You are on page 1of 15

‫المدرسة الوطنية العليا لإلحصاء واالقتصاد الرقمي‬

‫االقتصاد الجزائري‬

‫مشروع قسنطينة‬

‫اعضاء الفوج‪:‬‬
‫‪ ‬تبروت رانيا‬
‫‪ ‬حسبالوي الهام‬
‫‪ ‬تناي ليديا‬

‫‪1‬‬
‫الفهرس‬

‫المبحث األول‪ :‬واقع االقتصاد الجزائري ابان‬ ‫‪.I‬‬


‫‪3‬‬ ‫االستعمار الفرنسي‬
‫‪1.‬‬ ‫‪.............................................................................3‬المجال الزراعي‪: ‬‬
‫‪2.‬‬ ‫‪.............................................................................5‬المجال الصناعي‪:‬‬
‫‪3.‬‬ ‫‪...............................................................................7‬المجال التجاري‪:‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬االصالحات الفرنسية‬ ‫‪.II‬‬
‫‪9‬‬ ‫االقتصادية في الجزائر‬
‫‪1.‬‬ ‫‪.................9‬اصالحات ديغول (مشروع قسنطينة ‪1958‬م)‬
‫أ‌‪.‬‬ ‫‪........................11‬أهداف مشروع قسنطينة أكتوبر ‪1958‬م‬
‫‪2.‬‬ ‫‪.............................12‬السياسات االقتصادية لمشروع قسنطينة‬
‫ب‌‪.‬‬ ‫‪........................................................................12‬السياسة الصناعي‪:‬‬
‫ت‌‪.‬‬ ‫‪.......................................................................13‬السياسة الزراعية ‪:‬‬
‫ث‌‪.‬‬ ‫‪.............................................................................14‬السياسة النفطي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة‪: ‬‬

‫تعتبر فترة ما بين ‪1962-1954‬م من أصعب الفترات التي مرت على الشعب الجز ائر ‪،‬‬
‫حيث عاش مأساة كبيرة‪ ،‬وذلك بسبب تبني المستوطنين لسياسة إستغالل ثروات الجزائر‬
‫ونهب ممتلكاتها‪ ،‬والسيطرة على جل مجاالت الحياة من أجل تأمين مصالحهم االقتصادية هذ‬
‫ما إنعكس على أوضاع الجزائريين حيث أصبحت كارثية في شتى المجاالت‪ ،‬لتكون هذه‬
‫الظروف و ارء انتفاضة الشعب ضد الوجود االستعماري وتفجير ثورة التحرير‬

‫أ‪ .‬المبحث األول‪ :‬واقع االقتصاد الجزائري ابان االستعمار الفرنسي‬


‫المجال الزراعي‪ : ‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫تعرض الشعب الجزائري السياسة تدميرية منذ بداية االحتالل الفرنسي فقد تمت مصادرة‬
‫االراضي الخصبة التي يمتلكها الجزائريين ومن ثم تشريد أهلها إلى مناطق جرداء‪ ،‬وكان‬
‫هذا أحد العوامل الخطيرة التي أضعفت إقتصاد الشعب الجزائري خاصة وأن الز ارعة‬
‫تشكل القطاع االكثر أهمية للجزائريين ومورد رزقهم االساسي ‪ ،‬حيث بلغ إجمالي المساحة‬
‫الزراعية المغتصبة من الفالحين الجزائريين سنة ‪1954‬م حوالي ‪15‬مليون هكتار بتقريب ‪.‬‬
‫وتميز االقتصاد الزراعي في الجزائر بأنه إقتصاد مزدوج حيث كانت الزراعة المحلية‬
‫تنقسم إلى قطاعين متمايزين إقتصاديا هما القطاع األوروبي` الحديث‪ ،‬والقطاع الج ازئري‬
‫التقليدي‪ ،‬فالقطاع االول يسيطر على أجود االراضي ويستعمل التقنيات الحديثة ومصادر‬

‫‪3‬‬
‫تمويل توفرها السلطات الفرنسية ونتيجة لهذا حقق معدالت إنتاجية ومداخيل مرتفعة‪ ،‬أما‬
‫القطاع الثاني يشتغل فيه الفالحون الجزائريون في أراضي جرداء ويستعمل وسائل بسيطة‬
‫مما أثرعلى مردودها الذي كان ضعيف‬

‫مذكرة دكتوراه (األوضاع االقتصادية في الجزائر ‪ )1962-1954‬السنة(‪)2021-2020‬‬

‫تحت اشراف‪ : ‬ليندة زدوري و األستاذة ياسر فركوس‬

‫ص ‪34‬‬

‫وبشكل عام عند إندالع الثورة كان االقتصاد الجزائري متدنيا حيث وصف االستاذ محمد‬
‫العربي الزبيري حالة الفالحة سنة ‪1954‬م بأنها متقهقرة للغاية وهذا مقارنة مع ما كانت‬
‫عليه قبل االحتالل وذلك نتيجة االنتهاكات االستعمار وعمليات اإلغتصاب ‪ ،‬وبطبيعة الحال‬
‫فهذا الوضع المتدهور الذي يعود بشكل أساسي إلى أسباب إقتصادية كالتناقص في إمكانيات‬
‫الجزائريين وفي أمالكهم العقارية وصعوبة الحصول على القروض باإلضافة الى فقر التربة‬
‫الذي كان له تأثير على المردود الفالحي الخاص بالجزائريين حيث كان في ما بين ‪-1950‬‬
‫‪1956‬م يتعدى معدل خمس قناطير في الهكتار الواحد ‪ .‬ولقد شهد القطاع الزراعي ركودا‬
‫كبيرا طو ال سنوات الثورة في ظل األحداث التي قلبت بنية اإلقتصاد اإلستعماري رأسا على‬
‫عقب‪ ،‬حيث لعبت حالة إنعدام االمن التي فرضتها الثورة دورا رئيسيا في األزمة التي مست‬
‫القطاع الزراعي‪ ،‬فقد تضررت النشاطات الزراعية بدرجات متفاوتة من منطقة ألخرى‪،‬‬
‫وهذا رجع إلى حرب المزارع (حرق المزارع )والتي تعتبر ميدان من ميادين الحرب‬
‫اإلقتصادية التي إعتمدها جيش التحرير الوطني والتي إستهدفت ممتلكات المعمرين‬
‫وضيعاتهم وتركزت في المناطق الريفية ‪ .‬و بدأت عمليات حرق المزارع مع إندالع الثورة‪،‬‬
‫وإستمرت إلى غاية االستقالل والتي تقوم على مهاجمة ضيعات المعمرين وألحقت خسائر‬
‫مادية جسيمة باالقتصاد الفرنسي حيث تم حرق المحاصيل الز ارعية ومخازن التين وقطع‬
‫االشجار المثمرة والكروم خاصة‪ ،‬وتخريب المنشآت الحيو ية كاالبار والمعدات الزراعية‬
‫كالجرارات واالالت الفالحية المختلفة‪ ،‬ومن جهة خرى قامت بقتل الحيوانات كالخنازير‪،‬‬
‫وأخذت الخيول والمواشي واالبقار من أجل إستخدامها في النشاط الثوري‪ ،‬كما قامو ا‬
‫بأعمال تخريبية مست مصانع الخمور وورشات ‪ ،‬فبعد مرور ثالث سنوات من إندالع الثورة‬
‫من ‪1954‬م إلى صناعة التبغ وحرق الغابات ‪1957‬م تكمن المجاهدون من تخريب ‪353,6‬‬
‫مزرعة‪ ،‬وتم قتل ‪ 963,77‬ر أس من الحيوانات‪ .‬ضف إلى ذلك أنه تم القيام بكسر وإقتالع‬
‫‪ 700,587‬شجرة مثمرة ‪ .‬ولقد سجلت الثورة إنتصارات هامة وذلك من خالل ضرب‬

‫‪4‬‬
‫مزارع المعمرين الذي تعتبر العمود الذي يقوم عليه االستعمار‪ ،‬والقضاء عليهم يعني‬
‫القضاء على مشروع الجزائر الفرنسية ولهذا قامت فرنسا بتشديد الحراسة أنها لم تنفع حين‬
‫تم إخالء جميع المزارع الموجودة في المناطق الجبلية ولم تبقى إال بعض المزارع في‬
‫السهول ‪ ،‬ونتيجة لحرب المزارع تراجعت اليد العاملة االوروبية والجزائرية وهذا تنفيذا‬
‫لقرارات ج‪ .‬ت‪ .‬و‪ ،‬ومقاطعة العمل في مزارع الكولون وهذا ما كلف المزارعون خسائر‬
‫كبيرة نتيجة لفقدان اليد العاملة بسبب حالة االمن‪ ،‬حيث إنخفض عدد المزارعين من‬
‫‪ 32952‬مزارع سنة ‪1954‬م إلى )‪ 32145‬مزارع سنة ‪1961‬م‬

‫والجدول التالي يوضح تضائل نسبة إنتاج الحبوب خالل فترة الثورة التحريرية‬

‫‪1959‬‬ ‫‪1958‬‬ ‫‪1957‬‬ ‫‪1956‬‬ ‫‪1955‬‬ ‫‪1954‬‬ ‫السنة‬


‫‪1969‬‬ ‫‪2319‬‬ ‫‪2804‬‬ ‫‪3346‬‬ ‫‪2940‬‬ ‫‪3916‬‬ ‫قمح طري‬
‫‪3350‬‬ ‫‪3319‬‬ ‫‪4475‬‬ ‫‪4480‬‬ ‫‪4017‬‬ ‫‪3972‬‬ ‫قاسي‬
‫‪686‬‬ ‫‪850‬‬ ‫‪1059‬‬ ‫‪1313‬‬ ‫‪1005‬‬ ‫‪1550‬‬ ‫شعير‬

‫مذكرة دكتوراه (األوضاع االقتصادية في الجزائر ‪ )1962-1954‬السنة(‪)2021-2020‬‬

‫تحت اشراف‪ : ‬ليندة زدوري و األستاذة ياسر فركوس‬

‫ص‪37-36- 35 : ‬‬

‫ونتيجة لذلك كان االنتاج في تدهور واضح منذ عام ‪1954‬م‪ ،‬رغم كثرة الطلب على القمح‬
‫الطري وتطور المستوردات` يوضح ذلك‬

‫ت‪ .‬المجال الصناعي‪:‬‬


‫لم تكن الصناعة الجزائرية بين عامي )‪1955-1954‬م( قادرة على تلبية إحتياجات البالد‬
‫وعلى الرغم من التنوع الكبير في المنتوجات فقط كان هذا القطاع المتخلفان بشكل واضح‬
‫ولهذا تبنت الجزائر نهج االستيراد في تصنيع المواد المعدنية والمنسوجات و الصناعات‬
‫التحويلية ‪ ،‬وذلك راجع إلى إهمال الصناعة الجزائرية تدريجيا بعد الغزو الفرنسي فمنذ‬
‫‪5‬‬
‫إندالع الثورة التحريرية إختفت صناعتنا التقليدية وأصبحت الجزائر عن صناعة االسلحة‬
‫والوسائل الحربية الخاصة بصناعة السفن التي كانت تتمتع بها الجزائر ‪ .‬وأصبحت الجزائر‬
‫مثل كل المستعمرات دولة يقتصر دورها على االستغالل االقصى لمواردها الطبيعية‬
‫والبترولية المختلفة وعلى أساسها بدأت الثورة الفرنسية الصناعية والتكنولوجية الفرنسية‬
‫ولقد إرتفعت كميات المعادن المنجمية المستخرجة عام ‪1954‬م‪ ،‬وأصبحت الجزائر تصدر‬
‫حوالي ‪ 600‬طن من الفوسفاط و ‪400.000‬طن بناء الفحم إلى ‪ ،‬أن فرنسا تبنت االالت في‬
‫تطويرها الصناعي بدال من توظيف القوى الموانئ الفرنسية العاملة دون االكتراث إلى‬
‫الصناعات التي تحتاجها البالد وهذا ما أثبته ماضي الجزائر ولقد لجأت فرنسا إلى تصدير‬
‫البضائع المصنوعة بأيدي العمالة الجزائرية الرخيصة لكي ال تسم بمنافسة السلع االخرى‬
‫في السوق االوروبية ‪ .‬وهكذا ظلت الجزائر وهي التي تنتج ثالثة ماليين ونصف طن من‬
‫معدن الحديد بدون صناعة حديدية صلبة‪ ،‬وهذا البلد الذي يتوفر على كميات من االصواف`‬
‫والحلفاء وغيرها من مواد الخام بكثرة يعاني من نقص الورق والقماش و يجد ما يكفي من‬
‫االسمدة وهو المنتج لحوالي ‪763000‬طن من الفوسفاط سنة ‪1955‬م الن الجزائر كانت في‬
‫هذا المجال االقتصادي في عالقة وثيقة مع فرنسا ‪ .‬ولم يجري تطور الصناعة المستخلصة‬
‫إنشاء صناعة محلية هامة بإستثناء الفحم والبترول اللذان كان يوفران أقل من ‪% 5‬من‬
‫االستهالك الجزائري وعالوة على ذلك كان االنتاج موجها في الغالب إلى التصدير وبلغت‬
‫القيمة المضافة لهذا االنتاج بـ‪ 19 :‬مليار عام ‪1955‬م ‪ ،‬وناهيك عن ذلك كانت تشمل‬
‫الصناعة في الجزائر على الصناعات المنجمية والمعادن والمواد البناء الخاصة بالمشاريع‬
‫الحضارية العمرانية في المدن والقرى والمستوطنات ومعدات الموانئ والنقل والمواصالت`‬
‫وإدارات االشغال العامة والمباني االدارية‪ ،‬بينما نجد أن الصناعات التحويلية فتكاد أن تكون‬
‫ذات طابع محلي عائلي ‪ .‬ففي عام ‪1954‬م تم إفتتاح ‪ 15000‬منصب في القطاع الصناعي‬
‫وسبب النمو الصناعي المرتفع تم وضع الخطة الرباعية الثانية )‪1956-1953‬م( والتي‬
‫تشمل المشاريع الصناعية واالستهالكية باالضافة إلى قطاعات أخرى لفت وظائف جديدة )‬
‫السكن‪ ،‬الصحة‪ ،‬والتعليم( حيث نجد أن في عام ‪1954‬م بلغ عدد المشتغلين في القطاع‬
‫الصناعي ‪ 264000‬عامال‪ ،‬وكان هناك ‪ 55000‬حرفي ورب عمل منهم ‪ 10000‬في‬
‫الميدان الحرف التقليدية ‪ ،‬ومن جهة أخرى قدر االنتاج الصناعي )الصناعات التحويلة‬
‫الكبرى‪ ،‬الحرف التقليدية والصناعات الصغيرة المعاصرة( سنة ‪1955‬م بنحو ‪ 91‬مليارا‪ ،‬و‬
‫بلغت القيمة المضافة بـ‪ 108 :‬مليارات سنة ‪1957‬م‪ ،‬موزعة على النحو التالي‬
‫‪1957‬‬ ‫‪1955‬‬
‫المنتوج‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬
‫الصافي‬ ‫المضافة‬ ‫المضافة‬
‫‪141‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪36‬‬ ‫الصناعة‬

‫‪6‬‬
‫الغدائية‬

‫‪24‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫النسيج و‬


‫الجلد‬

‫‪17‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫مواد البناء‬

‫‪50‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪20‬‬ ‫تحويل‬


‫المعادن‬
‫‪17‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الكيماء‬
‫‪12‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫المطاط‬
‫الحطب‬

‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الورق‬


‫الطباعة‬
‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أخرى‬
‫‪272‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪91‬‬ ‫المجموع‬

‫مذكرة دكتوراه (األوضاع االقتصادية في الجزائر ‪ )1962-1954‬السنة(‪)2021-2020‬‬

‫تحت اشراف‪ : ‬ليندة زدوري و األستاذة ياسر فركوس‬

‫ص ‪64-63‬‬

‫ث‪ .‬المجال التجاري‪:‬‬


‫تميز هذا القطاع تناقص كبير منذ بداية الثورة إال أن التجارة الداخلية شهدت زيادة في الطلب‬
‫وذلك بسبب الو جود العسكري المكثف واالستكشافات‪ ،‬ولقد لعب هذا االخير دورا كبيرا في‬
‫نمو وإنتعاش القطاع التجاري الداخلي وهذا ارجع إلى تنامي نفقات الجيوش العسكرية‬
‫وزيادة الطلب الداخلي‪ ،‬مما أدى إلى زيادة مبيعات السلع خاصة المواد الغذائية والخمور‬
‫والسجائر واللحوم‪ ،‬إضافة إلى مواد االستهالك الدائم كااللثاث والمالبس‪ ،‬كما إرتفعت‬
‫مداخيل القاعات السينما‬
‫أما التجارة الخارجية فقد عرفت تدهورا كبيرا حيث تراجع ميزان المدفوعات نتيجة إرتفاع‬
‫النفقات العسكرية بسبب عدم إستقرار االوضاع االقتصادية والسياسية‪ ،‬حيث إرتفعت حجم‬
‫الواردات وإنخفضت الصادرات وبالتالي‬

‫‪7‬‬
‫ففي سنة ‪1954‬م بلغ العجز التجاري نحو ‪ 000,528,444,77‬فرنك قديم‪ ،‬وفي نفس السنة‬
‫تمثل طغيان الواردات والتي قدرت بقيمة ‪ 000,721,723,217‬فرنك قديم‪ ،‬مقارنة مع‬
‫حجم الصادرات التي بلغت ‪ 000,193,279,140‬فرنك قديم‪ ،‬وهذا ما يبين االختالل في‬
‫التوازن التجاري ‪ ،‬ثم إرتفع هذا العجز ووصل إلى أقصى مستوياته سنة ‪1958‬م وبلغ هذا‬
‫العجز‪ 274‬مليار وذلك ارجع زيادة طلبات الجيش على السوق الداخلية وكان هذا تزامنا مع‬
‫)‪.‬إنخفاض وتراجع االنتاج الزراعي وخاصة الخمر‬

‫كما أن عملية االستيراد والتصدير تقتصر فقط على فرنسا حيث تتحكم في التجارة الخارجية‬
‫للجزائر‪ ،‬وتقوم بهذه العملية فئة من المعمرين حيث يجنون أرباحا على حساب فرنسا‬
‫والجزائر وبالنسبة للمنتوجات المستوردة تتمثل في الخشب‪ ،‬االمالح المعدنية‪ ،‬المواد‬
‫الكيماوية‪ ،‬ومواد البناء‬

‫ومعطيات الجدول التالي توضح حجم الواردات بالمليار فرنك)‬

‫‪1959‬‬ ‫‪1958‬‬ ‫‪1957‬‬ ‫‪1956‬‬ ‫‪1955‬‬ ‫‪1954‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪47.5‬‬ ‫‪41.1‬‬ ‫‪31.8‬‬ ‫‪23.8‬‬ ‫‪20.9‬‬ ‫مواد‬
‫الصناعة‬
‫الغذائية‬
‫‪33.7‬‬ ‫‪30.8‬‬ ‫‪28.6‬‬ ‫‪22.9‬‬ ‫‪22.8‬‬ ‫‪18.8‬‬ ‫مواد‬
‫كيميائية‬
‫‪15.8‬‬ ‫‪14.1‬‬ ‫‪11.7‬‬ ‫‪7.9‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫خشب‬
‫‪8.2‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫مواد البناء‬
‫‪33.5‬‬ ‫‪26.6‬‬ ‫‪32.8‬‬ ‫‪21.4‬‬ ‫‪19.7‬‬ ‫‪16.6‬‬ ‫مواد‬
‫معدنية‬

‫وعليه فإن عام ‪1955‬م إرتفعت فيه واردات الجزائر من فرنسا ووصلت نسبتها إلى ‪76‬‬
‫‪%‬من المواد الغذائية واالدوات الصناعية ومواد البناء‪ ،‬وتسبب هذا الوضع كما أشرنا سابقا‬
‫في النقص والعجز في ميزان المدفوعات التجارية‬
‫‪8‬‬
‫مذكرة دكتوراه (األوضاع االقتصادية في الجزائر ‪ )1962-1954‬السنة(‪)2021-2020‬‬

‫تحت اشراف‪ : ‬ليندة زدوري و األستاذة ياسر فركوس‬


‫ص‪51-50‬‬

‫ج‪ .‬المبحث الثاني‪ :‬االصالحات الفرنسية االقتصادية في الجزائر‬

‫منذ إندالع أحداث نوفمبر ‪1954‬م تبنت السلطات االستعمارية استراتيجية تهدف إلى‬
‫إضعاف جبهة التحرير الوطني والقضاء على الثورة التحريرية‪ ،‬وذلك من خالل انتهاج‬
‫أسلوب االصالحات تعبيرا عن نوياها الصادقة في تغيير وتحسين أوضاع الجزائريين في‬
‫مختلف القطاعات‪ ،‬وذلك تمهيدا للقيام بمشاريع قمعية لخنق الثورة ألن تطور الثورة‬
‫الجزائرية منذ اندالعها أدى بفرنسا إلى االنغماس في أزمات إقتصادية‪ ،‬وأمام هذا الوضع لم‬
‫تكن فرنسا مستعدة للتخلي عن الجزائر محاولة االستفادة من ثرواتها االقتصادية‬

‫اصالحات ديغول (مشروع قسنطينة ‪1958‬م)‬ ‫‪.1‬‬

‫بعد أن فشلت كل المخططات االستعمارية لتصفية الثورة لجأ شارل ديغول إلى خطة جديدة‬
‫لعله يحقق بها ما فشل فيه غيره حيث أن كل حكومة فرنسية كانت تصل إلى الحكم تأتي‬
‫بخطة تزعم أنها تصل ما أفسدته سابقتها بدعوى أن الشعب الجزائري إنما ثار من أجل‬
‫إصالح وضعه‪ ،‬وهذا مكان يدعو له ديغول حيث أنه لدى زيارته لقسنطينة في ‪ 3‬أكتوبر‬
‫‪1958‬م ألقى خطابا‪ ،‬في ساحة "البريش" أعلن فيه عن مشروعه االقتصادي واالجتماعي ‪،‬‬
‫وتم وضع هذا المشروع االقتصادي المعروف بمشروع قسنطينة في بداية عام ‪1958‬م‬
‫وإستمر لمدة خمسة سنوات يهدف إلى تحقيق بعض االصالحات االجتماعية واالقتصادية‬
‫للجزائريين لعزل الشعب عن ثورته والسعي من خالله إلى إعطاء قاعدة إجتماعية موالية‬
‫لفرنسا على حساب جبهة التحرير الوطني‬
‫وألقى ديغول خطابه في ‪ 23‬اكتوبر ‪1958‬م أمام حشود تجمعها الجيش الفرنسي وأجبرت‬
‫على االستماع إلى خطابه‪ » :‬ها أنا جئتكم أيتها الجزائريات والجزائريون ألوض لكم‬
‫المستقبل الذي تدعو إليه فرنسا‪ ،‬إنه مستقبل ينطوي على إحداث إنقالب كلي يشمل هذه البالد‬

‫‪9‬‬
‫الحية الباسلة‪...‬إن̀ه إنقالب يجعل ظروف حياة كل جزائرية وجزائري في تحسن مطرد بحيث‬
‫يستثمر خيرات االرض وأعمال السكان وقيم الشعب الممتاز ويعمل على تنميتها ليتبارك‬
‫أبناء الجزائريين ويكونوا منعمين‪ ،‬وبإختصار يجب على الجزائر أن تأخذ نصيبها مما‬
‫تستطيع المعدنية أن تقدمه إلى الشعب أو مما يجب عليها أن تقدمه إليهم من خير وكرامة‪.‬‬
‫وفي نفس الصدد أشار ديغول أن هذه االنجازات التقدمية ستكون ثمرة للتعاون بين الجزائر‬
‫وفرنسا‪ ،‬وتحدث أخيرا عن المستقبل حيث قال‪<< :‬إنه ال يمكن تحديده مسبقا وبكلمات‬
‫جوفاء‪ ،‬وأنه على أي حال فإن الجزائر ستبني مستقبلها على قاعدتين أساسيتين هما طابع‬
‫شخصيتها وتضامنها مع فرنسا‪ ،‬وأن الهدف هو تطوير البالد من خالل جملة من‬
‫االستثمارات التي تشمل جميع نواحي الحياة وهو االمر الذي يقضي للوصول بالجزائر إلى‬
‫مطاف الدول المتقدمة ودرجة مساوية الن هذا المشروع يهدف إلى تغيير الوضع الجذري‬
‫‪.‬االقتصادي في الجزائ‬

‫وللوقوف على سير وتنفيذ هذا المشروع قام الجنرال ديغول في ديسمبر ‪1958‬م بتعيين‬
‫"بول دولوفرييه" كمندوب عام جديد في الجزائر مكلف بمتابعة مشروع قسنطينة بعد أن‬
‫سبق للجنرال وأن قام بإنشاء مجلس أعلى لالشراف على المشروع‪ ،‬وفي يوم ‪ 1‬نوفمبر‬
‫‪1958‬م تم إنشاء مديرية للمخطط والدراسات االقتصادية لدى المفوضية العامة للحكومة في‬
‫الجزائر كلفت ‪:‬ب‬

‫ترقية وإعداد مخطط التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية للجزائر طبقا للتنظيمات الموجهة من‬
‫‪.‬رئيس الحكومة إلى المفوض العام بالجزائر‬
‫‪.‬متابعة تنفيذ المخطط الخماسي والبرامج السنوية المقررة من قبل الحكومة ‪‬‬

‫ومن خالل سياسة االسترضاء التي عرفت دمجا ملحوظا في ظل المشاريع المغرية إستهدف‬
‫ديغول بهذا المشروع أن يكسب الرأي العام العالمي ويجلبه إليه ويوهمه بأن فرنسا تعمل‬
‫جاهزة على تحسين أوضاع الجزائريين وتنمية الجزائر عن طريق إنجاز هذا المشروع‬
‫االقتصادي والثقافي واالجتماعي ‪ ،‬ولكن في الحقيقة لقد وعدت فرنسا بفعل لم تفعله فيما‬
‫يزيد عن ‪ 100‬عام عن االحتالل وعليه فهذه المشاريع ال يمكن عزلها عن السياق العام الذي‬
‫جاءت فيه وهو مناهضة حركة التحرير الوطني وال يمكن أن تكون عبارة عن سياسة‬
‫إستعمارية جديدة لضمان االبقاء على الحضور الفرنسي في الجزائر عبر هذه اإلصالحات‬
‫االقتصادية واالجتماعية مؤكدة على تنمية البالد‬

‫‪10‬‬
‫أهداف مشروع قسنطينة أكتوبر ‪1958‬م‬ ‫ب‪.‬‬
‫‪‬االهداف الظاهرية‪:‬‬
‫توزيع ‪ 250‬ألف هكتار على الفالحين وتؤخذ هذه الكمية بالشراء من ممتلكات الشركتين ‪‬‬
‫الفرنسية )شركة جنيف وأزى والشركة الجزائرية(‪ ،‬وممتلكاتها بقسنطينة حيث تمتلك‬
‫‪ .‬الشركة االولى ‪ 80‬ألف هكتار وتملك الشركة الثانية ‪ 100‬ألف هكتار‬
‫رفع أجور العمال الجزائريين حتى تكون في مستوى االجور التي يتقاضاها الفرنسيون‬
‫بفرنسا‪ ،‬حيث وعد ديغول بتقديم ‪ 600‬مليار فرنك لتنفيذ هذا المشروع‬
‫توفير مساكن لمليون )‪) 000,000,1‬نسمة من الجزائريين المسلمين‬

‫إقامة قاعدة للصناعات الصغيرة والمتوسطة والثقيلة لتصنيع البالد وإمتصاص اليد العاملة‬
‫للقضاء على البطالة في الجزائر الفرنسية‬
‫إحداث ‪ 400‬ألف وظيفة جديدة بهدف توظيف عدد كبير من الجزائريين‬
‫توفير مقاعد دراسية لثلثي البنات والبنين وبناء المدارس ومراكز الصحة وغيرها من‬
‫التجهيزات االجتماعية‬
‫رصد ‪ 930,18‬مليون فرنك خصص منها لتطوير القطاع الز ارعي التقليدي ‪ 680,3‬مليون‬
‫فرنك‪ ،‬وحل مشكلة التربة والمياه بغرس ‪ 000,50‬هكتار باألشجار الغابية لحماية مساحة‬
‫أرضي زراعية من االنجراف ترتفع إلى ‪ 000,300‬هكتار‪ ،‬وكذلك إستصالح ‪000,100‬‬
‫هكتار من أراضي` المستنقعات‪ ،‬باالضافة إلى بناء خزانين للمياه في عنابة ووهران وإنشاء‬
‫‪ 800‬إلى ‪ 900‬حوض مائي في مناطق تربية المواشي‬

‫تمكين الجزائر من العمل في الوظيف العمومي بفرنسا المركز بنسبة قد تصل حتى إلى ‪10‬‬
‫‪%‬من مجموعة المناصب الموفرة وهذه النسبة تكون أكثر حجما في الجزائر‬

‫وبالعودة إلى مذكرات ديغول يذكر هذا االخير ما يلي‪...» :‬فمن الناحيتين االقتصادية‬
‫واالجتماعية تقرر إنجاز خالل هذه المدة وهي تتضمن تحسين االستثمار الصناعي‬
‫والزراعي في الجزائر‪ :‬كتوزيع غاز الصحراء في جميع مناطق القطر والعمل بواسطة هذه‬
‫الطاقة على إنشاء مصانع كبيرة إما كيماوية كمعمل )أرزيو( أو معدنية كمعمل )صب الحديد‬
‫والفوالذ( في عنابة والقيام بأعمال هامة في مجاالت الطرق والمرافئ والمواصالت`‬

‫‪11‬‬
‫‪‬االهداف الخفية‪:‬‬
‫من خالل عرض ديغول للمشروع الذي يريد من ورائه أن يقضي على الثورة بالمشاريع‬
‫االصالحية وعن طريقها أيضا يحقق عملية االدماج كما أن مشروع قسنطينة ال يريد‬
‫إصالحا زراعيا حقيقيا ولكنه يريد إيجاد نخبة في المدن‪ ،‬يستطيع االستعمار الحديث أن‬
‫يستعملها في قمع كل محاولة ثو رية وتستطيع أن تقف بعد ذلك في وجه الفالحين‬
‫ستقطاب الريف باالساس حيث كان يعتقد ديغول أن الريف سيتزاحم على مشاريعه التي‬
‫أعلن عنها وبذلك يتخلون عن الثورة المسلحة‬
‫محاولة صرف الشعب الجزائري عن ثورته وإمتصاص غضبه إتجاه اإلستعمار الفرنسي‬
‫محاولة تصوير الثورة على أن أسبابها كانت إقتصادية وإجتماعية وعليه فالبد من القضاء‬
‫عليها حسب زعم ديغول بتحسين المستوى المعيشي‬
‫خلق طبقه فالحية برجوازية صغيرة تكون سندا إجتماعيا جديدا للسلطة االستعمارية تساهم‬
‫في عزل جبهة التحرير الوطني سياسيا و عسكريا‬

‫مقال الحرب النفسية الفرنسية في مواجهة حرب التحرير‪.‬خطابات شارل ديغول ‪1960-1958‬‬

‫المؤلف سحولي بشير ‪23/01/2021‬‬

‫ص ‪94-72‬‬

‫‪ Le Cread‬موقع‬

‫السياسات االقتصادية لمشروع قسنطينة‬ ‫ت‪.‬‬

‫السياسة الصناعي‪:‬‬ ‫ث‪.‬‬


‫انقسم المشاريع الصناعية الى قسمين (قسم الصناعة الثقيلة ‪،‬قسم الصناعة الخفيفة) بالنسبة‬
‫للصناعة الثقيلة تم انشاء مصنع الحديد و الصلب بعنابة بحوالي ‪29‬كم و يمتد المعهد على‬
‫مساحة ‪40‬هكتار ‪ ،‬ثم إنشاء مجموعة أخرى من المصانع تتعلق بالصناعة البيتروكيميائية ‪،‬‬
‫‪ .‬و كذلك عجالت المطاط أو مصنع المطاط للعجالت و كذلك مصنع للفوسفات‬
‫توزيع غاز الصحراء في جميع مناطق القطر و العمل بواسطة هذه الطاقة على إنشاء‬
‫‪ .‬مصانع كبيرة ‪،‬إما كيمياوية أو معدنية‬
‫إقامة صهاريج كهربائية الستعمال الحديد "ونزة" فبإمكان هذا العمل انتاج حوالي ‪400‬ألف‬
‫‪ .‬طن من الفوالذ ‪ ،‬هذه الطريقة أوجدت الفحم الخفيف كوقود‬
‫‪12‬‬
‫أما بالنسبة للصناعة الخفيفة ‪،‬و كان أهمها صناعة األغذية ‪،‬النسيج‪،‬مواد البناء إلى غير‬
‫ذلك من المشاريع المقررة في إطار هذا البرنامج الخاص بالصناعة الخفيفة ‪،‬حيث أوكل‬
‫‪ .‬تمويله إلى القطاعات الخاصة‬
‫عمدت الحكومة الفرنسية إلى تقديم تنازالت و تسهيالت كاإلعفاء من الضرائب ‪،‬وكذلك‬
‫التعهد بتعويضات في حالة إصابتها بأضرار من جراء الحرب ‪ ،‬فالهدف من هذه‬
‫االغراءات كان مزدوجا من جهة جذب رأوس األموال الفرنسية و األوروبية للجزائر‪ ،‬و‬
‫من جهة ثانية جذب الجزائريين للعمل و ابعادهم عن جبهة التحرير الوطني ‪ ،‬بحيث تقدم‬
‫مشرف المشروع ديلوفريي امتيازات الصحاب االموال في اعتماد اموالهم في الجزائر‬
‫داخل مجال مشروع قسنطينة‬

‫مذكرة دكتوراه سياسة الثورة الجزائرية في مواجهة مشروع قسنطينة ‪2020-2019‬‬


‫تحت اشراف عبد كريم قرين ‪/‬الحواس غربي‬
‫ص ‪27-26‬‬

‫السياسة الزراعية ‪:‬‬ ‫ج‪.‬‬


‫كان مقررا في هذا البرنامج توزيع ‪250‬ألف هكتار من االراضي و توزيعها على الفالحين‬
‫الصغار أي تم اقتطاع ‪%6‬من األمالك العقارية التي تتجاوز ‪100‬هكتار و بيعها للفالحين‬
‫بأثمان معقولة ‪ ،‬و من ثم تعيين لجنة تأخذ هذه األراضي و من ثم بيعها للجزائريين ‪،‬بهدف‬
‫تحسين وضعهم االقتصادي و اخراجهم من دائرة الفقر إال أن أرض الواقع حكمت بغير‬
‫ذلك ‪ ،‬فمعظم األراضي التي تقرر توزيعها تقع في منطقة العمليات الحربية بالريف‬
‫‪ .‬الجزائري‬
‫‪ .‬وهذا بحد ذاته يعد فشال ذريعا لسياسة كانت قد طبقت لعزل الثورة عن الشعب‬
‫إن الصادرات الجزائرية في ذلك الحيز كانت حوالي ‪ 156‬ملير بينما واردات الجزائر‬
‫انت حوالي ‪500‬مليار و ‪ 334‬مليار ولد ذلك عجزا في الميزانية التجارية ‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫للزراعة من حيث توزيعها إذا أخذنا الدخل اإلجمالي السنوي من الزراعة لدى المعمرين‬
‫الفرنسيين حوالي ‪78‬طن من الدخل و تبقى نسبة قليلة في أيدي الجزائريين إذ فيهم ‪05‬من‬
‫مجموع العاملين بالزراعة لهم دخل ‪ 13‬من مجمل الدخل للزراعة بينما ‪ 95‬من الفالحين‬
‫‪ .‬في ذلك الحين يأخذون ‪9‬من الدخل االجمالي للزراعة‬

‫مذكرة دكتوراه سياسة الثورة الجزائرية في مواجهة مشروع قسنطينة ‪2020-2019‬‬


‫تحت اشراف عبد كريم قرين ‪/‬الحواس غربي ص‪28-27‬‬

‫مجال التعليم̀‪:‬‬
‫‪13‬‬
‫‪.‬إحداث ‪1800‬منصب مالي كل سنة خاص بمعلمي الطور اإلبتدائي لمدة ‪8‬سنوات متتالية‬
‫‪ .‬بناء ‪ 2025‬مقر يستعمل لحجرات دراسية‬
‫‪ .‬ضمان مكافحة األمية من خالل توسييع المراكز االجتماعية للتربية القاعدية‬
‫صفحة‪29‬‬

‫ح‪ .‬السياسة النفطي‪:‬‬

‫عرفت السياسة الفرنسية االقتصادية تطورا بعد أن تزايد االهتمام بالصناعة خاصة بعد‬
‫إكتشاف البترول و الغاز حيث أعلن ديغول عن خطته التي سيطبقها بحاسي مسعود وقام‬
‫بإصدار قانون البترول في عام ‪1958‬م على ما يلي من إمتيازات مدتها ‪ 50‬سنة تحصل‬
‫بموجبها الشركات البترولية على تخفيض هام في الضرائب‪ .‬تتولى الشركات نقل البترول‬
‫الى المكان الذي تريد بواسطة االنابيب‪ .‬من الشركات المستغلة نصف االرباح أي كثر من‬
‫نسبة االرباح التي تقام على أساس اتفاقيات البترول‪ .‬ترك الحرية للشركات والسلطات‬
‫العامة ويتولى مجلس الدولة القضائية فض النزاع‪ .‬وأمام هذه العروض المغرية لم تتردد‬
‫الشركات االجنبية في االقدام على إيداع أموالها واالستثمار في الصحراء فكانت الشركات‬
‫المغربية واالنجليزية وااليطالية واالمريكية والهولندية سببا في المساهمة بأموالها من أجل‬
‫البحث والتنقيب عن البترول كما تم إعطائها رخص الستخراج البترول ‪ ،‬وكان الهدف من‬
‫وراء هذه االمتيازات هو كسب تضامن المعسكر الغربي وإقناعه بأن الصحراء جزء من‬
‫فرنسا كما دعا ديغول الدول االفريقية المجاورة إلى الصحراء باالنضمام إلى مشروع‬
‫االستثمار وهو يعلم جيدا أنها دول ضعيفة ال تملك رؤوس أموال كافية إللستثمار وكان هدفه‬
‫من هذا هو تدويل قضية الصحراء وإستغالل ثرواتها وإبعادها عن طموحات الثورة‬
‫الجزائرية ‪ .‬و أمام هذا سجلت االدارة الفرنسية تحول في سياستها االقتصادية واالجتماعية‬
‫) ‪ )S.R.C.O‬في الصحراء سنة ‪1960‬م حيث قامت المنظمة المشتركة للمناطق الصحراوي̀ة‬
‫بتخفيف نفقاتها على البناء القاعدي وركزت على االستثمار في ميادين الترقية لسكان‬
‫الصحراء ومن أهم المشاريع اإلقتصادية التي أضافتها فرنسا نذكر تطوير الري واستصالح‬
‫الز ارعة حيث أعطت شركات التنمية الصح اروية أولوية لبعض الواحات خاصة واحة‬
‫القليعة‪ ،‬وإستصلحت ‪ 3000‬هكتار وأنشأت واحة زلفانة‪ .‬إستغالل المياه الجوفية مع تكيف‬
‫التقنيات الحديثة مع الطبيعة الصحراوية قدم الشركات االجنبية لتنشيط الحركة التجارية مع‬
‫تطوير قطاع الخدمات إذ بلغ عدد المحالت التجارية في ميزاب مثال‪ 485 :‬محل من بينها‬
‫‪ 47‬محل للجالية االوروبية‪ .‬تأطير الصحراء بأجهزة ومؤ سسات إدارية وإقتصادية توفر‬

‫‪14‬‬
‫فر ص العمل لسكان المنطقة خاصة بعد إكتشاف البترول‪ .‬وعليه فإن هذه المشاريع التي تم‬
‫طرحها لم يكن هدفها ترقية المجتمع الصح اروي بل جاءت من أجل كسب ود سكان‬
‫‪.‬الصحراء وإستنزاف ثرواتها إضافة إلى تشغيل اليد العاملة ‪.‬الصحراوية بأرخص ثمن‬

‫مذكرة دكتوراه (األوضاع االقتصادية في الجزائر ‪ )1962-1954‬السنة(‪)2021-2020‬‬

‫تحت اشراف‪ : ‬ليندة زدوري و األستاذة ياسر فركوس‬

‫ص ‪74-70‬‬

‫المصادر‪:‬‬
‫مذكرة دكتوراه من جامعة قالمة (‪)2021‬‬
‫مذكرة دكتوراه من جامعة الجزائر ‪)2020(3‬‬
‫مقاالت موقع ‪Le Cread‬‬

‫‪15‬‬

You might also like