Professional Documents
Culture Documents
اصول الفقة 2
اصول الفقة 2
األوامر والنواىي
محتويات الوحدة
الصفحة الموضوع
4 مقدمة
4 تمييد
5 أىداف الوحدة
6 .1األمر وداللتو
6 1.1تعريف األمر
7 2.1شرح التعريفات
8 3.1صيغة األمر
9 4.1استعماالت صيغة األمر
11 5.1الداللة الحقيقية لصيغة األمر
11 6.1داللة األمر عمى الوجوب
16 7.1داللة األمر المطمق عمى التكرار أو المرة
18 8.1داللة األمر عمى الفور أو التراخي
19 9.1داللة األمر الوارد بعد التحريم
24 .2النيي وداللتو
24 1.2تعريف النيي وشرح التعريف
25 2.2صيغة النيي
26 3.2استعماالت صيغ النيي
28 4.2الداللة الحقيقية لصيغة النيي
31 5.2داللة النيي عمى الدوام والمرة
33 6.2داللة النيي عمى الفور والتراخي
34 7.2النيي بعد األمر
2
35 .3داللة النيي على البطالن والفساد
36 1.3الحالة األولى :المنيي عنو لذاتو
39 2.3الحالة الثانية :المنيي عنو لوصفو الالزم
39 3.3مذاىب العمماء في ىذا الموضوع وأدلتيم
43 4.3المذىب الراجح من ىذه المذاىب
44 5.3الحالة الثالثة :النيي عنو لوصف مجاور
46 6.3مذاىب العمماء في النيي عنو لوصف مجاور
47 7.3المذىب الراجح من ىذه المذاىب
49 الخالصة
51 لمحة مسبقة عن الوحدة التالية
51 إجابات التدريبات
53 مسرد المصطلحات
54 المصادر المراجع
3
مقدمة
تمهيد
عزيزي الدارس،
مرحبااً بااك فااي ىااذه الوحادة التااي تحتااوي عمااى أربعااة أقساام رييسااة تاادور حااول األواماار
والنواىي من حيث تعرياف كال منيماا ،حياث يحتاوي القسام األول عماى صايغة األمار وداللتاو
وىل ىو عمى الفور أو التراخي.
ويحتوي المقر كذلك عمى النيي وداللتو ،وصيغ النيي المختمفاة وىال يادل النياي عماى
الاابطالن والفساااد مااا ذكاار اختالفااات العمماااء ف اي ىااذه الصاايغ المختمفااة ،وسااتجد فيااو مدرسااة
األحناف التاي تخاالف فاي منيجياا مدرساة جمياور العممااء وفاي تعمايم الفايادة جعمناا لاك بعاد
نياية كل مسألة اختمف فييا العمماء الرأي األرجح من المسألة ما الدليل عمى الترجيح.
وقصاادنا ماان ىااذا التقساايم إعانتااك عمااى الااتعمم الااذاتي ،وسااتجد فااي ىااذه الوحاادة أساايمة تقااويم
ذاتي وتدريبات ومناشط حتى نصل بك إلى فيم الوحدة.
نأمل أن تيتم بيذه اإلرشادات وتتفاعل معيا حتى تستفيد الفايدة الجمة.
4
أىداف الوحدة
عزيزي الدارس ،بعد فراغك من دراسة ىذه الوحدة يجب نن توبون
5
.1األمر وداللتو
عزيبببزي البببدارس ،قباال أن نباادأ تعريااف األماار والنيااي وداللتيمااا نقااول أن الشبببريعة
اإلسببالمية ماادارىا عمااى األمببر والنيببي المااذين بيمااا يااتم التكميااف ،وألىميتيم اا نجااد كثي ا اًر ماان
األصوليين وعمى وجو الخصوص المتولمين منيم يبدأون كتبيم األصولية بيما.
وىااذا مااا عنباار عنااو عااالم جمياال ماان علمبباا الحنفيببة وىببو شببمس األخمببة السرخسببي
حيث قال( :نحق ما يبدن بو في البيان األمر والنيي ألن معظم االببتالا بيمبا ،وبمعرفتيمبا
تتم معرفة األحوام ،ويتميَّز الحالل عن الحرم).
واذا كان شأن األوامر والنواىي عمى ىذه الكيفية كاان ال باد مان االعتنااء بيماا عناياة فايقاة،
وىااذا مااا قااام بااو عمماااء األصااول حيااث أفااردوا مباحااث ومسااايل ميمااة ودقيقااة تتعمااق بكاال ماان
األمار والنياي بتفصايل واساياب ،ونحان ىناا نحااول أن نختصار ماا قاالوه مان ليار إخاالل باو
حيااث نباادأ أوالً بااالكالم عاان األماار ومااا يتعمااق بااو ماان مباحااث ثاام نتناااول النيااي عم ااى ذات
النسق.
1.1تعريف األمر
عرف األصوليون األمر بتعريفات كثيرة نذكر ىنا أىميا:
.ن
عرفو اآلمدي بقولو" :طل الفعل على جية االستعالا".
.ن
عرف ا ا ا ااو اب ا ا ا اان الحاج ا ا ا ااب بقول ا ا ا ااو " :اقتضببببببببباا فعبببببببببل غيبببببببببر وبببببببببف علبببببببببى جيبببببببببة
.ن
االستعالا"
وعرفو اإلسنوي بقولو( :القول الدال بالوضع على طل الفعل).
ن
6
2.1شرح التعريفات
بالنظر إلى ىذه التعريفات يظير لنا اآلتي:
.إن تعريف ابن الحاجب ىو تعريف اآلمدي نفسو إال أناو احتارز عان طماب الفعال بعباارة
"لير كف" ألن الكاف يادخل النياي إذ ىاو طماب كاف ولاذلك ذكار ىاذا القياد ،ثام إن اآلمادي
صاادر تعريفااو بعبااارة طمااب الفعاال ،بينمااا اباان الحاجااب صاادرىا بقولااو اقتضاااء فعاال وال فاارق
حيث إن االقتضاء ىو الطمب.
ويالحظ أن التعريفين قيدا طمب الفعال بكوناو عماى جياة االساتعالء ،وىاذا قياد قالاو كثيار مان
األص ااوليين ومعن اااه أن طم ااب الفع اال ال ااذي يس اامى أما ا اًر ى ااو ال ااذي يك ااون ص اااد اًر م اان جي ااة
مستعمية عمى المأمور ،أو بتعبير آخر يشترط في طماب األمار أن يكاون اآلمار فياو مساتعمياً
عمى المأمور.
.أما التعريف الثالث فإنو يمثل اتجاىًا آخر لطايفة من األصوليين ،لام يشاترطوا فاي طماب
الفعل قيد االستعالء ،وذلك ألنيم يارون أن االساتعالء مان لاوازم األمار فاال يطماق األمار
عمااى الحقيقااة إال إذا كااان عمااى ىااذه الكيفيااة .ولعاال تعريااف اإلساانوي ىااو األرجااح ألنااو
يعبِّر بوضوح عن مدلول األمر ما اختصار في العبارة.
ملحوظة:
7
صيغة األمر3.1
لألمر صيغ تادل عمياو بحياث إنياا إذا وردت فاي الكاالم يتباادر إلاى،عزيزي الدارس
: وىذه الصيغ ليا أنواع ىي،الذىن طل فعل المأمور بو
وىي الصيغة الحقيقية لألمر كقولو تعالى، صيغة افعل.1
:) وقولو تعالى اآلية، (اإلسراا
) اآلية، (البقرة
: الفعل المضارع المقرون بالم األمر كقولو تعالى.2
اآلية، (البقرة :وقولو تعالى ) اآلية،(الطالق
)
: المصدر النايب عن فعل األمر كقولو تعالى.3
اسم فعل األمر كقولو تعالى حكاية عن امرأة العزيز.4
) اآلية، (يوسف
: الجممة الخبرية المراد بيا الطمب كقولو تعالى.5
، (الصف
8
4.1استعماالت صيغة األمر
صايغة افعاال الدالاة عمااى األمار تاارد لمع ٍ
اان عاادة أوصاميا بعضاايم إلاى سااتة وعشارين
وجياً ،ومنيم من أوصميا إلى عشرين ،ومنيم من أوصاميا إلاى ساتة عشار وجيااً ،والياك أىام
ىذه االستعماالت:
األول :الوجوب كقولو تعالى( :البقرة ،اآلية .)
( الماخدة ،اآلية ) وقولو تعالى:
الثاني :الندب كقولو تعالى( :النور ،اآلية )
الثالث :اإلرشاد كقولو تعالى( :البقرة ،اآلية
)
الرابع :اإلباحة كقولو تعالى( :البقرة ،اآلية
)
الخامس :التيديد كقولو تعالى( :فصلت ،اآلية )1
السادس :اإلىانة كقولو تعالى( :الدخان ،اآلية
)
السابع :الدعاء كقولو تعالى
الثامن :التعجيز كقولو تعالى( :البقرة ،اآلية )
( الحجر ،اآلية ) التاسا :اإلكرام كقولو تعالى:
9
وىناك أوجو أخرى وىذا ماا رأينااه ميمااً منياا ،كماا أن بعاض ىاذه األوجاو مماا ذكار
ومما لم يذكر كثير منو متداخل كما عبنر بذلك اإلمام الغزالي (رحمو اهلل).
تدري ()1
.1قارن بين تعريف اآلمدي وابن الحاجب في تعريف األمر.
.2ىات آيات قرآنية فييا صيغ األمر اآلتية:
افعل – الفعل المضارع المقرون بالم األمر – جممة خبرية مراد بيا
الطمب.
.3يستعمل األمر لعدة أوجو منيا:
الوجوب واإلباحة والتيديد اشرح ما االستدالل.
11
نىم المذاى في داللة األمر
والوجو
11
نسخلة التقويم الذاتي
تذذذذمى امذذذذ الن ذذذذ ال ي لمن مذذن ذ ال ا ذ حر الف نذ ترذ الذذذذلى ترذذذذ ذذذذ
لسذذذذ ا ل ذذذذ ال ا . ص.فه ت ٍ من يخ لف األم . المذذوم ذذا م ذ
قع ا ف المشق . لل إ ريس.
12
* ندلة القاخلين بالوجو :
استدل القايمون بأن األمر ُّ
يدل عمى الوجوب بأدلة كثيرة نذكر منيا ما يمي:
* الدليل األول :إن اهلل تعالى ذ نم إبميس عمى مخالفتو لما أمره اهلل بو من السجود آلدم بل
كان سببًا إلخراجو من الجنة ،وذلك لقولو تعالى
( سورة األعراف،
كما في قولو تعالى :
،ولقد دلنت اآلية عمى توجيو الذم إلبميس عمى ىذه المخالفة باستفيام إنكاري ىو
قولو تعالى:
اك } .واذ ثباات الااذم عمااى تاارك المااأمور ثباات
َم ْرتُا َ ِ
اك أَال تَ ْسا ُج َد إ ْذ أ َ
اال َمااا َمَن َعا َ
{ قَا َ
أن األمر لموجوب.
* الدليل الثاني :قولو تعالى
( سورة النور ،اآلية ) ،
وجل ِّ
يحذر الذين يخالفون أمره أن تحل بيم الفتنة في دلنت ىذه اآلية أن اهلل ن
عز ن
الدنيا ،أو يصيبيم العذاب في اآلخرة ،والعقاب المذكور ىنا مرتب عمى تمك المعصية التي
حذر منيا وىي المخالفة عن أمره ،فمو لم يكن األمر لموجوب ،والمأمور بو واجباً لمان
عمى العقاب األمر ليذا المخالف استحق
تركو.
13
ٍ
عاص مستحق * الدليل الثالث :ىناك نصوص كثيرة ن
دلت عمى ن
أن تارك المأمور بو
لمعقاب ،وبذلك يكون المأمور بو واجباً ألنو لو لم يكن واجباً ما استحق مخالفو العذاب
والخمود في النار ،ومن ذلك قولو تعالى :
وقال في شأن (سورة النساء ،اآلية ،) ،
(س ة ال ح يى ،اآلي ) ، الماليكة :
( سورة وقولو تعالى: ،
* الدليل الرابع :قولو تعالى :
ووجو االستدالل بيذه اآلية أنياا دلنات عماى أن ذم ىاؤالء القاوم كاان بسابب أنيام كاانوا ال
يركعا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااون إذا أُما ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااروا با ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااالركوع ،وقا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااد جا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اااء الا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااذم ما ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اان تا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اارك
م ا ا ااا أُم ا ا ااروا بفعم ا ا ااو فم ا ا اام يفعم ا ا ااوه ،فم ا ا ااو ك ا ا ااان األم ا ا اار ال يفي ا ا ااد الوج ا ا ااوب لم ا ا ااا ك ا ا ااان ت ا ا ااركيم
لما أُمروا بو سبباً لذميم ومقت اهلل إياىم.
يم ببق علَبببى ن ِ
َمب ْببرتُ ْ
ُمتبببي .أل َ
ّ شب ّ ََن نَ ُ
* البببدليل الخبببامس :قول ااو ص اامى اهلل عمي ااو وس اامم " :لَب ْببوالَ ن ْ
صالَ ٍة ".
ول َ
ِبالسو ِ
اك ع ْند ّ َّ
ووجو االستدالل عمى أن األمر لموجوب من ىذا الحديث :أن النباي صامى اهلل عمياو
وس ا اامم لا ا ااو أماا اار بالس ا ا اواك عناا ااد كاا اال صا ا ااالة لوجاا ااب فعماا ااو س ا ا اواء أكاا ااان فا ا ااي ذلا ا ااك مشاا ااقة
أم لم تكن ،ولكنو ال يريد أن يشاق عماييم ،فمام ياأمرىم باو لايال يكاون واجبااً ،وىاذا يقتضاي أن
األمر لموجوب.
14
نشاط
راجا كتب التفساير فاي األدلاة األربعاة الساابقة وقاارن باين أساموب التفساير
وأسموب أصول الفقو.
وأعرض جيدك ىذا عمى أصدقايك لتعرف رأييم في المقارنة.
ذذذذين لفيذذذذ انذذذذا مشذذذذ يم تر ال ذ ا المسذ ت يذذذم ترذذذذ ملرذذذذ اللرذذذذ
ال ا الم ة. لزمذذذذذذ ن العمذذذذذذ (الفقهذذذذذذ - فعذذذ األمذذذ مذذذ ة احذذذمة
األسف ايين ). ضذذذذ ي ل حقيذذذذ األمذذذذ
(اآلممي ،الفخ ال ازي).
15
المبببذى الثببباني :إنااو يا ُّ
ادل عم ااى التك ارار المس ااتوعب لزمااان العماار بش اارط أن يكااون اإلتي ااان
بالمأمور بو في ىذا الزمان ممكناً .وىذا مذىب جماعة مان الفقيااء والمتكمماين وىاو منساوب
إلى أبي إسحاق اإلسفراييني من الشافعية.
المببذى الرابببع :إنااو مشااترك لفظااي بااين التك ارار والم ارة ،وال يفياام منااو واحااد ماان األم ارين إال
وتبينو.
بقرينة ترجح ذلك ّ
ما نراه راجحاً من ىذه المذاىب:
ويالح ا ا ا ااظ أن ى ا ا ا ااذه الم ا ا ا ااذاىب ق ا ا ا ااد اس ا ا ا ااتند قايموى ا ا ا ااا ألدل ا ا ا ااة ظنا ا ا ا اوا أني ا ا ا ااا ت ا ا ا اارجح
م ا ا ا ااا ق ا ا ا ااالوه وذىبا ا ا ا اوا إلي ا ا ا ااو ،إال أني ا ا ا ااا كمي ا ا ا ااا عن ا ا ا ااد التحقي ا ا ا ااق – ع ا ا ا اادا الم ا ا ا ااذىب األول –
ال تفيد ما ذىبوا إليو إال بواسطة قراين تدل عمى ذلك.
ااكت
أمااا المااذىب األول فإنااو ىااو الااذي يفيااده إطااالق األماار حيااث إن لفااظ األماار سا ٌ
ع اان أي قي ااد يفي ااده بتكا ارار أو ما ارة ،ولما اا ك ااان الم ااأمور ب ااو ال يتحق ااق ف ااي الوج ااود إال بفع اال
المأمور بو مرة واحدة قالوا :المرة ضرورية إليقاعو .وىذا ما يجعمنا نارجح ىاذا الماذىب عماى
ليره لقوة دليمو.
ندلة ىذا المذى :
استدل أصحاب ىذا المذىب بأدلة كثيرة أىميا:
إن صيغة األمر في المغة بمادتيا إنماا ت ُّ
ادل عماى طماب الفعال فقاط ،كماا ذىاب إلاى ذلاك
أىل العربية ،فييية األمر ال داللة ليا إال عمى الطمب.
إن صاايغة األماار طمااب حقيقااة الفعاال ،أم ااا الم ارة والتك ارار فإنيمااا خارجااان عاان حقيقت ااو،
فيجاا ا ا ا ا ااب أن تحصا ا ا ا ا ا اال الب ا ا ا ا ا ا اراءة ما ا ا ا ا ا اان عيا ا ا ا ا ا اادة االمتثا ا ا ا ا ا ااال با ا ا ا ا ا ااو فا ا ا ا ا ا ااي أييما ا ا ا ا ا ااا وجا ا ا ا ا ا ااد
وال يتقيند بأحدىما دون اآلخر.
ال أو كثي ًار أو
إن المرة والتكرار من صفات الفعل كالقمة والكثرة ألنك تقول ضرباً قمي ً
مكر اًر ولير مكرر فيفيد الفعل بصفاتو المتنوعة ،ومن المعموم أن الموصوف بالصفات
المتقابمة ال داللة لو عمى خصوصية شيء منيا ،واذا ثبت ذلك فمعنى اضرب طمب ضرب
فال ُّ
يدل عمى صفة لمضرب فقط من تكرار أو مرة.
16
تدري ()2
األمر إذا ورد يكفي أن يفعمو المأمور مرة واحدة لتنتفي العيدة حمل ىذه
العبارة وبين من الذي قال بيا من العمماء.
الس انة لمتك ارار كمااا ورد لمم ارة ،فااال تكااون داللتااو
.إن األماار ورد فااي نصااوص الق ارآن و ُ
عمى واحد منيماا دون اآلخار ،بال يحمال عماى القادر المشاترك بينيماا وىاو ماا باو يتحقاق
وجود المأمور بو.
17
المببذى الثالببث :إنااو مشااترك لفظااي بااين الفااور والت ارخااي ،فااال يفيااد واحااداً منيمااا إال بواسااطة
قرينة ترجحو.
* ما نراه راجحاً من ىذه المذاى :
ىذه المسألة ال تختمف عن سابقتيا وكما ىو واضح فإن القايمين باأن األمار المطماق
يقتضي مطمق طمب األمر من لير داللة عمى مرة أو تكارار ىام أنفسايم الاذين قاالوا ىناا إناو
يفيد مطمق طمب الكف وما ذكر من مباررات ىنااك تصامح بعينياا ىناا حياث يتمشاى ىاذا ماا
اإلطالق المغوي.
ولااذلك تعتباار أدلااتيم ىناااك ىااي أدلااتيم ىنااا ،وعميااو يمكاان استصااحاب األدلااة األربعااة
المذكورة ىناك ويمكن استصحابيا ىنا.
وما ا ا ا اان ىنا ا ا ا ااا يتب ا ا ا ا اينن لنا ا ا ا ااا أن األما ا ا ا اار ال إشا ا ا ا ااعار لا ا ا ا ااو بخصا ا ا ا ااوص كونا ا ا ا ااو فا ا ا ا ااو اًر
وال بخصوص كونو تراخياً.
وىو الراجح من ىذه المذاىب إن شاء اهلل.
نسخلة التقويم الذاتي
ومن نمثلة ذلك :األمر في قولو تعالى( :سورة المائدة ،اآلية
، ) ،جاء بعد الحظر الذي ورد في قولو تعالى :
في قولو تعالى :
( سورة التوبة ،اآلية ) ،حيث وردت ىذه اآلية بعد النيي عن قتاليم
19
في ىذه األشير ،بينما ىناك نصوص أخرى ن
دلت عمى أن األمر بعد الحظر يفيد اإلباحة
كما سيأتي تفصيمو قريبًا.
* المببذى الرابببع :إن األماار بعااد الحظاار والتح اريم ياادل عمااى رفااا الحظاار والتح اريم ورجااوع
المااأمور بااو عمااى مااا كااان عميااو فااإن كااان قباال الحظاار مباح اًا رجااا حكمااو إلااى اإلباحااة ،وان
ك ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااان واجبا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااً رج ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا حكم ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااو إل ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااى الوج ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااوب وىك ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااذا .وى ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااذا
ما اختاره الكمال بن اليمام من الحنفية.
ندلة ىذا المذى :استند أصحاب ىذا الماذىب إلاى اساتقراء النصاوص التاي ورد فيياا األمار
بعد الحظر حيث قادىم ىذا االستقراء إلاى أن حكام الماأمور باو الاوارد بعاد الحظار ي ُّ
ادل عماى
أن حكماو ىااو الحكام الااذي كااان ثابتاًا لااو قبال ورود الحظاار والتحاريم ،والمتتباا لكتااب األحكااام
يجد الكثير من األمثمة التي تُبيِّن ما قمناه.
وىااذا ياادفا توقااف ماان توقااف ألنااو يرفااا التعااارض الااذي حممااو عمااى التوقااف ،واليااك
نماذج تثبت ما ذكر وتؤكده:
.1االصطياد فإنو كان مباحاً قبل التمبس باإلحرام ثم حظر بعد التمبس باإلحرام لما في
قولو تعالى( :سورة المائدة ،اآلية ،
،)وقولو تعالى :
(سورة المائدة ،اآلية ،) ،ثم جاء األمر بالصيد بعد التحمل من اإلحرام في قولو
تعالى:
( سورة المائدة ،اآلية ، ) ،فينا األمر يدل عمى اإلباحة
ألن اإلباحة ىي الحكم الذي كان ثابتًا لالصطياد قبل التمبس باإلحرام.
.2زيارة القبور الشرعية فإنيا من المستحبات ألنيا ِّ
تذكر اآلخرة ،وقد كان حكميا
االستحبا ثم نيى عنيا النبي صمى اهلل عميو وسمم لحكمة لعمنيا ىي :سد ذريعة الشرك
المتمثمة في االعتقاد في المقبورين ،ثم أمر بيا النبي صمى اهلل عميو وسمم بعد ذلك من
21
ُم ِو
في ِزَي َارِة قَ ْب ِر ن ّ ور ،فَقَ ْد ن ُِذ َن لِ ُم َح ّم ٍد
جديد فقال ( :قَ ْد ونُ ُت َن َي ْيتُ ُو ْم َع ْن ِزَي َارِة ا ْلقُ ُب ِ
عميو وسمم ردىا إلى فزوروىا فإنيا تذور اآلخرة ) .وىذا األمر األخير منو صمى اهلل
حكميا األول قبل الحظر وىو االستحباب ،وىذا المحكم متفق عميو.
.قتال المشركين من الواجبات المعمومة التي حض عمييا الشرع ،إال أن الشارع قد
نيى عنو محرمًا لو في األشير الحرم ،لما في قولو تعالى :
( سورة الماخدة ،اآلية ) ،وقولو تعالى :
.)ثم أمر اهلل بالقتال بعد ( سورة البقرة ،اآلية،
انصرام األشير الحرم لما في قولو تعالى :
( سورة التوبة ،اآلية .) ،وىذا األمر جاء بعد
الحظر فرد األمر عمى ما كان عميو قبل الحظر وىو وجوب قتاليم.
ظير لنا من خالليا أن األمار بعاد الحظار فيياا ن
دل مارة ِّ
المتقدمة َ َ ىذه األمثمة الثالثة
ودل مارة عماى االسااتحباب كمااا فااي المثااال الثاااني ،ن
ودل عماى اإلباحااة كمااا فااي المثااال األول ،ن
مارة عماى الوجاوب كماا فاي المثاال الثالاث ،وفااي المارات الثالثاة رجاا الماأمور باو بعاد الحظاار
عمى ما كان عميو من حكم قبل الحظر.
وىااذا يقا ِّاوي ىااذا المااذىب األخياار ويشااد ماان أزره ،وماان ىنااا يمكننااا أن نقاارر أن ىااذا
الحكاام الضااطراده أصاابح فااي حكاام القاعاادة حيااث ثباات لنااا نن وببل نمببر ورد بعببد حظببر فإنببو
قرينة على رد األمر على ما وان عليو قبل الحظر.
21
تدري ()3
ورود األمر بعد الحظر ىل يفيد الوجوب أم اإلباحة؟ ما ذكار مثاال واحاد
لكل مذىب.
مقيببد بعببدم وجببود قرينببة تببدل علببى حمببل األمببر البوارد بعببد
َّ نن ىببذا المببذى
الحظببر علببى حوببم بعينببو ،فببإذا وردت قرينببة تحملببو علببى حوببم معببيَّن فيج ب
عندىم المصير إلى ما نفادتو القرينة.
22
.2النهي وداللتو
عزيزي الدارس ،لقد تق ندم في المبحاث الماضاي الكاالم عان األمار وداللتاو بالتفصايل
فظير جمياً مدلول األمر وما يتعمق بو من مباحث ميمة.
وىنااا نتعاارض لمنيااي ماان حيااث تعريفااو ومباحثااو الميمااة ونسااير عمااى مناوال مااا س ارنا
عميااو فااي األماار ،ذلااك ألن النيااي ىااو الااذي يضاااد األماار ،ولااذلك مااا قياال فااي شااأن األماار
يصمح أن يقال في شأن النيي ،ولكن بالعكس.
عرفببببببو ابببببببن الحاجبببببب بقولببببببو " :اقتضبببببباا وببببببف عببببببن فعببببببل علببببببى جيببببببة
َّ .1
االستعالا".
شرح التعريفين:
اكتفينا بيذين التعريفين ألنو -كما ذكرنا -ن
ألن ما قيل في األمر يغناي عان الكاالم
في النيي.
ويالحاظ أن ىاذين التعاريفين ذكار أحادىما وىاو (التعرياف األول) قياد االساتعالء وقااد
قمنا في مبحث األمر أنو ليس بشرط.
أمااا التعريااف الثاااني فماام يااذكر االسااتعالء ،باال عنباار بااالقول الطالااب لمتاارك بالداللااة
األولية ،والمقصود بالداللة األولية ىنا :أنو ن
دل عماى طماب الفعال بوضاا المغاة عماى نحاو ماا
ذكر في األمر.
23
وكما رجحنا ىذا التعريف في األمر فإننا نرجحو ىنا.
نسخلة التقويم الذاتي
.1اذكر تعريف النيي عند ابن الحاجب واشرحو شرحًا وافيًا.
.2ماان خااالل قراءتااك لممصااحف اسااتخرج صاايغ تاادل عمااى النيااي (لياار
التي في الكتاب) مثل (دع ،اجتنبوا ،ذروا).
2.2صيغة النهي
كما أن لألمر صيغا تدل عميو فإن النيي كذلك ،ومن صيغو:
.1صيغة ال تفعل ،وىي الصيغة الحقيقية لمداللة عمى النيي كما في قولو تعالى:
( سورة اإلسراا ،اآلية،
.)وقولو تعالى:
( سورة البقرة ،اآلية.) ،
.2الصيغة الدالة عمى طمب الترك ،كذر ،ودع ،واترك ،واجتنب ،وما في معناىا.
(أ) مثال (ذر) :قولو تعالى:
( سورة األنعام ،اآلية.)1 ، (ب)
( سورة األحزا ،اآلية.) ،
(د) مثال (اترك) :قولو تعالى( :سورة الدخان ،اآلية.) ،
24
(ه) مثال اجتن :قولو تعالى:
.3ما َّ
دل على النيي بمادتو مثل قولو تعالى:
.4االستفيام اإلنكاري الدال عمى النيي كقولو تعالى :
.5الخب اار ال ااذي ي ا اراد ب ااو النيا ااي كقول ااو ص اامى اهلل عمياااو وس اامم { :ال تببببزوج المببببرنة المببببرنة
وال تزوج المرنة نفسيا }.
.6لفظ التحريم فإنو يدل عمى أن الشيء منيي عنو كقولو تعالى:
اسم فعل األمر كقولو تعالى :
األم ال حقي المت ال حلي ال اه ال ح يى
اإل ش م
25
األول :التحريم ،كما في قولو تعالى :
( سورة اإلسراا ،اآلية ،.) ،وقولو تعالى :
( سورة األنعام ،اآلية ،وسورة اإلسراا .)
( سورة البقرة ،اآلية.) ،
فالنيي ىنا لمكراىة أي يكره لممنفق أن يتحرى الخبيث من مالو فينفقو في سبيل اهلل.
الثالث :التحذير كما في قولو تعالى :
فياذه اآلياة يفيام منيااا كال عاقال أنااو لايس المقصاود منياا النيااي عان الماوت إذ لاايس
في مقدور العبد ،وانماا المقصاود التحاذير واالبتعااد ع نماا يوقاا اإلنساان فاي المعاصاي والكفار
والمداومة عمى الطاعة واإليمان حتى يأتيو الموت وىو عمى ىذه الحال.
الرابع :الدعاء كقولو تعالى:
( سورة البقرة ،اآلية.) ،
الخامس :التحقير كما في قولو تعالى :
،.) ( سورة طو ،اآلية،
فالنيي ىنا المقصود منو بيان مقام الدنيا ،وأنيا حقيرة ال تستحق االىتمام بيا ،والنظر
إلييا نظرة اإلعجاب والحب.
السادس :األدب واإلرشاد كقولو تعالى:
( سورة البقرة ،اآلية .) ،وقولو تعالى:
26
( سورة الماخدة ،اآلية.)1 ،
نشاط
مان خااالل د ارسااتك لصاايغ النيااي ومااا تفيااده انظاار كتاااب األحكااام لدماادي
واستخرج صيغ النيي وما تفيده لير الذي ذكار ماا مناقشاة ىاذه الصايغ ماا
زماليك حتى تصبح ممماً بيذا الباب.
27
* المبببذى الراببببع :إن الص اايغة موض ااوعة لالش ااتراك المفظ ااي ب ااين التحا اريم والك ارى ااة ونس ااب
بعضاايم ىااذا المااذىب لمشااافعي وىااذه النساابة ليساات دقيقااة والص اواب مااا ذكرنااا عنااو فااي
المذىب األول.
* المذى الخامس :ذىب بعض األصوليين إلى التوقف وعدم الجزم بارأي معاينن فاي داللاة
النيي عمى التحريم أو الكراىة.
ِّ
المتقدمااة ىااي بعينيااا المااذاىب التااي ساابق القااول وممااا يالحااظ ىنااا أن ىااذه المااذاىب
بيااا فااي األماار ،وعميااو فااإن مااا قياال فااي شااأن األماار ماان أن ىااذه المااذاىب إنمااا تناااقش داللااة
األماار المجااردة عاان أي قرينااة تاادل عمااى حمميااا عمااى واحااد ماان المعاااني التااي تحتمميااا ،فااإن
داللااة النيااي كااذلك ،وكمااا إن األماار احتفاات بااو ق اراين كثي ارة دلاات عمااى أنااو يكااون حقيقااة فااي
الوجااوب فك ااذلك الني ااي .احتف اات ب ااو قا اراين كثيا ارة ت اادل عم ااى أن ااو إذا أطم ااق يك ااون حقيق ااة ف ااي
التحريم.
* المذى الراجح:
مماا تقا ندم يتضاح لنااا أن الماذىب األول وىااو القاول بااالتحريم ىاو األرجااح لماا ذكرنااا ماان أن
السنة المطيرة.
ىذا ىو حال النيي بعد االستقراء الدقيق أللفاظو في القرآن الكريم و ُ
ندلة القاخلين بالتحريم:
الدليل األول :قولو تعالى :
ووجااو االسااتدالل بيااذه اآليااة أن اهلل ساابحانو وتعااالى أماار األُ نمااة باالنتياااء ع نمااا نيااى
عناو الرساول صامى اهلل عمياو وسامم واألمار لموجاوب فيكاون االنتيااء ع نماا نياى الرساول صامى
اهلل عميا او وس اامم واجبا ااً ومخالف ااة الواج ااب توج ااب اإلث اام والمعص ااية ،ف ا ن
ادل ذل ااك عم ااى أن فع اال
محرم وال معنى لقولنا النيي يقتضي التحريم إال ىذا. ٌ المنيي عنو
وم ا ْن بعاادىم ماان التااابعين كااانوا يسااتدلون
الببدليل الثبباني :إن الصااحابة (رض اوان اهلل عمااييم) َ
محرم لقولو تعالى:
عمى تحريم الشيء بصيغة النيي مجردة عن القراين فيقولون الزنا ن
28
محرم لقولو تعالى:
( سورة اإلسراا ،اآلية ،.) ،والقتل ن
( سبببببورة اإلسبببببراا ،اآليبببببة، ) ،
قال تعالى :
م اان خ ااالل ى ااذه اآلي ااة م ااا ال ااذي يفي ااده الني ااي وم ااا ى ااي دالل ااة الني ااي حقيق ااة
ومجا ًاز.
ووجا ااو االسا ااتدالل ما اان ىا ااذا الحا ااديث :أن رسا ااول اهلل صا اامى اهلل عميا ااو وسا اامم أمرنا ااا
باالجتناب عن كل شيء نيى عنو واألمر لموجوب ن
فدل ذلك عمى وجاوب االنتيااء ع نماا نياى
اهلل ورسااولو عنااو .وىااذا ياادل عمااى حرمااة فعاال الشاايء المنيااي عنااو وال معنااى لقولنااا :النيااي
لمتحريم إال ىذا .
واألدلة الدالة عمى إفادة النيي لمتحريم كثيرة يصعب حصرىا وىذه مجرد نماذج منيا.
ومماا أشااار إلياو عمماااء األصااول فاي كتاابيم أن كاال الاذي قياال فااي شاأن داللااة األماار
عمااى الوجااوب ماان أدلااة يصاامح أن يقااال فااي داللااة النيااي عمااى التحاريم ،وعميااو يمكاان اعتبااار
جميا ما تق ندم في شأن إفادة األمر لموجوب يمكن اعتباره ىنا.
29
5.2داللة النهي على الدوام والمرة
عزيببزي الببدارس ،ىااذه المسااألة تقابميااا مسااألة داللااة األماار عمااى التك ارار والم ارة ،ومااا
أن لالااب األصاوليين عنبااروا فااي األماار بعبااارة التكارار ،لكاانيم
قبال ىناااك يقااال أيضااً ىنااا ،إال ن
لما جاءوا إلى النيي عبنروا بالدوام فقالوا داللة النيي عمى الدوام فمماذا؟ وما السبب فاي ذلاك
؟
الجوا :ىو أن الدوام ىو المفظ المناسب لمنيي لمفرق الواضح بينو وبين التكرار.
فالتورار معناه :اإلتيان بالفعل مرة بعد أخرى.
نما الدوام فمعناه :المواظبة عمى الفعل واالستمرار فيو.
واألنسب في األمر أن يطمق عميو لفظ التكرار ألنو يتأتى معو فعال الشايء مارة بعاد
مرة ولو فعل المأمور بو مرةً واحدةً ُيع ُّاد ممتزمااً بااألمر .أماا وصافو بالادوام فإناو يساتحيل ألناو
لاو عنبرناا باو ألدى ذلاك إلاى اساتغراق الفعال جمياا األزمناة ،وىاذا لاو أمكان وقوعاو ألدى إلاى
تعطيل ما سوى الفعل المأمور بو.
أما في النياي فاإن دوام التارك ممكان ألناو يمكناو أن يتارك أشاياء كثيارة أباداً ماا فعال
ليرىا.
وبيذا يموننا القول ببأن التعبيبر بالبدوام فبي جانب النيبي ىبو األصبو ،
ألن مقتضببى النيببي وىببو االنتيبباا عببن الشببيا
بببل التو برار ال يصببلح معببوَّ ،
المنيي عنبو فبي جميبع األزمنبة ،فلبو انتيبى مبرة نو مبرات ثبم فعلبو فبي مبرة
نخرى ُي ُّ
عد منتيواً النيي غير ملتزم بو شرعاً.
31
* مذاى العلماا في ىذه المسألة:
كما ذكرنا قبل قميل فإن ىذه المساألة يقابمياا فاي األمار مساألة داللاة األمار عماى التكارار
والوحدة.
وعمياو فاإن الماذاىب ىنااك ىاي الماذاىب ىناا ،ولكان ىاذا ال يعناي أن جمياا القااايمين
بيذه المذاىب قايمون بياا ىناا ،بال أكثار العممااء قاد صارحوا فاي جاناب النياي أناو يفياد الادوام
حت ااى مم اان ق ااال م اانيم ب ااالمرة ىن اااك ن وذل ااك ألن االنتي اااء ع اان المني ااي عن ااو ال يتحق ااق ف ااي
الوج ااود إال بترك ااو أب اادًا بخ ااالف األم اار كم ااا ذكرن ااا قريبا اًا ،وعمي ااو ف ااإن الم ااذىب الا اراجح ىن اااك
يصاامح أن يكااون راجح ااً ىنااا ،فكمااا أن األماار ياادل عمااى مطمااق طمااب الفعاال ماان لياار داللااة
عمااى م ارة أو تك ارار فكااذلك النيااي ياادل عمااى مطمااق طمااب تاارك الفعاال ،إال أن ماان ل اوازم تاارك
الفعل نن يتروو نبداً.
ىااذا ىااو المااذىب الصاواب فااي ىااذه المسااألة إن شاااء اهلل تعااالى وىااو مااا عميااو الكث ارة
الكاثرة من العمماء لدرجة أن ادعى فيو بعضيم اإلجماع.
أمااا المااذاىب األخاارى فم اام يقاال بيااا إال قم ااة ماان األصااوليين ش ااذوا عاان ى اذا الق ااول.
ويقويااو أنااو لااو قمنااا بااأن النيااي كاااألمر ياادل عمااى مطمااق طمااب التاارك ،وأن
ويوضااح مااا قمناااه ِّ
المارة ضارورية لتحققاو فاي الوجاود لماا ُعا ند ذلااك امتثااالً لمنياي ،بال لاو حممناا النياي عماى ىااذا
عاص بفعال المنياي فاي الادنيا البتاة ،وذلاك ألن النياي بنااء عماى ٍ النحو لمزم منو أن ال يوجد
ىااذا المااذىب ال يقتضااي إال مطمااق التاارك كمااا أن األماار ال يقتضااي إال مطمااق الفعاال ،وكمااا
أن المكمف يخرج من عيدة األمار بفعال الماأمور باو زمناًا ماا ،فكاذلك يخارج مان عياده النياي
بمطمااق التاارك لممنيااي عنااو فااي زماان مااا .وأشااد الناااس عصااياناً وفسااوقاً ال بااد أن يتاارك تمااك
المعصية في زمن ما ،فيخرج من عيدة النيي بذلك الزمن الفرد فال يكون عاصياً أبداً.
وما رأينا أحداً فاي الادنيا واظاب عماى معصاية فمام يفتار عنياا إلاى أن ماات بال ال باد
ماان فت ارات ولااو لضاارورات الحياااة كتناااول الطعااام ونحااوه ماان ضاارورات وحاجااات أساسااية ،
وىذا ما رجحو إمام الحرمين وليره ،وىو األرجح إن شاء اهلل تعالى.
31
نسخلة التقويم الذاتي
32
.3تاركيم المخاابرة (إجاارة األرض بماا يخارج منياا) عماى الفاور عناد عمميام بنياي رساول اهلل
صمى اهلل عميو وسمم عنيا.
33
.2البدليل الثبباني :أن ىناااك نصوصااً شارعية كثيارة ورد فيياا النيااي بعااد الوجاوب ،ومااا ذلااك
دل ىذا النيي عمى التحريم ،ومن ذلك عمى سبيل المثال: ن
.1قولو تعالى :
( سورة النساا ،اآلية ،) ،وذلك بعد قولو تعالى :
( سورة النساا ،اآلية، .2قولو تعالى:
34
مرات النيي
ما نيى عنو لوصف مجاور ما نيى عنو لوصفو ما نيى عنو لذاتو
ىااذه أن اواع ثالثااة سااوف نتناوليااا بالد ارسااة مااا بيااان مااذاىب العمماااء فييااا وأدلااتيم ثاام
التوصل إلى ما نراه راجحاً بحسب الدليل وقوتو.
تدري ()5
36
(ج) وم اان ذل ااك قول ااو ص اامى اهلل عمي ااو وسا امم لمرج اال ال ااذي ج اااما أىم ااو ف ااي ني ااار رمض ااان:
"صم يوماً واستغفر اهلل" ،وفي رواياة " :صم يوماً موانبو " ،كال ذلاك بعاد أن أماره صامى اهلل
عميو وسمم بالكفارة فأمره صمى اهلل عميو وسمم لمرجل بصوم يوم مكان الياوم الاذي جااما فياو
ال بسابب ارتكابااو لممنياي عناو ،وىااو الجمااع فاي نيااار
دليال عماى أن صاومو األول كااان بااط ً
رمضان.
.3اسااتدالليم بإجماااع الصااحابة عمااى أن النيااي يقتضااي الفساااد والاابطالن ،فقااد تاواتر عاانيم
(رض اوان اهلل تعااالى عمااييم) الحكاام بالفساااد عمااى كثياار ماان العبااادات والعقااود لمجاارد النيااي
عنيااا دون االسااتناد إلااى أدلااة أخاارى ،وىااذه الوقااايا تقتضااي فااي مجموعيااا القطااا بااأن النيااي
يقتضااي الفساااد ،ولاام ينقاال عاان أحااد ماانيم خااالف ذلااك ،أو إنكاااره ،فكااان ذلااك إجماع اًا ماانيم
عمى أن النيي يقتضي بطالن وفساد المنيي عنو.
ومن نمثلة نحوام الصحابة التي تدل على نن النيي يفيد البطالن والفساد:
لمرجاال الااذي رآه يصاامي وال يحساان الركاوع والسااجود :مااا صااميت ولااو ماات * قاول حذيفااة
مت عمى لير الفطرة التي فطر اهلل محمداً عمييا.
* وما اان ذلا ااك أيض ا اًا قا ااول عما اار رضا ااي اهلل عنا ااو :واهلل ال أعما اام أحا اادًا تمتا ااا وىا ااو محصا اان
إال رجمتو بالحجارة.
وفاي ىاذا دليال قااوي عماى أن األولاى أن ُيقاال أن نكاااح المتعاة باطال ال يترتاب عميااو
أثره ،بل اعتبره عمر رضي اهلل عنو زنا.
* ومن ذلك قول ابن عمر (رضاي اهلل عنيماا) :كناا نخاابر (نازارع) وال نارى باذلك بأسااً حتاى
زعم رافا بن خديج أن النبي صمى اهلل عميو وسمم نيى عنيا فتركناىا.
فكال ىاذه النقااول وأمثالياا تادل عمااى أنيام (رضاوان اهلل عمااييم) كاانوا يارون أن النيااي
يقتضي بطالن المنيي عنو ،ولوال ىذا لما حكموا ببطالن الصور المذكورة.
ىااذه األدلااة المتضااافرة تاادل كميااا عمااى قااوة ورجحااان ىااذا المااذىب وىااو الااذي عميااو
العم اال حت ااى عن ااد أص ااحاب الم ااذاىب المخالف ااة حي ااث إني اام يحكم ااون ب اابطالن ى ااذه الص ااور
37
المااذكورة وأمثاليااا إال أنياام ال يسااندون الاابطالن إلااى مجاارد النيااي ،ويزعمااون أن ىناااك أدلااة
يدل عمى البطالن.وقراين خارجية دلنت عمى أنو ُّ
38
الس َّنة:
نو ًال :ندلتيم من ُ
.1مااا ورد فااي حااديث فضااالة باان عبيااد رضااي اهلل عنااو أنااو قااال :اشااتريت يااوم خيباار قااالدة
بااثني عشار ديناا ًار فييااا ذىاب وخارز ففصاامتيا فوجادت فيياا أكثار ماان اثناي عشار دينااا ًار،
فذكرت ذلك لمنبي صمى اهلل عميو وسمم فقال " :ال تباع حتى تفصل".
ووج ااو االس ااتدالل بي ااذا الح ااديث :أن النب ااي ص اامى اهلل عمي ااو وس اامم أبط اال ى ااذا البي ااا
واعتبره باطالً إذا لم يفصل بين الذىب والخرز.
.2عن أبي سعيد الخدري وأبي ىريرة (رضي اهلل عنيما) أن رسول اهلل صمى اهلل عميو
ال عمى خيبر فجاء بتمر جنيب فقال رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم
وسمم استعمل رج ً
" نول تبمر خيبر ىوذا ؟ " قال ،ال واهلل يا رسول اهلل ،إنا لنأخذ الصاع من ىذا
بالصاعين ،والصاعين بالثالثة ،فقال رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم ( ال تفعل بع
الجميع بالدراىم ثم ابتع بالدراىم جنيباً )( .الجنيب نوع جيد من التمر).
ووجا ااو االسا ااتدالل ما اان ىا ااذا الحا ااديث أن النبا ااي صا اامى اهلل عميا ااو وسا اامم أبطا اال ىا ااذه
المعامماة لماا فيياا مان رباا الفضال ،وفاي ىااذا المثاال النياي متوجاو إلاى الوصاف وىاو الربااا ال
إلاى أصال البياا ،وماا ذلاك أن النبااي صامى اهلل عمياو وسامم قاال لااو " :ال تفعبل " فماو لام تكاان
ىااذه المعاممااة باطمااة ماان أساساايا لصااحح النبااي صاامى اهلل عميااو وساامم أصاال البيااا ،وأبطاال
فدل ذلك عمى أن المعاممة باطمة بأصميا أيضاً. القدر الزايد (الربا) وىذا ما لم يحدث ،ن
.3عاان نبببي المنيببال قااال :اشااتريت أنااا وش اريك لااي شاايياً يااداً بيااد ونساايية فجاااء الب اراء باان
عازب فسألناه فقال :فعمتو أنا وشريكي زيد بان أرقام ،وساألنا النباي صامى اهلل عمياو وسامم
ع ا ا اان ذل ا ا ااك فقاا ا ااال " :نمببببببببا مببببببببا وببببببببان يببببببببداً بيببببببببد فخببببببببذوه ،ومببببببببا وببببببببان نسببببببببيخة
فردوه ".
ويالح ااظ ف ااي ى ااذه األحادي ااث جميعي ااا أن الني ااي توج ااو إل ااى الوص ااف وم ااا ذل ااك رد
رسااول اهلل صاامى اهلل عميااو وساامم ىااذه العقااود وحكاام بإبطاليااا فا ن
ادل ذلااك عمااى أن النيااي عاان
الشاايء لوصاافو ياادل عمااى فساااده وبطالنااو ،وأن البيااا الفاسااد ال يتقا نارر أص االً بوجااو مااا إذ لااو
كان كذلك لما حرم التصرف في الثمن مطمقًا.
39
وىذا ٍ
كاف ،بل أبمغ في الرد عمى من يقول :إن العقد الفاساد ُيق ّار فاي بعاض الصاور
أو أن النيي يقتضي صحة األصل.
تدري ()6
.1ما قول جميور العمماء في المنيي عنو لوصفو الالزم؟.
.2اشرح ىذا الحديث كدليل أصولي "ال تبا حتى تفصل".
.1لماذا رد رسول اهلل صمى اهلل عمياو وسامم تمار خيبار الطياب مان الرجال
الذي استعممو؟
.2اذكر دليالً من السنة يدل عمى بطالن وفساد البيا لوصف الزم لو.
41
وقااد وردت نصااوص كثي ارة لياار ىااذه تفيااد ىااذا المعنااى ،ولاام يعماام لياام مخااالف لمااا
ذىب اوا إلي ااو م اان إبط ااال المنيااي عن ااو فك ااان ذل ااك إجماعا ااً ماانيم عم ااى أن الني ااي ع اان الش اايء
بوصفو يدل عمى فساده وبطالنو.
المذى الثاني:
ذى جميور الحنفية إلى نن النيي عبن الشبيا لوصبفو المبالزم لبو
يقتضببببي فسبببباد وصببببفو دون نصببببلو فيبقببببى األصببببل مشببببروعاً ويفسببببد
الوصف.
41
ىااذه الحالااة يطالااب المكمااف بإ ازلااة ساابب النيااي أو الفسااخ إذا كااان التصاارف ماان المعااامالت
القابماة لمفساخ ،كماا فاي عقاد الرباا ماثالً فاإن العاقاد مطالاب بفساخو أو إلغااء ماا فاي العقاد مان
ال فإناو مطالاب بفساخ العقاد أو االتفااق عماى ثمان آخار
ربا ،وكذلك إذا اشاترى شاييًا بخمار ماث ً
مشروع لير ىذه الخمر.
ويالحظ ىنا :أن المذاىب األخرى المتقدماة فاي الحالاة األولاى التاي تقادمت :كاالقول
بااأن النيااي ال يقتضااي الاابطالن فااي العبااادات دون المعااامالت يالحااظ أن ىااذه المااذاىب قااال
بيا أصحابيا في ىذه الحالة أيضاً ،وأدلتيم ىناك ىي أدلتيم ىنا.
42
باال جميااا ىااذه الصااور وأمثاليااا لاام ياارد النيااي فييااا ماان قباال الشااارع إال عمااى ذات
األصاال كنييااو صاامى اهلل عميااو وساامم عاان صااوم يااوم العياادين ،وعاان بيااا وشاارط ،وعاان نكاااح
الشغار ،وأمثاليا.
ولاام ياارد النيااي عاان الوصااف خاصااة إال ناااد ًار فيكااون جعمياام النيااي فااي ىااذه كميااا
السانة ،وال مان إجمااع
راجعاً إلى الوصف دون األصل تحكم وليس ليم في ىاذا دليال ال مان ُ
األُ نماة ،بال ثبات فاي األحادياث خاالف ذلاك ،كمااا تقا ندم مان إبطالاو صامى اهلل عمياو وسامم بيااا
القااالدة فااي زماان خيب ار حيااث لاام يصااحح العقااد فااي القاادر المساااوي ويبطمااو فااي القاادر ال ازيااد
ومثمو رده لمتمر الاذي اشاترى فياو الصااع بالصااعين والصااعين بالثالثاة .ولام يباين أن العقاد
يصح في القدر المساوي دون ليره ،بل أبطل البيا بالكمية.
فم ااو ك ااان الش اارع يقتض ااي تص ااحيح العق ااد عم ااى الوج ااو ال ااذي ذك ااروه لك ااان ف ااي ى ااذه
الصااورة وأمثاليااا تااأخير لمبيااان عاان وقاات الحاجااة إذ لاام يباايِّن ذلااك فااي وقتااو أص االً ،وال يوجااد
ذل ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااك منقا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اوالً البت ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااة .في ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااذا وج ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااو ك ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ٍ
ااف ف ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااي رد ى ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااذه
القاعدة.
43
مثال آخر :النيي عن البيا أثناء النداء الثاني لمجمعة الوارد في قولو تعالى:
44
أثب اات ص اامى اهلل عمي ااو وس اامم الخي ااار لممش ااتري ،وى ااذا ي اادل أن البي ااا وق ااا ص ااحيحاً ب اارلم م ااا
حصل من البايا من لش وخداع .وىذا كمو يدلنا عمى أن النيي من ىذا الناوع ال يادل عماى
فساد المنيي عنو.
ومثل ىاذا تماماًا نيياو صامى اهلل عمياو وسامم عان تمقاي الركباان ماا الاوارد فاي حاديث
أبي ىريرة رضي اهلل عناو أن النباي صامى اهلل عمياو وسامم قاال ( :ال تلقبوا الجلب فمبن تلقباه
فاشترى منو فإذا نتى سيده السوق فيو بالخيار).
والجمااب :ىاام الااذين يجمبااون السااما ماان خااارج بمااد السااوق ،وىنااا أيض ااً نجااد أن النبااي
صاامى اهلل عميااو وس اامم نيااى عاان البي ااا إذا وقااا عمااى ى ااذه الكيفيااة ،ومااا ذلا اك أثباات الخي ااار
لممشااتري إذا ج اااء إل ااى الس ااوق ،في ااو مخني اار ب ااين أن يفس ااخ البي ااا فيأخ ااذ س اامعتو وي اارد المبم ااغ
لممشااتري وبااين أن يمضااي البيااا ،وىااذا ياادل أيضااً عمااى ن
أن البيااا ىنااا لاايس بفاسااد إذ لااو كااان
فساداً لما جعل النبي صمى اهلل عميو وسمم الخيار لمبايا.
وأمثمة ىذا كثيرة.
الدليل الثاني :إن النيي ألمر خاارجي مجااور لام يجتماا فياو األمار والنياي عماى محال واحاد
حتى يقال إن النيي ىناا يضااد األمار الساابق الادال عماى صاحة الماأمور باو فيبطماو كماا ىاو
الحال في المنيي عنو لذاتو أو لوصفو الاالزم ،بال جياة النياي منفكاة عان جياة األمار حياث
توجو النيي إلى شيء آخر لير الشايء الاذي ورد لاو األمار فاال اجتمااع باين األمار والنياي،
وال صاامة إلحاادى الجيتااين باااألخرى .واذا كااان األماار كااذلك فااال أثاار لمنيااي عمااى المااأمور بااو
فيظل صحيحاً وال يمحقو الفساد.
المذى الثاني:
يرى أصحابو أن النيي عن الشيء ألمر خاارجي عناو يادل عماى بطالناو إال إذا قاام
الدليل عمى خالفو فإذا لم يقم دليل يظل النيي مفيداً لمبطالن.
وى ااذا ماااا ذىاااب إلياااو جميا ااور المالكياااة ،والحنابماااة والظاىرياااة ،والجبايياااة ،ورجحاااو
الشوكاني.
45
وى اؤالء – كمااا ذكرنااا عاانيم قباال قمياال – يقولااون إنااو إذا قااام دلياال عمااى أن النيااي ال
يقتضااي الفساااد فااي بعااض الصااور فإنااو يجااب المصااير إليااو ،وماان أىاام ىااذه األدلااة أن يكااون
النيي واردًا لحق آدمي يمكن استدراكو ،كما في مثالي :التصرية وتمقي الجمب.
ندلة ىذا المذى :
اس ااتدل أص ااحاب ى ااذا الم ااذىب باألدل ااة الت ااي تقا ا ندمت ف ااي فس اااد المني ااي عن ااو لذات ااو
ولوصفو الالزم حيث ال فرق عندىم بين ىذه الصورة والصورتين المتقادمتين إال أنيام اساتدلوا
عمى ىذه الصورة بخصوصيا بأدلة خاصة أىميا:
رد " .الدليل األول :قولو صمى اهلل عميو وسمم " :من عمل عمالً ليس عليو نمرنا فيو ٌ
رد" :أي م ااردود ،وى ااذا ى ااو المعن ااي ب ااالبطالن والفس اااد عن اادىم.
ومعن ااى قول ااو" :ىبببو ٌ
وعمى ىذا ،فإن النيي عان الفعال عماى ىاذه الصافة يخرجاو مان أن يكاون مشاروعًا ،والصاحة
والجواز من أحكام الشرع ،وىنا الفعل منيياً عنو فوجب أن ال يكون مشروعاً .
الببدليل الثبباني :إنااو ال فاارق بااين أن يكااون النيااي لمعنااى فااي ذات المنيااي عنااو أو فااي لي اره
س اواء أكااان ىااذا الغياار مالزم ااً لااو أو منفك ااً عنااو حتااى يحكاام عمااى الاابعض بالصااحة واآلخاار
بااالبطالن ،ياادل عمااى ذلااك أن ش اراء الصاايد فااي حااق المحاارم وكااذلك نكاحااو يعتب اران باااطمين،
مااا أن النيااي متوجااو إلااى شاايء مجاااور لممنيااي عنااو لياار متصاال بااو وىااو اإلح ارام ،وأمثمااة
ذلك كثيرة .
46
اي أنيااا لاام يكاان النيااي داالًاد ِعا
ولقاد رد القااايمون بعاادم الفساااد ىنااا عمااى الصاور التااي ُّ
َ
عمااى الفساااد فييااا بااأن ىااذه الصااورة لاام يكاان النيااي فييااا مفيااداً لمفساااد لقيااام الاادليل عمااى عاادم
إفادتيا الفساد ،وىذا الدليل مختمف من صورة إلى صورة إال أنو في معظام ىاذه الصاور كاان
الدليل في عدم إفادتيا الفساد ىو كون النيي إنما كان لحاق آدماي ال لحاق اهلل وحاق اآلدماي
يمكن استدراكو واسقاطو ،ولاذلك – كماا رأيناا – أن النباي صامى اهلل عمياو وسامم جعال الخياار
م ارة لمبااايا كمااا فااي تمقااي الجمااب ألنااو صاااحب الحااق وم ارة جعمااو لممشااتري كمااا فااي مسااألة
التصرية ألنو صاحب الحق أيضاً.
وماان ىنااا يتب اينن لااك أن مااذىب القااايمين بإفااادة النيااي وداللتااو عمااى الفساااد فااي ىااذا
النوع ىو األرجح.
نسخلة التقويم الذاتي
نشاط
من خالل دراستك لعمم أصول الفقو ناقش ما زماليك نقاشًا عممياً أسباب فساد
ىذه األشياء:
.1الصالة في األرض المغصوبة.
.2البيا وقت صالة الجمعة.
.3زواج المخطوبة في عدة الوفاة.
47
الخالصة
عزيزي الدارس ،بعد دراستنا ليذه الوحدة نخمص إلى ن
أن:
األمر ىو طمب الفعل عمى جية االستعالء.
صا اايغ األما اار كثي ا ارة منيا ااا :أفعا اال ،والفعا اال المضا ااارع المقا اارون با ااالم األما اار ،والجمما ااة
الخبرية.
استعماالت صيغ األمر في أصول الفقو كثيرة منيا :الوجوب ،والندب ،واإلباحة.
اختمف عمماء األصول في داللة األمر عمى الوجوب حقيقة أو مجا اًز في الندب.
مذاىب العمماء في األمر المطمق ىل تفيد التكرار أو المرة أو عمى الفور والتراخي.
النيي ىو اقتضاء كف عن فعل عمى جية االستعالء.
وصاايغ النيااي كثي ارة منيااا ال تفعاال ،والصاايغ الدالااة عمااى التاارك ،واالسااتفيام اإلنكاااري،
والخبر الذي يراد بو النيي.
استعما الت صيغ النيي تقيد التحريم ،الكراىة ،التحذير ،الدعاء ،األدب واإلرشاد.
اختمف العمماء في داللة النيي ىل ىو عمى التحريم حقيقة ومجا اًز في ليرىا.
داللة النيي تفيد الدوام أو المرة خالف بين العمماء.
داللة النيي تدل عند الجميور عمى الفساد.
والمنيى عنو ثالث حاالت:
.1منيي عنو لذاتو.
.2منيي عنو لوصفو.
.3منيي عنو لوصف مجاور
48
لمحة مسبقة عن الوحدة التالية
تتناااول الوحاادة التاليااة ماان ىااذا المقاارر معرفااة طاارق داللااة األلفاااظ التااي تعنااي عنااد
جميااور العمماااء داللااة منطااوق أي مااا نطااق بااو الاانص ،وداللااة مفيااوم أي يفياام ماان سااياق
الجممة والكممة ،ويخالفيم األحناف في ذلك ولكل فريق أدلة اعتد بياا واعتارض األحنااف أن
مفي ااوم المخالف ااة بحج ااة يعتم ااد عميي ااا ورد الجمي ااور عم ااى الش اابيات الت ااي أثي اارت ح ااول ى ااذه
المسألة وستعرف من خالل دراستك الراجح من ىذه األقوال.
49
إجابات التدريبات
تدري ()1
.1تعريااف اآلماادي ىااو طمااب الفعاال عمااى جيااة االسااتعالء ،وتعريااف اباان الحاجااب اقتضاااء
فعل لير كف عمى جية االستعالء.
يتفق االثنان عمى أن األمر ال بد أن يصدر من جية مستعمية عمى المأمور.
وأضااف ابان الحاجااب عباارة لياار كاف ألن الكااف يادخل فااي النياي .وطمااب الفعال واقتضاااء
الفعل بمعنى واحد.
.2
فمثالً قولو تعالى :تدل عمى الوجوب".
وقولو تعالى :تدل عمى اإلباحة.
تدري ()2
إن األماار إذا ورد مطمقا اًا ال يتبااادر إل ااى ال ااذىن إال مطمااق الطم ااب ماان لي اار ما ارة أو
تكرار إال أن المرة ضرورية لتحقياق الماأمور باو فاي الوجاود .قاال بياذا القاول الارازي واآلمادي
وابن الحاجب.
51
تدري ()3
ىناااك ماان يقااول إن األماار بعااد الحظاار يفيااد اإلباحااة وىااو مااذىب أكثاار الفقياااء مثاال
الشافعي.
مثال ذلك قولو تعالى :جاء بعد الحظر.
وىناااك ماان ذىااب إلااى أن األماار ياادل عمااى الوجااوب وى اي حقيقااة األماار ،ومثااال ذلااك قولااو
تدري ()4
تفيااد اآليااة أن الزنااا ح ارام وىااو المنيااي بقولااو تعااالى والنيااي ياادل
حقيقة لمتحريم ،ومجا اًز حساب ناوع النياي وحساب القاراين مثاال قولاو تعاالى "وكماوا وأشاربوا وال
تساارفوا" فاإلس اراف مكااروه وأحيان اًا يكااون مناادوبًا كمااا فااي الحااديث" :لاايس ماان اإلس اراف إك ارام
الضيف".
تدري ()5
ىو الذي يتوجو النيي إلى ذات الفعل مثل النيي عن بياا الحصااة أو بياا الغارر أو
النيي عن الزنا والقتل.
تدري ()6
.1الما ااذىب األول ىا ااو ما ااذىب جميا ااور العمما اااء إن المني ا اى عنا ااو لوصا ااف الزم لا ااو يفيا ااد
البطالن والفساد وال فرق بينو وبين النيي لذاتو.
.2وىو حديث عن فضالة اشاترى قاالدة فيياا ذىاب وخارز فاأمره رساول اهلل صامى اهلل عمياو
وسمم أن يفصل الاذىب عان الخارز لكاي ال يكاون ىنااك لارر والنياي يفياد بطاالن البياا
وان كان الوصف الزم لو وىو نوع من أنواع الربا.
51
مسرد المصطلحات
األمر:
ىو القول الدال بالوضا عمى طمب الفعل.
الجميور:
المالكية والشافعية والحنابمة.
الحظر:
المنا
النيي:
اقتصاء كف عن فعل عمى جية االستعالء.
التحريم:
طمب الكف عن الفعل عن طريق الحتم واإللزام.
الوراىة:
طمب الكف عن الفعل ليس طريق الحتم واإللزام.
اإلجماع:
اتفاق المجتيدين من أمة محمد بعد عصر النبي صمى اهلل عميو وسمم عمى حكم شرعي.
تورار الفعل:
إثبات الفعل مرة بعد أخرى.
الدوام:
إثبات الفعل والمواظبة عميو والستم ارريتو.
التراخي:
أن المكمف لو الخيار في إيقاع الفعل في الوقت المتسا.
المنيي عنو لوصف مجاور:
ىو النيي عن أمر لير مالزم لمنيي بل منفك عنو مثل البيا بعد األذان الثاني لمجمعة.
52
المصادر والمراجع
أوالً :المصادر
القرآن الوريم.
ثانياً :المراجع الفقهية
.1اباان الحاج ااب ،جمااال ال اادين ،مختصبببر ببببن الحاجببب ،مطب ااوع مااا ش اارحو لمعض ااد ،دار
الكتب العممية ،بيروت1983 ،م.
.2ابان زكرياا ،أحماد باان فاارس ،معجبم مقبباييس اللغبة ،تحقياق عبااد الساالم ىاارون ،البااابي
الحمبي1971 ،م
.3أديب ،محمد ،صالح ،تفسير النصبوص فبي الفقبو اإلسبالمي ،المكتباة السامفية ،المديناة
المنورة.
.4األساانوي ،عبااد الاارحيم ،الحساان ،التمييببد فببي تخببريج الفببروع ،تحقيااق د .محمااد حساان
ىينو ،مؤسسة الرسالة1981 ،م.
.5األسنوي ،عبد الارحيم ،الحسان ،نيايبة السبول ،شارح المنيااج لمبيضااوي ،مطبعاة محماد
عمي صبيح وأوالده ،مصر.
.6اآلمدي ،عمي ،بن أبي عماي ،األحوام في نصول اإلحوبام ،دار الكتاب العممياة ،بياروت:
1981م
.7البخاااري ،محمااد باان إسااماعيل ،صببحيح البخبباري مببع فببتح الببباري ،نشاار وتوزيااا رياسااة
البحوث واإلفتاء ،الرياض.
.8حسب اهلل ،عمي ،نصول التشريع اإلسالمي ،دار المعرفة ،القاىرة.
ال ارازي ،محمااد ،باان عماار ،الفخاار ،المحصبببول فبببي علبببم نصبببول الفقبببو ،تحقيااق طااو .9
جابر ،نشر جامعة محمد بن سعود ،الرياض1979 :م.
زىير ،أبو النور ،نصول الفقو ،المكتبة األزىرية لمتراث ،القاىرة2114 :م. .11
53
الس اابكي ،تق ااي ال اادين ،ت اااج ال اادين ،اإلبيببباج شببببرح المنيبببباج ،دار الكت ااب العممي ااة، .11
بيروت :ط1984 ،1م.
.12السرخسااي ،محمااد ،باان أحمااد ،نصببول السرخسببي ،تحقيااق أبااو الوفاااء األفغاااني ،دار
المعرفة ،بيروت1973 :م.
.13الساامرقندي ،عااالء الاادين ،محمااد ،باان أحمااد ،ميبزان الوصببول ،تحقيااق د .محمااد زكااي
عبد البر ،مطابا الدوحة ،ط1984 ،1م.
.14الشوكاني ،محمد ،عمي ،إرشاد الفحول ،دار المعرفة ،بيروت1979 :م.
الشيرازي ،إباراىيم ،بان عماي ،اللمبع فبي نصبول الفقبو ،دار الكتاب العممياة ،بياروت: .15
لبنان ،ط1981 ،1م.
العاليي ،صالح الدين ،خميل ،تحقيق المراد ،دار الفكر ،ط1982 ،1م .16
.17الغ ازل ااي ،محم ااد ،ب اان أحم ااد ،أب ااو حام ااد ،المستصبببفى فبببي علبببم األصبببول ،المطبع ااة
األميرية1982 ،م.
القرافي ،أحمد بن إدريس ،الفروق ،دار إحياء الكتب العربية ،مصر. .18
54
الوحدة الثانية
طرق داللة األلفاظ
على األحكام
محتويات الوحدة
الصفحة الموضوع
96 مقدمة
96 تمييد
96 أىداف الوحدة
96 .1تعريف طرق داللة األلفاظ عمى الحكم
96 6.6معنى طرق داللة األلفاظ عمى الحكم
96 6.6مسمك األحناف في طرق داللة األلفاظ عمى الحكم
:7 1.6العمل عند تعارض ىذه الدالالت
:: 7.6مسمك الجميور في طرق داللة األلفاظ عمى األحكام
:: 1.4.1القسم األول :المنطوق
<: 1.4.1القسم الثاني :المفيوم
81.مقارنةةة نةةين منيجةةي الحنفيةةة والمتكممةةين فةةي طةةرق داللةةة
;6
األلفاظ
;6 .1مفيوم المخالفة
;6 616تعريفو
;6 616أقسام المفيوم
;: 1.6مذاىب العمماء في حجية مفيوم المخالفة
<6 6.1.6مناقشة أدلة الطرفين
<6 1.1.6القول الراجح في ىذا الموضوع
<6 7.1.6شروط االحتجاج نالمفيوم
<7 الخالصة
<7 لمحة مسبقة عن الوحدة التالية
;8
<9 إجابات التدريبات
<: مسرد المصطمحات
;< المصادر والمراجع
<8
مقدمة
تمهيد
عزيزي الدارس،
مرحن ةاب نةةك فةةي الوحةةدة ال انيةةة مةةن مقةةرر "أصةةول الفقةةو ")6والتةةي تحتةةوى عمةةى أرنعةةة
اقسام رئيسة تدور حول طرق داللة األلفاظ1
القسم األول :تعريف طرق داللة األلفاظ1
والقسمم الثماني :يةدور حةول مسةمك جميةور العممةاء فةي د ارسةة طةرق داللةة األلفةاظ وتقسةةيمو
إلى منطوق ومفيوم1
والقسم الثالث :تجد فيو دراسة نين مفيوم المخالفة وتعريفو وأقسامو1
والقسم الرابع :مذاىب العمماء في حجية مفيوم المخالفة1
وفي ىذه األقسام نينا لك األ دلة التي اعتمد عمييا كل فريق مع نيان الراجح من األقوال1
ولكةةي تسةةتفيد مةةن ىةةذه الوحةةدة اسةةتفادة كاممةةة زودناىةةا ن سةةئمة تقةةويم ذاتةةي ،وتةةدرينات
ونش ةةاطات ،نرج ةةو أن تح ةةاول ح ةةل ى ةةذه الت ةةدرينات وتس ةةتعين نمش ةةرفك األك ةةاديمي إن ص ةةعب
عميةةك أمةةر ،كم ةةا ذيمنةةا ىةةذه الوح ةةدة نعةةدد مةةن المص ةةادر والم ارجةةع لكةةي ترج ةةع إلييةةا لتكتم ةةل
دراستك لعمم أصول الفقو1
96
أيداف الوحدة
عزيزي الدارس ،بعد فراغك من دراسة ىذه الوحدة يجمب أن تكمون
96
.1تعريف طرق داللة األلفاظ
1.1معهى طرق داللة األلفاظ على الحكم
عزيزي الدارس،
طرق داللة المفظ يقصد نيا :الكيفيةة التةي دل نيةا المفةظ عمةى المعنةى ،ىةل دل عميةو
داللة صريحة من خالل حروفو وعناراتو ،أم من خالل إشاراتو وتمميحاتو1
وىةةذه الطةةرق قسةةميا عممةةاء األصةةول إلةةى أقسةةام عةةدة مةةع اخةةتالف نيةةنيم فةةي طريقةةة
تعةةدادىا وتناوليةةا حيةةث سةةمك أصةةوليو الحنفيةةة فييةةا مسةةمكبا مختمفةبا لمةةا سةةمكو األصةةوليون مةةن
مدرسة المتكممين الجميور)1
وسنذكر ىنا نمشيئة اهلل تعةالى أوالب مسةمك الحنفيةة ،ةم مسةمك المتكممةين مةع المقارنةة
والترجيح1
96
أ .الطريقة األولى :داللة العبارة:
أو" :مةةا كةةان السةةياق ألجمةةو ،ويعمةةم قنةةل الت ويةةل أن ظةةاىر الةةنص متنةةاول
لو"1
* شممرح التعريممف :مةةن خةةالل ىةةذين التعةريفين يتضةةح لنةةا أن داللةةة العنةةارة ىةةي :داللةةة المفةةظ
عمةةى المعنةةى المتنةةادر فيمةةو مةةن سةةياق المفةةظ مةةن أيةةر احتيةةاج إلةةى ت ويةةل ونحةةث ،نةةل المفةةظ
نمجرد التمفظ نو ينصرف الذىن منو إلى معنى واضح محدد ال لنس فيو وال أموض1
وواضح من خالل ىذا التعريةف :أن عنةارة الةنص تشةمل مةا سةيق الكةالم لةو أصةالة،
وما سيق الكالم لو تنعاب1
والفةةرق نةةين األم ةرين :أن م ةةا سةةيق الكةةالم لةةو أص ةةالة ىةةو المعنةةى الةةذى ورد ال ةةنص
أصالة لنيان حكمو ،ويعرف ذلك عن طريق سبب نزول اآلية أو سبب ورود الحديث1
وىةةذا ال يمنةةع أن يةةدل المفةةظ نسةةياقو -ال عةةن طريةةق األصةةالة -عمةةى معة ر
ةان أخةةر
تنعاب لممعنى األول1
أما ما سيق لو النص تنعاب فيو -كما مر قريناب -مةا يتنةادر فيمةو مةن السةياق إال أنةو
لم يكن مقصوداب منو أصالة نل تنعاب1
91
األمثمة عمى داللة العبارة إحالة وتبعاً:
16قولو تعالى( { :سورة البقرة ،اآلية )175
ىةةذه اةيةةة دلةةت نعنارتيةةا عمةةى معنيةةين أحةةدىما مقصةةود مةةن السةةياق أصةةالة واةخةةر تنع ةبا
وتفصيميما كما يمي:
أ) ما كان مقصوداب من السياق أصالة ىو :التفريق نين النيع والرنا وذلك ألن ىذه اةية
نزلت أساساب وأصالة لمرد عمى المشركين الذين سووا نين النيع والرنا ونفوا الفارق نينيما
وىذا المعنى عنرت عنو ىذه اةية في صدرىا حكاية عن الكافرين:
( سورة البقرة ،اآلية )175فرد اهلل
عمييم م نتبا الفارق نين النيع والرنا في قولو تعالى :
( سورة البقرة ،اآلية )175ومن ىنا يتضح لنا :أن المعنى الذى سيقت لو اةية
16قوله تعالى=
97
أ 1إناحة نكاح ما طاب من النساء1
ب 1إناحة التعدد إلى أاية األرنع نسوة1
ج 1االقتصار عمى الواحدة أو ما ممكت اليمين إذا خيف الجور1
وى ة ة ةةذه المع ة ة ةةاني ال ال ة ة ةةة جميعي ة ة ةةا دل ة ة ةةت عميي ة ة ةةا اةي ة ة ةةة نعن ة ة ةةارات واض ة ة ةةحة جمي ة ة ةةة
ال تحتاج إلى نحث وت مةل أيةر أن نعضةيا كةان مقصةوداب أصةالة مةن سةياق العنةارة ونعضةيا
تنعاب1
والمقص ة ةةود م ة ةةن الس ة ةةياق أص ة ةةالة ىن ة ةةا حكم ة ةةان :إناح ة ةةة التع ة ةةدد ف ة ةةي ح ة ةةدود األرن ة ةةع،
واالقتصار عمى الواحدة أو ممك اليمين إذا خيف الجور1
والمقصود من السمياق تبعماً ىةو :إناحةة نكةاح مةا طةاب مةن النسةاء وقةد توصةمنا إلةى
ما ىو مقصود أصةالة عمةى نحةو مةا ذكةر مةن خةالل سةنب نةزول ىةذه اةيةة حيةث إنيةا نزلةت
فةةي ش ة ن الةةذين كةةانوا يتحرجةةون مةةن أن يكون ةوا أوصةةياء عمةةى أم ةوال اليتةةامى خوف ةاب مةةن عةةدم
العدل فييةا ومةع ذلةك مةا كةانوا يتحرجةون فةي التعةدد فةي النسةاء إلةى أيةر حةد خوفةاب مةن عةدم
العةةدل نيةةنين فنة ةزلت ىةةذه اةيةةة لتقةةول ليةةم :إن األم ةرين س ةواء والمعنةةى :فكمةةا خف ةةتم أن ال
تعدلوا في اليتامى فكذلك خافوا في النسةاء أال تعةدلوا فةيين ،وال تنكحةوا مةنين إال مةن واحةدة،
إل ةةى أرن ةةع ،وال تزي ةةدوا عم ةةى ذل ةةك ،وان خف ةةتم أال تع ةةدلوا أيضة ةاب ف ةةي الزي ةةادة عم ةةى الواح ةةدة ف ةةال
تنكحوا إال ما ال تخافون أن تجوروا فيين من واحدة ،أو ما ممكت أيمانكم) 1
ق ةةال الس ةةرى" :ك ةةانوا يتش ةةددون ف ةةي اليت ةةامى ،وال يتش ةةددون ف ةةي النس ةةاء ي ةةنكح أح ةةدىم
النسوة فال يعدل نينين فنةزلت -أى اةية -وروى م ل ذلك عن سعيد نن جنير وقتادة" 1
أمةةا إناحةةة مةةا طةةاب مةةن النسةةاء ف نمةةا ذكةةر ليتوصةةل نةةو إلةةى المقصةةود أصةةالة وىمةةا
الحكمان المذان تقدم ذكرىما1
وىذه المعاني ال ال ة كميا م خوذة من العنارة مع االختالف في القصد والسوق1
98
تدريب ()1
تعريفيا :داللة المفظ عمى حكم أيةر مقصةود ،وال سةيق لةو الةنص ،ولكنةو
الزم لمحكم الذى سيق لو النص1
شرح التعريمف :مةن خةالل ىةذا التعريةف يتضةح لنةا :أن ىةذا الطريةق أدنةى رتنةة مةن سةانقو
ذلك ألن المعنى الذى يدل عميو ال يؤخذ من العنارة مناشةرة ولةم يسةق المفةظ لةو ال أصةالة وال
تنعاب كما ىةو الشة ن فةي داللةة العنةارة إال أن ىنةاك معنةى مخةر مالزمةاب لممعنةى الةذى سةيق لةو
المفةةظ إال أن ىةةذا المعنةةى يعتنةةر معنةةى التزامي ةاب أيةةر مقصةةود لممةةتكمم ولةةم يةةدل ظةةاىر العنةةارة
عميو ،نل أوم ت إليو العنارة وألمحت إليو1
99
فمممثالً :إذا قمنةةا سةةافر محمةةد إلةةى مكةةة المكرمةةة فةةالمعنى المتنةةادر فيمةةو مةةن سةةياق
المفةظ ىةو سةفر محمةد إلةى مكةة المكرمةة ولكةن ىنةاك معنةى مخةر لةم يةدل عميةو ظةاىر العنةةارة
ولكن يمزم من ظاىرىا وىو كونو سافر راكنبا 1فيذا المعنى المةالزم لمعنةارة يسةمى داللةة إشةارة
أو إشارة النص1
ةت نةةالنص إال أن األول نةةت نالعنةةارة
وال شةةك أن مةةدلول كةةل مةةن العنةةارة واٌشةةارة انة ا
واةخر نت نما يمزم من ىذه العنارة من معنى وىو المعنر عنو ناٌشارة1
ومن ىنا يتضح لنا أن المعنى ال انةت نالعنةارة أقةو مةن ال انةت ناٌشةارة ولةذلك يقةدم
عمى اٌشارة عند التعارض واستحالة الجمع نينيما1
األمثمة عمى داللة اإلشارة:
ىةةذه اةيةةة تنةةين قسةةمة الفةةيء وأن لمفق ةراء الميةةاجرين مةةن مكةةة نصةةيناب منةةو 1وىةةذا مةةا
دلت عميو اةية نعنارتيا1
ةى مالزمة ةبا لي ةةذا المعن ةةى يؤخ ةةذ م ةةن إش ةةارة ال ةةنص ى ةةو :أن ىة ةؤالء
إال أن ىن ةةاك معن ة ب
الميةةاجرين قةةد ازلةةت ممكيةةتيم عةةن أم ةواليم التةةي كةةانوا يمتمكونيةةا فةةي مكةةة 1وىةةذا المعنةةى لةةم
يصةةرح نةةو المفةةظ ولكنةةو معنةةى مةةالزم لمعنةةى كممةةة "فق ةراء" ال ةواردة فةةي ىةةذه اةيةةة وذلةةك ألن
الفقي ةةر حقيق ةةة ى ةةو م ةةا ال يمم ةةك م ةةاالب ،ال م ةةن نع ةةدت ي ةةده ع ةةن مال ةةو 1فم ةةو ل ةةم تك ةةن أمة ةةواليم
وممتمكاتيم قد زالت ممكيتيم عنيا لما سماىم الحق جل وعال فقةراء يوضةح ذلةك أنيةم :نعةد
أن ىجروا ديارىم وما نيا من مال وعقار صار ال سمطان ليم عمييا1
16قولو تعالى :
9:
11قولو تعالى( :سورة النحل ،اآلية)43 ،
ىةةذه اةيةةة دلةةت نمنطوقيةةا وعنارتيةةا عمةةى وجةةوب س ةؤال أىةةل الةةذكر عنةةد عةةدم العمةةم نةةالحكم
ودلت ن شارتيا إلى لزوم إيجاد طائفة من أىل العمم والذكر يرجع إلييم المستفتون
17قولو تعالى( :سورة آل
نشاط
من خالل كتاب أصول الفقو لعند الوىاب ناقش مع زمالئك داللة
اٌشارة والفوائد التي يستفاد منيا1
دلةةت ىةةذه اةي ةةة عمةةى األمةةر نمش ةةاورة أىةةل الة ةرأى والمشةةورة ودلةةت ن ش ةةارتيا عمةةى ل ةةزوم
إيجاد جماعة من أىل الرأى والعمم يستشارون ويرجع إلييم1
;9
18قولو تعالى :
ىةةذه اةيةةة دلةةت نعنارتيةةا عمةةى أن نفقةةة الوالةةدات المرضةةعات مةةن رزق وكسةةوة واجنةةة
عمةةى اةنةةاء فيةةذا معنةةى يتنةةادر فيمةةو مةةن السةةياق وال يحتةةاج إلةةى ت مةةل ونحةةث 1وتةةدل اةيةةة
ن شةارتيا عمةى أن نسةب الولةد يكةون ألنيةو دون أمةو وىةذه اٌشةارة مة خوذة مةن قولةو تعةةالى{ :
َو َعمَممى ا ْل َم ْولُم ِ
مود لَمموُ } والةةالم فةةي لةةو) تةةدل عمةةى االختصةةاص ،ومةةن أنةواع ىةةذه االختصةةاص
النسب1
تدريب ()1
من خالل فيمك لداللة اٌشارة ،لماذا تعد أ قل رتنة من داللة العنارة1
16قة ةةال تعة ةةالى :ف ة ة نكحوا مة ةةا طة ةةاب لكة ةةم مة ةةن النسة ةةاء م نة ةةى و ة ةةالث
ورناع) ،اشرح ىذه اةية ونين فييا من طرق داللة األلفاظ1
عرف داللة اٌشارة مع التم يل من حفظك1
ّ 16
<9
ج .الطريق الثالث :داللة الداللة (داللة الَّمفظ):
تعريفيا " :داللة المفظ عمى نوت حكم المنطوق نو لممسكوت عنو
الشتراكيا في معنى جامع يدرك كل عارف نالمغة أن الحكم في
المنطوق كان ألجل ذلك المعنى"1
شرح التعريف :يتضةح لنةا مةن خةالل ىةذا التعريةف أن داللةة الةنص تعنةي :داللةة المفةظ عمةى
لشيء متمفظ نو ،وىذا الحكةم قةد نةت ليةذا الشةيء لوجةود معنةى فيةو أو عم رةة فيةو نحيةث
ر حكم
يدرك كل عارف نالمغة العرنية أن ىذا الحكم إنما نت ليذا الشةيء ألجةل ىةذا المعنةى 1وىةذا
يفيةةدنا أنةةو إذا تحقةةق وجةةود ىةةذا المعنةةى فةةي شةةيء مخةةر مسةةكوت عنةةو لةةم يشةةممو المفةةظ ف ننةةا
نعطيو ىذا الحكم1
ولمةةا كةةان إعطةةاء المسةةكوت عنةةو حكةةم المنطةةوق نةةو يؤخةةذ مةةن معنةةى الةةنص ال مةةن
لفظو سمى الحنفية ىذا الطريق داللة الداللة1
األمثمة:
16قولو تعالى :
أى
ىةةذا الةةنص دل نمنطوقةةو وعنارتةةو عمةةى تح ةريم الت ة فيف فةةي وجةةو الوالةةدين ولكةةن ّ
عةةارف نالمغةةة يةةدرك أن ىةةذا التح ةريم إنمةةا كةةان لعمةةة ومعنةةى وىةةو ىنةةا :اٌيةةذاء لموالةةدين ف ة ن
الت فيف يؤذييما ونيذا يكون كل ما يؤذييما محرمبا من شتم أو ضرب أو ىجر 111إلخ1
وىذه المعاني إنما دل عمييا معنى النص ال عنارتو ومنطوقو1
:6
16قولو تعالى :
ى ة ة ة ة ةةذه اةي ة ة ة ة ةةة دل ة ة ة ة ةةت نعنارتي ة ة ة ة ةةا عم ة ة ة ة ةةى أن أك ة ة ة ة ةةل أمة ة ة ة ة ةوال اليت ة ة ة ة ةةامى ظممة ة ة ة ة ةاب مح ة ة ة ة ةةرم،
إال أن كل عةارف نالمغةة يفيةم أن ىةذا التحةريم إنمةا كةان لسةنب ومعنةى ىةو :اٌتةالف فيكةون
حينئة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةذ أى تصة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةرف ية ة ة ة ة ة ة ة ة ةةؤدى إلة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةى إتالفية ة ة ة ة ة ة ة ة ةةا محرم ة ة ة ة ة ة ة ة ة ةبا ك ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ن أحرقي ة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةا
أو نددىا 111إلخ1
11قولو تعالى :
( سورة آل
تدريب ()3
قارن نين داللة الداللة وداللة االقتضاء1
:6
أسئمة تقويم ذاتي
/1عمل مع االستدالل:
16حرمة سب الوالدين1
16من كان أميناب عمى القميل يؤتمن عمى الك ير والعكس1
/6عرف داللة االقتضاء مع الشرح1
:6
األمثمة:
ان
مممي َ
سَ ُم ِتمممي ا ْل َخطممم َ َو ِّ
الن ْ مممن أ َّ
إن اهلل وضمممع َع ْ
القسمممم األول :قول ةةو ص ةةمى اهلل عمي ةةو وس ةةممَّ " :
كر ُىوا َع َم ْي ِو"1
استُ ِ
َو َما ْ
ىةةذا الحةةديث يةةدل ظةةاىره عمةةى أن الخطةر والنسةةيان مرفةةوع عةةن األمةةة فةةال تخطة وال
تنسى 111إخ1
مع أن الواقع خالف ذلك ،ف ن األمة تخطةيء وتنسةى 1وىةذا يةدلنا عمةى أن الظةاىر
أير مراد مما يقتضي تقدير محةذوف يجعةل الكةالم صةادقاب عمةى الواقةع وىةذا المحةذوف ىةو:
المؤاخذة أو اٌ ةم فيكةون المعنةى أن الموضةوع عةن األمةة ىةو المؤاخةذة أو اٌ ةم عمةى الخطة
والنسيان وما استكرىوا عميو1
القسم الثاني :قولو تعالى :
(سورة يوسف ،اآلية ،)81 ،ىذا الكالم نال شك صحيح ألنو كالم النارئ جل وعال ولكن
ال ندرك صحتو إال نتقدير محذوف ىو أىل العير وأىل القرية فيكون المعنى واس ل أىل
القرية وأىل العير التي أقنمنا فييا1
وم مو قولو تعالى( :سورة العمق ،اآلية 1)17 ،أى فميدع أىل ناديو1
مثال القسم الثالث :قولو تعالى :
:1
3.1العمل عهد تعارض يذو الدالالت
ىةذه الةةدالالت التةي تقةةدم ذكرىةةا رتنيةا عممةةاء الحنفيةة عمةةى نحةةو مةا ورد ف وليةةا داللةةة
العنارة ،م داللة اٌشارة ،م داللةة الداللةة ،ةم داللةة االقتضةاء 1ومةن ىنةا ف نيةا إذا تعارضةت
فيما نينيا يقدم ما ىو أعمى رتنة ويمكن التم يل ليذا ننعض األم مة1
أم مة تعارض داللة العنارة اٌشارة:
16قولو تعالى
فيذه اةية تدل عن طريق داللة العنارة أن قاتل المسمم متعمداب يقتص منو 1ولكن
ىذا المعنى معارض نقولو تعالى :
( سورة النساء ،اآلية1)93 ،ووجو التعارض أن ىذه اةية دلت ن شارتيا أنو ال
عقونة لقاتل النفس عمداب سو الخمود في النار إذ لو كانت مة عقونة لذكرت ألنو اقتصار
في مقام النيان1
ولما كان ىذا المعنى م خوذبا من إشارة النص ال عنارتو وكان ىناك نص مخر دل
عمى عقونة أ خر وىي القصاص عن طريق العنارة قدم ىذا المعنى ال انت نالعنارة عمى
اٌشارة وىو المعنى الم خوذ من قولو تعالى :
( سورة البقرة ،اآلية 1)178 ،وقولو تعالى :
:7
دل نعنارتو عمى أن أك ر مةدة الحةيض عشةرة أيةام إال أن ىةذا الةنص معةارض نةنص
مخة ة ةةر ية ة ةةدل ن شة ة ةةارتو عمة ة ةةى أي ة ة ةر ذلة ة ةةك وىة ة ةةو أنة ة ةةو صة ة ةةمى اهلل عمية ة ةةو وسة ة ةةمم عنة ة ةةدما قة ة ةةال:
أغ َم َب لِ ِذي لُ ّب ِم ْن ُك ّن " 1عمل نقصان الدين نقولو: ات َع ْقل َو َال ِدين ْ اقص ِِ
ت م ْن َن َ
" ما أرَي ُ ِ
َ َْ
ِ
صمممِّي ) 1وىةذا يؤخةةذ منةو عةةن طريةق داللةةة اٌشةارة أن أك ةةر الحةةيض مث المَّ َيممال َي َممما تُ َ
َوتَ ْم ُك ُ
خمسةة عشةةر يومةاب ألنةةو إذا كانةت شةةطر عمرىةةا ال تصةةمي يمةزم مةةن ذلةةك أن شةةطر شةةيرىا ال
تصمي كذلك حيث تكون حائضاب في شطر وطاىرة في الشطر اةخر1
إال أن الحديث األول أ نت نعنارتو خالف ذلك حيةث قطةع نة ن أك ةر الحةيض عشةرة
أيام فتقدم داللتو الصريحة ال انتة نالعنارة عمى داللة ىذا الحديث ال انتة ناٌشارة1
* مثال تعارج اإلشارة مع داللة الداللة:
قولو تعالى :
(سورة النساء ،اآلية )93 ،ىذه اةية -كما مر -تدل ن شارتيا أن ال عقونة لمقاتل عمداب
سو الخمود في النار والقصاص منو في الدنيا 1إال أن ىذا الحكم ال انت ناٌشارة عارضو
حكم مخر نت عن طريق داللة الداللة وىو ما ورد في قولو تعالى :
( سورة النساء ،اآلية 1)91 ،حيث يؤخذ من ىذه اةية
نطرق داللة النص :أن من قتل مؤمنبا متعمدبا من ناب أولى عميو تحرير رقنة 1ألنو إذا
نت عتق الرقنة في حق القاتل خط ي نت في حق القاتل عمداب نطريق األولى 1إال أن ىذا
المعنى ال انت معارض نداللة اٌشارة المتقدم وىو أن
ال عقونة سو القصاص في الدنيا والعقونة األخروية1
:8
أسئمة تقويم ذاتي
16كية ةةف توفة ةةق نة ةةين عقونة ةةة القاتة ةةل نقولة ةةو تعة ةةالى
ونة ة ةةين القصة ة ةةاص فة ة ةةي قولة ة ةةو
تعالى :
ولما كانت اٌشارة أقو داللة من ال انت نداللةة الداللةة قةدمت داللةة اٌشةارة عمييةا،
فال يكون عمى القاتل عمداب عتق رقنة1
تنبيممو :ال يوجةةد -مةةن الناحيةةة العمميةةة -تعةةارض نةةين مةةا نةةت عةةن طريةةق داللةةة االقتضةةاء
وم ةةا ن ةةت نغيرى ةةا م ةةن ال ةةدالالت األخ ةةر إال أن ةةو م ةةن الناحي ةةة النظري ةةة واالفت ارض ةةية إذا وق ةةع
تعارض ف ن ما نت ن ى واحدة من ىذه الدالالت ايقدم عمى داللة االقتضاء ألنيا أضعفيا1
:9
ىذا التعريف يوضح لنا أن المنطوق :ما دل عميو المفظ نعنارتو مةن أيةر احتيةاج إلةى ت مةل
ونحث ،وىذا ال يكون إال إذا كةان ىةذا المعنةى المسةتفاد مةن المنطةوق حكمةاب لممنطةوق وحةاالب
ونطق نو أم ال 1
من أحوالو سواء اذكر ىذا الحكم ا
ج .أقسام المنطوق:
أوالً :المنطوق الصريح:
* تعريفممو :ىةةو داللةةة المفةةظ عمةى مةةا وضةةع لةةو 1ويشةةمل ذلةةك مةةا دل عميةةو نالمطانقةةة ومةةا دل
عميو نالتضمن1
* مثال المنطوق الصريح:
16قولو تعالى( :سورة البقرة ،اآلية .)175 ،فيذه
16وقولو تعالى( :سورة اإلسراء ،اآلية .)13 ،ف ن ىذه اةية دلت
::
أمةةا داللةةة اٌيمةةاء والتننيةةو :فقةةد تقةةدم الكةةالم عنيةةا فةةي مقةةرر أصةةول الفقةةو) حيةةث
ذكرنا ىناك أنيا مسمك من مسالك العمة1
وقمنا فةي تعريفيةا ىنةاك إنيةا :اقتةران وصةف نحكةم لةو لةم يكةن عمةة ليةذا الحكةم لكةان
االقتران نعيدبا 1أى ال فائدة منو1
ومن أم متيا :ترتيب القطع عمى جريمة السرقة الوارد في قولو تعالى:
( سورة
المائدة ،اآلية .)38 ،فينا لو لم تكن السرقة عمة لمقطع لما قرن الشارع القطع ورتنو عمييا
فترتينو عمييا دليل عمى أنيا عمة لو1
وم ميا :قولو تعالى :
( سورة النور ،اآلية .)1 ،وىنا أيضاب لو لم يكن الزنا عمة لمجمد لما قرنو الشارع
تدريب ()4
;:
ب .شممرح التعريممف :مةةن خةةالل ىةةذا التعريةةف يتضةةح لنةةا أن المفيةةوم معنةةاه داللةةة المفةةظ عمةةى
معنى لم يرد في النطق من خالل العنارة ولم يكن حكماب لممنطوق وال حاالب من أحوالو1
ج .أقسام المفيوم:
المفيوم قسمان ىما:
األول :مفيوم الموافقة:
* تعريفممو :ىةةو نةةوت حكةةم المنطةةوق نةةو لممسةةكوت عنةةو الشةةتراكيما فةةي معنةةى جةةامع يةةدرك
كل عارف نالمغة أن الحكم في المنطوق كان ألجل ىذا المعنى1
ال عنةةد كالمنةةا عةةن داللةةة الداللةةة عنةةد الحنفيةةة فيةةي
وىةةذا القسةةم تقةةدم الكةةالم عنةةو تفصةةي ب
نعيني ة ة ة ة ة ة ةةا م ة ة ة ة ة ة ةةا يس ة ة ة ة ة ة ةةميو الجمي ة ة ة ة ة ة ةةور ىن ة ة ة ة ة ة ةةا مفي ة ة ة ة ة ة ةةوم الموافق ة ة ة ة ة ة ةةة ،فتعريفي ة ة ة ة ة ة ةةا وأم متي ة ة ة ة ة ة ةةا
ال تختمف عندىم عما ىي ىناك عند الحنفية1
الثاني :مفيوم المخالفة:
* تعريفو :داللةة المفةظ عمةى نةوت نقةيض حكةم المنطةوق نةو لممسةكوت عنةو النتفةاء قيةد مةن
القيود المعتنرة في الحكم1
م اليا :قولو تعالى :
(سورة النساء،
اآلية.)15 ،
ىذه اةية دلت نمنطوقيةا وعنارتيةا عمةى حةل الةزواج مةن اٌمةاء المؤمنةات عنةد عةدم
االستطاعة والقدرة عمى زواج الحرائر1
ودلت نمفيوميا المخالف :أن مةن اسةتطاع نكةاح الح ارئةر يحةرم عميةو زواج اٌمةاء
وذلك ألن حل زواج اٌماء قايِّد نقيد ىو :اشتراط عدم القدرة عمى زواج الحةرة فة ذا انتفةى ىةذا
القيد وحصمت االستطاعة صار الزواج محرمبا1
وىةذا النةةوع موضةع نةزاع نةين الجميةةور والحنفيةةة 1وسةنؤخر الكةةالم عنةو لنتناولةةو قرينةاب
في نحث مستقل ألىميتو1
<:
5.1مقارنةة يةيم مههجةي الحهفيةة والمتكلمةيم فةي طةرق داللةةة
األلفاظ
مما سنق يتضح لنةا أن الطةرفين متفقةان فةي كةل ىةذه الةدالالت عةدا مفيةوم المخالفةة
كما سي تي نيانو وتفصيمو قريناب ،ويوضح ذلك ما يمي:
16أني ةةم متفق ةةون اس ةةماب ومعن ةةى ف ةةي داللت ةةي اٌش ةةارة واالقتض ةةاء حي ةةث اتفقة ةوا ف ةةي التعري ةةف
واألم مة وجميع تفاصيميا1
16أن مةةا يسةةميو الحنفيةةة داللةةة الةةنص ،أو داللةةة الداللةةة يسةةميو الجميةةور مفيةةوم المخالفةةة
فميس ىناك اختالف إال في االسم أما األم مة والمدلول فال خالف فييما1
11مةةا يسةةميو الحنفيةةة عنةةارة الةةنص يقانمةةو عنةةد المتكممةةين المنطةةوق الص ةريح وداللةةة اٌيمةةاء
والتننيو1
ونيذا يكون الخةالف الحقيقةي إنمةا ىةو فةي مفيةوم المخالفةة فقةط وىةو مةا سنخصةص
لو المنحث اةتي نمشيئة اهلل تعالى1
.1مفهوم المخالفة
1.1تعريفى
إن مفيوم المخالفة ىو :داللة المفظ عمى نوت نقيض حكم المنطةوق نةو لممسةكوت
عنو النتفاء قيد من القيود المعتنرة في الحكم)1
ومن خالل ىذا التعريف يظير لنا أن مفيةوم المخالفةة معنةاه :أن يقيةد الشةارع الحكةم
نقيد يوجد الحكم نوجوده وينتفي نانتفائو1
ومةةن ىن ةةا يتضةةح لن ةةا أن م ةةدار مفيةةوم المخالف ةةة عمةةى ى ةةذه القي ةةود ألنةةو نانتف ةةاء ى ةةذه
القيود عن المسكوت عنو يكون حكمو عمى نقيض حكم المنطوق نو1
;6
1.1أقسام المفهوم
قسم عمماء األصول من المتكممين مفيوم المخالفةة إلةى أقسةام عةدة أوصةميا نعضةيم
إلى العشرة إال أن أىميا ما يمي:
16قولةة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةو تعةة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةالى :
( سمممورة النسممماء،
اآلية.)15 ،
ىةةذه اةيةةة دلةةت نمنطوقيةةا أن المسةةمم إذا لةةم يسةةتطع زواج الح ةرة جةةاز لةةو أن يتةةزوج
رمة مؤمنة1
أر
;6
ودل ة ةةت نمفيومي ة ةةا أنةة ةةو ال يج ة ةةوز لةة ةةو أن يت ة ةةزوج أمةة ةةة أي ة ةةر مؤمنةة ةةة كتاني ة ةةة كانةة ةةت
أم أيرىا 1وذلك ألن الشارع قيد الحكم نيذه الصفة وىي كون األمة مسةممة وىةذا التقييةد يةدل
عمى أن الحكم يوجد نوجوده وينتفي نانتفائو1
16قولةو صةةمى اهلل عميةةو وسةةمم " :مممن بمماع نخمممة قممد أ ُِّبممرت فثمرتيمما لمبممائع إال أن يشممترطيا
المبتاع "1
ىذا الحديث يدل نمنطوقو أن النخةل إذا نيةع نعةد التة نير فة ن ال مةار تكةون لمنةائع إذا
لم يشترط المشترى أن ال مرة لو1
ودل نمفيومةةو :أني ةةا إذا نيع ةةت قن ةةل التة ة نير ف مرتيةةا لممش ةةترى وى ةةذا الحك ةةم ل ةةم ي ةةذكر
صراحة في المفظ ولكن لما قيد الشارع الحكم نوصف الت نير دل ذلةك عمةى أنةو متةى مةا وقةع
الت نير قنل النيع كانت ال مرة لمنائع ومتى ما وقع نعد النيع كانت ال مرة لممشترى1
11قولو صمى اهلل عميو وسمم " :في صدقة الغنم في سائمتيا إذا كانت أربعين إلى
عشرين ومائة شاة"1
وىةةذا الحةةديث يةةدل نمنطوقةةو عمةةى أن الزكةةاة تجةةب فةةي الغةةنم السةةائمة ودل نمفيوم ةو
أنيةةا ال تجةةب فةةي المعموفةةة وىةةذا الحكةةم إنمةةا أخةةذ مةةن مفيةةوم الصةةفة التةةي قيةةد الشةةارع الحكةةم
نيا 1وىي السوم فدل ذلك عمى أن الزكاة تجب مع السوم وتنتفي نانتفائو1
تدريب ()5
;6
أسئمة تقويم ذاتي
الثاني :الشرط:
أن يقيد الشارع الحكةم نشةرط فيةدل ذلةك عمةى عةدم وجةود ىةذا الحكةم عنةد انتفةاء ىةذا
الشرط1
األمثمة:
16قولو تعالى :
(سممورة الطممالق ،اآليممة ، )6 ،ىةةذه اةيةةة دلةةت نمنطوقيةةا عمةةى وجةةوب النفقةةة لمحامةةل المطمقةةة
ودلةةت نمفيوميةةا عمةةى أن أيةةر الحامةةل ال نفقةةة لي ةةا وذلةةك النتفةةاء الشةةرط الةةذى شةةرط ن ةةو
الحكم وىو الحمل1
.1قولو تعالى :
( سورة النساء،
اآلية)15 ،
ىةةذه اةيةةة دلةةت نمنطوقيةةا عمةةى جةواز الةةزواج مةةن األمةةة إذا لةةم يسةةتطع زواج الح ةرة1
ودلةةت نمفيوميةةا أنةةو إذا اسةةتطاع زواج الح ةرة حةةرم عميةةو زواج األمةةة ألن الشةةارع قيةةد الحكةةم
نيذا الشرط فيوجد الحكم معو وينتفي نانتفائو1
الثالث :مفيوم الغاية:
أن يحدد الشارع الحكم نغاية فيدل ذلك عمى أن ما وراء الغاية حكمو عمى النقيض1
;1
األمثمة:
16قولة ة ة ةةو تعة ة ة ةةالى :
16قولة ة ة ة ة ةةو تعة ة ة ة ة ةةالى :
ى ةةذه اةي ةةة دل ةةت نمنطوقية ةا عم ةةى ح ةةل األك ةةل والش ةةرب والجم ةةاع ف ةةي لي ةةالي رمض ةةان
لمصائم إلى أاية طموع الفجر1
ودلت نمفيوميا أنو إذا طمع الفجر حرم عميو األكل والشرب والجماع1
الرابع :مفيوم العدد:
أن يقيةةد الش ةةارع الحكةةم نع ةةدد فيةةدل ذل ةةك عمةةى أن م ةةا كةةان خ ةةالف ىةةذا الع ةةدد عم ةةى
نقيض حكم المعدود1
األمثمة:
16قولو تعالى :
(سورة النور ،اآلية ،)1 ،ىذه اةية دلت نمنطوقيا عمةى أن حكةم الزانيةة وال ازنةي أنيمةا يجمةدان
مائة جمدة1
ودلت نمفيوميا أن الزيادة عمى المائة ال تجب والنقص عنيا ال يكون حداب1
16قول ة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةو تع ة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةالى :
( سممورة النممور ،اآليممة )4 ،دلةةت ىةةذه اةيةةة نمنطوقيةةا عمةةى أن
;7
ودلةت نمفيوميةا أن الزيةةادة عمةى ال مةةانين ال تجةب وأن مةةا ىةو أنقةةص منيةا ال يكةةون
حداب وال يسقط العقونة1
نشاط
من خالل قراءتك لمقرمن الكريم والسنة الننوية اذكر ال ة أم مة من
مفيوم العدد مع الشرح م اعرض ما كتنت عمى مشرفك األكاديمي مع
مناقشة زمالئك1
16قولو تعالى( :سورة محمد ،اآلية)19 ،
يدل نمفيومو أن اٌلو الحق ىو اهلل جل وعال 1ودل نمفيومو أن ما عداه ناطل1
السادس :مفيوم المقب:
أن يقيد الشارع الحكم نمقب فيدل ذلك عمى انتفاء الحكم عما عداه1
والمقصةةود نالمقةةب ىنةةا :المفةةظ الجامةةد الةةذى ورد فةةي الةةنص اسةةمبا وعمم ةبا عمةةى الةةذات المسةةند
إلييا الحكم المذكور1
األم مة:
16قولو صمى اهلل عميو وسمم " :في سائمة الغنم في كل أربعين شاة شاة "1
يدل نمنطوقو عمى وجوب الزكاة في الغنم ولكةن ىةل يةدل نمفيومةو أن أيةر الغةنم ال
زكاة فييا ؟
;8
16وم مو أيضاب قوليم" :في الن ُِّّر صدقة"1
ية ة ةةدل نمنطوقة ة ةةو عم ة ة ةةى وجة ة ةةوب الزك ة ة ةةاة فة ة ةةي الن ة ة ةةر ولكة ة ةةن ى ة ة ةةل ية ة ةةدل نمفيوم ة ة ةةو أن
ال زكاة في أيره ؟
ىةةذا النةةوع األخيةةر مةةن المفةةاىيم أجمةةع العممةةاء القةةائمون نحجيةةة المفيةةوم عمةةى عةةدم
االحتجاج نو وىذا ما سي تي تفصيمو قريناب نمشيئة اهلل تعالى1
;9
وأمةا الصةورة التةي وقةةع فييةا الخةالف نيةةنيم فيةي حجيةة مفيةةوم المخالفةة -عةدا مفيةةوم
المقب -في النصوص الشرعية خاصة ،وىذه مذاىنيم وأدلتيا ن يجاز1
أ .المذيب األول
ذى ةةب جمي ةةور األصة ةةوليين م ةةن المالكيةةةة والش ةةافعية إلة ةةى أن مفي ةةوم المخالفةةةة حج ةةة ويجةةةب
المصير إليو عند عدم وجود منطوق مخالف1
أدلتيم:
استدل الجميور عمى مذىنيم ىذا نعدة أدلة أىميا:
16أن المتنةةادر إلةةى الفيةةم مةةن أسةةاليب العةةرب أنيةةم إذا قيةةدوا عنةةاراتيم وألفةةاظيم التةةي تفيةةد
حكماب نقيود معينة إن الحكةم يوجةد مةع وجةود ىةذه القيةود وينتفةي نانتفائيةا وىةذا ىةو نعينةو
مفيوم المخالفة1
يدل عمى ذلك عمل الصحانة كما حصل لعمر في حضرة النني صمى اهلل عميو
وسمم وذلك عندما س ل صمى اهلل عميو وسمم" :لماذا نقصر الصالة في السفر من أير
خوف من فتنة الكفار" أخذاب نمفيوم قولو تعالى :
(سورة النساء ،اآلية 1)111 ،فقال لو النني صمى اهلل عميو وسمم " :صدقة تصدق اهلل بيا
عميكم فاقبموا صدقتو"1
ويالحةةظ ىنةةا أن الننةةي صةةمى اهلل عميةةو وسةةمم لةةم ينكةةر عميةةو اسةةتنناطو وفيمةةو ولكنةةو
نة ّةين لةةو أن المفيةةوم ىنةةا لةةيس م ةرادبا وأنةةو معةةارض نمنطةةوق وىةةو :كةةون قصةةر الصةةالة فةةي
السفر من أير خوف فتنة 1رخصة تفضل اهلل نيا عمى عناده1
16إن القيةود التةي تةرد فةي النصةةوص ال نةد ليةا مةن فائةدة واال كةةان ذكرىةا وتقييةد الحكةم نيةةا
لغ ةواب والشةةارع تنة ةزه عةةن المغةةو والعنةةث فةةال نةةد ليةةا إذن مةةن فائةةدة وأظيةةر مةةا يتنةةادر إلةةى
;:
الةةذىن مةةن فائةةدة ألى عةةارف نالمغةةة العرنيةةة وأسةةالينيا ىةةي أن تكةةون الحكمةةة مةةن ذلةةك
تخصيص الحكم نما وجد فيو ىذه القيود1
والتخصيص يقتضي نفي الحكةم عمةا لةم توجةد فيةو مةن ىةذه القيةود وال فةرق فةي ذلةك
نين النص الشرعي ،وأيره من عنارات الناس1
ب .المذيب الثاني
ذىب جميور الحنفية إلى أن مفيوم الموافقة ليس نحجة في النصوص الشرعية مطمقاب 1
* أدلتيم:
استدل الحنفية عمى مذىنيم ىذا نعدة أدلة أىميا:
16أن العم ةةل نمفي ةةوم المخالف ةةة ل ةةيس مض ةةطرداب دائمة ةاب ف ةةي األس ةةاليب العرني ةةة فك ية ة ابر م ةةا ت ةةرد
النصوص المفيدة لممعاني عندىم مقيدة نم ةل مةا ذكةر مةن قيةود ويتةردد السةامع فةي حكةم
مةةا انتفةةى عنةةو القيةةد ،ويس ة ل المةةتكمم عةةن الحكةةم نعةةد انتفةةاء القيةةد ،وقةةالوا م ةةاالب لةةذلك :لةةو
قال شخص ةخر :إذا س لك عمةر الصةناح فةاقض لةو حاجتةو 1ال ينكةر عمةى السةامع لةو
قةةال لممةةتكمم مسةةتفيمبا :وان جةةاءني مسةةا بء ؟ ونيةةذا تكةةون الداللةةة عمةةى نفةةي الحكةةم حيةةث
ينتفي القيد أير مقطوع نيا 1واذا كانت أير مقطوع نيةا فةال يكةون الةنص الشةرعي حجةة
عميو ،ألن النصوص الشرعية يجب االحتيةاط فةي االحتجةاج نيةا فةال يكةون الةنص حجةة
لمجرد االحتمال1
16إن ك ي ة بار مةةن النصةةوص الشةةرعية التةةي دلةةت عمةةى أحكةةام ش ةرعية مقيةةدة نيةةذه القيةةود لةةم
ينتف الحكم فييا نانتفاء ىذه القيود نل ظل موجودبا مةع انتفةاء القيةد وفةي ىةذا داللةة قويةة
ن ن مفيوم المخالفة ليس نحجة1
ومن أمثمة ذلك :مس لة قصر الصالة في السفر مع األمن من فتنة األعداء المتقدمة،
;;
(سورة النساء ،اآلية )13 ،وعميو ف ن االحتياط في فيم النصوص الشرعية وأخذ األحكام يوجب
أن ال يحتج نمفيوم المخالفة الذى مقتضاه نفي الحكم عند انتفاء القيد1
11ومما يدل عمى عدم صحة االحتجاج نالمفيوم ن ن الحكم الم خوذ من داللة المفيوم أحياناب
ي تي نعده نص صريح يدل نمنطوقو عمى انتفاء الحكم مع انتفاء القيد فمو كان المفيوم وحده
كافياب في الداللة عمى ذلك لما احتجنا إلى منطوق ينين انتفاء الحكم النتفاء القيد 1ومن ذلك
م الب قولو تعالى :
( سورة النساء ،اآلية )13 ،ىذا النص جاء نعده مناشرة قولو تعالى :
( سورة النساء ،اآلية )13 ،فمو كان مجرد
القيد كافيبا في نفي الحكم عما عداه لما احتجنا إلى نص ينين لنا حل الزواج من الننت
عند عدم الدخول ن ميا نل يؤخذ ذلك من المفيوم مناشرة1
وم مو أيضبا قولو تعالى( :سورة البقرة ،اآلية1)111 ،
ىذا النص دل نمفيومو إذا تطيرن صح قرنانين ولكن مع ذلك نص الشارع عمى ىذا
الحكم عن طريق المنطوق فقال جل وعال:
مما يدل أن المفيوم وحده ليس
<;
1.3.1مهاقشة أدلة الطرفيم
مةن خةةالل مةةا سةنق يتنةةين لنةةا أن الطةرفين اختمفةةت مراؤىةةم فةي ىةةذه المسة لة وأن لكةةل
دليمو وحجتو1
وممةةا تقةةدم مةةن أدلةةة الجميةةور ظيةةر لنةةا أنيةةم اسةةتدلوا عمةةى مةةذىنيم ناسةةتعمال أىةةل
المغةةة لةةو ،وأن المفيةةوم أسةةموب مةةن أسةةالينيم إال أننةةا الحظنةةا أن الحنفيةةة اعترض ةوا عمةةى مةةا
ذكره الجميور ننقول أروا أنيا تضعف ما ذكروه ،إال أننا إذا أمعنةا النظةر فةي مةا اسةتندوا إليةو
من أدلة نجدىا كميا خارجة عن محل النةزاع وذلك لآلتي1
أوالً :فيمةا يتعمةق نةدليميم األول ف نةةو يتعمةق نصةورة مةن صةةور المفيةوم احتةرز عنيةا الجميةةور
كما سي تي في شروطيم التي اشترطوىا لالحتجاج نالمفيوم وىي أال يكةون لمقيةد فائةدة أخةر
سو انتفاء الحكم نانتفائو1
ثانيماً :نالنسةةنة لةةدليميم ال ةةاني وىةةو االعت ةراض نموضةةوع قصةةر الصةةالة فةةي السةةفر مةةع انتفةةاء
القيد الذى قيدت نو اةية وىو خةوف فتنةة الكفةار فيةذا الحكةم لةم يعمةل نةو ألن المفيةوم الةذى
أ نتو عارضو منطوقو وىو قولو صمى اهلل عميةو وسةمم " :تممك صمدقة تصمدق اهلل بيما عمميكم
فاقبموا من اهلل صدقتو"1
فين ةةا الش ةةارع نفس ةةو ى ةةو ال ةةذى ن ةةين أن المفي ةةوم أي ةةر مة ةراد وى ةةذا ش ةةرط م ةةن ش ةةروط
االحتجاج نالمفيوم عند الجميور كما سي تي1
وأمةا مسة لة حرمةةة الةةزواج مةةن الرنينةةة سةواء أكانةت فةةي حجةةر الةةزوج أم لةةم تكةةن فيةةذا
أيضاب مما احترز منو الجميور وجعموه مانعاب من االحتجاج نةالمفيوم ،وىةو أن ال يكةون القيةد
<6
خةرج مخةةرج الغالةةب 1ففةةي ىةةذا الم ةةال خةةرج القيةد مخةةرج الغالةةب ألن معظةةم الرنائةةب يكةةن فةةي
حجر األزواج1
ثالثممماً :أم ةةا اس ةةتد الليم نالنص ةةوص الت ةةي ك ةةررت حك ةةم المفي ةةوم وق ةةوليم ن ني ةةا ت ةةدل عم ةةى ع ةةدم
اعتن ة ة ة ة ة ة ةةاره لوح ة ة ة ة ة ة ةةده حج ة ة ة ة ة ة ةةة إذ ل ة ة ة ة ة ة ةةو ك ة ة ة ة ة ة ةةان ك ة ة ة ة ة ة ةةذلك لم ة ة ة ة ة ة ةةا احت ة ة ة ة ة ة ةةاج إل ة ة ة ة ة ة ةةى منط ة ة ة ة ة ة ةةوق
يؤيةةده 1فيةةذا رد عميةةو الجميةةور ن ة ن ىةةذا مةةن قنةةل تعضةةيد الةةدليل وت كيةةد ،والت كيةةد والتعضةةيد
لمدليل ال يعني عدم صحة الدليل المعضد1
<6
وم مةةو مةةا ذىةةب إليةةو المالكيةةة مةةن عةةدم اعتنةةار شةةرط السةةوم فةةي زكةةاة األنعةةام مةةع أن
وجوب الزكاة فييا جاء مقيداب نيذا القيد كما مر قريناب1
فين ةةا التقيية ةةد نالسة ةةوم أيض ة ةبا خة ةةرج مخ ةةرج الغالة ةةب ألن أالة ةةب األنعة ةةام تكة ةةون سة ةةائمة
والمعموفة قميمة1
الشرط الثالث:
أن تقترن نالمفظ قرينة تدل عمى أن المفيوم أير مراد كما في قولو تعالى :
<6
الخالصة
عزيزي المدارس ،لقةد وقفةت فةي ىةذه الوحةدة عمةى طةرق داللةة األلفةاظ وفائةدتيا عمةى
تقرير األحكام1
ويقسةةم األحنةةاف طةةرق داللةةة األلفةةاظ :إلةةى داللةةة العنةةارة ،وداللةةة اٌشةةارة ،وداللةةة الداللةةة،
وداللة االقتضاء ،ولكل واحدة من ىذه األقسام تعريف خاص وأم مة نيا1
أمةا الجميةور المالكيةةة والشةافعية والحنانمةة فقةةد قسةموا طةةرق داللةة األلفةاظ إلةةى قسةمين فقةةط
ىما:
داللة المنطوق :وىو المعنى الذى دل عميو المفظ محل النطق 1
داللة المفيوم :وىو داللة المفظ ال محل ليا في محل النطق1
وداللةةة المفي ةةوم تنقس ةةم إلةةى قس ةةمين ىم ةةا :مفيةةوم الموافق ةةة ،ومفي ةةوم المخالفةةة ،م ةةال :نك ةةاح
اٌم ةةاء كم ةةا ج ةةاء ف ةةي القة ةرمن عن ةةد ع ةةدم الق ةةدرة عم ةةى نك ةةاح األحة ةرار لقول ةةو تع ةةالى :وم ةةن ل ةةم
يستطيع منكم طوالب أن ينكح المحصنات)1
ومفيةةوم المخالفةةة أن مةةن يسةةتطع أن يةةنكح الح ارئةةر يحةةرم عميةةو زواج اٌمةةاء ومفيةةوم الغايةةة
ومفيوم العدد1
ونالمقارنة نين المذاىب تجد أن مذىب الجميور ىو الراجح1
<1
لمحة مسبقة عم الوحدة التالية
تتناول الوحدة التالية داللة األلفةاظ نةين الوضةوح واٌنيةام وىةي تعةد مةن أىةم األقسةام
التةي يتناوليةا عمةم أصةول الفقةو :حيةث د ارسةة األلفةاظ مةن النصةوص "القةرمن والسةنة" لموقةةوف
عمى المنيم والمجمل ،والظاىر والنص والنيان والت ويل وأقسامو1
وفي ىذه الوحدة نيان مةذىب الحنفيةة فةي تقسةيم األلفةاظ الةذى يخةالف مةذىب الجميةور ،مةع
أم م ةةة م ةةن العن ةةادات م ةةل الص ةةالة والزك ةةاة الت ةةي ج ةةاءت ني ةةا ألف ةةاظ نعض ةةيا واض ةةحة الدالل ةةة
ونعض ةةيا مة ةنيم الدالل ةةة 1ك ةةل ذل ةةك يجع ةةل الوق ةةوف عم ةةى دالل ةةة األلف ةةاظ م ةةن حي ةةث الوض ةةوح
واٌنيام من المناحث الميمة في ىذه الوحدة1
<7
إجايات التدريبات
تدريب ()1
16داللة المفظ عمى المعنى المتنادر فيمو من السياق1
16مةةا سةةنق لةةو الكةةالم أصةةالة ىةةو المعنةةى الةةذى ورد نةةالنص ناٌضةةافة إلةةى نيةةان
حكمو1
ما سنق لو الكالم تنعاب ىو المعنى الةذى يتنةادر فيمةو مةن سةياق المفةظ ال أصةالة نةل
عن طريق معنى مخر يؤخذ من المفظ عن طريق المزوم والتنع1
م ةةال السةةياق أصةةالة التفريةةق نةةين النيةةع والرنةةا مةةن الم ة خوذ مةةن قولةةو تعةةالى وأحةةل اهلل النيةةع
وحرم الرنا) وم ال لمسياق تنعبا حل النيع وحرمة الرنا الم خوذ من اةية نفسيا1
تدريب ()1
تا ُّ
عد أقل رتنة من داللة العنارة ألن داللة العنارة تؤخذ من العنةارة مناشةرة نينمةا داللةة اٌشةارة
تؤخذ من معنى الزم لمعنارة1
تدريب ()3
داللة الداللة :داللة المفظ عمى نوت حكم المنطوق لو لممسةكوت عنةو نينمةا داللةة االقتضةاء
ىي داللة المفظ عمى معنى خارجي يتوقف عمى تقديره صدق الكالم أو صحتو1
تدريب ()4
16ىو المعنى الذى دل عميو المفظ في محل النطق1
16المنطوق الصريح كقولو تعالى :وأحل اهلل النيع وحرم الرنا)1
11المنطوق أير الصريح وىو أقسام داللة اٌشارة وداللة اٌيماء وداللة االقتضاء1
م ال لإليماء :قولو تعالى" :والسارق والسارقة فاقطعوا أيدييما1"111111111
<8
تدريب ()5
فةةي اةيةةة دليةةل نمنطوقيةةا وعنارتيةةا عمةةى حةةل نكةةاح اٌمةةاء المؤمنةةات عنةةد عةةدم االسةةتطاعة
والقدرة عمى الزواج من الحرائر ومنيا أيضبا مفيةوم المخالفةة أن مةن لةو قةدرة واسةتطاعة عمةى
نكاح الحرائر ،ال يحل لو الزواج ناٌماء1
تدريب ()6
ذكةر جميةةور العممةاء مةةن المتكممةين أن مفيةةوم المخالفةة حجةةة شةرعية ولكةةن ال نةد مةةن وجةةود
شروط أرنعة حتى يتم االعتماد عميو كحجة شرعية1
<9
مسرد المصطحات
داللة العبارة:
ىي الداللة المتنادر فيميا من السياق1
داللة اإلشارة( :إشارة النص)
ىي الداللة عمى المفظ أير مقصود ولكنو الزم لمحكم الذى سنق لو النص1
داللة الداللة:
ىي داللة المفظ عمى نوت حكم المنطوق نو لمسكوت عنو1
داللة االقتضاء( :اقتضاء النص)
ىةةي داللةةة المفةةظ عمةةى معنةةى خةةارجي يتوقةةف عمةةى تقةةديره صةةدق الكةةالم أو صةةحتو
ال1
شرعبا أو عق ب
المنطوق:
ىو المعنى الذى دل عميو المفظ في محل النطق1
المفيوم:
ىو داللة المفظ عمى المعنى ال في محل النطق1
<:
المصادر والمراجع
أوالً :المصادر
القرآن الكريم.
ثانياً :المراجع الفقهية
16أديب ،صالح ،محمد ،تفسير النصوص في الفقو اإلسالمي ،المكتب اٌسالمي ،ط،6
6<;7م1
16اةمدى ،عمي ،نن أني عمي ،األحكام في أصول اإلحكام ،دار الكتب العممية ،نيروت:
لننان6<;6 ،م1
11نن الحاجب ،جمال الدين ،مختصر ابن الحاجب مطبوع مع شرحو لمعضد ،دار
الكتب العممية ،نيروت6<;1 :م1
17خالف ،عند الوىاب ،أصول الفقو ،دار العمم ،نيروت :ط6<9; ،66م1
18السرخسي ،أسيل ،محمد ،نن احمد ،أصول السرخسي ،تحقيق أنو الوفاء األفغاني،
دار المعرفة لمطناعة والنشر ،نيروت6<:1 :م1
19الشوكاني ،محمد ،عمي ،إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من عمم األصول ،دار
المعرفة ،نيروت6<:< :م1
1:الطنرى ،محمد ،نن جرير،جامع البيان( ،تفسير الطبري) ،مطنعة نوالق ،مصر:
<616ىة1
; 1النيسانورى ،مسمم ،نن الحجاج ،صحيح مسمم مع شرح النووي ،المطنعة المصرية
ومكتنيا ،ندون تاريخ نشر1
< 1اليزددى ،عند العزيز ،نن احمد ،كشف األسرار عن أصول فخر اإلسالم ،دار الكتاب
العرني ،نيروت61<7 :ىة1
;<
الوحدة الخامسة
النسخ والتعارض
والترجيح
محتويات الوحدة
الصفحة الموضوع
612 المقدمة
414 تمهيد
415 أهداؼ الوحدة
416 .1النسخ وداللتو عمى األحكام
416 1.1تعريؼ النسخ لغة واصطالحاً
442 4.1الحكمة مف النسخ
444 1.1حكـ النسخ
444 2.1األدلة الدالة عمى وقوع النسخ
442 3.1أقساـ النسخ
412 .6التعارض
412 1.4تعريؼ التعارض لغة واصطالحاً
415 4.4شروط التعارض
416 1.4محؿ التعارض
416 2.4حكـ التعارض
417 3.4طرؽ إزالة التعارض
417 4.4مسالؾ العمماء إلزالة التعارض
424 .3الترجيح
424 1.1تعريؼ الترجيح لغة واصطالحاً
424 4.1أقساـ الترجيح
431 الخالصة
434 لمحة مسبقة عن الوحدة التالية
412
431 إجابات التدريبات
433 مسرد المصطمحات
434 المصادر والمراجع
413
مقدمة
تمهيد
عزيزي الدارس،
مرحبػاً بػػؾ ػػو الوحػدة ال امسػػة التػػو تتنػاوؿ النسػػخ ود لتػ ووقوعػ ،والػػدليؿ مػػف ال ػػرف
والسنة عمػى وقػوع النسػخ وسػتجد ػو هػحد الوحػدة أنػواع وأقسػاـ النسػخ وهػؿ النسػخ هػو إيجػاد
ب ػػدؿ؟ وه ػػؿ يك ػػوف هن ػػاؾ ت ػػدر ػػو النس ػػخ أـ ؟ وس ػػتتعرؼ ػػو ه ػػحد الوح ػػدة ك ػػحلؾ عم ػػى
التعارض والترجيح.
وس ػػتجد ػػو ه ػػحد الوح ػػدة كي ػػؼ تزي ػػؿ التع ػػارض ب ػػيف نص ػػيف أح ػػدهما يب ػػيح أمػ ػ اًر و ػػر
يحرم .
و و هحد الوحدة أقواؿ مدرسة الحنفية ومدرسة الجمهور و إزالة التعارض.
ولكو تصؿ إلى هـ الوحدة زودنا الوحدة بأسئمة ت ػويـ حاتػو وتػدريبان ونشػاطان نتمنػى
أف ت وـ بحمها وعرضها عمى مشر ؾ األكاديمو ،ونرجو كحلؾ أف ت ػؼ عمػى بعػض الم ارجػ
التو جعمناها لؾ.
ونتمنى لؾ التو يؽ.
414
أهداف الوحدة
عزيزي الدارس ،بعد فراغك من دراسة ىذه الوحدة يجب أن تكبون
قادراً عمى أن:
توضِّح معنى النسخ لغة واصطالحاً والحكمة من .
تُدلل عمى وجود النسخ مف ال رف والسنة.
بين أقساـ النسخ ومراتب ودرجات .
تُ ِّ
تشرح معنى التعارض وحكـ التعارض وكيفية إزالة التعارض.
توضِّح مسمؾ الحنفية والجمهور و الترجيح.
415
.1النسخ وداللته على األحكام
1.1تعريف النسخ لغةً واصطالحاً
النسبببخ ل:بببة :يػػأتو بمعنػػى الر ػ واإل ازل ػػة ومن ػ قػػولهـ نس ػ ن الشػػمس الظػػؿ ،ونسػ ػ ن
الػ ػريح األ ػػر ،ونس ػػخ الش ػػيي الش ػػباي .ويطم ػػؽ ويػ ػراد بػ ػ الن ػػؿ والتحوي ػػؿ ك ػػولهـ نسػ ػ ن
الكتاي.
النسخ اصطالحاً :عرؼ العمماء النسخ بتعريفان ك يرة أهمها
عرفببو ادمببدي بقولببو " :خطببا الشببارع المببانع مببن اسببتمرار مببا بببت مببن حكببم
[َّ ]1
خطا شرعي سابق".
اخ
وعرفببو ابببن قدامببة بقولببو " :رفببع الحكببم ال ابببت بخطببا متقببدِّم بخطببا مت بر ٍ
[َّ ]6
عنو".
الشرح :
مف الؿ التعريفيف يتضح لنا معنى النسخ جمياً ،أما التعريػؼ األوؿ ػد وضػح لنػا
السنة بمن استمرار العمؿ بحكػـ كػاف قػد بػن
أف النسخ معناد أف يأتو نص مف ال رف أو ُ
بدليؿ شرعو سابؽ .
أم ػػا التعريػ ػػؼ ال ػ ػػانو لنػ ػ واف ا تمػ ػػؼ م ػ ػ األوؿ ػػو العبػ ػػارة لن ػ ػ موا ػػؽ ل ػ ػ ػ ػػو
إنػ يبػيف لنػا أف النسػخ معنػاد إ ازلػة حكػـ كػاف ابتػاً بػدليؿ شػرعو بػدليؿ شػرعو المعنى ،حيػ
متأ ر .ومف هنا يتضح لؾ معنى النسخ .
416
األم مة :
.1كاف النبو صمى اهلل عمي وسمـ قبؿ الهجرة وع بها ببضعة عشر شه اًر كاف يصمو إلى
بين الم دس ،وكانن هو قبمة المسمميف األولى ،ـ نسخ اهلل هحا الحكـ بدليؿ يوجي
عمى المسمميف التوج إلى الكعبة المشر ة وهو قول تعالى
( سورة
وجعم ػػن واس ػػتمر ه ػػحا الحك ػػـ معم ػػو ً بػ ػ عم ػػى ه ػػحا النح ػػو حت ػػى نزل ػػن ي ػػان المواريػ ػ
لموالديف واألقربيف نصيبًا مف الميػ ار ،ػاؿ النبػو صػمى اهلل عميػ وسػمـ بعػدها إِ ّن اهلل
صب ّبي َة لِب َبو ِار ٍث ) .وبموجػػي هػػحا ُنسػػخ
بو فَ بالَ و ِ
َ َعطَببى ل ُكب ّبل ِذي َحب ّ
بق َحقّب ُ بار َك َوتَ َعببا َلى قببد أ ْ
تََبب َ
وجوي الوصية لموالديف واألقاري الوار يف .
.1كاف النبو صمى اهلل عمي وسمـ قد نهػى أصػحاب عػف زيػارة ال بػور ،واسػتمر هػحا الحكػـ
بت َن َي ْيبتُ ُك ْم
ال " َق ْبد ك ُن ُ
معمو ً ب ـ بعد حلػؾ أباحػ النبػو صػمى اهلل عميػ وسػمـ لهػـ قػائ ً
ورَىا ،فَِإ ّنيا تُ َذ ّك ُر اد ِخ َرةَ". َع ْن ِزَي َارِة ا ْلقُ ُب ِ
ور ،أال فَ ُز ُ
وأم مة حلؾ ك يرة .
417
6.1الحكمة من النسخ
هناؾ حكـ ك يرة يمكف است الصها مف تشري النسخ وحكم ،ومف حلؾ
.1جمػػي المصػػمحة ودرء المفسػػدة عػػف العبػػاد ،وحلػػؾ ألف مصػػالح النػػاس قػػد تتغيػػر بتغيػػر
الزمػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف واألح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواؿ .ػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالحكـ قػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد يشػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرع لتح يػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؽ مصػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالح اقتضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتها
معينة ،لحا زالن تمؾ األسباي ال مصمحة و ب اء الحكـ.
أسباي ّ
ػد كػاف النبػو صػمى و ير م اؿ لحلؾ حدي النهو عف اد ػار لحػوـ األضػاحو ػوؽ ػال
اهلل عميػ وسػػمـ نهػػاهـ عػػف حلػػؾ لجمػػي مصػػمحة معينػػة هػػو مواسػػاة بعػػض أهػػؿ الباديػػة الػػحيف
نزحوا إلى المدينة و زمف األضحى بسبي قحط أصابهـ ـ لما جاء العػاـ التػالو لهػحا العػاـ
،وقػػد ازلػػن األسػػباي ،ورج ػ أهػػؿ الباديػػة إلػػى ب ػواديهـ امتن ػ الصػػحابة عػػف ا د ػػار ػػوؽ
الدافّب ِبة ا ّل ِتببي َدفّب ْ
بت ػػاؿ لهػػـ الرسػػوؿ صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ " إ ّن َمببا َن َي ْيببتُ ُكم ِمب ْبن ْ
أجب ِبل ّ ػػال
اد ِخ ُروا ".
ص ّدقُوا َو ّ
َع َم ْي ُك ْم ،فَ ُكمُوا َوتَ َ
وا لتزاـ ب إحا نزؿ عميهـ د عة .4التدر بالمجتم المسمـ د يكوف الحكـ شاقاً تطبي
واحدة مف غير تدر و ير م اؿ لحلؾ أمر تحريـ ال مر ،د نزؿ أو ً قول تعالى
442
،ـ بعد حلؾ نهاهـ أف ي ربوا الصالة وهـ سكارى كما و قول تعالى
( سورة
تدري ()1
مبينًا الحكمة مف " وصية لوار " اشرح هحا الحدي و الحدي
النسخ.
441
3.1حكم النسخ
أحد مف أهؿ ال بمة ولـ ين ؿ ػو حلػؾ ػالؼ ممػف يعتػد بػ ػو مشػروعية
لـ ي الؼ ٌ
النسخ إ الؼ ين م العمماء عف أبو مسمـ ال راسانو المعتزلو حي أنكر النسخ
بػػؿ النسػػخ اب ػػن ػػو جمي ػ الشػ ػرائ ولػػـ ي ػػالؼ ي ػ مػػف أه ػػؿ الش ػرائ الس ػػاب ة إ
بعض ِرؽ اليهود.
وبناء عمى هحا يمكننا أف ن رر أف النسخ مشروع وواقػ وأم ػاؿ هػ ء مػف الم ػالفيف ً
يعتػػد ب ػػولهـ و يمتفػػن إليػ لمػػا ي ػ مػػف م الفػػة لظػػاهر األمػػر وحكمػػة الش ػريعة ػػو جمبهػػا
لممصالح ودرئها لممفاسد.
( سورة البقرة ،ادية.)192 ،
.4إف اهلل سػبحان وتعػالى ػو أك ػر مػػف موضػ مػف ال ػرف الكػريـ يػحكر يػة تتضػمف حكمػًا
ر ينسخ الحكـ السابؽ ،ومف أم مة حلؾ ـ يع ي هحا الحكـ بحكـ
أ) قول تعالى
( سورة المجادلة ،ادية .)16 ،دلن هحد اآلية عمى وجوي ت ديـ صدقة
قبؿ مناجات صمى اهلل عمي وسمـ لكف لما شؽ عميهـ حلؾ نسخ هحا الحكـ ب ول تعالى
444
ي) إف اهلل تعالى أمر المسمميف و الجهاد أف ي ؼ الواحد منهـ أماـ العشرة ويحرـ عمي
وا كاف حلؾ ار اًر مف الزحؼ كما و قول تعالى،أف يفر منهـ
إ أن لما شؽ حلؾ عميهـ نسخ هحا الحكـ بحكـ أ ؼ من.)26 ، ادية، (سورة األنفال
وهو أف ي ؼ الواحد منهـ أماـ ا نيف و يفر كما ورد و قول تعالى
441
أقسام النسخ6.1
واليؾ هحد األقساـ بحسي اعتباراتها، لمنسخ أقساـ متعددة باعتباران متعددة
: أقسامو باعتبار التصريح وعدمو القسم األول
. ين سـ النسخ بحسي التصريح بالنسخ وعدم إلى قسميف صريح وضمنو
: النسخ الصريح.أ
. وهو الحي ينص الشارع عمي صراحة و تشريع الالحؽ الحي نسخ السابؽ
قولػ ػ ػ ػ ػ ػ تع ػ ػ ػ ػ ػػالى: م البببببببببببو
هػػحد اآليػػة نس ػ ن ص ػراحة باآليػػة التػػو
بعػػدها وهػػو قول ػ تعػػالى
أيضاً ية المناجػاة المت دمػة وهػو قولػ تعػالى: وم الو
هػػحد اآليػػة ومػػا يهػػا مػػف حكػػـ نس ػ ن ص ػراحة باآليػػة التػػو بعػػدها وهػػو قول ػ تعػػالى
.
442
.النسخ الضمني:
ي ػػنص الش ػػارع يػ ػ صػ ػراحة عم ػػى النس ػػخ ،لكنػ ػ يش ػػرع حكمػ ػًا م الفػ ػًا وه ػػو ال ػػحي
يمكػف التو يػؽ بينهمػا إ بالنسػخ هنػا يعتبػر الالحػؽ ناسػ ًا لمسػابؽ إنػ معارضًا ل بحي
ضمناً .
م البببو :ي ػػة الوص ػػية وه ػػو قولػ ػ تع ػػالى
( سببببورة
م الو :نسخ ا عتداد بالحوؿ الوارد و قول تعالى
( سورة البقرة،
443
ب ول تعالى ادية )619 ،نس
.النسخ الجزئي:
وهو أف ُيشرع الحكـ عامًا لجمي األ راد ـ ينسخ هحا الحكـ و حؽ بعضهـ .
م الو :قول تعالى
( سورة النور ،ادية. )1 ،
ه ػػحد اآلي ػػة ُنس ػػخ حكمه ػػا جزئيػ ػاً ػػو ح ػػؽ األزوا ال ػػحيف يرم ػػوف أزواجه ػػـ الػ ػوارد ػػو قولػ ػ
تعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالى
( سبببببورة النبببببور ،اديبببببة،)2 ،
تدري ()6
قارف بيف النسخ الكمو والنسخ الجزئو م التم يؿ
444
النسخ إلى غير بدل .
نسػخ وم الو :نسخ وجوي ت ديـ الصدقة بيف يدي مناجاة النبػو صػمى اهلل عميػ وسػمـ حيػ
إلى غير بدؿ ،ونسخ حرمة اد ار لحوـ األضاحو وؽ ال ة أياـ لنػ نسػخ إلػى غيػر بػدؿ
أيضاً ...الخ
القسبببم األول :نس ػػخ األ ػػؼ باأل ػػؿ وهػػو ج ػػائز عنػػد أك ػػر العممػػاء .وم البببو :نسػػخ الح ػػبس
لمزانيػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو البيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػون والتعنيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؼ ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوارد ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو قول ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ تعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالى
نسخ هحا الحكـ بجمد الزانو البكر ،ورجـ الزانو المحصف .
القسم ال اني :نسخ األ ؿ باأل ؼ ،وهحا ك ير جداً .
445
كاف األكؿ م الو :نسخ تحريـ األكؿ بعد النوـ و ليؿ رمضاف لمصائـ إلى ِحمِّ ،حي
بعد النوـ لمصائـ ،وكحا الجماع محرميف ـ نسخ هحاف األمراف ب ول تعالى
( سورة البقرة ،ادية.)181 ،
ٍ
مساو . القسم ال الث :النسخ إلى بدؿ
ػػرؽ بينهمػػا مػػف م الببو :كنسػػخ وجػػوي التوج ػ إلػػى بيػػن الم ػػدس بالتوج ػ إلػػى الكعبػػة إح
ال ؿ وال فة . حي
نسخ الحكم والتالوة معاً نسخ التالوة وبقاء نسخ الحكم دون التالوة
الحكم
447
القسم ال الث :نسخ الحكـ والتالوة معاً .
كػػاف ممػا أنػػزؿ عشػػر رضػعان م الببو :مػا روي عػػف عائشػػة رضػػو اهلل عنهػا) أنهػػا قالػػن
معمومان يحرمف نس ن ب مس وتو و رسوؿ اهلل صمى اهلل عمي وسمـ وهف ممػا ي ػرأف مػف
ال رف].
هحا وقد قاؿ ك ير مف األصولييف إف هحد األقسػاـ ال ال ػة متفػؽ عميهػا ،ولػـ ي ػالؼ
يها إ شحوح.
412
( سورة الممتحنة، يها
نشاط
انظر كتي التفسير وراج سورة المزمؿ وبيِّف أقواؿ العمماء يما وق
يها مف نسخ واعرض عممؾ عمى مشر ؾ األكاديمو وزمالئؾ.
جمد الزانو وهو قول تعالى
411
بالس َّنة األحادية:
القسم السابع :نسخ القرآن ُ
ال .حي
ال واف جوزد ك ير منهـ ع ً
هحا النوع أك ر العمماء عمى عدـ وقوع شرعًا و ع ً
السنة وحو مف اهلل تعالى كما قاؿ جؿ وعال
يمن وقوع ألف ُ الع ؿ إنهـ قالوا
بػػن عػػف طريػػؽ اآلحػػاد نسػػخ حكم ػاً ابت ػاً أمػػا وقوع ػ عمي ػاً بمعنػػى أن ػ يوجػػد حػػدي
بال رف هحا ما يصعي إ بات .
ولحلؾ قاؿ ال ار و وأما جواز نسخ الكتاي باآلحاد جائز ع الً غير واق سمعاً] .
وقد م ؿ ل مف يجوزد شرعاً بأف قول تعالى
( سورة األنعام ،ادية )116نسخ بنهو النبو صمى اهلل عمي وسمـ
وأف قولػ ػ تع ػػالى ( سبببورة النسببباء ،اديبببة )61نس ػػخ
بتحػريـ النبػو صػمى اهلل عميػ وسػمـ لمجمػ بػيف المػرأة وعمتهػا والمػرأة و التهػا .إ أف هػػحيف
الم اليف لـ يكف يهما نسخ ،بؿ هو مف قبيؿ الت صيص.
السنة المتواترة باآلحاد.
ممحوظة :هحا ال الؼ يرد أيضاً عمى نسخ ُ
تدري ()3
"نسخ ال رف بالسنة التو جاءن عف طريػؽ اآلحػاد جػائز ع ػالً نػادر وقوعػ "
اشرح هحد العبارة مبيِّنًا أقواؿ العمماء و حلؾ.
414
كت ػ ػ ػػاي أو ُس ػ ػ ػػنة بع ػ ػ ػػد و ات ػ ػ ػ ػ ص ػ ػ ػػمى اهلل عميػ ػ ػ ػ وس ػ ػ ػػمـ ػ ػ ػ ػػامتن أف يك ػ ػ ػػوف الناس ػ ػ ػػخ قرن ػ ػ ػ ػاً
يعتد ب ويكوف باطالً . السنة لن أو ُسنة ،لحا ادعى إجماع م الؼ لمكتاي أو ُ
يجوز نسخ اإلجماع بلجماع ػر ألف اإلجمػاع ال ػانو إف كػاف مػف غيػر كما أن
دليؿ هو باطؿ واف كاف عف دليؿ د غفؿ عن اإلجماع األوؿ يكوف طأ .
يكػوف يمكف أف يكوف الناسخ لإلجماع قياساً ألف مف شػرط ال يػاس أف كما أن
م الفاً لإلجماع .
ينس ػ ػ ػ ػػخ كتابػ ػ ػ ػ ػاً يك ػ ػ ػ ػػوف ناسػ ػ ػ ػ ػ اً حل ػ ػ ػ ػػؾ ألنػ ػ ػ ػ ػ
* النسبببببببببخ باإلجمببببببببباع :اإلجم ػ ػ ػ ػػاع
ػر يمكف أف ينسػخ إجماعػاً حينئح يكوف عمى ال هما يكوف طًأ كما أن ٍ و ُسنة ألن
ألف أحدهما يمزـ أف يكوف طئًا لم الفت لدليؿ اإلجماع اآل ر .
يمك ػػف أف ينسػػخ اإلجمػػاعُ ال ي ػػاس ألف مػػف شػػرط ال ي ػػاس عػػدـ م الفتػ ػ كمػػا أن ػ
ػػتالؿ ش ػػرط مػػػف لإلجم ػػاع ػػلحا أجمعػ ػوا عمػ ػػى ػػالؼ حك ػػـ ال ي ػػاس زاؿ ال يػػػاس وبط ػػؿ
شروط .
ط .نسخ القياس والنسخ بو:
السػنة ألف هػحا كمػا ت ػدـ يػدؿ نسخ القيباس القيباس :ال يػاس ينسػخ بػنص مػف ال ػرف أو ُ
عم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى بط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالف ال ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاس ألف م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف ش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرط ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدـ م الف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنص وأيضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاً
ُينسػػخ باإلجمػػاع ألف اإلجمػػاع أقػػوى وأرجػػح ػػال تعػػارض بينهمػػا حتػػى ي ػػاؿ أف اإلجمػػاع
نسخ ال ياس .
ػر ألف ال يػاس اآل ػر إف كػاف مسػاويًا لػ مػيس يمكف أف ينسخ ب يػاس كما أن
أحد ال ياسيف بأولى مف اآل ر حتػى يت ػدـ أحػدهما عمػى اآل ػر ،وأمػا إف كػاف ال يػاس اآل ػر
أدنى مف األوؿ ال يمكف أف ينسخ ما هو أعمى لما ي مف ت ديـ المرجوح عمى الراجح
أمػا إف كػػاف ال يػػاس ال ػانو أجمػػى مػػف األوؿ حينئ ٍػح ي ػػدـ ال يػػاس الجمػو عمػػى ال فػػو
واعتبر بعض األصولييف أف حلؾ مف قبيؿ النسخ.
* النسببخ بالقيبباس :وهػػحا أيض ػًا ورد ال ػػالؼ ػػو ج ػوازد ،ولعػػؿ مػػا قيػػؿ ػػو النػػوع السػػابؽ
يمكػػف أف السػػنة وكمػػا أن ػ
ينطبػػؽ عمي ػ ػػال يمكػػف لم يػػاس أف ينسػػخ نص ػًا مػػف ال ػػرف أو ُ
411
ػػر يتصػػور أف ينسػػخ قياس ػاً ينسػػخ إجمػػاع األُمػػة ألن ػ أض ػػعؼ مػػف حلػػؾ كم ػ كمػػا أنػ ػ
معارضاً و رتبت ،ولكف يمكف ال وؿ بأف ال ياس الجمو ينسخ ال ياس األدوف.
هحد أهـ أقساـ النسخ ،وهناؾ أقساـ تفصيمية أ رى يمكف الرجوع إليها و مظانها.
أسئمة تقويم ذاتي
.6التعارض
العموـ وال صػوص واإلطػالؽ والت ييػد والنسػخ عزيزي الدارس ،مر معنا و مباح
أم مػػة لمتعػػارض بػػيف الػػدليميف ،حلػػؾ ألف ال ػػاص يعػػارض العػػاـ بنػػوع مػػف التعػػارض ،وكػػحلؾ
الم يد يعارض المطمؽ ،والناسخ يعارض المنسو وهكػحا .هػحا كمػ نػوع مػف أنػواع التعػارض
و ػػو هػػحد الوحػػدة سػػيكوف كالمنػػا منصػػباً عمػػى التعػػارض بػػيف األدلػػة عموم ػاً ،وكيفيػػة د ػ
التعارض وما يتب حلؾ مف شروط ومحاهي ،كما سنتعرض إلػى التػرجيح وأنواعػ ومػا يترتػي
عمى حلؾ مف ار عممية .
412
عرؼ األصوليوف التعارض بتعريفان ك يرة هحا أهمها
"ت ابػؿ الحجتػيف المتسػػاويتيف عمػى وجػ يوجػػي كػؿ واحػد منهمػػا .1عر ػ السر سػو ب ولػ
ضد ما توجب األ رى" .
"التعػػارض بػػيف األم ػريف هػػو ت ابمهمػػا عمػػى وج ػ يمن ػ كػػؿ واحػػد .4عر ػ اإلسػػنوي ب ول ػ
منهما م تضى صاحب ".
الشرح :
ت ابػػؿ الحجتػػيف والحجػػة يالحػػظ عمػػى التعريػػؼ األوؿ أنػ عبػػر عػػف التعػػارض بأنػ
هو الدليؿ ال طعو.
وهػػحا التعريػػؼ يسػػير عمػػى طري ػػة الحنفيػػة الػػحيف يػػروف أف التعػػارض يمكػػف أف ي ػ
بيف الدليميف ال طعيػيف ،واحا جػاز أف ي ػ بػيف ال طعيػيف جػاز أف ي ػ بػيف الظنيػيف مػف بػاي
أولى .
ـ إف هحا التعريؼ قد وضػح لنػا أف التعػارض المعتبػر عنػد العممػاء هػو الػحي يكػوف
ي ػ التنػػا و مػػف كػػؿ الوج ػػود .وهػػحا ي ػػح مػػف قػػوؿ السر س ػػو المت ػػدـ ػػو تعريف ػ لتع ػػارض
قاؿ عمى وج يوجي كؿ واحد منهما ضد ما توجب األ رى . الحجتيف حي
يشػترط يػ المنا ػاة والمضػاداة مػف كػؿ وهحا هو ح ي ػة التعػارض عنػد العممػاء حيػ
أف ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ واح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدليميف ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدؿ عم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد الوج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػود بحيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ
ما يدؿ عمي اآل ر .
ػػو تعميم ػ لمت ابػػؿ حػػيف قػػاؿ ي تمػػؼ عػػف األوؿ إ أمػػا التعريػػؼ ال ػػانو لن ػ
ت ابػػؿ األم ػريف) ولػػـ يػػنص عمػػى كونهمػػا حجتػػيف كمػػا حهػػي السر سػػو ،و ػػو مػػا عػػدا حلػػؾ
التعريفاف متف اف .
األم مة :
.1تعارض قول تعالى
( سورة البقرة ،ادية )619م قول
413
تعالى
( سورة البقرة ،ادية .)631ووج التعارض بيف اآليتيف ظاهر ،حي
إف اآلية األولى أوجبن عمى المتو ى عنها زوجها أف تعتد بحوؿ كامؿ بينما ال انية
أوجبن عميها ا عتداد باألربعة أشهر وعشرة أياـ .
إ بالنسخ . يد وهحا النوع مف التعارض كما سيأتو
.4مػػا روي عػػف ابػػف عبػػاس رضػػو اهلل عنهمػػا) أف رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ تػػزو
ميمونة وهو محرـ .
وقػػد روي عػػف يزيػػد بػػف األصػػـ عػػف ميمونػػة أف النبػػو صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ تزوجهػػا
بسرؼ وهو حالؿ.
ابف عباس "رضػو اهلل عنهمػا" ي بػن ويظهر بيف الحدي يف تعارض بيِّف إح أف حدي
ميمونػػة أف النبػػو صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ تػػزو ميمونػػة "رضػػو اهلل عنهػػا" وهػػو محػػرـ وحػػدي
"رضو اهلل عنها" ي بن أف النبو صمى اهلل عمي وسمـ تزوجها وهو حالؿ .
وهنا كما قػاؿ العممػاء ي ػدـ قػوؿ صػاحي الواقعػة وهػو هنػا أـ المػ منيف ميمونػة "رضػو
اهلل عنها" .
.1قول صمى اهلل عمي وسمـ " أنا لكم م ل الوالد أعممكبم ،إذا ذىب أحبدكم إلبى ال:بائط
فال يستقبل القبمة وال يستدبرىا ".
ابف عمر "رضو اهلل عنهما" أن قاؿ ارت يػن ػوؽ ظهػر بيػن وهحا يعارض حدي
حفصة لػبعض حػاجتو أريػن رسػوؿ اهلل صػمى اهلل عميػ وسػمـ ي ضػو حاجتػ مسػتدب اًر ال بمػة
مست بؿ الشاـ .
األوؿ ػػاص قػػالوا إف الحػدي وهػحاف الحػدي اف و ػػؽ العممػاء بينهمػػا بػالجم حيػ
ابػػف يشػػؽ ي ػ تجنػػي اسػػت باؿ ال بمػػة .أمػػا حػػدي ب ضػػاء الحاجػػة عمػػى غيػػر البنػػاء ألن ػ
يشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؽ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاص ب ضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء الحاجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو البنيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف ألن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ عمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر
ي حلؾ.
414
أسئمة تقويم ذاتي
6.6شروط التعارض
يتح ؽ التعارض إ بها وأهمها حكر األصوليوف شروطاً لمتعارض
الشببرط األول :أف يكػػوف الػػدليالف متضػػاديف ػػال تعػػارض بػػيف دليمػػيف مت ػوا يف ،وقػػد م منػػا
لهحا التضاد يما سبؽ .
الشرط ال اني :أف يتساوى الدليالف ػو ال ػوة وحلػؾ حتػى يتح ػؽ التضػاد والتنػا و ػال بػد أف
يتساوى الدليالف و ال بون والد لة والعدد وحلؾ بػأف يكػوف عػدد كػؿ واحػد مػف المتعارضػيف
مساوياً لآل ر بأف يكوف م الً ك ٌؿ مف المتعارضيف واحداً أو ا نيف أو ال ة ...الخ .
الشرط ال الث :التعارض و المحؿ والم صود بالمحؿ أف يكوف الػدليالف يتنػاو ف موضػوعاً
واحػػداً وقضػػية واحػػدة ػػال ي ػ التعػػارض م ػ الً إحا كػػاف الػػدليؿ األوؿ ػػو النكػػاح واآل ػػر ػػو
البي .
ال
الشرط الرابع :أف يكوف ت ابػؿ الػدليميف ػو وقػن واحػد ػلحا ا تمػؼ الوقتػاف ػال تعػارض مػ ً
بيف حؿ الصيد و غير وقن اإلحراـ وحرمت و وقن اإلحراـ.
415
3.6محل التعارض
التعػارض بػيف دليمػيف قطعيػيف و بػيف دليػؿ قطعػو ي أك ر األصولييف عمى أن
و ر ِّ
ظنو .
وقد جوز قمة مف العمماء وقوع التعارض بيف الدليميف ال طعييف.
ولعػػؿ ال ػراجح مػػا حهػػي إلي ػ جمهػػور العممػػاء مػػف عػػدـ وقػػوع التعػػارض بػػيف الػػدليميف
ال طعييف والم تمفيف و ال وة كال طعو م الظنو .
1.6حكم التعارض
التعارض بيف األدلة لػيس تعارضػًا ح ي يػًا متعم ػًا باألدلػة حاتهػا بػأف ي ػاؿ إنهػا جػاءن
هكحا متعارضة مف الشارع الحكيـ هحا مػا لػـ ي ػؿ بػ أحػد واف مػا نػراد مػف تعػارض إنمػا هػو
ندرؾ معناها . بحسي ما يظهر لنا ل صور و ع ولنا جعمنا
ولحلؾ نجدهـ يصرحوف بأن ليس هناؾ تعارض و الواق ونفس األمر.
تدري ()1
نه ػى رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ عػػف كيػػؼ يػػتـ التو يػػؽ بػػيف حػػدي
است باؿ ال بمة عند البوؿ والغائط و عؿ رسوؿ اهلل كما ورد عف ابف عمر؟
416
2.6مسالك العلماء إلزالة التعارض
أ .مسلك الجمهور
يػرى جمهػػور العممػػاء مػػف المالكيػػة والشػػا عية والحنابمػػة أف د ػ التعػػارض بػػيف األدلػػة
يجي أف تكوف و ؽ الترتيي التالو
يجػوز لػ أف يمجػأ إلػى غيػرد أوالً :يسعى المجتهد لمجم بيف الدليميف لحا استطاع حلػؾ
وحلؾ ألف العمؿ بالدليميف معًا أولى مف العمؿ بأحدهما وترؾ اآل ر .
اسػػت باؿ واسػػتدبار ال بمػػة بػالبوؿ ونحػػود ،ػػد مػػر معنػػا قريبػًا أنػ ورد يػ م ببال ذلببك :حػػدي
ح ػػدي اف أح ػػدهما يمنػ ػ ،واآل ػػر يج ػ ِّػوز وقمن ػػا أف العمم ػػاء جمعػ ػوا بينهم ػػا ب ػػأف يعم ػػؿ بح ػػدي
النهػػو عػػف اسػػت باؿ ال بمػػة ػػو غيػػر البنػػاء لعػػدـ المش ػ ة ػػو حلػػؾ ويعمػػؿ بػػالجواز ػػو البنػػاء
لحصوؿ المش ة و است باؿ ال بمة يها.
انياً :إحا تعحر الجمػ بػيف الػدليميف يمجػأ المجتهػد إلػى التػرجيح بػأف ي ػدـ أحػد الػدليميف عمػى
اآل ر يعمؿ ب وي ر اآل ر ال يعمؿ ب .
ولمتػػرجيح وجػػود ك ي ػرة قػػد تكػػوف بواسػػطة السػند ،أو بواسػػطة المػػتف ،أو بواسػػطة شػػوء ػػار
ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػند والمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتف ،ولك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ نػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوع م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف ه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػحد األن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواع أقس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ ك ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرة
يس المجاؿ لحكرها.
م ال الترجيح :قصة زوا النبػو صػمى اهلل عميػ وسػمـ ليمونػة بنػن الحػار المت دمػة والتػو
ابػػف عبػػاس أف النبػػو أ بػػن حػدي ميمونػة حيػ ابػف عبػػاس مػ حػػدي تعػارض يهػػا حػػدي
ميمونة أن تزوجها وهو حالؿ . صمى اهلل عمي وسمـ تزوجها وهو محرـ وأ بن حدي
ميمونػة يػػرجح عمػػى ػد اسػػتعمؿ العممػاء مسػػمؾ التػػرجيح بػيف هػػحيف الحػدي يف ػػالوا حػػدي
ابف عباس لآلتو حدي
.1أف ميمونة رضو اهلل عنها) هو صػاحبة الواقعػة وهػو أعػرؼ بكيفيػة زاوجهػا مػف رسػوؿ
اهلل صمى اهلل عمي وسمـ مف ابف عباس .
417
أ بػػن مػػا أ بتتػ ميمونػػة رضػػو .4هػػحد الروايػػة ت يػػدها روايػػة أ ػػرى عػػف أبػػو ار ػ حيػ
اهلل عنهػػا) ػػـ قػػاؿ وكنػػن السػػفير بينهمػػا أي بػػيف النبػػو صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ وميمونػػة
رضو اهلل عنها) .
يها هحا الزوا وانمػا سػمع مػف .1أف ابف عباس لـ يكف حاض ًار عمرة ال ضاء التو حد
غيرد .
ميمونة موا ؽ لنهي صمى اهلل عمي وسمـ ال ابن عف نكاح المحرـ . .2أف حدي
زوا النبو صمى اهلل عميػ وسػمـ مػف ميمونػة وهػو محػرـ انفػرد بػ ابػف عبػاس .3أف حدي
أحد غير .حي لـ َي ْرِوِد ٌ
ال ببباً :إحا تع ػػحر النس ػػخ حك ػػـ المجته ػػد بتس ػػاقط ال ػػدليميف لع ػػدـ إمك ػػاف العم ػػؿ بأح ػػدهما دوف
اآل ر ،ولعدـ إمكاف العمػؿ بهمػا معػاً ،ولعػدـ معر ػة ت ػدـ أحػدهما عمػى اآل ػر حتػى يحكػـ
بالنسخ واحا تساقطا عندد رج إلى حكـ البراءة األصمية .
ب .مسلك الحنفية
يرى جمهور الحنفية أن و حالة ما إحا وق التعػارض ظػاه اًر بػيف األدلػة لنػ يجػي
ػػر إ بعػد تعػحر سػموؾ الطريػػؽ أف يسػمؾ المجتهػد الطػرؽ اآلتيػة و ينت ػػؿ مػف طريػؽ إلػى
الحي قبم وهو
أوالً :النظر و التاريخ ػلحا عمػـ التػاريخ حكػـ بالنسػخ ينسػخ المتػأ ِّ ُر المت ِّػد َـ عمػى نحػو مػا
مر معنا و النسخ .
اني باً :إحا ل ػـ يعمػػـ التػػاريخ وتعػػحر النسػػخ ينظػػر ػػو الػػدليميف ػػلحا كػػاف ألحػػد الػػدليميف مزيػػة
تجعم راجحًا عمى اآل ر قدـ عمي يكوف هحا الدليؿ راجحًا واآل ر مرجوحًا .
ال اً :إحا تعحر الجم -وحلؾ بعػد تعػحر مػا قبمػ -ػلف المجتهػد يتػرؾ العمػؿ بهمػا ويرجػ
السػنة ،واحا كانػا
إلى ما دونهما و الرتبػة ،ػلحا كػاف المتعارضػاف يتػيف تركهمػا ورجػ إلػى ُ
حػدي يف تركهمػػا ورجػ إلػػى ال يػػاس ،واحا كانػا قياسػػيف ،ولػػـ ي ِّيػػد أحػػدهما دليػػؿ شػػرعو ػػر
تركهما ويعمؿ بعد التحري بما اطمأنن إلي نفس .
422
واحا تعارضن يتاف أو ُسنتاف ولػـ يجػد المجتهػد األدوف منهمػا حتػى يرجػ إليػ لنػ
يحكـ بما كاف عمي الحاؿ قبؿ ورود هحيف الدليميف.
هػػحا ولعػػؿ األرجػػح مػػف هػػحيف المسػػمكيف هػػو مسػػمؾ الجمهػػور ػػو ت ػػديـ الجم ػ عمػػى
التػرجيح ،والتػػرجيح عمػى النسػػخ والنسػخ عمػػى التسػاقط حلػػؾ ألف إعمػاؿ الػػدليميف أولػى مػػف
ػلحا أمكػف الجمػ كػاف حلػؾ عمػالً بالػدليميف إهماؿ أحدهما وترؾ اآل ػر وهػحا يتح ػؽ بػالجم
معاً .
ػر مػػف تركهمػػا مع ػاً وحلػػؾ
واحا تعػػحر حلػػؾ كػػاف إعمػػاؿ أحػػد الػػدليميف وتػػرؾ اآل ػػر يػ اً
إنمػػا يكػػوف بػػالترجيح .وه ػػو أولػػى مػػف النسػػخ وم ػػدـ عمي ػ لمػػا ػػو النس ػػخ مػػف إلغػػاء ألح ػػد
الدليميف بالكمية .
نشاط
اكتػػي صػػفحة واحػػدة يهػػا م ارنػػة بػػيف مػػحهي الحنفيػػة والجمهػػور ػػو د ػ
التعارض بيف األدلة وناقش حلؾ م زمالئؾ.
.3الترجيح
1.3تعريف الترجيح لغةً واصطالحاً
الترجيح ل:ة :
رجػػح ،ويطمػػؽ مجػػا ًاز عمػػى اعت ػػاد الرجحػػاف هػػو ت ميػػي الشػػوء عمػػى غي ػرد
مصػػدر ّ
ومن رجح الميزاف إحا مالن إحدى كفتي بالموزوف.
الترجيح اصطالحاً
هو اقتراف األمارة بما ت وى ب عف معارضها .
الشرح :يظهر مف الؿ هحا التعريؼ أف الترجيح هػو أف ي تػرف بأحػد الػدليميف المتعارضػيف
زيادة أو مزية أو ضؿ أو قوة تجعم ي وى عمى الدليؿ اآل ر الحي يعارض .
421
وقػد مػػرن معنػػا نمػػاح لمتػرجيح كترجيحنػػا روايػػة ميمونػػة ػو شػػأف زوا النبػػو صػػمى
اهلل عمي وسمـ منها عمى رواية ابف عباس لما و حدي ها مػف مزيػة وقػوة هػو كونهػا صػاحبة
الواقعة .وستأتو أم مة أ رى ح ة بمشيئة اهلل تعالى .
6.3أقسام الترجيح
يمكػ ػػف صػ ػػم عػ ػػف التع ػ ػػارض ألف التػ ػػرجيح إنمػ ػػا يكػ ػػوف بػ ػػيف ال ػ ػػدليميف التػ ػػرجيح
المتعارضيف ولحلؾ لف التػرجيح قػد يكػوف بػيف من ػوليف وقػد يكػوف بػيف مع ػوليف ،وقػد يكػوف
بيف من وؿ ومع وؿ هحد هو أقساـ الترجيح التو هو أقساـ التعارض أيضاً .
القسم األول :الترجيح بين المنقولين :
وس ِّػمين من ولػة ألنهػا ن مػن عػف صػاحي
السػنة ُ
والم صود بالمن وؿ نصوص ال رف و ُ
عف الع ؿ . الشرع وت ح عن
وعمي لحا تعارض من و ف كيؼ يرجح بينهما ؟
حصر عمماء األصوؿ أقساـ الترجيح بيف من وليف و اآلتو
424
وصورت إحا تعارض حدي اف أحدهما روات أك ر مف اآل ر قدـ الحي روات أك ر .
عبػد اهلل بػػف عمػر عػػف أبيػ رضػػو اهلل عنهمػا) قػػاؿ أريػن النبػػو صػػمى اهلل م البو :حػػدي
عمي ػ وسػػمـ إحا ا تػػتح الصػػالة ر ػ يدي ػ حتػػى يحػػاحي منكبي ػ ،واحا أراد أف يرك ػ ،وبعػػدها
ير رأس مف الركوع ،و ير بيف السجدتيف.
الب ػراء ب ػػف عػػازي قػػاؿ أريػػن النبػػو صػػمى اهلل عميػ ػ عارض ػ حػػدي هػػحا الحػػدي
ػـ يزيػد بػف أبػو زيػاد وزاد يػ بهػحا الحػدي وسمـ إحا ا تتح الصالة ير يدي .وقػد حػد
يعود.
أف األوؿ أ اد أف الر يكوف عنػد تكبيػرة اإلحػراـ وعنػد الركػوع والحدي اف متعارضاف حي
والر مف الركوع بينما اآل ر ي صر ر اليديف عمى تكبيرة اإلحراـ ط .
األوؿ عمػى ال ػانو لك ػرة روائػ مػف مف األئمة الحػدي وقد رجح الشا عو ومف وا
بمغ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن رواتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنهـ ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاً وأربع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيف الص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػحابة حيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ
صحابياً.
421
تدري ()6
ك ي ػ ػرة م تمفػػػة ػ ػػو الكيفيػػػة ومكانهػػػا .كيػػػؼ ورد ػػو ر ػ ػ اليػػػديف أحادي ػ ػ
يمكنؾ الترجيح بيف هحد األحادي ؟
422
ال اً :الترجيح بواسطة المدلول (الحكم) :
وصػػورة ه ػػحا النػػوع إحا تع ػػارض ب ػراف أح ػػدهما ي بػػن الحظ ػػر ،واآل ػػر اإلباح ػػة أو
أحػدهما ي بػن الحظػر ،واآل ػر ي بػن الوجػوي ...الػخ ،ولػ عػدة ػروع وأم مػة نػحكر نمػاح
منها
.1إحا تعػػارض ب ػراف أحػػدهما م بػػن لإلباحػػة ،واآل ػػر لمتح ػريـ ،هنػػا ا تمػػؼ العممػػاء ػػو
أيهمػػا أرجػػح التح ػريـ أـ اإلباحػػة ،وقػػد رأى جمهػػورهـ تػػرجيح ال بػػر الػػداؿ عمػػى التح ػريـ
عمى الداؿ عمى اإلباحة .
لبك مبن م الو :قول صمى اهلل عميػ وسػمـ ػو شػأف ا سػتمتاع بالحػائض حػاؿ الحػيض
الس ػ ػػرة ،
الحببببببائض مببببببا فببببببوق اإل زار ) .ه ػ ػػحا الح ػ ػػدي يب ػ ػػيح لمرج ػ ػػؿ ا س ػ ػػتماع م ػ ػػا ػ ػػوؽ ُ
ر هحا نص " اصنعوا كل شيء سوى النكاح " إ أف هحا الحدي معارض بحدي
السػػرة والركبػػة عمػػى الح ػدي
األوؿ والػػحي يحػػرـ مػػا بػػيف ُ ػػد رجػػح الجمهػػور الحػػدي
ال انو الحي يبيح حلؾ .
.4إحا تعػػارض ب ػراف أح ػػدهما م بػػن ،واآل ػػر ن ػ ٍ
ػاؼ هنػػا ا تمػػؼ العمم ػػاء عمػػى م ػػحاهي
مػنهـ مػػف حهػػي إلػػى ت ػػديـ الم بػػن عمػػى النػػا و ،وهػػو مػػحهي جمهػػور العممػػاء ،ومػػنهـ
مػف قػدـ النفػو عمػى اإل بػان ،ومػنهـ مػف حهػي إلػى أنهػا سػواء و يػرجح أحػدهما عمػػى
اآل ر إ لمرجح.
ابػػف عمػػر رضػػو اهلل عنهمػػا) ػػو شػػأف صػػالة النبػػو صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ م الببو :حػػدي
روي عن ػ أف رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ صػػمى ػػو الكعبػػة وبين ػ دا ػػؿ الكعبػػة حي ػ
وبيف الجدار ال ة أحرع .
سػػألن بػػال ً بػػف ربػػاح أيػػف صػػمى رسػػوؿ اهلل و ػػو روايػػة ل ػ قػػاؿ رضػػو اهلل عن ػ
صمى اهلل عمي وسمـ حيف د ؿ الكعبة ؟ قاؿ بيف الساريتيف.
أف رسػػوؿ اهلل ابػػف عبػػاس رضػػو اهلل عنهمػػا) و ي ػ عارض ػ حػػدي هػػحا الحػػدي
صمى اهلل عمي وسمـ د ؿ الكعبة وكاف يدعو ويستغفر ،ولـ يرك ولـ يسجد.
423
ابػف عبػاس ، ابف عمر عمى حػدي مف قاؿ بت ديـ الم بن عمى النا و رجح حدي
ابف عباس . ومف قاؿ بت ديـ النا و عمى الم بن رجح حدي
أسئمة تقويم ذاتي
األوؿ ألف ظاهر ال رف ي يدد ومف حلؾ قول تعالى وقد رجح العمماء الحدي
( سورة آل عمران ،ادية ، )3 ،وقول تعالى
. الحدي .4إحا تعارض براف ووا ؽ أحدهما حدي اً قُ ِّدـ الحي وا
424
قول صمى اهلل عمي وسمـ " ال نكاح إال بولي" . م ال
لببيس لمببولي ػػر هػػو قول ػ صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ عارض ػ حػػدي هػػحا الحػػدي
مع ال ِّي أمر ).
األوؿ يفيػػد عػػدـ صػػحة النكػػاح مطم ػًا إحا وق ػ بغيػػر ولػػو ػػلف ال ػػانو بينمػػا الحػػدي
يفيد بظاهرد أف ال يِّي يصح نكاحها مف غير ولو .
ػػر هػػو قول ػ إ أف جمهػػور العممػػاء رجػػح الحػػدي األوؿ لموا ت ػ لظ ػاهر حػػدي
ِ ِ ِ بر ٍَة ُن ِك َحب ْ
كاح َيببا ْن َولِ ّي َيببا ،فَن ُ
كاح َيببا َباط ب ٌل ،فَن ُ بت ِب َْ :يب ِبر إذ ِ امب َأ
ّأي َمببا ْ صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ
اط ٌل ،فَ ِنكاحيا ب ِ
اط ٌل ) . ب ِ
َُ َ َ
]1إحا تعارض حدي اف ووا ؽ أحدهما ال ياس الحي يوا ال ياس قُ ِّدـ عمى الحي لـ يوا .
ليس عمى المسمم صدقة في عبده وال فرسو ) . م الو :قول صمى اهلل عمي وسمـ
ه ػػحا الح ػػدي عارضػ ػ ح ػػدي أب ػػو هريػ ػرة الطوي ػػؿ إف رس ػػوؿ اهلل ص ػػمى اهلل عميػ ػ
َجٌر َ ،ولِ َر ُج ٌل ِستٌْر ِ ،و َعمِى َر ُج ٍل ِو ْزٌر ).
ا ْل َخ ْي ُل َالَ َ ٌة :فَ ِي َي لِ َر ُج ٍل أ ْ وسمـ قاؿ
وجػػاء يػ أف الرجػػؿ الػػحي هػػو لػ سػػتر رجػػؿ ربطهػػا تغنيػاً وتعففػاً ولػػـ يػػنس حػػؽ اهلل
و طهورها .
األوؿ ينفػو الزكػاة ػو ال يػؿ وقاؿ حؽ اهلل و طهورها هػو الزكػاة ،صػار الحػدي
دوف الحكور . مطم اً ،واآل ر يوجبها ،وقد قاؿ مف أوجبها بوجوبها و اإلنا
تجػػي األوؿ ألف ال يػػاس يوا ػ وحلػػؾ ألف مػػا وقػػد رجػػح جمهػػور العممػػاء الحػػدي
تجي و إنا . الزكاة و حكورد
وعمػ ػ ػ ػػى الجممػ ػ ػ ػػة كػ ػ ػ ػػؿ دليمػ ػ ػ ػػيف متعارضػ ػ ػ ػػيف أيػ ػ ػ ػػد أحػ ػ ػ ػػدهما مػ ػ ػ ػػرجح ػ ػ ػ ػػارجو قػ ػ ػ ػػدـ
م ػػا أي ػػدد الم ػػرجح ال ػػارجو عم ػػى غيػ ػرد سػ ػواء أك ػػاف قرنػ ػًا أـ ُس ػػنة أـ قياسػ ػًا أـ عم ػػؿ ال مف ػػاء
الراشديف أـ عمؿ أهؿ المدينة ...الخ.
425
تدري ()2
" نكاح إ بولو" احكر ما تعر عف العمؿ بهحا الحدي .1حدي
الحي عارض ؟ وما هو الحدي
.4هؿ تجي و ال يؿ زكاة؟ إف كانن اإلجابة بنعـ احكر الدليؿ واف
كانن بال احكر الدليؿ كحلؾ .وما هو ال وؿ الراجح؟
426
ِ
العمَّة . .1الترجيح بحس
الدليل الدال عميو الوصف لمحكم . .6الترجيح بحس
دليل حكم األصل . .3الترجيح بحس
كيفية الحكم . .1الترجيح بحس
وسببنذكر نموذجبباً واحبببداً عمببى األقبببل لكببل واحبببد مببن ىبببذه
األنواع :
ِ
العمَّة : .1الترجيح بحس
بعمة بسيطة عمى المعمؿ ب ِعمة مركبة . ت ديـ ال ياس المعمؿ ِ
م الو :قوؿ الشا عو و محهب الجديد إف ِعمة الربػا ػو البػر والشػعير والتمػر والممػح هػو
الطعػػـ ،والطعػػـ ِعمػػة بسػػيطة ،ولػػحلؾ رجػػح هػػحا ال ػرأي عمػػى مػػا حهػػي إلي ػ رحم ػ اهلل) ػػو
العمػػة هػػو الطعػػـ والت ػػدير ألف ِ
العمػػة هنػػا مركبػػة مػف الطعػػـ والت ػػدير محهبػ ال ػػديـ حيػ قػػاؿ ِ
معاً.
427
إحا تعػارض قياسػػاف أحػدهما دليػػؿ حكػػـ أصػم أقػػوى مػف دليػػؿ حكػػـ اآل ػر قػػدـ مػا كػػاف دليػػؿ
حكم أقوى م الً إحا كاف دليؿ حكـ األصؿ ػو أحػدهما بػن بػالنص واآل ػر بػن بالظػاهر
قدـ الحي بن بالنص عمى الحي بن بالظاهر ،وهكحا .
وم مبببو أيضببباً :مػػا ل ػػو كػػاف دلي ػػؿ حكػػـ األص ػػؿ ػػو أح ػػدهما ابت ػًا باإلجم ػػاع ،و ػػو اآل ػػر
بالنص غير ال طعو لن ي ِّدـ اإلجماع ل طعيت ،وهحا محهي جمهور العمماء.
كيفية حكم األصل : .1الترجيح بحس
هػحا النػػوع يجػػري مػا جػػرى عمػػى التػػرجيح بواسػطة الحكػػـ ػػو موضػوع التعػػارض بػػيف من ػػوليف
قمنا هناؾ إحا تعػارض نصػاف أحػدهما ي يػد الحظػر واآل ػر اإلباحػة قػدـ الحظػر عمػى حي
ا إلباحة ،وكحلؾ ما قمناد و ت ديـ الم بن لمتحريـ عمى الم بن لموجوي ،وهكحا .
القسم ال الث :الترجيح بين منقول ومعقول :
إحا تعػػارض دلػػيالف ػػو مسػػألة واحػػدة وأح ػػدهما نػػص واآل ػػر قي ػػاس لمعممػػاء أقػ ػواؿ
ك يرة و أيهما أولى بالت ديـ .
تعػػارض بػيف األقيسػػة والنصػػوص إحا كػػاف إ أنػ ممػػا ينبغػػو التنبيػ إليػ هنػػا أنػ
الػػنص اص ػًا ،وانمػػا ي ػ التعػػارض بينهمػػا ػػو حالػػة مػػا إحا كػػاف الػػنص عام ػًا أو كػػاف مػػف
قبيؿ اآلحاد .
ت صػػيص ولمعممػاء ػػو هػػحا الموضػوع ػػالؼ كبيػػر حكرنػاد بشػػوء مػػف التفصػيؿ ػػو مبحػ
رجحنػػا هنػػاؾ مػػحهي الجمهػػور اآلحػػاد وال ي ػاس حي ػ السػػنة المت ػواترة بأحادي ػ
عػػاـ ال ػػرف و ُ
السػػنة المت ػواترة بال يػػاس عمػػى مػػحهي الحنفيػػة الػػحيف
الػػحي يػػرى ج ػواز ت صػػيص عػػاـ ال ػػرف و ُ
يروف الؼ حلؾ .
432
الخالصة
عزيزي الدارس ،بعد أف رغنا مف دراسة هحد الوحدة ن مص إلى ما يأتو
ر متأ ر عن . النسخ هو ر الحكـ الشرعو بحكـ شرعو
والحكمة مف النسخ رحمة اهلل بالعباد والتدر و األحكاـ.
ولمنسخ أنواع منها ما هو صريح وغير صريح ومنها ما هو إلى بػدؿ ومنهػا مػا لػيس لبػدؿ
وغير حلؾ.
ولمنسػػخ ػػو ال ػػرف الك ػريـ أن ػواع منهػػا نسػػخ الػػتالوة والحكػػـ ومنهػػا نسػػخ الػػتالوة م ػ ب ػػاء
الحكـ ...الخ.
هنػػاؾ ػػالؼ بػػيف العممػػاء ػػو وقػػوع النسػػخ ػػو ال ػػرف بالسػػنة المت ػواترة وسػػنة اآلحػػاد م ػ
اتفاؽ أك رهـ عمى وجود ال رف بال رف.
التع ػػارض ه ػػو الت اب ػػؿ ب ػػيف دليم ػػيف أو حجت ػػيف عم ػػى وجػ ػ يمنػػ ك ػػؿ واح ػػد منه ػػا م تض ػػى
األ رى.
هناؾ أم مة ك يرة ظاهرها التعارض و ال رف والسػنة م ػؿ عػدة الو ػاة وردن مػرة أنهػا سػنة
كاممة مرة أربعة أشهر وعشر كما ورد و ال رف.
ػػو زوا ميمونػػة قػد سػػمؾ العممػػاء ػػو التعػػارض مسػػالؾ م تمفػػة منهػػا التػػرجيح كمػػا حػػد
بنن الحار هؿ تـ و الحؿ أو اإلحراـ.
ويرجػ التػرجيح إلػى عػدة طػرؽ منهػا ك ػرة الػرواة معر ػة مػف هػو أقػري لمروايػة وزمػػف ورود
النص.
431
لمحة مسبقة عن الوحدة التالية
ػو هػحد الوحػدة التاليػػة واأل يػرة مػف م ػػرر "أصػوؿ الف ػ "4تتنػػاوؿ الوحػدة ا جتهػاد تعريفػ
وشػػروط ومراتب ػ والحكػػـ التكميفػػو لالجتهػػاد واإلصػػابة وال طػػأ ػػو ا جتهػػاد وهػػؿ ا جتهػػاد
ػػر م م ػ ػػـ تتعػػرض الوحػػدة لالجتهػػاد الجمػػاعو م ػػؿ المجػػام الف هيػػة ػػو يػػن ض باجتهػػاد
بعض الدوؿ اإلسالمية.
وتتناوؿ الوحدة كحلؾ الت ميد تعريف وحكم ومحم وهؿ يجوز الت ميد ػو كػؿ أحكػاـ اإلسػالـ
ستجد كؿ هحد المسائؿ و الوحدة لكو تعينؾ عمى هـ م رر أصوؿ الف .
434
إجابات التدريبات
تدري ()1
" .1وصية لوار " دليؿ عمػى نسػخ الوصػية لموالػديف التػو جػاءن ػو قولػ تعػالى كتػي
عمػػيكـ إحا حضػػر أحػػدكـ المػػون أف يتػػرؾ ي ػ ًار الوصػػية لموالػػديف واألق ػربيف بػػالمعروؼ ح ػًا
ػػو س ػػورة عمػػى المت ػػيف) .بع ػػد أف أعطػػى اهلل الوال ػػديف نصػػيبهـ مػػف الم ػػاؿ بآيػػان المواريػ ػ
النساء.
والحكمة مف النسخ جمي المصمحة والتدر و تطبيؽ األحكاـ الشرعية.
تدري ()6
النسخ الكمو هو أف ينسخ الشارع حكمػًا شػرع نسػ ًا كميػًا م ػؿ نسػخ عػدة الو ػاة مػف
الحوؿ إلى أربعة أشهر وعشر ،والنسخ الجزئو وهو أف يشرع حكمػًا عامػًا وينسػخ هػحا الحكػـ
و حؽ بعض المكمفيف.
م اؿ رمو المحصنة عاـ ولكف و حؽ الزو بد ً مف الجمد جاء الشارع بحكـ المالعنة.
تدري ()3
نسػػخ ال ػػرف بالسػػنة المت ػواترة جػػائز ووق ػ ك ي ػ اًر ولكػػف نسػػخ ال ػػرف بسػػنة اآلحػػاد نػػدر
وقوع .
وك يػر مػف العممػاء أنكػر وقوعػ وقػاؿ ال ار ػو جػػائز ع ػالً غيػر واقػ سػمعاً وم ػاؿ حلػؾ نهػػى
رسوؿ اهلل صمى اهلل عمي وسمـ نهى عف أكؿ كػؿ حي نػاي مػف السػباع وكػؿ حي م مػي مػف
ػو محرمػاً والجمػ بػػيف
الطيػر وهػػو حػػدي حػػاد نسػػخ قولػ تعػػالى قػػؿ أجػػد يمػػا أوحػػو إلػ ّ
المرأة وعمتها و التها نسخ مف قول تعالى وأحؿ لكـ ما وراء حلكـ).
تدري ()1
إف النهو الحي ورد و حلؾ كاف عف قضا الحاجػة مػ ال ػالء عػدـ وجػود حػائط أو
بنػػاء و عػػؿ رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ كػػاف عنػػد وجػػود جػػدار أو عمػػى أف الفعػػؿ كػػاف
لضرورة.
431
تدري ()6
األوؿ بف عمر و ر اليديف عنػد تكبيػرة اإلحػراـ ورجػح األئمػة الحػدي ورد حدي
أو ً لصحة سندد وك رة روات مف الصحابة وه ء اسػتحالة أف يكػحبوا بػؿ يػدؿ عمػى أف أك ػر
ال ػانو هػػو أف صػح يػػدؿ عمػى عػػؿ أ عػاؿ رسػوؿ اهلل ص) ػػو الصػالة كػػحلؾ ،أمػا الحػػدي
الرسوؿ ص) ل مرة واحدة أو ا نيف ليدؿ عمى أف الر ليس رضاً.
تدري ()2
" نكػاح إ بػولو" يػ د لػة عمػى أف الػولو ركػف ػو ع ػد النكػاح وهػو مػا حهػي .1حدي
الػحي عارضػ هػو إلي الجمهور و الفهـ الحنفية مػـ يجعمػوا الػولو ركنػاً ػو النكػاح والحػدي
ػػر م يػػد لمػػا لػػيس لمػػولو عمػػى ال يػػي أمػػر) وقػػد رجػػح الجمهػػور مػػحهبهـ بحػػدي حػػدي
حهبػ ػوا إليػ ػ وه ػػو قولػ ػ ص ػػمى اهلل عميػ ػ وس ػػمـ أيم ػػا امػ ػرأة نكح ػػن بغي ػػر أحف وليه ػػا نكاحه ػػا
باطؿ).
ال يػػؿ ال ػػة هػػو لرجػػؿ أجػػر ولرجػػؿ سػػتر .4هنػػاؾ مػػف ي ػػوؿ أف ػػو ال يػػؿ زكػػاة لحػػدي
وعمى رجؿ وزر.
"ليس عمى المسمـ صدقة و عبدد و رس ". ومف من استدؿ بحدي
والراجح ال وؿ ال انو ألن يوا ؽ ال ياس هو لسن مف األنعاـ التو يها زكاة.
432
مسرد المصطلحات
النسخ:
ٍ
طاي مت ار ٍ عن . هو ر الحكـ ال ابن ب طاي مت دـ ب
جم المصمحة:
هو تحصيؿ المصمحة لممكمؼ.
درء المفسدة:
المفسدة عف المكمؼ. هو حبس أو د
القياس
إلحاؽ مسألة لـ يرد يها نص بمسألة ورد يها نص.
التعارض
ت ابؿ الحجتيف المتساويتيف عمى وج يوجي كؿ واحد منها ضد ما توجب األ رى.
الترجيح:
هو اقتراف اإلمارة بما ت وى ب عف معارضها.
433
المصادر والمراجع
أوالً :المصادر
القرآن الكريم.
ثانياً :المراجع الفقهية
.1ابػػف الحاجػػي ،جمػػاؿ الػػديف ،مختصبببر ببببن الحاجببب مطببببوع مبببع شبببرحو لمعضبببد ،دار
الكتي العممية ،بيرون 1761ـ.
.4األسنوي ،عبد الرحيـ ،الحسػف ،نياية السبول شبرح المنيباج لمبيضباوي ،مطبعػة محمػد
عمو صبيح وأو دد ،مصر
.1اآلمدي ،عمو ،بف أبو عمػو ،األحكام في أصول اإلحكبام ،دار الكتػي العمميػة ،بيػرون
لبناف1762 ،ـ.
.2حسي اهلل ،عمو ،أصول التشريع اإلسالمي ،دار المعر ة ،ال اهرة.
.3الػ ػرازي ،محم ػػد ،ب ػػف اب ػػو بك ػػر ،مختبببار الصبببحاح ،دار مكتب ػػة اله ػػالؿ ،بي ػػرون ط،11
1761ـ.
.4السػبكو ،ت ػػو الػػديف ،تػػا الػػديف ،اإلبيبباج شببرح المنيبباج ،دار الكتػػي العمميػػة ،بيػػرون
ط1762 ،1ـ.
.5الشا عو ،إدريس ،محمد ،الرسالة ،تحقيق أحمد شاكر ،ال اهرة.
.6الشربيني ،الخطي ،مفتػو المحتػا إلػى معر ػة معػانو ألفػاظ المنهػا ،مصػطفى البػابو
الحمبو وأو دد ،مصر 1735ـ.
الفيػػػروز بػ ػػادي ،محػ ػػو الػ ػػديف ،يع ػ ػػوي ،محمػ ػػد ،القبببباموس المحببببيط ،دار الجيػ ػػؿ، .7
بيرون لبناف.
.12ال ار و ،أحمد ،بف إدريس ،الفروق ،دار إحياء الكتي العربية1122 ،هػ.
.11النيسػػػابوري ،مسػػػمـ ،بػػػف الحجػػػا ،صببببحيح مسببببمم مببببع شببببرح النببببووي ،المطبعػػػة
المصرية ومكتبها ،بدوف تاريخ نشر.
434
الوحدة السادسة
االجتهاد والتقليد
محتويات الوحدة
الصفحة الموضوع
062 مقدمة
862 تمهيد
862 أهداؼ الوحدة
868 .1االجتياد والتقميد
868 2.2تعريؼ االجتهاد في المغة واالصطالح
862 8.2أركاف االجتهاد
862 2.2شروط االجتهاد
865 2.2مراتب المجتهديف
866 5.2مشروعية االجتهاد
868 .0الحكم التكميفي لالجتياد
868 2.8أحكاـ االجتهاد
869 8.8تاريخ االجتهاد
872 2.8تجزؤ االجتهاد
872 2.8اإلصابة والخطأ في االجتهاد
875 5.8نقض االجتهاد باالجتهاد
876 6.8االجتهاد الجماعي في هذا العصر
877 .3التقميد
877 2.2التقميد في المغة واالصطالح
878 8.2محؿ التقميد
882 الخالصة
882 إجابات التدريبات
858
888 مسرد المصطمحات
882 المصادر والمراجع
859
مقدمة
تمهيد
عزيزي الدارس،
مرحبػػا بػػؾ فػػي الوحػػدة الوادوػػة واأخي ػرة مػػف "مقػػرر أصػػوؿ ال(ق ػ ،")8وهػػذا الوحػػدة
تتناوؿ ثالثة محاور أواوية هي:
االجتهاد وشروط ومراتب .
الحكـ التكمي(ي لالجتهاد واإلصابة والخطأ في االجتهاد.
التقميد تعري( وحكم ومحم .
وو ػػتتعرؼ م ػػف خ ػػالؿ ه ػػذا الوح ػػدة عم ػػل ش ػػروط االجته ػػاد وك ػػذلؾ االجته ػػاد الجم ػػاعي
المتمثؿ في المجامع ال(قهية ومجالس العمماء ومؤتمراتهـ.
وكذلؾ حكـ التقميد وهؿ يجوز التقميد في كؿ أقواـ الديف.
وفػػي هػػذا الوحػػدة وػػتجد تػػدريبات وأوػػتمة تقػػويـ ذاتػػي لكػػي توػػاعدؾ عمػػل فهػػـ الوحػػدة،
نرجو أف تقوـ بحمها وأف تعذر ذلؾ نرجو أف توتعيف بمشرفؾ اأكاديمي.
وكذلؾ نرجو أف تقؼ عمل بعض هذا المصادر والمراجع حتل تعـ ال(اتدة المرجػوة مػف هػذا
المقرر.
نتمنل لؾ التوفيؽ والوداد.
862
أهداف الوحدة
عزيزي الدارس ،بعد فراغك من دراسة ىذه الوحدة يجب نن تكبون
قادراً عمى نن:
تشرح معنل االجتهاد في المغة واالصطالح.
بين أركاف وشروط االجتهاد.
تُ ِّ
تُدلل عمل فاتدة االجتهاد الجماعي.
تُوضِّح التقميد ومحم .
862
.1االجتهاد والتقليد
1.1تعريف االجتهاد في اللغة واالصطالح
االجتياد لغة:
والج ْه ِد ب(تح الجيـ وضمها . الج ْه ِد
مأخوذ مف َ
والووع. وهو :بذؿ الطاقة
االجتياد اصطالحاً:
ال يخػػرج االجتهػػاد فػػي االصػػطالح عػػف المعنػػل الػػذا ذهػػب إليػ عممػػاء المغػػة إال فػػي تحديػػد
بذؿ الجهػد أو الطاقػة بكونػ فػي معرفػة اأحكػاـ الشػرعية ،ولهػذا جػاءت ج عػؿ تعري(ػاتهـ م(يػدة
لهذا المعنل ،ومف ذلؾ:
عرفو الشيرازي بقولو" :اوت(راغ الووع وبذؿ المجهود في طمب الحكـ الشرعي" .
َّ .2
وعرفو اآلمدي بقولو" :اوت(راغ الووع في طمب الظف بشيء مف اأحكػاـ الشػرعية عمػل
َّ .8
وج يحس مف الن(س العجز عف المزيد في " .
عرفو البيضاوي بقولو" :اوت(راغ الجهد في درؾ اأحكاـ الشرعية".
َّ .2
الشرح:
يالح ػػظ أف التعري( ػػات الثالث ػػة عرف ػػت االجته ػػاد بأنػ ػ :او ػػت(راغ الوو ػػع ،ومعن ػػاا ب ػػذؿ أقص ػػل
الطاقة لموصوؿ لمحكـ الشرعي .
ويالحظ أف التعريؼ اأوؿ والثالث قيدا اوت(راغ الووػع فػي طمػب اأحكػاـ الشػرعية مػف يػر
إشارة إلل كوف ذلؾ عمل وبيؿ القطع أو الظف .
بينمػػا التعريػؼ الثػػاني قيػػد ذلػػؾ بكونػ عمػػل وػػبيؿ الظػػف وهػػذا معنػػاا أف الحكػػـ الػػذا
يتوصؿ إلي عف طريؽ االجتهاد حكـ ظني ال قطعي ،وهذا التقييد قدر مشػترؾ ومت(ػؽ عميػ
عند الجميع .
ويالحػػظ عمػػل التعريػػؼ الثػػاني أن ػ أكػػد اوػػت(راغ الووػػع بأن ػ ال بػػد في ػ مػػف الوصػػوؿ
إلل حالة ي ِح عس فيها المجتهد بأن يعجز تماما عف اإلتياف بمزيد اجتهاد وبذؿ طاقة .
868
0.1أركان االجتهاد
نركان االجتياد
862
نسئمة تقويم ذاتي
3.1شروط االجتهاد
مر معنػا عنػد ذكرنػا أركػاف االجتهػاد أنػ يشػترط فػي الموػألة التػي يريػد المجتهػد أف
يوجػػد لهػػا حكمػػا يشػػترط فػػي النظػػر فيهػػا أف يكػػوف دليمهػػا ظنيػػا فػػال يصػػح االجتهػػاد فيمػػا كػػاف
دليم قطعيا ،والذا يهمنا مػف شػروط هػي الشػروط التػي يجػب توفرهػا فػي المجتهػد وأهػـ هػذا
الشروط يمكف تمخيصها فيما يمي:
.1البمبو :فيشػترط فػي المجتهػد أف يكػوف بالغػا عػاقال ،وانمػا كػاف هػذا الشػرط ضػػروريا أف
ير البالغ العاقػؿ ال يوػتقؿ بػالنظر فػي مصػالح الخاصػة بػ ،فمػف بػاب أولػل ال يكػوف
أهال لمنظر في مصالح الخمؽ.
.0العمبببم ببببالقررن الكبببريم وال يشػػترط معرفتػ ػ لجمي ػػع الكتػػاب ،ب ػػؿ م ػػا يتعمػػؽ منػ ػ باإلحك ػػاـ
الشرعية ،وقد عدها العمماء بأنها خموماتة آية .
بالس َّنة وال يشترط فيها ح(ظ جميع الونف ،بؿ يك(ي العمـ بأحاديث اأحكاـ .
.3العمم ُ
.4العمم بمواقع اإلجماع حتل ال يجتهد في موألة انعقد عميها اإلجماع .
.5العمببم بالقيبباس أن ػ مػػف دوف معرفت ػ ومعرفػػة ش ػراتط ف ن ػ ال يوػػتطيع معرفػػة اأحكػػاـ
الشرعية وخاصة فيما ال نص في .
.6العمببم بالمغببة العربيببة نح بواً وصببرفاً وبالغببة ونحػػو ذلػػؾ أف مػػف ال يكػػوف عالمػػا بالمغػػة
العربيػ ػ ػ ػػة ال ي(هػ ػ ػ ػػـ كتػ ػ ػ ػػاب ا عػ ػ ػ ػػز وجػ ػ ػ ػػؿ ،وال وػ ػ ػ ػػنة نبي ػ ػ ػ ػ صػ ػ ػ ػػمل ا عمي ػ ػ ػ ػ ووػ ػ ػ ػػمـ،
862
وال يشترط أف يكوف في عمم بها كويبوي والخميػؿ ونحوهمػا ،بػؿ بالقػدر الػذا يعػرؼ بػ
أواليب العرب ومدلوالت أل(اظهـ ...الخ.
4.1مراتب المجتهدين
.1المجتيد المطمق المستقل :وهو الذا ال يمتػزـ فػي اجتهاداتػ بتقميػد إمػاـ معػيف بػؿ يبػذؿ
وو ػ ػ ػ ػ ػ ػػع ف ػ ػ ػ ػ ػ ػػي او ػ ػ ػ ػ ػ ػػتنباط اأحك ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ الش ػ ػ ػ ػ ػ ػػرعية واف ػ ػ ػ ػ ػ ػػؽ يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرا م ػ ػ ػ ػ ػ ػػف المجته ػ ػ ػ ػ ػ ػػديف
أـ خ ػ ػ ػ ػػال(هـ حي ػ ػ ػ ػػث إنػ ػ ػ ػ ػ يمت ػ ػ ػ ػػزـ بأص ػ ػ ػ ػػول وقواع ػ ػ ػ ػػدا الخاص ػ ػ ػ ػػة بػ ػ ػ ػ ػ الت ػ ػ ػ ػػي وض ػ ػ ػ ػػعها
لن(و .
.0المجتيد المطمق غير المستقل وهو المنتوب لمذهب معيف ويبني اجتهػادا عمػل أصػوؿ
إمػػاـ مذهب ػ دوف أف يبتكػػر لن(و ػ قواعػػد اجتهاديػػة ،كػػأبي يووػػؼ ،ومحمػػد بػػف الحوػػف
الشيباني في المذهب الحن(ي ،والمزني ،والزع( ارنػي ،فػي المػذهب الشػافعي ،وكصػالح بػف
أحمد بف حنبؿ وأبي بكر الخالؿ في مذهب الحنابمة .
865
.3المجتيببد المقيببد بمببذى معببيَّن :ويوػػمل بمجتهػػد التخ ػري ،وهػػذا فػػي حػػؽ الػػذا عػػرؼ
قواعػػد اجتهػػاد مػػذهب إمام ػ فالتزمهػػا وصػػار يخػػرج اأق ػواؿ وال(تػػاو عميهػػا .كاإلمػػاميف
الكرخػي والطحػػاوا فػػي المػذهب الحن(ػػي واأبهػػرا ،وابػف أبػػي زيػػد القيروانػي فػػي المػػذهب
المالكي ،والمروزا ،وأبي إوػحاؽ الشػيرازا فػي المػذهب الشػافعي ،والخرقػي ،وابػف عقيػؿ
في المذهب الحنبمي .
.4مجتيد الترجيح والتنقيح وهػو الػذا يح(ػظ فتػاو وموػاتؿ المػذهب الػذا ينتمػي إليػ مػع
التػػرجيح بػػيف اأق ػواؿ فػػي المػػذهب كالقػػدورا والكاوػػاني عنػػد الحن(يػػة ،وابػػف رشػػد الجػػد،
والم ػػازرا م ػػف المالكي ػػة ،والغ ازل ػػي ،والن ػػووا عن ػػد الش ػػافعية ،واب ػػف قدام ػػة المقدو ػػي م ػػف
الحنابمة .
.5مجتيبببد الفتيبببا نو الفقيبببو الحببباف وه ػػو ال ػػذا يق ػػوـ بح( ػػظ أقػ ػواؿ الم ػػذهب ونقمه ػػا وفه ػػـ
الواضػػحات والمشػػكالت منهػػا ،ثػػـ ي(تػػي النػػاس بػػالراجح أو المشػػهور مػػف المػػذهب كػػابف
الحاج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب وخمي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ عن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد المالكي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ،والنو ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػ(ي عنػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد
الحن(ية.
تدري ()1
هؿ يمكف أف يوجد في زماننا هػذا مجتهػد مطمػؽ؟ إف كانػت اإلجابػة بػالن(ي
وضح اأوباب ،واف كانت باإلثبات ِّ
وضح اأوباب أيضا . ِّ
5.1مشروعية االجتهاد
االجتهػػػاد مشػػػروع ول ػ ػوالا لكانػػػت اأحكػ ػػاـ الشػػػرعية قاص ػ ػرة عػ ػػف معالجػػػة الح ػ ػوادث
والطػوارئ والموػػتجدات ذلػػؾ أف اأدلػة الػواردة فػػي القػرآف والوػػنة مهمػػا كثػرت وتعػػددت فهػػي
مح ػػدودة ومتناهي ػػة بينم ػػا اأح ػػداث والوق ػػاتع والمو ػػتجدات مو ػػتمرة و ي ػػر متناهي ػػة ف ػػال يمك ػػف
معالجة ما ال يتنػاهل مػف الحػوادث والموػتجدات بمػا يتنػاهل مػف أدلػة ونصػوص فكػاف ال بػد
مف دليؿ وو النصوص يرجع إلي ،وهذا الدليؿ هو االجتهاد .
866
االجتياد ضرورة شرعية يدل عمى صالحية اإلسالم لكل عصر
ولقػػد دلػػت عمػػل مشػػروعية االجتهػػاد باإلضػػافة إلػػل مػػا ذكػػر أدلػػة كثي ػرة مػػف الق ػرآف
والونة:
.2أما القرآف فهناؾ نصوص كثيرة تدعو لمتدبر والت(كر واوتعماؿ العقؿ كقول تعالل :
هػػذا باإلضػػافة إلػػل أف كثي ػ ار مػػف اآليػػات القرآنيػػة ختمػػت بأل(ػػاظ وعبػػارات تشػػير أو تػػدعو
إلل الت( عكر والتدبعر واوتعماؿ العقؿ "لقوم يعقمون" "نفال يعقمون" .
كما وردت آيات تدعو إلل االجتهاد واعماؿ ال(كر والػذهف وقػد مػر معنػا كثي اػر منهػا عنػد
الكالـ عف القياس .
ػدؿ عمػػل مشػػروعية االجتهػػاد ،كمػػا فػػي حػػديث .8أمػػا الوػػنة النبويػػة فهنػػاؾ عػػدة أحاديػػث تػ ع
عمػػرو بػػف العػػاص أن ػ وػػمع روػػوؿ ا صػػمل ا عمي ػ ووػػمـ يقػػوؿ " :إ َذا ح َكببم ا ْلحب ِ
باك ُم َ َ َ
احب ٌبد " .ولعػػؿ أشػػهرها حػػديث نجببر و ِ نجب َبر ِ
بو ْ ٌ َ
َخطَبأَ فمَب ُ
ان ،وا َذا َح َكب َبم فَأ ْ بو ْ
َصببا َ َ ،فمَب ُ
اجتَ َيب َبد فَأ َ
فَ ْ
معػ ػ ػ ػ ػػاذ عنػ ػ ػ ػ ػػدما بعث ػ ػ ػ ػ ػ النبػ ػ ػ ػ ػػي صػ ػ ػ ػ ػػمل ا عمي ػ ػ ػ ػ ػ ووػ ػ ػ ػ ػػمـ إل ػ ػ ػ ػ ػل الػ ػ ػ ػ ػػيمف فقػ ػ ػ ػ ػػاؿ ل ػ ػ ػ ػ ػ :
بال فَب ْن لَب ْبم تَ ِجب ْبد ِفببي ْضببي ِب ِكتَببا ِ اهلل .قب َ بال نق ِ
ضببا ٌ ؟ قب َ بك قَ َ
ضببي إ َذا َعب َبر َ لَب َ " َك ْيب َ تَ ْق ِ
سب ّن ِة ِ
بال َفب ْن َلب ْبم تَ ِجب ْبد فببي ُ بول اهلل صببمى اهلل عميببو وسببمم قب َ سب ِ بال َف ِب ِ
سب ّنة َر ُ كتَببا ِ اهلل ؟ قب َ ُ
ِ
ببببببد ِب َنرْ ِيببببببي
َجتَ ِي ُ بببببول اهلل صببببببمى اهلل عميببببببو وسببببببمم َو َال ِفببببببي ِكتَببببببا ِ اهلل ؟ قب َ
بببببال ن ْ سب ِ َر ُ
867
بال ا ْل َح ْمب ُبد هلل الّب ِبذي َوفّب َ
بق صب ْبد َرهُ ،فَقَب َ
سببو ُل اهلل صببمى اهلل عميببو وسببمم َ
ضب َبر َر ُ
َوالَ رلببو ،فَ َ
ول اهلل ".
س َ ِ ِ س ِ
ول اهلل ل َما ُي ْرضي َر ُ ول َر ُ
س َ َر ُ
.2إجماع الصحابة "رضي ا عنهـ" حيث إنهـ كانوا يجتهػدوف ،وربمػا ات(قػوا وربمػا اختم(ػوا
فػػي الموػػألة الواحػػدة ،ومػػع ذلػػؾ مػػا كػػاف يعيػػب بعضػػهـ عمػػل بعػػض وعمػػل رأس ه ػؤالء
الخم(اء الراشدوف.
1.0أحكام االجتهاد
ولإلجابػة عمػل هػذا اأوػػتمة يمكػف القػوؿ بػأف االجتهػػاد يختمػؼ حكمػ بحوػب الحػػاؿ
عمل النحو اآلتي .
حك ػػـ االجته ػػاد يختم ػػؼ بحو ػػب ك ػػؿ مجته ػػد فق ػػد يك ػػوف واج ػػب عين ػػي أو ك( ػػاتي أو
مندوبا أو أو حراما .واأصؿ في فرض ك(اية حتل ال يقع الناس في الحرج.
.2يكػ ػ ػ ػػوف فػ ػ ػ ػػرض عػ ػ ػ ػػيف إذا أراد المجتهػ ػ ػ ػػد أف يعػ ػ ػ ػػرؼ حكػ ػ ػ ػػـ ا فػ ػ ػ ػػي الموػ ػ ػ ػػألة لن(و ػ ػ ػ ػ
أو وػػتؿ عػػف موػػألة بعينهػػا وال يوجػػد أحػ اػد و ػواا مػػف المجتهػػديف أو كمػػؼ مػػف قبػػؿ ولػػي
اأمػر عمػػل تػػولي أمػػر االجتهػاد وال(تػػو ،ف(ػػي هػػذا اأحػواؿ يكػػوف االجتهػػاد فػػرض عػػيف
في حؽ المجتهد .
.8ويكوف فرض ك(اية إذا تعدد المجتهدوف في عصر ما ولـ يخؼ المجتهد فػوات الحادثػة،
ف(ي هذا الحالة إذا قاـ باالجتهاد بعض المجتهديف وقط الوجوب عف البػاقيف واذا تركػوا
جميعا أثموا .
.2ويكوف االجتهاد مندوبا إذا كاف لبياف أحكاـ حوادث متوقعة الحدوث ولـ تحدث بعد .
868
.2ويكػ ػػوف االجتهػ ػػاد ح ارمػ ػػا إذا خػ ػػالؼ في ػ ػ المجتهػ ػػد نصػ ػػوص الق ػ ػرآف والوػ ػػنة القطعيػ ػػة أو
اإلجماع القطعي .
هذا ومما يجدر التنبي إلي هنا أف االجتهاد في اأصػؿ يكػوف فػرض ك(ايػة فػال يمػزـ
كػػؿ المكم(ػػيف باالجتهػػاد حتػػل ال تتعط ػػؿ مصػػالح النػػاس ولػػتال يق ػػع النػػاس فػػي الحػػرج لع ػػدـ
اوػ ػػتطاعة كػػػؿ النػ ػػاس عمػ ػػل االجتهػػػاد ،وأف كػ ػػؿ النػػػاس ال تتوػ ػػع أوقػ ػػاتهـ لتحصػ ػػيؿ درجػ ػػة
االجتهاد ،ولهذا انقوـ الناس إلل طات(تيف ،طات(ة موػت(تية وهػـ المقمػدوف ،وطات(ػة م(تيػة وهػـ
المجتهدوف .
ولقد أشار القرآف لهذا المعنل كما في قول تعالل :
0.0تاريخ االجتهاد
االجتهاد عمؿ مالزـ لمتشريع وال(ق وتطورا فال يتصور وجػود تشػريع وفقػ مػف يػر
اجتهػػاد ،وقػػد وقػػع االجتهػػاد بال(عػػؿ مػػف الروػػوؿ صػػمل ا عمي ػ ووػػمـ ن(و ػ ،ومػػف صػػحابت
وهو بيف أظهرهـ في حضرت و يبت .
[ ]2اجتياد النبي صمل ا عمي وومـ:
ح(مػػت كتػػب الت ػراث بنمػػاذج مػػف اجتهػػادا صػػمل ا عمي ػ ووػػمـ والػػوحي ين ػػزؿ عمي ػ ،
إال إن ػ كم ػا هػػو معمػػوـ ف ن ػ صػػمل ا عمي ػ ووػػمـ إذا اجتهػػد فػػي موػػألة ولػػـ ين ػػزؿ حكػػـ أو
تصويب مف ا جؿ وعال مخالؼ لها فػ ف اجتهػادا صػمل ا عميػ ووػمـ يصػير وػنة .ومػف
ذلؾ:
عمي وومـ في قضية أوار بدر عندما اوتشار الصحابة رضواف أ) اجتهادا صمل ا
عميهـ) وفيهـ أبو بكر وعمر ،وقد أشار إلي أبو بكر بأف يقبؿ منهـ ال(دية بينما كاف ا
رأا عمر أف يقتمهـ حتل يعمـ المشركوف أف ليس لممومميف هوادة تجاههـ ،وقد ماؿ صمل
869
عمي وومـ لرأا أبي بكر وَق ِب َؿ منهـ ال(داء فنػزلت اآلية مصوبة لراا عمر وهي قول ا
تعالل :
( سورة األنفال ،اآليتان،
في ذلؾ :
وهناؾ روايات أخر لهذا الحديث كمها عمل هذا النحو .
872
فهنا وقع اجتهاد مف الصحابة في حضرت صمل ا عميػ ووػمـ ولػـ يػنههـ صػموات
ا ووالم عمي عف االجتهاد ،وانما الذا نهاهـ عن وبحان في هذا اآلية هو التقػديـ بػيف
يدا ا وروول .
[ ]3اجتياد الصحابة في غيبتو:
إذا جػاز لمصػحابة أف يجتهػػدوا والنبػي صػمل ا عميػ ووػمـ حاضػر فمػػف بػاب أولػػل
يجوز لهـ االجتهاد وهو اتب عنهـ ،إال أنهـ كانوا يعرضوف عميػ اجتهػاداتهـ بعػد رجػوعهـ
إلي ف ذا أقرها كانت ونة تقريرية ،واال أصبحت مف االجتهادات الباطمة ،ومف ذلؾ:
قصة النهي عف الصالة في بني قريظة وذلؾ عنػدما قػاؿ لهػـ النبػي صػمل ا عميػ
ووػػمـ – بعػػد ال( ػراغ مػػف ػػزوة اأح ػزاب -ال يصػػميف أحػػد مػػنهـ العصػػر إال فػػي بنػػي قريظػػة
وذلػػؾ بغػػرض تأديػػب يهػػود بنػػي قريظػػة بوػػبب مػػا وقػػع مػػنهـ مػػف خيػػانتهـ لعهػػدا ،وقػػد التػػزـ
الص ػػحابة بنهيػ ػ ،إال أف العص ػػر أدركه ػػـ ف ػػي بن ػػي قريظ ػػة ف ػػاختم(وا ،فم ػػنهـ م ػػف ص ػػمل ف ػػي
الطريػؽ حتػل ال ي ِّ
ػؤخر الصػالة عػػف وقتهػا ،ومػنهـ مػف أخػر الصػػالة حتػل وصػؿ بنػي قريظػػة
وقد خرج وقتها فعندما رجعوا لمنبي صػمل ا عميػ ووػمـ وحكػوا لػ ذلػؾ لػـ ِّ
يعنػؼ عمػل أحػد
منهـ .فدؿ ذلؾ عمل أف االجتهاد مشروع وهو بيف أظهرهـ .
[ ]4اجتياد الصحابة بعد وفاتو:
إذا جػاز لمصػػحابة االجتهػاد والنبػػي صػػمل ا عميػ ووػػمـ بػػيف أظهػرهـ والقػرآف ينػػزؿ
فمف باب أولل يجوز لهـ االجتهاد بعػد يبتػ بعػد انقطػاع الػوحي وانقطػاع البيػاف منػ صػمل
ا عمي ػ ػ ووػ ػػمـ ،وقػ ػػد ح(ظػ ػػت لنػ ػػا كتػ ػػب اأحاديػ ػػث والوػ ػػير الكثيػ ػػر مػ ػػف هػ ػػذا االجتهػ ػػادات
كاجتهادهـ في عدة الحامؿ المتوفل عنها زوجها ،هؿ تعتػد لوضػع حممهػا أـ أبعػد اأجمػيف،
فبالرأا اأوؿ قاؿ ابف موعود ،وبالرأا الثاني قاؿ عمي وابف عباس.
وكػػاختالفهـ فػػي ن(قػػة الم ػرأة التػػي طمقػػت طالقػػا باتنػػا ال رجعػػة في ػ ،هػػؿ لهػػا الن(قػػة
والوكنل أـ ال ،فكاف عمر ير أف ذلؾ مف حقهػا ،بينمػا يػر جمهػور الصػحابة خػالؼ ذلػؾ
.واأمثمة في هذا المجاؿ يطوؿ ذكرها .
872
[ ]5اجتياد األئمة بعد الصحابة:
وه ػػذا ال يحت ػػاج إل ػػل بي ػػاف فيك(ين ػػا اجته ػػادات اأتم ػػة م ػػف الت ػػابعيف وت ػػابعيهـ ،وه ػػذا
االجتهػادات تمتمػػه بهػػا كتػػب ال(قػ ،حيػػث يجػدها مميتػػة بػػحراء الحوػػف البصػػرا ،وابػػف وػػيريف،
ووػػعيد بػػف جبيػػر ،وطػػاووس ،وعكرمػػة ،وقتػػادة ومػػف تػػابعي التػػابعيف أتمػػة المػػذاهب المعروفػػة
المتبوعة و يرها كاأتمة اأربعة :أبي حني(ة ،ومالؾ ،والشافعي ،وأحمد ،و ير اأربعة .
تدري ()0
اذكػر مثػػاليف ممػا تح(ػػظ مػػف اجتهػادات الصػػحابة بعػػد وفػاة روػػوؿ ا صػػمل
ا عمي وومـ.
نشاط
انظػػر كتػػب الت(وػػير لمعرفػػة آراء العممػػاء فػػي معنػػل آيػػة وػػورة التوبػػة 288
ومػػا الم ػراد بال(رقػػة التػػي تت(ق ػ فػػي الػػديف؟ ثػػـ اعػػرض عممػػؾ عمػػل مشػػرفؾ
اأكاديمي
878
3.0تجزؤ االجتهاد
اختمؼ العمماء هؿ يمكف تجزؤ االجتهاد أـ ال ؟ والمقصػود بهػذا الموػألة هػؿ يمكػف
لممجتهد أف يكوف قاد ار عمل االجتهاد فػي موػألة دوف أخػر كػأف يكػوف قػاد ار عمػل االجتهػاد
فػي بػػاب الصػػالة مػثال دوف الحػ والصػػوـ والزكػاة ،أو بػػاب الػػزواج والطػالؽ دوف بقيػػة أنػواع
ال(ق .
لمعمماء في ذلؾ مذهباف:
األول :يػػر ج ػواز تجػػزؤ االجتهػػاد أف المجتهػػد يمكن ػ أف يحػػيط باأدلػػة المتعمقػػة بالموػػألة
المعنيػػة أو الب ػػاب المعػػيف وينظ ػػر فػػي دالالت النص ػػوص ال ػواردة فيػ ػ ومػػا تبعه ػػا مػػف أقيو ػػة
فيتوصؿ إلل حكـ ا فيها بينما يكوف جاهال عف يرها ،وهذا مذهب جمهور العمماء .
الثاني:
يػ ػػر أصػ ػػحاب أف قضػ ػػايا االجتهػ ػػاد ك ػ ػ اؿ ال يتج ػ ػ أز حيػ ػػث إن ػ ػ ال يتصػ ػػور أف يك ػ ػوف
المجتهد مجتهدا في أحكاـ الطالؽ و ير مجتهد في أحكاـ البيع أف االجتهاد ال بد فيػ مػف
ت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوافر الش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػروط الت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي تق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدمت فم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف ت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوافرت فيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذا
الشروط ال يتصور أف يكوف مجتهدا في باب دوف باب .
ولعؿ المذهب اأوؿ هػو اأصػح أف الواقػع يصػدق فمػف عهػد الصػحابة إلػل زماننػا
هػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذا ال يوجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد شػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػخص محػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيط بكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ موػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاتؿ وأب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواب وموضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوعات
ال(ق .
نشاط
انظػر كتػاب االجتهػاد لوهبػة الزحيمػػي واكتػب صػ(حة واحػدة عػف االجتهػػاد
في جزء مف الشريعة ،ثـ ناقش ما كتبت مع زمالتػؾ مبينػا الػرأا الػراجح فػي
هذا الموألة.
872
4.0اإلصابة والخطأ في االجتهاد
إذا اجتهػد مجتهػد فػي موػألة وتوصػؿ فيهػا لحكػـ ثػـ اجتهػد مجتهػد آخػر فػي الموػػألة
ن(وػػها ،وتوصػػؿ إلػػل حكػػـ مخػػالؼ لمػػا ذهػػب إلي ػ اأوؿ فهػػؿ يعػػد أحػػدهما مخطتػػا واآلخػػر
مصيبا ،أـ كالهما مصيب ؟ لمعمماء مذهباف في هذا الموألة:
المذى األول :قاؿ أصحاب نعـ كؿ مجتهػد مصػيب أف المجتهػد إذا اجتهػد ممتزمػا اأوػس
الصػحيحة لالجتهػػاد ثػػـ توصػػؿ إلػػل حكػػـ مػػب عمػػل ظنػ أنػ الصػواب كػػاف مػػا توصػػؿ إليػ
هو حكـ ا في نظرا ،واذا اجتهد آخر وتوصػؿ إلػل رأا مخػالؼ مػب عمػل ظنػ أنػ الحػؽ
كاف ذلؾ حكـ ا بالنوبة ل وبنػاء عمػل هػذا قػالوا الحػؽ يتعػدد بتعػدد اختالفػات المجتهػديف،
وهؤالء يوموف بالمصوبة وعندهـ :أف كؿ مجتهد مصيب .
المذى الثاني :ير أصحاب أف الحؽ عند ا واحد ال يتعدد فمف اجتهد فػي موػألة و مػب
عمل ظن حكػـ معػي ف فيهػا كػاف مػا توصػؿ إليػ هػو الصػواب وهػو حكػـ ا فػي هػذا الموػألة
يرا ممف خال( يكوف خطأ ومخال(ا لحكـ ا في هذا الموألة . وأف ما توصؿ إلي
وه ػؤالء يوػػمل مػػذهبهـ مػػذهب المخطتػػة وعنػػدهـ :أن ػ لػػيس كػػؿ مجتهػػد مصػػيب بػػؿ
المصيب واحد والبقية مخطتوف .
ولعػػؿ المػػذهب اأخيػر هػػو اأصػػوب إذ إنػ باإلضػػافة إلػػل أنػ أر جمهػػور العممػػاء
ف ن ػ موافػػؽ لحػػديث النبػػي الػػذا رواا عمػػرو بػػف العػػاص والػػذا تقػػدـ قبػػؿ قميػػؿ " :إِ َذا َح َكب َبم
َج ٌبر " .حيػث قوػـ النػاس طأَ َف َم ُو ن ْ
َخ َ
اجتَ َي َد فَأ ْ َج َر ِ
انَ ،وِا َذا َح َك َم فَ ْ َصا َ َف َم ُو ن ْ ا ْلح ِ
اجتَ َي َد فَأ َ
اك ُم فَ ْ َ
إلل مصيبيف ومخطتيف .
ومم ػػا ينبغ ػػي التنبيػ ػ إليػ ػ هن ػػا أف تخطت ػػة المجته ػػد لغيػ ػرا ال يعن ػػي ذل ػػؾ الخص ػػومة
والشػػحناء والبغضػػاء والك ػرا ،وانمػػا يجػػب أف توػػود المحبػػة بيػػنهـ حيػػث إف العممػػاء منع ػوا أف
ينكػػر المجتهػػد عمػػل ي ػرا فػػي موػػاتؿ االجتهػػاد حيػػث صػػا وا فػػي هػػذا قاعػػدة عظيمػػة جميمػػة
قالوا فيها[ :ال إنكار في مواتؿ الخالؼ].
وهذا الموألة يمكف مراجعتها بتووع في كتب أصوؿ ال(ق .
872
تدري ()3
مػا الحكػػـ إذا تكػرر الخطػػأ أكثػر مػػف مػرة مػػف المجتهػد .هػػؿ يؤخػذ منػ اوػػـ
المجتهد أـ يظؿ مجتهدا مع تكرار الخطأ؟
875
6.0االجتهاد الجماعي في هذا العصر
االجته ػػاد بش ػػروط وضػ ػوابط الت ػػي ذكرناه ػػا آن( ػػا يص ػػعب تحققػ ػ اآلف ف ػػي ش ػػخص
مجتهد واحد ،حيث إن يتعذر أف يوجد في زماننا هذا مثػؿ هػؤالء اأشػخاص واف وجػدوا فهػـ
قمة .
هػذا باإلضػػافة إلػػل تعقيػد القضػػايا المعاصػرة وحاجتهػا أكثػػر مػػف مجتهػد وأكثػػر مػػف
عالـ وباحث في عموـ ومعارؼ مختم(ة .
وقػد تحتػاج موػػألة واحػدة إلػػل عممػاء فػػي الشػريعة وعممػػاء فػي االقتصػػاد وعممػاء فػػي
اإلدارة واالجتماع مثال ،وهكذا .
ف ذا كاف اأمر كذلؾ ف ف زماننا هذا يحتاج االجتهاد في إلػل تضػافر جهػود العممػاء
والباحثيف والمجتهديف في شتل العموـ والمعارؼ والتخصصات .
ولهػ ػػذا اأوػ ػػباب و يرهػ ػػا قامػ ػػت مجػ ػػامع ال(ق ػ ػ المعاص ػ ػرة لتنظػ ػػيـ حركػ ػػة االجته ػ ػاد
الجمػػاعي كمػػا فػػي مجمػػع ال(قػ اإلوػػالمي الػػدولي التػػابع لمنظمػػة المػػؤتمر اإلوػػالمي ،بجػػدة،
والمجم ػػع ال(قه ػػي اإلو ػػالمي الت ػػابع لرابط ػػة الع ػػالـ اإلو ػػالمي بمك ػػة المكرم ػػة ،ومجم ػػع ال(قػ ػ
اإلوالمي الووداني التابع لرتاوة الجمهورية .
وهذا الطريقة باإلضافة إلل أنها تجعؿ الرأا الصادر مف المجتهديف أقرب لمدقة
لما يتعرض ل مف فحص وتمحيص باإلضافة لكؿ ذلؾ ف ن موافؽ لمنه الصحابة
والخم(اء الراشديف خصوصا ف نهـ كانوا إذا عرضت عميهـ موألة ذات باؿ ولـ يجدوا لها
نصا في القرآف أو الونة جمعوا كبار الصحابة أخذ المشورة والرأا منهـ فكانوا ي(توف بما
يت(ؽ عمي الناس كما ثبت ذلؾ عف أبي بكر وعمر رضي ا عنهما) .
876
.3التقليد
1.3التقليد في اللغة واالصطالح
وضع الشيء عمل العنؽ مع اإلحاطة ب .
والش ػػيء ال ػػذا يوض ػػع يو ػػمل ق ػػالدة ،وم ػػنهـ ق ػػولهـ" :حو ػػبؾ م ػػف الق ػػالدة م ػػا أح ػػاط
بالعنؽ" .
التقميد اصطالحاً:
ع ِّرؼ التقميد بتعري(ات كثيرة منها:
" .2العمؿ بقوؿ الغير مف ير حجة ممزمة" .
.8وعرفػ الػػدكتور مرعػػي بقول ػ " :هػػو اأخػػذ بقػػوؿ الغيػػر ممػػف لػػيس قولػ حجػػة شػػرعية مػػف
ير مطالبت بالدليؿ الذا بنل عمي حكم " .
الشرح:
المقمد من يأخذ األحكام من غير دليل.
يعرؼ التقميد بكون عمػال لمعػامي بقػوؿ يػرا مػف
إذا نظرنا إلل التعريؼ اأوؿ نجدا ِّ
ير معرفة دليم أو مطالبت بالدليؿ .
الثبباني :ف ن ػ وػػار عمػػل مػػا وػػار عمي ػ التعريػػؼ اأوؿ إال أن ػ قيػػد قػػوؿ الغيػػر نمببا التعري ب
الػػذا بكون ػ لػػيس نػػص كتػػاب أو وػػنة أو إجمػػاع ،وذلػػؾ يؤخػػذ مػػف عبػػارة " ممػػف لػػيس قول ػ
حجة شرعية" ،ومف هنا يتضح لنا أف اأخذ والقبوؿ بمػا جػاء فػي القػرآف والوػنة واإلجمػاع ال
يومل تقميدا أف كؿ هذا يعتبر حجة شرعية إجماعا .
ومف هنا يتضح لنا أف التقميد االصطالحي هو الذا يكوف مف قبؿ عامي لمجتهد .
تدري ()4
ما رأيؾ في شخص يأخذ اأحكاـ مف القرآف والونة مباشرة دوف االلتزاـ
بمذهب معيف؟
877
0.3محل التقليد
التقميػػد ال يك ػػوف فػ ػي أصػػوؿ العقات ػػد كاإليم ػػاف ب ػػا وروػػول والي ػػوـ اآلخ ػػر والقض ػػاء
والقدر ...الخ .
كم ػػا أنػ ػ ال يص ػػح أف يك ػػوف ف ػػي اأحك ػػاـ المعموم ػػة م ػػف ال ػػديف بالض ػػرورة كوج ػػوب
الصالة أو الزكاة أو الح ...إلخ .
وانما يكػوف التقميػد فػي فػروع العبػادات والمعػامالت والوػموؾ ،وتقميػد العػامي لممجتهػد
ف ػػي ه ػػذا الن ػػوع ه ػػو ال ػػذا عميػ ػ جمه ػػور العمم ػػاء ف ػػي ك ػػؿ عص ػػر وف ػػي ك ػػؿ جي ػػؿ من ػػذ عه ػػد
الص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػحابة إل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل زمانن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذا فيم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػزـ المقم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد أف يو ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػأؿ ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ
مػ ػ ػػا يعػ ػ ػػرض ل ػ ػ ػ فػ ػ ػػي فػ ػ ػػروع الش ػ ػ ػريعة و ػ ػ ػواء أكػ ػ ػػاف فػ ػ ػػي جانػ ػ ػػب العبػ ػ ػػادات أـ المعػ ػ ػػامالت
أـ اأورة أـ الجنايات أـ الوموؾ ...إلخ .
وهذا الحكـ يشػمؿ المجتهػد الجزتػي الػذا لػ القػدرة عمػل االجتهػاد فػي بعػض ال(ػروع
دوف بع ػػض أو بع ػػض اأبػ ػواب دوف بع ػػض فػ ػ ف حكمػ ػ فيم ػػا ػػاب عنػ ػ م ػػف أحك ػػاـ بع ػػض
المواتؿ حكـ المقمد .
وهػػذا الموػػألة مػػع وضػػوحها وموافقتهػػا لمعقػػؿ الوػػميـ ف ػ ف بعػػض العممػػاء خػػالؼ فيهػػا
مطالب أف يوأؿ العمماء عف الدليؿ ال عف الحكـ .
ا ومنع التقميد مطمقا .وزعـ أف العامي
وهذا مذهب باطؿ واضح البطالف ومف أقو ما يدؿ عمل بطالن :
.2انعقػاد اإلجمػػاع عمػػل أف العػػامي يجػػب عميػ أف يوػػأؿ أهػػؿ العمػػـ والد اريػػة فػ ف الصػػحابة
رضػ ػواف ا تع ػػالل عم ػػيهـ) وم ػػف ج ػػاء بع ػػدهـ ك ػػانوا ي(ت ػػوف الو ػػاتميف م ػػف العام ػػة فيم ػػا
مػػض عم ػػيهـ حكمػ ػ وم ػػا كػػانوا يعرف ػػونهـ باأدل ػػة الت ػػي بن ػوا عميه ػػا أحك ػػامهـ ب ػػؿ ك ػػانوا
يمزمػػونهـ بو ػؤاؿ العممػػاء وال ينكػػروف عمػػيهـ اقتصػػارهـ عمػػل وػػماع ال(تػػو دوف الو ػؤاؿ
عف دليمها .
وبحان وتعالل رفع الحرج عف ير العالـ بالحكـ فقاؿ جؿ وعال : .8إف ا
878
.2أمػا قػولهـ إف العػامي مطالػب بػأف يوػأؿ المجتهػد عػف دليػؿ الموػألة ال عػف حكمهػا فهػذا
باطػػؿ أف الوػؤاؿ عػػف الػػدليؿ ال يك(ػػي وحػػدا لبيػػاف حكػػـ الموػػألة ذلػػؾ أف العػػامي لػػيس
أهال لالوتنباط حتل يوتطيع أف يأخذ الحكـ ويوػتنبط مػف الػدليؿ ،أنػ كمػا هػو معمػوـ
ف ف االجتهاد يتوقؼ عمل تحصيؿ عموـ كثيػرة لػيس فػي إمكػاف كػؿ أحػد اإللمػاـ بهػا ولػو
كم(ن ػػا العام ػػة بتحص ػػيمها واإللم ػػاـ به ػػا لكم(ن ػػاهـ ش ػػططا وأدخمن ػػاهـ ف ػػي الح ػػرج والمش ػػقة
المذيف جاءت الشريعة لرفعهما.
نسئمة تقويم ذاتي
879
الخالصة
عزيزي الدارس ،بعد ف ار نا مف دراوة هذا الوحدة نخمص إلل ما يأتي:
االجتهاد في الشريعة هو بذؿ الجهد والووع في طمب الحكـ الشرعي.
لالجتهاد أركاف أربعة هي االجتهاد – المجتهد -المجتهد في – اأدلة.
ولالجتهاد شروط وتة منها البموغ والعمـ بأنواع المختم(ة.
المجتهدوف م ارتب منهـ مجتهد مطمؽ ومنهـ مجتهد مذهب.
واالجته ػػاد حكمػ ػ الع ػػاـ الوج ػػوب الك( ػػاتي وق ػػد يك ػػوف واجب ػػا عيني ػػا من ػػدوبا أو ح ارم ػػا
حوب حاؿ المجتهد.
وقد وقع االجتهاد في زمف رووؿ ا صمل ا عميػ ووػمـ والصػحابة مػف بعػدا إلػل
يومنا هذا.
قد يصيب المجتهد فم أجراف وقد يخطه فم أجر االجتهاد.
واالجتهاد ال ينقض باجتهاد مثم .
التقميد هو أخذ اأحكاـ المجتهديف مف ير دليؿ.
والتقميد يكوف في اأحكاـ ال(قهية وال يكوف في العقاتد.
ومف لـ يصؿ إلل درجة المجتهد جاز ل أف يقمد يرا مف العمماء.
882
إجابات التدريبات
تدري ()1
يمك ػػف أف يوج ػػد مجته ػػد مطم ػػؽ إذا ت ػػوفرت فيػ ػ الش ػػروط م ػػف معرف ػػة المغ ػػة العربي ػػة
والقرآف والت(وير و يرها مف الشروط التي اشترطها العمماء.
تدري ()0
.2اجتهاد الصحابة في نصيب الجدة مف الميراث.
.8اجتهاد الصحابة في جمع القرآف الكريـ في مصحؼ واحد.
.2اجتهاد الصحابة في عدة المتوفي عنها زوجها الحامؿ.
تدري ()3
ال شػػيء عمػػل المجتهػػد إذا تكػػرر الخطػػأ منػ مػػا داـ أنػ قػػد بمػػغ رتبػػة االجتهػػاد وهػػو
مأجور عمل اجتهادا ف ف أصاب ل أجراف وأف أخطأ لػ أج اػر واحػد ويظػؿ مجتهػدا وال يوػمب
عن اوـ المجتهد.
تدري ()4
إف هذا الشخص الذا يأخذ اأحكاـ مف القرآف والونة إما أف يكػوف مجتهػدا تػوافرت
في شروط المجتهد ،فحينتذ يجوز ل ذلؾ واما أف يكوف ير مجتهد فػال يجػوز لػ ذلػؾ وهػو
معرض لإلثـ.
882
مسرد المصطلحات
االجتياد:
هو اوت(راغ الووع وبذؿ المجهود في طمب الحكـ الشرعي.
المجتيد:
هو ال(قي الباذؿ ووع وطاقت لموصوؿ لمحكـ الشرعي.
المجتيد فيو:
كؿ حكـ شرعي ليس ل دليؿ قاطع بؿ كاف دليال ظنيا.
األدلة:
هي النصوص الظنية التي ينظر فيها المجتهد.
المجتيد المطمق:
هو الذا ال يمتزـ بمذهب معيف.
التقميد:
هو العمؿ بقوؿ الغير مف ير حجة ممزمة.
888
المصادر والمراجع
أوالً :المصادر
القررن الكريم.
ثانياً :المراجع الفقهية
.2أديب ،صالح ،محمػد ،تفسير النصوص في الفقو اإلسبالمي ،المكتػب اإلوػالمي ،ط،8
2982ـ.
.8اآلمدا ،عمي ،بف أبي عمػي ،األحكام في نصول اإلحكبام ،دار الكتػب العمميػة ،بيػروت:
لبناف2982 ،ـ.
.2الحاجػػب ،جمػػاؿ الػػديف ،مختصببر ابببن الحاجب مطبببوع مببع شببرحو لمعضببد ،دار الكتػػب
العممية ،بيروت2982 :ـ.
.2زهير ،أبو النور ،نصول الفقو ،المكتبة اأزهرية لمتراث ،القاهرة8222 :ـ.
.5الغزالي ،محمد ،بف أحمد ،أبو حامػد ،المستضفى في عمم األصبول ،المطبعػة اأميريػة،
2988ـ.
.6الق ارفػػي ،أحم ػػد ،ب ػػف إدريػػس ،شبببرح تنقبببيح الفصبببول فبببي اختصبببار المحصبببول ،مكتب ػػة
الكميات اأزهرية2972 ،ـ.
.7النيوػػابورا ،موػػمـ ،بػػف الحجػػاج ،صببحيح مسببمم مببع شببرح النببووي ،المطبعػػة المص ػرية
ومكتبها ،بدوف تاريخ نشر.
األسبرار عبن نصبول فخبر اإلسبالم ،دار الكتػاب .8البزدوا ،عبد العزيز ،بف احمػد ،كشب
العربي2972 ،ـ
882
الوحدة الرابعة
األلفاظ بين الشمول
وعدمه
محتويات الوحدة
الصفحة الموضوع
861 مقدمة
861 تمهيد
868 أهداف الوحدة
861 .1العموم والخصوص
861 8.8تعريف العام في اللغة واالصطالح
861 1.8ألفاظ العموم
866 1.8أنواع العام
868 4.8داللة العام بين القطعية والظنية
871 5.8جواز تخصيص عام القرآن والسنة المتواترة بخبر الواحد والقياس
874 6.8المسألة الثانية
877 7.8تخصيص العام
898 .2الخاص
898 8.1تعريف الخاص
891 1.1داللة الخاص
891 .3المشترك
891 8.1تعريف المشترك
894 1.1أسباب وجود االشتراك في اللغة
895 1.1أنواع اللفظ المشترك
896 4.1أحوال المشترك
897 .4المطلق والمقيد
897 8.4تعريف المطلق
858
898 1.4تعريف المقيد
899 1.4أحوال المطلق مع المقيد
114 4.4بين المطلق والمقيد والعموم والخصوص
116 الخالصة
117 لمحة مسبقة عن الوحدة التالية
118 إجابات التدريبات
181 مسرد المصطلحات
188 المصادر والمراجع
859
مقدمة
تمهيد
عزيزي الدارس،
مرحب ااً بااك فااي هااذ الوحاادة التااي هااي علاات سااتة أئسااام ر يسااة تشاارح مفهااوم العمااوم
والخصوص ،واللفظ العام ،وبيان ألفااظ العماوم وألفااظ الخااص ،وشاروط التخصايص ،واللفاظ
المش ااترك وأن ا اواع االشا ااتراك .وتحتا ااوي الوحااادة اااذلك علا اات المطلاااق والمقياااد ومعرفاااة التقيياااد
واإلطالق.
وفااي هااذ الوحاادة سااتجد أئ اوال العلماااص المختلفااة خاصااة فااي المدرسااة الحنفيااة ومدرسااة
جمهور العلماص.
وعلاام اوصااول هااو تنشاايط ذهنااي يؤهاال ماان يدرسااف لمعرفااة االسااتنباط ولااذا تحتااوي الوحاادة
علاات أس ا لة تقااويم ذاتااي وتاادريبات ونشاااطات .هاادفنا أن تحاال هااذ التاادريبات وأس ا لة التقااويم
ل ي تستوعب الوحدة.
وأخي اًر ختمنا لك الوحدة بخالصة جيدة وجامعة.
861
أهداف الوحدة
عزيزي الدارس ،بعد فراغك من دراسة ىذه الوحدة يجبب أن توبون
قادراً على أن:
توضح معنت العام وألفاظ العموم وداللة العموم.
تشرح تخصيص عام القرآن بالقرآن والسنة النبوية.
بين اختالف العلماص في داللة العموم وتخصيصف.
تُ ِّ
تستدل علت أن اللفظ المشترك بف فوا د علمية.
تشرح اللفظ المطلق و يف يم ن تقييد .
868
.1العموم والخصوص
1.1تعريف العام في اللغة واالصطالح
عم الشيص َي ُع ُّم عموماً أي َش ِم َل.
العام في اللغة هو الشامل يقال َّ :
تعريفف اصطالحاً :
عا َّارف علماااص اوصااول العااام بتعريفااات تتفااق فااي المعناات اوان اختلفاات فااي ألفاظهااا ،
ومن ذلك :
تعريف اآلمدي " :اللفظ الواحد الدال علت مسميين فصاعداً مطلقاً معاً".
عرفببببببببو البيضبببببببباوي بقول ا ا ااف " :لف ا ا ااظ يساا ا ااتغرق جمي ا ا ااع م ا ا ااا يصاا ا اال ل ا ا ااف بوضا ا ا ااع
َّ
واحد".
عرفبببببببببببو الببببببببببببزدوي بقول ا ا ا ا ااف " :ا ا ا ا اال لف ا ا ا ا ااظ ين ا ا ا ا ااتظم جمعا ا ا ا ا ااً م ا ا ا ا اان اوس ا ا ا ا ااماص لفظا ا ا ا ا ااً
َّ
معنت" .
ً أو
861
األمثلة :
.8لفظ السارق ،والسارئة الوارد في ئولف تعالت :
( سورة المائدة ،اآلية )38 ،فإنف يشمل جميع السارئين بال استثناص .
.2لفظ المطلقات الوارد في ئولف تعالت :
( سورة البقرة ،اآلية . )228 ،فإنف يشمل جميع المطلقات علت سبيل االستغراق
والشمول.
.1ئولف تعالت( :سورة ىود ،اآلية) 6 ،
861
:أمثلة من ألفاظ العموم
)38 ، اآلية، (سورة المدثر : لفظ ( ل) قولف تعالت.8
وئولف تعالت،)1 ، اآلية، (سورة النور
.
: وئولف تعالت، )11 ، اآلية، (سورة النساء
: قولف تعالت: أسماص الشرط.6
864
: ما في ئولف تعالت: اوسماص الموصولة.7
، (سورة البقرة
: وئولف تعالت،)234 ،اآلية
: قولف تعالت: أسماص االستفهام.8
)1( تدريب
.عرف العام مع الشرح بأسلوبك
ِّ .8
. اذ ر ثالثة من ألفاظ العموم مع التمثيل بآيات لم تذ ر في الوحدة.1
865
أسئلة تقويم ذاتي
3.1أنواع العام
السا َّانة لاايس علاات شااا لة واحاادة فقااد ثباات نتيجااة السااتقراص
العااام فااي نصااوص القارآن و ُ
النصوص أن العام يتنوع بحسب الق ار ن المصاحبة لف ،فتارةً ي اون مقصاودًا باف العماوم فقاط
،وتارةً الخصوص ،وتارةً غير ذلك ،و ل ذلك إنما يعرف عن طريق الق ار ن المحتفة بف .
النببوع األول :نااوع أرياد بااف العمااوم ئطعااً :هااو العااام الاذي صااحبتف ئرينااة دلَّاات داللااة ئاطعااة
علاات إفادتااف العمااوم وعلاات نفااي تخصيصااف .وهااذا النااوع ماان العااام إذا ورد ي ااون عام ااً فااي
جميع أفراد مستغرئاً لها جميعاً علت وجف القطع .
مثالو :ئولف تعالت :
(سورة ىود ،اآلية )6 ،وئولف تعالت :
866
في هاتين اآليتين ان العموم مراداً ئطعااً وناف ال توجاد علات وجاف اورض مان داباة
إال وئ ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااد ت َّف ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اال اهلل برزئه ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا ،و ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااذلك م ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا م ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اان ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا ن ح ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ٍاي
إال ونجد الماص عنص ًار أساسيًا فيف .
النبببوع الثببباني :عااام أريااد بااف الخص ااوص ئطع اًا :وهااو الااذي صااحبتف ئرينااة دلَّاات عل اات أن
عمومف غير مراد ،بل أريد بف الخصوص ئطعاً .
مثالو :ئولف تعالت :
.8ما الذي أفاد لفظ دابة في ئولف تعالت :
و ذلك لفظ الماص في ئولف تعالت
.1ما الذي يفيد لفظ الناس في ئولف (يأيها الناس اتقوا رب م)؟ ولماذا؟
867
أسئلة تقويم ذاتي
868
إال أنهم ئالوا إن داللتاف تبقات ئطعياة حتات يخصاص فاإن دخلاف التخصايص – الاذي
مقتضااا خااروج بعااض اوف اراد عاان مقتضاات العااام – صااارت داللتااف ظنيااة علاات مااا بقااي ماان
اوفراد بعد التخصيص.
* أدلة الجميور:
اسااتدل الجمهااور علاات مااذهبهم المتقاادم بااأن اال عااام يحتماال التخصاايص فااال يوجااد
عام بقي علات عموماف لام يدخلاف التخصايص إال بعاض العمومياات التاي صاحبتها ئريناة تادل
علت أنها مراد بها العموم ئطعاً ما ذ رنا ذلاك ئريبااً .ولقاد شااع ذلاك باين أهال الشاأن حتات
أنف عرف عنهم ئولهم المشهور [" :ما من عام إال وئد خص" .
والمعنت أنف ما من عام يارد فاي اولفااظ المتداولاة إال ونجاد ئاد دخلاف التخصايص ،
وها ااذا لا ااف يا ااورث شا اابهة ئويا ااة تنفا ااي ئطعيا ااة داللا ااة العا ااام علا اات أف ا اراد ،ونجعلا ااف محا ااتمالً
للتخصيص.
أدلة الحنفية:
اسااتدل الحنفيااة علاات ااون العااام ئطعااي الداللااة علاات جميااع أف اراد ئباال التخصاايص
بأن لفاظ العاام موضاوع حقيقاة الساتغرائف جمياع أفاراد واللفاظ حاين إطالئاف يحمال دا ماًا علات
معنااا الحقيقااي ئطع ااً ال المجااازي في ااون حين ا ٍاذ حملااف علاات شاامولف واسااتغرائف هااو اإلطااالق
الحقيقاي ،وصاارفف عان هااذا المعنات بااأن يادل علاات بعاض اوفاراد إطاالق مجااازي ،واوصاال
في اإلطالق الحقيقية فت ون داللتف علت العموم حين ذ داللة ئطعية .
وئالوا مما يدل علت ذلك إن جمهور الصحابة انوا يتمسا ون بعمومياات النصاوص
ويجرونها علت ظاهرها ،و ذلك جمهور التابعين ومن جاص بعدهم من او مة
ما يمون ترجيحو:
لعاال الصاواب مااا ذهااب إليااف جمهااور العلماااص وذلااك لمااا تقاادم ماان أن معظاام العموميااات
يدخلها التخصيص ،وأنف ما من عام إال وئد خصص ،وهذ ئضية معلوماة فاال يوجاد – إال
ما ندر – لفظ عام بقي علت عمومف أو لم يقطع الذهن بعدم احتمال تخصيصف .
869
نشاط
م اان خ ااالل د ارس ااتك لعل اام أص ااول الفق ااف ا ت ااب عشا ارة أس ااطر ع اان القطع ااي
الداللة وما يترتب علت ذلك من فوا د.
871
المذىب األول :
السا ا َّانة
ذها ااب جمها ااور العلما اااص ما اان المال يا ااة والشا ااافعية والحنابلا ااة أن عا ااام الق ا ارآن و ُ
ابتداص.
ً المتواترة يجوز تخصيصف بخبر الواحد والقياس
أسئلة تقويم ذاتي
* المذىب الثاني:
ذهب الحنفية إلت عدم جاواز تخصايص هاذا الناوع مان العاام بخبار الواحاد والقيااس سببب
الخالف في ىذه المسألة:
ما َّ
ارد االخااتالف فااي هااذ المسااألة هااو أن العااام بمااا أنااف ئطعااي الداللااة والثبااوت مع اًا
عند الحنفية فال يجاوز تخصيصاف بخبار الواحاد والقيااس وهماا ظنياان .والقطعاي ال يعارضاف
ظني حتت يخصصف.
أما الجمهور فيجوز ذلك عندهم ون داللة العام عنادهم ظنياة أصاالً فاال إشا ال فاي
تخصيصف بخبر الواحد والقياس .
878
خالف الحنفية مع جميور العلماء
جميور العلماء الحنفية
ع ا ااام القا ا ارآن ئطع ا ااي الثب ا ااوت ئطع ا ااي ع ا ا ااام القا ا ا ارآن ئطع ا ا ااي الثب ا ا ااوت ظن ا ا ااي
الدالل ا ا ااة يج ا ا ااوز أن يخصص ا ا ااف خب ا ا اار الداللة ال يخصصف خبر الواحد
الواحد
أدلة الجميور:
استدل الجميور بأدلة وثيرة أىميا :
إن الصااحابة رضاوان اهلل تعااالت علاايهم ااانوا يخصصااون عمااوم الق ارآن ال اريم بخباار
الواحد وشاع ذلك بينهم من غير ن ير ف ان ذلك إجماعًا منهم .
ومن ذلك أنهم خصصوا عموم ئولف تعالت :
(سورة النساء ،اآلية )24 ،بما روا أبو هريرة رضي اهلل عنف عن النبي صلت اهلل عليف وسلم
:
" الَ تُْن َوح المرأَةُ علَى عم ِتيا والَ علَى َخ ِ
الت َيا " ومنف أيضًا تخصيصهم لعموم ئولف َ َّ َ َ ُ َ
(سورة تعالت :
النساء ،اآلية )11،بقولف صلت اهلل عليف وسلم " :ال يرث القاتل" .ما أنهم خصصوا عموم
ئولف تعالت( :سورة المائدة ،اآلية)38 ،
871
أدلة الحنفية :
استدل الحنفية بما ذهبوا إليف باإلضافة إلت ما ذ ر عانهم مان عادم معارضاة الظناي
للقطعي استدلوا بما ثبت عان عمار رضاي اهلل عناف فاي ئصاة فاطماة بنات ئايس حياث ذ ارت
أن رسااول اهلل صاالت اهلل عليااف وساالم لاام يجع اال لهااا س ا نت وال نفقااة ،فقااال عماار :ال نت اارك
وسا َّانة نبينااا صاالت اهلل عليااف وساالم لقااول امارأة ال ناادري لعلهااا حفظاات أو نساايت لهااا
تاااب اهلل ُ
الس نت والنفقة .
فعمر رضي اهلل عنف ل م ير ئولها هذا وهو حديث آحاد يرئت لتخصيص ح م عام
ورد في القرآن ال ريم وهو وجوب النفقة والس نت الوارد في ئولف تعالت :
(سورة الطالق ،اآلية . )6 ،وئالوا هذا هو السبب
871
6.1المبألة الثانية
إذا ورد نااص عااام ،ونااص خاااص و ااان اال واحااد منهمااا ياادل علاات خااالف مااا ياادل
عليااف اآلخاار فهنااا اختلااف العلماااص علاات مااذهبين تبعااً لالخااتالف المتقا ِّادم فااي داللااة العااام ماان
حيث القطع والظن .
أسئلة تقويم ذاتي
874
كيفية إصالة التعارض بين العام والخاص
علت رأي الحنفية الذين يرون تعارض العام مع الخااص فإناف إذا وئاع هاذا التعاارض
فال يخلو اومر من ثالث حاالت .
الحالببة األولبببى :أن يجهاال التاااري فااال يعلاام تقا ُّادم الخاااص علاات العااام أو تقا ُّادم العااام علاات
الخاااص فيثباات حين ا ٍاذ التعااارض بينهمااا ُفيلجااأ إلاات التاارجي بينهمااا ،فااإن لاام يوجااد ثمااة ماارج
ُيتوئااف إلاات ظهااور التاااري ،فااإن ظهاار تقا ُّادم أحاادهما عل ات اآلخاار عماال بااف اواال تسااائطا فلاام
يعمل بواحد منهما .وهذا ينعدم وجود أو يندر .
الحالببة الثانيببة :أن يعلاام التاااري وي ااون الخاااص مقارنااً للعااام فااي الناازول إن ااان ذلااك ماان
السا َّانة في ااون الخاااص حين ا ٍاذ مخصص ااً
الق ارآن ال اريم أو مقارن ااً لااف فااي الااورود إن ااان ماان ُ
للعام .
مثال ذلك :ئولف تعالت ( :سورة البقرة ،اآلية )275 ،مع ئولف تعالت :
( سورة البقرة ،اآلية )275 ،فإن البيع ورد هنا عامًا فيشمل ل بيع
بما في ذلك الربا ونف نوع بيع إال أنف في نفس اآلية ورد ما يفيد إخراج الربا من عموم
البيع اواعطا ف ح مًا خاصًا بف فقولف تعالت :خصص عموم ئولف تعالت
875
الحالة الثالثة :أن يعلم التاري وي ون الخاص متراخياً عن العاام فهناا يح ام بالنسا فيعتبار
الخااص ناسااخاً لااف فااي القاادر الااذي تناولااف الخاااص إذا ااان مساااوياً لااف فااي الثبااوت ماان حيااث
القطع والظن .
مثالو :
( سورة النور ،اآلية . )4 ،هذ اآلية جاص
بعدها متراخيًا عنها ئولف تعالت :
(سورة النور ،اآلية .)6 ،هذ ا آلية تعتبر ناسخة لآلية اوولت في القدر الذي تناولتف فت ون
اوولت عامة في ل القاذفين عدا اوزواج حيث ُنس الح م العام في شأنهم بهذ اآلية
والذي ألجأنا لهذا الصنيع هو العلم بتأخر الخاص عن العام في النازول .
اوانمااا علمنااا تااأخر الخاااص عاان العااام هنااا ممااا ورد فااي حااديث اباان عباااس فااي شااأن
هااالل باان أميااة الااذي ئااذف ام أرتااف عنااد النبااي صاالت اهلل عليااف وساالم بشاريك باان ساامحاص فقااال
البينببة أو حببد فببي ظيببرك" فقااال :يااا رسااول اهلل إذا رأى أحاادنا
النبااي صاالت اهلل عليااف وساالم " ِّ
علت امرأتف رجالً ينطلق يلتمس البيِّنة ؟ فجعل النبي صلت اهلل عليف وسلم يقول:
البينبة الواال حب فد فبي ظيبرك ) فقاال هاالل :والاذي بعثاك باالحق إناي لصاادق فليناازل اهلل ماا ( ِّ
اج ُي ْبم } فقا أر حتات بلاغ
بون أ َْزَو َ يبرئ ظهري من الحد فناازل جبريال وأنازل علياف َ :والَّ ِبذ َ
ين َي ْرُم َ
ين } ...الحديث . الص ِاد ِق َ
:إِ َّن ُو َل ِم َن َّ
ومثلو أيضاً :ئولف تعالت :
( سورة البقرة ،اآلية )234 ،مع ئولف تعالت:
876
حيث ( سورة الطالق ،اآلية)4 ،
نزلت هذ اآلية بعد تلك ف انت ناسخة لح مها في القدر الذي تناولتف هذ اآلية حيث إنها
أخرجت المطلقات ذوات اوحمال من عموم من توفي أزواجهن حتت صارت اآلية اوولت
متناولة لح م من توفي عنهن أزواجهن من غير الحوامل ،والثانية خاصة بالحوامل ،ف ان
هذا نسخًا جز ياً لآلية اوولت .
ويفية إزالة التعارض بين العام والخاص عند الحنفية
أن ي لااااا التااااااريخ يكااااا ن أن يكااا ن ال اااا مقارناااا إ أن يجهل التاريخ في أيهما
ال ااا مترا ي اا إ اان ال ااا لل ااااا فااااي الناااا ل فيقاااا جااااو أ فإ فاااين لااا ي ااار
في تبر ال ا ناس ا إ لل ا . ال ا . أيهما أ فإ يتركا.
7.1تخصيق العام
ِّ
المتقدمااة -ال ي ااون بائي ااً عزيببزي الببدارس ،إن العااام -مااا ما َّار معنااا فااي المسااألة
علاات عمومااف دا م اًا ،باال ثي ا ًار مااا يصاارف عاان عمومااف باادليل يجعلااف مقصااو ًار علاات بعااض
أف اراد وهااذا هااو المعناات العااام للتخصاايص ،إال أن هناااك اختالف اًا فااي تفاصاايل هااذا المعناات
العام بين الحنفية والجمهور ناتجاً عن اختالفهم فاي الشاروط التاي ينبغاي توفرهاا للادليل حتات
يعتبر مخصصاً وما يترتب علت ذلك من خالف بين التخصيص والنس .ولهاذا اان ال باد
من ذ ر تعريف ل مذهب علت حدة ،ثم ذ ر ما يترتب علت هذا االختالف فيما بعد .
أ .اختالف العلماء في تعريف التخصيق
* تعريف الجميور:
ياارى جمهااور العلماااص ماان مدرسااة المت لمااين أن التخصاايص يعنااي الحااد ماان شاامول
العااام وئصاار علاات بعااض أف اراد ،وذلااك بااإخراج فاارد أو أف اراد عاان مقتضااا اواعطا ااف ح م اًا
877
خاصاً مختلفاً عن ح م العام ،ولذلك جااصت تعريفااتهم لهاا تادور حاول هاذا المعنات ،وهاذ
أهمها :
عرفف ابن الحاجب بقولف" :ئصر العام علت بعض مسمياتف".
َّ .8
ال تحاات العمااوم علاات تقاادير عاادم
وعرفااف الشااو اني بقولااف" :إخ اراج بعااض مااا ااان داخ ا ً
َّ .1
المخصص" .
شرح التعريف :
هذان التعريفان بيَّنا بوضوح معنت التخصيص عناد الجمهاور حياث إنهام يعادون ال
دلياال ئصاار العااام علاات بعااض مساامياتف أو أف اراد هااو مخصااص لهااذا العااام ،وهااذا مااا أشااار
إليف بوضوح التعريف اوول .
للمفصاال لهااذا
ِّ أمااا التعريااف الثاااني فإنااف ال يختلااف فااي معنااا عاان اوول فهااو أئاارب
التعريااف حيااث باايَّن أن ئصاار العااام علاات بعااض أف اراد يترتااب عليااف أن يخاارج عاان مقتضااا
بعض اوفراد التي انت داخلة تحتف ئبل التخصيص .
ومن خالل هذين التعريفين يتضا لناا أن ال ئصار للعاام علات بعاض أفاراد يسامت
عنااد أصااحاب هااذ المدرسااة تخصيص اًا س اواص أ ااان الاادليل الااذي صاارف العااام عاان عمومااف
وئص ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اار عل ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اات بع ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااض أفا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اراد مسا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اتقالً ع ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اان اللف ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااظ الع ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااام ،
أم غيار مساتقل ،وساواص أ اان موصاوالً فاي العااام بالاذ ر أم لايس موصاوالً باأن اان منفصاالً
عنف" .التخصيص هو ل ئصر للعام علت بعض أفراد ".
ب .شروط التخصيق
يش ا ا ااترط الجمه ا ا ااور ف ا ا ااي ال ا ا اادليل المخص ا ا ااص للع ا ا ااام إن ا ا ااان منفصا ا ا االً عن ا ا ااف أن
ال يت ارخ اات ورود ع اان العم اال بالع ااام ف ااإن ت ااأخر ورود ع اان العم اال ب ااف ااان نس ااخاً جز يا ااً ال
تخصيصاً لف.
وماان هنااا يتض ا لااك الفاارق بااين التخصاايص والنس ا الجز ااي ،فالنس ا الجز ااي هااو
إبطااال العماال بح اام العااام بالنساابة لاابعض أف اراد وذلااك ون مقتضااا أن الح اام شاارع ابتااداص
متعلقاً ب ل أفراد العام ثم ئضت المصلحة الشرعية فيماا بعاد ئصار الح ام علات بعاض أفاراد
878
بخااالف التخصاايص الااذي مقتضااا بيااان أن اوف اراد الخارجااة لاام ت اان م ارادة ابتااداص ،ولاام يااتم
العمل بها ،بل اللفظ ابتداص ،ان مقصوداً بف بعض اوفراد ال لها.
مقارنة بين التخصيص والنس الجز ي
التخصيص النسخ الجزئي
ها ا ااو إبطا ا ااال العما ا اال بح ا ا اام العا ا ااام بيان اوفراد الخارجة من اللفاظ العاام لام
ابتداص.
ً ت ن مرادة بالنسبة لبعض أفراد .
تدريب ()4
ئارن بأسلوبك بين النس الجز ي والتخصيص.
( سببببورة البقببببرة ،اآليببببة ،)275 ،بقولاااف تعاااالت :
879
وعموم ئولف تعالت ( :سورة البقرة ،اآلية)185 ،
،بقولف تعالت ( :سورة
البقرة ،اآلية .)185 ،ولذلك تعريفهم للتخصيص بما يفيد ذلك بوضوح ،وئد َّ
لخص هذ
المعاني عبد العزيز البخاري في تعريفف اآلتي :ئال" :هو ئصر العام علت بعض أفراد
بدليل مستقل مقترن".
شرح التعريف :
ئصر تعريف الحنفية التخصيص فقط في الدليل المساتقل المقتارن .ومان هناا يتبايَّن
ال االسااتثناص والشاارط
لنااا أن الاادليل الااذي يقصاار العااام علاات بعااض أف اراد إن لاام ي اان مسااتق ً
خصصاات للعماوم فهاي عنادهم
والغاية والصافة التاي تعتبار عناد الجمهاور – ماا سايأتي – ُم ِّ
ليساات بمخصصااات ،باال تعتباار ئص ا اًر ونااف يشااترط فااي التخصاايص عناادهم – مااا ما َّار –
المعارضة بين العام والخاص ،وهذ ال يتحقق فيها هذا الشرط .
مااا َّ
أن الاادليل المخصااص إن لاام ي اان مقترن ااً ،باال ااان مسااتقالً ل نااف متراخي ااً عاان
العام ال يسمت هذا تخصيصًا ،بل يسمت نسخًا جز يًا .
مثال ذلك :
.8ئولف تعالت :
( سورة
األحزاب ،اآلية ،)49 ،يعتبر ناسخًا نسخًا جز يًا لما ورد في عموم ئولف تعالت:
( سورة البقرة ،اآلية.)228 ،
881
وبناص علت هذا انت المخصصات العامة ً أخرج النص اوول من الميتة ميتة البحر .
عند الحنفية منحصرة في :العقل ،والعرف ،والنص المستقل المقترن بالعام.
.1الشرط :قولف تعالت :
} ( سورة النساء ،اآلية .)12 ،فهنا ئولف تعالت:
خصص عموم ئولف تعالت . } :
.1الصفة :قولف تعالت :
888
بائ ُوم ِ
الالتببي َد َخ ْلببتُ ْم ِب ِيب َّبن } خصااص عمااوم الربا ااب وئصاار الح اام فقولااف تعااالت ِ :مب ْبن ِن ِ
سب َْ
فقااط علاات الربيبااة التااي دخاال علاات أمهااا فهااي التااي يحاارم زواجهااا ،أمااا التااي لاام ياادخل علاات
أمها فالزواج منها مباح صحي .
.4الغاية قولف تعالت :
مذىب الحنفية
ما َّار معنااا عنااد تعريفنااا للتخصاايص أن الحنفيااة يشااترطون فااي المخصااص أن ي ااون
ال ،وعلي ااف ف ااإن جمي ااع المخصص ااات المتص االة الت ااي تق ا َّادم ذ ره ااا م اان اس ااتثناص وش اارط
مس ااتق ً
وصا ا ا ا ا ا ا اافة وغايا ا ا ا ا ا ا ااة ال ترئا ا ا ا ا ا ا اات ون ت ا ا ا ا ا ا ا ااون مخصصا ا ا ا ا ا ا ااة للعما ا ا ا ا ا ا ااوم عنا ا ا ا ا ا ا اادهم ،با ا ا ا ا ا ا اال
وال يسا ا ا اامت ها ا ا ااذا تخصيص ا ا ا ااً عنا ا ا اادهم ،ب ا ا ا اال يسا ا ا اامت ئص ا ا ا ا اًر للعا ا ا ااام .وها ا ا ااذا اص ا ا ا ااطالح
وال مشاحة في االصطالح.
هو .المخصصات المبتقلة (المنفصلة)
المخصصات المستقلة عند الجميور
المخصااص المسااتقل هااو الااذي ال ي ااون جاازصاً ماان الاانص الااذي ورد فيااف العااام ،باال
ي ون منفصالً عنف وهو عدة أنواع منها :
881
األول :الحس :
هناك عام يشهد الحس علت ئصر علت بعض أفراد وال يحتاج إلت نص وبيان من
ال ئولف تعالت:
الشارع ،ومن ذلك مث ً
( سورة األحقاف ،اآلية.)25 ،
ادمر اال شا ٍ
ايص بااال اسااتثناص ،إال أن هااذا فااإن هااذا الاانص ظاااهر العمااوم وأن الاري تا ِّ
العمااوم ي اادل الح ااس عل اات أن ااف لاايس ما اراداً فهن اااك أش ااياص ثيا ارة غياار ئابل ااة للت اادمير ل اام ت اادمر
اورض والسماص ...إل . بواسطة هذ الري
تدريب ()5
اذ ا اار مث ا ااالين م ا ااع الش ا اارح لمخصص ا ااات متص ا االة ومث ا ااالين لمخصص ا ااات
منفصلة.
ال
فهذا النهي يدل ظاهر علت أن الحو يجب علت جميع الناس مسلمهم و افرهم ،وهذا عق ً
غير مراد ون غير المسلم ليس بم لف .ومنف ئولف تعالت :
( سورة البقرة ،اآلية ، )185 ،فإنف عام في ل من شهد الشهر ،إال أن العقل
881
األول :العا ا ا اارف الق ا ا ا ااولي ه ا ا ا ااو أن يتع ا ا ا ااارف ئ ا ا ا ااوم عل ا ا ا اات إط ا ا ا ااالق لف ا ا ا ااظ لمعن ا ا ا اات بحي ا ا ا ااث
ال يتبادر عن سماعف إال ذلك المعنت.
ويت ااون العاارف القااولي بساابب هج اران الناااس للمعناات اوصاالي فينقاال اللفااظ ماان هااذا
المعنت اوصلي إلت ما تعارف عليف الناس .
مثالو :تخصيص لفظ الطعام الوارد في حديث " :الطعبام بالطعبام مبثالً بمثبل" وئصار علات
الطعااام الااذي ااان متعارفااً إطااالق لفااظ الطعااام عليااف وئاات التشاريع اواطااالق لفااظ الدابااة علاات
ذوات اوربع دون غيرها ...ال ،وهذا النوع يصل مخصصاً للعموم عند جمهور العلماص.
الثاني :العرف العملي :وهاو ماا تعاارف علياف النااس وجارى علياف العمال عنادهم ،تعاارف
ال عل اات إط ااالق لف ااظ الدابا اة عل اات الف اارس ،أو ااان م اان ع ااادتهم أن ي ااأ لوا طعاما اًا
أئا اوام م ااث ً
ال فااورد النهااي عاان أ اال الطعااام فهاال يخصااص مااا تعااارفوا عليااف
مخصوص اًا وهااو القم ا مااث ً
عمليااً عمااوم لفااظ الطعااام المنهااي عنااف ؟ وهااذا النااوع ماان العاارف محاال اخااتالف بااين العلماااص
وممن ئال بف علماص الحنفية وينسب القول بف إلت بعض المال ية.
وذهااب جمهااور العلماااص إلاات عاادم االحتجاااج بااف ،وممااا ينبغااي التنبيااف إليااف هنااا :أن العاارف
المخصص للعموم هو العرف الاذي اان ساا دًا وئات نازول الاوحي ال اوعاراف الطار اة التاي
ربمااا تحماال ماادلوالت مخالفااة لمااا ااان معهااودًا عنااد صاادور العااام الااذي ي اراد حملااف علاات هااذا
العرف الطارئ.
الرابببع :الاانص :وهااو ماان أئااوى المخصصااات للعمااوم ،والمقصااود بااف تخصاايص نصااوص
الس َّانة ساواص أ ااان المخصاص وارداً بعااد ذ ار العااام موصاوالً
السا َّانة بنصاوص القارآن و ُ
القارآن و ُ
ال عنف .
بف ،أم ان منفص ً
بالس َّانة
للس َّانة ُ
والتخصيص بالنص ئد ي اون تخصيصاًا للقارآن باالقرآن ،وئاد ي اون تخصيصاًا ُ
بالس ا َّانة ،وئ ااد ي ااون تخصيصا ااً للسا انة ب ااالقرآن ،وئ ااد ي ااون
،وئ ااد ي ااون تخصيصا ااً للقا ارآن ُ
تخصيصاً لهما باإلجماع .فهذ أنواع عدة سنتعرض إليها في اختصار غير مخل
884
أنواع التخصيص
.8تخصيص القرآن بالقرآن.
.1تخصيص السنة بالسنة.
.1تخصيص عموم القرآن بالسنة.
.4تخصيص عموم السنة بالقرآن.
.5تخصيص القرآن باإلجماع.
.6تخصيص القرآن بالقياس.
.7التخصيص بالسبب.
( سورة البقرة ،اآلية ، )221 ،خصصف ئولف
تعالت :
( سورة المائدة ،اآلية ،)5 ،وئولف تعالت :
( سورة البقرة ،اآلية ،)234 ،خصصف
ئولف تعالت( :سورة الطالق ،اآلية.)4 ،
885
ص ِب ) عام خصصف ئولف صالت اهلل علياف وسالم
اب َوالَ َع َ وسلم " :الَ تَ ْنتَ ِف ُعوا ِم َن الم ْيتَ ِة ِبِإ َى ٍ
َ
َخذْتُ ْم إِ َىا ِب َيا ،فَ َد َب ْغتُ ُموهُ ،فَا ْنتَفَ ْعتُ ْم ِبو "
َ " :ىالّ أ َ
بالسا ا ا َّانة يشا ا اامل تخصا ا اايص المت ا ا اواتر منها ا ااا با ا ااالمتواتر ،وها ا ااذا السا ا ا َّانة ُوتخصا ا اايص ُ
م ا ا ا ا ااا ال خ ا ا ا ا ااالف في ا ا ا ا ااف ،ويش ا ا ا ا اامل تخص ا ا ا ا اايص اآلح ا ا ا ا اااد منه ا ا ا ا ااا باآلح ا ا ا ا اااد وب ا ا ا ا ااالمتواتر ،
أمااا تخصاايص المتاواتر باآلحاااد فقااد ساابق اخااتالف العلماااص حولااف ،واورجا جاواز ذلااك مااا
ذهب إلت ذلك جمهور العلماص.
س َّنة:
.3تخصيص عموم القرآن بال ُ
السا َّانة المخصصااة للقارآن إمااا أن ت ااون متاواترة اوامااا أن ت ااون آحااادًا ،وئااد ما َّار ذلااك
ُ
بالسا َّانة .وئلناا هناااك
معناا عنااد المناا عاان اخاتالف العلماااص فاي جاواز تخصايص عااام القارآن ُ
بالسا َّانة المتاواترة ،وأن الخاالف إنماا فااي إناف ال خاالف بيانهم فاي جاواز تخصايص عاام القارآن ُ
جا اواز تخصيصاااف باآلحادي ااة .ورجحنا ااا هن اااك الج ا اواز تبع ا ااً لم ااا ذها ااب إلي ااف أ ثا اار العلما اااص ،
السا َّانة الثالثااة :
السا َّانة المخصصااة للعمااوم تشاامل أئسااام ُ
واومثلااة هناااك هااي اومثلااة هنااا ،و ُ
القولية ،والفعلية ،والتقريرية .
تخصيص عموم ئولف تعالت :
( سورة النساء ،اآلية ،)11 ،بقولف صلت اهلل عليف
ئولف تعالت( :سورة
تدريب ()6
السا اانة المخصصا ااة للق ا ارآن ال ا اريم أن ا اواع ثالثا ااة ،اشا اارح ها ااذ العبا ااارة ما ااع
التمثيل.
مثالو :تخصيصف عموم ئولف ( :سورة المؤمنون ،اآلية)6 ،
فقد خصص هذا بإجماع المسلمين الذين انعقد علت تحريم اوخت من الرضاع وذلك ونها
ال تحل بسبب ملك اليمين.
887
السادس :القياس :
والقياس يجوز أن ي ون مخصصًا للعموم علت ماا تق َّادم مان مساألة جاواز تخصايص
عموم القرآن بأحاديث اآلحاد والقياس ،وئد رجحنا هناك ماا ذهاب إلياف جمهاور العلمااص وهاو
الجواز .
ومثالو :عموم ئولف تعالت( :سورة البقرة ،اآلية )275 ،ئالوا :هذا
888
هذ الصيغة العامة – هو الطهور مااؤ – تادل بعمومهاا علات أن مااص البحار طهاور
مطهِّر ل أنواع التطهير وليس في حالة الضرورة المس ول عنها فحساب ،بال فاي الضارورة
واالختيار.
السا َّانة وردت
وممااا ياادل علاات صااحة هااذ القاعاادة أن أ ثاار العموميااات فااي الق ارآن و ُ
علاات أسااباب خاصااة ،فآيااة الساارئة نزلاات فااي سببرقة المجببن ورداء صببفوان ،وآيااة الظهااار
نزلت في حاق مسلمة ببن صبخر ،وآياة اللعاان نزلات فاي حاق ىبالل ببن أميبة ،وأمثلاة ذلاك
ثيرة .ومعلوم أن النبي صلت اهلل عليف وسلم والصحابة واو مة مان بعاد عملاوا بعماوم هاذ
النصوص وح موا بها من غير ن ير فدل ذلك علت أن السبب غير مسقط للعموم.
نشاط
في التاري اإلسالمي أن عمر بن الخطاب لام يقسام غناا م العاراق ووافقاف
الصااحابة علاات ذلااك .هاال يعااد هااذا الفعاال ماان عماار باان الخطاااب نسااخاً أو
تخصيصاً؟ ولماذا؟ وما هو نوع التخصيص؟
.2الخاص
1.2تعريف
الخاص يطلق لغة على ول اسم لمسمى معلبوم علبى االنفبراد ،ومنبو
خصو الشيء أفرده بو دون غيره .
ويقببال اخببتص فببالن ببباألمر وتخصببص لببو إذا انفببرد ،وخصببني فببالن
بوذا ،أي أفرده لي .
891
أمبا فببي االصببطالح :فقبد عببرف بتعريفببات وثيببرة تبدور وليببا حببول معنببى
واحد ،ومن ىذه التعريفات :
.1ول لفظ وضع لمعنى واحد على انفراد وانقطاع المشاروة.
دل على مسمى واحد ،وما َّ
دل على وثرة مخصوصة. .2ما َّ
الشرح :
لااو نظرنااا إلاات هااذين التع اريفين لوجاادنا أنهمااا يتفقااان فااي ااون الخاااص لفظ ااً لمعناات
ً
عبار عناف التعريااف اوول والشاطر اوول مان التعرياف الثااني إال أن الشااطر واحاد .وهاذا ماا َّ
الثاااني ماان التعري ااف الثاااني ئ ااد أفادنااا إض ااافة جدياادة لمعناات الخ اااص حيااث ب اايَّن أنااف يش اامل
باإلضافة إلت المعنت الواحد المعاني ال ثيرة التي يم ن حصرها .
إال أننا إذا نظرنا نظرة فاحصة للتعرياف اوول فإنناا نجاد مان المم ان أن يتنااول ماا
ات واحاد ،تناولف التعريف الثاني في شطر الثاني حيث إن التعبيار ب اون الخااص وضاع لمعن ً
فإنااف يناااول الواحااد الحقيقااي محمااد وعلااي ،واالعتباااري أسااماص العاادد ماان اثنااين وثالثااة ...
ال .
ما أن التعبيار باالمعنت الواحاد يشامل الواحاد بالشاخص علاي والواحاد باالنوع رجال
والواحد بالجنس حيوان.
وه ا ااذ المع ا اااني مجتمع ا ااة جمعيبببببا الشبببببيخ خبببببالف فبببببي تعريبببببف جبببببامع فقبببببال :
" ىو لفظ وضع للداللة على فرد واحد بالشبخص مثبل محمبد ،أو واحبد ببالنوع مثبل رجبل ،
أو على أفراد متعددة محصورة مثل ثالثة ،وعشرة ومائة وقبوم ورىبط وجمبع وفريبق وغيبر
ذلك.
898
2.2داللة الخاص
إذا ان تعريف الخاص علت نحو ما ذ ر فإن داللتف بال شك تعتبر ئطعية .
صرح بف العلماص ،وعلت رأسهم علماص الحنفية .ئال فخار اإلساالم البازدوي
وهذا ما َّ
" :اللف ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااظ الخ ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اااص يتن ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اااول المخص ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااوص ئطعا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااً ويقينا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااً ب ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااال
شبهة" .
أمثلة أخرى :
.8لفظ ما ة جلدة الوارد في ئولف تعالت :
( سورة النور ،اآلية . )1 ،ومثلها سا ر اوعداد الواردة في
لفظ رئبة في ئولف تعالت : .1
(سورة البقرة ،اآلية)225 ،
،هذا ومما ينبغي التنبيف عليف هنا أن ل ما خرج من العام وأعطي ح مًا خاصًا هو
خاص سواص أ ان الخارج فرداً أم أفراداً محصورين .
891
أسئلة تقويم ذاتي
.3المشترك
1.3تعريف المشترك
عزيببزي الببدارس ،ماان اولفاااظ التااي تاادل علاات الشاامول :اللفااظ المشااترك وهااو الااذي
معنت مع تعدد فاي الوضاع ،ولهاذا جااصت تعريفاات اوصاوليين
ً وضع للداللة علت أ ثر من
تعبر عن هذا المعنت منها :
الشرح:
م اان خ ااالل ه ااذا التعري ااف يتب اايَّن لن ااا أن المش ااترك عب ااارة ع اان لف ااظ واح ااد ي اادل عل اات
معنيين فأ ثر ،ول ن ليس علت سابيل االساتغراق ماا م َّار معناا فاي تعرياف العاام ومباحثاف ،
891
اوانمااا علاات ساابيل الباادل ،ذلااك ون المشااترك إنمااا يا ُّ
ادل علاات اال واحااد ماان معانيااف بأوضاااع
مختلفة ال بوضع واحد العام .
عرفف بعضاهم بتعرياف يادل بوضاوح علات هاذا المعنات وهاو ئاولهم :هاو اللفاظ
ولهذا َّ
ٍ
معان مختلفة بأوضاع متعددة . الموضوع للداللة علت معنيين أو
ٍ
لمعان متعددة بألفاظ متعددة فإنف يدل: األمثلة :لفظ العين فقد وضع
.8بوضع علت العين الباصرة .
.1وبوضع آخر علت عين الشمس.
.1وبوضع ثالث علت ما ينبع من الماص.
.4وبرابع علت الجاسوس .
ومثلو أيضاً :لفظ القرص فقد وضع:
.8بوضع علت الحيض.
.1وبوضع آخر علت الطهر .
تعرضن ا بشيص من اإليجاز لهذا النوع من اولفاظ عند المنا عن المتشابف .
وئد َّ
894
.1أن ينقاال اللفااظ ماان معنااا اللغااوي إلاات معناات آخاار اصااطالحي في ااون حقيقااة لغويااة فااي
اوول وعرفية في الثاني ،وينقال اللفاظ إليناا علات أن لاف معنياين حقيقياين ،وباذلك ي اون
مشتر ًا.
مثال ذلك :ئولف تعالت :
} ئال الجمهور ( سورة األنعام ،اآلية .)121 ،الواو في ئولف:
4.3أحوال المشترك
الحالة األولى :
أن ياادور اللفااظ بااين معنيااين :المعناات اللغااوي ،ومعناات آخاار اصااطالحي شاارعي الصااالة
والصوم والحو فهنا يتعيَّن معنا االصطالحي الشرعي .
الحالة الثانية :
895
ي ا ا ا ا ااون اللف ا ا ا ا ااظ المش ا ا ا ا ااترك ال ا ا ا ا ا اوارد ف ا ا ا ا ااي النه ا ا ا ا ااي الشا ا ا ا ا اارعي مش ا ا ا ا ااتر اً ب ا ا ا ا ااين معنيا ا ا ا ا ااين
ٍ
معان ،وليس للشارع عرف خاص يباين واحاداً مان المعنياين أو المعااني التاي وضاع أو عدة
لها .
وخي ا ا اار مث ا ا ااال ل ا ا ااذلك ،المث ا ا ااال ال ا ا ااذي م ا ا ا َّار معن ا ا ااا االش ا ا ااتراك ف ا ا ااي ئول ا ا ااف تع ا ا ااالت :
وهاال ال اواو عاطفااة أم
حالية.
تدريب ()7
.8لماذا اشترك لفظ العين في اللغة العربية بين أ ثر من معنت واسم؟
.1بين المعنت اللغوي واالصطالحي ل ل من الصالة -الصوم -الز اة.
.4المطلق والمقيَّد
عزيزي الدارس ،هذا ئسم جديد من أئساام اولفااظ مان حياث الشامول وعدماف ،و ناا
عند تناولنا للعام ئلنا إنف يستغرق جميع ما وضع لف اوان شمولف وفراد شمو ٌل استغرائي .
وهناا نتنااول لفظاًا آخار مان ألفااظ الشامول ،إال أن شامولف لايس شامول العاام حيااث
إنااف ال يسااتغرق جميااع اوف اراد ،باال ياادل علاات ماهيتهااا وحقيقتهااا غياار َّ
مقياادة بقيااد ،فهااو ياادل
علاات فاارد شااا ع فااي جنسااف ولاايس علاات جميااع اوفاراد مااا فااي العااام ،ولهااذا جاااصت تعريفااات
اوصوليين للمطلق لها تعبر عن هذا المعنت .
أما المقيد فهو الذي يحد من انتشار شيوع المطلق فاي جنساف ،وهاذا ماا َّ
عباروا عناف
بوضوح اواليك تعريف ل من المطلق والمقيَّد .
1.4تعريف المطلق
ُع ِّرف المطلق بتعريفات ثيرة تدور لها حول ما ذ رنا .
896
عرفااف صاااحب
عرفببو البرازي بقولببو" :اللفااظ الاادال علاات الحقيقااة مان حيااث هااي" .وبمثلااف َّ
َّ .8
التوضي .
عرفو اآلمدي بقولو" :اللفظ الدال علت مدلول شا ع في جنسف". َّ .1
عرفببببببببو الزروشببببببببي بقولببببببببو " :ما ا ا ااا َّ
دل علا ا ا اات الماهيا ا ا ااة با ا ا ااال ئيا ا ا ااد ما ا ا اان حيا ا ا ااث ها ا ا ااي َّ .1
هي".
يالح ااظ أن ه ااذ التعريف ااات متقارب ااة المعن اات وه ااي ف ااي مجموعه ااا تشا ا ل لن ااا ص ااورة
واضااحة لمفهااوم المطلااق عنااد اوصااوليين ،فهااو عبااارة عاان لفااظ ياادل علاات حقيقااة الشاايص أو
ماهيتااف ماان حيااث هااي ماان غياار أن تقيااد بقيااد يحااد ماان شاايوعها فيجعلهااا محصااورة فااي فا ٍ
ارد
واحد أو أفراد محددة .
األمثلة :لفظ رئبة في ئولف تعالت :
(سورة البلد ،اآليتان ، )13-12 ،فلفظ رئبة هنا لفظ مطلق وهو يدل علت مدلول شا ع في
جنس الرئاب من غير تحديد لها ب ونها واحدة أو أ ثر مؤمنة أو افرة .
باح إِالّ ِبب َبولِي" ،فإنااف ذ اار مطلق ااً ِ
ومثلببو :لفااظ الااولي فااي ئولااف صاالت اهلل عليااف وساالم " :الَ نوب َ
مان غياار تحديااد للااولي المقصااود هنااا فهااو لفاظ شااا ع فااي جاانس اوولياااص ،وياادل علاات ماهيااة
وي ِح ُّد من شيوعف وانتشار . الولي من غير تحديد حتت يأتي لفظ آخر يقيِّد ُ
وح م المطلق أنف يجب العمل بف علت إطالئف إال إذا ورد ما يقيِّد علات نحاو ماا سايأتي
:
2.4تعريف المقيَّد
ماان خااالل مااا ذ اار ماان تعريااف وأمثلااة المطلااق يظهاار لنااا معناات َّ
المقيااد إذ إّن اف هااو
الااذي يحااد ماان شاايوع المطلااق وانتشااار فااي جنسااف ،ولااذلك عا ّارف بتعريفااات لهااا تاادور حااول
هذا المعنت .
فإذا ان المطلاق هاو الاذي يادل علات الحقيقاة أو الماهياة مان حياث هاي غيار َّ
مقيادة
بقيد ،فإن المقيَّد هو الذي يدل علت الماهية مقيادة بقياد ،اواذا اان المطلاق هاو ماا َّ
دل علات
897
المقيا ا ا ا ا ا ا ا ااد ه ا ا ا ا ا ا ا ااو ما ا ا ا ا ا ا ا ااا َّ
دل علا ا ا ا ا ا ا ا اات فا ا ا ا ا ا ا ا اارد ف ا ا ا ا ا ا ا اارد شا ا ا ا ا ا ا ا ااا ع فا ا ا ا ا ا ا ا ااي جنس ا ا ا ا ا ا ا ااف ،فا ا ا ا ا ا ا ا ااإن َّ
غير شاا ع فاي جنساف وه اذا ،ولهاذا انات تعريفااتهم لاف لهاا ال تخارج عان هاذا المعنات ومان
ذلك:
عرفف عضد الدين اإليجي بقولف" :ما ُّ
يدل ال علت شا ع في جنسف". َّ .8
عرفااف الااد تور محمااد أديااب صااال بقولااف" :اللفااظ الااذي ياادل علاات الماهيااة بقيااد يقلاال ماان
َّ .1
شيوعف".
األمثلة:
.8ئولف تعالت( :سورة المائدة ،اآلية ، )3فهنا ورد
لفظ الدم مطلقًا إال أن ف لم يبق علت إطالئف حيث فسَّر في آية أخرى ب ونف مسفوحًا وهي
ئولف تعالت :
ما في ئولف تعالت : .2ومثلف عبارة رئبة فإنها جاصت مقيَّدة ب ونها مؤمنة
ومثلف تقييد الشهرين في فارة القتل ب ونها متتابعين الذي في ئولف تعالت : .3
( سورة النساء ،اآلية .)22
898
3.4أحوال المطلق مع المقيَّد
ورود اللفظ مطلقاً ومقيداً في نصين مختلفين اتحاد المطلق والمقيد في الحوم والسبب
اتحاد المطلق والمقيد في الحوم واختالفيما في اختالف المطلق والمقيد في الحوم والسبب
السبب
للمطلاق ماع المقيااد حااالت خمااس منهاا مااا هاو موضاع اتفاااق باين العلماااص مان حيااث
حمل المطلق علت المقيَّد من عدمف ومنها ما هو محل اختالف .
أوالً :حاالت االتفاق:
الحالة األولى :اتحاد المطلق والمقيَّد في الح م والسبب ،وذلك قولف تعالت:
( سورة
المائدة ،اآلية .)3مع ئولف تعالت :
( سورة األنعام ،اآلية
.)445
899
فالدم في اآلية اوولت جاص مطلقاً عن أي ئيد يقيد ل نف فاي اآلياة الثانياة جااص َّ
مقياداً
بقيا ٍاد وهااو ونااف مساافوحاً ،والمساافوح :هااو مااا سااال عاان م انااف ومااع ذلااك ااان الح اام فااي
اآليتين واحدًا وهو التحريم ،والسبب أيضًا واحدًا وهو ما في هذا الدم من اوذى والمضرة .
فهنا اتفق العلماص علت وجوب حمال المطلاق علات َّ
المقياد حياث حرماوا مان الادم الادم
المسفوح فقط وبقي ما عدا علت أصل الحل.
الحالة الثانية :اختالف المطلق والمقيَّد في الح م والسبب معًا ما في ئولف تعالت :
( سورة المائدة ،اآلية .)33مع ئولف
تعالت :
111
أسئلة تقويم ذاتي
ضع العالمة ( )لإلجابة الصحيحة والعالمة (×) لإلجابة الخطأ بما يأتي:
)........( .8الدم والميتة لفظان مقيدان.
)........( .1ئال تعالت( :فتحرير رئبة) في سورة المجادلة.
)........( .1للمطلق والمقيد أربع حاالت.
)........( .4وردت لف ااظ الي ااد ف ااي القا ارآن ف ااي الص ااالة (الوض ااوص) وف ااي
السرئة وهما في الح م سواص.
تعالت :
( سورة المائدة ،اآلية .)6مع ئولف تعالت :
118
أمااا ماان َّئياادهما ب ونهمااا إلاات الماارفقين اعتمااد علاات حااديث اباان عماار وجااابر أنااف
ص االت اهلل علي ااف وس االم ئ ااال ( :التبببيمم ضبببربتان :ضبببربة للوجبببو ،وضبببربة لليبببدين إلبببى
المرفقين ) .
وأما من َّئيادهما ب ونهاا إلات ال اوعين فقاد اساتند إلات حاديث عماار بان ياسار (رضاي
اهلل عنهمااا) أنااف ئااال :أجنباات فتمع اات فااي الصااعيد وصااليت ،ذ اارت ذلااك رسااول اهلل صاالت
اهلل عليف وسلم فقال " :إنما يوفيك ىوذا وضرب شعبة يديو على روبتيو ونفخ في يديبو ثبم
مسح ببيما وجيو ووفيو مرة واحدة ".
ثانياً :حاالت االختالف :
الحالة األولى :ورود اللفظ مطلقًا في نص ومقيَّدًا في ناص آخار ثام ي اون اإلطاالق والتقيياد
في سبب الح م والموضوع والح م واحداً .
ض َر ُساو ُل الّل ِاف صالت مثال :ما روي عن عبد اهلل بن عمر "رضاي اهلل عنهماا" أناف ئاال :فَ َار َ
ير َعلَاات اْل ُحا ّار َواْل َع ْبا ِاد َوال ا ّذ َ ِر
صاااعا ِما ْان َشا ِاع ٍ ِ
صاااعا ما ْان تَ ْما ٍار أ َْو َ اهلل عليااف وساالم َزَ اااةَ اْل ِف ْ
طا ِار َ
ِِ ير واْل َ بِ ِ ِ واو ُْنثَت و ِ
ين.
ير م َن اْل ُم ْسلم َ الصغ ِ َ َ ّ َ
الن ِب ُّي صلت اهلل عليف وسلم َ
ص َد َئ َة ض َّ وروي عنف رضي اهلل عنف أيضًا أنف ئال َ :ف َر َ
اعا ِم ْن
ص ً اعا م ْن تَ ْم ٍر أ َْو َ
وك ص ِ
َ ً
الذ َ ِر واو ُْنثَت واْلح ِّر واْلمملُ ِ
َ ُ َ َْ َ
ال رمضان عَلت َّ
ط ِر أ َْو َئ َ َ َ َ َ َ اْل ِف ْ
َش ِعير.
يالحاظ فاي هاذين النصاين أن الموضاوع واحاد وهاو ز ااة الفطار ماا أن الح ام واحااد
وه ااو وج ااوب إخراجه ااا إال أن اإلط ااالق والتقيي ااد ااان ف ااي س اابب الح اام حي ااث ورد َّ
مقي اادًا ف ااي
الح ااديث اوول فاش ااترط ف ااي ال اانفس الت ااي يمونه ااا الص ااا م أن ت ااون مس االمة ،وف ااي الح ااديث
الثااني لاام ي اان الساابب َّ
مقيااداً بهاذا القيااد في ااون شااامالً ل اال نفاس مؤمنااة اناات أم ااافرة ،هنااا
اختلف العلماص في حمل المطلق علت المقيَّد علت مذهبين .
المببذىب األول :مااذهب جمهااور العلماااص ماان المال يااة والشااافعية والحنابلااة حيااث إنهاام حمل اوا
المطلااق علاات َّ
المقيااد هنااا فاشااترطوا فااي الاانفس التااي يمونهااا الصااا م أن ت ااون مؤمنااة ،فلاام
يوجبوا علت السيد ز اة الفطر في ممالي ف إذا انوا غير مسلمين.
111
المذىب الثاني :ذهاب الحنفياة إلات عادم حمال المطلاق علات َّ
المقياد فلام يشاترطوا فاي الانفس
ااص علاات ذلااك أوجب اوا علاات الساايد أن يخاارج ز اااة
التااي يمونهااا الصااا م أن ت ااون مساالمة ،وبنا ً
جميع من يملك سواص أ انوا مسلمين أم غير مسلمين.
وعلال الحنفيااة عاادم حملهام المطلاق علاات َّ
المقيااد هناا بااأن اوصاال التازام مااا جاااص عاان
الشااارع فااي دالالت ألفاظااف علاات اوح ااام فااالمطلق يحماال علاات إطالئااف و َّ
المقيااد يحماال علاات
تقيياد ون ال ناص حجااة ئا ماة باذاتها ،فااال يحمال المطلاق علاات َّ
المقياد إال لادليل ماان ذات
اللفظ .
فم ااا دام أنا ااف لا اايس هنا اااك تنا ااائض أو تنا ا ٍ
ااف ب ااين المطلا ااق و َّ
المقيا ااد فلا اايس هنا اااك ما ااا
يستدعي حمل المطلق علت المقيَّد .
وفا ا ا ااي هاا ا ااذا المثا ا ا ااال اا ا ااان اإلطا ا ا ااالق والتقييا ا ا ااد فا ا ا ااي سا ا ا اابب الح ا ا ا اام وهاا ا ااذا وحا ا ا ااد
ال يحا ا اادث تنائضا ا ا ااً با ا ااين المطل ا ا ااق و َّ
المقي ا ا ااد فلا ا اايس هن ا ا اااك م ا ا ااا يمنا ا ااع أن تتع ا ا اادد اوس ا ا ااباب
لح م واحد.
الحالة الثانية :
اتحاد المطلق والمقيَّد في الح م واختالفهما في السبب .
مثالو :ئولف تعالت في شأن فارة الظهار :
( سورة المجادلة ،اآلية )3مع ئولف تعالت :
( سورة النساء ،اآلية . )22
فاآلية اوولت جاصت الرئبة فيها مطلقة ،وفي الثانية وردت َّ
مقيادة ب ونهاا مؤمناة ماع
أن الح اام واح ااد وهااو وج ااوب عتااق رئب ااة ،إال أن الساابب مختل ااف ،فعتااق الرئب ااة فااي ف ااارة
الظهار سببف العود إلت زوجتف بعد أن ظاهر منها ،وفي فارة القتال الخطاأ سابب وناف ئتال
نفسًا خطأً .
فهنا اختلف العلماص في حمل المطلق علت المقيَّد علت مذهبين :
111
المببذىب األول :ذهااب الجمهااور إلاات وجااوب حماال المطلااق علاات َّ
المقيااد فااأوجبوا بناااص علاات
ذلك في هذا المثال أن ت ون الرئبة في الموضوعين مؤمنة.
ااص المذىب الثباني :ذهاب الحنفياة إلات عادم حمال المطلاق علات َّ
المقياد فاي هاذ الحالاة ،وبن ً
عليااف ئااالوا فااي هااذ المسااألة ال تحماال الرئبااة التااي وردت مطلقااة فااي آيااة الظهااار علاات الرئبااة
َّ
المقياادة التااي فااي آيااة القتاال الخطااأ لمااا ذ رنااا عاانهم فااي المسااألة الماضااية ماان أن اوصاال
عندهم أن يعمل بالمطلق في موضعف ،والمقيَّد في موضاعف ماا دام أن ذلاك ال يحادث تنافيااً
وال تنائضاً.
ال إذا ئلن ااا إن الق اارص الا اوارد ف ااي ئول ااف تع ااالت :
فم ااث ً
114
( سورة البقبرة ،اآليبة ،)223إذا ئلناا إناف الطهار انصارف ذهنناا عان الحايض
وأناف لاايس ماراداً مااا أنناا إذا ئااال شاخص :أرياات عينااً وغلاب علاات ظنناا أنااف يعناي بهااا عااين
الماص انصرف ذهننا عن المعاني اوخرى المشتر ة مع هذا المعنت وه ذا.
ال لفظ الدم الوارد
أما المطلق فإنف يشارك المشترك من حيث إن شمولف بدلي فمث ً
في ئولف تعالت ( :سورة المائدة ،اآلية )3عندما
ئيدنا ب ونف مسفوحاً انصرف الذهن عن جميع أنواع الدم من غير المسفوح إال أن المطلق
يفارق المشترك من أنف يدل علت الماهية من حيث هي ،أو علت فرد شا ع في جنسف ما
وضحنا ذلك في موضعف وذلك من دون تعدد في الوضع ،أما المشترك فإنف يدل علت معنيين
فأ ثر ،ول ن بأوضاع متعددة ف لمة عين وضعت بوضع يدل علت الجاسوس ،بوضع آخر
لتدل علت العين الباصرة ،بوضع ثالث لتدل علت عين الماص ،وه ذا تعدد في اإلطالئات مع
تعدد في الوضع ،أما المطلق فإنف ليس فيف تعدد في الوضع .
هااذا وممااا ينبغااي التنبيااف عليااف أن العااام أيض ااً لاايس فيااف تعاادد فااي الوضااع ،باال ياادل
مر .
بوضع واحد علت جميع أفراد ما َّ
نشاط
ماان خااالل د ارسااتك للمقيااد والمطلااق ا تااب بحثاًا ماان صاافحة واحاادة فيااف مقارنااة
بين أئوال الحنفية والجمهور ،واعرض ما تبت علت مشرفك او اديمي.
115
الخالصة
اللفاظ العااام هااو الااذي َي ُع ُّام شااي يين فااأ ثر .وألفاااظ العمااوم ثيارة منهااا :اال ،جميااع أسااماص
الشرط ،وأسماص االستفهام.
العام داللتف ظنية عند جمهور العلماص ،وعند الحنفية داللتف ئطعية.
يجوز تخصيص عام القرآن والسنة والمتواترة بخبر الواحد والقياس.
إذا وجااد تعااارض ب ااين العااام والخ اااص يم اان إ ازل ااة التعااارض بمعرف ااة الناس ا والمنس ااوخ
وتاري ورود النص.
التخصص هو ل ئصر للعام عن بعض أفراد .
المخصصات أنواع مختلفة منها الشرط والصفة واالستثناص.
يم ن أن تخصص القرآن بالقرآن وبالسنة بأنواعها المختلفة إن انات ئولياة أو فعلياة أو
تقريرية.
اللفظ المشترك هو الذي وضع للداللة علت أ ثر من معنات بأوضااع متعاددة وفاي اللغاة
العربي ا ااة ألف ا اااظ تعتب ا اار مش ا ااتر ة ول ا ااذلك لع ا اادة أس ا ااباب منه ا ااا المعن ا اات اللغ ا ااوي والمعن ا اات
االصطالحي.
المطلق هاو اللفاظ الادال علات مادلول شاا ع فاي جنساف ويجاب العمال باف عناد إطالئاف إذا
لم يقيد.
واللف ااظ المقي ااد ل ااف أحا اوال متع ااددة وه ااو مح اال بح ااث ب ااين علم اااص اوص ااول م اان مدرس ااة
اوحناف ومدرسة الجمهور.
116
لمحة مب قة عن الوحدة التالية
تتنااول الوحاادة التاليااة النسا وداللتاف ،حيااث تعااد معرفااة النسا ماان أهاام مباحااث علاام
أصول الفقف حيث تقف علت الدليل علت النس مان القارآن ال اريم ومان اوحادياث الصاحيحة
وسااتجد ااذلك أن اواع النس ا مثااال نس ا ح اام بح اام آخاار ونس ا الااتالوة وبقاااص الح اام ونس ا
الح م والتالوة معًا وفي الوحدة ذلك التعارض الذي يظهر مان بعاض النصاوص و ياف ياتم
إزالة التعارض عند جمهور العلماص بأن تجمع اودلة لمعرفة هال يم ان العمال بالادليلين أم ال
ثم الترجي أو النس .
وستقف علت ل هذ المسا ل في الوحدة التالية.
117
إجابات التدري ات
تدريب ()1
العام هو اللفظ الذي وضع للداللة علت جميع أفراد علت سبيل الشمول.
.8ل :ل نفس ذا قة الموت.
.1الجمع المعرف با (ال) إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات.
.1أسماص الشرط :من يعمل سوصاً ُيجز بف.
تدريب ()2
.8لفظ الدابة يفيد العموم لجميع الدواب.
.1لفاظ النااس فااي اآلياة يفياد العمااوم لجمياع البشار ول اان هاذا ئطعاًا غياار الماراد وهاو ماان
ئبيل العام الذي أريد بف الخاص.
تدريب ()3
رأى الجمهااور أن حااديث فاطمااة بناات ئاايس فااي أن الم ارأة المطلقااة ثالث ااً (ال س ا نت لهااا وال
نفقااة تخصاايص لقولااف تعااالت (أس ا نوهن ماان حيااث س ا نتم ماان وجااد م) وعماار رفااض حااديث
فاطمة ونف لم يتأ د نسبتف لرسول اهلل.
ورأى الحنفية أن هذا الحاديث دليال علات أن عمار يارى عادم تخصايص القارآن بخبار الواحاد
ونف ظني الداللة والقرآن ئطعي الداللة.
تدريب ()4
التخص اايص ه ااو اال ئص اار للع ااام عل اات بع ااض أفا اراد مث ااال" :وأح اال اهلل البي ااع وح اارم الرب ااا"
فتحريم الربا تخصيص من إحالل البيع اوان ان الربا فيف شبف البيع.
والنس الجز ي هو إبطال العمل بح م العام بالنسبة لبعض أفراد .
مثال :ئول رسول اهلل صلت اهلل عليف وسلم عن السمك "الحل ميتاف" نسا جازئ لقولاف تعاالت:
"حرمت علي م الميتة".
118
تدريب ()5
.8مثااال ئولااف تعااالت" :إال ماان أ اار وئلبااف مطم ا ن باويمااان" مخصااص لعمااوم ماان تلفااظ
ب لمة ال فر مختا ًار ان أم م رهًا.
.1مثال ئولف تعالت" :ربا ب م الالتي في حجور م من نسا م الال ي دخلتم بهن".
تدريب ()6
السنة المخصصة للقرآن ال ريم هي:
.8سنة ئولية حديث "ال يرث القاتل" مخصص لقولف تعالت" يوصي م اهلل في أوالد م".
.1ساانة فعليااة حااديث باان عماار رأى رسااول اهلل مسااتقبالً ببياات المقاادس مسااتدي اًر ال عبااة
مخصص لعموم النهي عن استقبال القبلة أو استتبارها ببول أو غا ط.
.1تقديرياة :تارك رسااول اهلل صالت اهلل عليااف وسالم مان يصاالي ر عتاي الفجاار بعاد صااالة
الفجر تخصيص لعموم النهي بعد صالة الفجر.
تدريب ()7
.8لفظ العين لفظ وضع لغة للداللة علت عدة معان بأوضاع متعدد حيث يوضاع للداللاة
عل اات الع ااين الباصا ارة ويوض ااع لع ااين الم اااص وموض ااع آخ اار للجاس ااوس وموض ااع آخ اار
للذهب والفضة ..ال
.1المعنت اللغوي للصالة هو الدعاص واالصاطالحي هاي عباادة مخصوصاة تشاتمل علات
القراصة والر وع والسجود والدعاص.
.1
الصااوم لغ اة اإلمساااك ،واصااطالحاً اإلمساااك ماان المفط ارات ماان طلااوع الفجاار إلاات غااروب
الشمس.
الز اااة :لغ ااة تعن ااي الطه ااارة والنم اااص ،واص ااطالحًا ه ااو اخا اراج م ااال مخص ااوص ف ااي وئ اات
مخصوص لجهة مخصوصة بغرض التطهير والنماص.
119
مبرد المصطلحات
اللفظ العام:
ل لفظ عم شي ين فصاعداً.
الداللة القطعية:
هي الداللة التي ال تحتمل إال معنت واحدًا.
الداللة الظنية:
هي الداللة التي تحتمل أ ثر من معنت.
التخصيص:
هو ئصر العام علت بعض أفراد .
الخاص:
ل لفظ وضع لمعنت واحد علت انفراد وانقطاع المشار ة.
المشترك:
هو اللفظ الموضوع ل ل واحد من معنيين فأ ثر بأوضاع متعددة.
المطلق:
هو اللفظ الدال علت مدلول شا ع في جنسف.
القيد:
هو اللفظ الذي يقلل من شيوع المطلق وانتشار
181
المصادر والمراجع
أوالً :المصادر
القرآن الوريم.
ثانياً :المراجع الفقهية
.8أديااب ،صااال ،محمااد ،تفسببير النصببوص فببي الفقببو ايسببالمي ،الم تااب اإلسااالمي،
ط8984 ،1م.
.1اآلم اادي ،عل ااي ،ب اان أب ااي عل ااي ،األحوبببام فبببي أصبببول ايحوبببام ،دار ال ت ااب العلمي ااة،
بيروت :لبنان8981 ،م.
.1باان الحاجااب ،جمااال الاادين ،مختصببر ابببن الحاجببب مطبببوع مببع شببرحو للعضببد ،دار
ال تب العلمية ،بيروت8981 :م.
.4زهير ،أبو النور ،أصول الفقو ،الم تبة اوزهرية للتراث ،القاهرة1114 :م.
.5الغ ازل ااي ،محم ااد ،ب اان أحم ااد ،أب ااو حام ااد ،المستضبببفى فبببي علبببم األصبببول ،المطبع ااة
اوميرية8981 ،م.
.6الق ارفااي ،أحمااد ،باان إدريااس ،شببرح تنقببيح الفصببول فببي اختصببار المحصببول ،م تبااة
ال ليات اوزهرية8971 ،م.
.7النيسابوري ،مسلم ،بن الحجااج ،صبحيح مسبلم مبع شبرح النبووي ،المطبعاة المصارية
وم تبها ،بدون تاري نشر.
.8الباازدودي ،عبااد العزيااز ،باان احمااد ،وشبببف األسببرار عبببن أصببول فخبببر ايسبببالم ،دار
ال تاب العربي8974 ،م
188
الوحدة الثالثة
األلفاظ بين
الوضوح واإلبهام
محتويات الوحدة
الصفحة الموضوع
010 مقدمة
010 تمييد
011 أىداؼ الوحدة
012 .1األلفاظ واضحة الداللة ومبهمة الداللة
012 0.0تعريؼ واضح الداللة ومبيميا
014 1.0مقارنة بيف مسمكي الحنفية والجميور
016 .2األلفاظ مبهمة الداللة
016 0.1تعريؼ المفظ مبيـ الداللة
032 1.1مقارنة بيف مسمكي الحنفية والجميور
034 المبين
.3البيان و ّ
034 0.2تعريؼ البياف
034 1.2ما يحصؿ بو البياف
036 .4التأويل
036 0.3تعريؼ التأويؿ
037 1.3شروط التأويؿ
037 2.3أمثمة لمتأويؿ الصحيح
038 3.3أمثمة لمتأويؿ المردود
040 الخالصة
041 لمحة مسبقة عن الوحدة التالية
042 إجابات التدريبات
044 مسرد المصطلحات
045 المصادر والمراجع
011
مقدمة
تمهيد
عزيزي الدارس،
مرحباً بؾ في الوحدة الثالثة مف ىذا المقرر والتي تحتوي عمى ستة أقساـ رئيسة تدور
حوؿ األلفاظ واضحة الداللة ومبيمة الداللة ،والبياف والتأويؿ.
إف دراسة األلفاظ التي وردت في القرآف الكريـ والسنة المطيرة تعد مف أىـ مباحث عمـ
أصوؿ الفقو حيث الوقوؼ عمى الدالالت وتوضيح المبيـ والمجمؿ ،لكي يمكف لممسمـ أف
يطبؽ شرع اهلل الذي أنزلو لمفوز بالدنيا واآلخرة.
وستتعرؼ في ىذه الوحدة عمى مسمؾ األحناؼ والجميور في تقسيـ األلفاظ مف حيث
الدالالت ،وستجد كذلؾ تعريؼ الظاىر والنص المفسر.
وتقؼ كذلؾ عمى المفظ المبيـ وسبب اإلبياـ .وبينا لؾ تعريؼ التأويؿ وشروطو،
وقربنا لؾ أمثمة مف التأويؿ الصحيح.
ولكي تكتمؿ الفائدة نرجو أف تقوـ بكؿ التدريبات وأسئمة التقويـ الذاتي والنشاطات،
والوقوؼ عمى المصادر المعتمدة في ىذه الوحدة .واذا تعسر عميؾ شيء فيجب أف تستعيف
بمشرفؾ الكاديمي.
واهلل الموفؽ،،،
010
أهداف الوحدة
عزيزي الدارس ،بعد فراغك من دراسة هذه الوحدة يجب أن توبون
011
.1األلفاظ واضحة الداللة ومبهمة الداللة
1.1تعريف واضح الداللة ومبهمها
واضببا الداللببة :هببو مببا دل علببى المعرببى المبراد مرببت مببن رفببس صببي تت مببن غيببر
توقف على أمر خارجي .
مبهم الداللة :هو الذي يتوقبف فهبم المبراد مربت علبى أمبر خبارجي ال مبن رفبس
صي تت.
واأللفاظ بنوعييا المػذكوريف آنفػاً اختمػؼ العممػاء مػف مدرسػتي الحنفيػة والجميػور فػي
أقسػػاميا ورتبيػػا ،حيػػث سػػمؾ أصػػوليو الحنفيػػة فػػي ذلػػؾ مسػػمكاً خػػالفيـ فيػػو أصػػوليو مدرسػػة
المتكمميف .فكػاف ال بػد -والحالػة ىػذه -مػف أف نبػيف بالد ارسػة أوالً مػا سػار عميػو أصػحاب
المدرسػػة األولػػى ،ثػػـ نػػذكر بعػػده مػػا سػػار عميػػو أصػػحاب المدرسػػة الثانيػػة عمػػى نحػػو مػػا س ػرنا
عميو في تناولنا لموضوعات الوحدة األولى .
012
المسللاأل األومس مسللاأل الحيفيللة مل ل تقسلليمه لألفللاظ واض للحة
الداللة
قسـ جميور الحنفية األلفاظ واضحة الداللة إلى ما يمي :
أ .الظاىر .
ب .النص .
ج .المفسر .
د .المحكـ .
وىػ ػ ػ ػػذا التقسػ ػ ػ ػػيـ مرتػ ػ ػ ػػب مػ ػ ػ ػػف األدنػ ػ ػ ػػى وضػ ػ ػ ػػوحاً إلػ ػ ػ ػػى األعمػ ػ ػ ػػى وضػ ػ ػ ػػوحاً حيػ ػ ػ ػػث
إف الظاىر عندىـ يعتبر األدنى وضوحاً والمحكـ أعالىا ما يأتي جمؿ وافية بما ذكروه .
أ .الظاهر
* تعريفت
هو اسم لول والم ظهر المبراد مربت لبت للسبامع بصبي تت .أو هبو :البذي يسبب إلبى
العقول واألفهام لظهوره ،موضوعاً فيما هو المراد.
األمثلة :
013
.0قولو تعالى ( :سورة البقرة ،اآلية.)275 ،
ىػػذه اآليػػة -كمػػا مػػر معناىػػا -مسػػوقة أصػػالة لنفػػي التماثػػؿ بػػيف البي ػ والربػػا رداً
عمػػى مػػف زعػػـ مػف الكػػافريف بػػأف البيػ مثػػؿ الربػػا ومػ ذلػػؾ فيػػي ظػػاىرة مػػف خػػالؿ عبارتيػػا
الواضحة عمى ِّ
حؿ البي وحرمة الربا .
وىػذا المفػظ مػ ظيػور داللتػو فػي ِح ِّػؿ البيػ وحرمػة الربػا إال أف كػالً مػف البيػ والربػا
الم ػ ػػدلوؿ عمييم ػ ػػا ف ػ ػػي ى ػ ػػذا المف ػ ػػظ الظ ػ ػػاىر ص ػ ػػحيحة لمتخص ػ ػػيص والتأوي ػ ػػؿ وق ػ ػػد دخميمػ ػ ػا
التخصيص بالفعؿ ؛ حيث إف البي ليس كمو حػالالً فينػاؾ بيػوع جػائزة وأخػرر محرمػة .كمػا
أف الربػا لفػػظ عػاـ جػػاءت النصػوص فخصصػػتو وحصػرتو فػي أمػواؿ معينػة وأصػػناؼ محػػددة
...وىكذا .
.1قولو تعالى :
( سورة الرساء ،اآلية. )3 ،
014
أسئلة تقويم ذاتي
قػػاؿ تعػػالى :واذ قالػػت المالئكػػة يػػا م ػريـ إف اهلل اصػػطفاؾ وطيػػرؾ واصػػطفاؾ
عمى نساء العالميف)
.0بيف في ىذه اآلية ظاىرة الداللة في ثالثة أشياء.
ال آخر مف القرآف الكريـ فيو ظاىر الداللة.
.1اذكر مثا ً
تدري ()1
مف خالؿ قراءتؾ لمقرآف الكريـ مثؿ بمثاليف لمظاىر.
* حوم الظاهر:
إذا ورد المف ػػظ ظ ػػاى ًار ف ػػي الدالل ػػة عم ػػى المعن ػػى عم ػػى نح ػػو م ػػا ذك ػػر ف ن ػػو يم ػػزـ من ػػو
األحكاـ اآلتية :
.0وجػػوب العمػػؿ بمػػا ظيػػر منػػو مػػا لػػـ يقػػـ دليػػؿ يػػدؿ عمػػى خػػالؼ ظػػاىره إذ األصػػؿ عػػدـ
صرؼ المفظ عف ظاىره إال لوجود دليؿ يدؿ عمى أف الظاىر غير مراد .
.1احتمالو لمتأويؿ بمعنى أنو قابؿ ألف يصرؼ عف ظاىره ،وأف يدخمػو التأويػؿ الناشػع عػف
دليؿ صحيح .وبناء عمى ىذا ف ف الظاىر إذا كػاف مطمقػًا احتمػؿ التقييػد واذا كػاف عامػًا
احتمؿ التخصيص ،واذا كاف حقيقة احتمؿ أف يصرؼ إلى مجازه ...ال .
.2قبولو النس في زمف التشري أي في عيػد نػزوؿ الػوحي إذا قػاـ دليػؿ يػدؿ عمػى أف حكػـ
الظاىر قد نس
015
وخالصة األمر:
أرت إذا لم يقم دليل يدل على صرف الظاهر عن ظاهره فإرت يبقى علبى ظباهره،
ويج العمل بما وان ظاهراً فيت ،وما سمي ظاهراً إال لهذا السب (.)1
ب .اليص
تعريفت :
عػػرؼ الػػنص بتعريفػػات كثي ػرة تػػدور حػػوؿ معنػػى واحػػد واف اختمفػػت عباراتيػػا ،ومػػف
أىـ ىذه التعريفات :
.0ما ازداد وضوحًا عمى الظاىر بمعنى مف المتكمـ ال في نفس المفظ.
.1مػا يػػزداد وضػوحًا بقرينػػة تقتػػرف بػالمفظ مػػف المػتكمـ لػػيس فػػي المفػظ مػػا يوجػب ذلػػؾ ظػػاى ًار
بدوف تمؾ القرينة.
شرح التعريف :
مف خالؿ ىذيف التعريفيف يتضح لنا أف النص واضح الداللة عمى معنػاه المػراد منػو
مف نفس صيغتو .
فيو يشارؾ الظاىر في ىذا إال أنػو يػزداد عميػو قػوة ووضػوحًا بسػبب اقتػراف قرينػة بػو
صادرة مف المتكمـ جعمتو أكثر وضوحاً مف الظاىر .
وم ػػف خ ػػالؿ ى ػػذا التعري ػػؼ وش ػػرحو يمكنن ػػا أف نس ػػتنتص أف قب ػػوؿ ال ػػنص لمتخص ػػيص
والتأويػػؿ أقػػؿ احتمػػاالً مػػف الظػػاىر ،بػػؿ ىػػو احتمػػاؿ بعيػػد ،كمػػا أنػػو يقبػػؿ النس ػ فػػي عيػػد
الرسالة مثمو في ذلؾ مثؿ الظاىر.
وق ػػد عب ػػر ع ػػف ى ػػذه المع ػػاني بوض ػػوح التعري ػػؼ ال ػػذي ذى ػػب إلي ػػو فض ػػيمة األسػ ػػتاذ
الدكتور محمد أديب صالح حيث قاؿ فػي تعريفػو :لالمفػظ الػذي يػدؿ عمػى الحكػـ الػذي سػيؽ
016
ألجمو الكالـ داللة واضحة تحتمؿ التخصيص والتأويؿ احتماالً أضعؼ مػف احتمػاؿ الظػاىر
م قبوؿ النس في عيد الرسالة].
األمثمة:
.0قولو تعالى( :سورة البقرة ،اآلية.)275 ،
ى ػػذه اآلي ػػة ن ػػص ف ػػي الدالل ػػة عم ػػى التفري ػػؽ ب ػػيف البيػ ػ والرب ػػا ألف ال ػػنص س ػػيؽ م ػػف
المػػتكمـ ليػػذا المعنػػى أصػػالة ،وبيػػذا ازداد الػػنص وضػػوحاً عمػػى المعنػػى الظػػاىر الػػذي ىػػو :
حؿ البي وحرمة الربا .
.1قولو تعالى :
( سورة الرساء ،اآلية.)3 ،
ىذه اآلية نص في إباحة التعدد إلى حػد األربعػة ،وفػي االقتصػار عمػى واحػدة ،أو
ممػػؾ اليمػػيف إذا خيػػؼ الجػػور ،وىػػذا الحكػػـ ى ػو مػػا قصػػد مػػف السػػياؽ أصػػالة ،وبػػو ازداد ،
وضوحاً عمى المعنى الظاىر الذي ىو -كما مر -إباحة نكاح ما طاب مف النساء .
وى ػػذه الزي ػػادة ف ػػي الوض ػػوح إنم ػػا حص ػػمت بمعن ػػى م ػػف الم ػػتكمـ ال بمعن ػػى ف ػػي نف ػػس
الصيغة .
017
وقد قاـ بالفعؿ ىذا الدليؿ وىو قولو تعالى :
( سورة األحزا ،اآلية. )49 ،
تدري ()2
ومػ ػ ػػف ىنػ ػ ػػا يمكننػ ػ ػػا أف نفػ ػ ػػرؽ بػ ػ ػػيف الببببببرا والظبببببباهر فنقػ ػ ػػوؿ :إف الظبببببباهر ىػ ػ ػػو
ما دؿ عمى المعنى المراد مف نفس الصيغة مف غيػر توقػؼ عمػى أمػر خػارجي ،وأف الػنص
مثمػػو كػػذلؾ يػػدؿ معنػػاه عمػػى األمػػر المػراد منػػو مػػف نفػػس صػػيغتو إال أنػػو يػػزداد وضػػوحًا عميػػو
بسبب ما اقترف بو مف قرائف صادرة مف المتكمـ .
وما ذكػر مػف أف التفريػؽ بػيف الظػاىر والػنص إنمػا يكػوف بواسػطة القرينػة التػي تقػوي
الداللة في جانب النص ىو ما ذىب إليو أكثر الحنفية وىو مذىب المتقدميف منيـ .
ولقػػد سػػمؾ بعػػض متػػأخرييـ مسػػمكاً آخػػر يجعػػؿ ضػػابط التفريػػؽ بػػيف الػػنص والظػػاىر
برا مببا وببان مقصببوداً مببن السببيا أصببالة ،والظبباهر مببا وببان مقصببوداً مببن
أن الب َّ
ىػػو َّ :
السيا تبعاً.
018
إال أف المتقػػدميف ال يػػروف ذلػػؾ شػػرطاً بػػؿ أي قرينػػة اقترنػػت بػػالمفظ جعمػػت داللتػػو
قويػػة عمػػى الم ػراد سػػمي ىػػذا نص ػاً واذا لػػـ يقتػػرف بػػو مػػا يقػػوي داللتػػو عمػػى الم ػراد كػػاف ظػػاى اًر
وذلؾ م اتفاؽ الفريقيف عمى أف المعنى إذا كاف مقصودًا مف السياؽ أصالة كػاف ذلػؾ أقػور
داللة عمى المراد ،وأنػو قرينػة عمػى كونػو نصػًا أو بمعنػى آخػر ىػذه قرينػة مػف القػرائف وليسػت
ىي الضابط الوحيد لمفرؽ .
ومف ىنا يتضح لنػا أف مػا ذكػر مػف أمثمػة لمتفريػؽ بػيف الػنص والظػاىر كقولػو تعػالى
( :سبببورة البقبببرة ،اآليبببة ،)275 ،وأف ى ػػذه اآلي ػػة ن ػػص
في التفريؽ بيف البي والربا ،وأنيا ظاىرة في حؿ البي وحرمة الربا كػؿ ىػذا متفػؽ عميػو بػيف
الفريقيف كما أنيـ اتفقوا عمى السبب الذي جعػؿ األوؿ نصػًا والثػاني ظػاى ًار وىػو كػوف المعنػى
األوؿ مقصػودًا أصػالة والثػػاني تبعػًا إال أنيػـ اختمفػوا ىػؿ ىػػذا ىػو الفػارؽ الوحيػػد أو ىػو قرينػػة
واحدة مف القرائف حيث ذىب إلى األوؿ المتأخروف والى الثاني األقدموف.
حوم الرا:
ال فرؽ في الحكػـ بػيف الػنص والظػاىر فػي وجػوب العمػؿ بمػا ظيػر منيػا حتػى يقػوـ
دليػػؿ يػػدؿ عمػػى خػػالؼ الظػػاىر مػػف تخصػػيص أو تأويػػؿ ونحػػو ذلػػؾ .كمػػا أف الػػنص يقبػػؿ
النس مثمو مثؿ الظاىر .
والفػػارؽ الوحيػػد بينيمػػا ىػػو أف احتمػػاؿ قبػػوؿ الػػنص لمتأويػػؿ والتخصػػيص أبعػػد مػػف
الظاىر.
001
ج .المفسر
تعريفت :
.1عرفت السرخسي بقولت:
"هببو اسببم للموشببوف الببذي يعببرف الم براد مرببت موشببوفاً علببى وجببت ال يبقببى
معت احتمال التأويل".
"مببا ازداد وضببوحاً علببى الببرا س بواء أوببان بمعرببى فببي الببرا أو
ب يره بأن وان محتمالً فيلحقت ببيان".
000
.1مػا كػػاف سػبب الوضػػوح فيػػو بػأمر خػػارج عػف المفػػظ كػػأف كػاف الػػنص محػتمالً فمحقػػو بيػػاف
قػاط جعمػو ال يحتمػػؿ تػأويالً ويسػػمى بالمفسػر لغيػره .واليػػؾ بيػاف ىػػذيف النػوعيف بشػػيء
مف التفصيؿ .
الروع األول :المفسر لذاتت:
تعريفت :
مثالت :
لفظ المشركيف الػوارد فػي ىػذه اآليػة عػاـ يحتمػؿ التخصػيص بحيػث أنػو إذا لػـ يفسػر
يحتمػػؿ جمي ػ المشػػركيف بػػال اسػػتثناء ،ويحتمػػؿ أف يكػػوف المقصػػود منػػو فئػػة مػػنيـ ،إال أف
لف ػػظ كاف ػػة الػ ػواردة عق ػػب لف ػػظ المش ػػركيف قطع ػػت احتم ػػاؿ التأوي ػػؿ ودل ػػت دالل ػػة واض ػػحة أف
المقصود جمي المشركيف .
.1قولو تعالى ( :سورة ا ،اآلية. )73 ،
لفػػظ المالئكػػة فػػي ىػػذه اآليػػة عػػاـ فػػي جمي ػ المالئكػػة لكنػػو يحتمػػؿ التخصػػيص بػػأف
يكػوف مقصػوداً بعضػػيـ أو أكثػرىـ ال كميػػـ إال أف لفػػظ كميػـ الػوارد عقػػب لفػظ المالئكػػة قطػ
احتماؿ ىذا التأويؿ حيث أكد أف المقصود كؿ المالئكة ال أكثرىـ ونحو ذلؾ .
إال أف كممػ ػ ػ ػ ػ ػػة كميػ ػ ػ ػ ػ ػػـ أيض ػ ػ ػ ػ ػ ػًا تحتمػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ أف يكون ػ ػ ػ ػ ػ ػوا مجتمعػ ػ ػ ػ ػ ػػيف فػ ػ ػ ػ ػ ػػي صػ ػ ػ ػ ػ ػػعيد
أو متفرقيف فقولو تعالى }{ :دؿ قطعًا عمى أنيـ سجدوا مجتمعيف ونفى التفريؽ
.2قولو تعالى:
001
(سورة الرور ،اآلية. )2 ،
ىػػذا أيض ػاً مفسػػر لذاتػػو ألف المفػػظ المائػػة ال يحتمػػؿ أقػػؿ منيػػا وال أكثػػر فيػػو قطعػػي فػػي
العدد المذكور .
ومثمو كؿ شيء جاء معدودًا بعدد ف نو قطعي كالثمانيف واألربعيف ونحو ذلؾ .
تدري ()3
قولو تعالى( :سورة البقرة ،اآلية.)43 ،
002
( سورة البقرة ،اآلية . )183 ،وقولو
تعالى:
( سورة آل عمران ،اآلية. )97 ،
ففي ىذه اآليػات الكريمػات ورد لفػظ الصػالة والزكػاة والصػوـ والحػص مػف غيػر تفسػير
وتوضيح لمعاني ىذه األلفاظ ألف معانييا المغويػة قطعػاً غيػر مػراده إذ الصػالة :ىػي الػدعاء
،والزكاة :ىػي الرماء ،والطهبر ،والحب :ىػو مطلب القصبد إلبى معظبم ،والصبوم :ىػو
مطلببب اامسببباك .وى ػػذه األلف ػػاظ وردت ف ػػي ى ػػذه اآلي ػػات ىك ػػذا مجمم ػػة إال أني ػػا فس ػػرت ف ػػي
مواضػػ أخ ػػرر حي ػػث بينتي ػػا الس ػػنة النبوي ػػة المطيػ ػرة فق ػػد ص ػػمى ص ػػمى اهلل عمي ػػو وس ػػمـ أم ػػاـ
الصحابة وبيف ليـ أحكاـ الصالة ،وقاؿ " :صلوا وما رأيتموري أصلي " .
السػنة كثيػ اًر مػف ذلػؾ ،كمػا بينػت
وبيف ليـ أحكاـ الزكػاة وتفاصػيميا ،وقػد حممػت لنػا ُ
السنة أيضًا تفاصيؿ الصياـ والحص . ُ
ال فيمػػا ذكػػر مػػف آيػػات وكمػػو يعتبػػر مػػف
فكػػؿ ىػػذا وأمثالػػو يعتبػػر تفسػػي ًار لمػػا ورد مجم ػ ً
قبيؿ المفسر لغيره.
* حوم المفسر:
والمفسر إذا ورد عمى نحو ما ذكر ف نو تثبت بو األحكاـ اآلتية:
.0أنو يجب العمؿ بما دؿ عميو قطعًا .
.1أنو ال يحتمؿ التأويؿ وال التخصيص .
.2أنػػو ال يحتمػػؿ النس ػ فػػي عيػػد التش ػري بحيػػث إنػػو إذا قػػاـ دليػػؿ يػػدؿ عمػػى أف حكمػػو قػػد
نس يحكـ بنسخو واال يبقى العمؿ بو واجباً.
003
د .المحك
تعريفت :
عرؼ المحكـ بتعريفات كثيرة تنوعت عباراتيا إال أنيا متقاربة المعنى ومف ذلؾ:
.0ما ازداد قوة عمى المفسر إال أنو ال يحتمؿ نسخًا.
ال وال تخصيصػ ػ ػ ػ ػًا
.1م ػ ػ ػ ػػا دؿ عم ػ ػ ػ ػػى معن ػ ػ ػ ػػاه دالل ػ ػ ػ ػػة واض ػ ػ ػ ػػحة قطعي ػ ػ ػ ػػة ال تحتم ػ ػ ػ ػػؿ ت ػ ػ ػ ػػأوي ً
وال نسخاً.
شرح التعريف:
ت داللتػو أشػد وضػوحاً مػف المفسػر
المحكـ بناء عمى ما تقدـ مف تعريؼ ىػو مػا َكانػ ْ
وأنو كذلؾ يمتاز عميو بكونو ال يدخمو النس أبدًا .
أقسام المحوم
ما وان اللفظ صريحاً ال ما وان اللفظ من ما وان اللفظ من
يعتريت الرسخ مثل :عدم الصفات الفضائل مثل: أساسيات الدين مثل:
رواح أزواج الربي (ا). بر الوالدين. اايمان باهلل والمالئوة.
004
القسببم الثالبببث :مػػا كػػاف اإلحكػػاـ فيػػو بسػػبب ورود نػػص ص ػريح صػػحيح دؿ عمػػى أف ىػػذا
المحكـ ثابت ال يعتريو النس والتبديؿ .
مثال ذلك :قولو تعالى في تحريـ نكاح أزواج النبي صمى اهلل عميو وسمـ:
( سورة الرور ،اآلية. )4 ،
وقولػػو صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ " :الجهبباد مبباذ مرببذ بعثرببي اهلل إلببى أن يقاتببل آخببر أمتببي
الدجال ال يبطلت جور جائر وال عدل عادل".
فكؿ ىذه العبارات دالة عمى أف ما تضمنتو ىذه اآليات مػف أحكػاـ وآداب أنيػا باقيػة
ومستمرة ودائمة ال يعترييا نس وال تبديؿ.
رشاط
مف خالؿ إطالعؾ عمى القرآف الكريـ اذكر ثالثة أمثمة فييا المفسر
والمحكـ ،ثـ اشرح لزمالئؾ الداللة الفارقة بينيما.
حوم المحوم:
المحكـ إذا ود عمى نحو ما ذكر تكوف لو األحكاـ اآلتية :
.0أنو ال يقبؿ التأويؿ بحاؿ .
.1أنو ال يدخمو النس أبداً .
.2أنو يجب العمؿ بو قطعًا .
ومف ىنا كانت داللتو عمى األحكاـ أقور مما سبقو مف أنواع حيث أنو أعالىػا رتبػة
.
005
التعارذ بين هذه األقسام األربعة :
بم ػػا أف ىػػػذه األقسػػػاـ األربع ػػة مرتبػػػة بحسػػػب قػ ػػوة داللتي ػػا وأف أدناىػػػا ىػ ػػو الظػػػاىر
وأعالىا ىو المحكـ ؛ ف نو إذا تعارضت فيما بينيا قدـ األقور .واليؾ نماذج مف ذلؾ :
.0تعارض الظاىر م النص :
إذا تعارض الظاىر م النص قدـ النص عمى الظاىر .
مثاؿ ذلؾ قولو تعالى بعد تفصيؿ المحرمات مف النساء :
( سورة الرساء ،اآلية .)24 ،بعد قولو تعالى( :وحرمت عميكـ أمياتكـ
وبناتكـ ....ىذه اآلية في ظاىرىا إف ما عدا ما ذكر مف المحرمات فكمو حالؿ ويمزـ مف
ذلؾ زواج ما ازداد عمى أرب نسوة إال أف ىذا الظاىر عارضو نص صريح ىو قولو
تعالى:
( سورة الرساء ،اآلية.)3 ،
006
وم ػ ػ ػػا ذى ػ ػ ػػب إلي ػ ػ ػػو الحنفي ػ ػ ػػة م ػ ػ ػػف حي ػ ػ ػػث الحك ػ ػ ػػـ الفقي ػ ػ ػػي خ ػ ػ ػػالفيـ في ػ ػ ػػو الجمي ػ ػ ػػور
ال لعدـ القوؿ بتقديـ المفسر عمى النص وانما بسبب أف الحديث الثاني لـ يثبت عندىـ .
.3تعارذ المفسر مع المحوم :
إذا تعارض المفسر م المحكـ قدـ عميو .
مثاؿ ذلؾ قولو تعالى ( :سورة الطال ،اآلية. )2 ،
ففي ىذه اآلية تفسير لمف تقبؿ شيادتيـ حيث فسروا بكونيـ عدوالً فكانػت العدالػة شػرطاً فػي
الشيادة .
وىذا يقتضي شيادة جمي العدوؿ بموجب ىذا التفسير إال أف ىذا المفسر قابمو
لفظ محكـ وىو عدـ قبوؿ بعض العدوؿ وىـ الذيف قذفوا المحصنات ثـ تابوا بعد أف أجرر
عمييـ حد القذؼ وىو ما ورد في قولو تعالى :
.0لمػػاذا قس ػػـ جميػػور العمم ػػاء األلفػػاظ م ػػف حيػػث الوض ػػوح إلػػى ن ػػص
وظاىر فقط خالفاً لمحنفية؟
.1اذكر تعريؼ الغزالي لمنص م شرحو بأسموبؾ.
.2لماذا لـ يعمؿ الجميور بحديث "توضىء لكؿ وقت"؟
007
المسللاأل الثللاس س مسللاأل ال مهللوا م ل تقسللي األلفللاظ الواضللحة
الداللة
سػ ػ ػ ػػمؾ جمي ػ ػ ػ ػػور العمم ػ ػ ػ ػػاء م ػ ػ ػ ػػف المالكيػ ػ ػ ػػة والش ػ ػ ػ ػػافعية والحنابم ػ ػ ػ ػػة مس ػ ػ ػ ػػمكاً مختمفػ ػ ػ ػ ػاً
ف ػػي تقس ػػيميـ لواضػػػح الدالل ػػة والظػػػاىر حي ػػث أنيػػػـ حص ػػروا جمي ػ ػ م ػػا تقػػػدـ ع ػػف الحنفيػػػة
في طريقيف ىما :
أ .الرا.
ب .الظاهر .
وم ػػدار ى ػػذا التقس ػػيـ عن ػػدىـ عم ػػى قب ػػوؿ المف ػػظ الحتم ػػاؿ التأوي ػػؿ وعدم ػػو ،فك ػػؿ لف ػػظ
احتمػؿ التأويػؿ ميمػا كانػت درجػة االحتمػاؿ سػمي عنػدىـ ظػاى اًر ،وكػؿ لفػظ لػـ يحتمػؿ تػػأويالً
سمي نصًا .ما يأتي بياف موجز لما ذكروه .
أ .اليص
تعريفببت :عرفػػو األصػػوليوف مػػف الجميػػور بتعريفػػات كثي ػرة متعػػددة إال أنيػػا كميػػا تػػدور حػػوؿ
معنى واحد .ومف ىذه التعريفات :
.1تعريف اامام ال زالي حيث عرفت بقولت :
008
شرح التعريف :
ىذاف التعريفػاف ومػا فػي حكميمػا يتضػح مػف خالليمػا أف الػنص عنػد أصػحاب ىػذه المدرسػة
يطمؽ عمى ما يدؿ داللة قاطعة عمى المراد ال يتطرؽ إلييا أي احتماؿ تأويؿ :
شبروط الببرا :اشػترط المتكممػػوف لمػنص الػػذي يكػوف قاطعػاً فػػي داللتػو عمػػى المػراد شػػروطاً
أىميا :
.0أف يكوف الظاىر لفظاً.
.1أف ال يتن ػ ػػاوؿ إال م ػ ػػا ى ػ ػػو ن ػ ػػص في ػ ػػو ،فػ ػ ػ ف ك ػ ػػاف نصػ ػ ػًا ف ػ ػػي معن ػ ػػى مع ػ ػػيف وج ػ ػػب أف
ال يتن ػ ػ ػ ػػاوؿ مػ ػ ػ ػ ػػا س ػ ػ ػ ػ ػواه ،واف كػ ػ ػ ػ ػػاف نص ػ ػ ػ ػ ػاً فػ ػ ػ ػ ػػي أشػ ػ ػ ػ ػػياء كثي ػ ػ ػ ػ ػرة وجػ ػ ػ ػ ػػب أال يتنػ ػ ػ ػ ػػاوؿ
ما سواىا .
.2إف إفادتو لما يفيده م ف معاف يجب أف تكوف قطعية غير محتممة.
األمثلة:
.0قولو تعالى :
عبارة عشرة كاممة الواردة في ىذه اآلية تدؿ داللة قاطعة عمى المعنػى حيػث إنيػا ال
تحتمؿ أي معنى سور العشرة مف غير زيادة أو نقصاف .
.1قولو تعالى :
011
وبالجممػػة كػػؿ مػػا ذكػػر مػػف أمثمػػة سػػابقة عػػف المفسػػر عنػػد الحنفيػػة صػػالح ألف يكػػوف
أمثمػة لمػنص عنػد الجميػور ؛ ألف المفسػر عنػػدىـ -كمػا ذكرنػا ىنػاؾ -ىػو الػذي ال يحتمػػؿ
ال أبدًا .
تأوي ً
010
وتبيف لنا ىذه التعػاريؼ قضػية أخػرر ىػي :أف الظػاىر بػرغـ داللتػو الواضػحة عمػى
المعنى ف نو يحتمؿ باإلضافة إلى ىذا المعنػى معنػى آخػر إال أنػو يػدؿ عميػو داللػة مرجوحػة،
وأف المعنى األوؿ أرجح منيا .وليذا السبب كاف الظاىر في داللتو أقؿ رتبة مف النص .
وىػػذا التفصػػيؿ لمظػػاىر الػػذي جػػاء فػػي تعريػػؼ اآلمػػدي اختص ػره ابػػف الحاجػػب فػػي
تعريف ػػو حي ػػث عب ػػر عن ػػو بأنػػػو " :م ػػا دؿ عم ػػى المعن ػػى داللػػػة ظني ػػة" .والظ ػػف عن ػػد عممائنػ ػػا
األقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدميف يطمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؽ عمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا دؿ عمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى معنيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيف وكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف راجح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاً
في إحداىما مرجوحاً في اآلخر .وىذا بعينو مػا عػرؼ بػو اآلمػدي وغيػره الظػاىر حيػث قػالوا
ال مرجوحًا" .
فيو " :أنو يحتمؿ غيره احتما ً
أقسام الظاهر :
أقسام الظاهر
مػػف خػػالؿ مػػا قػػدمناه مػػف تعريػػؼ اآلمػػدي لمظػػاىر يتضػػح لنػػا أنػػو قسػػماف تبع ػاً لمجيػػة
التي أفادت وضوحو وىما :الوض أو العرؼ كما مر.
ظاهرً بحوم الوضع األصلي:
ا القسم األول :ما وان
مثالت :كػ طالؽ لفػظ األسػد عمػى الحيػواف المفتػرس المعػروؼ ،ف نػو مػ وضػوح داللتػو عمػى
ىذا المعنى إال أنو إذا أطمؽ يحتمؿ أف يكوف مقصوداً بو غيػر ىػذا المعنػى كالرجػؿ الشػجاع
مػػثالً .ولكػػف بمػػا أف إطالقػػو عمػػى ىػػذا النحػػو إطالق ػاً مجازي ػاً ال حقيقي ػاً كانػػت داللتػػو عمػػى
المعن ػػى الحقيق ػػي أوض ػػح وأرج ػػح ألف الحقيق ػػة مقدم ػػة عم ػػى المج ػػاز .والمج ػػاز ب ػػالنظر إل ػػى
الحقيقة يعتبر مرجوحًا ما لـ يقـ دليؿ عمى رجحانو .
011
القسم الثاري :ما وان ظاهراً بعرف حوم االستعمال :
مثالت :إطػالؽ لفػظ الغػائط عمػى فضػالت اآلدميػيف (العػذرة) ىػذا اإلطػالؽ إنمػا سػاد بحسػب
ع ػػرؼ االسػ ػػتعماؿ ال بحسػ ػػب الوض ػ ػ المغػ ػػوي حت ػػى أصػ ػػبح راجح ػ ػًا عمػ ػػى المعنػ ػػى األصػ ػػمي
الوضعي الذي ىو المكاف المنبسط المميد ،ولكف ىذا اإلطالؽ قد ىجر حتى صػار األشػير
من ػػو ى ػػو اإلط ػػالؽ العرف ػػي ،بحي ػػث إن ػػو إذا أطم ػػؽ لف ػػظ الغ ػػائط انص ػػرؼ ال ػػذىف إل ػػى الخ ػػارج
المعػروؼ ال المكػػاف المنبسػػط ونحػوه .وبنػػاء عمػػى ىػذا صػػار إطػػالؽ ىػذا المفػػظ عمػػى المعنػػى
األوؿ ىو الظاىر إال أنو يحتمؿ غير ىذا الظاىر احتماالً مرجوحػاً وىػو داللتػو عمػى المكػاف
المنبسط المميد.
* أمثلة القسمين من الرصوا الشرعية:
أمثلة القسم األول :
مػ وضػوح مػا تقػػدـ ألمثمػة الظػاىر بقسػػميو إال أنػو مػف األحسػػف أف نػذكر ىنػا أمثمػػة
مف النصوص الشرعية تبيف ما قمناه :
.0قولو تعالى :
ىذه اآلية أمرت بكتابة الديف واألمر في الظاىر يدؿ عمى الوجوب فكاف ينبغي أف
تكوف كتابة الديف واجبة إال أف ىذا المعنى الظاىر غير مراد حيث صرؼ إلى معنى آخر
مؤوؿ لدليؿ دؿ عمى ذلؾ وىو وجود القرينة في قولو تعالى :
( سورة البقرة ،اآلية. )282 ،
012
أسئلة تقويم ذاتي
( سورة البقرة ،اآلية . )282 ،ىذا األمر أيضًا ظاىره الوجوب
013
ترجحػػت عنػػدىـ صػػرفتيا عػػف معناىػػا الظػػاىر وىػػو التح ػريـ إلػػى ىػػذا المعنػػى الػػذي كػػاف
مرجوحاً ابتداء وىو الكراىية .
ومثمو تمامػًا النيػي عػف الصػالة فػي بعػض األوقػات كػالنيي عػف الصػالة بعػد الفجػر
حتى تطم الشمس وبعد العصػر حتػى تغػرب الشػمس ،فينػا أيضػًا النيػي عنػد بعػض العممػاء
مصروؼ مف التحريـ الذي كاف ىو المعنى الظاىر إلى الكراىة .
أمثلة القسم الثاري:
يمكف أف يمثؿ ليػذا القسػـ بالصػالة والزكػاة والصػوـ والحػص .فيػذه األلفػاظ المعروفػة
لػػـ توض ػ ليػػذه المعػػاني بحكػػـ وض ػ المغػػة كمػػا مػػر معنػػا فػػي مبحػػث المفسػػر بػػؿ ص ػػرفيا
الشارع عف معناىا األصمي إلى ىذه المعػاني الشػرعية المعروفػة حتػى صػارت ظػاىرة الداللػة
عمػػى ى ػػذه المعػ ػاني بحي ػػث أص ػػبحت راجح ػػة فييػػا مػ ػ احتمالي ػػا لغي ػػر ى ػػذه المع ػػاني احتم ػػاالً
مرجوحاً.
حوم الظاهر :
يجػػب العمػػؿ بالظػػاىر فيمػػا ظيػػر منػػو مػػف معنػػى وال يجػػوز صػػرفو عػػف ظػػاىره إال
لػ ػ ػ ػػدليؿ ،ف ػ ػ ػ ػ ذا قػ ػ ػ ػػاـ ىػ ػ ػ ػػذا الػ ػ ػ ػػدليؿ ص ػ ػ ػ ػػار الظػ ػ ػ ػػاىر عنػ ػ ػ ػػدىـ مػ ػ ػ ػػؤوالً كمػ ػ ػ ػػا سػ ػ ػ ػػيأتي بيان ػ ػ ػ ػػو
قريباً .
014
عزيببزي الببدارس ،بعػػد ذكرنػػا لمسػػمكي الحنفيػػة والجميػػور فػػي الواضػػح الداللػػة يتضػػح لنػػا
اآلتي :
.0أف م ػػا يس ػػميو المتكمم ػػوف ظ ػػاى ًار يش ػػمؿ :ال ػػنص والظ ػػاىر عن ػػد الحنفي ػػة ؛ ألف كمييم ػػا
يقبالف التأويؿ عندىـ كما مر .
.1ما يسميو الحنفية مفسػ اًر ىػو بعينػو مػا يسػميو المتكممػوف نصػاً حيػث إف الػنص عنػدىـ -
كما مر -ىو الذي ال يقبؿ تأويالً تماماً كما ىو حاؿ المفسر عند الحنفية .
.2أما المحكـ عند الحنفية ف نو ليس لو ما يقابمو عند المتكمميف .بؿ نجد ليػـ إطالقػاً آخػر
لممحكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػـ مخالف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػًا لم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا عميػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو الحنفيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة حي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػث يطمقونػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو عم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى
م ا أحكمت عبارتو وأتقنت وىو بيذا اإلطالؽ جنس لو نوعاف ىما :النص والظاىر.
األاجح من المساكين
إذا نظرنا نظرة دقيقػة وفاحصػة ليػذيف المسػمكيف نجػد أف الخػالؼ بينيمػا خػالؼ فػي
اإلجماؿ والتفصيؿ فقط ،فمػا فصػؿ عنػد الحنفيػة أُجمػؿ عنػد المتكممػيف ،واذا أردنػا أف نػوازف
بينيما مف ىذه الحيثية يظير لنا أف مسمؾ الحنفية ىو األرجح واألفضؿ لألمور اآلتية :
.0إنو أكثر استيعاباً لممعاني الحاصمة والناتجة مف تنوع األدلة .
.1إن ػػو أكث ػػر وض ػػوحاً ف ػػي الح ػػدود والفػ ػوارؽ ب ػػيف األقس ػػاـ مم ػػا يب ػػيف ت ػػدرجيا ف ػػي الوض ػػوح
ومراتب ىذا الوضوح .
.2بسػػبب ىػػذا الوضػػوح واالسػػتيعاب -أنػػتص يس ػ ًار وسػػيولة فػػي الداللػػة عمػػى الم ػراد ،وفػػي
تحديد معالـ النص المطموب تفسيره ،ومف ثـ معرفة الحكـ الذي يدؿ عميو.
ليذا كمو كاف ىذا التقسيـ أرجح وأفضػؿ ،وليػذا نجػد أكثػر المعاصػريف مػف المػؤلفيف فػي
أوحد عند تناولو ألقساـ واضح الداللة .
عمـ أصوؿ الفقو قد اعتمده وجعمو أساساً َ
015
اعتمببد أوثبببر المعاصببرين مسبببلك الحرفيبببة فببي تقسبببيم داللبببة
األلفاظ من حيبث الوضبوح واابهبام لسبهولتت وتحديبده واسبتيعابت
للمعاري.
أ -الخفي.
-المشول.
ج -المجمل.
د -المتشابت.
016
أ .الخف
تعريفت ل ة:
مأخوذ مف الخفاء وىو عدـ الظيور .والستر الكتماف.
تعريفت اصطالحاً :
مػ ػػا اشػ ػػتبو معنػ ػػاه وخفػ ػػي الم ػ ػراد منػ ػػو بعػ ػػارض فػ ػػي الصػ ػػيغة يمن ػ ػ نيػ ػػؿ الم ػ ػراد بيػ ػػا
إال بالطمب.
شرح التعريف :
مػػف خػػالؿ ىػػذا التعريػػؼ يمكننػػا أف نحػػدد معنػػى الخفػػي فيػػو عنػػدىـ :المفػػظ الظػػاىر
فػي داللتػو عمػى معنػاه إال أنػو عػرض لػو عػارض مػف خػارج الصػيغة جعػؿ فػي انطباقػو عمػى
بعض أفراده نوع غموض وخفاء ال يزوؿ إال باالجتياد والبحث .
(اللفببظ الخفببي هببو الظبباهر فببي داللتببت ولورببت عببرذ لببت عببارذ جعلببت ال يرطبب
على أفراده إال باالجتهاد).
* مرشأ الخفاء في الخفي:
منشأ اإلبياـ والغموض في الخفي يرج إلى ثالثة أسباب ىي :
.0أف يكػػوف لمفػػرد الػػذي خفػػي المعنػػى فيػػو صػػفة ازئػػدة عمػػى بقيػػة األفػراد جعمػػت فػػي انطبػػاؽ
المعنى عميو غموضاً.
مثاؿ ذلؾ :
لفػػظ السػػارؽ فيػػو لفػػظ واضػػح الداللػػة عمػػى جمي ػ أن ػواع السػػرقة إال أف فػػي انطباقػػو
عمػػى الط ػرار (النشػػاؿ) غموض ػًا ؛ ذلػػؾ ألف السػػرقة ىػػي أخببذ المببال مببن حببرزه خفيببة .أمػػا
الطػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرار ف ن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو يأخ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذ الم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف ص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاحبو وى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو يقظ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف ينظ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر إلي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو
وال يحػػس بمػػا يقػػوـ بػػو التِّباعػػو نوعػاً مػػف الميػػارة وخفػػة اليػػد ومسػػارقة األعػػيف فيػػو يزيػػد عمػػى
السرقة بيذه الصفة الزائدة فيؿ م ىذا يصدؽ عميو اسـ السارؽ ؟ ويعتبػر مػا يقػوـ بػو سػرقة
فتقط يده ؟ أـ ىذه الصفة ال ازئػدة تخرجػو عػف حػدود السػرقة ؟ إال أف ىػذا الغمػوض سػرعاف
017
ػأدَنى تأمػػؿ .وليػػذا لػػـ يختمػػؼ العممػػاء فػػي أف حكػػـ الط ػرار حكػػـ السػػارؽ وأنػػو
مػػا ينجمػػي وبػ ْ
تقط يده .
.1أف يكػػوف منشػػأ اإلبيػػاـ بسػػبب نقػػص صػػفة مػػف الصػػفات جعمػػت فػػي انطبػػاؽ الحكػػـ العػػاـ
عمى ىذا النوع غموضًا .
مثالت :
انطبػػاؽ لفػػظ السػػارؽ عمػػى النبػػاش وىػػو الػػذي ينػػبش القبػػور لكػػي يأخػػذ منيػػا أكفػػاف
الموتى .فيذا النوع يغػاير السػرقة مػف جيػة ؛ ألف النبػاش يأخػذ مػاالً غيػر مرغػوب فيػو ،وال
مالؾ لو ،فيؿ يا ترر يصدؽ عميو لفظ السارؽ وحكمو فتقط يده ؟ أـ ال فيعزر .
فمػػف العممػػاء -وىػػـ األكثػػر -مػػف ذىػػب إلػػى نفػػي الفػػرؽ بينػػو وبػػيف السػػارؽ فحكػػـ
بقط يده وعمى رأسيـ الجميور مف المالكية والشافعية والحنابمة وتبعيـ فػي ذلػؾ أبػو يوسػؼ
مف الحنفية .
وذىػػب أبػػو حنيفػػة ومحم ػد بػػف الحسػػف الشػػيباني إلػػى أنػػو لػػيس بسػػارؽ فػػال تقط ػ يػػده
لػػنقص صػػفة فػػي ىػػذا النػػوع جعمػػت اسػػـ السػػرقة ال ينطبػػؽ عميػػو وىػػي كػػوف المػػاؿ ممتين ػاً وال
مالؾ لو .
والراجح ما ذىب إليو جميور العمماء .وىو مذىب جميور الصحابة والتابعيف.
.2أف يكػػوف منشػػأ اإلبيػػاـ فػػي الخفػػي بسػػبب تسػػميتو باسػػـ خػػاص ينفػػرد بػػو عػػف بقيػػة األفػراد
حتى أدر ىذا إلى غموضو وابيامو .
مثال ذلك :المثاليف المػذكوريف آنفػاً وىمػا الطػرار والنبػاش فيمػا كمػا أسػمفنا نوعػاف مػف أنػواع
الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرقة والق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػائـ بي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارؽ إال أف تس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمية ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ واح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد منيمػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا
باسـ خاص جعؿ في انطباؽ السرقة عمييما نوع غموض.
018
أسبا مرشأ الخفاء في الخفي
تدري ()4
وضح خالؼ العمماء في مفيوـ القتؿ مف حديث "ال يرث القاتؿ شيئًا".
021
أما الحنابمة :فالقتؿ المػان مػف الميػراث عنػدىـ :ىػو القتػؿ المضػموف بقصػاص أو
ديػػة أو كفػػارة .فيػػدخؿ فػػي اسػػـ القاتػػؿ عنػػدىـ بنػػاء عمػػى ىػػذا :القتػػؿ العمػػد العػػدواف ،وشػػبو
العمد ،والخطأ ،والمتسبب .وكؿ ىذا الخالؼ فػي انطبػاؽ اسػـ القاتػؿ المػذكور فػي الحػديث
آنؼ الذكر عمى ىذه األنواع ما عدا القتؿ العمد العدواف .
ويفية إزالة خفاء الخفي :
الطريؽ إلزالة خفاء الخفي ىػو البحػث واالجتيػاد والتأمػؿ مػف المجتيػد حتػى يتوصػؿ
إلػػى ال ػرأي الص ػواب ،ف ػ ذا رأر بعػػد البحػػث والتأمػػؿ أف المفػػظ ينطبػػؽ عمػػى ىػػذه األف ػراد التػػي
ظي ػػر ل ػػو ألوؿ وىم ػػة أف ف ػػي انطباق ػػو عميي ػػا غموضػ ػًا أدخمي ػػا ض ػػمف أفػ ػراد ى ػػذا المف ػػظ ،واال
استبعدىا وحكـ بأف المفظ ال يشمميا.
ب .المشكلس
* المشول ل ة :
مف أشكؿ الشيء إذا دخؿ في أشكالو وأمثالو بحيث ال يعرؼ بدليؿ يميز بو.
* المشول اصطالحاً :
عرفو الحنفية بتعريفات متعددة نذكر أىميا :
.0عرفػػو السرخسػػي بقولػػو " :اسػػـ لمػػا اشػػتبو الم ػراد منػػو بدخولػػو فػػي أشػػكالو عمػػى وجػػو ال
يعرؼ المراد إال بدليؿ يميز بو مف بيف سائر األشكاؿ" .
.1عرفو البزدوي بقولو " :ىو الداخؿ في أشكالو وأمثالو.
.2وعرفو الدكتور محمد أديب صالح بقولو " :اسـ لما خفي المراد منو بػالمفظ نفسػو لدخولػو
فػػي أش ػػكالو بحي ػػث ال ي ػػدرؾ ذلػػؾ إال بقرين ػػة تميػ ػزه ع ػػف غي ػره وذل ػػؾ ع ػػف طري ػػؽ البح ػػث
والتأمؿ بعد الطمب" .
الشرح :
لعؿ التعريؼ األخير يشػرح التعػريفيف المتقػدميف ،ومػف خاللػو يتضػح لنػا أف المشػكؿ
عبارة عف لفظ ال يدؿ بصيغتو عمى المعنػى المػراد منػو الشػتباىو بغيػره ودخولػو فيػو ،بحيػث
020
إنػو ال يمكػػف تمييػزه عػػف غيػره وال يمكػف معرفػػة المػراد منػػو إال بعػػد االجتيػاد والطمػػب والبحػػث
عف القرائف التي تبيف المراد منو .
* مرشأ ااشوال في المشول :
المش ػػكؿ أكث ػػر إبيامػ ػًا م ػػف الخف ػػي ألف االش ػػتباه والغم ػػوض في ػػو م ػػف نف ػػس المف ػػظ بعك ػػس
الخفي -كما مر -ف ف سبب خفائو وجود نوع غموض في انطباقو عمى بعض أفراده .
وليذا يمكف حصر منشأ اإلشكاؿ فيو فيما يمي:
.1ااشوال بسب االشتراك اللفظي:
يكوف المفظ مشتركاً بيف أكثػر مػف معنػى وقػد وضػ ليػا بوضػ المغػة ،وعميػو فعنػدما
تطمؽ مثؿ ىذه األلفاظ مف غير تحديد لمعنى معيف بػأف يكػوف المفػظ مشػتركًا فػي جميػ ىػذه
المعػػاني بػػال اسػػتثناء فينػػا يقػ اإلشػػكاؿ فيتطمػػب األمػػر البحػػث واالجتيػػاد والطمػػب إل ازلػػة ىػػذا
اإلشكاؿ بواسطة ما يحتؼ بالمفظ مف قرائف .
مثال ذلك :قولو تعالى:
( سورة البقرة ،اآلية. )228 ،
لفظ القرء الوارد في ىذه اآلية لـ يحدد الشارع الحكيـ معناه م أنػو مشػترؾ لغػة بػيف
معنييف ىما :الحيض والطير .فينػا يتعػيف االجتيػاد والبحػث بواسػطة القػرائف لموصػوؿ إلػى
المراد مف ىذيف اإلطالقيف .
وألجؿ ىذا اإلشكاؿ وعدـ التعييف اجتيػد العممػاء فػي تحديػد المػراد فاختمفػت أنظػارىـ
فم ػػنيـ م ػػف ذى ػػب إل ػػى الق ػػرء ىن ػػا المػ ػراد ب ػػو الح ػػيض فتعت ػػد المػ ػرأة المطمق ػػة -بموج ػػب ى ػػذا
المذىب -بثالث حيضات .وىذا ما ذىب إليو عمماء الحنفية بينمػا يػرر المالكيػة والشػافعية
ومػف وافقيػـ أف المقصػػود بػالقرء ىنػػا الطيػر وحينئػػذ يمػزـ المطمقػػة أف تعتػد بثالثػػة أطيػار وقػػد
توصؿ كؿ طرؼ لرأيو بواسطة البحث والتأمؿ والطمب .
وأىػـ مػا رجػح بػػو الحنفيػة ومػف وافقيػـ فػػي مػذىبيـ ىػو :أف الشػارع فػػي أكثػر مػف نػص جعػػؿ
مناط العدة ىو الحيض كما في قولو تعالى :
021
( سورة الطال ،اآلية )4 ،حيث جعؿ مناط االعتداد باألشير عدـ
الحيض فدؿ ذلؾ عمى أف األصؿ ىو االعتداد بالحيض .ومثمو أيضًا قولو صمى اهلل عميو
ان". طلِي َقتَان َو ِع ّدتُ َها َح ْي َ
ضتَ ِ َم ِة تَ ْ
ال َ األ َ
طَوسمـ َ " :
أمػػا َمػ ْػف ذىػػب إلػػى أف القػػرء ىػػو الطيػػر فقػػد رأر أف الشػػارع ذكػػر القػػرء وأنػػث عػػدده
مما يدؿ عمى أف المعدود مذكر ألف القاعدة المعروفة أنو إذا كاف المعدود مػذك اًر كػاف العػدد
مؤنثػاً والعكػػس بػالعكس .وىنػػا لمػػا كػاف العػػدد مؤنثػاً { :ثَال ثَب َة قُب ُبروء } لػزـ أف يكػػوف المعػػدود
م ػػذك اًر فيك ػػوف المقص ػػود ب ػػالقرء ىن ػػا الطي ػػر ألن ػػو م ػػذكر بينم ػػا الح ػػيض مؤن ػػث ؛ ألف مف ػػرده
حيضة .
.1اإلشكاؿ بسبب تعارض النصوص :
وقػد يكػػوف اإلشػػكاؿ بسػبب النصػػوص التػػي ظاىرىػػا التعػارض عنػػد مقابمتيػػا ببعضػػيا
فحينئذ يسعى المجتيد ويبذؿ وسعو لمتوفيؽ بينيا ودف ىذا التعارض .
مثال ذلك :
قولو تعالى :
ىذه اآلية بينت أف المرأة المتوفى عنيا زوجيا تعتد أربعة أشير وعشرة أياـ إال أف
ىذه اآلية معارضة ظاى ًار آلية أخرر ىي قولو تعالى :
( سورة الطال ،اآلية )4 ،فينا يق اإلشكاؿ وال بد مف التوفيؽ بيف اآليتيف
وقد وق الخالؼ قديماً بيف الصحابة في كيفية التوفيؽ بينيما فبينما يرر جماعة مف
الصحابة منيـ الصحابي الجميؿ بف مسعود أف آية
022
مخصصة لعموـ آية { } فتكوف اآلية األولى
في شأف المرأة الحامؿ المتوفى عنيا زوجيا حيث تعتد بوض حمميا واآلية الثانية في
عمي كرـ اهلل وجيو أف
المطمقات مف غير الحوامؿ ،يرر بعض الصحابة وعمى رأسيـ ٌ
المرأة تعتد بأبعد األجميف ف ف كاف وض حمميا أبعد مف األربعة األشير والعشرة األياـ
اعتدت بو ،واف كانت األربعة األشير والعشرة أياـ أبعد اعتدت بيا .وكؿ ىذا إنما عف
طريؽ االجتياد في إزالة إشكاؿ المشكؿ .
تدري ()5
قارف بيف المشكؿ والخفي م ذكر مثاؿ واحد لكؿ منيـ.
رشاط
م ػػف كت ػػاب أص ػػوؿ الفق ػػو لعب ػػد الوى ػػاب خػ ػالّؼ اكت ػػب بحثػ ػاً م ػػؤج اًز ع ػػف
المش ػػكؿ ،وب ػػيِّف كيػ ػػؼ يمك ػػف إ ازحػ ػػة اإلش ػػكاؿ ع ػػف الػ ػػنص عن ػػد التعػ ػػارض،
واعرض ما كتبت عمى مشرفؾ.
023
* ويفية إزالة إشوال المشول :
يػ ػزاؿ إش ػػكاؿ المش ػػكؿ باالجتي ػػاد والبح ػػث والطم ػػب بواس ػػطة القػ ػرائف المحتف ػػة ب ػػالمفظ
والتي تعيف المجتيد عمى الوصوؿ إلى المعنى المراد.
ج .المجمل :
* المجمل ل ة :
مأخوذ مف اإلجماؿ وىو اإلبياـ وعػدـ التفصػيؿ .تقػوؿ أجمػؿ األمػر بمعنػى أبيمػو :
وأجمؿ الشيء :إذا جمعو بعد تفرقو ،ومنو أجمؿ الحساف إذا رد إلى الجممة.
المجمل اصطالحاً :
ىو ما ازدحمت فيو المعاني واشتبو المراد منو اشتباىاً ال يػدرؾ مػف نفػس العبػارة بػؿ
بالرجوع إلى االستفسار ،ثـ الطمب ،ثـ التأمؿ.
الشرح :
المجمػؿ أكثػػر إبيامػًا وغموضػًا مػف المشػػكؿ حيػث إّنػو ال يػدرؾ المػراد منػو مػػف نفػػس
الصيغة وال بالرجوع إلى القػرائف ،بػؿ يػدرؾ معنػاه بعػد االستفسػار مػف قائمػو الػذي أجممػو وىػو
الشارع الحكيـ .
أسبا ااجمال في األلفاظ :
لإلجماؿ في األلفاظ أسباب عدة ذكرىا العمماء نذكر ىنا أىميا :
السببب األول :اإلجمػػاؿ بسػػبب نقػػؿ المفػػظ مػػف معنػػاه المغػػوي إلػػى معنػػى اصػػطالحي ش ػرعي
كما في الصالة ،والزكاة ،والصوـ ،والحص .ف ف كؿ ىذه األلفاظ ليػا معػاف لغويػة إال أنيػا
ليست مرادة ألف الشارع نقميا مف ىذه المعاني المغوية إلى معاف أخػرر شػرعية فالصػالة بعػد
أف كانػػت تطمػػؽ عمػػى الػػدعاء صػػارت تطمػػؽ عمػػى الصػػالة ذات الحركػػات والسػػكنات ،والزكػػاة
بعػػد أف كانػػت تطمػػؽ عمػػى مطمػػؽ الطيػػر والنمػػاء أصػػبحت تطمػػؽ عمػػى الزكػػاة ذات المقػػادير
واألنصػػبة فػػي أم ػواؿ معمومػػة ،والصػػوـ بعػػد أف كػػاف م ػرادًا بػػو مطمػػؽ اإلمسػػاؾ صػػار يطمػػؽ
عمى الصوـ المعروؼ لدينا ،والحص بعد أف كاف مطمؽ القصػد إلػى معظػـ صػار يطمػؽ عمػى
العبادة المتضمنة لممناسؾ المعروفة ...وىكذا .
024
السب الثاري :اإلجماؿ بسبب غرابة المفػظ :قػد يػرد لفػظ غريػب يحتػاج إلػى بيػاف وتوضػيح
لمعانيو فيأتي الشارع فيبيف ويوضح .
مثاؿ ذلؾ :
قولو تعالى :
(سورة القارعة ،اآليات )3-1 ،ثـ بينيا بقولو سبحانو وتعالى :
( سورة القارعة ،اآلية )4 ،ومثمو أيضًا قولو تعالى :
( سورة المعارج ،اآلية )19 ،حيث فسر بقولو سبحانو :
( سورة المعارج ،اآليتان)21-22 ،
السببببب الثالببببث :اإلجم ػػاؿ بس ػػبب االش ػػتراؾ المفظ ػػي مػ ػ انتف ػػاء القرين ػػة المرجح ػػة إلح ػػدر
المعاني :
مثالت :
مثموا ليذا النوع بمفظ ( :المولى) حيث إنو مشترؾ بيف المػولى المعتػؽ (السػيد) وبػيف
المولى المعتوؽ وىو (العبد) .
وقػػالوا :مػػثالً :إذا أوصػػى ش ػػخص بثمػػث مالػػو لمواليػػو وك ػػاف لػػو م ػوالي قػػد اعتق ػػوه
وم ػوالي قػػد اعػػتقيـ ثػػـ مػػات قبػػؿ أف يحػػدد مػػف يعنيػػو مػػنيـ كانػػت ىػػذه الوصػػية باطمػػة عنػػد
ال لـ يوجد لو بياف .
الحنفية في ظاىر الرواية عندىـ لتعذر الترجيح ،ألنو صار مجم ً
ومػػف المالح ػػظ أف ى ػػذا الن ػػوع ل ػػيس ل ػػو وجػػود ف ػػي األحك ػػاـ الش ػػرعية حي ػػث ال يوج ػػد
مشػ ػ ػ ػ ػػترؾ عمػ ػ ػ ػ ػػى نحػ ػ ػ ػ ػػو مػ ػ ػ ػ ػػا ذكػ ػ ػ ػ ػػر لػ ػ ػ ػ ػػـ تصػ ػ ػ ػ ػػحبو قرينػ ػ ػ ػ ػػة تبػ ػ ػ ػ ػػيف الم ػ ػ ػ ػ ػراد منػ ػ ػ ػ ػػو .وىػ ػ ػ ػ ػػذا
ما سار عميو أكثر العمماء.
025
أسبا ااجمال في األلفاظ
( سورة البقرة ،اآلية )275 ،ف ف ىذا المفظ ورد
مجمالً ثـ جاءت السنة بعد ذلؾ وفصمت أحكاـ الربا واألمواؿ التي يجري فييا وىي
األصناؼ الربوية الستة الواردة في حديث عبادة بف الصامت عف النبي صمى اهلل عميو
،والفضة بالفضة ،والبر بالبر ،والشعير بالشعير ،والملا بالذه وسمـ " :الذه
بالملا ،والتمر بالتمر ،مثالً بمثل سواء بسواء ،يداً بيد ،فإذا اختلفت هذه األصراف
فبيعوا ويف شئتم إذا وان يداً بيد".
026
ىذا الحديث وضح وبػيف األمػواؿ التػي يجػري فييػا الربػا فبػيف كيفيػة التعامػؿ فييػا إال
أنػو لػػـ يبػػيف ىػػؿ ىػذه األصػػناؼ مقصػػودة لػػذاتيا بحيػػث إف الربػا مخػػتص بيػػا ال يشػػاركيا فػػي
حكميا أي ماؿ آخر خارج عنيا حتى ولو شاركيا في العمة .
وبيػذا وقػ اإلشػكاؿ فػي فيػـ الػنص فمػػف العممػاء -وىػـ الجميػور -مػف ذىػب إلػػى
أف ىػػذه األصػػناؼ معممػػة بعمػػة ألجميػػا أجػػرر الشػػارع الربػػا فييػػا عمػػى اخػػتالؼ بيػػنيـ فػػي ىػػذه
العمة وبناء عمى ىذا قالوا كؿ شيء شارؾ ىذه الستة في ىذه العمة ألحؽ بيا .
وم ػػف العمم ػػاء -وى ػػـ الظاىري ػػة وم ػػف وافقي ػػـ -م ػػف قص ػػر جري ػػاف الرب ػػا عم ػػى ى ػػذه
األصناؼ بحيث إنو ال يتعداىا إلى غيرىا .
ال لمفػػظ مػف اإلشػػكاؿ إلػى حيػػز البيػاف والتوضػػيح
ومػا ذىػػب إليػو كػػؿ طػرؼ يعتبػػر نقػ ً
بعد أف نقؿ مف حيز اإلجماؿ إلى حيز اإلشكاؿ.
تدري ()6
لفظ الربا مجمؿ وفسرتو السنة ولكف تفسير السنة حوؿ المفظ إلى مشكؿ
عند الفقياءّ ،بيف ذلؾ.
د .المتشابت:
المتشابت ل ة:
مأخوذ مف قولؾ :اشتبيت األمػور وتشػابيت أي التػبس بعضػيا بػبعض وشػبو عميػو
األمر :أي ألبس عميو.
المتشابت اصطالحاً :
عػػرؼ الحنفيػػة المتشػػابو بتعريػػؼ يجعمػػو أكثػػر غموض ػاً مػػف المجمػػؿ حيػػث قػػالوا فػػي
تعريفو " :ما انقط رجاء معرفة المراد منو" .
أو ىو عندىـ " :ما استأثر اهلل بعممو".
027
والمتشػابو بيػػذا المعنػػى لػػيس لػو وجػػود فػػي األحكػػاـ الشػرعية التكميفيػػة التػػي كمػػؼ اهلل
العبػػاد بيػػا ،لكنػػو قػػد يوجػػد خػػارج نطػػاؽ األحكػػاـ التكميفيػػة وقػػد حصػػر مػػف قػػاؿ بوجػػوده ىنػػا
وجوده في موضعيف :
األول :في الحروؼ المقطعة في أوائؿ السػور مثػؿ قولػو تعػالى { :البم} و {المبر} و {طسبم}
و {ا} و { } ...الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ،في ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذه وأمثالي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا مم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا أس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتأثر اهلل بعمم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو
ولـ يبيِّف معناىا ولـ يبينو الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ أيضاً .
والثاري :اآليات التي وصؼ اهلل فييا نفسو ،واألحاديث التي وصػؼ النبػي صػمى اهلل عميػو
وسمـ فييا ربو ويفيـ منيا تشبيو الخالؽ بالمخموؽ .
مثال ذلك :
.0وصؼ االستواء الوارد في قولو تعالى( :سورة
.1وتشبيو اليد أو العيف وما شابو ذلؾ كما في قولو تعالى :
(سورة الفتا ،اآلية .)124 ،وقولو تعالى( :سورة طت ،اآلية.)39 ،
وىػػذا النػػوع مػػف النصػػوص خػػاض النػػاس سػػمفاً وخمف ػاً فػػي معانيػػو ،والم ػراد منيػػا ،وىػػؿ ىػػي
مف المتشابو أـ ال ؟
واذا قمنا إ نيا مف المتشابو بمعنى :أف ىذه الصفات توىـ تشبيو الخالؽ بالمخموؽ
فيناؾ نصوص أخرر صحيحة وصريحة تنفي تشبييو ًّ
جؿ وعال بالمخموقيف كقولو تعالى :
( سورة الشورى ،اآلية. )411 ،
والقوؿ الحؽ فييػا ىػو أف نثبػت ىػذه الصػفات كمػا أثبتيػا اهلل جػؿ جاللػو لنفسػو وكمػا
أثبتيا نبيو صمى اهلل عميو وسمـ م تفويض الكيؼ هلل تعالى كمػا قػاؿ مالػؾ رضػي اهلل عنػو:
لاالستواء معموـ والكيؼ مجيوؿ] .
028
المساأل الثاس س مساأل ال مهوا م تقسيمه لمبه الداللة
س ػػمؾ جمي ػػور األص ػػولييف م ػػف مدرس ػػة المتكمم ػػيف مس ػػمكًا آخ ػػر ف ػػي تقس ػػيميـ لم ػػبيـ
الداللػة يخػالؼ مػػا ذىػب إليػو أصػػوليو الحنفيػة .فمػا فصػػمو الحنفيػة فػي أقسػػاـ متعػددة أجممػػو
الجميور -تقريباً -في قسميف ىما :
أ .المجمؿ.
ب .المتشابو.
بػؿ بعضػيـ -كمػا سػيأتي قريبػًا -يػرر أف المجمػؿ والمتشػابو اسػماف لمسػمى واحػد .وىػذا
توضيح ألىـ ما ذكروه .
أ .المجمل :
ع ػػرؼ جمي ػػور المتكممػ ػيف المجم ػػؿ بتعريف ػػات متع ػػددة ف ػػي ألفاظي ػػا إال أني ػػا متقارب ػػة
المعنى ،منيا :
.0تعريػؼ أبػػي إسػػحاؽ الشػيرازي لػػو بقولػػو " :ىػػو مػا ال يعقػػؿ معنػػاه مػف لفظػػو ،ويفتقػػر فػػي
معرفة المراد إلى غيره".
.1تعريؼ ابف الحاجب لو بقولو" :ىو ما لـ تتضح داللتو".
وحتػػى ال يمتػػبس ىػػذا التعريػػؼ م ػ األلف ػػاظ المبيمػػة التػػي ال معنػػى ليػػا قػػاؿ عض ػػد
الديف اإليجي موضحًا لو " :والمراد ما لو داللة وىي غير واضحة".
أسئلة تقويم ذاتي
031
شرح التعريف :
كم ػ ػ ػػا يالح ػ ػ ػػظ فػ ػ ػ ػ ف ىػػ ػ ػػذيف التعػ ػ ػ ػريفيف عرف ػ ػ ػػا المجمػػ ػ ػػؿ بكون ػ ػ ػػو ال يعق ػ ػ ػػؿ معنػػ ػ ػػاه،
أو ال تتضػػح داللتػػو .والعبارتػػاف معناىمػػا واحػػد ،إال أف تعريػػؼ أبػػي اسػػحؽ فيػػو إضػػافة عمػػى
ما في تعريؼ ابف الحاجب وىي كػوف معرفتػو تتوقػؼ عمػى غيػره .وىػذه اإلضػافة واف لػـ تػرد
في تعريؼ ابف الحاجب ولكنو يمكف أف تفيـ عف طريػؽ داللػة المػزوـ ،ذلػؾ ألف المجمػؿ إذا
كػػاف ىػػو الػػذي لػػـ تتضػػح داللتػػو فيمػػزـ مػػف ذلػػؾ أف يكػػوف إيضػػاحيا يؤخػػذ مػػف دليػػؿ أو لفػػظ
آخر .
ومف ىنا يتبيف لنا أف المجمؿ عنػدىـ يطمػؽ عمػى كػؿ لفػظ كانػت داللتػو عمػى المػراد
غير واضحة مما يحتاج إلى ما يبينو ويوضحو .
موارد اإلجماؿ :
ذكر عمماء ىذه المدرسة موارد لإلجماؿ متعددة يمكف تمخيصيما فيما يمي :
.0أف يكوف المفظ لـ يوض لمداللة عمى شيء محدد بعينو كما في كممة( :الحؽ) الواردة
في قولو تعالى( :سورة األرعام ،اآلية.)141 ،
اس َحتّى َيقُولُبوا ت أْ ِ .1وأيضًا كممة الحؽ في قولو صمى اهلل عميو وسمـ ( :أ ُْم ِر ُ
َن أُ َقات َل ال ّر َ
ِ ِ ِ
باب ُه ْم َع َلببى
س ُ باء ُه ْم َوأ َْم َبوا َل ُه ْم إِ ّال بح ّق َهببا َوح َ
ص ُبموا م ّرببي د َم َ بت إِ ّال اهلل ،فَبِإ َذا قالُ َ
وهببا َع َ َال إَِل َ
اهلل ).
ومما ال شؾ فيو أف كممة "الحؽ" التي في اآلية ليست ىػي بعينيػا التػي فػي الحػديث
السػنة ببيػاف المقصػود منيػا
.وىذه الكممة في الموضعيف غير واضحة الداللة ولػذلؾ جػاءت ُ
في كؿ موض عمػى حػدة حيػث بينػت مػا ىػو حػؽ الػزرع الواجػب إخ ارجػو ومػا ىػو حػؽ كممػة
ال إلو إال اهلل .
.0أف يكوف المفظ مف حيث وضعو المغوي مشتركًا بيف معنييف فصاعداً سواء أكاف ىذا
المفظ فرداً كما في لفظ العيف ف نيا موضوعو لمذىب والفضة وعيف الماء وغير ذلؾ ،أـ
030
كاف المفظ مركبًا كما في قولو تعالى :
(سورة البقرة ،اآلية .)237 ،ف ف الذي بيده عقدة النكاح متردد بيف الزوج والولي .
.1أف يكوف المفظ موضوعاً لجممة معمومة إال أنو قد دخميا استثناء مجيوؿ كقولو تعالى :
. ( سورة المائدة ،اآلية.)1 ،
031
.3ىو الحالؿ والحراـ.
.4الحروؼ في أوائؿ السور.
الرجح مف كؿ ىذا ىو األوؿ.
و ا
ال
إال أن ػػو بع ػػد أف ذك ػػر ك ػػؿ ى ػػذه اإلطالق ػػات المتع ػػددة رج ػػح التعري ػػؼ ال ػػذي ذكػ ػره أو ً
وىو الذي يجعؿ المجمؿ والمتشابو شيئاً واحداً .
قػػاؿ بعػػد كػػؿ ذل ػؾ -رحمػػو اهلل " : -والصػػحيح ىػػو األوؿ ألف حقيقػػة المتشػػابو مػػا
اشتبو معناه ،وأما ما ذكروه فال يوصؼ بذلؾ".
ومػف ىنػػا يتضػح لنػػا أف المتشػابو عنػػد أكثػر المتكممػػيف معنػاه أقػػرب لإلطػالؽ المغػػوي
حيث أف كؿ ما اشتبو بغيره يسمى عندىـ متشابيًا .
وممػػف صػػرح بػػأف المتشػػابو والمجمػػؿ س ػواء إمػػاـ الحػػرميف حيػػث عبػػر ذلػػؾ بوضػػوح
عندما قاؿ " :والمتشابو ىو المجمؿ".
وىناؾ اتجاه آخر عبر عنو اآلمدي حيث جعؿ المتشػابو أعػـ مػف المجمػؿ والمجمػؿ
نوعاً منو ،حيث إ ف المتشابو عنده ما تعارض فيو االحتماؿ وذلؾ مف جيتيف :
األولى :مف جيػة التسػاوي ،ومثػؿ ليػا باأللفػاظ المشػتركة التػي ذكػرت ضػمف أمثمػة المجمػؿ
قبؿ قميؿ .
الثاريببة :مػػف جيػػة األوصػػاؼ التػػي يتػػوىـ فييػػا تشػػبيو الخػػالؽ بػػالمخموؽ والتػػي ذكػػرت عنػػد
تناولنا لممتشابو عند الحنفية.
033
.3البيان والمبين
عزيببزي الببدارس ،مػػف المباحػػث الميمػػة فػػي عمػػـ أصػػوؿ الفقػػو مبحػػث البيػػاف والمبػػيف
وىذا المبحث ال ينفصؿ موضوعو عف موضوع األلفاظ المبيمة التي مر ذكرىػا ،حيػث إنيػا
جميعًا تحتاج إلى بيػاف وتفسػير ،ومػف ىنػا يتبػيف لنػا أف البيػاف يقابميػا جميعيػا ؛ ولػذلؾ نجػد
األصػػولييف مػػف المتكممػػيف يقػػابموف البيػػاف باإلجمػػاؿ إمػػا فػػي ترجمػػة واحػػدة "المجمػػؿ والمبػػيف"
واما أنيـ يذكروف اإلجماؿ وبعد الفراغ منو مباشرة يتناولوف البياف.
وىػػذا يػػدلنا عمػػى أف المفػػظ المجمػػؿ يوضػػحو ويفس ػره المبػػيف ىػػذا عنػػد المتكممػػيف أمػػا
عنػػد الحنفيػػة ف ػ ف مػػف أىػػـ أن ػواع البيػػاف عنػػدىـ :بيػػاف التفس ػير الػػذي يكػػوف بيان ػاً لممشػػترؾ
والمجمؿ والمشكؿ والخفي.
1.3تعريف البيان
ولػػذلؾ نجػػد عممػػاء الطػػرفيف يعرفونػػو بتعريفػػات توافػػؽ مػػا قمنػػاه ،حيػػث عرفػػو بعػػض
المتكمميف بقوليـ" :إخراج الشيء مف حيز اإلشكاؿ إلى حيز التجمي".
وعرفو الحنفية بأنو" :إظيار المعنى وايضاحو لممخاطب".
034
تعالى :
قولو { :إِال َما ُيتْلَى َعلَ ْي ُو ْم } مجمؿ وقد بينتو السنة كما في تحريـ كؿ ذي ناب مف
السباع وكؿ ذي مخمب مف الطير .ومثالو قولو تعالى :
السػنة القوليػة كثيػ ًار منػو حيػث بػيف النبػي صػمى اهلل
ف ف لفظ الصالة والزكاة مجمػؿ بينػت ُ
عميو وسمـ أركاف وشروط وأحكاـ الصالة ،وحػدد مواقيتيػا ،وعػدد ركعاتيػا ...الػ كمػا
بيف األمواؿ الزكوية وأنصبتيا ومقاديرىا ...ال .
.1مثال البيبان بالفعبل :بيانػو صػمى اهلل عميػو وسػمـ ألعمػاؿ الصػالة وكيفيتيػا عمميػاً حيػث
صمى أماميـ وبيف ليـ تفاصيؿ أعماؿ الصالة ثـ قاؿ " :صلوا وما رأيتموري أصلي".
ال في القرآف الكريـ ثـ قاـ النبي صمى اهلل عميػو وسػمـ
وكذلؾ جاء األمر بالحص مجم ً
بتوضػ ػ ػ ػ ػػيح مناسػ ػ ػ ػ ػػؾ الحػ ػ ػ ػ ػػص عممي ػ ػ ػ ػ ػاً أمػ ػ ػ ػ ػػاـ الصػ ػ ػ ػ ػػحابة ثػ ػ ػ ػ ػػـ قػ ػ ػ ػ ػػاؿ ( :لتأخببببببببببذوا عرببببببببببي
مراسووم ) .وأمثمة ذلؾ كثيرة .
.3مثال البيان بالوتاببة :بيانػو صػمى اهلل عميػو وسػمـ لفػرائض الزكػاة كمػا فػي كتػاب عمػرو
بف حزـ الذي بيف فيو أنصبة الزكاة بأنواعيا المختمفة .
.4البيان بااقرار :إق ارره صمى اهلل عميو وسمـ لمعاذ بف جبػؿ عنػدما بعثػو لمػيمف فػي كيفيػة
القضػػاء حيػػث قػػاؿ " :بببم تحوببم " قػػاؿ :بكتػػاب اهلل ،قػػاؿ " :فببإن لببم تجببد " قػػاؿ :
فبسنة رسوؿ اهلل ،قػاؿ " :فإن لم تجبد " قػاؿ " :اجتهبد رأيبي وال ألبو جهبداً " ،فقػاؿ
ُ
لو النبي صمى اهلل عميو وسػمـ " :الحمد هلل الذي وف رسول رسبول اهلل إلبى مبا يرضبي
اهلل ورسولت".
وما ذكرناه ىو أىـ أنواع البياف واال ف نو لو أوجو متعددة.
035
أسئلة تقويم ذاتي
.4التأويل
عزيببببزي الببببدارس ،التأوي ػػؿ مبح ػ ػث أصػ ػػولي مي ػػـ اىػ ػػتـ بػػػو عمم ػػاء األصػ ػػوؿ بشػػػتى
مدارسػػيـ وقػػد مػػر بنػػا عنػػد كالمنػػا عػػف الظػػاىر والػػنص عنػػد الحنفيػػة ،حيػػث ذكرنػػا ىنػػاؾ أف
الظ ػػاىر وال ػػنص يق ػػبالف التأوي ػػؿ عن ػػدىـ .وك ػػذلؾ م ػػر معن ػػا الش ػػيء نفس ػػو عن ػػد تكممن ػػا ع ػػف
الظػػاىر عنػػد الجميػػور حيػػث نص ػوا عمػػى أنػػو مػػا يحتمػػؿ التأويػػؿ عنػػدىـ ،وكػػذلؾ نجػػدىـ فػػي
كتبيـ أنيـ يذكروف التأويؿ م الظاىر في ترجمة واحدة فيقولوف " :الظاىر والمؤوؿ".
ولقػػد ذكرنػػا نمػػاذج لتأويػػؿ الظػػاىر والػػنص عنػػد الحنفيػػة ونمػػاذج لتأويػػؿ الظػػاىر عنػػد
المتكمميف .
وحتػػى يتبػػيف لنػػا جمي ػاً مػ ػرادىـ مػػف التأويػػؿ والمػػؤوؿ ن ػػذكر ىنػػا بشػػيء مػػف اإليج ػػاز
تعريؼ التأويؿ مف حيث المغة واالصطالح م ذكر نماذج مف التأويؿ مقبولة ومردودة .
1.4تعريف التأويل
التأويل ل ة:
م ػػأخوذ م ػػف آؿ الش ػػيء ي ػػؤوؿ إل ػػى ك ػػذا إذا رجػ ػ إلي ػػو ويطم ػػؽ أيضػ ػًا عم ػػى التفس ػػير
والمرج والمصير.
والتأويل اصطالحاً :
ىو " :حمؿ المفظ عمى غير مدلولو الظاىر منو م احتمالو بدليؿ يعضده".
ولمػػا كان ػػت معظ ػػـ التعريف ػػات التػػي تناول ػػت التأوي ػػؿ ل ػػـ تخػػرج ف ػػي معناى ػػا ع ػػف ى ػػذا
التعريؼ نكتفي بما ذكر .
036
ومػػف خػػالؿ مػػا ذكػػر فػػي تعريػػؼ التأويػػؿ يظيػػر لنػػا أنػػو يعمػػؿ بػػو حيػػث يكػػوف لمفػػظ
معنيػػاف فصػػاعداً ويكػػوف المفػػظ راجح ػاً فػػي أحػػد ىػػذه المعػػاني مرجوحػاً فػػي األخػػرر .وم ػ أف
داللة المفظ عمى المعنى الظاىر أقور إال أف المفظ قد يصػرؼ عػف ىػذا المعنػى الظػاىر إلػى
معنى مرجوح لقياـ دليؿ أقور عضد صرفو إلى ىذا المعنى المرجوح .
ومف المتفؽ عميو عندىـ أف المفظ ال يصرؼ عف معناه الظػاىر إال لػدليؿ قػوي يػدؿ
عمى ذلؾ .
فالظػػاىر عنػػد الجمي ػ ىػػو األصػػؿ والتأويػػؿ طػػارئ اسػػتدعاه الػػدليؿ الػػذي دؿ عمي ػػو
والذي لواله لما تـ تأويؿ المفظ وصرفو عف ظاىره.
2.4شروط التأويل
ال يصح المجوء إلى التأويؿ إال بعد توافر شرطيف ىما :
األول :أف يكػػوف المعنػػى الػػذي ّأوؿ إليػػو المفػػظ مػػف المعػػاني التػػي يحتمميػػا المفػػظ نفسػػو ويػػدؿ
عم يو بطريؽ مف طرؽ الداللة سواء أكاف ذلؾ عف طريؽ داللة المنطوؽ أـ المفيوـ .
الثاري :أف يقوـ عمى التأويػؿ دليػؿ صػحيح يػدؿ عمػى صػرؼ المفػظ عػف ظػاىره وتأويمػو إلػى
المعنى الذي آؿ إليو.
وبناء عمى ما ذكرنا إذا تػوافر ىػذاف الشػرطاف كػاف التأويػؿ تػأويالً صػحيحاً واال كػاف
ال مردودًا .
تأوي ً
( سورة البقرة ،اآلية .)275 ،باألحاديث التي نيت
عف أنواع مف البيوع كبي الغرر وبي ما لـ يممؾ ،وعف بي الثمار قبؿ بدو صالحيا ،
والنيي عف البي الذي خالطو ربا ...ال .
037
.1تخصيص عموـ المطمقات في قولو تعالى :
( سورة البقرة ،اآلية .)228 ،بقولو تعالى :
فاآليػة األولػى فػي ظاىرىػا أنيػا عامػػة فػي جميػ المطمقػات إال أف اآليػة األخػػرر
أولت ىذا الظاىر بأف أخرجت أوالت األحماؿ مف الحكـ .
ببببببي ُو ْم
ببببببت َع َلب ْ
.2تخص ػ ػ ػػيص عم ػ ػ ػػوـ الميت ػ ػ ػػة الػػ ػ ػوارد تحريمي ػ ػ ػػا ف ػ ػ ػػي قول ػ ػ ػػو تع ػ ػ ػػالى ُ { :ح ِّرَمب ْ
ا ْل َم ْيتَ ُة } (سورة المائبدة ،اآليبة .)3 ،فيػذه اآليػة عامػة فػي كػؿ ميتػة إال أف النبػي صػمى اهلل
عميو وسمـ أخرج مف عموـ ميتة السمؾ والجراد .
كما خصص الشارع ىنا عموـ تحريـ الدـ بتحريـ المسفوح منو فقط لقولو تعالى
وحا } (سورة األرعام ،اآلية. .)145 ،
سفُ ً
{ أ َْو َد ًما َم ْ
4.4أمثاة لاتأويل المردود (الفاسد)
تأويؿ الحنفية لقولو تعالى ( :سورة المجادلة ،اآلية.)4 ،
بصػرفو عػػف معنػػاه الظػػاىر إلػى كػػوف المػراد منػػو إطعػػاـ طعػاـ سػػتيف مسػػكينًا ،بحيػػث إنػػو
لو دف طعاـ ستيف مسكيناً لمسكيف واحد ألجزأه ذلؾ .
ألف المقصود دف الحاجة وال فرؽ بيف حاجة ستيف مسكيناً ودف حاجة مسكيف واحد
038
جػػابر أنػػو قػػاؿ :لأمرنػػا رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ إذا توضػػأنا لمصػػالة أف نغسػػؿ
أرجمنا].
وىناؾ نماذج كثيرة لمتػأويالت الفاسػدة والمػردودة .وتقسػيمات أخػرر باعتبػارات مختمفػة يمكػف
مراجعتيا مف مظانيا.
تدري ()8
.0ما شروط التأويؿ الصحيح؟
ال لمتأويؿ المردود.
.1ىات مثا ً
041
الخالصة
عزيزي الدارس ،بعد دراستؾ ليذه الوحدة نمخص لؾ أىـ ما جاء فييا.
يقس ػػـ األص ػػوليوف األلف ػػاظ إل ػػى واض ػػحة الدالل ػػة ومبيم ػػة الدالل ػػة .وواض ػػحة الدالل ػػة ى ػػي
األلفػاظ التػي يتوقػؼ فيػـ المػراد منيػا عمػى أمػر خػارجي وىػػي تنقسػـ عنػد الحنفيػة إلػى ظػػاىر
ونص ومفسر ومحكـ.
الظباهر :اسػـ لكػؿ كػالـ ظيػر المػراد منػو مػف صػيغتو مثػاؿ حػؿ البيػ وحرمػة الربػا المػػأخوذ
مف قولو تعالى( :وأحؿ اهلل البي وحرـ الربا).
الرا :ما ازداد وضوحاً عمى الظػاىر بمعنػى مػف المػتكمـ كػالتفريؽ بػيف البيػ والربػا المػأخوذ
مف قولو تعالى( :وأحؿ اهلل البي وحرـ الربا).
ال .مثالػو قولػو تعػالى( :وقػاتموا
المفسر :ما ازداد وضوحًا عمى النص بحيػث أنػو ال يقبػؿ تػأوي ً
المشركيف كافة) فمفظ كافة ىنا فسر عبارة المشركيف وقط عدـ تأويميا.
المحوبم :ىػو مػػا ازداد وضػوحاً مػف المفسػر وال يحتمػػؿ تػاويالً وال نسػخاً كمػػا فػي قولػو تعػػالى:
(وال تقبموا ليـ شيادة أبدا).
040
لمحة مسبقة عن الوحدة التالية
تتناوؿ الوحػدة التاليػة أقسػاـ األلفػاظ مػف حيػث العمػوـ والخصػوص .ومػا ىػي األلفػاظ
التػي تػدؿ عمػى العمػوـ ومػا ىػي األلفػاظ التػي تػدؿ عمػى الخصػوص .ألفػاظ العمػوـ مثػؿ كػؿ،
جمي .... ،وألفاظ العموـ كثيػرة نخصػص أمثمػة مػف القػرآف الكػريـ والسػنة النبويػة .وستصػؼ
كػذلؾ خػالؼ مدرسػة الحنفيػة مػ جميػور العممػاء فػي تخصػيص خبػر اآلحػاد لمقػرآف .وفييػػا
المفػػظ المشػػترؾ والمطمػػؽ ومتػػى ُيعتػػد المطمػػؽ وىػػذه الموضػػوعات سػػتجدىا فػػي ثنايػػا الوحػػدة
التالية.
041
إجابات التدايبات
تدري ()1
يرج ػ عمػػى الق ػرآف الك ػريـ مثػػاؿ :لفػػظ القػػرء فػػي قولػػو تعػػالى( :والمطمقػػات يتربصػػف
بأنفسيف ثالثة قروء)
تدري ()2
ذكػػر اهلل عػػف المطمقػػة عموم ػاً ليػػا عػػدة وىػػي ثالثػػة قػػرؤ ،ولكػػف جػػاءت آيػػة أخػػرر
جعمت أف العدة فقط لممدخوؿ بيا وىي قولو تعالى" :يا أييا الػذيف امنػوا إذا نكحػتـ المؤمنػات
ثـ طمقتموىف مف قبؿ أف تمسوىف فما لكـ عمييف مف عدة".
تدري ()3
ال.
.0ىو الذي دؿ بنفس صيغتو عمى معناه داللة واضحة ال تحتمؿ تأوي ً
الشرح :يترؾ لمدارس.
"كميـ أجمعوف" أفادتا أف تفسير المالئكة وىي كممة عامػة والمقصػود كػؿ المالئكػة وأجمعػوف
أفادت مجتمعيف ليس متفرقيف.
تدري ()4
حديث ال يرث القاتؿ
قاؿ األحناؼ القتؿ الػذي يمنػ الميػراث ىػو القتػؿ الػذي يجػب فيػو القصػاص والكفػارة
وىو العمد وشبو العمد.
ويػػرر المالكيػػة أف القت ػػؿ الػػذي يمن ػ الميػ ػراث ىػػو الػػذي في ػػو تعػ ٍػد وىػػو الع ػػدواف مثػػؿ العم ػػد
والشافعية يمنعوف الميراث لجمي أنواع القتؿ وىو تفسير المفظ بالظاىر.
تدري ()5
الخفي ىو الذي دؿ عمى المراد منو مف نفس صيغتو ولكف في انطباقػو عمػى بعػض
أفراده.
المشكؿ ىو المفظ الذي يحمؿ أكثر مف معنى وال يدرؾ المراد منو إال بقرينة مثاؿ القرء.
042
تدري ()6
لفػظ الربػا مجمػؿ فػي قولػو تعػالى" :وأحػؿ اهلل البيػ وحػرـ الربػا" وجػاءت السػنة فبينػػت
أف الربا ىو :الذىب بالذىب والفضة بالفضة والبر بالبر….الحديث
ووقػ اإلشػكاؿ ىػؿ المػذكورات ىػي نػص ال يكػوف الربػا فػي غيرىػا أـ ىنالػؾ عمػة إذا وجػدت
كانػت ىنػػاؾ أنػواع أخػرر تػػدخؿ عػػف طريػؽ القيػػاس والجميػػور أخػذوا بالعمػػة والظاىريػػة اخػػذوا
بالنص عمى ظاىره.
تدري ()7
.0أف يكوف المعنى الذي ّأوؿ إليو يحتممو المفظ.
.1أف يقوـ التأويؿ عمى دليؿ صحيح.
مثػػاؿ لمتأويػػؿ المػػردود :المسػػح عمػػى األرجػػؿ لقولػػو تعالى(وامسػػحوا برؤوسػػكـ وأرجمكػػـ) بقػػراءة
كسر الػالـ لإلضػافة إلػى مسػح الػرأس والقػراءة األخػرر بفػتح الػالـ عمػى غسػؿ اليػديف وتأويػؿ
المس ػػح تأوي ػػؿ م ػػردود ألف أفع ػػاؿ رس ػػوؿ اهلل ص ػػمى اهلل عمي ػػو وس ػػمـ ف ػػي الوص ػػؼ ت ػػدؿ عم ػػى
الغسؿ ولـ يمسح رسوؿ اهلل يوماً عمى رجميو.
043
مسرد المصطاحات
ظاهر الداللة:
ىو االسـ الذي ظير المراد منو لمسام بصيغتو.
الرا:
ىو ما ازداد وضوحًا عمى الظاىر بمعنى مف المتكمـ ال في نفس المفظ.
المفسر:
ىو ما ازداد وضوحًا عمى النص إف كاف مف النص أو مف غيره.
المحوم:
ىو ما ازداد قوة عمى المفسر إال أنو ال يحتمؿ نسخًا.
اللفظ المبهم الداللة:
ىو الذي ال يدؿ عمى المعنى المراد منو نفس صيغتو ويتوقؼ فيمو عمى أمر خارجي.
الخفي:
ىو ما اشتبو معناه وخفي المراد منو بعارض مف الصيغة يمن نيؿ المراد منيا.
المشول:
ىو الداخؿ في إشكالو وأمثالو.
المجمل:
ىو ما ازدحمت فيو المعاني واشتبو المراد منو أو ىو ما لـ تتضح داللتو.
المتشابت:
ما انقط رجاء معرفة المراد منو.
البيان:
ىو إظيار المعنى وايضاحو لممخاطب.
التأويل:
ىو حمؿ المفظ عمى غير مدلولو لدليؿ.
044
المصادا والمراجع
أوالًسالمصادا
القرآن الوريم.
ثاسياًس المراجع الفقهية
.0ابػػف الحاجػػب ،جمػػاؿ الػػديف ،مختصببر بببن الحاج ب ،مطبػػوع م ػ شػػرحو لمعضػػد ،دار
الكتب العممية ،بيروت0872 ،ـ.
.1ابف قدامة ،عبد اهلل ،بف احمد ،روضة الراظر ومضة الراظر في أصبول الفقبت ،ط،3
0286ىػ.
.2األشػػعث ،سػػميماف ،أبػػو داؤود ،تحقيػػؽ محمػػد محػػي الػػديف عبػػد الحميػػد ،نشػػر إحيػػاء
السنة النبوية.
.3اآلم ػػدي ،عم ػػي ،ب ػػف أب ػػي عم ػػي ،األحوبببام فبببي أصبببول ااحوبببام ،دار الكت ػػب العممي ػػة،
بيروت0871 :ـ
.4خالؼ ،عبد الوىاب ،أصول الفقت ،دار القمـ ،ط0857 ،01ـ.
.5السبكي ،تقي الديف ،تاج الديف ،اابهاج شرح المرهباج ،دار الكتػب العمميػة ،بيػروت:
ط0873 ،0ـ.
.6الشػػيرازي ،إب ػراىيـ ،بػػف عمػػي ،اللمببع فببي أصببول الفقببت ،دار الكتػػب العمميػػة ،بيػػروت:
لبناف ،ط0871 ،0ـ.
.7الغ ازل ػػي ،محم ػػد ،ب ػػف أحم ػػد ،أب ػػو حام ػػد ،المستضبببفى فبببي علبببم األصبببول ،المطبع ػػة
األميرية0871 ،ـ.
.8الب ػػزدودي ،عب ػػد العزي ػػز ،ب ػػف أحم ػػد ،وشببببف األسبببرار ،دار الكت ػػب العممي ػػة ،بي ػػروت:
0863ـ.
045