالب ) ))د له ) ))ا من أن تهتم بنواحي ) ))ه الشخص ) ))ية‬
‫واالجتماعي ))ة ومن أب ))رز األدوات المس ))تعملة في تق ))ويم النم ))و الشخص ))ي واالجتم ))اعي التق ))ارير والمالحظ ))ة‬
‫المنظمة واللقاءات الفردية والتقويم الذاتي والبطاقة التتبعية‪.‬‬
‫وتتلخص هذه األدوات باآلتي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التقارير ‪ :‬وهي أداة يتمكن المتعلم من خاللها من رسم صورة حية عن العمل‪ ،‬تشمل رأيه في مستوى‬
‫أداء المتعلمين من الجوانب المختلفة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬المالحظ;;ة المنظم;;ة لس;;لوك المتعلمين ‪:‬وذل ))ك من خالل تس ))جيل أوج ))ه نش ))اط المتعلمين‪ ،‬وخ ))براتهم‬
‫ومه))اراتهم‪ ،‬وتتم تل))ك المالحظ))ة من خالل تحدي))د أه))دافها بدق))ة‪ ،‬ومن ثم تس))جيل ج))وانب الس))لوك ال))تي ي))راد‬
‫مالحظته ))ا‪ ،‬واالس ))تعانة بأولي ))اء األم ))ور لض ))مان اس ))تمرار عملي ))ة المالحظ ))ة‪ ،‬واطالعهم على ج ))وانب الق ))وة‬
‫والضعف لدى أبنائهم‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ج ‪ -‬اللق;;اءات الفردي;;ة‪ :‬إذ يس) ))تطيع معلم التربي) ))ة اإلس) ))المية‪ ،‬تع) ))رف أوض) ))اع المتعلمين من خالل لقاءات) ))ه‬
‫الفردي ) ) ))ة بهم في الص ) ) ))ف او الملعب أو غرف ) ) ))ة المعلمين‪ ،‬إذ يتمكن من االس ) ) ))تماع إليهم به ) ) ))دوء ونص ) ) ))حهم‬
‫وتوجيههم‪ ،‬وتعرف قيمهم واتجاهاتهم وميولهم‪ ،‬ومحاولة تعديل سلوكهم وتحسينه نحو األفضل‪.‬‬
‫د‪ -‬التق;;ويم ال;;ذاتي‪ :‬وهي أدوات تعتم ))د على رؤي ))ة المتعلم نفس ))ه من خالل تص ))رفاته ومواقف ))ه المختلف ))ة في‬
‫موض))وع م))ا‪ ،‬وتق))وم لك))ل األدات على (أن يحتف))ظ المتعلم بس))جل ي))دون في))ه أعمال))ه ونش))اطاته وانجازات))ه أو‬
‫مطالعات)ه في موض))وع معين وم)دى نجاح)ه أو فض))له ففي أداء العم)ل‪ ،‬ثم ي)وازن بين م)ا وص))ل إلي)ه في م)دة‬
‫أنف ))ه‪ ،‬ويمكن اس ))تثمار معلم التربي ))ة اإلس ))المية له ))ذه األداة في ت ))دعيم الس ))لوك اإلس ))المي وتعزي ))زه ال يحاف ))ظ‬
‫علي))ه المتعلم بانتظ))ام مث))ل (أداء فريض))ة الص))الة جماع))ة)‪ ،‬ويمكن اس))تغالل معلم التربي))ة ه))ذه األداة التق))ويم‬
‫الذاتي) في أطفاء سلوك غير إسالمي‪ ،‬ألحد المتعلمين مث))ل ع)ادة الت))دخين‪ ،‬أو ع)دم االنتظ))ام في الص))الة‪ ،‬أو‬
‫عدم المحافظة على تالوة جزء من القرآن الكرمي يوميًا‪.‬‬
‫ه ‪ -‬البطاقة التتبعية‪ :‬يسجل المعلم في البطاقة التتبعية الحالة العامة للمتعلم من النواحي االجتماعية‬
‫والصحية والتحصيلية‪ ،‬وتوضح فيها قدراته وميوله واتجاهاته ليمكن الحكم عليه في المستقبل‪ ،‬وتعديل‬
‫س ))لوكه في ض ))وء المعلوم ))ات الموج ))ودة في بطاقت ))ه‪ ،‬وينبغي أن تك ))ون البطاق ))ة س ))رية بحيث ال تس ))تغل في‬
‫التشهير ببعض المتعلمين أو األض ا رر بهم ولذلك ينبغي إال يطلع عليها سوى المشرف – المعلم‪.‬‬
‫و‪ -‬التربية اإلسالمية بأس;لوب التوب;ة والغف;ران أق))وى وس))ائل اإلص))الح في التربي))ة‪ ،‬وق))د دع))ا( رس))ول اهلل‬
‫صلى‬
‫اهلل عليه وآله وسلم) إلى التوبة ورغب في األسراع فيها‪ ،‬وبشر بأن اهلل تعالى يقبلها ألنها دليل على ش))عور‬
‫الشخص بأخطائه (التق)ويم ال)ذاتي) وأدراك)ه لذنوب)ه‪ ،‬وعزم)ه على ع)دم الع)ودة إليه)ا‪ ،‬وحرص))ه على تص))حيح‬
‫الخطأ‪.‬‬

‫‪ -٢‬تق;;ويم الج;;انب التحص;;يلي للمتعلم ‪:‬إذ يس)))تعمل ك)))أهم أس)))لوب للتق ))ويم في مدارس ))نا‪ ،‬ومن خالل ))ه يمكن‬
‫معرف ))ة م ))دى التق ))دم ال ))ذي أح ))رزه المعلم ))ون والمتعلم ))ون في االمتح ))ان ‪.‬يقس ))م على ن ))وعين رئيس ))ين هم ))ا ‪:‬‬
‫االختبارات الشفوية واالختبارات التحصيلية‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الوحدة الثامنة‪ -‬االختبارات وأنواعها في تدريس مادة التربية اإلسالمية‪:‬‬
‫أوًال‪ -‬االختبارات‬
‫تقسم االختبارات إلى صنفين‪ ،‬هما‪-:‬‬
‫أ‪ -‬االختبارات الشفوية‪ :‬وترمي إلى الحكم على مدى فهم المتعلمين للحق)ائق المختلف)ة وٕا لى تق)ويم المه)ارات‬
‫الشفوية التي اكتسبها المتعلمون في موضوعات مختلفة مثل الق))راءة الجهري))ة‪ ،‬وحس))ن تالوة الق))رآن الك))ريم‪،‬‬
‫والخطاب) ))ة‪ ،‬والق) ))اء الش) ))عر‪ ،‬والق) ))درة على المحادث) ))ة بلغ) ))ة أجنبي) ))ة‪ ،‬ومعلم التربي) ))ة اإلس) ))المية ال يس) ))تغني عن‬
‫االختب)))ارات الش)))فوية في تق)))ويم المتعلمين في م)))دى حس)))ن تالوتهم للق ))رآن الك ))ريم وحس ))ن تط ))بيقهم لقواع)))د‬
‫التجوي))د لقول))ه تع))الى‪َ } :‬أو ِز د َع لي )ِه َو ِر ّتل اْلُق رَءاًن َت ِر تيًال{‪ ،‬وترتب))ط االختب))ارات الش))فوية ارتباط )ًا مباش))رًا‬

‫‪58‬‬
‫بأسلوب المالحظة إذ يالحظ المعلم مدى اتقان المتعلم لمهارة التالوة ثم يسجل درجة االختب))ار الش))فوي على‬
‫وفقها‬
‫ولعل من أهم مزاياها األتي ‪:‬‬
‫‪ - ١‬إنها تناسب المتعلمين في السنوات األولى من المرحلة االبتدائية وذلك لعدم قدرتهم على القراءة‬
‫والكتابة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬إنها تساعد المعلم على التمييز بين المتعلمين المتقاربين في المستوى ‪.‬‬
‫‪ -٣‬إنها تساعد المتعلم على سرعة تصحيح األخطاء ومعالجة الخلل فور وقوعه‪.‬‬
‫‪ -٤‬إنها تكشف عن قدرة المتعلم على المناقشة والحوار‪ ،‬وسرعة اإلجابة والتفكير السريع ‪.‬‬
‫‪ - ٥‬إنها تتيح للمعلم توجيه أكبر قدر من األسئلة الى المتعلمين عند تقويم كل مجموعة من المجموعات‬
‫الصف وبالتالي يفيد المتعلمون من االجابات المتعددة والمتكررة وتتركز المعلومات في أذهانهم بعد‬
‫استيعابهم وفهما‪.‬‬

‫‪ -‬عيوبها‪:‬‬

‫‪ -١‬إنها تتأثر في ذاتية المعلم‪ ،‬ألن المعلم قد يكون قيّم المتعلم سلفًا واستقر تقييمه له في نفسه على أنه‬
‫مجد أو أنه غير ذلك‪ ،‬وعندها قد يتأثر في التقييم السالف‪.‬‬
‫‪ -٢‬إنها تستغرق وقتًا طويًال فإذا كان عدد المتعلمين في الّص ف الواحد كبيرًا تطلب من المعلم وقتًا‬
‫طويال قد ال يجده ‪.‬‬
‫‪ - ٣‬إن الذين يسألون في نهاية الدرس يفيدون من إجابات زمالئهم‪ ،‬وبالتالي قد يكون تقييمهم أفضل من‬
‫سابقيهم وذلك بسبب تكرار األسئلة‪.‬‬
‫‪ - ٤‬قد تتفاوت مستويات األسئلة الموجهة وبالتالي يتفاوت تقييم المعلم للمتعلمين بحسب مستويات األسئلة‬
‫المقدمة لهم ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬االختبارات التحصيلية ‪ :‬وهي االختبارات التي تعتمد على المتابعة وتحرير األجوبة في الدفاتر‬
‫واللوحات ‪.‬‬

‫‪ -‬إعداد االختبارات التحصيلية ‪:‬‬


‫تع) ))د االختب) ))ارات التحص) ))يلية من أك) ))ثر الوس) ))ائل المس) ))تعملة في تق ))ويم تحص) ))يل المتعلمين‪ ،‬وهي األداة ال) ))تي‬
‫توضح مدى تحقيق المادة لألهداف المرسومة لها‬

‫‪59‬‬
‫ثانيًا‪ -‬أنواع االختبارات التحصيلية ‪:‬‬
‫‪ -١‬االختبارات المقالية ‪.‬‬
‫‪ -٢‬االختبارات الموضوعية ‪.‬‬

‫‪ -1‬االختبارات المقالية ‪:‬‬


‫يقص ))د به ))ا األس ))ئلة التقويمي ))ة ال ))تي تق ))ع في نهاي ))ة ك ))ل درس من دروس الوح ))دات الس ))ت ‪ :‬الق ))رآن الك ))ريم‪،‬‬
‫والحديث الشريف‪ ،‬والعقي)دة‪ ،‬والفق)ه‪ ،‬والس)يرة‪ ،‬واألخالق والته)ذيب‪ ،‬ال)تي تتض))منها كتب التربي)ة اإلس))المية‪،‬‬
‫واألس))ئلة المقالي))ة تتطلب أن يجيب عنه))ا المتعلم بعب))ارة واح))دة أو عب))ارات ع))دة بكلمات))ه الخاص))ة‪ .‬وتن))وعت‬
‫تل) ))ك االختب) ))ارات من حيث موض) ))وعاتها فهي تس) ))أل عن ال) ))وقت‪ ،‬والموق) ))ع‪ ،‬والكم‪ ،‬والتس) ))مية‪ ،‬والتعري) ))ف‪،‬‬
‫والوصف والتوضيح‪ ،‬واألمثلة‪ ،‬والترتيب والسبب والنتيجة والموازنة‪.‬‬
‫وأدوات االستفهام التي استعملت في هذه األسئلة هي ‪:‬‬
‫متى‪ ،‬أين‪ ،‬كم‪ ،‬ما‪ ،‬من‪ ،‬ماذا‪ ،‬أي‪ ،‬بماذا‪ ،‬بم‪ ،‬كيف يتم‪ ،‬لماذا‪ ،‬هل ‪.‬‬
‫أما األفعال األمر التي استعملت في هذه األسئلة فهي ‪:‬‬
‫إذكر‪ ،‬عدد‪ ،‬صنف‪ ،‬إسرد‪ ،‬تحدث‪ ،‬اسأل‪ ،‬أكتب‪ ،‬أقرأ‪ ،‬إستخرج‪ ،‬إشرح‪ ،‬وضح‪ ،‬بين‪ ،‬هات‪ ،‬عّد ل‪ ،‬أنظر‪،‬‬
‫تأمل ‪.‬‬
‫واألمثلة اآلتية توضح أهم انواع األسئلة المقالية في كتب التربية اإلسالمية‪:‬‬

‫‪ -١‬الوقت ‪ :‬متى يخطب اإلمام خطبة الجمعة ؟‬


‫‪ -٢‬الموقع ‪ :‬أين يوجد مقام النبي إ براهيم (عليه السالم) ؟‬
‫‪ -٣‬الكم ‪ :‬كم سنة مكث المسلمون في شعب أبي طالب ؟‬
‫‪ -٤‬التسمية ‪ :‬ما اسم الملك الذي كان ينزل بالقرآن إلى النبي (صلى اهلل عليه وآله وسلم) ؟‬
‫‪ -٥‬التعريف ‪ :‬عرف المعجزة ؟‬
‫‪ - ٦‬الوصف ‪ :‬صف العذاب الذي يحل بأبي لهب يوم القيامة ‪.‬‬
‫‪ -٧‬التوضيح ‪ :‬إشرح اآلية الكريمة قال تعالى‪ } :‬الَح شر المُم ًتحًن ة الَّصف الُج ُم ًع ة المَناِف ُقوَن {‬
‫‪ -٨‬األمثلة ‪ :‬إذكر أمثلة على ما يجب تقديمه من إحترام كبار السن وطاعتهم ‪.‬‬
‫‪ -٩‬الترتيب ‪ :‬عدد خطوات سجود التالوة ‪.‬‬
‫‪ -١٠‬السبب ‪ :‬ما سبب هجرة المسلمين إلى الحبشة في المرة األولى‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ -11‬النتيجة ‪ :‬ما األجر الذي يناله المسلم على تكريمه لكبار السن في الدنيا ؟‬

‫‪ - ١٢‬الموازنة ‪ :‬ما الفرق بين األيثار واألنانية ؟‬

‫‪ -‬أسس إعداد أسئلة المقال‪:‬‬


‫أ‪ -‬عند صياغة أسئلة المقال على المعلم أن يتوخى الدقة والوضوح وذلك باختيار الكلمات التي ال تتحمل‬
‫أكثر من تفسير واحد ‪.‬‬
‫ب‪ -‬على المعلم إال يسمح للمتعلمين باالختيار من عدد من األسئلة أي عدم الترك‪.‬‬
‫ج ‪ -‬ضرورة أن يتضمن االختبار أنماطا مختلفة من األسئلة‪ ،‬كأْن يطلب تعليال أو موازنة أو استنتاجًا أو‬
‫شرحًا‪.‬‬
‫د‪ -‬تركيز األشياء المهمة في ما درسه المتعلمون ‪.‬‬
‫ه ‪ -‬يفضل عند صياغة األسئلة كتابة األجوبة األنموذجية لها ألن هذا يتيح الفرصة إلعادا النظر فيها‬
‫والتأكد من صالحيتها ‪.‬‬
‫و‪ -‬لتحقيق الموضوعية عند التصحيح على المعلم أن يخصص درجة بكل عنصر من العناصر التي‬
‫يجب ان تتمضنها اإلجابة على السؤال ‪.‬‬
‫ز‪ -‬يحس))ن ب))المعلم أن يق))وم بتص))حيح ك))ل س))ؤال على وح))دة لك))ل المتعلمين قب))ل األنتق))ال إلى الس))ؤال ال))ذي‬
‫يليه ‪.‬‬
‫ح ‪ -‬لزيادة الموضوعية في التصحيح يحسن إخفاء أسماء الطلبة الممتحنين بتحويلها إلى أرقام سرية‪ ،‬أو‬
‫عدم األهتمام باألسم أو محاولة تعرفه عند تصحيح اإلجابة‪.‬‬
‫أ‪ -‬مزاياها ‪:‬‬
‫‪ - ١‬يسهل إعدادها واستعمالها في جعل المتعلمين يفكرون في كل مستوى من مستويات تصنيف األسئلة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬تقيس قدرة المتعلمين على تنظيم أفكارهم والتعبير عنها بأسلوبهم الخاص ‪.‬‬
‫‪ -٣‬توضيح مدى فهم المتعلمين لعالقات أجزاء المادة بعضها ببعض ‪.‬‬
‫‪ -٤‬توضيح مدى قدرتهم على التمييز ‪.‬‬
‫‪ -٥‬استعمالهم لمهارات حل المشكلة ‪.‬‬
‫‪ -٦‬إنها تكشف عن التفكير اإلبداعي للمتعلمين ‪.‬‬
‫‪ -٧‬تساعد على تحسين مهارات المتعلمين‬
‫ب‪ -‬عيوبها‪:‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ - ١‬عدم ثباتها سواء من حيث صياغتها أم تصحيحها ويرجع نقص ثباتها من حيث الصياغة إلى عدم‬
‫التحديد الدقيق لنوعية اإلجابة المطلوبة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬الفشل في نقل المعنى الدقيق للمقصود من السؤال ‪.‬‬

‫‪ -٣‬تضمين مفهومات عدة داخل السؤال الواحد ‪.‬‬


‫‪ -٤‬تصحيح اإلجابات غير ثابت وغير موضوعي‪ ،‬فالدرجة تختلف من مصحح إلى أخر‪.‬‬
‫‪ -٥‬إنها تحتاج إلى وقت طويل للتصحيح‪.‬‬

‫‪ -2‬االختبارات الموضوعية ‪:‬‬


‫وسميت هذه االختبارات بالموضوعية بسبب عدم تأثر تصحيحها بالعوامل الذاتية والشخصية‬
‫للمصحح وهي كذلك موضوعية لشمولها على عينة ممثلة لمختلف أجزاء المادة ‪.‬‬
‫أ‪ -‬مزاياها ‪:‬‬
‫‪ -١‬إنها ال تتأثر بذاتية المصحح ألن لها مفتاح تصحيح ثابت ‪.‬‬
‫‪ -٢‬إنها تغطي معظم مواد المقرر الدراسي وبالتالي فإن المتعلم يضطر إلى دراسته كله‪.‬‬
‫‪ -٣‬إن اإلجابة عليها سريعة وال تتطلب وقتا أو زمنًا طويًال‪.‬‬
‫‪ - ٤‬إنها تتصف بالتنوع وبالتاليب فإنها تقيس كل جوانب المادة المراد قياسها‪.‬‬
‫‪ -٥‬تتصف بالوضوح الشديد ‪.‬‬
‫‪ -٦‬يستطيع المصححون وضع معايير كاملة لدراسة النتائج ‪.‬‬
‫‪ - ٧‬إنها تقيس معلومات المتعلم في المادة من حيث المصطلحات وتحليل الموضوعات والربط بين‬
‫العناصر وتقيس مدى فهم المتعلم لمادته والمهارات التي وجدها‪.‬‬

‫ب‪ -‬عيوبها‪:‬‬
‫‪ -١‬إعدادها صعب‪ ،‬إذ يحتاج جهدًا‪ ،‬ووقتًا كبيرين‪ ،‬وعندما يستعملها من يجهل قواعد تصميمها‪ ،‬تكون‬
‫ضارة وغير مجدية ‪.‬‬
‫‪ -٢‬تتيح مجاًال للغش والتخمين‪ ،‬من المتعلم‪ ،‬ولكن يمكن معالجة هذا العيب باستعمال معادلة التصحيح‬
‫من أثر التخمين ‪.‬‬
‫‪ -٣‬مكلفة ماديًا‪ ،‬إذ تتطلب كمية من الورقة إلى جانب أجور الطباعة ‪.‬‬
‫‪ -٤‬إذا صممها من يجهل أسس بنائها فإنها ال تقيس سوى المعارف والمعلومات السطحية‪ ،‬وهي في‬

‫‪62‬‬
‫أيدي الخبراء تقيس مختلف أنواع العمليات العقلية‪ ،‬باستثناء قدرة التعبير واإلنشاء‪.‬‬

‫ج‪ -‬أنواعها ‪:‬‬


‫وتتلخص أنواع االختبارات الموضوعية بما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -١‬الصواب والخطأ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬االختيار من متعدد ‪.‬‬
‫‪ -٣‬المطابقة (المزاوجة) ‪.‬‬

‫‪ -٤‬التكميل ‪.‬‬

‫أوًال‪ -‬اختبارات الصواب والخطأ ‪:‬‬


‫تتكون اختبارات الصواب والخطأ من مجموعة من الفقرات كل فقرة منها عبارة عن جملة إخبارية‪،‬‬
‫تتضمن معلومة واحدة ليس هنالك شك في الحكم على صحتها أو خطئها‪ ،‬ويطلب من المتعلم تحديد إذا‬
‫كانت تلك العبارة صحيحة أو خاطئة‪ ،‬وذلك بوضع إشارة معينة في المكان المعد للجواب ‪.‬‬
‫ومثاله ‪:‬‬
‫ضع عالمة (صح ) أمام العبارة الصحيحة وعالمة ( خطأ) أمام العبارة الخاطئة فيما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -١‬فتح المذياع على القرآن الكريم بصوت مرتفع يشوش على اآلخرين ( )‪.‬‬
‫‪ -٢‬يتلو مريض في المستشفى القرآن الكريم بصوت مرتفع ( ) ‪.‬‬
‫‪ -٣‬يقرأ المتعلم القرآن الكريم بتأن حتى يتدبر آياته ويفهم معانيه ( ) ‪.‬‬
‫‪ -٤‬ينتبه المتعلم على تالوة القرآن الكريم ويستمع إليها جيدًا من مقرئ القرآن( )‪.‬‬

‫أ‪ -‬أسس إعداد أسئلة الصواب والخطأ ‪:‬‬


‫‪ -١‬ينبغي أن تكون العبارات قصيرة ما أمكن‪ ،‬حتى يكون السؤال واضحًا‪.‬‬
‫‪ - ٢‬تجنب العبارات التي تحتوي على النفي أو نفي النفي‪ ،‬ألن المتعلم ال ينتبه على العالمات المنفية‪،‬‬
‫وأن نفي النفي يكون مربكا للمتعلم ‪.‬‬
‫‪ - ٣‬تجنب نقل العبارات من الكتاب المقرر‪ ،‬أو من أية مادة مكتوبة أخرى ألن هذا يشجع على الحفظ‬
‫بدًال من الفهم ‪.‬‬
‫‪ -٤‬ينبغي أن ال يزيد عدد الصواب على الخطأ زيادة كبيرة‪ ،‬أي جعل نصف العبارات في االختبار‬

‫‪63‬‬
‫صحيحة والنصف اآلخر خطأ ‪.‬‬
‫‪ - ٥‬منع المتعلم من الحدس والتخمين أزاء العبارات التي يكون فيها غير متأكد من صحة جوابها‪ ،‬وذلك‬

‫بانقاص درجة المتعلم بقدر عدد األجوبة التي يخطئ فيها‪.‬‬


‫‪ -٦‬ينبغي أن تكون العبارة واضحة توحي بإجابة واحدة فقط ( صح أو خطأ)‪ ،‬وال تحتوي على بعض‬
‫الصح أو على بعض الخطأ مما يربك المتعلم عند اإلجابة‪.‬‬
‫‪ -٧‬أجعل العبارات متساوية أو متقاربات في الطول قدر األمكان‪.‬‬

‫ب‪ -‬مزاياه ‪:‬‬


‫‪ -١‬أنه سهل الصياغة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ال يحتاج إلى وقت طويل لإلجابة أو التصحيح ‪.‬‬

‫‪ -٣‬يمتاز بالشمول إذ يمكن وضع اختبار يشمل كل محتوى البرنامج أو الدرس‪.‬‬

‫ج‪ -‬عيوبه ‪:‬‬


‫‪ -١‬انه ال يقيس قدرات المتعلم في التطبيق والتحليل والتركيب والتقويم‪.‬‬
‫‪ -٢‬ال يقيس القدرة على استعمال اللغة في عرضه األفكار واآلراء ومناقشتها‪.‬‬
‫‪ -٣‬يسمح بدرجة كبيرة للتخمين مما يقلل من درجة الموضوعية‬

‫‪ -‬نشاط‬
‫ومن األمثلة عليها ‪:‬‬
‫ضع دائرة حول رمز اإلجابة الصحيحة فيما يأتي ‪:‬‬
‫‪ - ١‬أول من جهر بالقرآن الكريم من الصحابة (رضي اهلل عنهم) في مكة المكرمة هو ‪:‬‬
‫ب‪ -‬عبد اهلل بن عباس‬ ‫أ‪ -‬عبد اهلل بن عمر‬
‫د‪ -‬عبد اهلل بن عمرو بن العاص‬ ‫ج‪ -‬عبد اهلل بن مسعود‬
‫‪ -٢‬مدة المسح على الخفين للمقيم ‪:‬‬
‫د‪ -‬يوم وليلة‬ ‫ج‪ -‬ثالثة أيام بالياليها‬ ‫ب‪ -‬يومان بليلتهما‬ ‫أ‪ -‬أربعة أيام بلياليها‬
‫‪ -٣‬من اركان الحج ‪:‬‬
‫د‪ -‬طواف الوداع‬ ‫ج‪ -‬المبيت بمزدلفة‬ ‫ب‪ -‬رمي الحجارة‬ ‫أ‪ -‬الوقوف في عرفة‬

‫‪64‬‬
‫ثانيًا‪ -‬االختيار من متعدد‬

‫أ – (أسس صياغة فقرات االختيار من متعدد(‬


‫‪ - ١‬ينبغي أن يحتوي السؤال على مشكلة محددة‪ ،‬وتصاغ بدقة بحيث ال يضطر المتعلم إلى التكهن بما‬
‫يقصده السؤال‪ ،‬وبحيث يتعلق السؤال باألهداف العامة للتعلم ويبتعد من قياس تفاصيل غير مهمة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ينبغي أن يكون أصل السؤال مختصرًا ‪ ،‬وال يحتوي أال على العبارات المرتبطة فعًال بالمشكلة فالدقة‬
‫في السؤال واالختصار فيه تساعد على التركيز في حل المسائل ‪.‬‬
‫‪ -٣‬إذا كانت هناك كلمات متكررة في البدائل فينبغي أضافتها إلى سؤال ‪.‬‬
‫‪ -٤‬تجنب صياغة النفي بقدر اإلمكان‪ ،‬ولكن إذا استعملت فيه فينبغي وضع خط تحتها‪.‬‬

‫ب‪( -‬مزاياه(‬
‫‪ - ١‬يمكن استعماله في قياس األهداف التعليمية والسيما ما يتعلق منها بالمستويات العليا كالفهم‪،‬‬
‫والتفسير والتحليل والتركيب والتقويم ‪.‬‬
‫‪ -٢‬يقلل من تخمين الجواب الصحيح إلى أدنى حد ممكن وبالذات إذا كانت البدائل ‪ 5-4‬أو أكثر‪.‬‬
‫‪ - ٣‬يرتبط هذا النوع من األسئلة بتنمية القدرة على حل المشكالت فمشكالت الحياة معظمها يتطلب‬
‫أبتداع حلول جديدة‪ ،‬وٕا نما يتطلب اختيار حل من بين حلول عدة مطروحة ‪.‬‬
‫‪ - ٤‬يوفر للمعلم وسيلة قيمة لتشخيص التحصيل الدراسي‪ ،‬وبخاصة إذا تنوعت البدائل في درجة‬
‫صحتها فقط‪ ،‬وعادة ما يكون أكثر ثباتًا من أسئلة الصواب والخطأ ويمكن استعمال الحاسوب في‬
‫تصحيح نتائج هذا النوع من األسئلة وتحليلها‪.‬‬

‫ج‪( -‬عيوبه(‬
‫‪ -١‬ال يصلح لقياس مخرجات التعليم التي تتعلق بالتآلف‪ ،‬والتنظيم الكتابي‪ ،‬واالبتكار الذي يتعلق‬
‫بالتعبير الكتابي ‪.‬‬
‫‪ - ٢‬صعوبة بناء أسئلة االختيار من متعدد‪ ،‬وتحتاج إلى دقة ومهارة عاليتين وتتطلب وقتًا أطول مما‬
‫تطلبه األسئلة الموضوعية األخرى ‪.‬‬
‫‪ - ٣‬تحتاج إلى وقت القراءة وتحتاج إلى تكلفة في الطباعة زيادة على أن الغش فيها أسهل من‬
‫االختبارات المقالية‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫ثالثًا‪ -‬أختبار المطابقة المزاوجة‪:‬‬
‫وهو عبارة عن قائمتين تمثل األولى (األسئلة) يقابله)ا مجموع)ة من الب)دائل (اإلجاب)ات وق))د تكتب على قائم)ة‬
‫األسئلة (أ) والبدائل (ب) ويطلب من المتعلم أن يختار لكل فقرة من المجموعة (أ) ما يطابقها‬
‫من المجموعة (ب) وينبغي أن يكون عدد العبارات في القائمة (ب) أكثر قليًال من عبارات المجموعة (أ)‪.‬‬

‫مثال ‪:‬‬
‫فيما يأتي قائمتين من الكلمات‪ ،‬المطلوب منك كتابة رقم الكلمة من القائمة (أ) أمام ما يناسبها‬
‫من القائمة (ب) ‪:‬‬

‫ب‬ ‫أ‬ ‫ت‬


‫‪ ...‬يذهبها‬ ‫عينان‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ ...‬حليمة السعدية‬ ‫النفاق‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ ...‬مخالفة الباطن للظاهر‬ ‫أدراك‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ ...‬البر‬ ‫حدود اهلل‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ ...‬ليقربن‬ ‫يأكل الحسنات‬ ‫‪-5‬‬
‫‪ ...‬ما نهى اهلل عنه من المحرمات‬ ‫مرض) ) ))عة الرس) ) ))ول (ص) ) ))لى اهلل علي) ) ))ه وآل) ) ))ه‬ ‫‪-6‬‬
‫وسلم)‬
‫‪ ...‬علم‪ ،‬أصاب‬ ‫الكلمة الجامعة ألفعال الخير والمعروف هي‬ ‫‪-7‬‬

‫أ‪ -‬أسس صياغة فقرات اختبارات المطابقة‬


‫‪ -١‬ينبغي أن تكون عناصر كل من القائمتين متجانسة وتدور حول محور واحد‪.‬‬
‫‪ -٢‬يفضل أن ترتب بنود كل قائمة ترتيبا أبجديا‪ ،‬أما إذا كانت أرقامًا فترتب ترتيبا تنازليًا أو تصاعديًا‪،‬‬
‫وذلك لتقليل الزمن الالزم للعثور عليها ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ينبغي أن يكون عدد األجابات في القائمة الثانية أكثر من عدد البنود في القائمة األولى‪ ،‬كي تمنع‬

‫‪66‬‬
‫معرفة الجواب بطريق المصادقة‪ ،‬فإذا كانت هناك خمسة بنود في كل من العمودين‪ ،‬ينتج تلقائيًا أن‬
‫البند الخامس‪ ،‬ذا عالقة بالبند الباقي في القائمة األخرى‪.‬‬
‫‪ - ٤‬ينبغي توضيح ما المطلوب من السؤال بدقة‪ ،‬وكيفية األجابة عنه فتعليمات الفقرة‪ ،‬ينبغي أن تبين‬
‫ماذا كان باألمكان استعمال الرقم أو الحرف أكثر من مرة أو وصل بعض الكلمات أو بنود أحد‬
‫القائمتين بأكثر من كلمة أو بند من بنود القائمة األخرى ‪.‬‬
‫‪ -٥‬ينبغي أال يكون عدد البنود كبيرًا‪ ،‬بحيث ال يزيد على ( ‪ )12-10‬بندًا‪ ،‬وعلى الرغم من أن كل بند‬
‫فيها بشكل فقرة مستقلة‪ ،‬يتم اختيار اجابتها من بنود القائمة الثانية‪ ،‬أنه إذا كان هناك أكثر من ‪١٠‬‬
‫بنود في القائمة األولى‪ ،‬نقسمها على فقرتين بدًال من فقرة واحدة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬مزاياها ‪:‬‬


‫‪ -١‬عملية التخمين فيها قليلة بالموازنة باختبارات الصواب والخطأ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬إعدادها سهل‪ ،‬وفيها اقتصاد في الجهد والتكاليف ‪.‬‬
‫‪ - ٣‬مناسبة ألطفال المرحلة االبتدائية وتستهويهم وبخاصة إذا طلب منهم أن يصلوا بنود القائمتين بعضها‬
‫ببعض ‪.‬‬
‫‪ -٤‬ال تتأثر بذاتية المصحح فهي تتصف بالموضوعية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬عيوبها ‪:‬‬
‫‪ -١‬تركز في حفظ المعلومات‪ ،‬واستدعاءها ‪.‬‬
‫‪ - ٢‬مجاالت استعمالها ضعيفة‪ ،‬وال تستعمل إال في حاالت مطابقة شيء بآخر‪.‬‬

‫رابعًا‪ ( -‬اختبارات التكميل(‬


‫وترمي اختبارات التكميل إلى قي)اس ق)درة المتعلمين على ت)ذكر المعرف)ة العلمي)ة وحف)ظ المعلوم)ات‪ ،‬وتص)اغ‬
‫تل) ))ك األس) ))ئلة في ص) ))ورة مجموع) ))ة من العب) ))ارات والجم) ))ل ويطلب من المتعلم ان يض) ))ع كلم) ))ة في المس) ))افة‬
‫الخالية من العبارة‪ ،‬وأنه قد يصيغ المطل))وب في ص))يغة س))ؤال قص))ير مح))دد اإلجاب))ة‪ ،‬وي))ترك للمتعلم مس))احة‬
‫خالية مناسبة لإلجابة على السؤال ومن األمثلة على ذلك‪.‬‬
‫أوال ‪ -‬أمًال الفراغ بالحكم الشرعي المناسب لكل مما يأتي ‪:‬‬
‫(فرض‪ ،‬مندوب‪ ،‬حرام‪ ،‬مكروه)‬
‫أ‪ -‬صوم يوم العاشر من ذي الحجة حكمه ‪...............‬‬
‫ب‪ -‬صوم يوم االثنين والخميس من كل أسبوع حكمه ‪..........‬‬

‫‪67‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬أكمل كتابة اآليات اآلتية ‪:‬‬

‫} َو الَع صِر ‪َ ...‬و َتوَاَص وا ِب الَّص بِر {‬

‫أ‪ -‬أسس صياغة فقرات أسئلة التكميل ‪:‬‬


‫‪ -١‬ينبغي أن ال تحتوي العبارة على كثير من الفراغات ألن وجود الفراغات الكثيرة يؤدي إلى غموض‬
‫العبارة وٕا لى احتمال وجود إجابات مختلفة ألكمال العبارة الناقصة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ضرورة إعادة صياغة العبارات المقتبسة من الكتاب المدرسي باستعمال نص يختلف عن النص‬
‫الوارد في الكتاب‪ ،‬ألن استعمال عبارات مقتبسة من الكتاب المدرسي من شأنه أن يشجع على الحفظ‬
‫اآللي وال يقيس فهم المتعلمين لمضمون العبارات ‪.‬‬

‫‪ - ٣‬ينبغي أن تكون الكلمات المحذوفة من الكلمات األساسية في العبارة وأن تكون محددة بحيث ال‬
‫يصلح ملء الفراغ إال بها ‪.‬‬
‫‪ -٤‬عند حذف الكلمات ينبغي أن ال تحذف معها حروف الجر او أسماء التوصيل‪.‬‬
‫‪ -٥‬يفضل أن تكون الفراغات في أواخر العبارات أو وسطها وليس في أولها‪.‬‬
‫‪ - ٦‬أجعل الفراغات متساوية في الطول حتى ال توحي للمتعلم بأن الفراغ الطويل يحتاج إلى تكملة طويلة‪.‬‬

‫ب‪ -‬مزاياه ‪:‬‬


‫‪ -١‬سهل اإلعداد والصياغة والتصحيح ‪.‬‬
‫‪ -٢‬يغطي مساحة كبيرة من محتوى المنهج ‪.‬‬
‫‪ -٣‬يمكن قياس قدرة المتعلم على التذكر‪ ،‬والفهم والتطبيق واالستنتاج وٕا دراك العالقات ‪.‬‬

‫ج‪ -‬عيوبه ‪:‬‬


‫‪ -١‬يركز في حفظ الحقائق وتذكرها‪ ،‬إذ ال يتيح الفرصة للمناقشة وعرض اآلراء‪.‬‬
‫‪ - ٢‬يسهل بعض القدرات التي تحتاج إلى مهارات عليا مثل التحليل والتفسير واالبتكار‪.‬‬
‫‪ -٣‬يحتاج هذا االختبار إلى الدقة في اختيار العبارات واأللفاظ تفاديًا للغموض واللبس‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ثالثًا‪ -‬خطوات بناء االختبارات‪:‬‬
‫عند بناء االختبار‪ ،‬البد من أن نتابع خطة منهجية في إع)داد االختب)ار وبنائ)ه‪ ،‬لكي نحص)ل على نت)ائج التعلم‬
‫المرغوب فيها‪ ،‬إذ يمكن تحديد خطة بناء االختبا ا رت في الخطوات اآلتية ‪:‬‬
‫‪ - ١‬تحديد األهداف التربوية في ضوء أنماط سلوكية نتوقع حدوثها من المتعلمين في نهاية مدة التعليم ‪.‬‬
‫‪ -٢‬تحديد المستوى الذي تم تدريسه ‪.‬‬
‫‪ -٣‬عمل جدول لتصنيف أنماط السلوك الذي نريد قياسه ‪.‬‬
‫‪ -٤‬وضع مفردات االختبارات التي تقيس أنماط السلوك الموضحة في جدول التصنيف‪.‬‬

‫‪69‬‬

You might also like