You are on page 1of 280

‫الوحدة األولى‬

‫األوامر والنواىي‬
‫محتويات الوحدة‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪4‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪4‬‬ ‫تمييد‬
‫‪5‬‬ ‫أىداف الوحدة‬
‫‪6‬‬ ‫‪ .1‬األمر وداللتو‬
‫‪6‬‬ ‫‪ 1.1‬تعريف األمر‬
‫‪7‬‬ ‫‪ 2.1‬شرح التعريفات‬
‫‪8‬‬ ‫‪ 3.1‬صيغة األمر‬
‫‪9‬‬ ‫‪ 4.1‬استعماالت صيغة األمر‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 5.1‬الداللة الحقيقية لصيغة األمر‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 6.1‬داللة األمر عمى الوجوب‬
‫‪16‬‬ ‫‪ 7.1‬داللة األمر المطمق عمى التكرار أو المرة‬
‫‪18‬‬ ‫‪ 8.1‬داللة األمر عمى الفور أو التراخي‬
‫‪19‬‬ ‫‪ 9.1‬داللة األمر الوارد بعد التحريم‬
‫‪24‬‬ ‫‪ .2‬النيي وداللتو‬
‫‪24‬‬ ‫‪ 1.2‬تعريف النيي وشرح التعريف‬
‫‪25‬‬ ‫‪ 2.2‬صيغة النيي‬
‫‪26‬‬ ‫‪ 3.2‬استعماالت صيغ النيي‬
‫‪28‬‬ ‫‪ 4.2‬الداللة الحقيقية لصيغة النيي‬
‫‪31‬‬ ‫‪ 5.2‬داللة النيي عمى الدوام والمرة‬
‫‪33‬‬ ‫‪ 6.2‬داللة النيي عمى الفور والتراخي‬
‫‪34‬‬ ‫‪ 7.2‬النيي بعد األمر‬

‫‪2‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪ .3‬داللة النيي على البطالن والفساد‬
‫‪36‬‬ ‫‪ 1.3‬الحالة األولى‪ :‬المنيي عنو لذاتو‬
‫‪39‬‬ ‫‪ 2.3‬الحالة الثانية‪ :‬المنيي عنو لوصفو الالزم‬
‫‪39‬‬ ‫‪ 3.3‬مذاىب العمماء في ىذا الموضوع وأدلتيم‬
‫‪43‬‬ ‫‪ 4.3‬المذىب الراجح من ىذه المذاىب‬
‫‪44‬‬ ‫‪ 5.3‬الحالة الثالثة‪ :‬النيي عنو لوصف مجاور‬
‫‪46‬‬ ‫‪ 6.3‬مذاىب العمماء في النيي عنو لوصف مجاور‬
‫‪47‬‬ ‫‪ 7.3‬المذىب الراجح من ىذه المذاىب‬
‫‪49‬‬ ‫الخالصة‬
‫‪51‬‬ ‫لمحة مسبقة عن الوحدة التالية‬
‫‪51‬‬ ‫إجابات التدريبات‬
‫‪53‬‬ ‫مسرد المصطلحات‬
‫‪54‬‬ ‫المصادر المراجع‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬
‫تمهيد‬
‫عزيزي الدارس‪،‬‬
‫مرحبااً بااك فااي ىااذه الوحادة التااي تحتااوي عمااى أربعااة أقساام رييسااة تاادور حااول األواماار‬
‫والنواىي من حيث تعرياف كال منيماا‪ ،‬حياث يحتاوي القسام األول عماى صايغة األمار وداللتاو‬
‫وىل ىو عمى الفور أو التراخي‪.‬‬
‫ويحتوي المقر كذلك عمى النيي وداللتو‪ ،‬وصيغ النيي المختمفاة وىال يادل النياي عماى‬
‫الاابطالن والفساااد مااا ذكاار اختالفااات العمماااء ف اي ىااذه الصاايغ المختمفااة‪ ،‬وسااتجد فيااو مدرسااة‬
‫األحناف التاي تخاالف فاي منيجياا مدرساة جمياور العممااء وفاي تعمايم الفايادة جعمناا لاك بعاد‬
‫نياية كل مسألة اختمف فييا العمماء الرأي األرجح من المسألة ما الدليل عمى الترجيح‪.‬‬
‫وقصاادنا ماان ىااذا التقساايم إعانتااك عمااى الااتعمم الااذاتي‪ ،‬وسااتجد فااي ىااذه الوحاادة أساايمة تقااويم‬
‫ذاتي وتدريبات ومناشط حتى نصل بك إلى فيم الوحدة‪.‬‬
‫نأمل أن تيتم بيذه اإلرشادات وتتفاعل معيا حتى تستفيد الفايدة الجمة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫أىداف الوحدة‬
‫عزيزي الدارس‪ ،‬بعد فراغك من دراسة ىذه الوحدة يجب نن توبون‬

‫قادراً على نن‪:‬‬

‫تعرف األمر وصيغتو وداللتو‪.‬‬


‫‪ّ ‬‬

‫‪ ‬تذور النيي وتعريفو وداللتو‪.‬‬

‫‪ ‬توضح مذاىب العمماء في النيي وما ىو المذىب الراجح‪.‬‬

‫‪ ‬تشرح مراتب النيي في عمم األصول‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ .1‬األمر وداللتو‬
‫عزيبببزي البببدارس‪ ،‬قباال أن نباادأ تعريااف األماار والنيااي وداللتيمااا نقااول أن الشبببريعة‬
‫اإلسببالمية ماادارىا عمااى األمببر والنيببي المااذين بيمااا يااتم التكميااف‪ ،‬وألىميتيم اا نجااد كثي ا اًر ماان‬
‫األصوليين وعمى وجو الخصوص المتولمين منيم يبدأون كتبيم األصولية بيما‪.‬‬
‫وىااذا مااا عنباار عنااو عااالم جمياال ماان علمبباا الحنفيببة وىببو شببمس األخمببة السرخسببي‬
‫حيث قال‪( :‬نحق ما يبدن بو في البيان األمر والنيي ألن معظم االببتالا بيمبا‪ ،‬وبمعرفتيمبا‬
‫تتم معرفة األحوام‪ ،‬ويتميَّز الحالل عن الحرم)‪.‬‬
‫واذا كان شأن األوامر والنواىي عمى ىذه الكيفية كاان ال باد مان االعتنااء بيماا عناياة فايقاة‪،‬‬
‫وىااذا مااا قااام بااو عمماااء األصااول حيااث أفااردوا مباحااث ومسااايل ميمااة ودقيقااة تتعمااق بكاال ماان‬
‫األمار والنياي بتفصايل واساياب‪ ،‬ونحان ىناا نحااول أن نختصار ماا قاالوه مان ليار إخاالل باو‬
‫حيااث نباادأ أوالً بااالكالم عاان األماار ومااا يتعمااق بااو ماان مباحااث ثاام نتناااول النيااي عم ااى ذات‬
‫النسق‪.‬‬

‫‪ 1.1‬تعريف األمر‬
‫عرف األصوليون األمر بتعريفات كثيرة نذكر ىنا أىميا‪:‬‬
‫‪ .‬ن‬
‫عرفو اآلمدي بقولو‪" :‬طل الفعل على جية االستعالا"‪.‬‬
‫‪ .‬ن‬
‫عرف ا ا ا ااو اب ا ا ا اان الحاج ا ا ا ااب بقول ا ا ا ااو‪ " :‬اقتضببببببببباا فعبببببببببل غيبببببببببر وبببببببببف علبببببببببى جيبببببببببة‬
‫‪ .‬ن‬
‫االستعالا"‪‬‬
‫وعرفو اإلسنوي بقولو‪( :‬القول الدال بالوضع على طل الفعل)‪.‬‬
‫ن‬

‫‪‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ 2.1‬شرح التعريفات‬
‫بالنظر إلى ىذه التعريفات يظير لنا اآلتي‪:‬‬
‫‪ .‬إن تعريف ابن الحاجب ىو تعريف اآلمدي نفسو إال أناو احتارز عان طماب الفعال بعباارة‬
‫"لير كف" ألن الكاف يادخل النياي إذ ىاو طماب كاف ولاذلك ذكار ىاذا القياد‪ ،‬ثام إن اآلمادي‬
‫صاادر تعريفااو بعبااارة طمااب الفعاال‪ ،‬بينمااا اباان الحاجااب صاادرىا بقولااو اقتضاااء فعاال وال فاارق‬
‫حيث إن االقتضاء ىو الطمب‪.‬‬
‫ويالحظ أن التعريفين قيدا طمب الفعال بكوناو عماى جياة االساتعالء‪ ،‬وىاذا قياد قالاو كثيار مان‬
‫األص ااوليين ومعن اااه أن طم ااب الفع اال ال ااذي يس اامى أما ا اًر ى ااو ال ااذي يك ااون ص اااد اًر م اان جي ااة‬
‫مستعمية عمى المأمور‪ ،‬أو بتعبير آخر يشترط في طماب األمار أن يكاون اآلمار فياو مساتعمياً‬
‫عمى المأمور‪.‬‬
‫‪ .‬أما التعريف الثالث فإنو يمثل اتجاىًا آخر لطايفة من األصوليين‪ ،‬لام يشاترطوا فاي طماب‬
‫الفعل قيد االستعالء‪ ،‬وذلك ألنيم يارون أن االساتعالء مان لاوازم األمار فاال يطماق األمار‬
‫عمااى الحقيقااة إال إذا كااان عمااى ىااذه الكيفيااة‪ .‬ولعاال تعريااف اإلساانوي ىااو األرجااح ألنااو‬
‫يعبِّر بوضوح عن مدلول األمر ما اختصار في العبارة‪.‬‬
‫ملحوظة‪:‬‬
‫‪‬‬

‫"المشترك بين ىذه التعريفات الثالثة من تعريف األمر ىو الطمب"‪.‬‬


‫‪‬‬

‫‪7‬‬
‫ صيغة األمر‬3.1
‫ لألمر صيغ تادل عمياو بحياث إنياا إذا وردت فاي الكاالم يتباادر إلاى‬،‫عزيزي الدارس‬
:‫ وىذه الصيغ ليا أنواع ىي‬،‫الذىن طل فعل المأمور بو‬

    ‫ وىي الصيغة الحقيقية لألمر كقولو تعالى‬،‫ صيغة افعل‬.1

   :‫) وقولو تعالى‬ ‫ اآلية‬،‫ (اإلسراا‬    


) ‫ اآلية‬،‫ (البقرة‬  

      :‫ الفعل المضارع المقرون بالم األمر كقولو تعالى‬.2

‫ اآلية‬،‫ (البقرة‬       :‫وقولو تعالى‬ ) ‫ اآلية‬،‫(الطالق‬


)

     :‫ المصدر النايب عن فعل األمر كقولو تعالى‬.3

) ‫ اآلية‬،‫ (محمد‬  

    ‫ اسم فعل األمر كقولو تعالى حكاية عن امرأة العزيز‬.4

) ‫ اآلية‬،‫ (يوسف‬        

      :‫ الجممة الخبرية المراد بيا الطمب كقولو تعالى‬.5

،‫ (الصف‬          

.} ‫ص َن بِأَنفُ ِس ِي نن ثَالَثَ َة قُُرَوٍء‬ ُ ‫ { َواْل ُمطَمن َق‬:‫وقولو‬


ْ ‫ات َيتََرنب‬ ،) - 1 ‫اآليات‬

‫وىناك أنواع أخرى وىذا أىميا وىذه‬

8
‫‪ 4.1‬استعماالت صيغة األمر‬
‫صايغة افعاال الدالاة عمااى األمار تاارد لمع ٍ‬
‫اان عاادة أوصاميا بعضاايم إلاى سااتة وعشارين‬
‫وجياً‪ ،‬ومنيم من أوصميا إلى عشرين‪ ،‬ومنيم من أوصاميا إلاى ساتة عشار وجيااً‪ ،‬والياك أىام‬
‫ىذه االستعماالت‪:‬‬

‫األول‪ :‬الوجوب كقولو تعالى‪(      :‬البقرة‪ ،‬اآلية ‪.)‬‬

‫‪(       ‬الماخدة‪ ،‬اآلية ‪)‬‬ ‫وقولو تعالى‪:‬‬

‫الثاني‪ :‬الندب كقولو تعالى‪(        :‬النور‪ ،‬اآلية ‪)‬‬

‫الثالث‪ :‬اإلرشاد كقولو تعالى‪(      :‬البقرة‪ ،‬اآلية‬

‫‪)‬‬

‫الرابع‪ :‬اإلباحة كقولو تعالى‪(        :‬البقرة‪ ،‬اآلية‬

‫‪)‬‬

‫الخامس‪ :‬التيديد كقولو تعالى‪(      :‬فصلت‪ ،‬اآلية ‪)1‬‬

‫السادس‪ :‬اإلىانة كقولو تعالى‪(        :‬الدخان‪ ،‬اآلية‬

‫‪)‬‬

‫السابع‪ :‬الدعاء كقولو تعالى ‪        ‬‬

‫‪(  ‬األعراف‪ ،‬اآلية ‪)‬‬

‫الثامن‪ :‬التعجيز كقولو تعالى‪(       :‬البقرة‪ ،‬اآلية ‪)‬‬

‫‪(     ‬الحجر‪ ،‬اآلية ‪)‬‬ ‫التاسا‪ :‬اإلكرام كقولو تعالى‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫وىناك أوجو أخرى وىذا ماا رأينااه ميمااً منياا ‪ ،‬كماا أن بعاض ىاذه األوجاو مماا ذكار‬
‫ومما لم يذكر كثير منو متداخل كما عبنر بذلك اإلمام الغزالي (رحمو اهلل)‪.‬‬
‫تدري (‪)1‬‬
‫‪ .1‬قارن بين تعريف اآلمدي وابن الحاجب في تعريف األمر‪.‬‬
‫‪ .2‬ىات آيات قرآنية فييا صيغ األمر اآلتية‪:‬‬
‫افعل – الفعل المضارع المقرون بالم األمر – جممة خبرية مراد بيا‬
‫الطمب‪.‬‬
‫‪ .3‬يستعمل األمر لعدة أوجو منيا‪:‬‬
‫الوجوب واإلباحة والتيديد اشرح ما االستدالل‪.‬‬

‫‪ 5.1‬الداللة الحقيقية لصيغة األمر‬


‫اتفا ااق األصا ااوليون عما ااى أن صا اايغة األما اار تسا ااتعمل مجا ااا اًز فيما ااا سا ااوى الطما ااب‪،‬‬
‫والتيديد‪ ،‬واإلباحة‪.‬‬
‫إال أنيم اختمفوا في داللتيا عمى ىذه الثالثة عمى مذاىب أىميا‪:‬‬
‫المبببذى األول‪ :‬إنيااا مشااتركة اش ااتراكًا لفظي اًا بااين ى ااذه الثالثااة كاشااتراك الق اارء بااين الح اايض‬
‫والطير‪.‬‬
‫مجاز فيما عدا ذلك‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫الثاني‪ :‬إنيا حقيقة في اإلباحة‬
‫الثالث‪ :‬إنيا حقيقة في طمب الفعل مجاز فيما عداه‪.‬‬
‫والمقصااود ىنااا أنيااا تفيااد مطمااق طمااب الفعاال الااذي معناااه تاارجيح جانااب الفعاال عمااى‬
‫جانااب التاارك ماان لياار تحديااد لدرجااة ىااذا التاارجيح ىاال ىااو عمااى ساابيل الوجااوب أم الناادب أم‬
‫اإلرشاد‪ ،‬وىذا ما ن‬
‫رجحو اآلمدي ولعمو مذىب الجميور‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫نىم المذاى في داللة األمر‬

‫ننو حقيقة في القدر‬ ‫ننو مشترك‬ ‫حقيقة في الند‪‬‬ ‫حقيقة الوجو‬


‫المشترك بين الند‬ ‫مجا اًز فيما عدا ذلك‬
‫‪‬‬ ‫مجا اًز في الباقي‬

‫والوجو‬

‫‪ 6.1‬داللة األمر على الوجوب‬


‫اختم ااف الق ااايمون ب ااأن األم اار حقيق ااة ف ااي مطم ااق طم ااب الفع اال ال ااذي مقتض اااه ت اارجيح‬
‫جانااب الفعاال عمااى جانااب التاارك وىاام الجميببور فقااد اختمف اوا فااي ىااذا التاارجيح ىاال ىااو عمااى‬
‫سبيل الوجوب أو الندب أو اإلرشاد عمى مذاىب ىذه أىميا‪:‬‬
‫المذى األول‪ :‬إنو حقيقة في الوجوب مجاز فاي البااقي‪ ،‬وىاذا ماذىب جمياور العممااء‪ ،‬وىاو‬
‫الذي ن‬
‫رجحو الشافعي (رحمو اهلل)‪.‬‬
‫المببذى الثبباني‪ :‬إنااو حقيقااة فااي الناادب مجاااز فيمااا عااداه وىااو مااذىب كثياار ماان المعتزلببة‪،‬‬
‫وجماعة من الفقياء‪.‬‬
‫المذى الثالث‪ :‬إنو مشترك اشتراكاً لفظياً بين الكل‪ ،‬وىذا المذىب منسوب إلى الشيعة ‪.‬‬
‫المبببذى الراببببع‪ :‬إنااو حقيقااة فااي القاادر المشااترك بااين الناادب والوجااوب‪ ،‬وىااو مطمااق تاارجيح‬
‫جانااب الفعاال عمااى جان ااب التاارك ماان لي اار تحديااد‪ ،‬وىااذا المااذىب منس ااوب إلااى اإلمااام أب ااي‬
‫منصور الماتريدي‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫نسخلة التقويم الذاتي‬

‫‪ .1‬ىل الدعاء يخرج عن صيغة األمر ولماذا؟‬


‫‪ .2‬ماان اختالفااات العمماااء فااي الداللااة عمااى األماار ىاال ىااو حقيقااة فااي‬
‫الوجااوب أو الناادب و اإلرشاااد‪ :‬وضااح مااا االسااتدالل باآليااات ىااذا‬
‫االختالف‪.‬‬

‫المذى الخامس‪ :‬التوقف حتاى يقاوم دليال ي ِّ‬


‫ارجح واحادًا مان ىاذه المعااني وىاذا ماذىب أباي‬
‫الحسن األشعري وجماعة من أتباعو كالقاضي أبي بكر الباقالني والغزالي ن‬
‫ورجحو اآلمدي‪.‬‬
‫ويالحااظ أن ىااذه المااذاىب مبننيااة عمااى قضااية جدليااة فرضااية بااين العمماااء األقاادمين‬
‫وىي لو فرض أن صيغة األمر وردت مجردة عان القاراين الدالاة عماى حممياا عماى واحاد مان‬
‫ىذه اإلطالقات فعالم تدل ؟‬
‫وىااذه قضااية افت ارضااية ألن واقااا أماار التش اريا اآلن عمااى خااالف ذلااك حيااث وردت‬
‫نصوص كثيرة ِّ‬
‫ترجح جانب الوجوب عمى الجوانب األخرى‪.‬‬
‫المذى الراجح‪:‬‬
‫إذا كان واقا الشرع وأحكامو عمى نحاو ماا ذكار فاي أن أكثار األوامار وألمبياا يطماق‬
‫ويا اراد ب ااو الوج ااوب إال إذا ق ااام ال اادليل عم ااى خ ااالف ذل ااك ف ااإن ى ااذا مم ااا يس ااتدعينا أن ن اارجح‬
‫المااذىب القاياال بداللااة األماار عمااى الوجااوب إال إذا وجاادت قرينااة صااادقة عاان الوجااوب‪ .‬وىااذا‬
‫مر معنا قريباً‪.‬‬
‫ما ذىب إليو جميور العمماء كما ن‬

‫‪‬ندلة القاخلين بالوجو تقوم على‬

‫تذذذذمى امذذذذ الن ذذذذ‬ ‫ال ي لمن‬ ‫مذذن ذ ال ا ذ‬ ‫حر الف نذ ترذ‬ ‫الذذذذلى ترذذذذ ذذذذ‬
‫لسذذذذ ا ل ذذذذ‬ ‫ال ا ‪.‬‬ ‫ص‪.‬‬‫فه ت ٍ‬ ‫من يخ لف األم ‪.‬‬ ‫المذذوم ذذا م ذ‬
‫قع ا ف المشق ‪.‬‬ ‫لل إ ريس‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫* ندلة القاخلين بالوجو ‪:‬‬
‫استدل القايمون بأن األمر ُّ‬
‫يدل عمى الوجوب بأدلة كثيرة نذكر منيا ما يمي‪:‬‬
‫* الدليل األول‪ :‬إن اهلل تعالى ذ نم إبميس عمى مخالفتو لما أمره اهلل بو من السجود آلدم بل‬

‫كان سببًا إلخراجو من الجنة‪ ،‬وذلك لقولو تعالى ‪      ‬‬

‫‪(             ‬سورة األعراف‪،‬‬

‫اآلية ‪) ،‬‬


‫ووجو االستدالل بيذا الدليل‪ :‬أن إبميس لم يسجد إذ أمره اهلل بالسجود بينما امتثل الماليكة‬

‫كما في قولو تعالى‪          :‬‬

‫‪(    ‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية ‪) ،‬‬

‫‪ ،‬ولقد دلنت اآلية عمى توجيو الذم إلبميس عمى ىذه المخالفة باستفيام إنكاري ىو‬
‫قولو تعالى‪:‬‬
‫اك }‪ .‬واذ ثباات الااذم عمااى تاارك المااأمور ثباات‬
‫َم ْرتُا َ‬ ‫ِ‬
‫اك أَال تَ ْسا ُج َد إ ْذ أ َ‬
‫اال َمااا َمَن َعا َ‬
‫{ قَا َ‬
‫أن األمر لموجوب‪.‬‬

‫* الدليل الثاني‪ :‬قولو تعالى ‪       ‬‬

‫‪(      ‬سورة النور‪ ،‬اآلية ‪) ،‬‬

‫وجل ِّ‬
‫يحذر الذين يخالفون أمره أن تحل بيم الفتنة في‬ ‫دلنت ىذه اآلية أن اهلل ن‬
‫عز ن‬
‫الدنيا‪ ،‬أو يصيبيم العذاب في اآلخرة‪ ،‬والعقاب المذكور ىنا مرتب عمى تمك المعصية التي‬
‫حذر منيا وىي المخالفة عن أمره‪ ،‬فمو لم يكن األمر لموجوب‪ ،‬والمأمور بو واجباً لما‬‫ن‬
‫عمى‬ ‫العقاب‬ ‫األمر‬ ‫ليذا‬ ‫المخالف‬ ‫استحق‬
‫تركو‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ٍ‬
‫عاص مستحق‬ ‫* الدليل الثالث‪ :‬ىناك نصوص كثيرة ن‬
‫دلت عمى ن‬
‫أن تارك المأمور بو‬
‫لمعقاب‪ ،‬وبذلك يكون المأمور بو واجباً ألنو لو لم يكن واجباً ما استحق مخالفو العذاب‬

‫والخمود في النار‪ ،‬ومن ذلك قولو تعالى‪      :‬‬

‫وقال في شأن‬ ‫(سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪،) ،‬‬ ‫‪     ‬‬

‫(س ة ال ح يى‪ ،‬اآلي ‪) ،‬‬ ‫الماليكة‪          :‬‬

‫‪(          ‬سورة‬ ‫وقولو تعالى‪:‬‬ ‫‪،‬‬

‫األحزاب‪ ،‬اآلية ‪) ،‬‬


‫ٍ‬
‫عاص‪.‬‬ ‫‪ .‬وفي ىذا داللة قوية عمى أن تارك المأمور بو‬

‫* الدليل الرابع‪ :‬قولو تعالى‪         :‬‬

‫‪(   ‬سورة المرسالت‪ ،‬اآليات ‪)- ،‬‬

‫ووجو االستدالل بيذه اآلية أنياا دلنات عماى أن ذم ىاؤالء القاوم كاان بسابب أنيام كاانوا ال‬
‫يركعا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااون إذا أُما ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااروا با ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااالركوع‪ ،‬وقا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااد جا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اااء الا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااذم ما ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اان تا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اارك‬
‫م ا ا ااا أُم ا ا ااروا بفعم ا ا ااو فم ا ا اام يفعم ا ا ااوه‪ ،‬فم ا ا ااو ك ا ا ااان األم ا ا اار ال يفي ا ا ااد الوج ا ا ااوب لم ا ا ااا ك ا ا ااان ت ا ا ااركيم‬
‫لما أُمروا بو سبباً لذميم ومقت اهلل إياىم‪.‬‬
‫يم‬ ‫ببق علَبببى ن ِ‬
‫َمب ْببرتُ ْ‬
‫ُمتبببي‪ .‬أل َ‬
‫ّ‬ ‫شب ّ َ‬‫َن نَ ُ‬
‫* البببدليل الخبببامس‪ :‬قول ااو ص اامى اهلل عمي ااو وس اامم‪ " :‬لَب ْببوالَ ن ْ‬
‫صالَ ٍة "‪.‬‬
‫ول َ‬
‫ِبالسو ِ‬
‫اك ع ْند ّ‬ ‫َّ‬
‫ووجو االستدالل عمى أن األمر لموجوب من ىذا الحديث‪ :‬أن النباي صامى اهلل عمياو‬
‫وس ا اامم لا ا ااو أماا اار بالس ا ا اواك عناا ااد كاا اال صا ا ااالة لوجاا ااب فعماا ااو س ا ا اواء أكاا ااان فا ا ااي ذلا ا ااك مشاا ااقة‬
‫أم لم تكن‪ ،‬ولكنو ال يريد أن يشاق عماييم‪ ،‬فمام ياأمرىم باو لايال يكاون واجبااً‪ ،‬وىاذا يقتضاي أن‬
‫األمر لموجوب‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫نشاط‬
‫راجا كتب التفساير فاي األدلاة األربعاة الساابقة وقاارن باين أساموب التفساير‬
‫وأسموب أصول الفقو‪.‬‬
‫وأعرض جيدك ىذا عمى أصدقايك لتعرف رأييم في المقارنة‪.‬‬

‫نقوال العلماا في داللة األمر على التورار نو المرة‬

‫ذذذذين‬ ‫لفيذذذذ‬ ‫انذذذذا مشذذذذ‬ ‫يم تر ال ذ ا المسذ ت‬ ‫يذذذم ترذذذذ ملرذذذذ اللرذذذذ‬
‫ال ا الم ة‪.‬‬ ‫لزمذذذذذذ ن العمذذذذذذ (الفقهذذذذذذ ‪-‬‬ ‫فعذذذ األمذذذ مذذذ ة احذذذمة‬
‫األسف ايين )‪.‬‬ ‫ضذذذذ ي ل حقيذذذذ األمذذذذ‬
‫(اآلممي‪ ،‬الفخ ال ازي)‪.‬‬

‫‪ 7.1‬داللة األمر المطلق على التكرار أو المرة‬


‫ادل عم اى تك ا ارره ف ااي األزمنااة‪ ،‬أو فعم ااو م ارة واح اادة‬ ‫األماار إذا ورد خالي اًا ع اان قرينااة ت ا ُّ‬
‫ادل ؟ ىا ا ا ا ا اال يا ا ا ا ا ا ُّ‬
‫ادل عما ا ا ا ا ااى فعا ا ا ا ا اال الما ا ا ا ا ااأمور با ا ا ا ا ااو م ا ا ا ا ا ارة‪ ،‬وانتفا ا ا ا ا اااء العيا ا ا ا ا اادة‬ ‫فعا ا ا ا ا ااالم يا ا ا ا ا ا ُّ‬
‫بيا ؟ أم ُّ‬
‫يدل عمى تكرار‪.‬‬
‫اختمف العمماء في ىذا الموضوع عمى عدة مذاىب أىميا‪:‬‬
‫المبببببببذى األول‪ :‬إن ا ا ااو ي ا ا ا ُّ‬
‫ادل عم ا ا ااى مطم ا ا ااق طم ا ا ااب الت ا ا اارك م ا ا اان لي ا ا اار دالل ا ا ااة عم ا ا ااى ما ا ا ارة‬
‫أو تكرار إال أن أصحاب ىذا المذىب قاالوا‪ :‬إن فعال الماأمور باو مارة واحادة ضاروري لتحقاق‬
‫وقوع المأمور‪ ،‬وىذا مذىب اآلمدي‪ .‬والفخر الرازي‪ ،‬وابن الحاجب‪ ،‬وليرىم‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المبببذى الثببباني‪ :‬إنااو يا ُّ‬
‫ادل عم ااى التك ارار المس ااتوعب لزمااان العماار بش اارط أن يكااون اإلتي ااان‬
‫بالمأمور بو في ىذا الزمان ممكناً‪ .‬وىذا مذىب جماعة مان الفقيااء والمتكمماين وىاو منساوب‬
‫إلى أبي إسحاق اإلسفراييني من الشافعية‪.‬‬
‫المببذى الرابببع‪ :‬إنااو مشااترك لفظااي بااين التك ارار والم ارة‪ ،‬وال يفياام منااو واحااد ماان األم ارين إال‬
‫وتبينو‪.‬‬
‫بقرينة ترجح ذلك ّ‬
‫ما نراه راجحاً من ىذه المذاىب‪:‬‬
‫ويالح ا ا ا ااظ أن ى ا ا ا ااذه الم ا ا ا ااذاىب ق ا ا ا ااد اس ا ا ا ااتند قايموى ا ا ا ااا ألدل ا ا ا ااة ظنا ا ا ا اوا أني ا ا ا ااا ت ا ا ا اارجح‬
‫م ا ا ا ااا ق ا ا ا ااالوه وذىبا ا ا ا اوا إلي ا ا ا ااو‪ ،‬إال أني ا ا ا ااا كمي ا ا ا ااا عن ا ا ا ااد التحقي ا ا ا ااق – ع ا ا ا اادا الم ا ا ا ااذىب األول –‬
‫ال تفيد ما ذىبوا إليو إال بواسطة قراين تدل عمى ذلك‪.‬‬
‫ااكت‬
‫أمااا المااذىب األول فإنااو ىااو الااذي يفيااده إطااالق األماار حيااث إن لفااظ األماار سا ٌ‬
‫ع اان أي قي ااد يفي ااده بتكا ارار أو ما ارة‪ ،‬ولما اا ك ااان الم ااأمور ب ااو ال يتحق ااق ف ااي الوج ااود إال بفع اال‬
‫المأمور بو مرة واحدة قالوا‪ :‬المرة ضرورية إليقاعو‪ .‬وىذا ما يجعمنا نارجح ىاذا الماذىب عماى‬
‫ليره لقوة دليمو‪.‬‬
‫ندلة ىذا المذى ‪:‬‬
‫استدل أصحاب ىذا المذىب بأدلة كثيرة أىميا‪:‬‬
‫‪ ‬إن صيغة األمر في المغة بمادتيا إنماا ت ُّ‬
‫ادل عماى طماب الفعال فقاط‪ ،‬كماا ذىاب إلاى ذلاك‬
‫أىل العربية‪ ،‬فييية األمر ال داللة ليا إال عمى الطمب‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬إن صاايغة األماار طمااب حقيقااة الفعاال‪ ،‬أم ااا الم ارة والتك ارار فإنيمااا خارجااان عاان حقيقت ااو‪،‬‬
‫فيجاا ا ا ا ا ااب أن تحصا ا ا ا ا ا اال الب ا ا ا ا ا ا اراءة ما ا ا ا ا ا اان عيا ا ا ا ا ا اادة االمتثا ا ا ا ا ا ااال با ا ا ا ا ا ااو فا ا ا ا ا ا ااي أييما ا ا ا ا ا ااا وجا ا ا ا ا ا ااد‬
‫وال يتقيند بأحدىما دون اآلخر‪.‬‬
‫ال أو كثي ًار أو‬
‫‪‬إن المرة والتكرار من صفات الفعل كالقمة والكثرة ألنك تقول ضرباً قمي ً‬
‫مكر اًر ولير مكرر فيفيد الفعل بصفاتو المتنوعة‪ ،‬ومن المعموم أن الموصوف بالصفات‬
‫المتقابمة ال داللة لو عمى خصوصية شيء منيا‪ ،‬واذا ثبت ذلك فمعنى اضرب طمب ضرب‬
‫فال ُّ‬
‫يدل عمى صفة لمضرب فقط من تكرار أو مرة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫تدري (‪)2‬‬

‫األمر إذا ورد يكفي أن يفعمو المأمور مرة واحدة لتنتفي العيدة حمل ىذه‬
‫العبارة وبين من الذي قال بيا من العمماء‪.‬‬

‫الس انة لمتك ارار كمااا ورد لمم ارة‪ ،‬فااال تكااون داللتااو‬
‫‪ .‬إن األماار ورد فااي نصااوص الق ارآن و ُ‬
‫عمى واحد منيماا دون اآلخار‪ ،‬بال يحمال عماى القادر المشاترك بينيماا وىاو ماا باو يتحقاق‬
‫وجود المأمور بو‪.‬‬

‫‪ 8.1‬داللة األمر على الفور أوالتراخي‬


‫إذا ورد األماار مج اارداً عاان قرين ااة ِّ‬
‫تقي ااده بكونااو مطموبا ااً عم ااى الفااور أو مطموبا ااً عم ااى‬
‫التراخي اختمف العمماء في داللتاو عماى الفاور أو الت ارخاي‪ ،‬فالقاايمون باأن األمار المطماق يفياد‬
‫التكارار عمااى نحااو ماا ذكاار فااي المساألة الماضااية اتفقاوا عماى أنااو يفيااد الفاور كااذلك ىنااا‪ ،‬ذلااك‬
‫ألن التكرار يقتضي استيعاب الزمن بالفعال‪ ،‬واالساتيعاب يمزماو اإلتياان بالفعال فاي أول زماان‬
‫اإلمكان وىو ما يقصد من الفور‪.‬‬
‫أمااا القااايمون بعاادم إفااادة األماار التك ارار عمااى مااذاىبيم المتعااددة فقااد اختمف اوا ىنااا ىاال‬
‫يفيد األمر المطمق الفور أم ال عمى مذاىب أىميا‪:‬‬
‫المبببببببذى األول‪ :‬إن ا ا ااو ي ا ا ا ُّ‬
‫ادل عم ا ا ااى مطم ا ا ااق طم ا ا ااب الفع ا ا اال م ا ا اان لي ا ا اار دالل ا ا ااة عم ا ا ااى ف ا ا ااور‬
‫اخ‪.‬‬
‫أو تر ٍ‬
‫وىااذا مااا ذىااب إلي ااو جميااور الحنفيااة‪ ،‬والشااافعية‪ ،‬ورجح ااو الغ ازلااي‪ ،‬واآلماادي‪ ،‬واب اان‬
‫الحاجب‪ ،‬والبيضاوي‪.‬‬
‫المذى الثاني‪ :‬وىو المعروف عن الكرخي من الحنفياة والحنابماة أناو يفياد الفاور أي اإلتياان‬
‫بالفعاا ا ا اال الماا ا ا ااأمور باا ا ا ااو فا ا ا ا ااي أول زماا ا ا اان يمكناا ا ا ااو اإلتياا ا ا ااان باا ا ا ااو‪ ،‬بحياا ا ا ااث إناا ا ا ااو إذا أخ ا ا ا ا اره‬
‫عن ىذا الزمان كان آثماً‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫المببذى الثالببث‪ :‬إنااو مشااترك لفظااي بااين الفااور والت ارخااي‪ ،‬فااال يفيااد واحااداً منيمااا إال بواسااطة‬
‫قرينة ترجحو‪.‬‬
‫* ما نراه راجحاً من ىذه المذاى ‪:‬‬
‫ىذه المسألة ال تختمف عن سابقتيا وكما ىو واضح فإن القايمين باأن األمار المطماق‬
‫يقتضي مطمق طمب األمر من لير داللة عمى مرة أو تكارار ىام أنفسايم الاذين قاالوا ىناا إناو‬
‫يفيد مطمق طمب الكف وما ذكر من مباررات ىنااك تصامح بعينياا ىناا حياث يتمشاى ىاذا ماا‬
‫اإلطالق المغوي‪.‬‬
‫ولااذلك تعتباار أدلااتيم ىناااك ىااي أدلااتيم ىنااا‪ ،‬وعميااو يمكاان استصااحاب األدلااة األربعااة‬
‫المذكورة ىناك ويمكن استصحابيا ىنا‪.‬‬
‫وما ا ا ا اان ىنا ا ا ا ااا يتب ا ا ا ا اينن لنا ا ا ا ااا أن األما ا ا ا اار ال إشا ا ا ا ااعار لا ا ا ا ااو بخصا ا ا ا ااوص كونا ا ا ا ااو فا ا ا ا ااو اًر‬
‫وال بخصوص كونو تراخياً‪.‬‬
‫وىو الراجح من ىذه المذاىب إن شاء اهلل‪.‬‬
‫نسخلة التقويم الذاتي‬

‫قال تعالى‪( :‬يأييا الذين آمنوا صموا عميو وسمموا تسميما)‪.‬‬


‫وقال تعالى‪( :‬وهلل عمى الناس حج البيت من استطاع إليو سبيال)‪.‬‬
‫‪ .1‬اشرح اآليتين شرحاً عاماً‪.‬‬
‫‪ .2‬ىل يدل األمر فييما عمى الفور أم عمى التراخي؟‪.‬‬
‫‪ .3‬ما ىو مذىب األحناف في ذلك؟‬

‫‪ 9.1‬داللة األمر الوارد بعد التحريم‬


‫إذا ورد أمر بعد تحريم فيل ياؤثر ىاذا عماى داللاة األمار التاي رجحناا أنياا تادل عماى‬
‫الوجوب أو ال يؤثر؟ واذا قمنا إنو يؤثر فما الذي يفيده األمر إذا جاء عمى ىذه الكيفية ؟‬
‫وقبل أن نذكر مذاىب العمماء في ىذه المسألة ال بد مان بياان أن ىاذا الخاالف وقاا‬
‫فق ا ا ا ا ا ا ا ااط ب ا ا ا ا ا ا ا ااين ال ا ا ا ا ا ا ا ااذين يقول ا ا ا ا ا ا ا ااون إن دالل ا ا ا ا ا ا ا ااة األم ا ا ا ا ا ا ا اار ابت ا ا ا ا ا ا ا ااداء تفي ا ا ا ا ا ا ا ااد الوج ا ا ا ا ا ا ا ااوب‪،‬‬
‫‪18‬‬
‫أمااا القااايمون بإفادتيااا اإلباحااة أو الناادب فااإن ورود األماار بعااد الحظاار والتح اريم عناادىم لاايس‬
‫بم ااؤثر فيظ اال األم اار عم ااى م ااا ك ااان عمي ااو قب اال ذل ااك‪ ،‬وعمي ااو ف ااإن الخ ااالف ف ااي ى ااذه المس ااألة‬
‫ينحصر بين القايمين بالوجوب‪ ،‬وقد كانت مذاىبيم كالتالي‪:‬‬
‫* المبذى األول‪ :‬إنياا تفيااد الوجاوب كمااا لاو وردت ابتاداء‪ ،‬وكمااا لاو لام يساابقيا حظار‪ ،‬وىااذا‬
‫مذىب المعتزلة‪ ،‬وأبي بكر الباقالني‪ ،‬واختاره الرازي‪ ،‬وتبعيما البيضاوي‪.‬‬
‫وعماادة مااا اسااتدل بااو أصااحاب ىااذا المااذىب أن األماار ياادل حقيقااة عمااى الوجااوب فااإذا ورد‬
‫بعد الحظار فينبغاي أن تساتعمل فاي الوجاوب أيضااً ألن ىاذا ىاو مقتضااىا لغاة وورودىاا بعاد‬
‫الحظر ال يصمح أن يكون مانعاً من إفادتيا الوجوب‪.‬‬
‫* المذى الثاني‪ :‬إنيا تدل عمى اإلباحة‪ ،‬وىذا ماذىب أكثار الفقيااء والمتكمماين وىاو منقاول‬
‫عن الشافعي واختاره ابن الحاجب‪.‬‬
‫وعمدة ما ذىب إلياو أصاحاب ىاذا الماذىب مان دليال‪ :‬أن صايغة األمار بعاد الحظار‬
‫قاد لمااب اسااتعماليا فااي اإلباحاة حتااى صااار ىااذا المعنااى يتباادر منيااا عنااد اإلطااالق والتبااادر‬
‫أَمارة الحقيقة فتكون الصيغة بعد الحظر حقيقة في اإلباحة‪.‬‬

‫ومن نمثلة ذلك‪ :‬األمر في قولو تعالى‪(      :‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‬

‫‪ ، ) ،‬جاء بعد الحظر الذي ورد في قولو تعالى‪       :‬‬

‫(سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪ ، ) ،‬ن‬


‫فدل ىذا األمر عمى إباحة الصيد ال عمى وجوبو‪.‬‬
‫وأمثمة ذلك كثيرة ستأتي الحقاً‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ىو التوقف وعدم الجزم بشيء لتعارض األدلة عندىم في ىذه المسألة‪،‬‬ ‫* المذى‬
‫وىذا القول إلمام الحرمين الجويني‪ ،‬ورجحو اآلمدي‪ ،‬ووجية نظر أصحاب ىذا المذىب‬
‫ابتداء كما‬
‫ً‬ ‫ىي‪ :‬أن ىناك أوامر وردت بعد الحظر فبقيت داللتيا عمى الوجوب كما كانت‬

‫في قولو تعالى‪        :‬‬

‫‪(  ‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية ‪ ) ،‬حيث وردت ىذه اآلية بعد النيي عن قتاليم‬

‫‪19‬‬
‫في ىذه األشير‪ ،‬بينما ىناك نصوص أخرى ن‬
‫دلت عمى أن األمر بعد الحظر يفيد اإلباحة‬
‫كما سيأتي تفصيمو قريبًا‪.‬‬
‫* المببذى الرابببع‪ :‬إن األماار بعااد الحظاار والتح اريم ياادل عمااى رفااا الحظاار والتح اريم ورجااوع‬
‫المااأمور بااو عمااى مااا كااان عميااو فااإن كااان قباال الحظاار مباح اًا رجااا حكمااو إلااى اإلباحااة‪ ،‬وان‬
‫ك ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااان واجبا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااً رج ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا حكم ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااو إل ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااى الوج ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااوب وىك ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااذا‪ .‬وى ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااذا‬
‫ما اختاره الكمال بن اليمام من الحنفية‪.‬‬
‫ندلة ىذا المذى ‪ :‬استند أصحاب ىذا الماذىب إلاى اساتقراء النصاوص التاي ورد فيياا األمار‬
‫بعد الحظر حيث قادىم ىذا االستقراء إلاى أن حكام الماأمور باو الاوارد بعاد الحظار ي ُّ‬
‫ادل عماى‬
‫أن حكماو ىااو الحكام الااذي كااان ثابتاًا لااو قبال ورود الحظاار والتحاريم‪ ،‬والمتتباا لكتااب األحكااام‬
‫يجد الكثير من األمثمة التي تُبيِّن ما قمناه‪.‬‬
‫وىااذا ياادفا توقااف ماان توقااف ألنااو يرفااا التعااارض الااذي حممااو عمااى التوقااف‪ ،‬واليااك‬
‫نماذج تثبت ما ذكر وتؤكده‪:‬‬
‫‪ .1‬االصطياد فإنو كان مباحاً قبل التمبس باإلحرام ثم حظر بعد التمبس باإلحرام لما في‬

‫قولو تعالى‪(          :‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪،‬‬

‫‪ ،)‬وقولو تعالى‪          :‬‬

‫(سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪ ،) ،‬ثم جاء األمر بالصيد بعد التحمل من اإلحرام في قولو‬

‫تعالى‪:‬‬

‫‪(     ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪ ، ) ،‬فينا األمر يدل عمى اإلباحة‬

‫ألن اإلباحة ىي الحكم الذي كان ثابتًا لالصطياد قبل التمبس باإلحرام‪.‬‬
‫‪ .2‬زيارة القبور الشرعية فإنيا من المستحبات ألنيا ِّ‬
‫تذكر اآلخرة‪ ،‬وقد كان حكميا‬
‫االستحبا ثم نيى عنيا النبي صمى اهلل عميو وسمم لحكمة لعمنيا ىي‪ :‬سد ذريعة الشرك‬
‫المتمثمة في االعتقاد في المقبورين‪ ،‬ثم أمر بيا النبي صمى اهلل عميو وسمم بعد ذلك من‬

‫‪21‬‬
‫ُم ِو‬
‫في ِزَي َارِة قَ ْب ِر ن ّ‬ ‫ور‪ ،‬فَقَ ْد ن ُِذ َن لِ ُم َح ّم ٍد‬
‫جديد فقال‪ ( :‬قَ ْد ونُ ُت َن َي ْيتُ ُو ْم َع ْن ِزَي َارِة ا ْلقُ ُب ِ‬
‫عميو وسمم ردىا إلى‬ ‫فزوروىا فإنيا تذور اآلخرة )‪ .‬وىذا األمر األخير منو صمى اهلل‬
‫حكميا األول قبل الحظر وىو االستحباب‪ ،‬وىذا المحكم متفق عميو‪.‬‬
‫‪ .‬قتال المشركين من الواجبات المعمومة التي حض عمييا الشرع‪ ،‬إال أن الشارع قد‬

‫نيى عنو محرمًا لو في األشير الحرم‪ ،‬لما في قولو تعالى‪     :‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪( ‬سورة الماخدة‪ ،‬اآلية‪ ) ،‬وقولو تعالى‪      :‬‬

‫‪ .)‬ثم أمر اهلل بالقتال بعد‬ ‫‪(       ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪،‬‬

‫انصرام األشير الحرم لما في قولو تعالى‪      :‬‬

‫‪(    ‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪ .) ،‬وىذا األمر جاء بعد‬

‫الحظر فرد األمر عمى ما كان عميو قبل الحظر وىو وجوب قتاليم‪.‬‬
‫ظير لنا من خالليا أن األمار بعاد الحظار فيياا ن‬
‫دل مارة‬ ‫ِّ‬
‫المتقدمة َ َ‬ ‫ىذه األمثمة الثالثة‬
‫ودل مارة عماى االسااتحباب كمااا فااي المثااال الثاااني‪ ،‬ن‬
‫ودل‬ ‫عماى اإلباحااة كمااا فااي المثااال األول‪ ،‬ن‬
‫مارة عماى الوجاوب كماا فاي المثاال الثالاث‪ ،‬وفااي المارات الثالثاة رجاا الماأمور باو بعاد الحظاار‬
‫عمى ما كان عميو من حكم قبل الحظر‪.‬‬
‫وىااذا يقا ِّاوي ىااذا المااذىب األخياار ويشااد ماان أزره‪ ،‬وماان ىنااا يمكننااا أن نقاارر أن ىااذا‬
‫الحكاام الضااطراده أصاابح فااي حكاام القاعاادة حيااث ثباات لنااا نن وببل نمببر ورد بعببد حظببر فإنببو‬
‫قرينة على رد األمر على ما وان عليو قبل الحظر‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫تدري (‪)3‬‬
‫ورود األمر بعد الحظر ىل يفيد الوجوب أم اإلباحة؟ ما ذكار مثاال واحاد‬
‫لكل مذىب‪.‬‬

‫المذى الراجح من ىذه المذاى ‪:‬‬


‫مان خاالل ماا تقا ندم يمكنناا أن نارجح المااذىب األخيار لماا ذكرناا مان أدلاة قوياة اسااتند‬
‫إلييا أىميا استقراء النصوص‪.‬‬
‫وي ْي ِما اال اآلخ اار كما ااا فا ااي‬ ‫ِ‬
‫ى ااذا باإلضا ااافة أنا ااو يجم ااا با ااين األدلا ااة وال ُي ْعم اال بعضا اايا ُ‬
‫ات‬
‫إن ماذىب القاايمين باالوجوب تقاف فاي وجياو النصاوص التاي أثبتَ ْ‬ ‫المذاىب األخارى‪ .‬حياث ّ‬
‫أن األمار بعاد الحظاار يكاون لإلباحاة مارة والنادب مارة أخارى‪ ،‬وماذىب القااايمين باإلباحاة تقااف‬
‫فااي وجي ااو النص ااوص الت ااي أثبتاات أن األم اار بع ااد الحظ اار ياادل عم ااى الوج ااوب أحيانا ااً وعم ااى‬
‫الناادب أحيان ااً‪ ،‬والمااذىب الااذي يقااول بالناادب يقااف فااي وجيااو أدلااة مااذىب الوجااوب واإلباحااة‬
‫وىكذا‪.‬‬
‫ىااذا باإلضااافة إلااى أنااو يحاال إشااكال ماان توقااف لتعااارض األدلااة عنااده حيااث إن ىااذا‬
‫المذىب يدفا ىذا التعارض لما ذكرناه‪.‬‬
‫ومما يجب التنبيو إليو ىنا‬

‫مقيببد بعببدم وجببود قرينببة تببدل علببى حمببل األمببر البوارد بعببد‬
‫َّ‬ ‫نن ىببذا المببذى‬
‫الحظببر علببى حوببم بعينببو‪ ،‬فببإذا وردت قرينببة تحملببو علببى حوببم معببيَّن فيج ب‬
‫عندىم المصير إلى ما نفادتو القرينة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ .2‬النهي وداللتو‬
‫عزيزي الدارس‪ ،‬لقد تق ندم في المبحاث الماضاي الكاالم عان األمار وداللتاو بالتفصايل‬
‫فظير جمياً مدلول األمر وما يتعمق بو من مباحث ميمة‪.‬‬
‫وىنااا نتعاارض لمنيااي ماان حيااث تعريفااو ومباحثااو الميمااة ونسااير عمااى مناوال مااا س ارنا‬
‫عميااو فااي األماار‪ ،‬ذلااك ألن النيااي ىااو الااذي يضاااد األماار‪ ،‬ولااذلك مااا قياال فااي شااأن األماار‬
‫يصمح أن يقال في شأن النيي‪ ،‬ولكن بالعكس‪.‬‬

‫‪ 1.2‬تعريف النهي وشرح التعريف‬


‫من نىم تعريفات النيي‪:‬‬

‫عرفببببببو ابببببببن الحاجبببببب بقولببببببو‪ " :‬اقتضبببببباا وببببببف عببببببن فعببببببل علببببببى جيببببببة‬
‫‪َّ .1‬‬
‫االستعالا"‪.‬‬

‫وعرفو اإلسنوي بقولو‪" :‬القول الطال للترك داللة نولية"‪.‬‬


‫‪َّ .2‬‬

‫شرح التعريفين‪:‬‬
‫اكتفينا بيذين التعريفين ألنو ‪ -‬كما ذكرنا ‪ -‬ن‬
‫ألن ما قيل في األمر يغناي عان الكاالم‬
‫في النيي‪.‬‬
‫ويالحاظ أن ىاذين التعاريفين ذكار أحادىما وىاو (التعرياف األول) قياد االساتعالء وقااد‬
‫قمنا في مبحث األمر أنو ليس بشرط‪.‬‬
‫أمااا التعريااف الثاااني فماام يااذكر االسااتعالء‪ ،‬باال عنباار بااالقول الطالااب لمتاارك بالداللااة‬
‫األولية‪ ،‬والمقصود بالداللة األولية ىنا‪ :‬أنو ن‬
‫دل عماى طماب الفعال بوضاا المغاة عماى نحاو ماا‬
‫ذكر في األمر‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫وكما رجحنا ىذا التعريف في األمر فإننا نرجحو ىنا‪.‬‬
‫نسخلة التقويم الذاتي‬
‫‪ .1‬اذكر تعريف النيي عند ابن الحاجب واشرحو شرحًا وافيًا‪.‬‬
‫‪ .2‬ماان خااالل قراءتااك لممصااحف اسااتخرج صاايغ تاادل عمااى النيااي (لياار‬
‫التي في الكتاب) مثل (دع‪ ،‬اجتنبوا‪ ،‬ذروا)‪.‬‬

‫‪ 2.2‬صيغة النهي‬
‫كما أن لألمر صيغا تدل عميو فإن النيي كذلك‪ ،‬ومن صيغو‪:‬‬
‫‪ .1‬صيغة ال تفعل‪ ،‬وىي الصيغة الحقيقية لمداللة عمى النيي كما في قولو تعالى‪:‬‬
‫‪(           ‬سورة اإلسراا‪ ،‬اآلية‪،‬‬

‫‪ .)‬وقولو تعالى‪:‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪(        ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.) ،‬‬

‫‪ .2‬الصيغة الدالة عمى طمب الترك‪ ،‬كذر‪ ،‬ودع‪ ،‬واترك‪ ،‬واجتنب‪ ،‬وما في معناىا‪.‬‬
‫(أ) مثال (ذر)‪ :‬قولو تعالى‪:‬‬

‫‪(      ‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.)1 ،‬‬ ‫(ب)‬

‫(ج) مثال (دع)‪ :‬قولو تعالى‪:‬‬

‫‪(        ‬سورة األحزا ‪ ،‬اآلية‪.) ،‬‬

‫(د) مثال (اترك)‪ :‬قولو تعالى‪(      :‬سورة الدخان‪ ،‬اآلية‪.) ،‬‬

‫‪24‬‬
‫(ه) مثال اجتن ‪ :‬قولو تعالى‪:‬‬

‫‪(      ‬سورة الحج‪ ،‬اآلية‪.)1 ،‬‬

‫‪ .3‬ما َّ‬
‫دل على النيي بمادتو مثل قولو تعالى‪:‬‬

‫‪          ‬‬

‫‪(   ‬سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.)1 ،‬‬

‫‪ .4‬االستفيام اإلنكاري الدال عمى النيي كقولو تعالى‪     :‬‬

‫‪(    ‬سورة التووير‪ ،‬اآليتان‪.)- ،‬‬

‫‪ .5‬الخب اار ال ااذي ي ا اراد ب ااو النيا ااي كقول ااو ص اامى اهلل عمياااو وس اامم‪ { :‬ال تببببزوج المببببرنة المببببرنة‬
‫وال تزوج المرنة نفسيا }‪.‬‬
‫‪ .6‬لفظ التحريم فإنو يدل عمى أن الشيء منيي عنو كقولو تعالى‪:‬‬

‫‪(     ‬سورة الماخدة‪ ،‬اآلية‪.) ،‬‬

‫اسم فعل األمر كقولو تعالى‪         :‬‬

‫‪(   ‬سورة الماخدة‪ ،‬اآلية‪.)1 ،‬‬

‫‪ 3.2‬استعماالت صيغ النهي‬


‫ص ا اايغة ال تفع ا اال الدال ا ااة عم ا ااى الني ا ااي وم ا ااا ف ا ااي معناى ا ااا تس ا ااتعمل ف ا ااي مع ا ا ٍ‬
‫اان ع ا اادة أىمي ا ااا‬
‫ما يمي‪:‬‬

‫األم‬ ‫ال حقي‬ ‫المت‬ ‫ال حلي‬ ‫ال اه‬ ‫ال ح يى‬
‫اإل ش م‬

‫‪25‬‬
‫األول‪ :‬التحريم‪ ،‬كما في قولو تعالى‪         :‬‬

‫‪(  ‬سورة اإلسراا‪ ،‬اآلية‪ ،.) ،‬وقولو تعالى‪     :‬‬

‫‪(     ‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪  ،‬وسورة اإلسراا ‪.)‬‬

‫الثاني‪ :‬الوراىة كقولو تعالى‪:‬‬

‫‪(       ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.) ،‬‬

‫فالنيي ىنا لمكراىة أي يكره لممنفق أن يتحرى الخبيث من مالو فينفقو في سبيل اهلل‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬التحذير كما في قولو تعالى‪        :‬‬

‫‪(      ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.)1 ،‬‬

‫فياذه اآلياة يفيام منيااا كال عاقال أنااو لايس المقصاود منياا النيااي عان الماوت إذ لاايس‬
‫في مقدور العبد‪ ،‬وانماا المقصاود التحاذير واالبتعااد ع نماا يوقاا اإلنساان فاي المعاصاي والكفار‬
‫والمداومة عمى الطاعة واإليمان حتى يأتيو الموت وىو عمى ىذه الحال‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬الدعاء كقولو تعالى‪:‬‬

‫‪(         ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.) ،‬‬

‫الخامس‪ :‬التحقير كما في قولو تعالى‪        :‬‬

‫‪،.)‬‬ ‫‪(        ‬سورة طو‪ ،‬اآلية‪،‬‬

‫فالنيي ىنا المقصود منو بيان مقام الدنيا‪ ،‬وأنيا حقيرة ال تستحق االىتمام بيا‪ ،‬والنظر‬
‫إلييا نظرة اإلعجاب والحب‪.‬‬
‫السادس‪ :‬األدب واإلرشاد كقولو تعالى‪:‬‬
‫‪(      ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪ .) ،‬وقولو تعالى‪:‬‬
‫‪26‬‬
‫‪(          ‬سورة الماخدة‪ ،‬اآلية‪.)1 ،‬‬

‫وىناك استعماالت أخرى لصيغة النيي وما ذكرناه ىو أىميا‪:‬‬

‫نشاط‬
‫مان خااالل د ارسااتك لصاايغ النيااي ومااا تفيااده انظاار كتاااب األحكااام لدماادي‬
‫واستخرج صيغ النيي وما تفيده لير الذي ذكار ماا مناقشاة ىاذه الصايغ ماا‬
‫زماليك حتى تصبح ممماً بيذا الباب‪.‬‬

‫‪ 4.2‬الداللة الحقيقية لصيغة النهي‬


‫عزيزي الدارس‪ ،‬تقا ندم فيماا مضاى أن صايغة ال تفعبل تساتعمل فاي عادة مع ٍ‬
‫اان ذكرناا‬
‫أىميااا‪ ،‬إال أنااو ممااا ينبغااي التنبيااو إليااو ىنااا أن ىااذه الصاايغة ال تسااتعمل اسااتعماالً حقيقيااً فااي‬
‫كل ىذه المعاني فالمتفق عميو عند جميور العمماء إنياا تساتعمل فيماا عادا التحبريم والوراىبة‬
‫واإلباحة عمى سبيل المجاز ال عمى سبيل الحقيقة‪.‬‬
‫وانما وقا الخاالف بيانيم فاي داللتيبا عماى ىاذه الثالثاة حقيقاة ساواء أكاان ذلاك عماى‬
‫سبيل االستقالل أم االشتراك فتعددت مذاىبيم فييا تبعاً ليذا النازاع وىذه أىميا‪:‬‬
‫* المذى األول‪ :‬ذىب جميور العلماا وجماعة من المعتزلة كاأبي الحساين البصاري وأباي‬
‫عمي الجبايي إلى أن صيغة ال تفعل تستعمل حقيقة في التحريم مجا اًز فيما عداه‪.‬‬
‫نص عميو الشافعي (رحمو اهلل)‪.‬‬
‫وىذا المذىب ىو الذي ن‬
‫* المبببذى الثببباني‪ :‬ذى ااب جمي ااور المعتزل ااة وجماع ااة م اان الفقي اااء إل ااى أن ص اايغة ال تفع اال‬
‫تستعمل في الوراىة حقيقة‪ ،‬وفيما عداىا مجازاً‪.‬‬
‫المبببذى الثالبببث‪ :‬إن الصاايغة موضااوعة حقيقااة لمقاادر المشااترك بااين التح اريم والك ارىااة وىااو‬
‫مطمق طمب الترك من ليار مارجح ألحاد الجاانبين‪ .‬وىاذا الماذىب منساوب إلاى أباي منصبور‬
‫الماتريدي‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫* المبببذى الراببببع‪ :‬إن الص اايغة موض ااوعة لالش ااتراك المفظ ااي ب ااين التحا اريم والك ارى ااة ونس ااب‬
‫بعضاايم ىااذا المااذىب لمشااافعي ‪ ‬وىااذه النساابة ليساات دقيقااة والص اواب مااا ذكرنااا عنااو فااي‬
‫المذىب األول‪.‬‬
‫* المذى الخامس‪ :‬ذىب بعض األصوليين إلى التوقف وعدم الجزم بارأي معاينن فاي داللاة‬
‫النيي عمى التحريم أو الكراىة‪.‬‬
‫ِّ‬
‫المتقدمااة ىااي بعينيااا المااذاىب التااي ساابق القااول‬ ‫وممااا يالحااظ ىنااا أن ىااذه المااذاىب‬
‫بيااا فااي األماار‪ ،‬وعميااو فااإن مااا قياال فااي شااأن األماار ماان أن ىااذه المااذاىب إنمااا تناااقش داللااة‬
‫األماار المجااردة عاان أي قرينااة تاادل عمااى حمميااا عمااى واحااد ماان المعاااني التااي تحتمميااا‪ ،‬فااإن‬
‫داللااة النيااي كااذلك‪ ،‬وكمااا إن األماار احتفاات بااو ق اراين كثي ارة دلاات عمااى أنااو يكااون حقيقااة فااي‬
‫الوجااوب فك ااذلك الني ااي‪ .‬احتف اات ب ااو قا اراين كثيا ارة ت اادل عم ااى أن ااو إذا أطم ااق يك ااون حقيق ااة ف ااي‬
‫التحريم‪.‬‬
‫* المذى الراجح‪:‬‬
‫مماا تقا ندم يتضاح لنااا أن الماذىب األول وىااو القاول بااالتحريم ىاو األرجااح لماا ذكرنااا ماان أن‬
‫السنة المطيرة‪.‬‬
‫ىذا ىو حال النيي بعد االستقراء الدقيق أللفاظو في القرآن الكريم و ُ‬
‫ندلة القاخلين بالتحريم‪:‬‬
‫الدليل األول‪ :‬قولو تعالى‪        :‬‬

‫‪(  ‬سورة الحشر‪ ،‬اآلية‪.) ،‬‬

‫ووجااو االسااتدالل بيااذه اآليااة أن اهلل ساابحانو وتعااالى أماار األُ نمااة باالنتياااء ع نمااا نيااى‬
‫عناو الرساول صامى اهلل عمياو وسامم واألمار لموجاوب فيكاون االنتيااء ع نماا نياى الرساول صامى‬
‫اهلل عميا او وس اامم واجبا ااً ومخالف ااة الواج ااب توج ااب اإلث اام والمعص ااية‪ ،‬ف ا ن‬
‫ادل ذل ااك عم ااى أن فع اال‬
‫محرم وال معنى لقولنا النيي يقتضي التحريم إال ىذا‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫المنيي عنو‬
‫وم ا ْن بعاادىم ماان التااابعين كااانوا يسااتدلون‬
‫الببدليل الثبباني‪ :‬إن الصااحابة (رض اوان اهلل عمااييم) َ‬
‫محرم لقولو تعالى‪:‬‬
‫عمى تحريم الشيء بصيغة النيي مجردة عن القراين فيقولون الزنا ن‬
‫‪28‬‬
‫محرم لقولو تعالى‪:‬‬
‫‪(     ‬سورة اإلسراا‪ ،‬اآلية‪ ،.) ،‬والقتل ن‬

‫‪(          ‬سبببببورة اإلسبببببراا‪ ،‬اآليبببببة‪، ) ،‬‬

‫محرم لقولو تعالى‪(      :‬سورة آل عمران‪ ،‬اآليبة‪،.)1 ،‬‬


‫والربا ن‬
‫وىكااذا‪ ،‬واسااتدالالىم عمااى التح اريم بمجاارد الصاايغة مشااعر بااأن الصاايغة حقيقااة فااي التحببريم‪،‬‬
‫فإذا استعممت في ليره كان ذلك عمى سبيل المجاز وىو المدعي‪.‬‬
‫ش ْي ٍا فَأْتُوا ِم ْن ُو َما‬
‫َم ْرتُ ُو ْم ِب َ‬ ‫ِ‬
‫الدليل الثالث‪ :‬قولو صمى اهلل عميو وسمم‪( :‬فَإ َذا ن َ‬
‫ش ْي ٍا َف َد ُعوهُ )‪.‬‬
‫ط ْعتُ ْم‪َ .‬وِا َذا َن َي ْيتُ ُو ْم َع ْن َ‬
‫استَ َ‬
‫ْ‬
‫تدري (‪)4‬‬

‫قال تعالى‪           :‬‬

‫م اان خ ااالل ى ااذه اآلي ااة م ااا ال ااذي يفي ااده الني ااي وم ااا ى ااي دالل ااة الني ااي حقيق ااة‬
‫ومجا ًاز‪.‬‬

‫ووجا ااو االسا ااتدالل ما اان ىا ااذا الحا ااديث‪ :‬أن رسا ااول اهلل صا اامى اهلل عميا ااو وسا اامم أمرنا ااا‬
‫باالجتناب عن كل شيء نيى عنو واألمر لموجوب ن‬
‫فدل ذلك عمى وجاوب االنتيااء ع نماا نياى‬
‫اهلل ورسااولو عنااو‪ .‬وىااذا ياادل عمااى حرمااة فعاال الشاايء المنيااي عنااو وال معنااى لقولنااا‪ :‬النيااي‬
‫لمتحريم إال ىذا ‪.‬‬
‫واألدلة الدالة عمى إفادة النيي لمتحريم كثيرة يصعب حصرىا وىذه مجرد نماذج منيا‪.‬‬
‫ومماا أشااار إلياو عمماااء األصااول فاي كتاابيم أن كاال الاذي قياال فااي شاأن داللااة األماار‬
‫عمااى الوجااوب ماان أدلااة يصاامح أن يقااال فااي داللااة النيااي عمااى التحاريم‪ ،‬وعميااو يمكاان اعتبااار‬
‫جميا ما تق ندم في شأن إفادة األمر لموجوب يمكن اعتباره ىنا‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ 5.2‬داللة النهي على الدوام والمرة‬
‫عزيببزي الببدارس‪ ،‬ىااذه المسااألة تقابميااا مسااألة داللااة األماار عمااى التك ارار والم ارة‪ ،‬ومااا‬
‫أن لالااب األصاوليين عنبااروا فااي األماار بعبااارة التكارار‪ ،‬لكاانيم‬
‫قبال ىناااك يقااال أيضااً ىنااا‪ ،‬إال ن‬
‫لما جاءوا إلى النيي عبنروا بالدوام فقالوا داللة النيي عمى الدوام فمماذا؟ وما السبب فاي ذلاك‬
‫؟‬
‫الجوا ‪ :‬ىو أن الدوام ىو المفظ المناسب لمنيي لمفرق الواضح بينو وبين التكرار‪.‬‬
‫فالتورار معناه‪ :‬اإلتيان بالفعل مرة بعد أخرى‪.‬‬
‫نما الدوام فمعناه‪ :‬المواظبة عمى الفعل واالستمرار فيو‪.‬‬
‫واألنسب في األمر أن يطمق عميو لفظ التكرار ألنو يتأتى معو فعال الشايء مارة بعاد‬
‫مرة ولو فعل المأمور بو مرةً واحدةً ُيع ُّاد ممتزمااً بااألمر‪ .‬أماا وصافو بالادوام فإناو يساتحيل ألناو‬
‫لاو عنبرناا باو ألدى ذلاك إلاى اساتغراق الفعال جمياا األزمناة‪ ،‬وىاذا لاو أمكان وقوعاو ألدى إلاى‬
‫تعطيل ما سوى الفعل المأمور بو‪.‬‬
‫أما في النياي فاإن دوام التارك ممكان ألناو يمكناو أن يتارك أشاياء كثيارة أباداً ماا فعال‬
‫ليرىا‪.‬‬

‫وبيذا يموننا القول ببأن التعبيبر بالبدوام فبي جانب النيبي ىبو األصبو ‪،‬‬
‫ألن مقتضببى النيببي وىببو االنتيبباا عببن الشببيا‬
‫بببل التو برار ال يصببلح معببو‪َّ ،‬‬
‫المنيي عنبو فبي جميبع األزمنبة‪ ،‬فلبو انتيبى مبرة نو مبرات ثبم فعلبو فبي مبرة‬
‫نخرى ُي ُّ‬
‫عد منتيواً النيي غير ملتزم بو شرعاً‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫* مذاى العلماا في ىذه المسألة‪:‬‬
‫كما ذكرنا قبل قميل فإن ىذه المساألة يقابمياا فاي األمار مساألة داللاة األمار عماى التكارار‬
‫والوحدة‪.‬‬
‫وعمياو فاإن الماذاىب ىنااك ىاي الماذاىب ىناا‪ ،‬ولكان ىاذا ال يعناي أن جمياا القااايمين‬
‫بيذه المذاىب قايمون بياا ىناا‪ ،‬بال أكثار العممااء قاد صارحوا فاي جاناب النياي أناو يفياد الادوام‬
‫حت ااى مم اان ق ااال م اانيم ب ااالمرة ىن اااك ن وذل ااك ألن االنتي اااء ع اان المني ااي عن ااو ال يتحق ااق ف ااي‬
‫الوج ااود إال بترك ااو أب اادًا بخ ااالف األم اار كم ااا ذكرن ااا قريبا اًا‪ ،‬وعمي ااو ف ااإن الم ااذىب الا اراجح ىن اااك‬
‫يصاامح أن يكااون راجح ااً ىنااا‪ ،‬فكمااا أن األماار ياادل عمااى مطمااق طمااب الفعاال ماان لياار داللااة‬
‫عمااى م ارة أو تك ارار فكااذلك النيااي ياادل عمااى مطمااق طمااب تاارك الفعاال‪ ،‬إال أن ماان ل اوازم تاارك‬
‫الفعل نن يتروو نبداً‪.‬‬
‫ىااذا ىااو المااذىب الصاواب فااي ىااذه المسااألة إن شاااء اهلل تعااالى وىااو مااا عميااو الكث ارة‬
‫الكاثرة من العمماء لدرجة أن ادعى فيو بعضيم اإلجماع‪.‬‬
‫أمااا المااذاىب األخاارى فم اام يقاال بيااا إال قم ااة ماان األصااوليين ش ااذوا عاان ى اذا الق ااول‪.‬‬
‫ويقويااو أنااو لااو قمنااا بااأن النيااي كاااألمر ياادل عمااى مطمااق طمااب التاارك‪ ،‬وأن‬
‫ويوضااح مااا قمناااه ِّ‬
‫المارة ضارورية لتحققاو فاي الوجاود لماا ُعا ند ذلااك امتثااالً لمنياي‪ ،‬بال لاو حممناا النياي عماى ىااذا‬
‫عاص بفعال المنياي فاي الادنيا البتاة‪ ،‬وذلاك ألن النياي بنااء عماى‬ ‫ٍ‬ ‫النحو لمزم منو أن ال يوجد‬
‫ىااذا المااذىب ال يقتضااي إال مطمااق التاارك كمااا أن األماار ال يقتضااي إال مطمااق الفعاال‪ ،‬وكمااا‬
‫أن المكمف يخرج من عيدة األمار بفعال الماأمور باو زمناًا ماا‪ ،‬فكاذلك يخارج مان عياده النياي‬
‫بمطمااق التاارك لممنيااي عنااو فااي زماان مااا‪ .‬وأشااد الناااس عصااياناً وفسااوقاً ال بااد أن يتاارك تمااك‬
‫المعصية في زمن ما‪ ،‬فيخرج من عيدة النيي بذلك الزمن الفرد فال يكون عاصياً أبداً‪.‬‬
‫وما رأينا أحداً فاي الادنيا واظاب عماى معصاية فمام يفتار عنياا إلاى أن ماات بال ال باد‬
‫ماان فت ارات ولااو لضاارورات الحياااة كتناااول الطعااام ونحااوه ماان ضاارورات وحاجااات أساسااية ‪،‬‬
‫وىذا ما رجحو إمام الحرمين وليره‪ ،‬وىو األرجح إن شاء اهلل تعالى‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫نسخلة التقويم الذاتي‬

‫‪ .1‬ما الفرق بين داللة النيي عمى الدوام أو التكرار؟‬


‫‪ .2‬ما الضرر الذي يقا عمى الفرد والجماعة إذا كان النيي عمى المرة؟‬
‫‪ .3‬لماذا كان النيي عمى الدوام ممكناً؟‬

‫‪ 6.2‬داللة النهي على الفور والتراخي‬


‫عزيببزي الببدارس‪ ،‬ىااذه المسااألة ال تختمااف عاان سااابقتيا وال تنفااك عنيااا‪ ،‬ولااذلك بعااد‬
‫تتبااا آراء العمماااء فييااا يتضااح لنااا أن المااذاىب فااي ىااذه المسااألة ىااي المااذاىب فااي المس األة‬
‫تمااك‪ ،‬فالقااايمون بإفااادة النيااي لماادوام قااالوا ىنااا إنااو يقتضااي الفااور والباادار‪ ،‬والقااايمون بأنااو ياادل‬
‫عمى مطمق طمب الترك من لير دوام أو مرة قالوا ىنا إنو يادل عماى مطماق طماب التارك مان‬
‫اخ‪.‬‬
‫لير نظر لفور أو تر ٍ‬
‫والمذىب الراجح في ىذه المسألة ىو أن النيي المطماق يقتضاي الفاور والبادار وعادم‬
‫الت ارخااي‪ ،‬ذلااك ألن تاارك المنيااي عنااو ال يتحقااق فااي الوجااود إال بتركااو فااو اًر ماان لياار إبطاااء‬
‫فااالفور أماار الزم لالمتثااال ال يتحقااق االلت ازام إال بااو‪ .‬وىااذا مااا يظياار جمي اًا فااي ساااير الن اواىي‬
‫دل االستقراء عمى أن الشارع الحكيم دايماًا يرياد باالنيي االمتثاال الفاوري وذلاك‬ ‫الشرعية حيث ن‬
‫ال يكون إال بالتعجيل والمبادرة بترك المنيي عنو‪ .‬يدل عماى كال ىاذا أن الصاحابة (رضاوان‬
‫اهلل تعااالى عمااييم) كااانوا يبااادرون إلااى تاارك الن اواىي عنااد سااماعيا مباش ارة ماان الرسااول صاامى‬
‫اخ‪.‬‬‫يدل عمى فور أو تر ٍ‬ ‫اهلل عميو وسمم دون تأخير ما أنيا نو ٍاه مطمقة ليس فييا ما ُّ‬
‫وليذا عدة أمثمة منيا ما يأتي‪:‬‬
‫اخ‬
‫‪ .1‬عناادما جاااء النيااي عاان تح اريم الخماار بااادر الصااحابة بإكفاااء آنيااة الخماار فااو ًار دون ت ار ٍ‬
‫كما ورد في الحديث الصحيح المحفوظ‪.‬‬
‫‪ .2‬إكفاؤىم لمقدور وىي تغمي بمحوم الحمر األىمية عندما جاءىم النيي بتحريميا‬

‫‪32‬‬
‫‪ .3‬تاركيم المخاابرة (إجاارة األرض بماا يخارج منياا) عماى الفاور عناد عمميام بنياي رساول اهلل‬
‫صمى اهلل عميو وسمم عنيا‪.‬‬

‫‪ 7.2‬النهي بعد األمر‬


‫عزيبببزي البببدارس‪ ،‬ى ااذه المس ااألة تقاب اال مس ااألة األم اار بع ااد الني ااي الت ااي تقا ا ندم ذكرى ااا‪،‬‬
‫والخالف حوليا ال يختمف عن تمك المسألة إال في بعاض الجزيياات‪ ،‬ولاذلك كانات ماذاىبيم‬
‫فييااا كمااذاىبيم ىناااك‪ ،‬فالااذين قااالوا بااالوجوب ىناااك قااالوا بااالتحريم ىنااا‪ ،‬والااذين قااالوا بااداللتيا‬
‫عماى اإلباحاة اختمفاوا ىناا‪ ،‬فمانيم ماان طارد القيااس فقااال باإلباحاة ىناا أيضااً‪ ،‬ومانيم مان قااال‬
‫بالتحريم مفرقاً بين األمر والنيي‪ ،‬ومنيم من ذىب إلى أنيا تفيد الكراىة‪.‬‬
‫والذين قالوا أن األمر بعد الحظر يادل عماى إساقاط الوجاوب وباالرجوع بالمساألة عماا‬
‫ك ااان عمي ااو حكمي ااا قب اال ورود الحظ اار ق ااالوا ىن ااا أيضا ااً أن الني ااي بع ااد الوج ااوب لرف ااا الح اارج‬
‫والرجاوع بالمسااألة إلااى ماا كااان األماار عمياو قباال ىااذا النياي‪ ،‬إال أن مااا ِّ‬
‫يميااز ىاذه عاان مسااألة‬
‫األماار ال اوارد بعااد الحظاار أن أكثاار العمماااء ىنااا ذىب اوا إلااى أن النيااي بعااد الوجااوب ياادل عمااى‬
‫ابتداء حتى نقل عن أبي إسحاق اإلسفراييني اإلجماع عمى ذلك‪.‬‬
‫ً‬ ‫التحريم كما لو ورد‬
‫المذى الراجح من ىذه المذاى ‪:‬‬
‫الذي يظير لمباحث في ىذه المسألة أنيا تختمف عن مسألة األمر بعاد الحظار التاي‬
‫مرت معنا‪ ،‬ولاذلك فاالراجح فيياا ماا ذىاب إلياو الكثارة الكااثرة مان العممااء الاذين ذىباوا إلاى أن‬
‫ابتداء‪ ،‬ولم يسبقو أمر أو وجوب‪.‬‬
‫ً‬ ‫النيي ىنا يدل عمى التحريم كما لو ورد‬
‫والذي جعمنا نرجح ىذا المذىب عدة أدلة أىميا‪:‬‬
‫‪ .1‬الببببببببببدليل األول‪ :‬اإلجم ا ا ا اااع المنق ا ا ا ااول ع ا ا ا اان طايف ا ا ا ااة م ا ا ا اان العمم ا ا ا اااء أب ا ا ا اارزىم‪ :‬اإلم ا ا ا ااام‬
‫أبو إسحاق اإلسفراييني‪.‬‬
‫وىذا اإلجماع حتى ولو شككنا فاي ثبوتاو فاإن ىاذا الحكام ثابات بأدلاة كثيارة متضاافرة‬
‫تقارب القطا واليقين‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ .2‬البدليل الثبباني‪ :‬أن ىناااك نصوصااً شارعية كثيارة ورد فيياا النيااي بعااد الوجاوب‪ ،‬ومااا ذلااك‬
‫دل ىذا النيي عمى التحريم‪ ،‬ومن ذلك عمى سبيل المثال‪:‬‬ ‫ن‬

‫‪ .1‬قولو تعالى‪          :‬‬

‫‪(    ‬سورة النساا‪ ،‬اآلية‪ ،) ،‬وذلك بعد قولو تعالى‪ :‬‬

‫‪(   ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪) ،‬‬

‫‪(        ‬سورة النساا‪ ،‬اآلية‪،‬‬ ‫‪ .2‬قولو تعالى‪:‬‬

‫‪ ،)‬وذلك بعد قولو تعالى‪      :‬‬

‫(سورة النساا‪ ،‬اآلية‪.) ،‬‬

‫‪ .3‬داللة النهي على البطالن والفساد‬


‫تق ندم معنا الكاالم أثنااء تناولناا لداللاة النياي الحقيقاة أناو يادل حقيقاة عماى التحاريم‪ ،‬وأن‬
‫ىذا ىو المذىب الراجح‪ .‬واذا كاان األمار كاذلك فاإن ىاذا يقتضاينا أن ننظار فاي حكام النياي إذا‬
‫وقا عمى ىذه الكيفية وما أثر ذلك عمى المنيي عنو‪ ،‬من حيث البطالن والفساد ؟‬
‫ىا ااذه المس ا ااألة ما اان المس ا ااايل التا ااي ى ا ااي مح ا اال خا ااالف ب ا ااين العمما اااء‪ ،‬وعم ا ااى وج ا ااو‬
‫الخصوص بين الحنفية والجميور‪.‬‬
‫وقباال أن نتناااول ىااذا الخااالف بالشاارح والبيااان‪ ،‬ال بااد ماان أن نوضااح أن النيااي لاايس‬
‫عم ااى رتب ااة واح اادة‪ ،‬ب اال ى ااو عم ااى ث ااالث م ارت ااب أو درج ااات‪ ،‬وك اال درج ااة م اان ى ااذه ال اادرجات‬
‫لمعمماء فييا مذاىب‪ ،‬وحتى يسايل معرفتناا لياذه الماذاىب‪ ،‬ال باد مان تنااول ىاذه الم ارتاب كال‬
‫عمااى حااده‪ ،‬وىااذه الم ارتااب تناادرج بحسااب توج او النيااي إلااى الشاايء المنيااي عنااو فقااد يتوجااو‬
‫النيااي إلااى ذات المنيااي عنااو وقااد يتوجااو إلااى وصااف مااالزم لااو لياار منفااك عنااو‪ ،‬وقااد يتوجااو‬
‫إلى وصف مجاور لمنيي عنو منفك عنو‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫مرات النيي‬

‫ما نيى عنو لوصف مجاور‬ ‫ما نيى عنو لوصفو‬ ‫ما نيى عنو لذاتو‬

‫ىااذه أن اواع ثالثااة سااوف نتناوليااا بالد ارسااة مااا بيااان مااذاىب العمماااء فييااا وأدلااتيم ثاام‬
‫التوصل إلى ما نراه راجحاً بحسب الدليل وقوتو‪.‬‬

‫‪ 1.3‬الحالة األولى‪ :‬المنهي عنو لذاتو (لعينو)‬


‫وىااو الااذي توج ااو النيااي إل ااى ذات الفعاال المنيااي ال لش اايء متعمِّااق ب ااو كااالنيي ع اان‬
‫الزنااا‪ ،‬والقتاال‪ ،‬والساارقة‪ ،‬وعاان بيااا الحصاااة‪ ،‬وبيااا مااا فااي بطااون األنعااام‪ ،‬ونحااو ذلااك‪ ،‬فيااذه‬
‫وأمثالياا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا كميا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا ما ا ا ا ا ا ا ا ا ا اان قبيا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اال ما ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا نيا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااى الشا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااارع عنا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااو لعينا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااو‬
‫أو لذاتااو‪ ،‬فااالنيي ىنااا ارجااا إلااى المبيااا‪ ،‬والمبيااا ركاان ماان أركااان العقااد‪ ،‬واذا كااان الااركن قااد‬
‫بطاال وانياادم‪ ،‬فااال شااك أن أصاال المعاممااة ينع اادم ويبطاال شاارعًا‪ .‬وىااذا النااوع ذىااب جمي ااور‬
‫ادل عماى بطاالن المنياي‬ ‫العمماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابمة إلى أن النيي فيو ي ُّ‬
‫اء أكااان ذلااك فااي‬ ‫عنااو‪ ،‬وىااو مااذىب جميااور األصااوليين‪ ،‬والنيااي ىنااا يا ُّ‬
‫ادل عمااى الاابطالن س او ٌ‬
‫المعامالت كما مثمنا‪ ،‬أم في العبادات كما فيمن ترك ركناً من أركاان العباادة‪ ،‬أو صامى بغيار‬
‫طيارة‪ ...‬إلخ‬
‫ىااذا النااوع ماان النيااي ال فاارق فيااو بااين الاابطالن والفساااد عنااد ماان يفا ِّارق بينيمااا كمااا ساايأتي‬
‫عن الحنفية قريبًا‪.‬‬
‫وىناك مذاىب أخرى في ىذا النوع‪ ،‬وىي لقمة من العمماء‪.‬‬
‫* ندلة ىذا المذى ‪ :‬استدل جميور العمماء عمى ما ذىبوا إليو بأدلة كثيرة نذكر أىميا‪:‬‬
‫‪ .1‬ما جاء من األحاديث شامالً لممنييات عنيا كميا عمى وجو العموم‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬ما‬
‫روي عن عايشة "رضي اهلل عنيا" أن النبي صمى اهلل عميو وسمم قال‪:‬‬
‫‪35‬‬
‫" من نحدث في نمرنا ىذا ما ليس منو فيو رد ‪ ،‬وفي رواية‪ " :‬من عمل عمالً ليس‬
‫عليو نمرنا فيو رد ‪ .‬ومعنى كممة (رد) الواردة في ىذا الحديث‪ :‬أي مردود عميو‪،‬‬
‫والرد صرف الشيء ورجعو‪ ،‬إما بذاتو أو بحال من حاالتو‪.‬‬
‫وسانتو‪ ،‬والمنياي عناو لايس مان الادين فيكاون‬
‫والمراد بااألمر الماذكور فاي الحاديث شارعو ُ‬
‫مردوداً‪.‬‬
‫‪ .2‬ما جاء من األحاديث خاصاً ببعض الصور من ذلك‪:‬‬
‫(أ) حكمو عمى المسيء لصالتو بالعدم في قولو صمى اهلل عميو وسمم‪:‬‬
‫" ارجع ِّ‬
‫صل فإنبك لبم تصبل" وال معناى لمعادم ساوى الابطالن‪ ،‬وعادم االعتاداد بياا ن ألن‬
‫الصالة في الظاىر حصمت ووقعت‪ ،‬إال أنيا لير معتد بيا شرعًا‪.‬‬
‫(ب) ومنيااا قولااو صاامى اهلل عميااو وساامم‪ " :‬ال تقبببل صببالة بغيببر طيببور" ومعنااى ال تقباال‬
‫أنيا باطمة لير معتد بيا‪.‬‬

‫تدري (‪)5‬‬

‫اشرح ىذه العبارة‪:‬‬


‫منيى عنو لذاتو‪.‬‬

‫نسخلة التقويم الذاتي‬

‫‪ .1‬مثل لنيي يدل عمى الفساد في العبادات‪.‬‬


‫‪ .2‬اشرح حديث رسول اهلل صامى اهلل عمياو وسامم‪( :‬مان أحادث فاي أمرناا‬
‫ما ليس منو فيو رد)‪.‬‬
‫‪ .3‬ما معنى قوليم صالة ال يعتد بيا ما االستدالل؟‬

‫‪36‬‬
‫(ج) وم اان ذل ااك قول ااو ص اامى اهلل عمي ااو وسا امم لمرج اال ال ااذي ج اااما أىم ااو ف ااي ني ااار رمض ااان‪:‬‬
‫"صم يوماً واستغفر اهلل"‪ ،‬وفي رواياة‪ " :‬صم يوماً موانبو "‪ ،‬كال ذلاك بعاد أن أماره صامى اهلل‬
‫عميو وسمم بالكفارة فأمره صمى اهلل عميو وسمم لمرجل بصوم يوم مكان الياوم الاذي جااما فياو‬
‫ال بسابب ارتكابااو لممنياي عناو‪ ،‬وىااو الجمااع فاي نيااار‬
‫دليال عماى أن صاومو األول كااان بااط ً‬
‫رمضان‪.‬‬
‫‪ .3‬اسااتدالليم بإجماااع الصااحابة عمااى أن النيااي يقتضااي الفساااد والاابطالن‪ ،‬فقااد تاواتر عاانيم‬
‫(رض اوان اهلل تعااالى عمااييم) الحكاام بالفساااد عمااى كثياار ماان العبااادات والعقااود لمجاارد النيااي‬
‫عنيااا دون االسااتناد إلااى أدلااة أخاارى‪ ،‬وىااذه الوقااايا تقتضااي فااي مجموعيااا القطااا بااأن النيااي‬
‫يقتضااي الفساااد‪ ،‬ولاام ينقاال عاان أحااد ماانيم خااالف ذلااك‪ ،‬أو إنكاااره‪ ،‬فكااان ذلااك إجماع اًا ماانيم‬
‫عمى أن النيي يقتضي بطالن وفساد المنيي عنو‪.‬‬
‫ومن نمثلة نحوام الصحابة التي تدل على نن النيي يفيد البطالن والفساد‪:‬‬
‫لمرجاال الااذي رآه يصاامي وال يحساان الركاوع والسااجود‪ :‬مااا صااميت ولااو ماات‬ ‫* قاول حذيفااة ‪‬‬
‫مت عمى لير الفطرة التي فطر اهلل محمداً عمييا‪.‬‬
‫* وما اان ذلا ااك أيض ا اًا قا ااول عما اار رضا ااي اهلل عنا ااو‪ :‬واهلل ال أعما اام أحا اادًا تمتا ااا وىا ااو محصا اان‬
‫إال رجمتو بالحجارة‪.‬‬
‫وفاي ىاذا دليال قااوي عماى أن األولاى أن ُيقاال أن نكاااح المتعاة باطال ال يترتاب عميااو‬
‫أثره‪ ،‬بل اعتبره عمر رضي اهلل عنو زنا‪.‬‬
‫* ومن ذلك قول ابن عمر (رضاي اهلل عنيماا)‪ :‬كناا نخاابر (نازارع) وال نارى باذلك بأسااً حتاى‬
‫زعم رافا بن خديج أن النبي صمى اهلل عميو وسمم نيى عنيا فتركناىا‪.‬‬
‫فكال ىاذه النقااول وأمثالياا تادل عمااى أنيام (رضاوان اهلل عمااييم) كاانوا يارون أن النيااي‬
‫يقتضي بطالن المنيي عنو‪ ،‬ولوال ىذا لما حكموا ببطالن الصور المذكورة‪.‬‬
‫ىااذه األدلااة المتضااافرة تاادل كميااا عمااى قااوة ورجحااان ىااذا المااذىب وىااو الااذي عميااو‬
‫العم اال حت ااى عن ااد أص ااحاب الم ااذاىب المخالف ااة حي ااث إني اام يحكم ااون ب اابطالن ى ااذه الص ااور‬

‫‪37‬‬
‫المااذكورة وأمثاليااا إال أنياام ال يسااندون الاابطالن إلااى مجاارد النيااي‪ ،‬ويزعمااون أن ىناااك أدلااة‬
‫يدل عمى البطالن‪.‬‬‫وقراين خارجية دلنت عمى أنو ُّ‬

‫‪ 2.3‬الحالة الثانية‪ :‬المنهي عنو لوصفو الالزم‬


‫وىااو الااذي يكااون النيااي فيااو متوجي اًا ال إلااى ذات المنيااي عنااو وال لجاازء ماان أج ازيااو‪،‬‬
‫بل لوصف اقترن بو جعمو منيياً عنو‪.‬‬
‫مثالو‪ :‬النيي عن عقد البيا الذي تضمن‪:‬‬
‫‪ .1‬رباً‪.‬‬
‫‪ .2‬أو تضمن شرطاً فاسداً‪.‬‬
‫فإن النيي في ىذه الحالة إنما توجو إلى الوصف الفاسد وىو فاي المثاال األول الزياادة عماى‬
‫رأس المااال ماان لياار ِعااوض الااذي ىااو الربااا‪ .‬وفااي المثااال الثاااني توجااو النيااي إلااى الش اارط‬
‫الفاساااد‪ .‬وفا ااي المثا ااالين فا ااإن النيا ااي لا اام يتوجا ااو إلا ااى أصا اال البيا ااا فا ااالبيا ت ا ا نم بإيجااااب وقبا ااول‬
‫صحيحين‪.‬‬

‫‪ 3.3‬مذاىب العلماء في ىذا الموضوع وأدلتهم‬


‫المبذى األول‪ :‬ذىاب جمياور العممااء مان المالويبة والشبافعية والحنابلبة إلاى أن النياي ىناا‬
‫يقتضي فساد المنيي عنو وبطالنو وال أثر لكون النيي توجاو إلاى الوصاف دون األصال ألن‬
‫الوصف لير منفك عن ىذا األصل‪.‬‬
‫والحاصل‪ :‬أنو ال فرق عندىم بين ىذا النوع والنوع األول الذي سبقو‪.‬‬
‫واختار ىذا المذىب ابن الحاجب‪ ،‬والبيضاوي‪ ،.‬وابن السبكي‪.‬‬
‫* ندلة ىذا المذى ‪:‬‬
‫استدل أصحاب ىذا المذىب بأدلة كثيارة مان ضامنيا أدلاتيم التاي تقا ندمت فاي الحالاة‬
‫األولى فيي تصمح كميا ىنا لمداللة عمى بطاالن المنياي عناو إذا توجاو النياي إلاى وصافو ال‬
‫إلااى أصاامو ألنياام – كمااا ما نار قريب ااً – ال ياارون فرق ااً بااين االثنااين‪ ،‬أمااا الااذي نحتاجااو ىنااا ماان‬
‫أدلة فيي األدلة الدالة عمى نفي الفارق بين ىذه الحال وتمك‪ ،‬ومن أىم أدلتيم ىنا‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫الس َّنة‪:‬‬
‫نو ًال‪ :‬ندلتيم من ُ‬
‫‪ .1‬مااا ورد فااي حااديث فضااالة باان عبيااد رضااي اهلل عنااو أنااو قااال‪ :‬اشااتريت يااوم خيباار قااالدة‬
‫بااثني عشار ديناا ًار فييااا ذىاب وخارز ففصاامتيا فوجادت فيياا أكثار ماان اثناي عشار دينااا ًار‪،‬‬
‫فذكرت ذلك لمنبي صمى اهلل عميو وسمم فقال‪ " :‬ال تباع حتى تفصل"‪.‬‬
‫ووج ااو االس ااتدالل بي ااذا الح ااديث‪ :‬أن النب ااي ص اامى اهلل عمي ااو وس اامم أبط اال ى ااذا البي ااا‬
‫واعتبره باطالً إذا لم يفصل بين الذىب والخرز‪.‬‬
‫‪ .2‬عن أبي سعيد الخدري وأبي ىريرة (رضي اهلل عنيما) أن رسول اهلل صمى اهلل عميو‬
‫ال عمى خيبر فجاء بتمر جنيب فقال رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم‬
‫وسمم استعمل رج ً‬
‫" نول تبمر خيبر ىوذا ؟ " قال‪ ،‬ال واهلل يا رسول اهلل‪ ،‬إنا لنأخذ الصاع من ىذا‬
‫بالصاعين‪ ،‬والصاعين بالثالثة‪ ،‬فقال رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم ( ال تفعل بع‬
‫الجميع بالدراىم ثم ابتع بالدراىم جنيباً )‪( .‬الجنيب نوع جيد من التمر)‪.‬‬
‫ووجا ااو االسا ااتدالل ما اان ىا ااذا الحا ااديث أن النبا ااي صا اامى اهلل عميا ااو وسا اامم أبطا اال ىا ااذه‬
‫المعامماة لماا فيياا مان رباا الفضال‪ ،‬وفاي ىااذا المثاال النياي متوجاو إلاى الوصاف وىاو الربااا ال‬
‫إلاى أصال البياا‪ ،‬وماا ذلاك أن النبااي صامى اهلل عمياو وسامم قاال لااو‪ " :‬ال تفعبل " فماو لام تكاان‬
‫ىااذه المعاممااة باطمااة ماان أساساايا لصااحح النبااي صاامى اهلل عميااو وساامم أصاال البيااا‪ ،‬وأبطاال‬
‫فدل ذلك عمى أن المعاممة باطمة بأصميا أيضاً‪.‬‬ ‫القدر الزايد (الربا) وىذا ما لم يحدث‪ ،‬ن‬
‫‪ .3‬عاان نبببي المنيببال قااال‪ :‬اشااتريت أنااا وش اريك لااي شاايياً يااداً بيااد ونساايية فجاااء الب اراء باان‬
‫عازب فسألناه فقال‪ :‬فعمتو أنا وشريكي زيد بان أرقام‪ ،‬وساألنا النباي صامى اهلل عمياو وسامم‬
‫ع ا ا اان ذل ا ا ااك فقاا ا ااال‪ " :‬نمببببببببا مببببببببا وببببببببان يببببببببداً بيببببببببد فخببببببببذوه‪ ،‬ومببببببببا وببببببببان نسببببببببيخة‬
‫فردوه "‪.‬‬
‫ويالح ااظ ف ااي ى ااذه األحادي ااث جميعي ااا أن الني ااي توج ااو إل ااى الوص ااف وم ااا ذل ااك رد‬
‫رسااول اهلل صاامى اهلل عميااو وساامم ىااذه العقااود وحكاام بإبطاليااا فا ن‬
‫ادل ذلااك عمااى أن النيااي عاان‬
‫الشاايء لوصاافو ياادل عمااى فساااده وبطالنااو‪ ،‬وأن البيااا الفاسااد ال يتقا نارر أص االً بوجااو مااا إذ لااو‬
‫كان كذلك لما حرم التصرف في الثمن مطمقًا‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫وىذا ٍ‬
‫كاف‪ ،‬بل أبمغ في الرد عمى من يقول‪ :‬إن العقد الفاساد ُيق ّار فاي بعاض الصاور‬
‫أو أن النيي يقتضي صحة األصل‪.‬‬
‫تدري (‪)6‬‬
‫‪ .1‬ما قول جميور العمماء في المنيي عنو لوصفو الالزم؟‪.‬‬
‫‪ .2‬اشرح ىذا الحديث كدليل أصولي "ال تبا حتى تفصل"‪.‬‬

‫نسخلة التقويم الذاتي‬

‫‪ .1‬لماذا رد رسول اهلل صمى اهلل عمياو وسامم تمار خيبار الطياب مان الرجال‬
‫الذي استعممو؟‬
‫‪ .2‬اذكر دليالً من السنة يدل عمى بطالن وفساد البيا لوصف الزم لو‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬ندلتيم من اإلجماع‪:‬‬


‫أما اإلجماع فقد نقل عن الصحابة من وجوه عديادة االساتدالل باالنيي عان الوصاف‬
‫عم ااى فس اااد األص اال ورده ف ااي وق ااايا كثيا ارة‪ .‬يقتض ااي ف ااي مجموعي ااا القط ااا ب ااذلك الش ااتماليا‬
‫المعنى الكمي المشار إليو‪ ،‬ولم ينقل عان أحاد مان الصاحابة إنكاار ذلاك أو ذىاباو إلاى صاحة‬
‫فعل توجو النيي إلى وصفو فكان ذلك إجماعًا منيم عمى أن النيي يقتضاي الفسااد إذا توجاو‬
‫إلى الوصف المالزم لممنيي عنو‪.‬ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ .1‬إنكااار عبااادة باان الصااامت عمااى معاويااة (رضااي اهلل عنيمااا) بيااا الااذىب بالفضااة نساايية‪،‬‬
‫واستدل بنيي النباي صامى اهلل عمياو وسامم عان ذلاك فارند النااس تماك البياوع التاي تبايعوىاا‬
‫ٍ‬
‫يوميذ عمى ىذا الوجو المنيي عنو‪.‬‬
‫‪ .2‬إنكاار معماار باان عبااد اهلل رضااي اهلل عنااو عمااى لالمااو بيااا الحنطااة بالشااعير وأماره باارده‪،‬‬
‫ال بمثل‪.‬‬
‫واستدل بنيي النبي صمى اهلل عميو وسمم عن بيا الطعام بالطعام إال مث ً‬

‫‪41‬‬
‫وقااد وردت نصااوص كثي ارة لياار ىااذه تفيااد ىااذا المعنااى‪ ،‬ولاام يعماام لياام مخااالف لمااا‬
‫ذىب اوا إلي ااو م اان إبط ااال المنيااي عن ااو فك ااان ذل ااك إجماعا ااً ماانيم عم ااى أن الني ااي ع اان الش اايء‬
‫بوصفو يدل عمى فساده وبطالنو‪.‬‬
‫المذى الثاني‪:‬‬

‫ذى جميور الحنفية إلى نن النيي عبن الشبيا لوصبفو المبالزم لبو‬
‫يقتضببببي فسبببباد وصببببفو دون نصببببلو فيبقببببى األصببببل مشببببروعاً ويفسببببد‬
‫الوصف‪.‬‬

‫ندلة ىذا المذى ‪:‬‬


‫اسا ن‬
‫اتدل الحنفيااة عمااى صااحة مااذىبيم ىااذا بقااوليم‪ :‬إن ماىيببة الشببيا المنيببي عنااو‬
‫وحقيقتااو سااالمة عاان المفساادة‪ ،‬والنيااي إنمااا توجااو لشاايء خااارج عنيااا فمااو قمنااا بالفساااد مطمق اًا‬
‫(أي األص اال والوص ااف معا اًا) لس ااوينا ب ااين الماىي ااة المتض اامنة لمفس اااد (وى ااي فيم ااا ني ااى عن ااو‬
‫الشارع لذاتاو) وباين الماىياة الساالمة عان الفسااد (فيماا نياى الشاارع عناو لوصافو) ولاو قمناا –‬
‫بالصااحة مطمق ااً لسااوينا بااين الماىيااة السااالمة فااي ذاتيااا وصاافاتيا وبااين المتضاامنة لمفساااد فااي‬
‫صفاتيا وذلك لير جايز ن فإن التساوية باين ماواطن الفسااد وباين الساالم عان الفسااد خاالف‬
‫القواعااد فيتع اينن حينيا ٍاذ أن يقاباال األصاال باألصاال والوصااف بالوصااف فنقااول‪ :‬أصاال الماىيااة‬
‫سااالم عاان النيااي‪ ،‬واألصاال فااي تصاارفات المسااممين وعقااودىم الصااحة حتااى ياارد نيااي فيثباات‬
‫ألص اال الماىياااة األص اال الاااذي ى ااو الصاااحة ويثب اات لموصاااف ال ااذي ىا ااو الزي ااادة المتضااامنة‬
‫ااء‬
‫لممفساادة الوصااف العااارض وىااو النيااي‪ ،‬فيفسااد الوصااف دون األصاال وىااو المطمااوب‪ .‬وبنا ً‬
‫عمااى ىااذا قااالوا‪ :‬إن النيااي عاان الشاايء لوصاافو المااالزم يقتضااي مشااروعية أصاامو فيقااا مقيااداً‬
‫لمحكاام المترتااب عميااو‪ ،‬أمااا اإلثاام المترتااب عمااى النيااي فإنااو يبقااى مااا بقااي ساابب النيااي‪ ،‬وفااي‬

‫‪41‬‬
‫ىااذه الحالااة يطالااب المكمااف بإ ازلااة ساابب النيااي أو الفسااخ إذا كااان التصاارف ماان المعااامالت‬
‫القابماة لمفساخ‪ ،‬كماا فاي عقاد الرباا ماثالً فاإن العاقاد مطالاب بفساخو أو إلغااء ماا فاي العقاد مان‬
‫ال فإناو مطالاب بفساخ العقاد أو االتفااق عماى ثمان آخار‬
‫ربا‪ ،‬وكذلك إذا اشاترى شاييًا بخمار ماث ً‬
‫مشروع لير ىذه الخمر‪.‬‬
‫ويالحظ ىنا‪ :‬أن المذاىب األخرى المتقدماة فاي الحالاة األولاى التاي تقادمت‪ :‬كاالقول‬
‫بااأن النيااي ال يقتضااي الاابطالن فااي العبااادات دون المعااامالت يالحااظ أن ىااذه المااذاىب قااال‬
‫بيا أصحابيا في ىذه الحالة أيضاً‪ ،‬وأدلتيم ىناك ىي أدلتيم ىنا‪.‬‬

‫‪ 4.3‬المذىب الراجح من ىذه المذاىب‬


‫بع ااد أن ذكرن ااا أدل ااة الجمي ااور وأدل ااة الحنفي ااة ال يس ااعنا إال أن ن اارجح م ااا ذى ااب إلي ااو‬
‫الجميور وذلك لقوة أدلاتيم وساالمتيا مان المعاارض المعتبار بينماا كال ماا اساتند إلياو الحنفياة‬
‫لم يسمم من المناقشة‪.‬‬
‫وم اان أق ااوى م ااا يؤي ااد الت اارجيح لم ااذىب الجمي ااور عم ااى م ااذىب الحنفي ااة أن الحنفي ااة‬
‫أنفساايم لاام يسااتمروا عمااى أصااميم الااذي أصااموه فااي كاال المواضااا‪ ،‬باال ذىباوا فااي بعضاايا إلااى‬
‫بطالن األصل والوصف معاً‪ ،‬وفي بعضيا إلى بطالن الوصف دون األصال مان ليار دليال‬
‫صحيح يؤيد ىذا التفريق‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬حكميم ببطالن بيا الصوف عمى ظير الغانم‪ ،‬والجاذع‬
‫ال يصااح عناادىم فااي القاادر‬
‫فااي السااقف‪ ،‬وض اربة الغااايص‪ ،‬مااا أن بيااا الربااا بجنسااو متفاض ا ً‬
‫المساااوي مااا طاارح الزيااادة‪ ،‬ومثاال البيااا المقتاارن بشاارط فاسااد فإنااو يصااح عناادىم مااا حااذف‬
‫الشاارط ال ازيااد مااا أنااو ال فاارق بااين ىاااتين الصااورتين وأمثاليمااا والصااور المتقدمااة التااي حكم اوا‬
‫عمييا بالبطالن وان ادعوا الفرق‪.‬‬
‫وعم ااى ى ااذا ف ااإن حكمي اام عم ااى بع ااض ص ااور المني ااي عن ااو لوص اافو بفس اااد األص اال‬
‫والوصااف وعمااى بعضاايا بفساااد الوصااف ومشااروعية األصاال تفريااق اصااطالحي لاايس عميااو‬
‫دليل‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫باال جميااا ىااذه الصااور وأمثاليااا لاام ياارد النيااي فييااا ماان قباال الشااارع إال عمااى ذات‬
‫األصاال كنييااو صاامى اهلل عميااو وساامم عاان صااوم يااوم العياادين‪ ،‬وعاان بيااا وشاارط‪ ،‬وعاان نكاااح‬
‫الشغار‪ ،‬وأمثاليا‪.‬‬
‫ولاام ياارد النيااي عاان الوصااف خاصااة إال ناااد ًار فيكااون جعمياام النيااي فااي ىااذه كميااا‬
‫السانة‪ ،‬وال مان إجمااع‬
‫راجعاً إلى الوصف دون األصل تحكم وليس ليم في ىاذا دليال ال مان ُ‬
‫األُ نماة‪ ،‬بال ثبات فاي األحادياث خاالف ذلاك‪ ،‬كمااا تقا ندم مان إبطالاو صامى اهلل عمياو وسامم بيااا‬
‫القااالدة فااي زماان خيب ار حيااث لاام يصااحح العقااد فااي القاادر المساااوي ويبطمااو فااي القاادر ال ازيااد‬
‫ومثمو رده لمتمر الاذي اشاترى فياو الصااع بالصااعين والصااعين بالثالثاة‪ .‬ولام يباين أن العقاد‬
‫يصح في القدر المساوي دون ليره‪ ،‬بل أبطل البيا بالكمية‪.‬‬
‫فم ااو ك ااان الش اارع يقتض ااي تص ااحيح العق ااد عم ااى الوج ااو ال ااذي ذك ااروه لك ااان ف ااي ى ااذه‬
‫الصااورة وأمثاليااا تااأخير لمبيااان عاان وقاات الحاجااة إذ لاام يباايِّن ذلااك فااي وقتااو أص االً‪ ،‬وال يوجااد‬
‫ذل ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااك منقا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اوالً البت ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااة‪ .‬في ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااذا وج ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااو ك ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ٍ‬
‫ااف ف ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااي رد ى ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااذه‬
‫القاعدة‪.‬‬

‫‪ 5.3‬الحالة الثالثة‪ :‬المنهي عنو لوصف مجاور‬


‫حقيقاة ىاذا النااوع‪ :‬ىاو أن يااأمر الشاارع بشاايء مطمقااً‪ ،‬ثاام ياأتي النيااي عناو لمجاورتااو‬
‫لوصف خارجي لير مالزم لممنيي عنو‪ ،‬بل منفك عنو‪.‬‬
‫مثالبو‪ :‬النيااي عاان الصاالة فااي الاادار المغصاوبة وصااورتيا‪ :‬إذا لصااب إنساان دا اًر ثاام صاامى‬
‫فييا ا ا ا ا ا ااا صا ا ا ا ا ا ااالة كامما ا ا ا ا ا ااة األركا ا ا ا ا ا ااان والشا ا ا ا ا ا ااروط فيا ا ا ا ا ا اال ىا ا ا ا ا ا ااذه الصا ا ا ا ا ا ااالة صا ا ا ا ا ا ااحيحة ؟‬
‫إذا نظرنااا إلااى الصااالة ماان حيااث أركانيااا وشااروطيا فإنااو لاام يقااا اخااتالل فااي ىااذه الشااروط‬
‫واألركان‪ ،‬واذا نظرنا إلى المكان الذي وقعت فيو الصالة فاإن ىاذا المكاان مغصاوب وممكيتاو‬
‫محرمااة لممصاامي فياال يااؤثر ىااذا المكااان عمااى الصااالة فيفساادىا‪ .‬مااا أن المكااان يعتباار عنااد‬
‫األكثر منفكاً عن الصالة خارجاً عنيا‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫مثال آخر‪ :‬النيي عن البيا أثناء النداء الثاني لمجمعة الوارد في قولو تعالى‪:‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪(    ‬سورة الجمعة‪ ،‬اآلية‪) ،‬‬

‫‪ 7.3‬مذاىب العلماء في النهي عنو لوصف مجاور‬


‫فإذا باع اإلنسان أثناء النداء الثاني لمجمعاة فإناو قاد قاام بكامال أركاان وشاروط البياا‬
‫ماان حيااث ىااو بيااا حسااب مااا حاادده الشااارع‪ ،‬إال أن الزمااان الااذي باااع فيااو يحاارم فيااو البيااا‬
‫ولي اره‪ ،‬ألنااو يشااغل عاان صااالة الجمعااة‪ ،‬فياال يااؤثر ىااذا العماال المحاارم الااذي ىااو خااارج عاان‬
‫البيا عمى البيا فيبطمو أو يفسده؟‬
‫ىذا النوع من النيي بيذه الكيفية اختمف العمماء فيو‪ ،‬ىل النياي فياو يادل عماى فسااد‬
‫المنيي عنو أو ال عمى مذاىب‪ ،‬ىذا بيانيا‪:‬‬
‫المببذى األول‪ :‬ياارى أصااحابو أن النيااي عاان الشاايء ألماار خااارجي عنااو منفااك عنااو ال ياادل‬
‫عمى فساد المنيي عنو‪.‬‬
‫وقااد ذىااب إلااى ىااذا المااذىب‪ :‬الحنفيااة‪ ،‬والشااافعية‪ ،‬والمالكيااة فااي لياار المشاايور عاانيم ‪،‬‬
‫والحنابمة في رواية ليم‪.‬‬
‫* ندلة ىذا المذى ‪:‬‬
‫استدل نصحا ىذا المذى بعدة ندلة نىميا‪:‬‬
‫البدليل األول‪ :‬إثباتاو صامى اهلل عمياو وسامم الخياار لمشاتري المصاراة إذا تباينن التصارية وذلاك‬
‫كمااا فااي حااديث أبااي ىري ارة رضااي اهلل عنااو عاان النبااي صاامى اهلل عميااو وساامم أنااو ق اال‪ ( :‬ال‬
‫تصببروا اإلبببل والغببنم‪ ،‬فمببن ابتاعيببا فيببو بخيببر النظببرين إن شبباا نمسببك وان شبباا ردىببا‬
‫وصاع تمر )‪.‬‬
‫َ‬
‫ووجو االستدالل من ىاذا الحاديث‪ :‬أن الحاديث صاريح فاي النياي عان التصارية لماا فيياا مان‬
‫التادليس والغاش‪ ،‬ولكاان ماا ذلاك لاام يبطال النباي صاامى اهلل عمياو وسامم ىااذا البياا بالكمياة‪ ،‬باال‬

‫‪44‬‬
‫أثب اات ص اامى اهلل عمي ااو وس اامم الخي ااار لممش ااتري‪ ،‬وى ااذا ي اادل أن البي ااا وق ااا ص ااحيحاً ب اارلم م ااا‬
‫حصل من البايا من لش وخداع‪ .‬وىذا كمو يدلنا عمى أن النيي من ىذا الناوع ال يادل عماى‬
‫فساد المنيي عنو‪.‬‬
‫ومثل ىاذا تماماًا نيياو صامى اهلل عمياو وسامم عان تمقاي الركباان ماا الاوارد فاي حاديث‬
‫أبي ىريرة رضي اهلل عناو أن النباي صامى اهلل عمياو وسامم قاال‪ ( :‬ال تلقبوا الجلب فمبن تلقباه‬
‫فاشترى منو فإذا نتى سيده السوق فيو بالخيار)‪.‬‬
‫والجمااب‪ :‬ىاام الااذين يجمبااون السااما ماان خااارج بمااد السااوق‪ ،‬وىنااا أيض ااً نجااد أن النبااي‬
‫صاامى اهلل عميااو وس اامم نيااى عاان البي ااا إذا وقااا عمااى ى ااذه الكيفيااة‪ ،‬ومااا ذلا اك أثباات الخي ااار‬
‫لممشااتري إذا ج اااء إل ااى الس ااوق‪ ،‬في ااو مخني اار ب ااين أن يفس ااخ البي ااا فيأخ ااذ س اامعتو وي اارد المبم ااغ‬
‫لممشااتري وبااين أن يمضااي البيااا‪ ،‬وىااذا ياادل أيضااً عمااى ن‬
‫أن البيااا ىنااا لاايس بفاسااد إذ لااو كااان‬
‫فساداً لما جعل النبي صمى اهلل عميو وسمم الخيار لمبايا‪.‬‬
‫وأمثمة ىذا كثيرة‪.‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬إن النيي ألمر خاارجي مجااور لام يجتماا فياو األمار والنياي عماى محال واحاد‬
‫حتى يقال إن النيي ىناا يضااد األمار الساابق الادال عماى صاحة الماأمور باو فيبطماو كماا ىاو‬
‫الحال في المنيي عنو لذاتو أو لوصفو الاالزم‪ ،‬بال جياة النياي منفكاة عان جياة األمار حياث‬
‫توجو النيي إلى شيء آخر لير الشايء الاذي ورد لاو األمار فاال اجتمااع باين األمار والنياي‪،‬‬
‫وال صاامة إلحاادى الجيتااين باااألخرى‪ .‬واذا كااان األماار كااذلك فااال أثاار لمنيااي عمااى المااأمور بااو‬
‫فيظل صحيحاً وال يمحقو الفساد‪.‬‬
‫المذى الثاني‪:‬‬
‫يرى أصحابو أن النيي عن الشيء ألمر خاارجي عناو يادل عماى بطالناو إال إذا قاام‬
‫الدليل عمى خالفو فإذا لم يقم دليل يظل النيي مفيداً لمبطالن‪.‬‬
‫وى ااذا ماااا ذىاااب إلياااو جميا ااور المالكياااة‪ ،‬والحنابماااة والظاىرياااة ‪ ،‬والجبايياااة‪ ،‬ورجحاااو‬
‫الشوكاني‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫وى اؤالء – كمااا ذكرنااا عاانيم قباال قمياال – يقولااون إنااو إذا قااام دلياال عمااى أن النيااي ال‬
‫يقتضااي الفساااد فااي بعااض الصااور فإنااو يجااب المصااير إليااو‪ ،‬وماان أىاام ىااذه األدلااة أن يكااون‬
‫النيي واردًا لحق آدمي يمكن استدراكو‪ ،‬كما في مثالي‪ :‬التصرية وتمقي الجمب‪.‬‬
‫ندلة ىذا المذى ‪:‬‬
‫اس ااتدل أص ااحاب ى ااذا الم ااذىب باألدل ااة الت ااي تقا ا ندمت ف ااي فس اااد المني ااي عن ااو لذات ااو‬
‫ولوصفو الالزم حيث ال فرق عندىم بين ىذه الصورة والصورتين المتقادمتين إال أنيام اساتدلوا‬
‫عمى ىذه الصورة بخصوصيا بأدلة خاصة أىميا‪:‬‬
‫رد " ‪.‬‬‫الدليل األول‪ :‬قولو صمى اهلل عميو وسمم‪ " :‬من عمل عمالً ليس عليو نمرنا فيو ٌ‬
‫رد"‪ :‬أي م ااردود‪ ،‬وى ااذا ى ااو المعن ااي ب ااالبطالن والفس اااد عن اادىم‪.‬‬
‫ومعن ااى قول ااو‪" :‬ىبببو ٌ‬
‫وعمى ىذا‪ ،‬فإن النيي عان الفعال عماى ىاذه الصافة يخرجاو مان أن يكاون مشاروعًا‪ ،‬والصاحة‬
‫والجواز من أحكام الشرع‪ ،‬وىنا الفعل منيياً عنو فوجب أن ال يكون مشروعاً ‪.‬‬
‫الببدليل الثبباني‪ :‬إنااو ال فاارق بااين أن يكااون النيااي لمعنااى فااي ذات المنيااي عنااو أو فااي لي اره‬
‫س اواء أكااان ىااذا الغياار مالزم ااً لااو أو منفك ااً عنااو حتااى يحكاام عمااى الاابعض بالصااحة واآلخاار‬
‫بااالبطالن‪ ،‬ياادل عمااى ذلااك أن ش اراء الصاايد فااي حااق المحاارم وكااذلك نكاحااو يعتب اران باااطمين‪،‬‬
‫مااا أن النيااي متوجااو إلااى شاايء مجاااور لممنيااي عنااو لياار متصاال بااو وىااو اإلح ارام‪ ،‬وأمثمااة‬
‫ذلك كثيرة ‪.‬‬

‫‪ 8.3‬المذىب الراجح من ىذه المذاىب‬


‫مان خااالل ذكرنااا لمااذىبي الطاارفين وأدلااتيم يتضااح لنااا أن القااايمين بعاادم الفساااد أثبتاوا‬
‫فروقاًا محاددة تثبات أن المنياي عنااو لمجااور لايس كاالمنيي عنااو لذاتاو وبالتاالي أعطاوه حكماًا‬
‫مر معنا‪.‬‬
‫مخالفًا ىو الصحة كما ن‬
‫إال أن القايمين بأن المنيي عنو لوصف مجاور يفيد النياي فسااده قاد نفاوا الفارق باين‬
‫المنيي عنو لوصف مجاور والمنيي عناو لذاتاو‪ ،‬وقاد ذكاروا أمثماة مان واقاا الشارع بنصاوص‬
‫صحيحة تبينن ذلك‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫اي أنيااا لاام يكاان النيااي داالً‬‫اد ِعا‬
‫ولقاد رد القااايمون بعاادم الفساااد ىنااا عمااى الصاور التااي ُّ‬
‫َ‬
‫عمااى الفساااد فييااا بااأن ىااذه الصااورة لاام يكاان النيااي فييااا مفيااداً لمفساااد لقيااام الاادليل عمااى عاادم‬
‫إفادتيا الفساد‪ ،‬وىذا الدليل مختمف من صورة إلى صورة إال أنو في معظام ىاذه الصاور كاان‬
‫الدليل في عدم إفادتيا الفساد ىو كون النيي إنما كان لحاق آدماي ال لحاق اهلل وحاق اآلدماي‬
‫يمكن استدراكو واسقاطو‪ ،‬ولاذلك – كماا رأيناا – أن النباي صامى اهلل عمياو وسامم جعال الخياار‬
‫م ارة لمبااايا كمااا فااي تمقااي الجمااب ألنااو صاااحب الحااق وم ارة جعمااو لممشااتري كمااا فااي مسااألة‬
‫التصرية ألنو صاحب الحق أيضاً‪.‬‬
‫وماان ىنااا يتب اينن لااك أن مااذىب القااايمين بإفااادة النيااي وداللتااو عمااى الفساااد فااي ىااذا‬
‫النوع ىو األرجح‪.‬‬
‫نسخلة التقويم الذاتي‬

‫‪ .1‬اذكر بإيجاز مذاىب العمماء في المنيى عنو لوصف مجاور‪.‬‬


‫‪ .2‬ض ا ااا العالم ا ااة (‪ )‬لإلجاب ا ااة الص ا ااحيحة والعالم ا ااة (×) لإلجاب ا ااة‬
‫الخطأ‪:‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ -1‬حديث تصرية اإلبل والغنم حديث صحيح‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ -2‬يدل الجمب عمى بطالن البيا‬
‫‪ -3‬ماان اشااترى ماان الجمااب وتبااين لااو أنااو خاادع بااالثمن لااو الخيااار‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬ ‫في رد السمعة‬

‫نشاط‬
‫من خالل دراستك لعمم أصول الفقو ناقش ما زماليك نقاشًا عممياً أسباب فساد‬
‫ىذه األشياء‪:‬‬
‫‪ .1‬الصالة في األرض المغصوبة‪.‬‬
‫‪ .2‬البيا وقت صالة الجمعة‪.‬‬
‫‪ .3‬زواج المخطوبة في عدة الوفاة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الخالصة‬
‫عزيزي الدارس‪ ،‬بعد دراستنا ليذه الوحدة نخمص إلى ن‬
‫أن‪:‬‬
‫األمر ىو طمب الفعل عمى جية االستعالء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صا اايغ األما اار كثي ا ارة منيا ااا‪ :‬أفعا اال‪ ،‬والفعا اال المضا ااارع المقا اارون با ااالم األما اار‪ ،‬والجمما ااة‬ ‫‪‬‬
‫الخبرية‪.‬‬
‫‪ ‬استعماالت صيغ األمر في أصول الفقو كثيرة منيا‪ :‬الوجوب‪ ،‬والندب‪ ،‬واإلباحة‪.‬‬
‫اختمف عمماء األصول في داللة األمر عمى الوجوب حقيقة أو مجا اًز في الندب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬مذاىب العمماء في األمر المطمق ىل تفيد التكرار أو المرة أو عمى الفور والتراخي‪.‬‬
‫‪ ‬النيي ىو اقتضاء كف عن فعل عمى جية االستعالء‪.‬‬
‫‪ ‬وصاايغ النيااي كثي ارة منيااا ال تفعاال‪ ،‬والصاايغ الدالااة عمااى التاارك‪ ،‬واالسااتفيام اإلنكاااري‪،‬‬
‫والخبر الذي يراد بو النيي‪.‬‬
‫‪ ‬استعما الت صيغ النيي تقيد التحريم‪ ،‬الكراىة‪ ،‬التحذير‪ ،‬الدعاء‪ ،‬األدب واإلرشاد‪.‬‬
‫‪ ‬اختمف العمماء في داللة النيي ىل ىو عمى التحريم حقيقة ومجا اًز في ليرىا‪.‬‬
‫‪ ‬داللة النيي تفيد الدوام أو المرة خالف بين العمماء‪.‬‬
‫‪ ‬داللة النيي تدل عند الجميور عمى الفساد‪.‬‬
‫‪ ‬والمنيى عنو ثالث حاالت‪:‬‬
‫‪ .1‬منيي عنو لذاتو‪.‬‬
‫‪ .2‬منيي عنو لوصفو‪.‬‬
‫‪ .3‬منيي عنو لوصف مجاور‬

‫‪48‬‬
‫لمحة مسبقة عن الوحدة التالية‬
‫تتناااول الوحاادة التاليااة ماان ىااذا المقاارر معرفااة طاارق داللااة األلفاااظ التااي تعنااي عنااد‬
‫جميااور العمماااء داللااة منطااوق أي مااا نطااق بااو الاانص‪ ،‬وداللااة مفيااوم أي يفياام ماان سااياق‬
‫الجممة والكممة‪ ،‬ويخالفيم األحناف في ذلك ولكل فريق أدلة اعتد بياا واعتارض األحنااف أن‬
‫مفي ااوم المخالف ااة بحج ااة يعتم ااد عميي ااا ورد الجمي ااور عم ااى الش اابيات الت ااي أثي اارت ح ااول ى ااذه‬
‫المسألة وستعرف من خالل دراستك الراجح من ىذه األقوال‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫إجابات التدريبات‬
‫تدري (‪)1‬‬
‫‪ .1‬تعريااف اآلماادي ىااو طمااب الفعاال عمااى جيااة االسااتعالء‪ ،‬وتعريااف اباان الحاجااب اقتضاااء‬
‫فعل لير كف عمى جية االستعالء‪.‬‬
‫يتفق االثنان عمى أن األمر ال بد أن يصدر من جية مستعمية عمى المأمور‪.‬‬
‫وأضااف ابان الحاجااب عباارة لياار كاف ألن الكااف يادخل فااي النياي‪ .‬وطمااب الفعال واقتضاااء‬
‫الفعل بمعنى واحد‪.‬‬
‫‪.2‬‬

‫‪ -1‬آية قرآنية فييا الفعل افعل ‪.   ‬‬

‫‪ -2‬لينفق ذو سعة من سعتو‪.‬‬


‫‪ -3‬تؤمنون باهلل ورسولو‪.‬‬
‫‪ .3‬إن صيغ األمر تختمف باختالف المراد منو‪ ،‬وذلك بالقراين ووجو الداللة‪.‬‬

‫فمثالً قولو تعالى‪      :‬تدل عمى الوجوب"‪.‬‬

‫وقولو تعالى‪       :‬تدل عمى اإلباحة‪.‬‬

‫وقولو تعالى‪      :‬تدل عمى التيديد‪.‬‬

‫تدري (‪)2‬‬
‫إن األماار إذا ورد مطمقا اًا ال يتبااادر إل ااى ال ااذىن إال مطمااق الطم ااب ماان لي اار ما ارة أو‬
‫تكرار إال أن المرة ضرورية لتحقياق الماأمور باو فاي الوجاود‪ .‬قاال بياذا القاول الارازي واآلمادي‬
‫وابن الحاجب‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫تدري (‪)3‬‬
‫ىناااك ماان يقااول إن األماار بعااد الحظاار يفيااد اإلباحااة وىااو مااذىب أكثاار الفقياااء مثاال‬
‫الشافعي‪.‬‬

‫مثال ذلك قولو تعالى‪      :‬جاء بعد الحظر‪.‬‬

‫وىناااك ماان ذىااب إلااى أن األماار ياادل عمااى الوجااوب وى اي حقيقااة األماار‪ ،‬ومثااال ذلااك قولااو‬

‫تعالى‪.      :‬‬

‫تدري (‪)4‬‬

‫تفيااد اآليااة أن الزنااا ح ارام وىااو المنيااي بقولااو تعااالى ‪    ‬والنيااي ياادل‬

‫حقيقة لمتحريم‪ ،‬ومجا اًز حساب ناوع النياي وحساب القاراين مثاال قولاو تعاالى "وكماوا وأشاربوا وال‬
‫تساارفوا" فاإلس اراف مكااروه وأحيان اًا يكااون مناادوبًا كمااا فااي الحااديث‪" :‬لاايس ماان اإلس اراف إك ارام‬
‫الضيف"‪.‬‬
‫تدري (‪)5‬‬
‫ىو الذي يتوجو النيي إلى ذات الفعل مثل النيي عن بياا الحصااة أو بياا الغارر أو‬
‫النيي عن الزنا والقتل‪.‬‬
‫تدري (‪)6‬‬
‫‪ .1‬الما ااذىب األول ىا ااو ما ااذىب جميا ااور العمما اااء إن المني ا اى عنا ااو لوصا ااف الزم لا ااو يفيا ااد‬
‫البطالن والفساد وال فرق بينو وبين النيي لذاتو‪.‬‬
‫‪ .2‬وىو حديث عن فضالة اشاترى قاالدة فيياا ذىاب وخارز فاأمره رساول اهلل صامى اهلل عمياو‬
‫وسمم أن يفصل الاذىب عان الخارز لكاي ال يكاون ىنااك لارر والنياي يفياد بطاالن البياا‬
‫وان كان الوصف الزم لو وىو نوع من أنواع الربا‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫مسرد المصطلحات‬
‫‪ ‬األمر‪:‬‬
‫ىو القول الدال بالوضا عمى طمب الفعل‪.‬‬
‫‪ ‬الجميور‪:‬‬
‫المالكية والشافعية والحنابمة‪.‬‬
‫‪ ‬الحظر‪:‬‬
‫المنا‬
‫‪ ‬النيي‪:‬‬
‫اقتصاء كف عن فعل عمى جية االستعالء‪.‬‬
‫‪ ‬التحريم‪:‬‬
‫طمب الكف عن الفعل عن طريق الحتم واإللزام‪.‬‬
‫‪ ‬الوراىة‪:‬‬
‫طمب الكف عن الفعل ليس طريق الحتم واإللزام‪.‬‬
‫‪ ‬اإلجماع‪:‬‬
‫اتفاق المجتيدين من أمة محمد بعد عصر النبي صمى اهلل عميو وسمم عمى حكم شرعي‪.‬‬
‫‪ ‬تورار الفعل‪:‬‬
‫إثبات الفعل مرة بعد أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬الدوام‪:‬‬
‫إثبات الفعل والمواظبة عميو والستم ارريتو‪.‬‬
‫‪ ‬التراخي‪:‬‬
‫أن المكمف لو الخيار في إيقاع الفعل في الوقت المتسا‪.‬‬
‫المنيي عنو لوصف مجاور‪:‬‬
‫ىو النيي عن أمر لير مالزم لمنيي بل منفك عنو مثل البيا بعد األذان الثاني لمجمعة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫أوالً‪ :‬المصادر‬
‫القرآن الوريم‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬المراجع الفقهية‬
‫‪ .1‬اباان الحاج ااب‪ ،‬جمااال ال اادين‪ ،‬مختصبببر ببببن الحاجببب ‪ ،‬مطب ااوع مااا ش اارحو لمعض ااد‪ ،‬دار‬
‫الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬ابان زكرياا‪ ،‬أحماد باان فاارس‪ ،‬معجبم مقبباييس اللغبة‪ ،‬تحقياق عبااد الساالم ىاارون‪ ،‬البااابي‬
‫الحمبي‪1971 ،‬م‬
‫‪ .3‬أديب‪ ،‬محمد‪ ،‬صالح‪ ،‬تفسير النصبوص فبي الفقبو اإلسبالمي‪ ،‬المكتباة السامفية‪ ،‬المديناة‬
‫المنورة‪.‬‬
‫‪ .4‬األساانوي‪ ،‬عبااد الاارحيم‪ ،‬الحساان‪ ،‬التمييببد فببي تخببريج الفببروع‪ ،‬تحقيااق د‪ .‬محمااد حساان‬
‫ىينو‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪1981 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬األسنوي‪ ،‬عبد الارحيم‪ ،‬الحسان‪ ،‬نيايبة السبول‪ ،‬شارح المنيااج لمبيضااوي‪ ،‬مطبعاة محماد‬
‫عمي صبيح وأوالده‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ .6‬اآلمدي‪ ،‬عمي‪ ،‬بن أبي عماي‪ ،‬األحوام في نصول اإلحوبام‪ ،‬دار الكتاب العممياة‪ ،‬بياروت‪:‬‬
‫‪1981‬م‬
‫‪ .7‬البخاااري‪ ،‬محمااد باان إسااماعيل‪ ،‬صببحيح البخبباري مببع فببتح الببباري‪ ،‬نشاار وتوزيااا رياسااة‬
‫البحوث واإلفتاء‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ .8‬حسب اهلل‪ ،‬عمي‪ ،‬نصول التشريع اإلسالمي‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫ال ارازي‪ ،‬محمااد‪ ،‬باان عماار‪ ،‬الفخاار‪ ،‬المحصبببول فبببي علبببم نصبببول الفقبببو‪ ،‬تحقيااق طااو‬ ‫‪.9‬‬
‫جابر‪ ،‬نشر جامعة محمد بن سعود‪ ،‬الرياض‪1979 :‬م‪.‬‬
‫زىير‪ ،‬أبو النور‪ ،‬نصول الفقو‪ ،‬المكتبة األزىرية لمتراث‪ ،‬القاىرة‪2114 :‬م‪.‬‬ ‫‪.11‬‬

‫‪53‬‬
‫الس اابكي‪ ،‬تق ااي ال اادين‪ ،‬ت اااج ال اادين‪ ،‬اإلبيببباج شببببرح المنيبببباج‪ ،‬دار الكت ااب العممي ااة‪،‬‬ ‫‪.11‬‬
‫بيروت‪ :‬ط‪1984 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .12‬السرخسااي‪ ،‬محمااد‪ ،‬باان أحمااد‪ ،‬نصببول السرخسببي‪ ،‬تحقيااق أبااو الوفاااء األفغاااني‪ ،‬دار‬
‫المعرفة‪ ،‬بيروت‪1973 :‬م‪.‬‬
‫‪ .13‬الساامرقندي‪ ،‬عااالء الاادين‪ ،‬محمااد‪ ،‬باان أحمااد‪ ،‬ميبزان الوصببول‪ ،‬تحقيااق د‪ .‬محمااد زكااي‬
‫عبد البر‪ ،‬مطابا الدوحة‪ ،‬ط‪1984 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .14‬الشوكاني‪ ،‬محمد‪ ،‬عمي‪ ،‬إرشاد الفحول‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪1979 :‬م‪.‬‬
‫الشيرازي‪ ،‬إباراىيم‪ ،‬بان عماي‪ ،‬اللمبع فبي نصبول الفقبو‪ ،‬دار الكتاب العممياة‪ ،‬بياروت‪:‬‬ ‫‪.15‬‬
‫لبنان‪ ،‬ط‪1981 ،1‬م‪.‬‬
‫العاليي‪ ،‬صالح الدين‪ ،‬خميل‪ ،‬تحقيق المراد‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪1982 ،1‬م‬ ‫‪.16‬‬
‫‪ .17‬الغ ازل ااي‪ ،‬محم ااد‪ ،‬ب اان أحم ااد‪ ،‬أب ااو حام ااد‪ ،‬المستصبببفى فبببي علبببم األصبببول‪ ،‬المطبع ااة‬
‫األميرية‪1982 ،‬م‪.‬‬
‫القرافي‪ ،‬أحمد بن إدريس‪ ،‬الفروق‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪.18‬‬

‫‪54‬‬
‫الوحدة الثانية‬
‫طرق داللة األلفاظ‬
‫على األحكام‬
‫محتويات الوحدة‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪96‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪96‬‬ ‫تمييد‬
‫‪96‬‬ ‫أىداف الوحدة‬
‫‪96‬‬ ‫‪ .1‬تعريف طرق داللة األلفاظ عمى الحكم‬
‫‪96‬‬ ‫‪ 6.6‬معنى طرق داللة األلفاظ عمى الحكم‬
‫‪96‬‬ ‫‪ 6.6‬مسمك األحناف في طرق داللة األلفاظ عمى الحكم‬
‫‪:7‬‬ ‫‪ 1.6‬العمل عند تعارض ىذه الدالالت‬
‫‪::‬‬ ‫‪ 7.6‬مسمك الجميور في طرق داللة األلفاظ عمى األحكام‬
‫‪::‬‬ ‫‪ 1.4.1‬القسم األول‪ :‬المنطوق‬
‫<‪:‬‬ ‫‪ 1.4.1‬القسم الثاني‪ :‬المفيوم‬
‫‪ 81.‬مقارنةةة نةةين منيجةةي الحنفيةةة والمتكممةةين فةةي طةةرق داللةةة‬
‫‪;6‬‬
‫األلفاظ‬
‫‪;6‬‬ ‫‪ .1‬مفيوم المخالفة‬
‫‪;6‬‬ ‫‪ 616‬تعريفو‬
‫‪;6‬‬ ‫‪ 616‬أقسام المفيوم‬
‫‪;:‬‬ ‫‪ 1.6‬مذاىب العمماء في حجية مفيوم المخالفة‬
‫‪<6‬‬ ‫‪ 6.1.6‬مناقشة أدلة الطرفين‬
‫‪<6‬‬ ‫‪ 1.1.6‬القول الراجح في ىذا الموضوع‬
‫‪<6‬‬ ‫‪ 7.1.6‬شروط االحتجاج نالمفيوم‬
‫‪<7‬‬ ‫الخالصة‬
‫‪<7‬‬ ‫لمحة مسبقة عن الوحدة التالية‬

‫;‪8‬‬
‫‪<9‬‬ ‫إجابات التدريبات‬
‫‪<:‬‬ ‫مسرد المصطمحات‬
‫;<‬ ‫المصادر والمراجع‬

‫<‪8‬‬
‫مقدمة‬
‫تمهيد‬
‫عزيزي الدارس‪،‬‬
‫مرحن ةاب نةةك فةةي الوحةةدة ال انيةةة مةةن مقةةرر "أصةةول الفقةةو ‪ ")6‬والتةةي تحتةةوى عمةةى أرنعةةة‬
‫اقسام رئيسة تدور حول طرق داللة األلفاظ‪1‬‬
‫القسم األول‪ :‬تعريف طرق داللة األلفاظ‪1‬‬
‫والقسمم الثماني‪ :‬يةدور حةول مسةمك جميةور العممةاء فةي د ارسةة طةرق داللةة األلفةاظ وتقسةةيمو‬
‫إلى منطوق ومفيوم‪1‬‬
‫والقسم الثالث‪ :‬تجد فيو دراسة نين مفيوم المخالفة وتعريفو وأقسامو‪1‬‬
‫والقسم الرابع‪ :‬مذاىب العمماء في حجية مفيوم المخالفة‪1‬‬
‫وفي ىذه األقسام نينا لك األ دلة التي اعتمد عمييا كل فريق مع نيان الراجح من األقوال‪1‬‬
‫ولكةةي تسةةتفيد مةةن ىةةذه الوحةةدة اسةةتفادة كاممةةة زودناىةةا ن سةةئمة تقةةويم ذاتةةي‪ ،‬وتةةدرينات‬
‫ونش ةةاطات‪ ،‬نرج ةةو أن تح ةةاول ح ةةل ى ةةذه الت ةةدرينات وتس ةةتعين نمش ةةرفك األك ةةاديمي إن ص ةةعب‬
‫عميةةك أمةةر‪ ،‬كم ةةا ذيمنةةا ىةةذه الوح ةةدة نعةةدد مةةن المص ةةادر والم ارجةةع لكةةي ترج ةةع إلييةةا لتكتم ةةل‬
‫دراستك لعمم أصول الفقو‪1‬‬

‫‪96‬‬
‫أيداف الوحدة‬
‫عزيزي الدارس‪ ،‬بعد فراغك من دراسة ىذه الوحدة يجمب أن تكمون‬

‫قادراً عمى أن‪:‬‬

‫توضح معنى طرق داللة األلفاظ في الحكم‪1‬‬


‫ّ‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬تشرح مذىب جميور العمماء في دراسة طرق داللة األلفاظ‪1‬‬

‫‪ ‬تذكر أدلة مذاىب العمماء في مفيوم المخالفة‪1‬‬

‫بين الراجح من المذاىب في مفيوم المخالفة‪1‬‬


‫‪ ‬تُ ّ‬

‫‪96‬‬
‫‪ .1‬تعريف طرق داللة األلفاظ‬
‫‪ 1.1‬معهى طرق داللة األلفاظ على الحكم‬
‫عزيزي الدارس‪،‬‬
‫طرق داللة المفظ يقصد نيا‪ :‬الكيفيةة التةي دل نيةا المفةظ عمةى المعنةى‪ ،‬ىةل دل عميةو‬
‫داللة صريحة من خالل حروفو وعناراتو‪ ،‬أم من خالل إشاراتو وتمميحاتو‪1‬‬
‫وىةةذه الطةةرق قسةةميا عممةةاء األصةةول إلةةى أقسةةام عةةدة مةةع اخةةتالف نيةةنيم فةةي طريقةةة‬
‫تعةةدادىا وتناوليةةا حيةةث سةةمك أصةةوليو الحنفيةةة فييةةا مسةةمكبا مختمفةبا لمةةا سةةمكو األصةةوليون مةةن‬
‫مدرسة المتكممين الجميور)‪1‬‬
‫وسنذكر ىنا نمشيئة اهلل تعةالى أوالب مسةمك الحنفيةة‪ ،‬ةم مسةمك المتكممةين مةع المقارنةة‬
‫والترجيح‪1‬‬

‫‪ 1.1‬مسلك األحهاف في طرق داللة األلفاظ على األحكام‬


‫يقسم الحنفية طرق داللة المفظ إلى أربعة طرق ىي‪:‬‬

‫أ‪ .‬داللة العبارة‪( :‬عبارة النص)‪.‬‬


‫ب‪ .‬داللة اإلشارة‪( :‬إشارة النص)‪.‬‬
‫ج‪ .‬داللة الداللة‪( :‬داللة النص)‪.‬‬
‫د‪ .‬داللة االقتضاء‪( :‬اقتضاء النص)‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫أ‪ .‬الطريقة األولى‪ :‬داللة العبارة‪:‬‬

‫تعريفيا‪ :‬ىي‪" :‬داللة المفظ عمى المعنى المتنادر فيمو من السياق"‪1‬‬

‫أو‪" :‬مةةا كةةان السةةياق ألجمةةو‪ ،‬ويعمةةم قنةةل الت ويةةل أن ظةةاىر الةةنص متنةةاول‬
‫لو"‪1‬‬

‫* شممرح التعريممف‪ :‬مةةن خةةالل ىةةذين التعةريفين يتضةةح لنةةا أن داللةةة العنةةارة ىةةي‪ :‬داللةةة المفةةظ‬
‫عمةةى المعنةةى المتنةةادر فيمةةو مةةن سةةياق المفةةظ مةةن أيةةر احتيةةاج إلةةى ت ويةةل ونحةةث‪ ،‬نةةل المفةةظ‬
‫نمجرد التمفظ نو ينصرف الذىن منو إلى معنى واضح محدد ال لنس فيو وال أموض‪1‬‬
‫وواضح من خالل ىذا التعريةف‪ :‬أن عنةارة الةنص تشةمل مةا سةيق الكةالم لةو أصةالة‪،‬‬
‫وما سيق الكالم لو تنعاب‪1‬‬
‫والفةةرق نةةين األم ةرين‪ :‬أن م ةةا سةةيق الكةةالم لةةو أص ةةالة ىةةو المعنةةى الةةذى ورد ال ةةنص‬
‫أصالة لنيان حكمو‪ ،‬ويعرف ذلك عن طريق سبب نزول اآلية أو سبب ورود الحديث‪1‬‬
‫وىةةذا ال يمنةةع أن يةةدل المفةةظ نسةةياقو ‪ -‬ال عةةن طريةةق األصةةالة ‪ -‬عمةةى معة ر‬
‫ةان أخةةر‬
‫تنعاب لممعنى األول‪1‬‬
‫أما ما سيق لو النص تنعاب فيو ‪-‬كما مر قريناب‪ -‬مةا يتنةادر فيمةو مةن السةياق إال أنةو‬
‫لم يكن مقصوداب منو أصالة نل تنعاب‪1‬‬

‫‪91‬‬
‫األمثمة عمى داللة العبارة إحالة وتبعاً‪:‬‬
‫‪ 16‬قولو تعالى‪(       { :‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪)175‬‬

‫ىةةذه اةيةةة دلةةت نعنارتيةةا عمةةى معنيةةين أحةةدىما مقصةةود مةةن السةةياق أصةةالة واةخةةر تنع ةبا‬
‫وتفصيميما كما يمي‪:‬‬
‫أ) ما كان مقصوداب من السياق أصالة ىو‪ :‬التفريق نين النيع والرنا وذلك ألن ىذه اةية‬
‫نزلت أساساب وأصالة لمرد عمى المشركين الذين سووا نين النيع والرنا ونفوا الفارق نينيما‬
‫وىذا المعنى عنرت عنو ىذه اةية في صدرىا حكاية عن الكافرين‪:‬‬

‫‪(         ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪ )175‬فرد اهلل‬

‫عمييم م نتبا الفارق نين النيع والرنا في قولو تعالى‪     :‬‬

‫‪(  ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪ )175‬ومن ىنا يتضح لنا‪ :‬أن المعنى الذى سيقت لو اةية‬

‫أصالة ىو إ نات الفارق نين النيع والرنا‪1‬‬


‫ب) مةةا كةةان مة خوذاب مةةن السةةياق تنعةاب ىةةو‪ :‬حةةل ا النيةةع وحرمةةة الرنةةا‪ 1‬فيةةذا المعنةةى أيضةاب‬
‫يتنةةادر فيمةةو مةةن سةةياق الةةنص وعنارتةةو مةةن أيةةر حاجةةة إلةةى ت مةةل ونحةةث إال أن الةةنص لةةم‬
‫يكن مسوقبا لو أصالة‪ ،‬ألن المشركين لم يس لوا عن حةل النيةع وحرمةة الرنةا وانمةا ادعةوا عةدم‬
‫الفرق نينيما ف نت ليم الشارع الفرق‪ 1‬وا نةات الفةرق نينيمةا اقتضةى نيةان حكةم كةل مةن النيةع‬
‫والرنا وليذا اعد وروده في السياق تنعاب ال أصالة‪1‬‬

‫‪ 16‬قوله تعالى= ‪           ‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪(  ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪)3‬‬

‫دلت ىذه اةية نعنارتيا عمى ال ة معان ىي‪:‬‬

‫‪97‬‬
‫أ‪ 1‬إناحة نكاح ما طاب من النساء‪1‬‬
‫ب‪ 1‬إناحة التعدد إلى أاية األرنع نسوة‪1‬‬
‫ج‪ 1‬االقتصار عمى الواحدة أو ما ممكت اليمين إذا خيف الجور‪1‬‬
‫وى ة ة ةةذه المع ة ة ةةاني ال ال ة ة ةةة جميعي ة ة ةةا دل ة ة ةةت عميي ة ة ةةا اةي ة ة ةةة نعن ة ة ةةارات واض ة ة ةةحة جمي ة ة ةةة‬
‫ال تحتاج إلى نحث وت مةل أيةر أن نعضةيا كةان مقصةوداب أصةالة مةن سةياق العنةارة ونعضةيا‬
‫تنعاب‪1‬‬
‫والمقص ة ةةود م ة ةةن الس ة ةةياق أص ة ةةالة ىن ة ةةا حكم ة ةةان‪ :‬إناح ة ةةة التع ة ةةدد ف ة ةةي ح ة ةةدود األرن ة ةةع‪،‬‬
‫واالقتصار عمى الواحدة أو ممك اليمين إذا خيف الجور‪1‬‬
‫والمقصود من السمياق تبعماً ىةو‪ :‬إناحةة نكةاح مةا طةاب مةن النسةاء وقةد توصةمنا إلةى‬
‫ما ىو مقصود أصةالة عمةى نحةو مةا ذكةر مةن خةالل سةنب نةزول ىةذه اةيةة حيةث إنيةا نزلةت‬
‫فةةي ش ة ن الةةذين كةةانوا يتحرجةةون مةةن أن يكون ةوا أوصةةياء عمةةى أم ةوال اليتةةامى خوف ةاب مةةن عةةدم‬
‫العدل فييةا ومةع ذلةك مةا كةانوا يتحرجةون فةي التعةدد فةي النسةاء إلةى أيةر حةد خوفةاب مةن عةدم‬
‫العةةدل نيةةنين فنة ةزلت ىةةذه اةيةةة لتقةةول ليةةم‪ :‬إن األم ةرين س ةواء والمعنةةى‪ :‬فكمةةا خف ةةتم أن ال‬
‫تعدلوا في اليتامى فكذلك خافوا في النسةاء أال تعةدلوا فةيين‪ ،‬وال تنكحةوا مةنين إال مةن واحةدة‪،‬‬
‫إل ةةى أرن ةةع‪ ،‬وال تزي ةةدوا عم ةةى ذل ةةك‪ ،‬وان خف ةةتم أال تع ةةدلوا أيضة ةاب ف ةةي الزي ةةادة عم ةةى الواح ةةدة ف ةةال‬
‫تنكحوا إال ما ال تخافون أن تجوروا فيين من واحدة‪ ،‬أو ما ممكت أيمانكم) ‪1‬‬
‫ق ةةال الس ةةرى‪" :‬ك ةةانوا يتش ةةددون ف ةةي اليت ةةامى‪ ،‬وال يتش ةةددون ف ةةي النس ةةاء ي ةةنكح أح ةةدىم‬
‫النسوة فال يعدل نينين فنةزلت ‪ -‬أى اةية ‪ -‬وروى م ل ذلك عن سعيد نن جنير وقتادة" ‪1‬‬
‫أمةةا إناحةةة مةةا طةةاب مةةن النسةةاء ف نمةةا ذكةةر ليتوصةةل نةةو إلةةى المقصةةود أصةةالة وىمةةا‬
‫الحكمان المذان تقدم ذكرىما‪1‬‬
‫وىذه المعاني ال ال ة كميا م خوذة من العنارة مع االختالف في القصد والسوق‪1‬‬

‫‪98‬‬
‫تدريب (‪)1‬‬

‫عرف داللة العنارة م اشرح ن سمونك الخاص‪1‬‬ ‫‪ّ 16‬‬


‫‪ 16‬مةاذا يقصةد نمةا سةنق لةو الكةالم أصةالة ومةا سةيق الكةالم لةو تنعةبا مةع‬
‫التم يل‪1‬‬

‫أسئمة تقويم ذاتي‬

‫‪ّ 16‬نين تقسيمات مذىب الحنفية في داللة األلفاظ‪1‬‬


‫عرف داللة العنارة نتعريفين ونيِّن أييما أشمل؟ ولماذا؟‬
‫‪ّ 16‬‬
‫‪ 11‬مةةاذا تعنةةر ىةةذه اةيةةة فةةي طةةرق دالل ةة األلفةةاظ ‪   ‬‬

‫‪  ‬؟‬

‫ب‪ .‬الطريق الثاني‪ :‬داللة اإلشارة (إشارة النص)‪:‬‬

‫تعريفيا‪ :‬داللة المفظ عمى حكم أيةر مقصةود‪ ،‬وال سةيق لةو الةنص‪ ،‬ولكنةو‬
‫الزم لمحكم الذى سيق لو النص‪1‬‬

‫شرح التعريمف‪ :‬مةن خةالل ىةذا التعريةف يتضةح لنةا‪ :‬أن ىةذا الطريةق أدنةى رتنةة مةن سةانقو‬
‫ذلك ألن المعنى الذى يدل عميو ال يؤخذ من العنارة مناشةرة ولةم يسةق المفةظ لةو ال أصةالة وال‬
‫تنعاب كما ىةو الشة ن فةي داللةة العنةارة إال أن ىنةاك معنةى مخةر مالزمةاب لممعنةى الةذى سةيق لةو‬
‫المفةةظ إال أن ىةةذا المعنةةى يعتنةةر معنةةى التزامي ةاب أيةةر مقصةةود لممةةتكمم ولةةم يةةدل ظةةاىر العنةةارة‬
‫عميو‪ ،‬نل أوم ت إليو العنارة وألمحت إليو‪1‬‬
‫‪99‬‬
‫فمممثالً‪ :‬إذا قمنةةا سةةافر محمةةد إلةةى مكةةة المكرمةةة فةةالمعنى المتنةةادر فيمةةو مةةن سةةياق‬
‫المفةظ ىةو سةفر محمةد إلةى مكةة المكرمةة ولكةن ىنةاك معنةى مخةر لةم يةدل عميةو ظةاىر العنةةارة‬
‫ولكن يمزم من ظاىرىا وىو كونو سافر راكنبا‪ 1‬فيذا المعنى المةالزم لمعنةارة يسةمى داللةة إشةارة‬
‫أو إشارة النص‪1‬‬
‫ةت نةةالنص إال أن األول نةةت نالعنةةارة‬
‫وال شةةك أن مةةدلول كةةل مةةن العنةةارة واٌشةةارة انة ا‬
‫واةخر نت نما يمزم من ىذه العنارة من معنى وىو المعنر عنو ناٌشارة‪1‬‬
‫ومن ىنا يتضح لنا أن المعنى ال انةت نالعنةارة أقةو مةن ال انةت ناٌشةارة ولةذلك يقةدم‬
‫عمى اٌشارة عند التعارض واستحالة الجمع نينيما‪1‬‬
‫األمثمة عمى داللة اإلشارة‪:‬‬

‫‪ 16‬قولو تعالى‪        :‬‬

‫‪          ‬‬

‫‪(  ‬سورة الحشر‪ ،‬اآلية‪1)8 ،‬‬

‫ىةةذه اةيةةة تنةةين قسةةمة الفةةيء وأن لمفق ةراء الميةةاجرين مةةن مكةةة نصةةيناب منةةو‪ 1‬وىةةذا مةةا‬
‫دلت عميو اةية نعنارتيا‪1‬‬
‫ةى مالزمة ةبا لي ةةذا المعن ةةى يؤخ ةةذ م ةةن إش ةةارة ال ةةنص ى ةةو‪ :‬أن ىة ةؤالء‬
‫إال أن ىن ةةاك معن ة ب‬
‫الميةةاجرين قةةد ازلةةت ممكيةةتيم عةةن أم ةواليم التةةي كةةانوا يمتمكونيةةا فةةي مكةةة‪ 1‬وىةةذا المعنةةى لةةم‬
‫يصةةرح نةةو المفةةظ ولكنةةو معنةةى مةةالزم لمعنةةى كممةةة "فق ةراء" ال ةواردة فةةي ىةةذه اةيةةة وذلةةك ألن‬
‫الفقي ةةر حقيق ةةة ى ةةو م ةةا ال يمم ةةك م ةةاالب‪ ،‬ال م ةةن نع ةةدت ي ةةده ع ةةن مال ةةو‪ 1‬فم ةةو ل ةةم تك ةةن أمة ةةواليم‬
‫وممتمكاتيم قد زالت ممكيتيم عنيا لما سماىم الحق جل وعال فقةراء يوضةح ذلةك أنيةم‪ :‬نعةد‬
‫أن ىجروا ديارىم وما نيا من مال وعقار صار ال سمطان ليم عمييا‪1‬‬

‫‪ 16‬قولو تعالى‪           :‬‬

‫‪           ‬‬
‫‪9:‬‬
‫‪            ‬‬

‫‪           ‬‬

‫(سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪)187 ،‬‬


‫ىةةذه اةيةةة تةةدل نعنارتيةةا عمةةى معةةان دل عمييةةا السةةياق وىةةي ج ةواز األكةةل والشةةرب‬
‫والجماع في ليمة رمضان من مغيب الشمس إلى طموع الفجر الصادق‪1‬‬
‫وىناك معنى مخر أشارت إليو العنارة ولم تصرح نو وىو‪ :‬أن من أصنح جننبا فصومو‬
‫صحيح ألن من جامع حتى طموع الفجر قد يطمع عميو الفجر وىو جنب لما يغتسل نعد‪،‬‬
‫وىذا المعنى كما ىو واضح لم تصرح نو اةية ولكن يؤخذ منيا عن طريق المزوم وىو ما‬
‫يسميو أىل األصول داللة اٌشارة ‪1‬‬

‫‪ 11‬قولو تعالى‪(          :‬سورة النحل‪ ،‬اآلية‪)43 ،‬‬

‫ىةةذه اةيةةة دلةةت نمنطوقيةةا وعنارتيةةا عمةةى وجةةوب س ةؤال أىةةل الةةذكر عنةةد عةةدم العمةةم نةةالحكم‬
‫ودلت ن شارتيا إلى لزوم إيجاد طائفة من أىل العمم والذكر يرجع إلييم المستفتون‬

‫‪ 17‬قولو تعالى‪(          :‬سورة آل‬

‫عمران‪ ،‬اآلية‪1)159 ،‬‬

‫نشاط‬
‫من خالل كتاب أصول الفقو لعند الوىاب ناقش مع زمالئك داللة‬
‫اٌشارة والفوائد التي يستفاد منيا‪1‬‬

‫دلةةت ىةةذه اةي ةةة عمةةى األمةةر نمش ةةاورة أىةةل الة ةرأى والمشةةورة ودلةةت ن ش ةةارتيا عمةةى ل ةةزوم‬
‫إيجاد جماعة من أىل الرأى والعمم يستشارون ويرجع إلييم‪1‬‬

‫;‪9‬‬
‫‪ 18‬قولو تعالى‪          :‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪              ‬‬

‫‪             ‬‬

‫‪          ‬‬

‫‪(  ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.)13 ،‬‬

‫ىةةذه اةيةةة دلةةت نعنارتيةةا عمةةى أن نفقةةة الوالةةدات المرضةةعات مةةن رزق وكسةةوة واجنةةة‬
‫عمةةى اةنةةاء فيةةذا معنةةى يتنةةادر فيمةةو مةةن السةةياق وال يحتةةاج إلةةى ت مةةل ونحةةث‪ 1‬وتةةدل اةيةةة‬
‫ن شةارتيا عمةى أن نسةب الولةد يكةون ألنيةو دون أمةو وىةذه اٌشةارة مة خوذة مةن قولةو تعةةالى‪{ :‬‬
‫َو َعمَممى ا ْل َم ْولُم ِ‬
‫مود لَمموُ } والةةالم فةةي لةةو) تةةدل عمةةى االختصةةاص‪ ،‬ومةةن أنةواع ىةةذه االختصةةاص‬
‫النسب‪1‬‬

‫تدريب (‪)1‬‬
‫من خالل فيمك لداللة اٌشارة‪ ،‬لماذا تعد أ قل رتنة من داللة العنارة‪1‬‬

‫أسئمة تقويم ذاتي‬

‫‪ 16‬قة ةةال تعة ةةالى‪ :‬ف ة ة نكحوا مة ةةا طة ةةاب لكة ةةم مة ةةن النسة ةةاء م نة ةةى و ة ةةالث‬
‫ورناع)‪ ،‬اشرح ىذه اةية ونين فييا من طرق داللة األلفاظ‪1‬‬
‫عرف داللة اٌشارة مع التم يل من حفظك‪1‬‬
‫‪ّ 16‬‬

‫<‪9‬‬
‫ج‪ .‬الطريق الثالث‪ :‬داللة الداللة (داللة الَّمفظ)‪:‬‬

‫تعريفيا‪ " :‬داللة المفظ عمى نوت حكم المنطوق نو لممسكوت عنو‬
‫الشتراكيا في معنى جامع يدرك كل عارف نالمغة أن الحكم في‬
‫المنطوق كان ألجل ذلك المعنى"‪1‬‬

‫شرح التعريف‪ :‬يتضةح لنةا مةن خةالل ىةذا التعريةف أن داللةة الةنص تعنةي‪ :‬داللةة المفةظ عمةى‬
‫لشيء متمفظ نو‪ ،‬وىذا الحكةم قةد نةت ليةذا الشةيء لوجةود معنةى فيةو أو عم رةة فيةو نحيةث‬
‫ر‬ ‫حكم‬
‫يدرك كل عارف نالمغة العرنية أن ىذا الحكم إنما نت ليذا الشةيء ألجةل ىةذا المعنةى‪ 1‬وىةذا‬
‫يفيةةدنا أنةةو إذا تحقةةق وجةةود ىةةذا المعنةةى فةةي شةةيء مخةةر مسةةكوت عنةةو لةةم يشةةممو المفةةظ ف ننةةا‬
‫نعطيو ىذا الحكم‪1‬‬
‫ولمةةا كةةان إعطةةاء المسةةكوت عنةةو حكةةم المنطةةوق نةةو يؤخةةذ مةةن معنةةى الةةنص ال مةةن‬
‫لفظو سمى الحنفية ىذا الطريق داللة الداللة‪1‬‬
‫األمثمة‪:‬‬

‫‪ 16‬قولو تعالى‪           :‬‬

‫‪(    ‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية‪)13 ،‬‬

‫أى‬
‫ىةةذا الةةنص دل نمنطوقةةو وعنارتةةو عمةةى تح ةريم الت ة فيف فةةي وجةةو الوالةةدين ولكةةن ّ‬
‫عةةارف نالمغةةة يةةدرك أن ىةةذا التح ةريم إنمةةا كةةان لعمةةة ومعنةةى وىةةو ىنةةا‪ :‬اٌيةةذاء لموالةةدين ف ة ن‬
‫الت فيف يؤذييما ونيذا يكون كل ما يؤذييما محرمبا من شتم أو ضرب أو ىجر‪ 111‬إلخ‪1‬‬
‫وىذه المعاني إنما دل عمييا معنى النص ال عنارتو ومنطوقو‪1‬‬

‫‪:6‬‬
‫‪ 16‬قولو تعالى‪         :‬‬

‫‪(       ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪)11 ،‬‬

‫ى ة ة ة ة ةةذه اةي ة ة ة ة ةةة دل ة ة ة ة ةةت نعنارتي ة ة ة ة ةةا عم ة ة ة ة ةةى أن أك ة ة ة ة ةةل أمة ة ة ة ة ةوال اليت ة ة ة ة ةةامى ظممة ة ة ة ة ةاب مح ة ة ة ة ةةرم‪،‬‬
‫إال أن كل عةارف نالمغةة يفيةم أن ىةذا التحةريم إنمةا كةان لسةنب ومعنةى ىةو‪ :‬اٌتةالف فيكةون‬
‫حينئة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةذ أى تصة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةرف ية ة ة ة ة ة ة ة ة ةةؤدى إلة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةى إتالفية ة ة ة ة ة ة ة ة ةةا محرم ة ة ة ة ة ة ة ة ة ةبا ك ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ن أحرقي ة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةا‬
‫أو نددىا‪ 111‬إلخ‪1‬‬

‫‪ 11‬قولو تعالى‪           :‬‬

‫‪(             ‬سورة آل‬

‫عمران‪ ،‬اآلية‪)75 ،‬‬


‫ىةذا الةةنص نعنارتةةو ومنطوقةةو دل عمةى أن أىةةل الكتةةاب مةةنيم مةن يكةةون أمينةاب نالقةةدر‬
‫الةةذى يةةؤتمن نةةو عمةةى القنطةةار مةةن الةةذىب‪ ،‬ومةةنيم مةةن يكةةون خوان ةبا ال يةةؤتمن عمةةى الةةدينار‬
‫الواحد !!‬
‫إال أن ىنةةاك معنةةى مخةةر يفيةةم مةةن معنةةى ىةةذه العنةةارة ال مةةن منطوقيةةا وىةةذا المعنةةى‬
‫ىةةو‪ :‬أن مةةن كةةان مؤتمنةاب عمةةى القنطةةار وىةةو ك يةةر فمةةن نةةاب أولةةى يةةؤتمن عمةةى مةةا ىةةو دون‬
‫ذلةةك كمةةا أن مةةن لةةم يةةؤتمن عمةةى الةةدينار وىةةو حقيةةر فمةةن نةةاب أولةةى ال يةةؤتمن عمةةى مةةا ىةةو‬
‫أعمةةى وأعظةةم منةةو‪ 1‬وىةةذان المعنيةةان لةةم يشةةمميما الةةنص نعنارتةةو نةةل عةةن طريةةق داللتةةو وىةةو‬
‫المعنر عنو نداللة الداللة‪ ،‬أو داللة النص‪1‬‬
‫ىةةذا وتجةةدر اٌشةةارة ىنةةا إلةةى أن ىةةذا النةةوع ىةةو نعينةةو مةةا مةةر معنةةا فةةي د ارسةةتنا فةةي‬
‫مقرر أصول الفقو "‪ )"6‬في موضوع أنواع القياس حيث يسمى ىناك نالقياس الجمي‪1‬‬

‫تدريب (‪)3‬‬
‫قارن نين داللة الداللة وداللة االقتضاء‪1‬‬

‫‪:6‬‬
‫أسئمة تقويم ذاتي‬

‫‪ /1‬عمل مع االستدالل‪:‬‬
‫‪ 16‬حرمة سب الوالدين‪1‬‬
‫‪ 16‬من كان أميناب عمى القميل يؤتمن عمى الك ير والعكس‪1‬‬
‫‪ /6‬عرف داللة االقتضاء مع الشرح‪1‬‬

‫د‪ .‬الطريق الرابع‪ :‬داللة االقتضاء (اقتضاء النص)‪:‬‬


‫تعريفيممما‪ :‬داللةةة المفةةظ عمةةى معنةةى خةةارجي يتوقةةف عمةةى تقةةديره صةةدق الكةةالم‪ ،‬أو ص ةةحتو‪1‬‬
‫شرعاب أو عقالب‪1‬‬
‫شممرح التعريممف‪ :‬ممةةا ذكةةر يتضةةح لنةةا أن اقتضةةاء الةةنص معنةةاه‪ :‬أن يةةدل المفةةظ عمةةى معنةةى‬
‫خارجي عن صيغة المفظ‪ ،‬وىذا المعنى إذا لةم يقةدر يةؤدى ذلةك إلةى عةدم صةدق ىةذا الكةالم‪،‬‬
‫أو عةةدم صةةحتو‪ 1‬ةةم أن الصةةحة ىةةذه قةةد تكةةون شةةرعية‪ ،‬وقةةد تكةةون عقميةةة‪ 1‬فضةةرورة صةةدق‬
‫الكالم أو صحتو تقتضي ىذا التقدير‪ 1‬وليذا سميت ىذه الداللة نداللة االقتضاء‪1‬‬
‫ومن خالل ىذا الشرح يتنين لنةا أن ىةذه الداللةة ليةا ال ةة أقسةام تنعةاب ألنةواع التقةدير‬
‫ألن التقدير إما أن يكون لصةدق الكةالم‪ ،‬أو لصةحتو الشةرعية‪ ،‬أو لصةحتو العقميةة‪ ،‬فتةتمخص‬
‫ىنا أقسام ال ة ىي‪:‬‬

‫أ‪ 1‬ما وجب تقديره لضرورة صدق الكالم‪1‬‬


‫ال‪1‬‬
‫ب‪ 1‬ما وجب تقديره لضرورة صحة الكالم عق ب‬
‫ج‪ 1‬ما وجب تقديره لضرورة صحة الكالم شرعاب‪1‬‬

‫‪:6‬‬
‫األمثمة‪:‬‬
‫ان‬
‫مممي َ‬
‫سَ‬ ‫ُم ِتمممي ا ْل َخطممم َ َو ِّ‬
‫الن ْ‬ ‫مممن أ َّ‬
‫إن اهلل وضمممع َع ْ‬
‫القسمممم األول‪ :‬قول ةةو ص ةةمى اهلل عمي ةةو وس ةةمم‪َّ " :‬‬
‫كر ُىوا َع َم ْي ِو"‪1‬‬
‫استُ ِ‬
‫َو َما ْ‬
‫ىةةذا الحةةديث يةةدل ظةةاىره عمةةى أن الخطةر والنسةةيان مرفةةوع عةةن األمةةة فةةال تخطة وال‬
‫تنسى‪ 111‬إخ‪1‬‬
‫مع أن الواقع خالف ذلك‪ ،‬ف ن األمة تخطةيء وتنسةى‪ 1‬وىةذا يةدلنا عمةى أن الظةاىر‬
‫أير مراد مما يقتضي تقدير محةذوف يجعةل الكةالم صةادقاب عمةى الواقةع وىةذا المحةذوف ىةو‪:‬‬
‫المؤاخذة أو اٌ ةم فيكةون المعنةى أن الموضةوع عةن األمةة ىةو المؤاخةذة أو اٌ ةم عمةى الخطة‬
‫والنسيان وما استكرىوا عميو‪1‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬قولو تعالى‪           :‬‬

‫(سورة يوسف‪ ،‬اآلية‪ ،)81 ،‬ىذا الكالم نال شك صحيح ألنو كالم النارئ جل وعال ولكن‬
‫ال ندرك صحتو إال نتقدير محذوف ىو أىل العير وأىل القرية فيكون المعنى واس ل أىل‬
‫القرية وأىل العير التي أقنمنا فييا‪1‬‬

‫وم مو قولو تعالى‪(     :‬سورة العمق‪ ،‬اآلية‪ 1)17 ،‬أى فميدع أىل ناديو‪1‬‬

‫مثال القسم الثالث‪ :‬قولو تعالى‪         :‬‬

‫(سورة النساء‪ ،‬اآلية‪)91 ،‬‬


‫ى ة ةةذا المف ة ةةظ ي ة ةةدل عم ة ةةى أن المطم ة ةةوب تحري ة ةةر رقن ة ةةة وم ة ةةن المعم ة ةةوم أن رقن ة ةةة الح ة ة ّةر‬
‫ال تحرر ألنو تحصيل حاصةل فيقةدر محةذوف ىنةا يضةاف إلةى الرقنةة وىةي كونيةا رقنةة عن رةد‬
‫أو رقنة ممموكة‪1‬‬

‫‪:1‬‬
‫‪ 3.1‬العمل عهد تعارض يذو الدالالت‬
‫ىةذه الةةدالالت التةي تقةةدم ذكرىةةا رتنيةا عممةةاء الحنفيةة عمةةى نحةةو مةا ورد ف وليةةا داللةةة‬
‫العنارة‪ ،‬م داللة اٌشارة‪ ،‬م داللةة الداللةة‪ ،‬ةم داللةة االقتضةاء‪ 1‬ومةن ىنةا ف نيةا إذا تعارضةت‬
‫فيما نينيا يقدم ما ىو أعمى رتنة ويمكن التم يل ليذا ننعض األم مة‪1‬‬
‫أم مة تعارض داللة العنارة اٌشارة‪:‬‬

‫‪ 16‬قولو تعالى ‪          ‬‬

‫‪(      ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪)178 ،‬‬

‫فيذه اةية تدل عن طريق داللة العنارة أن قاتل المسمم متعمداب يقتص منو‪ 1‬ولكن‬

‫ىذا المعنى معارض نقولو تعالى‪       :‬‬

‫‪(   ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪1)93 ،‬ووجو التعارض أن ىذه اةية دلت ن شارتيا أنو ال‬

‫عقونة لقاتل النفس عمداب سو الخمود في النار إذ لو كانت مة عقونة لذكرت ألنو اقتصار‬
‫في مقام النيان‪1‬‬
‫ولما كان ىذا المعنى م خوذبا من إشارة النص ال عنارتو وكان ىناك نص مخر دل‬
‫عمى عقونة أ خر وىي القصاص عن طريق العنارة قدم ىذا المعنى ال انت نالعنارة عمى‬

‫اٌشارة وىو المعنى الم خوذ من قولو تعالى‪      :‬‬

‫‪(    ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪ 1)178 ،‬وقولو تعالى‪    :‬‬

‫‪(    ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪)45 ،‬‬

‫الثيممب ثالثممة أيممام وليالييمما‬


‫‪ 16‬قولةةو صةةمى اهلل عميةةو وسةةمم‪ " :‬أقممل الحمميج لمجاريممة البكممر و ِّ‬
‫وأكثره عشرة أيام "‪1‬‬

‫‪:7‬‬
‫دل نعنارتو عمى أن أك ر مةدة الحةيض عشةرة أيةام إال أن ىةذا الةنص معةارض نةنص‬
‫مخة ة ةةر ية ة ةةدل ن شة ة ةةارتو عمة ة ةةى أي ة ة ةر ذلة ة ةةك وىة ة ةةو أنة ة ةةو صة ة ةةمى اهلل عمية ة ةةو وسة ة ةةمم عنة ة ةةدما قة ة ةةال‪:‬‬
‫أغ َم َب لِ ِذي لُ ّب ِم ْن ُك ّن "‪ 1‬عمل نقصان الدين نقولو‪:‬‬ ‫ات َع ْقل َو َال ِدين ْ‬ ‫اقص ِ‬‫ِ‬
‫ت م ْن َن َ‬
‫" ما أرَي ُ ِ‬
‫َ َْ‬
‫ِ‬
‫صمممِّي )‪ 1‬وىةذا يؤخةةذ منةو عةةن طريةق داللةةة اٌشةارة أن أك ةةر الحةةيض‬ ‫مث المَّ َيممال َي َممما تُ َ‬
‫َوتَ ْم ُك ُ‬
‫خمسةة عشةةر يومةاب ألنةةو إذا كانةت شةةطر عمرىةةا ال تصةةمي يمةزم مةةن ذلةةك أن شةةطر شةةيرىا ال‬
‫تصمي كذلك حيث تكون حائضاب في شطر وطاىرة في الشطر اةخر‪1‬‬
‫إال أن الحديث األول أ نت نعنارتو خالف ذلك حيةث قطةع نة ن أك ةر الحةيض عشةرة‬
‫أيام فتقدم داللتو الصريحة ال انتة نالعنارة عمى داللة ىذا الحديث ال انتة ناٌشارة‪1‬‬
‫* مثال تعارج اإلشارة مع داللة الداللة‪:‬‬
‫قولو تعالى‪          :‬‬

‫(سورة النساء‪ ،‬اآلية‪ )93 ،‬ىذه اةية ‪ -‬كما مر ‪ -‬تدل ن شارتيا أن ال عقونة لمقاتل عمداب‬
‫سو الخمود في النار والقصاص منو في الدنيا‪ 1‬إال أن ىذا الحكم ال انت ناٌشارة عارضو‬

‫حكم مخر نت عن طريق داللة الداللة وىو ما ورد في قولو تعالى‪    :‬‬

‫‪(     ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪ 1)91 ،‬حيث يؤخذ من ىذه اةية‬

‫نطرق داللة النص‪ :‬أن من قتل مؤمنبا متعمدبا من ناب أولى عميو تحرير رقنة‪ 1‬ألنو إذا‬
‫نت عتق الرقنة في حق القاتل خط ي نت في حق القاتل عمداب نطريق األولى‪ 1‬إال أن ىذا‬
‫المعنى ال انت معارض نداللة اٌشارة المتقدم وىو أن‬
‫ال عقونة سو القصاص في الدنيا والعقونة األخروية‪1‬‬

‫‪:8‬‬
‫أسئمة تقويم ذاتي‬

‫‪ 16‬ما العمل عند تعارض ىذه الدالالت؟‬

‫‪ 16‬كية ةةف توفة ةةق نة ةةين عقونة ةةة القاتة ةةل نقولة ةةو تعة ةةالى‪   ‬‬

‫‪      ‬ونة ة ةةين القصة ة ةةاص فة ة ةةي قولة ة ةةو‬

‫تعالى‪         :‬‬

‫ولما كانت اٌشارة أقو داللة من ال انت نداللةة الداللةة قةدمت داللةة اٌشةارة عمييةا‪،‬‬
‫فال يكون عمى القاتل عمداب عتق رقنة‪1‬‬
‫تنبيممو‪ :‬ال يوجةةد ‪ -‬مةةن الناحيةةة العمميةةة ‪ -‬تعةةارض نةةين مةةا نةةت عةةن طريةةق داللةةة االقتضةةاء‬
‫وم ةةا ن ةةت نغيرى ةةا م ةةن ال ةةدالالت األخ ةةر إال أن ةةو م ةةن الناحي ةةة النظري ةةة واالفت ارض ةةية إذا وق ةةع‬
‫تعارض ف ن ما نت ن ى واحدة من ىذه الدالالت ايقدم عمى داللة االقتضاء ألنيا أضعفيا‪1‬‬

‫‪ 4.1‬مسلك الجمهور في طرق داللة األلفاظ على األحكام‬


‫سمك جميور العمماء من المالكية‪ ،‬والشافعية والحنانمة فةي تقسةيم ىةذه الطةرق مسةمكاب‬
‫مختمفبا عما سمكو الحنفية حيث قسموا ىذه الدالالت إلى قسمين رئيسين ىما‪:‬‬
‫أ‪ 1‬المنطوق‪ 1‬ب‪ 1‬المفيوم‪ 1‬وتحت ر‬
‫كل أقسام‪ ،‬وىذا نيان موجز لما ذىنوا إليو‪:‬‬

‫‪ 1.4.1‬القسم األول‪ :‬المهطوق‬


‫أ‪ .‬تعريفى‬
‫ىو المعنى الذى دل عميو المفظ في محل النطق‪1‬‬
‫ب‪ .‬شرح التعريف‬

‫‪:9‬‬
‫ىذا التعريف يوضح لنا أن المنطوق‪ :‬ما دل عميو المفظ نعنارتو مةن أيةر احتيةاج إلةى ت مةل‬
‫ونحث‪ ،‬وىذا ال يكون إال إذا كةان ىةذا المعنةى المسةتفاد مةن المنطةوق حكمةاب لممنطةوق وحةاالب‬
‫ونطق نو أم ال ‪1‬‬
‫من أحوالو سواء اذكر ىذا الحكم ا‬
‫ج‪ .‬أقسام المنطوق‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬المنطوق الصريح‪:‬‬
‫* تعريفممو‪ :‬ىةةو داللةةة المفةةظ عمةى مةةا وضةةع لةةو‪ 1‬ويشةةمل ذلةةك مةةا دل عميةةو نالمطانقةةة ومةةا دل‬
‫عميو نالتضمن‪1‬‬
‫* مثال المنطوق الصريح‪:‬‬

‫‪ 16‬قولو تعالى‪(        :‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪ .)175 ،‬فيذه‬

‫اةية دلت نمنطوقيا الصريح عمى حل النيع وحرمة الرنا‪1‬‬

‫‪ 16‬وقولو تعالى‪(       :‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية‪ .)13 ،‬ف ن ىذه اةية دلت‬

‫نمنطوقيا عمى تحريم الت فيف في وجوه الوالدين‪1‬‬


‫ثانياً‪ :‬المنطوق غير الصريح‪:‬‬
‫* تعريفو‪ :‬داللة المفظ عمى الزم المعنى ‪1‬‬
‫شممرح التعريممف‪ :‬ىةةذا النةةوع مةةن األلفةةاظ يةةدل عمةةى المعنةةى عةةن طريةةق داللةةة المةةزوم ويتضةةح‬
‫معناه أك ر نعد توضيح أقسامو‪1‬‬
‫* أقسام المنطوق غير الصريح‪:‬‬
‫األول‪ :‬داللة اٌشارة‪1‬‬
‫الثاني‪ :‬داللة اٌيماء والتننيو‪1‬‬
‫الثالث‪ :‬داللة االقتضاء‪1‬‬
‫ويالحةةظ ىنةةا‪ :‬أن داللتةةي اٌشةةارة واالقتضةةاء المةةذكورتين ىنةةا ىمةةا نعينيمةةا مةةا تقةةدم‬
‫عند الحنفية فال فرق نينيما ونين ما ذكر ىناك‪1‬‬

‫‪::‬‬
‫أمةةا داللةةة اٌيمةةاء والتننيةةو‪ :‬فقةةد تقةةدم الكةةالم عنيةةا فةةي مقةةرر أصةةول الفقةةو) حيةةث‬
‫ذكرنا ىناك أنيا مسمك من مسالك العمة‪1‬‬
‫وقمنا فةي تعريفيةا ىنةاك إنيةا‪ :‬اقتةران وصةف نحكةم لةو لةم يكةن عمةة ليةذا الحكةم لكةان‬
‫االقتران نعيدبا‪ 1‬أى ال فائدة منو‪1‬‬
‫ومن أم متيا‪ :‬ترتيب القطع عمى جريمة السرقة الوارد في قولو تعالى‪:‬‬

‫‪(            ‬سورة‬

‫المائدة‪ ،‬اآلية‪ .)38 ،‬فينا لو لم تكن السرقة عمة لمقطع لما قرن الشارع القطع ورتنو عمييا‬
‫فترتينو عمييا دليل عمى أنيا عمة لو‪1‬‬

‫وم ميا‪ :‬قولو تعالى‪        :‬‬

‫‪(  ‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪ .)1 ،‬وىنا أيضاب لو لم يكن الزنا عمة لمجمد لما قرنو الشارع‬

‫نالزنا ورتب الزنا عميو‪1‬‬


‫وم ميا‪ :‬قولو صمى اهلل عميو وسمم‪ " :‬ال يرث القاتل"‪ 1‬فينا لةو لةم يكةن الحرمةان مةن‬
‫اٌرث سننو قتل الوارث لمور و لما رنطو الشارع نو ورتنو عميو‪1‬‬

‫تدريب (‪)4‬‬

‫‪ 16‬ما داللة المنطوق؟‬


‫‪ 16‬اذكر مع التم يل ا نين من أقسام المنطوق‪1‬‬

‫‪ 1.4.1‬القسم الثاني‪ :‬المفهوم‬


‫أ‪ .‬تعريفو‪ :‬داللة المفظ عمى المعنى ال في محل النطق‪1‬‬

‫;‪:‬‬
‫ب‪ .‬شممرح التعريممف‪ :‬مةةن خةةالل ىةةذا التعريةةف يتضةةح لنةةا أن المفيةةوم معنةةاه داللةةة المفةةظ عمةةى‬
‫معنى لم يرد في النطق من خالل العنارة ولم يكن حكماب لممنطوق وال حاالب من أحوالو‪1‬‬
‫ج‪ .‬أقسام المفيوم‪:‬‬
‫المفيوم قسمان ىما‪:‬‬
‫األول‪ :‬مفيوم الموافقة‪:‬‬
‫* تعريفممو‪ :‬ىةةو نةةوت حكةةم المنطةةوق نةةو لممسةةكوت عنةةو الشةةتراكيما فةةي معنةةى جةةامع يةةدرك‬
‫كل عارف نالمغة أن الحكم في المنطوق كان ألجل ىذا المعنى‪1‬‬
‫ال عنةةد كالمنةةا عةةن داللةةة الداللةةة عنةةد الحنفيةةة فيةةي‬
‫وىةةذا القسةةم تقةةدم الكةةالم عنةةو تفصةةي ب‬
‫نعيني ة ة ة ة ة ة ةةا م ة ة ة ة ة ة ةةا يس ة ة ة ة ة ة ةةميو الجمي ة ة ة ة ة ة ةةور ىن ة ة ة ة ة ة ةةا مفي ة ة ة ة ة ة ةةوم الموافق ة ة ة ة ة ة ةةة‪ ،‬فتعريفي ة ة ة ة ة ة ةةا وأم متي ة ة ة ة ة ة ةةا‬
‫ال تختمف عندىم عما ىي ىناك عند الحنفية‪1‬‬
‫الثاني‪ :‬مفيوم المخالفة‪:‬‬
‫* تعريفو‪ :‬داللةة المفةظ عمةى نةوت نقةيض حكةم المنطةوق نةو لممسةكوت عنةو النتفةاء قيةد مةن‬
‫القيود المعتنرة في الحكم‪1‬‬

‫م اليا‪ :‬قولو تعالى‪         :‬‬

‫(سورة النساء‪،‬‬ ‫‪        ‬‬

‫اآلية‪.)15 ،‬‬
‫ىذه اةية دلت نمنطوقيةا وعنارتيةا عمةى حةل الةزواج مةن اٌمةاء المؤمنةات عنةد عةدم‬
‫االستطاعة والقدرة عمى زواج الحرائر‪1‬‬
‫ودلت نمفيوميا المخالف‪ :‬أن مةن اسةتطاع نكةاح الح ارئةر يحةرم عميةو زواج اٌمةاء‬
‫وذلك ألن حل زواج اٌماء قايِّد نقيد ىو‪ :‬اشتراط عدم القدرة عمى زواج الحةرة فة ذا انتفةى ىةذا‬
‫القيد وحصمت االستطاعة صار الزواج محرمبا‪1‬‬
‫وىةذا النةةوع موضةع نةزاع نةين الجميةةور والحنفيةةة‪ 1‬وسةنؤخر الكةةالم عنةو لنتناولةةو قرينةاب‬
‫في نحث مستقل ألىميتو‪1‬‬

‫<‪:‬‬
‫‪ 5.1‬مقارنةة يةيم مههجةي الحهفيةة والمتكلمةيم فةي طةرق داللةةة‬
‫األلفاظ‬
‫مما سنق يتضح لنةا أن الطةرفين متفقةان فةي كةل ىةذه الةدالالت عةدا مفيةوم المخالفةة‬
‫كما سي تي نيانو وتفصيمو قريناب‪ ،‬ويوضح ذلك ما يمي‪:‬‬
‫‪ 16‬أني ةةم متفق ةةون اس ةةماب ومعن ةةى ف ةةي داللت ةةي اٌش ةةارة واالقتض ةةاء حي ةةث اتفقة ةوا ف ةةي التعري ةةف‬
‫واألم مة وجميع تفاصيميا‪1‬‬
‫‪ 16‬أن مةةا يسةةميو الحنفيةةة داللةةة الةةنص‪ ،‬أو داللةةة الداللةةة يسةةميو الجميةةور مفيةةوم المخالفةةة‬
‫فميس ىناك اختالف إال في االسم أما األم مة والمدلول فال خالف فييما‪1‬‬
‫‪ 11‬مةةا يسةةميو الحنفيةةة عنةةارة الةةنص يقانمةةو عنةةد المتكممةةين المنطةةوق الص ةريح وداللةةة اٌيمةةاء‬
‫والتننيو‪1‬‬
‫ونيذا يكون الخةالف الحقيقةي إنمةا ىةو فةي مفيةوم المخالفةة فقةط وىةو مةا سنخصةص‬
‫لو المنحث اةتي نمشيئة اهلل تعالى‪1‬‬

‫‪ .1‬مفهوم المخالفة‬
‫‪ 1.1‬تعريفى‬
‫إن مفيوم المخالفة ىو‪ :‬داللة المفظ عمى نوت نقيض حكم المنطةوق نةو لممسةكوت‬
‫عنو النتفاء قيد من القيود المعتنرة في الحكم)‪1‬‬
‫ومن خالل ىذا التعريف يظير لنا أن مفيةوم المخالفةة معنةاه‪ :‬أن يقيةد الشةارع الحكةم‬
‫نقيد يوجد الحكم نوجوده وينتفي نانتفائو‪1‬‬
‫ومةةن ىن ةةا يتضةةح لن ةةا أن م ةةدار مفيةةوم المخالف ةةة عمةةى ى ةةذه القي ةةود ألنةةو نانتف ةةاء ى ةةذه‬
‫القيود عن المسكوت عنو يكون حكمو عمى نقيض حكم المنطوق نو‪1‬‬

‫‪;6‬‬
‫‪ 1.1‬أقسام المفهوم‬
‫قسم عمماء األصول من المتكممين مفيوم المخالفةة إلةى أقسةام عةدة أوصةميا نعضةيم‬
‫إلى العشرة إال أن أىميا ما يمي‪:‬‬

‫مفيوم‬ ‫مفيوم‬ ‫مفيوم‬ ‫مفيوم‬ ‫مفيوم‬ ‫مفيوم‬


‫المقب‬ ‫الحصر‬ ‫العدد‬ ‫الغاية‬ ‫الشرط‬ ‫الصفة‬

‫األول‪ :‬مفيوم الصفة‪:‬‬


‫داللةة المفةظ المقيةد نوصةف عمةى نقةيض ىةذا الحكةم لممسةكوت عنةو الةذى انتفةى عنةو‬
‫ىذا الوصف‪ ،‬أو معناه‪:‬‬
‫يقيد الشارع الحكم نوصف يوجةد الحكةم نوجةوده وينتفةي نانتفائةو‪ 1‬ولةيس المقصةود‬ ‫أن ّ‬
‫نالصةةفة ىنةةا الصةةفة النحويةةة التةةي نمعنةةى النعةةت فقةةط وانمةةا المقصةةود نيةةا كةةل قيةةد خةةرج عةةن‬
‫القيود التي سنذكرىا الحقبا‪1‬‬
‫األمثمة‪:‬‬

‫‪ 16‬قولةة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةو تعةة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةالى‪         :‬‬

‫‪(         ‬سمممورة النسممماء‪،‬‬

‫اآلية‪.)15 ،‬‬
‫ىةةذه اةيةةة دلةةت نمنطوقيةةا أن المسةةمم إذا لةةم يسةةتطع زواج الح ةرة جةةاز لةةو أن يتةةزوج‬
‫رمة مؤمنة‪1‬‬
‫أر‬

‫‪;6‬‬
‫ودل ة ةةت نمفيومي ة ةةا أنةة ةةو ال يج ة ةةوز لةة ةةو أن يت ة ةةزوج أمةة ةةة أي ة ةةر مؤمنةة ةةة كتاني ة ةةة كانةة ةةت‬
‫أم أيرىا‪ 1‬وذلك ألن الشارع قيد الحكم نيذه الصفة وىي كون األمة مسةممة وىةذا التقييةد يةدل‬
‫عمى أن الحكم يوجد نوجوده وينتفي نانتفائو‪1‬‬
‫‪ 16‬قولةو صةةمى اهلل عميةةو وسةةمم‪ " :‬مممن بمماع نخمممة قممد أ ُِّبممرت فثمرتيمما لمبممائع إال أن يشممترطيا‬
‫المبتاع "‪1‬‬
‫ىذا الحديث يدل نمنطوقو أن النخةل إذا نيةع نعةد التة نير فة ن ال مةار تكةون لمنةائع إذا‬
‫لم يشترط المشترى أن ال مرة لو‪1‬‬
‫ودل نمفيومةةو‪ :‬أني ةةا إذا نيع ةةت قن ةةل التة ة نير ف مرتيةةا لممش ةةترى وى ةةذا الحك ةةم ل ةةم ي ةةذكر‬
‫صراحة في المفظ ولكن لما قيد الشارع الحكم نوصف الت نير دل ذلةك عمةى أنةو متةى مةا وقةع‬
‫الت نير قنل النيع كانت ال مرة لمنائع ومتى ما وقع نعد النيع كانت ال مرة لممشترى‪1‬‬
‫‪ 11‬قولو صمى اهلل عميو وسمم‪ " :‬في صدقة الغنم في سائمتيا إذا كانت أربعين إلى‬
‫عشرين ومائة شاة"‪1‬‬
‫وىةةذا الحةةديث يةةدل نمنطوقةةو عمةةى أن الزكةةاة تجةةب فةةي الغةةنم السةةائمة ودل نمفيوم ةو‬
‫أنيةةا ال تجةةب فةةي المعموفةةة وىةةذا الحكةةم إنمةةا أخةةذ مةةن مفيةةوم الصةةفة التةةي قيةةد الشةةارع الحكةةم‬
‫نيا‪ 1‬وىي السوم فدل ذلك عمى أن الزكاة تجب مع السوم وتنتفي نانتفائو‪1‬‬
‫تدريب (‪)5‬‬

‫ال أن ينكح المحصنات المؤمنات‪111‬‬


‫قال تعالى‪ :‬ومن لم يستطيع منكم طو ب‬
‫اشرح ىذه اةية منينبا مفيوم المخالفة نو‪1‬‬

‫‪;6‬‬
‫أسئمة تقويم ذاتي‬

‫‪ 16‬قارن نين مفيوم الموافقة عند الحنفية والجميور‪1‬‬


‫عرف مفيوم الصفة مع التم يل‪1‬‬‫‪ّ 16‬‬
‫‪ 11‬ما ىي أقسام مفيوم المخالفة عند المتكممين؟‬

‫الثاني‪ :‬الشرط‪:‬‬
‫أن يقيد الشارع الحكةم نشةرط فيةدل ذلةك عمةى عةدم وجةود ىةذا الحكةم عنةد انتفةاء ىةذا‬
‫الشرط‪1‬‬
‫األمثمة‪:‬‬

‫‪ 16‬قولو تعالى‪           :‬‬

‫(سممورة الطممالق‪ ،‬اآليممة‪ ، )6 ،‬ىةةذه اةيةةة دلةةت نمنطوقيةةا عمةةى وجةةوب النفقةةة لمحامةةل المطمقةةة‬
‫ودلةةت نمفيوميةةا عمةةى أن أيةةر الحامةةل ال نفقةةة لي ةةا وذلةةك النتفةةاء الشةةرط الةةذى شةةرط ن ةةو‬
‫الحكم وىو الحمل‪1‬‬

‫‪ .1‬قولو تعالى‪         :‬‬

‫‪(         ‬سورة النساء‪،‬‬

‫اآلية‪)15 ،‬‬
‫ىةةذه اةيةةة دلةةت نمنطوقيةةا عمةةى جةواز الةةزواج مةةن األمةةة إذا لةةم يسةةتطع زواج الح ةرة‪1‬‬
‫ودلةةت نمفيوميةةا أنةةو إذا اسةةتطاع زواج الح ةرة حةةرم عميةةو زواج األمةةة ألن الشةةارع قيةةد الحكةةم‬
‫نيذا الشرط فيوجد الحكم معو وينتفي نانتفائو‪1‬‬
‫الثالث‪ :‬مفيوم الغاية‪:‬‬
‫أن يحدد الشارع الحكم نغاية فيدل ذلك عمى أن ما وراء الغاية حكمو عمى النقيض‪1‬‬

‫‪;1‬‬
‫األمثمة‪:‬‬

‫‪ 16‬قولة ة ة ةةو تعة ة ة ةةالى‪             :‬‬

‫(سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪)131 ،‬‬


‫ىةةذه اةيةةة دلةةت نمنطوقيةةا أن المةرأة المطمقةةة ال ةاب ال تكةةون حةةالالب لمةةزوج م ةرة أخةةر‬
‫إال نعد أ ن تتزوج نغيره م يطمقيا ودلت نمفيوميا أنو إذا تزوجت نغيره م طمقيا حمت لو‪1‬‬

‫‪ 16‬قولة ة ة ة ة ةةو تعة ة ة ة ة ةةالى‪          :‬‬

‫‪(    ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪)187 ،‬‬

‫ى ةةذه اةي ةةة دل ةةت نمنطوقية ةا عم ةةى ح ةةل األك ةةل والش ةةرب والجم ةةاع ف ةةي لي ةةالي رمض ةةان‬
‫لمصائم إلى أاية طموع الفجر‪1‬‬
‫ودلت نمفيوميا أنو إذا طمع الفجر حرم عميو األكل والشرب والجماع‪1‬‬
‫الرابع‪ :‬مفيوم العدد‪:‬‬
‫أن يقيةةد الش ةةارع الحكةةم نع ةةدد فيةةدل ذل ةةك عمةةى أن م ةةا كةةان خ ةةالف ىةةذا الع ةةدد عم ةةى‬
‫نقيض حكم المعدود‪1‬‬
‫األمثمة‪:‬‬

‫‪ 16‬قولو تعالى‪           :‬‬

‫(سورة النور‪ ،‬اآلية‪ ،)1 ،‬ىذه اةية دلت نمنطوقيا عمةى أن حكةم الزانيةة وال ازنةي أنيمةا يجمةدان‬
‫مائة جمدة‪1‬‬
‫ودلت نمفيوميا أن الزيادة عمى المائة ال تجب والنقص عنيا ال يكون حداب‪1‬‬

‫‪ 16‬قول ة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةو تع ة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةالى‪         :‬‬

‫‪(    ‬سممورة النممور‪ ،‬اآليممة‪ )4 ،‬دلةةت ىةةذه اةيةةة نمنطوقيةةا عمةةى أن‬

‫عقونة القاذف مانين جمدة‪1‬‬

‫‪;7‬‬
‫ودلةت نمفيوميةا أن الزيةةادة عمةى ال مةةانين ال تجةب وأن مةةا ىةو أنقةةص منيةا ال يكةةون‬
‫حداب وال يسقط العقونة‪1‬‬
‫نشاط‬
‫من خالل قراءتك لمقرمن الكريم والسنة الننوية اذكر ال ة أم مة من‬
‫مفيوم العدد مع الشرح م اعرض ما كتنت عمى مشرفك األكاديمي مع‬
‫مناقشة زمالئك‪1‬‬

‫الخامس‪ :‬مفيوم الحصر‪:‬‬


‫أن يحصر الشارع الحكم في شيء فيدل ذلك عمى أن ما خرج عنو عمى خالف ذلك‪1‬‬
‫األمثمة‪:‬‬
‫‪ 16‬قولو صمى اهلل عميو وسمم‪ " :‬إنما األعمال بالنيات‪ ،‬وانما لكل امرئ ما نوى "‪1‬‬
‫دل ىةةذا الحةةديث نمنطوقةةو عمةةى أن ةواب جميةةع األعمةةال وقنوليةةا مةةداره عمةةى النيةةة‪1‬‬
‫ودل نمفيومو أن ال قنول وال واب من أير نية‪1‬‬

‫‪ 16‬قولو تعالى‪(         :‬سورة محمد‪ ،‬اآلية‪)19 ،‬‬

‫يدل نمفيومو أن اٌلو الحق ىو اهلل جل وعال‪ 1‬ودل نمفيومو أن ما عداه ناطل‪1‬‬
‫السادس‪ :‬مفيوم المقب‪:‬‬
‫أن يقيد الشارع الحكم نمقب فيدل ذلك عمى انتفاء الحكم عما عداه‪1‬‬
‫والمقصةةود نالمقةةب ىنةةا‪ :‬المفةةظ الجامةةد الةةذى ورد فةةي الةةنص اسةةمبا وعمم ةبا عمةةى الةةذات المسةةند‬
‫إلييا الحكم المذكور‪1‬‬
‫األم مة‪:‬‬
‫‪ 16‬قولو صمى اهلل عميو وسمم‪ " :‬في سائمة الغنم في كل أربعين شاة شاة "‪1‬‬
‫يدل نمنطوقو عمى وجوب الزكاة في الغنم ولكةن ىةل يةدل نمفيومةو أن أيةر الغةنم ال‬
‫زكاة فييا ؟‬

‫‪;8‬‬
‫‪ 16‬وم مو أيضاب قوليم‪" :‬في الن ُِّّر صدقة"‪1‬‬
‫ية ة ةةدل نمنطوقة ة ةةو عم ة ة ةةى وجة ة ةةوب الزك ة ة ةةاة فة ة ةةي الن ة ة ةةر ولكة ة ةةن ى ة ة ةةل ية ة ةةدل نمفيوم ة ة ةةو أن‬
‫ال زكاة في أيره ؟‬
‫ىةةذا النةةوع األخيةةر مةةن المفةةاىيم أجمةةع العممةةاء القةةائمون نحجيةةة المفيةةوم عمةةى عةةدم‬
‫االحتجاج نو وىذا ما سي تي تفصيمو قريناب نمشيئة اهلل تعالى‪1‬‬

‫مذاىب العمماء في حجية مفيوم المخالفة‬

‫جميور األحناف أنو ليس بحجة‬ ‫مذىب جميور األصوليين‬


‫في النصوص الشرعية‬ ‫أنو حجة في النصوص‬
‫الشرعية‪.‬‬

‫‪ 3.1‬مذايب العلماء في حجية مفهوم المخالفة‬


‫تحرير محل النةزاع في ىذا الموضوع فنقول‪:‬‬
‫‪ ‬ال خةةالف نةةين العممةةاء فةةي أن مفيةةوم المقةةب الةةذى تقةةدم ذك ةره لةةيس نحجةةة س ةواء‬
‫أكةةان ذلةةك فةةي نصةةوص الشةةرع أم فةةي أق ةوال العممةةاء وعنةةاراتيم وكتةةنيم أم فةةي‬
‫عقود الناس وتصرفاتيم‪1‬‬
‫‪ ‬كمةا أنيةةم اتفقةوا أيضةبا عمةةى أن جميةع المفةةاىيم المتقدمةةة ‪ -‬عةةدا مفيةةوم المقةةب ‪-‬‬
‫حجة في أير النصوص الشرعية من كتةاب وسةنة فيةي عنةدىم حجةة فةي أقةوال‬
‫الناس وتصرفاتيم وعقودىم‪1‬‬
‫فمة ة الب إذا ق ةةال واق ةةف وقف ةةت أرض ةةي الفالني ةةة عم ةةى الط ةةالب الفقة ةراء دل ى ةةذا المف ةةظ‬
‫نمنطوقةو عمةى أن ريةةع ىةذا الوقةف لمطةةالب الفقةراء ودل نمفيومةو أن الطةةالب أيةر الفقةراء ال‬
‫حق ليم في ىذه األرض‪1‬‬

‫‪;9‬‬
‫‪ ‬وأمةا الصةورة التةي وقةةع فييةا الخةالف نيةةنيم فيةي حجيةة مفيةةوم المخالفةة ‪ -‬عةدا مفيةةوم‬
‫المقب ‪ -‬في النصوص الشرعية خاصة‪ ،‬وىذه مذاىنيم وأدلتيا ن يجاز‪1‬‬
‫أ‪ .‬المذيب األول‬
‫ذى ةةب جمي ةةور األصة ةةوليين م ةةن المالكيةةةة والش ةةافعية إلة ةةى أن مفي ةةوم المخالفةةةة حج ةةة ويجةةةب‬
‫المصير إليو عند عدم وجود منطوق مخالف‪1‬‬

‫أدلتيم‪:‬‬
‫استدل الجميور عمى مذىنيم ىذا نعدة أدلة أىميا‪:‬‬
‫‪ 16‬أن المتنةةادر إلةةى الفيةةم مةةن أسةةاليب العةةرب أنيةةم إذا قيةةدوا عنةةاراتيم وألفةةاظيم التةةي تفيةةد‬
‫حكماب نقيود معينة إن الحكةم يوجةد مةع وجةود ىةذه القيةود وينتفةي نانتفائيةا وىةذا ىةو نعينةو‬
‫مفيوم المخالفة‪1‬‬
‫يدل عمى ذلك عمل الصحانة كما حصل لعمر في حضرة النني صمى اهلل عميو‬
‫وسمم وذلك عندما س ل صمى اهلل عميو وسمم‪" :‬لماذا نقصر الصالة في السفر من أير‬

‫خوف من فتنة الكفار" أخذاب نمفيوم قولو تعالى‪      :‬‬

‫‪            ‬‬

‫(سورة النساء‪ ،‬اآلية‪ 1)111 ،‬فقال لو النني صمى اهلل عميو وسمم‪ " :‬صدقة تصدق اهلل بيا‬
‫عميكم فاقبموا صدقتو"‪1‬‬
‫ويالحةةظ ىنةةا أن الننةةي صةةمى اهلل عميةةو وسةةمم لةةم ينكةةر عميةةو اسةةتنناطو وفيمةةو ولكنةةو‬
‫نة ّةين لةةو أن المفيةةوم ىنةةا لةةيس م ةرادبا وأنةةو معةةارض نمنطةةوق وىةةو‪ :‬كةةون قصةةر الصةةالة فةةي‬
‫السفر من أير خوف فتنة‪ 1‬رخصة تفضل اهلل نيا عمى عناده‪1‬‬
‫‪ 16‬إن القيةود التةي تةرد فةي النصةةوص ال نةد ليةا مةن فائةدة واال كةةان ذكرىةا وتقييةد الحكةم نيةةا‬
‫لغ ةواب والشةةارع تنة ةزه عةةن المغةةو والعنةةث فةةال نةةد ليةةا إذن مةةن فائةةدة وأظيةةر مةةا يتنةةادر إلةةى‬

‫‪;:‬‬
‫الةةذىن مةةن فائةةدة ألى عةةارف نالمغةةة العرنيةةة وأسةةالينيا ىةةي أن تكةةون الحكمةةة مةةن ذلةةك‬
‫تخصيص الحكم نما وجد فيو ىذه القيود‪1‬‬
‫والتخصيص يقتضي نفي الحكةم عمةا لةم توجةد فيةو مةن ىةذه القيةود وال فةرق فةي ذلةك‬
‫نين النص الشرعي‪ ،‬وأيره من عنارات الناس‪1‬‬
‫ب‪ .‬المذيب الثاني‬
‫ذىب جميور الحنفية إلى أن مفيوم الموافقة ليس نحجة في النصوص الشرعية مطمقاب ‪1‬‬

‫* أدلتيم‪:‬‬
‫استدل الحنفية عمى مذىنيم ىذا نعدة أدلة أىميا‪:‬‬
‫‪ 16‬أن العم ةةل نمفي ةةوم المخالف ةةة ل ةةيس مض ةةطرداب دائمة ةاب ف ةةي األس ةةاليب العرني ةةة فك ية ة ابر م ةةا ت ةةرد‬
‫النصوص المفيدة لممعاني عندىم مقيدة نم ةل مةا ذكةر مةن قيةود ويتةردد السةامع فةي حكةم‬
‫مةةا انتفةةى عنةةو القيةةد‪ ،‬ويس ة ل المةةتكمم عةةن الحكةةم نعةةد انتفةةاء القيةةد‪ ،‬وقةةالوا م ةةاالب لةةذلك‪ :‬لةةو‬
‫قال شخص ةخر‪ :‬إذا س لك عمةر الصةناح فةاقض لةو حاجتةو‪ 1‬ال ينكةر عمةى السةامع لةو‬
‫قةةال لممةةتكمم مسةةتفيمبا‪ :‬وان جةةاءني مسةةا بء ؟ ونيةةذا تكةةون الداللةةة عمةةى نفةةي الحكةةم حيةةث‬
‫ينتفي القيد أير مقطوع نيا‪ 1‬واذا كانت أير مقطوع نيةا فةال يكةون الةنص الشةرعي حجةة‬
‫عميو‪ ،‬ألن النصوص الشرعية يجب االحتيةاط فةي االحتجةاج نيةا فةال يكةون الةنص حجةة‬
‫لمجرد االحتمال‪1‬‬
‫‪ 16‬إن ك ي ة بار مةةن النصةةوص الشةةرعية التةةي دلةةت عمةةى أحكةةام ش ةرعية مقيةةدة نيةةذه القيةةود لةةم‬
‫ينتف الحكم فييا نانتفاء ىذه القيود نل ظل موجودبا مةع انتفةاء القيةد وفةي ىةذا داللةة قويةة‬
‫ن ن مفيوم المخالفة ليس نحجة‪1‬‬
‫ومن أمثمة ذلك‪ :‬مس لة قصر الصالة في السفر مع األمن من فتنة األعداء المتقدمة‪،‬‬

‫جل وعال يقول‪ :‬‬


‫وحرمة الزواج من الرنينة حتى ولو لم تكن في حجر الزوج مع أن اهلل ّ‬

‫‪         ‬‬

‫;;‬
‫(سورة النساء‪ ،‬اآلية‪ )13 ،‬وعميو ف ن االحتياط في فيم النصوص الشرعية وأخذ األحكام يوجب‬
‫أن ال يحتج نمفيوم المخالفة الذى مقتضاه نفي الحكم عند انتفاء القيد‪1‬‬
‫‪ 11‬ومما يدل عمى عدم صحة االحتجاج نالمفيوم ن ن الحكم الم خوذ من داللة المفيوم أحياناب‬
‫ي تي نعده نص صريح يدل نمنطوقو عمى انتفاء الحكم مع انتفاء القيد فمو كان المفيوم وحده‬
‫كافياب في الداللة عمى ذلك لما احتجنا إلى منطوق ينين انتفاء الحكم النتفاء القيد‪ 1‬ومن ذلك‬

‫م الب قولو تعالى‪         :‬‬

‫‪(  ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪ )13 ،‬ىذا النص جاء نعده مناشرة قولو تعالى‪   :‬‬

‫‪(       ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪ )13 ،‬فمو كان مجرد‬

‫القيد كافيبا في نفي الحكم عما عداه لما احتجنا إلى نص ينين لنا حل الزواج من الننت‬
‫عند عدم الدخول ن ميا نل يؤخذ ذلك من المفيوم مناشرة‪1‬‬

‫وم مو أيضبا قولو تعالى‪(       :‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪1)111 ،‬‬

‫ىذا النص دل نمفيومو إذا تطيرن صح قرنانين ولكن مع ذلك نص الشارع عمى ىذا‬
‫الحكم عن طريق المنطوق فقال جل وعال‪:‬‬

‫‪         ‬مما يدل أن المفيوم وحده ليس‬

‫نمفيد ليذا الحكم (سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪1)111 ،‬‬


‫أسئمة تقويم ذاتي‬

‫أ‪ .‬أجب بال أو نعم‪:‬‬


‫)‪1‬‬ ‫‪ 16‬قال الحنفية‪ :‬أن مفيوم الموافقة حجة‬
‫)‪1‬‬ ‫‪ 16‬صالة القصر مرتنطة نالخوف من األعداء‬
‫)‪1‬‬ ‫‪ 11‬تحرم عمى الرجل ننت زوجتو ولو لم تكن في حجره‬
‫ب‪ 1‬اشرح أسناب اعتماد جميور المتكممين حجية مفيوم المخالفة‪1‬‬

‫<;‬
‫‪ 1.3.1‬مهاقشة أدلة الطرفيم‬
‫مةن خةةالل مةةا سةنق يتنةةين لنةةا أن الطةرفين اختمفةةت مراؤىةةم فةي ىةةذه المسة لة وأن لكةةل‬
‫دليمو وحجتو‪1‬‬
‫وممةةا تقةةدم مةةن أدلةةة الجميةةور ظيةةر لنةةا أنيةةم اسةةتدلوا عمةةى مةةذىنيم ناسةةتعمال أىةةل‬
‫المغةةة لةةو‪ ،‬وأن المفيةةوم أسةةموب مةةن أسةةالينيم إال أننةةا الحظنةةا أن الحنفيةةة اعترض ةوا عمةةى مةةا‬
‫ذكره الجميور ننقول أروا أنيا تضعف ما ذكروه‪ ،‬إال أننا إذا أمعنةا النظةر فةي مةا اسةتندوا إليةو‬
‫من أدلة نجدىا كميا خارجة عن محل النةزاع وذلك لآلتي‪1‬‬
‫أوالً‪ :‬فيمةا يتعمةق نةدليميم األول ف نةةو يتعمةق نصةورة مةن صةةور المفيةوم احتةرز عنيةا الجميةةور‬
‫كما سي تي في شروطيم التي اشترطوىا لالحتجاج نالمفيوم وىي أال يكةون لمقيةد فائةدة أخةر‬
‫سو انتفاء الحكم نانتفائو‪1‬‬
‫ثانيماً‪ :‬نالنسةةنة لةةدليميم ال ةةاني وىةةو االعت ةراض نموضةةوع قصةةر الصةةالة فةةي السةةفر مةةع انتفةةاء‬
‫القيد الذى قيدت نو اةية وىو خةوف فتنةة الكفةار فيةذا الحكةم لةم يعمةل نةو ألن المفيةوم الةذى‬
‫أ نتو عارضو منطوقو وىو قولو صمى اهلل عميةو وسةمم‪ " :‬تممك صمدقة تصمدق اهلل بيما عمميكم‬
‫فاقبموا من اهلل صدقتو"‪1‬‬
‫فين ةةا الش ةةارع نفس ةةو ى ةةو ال ةةذى ن ةةين أن المفي ةةوم أي ةةر مة ةراد وى ةةذا ش ةةرط م ةةن ش ةةروط‬
‫االحتجاج نالمفيوم عند الجميور كما سي تي‪1‬‬
‫وأمةا مسة لة حرمةةة الةةزواج مةةن الرنينةةة سةواء أكانةت فةةي حجةةر الةةزوج أم لةةم تكةةن فيةةذا‬
‫أيضاب مما احترز منو الجميور وجعموه مانعاب من االحتجاج نةالمفيوم‪ ،‬وىةو أن ال يكةون القيةد‬
‫‪<6‬‬
‫خةرج مخةةرج الغالةةب‪ 1‬ففةةي ىةةذا الم ةةال خةةرج القيةد مخةةرج الغالةةب ألن معظةةم الرنائةةب يكةةن فةةي‬
‫حجر األزواج‪1‬‬
‫ثالثممماً‪ :‬أم ةةا اس ةةتد الليم نالنص ةةوص الت ةةي ك ةةررت حك ةةم المفي ةةوم وق ةةوليم ن ني ةةا ت ةةدل عم ةةى ع ةةدم‬
‫اعتن ة ة ة ة ة ة ةةاره لوح ة ة ة ة ة ة ةةده حج ة ة ة ة ة ة ةةة إذ ل ة ة ة ة ة ة ةةو ك ة ة ة ة ة ة ةةان ك ة ة ة ة ة ة ةةذلك لم ة ة ة ة ة ة ةةا احت ة ة ة ة ة ة ةةاج إل ة ة ة ة ة ة ةةى منط ة ة ة ة ة ة ةةوق‬
‫يؤيةةده‪ 1‬فيةةذا رد عميةةو الجميةةور ن ة ن ىةةذا مةةن قنةةل تعضةةيد الةةدليل وت كيةةد‪ ،‬والت كيةةد والتعضةةيد‬
‫لمدليل ال يعني عدم صحة الدليل المعضد‪1‬‬

‫‪ 3.3.1‬القول الراجح في يذا الموضوع‬


‫مما سنق يتضح لنا أن ما ذىب إليو الجميور ىو األرجح واألصوب عمةى مةا قةدمنا‬
‫من أدلة قوية وما رددنا نو عمى أدلة خصوميم‪1‬‬

‫‪ 4.3.1‬شروط االحتجاج يالمفهوم‬


‫اشترط الجميور لالحتجاج نمفيوم المخالفة شةروطبا قةالوا ال يكةون المفيةوم حجةة إال‬
‫نيا‪ ،‬وقةد أشةرنا إلةى نعضةيا حةين مناقشةتنا ألدلةة الحنفيةة‪ ،‬وىةي جميةا احتةراز عمةا ذىةب إليةو‬
‫الحنفية من اعتراضات‪ 1‬وأىم ىذه الشروط‪:‬‬
‫الشممرط األول‪ :‬إذا لةةم يعةةارض المنطةةوق المفيةةوم ف ة ذا خالفةةو قةةدم المنطةةوق عميةةو ألنةةو أقةةو‬
‫داللة منو‪1‬‬
‫وم ةةال ذلةةك‪ :‬مةةا مةةر مةةن ج ةواز قصةةر الصةةالة فةةي السةةفر مةةن أيةةر خةةوف مةةن فتنةةة‬
‫الكفار مع أن الحكم مقيد نيةا فينةا لةم يعمةل نةالمفيوم ألنةو عارضةو منطةوق وىةو قولةو صةمى‬
‫اهلل عميو وسمم لعمر ‪" :‬تمك صدقة تصدق اهلل بيا عميكم"‪1‬‬
‫الشممرط الثمماني‪ :‬أن ال يكةةون القيةةد فةةي المنطةةوق خةةرج مخةةرج الغالةةب وقةةد مةةر معنةةا ذلةةك فةةي‬
‫ورُك ْم } حيث قمنا أن التقييد لمرنينةة لكونيةا فةي الحجةر‬‫الالتي ِفي ُح ُج ِ‬
‫قولو تعالى‪ { :‬ورب ِائب ُكم ِ‬
‫َ ََ ُ ْ‬
‫ال يدل عمى أن المفيوم مراد ألن اةية تحكي عن الغالةب‪ ،‬إذ أالةب الرنائةب يكةن فةي حجةر‬
‫أزواج أمياتين‪1‬‬

‫‪<6‬‬
‫وم مةةو مةةا ذىةةب إليةةو المالكيةةة مةةن عةةدم اعتنةةار شةةرط السةةوم فةةي زكةةاة األنعةةام مةةع أن‬
‫وجوب الزكاة فييا جاء مقيداب نيذا القيد كما مر قريناب‪1‬‬
‫فين ةةا التقيية ةةد نالسة ةةوم أيض ة ةبا خة ةةرج مخ ةةرج الغالة ةةب ألن أالة ةةب األنعة ةةام تكة ةةون سة ةةائمة‬
‫والمعموفة قميمة‪1‬‬

‫الشرط الثالث‪:‬‬
‫أن تقترن نالمفظ قرينة تدل عمى أن المفيوم أير مراد كما في قولو تعالى‪   :‬‬

‫‪(       ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪1)131 ،‬‬

‫اعفَ ًة} ف نو حكاية‬


‫ض َ‬‫َض َعافًا ُم َ‬
‫فالرنا حرام سواء أكان مركناب أو كان نسيطاب أما ذكر ىذا القيد‪{ :‬أ ْ‬
‫عن أالب أحوال الرنا والمرانين ف نيم ي كمون أضعافاب مضاعفة وانما قصد نيذا التفخيم والتعظيم‬
‫من ش ن الرنا‪1‬‬
‫الشممرط الرابممع‪ :‬أن ال يكةةون لمقيةةد فائةةدة سةةو الداللةةة عمةةى المفيةةوم ف ة ذا كةةان لةةو فائةةدة أخةةر‬
‫أن تُ ِح ّمد َعمَمى‬
‫مرَة تُ ْمؤ ِم ُن بماهلل َوا ْل َي ْموِم اآل ِخ ِمر ْ‬
‫الم َأ‬ ‫ِ‬
‫مرادة لم يعمل نالمفيوم وم الو قولةو " الَ َيح ّل ْ‬
‫ق ثَالَ ِث لَ َيال إالّ َعمَى َز ْو ِج "‪1‬‬
‫َم ّيت فَ ْو َ‬
‫فين ةةا ل ةةيس المقص ةةود نف ةةي اٌيم ةةان نس ةةنب الح ةةداد عم ةةى أي ةةر ال ةةزوج ف ةةوق ال ةةة أي ةةام وانم ةةا‬
‫المقصود الزجر والتقريع‪ 1‬وىناك شروط أخر وما ذكر ىنا أىميا‪1‬‬
‫تدريب (‪)6‬‬

‫ماذا فعل جميور المتكممين لكي ال يقعوا في اعتراضات الحنفية عمى‬


‫دليل المفيوم نالمخالفة؟‬

‫‪<6‬‬
‫الخالصة‬
‫عزيزي المدارس‪ ،‬لقةد وقفةت فةي ىةذه الوحةدة عمةى طةرق داللةة األلفةاظ وفائةدتيا عمةى‬
‫تقرير األحكام‪1‬‬
‫ويقسةةم األحنةةاف طةةرق داللةةة األلفةةاظ‪ :‬إلةةى داللةةة العنةةارة‪ ،‬وداللةةة اٌشةةارة‪ ،‬وداللةةة الداللةةة‪،‬‬
‫وداللة االقتضاء‪ ،‬ولكل واحدة من ىذه األقسام تعريف خاص وأم مة نيا‪1‬‬
‫أمةا الجميةور المالكيةةة والشةافعية والحنانمةة فقةةد قسةموا طةةرق داللةة األلفةاظ إلةةى قسةمين فقةةط‬
‫ىما‪:‬‬
‫داللة المنطوق‪ :‬وىو المعنى الذى دل عميو المفظ محل النطق ‪1‬‬
‫داللة المفيوم‪ :‬وىو داللة المفظ ال محل ليا في محل النطق‪1‬‬
‫وداللةةة المفي ةةوم تنقس ةةم إلةةى قس ةةمين ىم ةةا‪ :‬مفيةةوم الموافق ةةة‪ ،‬ومفي ةةوم المخالفةةة‪ ،‬م ةةال‪ :‬نك ةةاح‬
‫اٌم ةةاء كم ةةا ج ةةاء ف ةةي القة ةرمن عن ةةد ع ةةدم الق ةةدرة عم ةةى نك ةةاح األحة ةرار لقول ةةو تع ةةالى‪ :‬وم ةةن ل ةةم‬
‫يستطيع منكم طوالب أن ينكح المحصنات)‪1‬‬
‫ومفيةةوم المخالفةةة أن مةةن يسةةتطع أن يةةنكح الح ارئةةر يحةةرم عميةةو زواج اٌمةةاء ومفيةةوم الغايةةة‬
‫ومفيوم العدد‪1‬‬
‫ونالمقارنة نين المذاىب تجد أن مذىب الجميور ىو الراجح‪1‬‬

‫‪<1‬‬
‫لمحة مسبقة عم الوحدة التالية‬
‫تتناول الوحدة التالية داللة األلفةاظ نةين الوضةوح واٌنيةام وىةي تعةد مةن أىةم األقسةام‬
‫التةي يتناوليةا عمةم أصةول الفقةو‪ :‬حيةث د ارسةة األلفةاظ مةن النصةوص "القةرمن والسةنة" لموقةةوف‬
‫عمى المنيم والمجمل‪ ،‬والظاىر والنص والنيان والت ويل وأقسامو‪1‬‬
‫وفي ىذه الوحدة نيان مةذىب الحنفيةة فةي تقسةيم األلفةاظ الةذى يخةالف مةذىب الجميةور‪ ،‬مةع‬
‫أم م ةةة م ةةن العن ةةادات م ةةل الص ةةالة والزك ةةاة الت ةةي ج ةةاءت ني ةةا ألف ةةاظ نعض ةةيا واض ةةحة الدالل ةةة‬
‫ونعض ةةيا مة ةنيم الدالل ةةة‪ 1‬ك ةةل ذل ةةك يجع ةةل الوق ةةوف عم ةةى دالل ةةة األلف ةةاظ م ةةن حي ةةث الوض ةةوح‬
‫واٌنيام من المناحث الميمة في ىذه الوحدة‪1‬‬

‫‪<7‬‬
‫إجايات التدريبات‬
‫تدريب (‪)1‬‬
‫‪ 16‬داللة المفظ عمى المعنى المتنادر فيمو من السياق‪1‬‬
‫‪ 16‬مةةا سةةنق لةةو الكةةالم أصةةالة ىةةو المعنةةى الةةذى ورد نةةالنص ناٌضةةافة إلةةى نيةةان‬
‫حكمو‪1‬‬
‫ما سنق لو الكالم تنعاب ىو المعنى الةذى يتنةادر فيمةو مةن سةياق المفةظ ال أصةالة نةل‬
‫عن طريق معنى مخر يؤخذ من المفظ عن طريق المزوم والتنع‪1‬‬
‫م ةةال السةةياق أصةةالة التفريةةق نةةين النيةةع والرنةةا مةةن الم ة خوذ مةةن قولةةو تعةةالى وأحةةل اهلل النيةةع‬
‫وحرم الرنا) وم ال لمسياق تنعبا حل النيع وحرمة الرنا الم خوذ من اةية نفسيا‪1‬‬
‫تدريب (‪)1‬‬
‫تا ُّ‬
‫عد أقل رتنة من داللة العنارة ألن داللة العنارة تؤخذ من العنةارة مناشةرة نينمةا داللةة اٌشةارة‬
‫تؤخذ من معنى الزم لمعنارة‪1‬‬
‫تدريب (‪)3‬‬
‫داللة الداللة‪ :‬داللة المفظ عمى نوت حكم المنطوق لو لممسةكوت عنةو نينمةا داللةة االقتضةاء‬
‫ىي داللة المفظ عمى معنى خارجي يتوقف عمى تقديره صدق الكالم أو صحتو‪1‬‬
‫تدريب (‪)4‬‬
‫‪ 16‬ىو المعنى الذى دل عميو المفظ في محل النطق‪1‬‬
‫‪ 16‬المنطوق الصريح كقولو تعالى‪ :‬وأحل اهلل النيع وحرم الرنا)‪1‬‬
‫‪ 11‬المنطوق أير الصريح وىو أقسام داللة اٌشارة وداللة اٌيماء وداللة االقتضاء‪1‬‬
‫م ال لإليماء‪ :‬قولو تعالى‪" :‬والسارق والسارقة فاقطعوا أيدييما‪1"111111111‬‬

‫‪<8‬‬
‫تدريب (‪)5‬‬
‫فةةي اةيةةة دليةةل نمنطوقيةةا وعنارتيةةا عمةةى حةةل نكةةاح اٌمةةاء المؤمنةةات عنةةد عةةدم االسةةتطاعة‬
‫والقدرة عمى الزواج من الحرائر ومنيا أيضبا مفيةوم المخالفةة أن مةن لةو قةدرة واسةتطاعة عمةى‬
‫نكاح الحرائر‪ ،‬ال يحل لو الزواج ناٌماء‪1‬‬
‫تدريب (‪)6‬‬
‫ذكةر جميةةور العممةاء مةةن المتكممةين أن مفيةةوم المخالفةة حجةةة شةرعية ولكةةن ال نةد مةةن وجةةود‬
‫شروط أرنعة حتى يتم االعتماد عميو كحجة شرعية‪1‬‬

‫‪<9‬‬
‫مسرد المصطحات‬
‫‪ ‬داللة العبارة‪:‬‬
‫ىي الداللة المتنادر فيميا من السياق‪1‬‬
‫‪ ‬داللة اإلشارة‪( :‬إشارة النص)‬
‫ىي الداللة عمى المفظ أير مقصود ولكنو الزم لمحكم الذى سنق لو النص‪1‬‬
‫‪ ‬داللة الداللة‪:‬‬
‫ىي داللة المفظ عمى نوت حكم المنطوق نو لمسكوت عنو‪1‬‬
‫‪ ‬داللة االقتضاء‪( :‬اقتضاء النص)‬
‫ىةةي داللةةة المفةةظ عمةةى معنةةى خةةارجي يتوقةةف عمةةى تقةةديره صةةدق الكةةالم أو صةةحتو‬
‫ال‪1‬‬
‫شرعبا أو عق ب‬
‫‪ ‬المنطوق‪:‬‬
‫ىو المعنى الذى دل عميو المفظ في محل النطق‪1‬‬
‫‪ ‬المفيوم‪:‬‬
‫ىو داللة المفظ عمى المعنى ال في محل النطق‪1‬‬

‫‪<:‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫أوالً‪ :‬المصادر‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬المراجع الفقهية‬
‫‪ 16‬أديب‪ ،‬صالح‪ ،‬محمد‪ ،‬تفسير النصوص في الفقو اإلسالمي‪ ،‬المكتب اٌسالمي‪ ،‬ط‪،6‬‬
‫‪6<;7‬م‪1‬‬
‫‪ 16‬اةمدى‪ ،‬عمي‪ ،‬نن أني عمي‪ ،‬األحكام في أصول اإلحكام‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬نيروت‪:‬‬
‫لننان‪6<;6 ،‬م‪1‬‬
‫‪ 11‬نن الحاجب‪ ،‬جمال الدين‪ ،‬مختصر ابن الحاجب مطبوع مع شرحو لمعضد‪ ،‬دار‬
‫الكتب العممية‪ ،‬نيروت‪6<;1 :‬م‪1‬‬
‫‪ 17‬خالف‪ ،‬عند الوىاب‪ ،‬أصول الفقو‪ ،‬دار العمم‪ ،‬نيروت‪ :‬ط‪6<9; ،66‬م‪1‬‬
‫‪ 18‬السرخسي‪ ،‬أسيل‪ ،‬محمد‪ ،‬نن احمد‪ ،‬أصول السرخسي‪ ،‬تحقيق أنو الوفاء األفغاني‪،‬‬
‫دار المعرفة لمطناعة والنشر‪ ،‬نيروت‪6<:1 :‬م‪1‬‬
‫‪ 19‬الشوكاني‪ ،‬محمد‪ ،‬عمي‪ ،‬إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من عمم األصول‪ ،‬دار‬
‫المعرفة‪ ،‬نيروت‪6<:< :‬م‪1‬‬
‫‪ 1:‬الطنرى‪ ،‬محمد‪ ،‬نن جرير‪،‬جامع البيان‪( ،‬تفسير الطبري)‪ ،‬مطنعة نوالق‪ ،‬مصر‪:‬‬
‫<‪616‬ىة‪1‬‬
‫;‪ 1‬النيسانورى‪ ،‬مسمم‪ ،‬نن الحجاج‪ ،‬صحيح مسمم مع شرح النووي‪ ،‬المطنعة المصرية‬
‫ومكتنيا‪ ،‬ندون تاريخ نشر‪1‬‬
‫<‪ 1‬اليزددى‪ ،‬عند العزيز‪ ،‬نن احمد‪ ،‬كشف األسرار عن أصول فخر اإلسالم‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العرني‪ ،‬نيروت‪61<7 :‬ىة‪1‬‬

‫;<‬
‫الوحدة الخامسة‬
‫النسخ والتعارض‬
‫والترجيح‬
‫محتويات الوحدة‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪612‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪414‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪415‬‬ ‫أهداؼ الوحدة‬
‫‪416‬‬ ‫‪ .1‬النسخ وداللتو عمى األحكام‬
‫‪416‬‬ ‫‪ 1.1‬تعريؼ النسخ لغة واصطالحاً‬
‫‪442‬‬ ‫‪ 4.1‬الحكمة مف النسخ‬
‫‪444‬‬ ‫‪ 1.1‬حكـ النسخ‬
‫‪444‬‬ ‫‪ 2.1‬األدلة الدالة عمى وقوع النسخ‬
‫‪442‬‬ ‫‪ 3.1‬أقساـ النسخ‬
‫‪412‬‬ ‫‪ .6‬التعارض‬
‫‪412‬‬ ‫‪ 1.4‬تعريؼ التعارض لغة واصطالحاً‬
‫‪415‬‬ ‫‪ 4.4‬شروط التعارض‬
‫‪416‬‬ ‫‪ 1.4‬محؿ التعارض‬
‫‪416‬‬ ‫‪ 2.4‬حكـ التعارض‬
‫‪417‬‬ ‫‪ 3.4‬طرؽ إزالة التعارض‬
‫‪417‬‬ ‫‪ 4.4‬مسالؾ العمماء إلزالة التعارض‬
‫‪424‬‬ ‫‪ .3‬الترجيح‬
‫‪424‬‬ ‫‪ 1.1‬تعريؼ الترجيح لغة واصطالحاً‬
‫‪424‬‬ ‫‪ 4.1‬أقساـ الترجيح‬
‫‪431‬‬ ‫الخالصة‬
‫‪434‬‬ ‫لمحة مسبقة عن الوحدة التالية‬

‫‪412‬‬
‫‪431‬‬ ‫إجابات التدريبات‬
‫‪433‬‬ ‫مسرد المصطمحات‬
‫‪434‬‬ ‫المصادر والمراجع‬

‫‪413‬‬
‫مقدمة‬
‫تمهيد‬
‫عزيزي الدارس‪،‬‬
‫مرحبػاً بػػؾ ػػو الوحػدة ال امسػػة التػػو تتنػاوؿ النسػػخ ود لتػ ووقوعػ ‪ ،‬والػػدليؿ مػػف ال ػػرف‬
‫والسنة عمػى وقػوع النسػخ وسػتجد ػو هػحد الوحػدة أنػواع وأقسػاـ النسػخ وهػؿ النسػخ هػو إيجػاد‬
‫ب ػػدؿ؟ وه ػػؿ يك ػػوف هن ػػاؾ ت ػػدر ػػو النس ػػخ أـ ؟ وس ػػتتعرؼ ػػو ه ػػحد الوح ػػدة ك ػػحلؾ عم ػػى‬
‫التعارض والترجيح‪.‬‬
‫وس ػػتجد ػػو ه ػػحد الوح ػػدة كي ػػؼ تزي ػػؿ التع ػػارض ب ػػيف نص ػػيف أح ػػدهما يب ػػيح أمػ ػ اًر و ػػر‬
‫يحرم ‪.‬‬
‫و و هحد الوحدة أقواؿ مدرسة الحنفية ومدرسة الجمهور و إزالة التعارض‪.‬‬
‫ولكو تصؿ إلى هـ الوحدة زودنا الوحدة بأسئمة ت ػويـ حاتػو وتػدريبان ونشػاطان نتمنػى‬
‫أف ت وـ بحمها وعرضها عمى مشر ؾ األكاديمو‪ ،‬ونرجو كحلؾ أف ت ػؼ عمػى بعػض الم ارجػ‬
‫التو جعمناها لؾ‪.‬‬
‫ونتمنى لؾ التو يؽ‪.‬‬

‫‪414‬‬
‫أهداف الوحدة‬
‫عزيزي الدارس‪ ،‬بعد فراغك من دراسة ىذه الوحدة يجب أن تكبون‬
‫قادراً عمى أن‪:‬‬
‫‪ ‬توضِّح معنى النسخ لغة واصطالحاً والحكمة من ‪.‬‬
‫‪ ‬تُدلل عمى وجود النسخ مف ال رف والسنة‪.‬‬
‫بين أقساـ النسخ ومراتب ودرجات ‪.‬‬
‫‪ ‬تُ ِّ‬
‫‪ ‬تشرح معنى التعارض وحكـ التعارض وكيفية إزالة التعارض‪.‬‬
‫‪ ‬توضِّح مسمؾ الحنفية والجمهور و الترجيح‪.‬‬

‫‪415‬‬
‫‪ .1‬النسخ وداللته على األحكام‬
‫‪ 1.1‬تعريف النسخ لغةً واصطالحاً‬
‫النسبببخ ل‪:‬بببة ‪ :‬يػػأتو بمعنػػى الر ػ واإل ازل ػػة ومن ػ قػػولهـ نس ػ ن الشػػمس الظػػؿ ‪ ،‬ونسػ ػ ن‬
‫الػ ػريح األ ػػر‪ ،‬ونس ػػخ الش ػػيي الش ػػباي ‪ .‬ويطم ػػؽ ويػ ػراد بػ ػ الن ػػؿ والتحوي ػػؿ ك ػػولهـ نسػ ػ ن‬
‫الكتاي‪.‬‬
‫النسخ اصطالحاً ‪ :‬عرؼ العمماء النسخ بتعريفان ك يرة أهمها‬

‫عرفببو ادمببدي بقولببو ‪" :‬خطببا الشببارع المببانع مببن اسببتمرار مببا بببت مببن حكببم‬
‫[‪َّ ]1‬‬
‫خطا شرعي سابق"‪.‬‬
‫اخ‬
‫وعرفببو ابببن قدامببة بقولببو ‪" :‬رفببع الحكببم ال ابببت بخطببا متقببدِّم بخطببا مت بر ٍ‬
‫[‪َّ ]6‬‬
‫عنو"‪.‬‬

‫الشرح ‪:‬‬
‫مف الؿ التعريفيف يتضح لنا معنى النسخ جمياً ‪ ،‬أما التعريػؼ األوؿ ػد وضػح لنػا‬
‫السنة بمن استمرار العمؿ بحكػـ كػاف قػد بػن‬
‫أف النسخ معناد أف يأتو نص مف ال رف أو ُ‬
‫بدليؿ شرعو سابؽ ‪.‬‬
‫أم ػػا التعريػ ػػؼ ال ػ ػػانو لنػ ػ واف ا تمػ ػػؼ م ػ ػ األوؿ ػػو العبػ ػػارة لن ػ ػ موا ػػؽ ل ػ ػ ػ ػػو‬
‫إنػ يبػيف لنػا أف النسػخ معنػاد إ ازلػة حكػـ كػاف ابتػاً بػدليؿ شػرعو بػدليؿ شػرعو‬ ‫المعنى‪ ،‬حيػ‬
‫متأ ر ‪ .‬ومف هنا يتضح لؾ معنى النسخ ‪.‬‬

‫‪416‬‬
‫األم مة ‪:‬‬
‫‪ .1‬كاف النبو صمى اهلل عمي وسمـ قبؿ الهجرة وع بها ببضعة عشر شه اًر كاف يصمو إلى‬
‫بين الم دس ‪ ،‬وكانن هو قبمة المسمميف األولى ‪ ،‬ـ نسخ اهلل هحا الحكـ بدليؿ يوجي‬
‫عمى المسمميف التوج إلى الكعبة المشر ة وهو قول تعالى‬

‫‪             ‬‬

‫‪(           ‬سورة‬

‫البقرة‪ ،‬ادية‪.)111 ،‬‬


‫ب ول‬ ‫واألقربيف‬ ‫لموالديف‬ ‫الوصية‬ ‫أو ً‬ ‫وتعالى‬ ‫سبحان‬ ‫اهلل‬ ‫‪ .6‬أوجي‬

‫‪           ‬‬

‫‪(       ‬سورة البقرة‪ ،‬ادية‪.)181 ،‬‬

‫وجعم ػػن‬ ‫واس ػػتمر ه ػػحا الحك ػػـ معم ػػو ً بػ ػ عم ػػى ه ػػحا النح ػػو حت ػػى نزل ػػن ي ػػان المواريػ ػ‬
‫لموالديف واألقربيف نصيبًا مف الميػ ار ‪ ،‬ػاؿ النبػو صػمى اهلل عميػ وسػمـ بعػدها إِ ّن اهلل‬
‫صب ّبي َة لِب َبو ِار ٍث )‪ .‬وبموجػػي هػػحا ُنسػػخ‬
‫بو فَ بالَ و ِ‬
‫َ‬ ‫َعطَببى ل ُكب ّبل ِذي َحب ّ‬
‫بق َحقّب ُ‬ ‫بار َك َوتَ َعببا َلى قببد أ ْ‬
‫تََبب َ‬
‫وجوي الوصية لموالديف واألقاري الوار يف ‪.‬‬
‫‪ .1‬كاف النبو صمى اهلل عمي وسمـ قد نهػى أصػحاب عػف زيػارة ال بػور ‪ ،‬واسػتمر هػحا الحكػـ‬
‫بت َن َي ْيبتُ ُك ْم‬
‫ال " َق ْبد ك ُن ُ‬
‫معمو ً ب ـ بعد حلػؾ أباحػ النبػو صػمى اهلل عميػ وسػمـ لهػـ قػائ ً‬
‫ورَىا ‪ ،‬فَِإ ّنيا تُ َذ ّك ُر اد ِخ َرةَ"‪.‬‬ ‫َع ْن ِزَي َارِة ا ْلقُ ُب ِ‬
‫ور‪ ،‬أال فَ ُز ُ‬
‫وأم مة حلؾ ك يرة ‪.‬‬

‫‪417‬‬
‫‪ 6.1‬الحكمة من النسخ‬

‫التدرج بالمجتمع‬ ‫جم المصمحة ودرء‬


‫المسمم رحمة بالعباد‬ ‫المفسدة عن العباد‬

‫هناؾ حكـ ك يرة يمكف است الصها مف تشري النسخ وحكم ‪ ،‬ومف حلؾ‬
‫‪ .1‬جمػػي المصػػمحة ودرء المفسػػدة عػػف العبػػاد ‪ ،‬وحلػػؾ ألف مصػػالح النػػاس قػػد تتغيػػر بتغيػػر‬
‫الزمػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف واألح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواؿ ‪ .‬ػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالحكـ قػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد يشػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرع لتح يػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؽ مصػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالح اقتضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتها‬
‫معينة ‪ ،‬لحا زالن تمؾ األسباي ال مصمحة و ب اء الحكـ‪.‬‬
‫أسباي ّ‬
‫ػد كػاف النبػو صػمى‬ ‫و ير م اؿ لحلؾ حدي النهو عف اد ػار لحػوـ األضػاحو ػوؽ ػال‬
‫اهلل عميػ وسػػمـ نهػػاهـ عػػف حلػػؾ لجمػػي مصػػمحة معينػػة هػػو مواسػػاة بعػػض أهػػؿ الباديػػة الػػحيف‬
‫نزحوا إلى المدينة و زمف األضحى بسبي قحط أصابهـ ـ لما جاء العػاـ التػالو لهػحا العػاـ‬
‫‪ ،‬وقػػد ازلػػن األسػػباي ‪ ،‬ورج ػ أهػػؿ الباديػػة إلػػى ب ػواديهـ امتن ػ الصػػحابة عػػف ا د ػػار ػػوؽ‬
‫الدافّب ِبة ا ّل ِتببي َدفّب ْ‬
‫بت‬ ‫ػػاؿ لهػػـ الرسػػوؿ صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ " إ ّن َمببا َن َي ْيببتُ ُكم ِمب ْبن ْ‬
‫أجب ِبل ّ‬ ‫ػػال‬
‫اد ِخ ُروا "‪.‬‬
‫ص ّدقُوا َو ّ‬
‫َع َم ْي ُك ْم ‪ ،‬فَ ُكمُوا َوتَ َ‬
‫وا لتزاـ ب إحا نزؿ عميهـ د عة‬ ‫‪ .4‬التدر بالمجتم المسمـ د يكوف الحكـ شاقاً تطبي‬

‫واحدة مف غير تدر و ير م اؿ لحلؾ أمر تحريـ ال مر ‪ ،‬د نزؿ أو ً قول تعالى ‪‬‬

‫‪          ‬‬

‫‪(     ‬سورة البقرة‪ ،‬ادية‪.)612 ،‬‬

‫‪442‬‬
‫‪ ،‬ـ بعد حلؾ نهاهـ أف ي ربوا الصالة وهـ سكارى كما و قول تعالى ‪  ‬‬

‫‪(           ‬سورة‬

‫النساء‪ ،‬ادية‪.)13 ،‬‬


‫‪ . .4‬ـ لما تهيأن نفوسهـ لتحريمها نزؿ التحريـ البان الوارد و قول تعالى‬

‫‪          ‬‬

‫‪(      ‬سورة المائدة‪ ،‬ادية‪.)29 ،‬‬

‫تدري (‪)1‬‬

‫مبينًا الحكمة مف‬ ‫" وصية لوار " اشرح هحا الحدي‬ ‫و الحدي‬
‫النسخ‪.‬‬

‫أسئمة تقويم ذاتي‬

‫عرؼ النسخ لغةً واصطالحاً‪.‬‬


‫‪ِّ .1‬‬
‫يدؿ عمى النسخ‪.‬‬ ‫‪ .4‬احكر م ا ً مف ال رف والحدي‬
‫‪ .1‬بيِّف كيؼ وق النسخ و اآليان الساب ة؟‬

‫‪441‬‬
‫‪ 3.1‬حكم النسخ‬
‫أحد مف أهؿ ال بمة ولـ ين ؿ ػو حلػؾ ػالؼ ممػف يعتػد بػ ػو مشػروعية‬
‫لـ ي الؼ ٌ‬
‫النسخ إ الؼ ين م العمماء عف أبو مسمـ ال راسانو المعتزلو حي أنكر النسخ‬
‫بػػؿ النسػػخ اب ػػن ػػو جمي ػ الشػ ػرائ ولػػـ ي ػػالؼ ي ػ مػػف أه ػػؿ الش ػرائ الس ػػاب ة إ‬
‫بعض ِرؽ اليهود‪.‬‬
‫وبناء عمى هحا يمكننا أف ن رر أف النسخ مشروع وواقػ وأم ػاؿ هػ ء مػف الم ػالفيف‬ ‫ً‬
‫يعتػػد ب ػػولهـ و يمتفػػن إليػ لمػػا ي ػ مػػف م الفػػة لظػػاهر األمػػر وحكمػػة الش ػريعة ػػو جمبهػػا‬
‫لممصالح ودرئها لممفاسد‪.‬‬

‫‪ 1.1‬األدلة الدالة على وقوع النسخ‬


‫يحتػػا إلػػى دليػػؿ وبرهػػاف ومػػف أهػػـ األدلػػة عمػػى‬ ‫وقػػوع النسػػخ مػػف الوضػػوح ممػػا‬
‫وقوع‬
‫‪ .1‬إف اهلل سبحان وتعالى قد نص عمى وقوع النسخ ػو ال ػرف الكػريـ كمػا ػو قولػ تعػالى ‪‬‬

‫‪(           ‬سورة البقرة‪ ،‬ادية‪.)192 ،‬‬

‫‪ .4‬إف اهلل سػبحان وتعػالى ػو أك ػر مػػف موضػ مػف ال ػرف الكػريـ يػحكر يػة تتضػمف حكمػًا‬
‫ر ينسخ الحكـ السابؽ ‪ ،‬ومف أم مة حلؾ‬ ‫ـ يع ي هحا الحكـ بحكـ‬

‫‪         ‬‬ ‫أ) قول تعالى‬

‫‪(   ‬سورة المجادلة‪ ،‬ادية‪ .)16 ،‬دلن هحد اآلية عمى وجوي ت ديـ صدقة‬

‫قبؿ مناجات صمى اهلل عمي وسمـ لكف لما شؽ عميهـ حلؾ نسخ هحا الحكـ ب ول تعالى‬

‫‪             ‬‬

‫‪444‬‬
           

.)13 ،‫ ادية‬،‫ (سورة المجادلة‬ 

‫ي) إف اهلل تعالى أمر المسمميف و الجهاد أف ي ؼ الواحد منهـ أماـ العشرة ويحرـ عمي‬

    ‫ وا كاف حلؾ ار اًر مف الزحؼ كما و قول تعالى‬،‫أف يفر منهـ‬

            

           

‫ إ أن لما شؽ حلؾ عميهـ نسخ هحا الحكـ بحكـ أ ؼ من‬.)26 ،‫ ادية‬،‫ (سورة األنفال‬

   ‫وهو أف ي ؼ الواحد منهـ أماـ ا نيف و يفر كما ورد و قول تعالى‬

            

              

.)22 ،‫ ادية‬،‫(سورة األ نفال‬


‫ إف الصػػحابة والسػػمؼ قػػد أجمع ػوا عمػػى أف ش ػريعة محمػػد صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ ناس ػ ة‬.1
‫ وأجمعوا كحلؾ عمى نسػخ التوجػ إلػى بيػن الم ػدس بالتوجػ إلػى الكعبػة‬، ‫لجمي الشرائ‬
. ‫ ونظائر هحا ك ير‬، ‫ وعمى نسخ وجوي صوـ يوـ عاشوراء بصياـ شهر رمضاف‬،

441
‫ أقسام النسخ‬6.1
‫ واليؾ هحد األقساـ بحسي اعتباراتها‬، ‫لمنسخ أقساـ متعددة باعتباران متعددة‬
: ‫أقسامو باعتبار التصريح وعدمو‬ ‫القسم األول‬
. ‫ين سـ النسخ بحسي التصريح بالنسخ وعدم إلى قسميف صريح وضمنو‬
:‫ النسخ الصريح‬.‫أ‬
. ‫وهو الحي ينص الشارع عمي صراحة و تشريع الالحؽ الحي نسخ السابؽ‬

          ‫ قولػ ػ ػ ػ ػ ػ تع ػ ػ ػ ػ ػػالى‬: ‫م البببببببببببو‬

            

‫ هػػحد اآليػػة نس ػ ن ص ػراحة باآليػػة التػػو‬      

           ‫بعػػدها وهػػو قول ػ تعػػالى‬

            

‫ أيضاً ية المناجػاة المت دمػة وهػو قولػ تعػالى‬: ‫ وم الو‬      

           

 ‫ هػػحد اآليػػة ومػػا يهػػا مػػف حكػػـ نس ػ ن ص ػراحة باآليػػة التػػو بعػػدها وهػػو قول ػ تعػػالى‬

            

           

. 

442
‫‪ .‬النسخ الضمني‪:‬‬
‫ي ػػنص الش ػػارع يػ ػ صػ ػراحة عم ػػى النس ػػخ ‪ ،‬لكنػ ػ يش ػػرع حكمػ ػًا م الفػ ػًا‬ ‫وه ػػو ال ػػحي‬
‫يمكػف التو يػؽ بينهمػا إ بالنسػخ هنػا يعتبػر الالحػؽ ناسػ ًا لمسػابؽ‬ ‫إنػ‬ ‫معارضًا ل بحي‬
‫ضمناً ‪.‬‬

‫م البببو ‪ :‬ي ػػة الوص ػػية وه ػػو قولػ ػ تع ػػالى ‪      ‬‬

‫‪(           ‬سببببورة‬

‫البقرة‪ ،‬ادية‪. )189 ،‬‬


‫هػػحد اآليػػة تػػدؿ عمػػى أف المتػػو ى إحا حض ػرت الو ػػاة ‪ ،‬عمي ػ أف يوصػػو بشػػوء مػػف‬
‫تركت لوالدي وأقارب ‪.‬‬
‫هػػحد اآليػػة ومػػا يه ػػا مػػف حكػػـ يعارضػػها ق ػػوؿ النبػػو صػػمى اهلل عمي ػ وس ػػمـ بعػػد نػػزؿ ي ػػان‬
‫بببببو فَببببببالَ و ِ‬ ‫بببببل ِذي َحب ّ‬
‫بببببي َة‬
‫صب ّ‬ ‫َ‬ ‫بببببق َحقّب ُ‬ ‫َعطَببببببى ل ُكب ّ‬ ‫إِ ّن اهلل تََبب َ‬
‫بببببار َك َوتَ َعببببببالَى قببببببد أ ْ‬ ‫المواريػ ػ ػ‬
‫لِب َبو ِار ٍث ) ‪ ،‬وهػػحا يػػدلنا عمػػى أف الوصػػية لموالػػديف واألق ػربيف نس ػ ن ػػو حػػؽ م ػف كػػاف وار ػاً‬
‫منهـ‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬أقسامه باعتبار الكل والجزء‬


‫ين سـ النسخ بحسي الكؿ والجزء إلى قسميف‬
‫أ‪ .‬نسخ كمو‪.‬‬
‫ي‪ .‬نسخ جزئو ‪.‬‬
‫أ‪ .‬النسخ الكمي‪:‬‬
‫وهو أف ينسخ الشارع حكمًا شرع مف قبؿ نس ًا كميًا يشمؿ جمي أ راد المكمفيف ‪.‬‬

‫‪   ‬‬ ‫م الو ‪ :‬نسخ ا عتداد بالحوؿ الوارد و قول تعالى‬

‫‪(          ‬سورة البقرة‪،‬‬

‫‪443‬‬
‫‪      ‬‬ ‫ب ول تعالى‬ ‫ادية‪ )619 ،‬نس‬

‫‪(     ‬سورة البقرة‪ ،‬ادية‪.)631 ،‬‬

‫‪ .‬النسخ الجزئي‪:‬‬
‫وهو أف ُيشرع الحكـ عامًا لجمي األ راد ـ ينسخ هحا الحكـ و حؽ بعضهـ ‪.‬‬

‫‪        ‬‬ ‫م الو ‪ :‬قول تعالى‬

‫‪(         ‬سورة النور‪ ،‬ادية‪. )1 ،‬‬

‫ه ػػحد اآلي ػػة ُنس ػػخ حكمه ػػا جزئيػ ػاً ػػو ح ػػؽ األزوا ال ػػحيف يرم ػػوف أزواجه ػػـ الػ ػوارد ػػو قولػ ػ‬

‫تعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالى ‪          ‬‬

‫‪(         ‬سبببببورة النبببببور‪ ،‬اديبببببة‪،)2 ،‬‬

‫استبدؿ حكـ الجمد و ح هـ بالمالعنة المعرو ة ‪.‬‬ ‫حي‬

‫تدري (‪)6‬‬
‫قارف بيف النسخ الكمو والنسخ الجزئو م التم يؿ‬

‫القسم الثالث‪:‬أقسامه بحسب وجود بدل وعدمه‬


‫ر وقد ينسخ بال بدؿ ‪.‬‬ ‫والم صود هنا أف الحكـ قد ينسخ ويشرع بد ً عن حكـ‬
‫النسخ إلى بدل‬
‫‪ ،‬وا عت ػػداد‬ ‫وم البببو ‪ :‬نس ػػخ الوص ػػية لموال ػػديف واألقػ ػربيف ال ػػحي ت ػػدـ حكػ ػرد بآي ػػان المواريػ ػ‬
‫بالحوؿ باألربعة أشهر وعشرة أياـ ‪.‬‬

‫‪444‬‬
‫النسخ إلى غير بدل ‪.‬‬
‫نسػخ‬ ‫وم الو ‪ :‬نسخ وجوي ت ديـ الصدقة بيف يدي مناجاة النبػو صػمى اهلل عميػ وسػمـ حيػ‬
‫إلى غير بدؿ ‪ ،‬ونسخ حرمة اد ار لحوـ األضاحو وؽ ال ة أياـ لنػ نسػخ إلػى غيػر بػدؿ‬
‫أيضاً ‪ ...‬الخ‬

‫القسم الرابع‪ :‬أقسامه باعتبار الثقل والخفة‬


‫أقسام النسخ باعتبار ال قل والخفة‬

‫نسخ األ قل باألخف م ل‬ ‫نسخ األخف‬


‫النسخ إلى بدل مساو م ل‬
‫نسخ تحريم األكل بعد‬ ‫باأل قل م ل الحبس‬
‫تحويل القبمة من بيت‬
‫النوم في ليل رمضان‬ ‫لمزانية إلى الحد‬
‫المقدس إلى الكعبة‬
‫أي األكل طموع الفجر‬

‫القسبببم األول‪ :‬نس ػػخ األ ػػؼ باأل ػػؿ وهػػو ج ػػائز عنػػد أك ػػر العممػػاء‪ .‬وم البببو‪ :‬نسػػخ الح ػػبس‬
‫لمزانيػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو البيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػون والتعنيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؼ ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوارد ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو قول ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ تعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالى‬

‫‪          ‬‬

‫‪           ‬‬

‫‪(  ‬سورة النساء‪ ،‬ادية‪.)16 ،‬‬

‫نسخ هحا الحكـ بجمد الزانو البكر ‪ ،‬ورجـ الزانو المحصف ‪.‬‬
‫القسم ال اني ‪ :‬نسخ األ ؿ باأل ؼ ‪ ،‬وهحا ك ير جداً ‪.‬‬

‫‪445‬‬
‫كاف األكؿ‬ ‫م الو ‪ :‬نسخ تحريـ األكؿ بعد النوـ و ليؿ رمضاف لمصائـ إلى ِحمِّ ‪ ،‬حي‬

‫‪  ‬‬ ‫بعد النوـ لمصائـ ‪ ،‬وكحا الجماع محرميف ـ نسخ هحاف األمراف ب ول تعالى‬

‫‪         ‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪(       ‬سورة البقرة‪ ،‬ادية‪.)181 ،‬‬

‫ٍ‬
‫مساو ‪.‬‬ ‫القسم ال الث ‪ :‬النسخ إلى بدؿ‬
‫ػػرؽ بينهمػػا مػػف‬ ‫م الببو ‪ :‬كنسػػخ وجػػوي التوج ػ إلػػى بيػػن الم ػػدس بالتوج ػ إلػػى الكعبػػة إح‬
‫ال ؿ وال فة ‪.‬‬ ‫حي‬

‫القسم الخامس‪ :‬أقسامه بحسب التمكن من فعل المنسوخ وعدمه‬


‫أك ر العمماء مف المتكمميف والف هاء عمى جواز النسػخ قبػؿ الػتمكف مػف ال يػاـ بالفعػؿ‬
‫المنسػو ‪ .‬وهنػاؾ قمػة مػف العممػاء منعػن حلػؾ ‪ ،‬ويتضػح لنػا مػف ػالؿ هػحد الم ِّدمػة أف هػػحا‬
‫النوع ي سـ إلى قسميف هما‬
‫أ‪ .‬النسخ بعد التمكن من الفعل ‪.‬‬
‫إف أك رهػا نسػخ بعػد الػتمكف مػف الفعػؿ‬ ‫م الو ‪ :‬م اؿ هحا النوع أك ر األحكاـ المنسو ة حيػ‬
‫كمػػا ػػو نسػػخ التوج ػ مػػف بيػػن الم ػػدس بالتوج ػ إلػػى الكعبػػة ‪ ،‬ػػد ظػػؿ المسػػمموف كمػػا مػػر‬
‫طواؿ ترة ما قبؿ الهجرة والى ما بعدها بأك ر مف عشر سنوان يصػموف إلػى بيػن الم ػدس ‪،‬‬
‫ـ نسخ بعد حلؾ بالتوج إلى الكعبة‪.‬‬
‫الشرعو وهكحا ‪.‬‬ ‫وم م نسخ الوصية لموالديف واألقربيف واستبدالها بالمي ار‬
‫‪ .‬النسخ قبل التمكن‬
‫م الو ‪ :‬مف يجوز هحا النوع يم ؿ ل بنسخ الصموان ليمػة المعػ ار مػف مسػيف إلػى مػس ‪،‬‬
‫نسػػخ‬ ‫ونسػػخ حبػػح إسػػماعيؿ عمي ػ السػػالـ) الػػحي أُمػػر ب ػ والػػدد إب ػراهيـ عمي ػ السػػالـ) حي ػ‬
‫بالحبِ ْح العظيـ الحي دى اهلل ب إسماعيؿ عمي السالـ) ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪446‬‬
‫أسئمة تقويم ذاتي‬

‫عرؼ النسخ الضمنو‪.‬‬


‫‪ِّ .1‬‬
‫‪ .4‬ما النسخ الصريح م التم يؿ؟‬
‫‪ .1‬م ؿ لنسخ األ ؼ باأل ؿ‪.‬‬
‫‪ .2‬ماحا نعنو بالنسخ إلى بدؿ والنسخ إلى غير بدؿ؟‬

‫القسم السادس أقسامه بحسب نسخ التالوة أو الحكم‬


‫النسخ بحس التالوة والحكم‬

‫نسخ الحكم والتالوة معاً‬ ‫نسخ التالوة وبقاء‬ ‫نسخ الحكم دون التالوة‬
‫الحكم‬

‫وىذا ال ة أقسام ىي ‪:‬‬


‫أ‪ .‬نسبببخ الحكبببم دون البببتالوة ب ػػأف ينس ػػخ الحك ػػـ ال ػػحي ػػو اآلي ػػة ‪ ،‬وتب ػػى اآلي ػػة م بت ػػة ػػو‬
‫المصحؼ ‪ ،‬ويجوز التعبد بتالوتها والصالة بها ‪.‬‬
‫م البببو ‪ :‬نس ػػخ ي ػػة ا عت ػػداد ب ػػالحوؿ با عت ػػداد باألربع ػػة أش ػػهر والعشػ ػرة أي ػػاـ مػػ ب ائػ ػ ػػو‬
‫المصحؼ إلى زماننا هحا ‪ ،‬وقد ب ين م نسخ حكمها ‪.‬‬
‫‪ .‬نسخ التالوة وبقاء الحكم‬
‫ك ػػاف يم ػػا أن ػػزؿ الش ػػيخ‬ ‫وم البببو ‪ :‬م ػػا روي ع ػػف عم ػػر رض ػػو اهلل عنػ ػ وغيػ ػرد أنػ ػ ق ػػاؿ‬
‫والشي ة إحا زنيا ارجموهما البتة نكا ً مف اهلل ورسول ] ‪.‬‬

‫‪447‬‬
‫القسم ال الث ‪ :‬نسخ الحكـ والتالوة معاً ‪.‬‬
‫كػػاف ممػا أنػػزؿ عشػػر رضػعان‬ ‫م الببو ‪ :‬مػا روي عػػف عائشػػة رضػػو اهلل عنهػا) أنهػػا قالػػن‬
‫معمومان يحرمف نس ن ب مس وتو و رسوؿ اهلل صمى اهلل عمي وسمـ وهف ممػا ي ػرأف مػف‬
‫ال رف]‪.‬‬
‫هحا وقد قاؿ ك ير مف األصولييف إف هحد األقسػاـ ال ال ػة متفػؽ عميهػا ‪ ،‬ولػـ ي ػالؼ‬
‫يها إ شحوح‪.‬‬

‫القسم السابع‪ :‬أقسامه بحسب مراتب الناسخ والمنسوخ‬


‫رتبػػة الناسػػخ بػػالنظر إلػػى المنسػػو ‪،‬‬ ‫تنػػاوؿ األصػػوليوف الناسػػخ والمنسػػو مػػف حي ػ‬
‫وهؿ يشترط التساوي و حلؾ أو ً ‪ ،‬وهنا تناوؿ أقساـ الناسخ والمنسو بهحا ا عتبار ‪.‬‬
‫الؼ حول ‪ ،‬وقد ت دمن أم مة ك يرة ل ‪.‬‬ ‫جائز إجماعاً و‬
‫أ‪ .‬نسخ القرآن بالقرآن ‪ ،‬وهحا ٌ‬
‫الس َّنة المتواترة بم ميا ‪ ،‬وىذا أيضاً ما ال خالف حولو ‪.‬‬
‫‪ .‬نسخ ُ‬
‫الس َّنة األحادية بم ميا ‪.‬‬
‫ج‪ .‬نسخ ُ‬
‫الػػداؿ عمػػى نسػػخ هػػحا الحكػػـ ‪،‬‬ ‫وم الببو ‪ :‬مػػا مػػر معنػػا مػػف نسػػخ حرم ػ زيػػارة ال بػػور بالحػػدي‬
‫وكال ال بريف مف قبيؿ اآلحاد ‪.‬‬
‫المجػوز‬ ‫بالحػدي‬ ‫حػاد نسػ‬ ‫وم مو ‪ :‬نسخ المن مف اد ار لحوـ األضاحو ال ابن بحػدي‬
‫د ارها ‪ ،‬وهو أيضًا مف قبؿ اآلحاد ‪.‬‬
‫بالس َّنة المتواترة ‪.‬‬
‫الس َّنة األحادية ُ‬
‫د‪ .‬نسخ ُ‬
‫وهحد األقساـ األربعة محؿ اتفاؽ بيف العمماء‪.‬‬
‫الس َّنة بالقرآن ‪.‬‬
‫ىب‪ .‬نسخ ُ‬
‫السػػنة متواترهػا و حادهػػا بػػال رف الكػريـ و ػػالؼ ػػو‬
‫يجػوز عنػػد جمهػػور العممػاء نسػػخ ُ‬
‫هحا ِقمة ‪ ،‬وعمى رأسهـ اإلماـ الشا عو رضو اهلل عن ‪.‬‬
‫وم الو ‪ :‬أف النبو صمى اهلل عمي وسمـ صالح أهؿ مكة و الحديبية عمى أف مف جاءد‬
‫مسمماً ردد حتى أن رد أبا جندؿ وجماعة مف الرجاؿ ‪ ،‬مما جاءن امرأة أنزؿ اهلل تعالى‬

‫‪412‬‬
‫‪(         ‬سورة الممتحنة‪،‬‬ ‫يها‬

‫أف بنود صمح الحديبية لـ ترد‬ ‫السنة حي‬


‫ادية ‪ ، )19‬هحد ية قرنية نس ن حكماً ورد و ُ‬
‫و ال رف الكريـ إجماعاً ‪.‬‬
‫السنة ‪ ،‬وقد نسخ ب ول تعالى‬
‫وم مو أيضاً ‪ :‬التوج إلى بين الم دس لن لـ يعرؼ إ مف ُ‬
‫‪(       ‬سورة البقرة‪ ،‬ادية ‪. )111‬‬

‫نشاط‬
‫انظر كتي التفسير وراج سورة المزمؿ وبيِّف أقواؿ العمماء يما وق‬
‫يها مف نسخ واعرض عممؾ عمى مشر ؾ األكاديمو وزمالئؾ‪.‬‬

‫بالس َّنة المتواترة ‪.‬‬


‫و‪ .‬نسخ القرآن ُ‬
‫بالسػػنة المتػواترة ألنهمػػا ػػو رتبػػة واحػػدة‬
‫أك ػر العممػػاء عمػػى جػواز نسػػخ ال ػػرف الكػريـ ُ‬
‫السػػنة المت ػواترة قطعيػػة ال بػػون وال ػػرف كػػحلؾ وقػػد ػػالؼ ػػو حلػػؾ بعػػض‬
‫مػػف حي ػ ال بػػون ُ‬
‫بعض أصحاب ‪.‬‬ ‫العمماء وعمى رأسهـ اإلماـ الشا عو ‪ ‬ووا‬
‫ية‬ ‫وقد م موا لهحد بأم مة ليسن دقي ة و د لتها عمى ما قالوا ‪ ،‬ومف حلؾ قالوا‬

‫جمد الزانو وهو قول تعالى ‪       ‬‬

‫بالسنة المتواترة ألن لـ ينػزؿ‬


‫‪(  ‬سورة النور‪ ،‬ادية ‪ ،)6‬نسخ حكم و حؽ المحصف ُ‬
‫ي قرف ‪ ،‬وقالوا أيضًا ية الوصية لموالديف واألقربيف نس ها قوؿ النبو صمى اهلل عمي‬
‫ص ّي َة لِ َو ِار ٍث ) ‪.‬‬
‫ق ح ّق ُو فَالَ و ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫طى ل ُك ّل ذي َح ّ َ‬ ‫وسمـ إِ ّن اهلل تََب َار َك َوتَ َعالَى قد أ ْ‬
‫َع َ‬
‫وقػالوا إف هػػحا الحػػدي بػن بػػالتواتر ‪ .‬ولمػػا كػاف هػػحا النػػوع مػف حيػ الواقػ العممػػو‬
‫يمن ػ وقوع ػ و ػػالؼ ك يػػر مػػنهـ ػػو‬ ‫والفعمػػو بهػػحا الضػػعؼ ػػلف العممػػاء قػػالوا إف الفعػػؿ‬
‫وقوع بالفعؿ‪.‬‬

‫‪411‬‬
‫بالس َّنة األحادية‪:‬‬
‫القسم السابع‪ :‬نسخ القرآن ُ‬
‫ال ‪ .‬حي‬
‫ال واف جوزد ك ير منهـ ع ً‬
‫هحا النوع أك ر العمماء عمى عدـ وقوع شرعًا و ع ً‬
‫السنة وحو مف اهلل تعالى كما قاؿ جؿ وعال ‪ ‬‬
‫يمن وقوع ألف ُ‬ ‫الع ؿ‬ ‫إنهـ قالوا‬

‫‪(     ‬سورة النجم‪ ،‬ادية ‪.)1‬‬

‫بػػن عػػف طريػػؽ اآلحػػاد نسػػخ حكم ػاً ابت ػاً‬ ‫أمػػا وقوع ػ عمي ػاً بمعنػػى أن ػ يوجػػد حػػدي‬
‫بال رف هحا ما يصعي إ بات ‪.‬‬
‫ولحلؾ قاؿ ال ار و وأما جواز نسخ الكتاي باآلحاد جائز ع الً غير واق سمعاً] ‪.‬‬

‫وقد م ؿ ل مف يجوزد شرعاً بأف قول تعالى ‪        ‬‬

‫‪(    ‬سورة األنعام‪ ،‬ادية ‪ )116‬نسخ بنهو النبو صمى اهلل عمي وسمـ‬

‫عف أكؿ كؿ حي ناي مف السباع وكؿ حي م مي مف الطير ‪.‬‬

‫وأف قولػ ػ تع ػػالى ‪(       ‬سبببورة النسببباء‪ ،‬اديبببة ‪ )61‬نس ػػخ‬

‫بتحػريـ النبػو صػمى اهلل عميػ وسػمـ لمجمػ بػيف المػرأة وعمتهػا والمػرأة و التهػا ‪ .‬إ أف هػػحيف‬
‫الم اليف لـ يكف يهما نسخ ‪ ،‬بؿ هو مف قبيؿ الت صيص‪.‬‬
‫السنة المتواترة باآلحاد‪.‬‬
‫ممحوظة ‪ :‬هحا ال الؼ يرد أيضاً عمى نسخ ُ‬
‫تدري (‪)3‬‬

‫"نسخ ال رف بالسنة التو جاءن عف طريػؽ اآلحػاد جػائز ع ػالً نػادر وقوعػ "‬
‫اشرح هحد العبارة مبيِّنًا أقواؿ العمماء و حلؾ‪.‬‬

‫ح‪ .‬نسخ اإلجماع والنسخ بو‪:‬‬


‫ينع د شرعًا إ بعد و اة النبػو صػمى اهلل عميػ وسػمـ ‪ ،‬وعمػى‬ ‫* نسخ اإلجماع ‪ :‬اإلجماع‬
‫سػػتحالة ورود نػػص‬ ‫يمكػػف أف يكػوف قرنػاً و ُسػنة ألنهمػػا سػػاب اف لػ‬ ‫هػحا ػػلف الناسػخ لػ‬

‫‪414‬‬
‫كت ػ ػ ػػاي أو ُس ػ ػ ػػنة بع ػ ػ ػػد و ات ػ ػ ػ ػ ص ػ ػ ػػمى اهلل عميػ ػ ػ ػ وس ػ ػ ػػمـ ػ ػ ػ ػػامتن أف يك ػ ػ ػػوف الناس ػ ػ ػػخ قرن ػ ػ ػ ػاً‬
‫يعتد ب ويكوف باطالً ‪.‬‬ ‫السنة لن‬ ‫أو ُسنة ‪ ،‬لحا ادعى إجماع م الؼ لمكتاي أو ُ‬
‫يجوز نسخ اإلجماع بلجماع ػر ألف اإلجمػاع ال ػانو إف كػاف مػف غيػر‬ ‫كما أن‬
‫دليؿ هو باطؿ واف كاف عف دليؿ د غفؿ عن اإلجماع األوؿ يكوف طأ ‪.‬‬
‫يكػوف‬ ‫يمكف أف يكوف الناسخ لإلجماع قياساً ألف مف شػرط ال يػاس أف‬ ‫كما أن‬
‫م الفاً لإلجماع ‪.‬‬
‫ينس ػ ػ ػ ػػخ كتابػ ػ ػ ػ ػاً‬ ‫يك ػ ػ ػ ػػوف ناسػ ػ ػ ػ ػ اً حل ػ ػ ػ ػػؾ ألنػ ػ ػ ػ ػ‬
‫* النسبببببببببخ باإلجمببببببببباع ‪ :‬اإلجم ػ ػ ػ ػػاع‬
‫ػر‬ ‫يمكف أف ينسػخ إجماعػاً‬ ‫حينئح يكوف عمى ال هما يكوف طًأ كما أن‬ ‫ٍ‬ ‫و ُسنة ألن‬
‫ألف أحدهما يمزـ أف يكوف طئًا لم الفت لدليؿ اإلجماع اآل ر ‪.‬‬
‫يمك ػػف أف ينسػػخ اإلجمػػاعُ ال ي ػػاس ألف مػػف شػػرط ال ي ػػاس عػػدـ م الفتػ ػ‬ ‫كمػػا أن ػ‬
‫ػػتالؿ ش ػػرط مػػػف‬ ‫لإلجم ػػاع ػػلحا أجمعػ ػوا عمػ ػػى ػػالؼ حك ػػـ ال ي ػػاس زاؿ ال يػػػاس وبط ػػؿ‬
‫شروط ‪.‬‬
‫ط‪ .‬نسخ القياس والنسخ بو‪:‬‬
‫السػنة ألف هػحا كمػا ت ػدـ يػدؿ‬ ‫نسخ القيباس القيباس ‪ :‬ال يػاس ينسػخ بػنص مػف ال ػرف أو ُ‬
‫عم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى بط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالف ال ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاس ألف م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف ش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرط ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدـ م الف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنص وأيضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاً‬
‫ُينسػػخ باإلجمػػاع ألف اإلجمػػاع أقػػوى وأرجػػح ػػال تعػػارض بينهمػػا حتػػى ي ػػاؿ أف اإلجمػػاع‬
‫نسخ ال ياس ‪.‬‬
‫ػر ألف ال يػاس اآل ػر إف كػاف مسػاويًا لػ مػيس‬ ‫يمكف أف ينسخ ب يػاس‬ ‫كما أن‬
‫أحد ال ياسيف بأولى مف اآل ر حتػى يت ػدـ أحػدهما عمػى اآل ػر‪ ،‬وأمػا إف كػاف ال يػاس اآل ػر‬
‫أدنى مف األوؿ ال يمكف أف ينسخ ما هو أعمى لما ي مف ت ديـ المرجوح عمى الراجح‬
‫أمػا إف كػػاف ال يػػاس ال ػانو أجمػػى مػػف األوؿ حينئ ٍػح ي ػػدـ ال يػػاس الجمػو عمػػى ال فػػو‬
‫واعتبر بعض األصولييف أف حلؾ مف قبيؿ النسخ‪.‬‬
‫* النسببخ بالقيبباس ‪ :‬وهػػحا أيض ػًا ورد ال ػػالؼ ػػو ج ػوازد ‪ ،‬ولعػػؿ مػػا قيػػؿ ػػو النػػوع السػػابؽ‬
‫يمكػػف أف‬ ‫السػػنة وكمػػا أن ػ‬
‫ينطبػػؽ عمي ػ ػػال يمكػػف لم يػػاس أف ينسػػخ نص ػًا مػػف ال ػػرف أو ُ‬
‫‪411‬‬
‫ػػر‬ ‫يتصػػور أف ينسػػخ قياس ػاً‬ ‫ينسػػخ إجمػػاع األُمػػة ألن ػ أض ػػعؼ مػػف حلػػؾ كم ػ كمػػا أنػ ػ‬
‫معارضاً و رتبت ‪ ،‬ولكف يمكف ال وؿ بأف ال ياس الجمو ينسخ ال ياس األدوف‪.‬‬
‫هحد أهـ أقساـ النسخ ‪ ،‬وهناؾ أقساـ تفصيمية أ رى يمكف الرجوع إليها و مظانها‪.‬‬
‫أسئمة تقويم ذاتي‬

‫عرؼ اإلجماع وال ياس و ا صطالح‪.‬‬


‫‪ِّ .1‬‬
‫النسخ باإلجماع أو ال ياس؟ ولماحا؟‬ ‫‪ .4‬هؿ ي‬
‫‪ .1‬هؿ ينسخ اإلجماع ال ياس؟ ولماحا؟‬
‫‪ " .2‬ينسػخ ال يػػاس إجمػاع األمػػة ألنػ اضػػعؼ مػف حلػػؾ" اشػرح هػػحد‬
‫العبارة"‪.‬‬

‫‪ .6‬التعارض‬
‫العموـ وال صػوص واإلطػالؽ والت ييػد والنسػخ‬ ‫عزيزي الدارس‪ ،‬مر معنا و مباح‬
‫أم مػػة لمتعػػارض بػػيف الػػدليميف‪ ،‬حلػػؾ ألف ال ػػاص يعػػارض العػػاـ بنػػوع مػػف التعػػارض ‪ ،‬وكػػحلؾ‬
‫الم يد يعارض المطمؽ‪ ،‬والناسخ يعارض المنسو وهكػحا ‪ .‬هػحا كمػ نػوع مػف أنػواع التعػارض‬
‫و ػػو هػػحد الوحػػدة سػػيكوف كالمنػػا منصػػباً عمػػى التعػػارض بػػيف األدلػػة عموم ػاً ‪ ،‬وكيفيػػة د ػ‬
‫التعارض وما يتب حلؾ مف شروط ومحاهي‪ ،‬كما سنتعرض إلػى التػرجيح وأنواعػ ومػا يترتػي‬
‫عمى حلؾ مف ار عممية ‪.‬‬

‫‪ 1.6‬تعريف التعارض لغة واصطالحاً‬


‫التعارض ل‪:‬ة ‪:‬‬
‫مصدر تعارض ‪ .‬ي اؿ عارض الشوء بالشوء معارضة إحا قابم ب ‪.‬‬
‫التعارض اصطالحاً ‪:‬‬

‫‪412‬‬
‫عرؼ األصوليوف التعارض بتعريفان ك يرة هحا أهمها‬
‫"ت ابػؿ الحجتػيف المتسػػاويتيف عمػى وجػ يوجػػي كػؿ واحػد منهمػػا‬ ‫‪ .1‬عر ػ السر سػو ب ولػ‬
‫ضد ما توجب األ رى" ‪.‬‬
‫"التعػػارض بػػيف األم ػريف هػػو ت ابمهمػػا عمػػى وج ػ يمن ػ كػػؿ واحػػد‬ ‫‪ .4‬عر ػ اإلسػػنوي ب ول ػ‬
‫منهما م تضى صاحب "‪.‬‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫ت ابػػؿ الحجتػػيف والحجػػة‬ ‫يالحػػظ عمػػى التعريػػؼ األوؿ أنػ عبػػر عػػف التعػػارض بأنػ‬
‫هو الدليؿ ال طعو‪.‬‬
‫وهػػحا التعريػػؼ يسػػير عمػػى طري ػػة الحنفيػػة الػػحيف يػػروف أف التعػػارض يمكػػف أف ي ػ‬
‫بيف الدليميف ال طعيػيف ‪ ،‬واحا جػاز أف ي ػ بػيف ال طعيػيف جػاز أف ي ػ بػيف الظنيػيف مػف بػاي‬
‫أولى ‪.‬‬
‫ـ إف هحا التعريؼ قد وضػح لنػا أف التعػارض المعتبػر عنػد العممػاء هػو الػحي يكػوف‬
‫ي ػ التنػػا و مػػف كػػؿ الوج ػػود‪ .‬وهػػحا ي ػػح مػػف قػػوؿ السر س ػػو المت ػػدـ ػػو تعريف ػ لتع ػػارض‬
‫قاؿ عمى وج يوجي كؿ واحد منهما ضد ما توجب األ رى ‪.‬‬ ‫الحجتيف حي‬
‫يشػترط يػ المنا ػاة والمضػاداة مػف كػؿ‬ ‫وهحا هو ح ي ػة التعػارض عنػد العممػاء حيػ‬
‫أف ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ واح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدليميف ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدؿ عم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد‬ ‫الوج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػود بحيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬
‫ما يدؿ عمي اآل ر ‪.‬‬
‫ػػو تعميم ػ لمت ابػػؿ حػػيف قػػاؿ‬ ‫ي تمػػؼ عػػف األوؿ إ‬ ‫أمػػا التعريػػؼ ال ػػانو لن ػ‬
‫ت ابػػؿ األم ػريف) ولػػـ يػػنص عمػػى كونهمػػا حجتػػيف كمػػا حهػػي السر سػػو ‪ ،‬و ػػو مػػا عػػدا حلػػؾ‬
‫التعريفاف متف اف ‪.‬‬
‫األم مة ‪:‬‬

‫‪      ‬‬ ‫‪ .1‬تعارض قول تعالى‬

‫‪(       ‬سورة البقرة‪ ،‬ادية ‪ )619‬م قول‬

‫‪413‬‬
‫‪        ‬‬ ‫تعالى‬

‫‪(   ‬سورة البقرة‪ ،‬ادية ‪ .)631‬ووج التعارض بيف اآليتيف ظاهر ‪ ،‬حي‬

‫إف اآلية األولى أوجبن عمى المتو ى عنها زوجها أف تعتد بحوؿ كامؿ بينما ال انية‬
‫أوجبن عميها ا عتداد باألربعة أشهر وعشرة أياـ ‪.‬‬
‫إ بالنسخ ‪.‬‬ ‫يد‬ ‫وهحا النوع مف التعارض كما سيأتو‬
‫‪ .4‬مػػا روي عػػف ابػػف عبػػاس رضػػو اهلل عنهمػػا) أف رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ تػػزو‬
‫ميمونة وهو محرـ ‪.‬‬
‫وقػػد روي عػػف يزيػػد بػػف األصػػـ عػػف ميمونػػة أف النبػػو صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ تزوجهػػا‬
‫بسرؼ وهو حالؿ‪.‬‬
‫ابف عباس "رضػو اهلل عنهمػا" ي بػن‬ ‫ويظهر بيف الحدي يف تعارض بيِّف إح أف حدي‬
‫ميمونػػة‬ ‫أف النبػػو صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ تػػزو ميمونػػة "رضػػو اهلل عنهػػا" وهػػو محػػرـ وحػػدي‬
‫"رضو اهلل عنها" ي بن أف النبو صمى اهلل عمي وسمـ تزوجها وهو حالؿ ‪.‬‬
‫وهنا كما قػاؿ العممػاء ي ػدـ قػوؿ صػاحي الواقعػة وهػو هنػا أـ المػ منيف ميمونػة "رضػو‬
‫اهلل عنها" ‪.‬‬
‫‪ .1‬قول صمى اهلل عمي وسمـ " أنا لكم م ل الوالد أعممكبم ‪ ،‬إذا ذىب أحبدكم إلبى ال‪:‬بائط‬
‫فال يستقبل القبمة وال يستدبرىا "‪.‬‬
‫ابف عمر "رضو اهلل عنهما" أن قاؿ ارت يػن ػوؽ ظهػر بيػن‬ ‫وهحا يعارض حدي‬
‫حفصة لػبعض حػاجتو أريػن رسػوؿ اهلل صػمى اهلل عميػ وسػمـ ي ضػو حاجتػ مسػتدب اًر ال بمػة‬
‫مست بؿ الشاـ ‪.‬‬
‫األوؿ ػػاص‬ ‫قػػالوا إف الحػدي‬ ‫وهػحاف الحػدي اف و ػػؽ العممػاء بينهمػػا بػالجم حيػ‬
‫ابػػف‬ ‫يشػػؽ ي ػ تجنػػي اسػػت باؿ ال بمػػة ‪ .‬أمػػا حػػدي‬ ‫ب ضػػاء الحاجػػة عمػػى غيػػر البنػػاء ألن ػ‬
‫يشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؽ‬ ‫ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاص ب ضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء الحاجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو البنيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف ألن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬ ‫عمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر‬
‫ي حلؾ‪.‬‬

‫‪414‬‬
‫أسئمة تقويم ذاتي‬

‫عرؼ التعارض و ا صطالح‪.‬‬


‫‪ِّ .1‬‬
‫التعارض و الدليؿ ال طعو أو الظنو؟‬ ‫‪ .4‬هؿ ي‬
‫‪ .1‬كيػػؼ يمكنػػؾ إ ازلػػة التعػػارض ػػو اآليػػة ‪ )422‬مػػف سػػورة الب ػرة واآليػػة‬
‫‪ )412‬مف نفس السورة؟‬
‫‪ .2‬مػا موقػؼ العممػاء مػف زوا رسػوؿ اهلل صػمى اهلل عميػ وسػمـ بميمونػػة‬
‫بنن الحار وهو ُم ْح ِرـ؟‬

‫‪ 6.6‬شروط التعارض‬
‫يتح ؽ التعارض إ بها وأهمها‬ ‫حكر األصوليوف شروطاً لمتعارض‬
‫الشببرط األول ‪ :‬أف يكػػوف الػػدليالف متضػػاديف ػػال تعػػارض بػػيف دليمػػيف مت ػوا يف ‪ ،‬وقػػد م منػػا‬
‫لهحا التضاد يما سبؽ ‪.‬‬
‫الشرط ال اني ‪ :‬أف يتساوى الدليالف ػو ال ػوة وحلػؾ حتػى يتح ػؽ التضػاد والتنػا و ػال بػد أف‬
‫يتساوى الدليالف و ال بون والد لة والعدد وحلؾ بػأف يكػوف عػدد كػؿ واحػد مػف المتعارضػيف‬
‫مساوياً لآل ر بأف يكوف م الً ك ٌؿ مف المتعارضيف واحداً أو ا نيف أو ال ة ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫الشرط ال الث ‪ :‬التعارض و المحؿ والم صود بالمحؿ أف يكوف الػدليالف يتنػاو ف موضػوعاً‬
‫واحػػداً وقضػػية واحػػدة ػػال ي ػ التعػػارض م ػ الً إحا كػػاف الػػدليؿ األوؿ ػػو النكػػاح واآل ػػر ػػو‬
‫البي ‪.‬‬
‫ال‬
‫الشرط الرابع‪ :‬أف يكوف ت ابػؿ الػدليميف ػو وقػن واحػد ػلحا ا تمػؼ الوقتػاف ػال تعػارض مػ ً‬
‫بيف حؿ الصيد و غير وقن اإلحراـ وحرمت و وقن اإلحراـ‪.‬‬

‫‪415‬‬
‫‪ 3.6‬محل التعارض‬
‫التعػارض بػيف دليمػيف قطعيػيف و بػيف دليػؿ قطعػو‬ ‫ي‬ ‫أك ر األصولييف عمى أن‬
‫و ر ِّ‬
‫ظنو ‪.‬‬
‫وقد جوز قمة مف العمماء وقوع التعارض بيف الدليميف ال طعييف‪.‬‬
‫ولعػػؿ ال ػراجح مػػا حهػػي إلي ػ جمهػػور العممػػاء مػػف عػػدـ وقػػوع التعػػارض بػػيف الػػدليميف‬
‫ال طعييف والم تمفيف و ال وة كال طعو م الظنو ‪.‬‬

‫‪ 1.6‬حكم التعارض‬
‫التعارض بيف األدلة لػيس تعارضػًا ح ي يػًا متعم ػًا باألدلػة حاتهػا بػأف ي ػاؿ إنهػا جػاءن‬
‫هكحا متعارضة مف الشارع الحكيـ هحا مػا لػـ ي ػؿ بػ أحػد واف مػا نػراد مػف تعػارض إنمػا هػو‬
‫ندرؾ معناها ‪.‬‬ ‫بحسي ما يظهر لنا ل صور و ع ولنا جعمنا‬
‫ولحلؾ نجدهـ يصرحوف بأن ليس هناؾ تعارض و الواق ونفس األمر‪.‬‬

‫تدري (‪)1‬‬

‫نه ػى رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ عػػف‬ ‫كيػػؼ يػػتـ التو يػػؽ بػػيف حػػدي‬
‫است باؿ ال بمة عند البوؿ والغائط و عؿ رسوؿ اهلل كما ورد عف ابف عمر؟‬

‫‪ 6.6‬طرق إزالة التعارض‬


‫إحا تعارضػن األدلػة عمػى نحػو مػا حكػػر كيػؼ ُيػزاؿ هػحا التعػارض ؟ وكيػؼ يتوصػػؿ‬
‫المجتهد إلى الحكـ األصوي ؟‬
‫س ػ ػ ػ ػػمؾ العمم ػ ػ ػ ػػاء إل ازل ػ ػ ػ ػػة التع ػ ػ ػ ػػارض ‪ -‬الواقػ ػ ػ ػ ػ ظ ػ ػ ػ ػػاه اًر ب ػ ػ ػ ػػيف األدل ػ ػ ػ ػػة ‪ -‬مس ػ ػ ػ ػػالؾ أهمه ػ ػ ػ ػػا‬
‫ما يمو‬

‫‪416‬‬
‫‪ 2.6‬مسالك العلماء إلزالة التعارض‬
‫أ‪ .‬مسلك الجمهور‬
‫يػرى جمهػػور العممػػاء مػػف المالكيػػة والشػػا عية والحنابمػػة أف د ػ التعػػارض بػػيف األدلػػة‬
‫يجي أف تكوف و ؽ الترتيي التالو‬
‫يجػوز لػ أف يمجػأ إلػى غيػرد‬ ‫أوالً ‪ :‬يسعى المجتهد لمجم بيف الدليميف لحا استطاع حلػؾ‬
‫وحلؾ ألف العمؿ بالدليميف معًا أولى مف العمؿ بأحدهما وترؾ اآل ر ‪.‬‬
‫اسػػت باؿ واسػػتدبار ال بمػػة بػالبوؿ ونحػػود ‪ ،‬ػػد مػػر معنػػا قريبػًا أنػ ورد يػ‬ ‫م ببال ذلببك ‪ :‬حػػدي‬
‫ح ػػدي اف أح ػػدهما يمنػ ػ ‪ ،‬واآل ػػر يج ػ ِّػوز وقمن ػػا أف العمم ػػاء جمعػ ػوا بينهم ػػا ب ػػأف يعم ػػؿ بح ػػدي‬
‫النهػػو عػػف اسػػت باؿ ال بمػػة ػػو غيػػر البنػػاء لعػػدـ المش ػ ة ػػو حلػػؾ ويعمػػؿ بػػالجواز ػػو البنػػاء‬
‫لحصوؿ المش ة و است باؿ ال بمة يها‪.‬‬
‫انياً ‪ :‬إحا تعحر الجمػ بػيف الػدليميف يمجػأ المجتهػد إلػى التػرجيح بػأف ي ػدـ أحػد الػدليميف عمػى‬
‫اآل ر يعمؿ ب وي ر اآل ر ال يعمؿ ب ‪.‬‬
‫ولمتػػرجيح وجػػود ك ي ػرة قػػد تكػػوف بواسػػطة السػند ‪ ،‬أو بواسػػطة المػػتف‪ ،‬أو بواسػػطة شػػوء ػػار‬
‫ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػند والمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتف ‪ ،‬ولك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ نػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوع م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف ه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػحد األن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواع أقس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ ك ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرة‬
‫يس المجاؿ لحكرها‪.‬‬
‫م ال الترجيح ‪ :‬قصة زوا النبػو صػمى اهلل عميػ وسػمـ ليمونػة بنػن الحػار المت دمػة والتػو‬
‫ابػػف عبػػاس أف النبػػو‬ ‫أ بػػن حػدي‬ ‫ميمونػة حيػ‬ ‫ابػف عبػػاس مػ حػػدي‬ ‫تعػارض يهػػا حػػدي‬
‫ميمونة أن تزوجها وهو حالؿ ‪.‬‬ ‫صمى اهلل عمي وسمـ تزوجها وهو محرـ وأ بن حدي‬
‫ميمونػة يػػرجح عمػػى‬ ‫ػد اسػػتعمؿ العممػاء مسػػمؾ التػػرجيح بػيف هػػحيف الحػدي يف ػػالوا حػػدي‬
‫ابف عباس لآلتو‬ ‫حدي‬
‫‪ .1‬أف ميمونة رضو اهلل عنها) هو صػاحبة الواقعػة وهػو أعػرؼ بكيفيػة زاوجهػا مػف رسػوؿ‬
‫اهلل صمى اهلل عمي وسمـ مف ابف عباس ‪.‬‬

‫‪417‬‬
‫أ بػػن مػػا أ بتتػ ميمونػػة رضػػو‬ ‫‪ .4‬هػػحد الروايػػة ت يػػدها روايػػة أ ػػرى عػػف أبػػو ار ػ ‪ ‬حيػ‬
‫اهلل عنهػػا) ػػـ قػػاؿ وكنػػن السػػفير بينهمػػا أي بػػيف النبػػو صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ وميمونػػة‬
‫رضو اهلل عنها) ‪.‬‬
‫يها هحا الزوا وانمػا سػمع مػف‬ ‫‪ .1‬أف ابف عباس لـ يكف حاض ًار عمرة ال ضاء التو حد‬
‫غيرد ‪.‬‬
‫ميمونة موا ؽ لنهي صمى اهلل عمي وسمـ ال ابن عف نكاح المحرـ ‪.‬‬ ‫‪ .2‬أف حدي‬
‫زوا النبو صمى اهلل عميػ وسػمـ مػف ميمونػة وهػو محػرـ انفػرد بػ ابػف عبػاس‬ ‫‪ .3‬أف حدي‬
‫أحد غير ‪.‬‬‫حي لـ َي ْرِوِد ٌ‬
‫ال ببباً ‪ :‬إحا تع ػػحر النس ػػخ حك ػػـ المجته ػػد بتس ػػاقط ال ػػدليميف لع ػػدـ إمك ػػاف العم ػػؿ بأح ػػدهما دوف‬
‫اآل ر ‪ ،‬ولعدـ إمكاف العمػؿ بهمػا معػاً ‪ ،‬ولعػدـ معر ػة ت ػدـ أحػدهما عمػى اآل ػر حتػى يحكػـ‬
‫بالنسخ واحا تساقطا عندد رج إلى حكـ البراءة األصمية ‪.‬‬
‫ب‪ .‬مسلك الحنفية‬
‫يرى جمهور الحنفية أن و حالة ما إحا وق التعػارض ظػاه اًر بػيف األدلػة لنػ يجػي‬
‫ػػر إ بعػد تعػحر سػموؾ الطريػػؽ‬ ‫أف يسػمؾ المجتهػد الطػرؽ اآلتيػة و ينت ػػؿ مػف طريػؽ إلػى‬
‫الحي قبم وهو‬
‫أوالً ‪ :‬النظر و التاريخ ػلحا عمػـ التػاريخ حكػـ بالنسػخ ينسػخ المتػأ ِّ ُر المت ِّػد َـ عمػى نحػو مػا‬
‫مر معنا و النسخ ‪.‬‬
‫اني باً ‪ :‬إحا ل ػـ يعمػػـ التػػاريخ وتعػػحر النسػػخ ينظػػر ػػو الػػدليميف ػػلحا كػػاف ألحػػد الػػدليميف مزيػػة‬
‫تجعم راجحًا عمى اآل ر قدـ عمي يكوف هحا الدليؿ راجحًا واآل ر مرجوحًا ‪.‬‬
‫ال اً ‪ :‬إحا تعحر الجم ‪ -‬وحلؾ بعػد تعػحر مػا قبمػ ‪ -‬ػلف المجتهػد يتػرؾ العمػؿ بهمػا ويرجػ‬
‫السػنة ‪ ،‬واحا كانػا‬
‫إلى ما دونهما و الرتبػة ‪ ،‬ػلحا كػاف المتعارضػاف يتػيف تركهمػا ورجػ إلػى ُ‬
‫حػدي يف تركهمػػا ورجػ إلػػى ال يػػاس ‪ ،‬واحا كانػا قياسػػيف ‪ ،‬ولػػـ ي ِّيػػد أحػػدهما دليػػؿ شػػرعو ػػر‬
‫تركهما ويعمؿ بعد التحري بما اطمأنن إلي نفس ‪.‬‬

‫‪422‬‬
‫واحا تعارضن يتاف أو ُسنتاف ولػـ يجػد المجتهػد األدوف منهمػا حتػى يرجػ إليػ لنػ‬
‫يحكـ بما كاف عمي الحاؿ قبؿ ورود هحيف الدليميف‪.‬‬
‫هػػحا ولعػػؿ األرجػػح مػػف هػػحيف المسػػمكيف هػػو مسػػمؾ الجمهػػور ػػو ت ػػديـ الجم ػ عمػػى‬
‫التػرجيح ‪ ،‬والتػػرجيح عمػى النسػػخ والنسػخ عمػػى التسػاقط حلػػؾ ألف إعمػاؿ الػػدليميف أولػى مػػف‬
‫ػلحا أمكػف الجمػ كػاف حلػؾ عمػالً بالػدليميف‬ ‫إهماؿ أحدهما وترؾ اآل ػر وهػحا يتح ػؽ بػالجم‬
‫معاً ‪.‬‬
‫ػر مػػف تركهمػػا مع ػاً وحلػػؾ‬
‫واحا تعػػحر حلػػؾ كػػاف إعمػػاؿ أحػػد الػػدليميف وتػػرؾ اآل ػػر يػ اً‬
‫إنمػػا يكػػوف بػػالترجيح ‪ .‬وه ػػو أولػػى مػػف النسػػخ وم ػػدـ عمي ػ لمػػا ػػو النس ػػخ مػػف إلغػػاء ألح ػػد‬
‫الدليميف بالكمية ‪.‬‬

‫نشاط‬
‫اكتػػي صػػفحة واحػػدة يهػػا م ارنػػة بػػيف مػػحهي الحنفيػػة والجمهػػور ػػو د ػ‬
‫التعارض بيف األدلة وناقش حلؾ م زمالئؾ‪.‬‬

‫‪ .3‬الترجيح‬
‫‪ 1.3‬تعريف الترجيح لغةً واصطالحاً‬
‫الترجيح ل‪:‬ة ‪:‬‬
‫رجػػح ‪ ،‬ويطمػػؽ مجػػا ًاز عمػػى اعت ػػاد الرجحػػاف هػػو ت ميػػي الشػػوء عمػػى غي ػرد‬
‫مصػػدر ّ‬
‫ومن رجح الميزاف إحا مالن إحدى كفتي بالموزوف‪.‬‬
‫الترجيح اصطالحاً‬
‫هو اقتراف األمارة بما ت وى ب عف معارضها ‪.‬‬
‫الشرح ‪ :‬يظهر مف الؿ هحا التعريؼ أف الترجيح هػو أف ي تػرف بأحػد الػدليميف المتعارضػيف‬
‫زيادة أو مزية أو ضؿ أو قوة تجعم ي وى عمى الدليؿ اآل ر الحي يعارض ‪.‬‬

‫‪421‬‬
‫وقػد مػػرن معنػػا نمػػاح لمتػرجيح كترجيحنػػا روايػػة ميمونػػة ػو شػػأف زوا النبػػو صػػمى‬
‫اهلل عمي وسمـ منها عمى رواية ابف عباس لما و حدي ها مػف مزيػة وقػوة هػو كونهػا صػاحبة‬
‫الواقعة ‪ .‬وستأتو أم مة أ رى ح ة بمشيئة اهلل تعالى ‪.‬‬

‫‪ 6.3‬أقسام الترجيح‬
‫يمكػ ػػف صػ ػػم عػ ػػف التع ػ ػػارض ألف التػ ػػرجيح إنمػ ػػا يكػ ػػوف بػ ػػيف ال ػ ػػدليميف‬ ‫التػ ػػرجيح‬
‫المتعارضيف ولحلؾ لف التػرجيح قػد يكػوف بػيف من ػوليف وقػد يكػوف بػيف مع ػوليف ‪ ،‬وقػد يكػوف‬
‫بيف من وؿ ومع وؿ هحد هو أقساـ الترجيح التو هو أقساـ التعارض أيضاً ‪.‬‬
‫القسم األول ‪ :‬الترجيح بين المنقولين ‪:‬‬
‫وس ِّػمين من ولػة ألنهػا ن مػن عػف صػاحي‬
‫السػنة ُ‬
‫والم صود بالمن وؿ نصوص ال رف و ُ‬
‫عف الع ؿ ‪.‬‬ ‫الشرع وت ح عن‬
‫وعمي لحا تعارض من و ف كيؼ يرجح بينهما ؟‬
‫حصر عمماء األصوؿ أقساـ الترجيح بيف من وليف و اآلتو‬

‫‪ .1‬الترجيح بواسطة السند ‪.‬‬


‫‪ .6‬الترجيح بواسطة المتن ‪.‬‬
‫‪ .3‬الترجيح بواسطة المدلول ‪.‬‬
‫‪ .1‬الترجيح بأمر خارج عن السند والمتن والمدلول ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬الترجيح بواسطة السند ‪:‬‬


‫ل أنواع ك يرة نحكر نماح منها‬ ‫والترجيح بواسطة سند الحدي‬
‫‪ .1‬الترجيح بك رة الرواة ‪:‬‬

‫‪424‬‬
‫وصورت إحا تعارض حدي اف أحدهما روات أك ر مف اآل ر قدـ الحي روات أك ر ‪.‬‬
‫عبػد اهلل بػػف عمػر عػػف أبيػ رضػػو اهلل عنهمػا) قػػاؿ أريػن النبػػو صػػمى اهلل‬ ‫م البو ‪ :‬حػػدي‬
‫عمي ػ وسػػمـ إحا ا تػػتح الصػػالة ر ػ يدي ػ حتػػى يحػػاحي منكبي ػ ‪ ،‬واحا أراد أف يرك ػ ‪ ،‬وبعػػدها‬
‫ير رأس مف الركوع ‪ ،‬و ير بيف السجدتيف‪.‬‬
‫الب ػراء ب ػػف عػػازي قػػاؿ أريػػن النبػػو صػػمى اهلل عميػ ػ‬ ‫عارض ػ حػػدي‬ ‫هػػحا الحػػدي‬
‫ػـ‬ ‫يزيػد بػف أبػو زيػاد وزاد يػ‬ ‫بهػحا الحػدي‬ ‫وسمـ إحا ا تتح الصالة ير يدي ‪ .‬وقػد حػد‬
‫يعود‪.‬‬
‫أف األوؿ أ اد أف الر يكوف عنػد تكبيػرة اإلحػراـ وعنػد الركػوع‬ ‫والحدي اف متعارضاف حي‬
‫والر مف الركوع بينما اآل ر ي صر ر اليديف عمى تكبيرة اإلحراـ ط ‪.‬‬
‫األوؿ عمػى ال ػانو لك ػرة روائػ مػف‬ ‫مف األئمة الحػدي‬ ‫وقد رجح الشا عو ومف وا‬
‫بمغ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن رواتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنهـ ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاً وأربع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيف‬ ‫الص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػحابة حيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬
‫صحابياً‪.‬‬

‫‪ .6‬الترجيح بقول صاح الواقعة ‪:‬‬


‫وحل ػ ػ ػػؾ ػ ػ ػػو حال ػ ػ ػػة م ػ ػ ػػا إحا تع ػ ػ ػػارض ح ػ ػ ػػدي اف أح ػ ػ ػػدهما يرويػ ػ ػ ػ ص ػ ػ ػػاحي الواقع ػ ػ ػػة‬
‫أو ال صة واآل ر يروي غيرد هنا ت دـ رواية صاحي ال صة ‪.‬‬
‫م الو ‪ :‬ما روت السيدة عائشة رضو اهلل عنها) أنها قالن قػاؿ رسػوؿ اهلل صػمى اهلل عميػ‬
‫سل "‪.‬‬ ‫وسمـ " إِ َذا ا ْلتَقَى ا ْل ِختَا َن ِ‬
‫ان َو َج َ ا ْل‪ْ ُ:‬‬
‫هحا الحدي يعارضػ حػدي ابػف عبػاس رضػو اهلل عنهمػا أنػ قػاؿ قػاؿ رسػوؿ اهلل‬
‫صمى اهلل عمي وسمـ " إِ ّنما الماء ِم َن الم ِ‬
‫اء "‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫الحػػدي األوؿ ي بػػن الغسػػؿ بمجػػرد الجمػػاع حتػػى ولػػو لػػـ يحصػػؿ إن ػزاؿ ‪ ،‬وال ػػانو‬
‫يوجي الغسؿ ط و حالة ما إحا حصؿ إنزاؿ ‪.‬‬
‫السػػيدة عائشػػة ألنهػػا رضػػو اهلل عنهػػا) قالػػن ػػو‬ ‫ولكػػف رجػػح جهػػور العممػػاء حػػدي‬
‫عمت أنا ورسوؿ اهلل صمى اهلل عمي وسمـ اغتسمنا‪.‬‬ ‫بعض الروايان‬

‫‪421‬‬
‫تدري (‪)6‬‬

‫ك ي ػ ػرة م تمفػػػة ػ ػػو الكيفيػػػة ومكانهػػػا‪ .‬كيػػػؼ‬ ‫ورد ػػو ر ػ ػ اليػػػديف أحادي ػ ػ‬
‫يمكنؾ الترجيح بيف هحد األحادي ؟‬

‫‪ .3‬الترجيح بوقت الرواية ‪:‬‬


‫بعػد بموغػ بينمػا راوي الحػػدي‬ ‫وصػورت أف يكػوف راوي أحػد الحػدي يف سػػم الحػدي‬
‫بعضػها يرويػ‬ ‫‪ ،‬أو كػػاف لػ أحاديػ‬ ‫اآل ػر المعػارض لػ لػـ يكػػف بالغػاً حالػػة روايتػ لمحػدي‬
‫المعػػارض هنػػا ي ػػدـ‬ ‫ػػو زمػػف الصػػبا وبعضػػها بعػػد البمػػوغ ولػػـ يعػػرؼ زمػػف روايت ػ لمحػػدي‬
‫مف روى بعد البموغ ‪.‬‬ ‫حدي‬
‫م الببببو ‪ :‬روي عػ ػػف ابػػػف عمػػػر ‪ ‬أف رسػ ػػوؿ اهلل صػ ػػمى اهلل عمي ػ ػ وسػػػمـ أ ػ ػػرد بػػػالح حػ ػػيف‬
‫أحرـ ‪.‬‬
‫ػػر يروي ػ أن ػػس ‪ ‬أنػ ػ سػػم رس ػػوؿ اهلل ص ػػمى اهلل‬ ‫يعارض ػ ح ػػدي‬ ‫هػػحا الح ػػدي‬
‫عمي وسمـ " ُي َّ‬
‫يل بالحج والعمرة جميعاً "‪.‬‬
‫أنػس فضػموا اإل ػراد عمػى‬ ‫هنا قدـ المالكية والشا عية حػدي ابػف عمػر عمػى حػدي‬
‫ال راف ألف ابف عمر لما حػ النبػو صػمى اهلل عميػ وسػمـ كػاف كبيػ ًار بالغػًا وأنػس كػاف صػغي ًار‬
‫لـ يبمغ الحمـ‪.‬‬
‫ػػط لمت ػػرجيح بواس ػػطة الس ػػند ‪ ،‬وهن ػػاؾ أنػ ػواع ك يػ ػرة له ػػحا النػ ػوع حكره ػػا‬ ‫ه ػػحد نم ػػاح‬
‫األصوليوف يمكف مراجعتها و كتبهـ المعتمدة‪.‬‬
‫انياً ‪ :‬الترجيح بواسطة المتن‪:‬‬
‫وهػ ػػحا النػ ػػوع ت ػ ػػدمن مسػ ػػائم ضػ ػػمف موضػ ػػوعان متنوعػ ػػة تناولناهػ ػػا ضػ ػػمف بعػ ػػض‬
‫الوحػػدان المت دمػػة كتعػػارض ال ػػاص م ػ العػػاـ لن ػ ت ػػدـ العػػاـ ‪ ،‬والمطمػػؽ م ػ الم يػػد حي ػ‬
‫إنػ ػ ي ػػدـ الم ي ػػد ‪ ،‬وم مػ ػ ت ػػديـ ال ػػنص عم ػػى الظ ػػاهر والمب ػػيف عم ػػى المجم ػػؿ والح ي ػػة عم ػػى‬
‫المجاز والناسخ عمى المنسو ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫‪422‬‬
‫ال اً ‪ :‬الترجيح بواسطة المدلول (الحكم) ‪:‬‬
‫وصػػورة ه ػػحا النػػوع إحا تع ػػارض ب ػراف أح ػػدهما ي بػػن الحظ ػػر ‪ ،‬واآل ػػر اإلباح ػػة أو‬
‫أحػدهما ي بػن الحظػر ‪ ،‬واآل ػر ي بػن الوجػوي ‪ ...‬الػخ ‪ ،‬ولػ عػدة ػروع وأم مػة نػحكر نمػاح‬
‫منها‬
‫‪ .1‬إحا تعػػارض ب ػراف أحػػدهما م بػػن لإلباحػػة ‪ ،‬واآل ػػر لمتح ػريـ ‪ ،‬هنػػا ا تمػػؼ العممػػاء ػػو‬
‫أيهمػػا أرجػػح التح ػريـ أـ اإلباحػػة ‪ ،‬وقػػد رأى جمهػػورهـ تػػرجيح ال بػػر الػػداؿ عمػػى التح ػريـ‬
‫عمى الداؿ عمى اإلباحة ‪.‬‬
‫لبك مبن‬ ‫م الو ‪ :‬قول صمى اهلل عميػ وسػمـ ػو شػأف ا سػتمتاع بالحػائض حػاؿ الحػيض‬
‫الس ػ ػػرة ‪،‬‬
‫الحببببببائض مببببببا فببببببوق اإل زار )‪ .‬ه ػ ػػحا الح ػ ػػدي يب ػ ػػيح لمرج ػ ػػؿ ا س ػ ػػتماع م ػ ػػا ػ ػػوؽ ُ‬
‫ر هحا نص " اصنعوا كل شيء سوى النكاح "‬ ‫إ أف هحا الحدي معارض بحدي‬
‫السػػرة والركبػػة عمػػى الح ػدي‬
‫األوؿ والػػحي يحػػرـ مػػا بػػيف ُ‬ ‫ػػد رجػػح الجمهػػور الحػػدي‬
‫ال انو الحي يبيح حلؾ ‪.‬‬
‫‪ .4‬إحا تعػػارض ب ػراف أح ػػدهما م بػػن ‪ ،‬واآل ػػر ن ػ ٍ‬
‫ػاؼ هنػػا ا تمػػؼ العمم ػػاء عمػػى م ػػحاهي‬
‫مػنهـ مػػف حهػػي إلػػى ت ػػديـ الم بػػن عمػػى النػػا و ‪ ،‬وهػػو مػػحهي جمهػػور العممػػاء ‪ ،‬ومػػنهـ‬
‫مػف قػدـ النفػو عمػى اإل بػان ‪ ،‬ومػنهـ مػف حهػي إلػى أنهػا سػواء و يػرجح أحػدهما عمػػى‬
‫اآل ر إ لمرجح‪.‬‬
‫ابػػف عمػػر رضػػو اهلل عنهمػػا) ػػو شػػأف صػػالة النبػػو صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ‬ ‫م الببو ‪ :‬حػػدي‬
‫روي عن ػ أف رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ صػػمى ػػو الكعبػػة وبين ػ‬ ‫دا ػػؿ الكعبػػة حي ػ‬
‫وبيف الجدار ال ة أحرع ‪.‬‬
‫سػػألن بػػال ً بػػف ربػػاح أيػػف صػػمى رسػػوؿ اهلل‬ ‫و ػػو روايػػة ل ػ قػػاؿ رضػػو اهلل عن ػ‬
‫صمى اهلل عمي وسمـ حيف د ؿ الكعبة ؟ قاؿ بيف الساريتيف‪.‬‬
‫أف رسػػوؿ اهلل‬ ‫ابػػف عبػػاس رضػػو اهلل عنهمػػا) و ي ػ‬ ‫عارض ػ حػػدي‬ ‫هػػحا الحػػدي‬
‫صمى اهلل عمي وسمـ د ؿ الكعبة وكاف يدعو ويستغفر‪ ،‬ولـ يرك ولـ يسجد‪.‬‬

‫‪423‬‬
‫ابػف عبػاس ‪،‬‬ ‫ابف عمر عمى حػدي‬ ‫مف قاؿ بت ديـ الم بن عمى النا و رجح حدي‬
‫ابف عباس ‪.‬‬ ‫ومف قاؿ بت ديـ النا و عمى الم بن رجح حدي‬
‫أسئمة تقويم ذاتي‬

‫‪ .1‬كيؼ يتـ الترجيح عف طريؽ وقن الرواية م التم يؿ؟‬


‫ال وأ ػػر يبػػيح نفػػس الفعػػؿ م ػ‬
‫‪ .4‬كيػػؼ نفعػػؿ إحا وجػػدنا نص ػًا يحػػرـ ع ػ ً‬
‫التم يؿ؟‬
‫عػػف صػػالة رسػػوؿ اهلل دا ػػؿ الكعبػػة وأ ػػرى إنمػػا هػػو‬ ‫‪ .1‬وردن أحادي ػ‬
‫دعاء واستغفار‪ .‬كيؼ يمكنؾ الترجيح تبيف هحد الروايان؟‬

‫رابعاً ‪ :‬الترجيح بأمر خارجي ‪:‬‬


‫والم ص ػػود ب ػػاألمر ال ػػػارجو يعن ػػو ػػػار ع ػػف الس ػػند والمػ ػػتف والحك ػػـ والمعنػ ػػى إحا‬
‫تعػػارض ب ػراف وتعػػحر التػػرجيح بينهمػػا بواحػػد مػػف المرجحػػان الس ػاب ة هنػػا يمجػػأ إلػػى أمػػور‬
‫ارجة عف هحد المرجحان ‪ ،‬ول د حكر العمماء أنواعًا ك يرة وهحد نماح منها‬
‫‪ .1‬إحا تعارض براف ووا ؽ أحدهما ظاهر ال رف قُ ِّدـ الحي وا ظاهر ال رف ‪.‬‬
‫م ال ذلك ‪ :‬قول صمى اهلل عمي وسػمـ " من نام عن صبالة أو نسبييا فميصبميا إذا ذكرىبا‬
‫فإن ذلك وقتيا " ‪.‬‬
‫عارض ػ نهي ػ صػػمى اهلل عميػ ػ وسػػمـ عػػف الصػػالة بعػػد العصػػر حت ػػى‬ ‫هػػحا الحػػدي‬
‫تغري الشمس ‪ ،‬وعف الصالة بعد الصبح حتى تطم الشمس‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫األوؿ ألف ظاهر ال رف ي يدد ومف حلؾ قول تعالى‬ ‫وقد رجح العمماء الحدي‬

‫‪‬‬ ‫‪(      ‬سورة آل عمران‪ ،‬ادية‪ ، )3 ،‬وقول تعالى‬

‫‪(      ‬سورة البقرة‪ ،‬ادية‪.) ،‬‬

‫‪.‬‬ ‫الحدي‬ ‫‪ .4‬إحا تعارض براف ووا ؽ أحدهما حدي اً قُ ِّدـ الحي وا‬
‫‪424‬‬
‫قول صمى اهلل عمي وسمـ " ال نكاح إال بولي" ‪.‬‬ ‫م ال‬
‫لببيس لمببولي‬ ‫ػػر هػػو قول ػ صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ‬ ‫عارض ػ حػػدي‬ ‫هػػحا الحػػدي‬
‫مع ال ِّي أمر )‪.‬‬
‫األوؿ يفيػػد عػػدـ صػػحة النكػػاح مطم ػًا إحا وق ػ بغيػػر ولػػو ػػلف ال ػػانو‬ ‫بينمػػا الحػػدي‬
‫يفيد بظاهرد أف ال يِّي يصح نكاحها مف غير ولو ‪.‬‬
‫ػػر هػػو قول ػ‬ ‫إ أف جمهػػور العممػػاء رجػػح الحػػدي األوؿ لموا ت ػ لظ ػاهر حػػدي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بر ٍَة ُن ِك َحب ْ‬
‫كاح َيببا‬ ‫ْن َولِ ّي َيببا ‪ ،‬فَن ُ‬
‫كاح َيببا َباط ب ٌل ‪ ،‬فَن ُ‬ ‫بت ِب َ‪ْ :‬يب ِبر إذ ِ‬ ‫امب َأ‬
‫ّأي َمببا ْ‬ ‫صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ‬
‫اط ٌل ‪ ،‬فَ ِنكاحيا ب ِ‬
‫اط ٌل ) ‪.‬‬ ‫ب ِ‬
‫َُ َ‬ ‫َ‬
‫‪ ]1‬إحا تعارض حدي اف ووا ؽ أحدهما ال ياس الحي يوا ال ياس قُ ِّدـ عمى الحي لـ يوا ‪.‬‬
‫ليس عمى المسمم صدقة في عبده وال فرسو ) ‪.‬‬ ‫م الو ‪ :‬قول صمى اهلل عمي وسمـ‬
‫ه ػػحا الح ػػدي عارضػ ػ ح ػػدي أب ػػو هريػ ػرة الطوي ػػؿ إف رس ػػوؿ اهلل ص ػػمى اهلل عميػ ػ‬
‫َجٌر ‪َ ،‬ولِ َر ُج ٌل ِستٌْر ‪ِ ،‬و َعمِى َر ُج ٍل ِو ْزٌر )‪.‬‬
‫ا ْل َخ ْي ُل َالَ َ ٌة ‪ :‬فَ ِي َي لِ َر ُج ٍل أ ْ‬ ‫وسمـ قاؿ‬
‫وجػػاء يػ أف الرجػػؿ الػػحي هػػو لػ سػػتر رجػػؿ ربطهػػا تغنيػاً وتعففػاً ولػػـ يػػنس حػػؽ اهلل‬
‫و طهورها ‪.‬‬
‫األوؿ ينفػو الزكػاة ػو ال يػؿ‬ ‫وقاؿ حؽ اهلل و طهورها هػو الزكػاة ‪ ،‬صػار الحػدي‬
‫دوف الحكور ‪.‬‬ ‫مطم اً ‪ ،‬واآل ر يوجبها ‪ ،‬وقد قاؿ مف أوجبها بوجوبها و اإلنا‬
‫تجػػي‬ ‫األوؿ ألف ال يػػاس يوا ػ وحلػػؾ ألف مػػا‬ ‫وقػػد رجػػح جمهػػور العممػػاء الحػػدي‬
‫تجي و إنا ‪.‬‬ ‫الزكاة و حكورد‬
‫وعمػ ػ ػ ػػى الجممػ ػ ػ ػػة كػ ػ ػ ػػؿ دليمػ ػ ػ ػػيف متعارضػ ػ ػ ػػيف أيػ ػ ػ ػػد أحػ ػ ػ ػػدهما مػ ػ ػ ػػرجح ػ ػ ػ ػػارجو قػ ػ ػ ػػدـ‬
‫م ػػا أي ػػدد الم ػػرجح ال ػػارجو عم ػػى غيػ ػرد سػ ػواء أك ػػاف قرنػ ػًا أـ ُس ػػنة أـ قياسػ ػًا أـ عم ػػؿ ال مف ػػاء‬
‫الراشديف أـ عمؿ أهؿ المدينة ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫‪425‬‬
‫تدري (‪)2‬‬
‫" نكاح إ بولو" احكر ما تعر عف العمؿ بهحا الحدي‬ ‫‪ .1‬حدي‬
‫الحي عارض ؟‬ ‫وما هو الحدي‬
‫‪ .4‬هؿ تجي و ال يؿ زكاة؟ إف كانن اإلجابة بنعـ احكر الدليؿ واف‬
‫كانن بال احكر الدليؿ كحلؾ‪ .‬وما هو ال وؿ الراجح؟‬

‫القسم ال اني ‪ :‬الترجيح بين المعقولين ‪:‬‬


‫كم ػػا يك ػػوف التع ػػارض ب ػػيف النص ػػوص الش ػػرعية يك ػػوف أيضػ ػاً ب ػػيف األقيس ػػة والعمم ػػاء‬
‫ي ص ػػدوف ب ػػالمع وؿ ال ػػدليؿ الع م ػػو المج ػػرد وانم ػػا‬ ‫عن ػػدما ي ول ػػوف التع ػػارض ب ػػيف مع ػػوليف‬
‫ي صدوف ب ال ياس ‪.‬‬
‫وعميػ يكػػوف معنػػى التعػارض بػػيف المع ػػوليف ‪ ،‬التعػػارض بػيف ال ياسػػيف ‪ ،‬هػػحا وممػػا‬
‫ينبغػػو التنبي ػ إلي ػ هنػػا أف التعػػارض ي ػ بػػيف األقيسػػة إحا كانػػن عمػػة ال يػػاس منصوص ػاً‬
‫عميهػػا ‪ ،‬أو مجمع ػاً عميهػػا ‪ ،‬وانمػػا ي ػ بػػيف األقيسػػة التػػو ِعمتهػػا مسػػتنبطة ألن ػ يتطػػرؽ إليهػػا‬
‫ا تالؼ بيف المجتهديف ب ػالؼ األوؿ ‪ ،‬وقػد مػر بنػا ػو م ػرر أصػوؿ الف ػ ‪ )1‬بيػاف كػؿ‬
‫مف ِ‬
‫العمة المنصوصة والمستنبطة ‪.‬‬
‫والتػػرجيح بػػيف ال ياسػػيف المتعارضػػيف حكػػر لػ العممػػاء روعػًا ك يػرة تنػػدر كمهػػا تحػػن‬
‫أربعة أنواع رئيسة هو‬

‫‪426‬‬
‫ِ‬
‫العمَّة ‪.‬‬ ‫‪ .1‬الترجيح بحس‬
‫الدليل الدال عميو الوصف لمحكم ‪.‬‬ ‫‪ .6‬الترجيح بحس‬
‫دليل حكم األصل ‪.‬‬ ‫‪ .3‬الترجيح بحس‬
‫كيفية الحكم ‪.‬‬ ‫‪ .1‬الترجيح بحس‬
‫وسببنذكر نموذجبباً واحبببداً عمببى األقبببل لكببل واحبببد مببن ىبببذه‬
‫األنواع ‪:‬‬

‫ِ‬
‫العمَّة ‪:‬‬ ‫‪ .1‬الترجيح بحس‬
‫بعمة بسيطة عمى المعمؿ ب ِعمة مركبة ‪.‬‬ ‫ت ديـ ال ياس المعمؿ ِ‬
‫م الو ‪ :‬قوؿ الشا عو و محهب الجديد إف ِعمة الربػا ػو البػر والشػعير والتمػر والممػح هػو‬
‫الطعػػـ‪ ،‬والطعػػـ ِعمػػة بسػػيطة‪ ،‬ولػػحلؾ رجػػح هػػحا ال ػرأي عمػػى مػػا حهػػي إلي ػ رحم ػ اهلل) ػػو‬
‫العمػػة هػػو الطعػػـ والت ػػدير ألف ِ‬
‫العمػػة هنػػا مركبػػة مػف الطعػػـ والت ػػدير‬ ‫محهبػ ال ػػديـ حيػ قػػاؿ ِ‬
‫معاً‪.‬‬

‫‪ .6‬الترجيح بحس الدليل الدال عمى ِ‬


‫الع َّمة ‪:‬‬
‫م الببو ‪ :‬تػػرجيح ال يػػاس الػػحي بت ػن ِعمت ػ بػػالنص عمػػى ال يػػاس الػػحي بت ػن ِعمت ػ با سػػتنباط‬
‫وا جتهاد كال ياس ال ابن بالمناسبة ‪.‬‬
‫دليل حكم األصل ‪:‬‬ ‫‪ .3‬الترجيح بحس‬

‫‪427‬‬
‫إحا تعػارض قياسػػاف أحػدهما دليػػؿ حكػػـ أصػم أقػػوى مػف دليػػؿ حكػػـ اآل ػر قػػدـ مػا كػػاف دليػػؿ‬
‫حكم أقوى م الً إحا كاف دليؿ حكـ األصؿ ػو أحػدهما بػن بػالنص واآل ػر بػن بالظػاهر‬
‫قدـ الحي بن بالنص عمى الحي بن بالظاهر ‪ ،‬وهكحا ‪.‬‬
‫وم مبببو أيضببباً ‪ :‬مػػا ل ػػو كػػاف دلي ػػؿ حكػػـ األص ػػؿ ػػو أح ػػدهما ابت ػًا باإلجم ػػاع ‪ ،‬و ػػو اآل ػػر‬
‫بالنص غير ال طعو لن ي ِّدـ اإلجماع ل طعيت ‪ ،‬وهحا محهي جمهور العمماء‪.‬‬
‫كيفية حكم األصل ‪:‬‬ ‫‪ .1‬الترجيح بحس‬
‫هػحا النػػوع يجػػري مػا جػػرى عمػػى التػػرجيح بواسػطة الحكػػـ ػػو موضػوع التعػػارض بػػيف من ػػوليف‬
‫قمنا هناؾ إحا تعػارض نصػاف أحػدهما ي يػد الحظػر واآل ػر اإلباحػة قػدـ الحظػر عمػى‬ ‫حي‬
‫ا إلباحة ‪ ،‬وكحلؾ ما قمناد و ت ديـ الم بن لمتحريـ عمى الم بن لموجوي ‪ ،‬وهكحا ‪.‬‬
‫القسم ال الث ‪ :‬الترجيح بين منقول ومعقول ‪:‬‬
‫إحا تعػػارض دلػػيالف ػػو مسػػألة واحػػدة وأح ػػدهما نػػص واآل ػػر قي ػػاس لمعممػػاء أقػ ػواؿ‬
‫ك يرة و أيهما أولى بالت ديـ ‪.‬‬
‫تعػػارض بػيف األقيسػػة والنصػػوص إحا كػػاف‬ ‫إ أنػ ممػػا ينبغػػو التنبيػ إليػ هنػػا أنػ‬
‫الػػنص اص ػًا ‪ ،‬وانمػػا ي ػ التعػػارض بينهمػػا ػػو حالػػة مػػا إحا كػػاف الػػنص عام ػًا أو كػػاف مػػف‬
‫قبيؿ اآلحاد ‪.‬‬
‫ت صػػيص‬ ‫ولمعممػاء ػػو هػػحا الموضػوع ػػالؼ كبيػػر حكرنػاد بشػػوء مػػف التفصػيؿ ػػو مبحػ‬
‫رجحنػػا هنػػاؾ مػػحهي الجمهػػور‬ ‫اآلحػػاد وال ي ػاس حي ػ‬ ‫السػػنة المت ػواترة بأحادي ػ‬
‫عػػاـ ال ػػرف و ُ‬
‫السػػنة المت ػواترة بال يػػاس عمػػى مػػحهي الحنفيػػة الػػحيف‬
‫الػػحي يػػرى ج ػواز ت صػػيص عػػاـ ال ػػرف و ُ‬
‫يروف الؼ حلؾ ‪.‬‬

‫‪432‬‬
‫الخالصة‬
‫عزيزي الدارس‪ ،‬بعد أف رغنا مف دراسة هحد الوحدة ن مص إلى ما يأتو‬
‫ر متأ ر عن ‪.‬‬ ‫‪ ‬النسخ هو ر الحكـ الشرعو بحكـ شرعو‬
‫‪ ‬والحكمة مف النسخ رحمة اهلل بالعباد والتدر و األحكاـ‪.‬‬
‫‪ ‬ولمنسخ أنواع منها ما هو صريح وغير صريح ومنها ما هو إلى بػدؿ ومنهػا مػا لػيس لبػدؿ‬
‫وغير حلؾ‪.‬‬
‫‪ ‬ولمنسػػخ ػػو ال ػػرف الك ػريـ أن ػواع منهػػا نسػػخ الػػتالوة والحكػػـ ومنهػػا نسػػخ الػػتالوة م ػ ب ػػاء‬
‫الحكـ ‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬هنػػاؾ ػػالؼ بػػيف العممػػاء ػػو وقػػوع النسػػخ ػػو ال ػػرف بالسػػنة المت ػواترة وسػػنة اآلحػػاد م ػ‬
‫اتفاؽ أك رهـ عمى وجود ال رف بال رف‪.‬‬
‫‪ ‬التع ػػارض ه ػػو الت اب ػػؿ ب ػػيف دليم ػػيف أو حجت ػػيف عم ػػى وجػ ػ يمنػػ ك ػػؿ واح ػػد منه ػػا م تض ػػى‬
‫األ رى‪.‬‬
‫‪ ‬هناؾ أم مة ك يرة ظاهرها التعارض و ال رف والسػنة م ػؿ عػدة الو ػاة وردن مػرة أنهػا سػنة‬
‫كاممة مرة أربعة أشهر وعشر كما ورد و ال رف‪.‬‬
‫ػػو زوا ميمونػػة‬ ‫‪ ‬قػد سػػمؾ العممػػاء ػػو التعػػارض مسػػالؾ م تمفػػة منهػػا التػػرجيح كمػػا حػػد‬
‫بنن الحار هؿ تـ و الحؿ أو اإلحراـ‪.‬‬
‫‪ ‬ويرجػ التػرجيح إلػى عػدة طػرؽ منهػا ك ػرة الػرواة معر ػة مػف هػو أقػري لمروايػة وزمػػف ورود‬
‫النص‪.‬‬

‫‪431‬‬
‫لمحة مسبقة عن الوحدة التالية‬
‫ػو هػحد الوحػدة التاليػػة واأل يػرة مػف م ػػرر "أصػوؿ الف ػ ‪ "4‬تتنػػاوؿ الوحػدة ا جتهػاد تعريفػ‬
‫وشػػروط ومراتب ػ والحكػػـ التكميفػػو لالجتهػػاد واإلصػػابة وال طػػأ ػػو ا جتهػػاد وهػػؿ ا جتهػػاد‬
‫ػػر م م ػ ػػـ تتعػػرض الوحػػدة لالجتهػػاد الجمػػاعو م ػػؿ المجػػام الف هيػػة ػػو‬ ‫يػػن ض باجتهػػاد‬
‫بعض الدوؿ اإلسالمية‪.‬‬
‫وتتناوؿ الوحدة كحلؾ الت ميد تعريف وحكم ومحم وهؿ يجوز الت ميد ػو كػؿ أحكػاـ اإلسػالـ‬
‫ستجد كؿ هحد المسائؿ و الوحدة لكو تعينؾ عمى هـ م رر أصوؿ الف ‪.‬‬

‫‪434‬‬
‫إجابات التدريبات‬
‫تدري (‪)1‬‬
‫‪ " .1‬وصية لوار " دليؿ عمػى نسػخ الوصػية لموالػديف التػو جػاءن ػو قولػ تعػالى كتػي‬
‫عمػػيكـ إحا حضػػر أحػػدكـ المػػون أف يتػػرؾ ي ػ ًار الوصػػية لموالػػديف واألق ػربيف بػػالمعروؼ ح ػًا‬
‫ػػو س ػػورة‬ ‫عمػػى المت ػػيف)‪ .‬بع ػػد أف أعطػػى اهلل الوال ػػديف نصػػيبهـ مػػف الم ػػاؿ بآيػػان المواريػ ػ‬
‫النساء‪.‬‬
‫والحكمة مف النسخ جمي المصمحة والتدر و تطبيؽ األحكاـ الشرعية‪.‬‬
‫تدري (‪)6‬‬
‫النسخ الكمو هو أف ينسخ الشارع حكمػًا شػرع نسػ ًا كميػًا م ػؿ نسػخ عػدة الو ػاة مػف‬
‫الحوؿ إلى أربعة أشهر وعشر‪ ،‬والنسخ الجزئو وهو أف يشرع حكمػًا عامػًا وينسػخ هػحا الحكػـ‬
‫و حؽ بعض المكمفيف‪.‬‬
‫م اؿ رمو المحصنة عاـ ولكف و حؽ الزو بد ً مف الجمد جاء الشارع بحكـ المالعنة‪.‬‬
‫تدري (‪)3‬‬
‫نسػػخ ال ػػرف بالسػػنة المت ػواترة جػػائز ووق ػ ك ي ػ اًر ولكػػف نسػػخ ال ػػرف بسػػنة اآلحػػاد نػػدر‬
‫وقوع ‪.‬‬
‫وك يػر مػف العممػاء أنكػر وقوعػ وقػاؿ ال ار ػو جػػائز ع ػالً غيػر واقػ سػمعاً وم ػاؿ حلػؾ نهػػى‬
‫رسوؿ اهلل صمى اهلل عمي وسمـ نهى عف أكؿ كػؿ حي نػاي مػف السػباع وكػؿ حي م مػي مػف‬
‫ػو محرمػاً والجمػ بػػيف‬
‫الطيػر وهػػو حػػدي حػػاد نسػػخ قولػ تعػػالى قػػؿ أجػػد يمػػا أوحػػو إلػ ّ‬
‫المرأة وعمتها و التها نسخ مف قول تعالى وأحؿ لكـ ما وراء حلكـ)‪.‬‬
‫تدري (‪)1‬‬
‫إف النهو الحي ورد و حلؾ كاف عف قضا الحاجػة مػ ال ػالء عػدـ وجػود حػائط أو‬
‫بنػػاء و عػػؿ رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عمي ػ وسػػمـ كػػاف عنػػد وجػػود جػػدار أو عمػػى أف الفعػػؿ كػػاف‬
‫لضرورة‪.‬‬

‫‪431‬‬
‫تدري (‪)6‬‬
‫األوؿ‬ ‫بف عمر و ر اليديف عنػد تكبيػرة اإلحػراـ ورجػح األئمػة الحػدي‬ ‫ورد حدي‬
‫أو ً لصحة سندد وك رة روات مف الصحابة وه ء اسػتحالة أف يكػحبوا بػؿ يػدؿ عمػى أف أك ػر‬
‫ال ػانو هػػو أف صػح يػػدؿ عمػى عػػؿ‬ ‫أ عػاؿ رسػوؿ اهلل ص) ػػو الصػالة كػػحلؾ‪ ،‬أمػا الحػػدي‬
‫الرسوؿ ص) ل مرة واحدة أو ا نيف ليدؿ عمى أف الر ليس رضاً‪.‬‬
‫تدري (‪)2‬‬
‫" نكػاح إ بػولو" يػ د لػة عمػى أف الػولو ركػف ػو ع ػد النكػاح وهػو مػا حهػي‬ ‫‪ .1‬حدي‬
‫الػحي عارضػ هػو‬ ‫إلي الجمهور و الفهـ الحنفية مػـ يجعمػوا الػولو ركنػاً ػو النكػاح والحػدي‬
‫ػػر م يػػد لمػػا‬ ‫لػػيس لمػػولو عمػػى ال يػػي أمػػر) وقػػد رجػػح الجمهػػور مػػحهبهـ بحػػدي‬ ‫حػػدي‬
‫حهبػ ػوا إليػ ػ وه ػػو قولػ ػ ص ػػمى اهلل عميػ ػ وس ػػمـ أيم ػػا امػ ػرأة نكح ػػن بغي ػػر أحف وليه ػػا نكاحه ػػا‬
‫باطؿ‪).‬‬
‫ال يػػؿ ال ػػة هػػو لرجػػؿ أجػػر ولرجػػؿ سػػتر‬ ‫‪ .4‬هنػػاؾ مػػف ي ػػوؿ أف ػػو ال يػػؿ زكػػاة لحػػدي‬
‫وعمى رجؿ وزر‪.‬‬
‫"ليس عمى المسمـ صدقة و عبدد و رس "‪.‬‬ ‫ومف من استدؿ بحدي‬
‫والراجح ال وؿ ال انو ألن يوا ؽ ال ياس هو لسن مف األنعاـ التو يها زكاة‪.‬‬

‫‪432‬‬
‫مسرد المصطلحات‬
‫‪ ‬النسخ‪:‬‬
‫ٍ‬
‫طاي مت ار ٍ عن ‪.‬‬ ‫هو ر الحكـ ال ابن ب طاي مت دـ ب‬
‫‪ ‬جم المصمحة‪:‬‬
‫هو تحصيؿ المصمحة لممكمؼ‪.‬‬
‫‪ ‬درء المفسدة‪:‬‬
‫المفسدة عف المكمؼ‪.‬‬ ‫هو حبس أو د‬
‫‪ ‬القياس‬
‫إلحاؽ مسألة لـ يرد يها نص بمسألة ورد يها نص‪.‬‬
‫‪ ‬التعارض‬
‫ت ابؿ الحجتيف المتساويتيف عمى وج يوجي كؿ واحد منها ضد ما توجب األ رى‪.‬‬
‫‪ ‬الترجيح‪:‬‬
‫هو اقتراف اإلمارة بما ت وى ب عف معارضها‪.‬‬

‫‪433‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫أوالً‪ :‬المصادر‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬المراجع الفقهية‬
‫‪ .1‬ابػػف الحاجػػي‪ ،‬جمػػاؿ الػػديف‪ ،‬مختصبببر ببببن الحاجببب مطببببوع مبببع شبببرحو لمعضبببد‪ ،‬دار‬
‫الكتي العممية‪ ،‬بيرون ‪1761‬ـ‪.‬‬
‫‪ .4‬األسنوي‪ ،‬عبد الرحيـ‪ ،‬الحسػف‪ ،‬نياية السبول شبرح المنيباج لمبيضباوي‪ ،‬مطبعػة محمػد‬
‫عمو صبيح وأو دد‪ ،‬مصر‬
‫‪ .1‬اآلمدي‪ ،‬عمو‪ ،‬بف أبو عمػو‪ ،‬األحكام في أصول اإلحكبام‪ ،‬دار الكتػي العمميػة‪ ،‬بيػرون‬
‫لبناف‪1762 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .2‬حسي اهلل‪ ،‬عمو‪ ،‬أصول التشريع اإلسالمي‪ ،‬دار المعر ة‪ ،‬ال اهرة‪.‬‬
‫‪ .3‬الػ ػرازي‪ ،‬محم ػػد‪ ،‬ب ػػف اب ػػو بك ػػر‪ ،‬مختبببار الصبببحاح‪ ،‬دار مكتب ػػة اله ػػالؿ‪ ،‬بي ػػرون ط‪،11‬‬
‫‪1761‬ـ‪.‬‬
‫‪ .4‬السػبكو‪ ،‬ت ػػو الػػديف‪ ،‬تػػا الػػديف‪ ،‬اإلبيبباج شببرح المنيبباج‪ ،‬دار الكتػػي العمميػػة‪ ،‬بيػػرون‬
‫ط‪1762 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ .5‬الشا عو‪ ،‬إدريس‪ ،‬محمد‪ ،‬الرسالة‪ ،‬تحقيق أحمد شاكر‪ ،‬ال اهرة‪.‬‬
‫‪ .6‬الشربيني‪ ،‬الخطي ‪ ،‬مفتػو المحتػا إلػى معر ػة معػانو ألفػاظ المنهػا ‪ ،‬مصػطفى البػابو‬
‫الحمبو وأو دد‪ ،‬مصر ‪1735‬ـ‪.‬‬
‫الفيػػػروز بػ ػػادي‪ ،‬محػ ػػو الػ ػػديف‪ ،‬يع ػ ػػوي‪ ،‬محمػ ػػد‪ ،‬القبببباموس المحببببيط‪ ،‬دار الجيػ ػػؿ‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫بيرون لبناف‪.‬‬
‫‪ .12‬ال ار و‪ ،‬أحمد‪ ،‬بف إدريس‪ ،‬الفروق‪ ،‬دار إحياء الكتي العربية‪1122 ،‬هػ‪.‬‬
‫‪ .11‬النيسػػػابوري‪ ،‬مسػػػمـ‪ ،‬بػػػف الحجػػػا ‪ ،‬صببببحيح مسببببمم مببببع شببببرح النببببووي‪ ،‬المطبعػػػة‬
‫المصرية ومكتبها‪ ،‬بدوف تاريخ نشر‪.‬‬

‫‪434‬‬
‫الوحدة السادسة‬
‫االجتهاد والتقليد‬
‫محتويات الوحدة‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪062‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪862‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪862‬‬ ‫أهداؼ الوحدة‬
‫‪868‬‬ ‫‪ .1‬االجتياد والتقميد‬
‫‪868‬‬ ‫‪ 2.2‬تعريؼ االجتهاد في المغة واالصطالح‬
‫‪862‬‬ ‫‪ 8.2‬أركاف االجتهاد‬
‫‪862‬‬ ‫‪ 2.2‬شروط االجتهاد‬
‫‪865‬‬ ‫‪ 2.2‬مراتب المجتهديف‬
‫‪866‬‬ ‫‪ 5.2‬مشروعية االجتهاد‬
‫‪868‬‬ ‫‪ .0‬الحكم التكميفي لالجتياد‬
‫‪868‬‬ ‫‪ 2.8‬أحكاـ االجتهاد‬
‫‪869‬‬ ‫‪ 8.8‬تاريخ االجتهاد‬
‫‪872‬‬ ‫‪ 2.8‬تجزؤ االجتهاد‬
‫‪872‬‬ ‫‪ 2.8‬اإلصابة والخطأ في االجتهاد‬
‫‪875‬‬ ‫‪ 5.8‬نقض االجتهاد باالجتهاد‬
‫‪876‬‬ ‫‪ 6.8‬االجتهاد الجماعي في هذا العصر‬
‫‪877‬‬ ‫‪ .3‬التقميد‬
‫‪877‬‬ ‫‪ 2.2‬التقميد في المغة واالصطالح‬
‫‪878‬‬ ‫‪ 8.2‬محؿ التقميد‬
‫‪882‬‬ ‫الخالصة‬
‫‪882‬‬ ‫إجابات التدريبات‬

‫‪858‬‬
‫‪888‬‬ ‫مسرد المصطمحات‬
‫‪882‬‬ ‫المصادر والمراجع‬

‫‪859‬‬
‫مقدمة‬
‫تمهيد‬
‫عزيزي الدارس‪،‬‬
‫مرحبػػا بػػؾ فػػي الوحػػدة الوادوػػة واأخي ػرة مػػف "مقػػرر أصػػوؿ ال(ق ػ ‪ ،")8‬وهػػذا الوحػػدة‬
‫تتناوؿ ثالثة محاور أواوية هي‪:‬‬
‫‪ ‬االجتهاد وشروط ومراتب ‪.‬‬
‫الحكـ التكمي(ي لالجتهاد واإلصابة والخطأ في االجتهاد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التقميد تعري( وحكم ومحم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وو ػػتتعرؼ م ػػف خ ػػالؿ ه ػػذا الوح ػػدة عم ػػل ش ػػروط االجته ػػاد وك ػػذلؾ االجته ػػاد الجم ػػاعي‬
‫المتمثؿ في المجامع ال(قهية ومجالس العمماء ومؤتمراتهـ‪.‬‬
‫وكذلؾ حكـ التقميد وهؿ يجوز التقميد في كؿ أقواـ الديف‪.‬‬
‫وفػػي هػػذا الوحػػدة وػػتجد تػػدريبات وأوػػتمة تقػػويـ ذاتػػي لكػػي توػػاعدؾ عمػػل فهػػـ الوحػػدة‪،‬‬
‫نرجو أف تقوـ بحمها وأف تعذر ذلؾ نرجو أف توتعيف بمشرفؾ اأكاديمي‪.‬‬
‫وكذلؾ نرجو أف تقؼ عمل بعض هذا المصادر والمراجع حتل تعـ ال(اتدة المرجػوة مػف هػذا‬
‫المقرر‪.‬‬
‫نتمنل لؾ التوفيؽ والوداد‪.‬‬

‫‪862‬‬
‫أهداف الوحدة‬
‫عزيزي الدارس‪ ،‬بعد فراغك من دراسة ىذه الوحدة يجب نن تكبون‬
‫قادراً عمى نن‪:‬‬
‫‪ ‬تشرح معنل االجتهاد في المغة واالصطالح‪.‬‬
‫بين أركاف وشروط االجتهاد‪.‬‬
‫‪ ‬تُ ِّ‬
‫‪ ‬تُدلل عمل فاتدة االجتهاد الجماعي‪.‬‬
‫‪ ‬تُوضِّح التقميد ومحم ‪.‬‬

‫‪862‬‬
‫‪ .1‬االجتهاد والتقليد‬
‫‪ 1.1‬تعريف االجتهاد في اللغة واالصطالح‬
‫االجتياد لغة‪:‬‬
‫والج ْه ِد ب(تح الجيـ وضمها ‪.‬‬ ‫الج ْه ِد‬
‫مأخوذ مف َ‬
‫والووع‪.‬‬ ‫وهو‪ :‬بذؿ الطاقة‬
‫االجتياد اصطالحاً‪:‬‬
‫ال يخػػرج االجتهػػاد فػػي االصػػطالح عػػف المعنػػل الػػذا ذهػػب إليػ عممػػاء المغػػة إال فػػي تحديػػد‬
‫بذؿ الجهػد أو الطاقػة بكونػ فػي معرفػة اأحكػاـ الشػرعية‪ ،‬ولهػذا جػاءت ج عػؿ تعري(ػاتهـ م(يػدة‬
‫لهذا المعنل‪ ،‬ومف ذلؾ‪:‬‬
‫عرفو الشيرازي بقولو‪" :‬اوت(راغ الووع وبذؿ المجهود في طمب الحكـ الشرعي" ‪.‬‬
‫‪َّ .2‬‬
‫وعرفو اآلمدي بقولو‪" :‬اوت(راغ الووع في طمب الظف بشيء مف اأحكػاـ الشػرعية عمػل‬
‫‪َّ .8‬‬
‫وج يحس مف الن(س العجز عف المزيد في " ‪.‬‬
‫عرفو البيضاوي بقولو‪" :‬اوت(راغ الجهد في درؾ اأحكاـ الشرعية"‪.‬‬
‫‪َّ .2‬‬
‫الشرح‪:‬‬
‫يالح ػػظ أف التعري( ػػات الثالث ػػة عرف ػػت االجته ػػاد بأنػ ػ ‪ :‬او ػػت(راغ الوو ػػع‪ ،‬ومعن ػػاا ب ػػذؿ أقص ػػل‬
‫الطاقة لموصوؿ لمحكـ الشرعي ‪.‬‬
‫ويالحظ أف التعريؼ اأوؿ والثالث قيدا اوت(راغ الووػع فػي طمػب اأحكػاـ الشػرعية مػف يػر‬
‫إشارة إلل كوف ذلؾ عمل وبيؿ القطع أو الظف ‪.‬‬
‫بينمػػا التعريػؼ الثػػاني قيػػد ذلػػؾ بكونػ عمػػل وػػبيؿ الظػػف وهػػذا معنػػاا أف الحكػػـ الػػذا‬
‫يتوصؿ إلي عف طريؽ االجتهاد حكـ ظني ال قطعي‪ ،‬وهذا التقييد قدر مشػترؾ ومت(ػؽ عميػ‬
‫عند الجميع ‪.‬‬
‫ويالحػػظ عمػػل التعريػػؼ الثػػاني أن ػ أكػػد اوػػت(راغ الووػػع بأن ػ ال بػػد في ػ مػػف الوصػػوؿ‬
‫إلل حالة ي ِح عس فيها المجتهد بأن يعجز تماما عف اإلتياف بمزيد اجتهاد وبذؿ طاقة ‪.‬‬

‫‪868‬‬
‫‪ 0.1‬أركان االجتهاد‬
‫نركان االجتياد‬

‫األدلة‬ ‫المجتيد فيو‬ ‫المجتيد‬ ‫االجتياد‬

‫مف خالؿ هذا التعري(ات يمكننا أف نوتخمص أركاف االجتهاد وهي‪:‬‬


‫الركن األول‪ :‬االجتياد‪:‬‬
‫والمقص ػػود بػ ػ هن ػػا عممي ػػة ب ػػذؿ الجه ػػد والطاق ػػة المش ػػار إليه ػػا ف ػػي التعري ػػؼ ول ػػيس‬
‫االجته ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاد بمعن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاا اأع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػـ حت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ال يق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ كي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؼ يك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوف االجته ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاد ركنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫في االجتهاد ‪.‬‬
‫الركن الثاني‪ :‬المجتيد‪:‬‬
‫وهو ال(قي الباذؿ ووع وطاقت لموصوؿ إلل الحكـ الشرعي ‪.‬‬
‫الركن الثالث‪ :‬المجتيد فيو‪:‬‬
‫وهو كؿ حكـ شرعي ليس ل دليؿ قاطع بؿ كاف دليم ظنيا‪.‬‬
‫الركن الرابع‪ :‬األدلة‪:‬‬
‫والمراد بها اأدلة التي ينظر فيها المجتهد ليحصؿ ل الظف بالحكـ الشرعي ‪.‬‬
‫والدليؿ الذا يقبؿ االجتهاد هو الدليؿ الظني وواء أكػاف ظنػي الثبػوت والداللػة معػا‪،‬‬
‫أـ قطعي الثبوت ظني الداللة‪ ،‬أـ ظني الثبوت قطعي الداللػة ‪ .‬كمػا ويػدخؿ تحػت هػذا النػوع‬
‫اأدلة التي عممت أحكامها بِعمؿ حيث يبذؿ المجتهد ووع ليقػيس عميهػا مػا شػاركها فػي هػذا‬
‫العمة وهو المعروؼ بالقياس ويدخؿ في كذلؾ النظر في اأدلة المختمؼ فيها مػف اوتحوػاف‬ ‫ِ‬
‫واوتصحاب وعرؼ و يرها الوتنباط اإلحكاـ بواوطتها‪.‬‬

‫‪862‬‬
‫نسئمة تقويم ذاتي‬

‫عرؼ االجتهاد في المغة واالصطالح‪.‬‬


‫‪ِّ .2‬‬
‫‪ .8‬ما أركاف االجتهاد؟‬
‫‪ .2‬فيـ يكوف االجتهاد؟‬
‫‪ .2‬قارف بيف تعريؼ البيضاوا لالجتهاد وتعريؼ اآلمدا‪.‬‬

‫‪ 3.1‬شروط االجتهاد‬
‫مر معنػا عنػد ذكرنػا أركػاف االجتهػاد أنػ يشػترط فػي الموػألة التػي يريػد المجتهػد أف‬
‫يوجػػد لهػػا حكمػػا يشػػترط فػػي النظػػر فيهػػا أف يكػػوف دليمهػػا ظنيػػا فػػال يصػػح االجتهػػاد فيمػػا كػػاف‬
‫دليم قطعيا‪ ،‬والذا يهمنا مػف شػروط هػي الشػروط التػي يجػب توفرهػا فػي المجتهػد وأهػـ هػذا‬
‫الشروط يمكف تمخيصها فيما يمي‪:‬‬
‫‪ .1‬البمبو ‪ :‬فيشػترط فػي المجتهػد أف يكػوف بالغػا عػاقال‪ ،‬وانمػا كػاف هػذا الشػرط ضػػروريا أف‬
‫ير البالغ العاقػؿ ال يوػتقؿ بػالنظر فػي مصػالح الخاصػة بػ ‪ ،‬فمػف بػاب أولػل ال يكػوف‬
‫أهال لمنظر في مصالح الخمؽ‪.‬‬
‫‪ .0‬العمبببم ببببالقررن الكبببريم وال يشػػترط معرفتػ ػ لجمي ػػع الكتػػاب‪ ،‬ب ػػؿ م ػػا يتعمػػؽ منػ ػ باإلحك ػػاـ‬
‫الشرعية‪ ،‬وقد عدها العمماء بأنها خموماتة آية ‪.‬‬
‫بالس َّنة وال يشترط فيها ح(ظ جميع الونف‪ ،‬بؿ يك(ي العمـ بأحاديث اأحكاـ ‪.‬‬
‫‪ .3‬العمم ُ‬
‫‪ .4‬العمم بمواقع اإلجماع حتل ال يجتهد في موألة انعقد عميها اإلجماع ‪.‬‬
‫‪ .5‬العمببم بالقيبباس أن ػ مػػف دوف معرفت ػ ومعرفػػة ش ػراتط ف ن ػ ال يوػػتطيع معرفػػة اأحكػػاـ‬
‫الشرعية وخاصة فيما ال نص في ‪.‬‬
‫‪ .6‬العمببم بالمغببة العربيببة نح بواً وصببرفاً وبالغببة ونحػػو ذلػػؾ أف مػػف ال يكػػوف عالمػػا بالمغػػة‬
‫العربيػ ػ ػ ػػة ال ي(هػ ػ ػ ػػـ كتػ ػ ػ ػػاب ا عػ ػ ػ ػػز وجػ ػ ػ ػػؿ‪ ،‬وال وػ ػ ػ ػػنة نبي ػ ػ ػ ػ صػ ػ ػ ػػمل ا عمي ػ ػ ػ ػ ووػ ػ ػ ػػمـ‪،‬‬

‫‪862‬‬
‫وال يشترط أف يكوف في عمم بها كويبوي والخميػؿ ونحوهمػا‪ ،‬بػؿ بالقػدر الػذا يعػرؼ بػ‬
‫أواليب العرب ومدلوالت أل(اظهـ ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫‪ 4.1‬مراتب المجتهدين‬

‫‪ .1‬مجتيد مطمق مستقل‪.‬‬


‫‪ .0‬مجتيد مطمق غير مستقل‪.‬‬
‫‪ .3‬مجتيد ممتزم بمذى معين‪.‬‬
‫‪ .4‬مجتيد الترجيح‪.‬‬
‫‪ .5‬مجتيد الفتيا‪.‬‬

‫‪ .1‬المجتيد المطمق المستقل‪ :‬وهو الذا ال يمتػزـ فػي اجتهاداتػ بتقميػد إمػاـ معػيف بػؿ يبػذؿ‬
‫وو ػ ػ ػ ػ ػ ػػع ف ػ ػ ػ ػ ػ ػػي او ػ ػ ػ ػ ػ ػػتنباط اأحك ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ الش ػ ػ ػ ػ ػ ػػرعية واف ػ ػ ػ ػ ػ ػػؽ يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرا م ػ ػ ػ ػ ػ ػػف المجته ػ ػ ػ ػ ػ ػػديف‬
‫أـ خ ػ ػ ػ ػػال(هـ حي ػ ػ ػ ػػث إنػ ػ ػ ػ ػ يمت ػ ػ ػ ػػزـ بأص ػ ػ ػ ػػول وقواع ػ ػ ػ ػػدا الخاص ػ ػ ػ ػػة بػ ػ ػ ػ ػ الت ػ ػ ػ ػػي وض ػ ػ ػ ػػعها‬
‫لن(و ‪.‬‬
‫‪ .0‬المجتيد المطمق غير المستقل وهو المنتوب لمذهب معيف ويبني اجتهػادا عمػل أصػوؿ‬
‫إمػػاـ مذهب ػ دوف أف يبتكػػر لن(و ػ قواعػػد اجتهاديػػة‪ ،‬كػػأبي يووػػؼ‪ ،‬ومحمػػد بػػف الحوػػف‬
‫الشيباني في المذهب الحن(ي‪ ،‬والمزني‪ ،‬والزع( ارنػي‪ ،‬فػي المػذهب الشػافعي‪ ،‬وكصػالح بػف‬
‫أحمد بف حنبؿ وأبي بكر الخالؿ في مذهب الحنابمة ‪.‬‬

‫‪865‬‬
‫‪ .3‬المجتيببد المقيببد بمببذى معببيَّن‪ :‬ويوػػمل بمجتهػػد التخ ػري ‪ ،‬وهػػذا فػػي حػػؽ الػػذا عػػرؼ‬
‫قواعػػد اجتهػػاد مػػذهب إمام ػ فالتزمهػػا وصػػار يخػػرج اأق ػواؿ وال(تػػاو عميهػػا ‪ .‬كاإلمػػاميف‬
‫الكرخػي والطحػػاوا فػػي المػذهب الحن(ػػي واأبهػػرا‪ ،‬وابػف أبػػي زيػػد القيروانػي فػػي المػػذهب‬
‫المالكي‪ ،‬والمروزا‪ ،‬وأبي إوػحاؽ الشػيرازا فػي المػذهب الشػافعي‪ ،‬والخرقػي‪ ،‬وابػف عقيػؿ‬
‫في المذهب الحنبمي ‪.‬‬
‫‪ .4‬مجتيد الترجيح والتنقيح وهػو الػذا يح(ػظ فتػاو وموػاتؿ المػذهب الػذا ينتمػي إليػ مػع‬
‫التػػرجيح بػػيف اأق ػواؿ فػػي المػػذهب كالقػػدورا والكاوػػاني عنػػد الحن(يػػة‪ ،‬وابػػف رشػػد الجػػد‪،‬‬
‫والم ػػازرا م ػػف المالكي ػػة‪ ،‬والغ ازل ػػي‪ ،‬والن ػػووا عن ػػد الش ػػافعية‪ ،‬واب ػػف قدام ػػة المقدو ػػي م ػػف‬
‫الحنابمة ‪.‬‬
‫‪ .5‬مجتيبببد الفتيبببا نو الفقيبببو الحببباف وه ػػو ال ػػذا يق ػػوـ بح( ػػظ أقػ ػواؿ الم ػػذهب ونقمه ػػا وفه ػػـ‬
‫الواضػػحات والمشػػكالت منهػػا‪ ،‬ثػػـ ي(تػػي النػػاس بػػالراجح أو المشػػهور مػػف المػػذهب كػػابف‬
‫الحاج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب وخمي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ عن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد المالكي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‪ ،‬والنو ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػ(ي عنػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد‬
‫الحن(ية‪.‬‬

‫تدري (‪)1‬‬
‫هؿ يمكف أف يوجد في زماننا هػذا مجتهػد مطمػؽ؟ إف كانػت اإلجابػة بػالن(ي‬
‫وضح اأوباب‪ ،‬واف كانت باإلثبات ِّ‬
‫وضح اأوباب أيضا ‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫‪ 5.1‬مشروعية االجتهاد‬
‫االجتهػػػاد مشػػػروع ول ػ ػوالا لكانػػػت اأحكػ ػػاـ الشػػػرعية قاص ػ ػرة عػ ػػف معالجػػػة الح ػ ػوادث‬
‫والطػوارئ والموػػتجدات ذلػػؾ أف اأدلػة الػواردة فػػي القػرآف والوػػنة مهمػػا كثػرت وتعػػددت فهػػي‬
‫مح ػػدودة ومتناهي ػػة بينم ػػا اأح ػػداث والوق ػػاتع والمو ػػتجدات مو ػػتمرة و ي ػػر متناهي ػػة ف ػػال يمك ػػف‬
‫معالجة ما ال يتنػاهل مػف الحػوادث والموػتجدات بمػا يتنػاهل مػف أدلػة ونصػوص فكػاف ال بػد‬
‫مف دليؿ وو النصوص يرجع إلي ‪ ،‬وهذا الدليؿ هو االجتهاد ‪.‬‬

‫‪866‬‬
‫االجتياد ضرورة شرعية يدل عمى صالحية اإلسالم لكل عصر‬

‫ولقػػد دلػػت عمػػل مشػػروعية االجتهػػاد باإلضػػافة إلػػل مػػا ذكػػر أدلػػة كثي ػرة مػػف الق ػرآف‬
‫والونة‪:‬‬

‫‪ .2‬أما القرآف فهناؾ نصوص كثيرة تدعو لمتدبر والت(كر واوتعماؿ العقؿ كقول تعالل‪ :‬‬

‫‪         ‬‬

‫‪         ‬‬

‫‪          ‬‬

‫‪( .  ‬سورة رل عمران‪ ،‬اآليتان‪)191-192 ،‬‬

‫هػػذا باإلضػػافة إلػػل أف كثي ػ ار مػػف اآليػػات القرآنيػػة ختمػػت بأل(ػػاظ وعبػػارات تشػػير أو تػػدعو‬
‫إلل الت( عكر والتدبعر واوتعماؿ العقؿ "لقوم يعقمون" "نفال يعقمون" ‪.‬‬
‫كما وردت آيات تدعو إلل االجتهاد واعماؿ ال(كر والػذهف وقػد مػر معنػا كثي اػر منهػا عنػد‬
‫الكالـ عف القياس ‪.‬‬
‫ػدؿ عمػػل مشػػروعية االجتهػػاد‪ ،‬كمػػا فػػي حػػديث‬ ‫‪ .8‬أمػػا الوػػنة النبويػػة فهنػػاؾ عػػدة أحاديػػث تػ ع‬
‫عمػػرو بػػف العػػاص أن ػ وػػمع روػػوؿ ا صػػمل ا عمي ػ ووػػمـ يقػػوؿ‪ " :‬إ َذا ح َكببم ا ْلحب ِ‬
‫باك ُم‬ ‫َ َ َ‬
‫احب ٌبد "‪ .‬ولعػػؿ أشػػهرها حػػديث‬ ‫نجببر و ِ‬ ‫نجب َبر ِ‬
‫بو ْ ٌ َ‬
‫َخطَبأَ فمَب ُ‬
‫ان‪ ،‬وا َذا َح َكب َبم فَأ ْ‬ ‫بو ْ‬
‫َصببا َ ‪َ ،‬فمَب ُ‬
‫اجتَ َيب َبد فَأ َ‬
‫فَ ْ‬
‫معػ ػ ػ ػ ػػاذ عنػ ػ ػ ػ ػػدما بعث ػ ػ ػ ػ ػ النبػ ػ ػ ػ ػػي صػ ػ ػ ػ ػػمل ا عمي ػ ػ ػ ػ ػ ووػ ػ ػ ػ ػػمـ إل ػ ػ ػ ػ ػل الػ ػ ػ ػ ػػيمف فقػ ػ ػ ػ ػػاؿ ل ػ ػ ػ ػ ػ ‪:‬‬
‫بال فَب ْن لَب ْبم تَ ِجب ْبد ِفببي‬ ‫ْضببي ِب ِكتَببا ِ اهلل ‪ .‬قب َ‬ ‫بال نق ِ‬
‫ضببا ٌ ؟ قب َ‬ ‫بك قَ َ‬
‫ضببي إ َذا َعب َبر َ لَب َ‬ ‫" َك ْيب َ تَ ْق ِ‬
‫سب ّن ِة‬ ‫ِ‬
‫بال َفب ْن َلب ْبم تَ ِجب ْبد فببي ُ‬ ‫بول اهلل صببمى اهلل عميببو وسببمم قب َ‬ ‫سب ِ‬ ‫بال َف ِب ِ‬
‫سب ّنة َر ُ‬ ‫كتَببا ِ اهلل ؟ قب َ ُ‬
‫ِ‬
‫ببببببد ِب َنرْ ِيببببببي‬
‫َجتَ ِي ُ‬ ‫بببببول اهلل صببببببمى اهلل عميببببببو وسببببببمم َو َال ِفببببببي ِكتَببببببا ِ اهلل ؟ قب َ‬
‫بببببال ن ْ‬ ‫سب ِ‬ ‫َر ُ‬

‫‪867‬‬
‫بال ا ْل َح ْمب ُبد هلل الّب ِبذي َوفّب َ‬
‫بق‬ ‫صب ْبد َرهُ‪ ،‬فَقَب َ‬
‫سببو ُل اهلل صببمى اهلل عميببو وسببمم َ‬
‫ضب َبر َر ُ‬
‫َوالَ رلببو‪ ،‬فَ َ‬
‫ول اهلل "‪.‬‬
‫س َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِ‬
‫ول اهلل ل َما ُي ْرضي َر ُ‬ ‫ول َر ُ‬
‫س َ‬ ‫َر ُ‬
‫‪ .2‬إجماع الصحابة "رضي ا عنهـ" حيث إنهـ كانوا يجتهػدوف‪ ،‬وربمػا ات(قػوا وربمػا اختم(ػوا‬
‫فػػي الموػػألة الواحػػدة‪ ،‬ومػػع ذلػػؾ مػػا كػػاف يعيػػب بعضػػهـ عمػػل بعػػض وعمػػل رأس ه ػؤالء‬
‫الخم(اء الراشدوف‪.‬‬

‫‪ .0‬الحكم التكليفي لالجتهاد‬


‫عممنػػا فيمػػا وػػبؽ أف االجتهػػاد الوػػتنباط اأحكػػاـ الشػػرعية مشػػروع ودلػػت النصػػوص‬
‫الصػريحة الصػحيحة عميػ ‪ ،‬ولكػف يػػرد هنػا وػؤاؿ‪ :‬مػا حكػـ االجتهػػاد فػي حػؽ المجتهػد ؟ هػػي‬
‫يجب عمي وجوبا عينيا ؟ أـ ك(اتيا أـ ليس بواجب ؟‬

‫‪ 1.0‬أحكام االجتهاد‬
‫ولإلجابػة عمػل هػذا اأوػػتمة يمكػف القػوؿ بػأف االجتهػػاد يختمػؼ حكمػ بحوػب الحػػاؿ‬
‫عمل النحو اآلتي ‪.‬‬
‫حك ػػـ االجته ػػاد يختم ػػؼ بحو ػػب ك ػػؿ مجته ػػد فق ػػد يك ػػوف واج ػػب عين ػػي أو ك( ػػاتي أو‬
‫مندوبا أو أو حراما‪ .‬واأصؿ في فرض ك(اية حتل ال يقع الناس في الحرج‪.‬‬
‫‪ .2‬يكػ ػ ػ ػػوف فػ ػ ػ ػػرض عػ ػ ػ ػػيف إذا أراد المجتهػ ػ ػ ػػد أف يعػ ػ ػ ػػرؼ حكػ ػ ػ ػػـ ا فػ ػ ػ ػػي الموػ ػ ػ ػػألة لن(و ػ ػ ػ ػ‬
‫أو وػػتؿ عػػف موػػألة بعينهػػا وال يوجػػد أحػ اػد و ػواا مػػف المجتهػػديف أو كمػػؼ مػػف قبػػؿ ولػػي‬
‫اأمػر عمػػل تػػولي أمػػر االجتهػاد وال(تػػو ‪ ،‬ف(ػػي هػػذا اأحػواؿ يكػػوف االجتهػػاد فػػرض عػػيف‬
‫في حؽ المجتهد ‪.‬‬
‫‪ .8‬ويكوف فرض ك(اية إذا تعدد المجتهدوف في عصر ما ولـ يخؼ المجتهد فػوات الحادثػة‪،‬‬
‫ف(ي هذا الحالة إذا قاـ باالجتهاد بعض المجتهديف وقط الوجوب عف البػاقيف واذا تركػوا‬
‫جميعا أثموا ‪.‬‬
‫‪ .2‬ويكوف االجتهاد مندوبا إذا كاف لبياف أحكاـ حوادث متوقعة الحدوث ولـ تحدث بعد ‪.‬‬

‫‪868‬‬
‫‪ .2‬ويكػ ػػوف االجتهػ ػػاد ح ارمػ ػػا إذا خػ ػػالؼ في ػ ػ المجتهػ ػػد نصػ ػػوص الق ػ ػرآف والوػ ػػنة القطعيػ ػػة أو‬
‫اإلجماع القطعي ‪.‬‬
‫هذا ومما يجدر التنبي إلي هنا أف االجتهاد في اأصػؿ يكػوف فػرض ك(ايػة فػال يمػزـ‬
‫كػػؿ المكم(ػػيف باالجتهػػاد حتػػل ال تتعط ػػؿ مصػػالح النػػاس ولػػتال يق ػػع النػػاس فػػي الحػػرج لع ػػدـ‬
‫اوػ ػػتطاعة كػػػؿ النػ ػػاس عمػ ػػل االجتهػػػاد‪ ،‬وأف كػ ػػؿ النػػػاس ال تتوػ ػػع أوقػ ػػاتهـ لتحصػ ػػيؿ درجػ ػػة‬
‫االجتهاد‪ ،‬ولهذا انقوـ الناس إلل طات(تيف‪ ،‬طات(ة موػت(تية وهػـ المقمػدوف‪ ،‬وطات(ػة م(تيػة وهػـ‬
‫المجتهدوف ‪.‬‬

‫ولقد أشار القرآف لهذا المعنل كما في قول تعالل‪       :‬‬

‫‪          ‬‬

‫‪(  ‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪)100 ،‬‬

‫‪ 0.0‬تاريخ االجتهاد‬
‫االجتهاد عمؿ مالزـ لمتشريع وال(ق وتطورا فال يتصور وجػود تشػريع وفقػ مػف يػر‬
‫اجتهػػاد‪ ،‬وقػػد وقػػع االجتهػػاد بال(عػػؿ مػػف الروػػوؿ صػػمل ا عمي ػ ووػػمـ ن(و ػ ‪ ،‬ومػػف صػػحابت‬
‫وهو بيف أظهرهـ في حضرت و يبت ‪.‬‬
‫[‪ ]2‬اجتياد النبي صمل ا عمي وومـ‪:‬‬
‫ح(مػػت كتػػب الت ػراث بنمػػاذج مػػف اجتهػػادا صػػمل ا عمي ػ ووػػمـ والػػوحي ين ػػزؿ عمي ػ ‪،‬‬
‫إال إن ػ كم ػا هػػو معمػػوـ ف ن ػ صػػمل ا عمي ػ ووػػمـ إذا اجتهػػد فػػي موػػألة ولػػـ ين ػػزؿ حكػػـ أو‬
‫تصويب مف ا جؿ وعال مخالؼ لها فػ ف اجتهػادا صػمل ا عميػ ووػمـ يصػير وػنة‪ .‬ومػف‬
‫ذلؾ‪:‬‬
‫عمي وومـ في قضية أوار بدر عندما اوتشار الصحابة رضواف‬ ‫أ) اجتهادا صمل ا‬
‫عميهـ) وفيهـ أبو بكر وعمر‪ ،‬وقد أشار إلي أبو بكر بأف يقبؿ منهـ ال(دية بينما كاف‬ ‫ا‬
‫رأا عمر أف يقتمهـ حتل يعمـ المشركوف أف ليس لممومميف هوادة تجاههـ‪ ،‬وقد ماؿ صمل‬

‫‪869‬‬
‫عمي وومـ لرأا أبي بكر وَق ِب َؿ منهـ ال(داء فنػزلت اآلية مصوبة لراا عمر وهي قول‬ ‫ا‬

‫تعالل‪             :‬‬

‫‪           ‬‬

‫‪(          ‬سورة األنفال‪ ،‬اآليتان‪،‬‬

‫‪ .)68-67‬والقصة مشهورة معروفة ‪.‬‬


‫ب) قول لعمر رضي ا عن عندما قبػؿ ام أرتػ فػي نهػار رمضػاف وهػو صػاتـ‪ ،‬ووػأل عػف‬
‫حكػػـ ذلػػؾ‪ " :‬نرنيببت لببو تمضمضببت بمببا وننببت صببائم قمببت ال بببأس بببذلك فقببال رسببول اهلل‬
‫صمى اهلل عميو وسمم‪ :‬ففيم "‪.‬‬
‫والوقاتع في هذا المجاؿ كثيرة ‪.‬‬
‫[‪ ]0‬اجتياد الصحابة في حضرتو‪:‬‬
‫أ) يمك ػػف أف يوتشػ ػػهد بموػػػألة أوػػػار بػػػدر ف ػػي هػػػذا الموػػػألة أف الصػػػحابة‪ ،‬وعمػ ػػل وج ػ ػ‬
‫الخصوص أبو بكر وعمر اجتهدوا في حضرت ‪.‬‬
‫ب) ومف ذلؾ أيضا اجتهاد أبي بكر وعمر في حضرت عندما قدـ وفد بني تميـ مبايعا‬
‫عمي وومـ واختمؼ أبو بكر وعمر في شأف مف يكوف أمي ار عميهـ إذا‬ ‫لمنبي صمل ا‬
‫أمر القعقاع بف معبد بف‬
‫رجعوا إلل ديارهـ حيث قاؿ أبو بكر لمنبي صمل ا عمي وومـ‪ِّ :‬‬
‫لعمر‪:‬‬ ‫بكر‬ ‫أبو‬ ‫فقاؿ‬ ‫حابس‪،‬‬ ‫بف‬ ‫اأقرع‬ ‫أمر‬
‫ِّ‬ ‫بؿ‬ ‫عمر‪:‬‬ ‫وقاؿ‬ ‫ز اررة‪،‬‬
‫ما أردت إال خالفي‪ ،‬قاؿ عمر‪ :‬ما أردت إال خالفي ‪ .‬فتماريا حتل ارت(عت أصواتهما فنػزؿ‬

‫في ذلؾ‪              :‬‬

‫‪(     ‬سورة الحجرات‪ ،‬اآلية‪.)1 ،‬‬

‫وهناؾ روايات أخر لهذا الحديث كمها عمل هذا النحو ‪.‬‬

‫‪872‬‬
‫فهنا وقع اجتهاد مف الصحابة في حضرت صمل ا عميػ ووػمـ ولػـ يػنههـ صػموات‬
‫ا ووالم عمي عف االجتهاد‪ ،‬وانما الذا نهاهـ عن وبحان في هذا اآلية هو التقػديـ بػيف‬
‫يدا ا وروول ‪.‬‬
‫[‪ ]3‬اجتياد الصحابة في غيبتو‪:‬‬
‫إذا جػاز لمصػحابة أف يجتهػػدوا والنبػي صػمل ا عميػ ووػمـ حاضػر فمػػف بػاب أولػػل‬
‫يجوز لهـ االجتهاد وهو اتب عنهـ‪ ،‬إال أنهـ كانوا يعرضوف عميػ اجتهػاداتهـ بعػد رجػوعهـ‬
‫إلي ف ذا أقرها كانت ونة تقريرية‪ ،‬واال أصبحت مف االجتهادات الباطمة‪ ،‬ومف ذلؾ‪:‬‬
‫قصة النهي عف الصالة في بني قريظة وذلؾ عنػدما قػاؿ لهػـ النبػي صػمل ا عميػ‬
‫ووػػمـ – بعػػد ال( ػراغ مػػف ػػزوة اأح ػزاب ‪ -‬ال يصػػميف أحػػد مػػنهـ العصػػر إال فػػي بنػػي قريظػػة‬
‫وذلػػؾ بغػػرض تأديػػب يهػػود بنػػي قريظػػة بوػػبب مػػا وقػػع مػػنهـ مػػف خيػػانتهـ لعهػػدا‪ ،‬وقػػد التػػزـ‬
‫الص ػػحابة بنهيػ ػ ‪ ،‬إال أف العص ػػر أدركه ػػـ ف ػػي بن ػػي قريظ ػػة ف ػػاختم(وا‪ ،‬فم ػػنهـ م ػػف ص ػػمل ف ػػي‬
‫الطريػؽ حتػل ال ي ِّ‬
‫ػؤخر الصػالة عػػف وقتهػا‪ ،‬ومػنهـ مػف أخػر الصػػالة حتػل وصػؿ بنػي قريظػػة‬
‫وقد خرج وقتها فعندما رجعوا لمنبي صػمل ا عميػ ووػمـ وحكػوا لػ ذلػؾ لػـ ِّ‬
‫يعنػؼ عمػل أحػد‬
‫منهـ‪ .‬فدؿ ذلؾ عمل أف االجتهاد مشروع وهو بيف أظهرهـ ‪.‬‬
‫[‪ ]4‬اجتياد الصحابة بعد وفاتو‪:‬‬
‫إذا جػاز لمصػػحابة االجتهػاد والنبػػي صػػمل ا عميػ ووػػمـ بػػيف أظهػرهـ والقػرآف ينػػزؿ‬
‫فمف باب أولل يجوز لهـ االجتهاد بعػد يبتػ بعػد انقطػاع الػوحي وانقطػاع البيػاف منػ صػمل‬
‫ا عمي ػ ػ ووػ ػػمـ‪ ،‬وقػ ػػد ح(ظػ ػػت لنػ ػػا كتػ ػػب اأحاديػ ػػث والوػ ػػير الكثيػ ػػر مػ ػػف هػ ػػذا االجتهػ ػػادات‬
‫كاجتهادهـ في عدة الحامؿ المتوفل عنها زوجها‪ ،‬هؿ تعتػد لوضػع حممهػا أـ أبعػد اأجمػيف‪،‬‬
‫فبالرأا اأوؿ قاؿ ابف موعود‪ ،‬وبالرأا الثاني قاؿ عمي وابف عباس‪.‬‬
‫وكػػاختالفهـ فػػي ن(قػػة الم ػرأة التػػي طمقػػت طالقػػا باتنػػا ال رجعػػة في ػ ‪ ،‬هػػؿ لهػػا الن(قػػة‬
‫والوكنل أـ ال‪ ،‬فكاف عمر ير أف ذلؾ مف حقهػا‪ ،‬بينمػا يػر جمهػور الصػحابة خػالؼ ذلػؾ‬
‫‪ .‬واأمثمة في هذا المجاؿ يطوؿ ذكرها ‪.‬‬

‫‪872‬‬
‫[‪ ]5‬اجتياد األئمة بعد الصحابة‪:‬‬
‫وه ػػذا ال يحت ػػاج إل ػػل بي ػػاف فيك(ين ػػا اجته ػػادات اأتم ػػة م ػػف الت ػػابعيف وت ػػابعيهـ‪ ،‬وه ػػذا‬
‫االجتهػادات تمتمػػه بهػػا كتػػب ال(قػ ‪ ،‬حيػػث يجػدها مميتػػة بػػحراء الحوػػف البصػػرا‪ ،‬وابػػف وػػيريف‪،‬‬
‫ووػػعيد بػػف جبيػػر‪ ،‬وطػػاووس‪ ،‬وعكرمػػة‪ ،‬وقتػػادة ومػػف تػػابعي التػػابعيف أتمػػة المػػذاهب المعروفػػة‬
‫المتبوعة و يرها كاأتمة اأربعة‪ :‬أبي حني(ة‪ ،‬ومالؾ‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحمد‪ ،‬و ير اأربعة ‪.‬‬

‫تدري (‪)0‬‬

‫اذكػر مثػػاليف ممػا تح(ػػظ مػػف اجتهػادات الصػػحابة بعػػد وفػاة روػػوؿ ا صػػمل‬
‫ا عمي وومـ‪.‬‬

‫نشاط‬

‫انظػػر كتػػب الت(وػػير لمعرفػػة آراء العممػػاء فػػي معنػػل آيػػة وػػورة التوبػػة ‪288‬‬
‫ومػػا الم ػراد بال(رقػػة التػػي تت(ق ػ فػػي الػػديف؟ ثػػـ اعػػرض عممػػؾ عمػػل مشػػرفؾ‬
‫اأكاديمي‬

‫نسئمة تقويم ذاتي‬

‫ضع عالمة (‪ )‬لإلجابة الصحيحة والعالمة (×) لإلجابة الخطأ‪:‬‬


‫‪ ).......... .2‬كؿ ما ي(عمػ النبػي ص) فػي مقػاـ الهدايػة والتشػريع يعػد‬
‫وحيا وليس اجتهادا‪.‬‬
‫‪ ).......... .8‬اأصؿ في االجتهاد أن فرض ك(اية‪.‬‬
‫ص)‪.‬‬ ‫‪ ).......... .2‬كاف الصحابة يجتهدوف في زمف رووؿ ا‬
‫‪ ).......... .2‬آية وورة التوبة ‪ )288‬تدؿ عمل رفض االجتهاد‪.‬‬

‫‪878‬‬
‫‪ 3.0‬تجزؤ االجتهاد‬
‫اختمؼ العمماء هؿ يمكف تجزؤ االجتهاد أـ ال ؟ والمقصػود بهػذا الموػألة هػؿ يمكػف‬
‫لممجتهد أف يكوف قاد ار عمل االجتهاد فػي موػألة دوف أخػر كػأف يكػوف قػاد ار عمػل االجتهػاد‬
‫فػي بػػاب الصػػالة مػثال دوف الحػ والصػػوـ والزكػاة‪ ،‬أو بػػاب الػػزواج والطػالؽ دوف بقيػػة أنػواع‬
‫ال(ق ‪.‬‬
‫لمعمماء في ذلؾ مذهباف‪:‬‬
‫األول‪ :‬يػػر ج ػواز تجػػزؤ االجتهػػاد أف المجتهػػد يمكن ػ أف يحػػيط باأدلػػة المتعمقػػة بالموػػألة‬
‫المعنيػػة أو الب ػػاب المعػػيف وينظ ػػر فػػي دالالت النص ػػوص ال ػواردة فيػ ػ ومػػا تبعه ػػا مػػف أقيو ػػة‬
‫فيتوصؿ إلل حكـ ا فيها بينما يكوف جاهال عف يرها‪ ،‬وهذا مذهب جمهور العمماء ‪.‬‬
‫الثاني‪:‬‬
‫يػ ػػر أصػ ػػحاب أف قضػ ػػايا االجتهػ ػػاد ك ػ ػ اؿ ال يتج ػ ػ أز حيػ ػػث إن ػ ػ ال يتصػ ػػور أف يك ػ ػوف‬
‫المجتهد مجتهدا في أحكاـ الطالؽ و ير مجتهد في أحكاـ البيع أف االجتهاد ال بد فيػ مػف‬
‫ت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوافر الش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػروط الت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي تق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدمت فم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف ت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوافرت فيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذا‬
‫الشروط ال يتصور أف يكوف مجتهدا في باب دوف باب ‪.‬‬
‫ولعؿ المذهب اأوؿ هػو اأصػح أف الواقػع يصػدق فمػف عهػد الصػحابة إلػل زماننػا‬
‫هػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذا ال يوجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد شػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػخص محػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيط بكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ موػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاتؿ وأب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواب وموضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوعات‬
‫ال(ق ‪.‬‬

‫نشاط‬
‫انظػر كتػاب االجتهػاد لوهبػة الزحيمػػي واكتػب صػ(حة واحػدة عػف االجتهػػاد‬
‫في جزء مف الشريعة‪ ،‬ثـ ناقش ما كتبت مع زمالتػؾ مبينػا الػرأا الػراجح فػي‬
‫هذا الموألة‪.‬‬

‫‪872‬‬
‫‪ 4.0‬اإلصابة والخطأ في االجتهاد‬
‫إذا اجتهػد مجتهػد فػي موػألة وتوصػؿ فيهػا لحكػـ ثػـ اجتهػد مجتهػد آخػر فػي الموػػألة‬
‫ن(وػػها‪ ،‬وتوصػػؿ إلػػل حكػػـ مخػػالؼ لمػػا ذهػػب إلي ػ اأوؿ فهػػؿ يعػػد أحػػدهما مخطتػػا واآلخػػر‬
‫مصيبا‪ ،‬أـ كالهما مصيب ؟ لمعمماء مذهباف في هذا الموألة‪:‬‬
‫المذى األول‪ :‬قاؿ أصحاب نعـ كؿ مجتهػد مصػيب أف المجتهػد إذا اجتهػد ممتزمػا اأوػس‬
‫الصػحيحة لالجتهػػاد ثػػـ توصػػؿ إلػػل حكػػـ مػػب عمػػل ظنػ أنػ الصػواب كػػاف مػػا توصػػؿ إليػ‬
‫هو حكـ ا في نظرا‪ ،‬واذا اجتهد آخر وتوصػؿ إلػل رأا مخػالؼ مػب عمػل ظنػ أنػ الحػؽ‬
‫كاف ذلؾ حكـ ا بالنوبة ل وبنػاء عمػل هػذا قػالوا الحػؽ يتعػدد بتعػدد اختالفػات المجتهػديف‪،‬‬
‫وهؤالء يوموف بالمصوبة وعندهـ‪ :‬أف كؿ مجتهد مصيب ‪.‬‬
‫المذى الثاني‪ :‬ير أصحاب أف الحؽ عند ا واحد ال يتعدد فمف اجتهد فػي موػألة و مػب‬
‫عمل ظن حكػـ معػي ف فيهػا كػاف مػا توصػؿ إليػ هػو الصػواب وهػو حكػـ ا فػي هػذا الموػألة‬
‫يرا ممف خال( يكوف خطأ ومخال(ا لحكـ ا في هذا الموألة ‪.‬‬ ‫وأف ما توصؿ إلي‬
‫وه ػؤالء يوػػمل مػػذهبهـ مػػذهب المخطتػػة وعنػػدهـ‪ :‬أن ػ لػػيس كػػؿ مجتهػػد مصػػيب بػػؿ‬
‫المصيب واحد والبقية مخطتوف ‪.‬‬
‫ولعػػؿ المػػذهب اأخيػر هػػو اأصػػوب إذ إنػ باإلضػػافة إلػػل أنػ أر جمهػػور العممػػاء‬
‫ف ن ػ موافػػؽ لحػػديث النبػػي الػػذا رواا عمػػرو بػػف العػػاص والػػذا تقػػدـ قبػػؿ قميػػؿ‪ " :‬إِ َذا َح َكب َبم‬
‫َج ٌبر " ‪ .‬حيػث قوػـ النػاس‬ ‫طأَ َف َم ُو ن ْ‬
‫َخ َ‬
‫اجتَ َي َد فَأ ْ‬ ‫َج َر ِ‬
‫ان‪َ ،‬وِا َذا َح َك َم فَ ْ‬ ‫َصا َ َف َم ُو ن ْ‬ ‫ا ْلح ِ‬
‫اجتَ َي َد فَأ َ‬
‫اك ُم فَ ْ‬ ‫َ‬
‫إلل مصيبيف ومخطتيف ‪.‬‬
‫ومم ػػا ينبغ ػػي التنبيػ ػ إليػ ػ هن ػػا أف تخطت ػػة المجته ػػد لغيػ ػرا ال يعن ػػي ذل ػػؾ الخص ػػومة‬
‫والشػػحناء والبغضػػاء والك ػرا‪ ،‬وانمػػا يجػػب أف توػػود المحبػػة بيػػنهـ حيػػث إف العممػػاء منع ػوا أف‬
‫ينكػػر المجتهػػد عمػػل ي ػرا فػػي موػػاتؿ االجتهػػاد حيػػث صػػا وا فػػي هػػذا قاعػػدة عظيمػػة جميمػػة‬
‫قالوا فيها‪[ :‬ال إنكار في مواتؿ الخالؼ]‪.‬‬
‫وهذا الموألة يمكف مراجعتها بتووع في كتب أصوؿ ال(ق ‪.‬‬

‫‪872‬‬
‫تدري (‪)3‬‬

‫مػا الحكػػـ إذا تكػرر الخطػػأ أكثػر مػػف مػرة مػػف المجتهػد‪ .‬هػػؿ يؤخػذ منػ اوػػـ‬
‫المجتهد أـ يظؿ مجتهدا مع تكرار الخطأ؟‬

‫نسئمة تقويم ذاتي‬

‫‪ .2‬اشرح قوؿ العمماء االجتهاد ال ينقض باالجتهاد‪.‬‬


‫‪ .8‬ما الذا يقصدا قوؿ العمماء ال إنكار في مواتؿ الحالؼ‪.‬‬
‫‪ .2‬اذكر دليال مف اأحاديث في فضيمة االجتهاد‪.‬‬

‫‪ 5.0‬نقض االجتهاد باالجتهاد‬


‫مف المواتؿ المت(ؽ عميهػا أف االجتهػاد ال يػنقض باجتهػاد مثمػ فػ ذا اجتهػد حػاكـ أو‬
‫قػاض وتوصػػؿ إ لػػل حكػػـ فػػي موػألة معينػػة ثػػـ بعػػد أف قضػػل فيهػا بهػػذا الحكػػـ ظهػػر لػ فيمػػا‬
‫بعد رأا مخػالؼ فػي الموػألة‪ ،‬فقػد قػاؿ العممػاء يعمػؿ ب أريػ الجديػد فػي اأقضػية الجديػدة‪ ،‬وال‬
‫يجػػوز أف يػػنقض مػػا حكػػـ ب ػ فيمػػا وػػبؽ وقػػد كػػاف أوؿ مػػف نب ػ لهػػذا اأصػػؿ الخمي(ػػة ال ارشػػد‬
‫عمػػر بػػف الخطػػاب رضػػي ا عن ػ عنػػدما وػػتؿ عػػف تغيػػر اجتهػػادا فػػي موػػألة كػػاف قػػد حكػػـ‬
‫فيهػػا بحكػػـ وػػابؽ مخػػالؼ قػػاؿ‪" :‬ذلػػؾ عمػػل مػػا قضػػينا وهػػذا عمػػل مػػا نقضػػي"‪ ،‬ومػػف هنػػا قػػاؿ‬
‫العمماء‪" :‬االجتهاد ال ينقض باالجتهاد" ‪.‬‬

‫‪875‬‬
‫‪ 6.0‬االجتهاد الجماعي في هذا العصر‬
‫االجته ػػاد بش ػػروط وضػ ػوابط الت ػػي ذكرناه ػػا آن( ػػا يص ػػعب تحققػ ػ اآلف ف ػػي ش ػػخص‬
‫مجتهد واحد‪ ،‬حيث إن يتعذر أف يوجد في زماننا هذا مثػؿ هػؤالء اأشػخاص واف وجػدوا فهػـ‬
‫قمة ‪.‬‬
‫هػذا باإلضػػافة إلػػل تعقيػد القضػػايا المعاصػرة وحاجتهػا أكثػػر مػػف مجتهػد وأكثػػر مػػف‬
‫عالـ وباحث في عموـ ومعارؼ مختم(ة ‪.‬‬
‫وقػد تحتػاج موػػألة واحػدة إلػػل عممػاء فػػي الشػريعة وعممػػاء فػي االقتصػػاد وعممػاء فػػي‬
‫اإلدارة واالجتماع مثال‪ ،‬وهكذا ‪.‬‬
‫ف ذا كاف اأمر كذلؾ ف ف زماننا هذا يحتاج االجتهاد في إلػل تضػافر جهػود العممػاء‬
‫والباحثيف والمجتهديف في شتل العموـ والمعارؼ والتخصصات ‪.‬‬
‫ولهػ ػػذا اأوػ ػػباب و يرهػ ػػا قامػ ػػت مجػ ػػامع ال(ق ػ ػ المعاص ػ ػرة لتنظػ ػػيـ حركػ ػػة االجته ػ ػاد‬
‫الجمػػاعي كمػػا فػػي مجمػػع ال(قػ اإلوػػالمي الػػدولي التػػابع لمنظمػػة المػػؤتمر اإلوػػالمي‪ ،‬بجػػدة‪،‬‬
‫والمجم ػػع ال(قه ػػي اإلو ػػالمي الت ػػابع لرابط ػػة الع ػػالـ اإلو ػػالمي بمك ػػة المكرم ػػة‪ ،‬ومجم ػػع ال(قػ ػ‬
‫اإلوالمي الووداني التابع لرتاوة الجمهورية ‪.‬‬
‫وهذا الطريقة باإلضافة إلل أنها تجعؿ الرأا الصادر مف المجتهديف أقرب لمدقة‬
‫لما يتعرض ل مف فحص وتمحيص باإلضافة لكؿ ذلؾ ف ن موافؽ لمنه الصحابة‬
‫والخم(اء الراشديف خصوصا ف نهـ كانوا إذا عرضت عميهـ موألة ذات باؿ ولـ يجدوا لها‬
‫نصا في القرآف أو الونة جمعوا كبار الصحابة أخذ المشورة والرأا منهـ فكانوا ي(توف بما‬
‫يت(ؽ عمي الناس كما ثبت ذلؾ عف أبي بكر وعمر رضي ا عنهما) ‪.‬‬

‫‪876‬‬
‫‪ .3‬التقليد‬
‫‪ 1.3‬التقليد في اللغة واالصطالح‬
‫وضع الشيء عمل العنؽ مع اإلحاطة ب ‪.‬‬
‫والش ػػيء ال ػػذا يوض ػػع يو ػػمل ق ػػالدة‪ ،‬وم ػػنهـ ق ػػولهـ‪" :‬حو ػػبؾ م ػػف الق ػػالدة م ػػا أح ػػاط‬
‫بالعنؽ" ‪.‬‬
‫التقميد اصطالحاً‪:‬‬
‫ع ِّرؼ التقميد بتعري(ات كثيرة منها‪:‬‬
‫‪" .2‬العمؿ بقوؿ الغير مف ير حجة ممزمة" ‪.‬‬
‫‪ .8‬وعرفػ الػػدكتور مرعػػي بقول ػ ‪" :‬هػػو اأخػػذ بقػػوؿ الغيػػر ممػػف لػػيس قولػ حجػػة شػػرعية مػػف‬
‫ير مطالبت بالدليؿ الذا بنل عمي حكم " ‪.‬‬
‫الشرح‪:‬‬
‫المقمد من يأخذ األحكام من غير دليل‪.‬‬
‫يعرؼ التقميد بكون عمػال لمعػامي بقػوؿ يػرا مػف‬
‫إذا نظرنا إلل التعريؼ اأوؿ نجدا ِّ‬
‫ير معرفة دليم أو مطالبت بالدليؿ ‪.‬‬
‫الثبباني‪ :‬ف ن ػ وػػار عمػػل مػػا وػػار عمي ػ التعريػػؼ اأوؿ إال أن ػ قيػػد قػػوؿ الغيػػر‬ ‫نمببا التعري ب‬
‫الػػذا بكون ػ لػػيس نػػص كتػػاب أو وػػنة أو إجمػػاع‪ ،‬وذلػػؾ يؤخػػذ مػػف عبػػارة " ممػػف لػػيس قول ػ‬
‫حجة شرعية"‪ ،‬ومف هنا يتضح لنا أف اأخذ والقبوؿ بمػا جػاء فػي القػرآف والوػنة واإلجمػاع ال‬
‫يومل تقميدا أف كؿ هذا يعتبر حجة شرعية إجماعا ‪.‬‬
‫ومف هنا يتضح لنا أف التقميد االصطالحي هو الذا يكوف مف قبؿ عامي لمجتهد ‪.‬‬
‫تدري (‪)4‬‬
‫ما رأيؾ في شخص يأخذ اأحكاـ مف القرآف والونة مباشرة دوف االلتزاـ‬
‫بمذهب معيف؟‬

‫‪877‬‬
‫‪ 0.3‬محل التقليد‬
‫التقميػػد ال يك ػػوف فػ ػي أصػػوؿ العقات ػػد كاإليم ػػاف ب ػػا وروػػول والي ػػوـ اآلخ ػػر والقض ػػاء‬
‫والقدر ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫كم ػػا أنػ ػ ال يص ػػح أف يك ػػوف ف ػػي اأحك ػػاـ المعموم ػػة م ػػف ال ػػديف بالض ػػرورة كوج ػػوب‬
‫الصالة أو الزكاة أو الح ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬
‫وانما يكػوف التقميػد فػي فػروع العبػادات والمعػامالت والوػموؾ‪ ،‬وتقميػد العػامي لممجتهػد‬
‫ف ػػي ه ػػذا الن ػػوع ه ػػو ال ػػذا عميػ ػ جمه ػػور العمم ػػاء ف ػػي ك ػػؿ عص ػػر وف ػػي ك ػػؿ جي ػػؿ من ػػذ عه ػػد‬
‫الص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػحابة إل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل زمانن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذا فيم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػزـ المقم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد أف يو ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػأؿ ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ‬
‫مػ ػ ػػا يعػ ػ ػػرض ل ػ ػ ػ فػ ػ ػػي فػ ػ ػػروع الش ػ ػ ػريعة و ػ ػ ػواء أكػ ػ ػػاف فػ ػ ػػي جانػ ػ ػػب العبػ ػ ػػادات أـ المعػ ػ ػػامالت‬
‫أـ اأورة أـ الجنايات أـ الوموؾ ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬
‫وهذا الحكـ يشػمؿ المجتهػد الجزتػي الػذا لػ القػدرة عمػل االجتهػاد فػي بعػض ال(ػروع‬
‫دوف بع ػػض أو بع ػػض اأبػ ػواب دوف بع ػػض فػ ػ ف حكمػ ػ فيم ػػا ػػاب عنػ ػ م ػػف أحك ػػاـ بع ػػض‬
‫المواتؿ حكـ المقمد ‪.‬‬
‫وهػػذا الموػػألة مػػع وضػػوحها وموافقتهػػا لمعقػػؿ الوػػميـ ف ػ ف بعػػض العممػػاء خػػالؼ فيهػػا‬
‫مطالب أف يوأؿ العمماء عف الدليؿ ال عف الحكـ ‪.‬‬
‫ا‬ ‫ومنع التقميد مطمقا ‪ .‬وزعـ أف العامي‬
‫وهذا مذهب باطؿ واضح البطالف ومف أقو ما يدؿ عمل بطالن ‪:‬‬
‫‪ .2‬انعقػاد اإلجمػػاع عمػػل أف العػػامي يجػػب عميػ أف يوػػأؿ أهػػؿ العمػػـ والد اريػػة فػ ف الصػػحابة‬
‫رضػ ػواف ا تع ػػالل عم ػػيهـ) وم ػػف ج ػػاء بع ػػدهـ ك ػػانوا ي(ت ػػوف الو ػػاتميف م ػػف العام ػػة فيم ػػا‬
‫مػػض عم ػػيهـ حكمػ ػ وم ػػا كػػانوا يعرف ػػونهـ باأدل ػػة الت ػػي بن ػوا عميه ػػا أحك ػػامهـ ب ػػؿ ك ػػانوا‬
‫يمزمػػونهـ بو ػؤاؿ العممػػاء وال ينكػػروف عمػػيهـ اقتصػػارهـ عمػػل وػػماع ال(تػػو دوف الو ػؤاؿ‬
‫عف دليمها ‪.‬‬

‫وبحان وتعالل رفع الحرج عف ير العالـ بالحكـ فقاؿ جؿ وعال‪  :‬‬ ‫‪ .8‬إف ا‬

‫‪(       ‬سورة األنبيا ‪ ،‬اآلية‪)7 ،‬‬

‫‪878‬‬
‫‪ .2‬أمػا قػولهـ إف العػامي مطالػب بػأف يوػأؿ المجتهػد عػف دليػؿ الموػألة ال عػف حكمهػا فهػذا‬
‫باطػػؿ أف الوػؤاؿ عػػف الػػدليؿ ال يك(ػػي وحػػدا لبيػػاف حكػػـ الموػػألة ذلػػؾ أف العػػامي لػػيس‬
‫أهال لالوتنباط حتل يوتطيع أف يأخذ الحكـ ويوػتنبط مػف الػدليؿ‪ ،‬أنػ كمػا هػو معمػوـ‬
‫ف ف االجتهاد يتوقؼ عمل تحصيؿ عموـ كثيػرة لػيس فػي إمكػاف كػؿ أحػد اإللمػاـ بهػا ولػو‬
‫كم(ن ػػا العام ػػة بتحص ػػيمها واإللم ػػاـ به ػػا لكم(ن ػػاهـ ش ػػططا وأدخمن ػػاهـ ف ػػي الح ػػرج والمش ػػقة‬
‫المذيف جاءت الشريعة لرفعهما‪.‬‬
‫نسئمة تقويم ذاتي‬

‫عرؼ التقميد لغة واصطالحا‪.‬‬


‫‪ِّ .2‬‬
‫‪ .8‬ما محؿ التقميد؟‬
‫‪ .2‬هؿ المجتهد الجزتي يقمد مجتهدا مطمقا؟‬
‫‪ .2‬هؿ يجب عمل العامي معرفة اأدلة؟‬

‫‪879‬‬
‫الخالصة‬
‫عزيزي الدارس‪ ،‬بعد ف ار نا مف دراوة هذا الوحدة نخمص إلل ما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬االجتهاد في الشريعة هو بذؿ الجهد والووع في طمب الحكـ الشرعي‪.‬‬
‫‪ ‬لالجتهاد أركاف أربعة هي االجتهاد – المجتهد‪ -‬المجتهد في – اأدلة‪.‬‬
‫‪ ‬ولالجتهاد شروط وتة منها البموغ والعمـ بأنواع المختم(ة‪.‬‬
‫‪ ‬المجتهدوف م ارتب منهـ مجتهد مطمؽ ومنهـ مجتهد مذهب‪.‬‬
‫‪ ‬واالجته ػػاد حكمػ ػ الع ػػاـ الوج ػػوب الك( ػػاتي وق ػػد يك ػػوف واجب ػػا عيني ػػا من ػػدوبا أو ح ارم ػػا‬
‫حوب حاؿ المجتهد‪.‬‬
‫‪ ‬وقد وقع االجتهاد في زمف رووؿ ا صمل ا عميػ ووػمـ والصػحابة مػف بعػدا إلػل‬
‫يومنا هذا‪.‬‬
‫‪ ‬قد يصيب المجتهد فم أجراف وقد يخطه فم أجر االجتهاد‪.‬‬
‫‪ ‬واالجتهاد ال ينقض باجتهاد مثم ‪.‬‬
‫‪ ‬التقميد هو أخذ اأحكاـ المجتهديف مف ير دليؿ‪.‬‬
‫‪ ‬والتقميد يكوف في اأحكاـ ال(قهية وال يكوف في العقاتد‪.‬‬
‫‪ ‬ومف لـ يصؿ إلل درجة المجتهد جاز ل أف يقمد يرا مف العمماء‪.‬‬

‫‪882‬‬
‫إجابات التدريبات‬
‫تدري (‪)1‬‬
‫يمك ػػف أف يوج ػػد مجته ػػد مطم ػػؽ إذا ت ػػوفرت فيػ ػ الش ػػروط م ػػف معرف ػػة المغ ػػة العربي ػػة‬
‫والقرآف والت(وير و يرها مف الشروط التي اشترطها العمماء‪.‬‬
‫تدري (‪)0‬‬
‫‪ .2‬اجتهاد الصحابة في نصيب الجدة مف الميراث‪.‬‬
‫‪ .8‬اجتهاد الصحابة في جمع القرآف الكريـ في مصحؼ واحد‪.‬‬
‫‪ .2‬اجتهاد الصحابة في عدة المتوفي عنها زوجها الحامؿ‪.‬‬
‫تدري (‪)3‬‬
‫ال شػػيء عمػػل المجتهػػد إذا تكػػرر الخطػػأ منػ مػػا داـ أنػ قػػد بمػػغ رتبػػة االجتهػػاد وهػػو‬
‫مأجور عمل اجتهادا ف ف أصاب ل أجراف وأف أخطأ لػ أج اػر واحػد ويظػؿ مجتهػدا وال يوػمب‬
‫عن اوـ المجتهد‪.‬‬
‫تدري (‪)4‬‬
‫إف هذا الشخص الذا يأخذ اأحكاـ مف القرآف والونة إما أف يكػوف مجتهػدا تػوافرت‬
‫في شروط المجتهد‪ ،‬فحينتذ يجوز ل ذلؾ واما أف يكوف ير مجتهد فػال يجػوز لػ ذلػؾ وهػو‬
‫معرض لإلثـ‪.‬‬

‫‪882‬‬
‫مسرد المصطلحات‬
‫‪ ‬االجتياد‪:‬‬
‫هو اوت(راغ الووع وبذؿ المجهود في طمب الحكـ الشرعي‪.‬‬
‫‪ ‬المجتيد‪:‬‬
‫هو ال(قي الباذؿ ووع وطاقت لموصوؿ لمحكـ الشرعي‪.‬‬
‫‪ ‬المجتيد فيو‪:‬‬
‫كؿ حكـ شرعي ليس ل دليؿ قاطع بؿ كاف دليال ظنيا‪.‬‬
‫‪ ‬األدلة‪:‬‬
‫هي النصوص الظنية التي ينظر فيها المجتهد‪.‬‬
‫‪ ‬المجتيد المطمق‪:‬‬
‫هو الذا ال يمتزـ بمذهب معيف‪.‬‬
‫‪ ‬التقميد‪:‬‬
‫هو العمؿ بقوؿ الغير مف ير حجة ممزمة‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫أوالً‪ :‬المصادر‬
‫القررن الكريم‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬المراجع الفقهية‬
‫‪ .2‬أديب‪ ،‬صالح‪ ،‬محمػد‪ ،‬تفسير النصوص في الفقو اإلسبالمي‪ ،‬المكتػب اإلوػالمي‪ ،‬ط‪،8‬‬
‫‪2982‬ـ‪.‬‬
‫‪ .8‬اآلمدا‪ ،‬عمي‪ ،‬بف أبي عمػي‪ ،‬األحكام في نصول اإلحكبام‪ ،‬دار الكتػب العمميػة‪ ،‬بيػروت‪:‬‬
‫لبناف‪2982 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .2‬الحاجػػب‪ ،‬جمػػاؿ الػػديف‪ ،‬مختصببر ابببن الحاجب مطبببوع مببع شببرحو لمعضببد‪ ،‬دار الكتػػب‬
‫العممية‪ ،‬بيروت‪2982 :‬ـ‪.‬‬
‫‪ .2‬زهير‪ ،‬أبو النور‪ ،‬نصول الفقو‪ ،‬المكتبة اأزهرية لمتراث‪ ،‬القاهرة‪8222 :‬ـ‪.‬‬
‫‪ .5‬الغزالي‪ ،‬محمد‪ ،‬بف أحمد‪ ،‬أبو حامػد‪ ،‬المستضفى في عمم األصبول‪ ،‬المطبعػة اأميريػة‪،‬‬
‫‪2988‬ـ‪.‬‬
‫‪ .6‬الق ارفػػي‪ ،‬أحم ػػد‪ ،‬ب ػػف إدريػػس‪ ،‬شبببرح تنقبببيح الفصبببول فبببي اختصبببار المحصبببول‪ ،‬مكتب ػػة‬
‫الكميات اأزهرية‪2972 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .7‬النيوػػابورا‪ ،‬موػػمـ‪ ،‬بػػف الحجػػاج‪ ،‬صببحيح مسببمم مببع شببرح النببووي‪ ،‬المطبعػػة المص ػرية‬
‫ومكتبها‪ ،‬بدوف تاريخ نشر‪.‬‬
‫األسبرار عبن نصبول فخبر اإلسبالم‪ ،‬دار الكتػاب‬ ‫‪ .8‬البزدوا‪ ،‬عبد العزيز‪ ،‬بف احمػد‪ ،‬كشب‬
‫العربي‪2972 ،‬ـ‬

‫‪882‬‬
‫الوحدة الرابعة‬
‫األلفاظ بين الشمول‬
‫وعدمه‬
‫محتويات الوحدة‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪861‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪861‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪868‬‬ ‫أهداف الوحدة‬
‫‪861‬‬ ‫‪ .1‬العموم والخصوص‬
‫‪861‬‬ ‫‪ 8.8‬تعريف العام في اللغة واالصطالح‬
‫‪861‬‬ ‫‪ 1.8‬ألفاظ العموم‬
‫‪866‬‬ ‫‪ 1.8‬أنواع العام‬
‫‪868‬‬ ‫‪ 4.8‬داللة العام بين القطعية والظنية‬
‫‪871‬‬ ‫‪ 5.8‬جواز تخصيص عام القرآن والسنة المتواترة بخبر الواحد والقياس‬
‫‪874‬‬ ‫‪ 6.8‬المسألة الثانية‬
‫‪877‬‬ ‫‪ 7.8‬تخصيص العام‬
‫‪898‬‬ ‫‪ .2‬الخاص‬
‫‪898‬‬ ‫‪ 8.1‬تعريف الخاص‬
‫‪891‬‬ ‫‪ 1.1‬داللة الخاص‬
‫‪891‬‬ ‫‪ .3‬المشترك‬
‫‪891‬‬ ‫‪ 8.1‬تعريف المشترك‬
‫‪894‬‬ ‫‪ 1.1‬أسباب وجود االشتراك في اللغة‬
‫‪895‬‬ ‫‪ 1.1‬أنواع اللفظ المشترك‬
‫‪896‬‬ ‫‪ 4.1‬أحوال المشترك‬
‫‪897‬‬ ‫‪ .4‬المطلق والمقيد‬
‫‪897‬‬ ‫‪ 8.4‬تعريف المطلق‬

‫‪858‬‬
‫‪898‬‬ ‫‪ 1.4‬تعريف المقيد‬
‫‪899‬‬ ‫‪ 1.4‬أحوال المطلق مع المقيد‬
‫‪114‬‬ ‫‪ 4.4‬بين المطلق والمقيد والعموم والخصوص‬
‫‪116‬‬ ‫الخالصة‬
‫‪117‬‬ ‫لمحة مسبقة عن الوحدة التالية‬
‫‪118‬‬ ‫إجابات التدريبات‬
‫‪181‬‬ ‫مسرد المصطلحات‬
‫‪188‬‬ ‫المصادر والمراجع‬

‫‪859‬‬
‫مقدمة‬
‫تمهيد‬
‫عزيزي الدارس‪،‬‬
‫مرحب ااً بااك فااي هااذ الوحاادة التااي هااي علاات سااتة أئسااام ر يسااة تشاارح مفهااوم العمااوم‬
‫والخصوص‪ ،‬واللفظ العام‪ ،‬وبيان ألفااظ العماوم وألفااظ الخااص‪ ،‬وشاروط التخصايص‪ ،‬واللفاظ‬
‫المش ااترك وأن ا اواع االشا ااتراك‪ .‬وتحتا ااوي الوحااادة اااذلك علا اات المطلاااق والمقياااد ومعرفاااة التقيياااد‬
‫واإلطالق‪.‬‬
‫وفااي هااذ الوحاادة سااتجد أئ اوال العلماااص المختلفااة خاصااة فااي المدرسااة الحنفيااة ومدرسااة‬
‫جمهور العلماص‪.‬‬
‫وعلاام اوصااول هااو تنشاايط ذهنااي يؤهاال ماان يدرسااف لمعرفااة االسااتنباط ولااذا تحتااوي الوحاادة‬
‫علاات أس ا لة تقااويم ذاتااي وتاادريبات ونشاااطات‪ .‬هاادفنا أن تحاال هااذ التاادريبات وأس ا لة التقااويم‬
‫ل ي تستوعب الوحدة‪.‬‬
‫وأخي اًر ختمنا لك الوحدة بخالصة جيدة وجامعة‪.‬‬

‫‪861‬‬
‫أهداف الوحدة‬
‫عزيزي الدارس‪ ،‬بعد فراغك من دراسة ىذه الوحدة يجبب أن توبون‬
‫قادراً على أن‪:‬‬
‫‪ ‬توضح معنت العام وألفاظ العموم وداللة العموم‪.‬‬
‫‪ ‬تشرح تخصيص عام القرآن بالقرآن والسنة النبوية‪.‬‬
‫بين اختالف العلماص في داللة العموم وتخصيصف‪.‬‬
‫‪ ‬تُ ِّ‬
‫‪ ‬تستدل علت أن اللفظ المشترك بف فوا د علمية‪.‬‬
‫‪ ‬تشرح اللفظ المطلق و يف يم ن تقييد ‪.‬‬

‫‪868‬‬
‫‪ .1‬العموم والخصوص‬
‫‪ 1.1‬تعريف العام في اللغة واالصطالح‬
‫عم الشيص َي ُع ُّم عموماً أي َش ِم َل‪.‬‬
‫العام في اللغة هو الشامل يقال ‪َّ :‬‬
‫تعريفف اصطالحاً ‪:‬‬
‫عا َّارف علماااص اوصااول العااام بتعريفااات تتفااق فااي المعناات اوان اختلفاات فااي ألفاظهااا ‪،‬‬
‫ومن ذلك ‪:‬‬

‫‪ ‬تعريف الشيرازي ‪ " :‬ل لفظ عم شي ين فصاعداً" ‪.‬‬

‫‪ ‬تعريف اآلمدي ‪" :‬اللفظ الواحد الدال علت مسميين فصاعداً مطلقاً معاً"‪.‬‬

‫عرفببببببببو البيضبببببببباوي بقول ا ا ااف ‪" :‬لف ا ا ااظ يساا ا ااتغرق جمي ا ا ااع م ا ا ااا يصاا ا اال ل ا ا ااف بوضا ا ا ااع‬
‫‪َّ ‬‬
‫واحد"‪.‬‬

‫عرفبببببببببببو الببببببببببببزدوي بقول ا ا ا ا ااف ‪ " :‬ا ا ا ا اال لف ا ا ا ا ااظ ين ا ا ا ا ااتظم جمعا ا ا ا ا ااً م ا ا ا ا اان اوس ا ا ا ا ااماص لفظا ا ا ا ا ااً‬
‫‪َّ ‬‬
‫معنت" ‪.‬‬
‫ً‬ ‫أو‬

‫شرح التعريف ‪:‬‬


‫ِّ‬
‫المتقدمة يتبيَّن لنا أن العاام عناد علمااص اوصاول هاو اللفاظ‬ ‫من خالل هذ التعريفات‬
‫الذي وضع للداللة علت جميع ما ينتظمف من أفراد علت سبيل الشمول واالستغراق‪.‬‬
‫العام هو اللفظ الذي وضع للداللة علت جميع أفراد علت سبيل الشمول‪.‬‬

‫‪861‬‬
‫األمثلة ‪:‬‬

‫‪ .8‬لفظ السارق‪ ،‬والسارئة الوارد في ئولف تعالت ‪    :‬‬

‫‪(  ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪ )38 ،‬فإنف يشمل جميع السارئين بال استثناص ‪.‬‬

‫‪ .2‬لفظ المطلقات الوارد في ئولف تعالت ‪    :‬‬

‫‪(  ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪ . )228 ،‬فإنف يشمل جميع المطلقات علت سبيل االستغراق‬

‫والشمول‪.‬‬
‫‪ .1‬ئولف تعالت‪(            :‬سورة ىود‪ ،‬اآلية‪) 6 ،‬‬

‫‪ ،‬فهذا اللفظ شامل لجميع الدواب بال استثناص ‪.‬‬

‫‪ 2.1‬ألفاظ العموم (صيغ العموم)‬


‫معين ااة إذا وردت دلَّ اات عل اات عمومه ااا واس ااتغرائها لجمي ااع أفراده ااا وه ااذ‬
‫هن اااك ألف اااظ َّ‬
‫اولفاظ تسمت بصيغ العموم أو ألفاظ العموم‪ ،‬وهي ثيرة نذ ر هنا أهمها ‪:‬‬

‫ألفاظ العموم ىي‪:‬‬


‫‪ .8‬ل‪.‬‬
‫‪ .1‬جميع‪.‬‬
‫‪ .1‬المفرد المعرف با (ال)‪.‬‬
‫المعرف با (ال)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .4‬الجمع‬
‫المعرف باإلضافة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .5‬الجمع‬
‫‪ .6‬أسماص الشرط‪.‬‬
‫‪ .7‬اوسماص الموصولة‪.‬‬
‫‪ .8‬أسماص االستفهام‪.‬‬
‫‪ .9‬الن رة الوائعة في سياق النفي‪.‬‬

‫‪861‬‬
:‫أمثلة من ألفاظ العموم‬
)38 ،‫ اآلية‬،‫ (سورة المدثر‬       :‫ لفظ ( ل) قولف تعالت‬.8

. " ‫ول عن َرِع ّي ِت ِو‬


ٌ ‫س ُئ‬
ْ ‫اع و ُولّ ُو ْم َم‬
ِ ‫ " ُولّ ُو ْم َر‬: ‫ وئولف صلت اهلل عليف وسلم‬،
          :‫ لفظ (جميع) قولف تعالت‬.1

. )29 ،‫ اآلية‬،‫(سورة البقرة‬

   : ‫المعرف با (أل) الداخلة علت الجنس قولف تعالت‬


َّ ‫ المفرد‬.1

 ‫ وئولف تعالت‬،)1 ،‫ اآلية‬،‫ (سورة النور‬      

.    

   : : ‫المعرف با (أل) قولف تعالت‬


َّ ‫ الجمع‬.4

.   

       : ‫المعرف باإلضافة قولف تعالت‬


َّ ‫ الجمع‬.5

   : ‫ وئولف تعالت‬، )11 ،‫ اآلية‬،‫ (سورة النساء‬   

   : ‫ وئولف تعالت‬،      

)103 ،‫ اآلية‬،‫ (سورة التوبة‬ 

        : ‫ قولف تعالت‬: ‫ أسماص الشرط‬.6

       : ‫ وئولف تعالت‬،)93 ،‫ اآلية‬،‫(سورة النساء‬

.)185 ،‫ اآلية‬،‫(سورة البقرة‬

864
      : ‫ ما في ئولف تعالت‬: ‫ اوسماص الموصولة‬.7

           

   : ‫ وئولف تعالت‬، )6 ،‫ اآلية‬،‫ (سورة النور‬ 

،‫ (سورة البقرة‬        

        : ‫ وئولف تعالت‬،)234 ،‫اآلية‬

. )4 ،‫ اآلية‬،‫ (سورة الطالق‬    

        :‫ قولف تعالت‬: ‫ أسماص االستفهام‬.8

. )245 ،‫ اآلية‬،‫ (سورة البقرة‬    


ِ ‫ضرر وال‬
.) ‫ض َر َار‬ َ َ َ َ ‫ قولف صلت اهلل عليف وسلم ( ال‬: ‫ الن رة الوائعة في سياق النفي‬.9
ٌ ‫ " ال ِى ْج َرةَ َب ْع َد ا ْلفَتْ ِح َولَ ِو ْن ِج َي‬:‫وئولف صلت اهلل عليف وسلم‬
." ‫اد َوِن ّي ٌة‬
‫هااذ اولفاااظ التااي تحتهااا خااط جميعهااا ماان ألفاااظ العمااوم التااي إذا وردت دلَّاات علاات‬
. ‫استغراق اللفظ وشمولف لجميع أفراد‬

)1( ‫تدريب‬
.‫عرف العام مع الشرح بأسلوبك‬
ِّ .8
.‫ اذ ر ثالثة من ألفاظ العموم مع التمثيل بآيات لم تذ ر في الوحدة‬.1

865
‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫‪ .8‬ئارن بين تعريف الشيرازي واآلمدي للعام‪.‬‬


‫‪ .1‬اذ اار ثالثااة ماان أسااماص الشاارط تاادل علاات العمااوم فااي الق ارآن‪ .‬مااع‬
‫شرح اآليات شرحاً يدل علت العموم‪.‬‬
‫‪ .1‬اذ ر من حفظك أية تدل علت العموم فيها اسم موصول‬
‫‪.4‬‬

‫‪ 3.1‬أنواع العام‬

‫نوع مطلق‬ ‫نوع أريد بو الخصوص‬ ‫نوع أريد بو العموم‬

‫السا َّانة لاايس علاات شااا لة واحاادة فقااد ثباات نتيجااة السااتقراص‬
‫العااام فااي نصااوص القارآن و ُ‬
‫النصوص أن العام يتنوع بحسب الق ار ن المصاحبة لف ‪ ،‬فتارةً ي اون مقصاودًا باف العماوم فقاط‬
‫‪ ،‬وتارةً الخصوص ‪ ،‬وتارةً غير ذلك ‪ ،‬و ل ذلك إنما يعرف عن طريق الق ار ن المحتفة بف ‪.‬‬
‫النببوع األول ‪ :‬نااوع أرياد بااف العمااوم ئطعااً ‪ :‬هااو العااام الاذي صااحبتف ئرينااة دلَّاات داللااة ئاطعااة‬
‫علاات إفادتااف العمااوم وعلاات نفااي تخصيصااف ‪ .‬وهااذا النااوع ماان العااام إذا ورد ي ااون عام ااً فااي‬
‫جميع أفراد مستغرئاً لها جميعاً علت وجف القطع ‪.‬‬

‫مثالو ‪ :‬ئولف تعالت‪           :‬‬

‫(سورة ىود‪ ،‬اآلية‪ )6 ،‬وئولف تعالت‪        :‬‬

‫(سورة األنبياء‪ ،‬اآلية‪)30 ،‬‬

‫‪866‬‬
‫في هاتين اآليتين ان العموم مراداً ئطعااً وناف ال توجاد علات وجاف اورض مان داباة‬
‫إال وئ ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااد ت َّف ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اال اهلل برزئه ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا ‪ ،‬و ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااذلك م ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا م ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اان ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا ن ح ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ٍاي‬
‫إال ونجد الماص عنص ًار أساسيًا فيف ‪.‬‬
‫النبببوع الثببباني ‪ :‬عااام أريااد بااف الخص ااوص ئطع اًا ‪ :‬وهااو الااذي صااحبتف ئرينااة دلَّاات عل اات أن‬
‫عمومف غير مراد ‪ ،‬بل أريد بف الخصوص ئطعاً ‪.‬‬

‫مثالو ‪ :‬ئولف تعالت‪          :‬‬

‫(سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪. )97 ،‬‬


‫فهذ اآلية أفادت أن جميع النااس يجاب علايهم الحاو ‪ ،‬ول ان هاذا ئطعااً غيار الماراد‬
‫‪ ،‬إذ المقصاود بالنااس هنااا مان اان هااو مؤمناًا م َّلفاًا ‪ ،‬فااال يادخل فاي لفااظ النااس هناا ال ااافر‬
‫وال غير الم لَّف من الصبيان والمجانين ‪ ...‬ال ‪.‬‬
‫النوع الثالث ‪ :‬العام المطلق ‪ :‬أو العام المخصوص ‪ ،‬وهاو الاذي لام تصاحبف ئريناة تبايِّن أناف‬
‫ق علاات إطالئااف ‪ ،‬وهااذا يشاامل ُجا َّال ألفاااظ العمااوم‬
‫مقصااود بااف العمااوم أو الخصااوص ‪ ،‬باال بااا ٍ‬
‫السا َّانة المطهَّارة ‪ ،‬ولقااد ذ رنااا فيمااا مضاات طرف ااً منهااا فااي موضااوع‬
‫ال اواردة فااي الق ارآن ال اريم و ُ‬
‫ألفاظ العموم ‪.‬‬
‫وهااذا النااوع ماان العمااوم يعتباار ظاااه ًار فااي العمااوم فيبقاات علاات عمومااف حتاات ياارد مااا‬
‫ابتداص محتمل للتخصيص ‪.‬‬
‫ً‬ ‫يخصصف ‪ ،‬ل نف‬
‫تدريب (‪)2‬‬

‫‪ .8‬ما الذي أفاد لفظ دابة في ئولف تعالت‪      :‬‬

‫‪     ‬و ذلك لفظ الماص في ئولف تعالت ‪ ‬‬

‫‪     ‬ولماذا؟‬

‫‪ .1‬ما الذي يفيد لفظ الناس في ئولف (يأيها الناس اتقوا رب م)؟ ولماذا؟‬

‫‪867‬‬
‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫عرف العام لغة واصطالحاً‪.‬‬


‫‪ِّ .8‬‬
‫‪ .1‬ألفاظ العموم ‪ 9‬اذ ر ثالثة منها مع االستشهاد بالقرآن ال ريم‪.‬‬
‫‪ .1‬ما وجف االستدالل بهذ النصوص‪:‬‬
‫أ‪ .‬ال هجرة بعد الفت ؟‬
‫ب‪ .‬ال ضرر وال ضرار؟‪.‬‬
‫‪ .4‬اذ ر آيتين من القرآن ال ريم تفيدان العام المطلق‪.‬‬

‫‪ 4.1‬داللة العام بين القطعيَّة والظنيَّة‬


‫العااام إذا ورد مطلقا ااً عاان القرين ااة التااي ت اادل علاات أن ااف مقصااود ب ااف العمااوم ئطعا ااً أو‬
‫مقصود بف الخصوص ئطعًا والذي ئلنا إنف يحمال علات عموماف ماا لام يارد ماا يخصصاف هاذا‬
‫العااام هاال داللتااف علاات جميااع أف اراد واسااتغرائف لهااا ي ااون علاات ساابيل القطااع أم علاات ساابيل‬
‫الظن؟‬

‫أقوال العلماء في داللة العام‬


‫اختلف العلماص في هذا الموضوع علت مذهبين ‪:‬‬
‫‪ .1‬المذىب األول ‪:‬‬
‫وهاو مااذهب جمهااور العلمااص ماان المال يااة والشااافعية والحنابلاة وبعااض الحنفيااة ااأبي‬
‫منصور الماتريدي إلت أن داللة العام علت أفراد داللة ظنية‪.‬‬
‫‪ .2‬المذىب الثاني ‪:‬‬
‫ذهب أ ثر الحنفية إلت أن داللة العام علت أفراد داللة ئطعية ‪.‬‬

‫‪868‬‬
‫إال أنهم ئالوا إن داللتاف تبقات ئطعياة حتات يخصاص فاإن دخلاف التخصايص – الاذي‬
‫مقتضااا خااروج بعااض اوف اراد عاان مقتضاات العااام – صااارت داللتااف ظنيااة علاات مااا بقااي ماان‬
‫اوفراد بعد التخصيص‪.‬‬
‫* أدلة الجميور‪:‬‬
‫اسااتدل الجمهااور علاات مااذهبهم المتقاادم بااأن اال عااام يحتماال التخصاايص فااال يوجااد‬
‫عام بقي علات عموماف لام يدخلاف التخصايص إال بعاض العمومياات التاي صاحبتها ئريناة تادل‬
‫علت أنها مراد بها العموم ئطعاً ما ذ رنا ذلاك ئريبااً ‪ .‬ولقاد شااع ذلاك باين أهال الشاأن حتات‬
‫أنف عرف عنهم ئولهم المشهور ‪[" :‬ما من عام إال وئد خص" ‪.‬‬
‫والمعنت أنف ما من عام يارد فاي اولفااظ المتداولاة إال ونجاد ئاد دخلاف التخصايص ‪،‬‬
‫وها ااذا لا ااف يا ااورث شا اابهة ئويا ااة تنفا ااي ئطعيا ااة داللا ااة العا ااام علا اات أف ا اراد ‪ ،‬ونجعلا ااف محا ااتمالً‬
‫للتخصيص‪.‬‬
‫أدلة الحنفية‪:‬‬
‫اسااتدل الحنفيااة علاات ااون العااام ئطعااي الداللااة علاات جميااع أف اراد ئباال التخصاايص‬
‫بأن لفاظ العاام موضاوع حقيقاة الساتغرائف جمياع أفاراد واللفاظ حاين إطالئاف يحمال دا ماًا علات‬
‫معنااا الحقيقااي ئطع ااً ال المجااازي في ااون حين ا ٍاذ حملااف علاات شاامولف واسااتغرائف هااو اإلطااالق‬
‫الحقيقاي ‪ ،‬وصاارفف عان هااذا المعنات بااأن يادل علاات بعاض اوفاراد إطاالق مجااازي ‪ ،‬واوصاال‬
‫في اإلطالق الحقيقية فت ون داللتف علت العموم حين ذ داللة ئطعية ‪.‬‬
‫وئالوا مما يدل علت ذلك إن جمهور الصحابة انوا يتمسا ون بعمومياات النصاوص‬
‫ويجرونها علت ظاهرها ‪ ،‬و ذلك جمهور التابعين ومن جاص بعدهم من او مة‬
‫ما يمون ترجيحو‪:‬‬
‫لعاال الصاواب مااا ذهااب إليااف جمهااور العلماااص وذلااك لمااا تقاادم ماان أن معظاام العموميااات‬
‫يدخلها التخصيص ‪ ،‬وأنف ما من عام إال وئد خصص‪ ،‬وهذ ئضية معلوماة فاال يوجاد – إال‬
‫ما ندر – لفظ عام بقي علت عمومف أو لم يقطع الذهن بعدم احتمال تخصيصف ‪.‬‬

‫‪869‬‬
‫نشاط‬
‫م اان خ ااالل د ارس ااتك لعل اام أص ااول الفق ااف ا ت ااب عشا ارة أس ااطر ع اان القطع ااي‬
‫الداللة وما يترتب علت ذلك من فوا د‪.‬‬

‫ما يترتب على ىذا الخالف من أثر ‪:‬‬


‫الخالف المتقدم بين الجمهور والحنفياة فاي داللاة العاام علات أفاراد مان حياث القطاع‬
‫والظاان ترتباات عليااف آثااار بي ارة فااي تفس ااير النصااوص واسااتنباط اوح ااام منهااا ‪ ،‬تمثاال ه ااذا‬
‫الخالف في مسألتين ‪:‬‬

‫والب و ونَّة المتو ووواترة بخ و وور‬


‫‪ 5.1‬جو ووواص تخصو وويق عو ووام القو وورون خ‬
‫الواحد والقياس‬
‫إذا جاص اللفظ عاماً في القرآن ال ريم أو في ُس َّانة نقلات عان طرياق التاواتر فاإن العاام‬
‫فااي الموضااعين علاات رأي الحنفيااة ي ااون ئطعااي الثبااوت ئطعااي الداللااة ‪ .‬اوانمااا ي ااون ئطعااي‬
‫الثبااوت عناادهم ونااف ثباات عاان طريااق الت اواتر ‪ ،‬والت اواتر يفيااد القطااع مااا ما َّار معنااا فااي مقاارر‬
‫"أصااول الفقااف ‪ "8‬وي ااون العااام هنااا ئطعااي الداللااة أيض ااً ون داللااة العااام عناادهم ئطعيااة مااا‬
‫مر ئريبًا ‪ .‬وبهذا ي ون العام ئطعي الثبوت ئطعي الداللة معًا ‪.‬‬
‫َّ‬
‫أما الجمهور فاإن العاام عنادهم حتات ولاو اان ئطعاي الثباوت فإناف مان حياث الداللاة‬
‫مر ال الم عنهم ئريباً ‪.‬‬
‫ظني ما َّ‬
‫الس َّانة المتاواترة ئطعاي الثباوت والداللاة معااً عناد الحنفياة ترتاب‬
‫ولما ان عام القرآن و ُ‬
‫علاات هااذا خااالف شااهير بياانهم وبااين الجمهااور فااي ج اواز تخصيصااف بخباار الواحااد والقياااس‬
‫الل َذ ْي ِن يفيدان الظن وذلك علت مذهبين هما ‪:‬‬ ‫َّ‬

‫‪871‬‬
‫المذىب األول ‪:‬‬
‫السا ا َّانة‬
‫ذها ااب جمها ااور العلما اااص ما اان المال يا ااة والشا ااافعية والحنابلا ااة أن عا ااام الق ا ارآن و ُ‬
‫ابتداص‪.‬‬
‫ً‬ ‫المتواترة يجوز تخصيصف بخبر الواحد والقياس‬
‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫‪ .8‬ماذا يقصد علماص اوصول بظني الثبوت وئطعي الثبوت؟‬


‫‪ .1‬ما موئف الحنفية من تخصيص خبر اآلحاد القرآن ال ريم؟‬
‫‪ .1‬اشرح مذهب جمهور العلماص في تخصيص القرآن بالسنة المتواترة‪.‬‬

‫* المذىب الثاني‪:‬‬
‫ذهب الحنفية إلت عدم جاواز تخصايص هاذا الناوع مان العاام بخبار الواحاد والقيااس سببب‬
‫الخالف في ىذه المسألة‪:‬‬
‫ما َّ‬
‫ارد االخااتالف فااي هااذ المسااألة هااو أن العااام بمااا أنااف ئطعااي الداللااة والثبااوت مع اًا‬
‫عند الحنفية فال يجاوز تخصيصاف بخبار الواحاد والقيااس وهماا ظنياان ‪ .‬والقطعاي ال يعارضاف‬
‫ظني حتت يخصصف‪.‬‬
‫أما الجمهور فيجوز ذلك عندهم ون داللة العام عنادهم ظنياة أصاالً فاال إشا ال فاي‬
‫تخصيصف بخبر الواحد والقياس ‪.‬‬

‫‪878‬‬
‫خالف الحنفية مع جميور العلماء‬
‫جميور العلماء‬ ‫الحنفية‬
‫ع ا ااام القا ا ارآن ئطع ا ااي الثب ا ااوت ئطع ا ااي ع ا ا ااام القا ا ا ارآن ئطع ا ا ااي الثب ا ا ااوت ظن ا ا ااي‬
‫الدالل ا ا ااة يج ا ا ااوز أن يخصص ا ا ااف خب ا ا اار‬ ‫الداللة ال يخصصف خبر الواحد‬
‫الواحد‬
‫أدلة الجميور‪:‬‬
‫استدل الجميور بأدلة وثيرة أىميا ‪:‬‬
‫إن الصااحابة رضاوان اهلل تعااالت علاايهم ااانوا يخصصااون عمااوم الق ارآن ال اريم بخباار‬
‫الواحد وشاع ذلك بينهم من غير ن ير ف ان ذلك إجماعًا منهم ‪.‬‬

‫ومن ذلك أنهم خصصوا عموم ئولف تعالت ‪       :‬‬

‫(سورة النساء‪ ،‬اآلية‪ )24 ،‬بما روا أبو هريرة رضي اهلل عنف عن النبي صلت اهلل عليف وسلم‬
‫‪:‬‬
‫" الَ تُْن َوح المرأَةُ علَى عم ِتيا والَ علَى َخ ِ‬
‫الت َيا " ومنف أيضًا تخصيصهم لعموم ئولف‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫(سورة‬ ‫تعالت‪           :‬‬

‫النساء‪ ،‬اآلية‪ )11،‬بقولف صلت اهلل عليف وسلم‪ " :‬ال يرث القاتل" ‪ .‬ما أنهم خصصوا عموم‬

‫ئولف تعالت‪(       :‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪)38 ،‬‬

‫ار فَص ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬


‫اعدا" ‪ ،‬وأمثلة ذلك ثيرة‬ ‫الي ُد إِال في ُرُب ِع دي َن ٍ َ‬
‫طعُ َ‬
‫بقولف صلت اهلل عليف وسلم‪ " :‬الَ تُ ْق َ‬
‫ال حصر لها ‪.‬‬
‫تدريب (‪)3‬‬
‫اذ ر استدالل الجمهور والحنفية بحاديث فاطماة بنات ئايس فاي تخصايص‬
‫السنة للقرآن ال ريم‬

‫‪871‬‬
‫أدلة الحنفية ‪:‬‬
‫استدل الحنفية بما ذهبوا إليف باإلضافة إلت ما ذ ر عانهم مان عادم معارضاة الظناي‬
‫للقطعي استدلوا بما ثبت عان عمار رضاي اهلل عناف فاي ئصاة فاطماة بنات ئايس حياث ذ ارت‬
‫أن رسااول اهلل صاالت اهلل عليااف وساالم لاام يجع اال لهااا س ا نت وال نفقااة ‪ ،‬فقااال عماار ‪ :‬ال نت اارك‬
‫وسا َّانة نبينااا صاالت اهلل عليااف وساالم لقااول امارأة ال ناادري لعلهااا حفظاات أو نساايت لهااا‬
‫تاااب اهلل ُ‬
‫الس نت والنفقة ‪.‬‬
‫فعمر رضي اهلل عنف ل م ير ئولها هذا وهو حديث آحاد يرئت لتخصيص ح م عام‬

‫ورد في القرآن ال ريم وهو وجوب النفقة والس نت الوارد في ئولف تعالت ‪  :‬‬

‫(سورة الطالق‪ ،‬اآلية‪ . )6 ،‬وئالوا هذا هو السبب‬ ‫‪     ‬‬

‫الذي جعل عمر يرفض العمل بحديثها‪.‬‬


‫هاذا وئاد رد الجمهاور علاات اساتدالل الحنفياة هااذا باأن عمار رضااي اهلل عناف لام يتاارك‬
‫حااديث فاطمااة (رضااي اهلل عنهااا) ال ل ونااف حااديث آحاااد ال يجااوز أن ُيخصااص بااف الق ارآن ‪،‬‬
‫اوانماا رد لتااردد فاي صااحة الحاديث ونساابتف إلاات النباي صاالت اهلل علياف وساالم يادل علاات ذلااك‬
‫أن عمر بيَّن السبب الاذي مان أجلاف تارك ئولهاا حياث ناص علات ذلاك صاراحة فاي ئولاف ‪ :‬ال‬
‫ندري أحفظت أم نسيت‪.‬‬
‫وممااا ال شااك فيااف أن اومثلااة التااي ئاادمناها عاان الجمهااور وئلنااا إنهااا دلياال علاات أن‬
‫الصااحابة خصصاوا القارآن بخباار الواحااد ال شااك أن الحنفيااة يوافقااون الجمهااور فااي أ ثرهااا إن‬
‫لاام تَ ُ ا ْن لهااا إال أنهاام ئااالوا عاان هااذ اوحاديااث وأمثالهااا أنهااا ليساات أحاديااث آحاااد ‪ ،‬باال هااي‬
‫مشهورة ‪ ،‬والمشهور عندهم ما روي آحااداً فاي العصار اوول ثام تاواتر فيماا بعاد ‪ ،‬والمشاهور‬
‫عندهم ح مف هنا ح م المتواتر فيجوز أن يخصص بف عام القرآن ال ريم‪.‬‬

‫‪871‬‬
‫‪ 6.1‬المبألة الثانية‬
‫إذا ورد نااص عااام ‪ ،‬ونااص خاااص و ااان اال واحااد منهمااا ياادل علاات خااالف مااا ياادل‬
‫عليااف اآلخاار فهنااا اختلااف العلماااص علاات مااذهبين تبعااً لالخااتالف المتقا ِّادم فااي داللااة العااام ماان‬
‫حيث القطع والظن ‪.‬‬
‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫‪ .8‬اتفق الحنفية والجمهور أن بعض اوحادياث يم ان أن تخصاص القارآن‪.‬‬


‫نائش‪.‬‬
‫‪ .1‬دلل علت أن الجمهور يجوزون تخصيص خبر اآلحاد للقرآن ال ريم‪.‬‬
‫‪ .1‬ما الذي يفيد خالف الحنفية مع جمهور العلماص؟‬

‫المذىب األول ‪:‬‬


‫ذهااب جمهااور العلماااص بااأن ال تعااارض بينهمااا ‪ ،‬باال يعماال بالخاااص فيمااا َّ‬
‫دل عليااف‬
‫ويعمل بالعام ف يما بقي من أفراد بعد التخصيص ‪ ،‬وذلك ون الخاص داللتف ئطعياة ‪ ،‬والعاام‬
‫داللتااف ظنيااة ‪ ،‬فااإذا ااان اوماار ااذلك فااإن الخاااص مقاادم علاات العااام فيعتباار مخصص اًا لااف‬
‫وئاضياً عليف ‪.‬‬
‫المذىب الثاني ‪:‬‬
‫ذهااب الحنفيااة إلاات أن الخاااص هنااا يعتباار معارض اًا للعااام فاايح م بالتعااارض بينهمااا‬
‫ِّ‬
‫المتقدماة مان أن العاام داللتاف ئطعياة‬ ‫دل عليف الخاص وذلك تمشياً ماع ئاعادتهم‬ ‫بالقدر الذي َّ‬
‫فيتساوى حين ٍذ مع الخاص الذي داللتف ئطعية أيضًا فيقع التعارض بينهما ‪.‬‬

‫‪874‬‬
‫كيفية إصالة التعارض بين العام والخاص‬
‫علت رأي الحنفية الذين يرون تعارض العام مع الخااص فإناف إذا وئاع هاذا التعاارض‬
‫فال يخلو اومر من ثالث حاالت ‪.‬‬
‫الحالببة األولبببى ‪ :‬أن يجهاال التاااري فااال يعلاام تقا ُّادم الخاااص علاات العااام أو تقا ُّادم العااام علاات‬
‫الخاااص فيثباات حين ا ٍاذ التعااارض بينهمااا ُفيلجااأ إلاات التاارجي بينهمااا‪ ،‬فااإن لاام يوجااد ثمااة ماارج‬
‫ُيتوئااف إلاات ظهااور التاااري ‪ ،‬فااإن ظهاار تقا ُّادم أحاادهما عل ات اآلخاار عماال بااف اواال تسااائطا فلاام‬
‫يعمل بواحد منهما ‪ .‬وهذا ينعدم وجود أو يندر ‪.‬‬
‫الحالببة الثانيببة ‪ :‬أن يعلاام التاااري وي ااون الخاااص مقارنااً للعااام فااي الناازول إن ااان ذلااك ماان‬
‫السا َّانة في ااون الخاااص حين ا ٍاذ مخصص ااً‬
‫الق ارآن ال اريم أو مقارن ااً لااف فااي الااورود إن ااان ماان ُ‬
‫للعام ‪.‬‬

‫مثال ذلك ‪ :‬ئولف تعالت ‪(     :‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪ )275 ،‬مع ئولف تعالت ‪:‬‬

‫‪(     ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪ )275 ،‬فإن البيع ورد هنا عامًا فيشمل ل بيع‬

‫بما في ذلك الربا ونف نوع بيع إال أنف في نفس اآلية ورد ما يفيد إخراج الربا من عموم‬

‫البيع اواعطا ف ح مًا خاصًا بف فقولف تعالت‪     :‬خصص عموم ئولف تعالت‬

‫‪     :‬‬


‫يضببا أَو َعلَببى س بفَ ٍر فَ ِعب َّبدةٌ ِّمب ْبن أ ََّيب ٍ‬ ‫ومثلااف ‪ :‬ئولااف تعااالت ‪ :‬فَمببن َوب َ ِ‬
‫ُخب َبر } فإنااف‬
‫بام أ َ‬ ‫َ‬ ‫بان مببن ُوم َّم ِر ً ْ‬ ‫َ‬
‫صب ْبم ُو } ‪ .‬ف اال هااذا يعااد ماان‬ ‫بي َر َف ْل َي ُ‬ ‫ش ب ِي َد ِمببن ُو ُم َّ‬
‫الشب ْ‬ ‫مخصااص لعمااوم ئولااف تعااالت ‪َ :‬ف َمببن َ‬
‫ئبي ا ا ا ا ا ا اال تخص ا ا ا ا ا ا اايص الع ا ا ا ا ا ا ااام وج ا ا ا ا ا ا اال العل ا ا ا ا ا ا اام بالت ا ا ا ا ا ا اااري والمقارن ا ا ا ا ا ا ااة ف ا ا ا ا ا ا ااي النا ا ا ا ا ا ا اازول‬
‫أو الورود ‪.‬‬

‫‪875‬‬
‫الحالة الثالثة ‪ :‬أن يعلم التاري وي ون الخاص متراخياً عن العاام فهناا يح ام بالنسا فيعتبار‬
‫الخااص ناسااخاً لااف فااي القاادر الااذي تناولااف الخاااص إذا ااان مساااوياً لااف فااي الثبااوت ماان حيااث‬
‫القطع والظن ‪.‬‬

‫مثالو ‪          :‬‬

‫‪(        ‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪ . )4 ،‬هذ اآلية جاص‬

‫بعدها متراخيًا عنها ئولف تعالت ‪        :‬‬

‫‪           ‬‬

‫(سورة النور‪ ،‬اآلية‪ .)6 ،‬هذ ا آلية تعتبر ناسخة لآلية اوولت في القدر الذي تناولتف فت ون‬
‫اوولت عامة في ل القاذفين عدا اوزواج حيث ُنس الح م العام في شأنهم بهذ اآلية‬
‫والذي ألجأنا لهذا الصنيع هو العلم بتأخر الخاص عن العام في النازول ‪.‬‬
‫اوانمااا علمنااا تااأخر الخاااص عاان العااام هنااا ممااا ورد فااي حااديث اباان عباااس فااي شااأن‬
‫هااالل باان أميااة الااذي ئااذف ام أرتااف عنااد النبااي صاالت اهلل عليااف وساالم بشاريك باان ساامحاص فقااال‬
‫البينببة أو حببد فببي ظيببرك" فقااال ‪ :‬يااا رسااول اهلل إذا رأى أحاادنا‬
‫النبااي صاالت اهلل عليااف وساالم " ِّ‬
‫علت امرأتف رجالً ينطلق يلتمس البيِّنة ؟ فجعل النبي صلت اهلل عليف وسلم يقول‪:‬‬
‫البينبة الواال حب فد فبي ظيبرك ) فقاال هاالل ‪ :‬والاذي بعثاك باالحق إناي لصاادق فليناازل اهلل ماا‬ ‫( ِّ‬
‫اج ُي ْبم } فقا أر حتات بلاغ‬
‫بون أ َْزَو َ‬ ‫يبرئ ظهري من الحد فناازل جبريال وأنازل علياف ‪َ :‬والَّ ِبذ َ‬
‫ين َي ْرُم َ‬
‫ين } ‪ ...‬الحديث ‪.‬‬ ‫الص ِاد ِق َ‬
‫‪ :‬إِ َّن ُو َل ِم َن َّ‬
‫ومثلو أيضاً ‪ :‬ئولف تعالت ‪       :‬‬

‫‪(     ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪ )234 ،‬مع ئولف تعالت‪:‬‬

‫‪876‬‬
‫حيث‬ ‫‪(        ‬سورة الطالق‪ ،‬اآلية‪)4 ،‬‬

‫نزلت هذ اآلية بعد تلك ف انت ناسخة لح مها في القدر الذي تناولتف هذ اآلية حيث إنها‬
‫أخرجت المطلقات ذوات اوحمال من عموم من توفي أزواجهن حتت صارت اآلية اوولت‬
‫متناولة لح م من توفي عنهن أزواجهن من غير الحوامل ‪ ،‬والثانية خاصة بالحوامل ‪ ،‬ف ان‬
‫هذا نسخًا جز ياً لآلية اوولت ‪.‬‬
‫ويفية إزالة التعارض بين العام والخاص عند الحنفية‬

‫أن ي لااااا التااااااريخ يكااااا ن‬ ‫أن يكااا ن ال اااا مقارناااا إ‬ ‫أن يجهل التاريخ في أيهما‬
‫ال ااا مترا ي اا إ اان ال ااا‬ ‫لل ااااا فااااي الناااا ل فيقاااا‬ ‫جااااو أ فإ فاااين لااا ي ااار‬
‫في تبر ال ا ناس ا إ لل ا ‪.‬‬ ‫ال ا ‪.‬‬ ‫أيهما أ فإ يتركا‪.‬‬

‫‪ 7.1‬تخصيق العام‬
‫ِّ‬
‫المتقدمااة ‪ -‬ال ي ااون بائي ااً‬ ‫عزيببزي الببدارس‪ ،‬إن العااام ‪ -‬مااا ما َّار معنااا فااي المسااألة‬
‫علاات عمومااف دا م اًا ‪ ،‬باال ثي ا ًار مااا يصاارف عاان عمومااف باادليل يجعلااف مقصااو ًار علاات بعااض‬
‫أف اراد وهااذا هااو المعناات العااام للتخصاايص ‪ ،‬إال أن هناااك اختالف اًا فااي تفاصاايل هااذا المعناات‬
‫العام بين الحنفية والجمهور ناتجاً عن اختالفهم فاي الشاروط التاي ينبغاي توفرهاا للادليل حتات‬
‫يعتبر مخصصاً وما يترتب علت ذلك من خالف بين التخصيص والنس ‪ .‬ولهاذا اان ال باد‬
‫من ذ ر تعريف ل مذهب علت حدة‪ ،‬ثم ذ ر ما يترتب علت هذا االختالف فيما بعد ‪.‬‬
‫أ‪ .‬اختالف العلماء في تعريف التخصيق‬
‫* تعريف الجميور‪:‬‬
‫ياارى جمهااور العلماااص ماان مدرسااة المت لمااين أن التخصاايص يعنااي الحااد ماان شاامول‬
‫العااام وئصاار علاات بعااض أف اراد ‪ ،‬وذلااك بااإخراج فاارد أو أف اراد عاان مقتضااا اواعطا ااف ح م اًا‬

‫‪877‬‬
‫خاصاً مختلفاً عن ح م العام ‪ ،‬ولذلك جااصت تعريفااتهم لهاا تادور حاول هاذا المعنات ‪ ،‬وهاذ‬
‫أهمها ‪:‬‬
‫عرفف ابن الحاجب بقولف‪" :‬ئصر العام علت بعض مسمياتف"‪.‬‬
‫‪َّ .8‬‬
‫ال تحاات العمااوم علاات تقاادير عاادم‬
‫وعرفااف الشااو اني بقولااف‪" :‬إخ اراج بعااض مااا ااان داخ ا ً‬
‫‪َّ .1‬‬
‫المخصص" ‪.‬‬
‫شرح التعريف ‪:‬‬
‫هذان التعريفان بيَّنا بوضوح معنت التخصيص عناد الجمهاور حياث إنهام يعادون ال‬
‫دلياال ئصاار العااام علاات بعااض مساامياتف أو أف اراد هااو مخصااص لهااذا العااام ‪ ،‬وهااذا مااا أشااار‬
‫إليف بوضوح التعريف اوول ‪.‬‬
‫للمفصاال لهااذا‬
‫ِّ‬ ‫أمااا التعريااف الثاااني فإنااف ال يختلااف فااي معنااا عاان اوول فهااو أئاارب‬
‫التعريااف حيااث باايَّن أن ئصاار العااام علاات بعااض أف اراد يترتااب عليااف أن يخاارج عاان مقتضااا‬
‫بعض اوفراد التي انت داخلة تحتف ئبل التخصيص ‪.‬‬
‫ومن خالل هذين التعريفين يتضا لناا أن ال ئصار للعاام علات بعاض أفاراد يسامت‬
‫عنااد أصااحاب هااذ المدرسااة تخصيص اًا س اواص أ ااان الاادليل الااذي صاارف العااام عاان عمومااف‬
‫وئص ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اار عل ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اات بع ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااض أفا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اراد مسا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اتقالً ع ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اان اللف ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااظ الع ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااام ‪،‬‬
‫أم غيار مساتقل ‪ ،‬وساواص أ اان موصاوالً فاي العااام بالاذ ر أم لايس موصاوالً باأن اان منفصاالً‬
‫عنف‪" .‬التخصيص هو ل ئصر للعام علت بعض أفراد "‪.‬‬
‫ب‪ .‬شروط التخصيق‬
‫يش ا ا ااترط الجمه ا ا ااور ف ا ا ااي ال ا ا اادليل المخص ا ا ااص للع ا ا ااام إن ا ا ااان منفصا ا ا االً عن ا ا ااف أن‬
‫ال يت ارخ اات ورود ع اان العم اال بالع ااام ف ااإن ت ااأخر ورود ع اان العم اال ب ااف ااان نس ااخاً جز يا ااً ال‬
‫تخصيصاً لف‪.‬‬
‫وماان هنااا يتض ا لااك الفاارق بااين التخصاايص والنس ا الجز ااي ‪ ،‬فالنس ا الجز ااي هااو‬
‫إبطااال العماال بح اام العااام بالنساابة لاابعض أف اراد وذلااك ون مقتضااا أن الح اام شاارع ابتااداص‬
‫متعلقاً ب ل أفراد العام ثم ئضت المصلحة الشرعية فيماا بعاد ئصار الح ام علات بعاض أفاراد‬
‫‪878‬‬
‫بخااالف التخصاايص الااذي مقتضااا بيااان أن اوف اراد الخارجااة لاام ت اان م ارادة ابتااداص ‪ ،‬ولاام يااتم‬
‫العمل بها ‪ ،‬بل اللفظ ابتداص ‪ ،‬ان مقصوداً بف بعض اوفراد ال لها‪.‬‬
‫مقارنة بين التخصيص والنس الجز ي‬
‫التخصيص‬ ‫النسخ الجزئي‬
‫ها ا ااو إبطا ا ااال العما ا اال بح ا ا اام العا ا ااام بيان اوفراد الخارجة من اللفاظ العاام لام‬
‫ابتداص‪.‬‬
‫ً‬ ‫ت ن مرادة‬ ‫بالنسبة لبعض أفراد ‪.‬‬

‫تدريب (‪)4‬‬
‫ئارن بأسلوبك بين النس الجز ي والتخصيص‪.‬‬

‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫‪ .8‬ئارن بين تعريف الحنفية وتعريف الجمهور‪.‬‬


‫‪ .1‬ئال تعالت‪( :‬فمن شهد من م الشهر فليصمف) ما الذي خصصف؟‬
‫‪ .1‬ما هي شروط المخصص العام عند الحنفية؟‬

‫ج‪ .‬تعريف الحنفية‬


‫يشترط الحنفية في الدليل المخصص للعاام أن ي اون مساتقالً عان جملاة العاام مقارنااً‬
‫لاف فاي الزمااان باأن ياردا عاان الشاارع فاي وئاات واحاد‪ ،‬وخيار مثااال لهاذا – ماا ما َّار معناا – ماان‬
‫تخصيص عموم ئول اهلل تعالت‪:‬‬

‫‪(     ‬سببببورة البقببببرة‪ ،‬اآليببببة‪ ،)275 ،‬بقولاااف تعاااالت ‪    :‬‬

‫(سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.)275 ،‬‬

‫‪879‬‬
‫وعموم ئولف تعالت ‪(        :‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪)185 ،‬‬

‫‪ ،‬بقولف تعالت ‪(             :‬سورة‬

‫البقرة‪ ،‬اآلية‪ .)185 ،‬ولذلك تعريفهم للتخصيص بما يفيد ذلك بوضوح ‪ ،‬وئد َّ‬
‫لخص هذ‬
‫المعاني عبد العزيز البخاري في تعريفف اآلتي‪ :‬ئال‪" :‬هو ئصر العام علت بعض أفراد‬
‫بدليل مستقل مقترن"‪.‬‬
‫شرح التعريف ‪:‬‬
‫ئصر تعريف الحنفية التخصيص فقط في الدليل المساتقل المقتارن ‪ .‬ومان هناا يتبايَّن‬
‫ال االسااتثناص والشاارط‬
‫لنااا أن الاادليل الااذي يقصاار العااام علاات بعااض أف اراد إن لاام ي اان مسااتق ً‬
‫خصصاات للعماوم فهاي عنادهم‬
‫والغاية والصافة التاي تعتبار عناد الجمهاور – ماا سايأتي – ُم ِّ‬
‫ليساات بمخصصااات ‪ ،‬باال تعتباار ئص ا اًر ونااف يشااترط فااي التخصاايص عناادهم – مااا ما َّار –‬
‫المعارضة بين العام والخاص ‪ ،‬وهذ ال يتحقق فيها هذا الشرط ‪.‬‬
‫مااا َّ‬
‫أن الاادليل المخصااص إن لاام ي اان مقترن ااً ‪ ،‬باال ااان مسااتقالً ل نااف متراخي ااً عاان‬
‫العام ال يسمت هذا تخصيصًا ‪ ،‬بل يسمت نسخًا جز يًا ‪.‬‬
‫مثال ذلك ‪:‬‬

‫‪ .8‬ئولف تعالت‪         :‬‬

‫‪(           ‬سورة‬

‫األحزاب‪ ،‬اآلية‪ ،)49 ،‬يعتبر ناسخًا نسخًا جز يًا لما ورد في عموم ئولف تعالت‪:‬‬

‫‪(       ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.)228 ،‬‬

‫اؤهُ ‪ ،‬ا ْل ِح ّل َم ْيتَتُو )‪ ،‬فإنف‬


‫ور َم ُ‬
‫الطي ُ‬
‫‪ .1‬ئولف صلت اهلل عليف وسلم في شأن البحر ‪ُ ( :‬ى َو ّ‬
‫ناس لعموم ئولف تعالت‪(      :‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪ ،)3 ،‬حيث‬

‫‪881‬‬
‫وبناص علت هذا انت المخصصات العامة‬ ‫ً‬ ‫أخرج النص اوول من الميتة ميتة البحر ‪.‬‬
‫عند الحنفية منحصرة في ‪ :‬العقل ‪ ،‬والعرف ‪ ،‬والنص المستقل المقترن بالعام‪.‬‬

‫د‪ .‬أنواع المخصصات‪( :‬أدلة التخصيق)‬


‫َّ‬
‫دل االسااتقراص علاات أن الاادليل المخصااص للعمااوم إمااا أن ي ااون غياار مسااتقل عاان‬
‫ال عنف ‪ ،‬اواليك تفاصيل هذين النوعين ‪:‬‬
‫ال بف ‪ ،‬اواما أن ي ون مستق ً‬
‫العام ‪ ،‬بل متص ً‬
‫أوالً ‪ :‬المخصصات غير المستقلة (المتصلة)‬
‫المخصصات غير المستقلة عند الجميور‬

‫الغاية‬ ‫الصفة‬ ‫الشرط‬ ‫االستثناء‬

‫يم ِان ِبو إِال َم ْبن أُ ْو ِبرهَ َوَق ْل ُب ُ‬


‫بو‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫‪ .8‬االستثناص المتصل ‪ :‬قولف تعاالت ‪َ :‬م ْن َو َف َر ِباللبو م ْبن َب ْعبد إِ َ‬
‫بان } (سببورة النحببل‪ ،‬اآليببة‪ .)106 ،‬فااإن ئولااف تعااالت ‪ :‬إِال َمب ْبن أُ ْوب ِبرهَ َوَق ْل ُبب ُ‬
‫بو‬ ‫يمب ِ‬ ‫ط َمب ِبئ فن ِب ِ‬
‫اي َ‬ ‫ُم ْ‬
‫ان }‪ ،‬صارف هاذا العاام عان عموماف وجعلاف ئاصا اًر علات مان فار ارضاياً‬ ‫يم ِ‬ ‫ط َم ِئ فن ِب ِ‬
‫اي َ‬ ‫ُم ْ‬
‫بال فر ‪.‬‬

‫‪ .1‬الشرط ‪ :‬قولف تعالت ‪         :‬‬

‫‪}    ‬‬ ‫‪(   ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪ .)12 ،‬فهنا ئولف تعالت‪:‬‬

‫خصص عموم ئولف تعالت ‪. }      :‬‬

‫‪ .1‬الصفة ‪ :‬قولف تعالت ‪       :‬‬

‫‪(    ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.)23 ،‬‬

‫‪888‬‬
‫بائ ُوم ِ‬
‫الالتببي َد َخ ْلببتُ ْم ِب ِيب َّبن } خصااص عمااوم الربا ااب وئصاار الح اام‬ ‫فقولااف تعااالت ‪ِ :‬مب ْبن ِن ِ‬
‫سب ْ‬‫َ‬
‫فقااط علاات الربيبااة التااي دخاال علاات أمهااا فهااي التااي يحاارم زواجهااا ‪ ،‬أمااا التااي لاام ياادخل علاات‬
‫أمها فالزواج منها مباح صحي ‪.‬‬

‫‪ .4‬الغاية قولف تعالت ‪         :‬‬

‫‪ }  ‬خصص‬ ‫‪(  ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪ ، )222 ،‬فقولف تعالت‪:‬‬

‫عموم النهي الوارد في ئولف تعالت ‪.}   :‬‬

‫مذىب الحنفية‬
‫ما َّار معنااا عنااد تعريفنااا للتخصاايص أن الحنفيااة يشااترطون فااي المخصااص أن ي ااون‬
‫ال ‪ ،‬وعلي ااف ف ااإن جمي ااع المخصص ااات المتص االة الت ااي تق ا َّادم ذ ره ااا م اان اس ااتثناص وش اارط‬
‫مس ااتق ً‬
‫وصا ا ا ا ا ا ا اافة وغايا ا ا ا ا ا ا ااة ال ترئا ا ا ا ا ا ا اات ون ت ا ا ا ا ا ا ا ااون مخصصا ا ا ا ا ا ا ااة للعما ا ا ا ا ا ا ااوم عنا ا ا ا ا ا ا اادهم ‪ ،‬با ا ا ا ا ا ا اال‬
‫وال يسا ا ا اامت ها ا ا ااذا تخصيص ا ا ا ااً عنا ا ا اادهم ‪ ،‬ب ا ا ا اال يسا ا ا اامت ئص ا ا ا ا اًر للعا ا ا ااام ‪ .‬وها ا ا ااذا اص ا ا ا ااطالح‬
‫وال مشاحة في االصطالح‪.‬‬
‫هو‪ .‬المخصصات المبتقلة (المنفصلة)‬
‫المخصصات المستقلة عند الجميور‬

‫النص‬ ‫العرف‬ ‫العقل‬ ‫الحس‬

‫المخصااص المسااتقل هااو الااذي ال ي ااون جاازصاً ماان الاانص الااذي ورد فيااف العااام ‪ ،‬باال‬
‫ي ون منفصالً عنف وهو عدة أنواع منها ‪:‬‬

‫‪881‬‬
‫األول ‪ :‬الحس ‪:‬‬
‫هناك عام يشهد الحس علت ئصر علت بعض أفراد وال يحتاج إلت نص وبيان من‬
‫ال ئولف تعالت‪:‬‬
‫الشارع ‪ ،‬ومن ذلك مث ً‬
‫‪(       ‬سورة األحقاف‪ ،‬اآلية‪.)25 ،‬‬
‫ادمر اال شا ٍ‬
‫ايص بااال اسااتثناص ‪ ،‬إال أن هااذا‬ ‫فااإن هااذا الاانص ظاااهر العمااوم وأن الاري تا ِّ‬
‫العمااوم ي اادل الح ااس عل اات أن ااف لاايس ما اراداً فهن اااك أش ااياص ثيا ارة غياار ئابل ااة للت اادمير ل اام ت اادمر‬
‫اورض والسماص ‪ ...‬إل ‪.‬‬ ‫بواسطة هذ الري‬

‫تدريب (‪)5‬‬
‫اذ ا اار مث ا ااالين م ا ااع الش ا اارح لمخصص ا ااات متص ا االة ومث ا ااالين لمخصص ا ااات‬
‫منفصلة‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬دليل العقل ‪:‬‬


‫قولف تعالت ‪(        :‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪، )97 ،‬‬

‫ال‬
‫فهذا النهي يدل ظاهر علت أن الحو يجب علت جميع الناس مسلمهم و افرهم ‪ ،‬وهذا عق ً‬
‫غير مراد ون غير المسلم ليس بم لف‪ .‬ومنف ئولف تعالت‪     :‬‬

‫‪(  ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪ ، )185 ،‬فإنف عام في ل من شهد الشهر ‪ ،‬إال أن العقل‬

‫يخرج من ليس م لفاً بالصوم اوان رأى الهالل ‪.‬‬


‫الثالث ‪ :‬دليل العرف‪:‬‬
‫ع ااد ثي اار م اان العلم اااص الع اارف مخصصا اًا م اان مخصص ااات العم ااوم إال أن الع اارف‬
‫ئسمان ‪:‬‬

‫‪881‬‬
‫األول ‪ :‬العا ا ا اارف الق ا ا ا ااولي ه ا ا ا ااو أن يتع ا ا ا ااارف ئ ا ا ا ااوم عل ا ا ا اات إط ا ا ا ااالق لف ا ا ا ااظ لمعن ا ا ا اات بحي ا ا ا ااث‬
‫ال يتبادر عن سماعف إال ذلك المعنت‪.‬‬
‫ويت ااون العاارف القااولي بساابب هج اران الناااس للمعناات اوصاالي فينقاال اللفااظ ماان هااذا‬
‫المعنت اوصلي إلت ما تعارف عليف الناس ‪.‬‬
‫مثالو ‪ :‬تخصيص لفظ الطعام الوارد في حديث ‪" :‬الطعبام بالطعبام مبثالً بمثبل" وئصار علات‬
‫الطعااام الااذي ااان متعارفااً إطااالق لفااظ الطعااام عليااف وئاات التشاريع اواطااالق لفااظ الدابااة علاات‬
‫ذوات اوربع دون غيرها ‪ ...‬ال ‪ ،‬وهذا النوع يصل مخصصاً للعموم عند جمهور العلماص‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬العرف العملي ‪ :‬وهاو ماا تعاارف علياف النااس وجارى علياف العمال عنادهم ‪ ،‬تعاارف‬
‫ال عل اات إط ااالق لف ااظ الدابا اة عل اات الف اارس ‪ ،‬أو ااان م اان ع ااادتهم أن ي ااأ لوا طعاما اًا‬
‫أئا اوام م ااث ً‬
‫ال فااورد النهااي عاان أ اال الطعااام فهاال يخصااص مااا تعااارفوا عليااف‬
‫مخصوص اًا وهااو القم ا مااث ً‬
‫عمليااً عمااوم لفااظ الطعااام المنهااي عنااف ؟ وهااذا النااوع ماان العاارف محاال اخااتالف بااين العلماااص‬
‫وممن ئال بف علماص الحنفية وينسب القول بف إلت بعض المال ية‪.‬‬
‫وذهااب جمهااور العلماااص إلاات عاادم االحتجاااج بااف‪ ،‬وممااا ينبغااي التنبيااف إليااف هنااا ‪ :‬أن العاارف‬
‫المخصص للعموم هو العرف الاذي اان ساا دًا وئات نازول الاوحي ال اوعاراف الطار اة التاي‬
‫ربمااا تحماال ماادلوالت مخالفااة لمااا ااان معهااودًا عنااد صاادور العااام الااذي ي اراد حملااف علاات هااذا‬
‫العرف الطارئ‪.‬‬
‫الرابببع ‪ :‬الاانص ‪ :‬وهااو ماان أئااوى المخصصااات للعمااوم ‪ ،‬والمقصااود بااف تخصاايص نصااوص‬
‫الس َّانة ساواص أ ااان المخصاص وارداً بعااد ذ ار العااام موصاوالً‬
‫السا َّانة بنصاوص القارآن و ُ‬
‫القارآن و ُ‬
‫ال عنف ‪.‬‬
‫بف ‪ ،‬أم ان منفص ً‬
‫بالس َّانة‬
‫للس َّانة ُ‬
‫والتخصيص بالنص ئد ي اون تخصيصاًا للقارآن باالقرآن ‪ ،‬وئاد ي اون تخصيصاًا ُ‬
‫بالس ا َّانة ‪ ،‬وئ ااد ي ااون تخصيصا ااً للسا انة ب ااالقرآن ‪ ،‬وئ ااد ي ااون‬
‫‪ ،‬وئ ااد ي ااون تخصيصا ااً للقا ارآن ُ‬
‫تخصيصاً لهما باإلجماع ‪ .‬فهذ أنواع عدة سنتعرض إليها في اختصار غير مخل‬

‫‪884‬‬
‫أنواع التخصيص‬
‫‪ .8‬تخصيص القرآن بالقرآن‪.‬‬
‫‪ .1‬تخصيص السنة بالسنة‪.‬‬
‫‪ .1‬تخصيص عموم القرآن بالسنة‪.‬‬
‫‪ .4‬تخصيص عموم السنة بالقرآن‪.‬‬
‫‪ .5‬تخصيص القرآن باإلجماع‪.‬‬
‫‪ .6‬تخصيص القرآن بالقياس‪.‬‬
‫‪ .7‬التخصيص بالسبب‪.‬‬

‫‪ .1‬تخصيص القرآن بالقرآن‪:‬‬


‫مثالو ‪ :‬ئولف تعالت‪:‬‬

‫‪(       ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪ ، )221 ،‬خصصف ئولف‬

‫تعالت ‪          :‬‬

‫‪(  ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪ ،)5 ،‬وئولف تعالت‪     :‬‬

‫‪(      ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪ ،)234 ،‬خصصف‬

‫ئولف تعالت‪(         :‬سورة الطالق‪ ،‬اآلية‪.)4 ،‬‬

‫بالس َّنة ‪:‬‬


‫الس َّنة ُ‬
‫‪ .2‬تخصيص ُ‬
‫ش ُبر "‪ ،‬خصصاف ئولاف‬ ‫الع ْ‬ ‫ِ‬
‫بون ُ‬
‫الع ُي ُ‬ ‫بماء و ُ‬
‫الس ُ‬‫سبقَ ْت َّ‬ ‫يما َ‬
‫مثالف ‪ :‬ئولف صلت اهلل عليف وسلم ‪ " :‬ف َ‬
‫صب َبدقَ ٌة " ‪ ،‬وئولااف صاالت اهلل عليااف‬ ‫سب ٍ‬ ‫ون َخم ٍ‬ ‫صاالت اهلل عليااف وساالم ‪ " :‬لَب ْبي ِ‬
‫ق َ‬ ‫سببة أ َْو ُ‬
‫س فيمببا ُد َ ْ َ‬‫َ‬

‫‪885‬‬
‫ص ِب ) عام خصصف ئولف صالت اهلل علياف وسالم‬
‫اب َوالَ َع َ‬ ‫وسلم ‪ " :‬الَ تَ ْنتَ ِف ُعوا ِم َن الم ْيتَ ِة ِبِإ َى ٍ‬
‫َ‬
‫َخذْتُ ْم إِ َىا ِب َيا ‪ ،‬فَ َد َب ْغتُ ُموهُ ‪ ،‬فَا ْنتَفَ ْعتُ ْم ِبو "‬
‫‪َ " :‬ىالّ أ َ‬
‫بالسا ا ا َّانة يشا ا اامل تخصا ا اايص المت ا ا اواتر منها ا ااا با ا ااالمتواتر ‪ ،‬وها ا ااذا‬ ‫السا ا ا َّانة ُ‬‫وتخصا ا اايص ُ‬
‫م ا ا ا ا ااا ال خ ا ا ا ا ااالف في ا ا ا ا ااف ‪ ،‬ويش ا ا ا ا اامل تخص ا ا ا ا اايص اآلح ا ا ا ا اااد منه ا ا ا ا ااا باآلح ا ا ا ا اااد وب ا ا ا ا ااالمتواتر ‪،‬‬
‫أمااا تخصاايص المتاواتر باآلحاااد فقااد ساابق اخااتالف العلماااص حولااف ‪ ،‬واورجا جاواز ذلااك مااا‬
‫ذهب إلت ذلك جمهور العلماص‪.‬‬
‫س َّنة‪:‬‬
‫‪ .3‬تخصيص عموم القرآن بال ُ‬
‫السا َّانة المخصصااة للقارآن إمااا أن ت ااون متاواترة اوامااا أن ت ااون آحااادًا ‪ ،‬وئااد ما َّار ذلااك‬
‫ُ‬
‫بالسا َّانة‪ .‬وئلناا هناااك‬
‫معناا عنااد المناا عاان اخاتالف العلماااص فاي جاواز تخصايص عااام القارآن ُ‬
‫بالسا َّانة المتاواترة‪ ،‬وأن الخاالف إنماا فااي‬ ‫إناف ال خاالف بيانهم فاي جاواز تخصايص عاام القارآن ُ‬
‫جا اواز تخصيصاااف باآلحادي ااة‪ .‬ورجحنا ااا هن اااك الج ا اواز تبع ا ااً لم ااا ذها ااب إلي ااف أ ثا اار العلما اااص ‪،‬‬
‫السا َّانة الثالثااة ‪:‬‬
‫السا َّانة المخصصااة للعمااوم تشاامل أئسااام ُ‬
‫واومثلااة هناااك هااي اومثلااة هنااا ‪ ،‬و ُ‬
‫القولية ‪ ،‬والفعلية ‪ ،‬والتقريرية ‪.‬‬
‫تخصيص عموم ئولف تعالت ‪:‬‬

‫‪(      ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪ ،)11 ،‬بقولف صلت اهلل عليف‬

‫وسلم ‪ " :‬ال يرث القاتل" ‪.‬‬


‫الس َّنة بالقرآن ‪:‬‬
‫‪ .4‬تخصيص عموم ُ‬
‫السَّنة بالقرآن‪.‬‬
‫أ ثر العلماص من المذاهب المختلفة علت جواز تخصيص ُ‬
‫مثالو‪ :‬ئولف صلت اهلل عليف وسلم‪ " :‬ما قُ ِط َع من ا ْل َح ّي فيو َم ّيت" فهذا لفظ عام خصصف‬

‫ئولف تعالت‪(           :‬سورة‬

‫اس حتَّى‬ ‫أن أُ َق ِات َل َّ‬


‫الن َ‬ ‫ت ْ‬ ‫النحل‪ ،‬اآلية‪ ، )80 ،‬وعموم ئولف صلت اهلل عليف وسلم‪ " :‬أ ِ‬
‫ُم ْر ُ‬
‫الزواة ‪ ،‬فإ َذا‬ ‫الصالةَ ‪َ ،‬وُي ْؤتُوا َّ‬
‫يموا َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫لو إِالَّ اللَّ ُو َو َّ‬
‫أن ال إِ َ‬
‫سو ُل اللو ‪َ ،‬وُيق ُ‬ ‫أن ُم َح َّمداً َر ُ‬ ‫ش َي ُدوا ْ‬
‫َي ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الِم ‪َ ،‬وح ُ‬
‫ساب ُي ْم على ال ّلو َع َّز َو َج َّل‬ ‫سَ‬ ‫ق ِ‬
‫اي ْ‬ ‫يم إِ َّال ِب َح ِّ‬
‫أم َوا َل ْ‬ ‫ص ُموا م ِّني د َ‬
‫ماء ُى ْم َو ْ‬ ‫ذلك َع َ‬
‫َف َعلُوا َ‬
‫‪886‬‬
‫) فإنف عام خصصف ئولف تعالت‪        :‬‬

‫(سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪. )29 ،‬‬


‫أسئلة تقويم ذاتي‬
‫‪ .8‬اذ ر مثاالً واحداً لتخصيص القرآن بالقرآن‪.‬‬
‫‪ .1‬اذ ر مثاالً واحداً لتخصيص القرآن بالسنة‪.‬‬
‫‪ .1‬اذ ر مثاالً واحداً لتخصيص السنة بالسنة‪.‬‬
‫‪ .4‬لماذا منع القاتل من الميراث؟‬

‫تدريب (‪)6‬‬

‫السا اانة المخصصا ااة للق ا ارآن ال ا اريم أن ا اواع ثالثا ااة‪ ،‬اشا اارح ها ااذ العبا ااارة ما ااع‬
‫التمثيل‪.‬‬

‫الخامس ‪ :‬ايجماع ‪:‬‬


‫الس َّانة المطهارة باإلجمااع وهاذا ماا ال‬
‫يجوز تخصيص عموم نصوص القرآن ال اريم و ُ‬
‫خالف حولف ذلك‪.‬‬

‫مثالو ‪ :‬تخصيصف عموم ئولف ‪(       :‬سورة المؤمنون‪ ،‬اآلية‪)6 ،‬‬

‫فقد خصص هذا بإجماع المسلمين الذين انعقد علت تحريم اوخت من الرضاع وذلك ونها‬
‫ال تحل بسبب ملك اليمين‪.‬‬

‫‪887‬‬
‫السادس ‪ :‬القياس ‪:‬‬
‫والقياس يجوز أن ي ون مخصصًا للعموم علت ماا تق َّادم مان مساألة جاواز تخصايص‬
‫عموم القرآن بأحاديث اآلحاد والقياس ‪ ،‬وئد رجحنا هناك ماا ذهاب إلياف جمهاور العلمااص وهاو‬
‫الجواز ‪.‬‬

‫ومثالو‪ :‬عموم ئولف تعالت‪(      :‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪ )275 ،‬ئالوا‪ :‬هذا‬

‫ال ونسي ة إال أن هذا العموم يخصصف‬


‫النص يشمل لبيع اورز أو الذرة بمثلف متفاض ً‬
‫القياس وننا نقيس اورز والذرة علت القم فنح م بأن هذ المعاملة ال تجوز ونها صارت‬
‫ال ونسي ة‪.‬‬
‫معاملة ربوية ئياسًا علت بيع القم بمثلف متفاض ً‬
‫السابع ‪ :‬التخصيص بالسبب ‪:‬‬
‫السا َّانة لفااظ بصاايغة العمااوم إال أن هااذا اللفااظ العااام‬
‫إذا جاااص فااي نصااوص الق ارآن أو ُ‬
‫بناص علت سبب خاص فهل يؤثر هذا السبب الخاص علت اللفظ العام فيخصصف ؟‬ ‫ورد ً‬
‫الااذي عليااف أ ثاار او مااة أنااف ال أثاار لهااذا الساابب الخاااص علاات العمااوم فيبقاات اللفااظ‬
‫علاات عمومااف وهااو مااا يعاارف عنااد اوصااوليين بقاعاادة ‪" :‬العب ارة بعمااوم اللفااظ ال بخصااوص‬
‫السبب" ‪.‬‬
‫والحاصل ‪ :‬أنف ال اعتباار للسابب ساواص أ اان السابب ساؤاالً أم وائعاة حادثت وذلاك‬
‫ون الواجااب علاات الم لااف اتباعااف هااو مااا جاااص بااف الاانص ‪ ،‬وئااد جاااص بصاايغة العمااوم فيجااب‬
‫العماال بهااا ماان غياار التفااات إلاات خصوصاايات اوس ا لة أو الح اوادث مااا دام أن الشااارع ع ادل‬
‫عنها إلت التعبير بالصيغ العامة ‪.‬‬
‫األمثلة ‪:‬‬
‫ما روي أن ئوماً سألوا رسول اهلل صلت اهلل عليف وسلم فقالوا ياا رساول اهلل إناا نر اب البحار ‪،‬‬
‫ولااو توض ااأنا بمااا معن ااا ماان الم اااص خشااينا العط ااش ‪ ،‬أنتوضااأ بم اااص البحاار ؟ فق ااال رس ااول اهلل‬
‫اؤهُ ‪ ،‬ا ْل ِح ّل َم ْيتَتُو "‪.‬‬
‫ور َم ُ‬
‫الطي ُ‬
‫ّ‬ ‫صلت اهلل عليف وسلم ‪ " :‬ىو‬

‫‪888‬‬
‫هذ الصيغة العامة – هو الطهور مااؤ – تادل بعمومهاا علات أن مااص البحار طهاور‬
‫مطهِّر ل أنواع التطهير وليس في حالة الضرورة المس ول عنها فحساب ‪ ،‬بال فاي الضارورة‬
‫واالختيار‪.‬‬
‫السا َّانة وردت‬
‫وممااا ياادل علاات صااحة هااذ القاعاادة أن أ ثاار العموميااات فااي الق ارآن و ُ‬
‫علاات أسااباب خاصااة ‪ ،‬فآيااة الساارئة نزلاات فااي سببرقة المجببن ورداء صببفوان ‪ ،‬وآيااة الظهااار‬
‫نزلت في حاق مسلمة ببن صبخر ‪ ،‬وآياة اللعاان نزلات فاي حاق ىبالل ببن أميبة ‪ ،‬وأمثلاة ذلاك‬
‫ثيرة ‪ .‬ومعلوم أن النبي صلت اهلل عليف وسلم والصحابة واو مة مان بعاد عملاوا بعماوم هاذ‬
‫النصوص وح موا بها من غير ن ير فدل ذلك علت أن السبب غير مسقط للعموم‪.‬‬

‫نشاط‬
‫في التاري اإلسالمي أن عمر بن الخطاب لام يقسام غناا م العاراق ووافقاف‬
‫الصااحابة علاات ذلااك‪ .‬هاال يعااد هااذا الفعاال ماان عماار باان الخطاااب نسااخاً أو‬
‫تخصيصاً؟ ولماذا؟ وما هو نوع التخصيص؟‬

‫حالة مستثناة ‪:‬‬


‫يستثنت من هذا الح م حالة واحدة هي ‪:‬‬
‫إذا جاااص اللفااظ جواب اًا عاان ساؤال خاااص وهااذا الج اواب غياار مسااتقل عاان الساؤال ففااي‬
‫هااذ الحالااة ي ااون الج اواب تابع ااً للس اؤال فااي خصوصااف في ااون خاص ااً مثالببو ‪ :‬ئااول الرسااول‬
‫صاالت اهلل عليااف وساالم وبااي بااردة وئااد سااألف عاان اوضااحية بجذعااة ماان المعااز‪" :‬تجزئببك وال‬
‫تجزئ أحبداً بعبدك" فهناا الساؤال خااص ‪ ،‬والجاواب غيار مساتقل عناف فيادل علات خصوصاية‬
‫الح م تبعاً لخصوصية السؤال ‪.‬‬
‫أما فيما عدا ذلك فالعبرة بعموم اللفظ ال بخصاوص السابب ‪ ،‬فاإذا اان الانص جواباًا‬
‫عن سؤال غير مستقل عنف فإن اللفظ يبقت علت عمومف ‪.‬‬
‫مثبال ذلببك ‪ :‬ماا روي أن رسااول اهلل صالت اهلل عليااف وسالم ُسا ل عاان بياع الرطااب باالتمر فقااال‬
‫بب إذا يبببس ؟ " ئااالوا ‪ :‬نعاام ‪ ،‬فنهاات عنااف ‪ ،‬أمااا إذا ااان الاانص جواب ااً مسااتقالً‬
‫الرطَب ُ‬
‫" يببنقص ُّ‬
‫‪889‬‬
‫ورد عام ااً فح مااف العمااوم وال عب ارة بخصوص اية الساابب ‪ .‬وأمثلااة ذلااك ثي ارة ال حصاار لهااا ‪.‬‬
‫وئد ذ رنا طرفاً منها في بداية ال الم عن هذا النوع من المخصصات‪.‬‬
‫أسئلة تقويم ذاتي‬
‫‪ .8‬ما المراد بالتخصيص بالسبب؟‬
‫ببور‬
‫الطيب ُ‬
‫‪ .1‬ئااال رسااول اهلل صاالت اهلل عليااف وساالم عاان ماااص البحاار‪(" :‬ىبببو ّ‬
‫اؤهُ ‪ ،‬ا ْل ِح ّل َم ْيتَتُو" ما السبب في إيراد هذا الحديث‪.‬‬
‫َم ُ‬
‫‪ .1‬هل يؤثر السبب في العموم ولماذا؟‬

‫‪ .2‬الخاص‬
‫‪ 1.2‬تعريف‬

‫الخاص يطلق لغة على ول اسم لمسمى معلبوم علبى االنفبراد ‪ ،‬ومنبو‬
‫خصو الشيء أفرده بو دون غيره ‪.‬‬
‫ويقببال اخببتص فببالن ببباألمر وتخصببص لببو إذا انفببرد ‪ ،‬وخصببني فببالن‬
‫بوذا‪ ،‬أي أفرده لي ‪.‬‬

‫‪891‬‬
‫أمبا فببي االصببطالح ‪ :‬فقبد عببرف بتعريفببات وثيببرة تبدور وليببا حببول معنببى‬
‫واحد ‪ ،‬ومن ىذه التعريفات ‪:‬‬
‫‪ .1‬ول لفظ وضع لمعنى واحد على انفراد وانقطاع المشاروة‪.‬‬
‫دل على مسمى واحد ‪ ،‬وما َّ‬
‫دل على وثرة مخصوصة‪.‬‬ ‫‪ .2‬ما َّ‬

‫الشرح ‪:‬‬
‫لااو نظرنااا إلاات هااذين التع اريفين لوجاادنا أنهمااا يتفقااان فااي ااون الخاااص لفظ ااً لمعناات‬
‫ً‬
‫عبار عناف التعريااف اوول والشاطر اوول مان التعرياف الثااني إال أن الشااطر‬ ‫واحاد ‪ .‬وهاذا ماا َّ‬
‫الثاااني ماان التعري ااف الثاااني ئ ااد أفادنااا إض ااافة جدياادة لمعناات الخ اااص حيااث ب اايَّن أنااف يش اامل‬
‫باإلضافة إلت المعنت الواحد المعاني ال ثيرة التي يم ن حصرها ‪.‬‬
‫إال أننا إذا نظرنا نظرة فاحصة للتعرياف اوول فإنناا نجاد مان المم ان أن يتنااول ماا‬
‫ات واحاد ‪،‬‬‫تناولف التعريف الثاني في شطر الثاني حيث إن التعبيار ب اون الخااص وضاع لمعن ً‬
‫فإنااف يناااول الواحااد الحقيقااي محمااد وعلااي ‪ ،‬واالعتباااري أسااماص العاادد ماان اثنااين وثالثااة ‪...‬‬
‫ال ‪.‬‬
‫ما أن التعبيار باالمعنت الواحاد يشامل الواحاد بالشاخص علاي والواحاد باالنوع رجال‬
‫والواحد بالجنس حيوان‪.‬‬
‫وه ا ااذ المع ا اااني مجتمع ا ااة جمعيبببببا الشبببببيخ خبببببالف فبببببي تعريبببببف جبببببامع فقبببببال ‪:‬‬
‫" ىو لفظ وضع للداللة على فرد واحد بالشبخص مثبل محمبد ‪ ،‬أو واحبد ببالنوع مثبل رجبل ‪،‬‬
‫أو على أفراد متعددة محصورة مثل ثالثة ‪ ،‬وعشرة ومائة وقبوم ورىبط وجمبع وفريبق وغيبر‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪898‬‬
‫‪ 2.2‬داللة الخاص‬
‫إذا ان تعريف الخاص علت نحو ما ذ ر فإن داللتف بال شك تعتبر ئطعية ‪.‬‬
‫صرح بف العلماص ‪ ،‬وعلت رأسهم علماص الحنفية ‪ .‬ئال فخار اإلساالم البازدوي‬
‫وهذا ما َّ‬
‫‪ " :‬اللف ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااظ الخ ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اااص يتن ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اااول المخص ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااوص ئطعا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااً ويقينا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااً ب ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااال‬
‫شبهة" ‪.‬‬
‫أمثلة أخرى ‪:‬‬

‫‪ .8‬لفظ ما ة جلدة الوارد في ئولف تعالت ‪      :‬‬

‫‪(    ‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪ . )1 ،‬ومثلها سا ر اوعداد الواردة في‬

‫نصوص الشريعة فإنها لها تعتبر ئطعية ‪.‬‬

‫لفظ رئبة في ئولف تعالت‪       :‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪         ‬‬

‫(سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪)225 ،‬‬ ‫‪         ‬‬

‫‪ ،‬هذا ومما ينبغي التنبيف عليف هنا أن ل ما خرج من العام وأعطي ح مًا خاصًا هو‬
‫خاص سواص أ ان الخارج فرداً أم أفراداً محصورين ‪.‬‬

‫‪891‬‬
‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫‪ -1‬أجب بال أو نعم مما يأتي‪:‬‬


‫‪ ).........( .8‬الخاص هو ضد العام‪.‬‬
‫‪ ).........( .1‬محمد اسم خاص‪.‬‬
‫‪( ).........( .1‬فاجلدوهم ثمانين جلدة) ظني الداللة‪.‬‬
‫‪ ).........( .4‬ل الخاص داللتف ئطعية‪.‬‬
‫‪ -1‬اذ ر من حفظك آية من القرآن توض فيها أن الخاص داللة ئطعية‪.‬‬

‫‪ .3‬المشترك‬
‫‪ 1.3‬تعريف المشترك‬
‫عزيببزي الببدارس‪ ،‬ماان اولفاااظ التااي تاادل علاات الشاامول ‪ :‬اللفااظ المشااترك وهااو الااذي‬
‫معنت مع تعدد فاي الوضاع ‪ ،‬ولهاذا جااصت تعريفاات اوصاوليين‬
‫ً‬ ‫وضع للداللة علت أ ثر من‬
‫تعبر عن هذا المعنت منها ‪:‬‬

‫‪ .8‬تعريف ايسنوي ‪" :‬اللفظ الموضوع ل ل واحد من معنيين فأ ثر" ‪.‬‬


‫‪ .1‬تعريبببف عبببالء البببدين البخببباري ‪" :‬اللفظ ااة الموض ااوعة لحقيقت ااين مختلفت ااين‬
‫أو أ ثر وضعاً أوالً من حيث هما مختلفان"‪.‬‬

‫الشرح‪:‬‬
‫م اان خ ااالل ه ااذا التعري ااف يتب اايَّن لن ااا أن المش ااترك عب ااارة ع اان لف ااظ واح ااد ي اادل عل اات‬
‫معنيين فأ ثر ‪ ،‬ول ن ليس علت سابيل االساتغراق ماا م َّار معناا فاي تعرياف العاام ومباحثاف ‪،‬‬

‫‪891‬‬
‫اوانمااا علاات ساابيل الباادل ‪ ،‬ذلااك ون المشااترك إنمااا يا ُّ‬
‫ادل علاات اال واحااد ماان معانيااف بأوضاااع‬
‫مختلفة ال بوضع واحد العام ‪.‬‬
‫عرفف بعضاهم بتعرياف يادل بوضاوح علات هاذا المعنات وهاو ئاولهم ‪ :‬هاو اللفاظ‬
‫ولهذا َّ‬
‫ٍ‬
‫معان مختلفة بأوضاع متعددة ‪.‬‬ ‫الموضوع للداللة علت معنيين أو‬
‫ٍ‬
‫لمعان متعددة بألفاظ متعددة فإنف يدل‪:‬‬ ‫األمثلة ‪ :‬لفظ العين فقد وضع‬
‫‪ .8‬بوضع علت العين الباصرة ‪.‬‬
‫‪ .1‬وبوضع آخر علت عين الشمس‪.‬‬
‫‪ .1‬وبوضع ثالث علت ما ينبع من الماص‪.‬‬
‫‪ .4‬وبرابع علت الجاسوس ‪.‬‬
‫ومثلو أيضاً ‪ :‬لفظ القرص فقد وضع‪:‬‬
‫‪ .8‬بوضع علت الحيض‪.‬‬
‫‪ .1‬وبوضع آخر علت الطهر ‪.‬‬
‫تعرضن ا بشيص من اإليجاز لهذا النوع من اولفاظ عند المنا عن المتشابف ‪.‬‬
‫وئد َّ‬

‫‪ 2.3‬أس اب وجود االشتراك في اللغة‬


‫‪ .8‬اخااتالف القبا اال العربيااة ف ااي إطااالق اولف اااظ عل اات المعاااني حي ااث تصااطل ئبيل ااة عل اات‬
‫معنت معيَّن ‪ ،‬بينما تصطل ئبيلة أخرى علت إطالق اللفظ نفساف علات‬
‫ً‬ ‫إطالق لفظ علت‬
‫معنت مخالف للمعنيين ‪ ...‬وه ذا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫معنت آخر ‪ ،‬وتطلقف ثالثة علت‬
‫ً‬
‫مثببال ذلببك ‪ :‬لفااظ اليااد حيااث تطلقااف بعااض القبا اال علاات الااذراع لااف ‪ ،‬وأخاارى علاات الساااعد‬
‫وال ف ‪ ،‬وثالثة تطلقف علت ال ف خاصة ‪.‬‬
‫معنت آخر علت سبيل المجااز لعالئاة باين‬ ‫ً‬ ‫لمعنت ويستعمل في‬ ‫ً‬ ‫‪ .1‬أن ي ون اللفظ موضوعاً‬
‫هااذا المعناات والمعن اات اوول ‪ ،‬ثاام يش ااتهر اسااتعمال هااذا اللف ااظ فااي المعن اات المجااازي ث اام‬
‫ينست مع مرور الزمن المعنت اوصلي ‪ ،‬فيقرر علمااص اللغاة ‪ :‬أن اللفاظ موضاوع لهاذا ‪،‬‬
‫لفظ السيارة ‪.‬‬

‫‪894‬‬
‫‪ .1‬أن ينقاال اللفااظ ماان معنااا اللغااوي إلاات معناات آخاار اصااطالحي في ااون حقيقااة لغويااة فااي‬
‫اوول وعرفية في الثاني ‪ ،‬وينقال اللفاظ إليناا علات أن لاف معنياين حقيقياين ‪ ،‬وباذلك ي اون‬
‫مشتر ًا‪.‬‬

‫‪ 3.3‬أنواع اللفظ المشترك‬


‫ِّ‬
‫المتقدم ااة‬ ‫‪ .8‬االش ااتراك ف ااي اوس ااماص ‪ :‬ئ ااد ي ااون المش ااترك اس اامًا ‪ ،‬وه ااذا يمث اال ل ااف باومثل ااة‬
‫العين ‪ ،‬واليد ‪ ،‬والقرص ‪ ...‬ال ‪.‬‬
‫‪ .1‬االشتراك في اوفعال ‪ :‬وي ون االشتراك في اوفعال أيضاً ما فاي صايغة اومار (افعال)‬
‫فإنها عند ئوم مشتر ة بين اإليجاب والندب ‪.‬‬
‫‪ .1‬االشتراك في الحروف ‪ :‬وئد ي ون االشتراك فاي الحاروف ‪ ،‬ومثالاف الاواو‪ :‬فإنهاا تساتعمل‬
‫للعطف وتستعمل للحال ‪.‬‬

‫مثال ذلك ‪ :‬ئولف تعالت ‪         :‬‬

‫‪ }   ‬ئال الجمهور‬ ‫‪(  ‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪ .)121 ،‬الواو في ئولف‪:‬‬

‫إنها للعطف وذهب بعض العلماص إلت أن الواو حالية ‪.‬‬


‫فمن ئال إن الواو للعطف ئاال إن النهاي موجاف إلات ال ماا لام ياذ ر اهلل علياف ساواص‬
‫ذ ر اسم غير اهلل عليف أم س ت ولم يذ ر شاي اً ‪ ،‬ومان ذهاب إلات أنهاا للحاال ئاال المعنات ‪:‬‬
‫وال تأ لوا مما لم يذ ر اسم اهلل ‪ ،‬وأنف فسق أي حالة ونف فسقًا ‪.‬‬

‫‪ 4.3‬أحوال المشترك‬
‫الحالة األولى ‪:‬‬
‫أن ياادور اللفااظ بااين معنيااين ‪ :‬المعناات اللغااوي ‪ ،‬ومعناات آخاار اصااطالحي شاارعي الصااالة‬
‫والصوم والحو فهنا يتعيَّن معنا االصطالحي الشرعي ‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪:‬‬

‫‪895‬‬
‫ي ا ا ا ا ااون اللف ا ا ا ا ااظ المش ا ا ا ا ااترك ال ا ا ا ا ا اوارد ف ا ا ا ا ااي النه ا ا ا ا ااي الشا ا ا ا ا اارعي مش ا ا ا ا ااتر اً ب ا ا ا ا ااين معنيا ا ا ا ا ااين‬
‫ٍ‬
‫معان ‪ ،‬وليس للشارع عرف خاص يباين واحاداً مان المعنياين أو المعااني التاي وضاع‬ ‫أو عدة‬
‫لها ‪.‬‬
‫وخي ا ا اار مث ا ا ااال ل ا ا ااذلك ‪ ،‬المث ا ا ااال ال ا ا ااذي م ا ا ا َّار معن ا ا ااا االش ا ا ااتراك ف ا ا ااي ئول ا ا ااف تع ا ا ااالت ‪:‬‬

‫‪            ‬وهاال ال اواو عاطفااة أم‬

‫حالية‪.‬‬
‫تدريب (‪)7‬‬
‫‪ .8‬لماذا اشترك لفظ العين في اللغة العربية بين أ ثر من معنت واسم؟‬
‫‪ .1‬بين المعنت اللغوي واالصطالحي ل ل من الصالة‪ -‬الصوم ‪ -‬الز اة‪.‬‬

‫‪ .4‬المطلق والمقيَّد‬
‫عزيزي الدارس‪ ،‬هذا ئسم جديد من أئساام اولفااظ مان حياث الشامول وعدماف ‪ ،‬و ناا‬
‫عند تناولنا للعام ئلنا إنف يستغرق جميع ما وضع لف اوان شمولف وفراد شمو ٌل استغرائي ‪.‬‬
‫وهناا نتنااول لفظاًا آخار مان ألفااظ الشامول ‪ ،‬إال أن شامولف لايس شامول العاام حيااث‬
‫إنااف ال يسااتغرق جميااع اوف اراد ‪ ،‬باال ياادل علاات ماهيتهااا وحقيقتهااا غياار َّ‬
‫مقياادة بقيااد ‪ ،‬فهااو ياادل‬
‫علاات فاارد شااا ع فااي جنسااف ولاايس علاات جميااع اوفاراد مااا فااي العااام ‪ ،‬ولهااذا جاااصت تعريفااات‬
‫اوصوليين للمطلق لها تعبر عن هذا المعنت ‪.‬‬
‫أما المقيد فهو الذي يحد من انتشار شيوع المطلق فاي جنساف ‪ ،‬وهاذا ماا َّ‬
‫عباروا عناف‬
‫بوضوح اواليك تعريف ل من المطلق والمقيَّد ‪.‬‬

‫‪ 1.4‬تعريف المطلق‬
‫ُع ِّرف المطلق بتعريفات ثيرة تدور لها حول ما ذ رنا ‪.‬‬

‫‪896‬‬
‫عرفااف صاااحب‬
‫عرفببو البرازي بقولببو‪" :‬اللفااظ الاادال علاات الحقيقااة مان حيااث هااي" ‪ .‬وبمثلااف َّ‬
‫‪َّ .8‬‬
‫التوضي ‪.‬‬
‫عرفو اآلمدي بقولو‪" :‬اللفظ الدال علت مدلول شا ع في جنسف"‪.‬‬ ‫‪َّ .1‬‬
‫عرفببببببببو الزروشببببببببي بقولببببببببو ‪" :‬ما ا ا ااا َّ‬
‫دل علا ا ا اات الماهيا ا ا ااة با ا ا ااال ئيا ا ا ااد ما ا ا اان حيا ا ا ااث ها ا ا ااي‬ ‫‪َّ .1‬‬
‫هي"‪.‬‬
‫يالح ااظ أن ه ااذ التعريف ااات متقارب ااة المعن اات وه ااي ف ااي مجموعه ااا تشا ا ل لن ااا ص ااورة‬
‫واضااحة لمفهااوم المطلااق عنااد اوصااوليين ‪ ،‬فهااو عبااارة عاان لفااظ ياادل علاات حقيقااة الشاايص أو‬
‫ماهيتااف ماان حيااث هااي ماان غياار أن تقيااد بقيااد يحااد ماان شاايوعها فيجعلهااا محصااورة فااي فا ٍ‬
‫ارد‬
‫واحد أو أفراد محددة ‪.‬‬

‫األمثلة ‪ :‬لفظ رئبة في ئولف تعالت‪         :‬‬

‫(سورة البلد‪ ،‬اآليتان‪ ، )13-12 ،‬فلفظ رئبة هنا لفظ مطلق وهو يدل علت مدلول شا ع في‬
‫جنس الرئاب من غير تحديد لها ب ونها واحدة أو أ ثر مؤمنة أو افرة ‪.‬‬
‫باح إِالّ ِبب َبولِي"‪ ،‬فإنااف ذ اار مطلق ااً‬ ‫ِ‬
‫ومثلببو ‪ :‬لفااظ الااولي فااي ئولااف صاالت اهلل عليااف وساالم‪ " :‬الَ نوب َ‬
‫مان غياار تحديااد للااولي المقصااود هنااا فهااو لفاظ شااا ع فااي جاانس اوولياااص ‪ ،‬وياادل علاات ماهيااة‬
‫وي ِح ُّد من شيوعف وانتشار ‪.‬‬ ‫الولي من غير تحديد حتت يأتي لفظ آخر يقيِّد ُ‬
‫وح م المطلق أنف يجب العمل بف علت إطالئف إال إذا ورد ما يقيِّد علات نحاو ماا سايأتي‬
‫‪:‬‬

‫‪ 2.4‬تعريف المقيَّد‬
‫ماان خااالل مااا ذ اار ماان تعريااف وأمثلااة المطلااق يظهاار لنااا معناات َّ‬
‫المقيااد إذ إّن اف هااو‬
‫الااذي يحااد ماان شاايوع المطلااق وانتشااار فااي جنسااف ‪ ،‬ولااذلك عا ّارف بتعريفااات لهااا تاادور حااول‬
‫هذا المعنت ‪.‬‬
‫فإذا ان المطلاق هاو الاذي يادل علات الحقيقاة أو الماهياة مان حياث هاي غيار َّ‬
‫مقيادة‬
‫بقيد ‪ ،‬فإن المقيَّد هو الذي يدل علت الماهية مقيادة بقياد ‪ ،‬اواذا اان المطلاق هاو ماا َّ‬
‫دل علات‬

‫‪897‬‬
‫المقيا ا ا ا ا ا ا ا ااد ه ا ا ا ا ا ا ا ااو ما ا ا ا ا ا ا ا ااا َّ‬
‫دل علا ا ا ا ا ا ا ا اات فا ا ا ا ا ا ا ا اارد‬ ‫ف ا ا ا ا ا ا ا اارد شا ا ا ا ا ا ا ا ااا ع فا ا ا ا ا ا ا ا ااي جنس ا ا ا ا ا ا ا ااف ‪ ،‬فا ا ا ا ا ا ا ا ااإن َّ‬
‫غير شاا ع فاي جنساف وه اذا‪ ،‬ولهاذا انات تعريفااتهم لاف لهاا ال تخارج عان هاذا المعنات ومان‬
‫ذلك‪:‬‬
‫عرفف عضد الدين اإليجي بقولف‪" :‬ما ُّ‬
‫يدل ال علت شا ع في جنسف"‪.‬‬ ‫‪َّ .8‬‬
‫عرفااف الااد تور محمااد أديااب صااال بقولااف‪" :‬اللفااظ الااذي ياادل علاات الماهيااة بقيااد يقلاال ماان‬
‫‪َّ .1‬‬
‫شيوعف"‪.‬‬
‫األمثلة‪:‬‬

‫‪ .8‬ئولف تعالت‪(       :‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪ ، )3‬فهنا ورد‬

‫لفظ الدم مطلقًا إال أن ف لم يبق علت إطالئف حيث فسَّر في آية أخرى ب ونف مسفوحًا وهي‬

‫ئولف تعالت‪              :‬‬

‫‪(      ‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية ‪. )454‬‬

‫ما في ئولف تعالت ‪:‬‬ ‫‪ .2‬ومثلف عبارة رئبة فإنها جاصت مقيَّدة ب ونها مؤمنة‬

‫‪(     ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.)22‬‬

‫ومثلف تقييد الشهرين في فارة القتل ب ونها متتابعين الذي في ئولف تعالت ‪ :‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪(       ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.)22‬‬

‫وعليااف فااإذا جاااص اللفااظ َّ‬


‫مقياادًا علاات هااذ ال يفيااة فإنااف يجااب حماال المطلااق عليااف علاات‬
‫تفصيل ِّ‬
‫نبينف لك من خالل اوحوال اآلتية ‪:‬‬

‫‪898‬‬
‫‪ 3.4‬أحوال المطلق مع المقيَّد‬

‫حاالت االختالف‬ ‫حاالت االتفاق‬

‫ورود اللفظ مطلقاً ومقيداً في نصين مختلفين‬ ‫اتحاد المطلق والمقيد في الحوم والسبب‬

‫اتحاد المطلق والمقيد في الحوم واختالفيما في‬ ‫اختالف المطلق والمقيد في الحوم والسبب‬
‫السبب‬

‫اختالف المطلق والمقيد في الحوم الواتحادىما‬


‫في السبب‪.‬‬

‫للمطلاق ماع المقيااد حااالت خمااس منهاا مااا هاو موضاع اتفاااق باين العلماااص مان حيااث‬
‫حمل المطلق علت المقيَّد من عدمف ومنها ما هو محل اختالف ‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬حاالت االتفاق‪:‬‬
‫الحالة األولى ‪ :‬اتحاد المطلق والمقيَّد في الح م والسبب‪ ،‬وذلك قولف تعالت‪:‬‬

‫‪(             ‬سورة‬

‫المائدة‪ ،‬اآلية ‪ .)3‬مع ئولف تعالت‪          :‬‬

‫‪(          ‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‬

‫‪.)445‬‬

‫‪899‬‬
‫فالدم في اآلية اوولت جاص مطلقاً عن أي ئيد يقيد ل نف فاي اآلياة الثانياة جااص َّ‬
‫مقياداً‬
‫بقيا ٍاد وهااو ونااف مساافوحاً ‪ ،‬والمساافوح ‪ :‬هااو مااا سااال عاان م انااف ومااع ذلااك ااان الح اام فااي‬
‫اآليتين واحدًا وهو التحريم ‪ ،‬والسبب أيضًا واحدًا وهو ما في هذا الدم من اوذى والمضرة ‪.‬‬
‫فهنا اتفق العلماص علت وجوب حمال المطلاق علات َّ‬
‫المقياد حياث حرماوا مان الادم الادم‬
‫المسفوح فقط وبقي ما عدا علت أصل الحل‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬اختالف المطلق والمقيَّد في الح م والسبب معًا ما في ئولف تعالت ‪:‬‬

‫‪(      ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪ .)33‬مع ئولف‬

‫تعالت ‪           :‬‬

‫(سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪.)6‬‬


‫فهنااا اوياادي فااي اآليااة اوولاات وردت مطلقااة ‪ ،‬وفااي الثانيااة وردت َّ‬
‫مقياادة ب ونهااا إلاات‬
‫الم ارفاق إال أن الح اام فيهماا مختلااف حيااث إنااف فاي اآلياة اوولاات وجااوب ئطااع اوياادي ‪ ،‬وفااي‬
‫الثانياة وجاوب غسالها ماا أن سابب الح ام فاي اآليتاين مختلاف حياث إناف فاي اوولات التعادي‬
‫علت المال وأخذ من حرز من غير وجف حق‪ ،‬وفي الثانية اإلتيان بالصالة ‪.‬‬
‫ففا ا ا ااي ها ا ا ااذ الحالا ا ا ااة اتفا ا ا ااق العلما ا ا اااص جميع ا ا ا اًا علا ا ا اات عا ا ا اادم حما ا ا اال المطلا ا ا ااق علا ا ا اات‬
‫المقيَّد ‪ .‬ويالحظ هناا أن آياة السارئة لام تباق علات إطالئهاا حياث ِّئيادت الياد بنصاوص أخارى‬
‫بيَّنت الموضع الذي تقطع منف اليد ‪ ،‬ومن ذلاك ماا وري عناف صالت اهلل علياف وسالم أناف أمار‬
‫بقطع يد سارق من مفصل اليد‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫ضع العالمة (‪ )‬لإلجابة الصحيحة والعالمة (×) لإلجابة الخطأ بما يأتي‪:‬‬
‫‪ )........( .8‬الدم والميتة لفظان مقيدان‪.‬‬
‫‪ )........( .1‬ئال تعالت‪( :‬فتحرير رئبة) في سورة المجادلة‪.‬‬
‫‪ )........( .1‬للمطلق والمقيد أربع حاالت‪.‬‬
‫‪ )........( .4‬وردت لف ااظ الي ااد ف ااي القا ارآن ف ااي الص ااالة (الوض ااوص) وف ااي‬
‫السرئة وهما في الح م سواص‪.‬‬

‫الحالة الثالثة ‪ :‬اختالف المطلق والمقيَّد في الح م واتحادهما في السبب ما في ئولف‬

‫تعالت‪          :‬‬

‫‪(    ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪ .)6‬مع ئولف تعالت ‪   :‬‬

‫‪             ‬‬

‫‪         ‬‬

‫(سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪.)6‬‬


‫ويالحظ أن اويدي في اآلية اوولات وردت َّ‬
‫مقيادة ‪ ،‬وفاي الثانياة مطلقاة ‪ ،‬وأن الح ام‬
‫فااي اآليتااين مختلااف إذ هااو فااي اوولاات وجااوب الغساال ‪ ،‬وفااي الثانيااة وجااوب المس ا ‪ ،‬إال أن‬
‫السبب في الح مين واحد وهو إرادة الصالة مع ئيام الحدث ‪.‬‬
‫هنا أيضًا اتفق العلماص علت عدم جواز حمل المطلق علت المقيَّد‪.‬‬
‫وهن ااا ال ب ااد م اان التنبي ااف عل اات أن م اان العلم اااص م اان َّئي ااد مطل ااق الي ااد الا اوارد ف ااي آي ااة الت اايمم‬
‫بنصوص أخرى غير آية الوضوص وهذ النصاوص خاصاة باالتيمم ‪ ،‬وئاد ِّئيادت اويادي ‪ ،‬إماا‬
‫ب ونها إلت المرفقين ‪ ،‬اواما ب ونها إلت ال وعين ‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫أمااا ماان َّئياادهما ب ونهمااا إلاات الماارفقين اعتمااد علاات حااديث اباان عماار وجااابر ‪ ‬أنااف‬
‫ص االت اهلل علي ااف وس االم ئ ااال ‪ ( :‬التبببيمم ضبببربتان ‪ :‬ضبببربة للوجبببو ‪ ،‬وضبببربة لليبببدين إلبببى‬
‫المرفقين ) ‪.‬‬
‫وأما من َّئيادهما ب ونهاا إلات ال اوعين فقاد اساتند إلات حاديث عماار بان ياسار (رضاي‬
‫اهلل عنهمااا) أنااف ئااال ‪ :‬أجنباات فتمع اات فااي الصااعيد وصااليت ‪ ،‬ذ اارت ذلااك رسااول اهلل صاالت‬
‫اهلل عليف وسلم فقال ‪ " :‬إنما يوفيك ىوذا وضرب شعبة يديو على روبتيو ونفخ في يديبو ثبم‬
‫مسح ببيما وجيو ووفيو مرة واحدة "‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬حاالت االختالف ‪:‬‬
‫الحالة األولى ‪ :‬ورود اللفظ مطلقًا في نص ومقيَّدًا في ناص آخار ثام ي اون اإلطاالق والتقيياد‬
‫في سبب الح م والموضوع والح م واحداً ‪.‬‬
‫ض َر ُساو ُل الّل ِاف صالت‬ ‫مثال ‪ :‬ما روي عن عبد اهلل بن عمر "رضاي اهلل عنهماا" أناف ئاال ‪ :‬فَ َار َ‬
‫ير َعلَاات اْل ُحا ّار َواْل َع ْبا ِاد َوال ا ّذ َ ِر‬
‫صاااعا ِما ْان َشا ِاع ٍ‬ ‫ِ‬
‫صاااعا ما ْان تَ ْما ٍار أ َْو َ‬ ‫اهلل عليااف وساالم َزَ اااةَ اْل ِف ْ‬
‫طا ِار َ‬
‫ِِ‬ ‫ير واْل َ بِ ِ ِ‬ ‫واو ُْنثَت و ِ‬
‫ين‪.‬‬
‫ير م َن اْل ُم ْسلم َ‬ ‫الصغ ِ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬
‫الن ِب ُّي صلت اهلل عليف وسلم َ‬
‫ص َد َئ َة‬ ‫ض َّ‬ ‫وروي عنف رضي اهلل عنف أيضًا أنف ئال ‪َ :‬ف َر َ‬
‫اعا ِم ْن‬
‫ص ً‬ ‫اعا م ْن تَ ْم ٍر أ َْو َ‬
‫وك ص ِ‬
‫َ ً‬
‫الذ َ ِر واو ُْنثَت واْلح ِّر واْلمملُ ِ‬
‫َ ُ َ َْ‬ ‫َ‬
‫ال رمضان عَلت َّ‬
‫ط ِر أ َْو َئ َ َ َ َ َ َ‬ ‫اْل ِف ْ‬
‫َش ِعير‪.‬‬
‫يالحاظ فاي هاذين النصاين أن الموضاوع واحاد وهاو ز ااة الفطار ماا أن الح ام واحااد‬
‫وه ااو وج ااوب إخراجه ااا إال أن اإلط ااالق والتقيي ااد ااان ف ااي س اابب الح اام حي ااث ورد َّ‬
‫مقي اادًا ف ااي‬
‫الح ااديث اوول فاش ااترط ف ااي ال اانفس الت ااي يمونه ااا الص ااا م أن ت ااون مس االمة ‪ ،‬وف ااي الح ااديث‬
‫الثااني لاام ي اان الساابب َّ‬
‫مقيااداً بهاذا القيااد في ااون شااامالً ل اال نفاس مؤمنااة اناات أم ااافرة ‪ ،‬هنااا‬
‫اختلف العلماص في حمل المطلق علت المقيَّد علت مذهبين ‪.‬‬
‫المببذىب األول ‪ :‬مااذهب جمهااور العلماااص ماان المال يااة والشااافعية والحنابلااة حيااث إنهاام حمل اوا‬
‫المطلااق علاات َّ‬
‫المقيااد هنااا فاشااترطوا فااي الاانفس التااي يمونهااا الصااا م أن ت ااون مؤمنااة ‪ ،‬فلاام‬
‫يوجبوا علت السيد ز اة الفطر في ممالي ف إذا انوا غير مسلمين‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫المذىب الثاني ‪ :‬ذهاب الحنفياة إلات عادم حمال المطلاق علات َّ‬
‫المقياد فلام يشاترطوا فاي الانفس‬
‫ااص علاات ذلااك أوجب اوا علاات الساايد أن يخاارج ز اااة‬
‫التااي يمونهااا الصااا م أن ت ااون مساالمة‪ ،‬وبنا ً‬
‫جميع من يملك سواص أ انوا مسلمين أم غير مسلمين‪.‬‬
‫وعلال الحنفيااة عاادم حملهام المطلاق علاات َّ‬
‫المقيااد هناا بااأن اوصاال التازام مااا جاااص عاان‬
‫الشااارع فااي دالالت ألفاظااف علاات اوح ااام فااالمطلق يحماال علاات إطالئااف و َّ‬
‫المقيااد يحماال علاات‬
‫تقيياد ون ال ناص حجااة ئا ماة باذاتها ‪ ،‬فااال يحمال المطلاق علاات َّ‬
‫المقياد إال لادليل ماان ذات‬
‫اللفظ ‪.‬‬
‫فم ااا دام أنا ااف لا اايس هنا اااك تنا ااائض أو تنا ا ٍ‬
‫ااف ب ااين المطلا ااق و َّ‬
‫المقيا ااد فلا اايس هنا اااك ما ااا‬
‫يستدعي حمل المطلق علت المقيَّد ‪.‬‬
‫وفا ا ا ااي هاا ا ااذا المثا ا ا ااال اا ا ااان اإلطا ا ا ااالق والتقييا ا ا ااد فا ا ا ااي سا ا ا اابب الح ا ا ا اام وهاا ا ااذا وحا ا ا ااد‬
‫ال يحا ا اادث تنائضا ا ا ااً با ا ااين المطل ا ا ااق و َّ‬
‫المقي ا ا ااد فلا ا اايس هن ا ا اااك م ا ا ااا يمنا ا ااع أن تتع ا ا اادد اوس ا ا ااباب‬
‫لح م واحد‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪:‬‬
‫اتحاد المطلق والمقيَّد في الح م واختالفهما في السبب ‪.‬‬

‫مثالو‪ :‬ئولف تعالت في شأن فارة الظهار‪      :‬‬

‫‪(      ‬سورة المجادلة‪ ،‬اآلية ‪ )3‬مع ئولف تعالت ‪  :‬‬

‫‪(       ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪. )22‬‬

‫فاآلية اوولت جاصت الرئبة فيها مطلقة ‪ ،‬وفي الثانية وردت َّ‬
‫مقيادة ب ونهاا مؤمناة ماع‬
‫أن الح اام واح ااد وهااو وج ااوب عتااق رئب ااة ‪ ،‬إال أن الساابب مختل ااف ‪ ،‬فعتااق الرئب ااة فااي ف ااارة‬
‫الظهار سببف العود إلت زوجتف بعد أن ظاهر منها ‪ ،‬وفي فارة القتال الخطاأ سابب وناف ئتال‬
‫نفسًا خطأً ‪.‬‬
‫فهنا اختلف العلماص في حمل المطلق علت المقيَّد علت مذهبين ‪:‬‬

‫‪111‬‬
‫المببذىب األول ‪ :‬ذهااب الجمهااور إلاات وجااوب حماال المطلااق علاات َّ‬
‫المقيااد فااأوجبوا بناااص علاات‬
‫ذلك في هذا المثال أن ت ون الرئبة في الموضوعين مؤمنة‪.‬‬
‫ااص‬ ‫المذىب الثباني ‪ :‬ذهاب الحنفياة إلات عادم حمال المطلاق علات َّ‬
‫المقياد فاي هاذ الحالاة ‪ ،‬وبن ً‬
‫عليااف ئااالوا فااي هااذ المسااألة ال تحماال الرئبااة التااي وردت مطلقااة فااي آيااة الظهااار علاات الرئبااة‬
‫َّ‬
‫المقياادة التااي فااي آيااة القتاال الخطااأ لمااا ذ رنااا عاانهم فااي المسااألة الماضااية ماان أن اوصاال‬
‫عندهم أن يعمل بالمطلق في موضعف ‪ ،‬والمقيَّد في موضاعف ماا دام أن ذلاك ال يحادث تنافيااً‬
‫وال تنائضاً‪.‬‬

‫‪ 4.4‬بين المطلق والمقيَّد والعموم والخصوص‬


‫ئبل أن نختم دراستنا للمطلق والمقيَّد هناك مسألتان مهمتان ال بد من بيانهما ‪:‬‬
‫المسببألة األولببى ‪ :‬إن عالئااة َّ‬
‫المقيااد بااالمطلق مثاال عالئااة الخاااص بالعااام ‪ ،‬وبالتااالي اال مااا‬
‫ئياال فااي شااأن تخصاايص العمااوم ماان أئ اوال متفااق عليهااا ومختلااف فيهااا فهااو بعينااف جااار هنااا‬
‫والم ااذاهب هن اااك ه ااي الم ااذاهب هن ااا ف م ااا اختلفا اوا هن اااك ف ااي تخص اايص ع ااام القا ارآن ال ا اريم‬
‫السا َّانة المت اواترة بأحاديااث اآلحاااد والقياااس اختلف اوا هنااا ااذلك فااي تقييااد مطلااق الق ارآن ال اريم‬
‫و ُ‬
‫السَّنة المتواترة بأحاديث اآلحاد والقياس وئل مثل ذلك في جميع مخصصات العموم‪.‬‬ ‫و ُ‬
‫المسببألة الثانيببة ‪ :‬ممااا تقاادم تباايَّن لنااا أن االً ماان العااام ‪ ،‬والمشااترك ‪ ،‬والمطلااق ماان ألفاااظ‬
‫الشمول فما الفرق بين شمول ٍل ؟‬
‫إذا دئقنا النظر في العاام وخاصاة فاي تعريفاف وماا يحملاف مان دالالت ‪ ،‬وفاي اومثلاة‬
‫المدرجاة تحاات مفهوماف إذا دئقنااا فااي ذلاك يتباايَّن لناا أن شاامول العااام شامول اسااتغرائي بمعناات‬
‫أنف يستغرق جميع المعاني واوفراد الداخلة تحتف ما ذ رنا ‪.‬‬
‫اواذا انتقلنا ااا إلا اات المشا ااترك وج ا اادنا أن شا اامولف شا اامول ب ا اادلي بمعنا اات يشا اامل اوفا ا اراد‬
‫والمعاني الداخلة تحتف ‪ ،‬ل ن ذلك ليس علت سبيل االساتغراق ‪ ،‬بال علات سابيل البادل بحياث‬
‫إنناا إذا حملنااا المشااترك علاات واحااد ماان معانيااف انصاارف ذهننااا عاان اوفاراد والمعاااني اوخاارى‬

‫ال إذا ئلن ااا إن الق اارص الا اوارد ف ااي ئول ااف تع ااالت ‪    :‬‬
‫فم ااث ً‬

‫‪114‬‬
‫‪(   ‬سورة البقبرة‪ ،‬اآليبة ‪ ،)223‬إذا ئلناا إناف الطهار انصارف ذهنناا عان الحايض‬

‫وأناف لاايس ماراداً مااا أنناا إذا ئااال شاخص ‪ :‬أرياات عينااً وغلاب علاات ظنناا أنااف يعناي بهااا عااين‬
‫الماص انصرف ذهننا عن المعاني اوخرى المشتر ة مع هذا المعنت وه ذا‪.‬‬
‫ال لفظ الدم الوارد‬
‫أما المطلق فإنف يشارك المشترك من حيث إن شمولف بدلي فمث ً‬
‫في ئولف تعالت ‪(       :‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪ )3‬عندما‬

‫ئيدنا ب ونف مسفوحاً انصرف الذهن عن جميع أنواع الدم من غير المسفوح إال أن المطلق‬
‫يفارق المشترك من أنف يدل علت الماهية من حيث هي ‪ ،‬أو علت فرد شا ع في جنسف ما‬
‫وضحنا ذلك في موضعف وذلك من دون تعدد في الوضع‪ ،‬أما المشترك فإنف يدل علت معنيين‬
‫فأ ثر ‪ ،‬ول ن بأوضاع متعددة ف لمة عين وضعت بوضع يدل علت الجاسوس ‪ ،‬بوضع آخر‬
‫لتدل علت العين الباصرة ‪ ،‬بوضع ثالث لتدل علت عين الماص ‪ ،‬وه ذا تعدد في اإلطالئات مع‬
‫تعدد في الوضع ‪ ،‬أما المطلق فإنف ليس فيف تعدد في الوضع ‪.‬‬
‫هااذا وممااا ينبغااي التنبيااف عليااف أن العااام أيض ااً لاايس فيااف تعاادد فااي الوضااع ‪ ،‬باال ياادل‬
‫مر ‪.‬‬
‫بوضع واحد علت جميع أفراد ما َّ‬
‫نشاط‬
‫ماان خااالل د ارسااتك للمقيااد والمطلااق ا تااب بحثاًا ماان صاافحة واحاادة فيااف مقارنااة‬
‫بين أئوال الحنفية والجمهور‪ ،‬واعرض ما تبت علت مشرفك او اديمي‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫الخالصة‬
‫‪ ‬اللفاظ العااام هااو الااذي َي ُع ُّام شااي يين فااأ ثر‪ .‬وألفاااظ العمااوم ثيارة منهااا‪ :‬اال‪ ،‬جميااع أسااماص‬
‫الشرط‪ ،‬وأسماص االستفهام‪.‬‬
‫‪ ‬العام داللتف ظنية عند جمهور العلماص‪ ،‬وعند الحنفية داللتف ئطعية‪.‬‬
‫‪ ‬يجوز تخصيص عام القرآن والسنة والمتواترة بخبر الواحد والقياس‪.‬‬
‫‪ ‬إذا وجااد تعااارض ب ااين العااام والخ اااص يم اان إ ازل ااة التعااارض بمعرف ااة الناس ا والمنس ااوخ‬
‫وتاري ورود النص‪.‬‬
‫‪ ‬التخصص هو ل ئصر للعام عن بعض أفراد ‪.‬‬
‫‪ ‬المخصصات أنواع مختلفة منها الشرط والصفة واالستثناص‪.‬‬
‫‪ ‬يم ن أن تخصص القرآن بالقرآن وبالسنة بأنواعها المختلفة إن انات ئولياة أو فعلياة أو‬
‫تقريرية‪.‬‬
‫‪ ‬اللفظ المشترك هو الذي وضع للداللة علت أ ثر من معنات بأوضااع متعاددة وفاي اللغاة‬
‫العربي ا ااة ألف ا اااظ تعتب ا اار مش ا ااتر ة ول ا ااذلك لع ا اادة أس ا ااباب منه ا ااا المعن ا اات اللغ ا ااوي والمعن ا اات‬
‫االصطالحي‪.‬‬
‫‪ ‬المطلق هاو اللفاظ الادال علات مادلول شاا ع فاي جنساف ويجاب العمال باف عناد إطالئاف إذا‬
‫لم يقيد‪.‬‬
‫‪ ‬واللف ااظ المقي ااد ل ااف أحا اوال متع ااددة وه ااو مح اال بح ااث ب ااين علم اااص اوص ااول م اان مدرس ااة‬
‫اوحناف ومدرسة الجمهور‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫لمحة مب قة عن الوحدة التالية‬
‫تتنااول الوحاادة التاليااة النسا وداللتاف‪ ،‬حيااث تعااد معرفااة النسا ماان أهاام مباحااث علاام‬
‫أصول الفقف حيث تقف علت الدليل علت النس مان القارآن ال اريم ومان اوحادياث الصاحيحة‬
‫وسااتجد ااذلك أن اواع النس ا مثااال نس ا ح اام بح اام آخاار ونس ا الااتالوة وبقاااص الح اام ونس ا‬
‫الح م والتالوة معًا وفي الوحدة ذلك التعارض الذي يظهر مان بعاض النصاوص و ياف ياتم‬
‫إزالة التعارض عند جمهور العلماص بأن تجمع اودلة لمعرفة هال يم ان العمال بالادليلين أم ال‬
‫ثم الترجي أو النس ‪.‬‬
‫وستقف علت ل هذ المسا ل في الوحدة التالية‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫إجابات التدري ات‬
‫تدريب (‪)1‬‬
‫العام هو اللفظ الذي وضع للداللة علت جميع أفراد علت سبيل الشمول‪.‬‬
‫‪ .8‬ل‪ :‬ل نفس ذا قة الموت‪.‬‬
‫‪ .1‬الجمع المعرف با (ال) إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات‪.‬‬
‫‪ .1‬أسماص الشرط‪ :‬من يعمل سوصاً ُيجز بف‪.‬‬
‫تدريب (‪)2‬‬
‫‪ .8‬لفظ الدابة يفيد العموم لجميع الدواب‪.‬‬
‫‪ .1‬لفاظ النااس فااي اآلياة يفياد العمااوم لجمياع البشار ول اان هاذا ئطعاًا غياار الماراد وهاو ماان‬
‫ئبيل العام الذي أريد بف الخاص‪.‬‬
‫تدريب (‪)3‬‬
‫رأى الجمهااور أن حااديث فاطمااة بناات ئاايس فااي أن الم ارأة المطلقااة ثالث ااً (ال س ا نت لهااا وال‬
‫نفقااة تخصاايص لقولااف تعااالت (أس ا نوهن ماان حيااث س ا نتم ماان وجااد م) وعماار رفااض حااديث‬
‫فاطمة ونف لم يتأ د نسبتف لرسول اهلل‪.‬‬
‫ورأى الحنفية أن هذا الحاديث دليال علات أن عمار يارى عادم تخصايص القارآن بخبار الواحاد‬
‫ونف ظني الداللة والقرآن ئطعي الداللة‪.‬‬
‫تدريب (‪)4‬‬
‫التخص اايص ه ااو اال ئص اار للع ااام عل اات بع ااض أفا اراد مث ااال‪" :‬وأح اال اهلل البي ااع وح اارم الرب ااا"‬
‫فتحريم الربا تخصيص من إحالل البيع اوان ان الربا فيف شبف البيع‪.‬‬
‫والنس الجز ي هو إبطال العمل بح م العام بالنسبة لبعض أفراد ‪.‬‬
‫مثال‪ :‬ئول رسول اهلل صلت اهلل عليف وسلم عن السمك "الحل ميتاف" نسا جازئ لقولاف تعاالت‪:‬‬
‫"حرمت علي م الميتة"‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫تدريب (‪)5‬‬
‫‪ .8‬مثااال ئولااف تعااالت‪" :‬إال ماان أ اار وئلبااف مطم ا ن باويمااان" مخصااص لعمااوم ماان تلفااظ‬
‫ب لمة ال فر مختا ًار ان أم م رهًا‪.‬‬
‫‪ .1‬مثال ئولف تعالت‪" :‬ربا ب م الالتي في حجور م من نسا م الال ي دخلتم بهن"‪.‬‬
‫تدريب (‪)6‬‬
‫السنة المخصصة للقرآن ال ريم هي‪:‬‬
‫‪ .8‬سنة ئولية حديث "ال يرث القاتل" مخصص لقولف تعالت" يوصي م اهلل في أوالد م"‪.‬‬
‫‪ .1‬ساانة فعليااة حااديث باان عماار رأى رسااول اهلل مسااتقبالً ببياات المقاادس مسااتدي اًر ال عبااة‬
‫مخصص لعموم النهي عن استقبال القبلة أو استتبارها ببول أو غا ط‪.‬‬
‫‪ .1‬تقديرياة‪ :‬تارك رسااول اهلل صالت اهلل عليااف وسالم مان يصاالي ر عتاي الفجاار بعاد صااالة‬
‫الفجر تخصيص لعموم النهي بعد صالة الفجر‪.‬‬
‫تدريب (‪)7‬‬
‫‪ .8‬لفظ العين لفظ وضع لغة للداللة علت عدة معان بأوضاع متعدد حيث يوضاع للداللاة‬
‫عل اات الع ااين الباصا ارة ويوض ااع لع ااين الم اااص وموض ااع آخ اار للجاس ااوس وموض ااع آخ اار‬
‫للذهب والفضة ‪..‬ال‬
‫‪ .1‬المعنت اللغوي للصالة هو الدعاص واالصاطالحي هاي عباادة مخصوصاة تشاتمل علات‬
‫القراصة والر وع والسجود والدعاص‪.‬‬
‫‪.1‬‬
‫الصااوم لغ اة اإلمساااك‪ ،‬واصااطالحاً اإلمساااك ماان المفط ارات ماان طلااوع الفجاار إلاات غااروب‬
‫الشمس‪.‬‬
‫الز اااة‪ :‬لغ ااة تعن ااي الطه ااارة والنم اااص‪ ،‬واص ااطالحًا ه ااو اخا اراج م ااال مخص ااوص ف ااي وئ اات‬
‫مخصوص لجهة مخصوصة بغرض التطهير والنماص‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫مبرد المصطلحات‬
‫‪ ‬اللفظ العام‪:‬‬
‫ل لفظ عم شي ين فصاعداً‪.‬‬
‫‪ ‬الداللة القطعية‪:‬‬
‫هي الداللة التي ال تحتمل إال معنت واحدًا‪.‬‬
‫‪ ‬الداللة الظنية‪:‬‬
‫هي الداللة التي تحتمل أ ثر من معنت‪.‬‬
‫‪ ‬التخصيص‪:‬‬
‫هو ئصر العام علت بعض أفراد ‪.‬‬
‫‪ ‬الخاص‪:‬‬
‫ل لفظ وضع لمعنت واحد علت انفراد وانقطاع المشار ة‪.‬‬
‫‪ ‬المشترك‪:‬‬
‫هو اللفظ الموضوع ل ل واحد من معنيين فأ ثر بأوضاع متعددة‪.‬‬
‫‪ ‬المطلق‪:‬‬
‫هو اللفظ الدال علت مدلول شا ع في جنسف‪.‬‬
‫‪ ‬القيد‪:‬‬
‫هو اللفظ الذي يقلل من شيوع المطلق وانتشار‬

‫‪181‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫أوالً‪ :‬المصادر‬
‫القرآن الوريم‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬المراجع الفقهية‬
‫‪ .8‬أديااب‪ ،‬صااال ‪ ،‬محمااد‪ ،‬تفسببير النصببوص فببي الفقببو ايسببالمي‪ ،‬الم تااب اإلسااالمي‪،‬‬
‫ط‪8984 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬اآلم اادي‪ ،‬عل ااي‪ ،‬ب اان أب ااي عل ااي‪ ،‬األحوبببام فبببي أصبببول ايحوبببام‪ ،‬دار ال ت ااب العلمي ااة‪،‬‬
‫بيروت‪ :‬لبنان‪8981 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬باان الحاجااب‪ ،‬جمااال الاادين‪ ،‬مختصببر ابببن الحاجببب مطبببوع مببع شببرحو للعضببد‪ ،‬دار‬
‫ال تب العلمية‪ ،‬بيروت‪8981 :‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬زهير‪ ،‬أبو النور‪ ،‬أصول الفقو‪ ،‬الم تبة اوزهرية للتراث‪ ،‬القاهرة‪1114 :‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬الغ ازل ااي‪ ،‬محم ااد‪ ،‬ب اان أحم ااد‪ ،‬أب ااو حام ااد‪ ،‬المستضبببفى فبببي علبببم األصبببول‪ ،‬المطبع ااة‬
‫اوميرية‪8981 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬الق ارفااي‪ ،‬أحمااد‪ ،‬باان إدريااس‪ ،‬شببرح تنقببيح الفصببول فببي اختصببار المحصببول‪ ،‬م تبااة‬
‫ال ليات اوزهرية‪8971 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .7‬النيسابوري‪ ،‬مسلم‪ ،‬بن الحجااج‪ ،‬صبحيح مسبلم مبع شبرح النبووي‪ ،‬المطبعاة المصارية‬
‫وم تبها‪ ،‬بدون تاري نشر‪.‬‬
‫‪ .8‬الباازدودي‪ ،‬عبااد العزيااز‪ ،‬باان احمااد‪ ،‬وشبببف األسببرار عبببن أصببول فخبببر ايسبببالم‪ ،‬دار‬
‫ال تاب العربي‪8974 ،‬م‬

‫‪188‬‬
‫الوحدة الثالثة‬
‫األلفاظ بين‬
‫الوضوح واإلبهام‬
‫محتويات الوحدة‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪010‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪010‬‬ ‫تمييد‬
‫‪011‬‬ ‫أىداؼ الوحدة‬
‫‪012‬‬ ‫‪ .1‬األلفاظ واضحة الداللة ومبهمة الداللة‬
‫‪012‬‬ ‫‪ 0.0‬تعريؼ واضح الداللة ومبيميا‬
‫‪014‬‬ ‫‪ 1.0‬مقارنة بيف مسمكي الحنفية والجميور‬
‫‪016‬‬ ‫‪ .2‬األلفاظ مبهمة الداللة‬
‫‪016‬‬ ‫‪ 0.1‬تعريؼ المفظ مبيـ الداللة‬
‫‪032‬‬ ‫‪ 1.1‬مقارنة بيف مسمكي الحنفية والجميور‬
‫‪034‬‬ ‫المبين‬
‫‪ .3‬البيان و ّ‬
‫‪034‬‬ ‫‪ 0.2‬تعريؼ البياف‬
‫‪034‬‬ ‫‪ 1.2‬ما يحصؿ بو البياف‬
‫‪036‬‬ ‫‪ .4‬التأويل‬
‫‪036‬‬ ‫‪ 0.3‬تعريؼ التأويؿ‬
‫‪037‬‬ ‫‪ 1.3‬شروط التأويؿ‬
‫‪037‬‬ ‫‪ 2.3‬أمثمة لمتأويؿ الصحيح‬
‫‪038‬‬ ‫‪ 3.3‬أمثمة لمتأويؿ المردود‬
‫‪040‬‬ ‫الخالصة‬
‫‪041‬‬ ‫لمحة مسبقة عن الوحدة التالية‬
‫‪042‬‬ ‫إجابات التدريبات‬
‫‪044‬‬ ‫مسرد المصطلحات‬
‫‪045‬‬ ‫المصادر والمراجع‬

‫‪011‬‬
‫مقدمة‬
‫تمهيد‬
‫عزيزي الدارس‪،‬‬
‫مرحباً بؾ في الوحدة الثالثة مف ىذا المقرر والتي تحتوي عمى ستة أقساـ رئيسة تدور‬
‫حوؿ األلفاظ واضحة الداللة ومبيمة الداللة‪ ،‬والبياف والتأويؿ‪.‬‬
‫إف دراسة األلفاظ التي وردت في القرآف الكريـ والسنة المطيرة تعد مف أىـ مباحث عمـ‬
‫أصوؿ الفقو حيث الوقوؼ عمى الدالالت وتوضيح المبيـ والمجمؿ‪ ،‬لكي يمكف لممسمـ أف‬
‫يطبؽ شرع اهلل الذي أنزلو لمفوز بالدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫وستتعرؼ في ىذه الوحدة عمى مسمؾ األحناؼ والجميور في تقسيـ األلفاظ مف حيث‬
‫الدالالت‪ ،‬وستجد كذلؾ تعريؼ الظاىر والنص المفسر‪.‬‬
‫وتقؼ كذلؾ عمى المفظ المبيـ وسبب اإلبياـ‪ .‬وبينا لؾ تعريؼ التأويؿ وشروطو‪،‬‬
‫وقربنا لؾ أمثمة مف التأويؿ الصحيح‪.‬‬
‫ولكي تكتمؿ الفائدة نرجو أف تقوـ بكؿ التدريبات وأسئمة التقويـ الذاتي والنشاطات‪،‬‬
‫والوقوؼ عمى المصادر المعتمدة في ىذه الوحدة‪ .‬واذا تعسر عميؾ شيء فيجب أف تستعيف‬
‫بمشرفؾ الكاديمي‪.‬‬
‫واهلل الموفؽ‪،،،‬‬

‫‪010‬‬
‫أهداف الوحدة‬
‫عزيزي الدارس‪ ،‬بعد فراغك من دراسة هذه الوحدة يجب أن توبون‬

‫قادراً على أن‪:‬‬

‫‪ ‬تفسر مسمؾ الحنفية في تقسيـ األلفاظ واضحة الداللة والمبيمة‪.‬‬

‫‪ ‬تشرح مسمؾ الجميور في التقسيـ مف حيث الوضوح واإلبياـ‪.‬‬

‫‪ ‬تذور األمثمة التي اعتمد عمييا الحنفية في البياف‪.‬‬

‫بين معنى التأويؿ وشروطو‪.‬‬


‫‪ ‬تُ ّ‬

‫‪011‬‬
‫‪ .1‬األلفاظ واضحة الداللة ومبهمة الداللة‬
‫‪ 1.1‬تعريف واضح الداللة ومبهمها‬

‫واضببا الداللببة‪ :‬هببو مببا دل علببى المعرببى المبراد مرببت مببن رفببس صببي تت مببن غيببر‬
‫توقف على أمر خارجي ‪.‬‬

‫مبهم الداللة‪ :‬هو الذي يتوقبف فهبم المبراد مربت علبى أمبر خبارجي ال مبن رفبس‬
‫صي تت‪.‬‬

‫واأللفاظ بنوعييا المػذكوريف آنفػاً اختمػؼ العممػاء مػف مدرسػتي الحنفيػة والجميػور فػي‬
‫أقسػػاميا ورتبيػػا‪ ،‬حيػػث سػػمؾ أصػػوليو الحنفيػػة فػػي ذلػػؾ مسػػمكاً خػػالفيـ فيػػو أصػػوليو مدرسػػة‬
‫المتكمميف ‪ .‬فكػاف ال بػد ‪ -‬والحالػة ىػذه ‪ -‬مػف أف نبػيف بالد ارسػة أوالً مػا سػار عميػو أصػحاب‬
‫المدرسػػة األولػػى‪ ،‬ثػػـ نػػذكر بعػػده مػػا سػػار عميػػو أصػػحاب المدرسػػة الثانيػػة عمػػى نحػػو مػػا س ػرنا‬
‫عميو في تناولنا لموضوعات الوحدة األولى ‪.‬‬

‫‪012‬‬
‫المسللاأل األومس مسللاأل الحيفيللة مل ل تقسلليمه لألفللاظ واض للحة‬
‫الداللة‬
‫قسـ جميور الحنفية األلفاظ واضحة الداللة إلى ما يمي ‪:‬‬
‫أ‪ .‬الظاىر ‪.‬‬
‫ب‪ .‬النص ‪.‬‬
‫ج‪ .‬المفسر ‪.‬‬
‫د‪ .‬المحكـ ‪.‬‬
‫وىػ ػ ػ ػػذا التقسػ ػ ػ ػػيـ مرتػ ػ ػ ػػب مػ ػ ػ ػػف األدنػ ػ ػ ػػى وضػ ػ ػ ػػوحاً إلػ ػ ػ ػػى األعمػ ػ ػ ػػى وضػ ػ ػ ػػوحاً حيػ ػ ػ ػػث‬
‫إف الظاىر عندىـ يعتبر األدنى وضوحاً والمحكـ أعالىا ما يأتي جمؿ وافية بما ذكروه ‪.‬‬
‫أ‪ .‬الظاهر‬
‫* تعريفت‬

‫هو اسم لول والم ظهر المبراد مربت لبت للسبامع بصبي تت‪ .‬أو هبو ‪ :‬البذي يسبب إلبى‬
‫العقول واألفهام لظهوره ‪ ،‬موضوعاً فيما هو المراد‪.‬‬

‫* شرح التعريف ‪:‬‬


‫مف خالؿ ىذيف التعريفيف يتضح لنا أف الظاىر ىػو الػذي ال يتوقػؼ فيػـ المػراد منػو‬
‫عمى أمر خارجي بؿ يتضح مدلولو بمجرد التمفظ بو ‪.‬‬
‫ثـ إف الظاىر مػ وضػوح داللتػو عمػى المػراد قابػؿ لمتخصػيص والتأويػؿ والنسػ كمػا‬
‫عبر بذلؾ أكثرىـ‪ ،‬وبيذا يكوف الظاىر ليس قاطعًا في الداللة عمى المعنى المراد منو ‪.‬‬

‫األمثلة ‪:‬‬

‫‪013‬‬
‫‪ .0‬قولو تعالى ‪(        :‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.)275 ،‬‬

‫ىػػذه اآليػػة ‪ -‬كمػػا مػػر معناىػػا ‪ -‬مسػػوقة أصػػالة لنفػػي التماثػػؿ بػػيف البي ػ والربػػا رداً‬
‫عمػػى مػػف زعػػـ مػف الكػػافريف بػػأف البيػ مثػػؿ الربػػا ومػ ذلػػؾ فيػػي ظػػاىرة مػػف خػػالؿ عبارتيػػا‬
‫الواضحة عمى ِّ‬
‫حؿ البي وحرمة الربا ‪.‬‬
‫وىػذا المفػظ مػ ظيػور داللتػو فػي ِح ِّػؿ البيػ وحرمػة الربػا إال أف كػالً مػف البيػ والربػا‬
‫الم ػ ػػدلوؿ عمييم ػ ػػا ف ػ ػػي ى ػ ػػذا المف ػ ػػظ الظ ػ ػػاىر ص ػ ػػحيحة لمتخص ػ ػػيص والتأوي ػ ػػؿ وق ػ ػػد دخميمػ ػ ػا‬
‫التخصيص بالفعؿ ؛ حيث إف البي ليس كمو حػالالً فينػاؾ بيػوع جػائزة وأخػرر محرمػة ‪ .‬كمػا‬
‫أف الربػا لفػػظ عػاـ جػػاءت النصػوص فخصصػػتو وحصػرتو فػي أمػواؿ معينػة وأصػػناؼ محػػددة‬
‫‪ ...‬وىكذا ‪.‬‬

‫‪ .1‬قولو تعالى ‪           :‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪(        ‬سورة الرساء‪ ،‬اآلية‪. )3 ،‬‬

‫ىذه اآلية ظاىرة الداللة في ثالثة ٍ‬


‫معاف ‪:‬‬
‫‪ .0‬إباحة زواج ما طاب مف النساء ‪.‬‬
‫‪ .1‬تحديد أقصى عدد لمزوجات بأرب ‪.‬‬
‫‪ .2‬االقتصار عمى واحدة أو ممؾ اليميف إذا خيؼ الجور ‪.‬‬
‫وسػػبؽ لنػػا أف ذكرنػػا ذلػػؾ عنػػد كالمنػػا عػػف داللػػة العبػػارة حيػػث قمنػػا ىنػػاؾ إف المعنػػى‬
‫األوؿ كاف مقصوداً مف السياؽ تبعاً والمعنييف اآلخريف أصالة ‪.‬‬
‫وقد اعتبر عممػاء الحنفيػة أف المعنػى األوؿ مػف قبيػؿ الظػاىر ألنػو يؤخػذ مػف العبػارة‬
‫مباشرة مف غير احتياج إلى أمر خارجي ‪.‬‬
‫وأف المعني ػػيف اآلخػ ػريف ‪ -‬كم ػػا س ػػيأتي ‪ -‬م ػػف قبي ػػؿ ال ػػنص لكونيم ػػا مقص ػػوديف م ػػف‬
‫السياؽ تبعاً‪.‬‬

‫‪014‬‬
‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫قػػاؿ تعػػالى‪ :‬واذ قالػػت المالئكػػة يػػا م ػريـ إف اهلل اصػػطفاؾ وطيػػرؾ واصػػطفاؾ‬
‫عمى نساء العالميف)‬
‫‪ .0‬بيف في ىذه اآلية ظاىرة الداللة في ثالثة أشياء‪.‬‬
‫ال آخر مف القرآف الكريـ فيو ظاىر الداللة‪.‬‬
‫‪ .1‬اذكر مثا ً‬

‫تدري (‪)1‬‬
‫مف خالؿ قراءتؾ لمقرآف الكريـ مثؿ بمثاليف لمظاىر‪.‬‬

‫* حوم الظاهر‪:‬‬
‫إذا ورد المف ػػظ ظ ػػاى ًار ف ػػي الدالل ػػة عم ػػى المعن ػػى عم ػػى نح ػػو م ػػا ذك ػػر ف ن ػػو يم ػػزـ من ػػو‬
‫األحكاـ اآلتية ‪:‬‬
‫‪ .0‬وجػػوب العمػػؿ بمػػا ظيػػر منػػو مػػا لػػـ يقػػـ دليػػؿ يػػدؿ عمػػى خػػالؼ ظػػاىره إذ األصػػؿ عػػدـ‬
‫صرؼ المفظ عف ظاىره إال لوجود دليؿ يدؿ عمى أف الظاىر غير مراد ‪.‬‬
‫‪ .1‬احتمالو لمتأويؿ بمعنى أنو قابؿ ألف يصرؼ عف ظاىره‪ ،‬وأف يدخمػو التأويػؿ الناشػع عػف‬
‫دليؿ صحيح ‪ .‬وبناء عمى ىذا ف ف الظاىر إذا كػاف مطمقػًا احتمػؿ التقييػد واذا كػاف عامػًا‬
‫احتمؿ التخصيص ‪ ،‬واذا كاف حقيقة احتمؿ أف يصرؼ إلى مجازه ‪ ...‬ال ‪.‬‬
‫‪ .2‬قبولو النس في زمف التشري أي في عيػد نػزوؿ الػوحي إذا قػاـ دليػؿ يػدؿ عمػى أف حكػـ‬
‫الظاىر قد نس‬

‫‪015‬‬
‫وخالصة األمر‪:‬‬

‫أرت إذا لم يقم دليل يدل على صرف الظاهر عن ظاهره فإرت يبقى علبى ظباهره‪،‬‬
‫ويج العمل بما وان ظاهراً فيت‪ ،‬وما سمي ظاهراً إال لهذا السب (‪.)1‬‬

‫ب‪ .‬اليص‬
‫تعريفت ‪:‬‬
‫عػػرؼ الػػنص بتعريفػػات كثي ػرة تػػدور حػػوؿ معنػػى واحػػد واف اختمفػػت عباراتيػػا ‪ ،‬ومػػف‬
‫أىـ ىذه التعريفات ‪:‬‬
‫‪ .0‬ما ازداد وضوحًا عمى الظاىر بمعنى مف المتكمـ ال في نفس المفظ‪.‬‬
‫‪ .1‬مػا يػػزداد وضػوحًا بقرينػػة تقتػػرف بػالمفظ مػػف المػتكمـ لػػيس فػػي المفػظ مػػا يوجػب ذلػػؾ ظػػاى ًار‬
‫بدوف تمؾ القرينة‪.‬‬
‫شرح التعريف ‪:‬‬
‫مف خالؿ ىذيف التعريفيف يتضح لنا أف النص واضح الداللة عمى معنػاه المػراد منػو‬
‫مف نفس صيغتو ‪.‬‬
‫فيو يشارؾ الظاىر في ىذا إال أنػو يػزداد عميػو قػوة ووضػوحًا بسػبب اقتػراف قرينػة بػو‬
‫صادرة مف المتكمـ جعمتو أكثر وضوحاً مف الظاىر ‪.‬‬
‫وم ػػف خ ػػالؿ ى ػػذا التعري ػػؼ وش ػػرحو يمكنن ػػا أف نس ػػتنتص أف قب ػػوؿ ال ػػنص لمتخص ػػيص‬
‫والتأويػػؿ أقػػؿ احتمػػاالً مػػف الظػػاىر‪ ،‬بػػؿ ىػػو احتمػػاؿ بعيػػد ‪ ،‬كمػػا أنػػو يقبػػؿ النس ػ فػػي عيػػد‬
‫الرسالة مثمو في ذلؾ مثؿ الظاىر‪.‬‬
‫وق ػػد عب ػػر ع ػػف ى ػػذه المع ػػاني بوض ػػوح التعري ػػؼ ال ػػذي ذى ػػب إلي ػػو فض ػػيمة األسػ ػػتاذ‬
‫الدكتور محمد أديب صالح حيث قاؿ فػي تعريفػو ‪ :‬لالمفػظ الػذي يػدؿ عمػى الحكػـ الػذي سػيؽ‬

‫‪016‬‬
‫ألجمو الكالـ داللة واضحة تحتمؿ التخصيص والتأويؿ احتماالً أضعؼ مػف احتمػاؿ الظػاىر‬
‫م قبوؿ النس في عيد الرسالة]‪.‬‬
‫األمثمة‪:‬‬

‫‪ .0‬قولو تعالى‪(        :‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.)275 ،‬‬

‫ى ػػذه اآلي ػػة ن ػػص ف ػػي الدالل ػػة عم ػػى التفري ػػؽ ب ػػيف البيػ ػ والرب ػػا ألف ال ػػنص س ػػيؽ م ػػف‬
‫المػػتكمـ ليػػذا المعنػػى أصػػالة ‪ ،‬وبيػػذا ازداد الػػنص وضػػوحاً عمػػى المعنػػى الظػػاىر الػػذي ىػػو ‪:‬‬
‫حؿ البي وحرمة الربا ‪.‬‬

‫‪ .1‬قولو تعالى ‪            :‬‬

‫‪(         ‬سورة الرساء‪ ،‬اآلية‪.)3 ،‬‬

‫ىذه اآلية نص في إباحة التعدد إلى حػد األربعػة ‪ ،‬وفػي االقتصػار عمػى واحػدة ‪ ،‬أو‬
‫ممػػؾ اليمػػيف إذا خيػػؼ الجػػور ‪ ،‬وىػػذا الحكػػـ ى ػو مػػا قصػػد مػػف السػػياؽ أصػػالة ‪ ،‬وبػػو ازداد ‪،‬‬
‫وضوحاً عمى المعنى الظاىر الذي ىو ‪ -‬كما مر ‪ -‬إباحة نكاح ما طاب مف النساء ‪.‬‬
‫وى ػػذه الزي ػػادة ف ػػي الوض ػػوح إنم ػػا حص ػػمت بمعن ػػى م ػػف الم ػػتكمـ ال بمعن ػػى ف ػػي نف ػػس‬
‫الصيغة ‪.‬‬

‫‪ .2‬قولو تعالى‪(        :‬سورة البقرة‪،‬‬

‫اآلية‪. )228 ،‬‬


‫ىذه اآلية نص في وجػوب اعتػداد المطمقػة بثالثػة قػروء ألف الكػالـ سػيؽ لبيػاف حكػـ‬
‫اهلل سػػبحانو وتعػػالى فػػي جمي ػ المطمقػػات مػػف ذوات األق ػراء وىػػو وجػػوب أف تمكػػث المطمقػػة‬
‫ثالث ػػة ق ػػروء بع ػػد ط ػػالؽ زوجي ػػا ث ػػـ تت ػػزوج إف ش ػػاءت وي ػػدخؿ ف ػػي ى ػػذا الحك ػػـ ظببباهراً غي ػػر‬
‫المػػدخوؿ بيػػا إال أف يقػػوـ دليػػؿ يػػؤوؿ ىػػذا الػػنص بػػأف يػػدؿ عمػػى غيػػر ىػػذا المعنػػى الظػػاىر‬
‫الذي يشمؿ غير المدخوؿ بيا بأف يخرجيا مف الحكـ ‪.‬‬

‫‪017‬‬
‫وقد قاـ بالفعؿ ىذا الدليؿ وىو قولو تعالى ‪      :‬‬

‫‪           ‬‬

‫‪(       ‬سورة األحزا ‪ ،‬اآلية‪. )49 ،‬‬

‫تدري (‪)2‬‬

‫‪.       .0‬‬

‫ىذا النص دخمو التخصيص وضح ذلؾ‪.‬‬

‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫‪ .0‬عرؼ النص م ذكر مثاؿ واحد لو‪.‬‬


‫‪ .1‬ما حكـ الظاىر الذي لـ يقـ دليؿ عمى صرفو مف الظاىر؟‬
‫‪ .2‬ما معنى القرء في آية الطالؽ؟ وىؿ المفظ ظاىر الداللة؟‬

‫ومػ ػ ػػف ىنػ ػ ػػا يمكننػ ػ ػػا أف نفػ ػ ػػرؽ بػ ػ ػػيف الببببببرا والظبببببباهر فنقػ ػ ػػوؿ ‪ :‬إف الظبببببباهر ىػ ػ ػػو‬
‫ما دؿ عمى المعنى المراد مف نفس الصيغة مف غيػر توقػؼ عمػى أمػر خػارجي ‪ ،‬وأف الػنص‬
‫مثمػػو كػػذلؾ يػػدؿ معنػػاه عمػػى األمػػر المػراد منػػو مػػف نفػػس صػػيغتو إال أنػػو يػػزداد وضػػوحًا عميػػو‬
‫بسبب ما اقترف بو مف قرائف صادرة مف المتكمـ ‪.‬‬
‫وما ذكػر مػف أف التفريػؽ بػيف الظػاىر والػنص إنمػا يكػوف بواسػطة القرينػة التػي تقػوي‬
‫الداللة في جانب النص ىو ما ذىب إليو أكثر الحنفية وىو مذىب المتقدميف منيـ ‪.‬‬
‫ولقػػد سػػمؾ بعػػض متػػأخرييـ مسػػمكاً آخػػر يجعػػؿ ضػػابط التفريػػؽ بػػيف الػػنص والظػػاىر‬
‫برا مببا وببان مقصببوداً مببن السببيا أصببالة ‪ ،‬والظبباهر مببا وببان مقصببوداً مببن‬
‫أن الب َّ‬
‫ىػػو ‪َّ :‬‬
‫السيا تبعاً‪.‬‬
‫‪018‬‬
‫إال أف المتقػػدميف ال يػػروف ذلػػؾ شػػرطاً بػػؿ أي قرينػػة اقترنػػت بػػالمفظ جعمػػت داللتػػو‬
‫قويػػة عمػػى الم ػراد سػػمي ىػػذا نص ػاً واذا لػػـ يقتػػرف بػػو مػػا يقػػوي داللتػػو عمػػى الم ػراد كػػاف ظػػاى اًر‬
‫وذلؾ م اتفاؽ الفريقيف عمى أف المعنى إذا كاف مقصودًا مف السياؽ أصالة كػاف ذلػؾ أقػور‬
‫داللة عمى المراد‪ ،‬وأنػو قرينػة عمػى كونػو نصػًا أو بمعنػى آخػر ىػذه قرينػة مػف القػرائف وليسػت‬
‫ىي الضابط الوحيد لمفرؽ ‪.‬‬
‫ومف ىنا يتضح لنػا أف مػا ذكػر مػف أمثمػة لمتفريػؽ بػيف الػنص والظػاىر كقولػو تعػالى‬

‫‪(        :‬سبببورة البقبببرة‪ ،‬اآليبببة‪ ،)275 ،‬وأف ى ػػذه اآلي ػػة ن ػػص‬

‫في التفريؽ بيف البي والربا ‪ ،‬وأنيا ظاىرة في حؿ البي وحرمة الربا كػؿ ىػذا متفػؽ عميػو بػيف‬
‫الفريقيف كما أنيـ اتفقوا عمى السبب الذي جعػؿ األوؿ نصػًا والثػاني ظػاى ًار وىػو كػوف المعنػى‬
‫األوؿ مقصػودًا أصػالة والثػػاني تبعػًا إال أنيػـ اختمفػوا ىػؿ ىػػذا ىػو الفػارؽ الوحيػػد أو ىػو قرينػػة‬
‫واحدة مف القرائف حيث ذىب إلى األوؿ المتأخروف والى الثاني األقدموف‪.‬‬
‫حوم الرا‪:‬‬
‫ال فرؽ في الحكػـ بػيف الػنص والظػاىر فػي وجػوب العمػؿ بمػا ظيػر منيػا حتػى يقػوـ‬
‫دليػػؿ يػػدؿ عمػػى خػػالؼ الظػػاىر مػػف تخصػػيص أو تأويػػؿ ونحػػو ذلػػؾ ‪ .‬كمػػا أف الػػنص يقبػػؿ‬
‫النس مثمو مثؿ الظاىر ‪.‬‬
‫والفػػارؽ الوحيػػد بينيمػػا ىػػو أف احتمػػاؿ قبػػوؿ الػػنص لمتأويػػؿ والتخصػػيص أبعػػد مػػف‬
‫الظاىر‪.‬‬

‫‪001‬‬
‫ج‪ .‬المفسر‬
‫تعريفت ‪:‬‬
‫‪ .1‬عرفت السرخسي بقولت‪:‬‬

‫"هببو اسببم للموشببوف الببذي يعببرف الم براد مرببت موشببوفاً علببى وجببت ال يبقببى‬
‫معت احتمال التأويل"‪.‬‬

‫‪ .2‬عرفت البزدوي بقولت ‪:‬‬

‫"مببا ازداد وضببوحاً علببى الببرا س بواء أوببان بمعرببى فببي الببرا أو‬
‫ب يره بأن وان محتمالً فيلحقت ببيان"‪.‬‬

‫شرح التعريف ‪:‬‬


‫مػػف خػػالؿ مػػا تقػػدـ يتضػػح لنػػا أف المفسػػر أقػػور وضػػوحاً مػػف الػػنص‪ ،‬بحيػػث أنػػو ال‬
‫يتطػرؽ إليػػو أي احتمػاؿ تأويػػؿ أو تخصػػيص أو نحػوه‪ .‬وىػػذا المعنػػى وضػحو بجػػالء التعريػػؼ‬
‫األوؿ ‪.‬‬
‫أمػػا التعريػػؼ الثػػاني فقػػد تضػػمف زيػػادة ليسػػت فػػي األوؿ بينػػت أف المفسػػر لػػيس نوع ػاً‬
‫واحداً بؿ ىو نوعاف ىما ‪:‬‬
‫‪ .0‬ما كاف سبب وضػوحو وجالئػو لمعنػى فػي الػنص نفسػو ال بشػيء خػارج عنػو بػأف جػاءت‬
‫صيغتو واضحة الداللة عمى المراد ويسمى بالمفسر لذاتو ‪.‬‬

‫‪000‬‬
‫‪ .1‬مػا كػػاف سػبب الوضػػوح فيػػو بػأمر خػػارج عػف المفػػظ كػػأف كػاف الػػنص محػتمالً فمحقػػو بيػػاف‬
‫قػاط جعمػو ال يحتمػػؿ تػأويالً ويسػػمى بالمفسػر لغيػره ‪ .‬واليػػؾ بيػاف ىػػذيف النػوعيف بشػػيء‬
‫مف التفصيؿ ‪.‬‬
‫الروع األول ‪ :‬المفسر لذاتت‪:‬‬
‫تعريفت ‪:‬‬

‫هبببو البببذي دل ببببرفس صبببي تت علبببى معرببباه داللبببة واضبببحة ال تحتمبببل‬


‫تأويالً ‪.‬‬

‫مثالت ‪:‬‬

‫‪ .0‬قولو تعالى‪(      :‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.)36 ،‬‬

‫لفظ المشركيف الػوارد فػي ىػذه اآليػة عػاـ يحتمػؿ التخصػيص بحيػث أنػو إذا لػـ يفسػر‬
‫يحتمػػؿ جمي ػ المشػػركيف بػػال اسػػتثناء ‪ ،‬ويحتمػػؿ أف يكػػوف المقصػػود منػػو فئػػة مػػنيـ ‪ ،‬إال أف‬
‫لف ػػظ كاف ػػة الػ ػواردة عق ػػب لف ػػظ المش ػػركيف قطع ػػت احتم ػػاؿ التأوي ػػؿ ودل ػػت دالل ػػة واض ػػحة أف‬
‫المقصود جمي المشركيف ‪.‬‬

‫‪ .1‬قولو تعالى ‪(       :‬سورة ا‪ ،‬اآلية‪. )73 ،‬‬

‫لفػػظ المالئكػػة فػػي ىػػذه اآليػػة عػػاـ فػػي جمي ػ المالئكػػة لكنػػو يحتمػػؿ التخصػػيص بػػأف‬
‫يكػوف مقصػوداً بعضػػيـ أو أكثػرىـ ال كميػػـ إال أف لفػػظ كميػـ الػوارد عقػػب لفػظ المالئكػػة قطػ‬
‫احتماؿ ىذا التأويؿ حيث أكد أف المقصود كؿ المالئكة ال أكثرىـ ونحو ذلؾ ‪.‬‬
‫إال أف كممػ ػ ػ ػ ػ ػػة كميػ ػ ػ ػ ػ ػػـ أيض ػ ػ ػ ػ ػ ػًا تحتمػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ أف يكون ػ ػ ػ ػ ػ ػوا مجتمعػ ػ ػ ػ ػ ػػيف فػ ػ ػ ػ ػ ػػي صػ ػ ػ ػ ػ ػػعيد‬

‫أو متفرقيف فقولو تعالى ‪ }{ :‬دؿ قطعًا عمى أنيـ سجدوا مجتمعيف ونفى التفريؽ‬

‫‪ .2‬قولو تعالى‪:‬‬

‫‪001‬‬
‫(سورة الرور‪ ،‬اآلية‪. )2 ،‬‬ ‫‪         ‬‬

‫ىػػذا أيض ػاً مفسػػر لذاتػػو ألف المفػػظ المائػػة ال يحتمػػؿ أقػػؿ منيػػا وال أكثػػر فيػػو قطعػػي فػػي‬
‫العدد المذكور ‪.‬‬
‫ومثمو كؿ شيء جاء معدودًا بعدد ف نو قطعي كالثمانيف واألربعيف ونحو ذلؾ ‪.‬‬

‫تدري (‪)3‬‬

‫عرؼ المفسر لذاتو واشرحو بأسموبؾ‪.‬‬‫‪ّ .0‬‬


‫‪ .1‬ما الفائدة مف ذكر (كميـ أجمعوف) بعد فسجد المالئكة؟‬

‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫أج بال أو رعم‪:‬‬


‫) عند الحنفية إف الفرؽ بيف النص والظاىر ىو النص ما ذكر تبعاً‪.‬‬ ‫‪( .0‬‬
‫‪ ) ( .1‬النص ال يقبؿ النس ‪.‬‬
‫‪ ) ( .2‬النص يجب العمؿ بو‪.‬‬

‫الروع الثاري ‪ :‬المفسر ل يره ‪:‬‬


‫تعريفت ‪ :‬أف يأتي المفظ بصيغة مجممة غير مفصمة ثـ ي ِ‬
‫محقو الشارع ببياف تفسيري ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫مثالت‪:‬‬

‫قولو تعالى‪(       :‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.)43 ،‬‬

‫ومثمو قولو تعالى ‪:‬‬

‫‪002‬‬
‫‪(        ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪ . )183 ،‬وقولو‬

‫تعالى‪:‬‬
‫‪(           ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪. )97 ،‬‬

‫ففي ىذه اآليػات الكريمػات ورد لفػظ الصػالة والزكػاة والصػوـ والحػص مػف غيػر تفسػير‬
‫وتوضيح لمعاني ىذه األلفاظ ألف معانييا المغويػة قطعػاً غيػر مػراده إذ الصػالة ‪ :‬ىػي الػدعاء‬
‫‪ ،‬والزكاة ‪ :‬ىػي الرماء ‪ ،‬والطهبر ‪ ،‬والحب ‪ :‬ىػو مطلب القصبد إلبى معظبم ‪ ،‬والصبوم ‪ :‬ىػو‬
‫مطلببب اامسببباك ‪ .‬وى ػػذه األلف ػػاظ وردت ف ػػي ى ػػذه اآلي ػػات ىك ػػذا مجمم ػػة إال أني ػػا فس ػػرت ف ػػي‬
‫مواضػػ أخ ػػرر حي ػػث بينتي ػػا الس ػػنة النبوي ػػة المطيػ ػرة فق ػػد ص ػػمى ص ػػمى اهلل عمي ػػو وس ػػمـ أم ػػاـ‬
‫الصحابة وبيف ليـ أحكاـ الصالة ‪ ،‬وقاؿ ‪ " :‬صلوا وما رأيتموري أصلي " ‪.‬‬
‫السػنة كثيػ اًر مػف ذلػؾ‪ ،‬كمػا بينػت‬
‫وبيف ليـ أحكاـ الزكػاة وتفاصػيميا ‪ ،‬وقػد حممػت لنػا ُ‬
‫السنة أيضًا تفاصيؿ الصياـ والحص ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ال فيمػػا ذكػػر مػػف آيػػات وكمػػو يعتبػػر مػػف‬
‫فكػػؿ ىػػذا وأمثالػػو يعتبػػر تفسػػي ًار لمػػا ورد مجم ػ ً‬
‫قبيؿ المفسر لغيره‪.‬‬
‫* حوم المفسر‪:‬‬
‫والمفسر إذا ورد عمى نحو ما ذكر ف نو تثبت بو األحكاـ اآلتية‪:‬‬
‫‪ .0‬أنو يجب العمؿ بما دؿ عميو قطعًا ‪.‬‬
‫‪ .1‬أنو ال يحتمؿ التأويؿ وال التخصيص ‪.‬‬
‫‪ .2‬أنػػو ال يحتمػػؿ النس ػ فػػي عيػػد التش ػري بحيػػث إنػػو إذا قػػاـ دليػػؿ يػػدؿ عمػػى أف حكمػػو قػػد‬
‫نس يحكـ بنسخو واال يبقى العمؿ بو واجباً‪.‬‬

‫‪003‬‬
‫د‪ .‬المحك‬
‫تعريفت ‪:‬‬
‫عرؼ المحكـ بتعريفات كثيرة تنوعت عباراتيا إال أنيا متقاربة المعنى ومف ذلؾ‪:‬‬
‫‪ .0‬ما ازداد قوة عمى المفسر إال أنو ال يحتمؿ نسخًا‪.‬‬
‫ال وال تخصيصػ ػ ػ ػ ػًا‬
‫‪ .1‬م ػ ػ ػ ػػا دؿ عم ػ ػ ػ ػػى معن ػ ػ ػ ػػاه دالل ػ ػ ػ ػػة واض ػ ػ ػ ػػحة قطعي ػ ػ ػ ػػة ال تحتم ػ ػ ػ ػػؿ ت ػ ػ ػ ػػأوي ً‬
‫وال نسخاً‪.‬‬
‫شرح التعريف‪:‬‬
‫ت داللتػو أشػد وضػوحاً مػف المفسػر‬
‫المحكـ بناء عمى ما تقدـ مف تعريؼ ىػو مػا َكانػ ْ‬
‫وأنو كذلؾ يمتاز عميو بكونو ال يدخمو النس أبدًا ‪.‬‬
‫أقسام المحوم‬

‫ما وان اللفظ صريحاً ال‬ ‫ما وان اللفظ من‬ ‫ما وان اللفظ من‬
‫يعتريت الرسخ مثل‪ :‬عدم‬ ‫الصفات الفضائل مثل‪:‬‬ ‫أساسيات الدين مثل‪:‬‬
‫رواح أزواج الربي (ا)‪.‬‬ ‫بر الوالدين‪.‬‬ ‫اايمان باهلل والمالئوة‪.‬‬

‫للمحوم أقسام ثالثة هي‪:‬‬


‫القسم األول ‪ :‬ما كاف اإلحكاـ فيو ناتجاً مف كوف الحكـ الذي دؿ عميػو المفػظ مػف أساسػيات‬
‫ال ػػديف وقواع ػػده الكمي ػػة كاإليم ػػاف ب ػػاهلل ومالئكت ػػو وكتب ػػو ورس ػػمو والي ػػوـ اآلخ ػػر ‪ ...‬إلػ ػ في ػػذه‬
‫وأمثاليا كميا أحكاـ أساسية ال يدخميا نس وال تغيير ‪.‬‬
‫القسم الثاري ‪ :‬ما كاف اإلحكاـ فيو ناتجاً مف أف ما تضمنو المفظ كػاف مػف أميػات الفضػائؿ‬
‫واآلداب ومكارـ األخالؽ التي ال تتبػدؿ أو تتغيػر بتغيػر الزمػاف والمكػاف كبػر الوالػديف وصػمة‬
‫الرحـ والوفاء بالوعد ‪ ...‬ال ‪.‬‬

‫‪004‬‬
‫القسببم الثالبببث ‪ :‬مػػا كػػاف اإلحكػػاـ فيػػو بسػػبب ورود نػػص ص ػريح صػػحيح دؿ عمػػى أف ىػػذا‬
‫المحكـ ثابت ال يعتريو النس والتبديؿ ‪.‬‬
‫مثال ذلك ‪ :‬قولو تعالى في تحريـ نكاح أزواج النبي صمى اهلل عميو وسمـ‪:‬‬

‫‪             ‬‬

‫‪(  ‬سورة األحزا ‪ ،‬اآلية‪.)53 ،‬‬

‫وقولو تعالى في شأف عدـ قبوؿ شيادة القاذؼ لممحصنات ‪:‬‬

‫‪(       ‬سورة الرور‪ ،‬اآلية‪. )4 ،‬‬

‫وقولػػو صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ ‪ " :‬الجهبباد مبباذ مرببذ بعثرببي اهلل إلببى أن يقاتببل آخببر أمتببي‬
‫الدجال ال يبطلت جور جائر وال عدل عادل"‪.‬‬
‫فكؿ ىذه العبارات دالة عمى أف ما تضمنتو ىذه اآليات مػف أحكػاـ وآداب أنيػا باقيػة‬
‫ومستمرة ودائمة ال يعترييا نس وال تبديؿ‪.‬‬

‫رشاط‬
‫مف خالؿ إطالعؾ عمى القرآف الكريـ اذكر ثالثة أمثمة فييا المفسر‬
‫والمحكـ‪ ،‬ثـ اشرح لزمالئؾ الداللة الفارقة بينيما‪.‬‬

‫حوم المحوم‪:‬‬
‫المحكـ إذا ود عمى نحو ما ذكر تكوف لو األحكاـ اآلتية ‪:‬‬
‫‪ .0‬أنو ال يقبؿ التأويؿ بحاؿ ‪.‬‬
‫‪ .1‬أنو ال يدخمو النس أبداً ‪.‬‬
‫‪ .2‬أنو يجب العمؿ بو قطعًا ‪.‬‬
‫ومف ىنا كانت داللتو عمى األحكاـ أقور مما سبقو مف أنواع حيث أنو أعالىػا رتبػة‬
‫‪.‬‬
‫‪005‬‬
‫التعارذ بين هذه األقسام األربعة ‪:‬‬
‫بم ػػا أف ىػػػذه األقسػػػاـ األربع ػػة مرتبػػػة بحسػػػب قػ ػػوة داللتي ػػا وأف أدناىػػػا ىػ ػػو الظػػػاىر‬
‫وأعالىا ىو المحكـ ؛ ف نو إذا تعارضت فيما بينيا قدـ األقور ‪ .‬واليؾ نماذج مف ذلؾ ‪:‬‬
‫‪ .0‬تعارض الظاىر م النص ‪:‬‬
‫إذا تعارض الظاىر م النص قدـ النص عمى الظاىر ‪.‬‬

‫مثاؿ ذلؾ قولو تعالى بعد تفصيؿ المحرمات مف النساء ‪     :‬‬

‫‪(  ‬سورة الرساء‪ ،‬اآلية‪ .)24 ،‬بعد قولو تعالى‪( :‬وحرمت عميكـ أمياتكـ‬

‫وبناتكـ‪ ....‬ىذه اآلية في ظاىرىا إف ما عدا ما ذكر مف المحرمات فكمو حالؿ ويمزـ مف‬
‫ذلؾ زواج ما ازداد عمى أرب نسوة إال أف ىذا الظاىر عارضو نص صريح ىو قولو‬
‫تعالى‪:‬‬

‫‪(           ‬سورة الرساء‪ ،‬اآلية‪.)3 ،‬‬

‫‪ .2‬تعارذ الرا مع المفسر ‪:‬‬


‫إذا تعارض النص م المفسر قدـ المفسر عمى النص ‪.‬‬
‫مثالو ‪ :‬قولو صمى اهلل عميو وسمـ لممستحاضة ‪ " :‬توضئي لول صالة " ‪.‬‬
‫ىػػذا الحػػديث دؿ عػػف طريػػؽ الػػنص أف المستحاضػػة يمزميػػا أف تتوضػػأ لكػػؿ صػػالة‬
‫حتى ولو أرادت أف تصمي فرضيف في وقت واحد ‪.‬‬
‫إال أف ىػػذا الػػنص عارضػػو نػػص آخػػر أكثػػر وضػػوحًا وتفسػػي ًار وىػػو قولػػو صػػمى اهلل‬
‫عميو وسمـ في رواية أخرر أنو قاؿ لممستحاضة ‪ " :‬توضئي لوقت ول صالة "‪.‬‬
‫وبمػ ػػا أف ىػ ػػذا الػ ػػنص أكثػ ػػر تفسػ ػػي اًر وتوضػ ػػيحاً مػ ػػف األوؿ قدمػ ػػو الحنفي ػ ػة عميػ ػػو فقػ ػػالوا إف‬
‫المستحاضػة ال يمزميػا أف تتوضػػأ فػي الوقػػت الواحػد ألكثػر مػػف فػرض بمعنػػى أنيػا إذا صػػمت‬
‫فرضيف في وقت واحد لـ يمزميا إال وضوء واحد ‪.‬‬

‫‪006‬‬
‫وم ػ ػ ػػا ذى ػ ػ ػػب إلي ػ ػ ػػو الحنفي ػ ػ ػػة م ػ ػ ػػف حي ػ ػ ػػث الحك ػ ػ ػػـ الفقي ػ ػ ػػي خ ػ ػ ػػالفيـ في ػ ػ ػػو الجمي ػ ػ ػػور‬
‫ال لعدـ القوؿ بتقديـ المفسر عمى النص وانما بسبب أف الحديث الثاني لـ يثبت عندىـ ‪.‬‬
‫‪ .3‬تعارذ المفسر مع المحوم ‪:‬‬
‫إذا تعارض المفسر م المحكـ قدـ عميو ‪.‬‬

‫مثاؿ ذلؾ قولو تعالى ‪(       :‬سورة الطال ‪ ،‬اآلية‪. )2 ،‬‬

‫ففي ىذه اآلية تفسير لمف تقبؿ شيادتيـ حيث فسروا بكونيـ عدوالً فكانػت العدالػة شػرطاً فػي‬
‫الشيادة ‪.‬‬
‫وىذا يقتضي شيادة جمي العدوؿ بموجب ىذا التفسير إال أف ىذا المفسر قابمو‬
‫لفظ محكـ وىو عدـ قبوؿ بعض العدوؿ وىـ الذيف قذفوا المحصنات ثـ تابوا بعد أف أجرر‬

‫عمييـ حد القذؼ وىو ما ورد في قولو تعالى ‪      :‬‬

‫‪           ‬‬

‫(سورة الرور‪ ،‬اآلية‪.)4 ،‬‬


‫وقػػد ذىػػب الحرفيببة إلػػى أف اآليػػة األخي ػرة دالػػة عمػػى عػػدـ قبػػوؿ الشػػيادة مطمق ػاً مػػف‬
‫القاذؼ واف تاب ‪ .‬وىذا المثاؿ عمى وفؽ ما ذىبوا عميػو يصػمح ليػذا الموضػوع ‪ .‬إال أنػو مػف‬
‫حيػػث الخػػالؼ الفقيػػي فمػػف العممػػاء مػػف يخػػالؼ الحنفيػػة فػػي ذلػػؾ ‪ .‬والموضػػوع مبسػػوط فػػي‬
‫كتب التفسير والفقو ويمكف مراجعتو ىناؾ ‪.‬‬
‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫‪ .0‬لمػػاذا قس ػػـ جميػػور العمم ػػاء األلفػػاظ م ػػف حيػػث الوض ػػوح إلػػى ن ػػص‬
‫وظاىر فقط خالفاً لمحنفية؟‬
‫‪ .1‬اذكر تعريؼ الغزالي لمنص م شرحو بأسموبؾ‪.‬‬
‫‪ .2‬لماذا لـ يعمؿ الجميور بحديث "توضىء لكؿ وقت"؟‬

‫‪007‬‬
‫المسللاأل الثللاس س مسللاأل ال مهللوا م ل تقسللي األلفللاظ الواضللحة‬
‫الداللة‬
‫سػ ػ ػ ػػمؾ جمي ػ ػ ػ ػػور العمم ػ ػ ػ ػػاء م ػ ػ ػ ػػف المالكيػ ػ ػ ػػة والش ػ ػ ػ ػػافعية والحنابم ػ ػ ػ ػػة مس ػ ػ ػ ػػمكاً مختمفػ ػ ػ ػ ػاً‬
‫ف ػػي تقس ػػيميـ لواضػػػح الدالل ػػة والظػػػاىر حي ػػث أنيػػػـ حص ػػروا جمي ػ ػ م ػػا تقػػػدـ ع ػػف الحنفيػػػة‬
‫في طريقيف ىما ‪:‬‬
‫أ‪ .‬الرا‪.‬‬
‫ب‪ .‬الظاهر ‪.‬‬
‫وم ػػدار ى ػػذا التقس ػػيـ عن ػػدىـ عم ػػى قب ػػوؿ المف ػػظ الحتم ػػاؿ التأوي ػػؿ وعدم ػػو‪ ،‬فك ػػؿ لف ػػظ‬
‫احتمػؿ التأويػؿ ميمػا كانػت درجػة االحتمػاؿ سػمي عنػدىـ ظػاى اًر‪ ،‬وكػؿ لفػظ لػـ يحتمػؿ تػػأويالً‬
‫سمي نصًا‪ .‬ما يأتي بياف موجز لما ذكروه ‪.‬‬
‫أ‪ .‬اليص‬
‫تعريفببت ‪ :‬عرفػػو األصػػوليوف مػػف الجميػػور بتعريفػػات كثي ػرة متعػػددة إال أنيػػا كميػػا تػػدور حػػوؿ‬
‫معنى واحد‪ .‬ومف ىذه التعريفات ‪:‬‬
‫‪ .1‬تعريف اامام ال زالي حيث عرفت بقولت ‪:‬‬

‫"ما ال يتطر إليت احتمال أصالً"‪.‬‬

‫‪ .2‬عرفت عضد الدين اايجي بقولت ‪:‬‬

‫"ما دل على المعرى داللة قطعية"‪.‬‬

‫وبمثمو عرفو صاحب جام الجوام ‪.‬‬

‫‪008‬‬
‫شرح التعريف ‪:‬‬
‫ىذاف التعريفػاف ومػا فػي حكميمػا يتضػح مػف خالليمػا أف الػنص عنػد أصػحاب ىػذه المدرسػة‬
‫يطمؽ عمى ما يدؿ داللة قاطعة عمى المراد ال يتطرؽ إلييا أي احتماؿ تأويؿ ‪:‬‬
‫شبروط الببرا ‪ :‬اشػترط المتكممػػوف لمػنص الػػذي يكػوف قاطعػاً فػػي داللتػو عمػػى المػراد شػػروطاً‬
‫أىميا ‪:‬‬
‫‪ .0‬أف يكوف الظاىر لفظاً‪.‬‬
‫‪ .1‬أف ال يتن ػ ػػاوؿ إال م ػ ػػا ى ػ ػػو ن ػ ػػص في ػ ػػو ‪ ،‬فػ ػ ػ ف ك ػ ػػاف نصػ ػ ػًا ف ػ ػػي معن ػ ػػى مع ػ ػػيف وج ػ ػػب أف‬
‫ال يتن ػ ػ ػ ػػاوؿ مػ ػ ػ ػ ػػا س ػ ػ ػ ػ ػواه ‪ ،‬واف كػ ػ ػ ػ ػػاف نص ػ ػ ػ ػ ػاً فػ ػ ػ ػ ػػي أشػ ػ ػ ػ ػػياء كثي ػ ػ ػ ػ ػرة وجػ ػ ػ ػ ػػب أال يتنػ ػ ػ ػ ػػاوؿ‬
‫ما سواىا ‪.‬‬
‫‪ .2‬إف إفادتو لما يفيده م ف معاف يجب أف تكوف قطعية غير محتممة‪.‬‬
‫األمثلة‪:‬‬

‫‪ .0‬قولو تعالى‪           :‬‬

‫‪(      ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪. )196 ،‬‬

‫عبارة عشرة كاممة الواردة في ىذه اآلية تدؿ داللة قاطعة عمى المعنػى حيػث إنيػا ال‬
‫تحتمؿ أي معنى سور العشرة مف غير زيادة أو نقصاف ‪.‬‬

‫‪ .1‬قولو تعالى ‪          :‬‬

‫(سورة الرور‪ ،‬اآلية‪)2 ،‬‬


‫ىنػػا أيض ػاً المائػػة جمػػدة ال تحتمػػؿ زيػػادة وال نقصػػاناً فيػػي قطعيػػة ‪ ،‬وىكػػذا كػػؿ شػػيء‬
‫معدود ف نو قطعي ال يحتمؿ زيادة عمى عدده وال نقصانًا ‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫وبالجممػػة كػػؿ مػػا ذكػػر مػػف أمثمػػة سػػابقة عػػف المفسػػر عنػػد الحنفيػػة صػػالح ألف يكػػوف‬
‫أمثمػة لمػنص عنػد الجميػور ؛ ألف المفسػر عنػػدىـ ‪ -‬كمػا ذكرنػا ىنػاؾ ‪ -‬ىػو الػذي ال يحتمػػؿ‬
‫ال أبدًا ‪.‬‬
‫تأوي ً‬

‫حوم الرا ‪:‬‬


‫يجب العمؿ بالنص فيما ىو نص فيو قطعاً وال يجوز صرفو عف ظاىره مطمقاً ‪.‬‬
‫ب‪ .‬الظاهر‬
‫الظاىر عند المتكمميف ىو ما يقابؿ النص عندىـ فػ ذا كػاف الػنص عنػدىـ ىػو الػذي‬
‫ال يتطرؽ إليو أي احتماؿ تأويؿ ف ف الظاىر ىو الذي يحتمؿ التأويؿ ‪.‬‬
‫تعريفت ‪:‬‬
‫ج ػػاءت تعريف ػػات المتكمم ػػيف لمظ ػػاىر كمي ػػا ت ػػدور ح ػػوؿ ى ػػذا المعن ػػى‪" :‬احتمال ػػو التأوي ػػؿ" واف‬
‫اختمفت في ألفاظيا وىذه نماذج منيا ‪:‬‬
‫‪ .0‬عرفػػو اآلمػػدي بقولػػو ‪" :‬مػػا دؿ عمػػى معنػػى بالوض ػ األصػػمي أو العرفػػي ويحتمػػؿ غي ػره‬
‫ال مرجوحًا"‪.‬‬
‫احتما ً‬
‫‪ .1‬عرفو ابف الحاجب بقولو ‪":‬ما دؿ عمى المعنى داللة ظنية" ‪.‬‬
‫مقاررة بين تعريفات الظاهر عرد العلماء المتولمين‪:‬‬
‫‪ .0‬الظاىر ىو يقابؿ النص عند الحنفية‪.‬‬
‫دؿ عمى معنى ويحتمؿ التأويؿ‪.‬‬
‫‪ .1‬عند اآلمدي ىو ما ّ‬
‫دؿ عمى معنى ظني وأف يحتمؿ التأويؿ‪.‬‬‫‪ .2‬عند ابف الحاجب ما ّ‬
‫الشػػرح ‪ :‬الظػػاىر ‪ -‬كمػػا بينػػو التعريػػؼ األوؿ ‪ -‬ىػػو الػػذي يػػدؿ داللػػة واضػػحة عمػػى‬
‫معناه ‪ ،‬وىذه الداللة قػد تكػوف بأصػؿ الوضػ المغػوي‪ ،‬بحيػث إف واضػ المغػة وضػعيا ابتػداء‬
‫وأصػػالة لمداللػػة عمػػى ىػػذا المعنػػى‪ ،‬وقػػد تكػػوف مػػف حيػػث العػػرؼ بػػأف يتعػػارؼ النػػاس عمػػى‬
‫إطالقيا عمى المعنى واف كانت في معناه المغوي أوس إطالقاً ‪.‬‬

‫‪010‬‬
‫وتبيف لنا ىذه التعػاريؼ قضػية أخػرر ىػي ‪ :‬أف الظػاىر بػرغـ داللتػو الواضػحة عمػى‬
‫المعنى ف نو يحتمؿ باإلضافة إلى ىذا المعنػى معنػى آخػر إال أنػو يػدؿ عميػو داللػة مرجوحػة‪،‬‬
‫وأف المعنى األوؿ أرجح منيا ‪ .‬وليذا السبب كاف الظاىر في داللتو أقؿ رتبة مف النص ‪.‬‬
‫وىػػذا التفصػػيؿ لمظػػاىر الػػذي جػػاء فػػي تعريػػؼ اآلمػػدي اختص ػره ابػػف الحاجػػب فػػي‬
‫تعريف ػػو حي ػػث عب ػػر عن ػػو بأنػػػو ‪" :‬م ػػا دؿ عم ػػى المعن ػػى داللػػػة ظني ػػة"‪ .‬والظ ػػف عن ػػد عممائنػ ػػا‬
‫األقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدميف يطمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؽ عمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا دؿ عمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى معنيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيف وكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف راجح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاً‬
‫في إحداىما مرجوحاً في اآلخر ‪ .‬وىذا بعينو مػا عػرؼ بػو اآلمػدي وغيػره الظػاىر حيػث قػالوا‬
‫ال مرجوحًا" ‪.‬‬
‫فيو ‪" :‬أنو يحتمؿ غيره احتما ً‬
‫أقسام الظاهر ‪:‬‬
‫أقسام الظاهر‬

‫القسم الثاري‪ :‬ما وان‬ ‫القسم األول‪ :‬ما وان‬


‫ظاهر بحوم العرف‬ ‫ظاهر بحوم الوضع‬

‫مػػف خػػالؿ مػػا قػػدمناه مػػف تعريػػؼ اآلمػػدي لمظػػاىر يتضػػح لنػػا أنػػو قسػػماف تبع ػاً لمجيػػة‬
‫التي أفادت وضوحو وىما‪ :‬الوض أو العرؼ كما مر‪.‬‬
‫ظاهرً بحوم الوضع األصلي‪:‬‬
‫ا‬ ‫القسم األول ‪ :‬ما وان‬
‫مثالت ‪ :‬كػ طالؽ لفػظ األسػد عمػى الحيػواف المفتػرس المعػروؼ‪ ،‬ف نػو مػ وضػوح داللتػو عمػى‬
‫ىذا المعنى إال أنو إذا أطمؽ يحتمؿ أف يكوف مقصوداً بو غيػر ىػذا المعنػى كالرجػؿ الشػجاع‬
‫مػػثالً ‪ .‬ولكػػف بمػػا أف إطالقػػو عمػػى ىػػذا النحػػو إطالق ػاً مجازي ػاً ال حقيقي ػاً كانػػت داللتػػو عمػػى‬
‫المعن ػػى الحقيق ػػي أوض ػػح وأرج ػػح ألف الحقيق ػػة مقدم ػػة عم ػػى المج ػػاز ‪ .‬والمج ػػاز ب ػػالنظر إل ػػى‬
‫الحقيقة يعتبر مرجوحًا ما لـ يقـ دليؿ عمى رجحانو ‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫القسم الثاري ‪ :‬ما وان ظاهراً بعرف حوم االستعمال ‪:‬‬
‫مثالت ‪ :‬إطػالؽ لفػظ الغػائط عمػى فضػالت اآلدميػيف (العػذرة) ىػذا اإلطػالؽ إنمػا سػاد بحسػب‬
‫ع ػػرؼ االسػ ػػتعماؿ ال بحسػ ػػب الوض ػ ػ المغػ ػػوي حت ػػى أصػ ػػبح راجح ػ ػًا عمػ ػػى المعنػ ػػى األصػ ػػمي‬
‫الوضعي الذي ىو المكاف المنبسط المميد‪ ،‬ولكف ىذا اإلطالؽ قد ىجر حتى صػار األشػير‬
‫من ػػو ى ػػو اإلط ػػالؽ العرف ػػي‪ ،‬بحي ػػث إن ػػو إذا أطم ػػؽ لف ػػظ الغ ػػائط انص ػػرؼ ال ػػذىف إل ػػى الخ ػػارج‬
‫المعػروؼ ال المكػػاف المنبسػػط ونحػوه‪ .‬وبنػػاء عمػػى ىػذا صػػار إطػػالؽ ىػذا المفػػظ عمػػى المعنػػى‬
‫األوؿ ىو الظاىر إال أنو يحتمؿ غير ىذا الظاىر احتماالً مرجوحػاً وىػو داللتػو عمػى المكػاف‬
‫المنبسط المميد‪.‬‬
‫* أمثلة القسمين من الرصوا الشرعية‪:‬‬
‫أمثلة القسم األول ‪:‬‬
‫مػ وضػوح مػا تقػػدـ ألمثمػة الظػاىر بقسػػميو إال أنػو مػف األحسػػف أف نػذكر ىنػا أمثمػػة‬
‫مف النصوص الشرعية تبيف ما قمناه ‪:‬‬

‫‪ .0‬قولو تعالى ‪          :‬‬

‫‪(  ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪. )282 ،‬‬

‫ىذه اآلية أمرت بكتابة الديف واألمر في الظاىر يدؿ عمى الوجوب فكاف ينبغي أف‬
‫تكوف كتابة الديف واجبة إال أف ىذا المعنى الظاىر غير مراد حيث صرؼ إلى معنى آخر‬

‫مؤوؿ لدليؿ دؿ عمى ذلؾ وىو وجود القرينة في قولو تعالى‪    :‬‬

‫‪(      ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪. )282 ،‬‬

‫‪012‬‬
‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫‪ /0‬ض كممة نص أو ظاىر أماـ كؿ مثاؿ مما يأتي‪:‬‬


‫‪ .0‬فصياـ ثالثة أياـ‪.‬‬
‫‪ .1‬عشرة كاممة‪.‬‬
‫‪... .2‬إلى أجؿ مسمى فاكتبوه‪.‬‬
‫‪ .3‬وأشيدوا إذا تبايعتـ‪.‬‬
‫‪ /1‬ما الفرؽ بيف النص والظاىر؟‬

‫ومثمو أيضاً اإلشياد الوارد في قولو تعالى‪:‬‬

‫‪(     ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪ . )282 ،‬ىذا األمر أيضًا ظاىره الوجوب‬

‫إال أنو مؤوؿ إلى الندب لمقرينة المذكورة آنفًا ‪.‬‬


‫فيػػذاف المثػػاالف يوضػػحاف لنػػا أف الظػػاىر ابتػػداء يحتمػػؿ التأويػػؿ ‪ ،‬وأنػػو إذا قػػاـ دليػػؿ‬
‫عمػػى صػػحة ىػػذا التأويػػؿ ِّأوؿ كمػػا ظيػػر ذلػػؾ جمي ػًا فػػي صػػرؼ األمػػر بالكتابػػة واإلشػػياد فػػي‬
‫اآلية المتقدمة مف الوجوب إلى الندب ‪.‬‬
‫‪ .1‬ومػػف أمثمػػة ذلػػؾ أيض ػاً صػػيغة النيػػي ف نيػػا ظػػاىرة فػػي التح ػريـ بحيػػث إنيػػا إذا أطمقػػت‬
‫دلػػت عمػػى تح ػريـ الشػػيء المنيػػي عنػػو ‪ .‬إال أنيػػا قػػد تصػػرؼ عػػف التح ػريـ إلػػى الكراىيػػة‬
‫وخير مثاؿ لػذلؾ النيػي عػف الصػالة فػي أمػاكف معينػة كػالنيي عػف الصػالة فػي المزبمػة‪،‬‬
‫والمجػػزرة‪ ،‬والمقب ػرة‪ ،‬والحمػػاـ‪ ،‬وقارعػػة الطريػػؽ‪ ،‬ومعػػاطف اإلبػػؿ‪ ،‬وم ػرابض الغػػنـ‪ ،‬وفػػوؽ‬
‫ظير الكعبة‪ .‬فقد ذىبت طائفػة مػف العممػاء إلػى أف النيػي ىنػا لمكراىيػة ال لمتحػريـ ألدلػة‬

‫‪013‬‬
‫ترجحػػت عنػػدىـ صػػرفتيا عػػف معناىػػا الظػػاىر وىػػو التح ػريـ إلػػى ىػػذا المعنػػى الػػذي كػػاف‬
‫مرجوحاً ابتداء وىو الكراىية ‪.‬‬
‫ومثمو تمامػًا النيػي عػف الصػالة فػي بعػض األوقػات كػالنيي عػف الصػالة بعػد الفجػر‬
‫حتى تطم الشمس وبعد العصػر حتػى تغػرب الشػمس‪ ،‬فينػا أيضػًا النيػي عنػد بعػض العممػاء‬
‫مصروؼ مف التحريـ الذي كاف ىو المعنى الظاىر إلى الكراىة ‪.‬‬
‫أمثلة القسم الثاري‪:‬‬
‫يمكف أف يمثؿ ليػذا القسػـ بالصػالة والزكػاة والصػوـ والحػص ‪ .‬فيػذه األلفػاظ المعروفػة‬
‫لػػـ توض ػ ليػػذه المعػػاني بحكػػـ وض ػ المغػػة كمػػا مػػر معنػػا فػػي مبحػػث المفسػػر بػػؿ ص ػػرفيا‬
‫الشارع عف معناىا األصمي إلى ىذه المعػاني الشػرعية المعروفػة حتػى صػارت ظػاىرة الداللػة‬
‫عمػػى ى ػػذه المعػ ػاني بحي ػػث أص ػػبحت راجح ػػة فييػػا مػ ػ احتمالي ػػا لغي ػػر ى ػػذه المع ػػاني احتم ػػاالً‬
‫مرجوحاً‪.‬‬
‫حوم الظاهر ‪:‬‬
‫يجػػب العمػػؿ بالظػػاىر فيمػػا ظيػػر منػػو مػػف معنػػى وال يجػػوز صػػرفو عػػف ظػػاىره إال‬
‫لػ ػ ػ ػػدليؿ‪ ،‬ف ػ ػ ػ ػ ذا قػ ػ ػ ػػاـ ىػ ػ ػ ػػذا الػ ػ ػ ػػدليؿ ص ػ ػ ػ ػػار الظػ ػ ػ ػػاىر عنػ ػ ػ ػػدىـ مػ ػ ػ ػػؤوالً كمػ ػ ػ ػػا سػ ػ ػ ػػيأتي بيان ػ ػ ػ ػػو‬
‫قريباً ‪.‬‬

‫‪ 2.1‬مقااسة بين مساك الحيفية وال مهوا‬


‫مقاررة بين مسلوي الحرفية والجمهور في تقسيم األلفاظ‬
‫المقاررة‬ ‫تقسيم األلفاظ عرد‬ ‫تقسيم األلفاظ عرد‬ ‫عدد‬
‫الجمهور‬ ‫الحرفية‬
‫ألنيما يقبالف التأويؿ‬ ‫الظاىر‬ ‫النص والظاىر‬ ‫‪0‬‬
‫ألنو ال يقبؿ التأويؿ‬ ‫النص‬ ‫المفسر‬ ‫‪1‬‬
‫ال يوج ػ ػ ػ ػػد م ػ ػ ػ ػػا يقابم ػ ػ ػ ػػو بػػؿ عنػػدىـ الػػنص والظػػاىر‬ ‫المحكـ‬ ‫‪2‬‬
‫ىما ما أحكمت عبارتو‬ ‫عندىـ‬

‫‪014‬‬
‫عزيببزي الببدارس‪ ،‬بعػػد ذكرنػػا لمسػػمكي الحنفيػػة والجميػػور فػػي الواضػػح الداللػػة يتضػػح لنػػا‬
‫اآلتي ‪:‬‬
‫‪ .0‬أف م ػػا يس ػػميو المتكمم ػػوف ظ ػػاى ًار يش ػػمؿ ‪ :‬ال ػػنص والظ ػػاىر عن ػػد الحنفي ػػة ؛ ألف كمييم ػػا‬
‫يقبالف التأويؿ عندىـ كما مر ‪.‬‬
‫‪ .1‬ما يسميو الحنفية مفسػ اًر ىػو بعينػو مػا يسػميو المتكممػوف نصػاً حيػث إف الػنص عنػدىـ ‪-‬‬
‫كما مر ‪ -‬ىو الذي ال يقبؿ تأويالً تماماً كما ىو حاؿ المفسر عند الحنفية ‪.‬‬
‫‪ .2‬أما المحكـ عند الحنفية ف نو ليس لو ما يقابمو عند المتكمميف ‪ .‬بؿ نجد ليػـ إطالقػاً آخػر‬
‫لممحكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػـ مخالف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػًا لم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا عميػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو الحنفيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة حي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػث يطمقونػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو عم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى‬
‫م ا أحكمت عبارتو وأتقنت وىو بيذا اإلطالؽ جنس لو نوعاف ىما ‪ :‬النص والظاىر‪.‬‬
‫األاجح من المساكين‬
‫إذا نظرنا نظرة دقيقػة وفاحصػة ليػذيف المسػمكيف نجػد أف الخػالؼ بينيمػا خػالؼ فػي‬
‫اإلجماؿ والتفصيؿ فقط‪ ،‬فمػا فصػؿ عنػد الحنفيػة أُجمػؿ عنػد المتكممػيف ‪ ،‬واذا أردنػا أف نػوازف‬
‫بينيما مف ىذه الحيثية يظير لنا أف مسمؾ الحنفية ىو األرجح واألفضؿ لألمور اآلتية ‪:‬‬
‫‪ .0‬إنو أكثر استيعاباً لممعاني الحاصمة والناتجة مف تنوع األدلة ‪.‬‬
‫‪ .1‬إن ػػو أكث ػػر وض ػػوحاً ف ػػي الح ػػدود والفػ ػوارؽ ب ػػيف األقس ػػاـ مم ػػا يب ػػيف ت ػػدرجيا ف ػػي الوض ػػوح‬
‫ومراتب ىذا الوضوح ‪.‬‬
‫‪ .2‬بسػػبب ىػػذا الوضػػوح واالسػػتيعاب ‪ -‬أنػػتص يس ػ ًار وسػػيولة فػػي الداللػػة عمػػى الم ػراد ‪ ،‬وفػػي‬
‫تحديد معالـ النص المطموب تفسيره ‪ ،‬ومف ثـ معرفة الحكـ الذي يدؿ عميو‪.‬‬
‫ليذا كمو كاف ىذا التقسيـ أرجح وأفضػؿ‪ ،‬وليػذا نجػد أكثػر المعاصػريف مػف المػؤلفيف فػي‬
‫أوحد عند تناولو ألقساـ واضح الداللة ‪.‬‬
‫عمـ أصوؿ الفقو قد اعتمده وجعمو أساساً َ‬

‫‪015‬‬
‫اعتمببد أوثبببر المعاصببرين مسبببلك الحرفيبببة فببي تقسبببيم داللبببة‬
‫األلفاظ من حيبث الوضبوح واابهبام لسبهولتت وتحديبده واسبتيعابت‬
‫للمعاري‪.‬‬

‫‪ .2‬األلفاظ مبهمة الداللة‬


‫‪ 1.2‬تعريف الافظ مبه الداللة‬
‫ىو الذي ال يػدؿ عمػى المعنػى المػراد منػو مػف نفػس صػيغتو ويتوقػؼ فيػـ المػراد منػو‬
‫عمى أمر خارجي ‪.‬‬
‫وكمػػا أف األلفػػاظ الواضػػحة الداللػػة سػػمؾ الحنفيػػة فييػػا مسػػمكاً خػػالفيـ فيػػو الجميػػور‬
‫فكػذلؾ األمػر ىنػػا وىػذا يقتضػينا ‪ -‬كمػػا فعمنػا ىنػاؾ ‪ -‬أف نػػذكر ىنػا أيضػًا مسػػمؾ الحنفيػة ثػػـ‬
‫مسمؾ الجميور ‪ ،‬ثـ نقارف بينيما لنرر أي المسمكيف أرجح ‪.‬‬
‫المساأل األومس مساأل الحيفية م تقسيمه لمبه الداللة‬
‫قسـ الحنفية مبيـ الداللة إلى أربعة أقساـ مرتبػة مػف األقػؿ غموضػاً وابيامػاً إلػى األعمػى‬
‫‪ ،‬عمى النحو اآلتي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الخفي‪.‬‬
‫‪-‬المشول‪.‬‬
‫ج‪ -‬المجمل‪.‬‬
‫د‪ -‬المتشابت‪.‬‬

‫‪016‬‬
‫أ‪ .‬الخف‬
‫تعريفت ل ة‪:‬‬
‫مأخوذ مف الخفاء وىو عدـ الظيور ‪ .‬والستر الكتماف‪.‬‬
‫تعريفت اصطالحاً ‪:‬‬
‫مػ ػػا اشػ ػػتبو معنػ ػػاه وخفػ ػػي الم ػ ػراد منػ ػػو بعػ ػػارض فػ ػػي الصػ ػػيغة يمن ػ ػ نيػ ػػؿ الم ػ ػراد بيػ ػػا‬
‫إال بالطمب‪.‬‬
‫شرح التعريف ‪:‬‬
‫مػػف خػػالؿ ىػػذا التعريػػؼ يمكننػػا أف نحػػدد معنػػى الخفػػي فيػػو عنػػدىـ ‪ :‬المفػػظ الظػػاىر‬
‫فػي داللتػو عمػى معنػاه إال أنػو عػرض لػو عػارض مػف خػارج الصػيغة جعػؿ فػي انطباقػو عمػى‬
‫بعض أفراده نوع غموض وخفاء ال يزوؿ إال باالجتياد والبحث ‪.‬‬
‫(اللفببظ الخفببي هببو الظبباهر فببي داللتببت ولورببت عببرذ لببت عببارذ جعلببت ال يرطبب‬
‫على أفراده إال باالجتهاد)‪.‬‬
‫* مرشأ الخفاء في الخفي‪:‬‬
‫منشأ اإلبياـ والغموض في الخفي يرج إلى ثالثة أسباب ىي ‪:‬‬
‫‪ .0‬أف يكػػوف لمفػػرد الػػذي خفػػي المعنػػى فيػػو صػػفة ازئػػدة عمػػى بقيػػة األفػراد جعمػػت فػػي انطبػػاؽ‬
‫المعنى عميو غموضاً‪.‬‬
‫مثاؿ ذلؾ ‪:‬‬
‫لفػػظ السػػارؽ فيػػو لفػػظ واضػػح الداللػػة عمػػى جمي ػ أن ػواع السػػرقة إال أف فػػي انطباقػػو‬
‫عمػػى الط ػرار (النشػػاؿ) غموض ػًا ؛ ذلػػؾ ألف السػػرقة ىػػي أخببذ المببال مببن حببرزه خفيببة ‪ .‬أمػػا‬
‫الطػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرار ف ن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو يأخ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذ الم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف ص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاحبو وى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو يقظ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف ينظ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر إلي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫وال يحػػس بمػػا يقػػوـ بػػو التِّباعػػو نوعػاً مػػف الميػػارة وخفػػة اليػػد ومسػػارقة األعػػيف فيػػو يزيػػد عمػػى‬
‫السرقة بيذه الصفة الزائدة فيؿ م ىذا يصدؽ عميو اسـ السارؽ ؟ ويعتبػر مػا يقػوـ بػو سػرقة‬
‫فتقط يده ؟ أـ ىذه الصفة ال ازئػدة تخرجػو عػف حػدود السػرقة ؟ إال أف ىػذا الغمػوض سػرعاف‬

‫‪017‬‬
‫ػأدَنى تأمػػؿ ‪ .‬وليػػذا لػػـ يختمػػؼ العممػػاء فػػي أف حكػػـ الط ػرار حكػػـ السػػارؽ وأنػػو‬
‫مػػا ينجمػػي وبػ ْ‬
‫تقط يده ‪.‬‬
‫‪ .1‬أف يكػػوف منشػػأ اإلبيػػاـ بسػػبب نقػػص صػػفة مػػف الصػػفات جعمػػت فػػي انطبػػاؽ الحكػػـ العػػاـ‬
‫عمى ىذا النوع غموضًا ‪.‬‬
‫مثالت ‪:‬‬
‫انطبػػاؽ لفػػظ السػػارؽ عمػػى النبػػاش وىػػو الػػذي ينػػبش القبػػور لكػػي يأخػػذ منيػػا أكفػػاف‬
‫الموتى ‪ .‬فيذا النوع يغػاير السػرقة مػف جيػة ؛ ألف النبػاش يأخػذ مػاالً غيػر مرغػوب فيػو ‪ ،‬وال‬
‫مالؾ لو ‪ ،‬فيؿ يا ترر يصدؽ عميو لفظ السارؽ وحكمو فتقط يده ؟ أـ ال فيعزر ‪.‬‬
‫فمػػف العممػػاء ‪ -‬وىػػـ األكثػػر ‪ -‬مػػف ذىػػب إلػػى نفػػي الفػػرؽ بينػػو وبػػيف السػػارؽ فحكػػـ‬
‫بقط يده وعمى رأسيـ الجميور مف المالكية والشافعية والحنابمة وتبعيـ فػي ذلػؾ أبػو يوسػؼ‬
‫مف الحنفية ‪.‬‬
‫وذىػػب أبػػو حنيفػػة ومحم ػد بػػف الحسػػف الشػػيباني إلػػى أنػػو لػػيس بسػػارؽ فػػال تقط ػ يػػده‬
‫لػػنقص صػػفة فػػي ىػػذا النػػوع جعمػػت اسػػـ السػػرقة ال ينطبػػؽ عميػػو وىػػي كػػوف المػػاؿ ممتين ػاً وال‬
‫مالؾ لو ‪.‬‬
‫والراجح ما ذىب إليو جميور العمماء ‪ .‬وىو مذىب جميور الصحابة والتابعيف‪.‬‬
‫‪ .2‬أف يكػػوف منشػػأ اإلبيػػاـ فػػي الخفػػي بسػػبب تسػػميتو باسػػـ خػػاص ينفػػرد بػػو عػػف بقيػػة األفػراد‬
‫حتى أدر ىذا إلى غموضو وابيامو ‪.‬‬
‫مثال ذلك ‪ :‬المثاليف المػذكوريف آنفػاً وىمػا الطػرار والنبػاش فيمػا كمػا أسػمفنا نوعػاف مػف أنػواع‬
‫الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرقة والق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػائـ بي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارؽ إال أف تس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمية ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ واح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد منيمػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫باسـ خاص جعؿ في انطباؽ السرقة عمييما نوع غموض‪.‬‬

‫‪018‬‬
‫أسبا مرشأ الخفاء في الخفي‬

‫‪ .0‬صفة زائدة عمى الفرد مثاؿ النشاؿ‪.‬‬


‫‪ .1‬نقص صفة مف الصفات مثاؿ النباش‪.‬‬
‫‪ .2‬تسميتو بغير اسمو مثؿ النشاؿ والنباش‪.‬‬

‫مثال تطبيقي آخر ‪:‬‬


‫وىناؾ مثاؿ آخر ذكره العمماء أشبو بالسبب األوؿ المتقدـ وىو قولػو صػمى اهلل عميػو‬
‫وسػمـ ‪ " :‬ال يبرث القاتبل شبيئاً " ‪ .‬ىػذا الحػديث ورد فيػو لفػظ القاتػؿ وىػو شػامؿ لجميػ أنػواع‬
‫القتؿ إال أنو أظير في القتؿ العمػد العػدواف وفػي انطباقػو عمػى بقيػة أنػواع القتػؿ األخػرر نػوع‬
‫غموض كالقتؿ الخطأ ‪ ،‬وشبو العمد ‪ ،‬والقتؿ بالتسبب ‪ ،‬والقتؿ باالشتراؾ ونحو ذلؾ ‪.‬‬
‫ولػػذلؾ نجػػد أنظػػار العممػػاء قػػد اختمفػػت فػػي دخػػوؿ ىػػذه األن ػواع فػػي لفػػظ القتػػؿ الػػذي‬
‫ورد في ىذا الحديث وىؿ يشمميا الحكـ أـ ال ؟‬
‫فبينما يرر الحنفية أف القتؿ الذي يمن اإلرث ىو الذي يتعمؽ بو وجوب القصاص‬
‫أو الكفارة ‪ ،‬وأدخموا بيذا ضمف لفظ القاتؿ ‪ :‬القتؿ العمد ‪ ،‬وشبو العمد ‪ ،‬والخطأ ‪ ،‬ألف‬
‫العمد يوجب القصاص ‪ ،‬وشبو العمد والخطأ يوجباف الكفارة؛ يرر المالكية أف ىذا االسـ‬
‫ينطبؽ عمى القاتؿ عمداً عدواناً فقط‪ ،‬ويدخؿ فيو عندىـ المباشر والمتسبب ‪ .‬أما الشافعية‬
‫في الصحيح عندىـ ‪ :‬أف القاتؿ ال يرث بحاؿ سواء أقتؿ عمداً عدواناً أـ خطأً ‪ ،‬أـ شبو‬
‫عمد ‪.‬‬

‫تدري (‪)4‬‬

‫وضح خالؼ العمماء في مفيوـ القتؿ مف حديث "ال يرث القاتؿ شيئًا"‪.‬‬

‫‪021‬‬
‫أما الحنابمة ‪ :‬فالقتؿ المػان مػف الميػراث عنػدىـ ‪ :‬ىػو القتػؿ المضػموف بقصػاص أو‬
‫ديػػة أو كفػػارة ‪ .‬فيػػدخؿ فػػي اسػػـ القاتػػؿ عنػػدىـ بنػػاء عمػػى ىػػذا ‪ :‬القتػػؿ العمػػد العػػدواف ‪ ،‬وشػػبو‬
‫العمد ‪ ،‬والخطأ ‪ ،‬والمتسبب‪ .‬وكؿ ىذا الخالؼ فػي انطبػاؽ اسػـ القاتػؿ المػذكور فػي الحػديث‬
‫آنؼ الذكر عمى ىذه األنواع ما عدا القتؿ العمد العدواف ‪.‬‬
‫ويفية إزالة خفاء الخفي ‪:‬‬
‫الطريؽ إلزالة خفاء الخفي ىػو البحػث واالجتيػاد والتأمػؿ مػف المجتيػد حتػى يتوصػؿ‬
‫إلػػى ال ػرأي الص ػواب‪ ،‬ف ػ ذا رأر بعػػد البحػػث والتأمػػؿ أف المفػػظ ينطبػػؽ عمػػى ىػػذه األف ػراد التػػي‬
‫ظي ػػر ل ػػو ألوؿ وىم ػػة أف ف ػػي انطباق ػػو عميي ػػا غموضػ ػًا أدخمي ػػا ض ػػمف أفػ ػراد ى ػػذا المف ػػظ‪ ،‬واال‬
‫استبعدىا وحكـ بأف المفظ ال يشمميا‪.‬‬
‫ب‪ .‬المشكلس‬
‫* المشول ل ة ‪:‬‬
‫مف أشكؿ الشيء إذا دخؿ في أشكالو وأمثالو بحيث ال يعرؼ بدليؿ يميز بو‪.‬‬
‫* المشول اصطالحاً ‪:‬‬
‫عرفو الحنفية بتعريفات متعددة نذكر أىميا ‪:‬‬
‫‪ .0‬عرفػػو السرخسػػي بقولػػو ‪" :‬اسػػـ لمػػا اشػػتبو الم ػراد منػػو بدخولػػو فػػي أشػػكالو عمػػى وجػػو ال‬
‫يعرؼ المراد إال بدليؿ يميز بو مف بيف سائر األشكاؿ" ‪.‬‬
‫‪ .1‬عرفو البزدوي بقولو ‪" :‬ىو الداخؿ في أشكالو وأمثالو‪.‬‬
‫‪ .2‬وعرفو الدكتور محمد أديب صالح بقولو ‪" :‬اسـ لما خفي المراد منو بػالمفظ نفسػو لدخولػو‬
‫فػػي أش ػػكالو بحي ػػث ال ي ػػدرؾ ذلػػؾ إال بقرين ػػة تميػ ػزه ع ػػف غي ػره وذل ػػؾ ع ػػف طري ػػؽ البح ػػث‬
‫والتأمؿ بعد الطمب" ‪.‬‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫لعؿ التعريؼ األخير يشػرح التعػريفيف المتقػدميف‪ ،‬ومػف خاللػو يتضػح لنػا أف المشػكؿ‬
‫عبارة عف لفظ ال يدؿ بصيغتو عمى المعنػى المػراد منػو الشػتباىو بغيػره ودخولػو فيػو‪ ،‬بحيػث‬

‫‪020‬‬
‫إنػو ال يمكػػف تمييػزه عػػف غيػره وال يمكػف معرفػػة المػراد منػػو إال بعػػد االجتيػاد والطمػػب والبحػػث‬
‫عف القرائف التي تبيف المراد منو ‪.‬‬
‫* مرشأ ااشوال في المشول ‪:‬‬
‫المش ػػكؿ أكث ػػر إبيامػ ػًا م ػػف الخف ػػي ألف االش ػػتباه والغم ػػوض في ػػو م ػػف نف ػػس المف ػػظ بعك ػػس‬
‫الخفي ‪ -‬كما مر ‪ -‬ف ف سبب خفائو وجود نوع غموض في انطباقو عمى بعض أفراده ‪.‬‬
‫وليذا يمكف حصر منشأ اإلشكاؿ فيو فيما يمي‪:‬‬
‫‪ .1‬ااشوال بسب االشتراك اللفظي‪:‬‬
‫يكوف المفظ مشتركاً بيف أكثػر مػف معنػى وقػد وضػ ليػا بوضػ المغػة‪ ،‬وعميػو فعنػدما‬
‫تطمؽ مثؿ ىذه األلفاظ مف غير تحديد لمعنى معيف بػأف يكػوف المفػظ مشػتركًا فػي جميػ ىػذه‬
‫المعػػاني بػػال اسػػتثناء فينػػا يقػ اإلشػػكاؿ فيتطمػػب األمػػر البحػػث واالجتيػػاد والطمػػب إل ازلػػة ىػػذا‬
‫اإلشكاؿ بواسطة ما يحتؼ بالمفظ مف قرائف ‪.‬‬
‫مثال ذلك ‪ :‬قولو تعالى‪:‬‬

‫‪(       ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪. )228 ،‬‬

‫لفظ القرء الوارد في ىذه اآلية لـ يحدد الشارع الحكيـ معناه م أنػو مشػترؾ لغػة بػيف‬
‫معنييف ىما ‪ :‬الحيض والطير ‪ .‬فينػا يتعػيف االجتيػاد والبحػث بواسػطة القػرائف لموصػوؿ إلػى‬
‫المراد مف ىذيف اإلطالقيف ‪.‬‬
‫وألجؿ ىذا اإلشكاؿ وعدـ التعييف اجتيػد العممػاء فػي تحديػد المػراد فاختمفػت أنظػارىـ‬
‫فم ػػنيـ م ػػف ذى ػػب إل ػػى الق ػػرء ىن ػػا المػ ػراد ب ػػو الح ػػيض فتعت ػػد المػ ػرأة المطمق ػػة ‪ -‬بموج ػػب ى ػػذا‬
‫المذىب ‪ -‬بثالث حيضات ‪ .‬وىذا ما ذىب إليو عمماء الحنفية بينمػا يػرر المالكيػة والشػافعية‬
‫ومػف وافقيػـ أف المقصػػود بػالقرء ىنػػا الطيػر وحينئػػذ يمػزـ المطمقػػة أف تعتػد بثالثػػة أطيػار وقػػد‬
‫توصؿ كؿ طرؼ لرأيو بواسطة البحث والتأمؿ والطمب ‪.‬‬
‫وأىػـ مػا رجػح بػػو الحنفيػة ومػف وافقيػـ فػػي مػذىبيـ ىػو‪ :‬أف الشػارع فػػي أكثػر مػف نػص جعػػؿ‬
‫مناط العدة ىو الحيض كما في قولو تعالى ‪:‬‬

‫‪021‬‬
‫‪           ‬‬

‫‪(    ‬سورة الطال ‪ ،‬اآلية‪ )4 ،‬حيث جعؿ مناط االعتداد باألشير عدـ‬

‫الحيض فدؿ ذلؾ عمى أف األصؿ ىو االعتداد بالحيض ‪ .‬ومثمو أيضًا قولو صمى اهلل عميو‬
‫ان"‪.‬‬ ‫طلِي َقتَان َو ِع ّدتُ َها َح ْي َ‬
‫ضتَ ِ‬ ‫َم ِة تَ ْ‬
‫ال َ األ َ‬
‫طَ‬‫وسمـ ‪َ " :‬‬
‫أمػػا َمػ ْػف ذىػػب إلػػى أف القػػرء ىػػو الطيػػر فقػػد رأر أف الشػػارع ذكػػر القػػرء وأنػػث عػػدده‬
‫مما يدؿ عمى أف المعدود مذكر ألف القاعدة المعروفة أنو إذا كاف المعدود مػذك اًر كػاف العػدد‬
‫مؤنثػاً والعكػػس بػالعكس ‪ .‬وىنػػا لمػػا كػاف العػػدد مؤنثػاً‪ { :‬ثَال ثَب َة قُب ُبروء } لػزـ أف يكػػوف المعػػدود‬
‫م ػػذك اًر فيك ػػوف المقص ػػود ب ػػالقرء ىن ػػا الطي ػػر ألن ػػو م ػػذكر بينم ػػا الح ػػيض مؤن ػػث ؛ ألف مف ػػرده‬
‫حيضة ‪.‬‬
‫‪ .1‬اإلشكاؿ بسبب تعارض النصوص ‪:‬‬
‫وقػد يكػػوف اإلشػػكاؿ بسػبب النصػػوص التػػي ظاىرىػػا التعػارض عنػػد مقابمتيػػا ببعضػػيا‬
‫فحينئذ يسعى المجتيد ويبذؿ وسعو لمتوفيؽ بينيا ودف ىذا التعارض ‪.‬‬
‫مثال ذلك ‪:‬‬

‫قولو تعالى‪         :‬‬

‫‪(   ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪. )234 ،‬‬

‫ىذه اآلية بينت أف المرأة المتوفى عنيا زوجيا تعتد أربعة أشير وعشرة أياـ إال أف‬

‫ىذه اآلية معارضة ظاى ًار آلية أخرر ىي قولو تعالى‪     :‬‬

‫‪(   ‬سورة الطال ‪ ،‬اآلية‪ )4 ،‬فينا يق اإلشكاؿ وال بد مف التوفيؽ بيف اآليتيف‬

‫وقد وق الخالؼ قديماً بيف الصحابة في كيفية التوفيؽ بينيما فبينما يرر جماعة مف‬

‫الصحابة منيـ الصحابي الجميؿ بف مسعود أف آية ‪    ‬‬

‫‪022‬‬
‫‪   ‬مخصصة لعموـ آية { ‪ }   ‬فتكوف اآلية األولى‬

‫في شأف المرأة الحامؿ المتوفى عنيا زوجيا حيث تعتد بوض حمميا واآلية الثانية في‬
‫عمي كرـ اهلل وجيو أف‬
‫المطمقات مف غير الحوامؿ ‪ ،‬يرر بعض الصحابة وعمى رأسيـ ٌ‬
‫المرأة تعتد بأبعد األجميف ف ف كاف وض حمميا أبعد مف األربعة األشير والعشرة األياـ‬
‫اعتدت بو ‪ ،‬واف كانت األربعة األشير والعشرة أياـ أبعد اعتدت بيا ‪ .‬وكؿ ىذا إنما عف‬
‫طريؽ االجتياد في إزالة إشكاؿ المشكؿ ‪.‬‬

‫تدري (‪)5‬‬
‫قارف بيف المشكؿ والخفي م ذكر مثاؿ واحد لكؿ منيـ‪.‬‬

‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫عرؼ المشكؿ لغة واصطالحاً م شرح التعريؼ‪.‬‬ ‫‪ّ .0‬‬


‫‪ .1‬لفظ النشاؿ ىؿ يشممو لفظ السارؽ؟ ولماذا؟‬
‫‪ .2‬قارف بيف المشكؿ والخفي‪.‬‬

‫رشاط‬
‫م ػػف كت ػػاب أص ػػوؿ الفق ػػو لعب ػػد الوى ػػاب خػ ػالّؼ اكت ػػب بحثػ ػاً م ػػؤج اًز ع ػػف‬
‫المش ػػكؿ‪ ،‬وب ػػيِّف كيػ ػػؼ يمك ػػف إ ازحػ ػػة اإلش ػػكاؿ ع ػػف الػ ػػنص عن ػػد التعػ ػػارض‪،‬‬
‫واعرض ما كتبت عمى مشرفؾ‪.‬‬

‫‪023‬‬
‫* ويفية إزالة إشوال المشول ‪:‬‬
‫يػ ػزاؿ إش ػػكاؿ المش ػػكؿ باالجتي ػػاد والبح ػػث والطم ػػب بواس ػػطة القػ ػرائف المحتف ػػة ب ػػالمفظ‬
‫والتي تعيف المجتيد عمى الوصوؿ إلى المعنى المراد‪.‬‬
‫ج‪ .‬المجمل ‪:‬‬
‫* المجمل ل ة ‪:‬‬
‫مأخوذ مف اإلجماؿ وىو اإلبياـ وعػدـ التفصػيؿ‪ .‬تقػوؿ أجمػؿ األمػر بمعنػى أبيمػو ‪:‬‬
‫وأجمؿ الشيء‪ :‬إذا جمعو بعد تفرقو‪ ،‬ومنو أجمؿ الحساف إذا رد إلى الجممة‪.‬‬
‫المجمل اصطالحاً ‪:‬‬
‫ىو ما ازدحمت فيو المعاني واشتبو المراد منو اشتباىاً ال يػدرؾ مػف نفػس العبػارة بػؿ‬
‫بالرجوع إلى االستفسار ‪ ،‬ثـ الطمب ‪ ،‬ثـ التأمؿ‪.‬‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫المجمػؿ أكثػػر إبيامػًا وغموضػًا مػف المشػػكؿ حيػث إّنػو ال يػدرؾ المػراد منػو مػػف نفػػس‬
‫الصيغة وال بالرجوع إلى القػرائف‪ ،‬بػؿ يػدرؾ معنػاه بعػد االستفسػار مػف قائمػو الػذي أجممػو وىػو‬
‫الشارع الحكيـ ‪.‬‬
‫أسبا ااجمال في األلفاظ ‪:‬‬
‫لإلجماؿ في األلفاظ أسباب عدة ذكرىا العمماء نذكر ىنا أىميا ‪:‬‬
‫السببب األول ‪ :‬اإلجمػػاؿ بسػػبب نقػػؿ المفػػظ مػػف معنػػاه المغػػوي إلػػى معنػػى اصػػطالحي ش ػرعي‬
‫كما في الصالة ‪ ،‬والزكاة ‪ ،‬والصوـ ‪ ،‬والحص ‪ .‬ف ف كؿ ىذه األلفاظ ليػا معػاف لغويػة إال أنيػا‬
‫ليست مرادة ألف الشارع نقميا مف ىذه المعاني المغوية إلى معاف أخػرر شػرعية فالصػالة بعػد‬
‫أف كانػػت تطمػػؽ عمػػى الػػدعاء صػػارت تطمػػؽ عمػػى الصػػالة ذات الحركػػات والسػػكنات‪ ،‬والزكػػاة‬
‫بعػػد أف كانػػت تطمػػؽ عمػػى مطمػػؽ الطيػػر والنمػػاء أصػػبحت تطمػػؽ عمػػى الزكػػاة ذات المقػػادير‬
‫واألنصػػبة فػػي أم ػواؿ معمومػػة‪ ،‬والصػػوـ بعػػد أف كػػاف م ػرادًا بػػو مطمػػؽ اإلمسػػاؾ صػػار يطمػػؽ‬
‫عمى الصوـ المعروؼ لدينا‪ ،‬والحص بعد أف كاف مطمؽ القصػد إلػى معظػـ صػار يطمػؽ عمػى‬
‫العبادة المتضمنة لممناسؾ المعروفة ‪ ...‬وىكذا ‪.‬‬
‫‪024‬‬
‫السب الثاري ‪ :‬اإلجماؿ بسبب غرابة المفػظ ‪ :‬قػد يػرد لفػظ غريػب يحتػاج إلػى بيػاف وتوضػيح‬
‫لمعانيو فيأتي الشارع فيبيف ويوضح ‪.‬‬
‫مثاؿ ذلؾ ‪:‬‬

‫قولو تعالى ‪            :‬‬

‫(سورة القارعة‪ ،‬اآليات‪ )3-1 ،‬ثـ بينيا بقولو سبحانو وتعالى‪    :‬‬

‫‪(   ‬سورة القارعة‪ ،‬اآلية‪ )4 ،‬ومثمو أيضًا قولو تعالى ‪  :‬‬

‫‪(    ‬سورة المعارج‪ ،‬اآلية‪ )19 ،‬حيث فسر بقولو سبحانو ‪  :‬‬

‫‪(         ‬سورة المعارج‪ ،‬اآليتان‪)21-22 ،‬‬

‫السببببب الثالببببث ‪ :‬اإلجم ػػاؿ بس ػػبب االش ػػتراؾ المفظ ػػي مػ ػ انتف ػػاء القرين ػػة المرجح ػػة إلح ػػدر‬
‫المعاني ‪:‬‬
‫مثالت ‪:‬‬
‫مثموا ليذا النوع بمفظ ‪( :‬المولى) حيث إنو مشترؾ بيف المػولى المعتػؽ (السػيد) وبػيف‬
‫المولى المعتوؽ وىو (العبد) ‪.‬‬
‫وقػػالوا ‪ :‬مػػثالً ‪ :‬إذا أوصػػى ش ػػخص بثمػػث مالػػو لمواليػػو وك ػػاف لػػو م ػوالي قػػد اعتق ػػوه‬
‫وم ػوالي قػػد اعػػتقيـ ثػػـ مػػات قبػػؿ أف يحػػدد مػػف يعنيػػو مػػنيـ كانػػت ىػػذه الوصػػية باطمػػة عنػػد‬
‫ال لـ يوجد لو بياف ‪.‬‬
‫الحنفية في ظاىر الرواية عندىـ لتعذر الترجيح ‪ ،‬ألنو صار مجم ً‬
‫ومػػف المالح ػػظ أف ى ػػذا الن ػػوع ل ػػيس ل ػػو وجػػود ف ػػي األحك ػػاـ الش ػػرعية حي ػػث ال يوج ػػد‬
‫مشػ ػ ػ ػ ػػترؾ عمػ ػ ػ ػ ػػى نحػ ػ ػ ػ ػػو مػ ػ ػ ػ ػػا ذكػ ػ ػ ػ ػػر لػ ػ ػ ػ ػػـ تصػ ػ ػ ػ ػػحبو قرينػ ػ ػ ػ ػػة تبػ ػ ػ ػ ػػيف الم ػ ػ ػ ػ ػراد منػ ػ ػ ػ ػػو ‪ .‬وىػ ػ ػ ػ ػػذا‬
‫ما سار عميو أكثر العمماء‪.‬‬

‫‪025‬‬
‫أسبا ااجمال في األلفاظ‬

‫‪ .1‬رقل اللفظ من معراه الل وي إلى معرى آخر اصطالحي‪.‬‬


‫‪ .2‬ااجمال بسب غرابة اللفظ مثال‪ :‬القارعة‪.‬‬
‫‪ .3‬بسب االشتراك اللفظي مثال‪ :‬المولى يطل للسيد والمعتو ‪.‬‬

‫تحول المجمل إلى مشول ‪:‬‬


‫* َّ‬
‫ىنػػاؾ نػػوع مػػف المجمػػؿ قػػد ال ي ػزاؿ غموضػػو بالكميػػة ألوؿ م ػرة‪ ،‬بػػؿ بعػػد بيانػػو ربمػػا‬
‫يحتػػاج إلػػى تأمػػؿ وبحػػث ‪ ،‬وىػػذا مػػا ُعِّبػػر عنػػو فػػي التعريػػؼ المتقػػدـ بقولػػو ‪ :‬ل‪ ...‬ثػػـ الطمػػب‬
‫والتأمؿ] ‪.‬‬
‫ويَب ػ ػ ػػيف م ػ ػ ػػف قب ػ ػ ػػؿ الش ػ ػ ػػارع ‪،‬‬
‫وبياربببببببت ‪ :‬أف المف ػ ػ ػػظ ي ػ ػ ػػرد أوالً مجمػ ػ ػ ػالً ث ػ ػ ػػـ ُيفَس ػ ػ ػػر إجمال ػ ػ ػػو ُ‬
‫إال أنػػو بعػػد البيػػاف والتفسػػير يتحػػوؿ مػػف مجمػػؿ إلػػى مش ػكؿ فينػػا يػػأتي دور المجتيػػد ليبػػذؿ‬
‫جيده ويستفرغو في إزالة إشكالو بالبحث والتأمؿ والرجوع إلى القرائف المحتفة بالمفظ ‪.‬‬
‫مثال ذلك ‪:‬‬
‫لفظ الربا الوارد في قولو تعالى ‪:‬‬

‫‪(       ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪ )275 ،‬ف ف ىذا المفظ ورد‬

‫مجمالً ثـ جاءت السنة بعد ذلؾ وفصمت أحكاـ الربا واألمواؿ التي يجري فييا وىي‬
‫األصناؼ الربوية الستة الواردة في حديث عبادة بف الصامت عف النبي صمى اهلل عميو‬
‫‪ ،‬والفضة بالفضة‪ ،‬والبر بالبر‪ ،‬والشعير بالشعير‪ ،‬والملا‬ ‫بالذه‬ ‫وسمـ ‪ " :‬الذه‬
‫بالملا‪ ،‬والتمر بالتمر‪ ،‬مثالً بمثل سواء بسواء‪ ،‬يداً بيد‪ ،‬فإذا اختلفت هذه األصراف‬
‫فبيعوا ويف شئتم إذا وان يداً بيد"‪.‬‬

‫‪026‬‬
‫ىذا الحديث وضح وبػيف األمػواؿ التػي يجػري فييػا الربػا فبػيف كيفيػة التعامػؿ فييػا إال‬
‫أنػو لػػـ يبػػيف ىػػؿ ىػذه األصػػناؼ مقصػػودة لػػذاتيا بحيػػث إف الربػا مخػػتص بيػػا ال يشػػاركيا فػػي‬
‫حكميا أي ماؿ آخر خارج عنيا حتى ولو شاركيا في العمة ‪.‬‬
‫وبيػذا وقػ اإلشػكاؿ فػي فيػـ الػنص فمػػف العممػاء ‪ -‬وىػـ الجميػور ‪ -‬مػف ذىػب إلػػى‬
‫أف ىػػذه األصػػناؼ معممػػة بعمػػة ألجميػػا أجػػرر الشػػارع الربػػا فييػػا عمػػى اخػػتالؼ بيػػنيـ فػػي ىػػذه‬
‫العمة وبناء عمى ىذا قالوا كؿ شيء شارؾ ىذه الستة في ىذه العمة ألحؽ بيا ‪.‬‬
‫وم ػػف العمم ػػاء ‪ -‬وى ػػـ الظاىري ػػة وم ػػف وافقي ػػـ ‪ -‬م ػػف قص ػػر جري ػػاف الرب ػػا عم ػػى ى ػػذه‬
‫األصناؼ بحيث إنو ال يتعداىا إلى غيرىا ‪.‬‬
‫ال لمفػػظ مػف اإلشػػكاؿ إلػى حيػػز البيػاف والتوضػػيح‬
‫ومػا ذىػػب إليػو كػػؿ طػرؼ يعتبػػر نقػ ً‬
‫بعد أف نقؿ مف حيز اإلجماؿ إلى حيز اإلشكاؿ‪.‬‬

‫تدري (‪)6‬‬
‫لفظ الربا مجمؿ وفسرتو السنة ولكف تفسير السنة حوؿ المفظ إلى مشكؿ‬
‫عند الفقياء‪ّ ،‬بيف ذلؾ‪.‬‬

‫د‪ .‬المتشابت‪:‬‬
‫المتشابت ل ة‪:‬‬
‫مأخوذ مف قولؾ ‪ :‬اشتبيت األمػور وتشػابيت أي التػبس بعضػيا بػبعض وشػبو عميػو‬
‫األمر ‪ :‬أي ألبس عميو‪.‬‬
‫المتشابت اصطالحاً ‪:‬‬
‫عػػرؼ الحنفيػػة المتشػػابو بتعريػػؼ يجعمػػو أكثػػر غموض ػاً مػػف المجمػػؿ حيػػث قػػالوا فػػي‬
‫تعريفو ‪" :‬ما انقط رجاء معرفة المراد منو" ‪.‬‬
‫أو ىو عندىـ ‪" :‬ما استأثر اهلل بعممو"‪.‬‬

‫‪027‬‬
‫والمتشػابو بيػػذا المعنػػى لػػيس لػو وجػػود فػػي األحكػػاـ الشػرعية التكميفيػػة التػػي كمػػؼ اهلل‬
‫العبػػاد بيػػا ‪ ،‬لكنػػو قػػد يوجػػد خػػارج نطػػاؽ األحكػػاـ التكميفيػػة وقػػد حصػػر مػػف قػػاؿ بوجػػوده ىنػػا‬
‫وجوده في موضعيف ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬في الحروؼ المقطعة في أوائؿ السػور مثػؿ قولػو تعػالى ‪{ :‬البم} و {المبر} و {طسبم}‬
‫و {ا} و { } ‪ ...‬الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ‪ ،‬في ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذه وأمثالي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا مم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا أس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتأثر اهلل بعمم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ولـ يبيِّف معناىا ولـ يبينو الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ أيضاً ‪.‬‬
‫والثاري ‪ :‬اآليات التي وصؼ اهلل فييا نفسو ‪ ،‬واألحاديث التي وصػؼ النبػي صػمى اهلل عميػو‬
‫وسمـ فييا ربو ويفيـ منيا تشبيو الخالؽ بالمخموؽ ‪.‬‬
‫مثال ذلك ‪:‬‬

‫‪ .0‬وصؼ االستواء الوارد في قولو تعالى‪(       :‬سورة‬

‫طت‪ ،‬اآلية‪.)5 ،‬‬

‫‪ .1‬وتشبيو اليد أو العيف وما شابو ذلؾ كما في قولو تعالى ‪      :‬‬

‫(سورة الفتا‪ ،‬اآلية‪ .)124 ،‬وقولو تعالى‪(      :‬سورة طت‪ ،‬اآلية‪.)39 ،‬‬

‫وىػػذا النػػوع مػػف النصػػوص خػػاض النػػاس سػػمفاً وخمف ػاً فػػي معانيػػو ‪ ،‬والم ػراد منيػػا ‪ ،‬وىػػؿ ىػػي‬
‫مف المتشابو أـ ال ؟‬
‫واذا قمنا إ نيا مف المتشابو بمعنى ‪ :‬أف ىذه الصفات توىـ تشبيو الخالؽ بالمخموؽ‬
‫فيناؾ نصوص أخرر صحيحة وصريحة تنفي تشبييو ًّ‬
‫جؿ وعال بالمخموقيف كقولو تعالى ‪:‬‬

‫‪(         ‬سورة الشورى‪ ،‬اآلية‪. )411 ،‬‬

‫والقوؿ الحؽ فييػا ىػو أف نثبػت ىػذه الصػفات كمػا أثبتيػا اهلل جػؿ جاللػو لنفسػو وكمػا‬
‫أثبتيا نبيو صمى اهلل عميو وسمـ م تفويض الكيؼ هلل تعالى كمػا قػاؿ مالػؾ رضػي اهلل عنػو‪:‬‬
‫لاالستواء معموـ والكيؼ مجيوؿ] ‪.‬‬

‫‪028‬‬
‫المساأل الثاس س مساأل ال مهوا م تقسيمه لمبه الداللة‬
‫س ػػمؾ جمي ػػور األص ػػولييف م ػػف مدرس ػػة المتكمم ػػيف مس ػػمكًا آخ ػػر ف ػػي تقس ػػيميـ لم ػػبيـ‬
‫الداللػة يخػالؼ مػػا ذىػب إليػو أصػػوليو الحنفيػة ‪ .‬فمػا فصػػمو الحنفيػة فػي أقسػػاـ متعػددة أجممػػو‬
‫الجميور ‪ -‬تقريباً ‪ -‬في قسميف ىما ‪:‬‬
‫أ‪ .‬المجمؿ‪.‬‬
‫ب‪ .‬المتشابو‪.‬‬
‫بػؿ بعضػيـ ‪ -‬كمػا سػيأتي قريبػًا ‪ -‬يػرر أف المجمػؿ والمتشػابو اسػماف لمسػمى واحػد ‪ .‬وىػذا‬
‫توضيح ألىـ ما ذكروه ‪.‬‬
‫أ‪ .‬المجمل ‪:‬‬
‫ع ػػرؼ جمي ػػور المتكممػ ػيف المجم ػػؿ بتعريف ػػات متع ػػددة ف ػػي ألفاظي ػػا إال أني ػػا متقارب ػػة‬
‫المعنى ‪ ،‬منيا ‪:‬‬
‫‪ .0‬تعريػؼ أبػػي إسػػحاؽ الشػيرازي لػػو بقولػػو ‪" :‬ىػػو مػا ال يعقػػؿ معنػػاه مػف لفظػػو ‪ ،‬ويفتقػػر فػػي‬
‫معرفة المراد إلى غيره"‪.‬‬
‫‪ .1‬تعريؼ ابف الحاجب لو بقولو‪" :‬ىو ما لـ تتضح داللتو"‪.‬‬
‫وحتػػى ال يمتػػبس ىػػذا التعريػػؼ م ػ األلف ػػاظ المبيمػػة التػػي ال معنػػى ليػػا قػػاؿ عض ػػد‬
‫الديف اإليجي موضحًا لو ‪" :‬والمراد ما لو داللة وىي غير واضحة"‪.‬‬
‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫ضع عالمة (‪ )‬لإلجابة الصحيحة والعالمة (×) لإلجابة الخطأ‪.‬‬


‫) المتشابو لغة المشترؾ‪.‬‬ ‫‪( .0‬‬
‫) (ؽ) (ص) (آلـ) ىذه الحروؼ استأثر اهلل بعمميا‪.‬‬ ‫‪( .1‬‬

‫‪031‬‬
‫شرح التعريف ‪:‬‬
‫كم ػ ػ ػػا يالح ػ ػ ػػظ فػ ػ ػ ػ ف ىػػ ػ ػػذيف التعػ ػ ػ ػريفيف عرف ػ ػ ػػا المجمػػ ػ ػػؿ بكون ػ ػ ػػو ال يعق ػ ػ ػػؿ معنػػ ػ ػػاه‪،‬‬
‫أو ال تتضػػح داللتػػو‪ .‬والعبارتػػاف معناىمػػا واحػػد‪ ،‬إال أف تعريػػؼ أبػػي اسػػحؽ فيػػو إضػػافة عمػػى‬
‫ما في تعريؼ ابف الحاجب وىي كػوف معرفتػو تتوقػؼ عمػى غيػره‪ .‬وىػذه اإلضػافة واف لػـ تػرد‬
‫في تعريؼ ابف الحاجب ولكنو يمكف أف تفيـ عف طريػؽ داللػة المػزوـ‪ ،‬ذلػؾ ألف المجمػؿ إذا‬
‫كػػاف ىػػو الػػذي لػػـ تتضػػح داللتػػو فيمػػزـ مػػف ذلػػؾ أف يكػػوف إيضػػاحيا يؤخػػذ مػػف دليػػؿ أو لفػػظ‬
‫آخر ‪.‬‬
‫ومف ىنا يتبيف لنا أف المجمؿ عنػدىـ يطمػؽ عمػى كػؿ لفػظ كانػت داللتػو عمػى المػراد‬
‫غير واضحة مما يحتاج إلى ما يبينو ويوضحو ‪.‬‬
‫موارد اإلجماؿ ‪:‬‬
‫ذكر عمماء ىذه المدرسة موارد لإلجماؿ متعددة يمكف تمخيصيما فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ .0‬أف يكوف المفظ لـ يوض لمداللة عمى شيء محدد بعينو كما في كممة‪( :‬الحؽ) الواردة‬

‫في قولو تعالى‪(       :‬سورة األرعام‪ ،‬اآلية‪.)141 ،‬‬

‫اس َحتّى َيقُولُبوا‬ ‫ت أْ ِ‬ ‫‪ .1‬وأيضًا كممة الحؽ في قولو صمى اهلل عميو وسمـ ‪ ( :‬أ ُْم ِر ُ‬
‫َن أُ َقات َل ال ّر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫باب ُه ْم َع َلببى‬
‫س ُ‬ ‫باء ُه ْم َوأ َْم َبوا َل ُه ْم إِ ّال بح ّق َهببا َوح َ‬
‫ص ُبموا م ّرببي د َم َ‬ ‫بت إِ ّال اهلل ‪ ،‬فَبِإ َذا قالُ َ‬
‫وهببا َع َ‬ ‫َال إَِل َ‬
‫اهلل )‪.‬‬
‫ومما ال شؾ فيو أف كممة "الحؽ" التي في اآلية ليست ىػي بعينيػا التػي فػي الحػديث‬
‫السػنة ببيػاف المقصػود منيػا‬
‫‪ .‬وىذه الكممة في الموضعيف غير واضحة الداللة ولػذلؾ جػاءت ُ‬
‫في كؿ موض عمػى حػدة حيػث بينػت مػا ىػو حػؽ الػزرع الواجػب إخ ارجػو ومػا ىػو حػؽ كممػة‬
‫ال إلو إال اهلل ‪.‬‬
‫‪ .0‬أف يكوف المفظ مف حيث وضعو المغوي مشتركًا بيف معنييف فصاعداً سواء أكاف ىذا‬
‫المفظ فرداً كما في لفظ العيف ف نيا موضوعو لمذىب والفضة وعيف الماء وغير ذلؾ‪ ،‬أـ‬

‫‪030‬‬
‫كاف المفظ مركبًا كما في قولو تعالى‪        :‬‬

‫(سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪ .)237 ،‬ف ف الذي بيده عقدة النكاح متردد بيف الزوج والولي ‪.‬‬

‫‪ .1‬أف يكوف المفظ موضوعاً لجممة معمومة إال أنو قد دخميا استثناء مجيوؿ كقولو تعالى‪ :‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪(         ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.)1 ،‬‬

‫ال بسبب دخوؿ ىذا االستثناء عميو ‪.‬‬


‫فينا ما أحؿ لنا مف بييمة األنعاـ صار مجم ً‬
‫‪ .2‬أف يكػػوف المفػػظ قػػد خػػرج فػػي عػػرؼ الشػػرع عمػػا وض ػ لػػو لغػػة ‪ :‬كالصػػالة ‪ ،‬والزك ػػاة ‪،‬‬
‫والصػػوـ ‪ ،‬والحػػص ‪ ،‬والربػػا ‪ ،‬فكػػؿ ىػػذه ‪ -‬كمػػا تقػػدـ ‪ -‬نقميػػا الشػػارع مػػف معانييػػا المغويػػة‬
‫إلى معاف أخرر شرعية ىي معانييا المتداولة بيف المسمميف اآلف‪.‬‬
‫‪ .‬المتشابت‪:‬‬
‫إذا كاف المتشابو عنػد الحنفيػة مصػطمحاً لػو مػدلوؿ معػيف ِّ‬
‫يميػزه عػف غيػره مػف أقسػاـ‬
‫الواضػػح الداللػػة ف نػػو عنػػد أصػػحاب ىػػذه المدرسػػة لػػيس كػػذلؾ‪ ،‬حيػػث اختمفػػت عبػػاراتيـ فػػي‬
‫تعريفو فمنيـ مف يجعمو مرادفاً لممجمؿ ‪ ،‬ومنيـ َمف يجعمو قسماً مستقالً إلى غير ذلؾ ‪.‬‬
‫وى ػػذه االتجاى ػػات المختمف ػػة عن ػػدىـ لخص ػػيا أب ػػو إس ػػحاؽ الش ػػيرازي ف ػػي قول ػػو "وأم ػػا‬
‫المتش ػػابو ف ػػاختمؼ أص ػػحابنا في ػػو فم ػػنيـ م ػػف ق ػػاؿ ى ػػو والمجم ػػؿ واح ػػد ‪ ،‬وم ػػنيـ م ػػف ق ػػاؿ ‪:‬‬
‫المتشػػابو ىػػو مػػا اسػػتأثر اهلل تعػػالى بعممػػو ‪ ،‬ومػػا لػػـ يطمػ عميػػو أحػػد مػػف خمقػػو ‪ ،‬ومػػف النػػاس‬
‫مػػف قػػاؿ ‪ :‬المتشػػابو ىػػو القصػػص واألمثػػاؿ والحكػػـ ‪ ،‬والحػػالؿ والح ػراـ ‪ ،‬ومػػنيـ مػػف قػػاؿ ‪:‬‬
‫المتش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػابو الح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػروؼ المجموع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي أوائ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػور‬
‫كػ {الما} و {المر} وغير ذلؾ"‬
‫المتشابو عند جميور المتكمميف يدور عمى أكثر مف معنى‪ ،‬فيو‪:‬‬
‫‪ .0‬المجمؿ‪.‬‬
‫‪ .1‬ما استأثر اهلل بعممو‪.‬‬
‫‪ .2‬ىو القصص في القرآف‪.‬‬

‫‪031‬‬
‫‪ .3‬ىو الحالؿ والحراـ‪.‬‬
‫‪ .4‬الحروؼ في أوائؿ السور‪.‬‬
‫الرجح مف كؿ ىذا ىو األوؿ‪.‬‬
‫و ا‬
‫ال‬
‫إال أن ػػو بع ػػد أف ذك ػػر ك ػػؿ ى ػػذه اإلطالق ػػات المتع ػػددة رج ػػح التعري ػػؼ ال ػػذي ذكػ ػره أو ً‬
‫وىو الذي يجعؿ المجمؿ والمتشابو شيئاً واحداً ‪.‬‬
‫قػػاؿ بعػػد كػػؿ ذل ػؾ ‪ -‬رحمػػو اهلل ‪" : -‬والصػػحيح ىػػو األوؿ ألف حقيقػػة المتشػػابو مػػا‬
‫اشتبو معناه ‪ ،‬وأما ما ذكروه فال يوصؼ بذلؾ"‪.‬‬
‫ومػف ىنػػا يتضػح لنػػا أف المتشػابو عنػػد أكثػر المتكممػػيف معنػاه أقػػرب لإلطػالؽ المغػػوي‬
‫حيث أف كؿ ما اشتبو بغيره يسمى عندىـ متشابيًا ‪.‬‬
‫وممػػف صػػرح بػػأف المتشػػابو والمجمػػؿ س ػواء إمػػاـ الحػػرميف حيػػث عبػػر ذلػػؾ بوضػػوح‬
‫عندما قاؿ ‪" :‬والمتشابو ىو المجمؿ"‪.‬‬
‫وىناؾ اتجاه آخر عبر عنو اآلمدي حيث جعؿ المتشػابو أعػـ مػف المجمػؿ والمجمػؿ‬
‫نوعاً منو ‪ ،‬حيث إ ف المتشابو عنده ما تعارض فيو االحتماؿ وذلؾ مف جيتيف ‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬مف جيػة التسػاوي ‪ ،‬ومثػؿ ليػا باأللفػاظ المشػتركة التػي ذكػرت ضػمف أمثمػة المجمػؿ‬
‫قبؿ قميؿ ‪.‬‬
‫الثاريببة ‪ :‬مػػف جيػػة األوصػػاؼ التػػي يتػػوىـ فييػػا تشػػبيو الخػػالؽ بػػالمخموؽ والتػػي ذكػػرت عنػػد‬
‫تناولنا لممتشابو عند الحنفية‪.‬‬

‫‪ 2.2‬مقااسة بين مساك الحيفية وال مهوا‬


‫عمى ضوء ما ذكرنا مف مسمكي كؿ مف الحنفية والجميور يمكننا أف نخمص إلى اآلتي ‪:‬‬
‫‪ ‬إف جميػ أقسػػاـ مػػبيـ الداللػػة عنػػد الحنفيػػة يسػػميو الجميػػور مجمػالً ؛ فػػالخفي ‪،‬‬
‫والمش ػػكؿ ‪ ،‬والمجم ػػؿ ‪ ،‬والمتش ػػابو كمي ػػا داخمػ ػةٌ عن ػػد جمي ػػور المتكمم ػػيف ض ػػمف‬
‫المجمؿ‬
‫‪ ‬والمتشػػابو عنػػد الجميػػور فالظػػاىر أنػػو يطمػػؽ عنػػد أكثػػرىـ عمػػى مػػا يسػػمونو ىػػـ‬
‫مجمالً فيشمؿ بالضرورة ما يسميو الحنفية متشابياً ‪.‬‬
‫‪032‬‬
‫‪ ‬إذا نظرنػػا إلػػى مػػا سػػمكو الحنفيػػة فػػي تػػدرج درجػػات مػػبيـ الداللػػة ورتبػػو مػػف األدنػػى إلػػى‬
‫األعمػػى إبيام ػاً‪ ،‬ومػػا يتب ػ ذلػػؾ مػػف تػػدرج مػػف بػػذؿ جيػػد إل ازلػػة ىػػذا اإلبيػػاـ بحسػػب قػػوة‬
‫اإلبيػػاـ وضػػعفو ؛ حيػػث إف مػػا بػػذؿ مػػف جيػػد إل ازلػػة خفػػاء الخفػػي لػػيس كالجيػػد المبػػذوؿ‬
‫إلزال ة إشكاؿ المشكؿ ‪ ،‬وما بذؿ مف جيد إلزالة إشكاؿ المشكؿ ليس كالجيػد الػذي يبػذؿ‬
‫إلزالة إجمػاؿ المجمػؿ‪ ،‬إذا نظرنػا إلػى كػؿ ذلػؾ يتضػح لنػا أف مسػمؾ الحنفيػة أدؽ نظػ اًر ‪،‬‬
‫وأكثػػر سػػيولة ويس ػ اًر إلػػى الوصػػوؿ إلػػى م ػواطف اإلبيػػاـ ومعرفػػة درجتػػو ‪ ،‬ومػػف ثػػـ معرفػػة‬
‫الطريؽ األمثؿ لتفسيره وازالة إبيامو‪.‬‬
‫تقسيم الجمهور المقاررة‬ ‫تقسيم الحرفية‬
‫اختالؼ لفظي‬ ‫‪ 0‬المػػبيـ ينقسػػـ إلػػى خفػػي‪ ،‬مشػػكؿ‪ ،‬متشػػابو‪ ،‬ىو المجمؿ‬
‫مجمؿ‬
‫اتفاؽ‬ ‫المتشابو‬ ‫‪ 1‬المتشابو ومجمؿ‬
‫مس ػ ػ ػػمؾ الحنفي ػ ػ ػػة‬ ‫ليس ىناؾ تدرج‬ ‫‪ 2‬التدرج في المبيـ م الخفي إلى المشكؿ‬
‫أدؽ وأسيؿ‬

‫‪033‬‬
‫‪ .3‬البيان والمبين‬
‫عزيببزي الببدارس‪ ،‬مػػف المباحػػث الميمػػة فػػي عمػػـ أصػػوؿ الفقػػو مبحػػث البيػػاف والمبػػيف‬
‫وىذا المبحث ال ينفصؿ موضوعو عف موضوع األلفاظ المبيمة التي مر ذكرىػا ‪ ،‬حيػث إنيػا‬
‫جميعًا تحتاج إلى بيػاف وتفسػير ‪ ،‬ومػف ىنػا يتبػيف لنػا أف البيػاف يقابميػا جميعيػا ؛ ولػذلؾ نجػد‬
‫األصػػولييف مػػف المتكممػػيف يقػػابموف البيػػاف باإلجمػػاؿ إمػػا فػػي ترجمػػة واحػػدة "المجمػػؿ والمبػػيف"‬
‫واما أنيـ يذكروف اإلجماؿ وبعد الفراغ منو مباشرة يتناولوف البياف‪.‬‬
‫وىػػذا يػػدلنا عمػػى أف المفػػظ المجمػػؿ يوضػػحو ويفس ػره المبػػيف ىػػذا عنػػد المتكممػػيف أمػػا‬
‫عنػػد الحنفيػػة ف ػ ف مػػف أىػػـ أن ػواع البيػػاف عنػػدىـ ‪ :‬بيػػاف التفس ػير الػػذي يكػػوف بيان ػاً لممشػػترؾ‬
‫والمجمؿ والمشكؿ والخفي‪.‬‬

‫‪ 1.3‬تعريف البيان‬
‫ولػػذلؾ نجػػد عممػػاء الطػػرفيف يعرفونػػو بتعريفػػات توافػػؽ مػػا قمنػػاه ‪ ،‬حيػػث عرفػػو بعػػض‬
‫المتكمميف بقوليـ‪" :‬إخراج الشيء مف حيز اإلشكاؿ إلى حيز التجمي"‪.‬‬
‫وعرفو الحنفية بأنو‪" :‬إظيار المعنى وايضاحو لممخاطب"‪.‬‬

‫‪ 2.3‬ما يحصل به البيان‬


‫البياف يكوف بطرؽ متعددة أىميا ‪:‬‬
‫‪ ‬البياف بالقوؿ ‪.‬‬
‫‪ ‬البياف بالفعؿ ‪.‬‬
‫‪ ‬البياف باإلقرار ‪.‬‬
‫‪ ‬البياف بالكتابة ‪.‬‬
‫كثير معموـ بحيث‬
‫‪ .0‬مثال البيان بالقول‪ :‬البياف بالقوؿ في نصوص القرآف والسنة ٌ‬
‫يصعب حصره ولقد ذكرنا طرفًا مف ذلؾ عند أمثمة بياف المجمؿ وتفسيره مف ذلؾ قولو‬

‫‪034‬‬
‫تعالى‪            :‬‬

‫‪(    ‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.)1 ،‬‬

‫قولو ‪ { :‬إِال َما ُيتْلَى َعلَ ْي ُو ْم } مجمؿ وقد بينتو السنة كما في تحريـ كؿ ذي ناب مف‬

‫السباع وكؿ ذي مخمب مف الطير‪ .‬ومثالو قولو تعالى ‪    :‬‬

‫‪(  ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.)43 ،‬‬

‫السػنة القوليػة كثيػ ًار منػو حيػث بػيف النبػي صػمى اهلل‬
‫ف ف لفظ الصالة والزكاة مجمػؿ بينػت ُ‬
‫عميو وسمـ أركاف وشروط وأحكاـ الصالة ‪ ،‬وحػدد مواقيتيػا ‪ ،‬وعػدد ركعاتيػا ‪ ...‬الػ كمػا‬
‫بيف األمواؿ الزكوية وأنصبتيا ومقاديرىا ‪ ...‬ال ‪.‬‬
‫‪ .1‬مثال البيبان بالفعبل ‪ :‬بيانػو صػمى اهلل عميػو وسػمـ ألعمػاؿ الصػالة وكيفيتيػا عمميػاً حيػث‬
‫صمى أماميـ وبيف ليـ تفاصيؿ أعماؿ الصالة ثـ قاؿ ‪ " :‬صلوا وما رأيتموري أصلي"‪.‬‬
‫ال في القرآف الكريـ ثـ قاـ النبي صمى اهلل عميػو وسػمـ‬
‫وكذلؾ جاء األمر بالحص مجم ً‬
‫بتوضػ ػ ػ ػ ػػيح مناسػ ػ ػ ػ ػػؾ الحػ ػ ػ ػ ػػص عممي ػ ػ ػ ػ ػاً أمػ ػ ػ ػ ػػاـ الصػ ػ ػ ػ ػػحابة ثػ ػ ػ ػ ػػـ قػ ػ ػ ػ ػػاؿ ‪ ( :‬لتأخببببببببببذوا عرببببببببببي‬
‫مراسووم )‪ .‬وأمثمة ذلؾ كثيرة ‪.‬‬
‫‪ .3‬مثال البيان بالوتاببة ‪ :‬بيانػو صػمى اهلل عميػو وسػمـ لفػرائض الزكػاة كمػا فػي كتػاب عمػرو‬
‫بف حزـ الذي بيف فيو أنصبة الزكاة بأنواعيا المختمفة ‪.‬‬
‫‪ .4‬البيان بااقرار ‪ :‬إق ارره صمى اهلل عميو وسمـ لمعاذ بف جبػؿ عنػدما بعثػو لمػيمف فػي كيفيػة‬
‫القضػػاء حيػػث قػػاؿ ‪ " :‬بببم تحوببم " قػػاؿ ‪ :‬بكتػػاب اهلل ‪ ،‬قػػاؿ ‪" :‬فببإن لببم تجببد " قػػاؿ ‪:‬‬
‫فبسنة رسوؿ اهلل ‪ ،‬قػاؿ ‪ " :‬فإن لم تجبد " قػاؿ ‪ " :‬اجتهبد رأيبي وال ألبو جهبداً " ‪ ،‬فقػاؿ‬
‫ُ‬
‫لو النبي صمى اهلل عميو وسػمـ ‪" :‬الحمد هلل الذي وف رسول رسبول اهلل إلبى مبا يرضبي‬
‫اهلل ورسولت"‪.‬‬
‫وما ذكرناه ىو أىـ أنواع البياف واال ف نو لو أوجو متعددة‪.‬‬

‫‪035‬‬
‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫‪ .0‬ما تعريؼ المبيف عند الحنفية والجميور؟‬


‫‪ .1‬اذكر مثاالً واحداً لمبياف بالقوؿ والفعؿ‪.‬‬
‫‪ .2‬ىؿ يعد البياف باإلقرار دليالً شرعياً ولماذا؟‬

‫‪ .4‬التأويل‬
‫عزيببببزي الببببدارس‪ ،‬التأوي ػػؿ مبح ػ ػث أصػ ػػولي مي ػػـ اىػ ػػتـ بػػػو عمم ػػاء األصػ ػػوؿ بشػػػتى‬
‫مدارسػػيـ وقػػد مػػر بنػػا عنػػد كالمنػػا عػػف الظػػاىر والػػنص عنػػد الحنفيػػة‪ ،‬حيػػث ذكرنػػا ىنػػاؾ أف‬
‫الظ ػػاىر وال ػػنص يق ػػبالف التأوي ػػؿ عن ػػدىـ ‪ .‬وك ػػذلؾ م ػػر معن ػػا الش ػػيء نفس ػػو عن ػػد تكممن ػػا ع ػػف‬
‫الظػػاىر عنػػد الجميػػور حيػػث نص ػوا عمػػى أنػػو مػػا يحتمػػؿ التأويػػؿ عنػػدىـ‪ ،‬وكػػذلؾ نجػػدىـ فػػي‬
‫كتبيـ أنيـ يذكروف التأويؿ م الظاىر في ترجمة واحدة فيقولوف ‪" :‬الظاىر والمؤوؿ"‪.‬‬
‫ولقػػد ذكرنػػا نمػػاذج لتأويػػؿ الظػػاىر والػػنص عنػػد الحنفيػػة ونمػػاذج لتأويػػؿ الظػػاىر عنػػد‬
‫المتكمميف ‪.‬‬
‫وحتػػى يتبػػيف لنػػا جمي ػاً مػ ػرادىـ مػػف التأويػػؿ والمػػؤوؿ ن ػػذكر ىنػػا بشػػيء مػػف اإليج ػػاز‬
‫تعريؼ التأويؿ مف حيث المغة واالصطالح م ذكر نماذج مف التأويؿ مقبولة ومردودة ‪.‬‬

‫‪ 1.4‬تعريف التأويل‬
‫التأويل ل ة‪:‬‬
‫م ػػأخوذ م ػػف آؿ الش ػػيء ي ػػؤوؿ إل ػػى ك ػػذا إذا رجػ ػ إلي ػػو ويطم ػػؽ أيضػ ػًا عم ػػى التفس ػػير‬
‫والمرج والمصير‪.‬‬
‫والتأويل اصطالحاً ‪:‬‬
‫ىو ‪" :‬حمؿ المفظ عمى غير مدلولو الظاىر منو م احتمالو بدليؿ يعضده"‪.‬‬
‫ولمػػا كان ػػت معظ ػػـ التعريف ػػات التػػي تناول ػػت التأوي ػػؿ ل ػػـ تخػػرج ف ػػي معناى ػػا ع ػػف ى ػػذا‬
‫التعريؼ نكتفي بما ذكر ‪.‬‬
‫‪036‬‬
‫ومػػف خػػالؿ مػػا ذكػػر فػػي تعريػػؼ التأويػػؿ يظيػػر لنػػا أنػػو يعمػػؿ بػػو حيػػث يكػػوف لمفػػظ‬
‫معنيػػاف فصػػاعداً ويكػػوف المفػػظ راجح ػاً فػػي أحػػد ىػػذه المعػػاني مرجوحػاً فػػي األخػػرر ‪ .‬وم ػ أف‬
‫داللة المفظ عمى المعنى الظاىر أقور إال أف المفظ قد يصػرؼ عػف ىػذا المعنػى الظػاىر إلػى‬
‫معنى مرجوح لقياـ دليؿ أقور عضد صرفو إلى ىذا المعنى المرجوح ‪.‬‬
‫ومف المتفؽ عميو عندىـ أف المفظ ال يصرؼ عف معناه الظػاىر إال لػدليؿ قػوي يػدؿ‬
‫عمى ذلؾ ‪.‬‬
‫فالظػػاىر عنػػد الجمي ػ ىػػو األصػػؿ والتأويػػؿ طػػارئ اسػػتدعاه الػػدليؿ الػػذي دؿ عمي ػػو‬
‫والذي لواله لما تـ تأويؿ المفظ وصرفو عف ظاىره‪.‬‬

‫‪ 2.4‬شروط التأويل‬
‫ال يصح المجوء إلى التأويؿ إال بعد توافر شرطيف ىما ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬أف يكػػوف المعنػػى الػػذي ّأوؿ إليػػو المفػػظ مػػف المعػػاني التػػي يحتمميػػا المفػػظ نفسػػو ويػػدؿ‬
‫عم يو بطريؽ مف طرؽ الداللة سواء أكاف ذلؾ عف طريؽ داللة المنطوؽ أـ المفيوـ ‪.‬‬
‫الثاري ‪ :‬أف يقوـ عمى التأويػؿ دليػؿ صػحيح يػدؿ عمػى صػرؼ المفػظ عػف ظػاىره وتأويمػو إلػى‬
‫المعنى الذي آؿ إليو‪.‬‬
‫وبناء عمى ما ذكرنا إذا تػوافر ىػذاف الشػرطاف كػاف التأويػؿ تػأويالً صػحيحاً واال كػاف‬
‫ال مردودًا ‪.‬‬
‫تأوي ً‬

‫‪ 3.4‬أمثاة لاتأويل الصحيح‬


‫‪ .0‬تخصيص عموـ البي الوارد في قولو تعالى ‪:‬‬

‫‪(       ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪ .)275 ،‬باألحاديث التي نيت‬

‫عف أنواع مف البيوع كبي الغرر وبي ما لـ يممؾ ‪ ،‬وعف بي الثمار قبؿ بدو صالحيا ‪،‬‬
‫والنيي عف البي الذي خالطو ربا ‪ ...‬ال ‪.‬‬

‫‪037‬‬
‫‪ .1‬تخصيص عموـ المطمقات في قولو تعالى‪    :‬‬

‫‪(   ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪ .)228 ،‬بقولو تعالى‪    :‬‬

‫‪(    ‬سورة الطال ‪ ،‬اآلية‪.)4 ،‬‬

‫فاآليػة األولػى فػي ظاىرىػا أنيػا عامػػة فػي جميػ المطمقػات إال أف اآليػة األخػػرر‬
‫أولت ىذا الظاىر بأف أخرجت أوالت األحماؿ مف الحكـ ‪.‬‬
‫ببببببي ُو ْم‬
‫ببببببت َع َلب ْ‬
‫‪ .2‬تخص ػ ػ ػػيص عم ػ ػ ػػوـ الميت ػ ػ ػػة الػػ ػ ػوارد تحريمي ػ ػ ػػا ف ػ ػ ػػي قول ػ ػ ػػو تع ػ ػ ػػالى ‪ُ { :‬ح ِّرَمب ْ‬
‫ا ْل َم ْيتَ ُة } (سورة المائبدة‪ ،‬اآليبة‪ .)3 ،‬فيػذه اآليػة عامػة فػي كػؿ ميتػة إال أف النبػي صػمى اهلل‬
‫عميو وسمـ أخرج مف عموـ ميتة السمؾ والجراد ‪.‬‬
‫كما خصص الشارع ىنا عموـ تحريـ الدـ بتحريـ المسفوح منو فقط لقولو تعالى‬
‫وحا } (سورة األرعام‪ ،‬اآلية‪. .)145 ،‬‬
‫سفُ ً‬
‫{ أ َْو َد ًما َم ْ‬
‫‪ 4.4‬أمثاة لاتأويل المردود (الفاسد)‬
‫تأويؿ الحنفية لقولو تعالى ‪(     :‬سورة المجادلة‪ ،‬اآلية‪.)4 ،‬‬

‫بصػرفو عػػف معنػػاه الظػػاىر إلػى كػػوف المػراد منػػو إطعػػاـ طعػاـ سػػتيف مسػػكينًا‪ ،‬بحيػػث إنػػو‬
‫لو دف طعاـ ستيف مسكيناً لمسكيف واحد ألجزأه ذلؾ ‪.‬‬
‫ألف المقصود دف الحاجة وال فرؽ بيف حاجة ستيف مسكيناً ودف حاجة مسكيف واحد‬

‫‪ .0‬تأويؿ قولو تعالى‪(        :‬سورة‬

‫المائدة‪ ،‬اآلية‪.)6 ،‬‬


‫ػرد بػػذلؾ مسػػح األرجػػؿ ال غسػػميا محتجػػيف بق ػراءة مػػف ق ػ أر بكسػػر الػػالـ فػػي‬
‫بػػأف المػ ا‬
‫أرجمكػػـ‪ ،‬إال أف ىػػذا التأويػػؿ تأويػػؿ بعيػػد وباطػػؿ ألنػػو مخػػالؼ لمػػا نقػػؿ بالسػػند الصػػحيح عػػف‬
‫النبػػي أنػػو توضػػأ وغسػػؿ رجمػػو ‪ .‬ولػػـ ينقػػؿ أنػػو مسػػحيا أو أمػػر بػػذلؾ ومػػف ذلػػؾ مػػا روي عػػف‬

‫‪038‬‬
‫جػػابر ‪ ‬أنػػو قػػاؿ ‪ :‬لأمرنػػا رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ إذا توضػػأنا لمصػػالة أف نغسػػؿ‬
‫أرجمنا]‪.‬‬
‫وىناؾ نماذج كثيرة لمتػأويالت الفاسػدة والمػردودة ‪ .‬وتقسػيمات أخػرر باعتبػارات مختمفػة يمكػف‬
‫مراجعتيا مف مظانيا‪.‬‬

‫تدري (‪)8‬‬
‫‪ .0‬ما شروط التأويؿ الصحيح؟‬
‫ال لمتأويؿ المردود‪.‬‬
‫‪ .1‬ىات مثا ً‬

‫‪041‬‬
‫الخالصة‬
‫عزيزي الدارس‪ ،‬بعد دراستؾ ليذه الوحدة نمخص لؾ أىـ ما جاء فييا‪.‬‬
‫يقس ػػـ األص ػػوليوف األلف ػػاظ إل ػػى واض ػػحة الدالل ػػة ومبيم ػػة الدالل ػػة ‪ .‬وواض ػػحة الدالل ػػة ى ػػي‬
‫األلفػاظ التػي يتوقػؼ فيػـ المػراد منيػا عمػى أمػر خػارجي وىػػي تنقسػـ عنػد الحنفيػة إلػى ظػػاىر‬
‫ونص ومفسر ومحكـ‪.‬‬
‫الظباهر‪ :‬اسػـ لكػؿ كػالـ ظيػر المػراد منػو مػف صػيغتو مثػاؿ حػؿ البيػ وحرمػة الربػا المػػأخوذ‬
‫مف قولو تعالى‪( :‬وأحؿ اهلل البي وحرـ الربا)‪.‬‬
‫الرا‪ :‬ما ازداد وضوحاً عمى الظػاىر بمعنػى مػف المػتكمـ كػالتفريؽ بػيف البيػ والربػا المػأخوذ‬
‫مف قولو تعالى‪( :‬وأحؿ اهلل البي وحرـ الربا)‪.‬‬
‫ال‪ .‬مثالػو قولػو تعػالى‪( :‬وقػاتموا‬
‫المفسر‪ :‬ما ازداد وضوحًا عمى النص بحيػث أنػو ال يقبػؿ تػأوي ً‬
‫المشركيف كافة) فمفظ كافة ىنا فسر عبارة المشركيف وقط عدـ تأويميا‪.‬‬
‫المحوبم‪ :‬ىػو مػػا ازداد وضػوحاً مػف المفسػر وال يحتمػػؿ تػاويالً وال نسػخاً كمػػا فػي قولػو تعػػالى‪:‬‬
‫(وال تقبموا ليـ شيادة أبدا)‪.‬‬

‫‪040‬‬
‫لمحة مسبقة عن الوحدة التالية‬
‫تتناوؿ الوحػدة التاليػة أقسػاـ األلفػاظ مػف حيػث العمػوـ والخصػوص‪ .‬ومػا ىػي األلفػاظ‬
‫التػي تػدؿ عمػى العمػوـ ومػا ىػي األلفػاظ التػي تػدؿ عمػى الخصػوص‪ .‬ألفػاظ العمػوـ مثػؿ كػؿ‪،‬‬
‫جمي ‪ .... ،‬وألفاظ العموـ كثيػرة نخصػص أمثمػة مػف القػرآف الكػريـ والسػنة النبويػة‪ .‬وستصػؼ‬
‫كػذلؾ خػالؼ مدرسػة الحنفيػة مػ جميػور العممػاء فػي تخصػيص خبػر اآلحػاد لمقػرآف‪ .‬وفييػػا‬
‫المفػػظ المشػػترؾ والمطمػػؽ ومتػػى ُيعتػػد المطمػػؽ وىػػذه الموضػػوعات سػػتجدىا فػػي ثنايػػا الوحػػدة‬
‫التالية‪.‬‬

‫‪041‬‬
‫إجابات التدايبات‬
‫تدري (‪)1‬‬
‫يرج ػ عمػػى الق ػرآف الك ػريـ مثػػاؿ‪ :‬لفػػظ القػػرء فػػي قولػػو تعػػالى‪( :‬والمطمقػػات يتربصػػف‬
‫بأنفسيف ثالثة قروء)‬
‫تدري (‪)2‬‬
‫ذكػػر اهلل عػػف المطمقػػة عموم ػاً ليػػا عػػدة وىػػي ثالثػػة قػػرؤ‪ ،‬ولكػػف جػػاءت آيػػة أخػػرر‬
‫جعمت أف العدة فقط لممدخوؿ بيا وىي قولو تعالى‪" :‬يا أييا الػذيف امنػوا إذا نكحػتـ المؤمنػات‬
‫ثـ طمقتموىف مف قبؿ أف تمسوىف فما لكـ عمييف مف عدة"‪.‬‬
‫تدري (‪)3‬‬
‫ال‪.‬‬
‫‪ .0‬ىو الذي دؿ بنفس صيغتو عمى معناه داللة واضحة ال تحتمؿ تأوي ً‬
‫الشرح‪ :‬يترؾ لمدارس‪.‬‬
‫"كميـ أجمعوف" أفادتا أف تفسير المالئكة وىي كممة عامػة والمقصػود كػؿ المالئكػة وأجمعػوف‬
‫أفادت مجتمعيف ليس متفرقيف‪.‬‬
‫تدري (‪)4‬‬
‫حديث ال يرث القاتؿ‬
‫قاؿ األحناؼ القتؿ الػذي يمنػ الميػراث ىػو القتػؿ الػذي يجػب فيػو القصػاص والكفػارة‬
‫وىو العمد وشبو العمد‪.‬‬
‫ويػػرر المالكيػػة أف القت ػػؿ الػػذي يمن ػ الميػ ػراث ىػػو الػػذي في ػػو تعػ ٍػد وىػػو الع ػػدواف مثػػؿ العم ػػد‬
‫والشافعية يمنعوف الميراث لجمي أنواع القتؿ وىو تفسير المفظ بالظاىر‪.‬‬
‫تدري (‪)5‬‬
‫الخفي ىو الذي دؿ عمى المراد منو مف نفس صيغتو ولكف في انطباقػو عمػى بعػض‬
‫أفراده‪.‬‬
‫المشكؿ ىو المفظ الذي يحمؿ أكثر مف معنى وال يدرؾ المراد منو إال بقرينة مثاؿ القرء‪.‬‬

‫‪042‬‬
‫تدري (‪)6‬‬
‫لفػظ الربػا مجمػؿ فػي قولػو تعػالى‪" :‬وأحػؿ اهلل البيػ وحػرـ الربػا" وجػاءت السػنة فبينػػت‬
‫أف الربا ىو‪ :‬الذىب بالذىب والفضة بالفضة والبر بالبر…‪.‬الحديث‬
‫ووقػ اإلشػكاؿ ىػؿ المػذكورات ىػي نػص ال يكػوف الربػا فػي غيرىػا أـ ىنالػؾ عمػة إذا وجػدت‬
‫كانػت ىنػػاؾ أنػواع أخػرر تػػدخؿ عػػف طريػؽ القيػػاس والجميػػور أخػذوا بالعمػػة والظاىريػػة اخػػذوا‬
‫بالنص عمى ظاىره‪.‬‬
‫تدري (‪)7‬‬
‫‪ .0‬أف يكوف المعنى الذي ّأوؿ إليو يحتممو المفظ‪.‬‬
‫‪ .1‬أف يقوـ التأويؿ عمى دليؿ صحيح‪.‬‬
‫مثػػاؿ لمتأويػػؿ المػػردود‪ :‬المسػػح عمػػى األرجػػؿ لقولػػو تعالى(وامسػػحوا برؤوسػػكـ وأرجمكػػـ) بقػػراءة‬
‫كسر الػالـ لإلضػافة إلػى مسػح الػرأس والقػراءة األخػرر بفػتح الػالـ عمػى غسػؿ اليػديف وتأويػؿ‬
‫المس ػػح تأوي ػػؿ م ػػردود ألف أفع ػػاؿ رس ػػوؿ اهلل ص ػػمى اهلل عمي ػػو وس ػػمـ ف ػػي الوص ػػؼ ت ػػدؿ عم ػػى‬
‫الغسؿ ولـ يمسح رسوؿ اهلل يوماً عمى رجميو‪.‬‬

‫‪043‬‬
‫مسرد المصطاحات‬
‫‪ ‬ظاهر الداللة‪:‬‬
‫ىو االسـ الذي ظير المراد منو لمسام بصيغتو‪.‬‬
‫‪ ‬الرا‪:‬‬
‫ىو ما ازداد وضوحًا عمى الظاىر بمعنى مف المتكمـ ال في نفس المفظ‪.‬‬
‫‪ ‬المفسر‪:‬‬
‫ىو ما ازداد وضوحًا عمى النص إف كاف مف النص أو مف غيره‪.‬‬
‫‪ ‬المحوم‪:‬‬
‫ىو ما ازداد قوة عمى المفسر إال أنو ال يحتمؿ نسخًا‪.‬‬
‫‪ ‬اللفظ المبهم الداللة‪:‬‬
‫ىو الذي ال يدؿ عمى المعنى المراد منو نفس صيغتو ويتوقؼ فيمو عمى أمر خارجي‪.‬‬
‫‪ ‬الخفي‪:‬‬
‫ىو ما اشتبو معناه وخفي المراد منو بعارض مف الصيغة يمن نيؿ المراد منيا‪.‬‬
‫‪ ‬المشول‪:‬‬
‫ىو الداخؿ في إشكالو وأمثالو‪.‬‬
‫‪ ‬المجمل‪:‬‬
‫ىو ما ازدحمت فيو المعاني واشتبو المراد منو أو ىو ما لـ تتضح داللتو‪.‬‬
‫‪ ‬المتشابت‪:‬‬
‫ما انقط رجاء معرفة المراد منو‪.‬‬
‫‪ ‬البيان‪:‬‬
‫ىو إظيار المعنى وايضاحو لممخاطب‪.‬‬
‫‪ ‬التأويل‪:‬‬
‫ىو حمؿ المفظ عمى غير مدلولو لدليؿ‪.‬‬

‫‪044‬‬
‫المصادا والمراجع‬
‫أوالًسالمصادا‬
‫القرآن الوريم‪.‬‬
‫ثاسياًس المراجع الفقهية‬
‫‪ .0‬ابػػف الحاجػػب‪ ،‬جمػػاؿ الػػديف‪ ،‬مختصببر بببن الحاج ب ‪ ،‬مطبػػوع م ػ شػػرحو لمعضػػد‪ ،‬دار‬
‫الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪0872 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .1‬ابف قدامة‪ ،‬عبد اهلل‪ ،‬بف احمد‪ ،‬روضة الراظر ومضة الراظر في أصبول الفقبت‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫‪0286‬ىػ‪.‬‬
‫‪ .2‬األشػػعث‪ ،‬سػػميماف‪ ،‬أبػػو داؤود‪ ،‬تحقيػػؽ محمػػد محػػي الػػديف عبػػد الحميػػد‪ ،‬نشػػر إحيػػاء‬
‫السنة النبوية‪.‬‬
‫‪ .3‬اآلم ػػدي‪ ،‬عم ػػي‪ ،‬ب ػػف أب ػػي عم ػػي‪ ،‬األحوبببام فبببي أصبببول ااحوبببام‪ ،‬دار الكت ػػب العممي ػػة‪،‬‬
‫بيروت‪0871 :‬ـ‬
‫‪ .4‬خالؼ‪ ،‬عبد الوىاب‪ ،‬أصول الفقت‪ ،‬دار القمـ‪ ،‬ط‪0857 ،01‬ـ‪.‬‬
‫‪ .5‬السبكي‪ ،‬تقي الديف‪ ،‬تاج الديف‪ ،‬اابهاج شرح المرهباج‪ ،‬دار الكتػب العمميػة‪ ،‬بيػروت‪:‬‬
‫ط‪0873 ،0‬ـ‪.‬‬
‫‪ .6‬الشػػيرازي‪ ،‬إب ػراىيـ‪ ،‬بػػف عمػػي‪ ،‬اللمببع فببي أصببول الفقببت‪ ،‬دار الكتػػب العمميػػة‪ ،‬بيػػروت‪:‬‬
‫لبناف‪ ،‬ط‪0871 ،0‬ـ‪.‬‬
‫‪ .7‬الغ ازل ػػي‪ ،‬محم ػػد‪ ،‬ب ػػف أحم ػػد‪ ،‬أب ػػو حام ػػد‪ ،‬المستضبببفى فبببي علبببم األصبببول‪ ،‬المطبع ػػة‬
‫األميرية‪0871 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .8‬الب ػػزدودي‪ ،‬عب ػػد العزي ػػز‪ ،‬ب ػػف أحم ػػد‪ ،‬وشببببف األسبببرار‪ ،‬دار الكت ػػب العممي ػػة‪ ،‬بي ػػروت‪:‬‬
‫‪0863‬ـ‪.‬‬

‫‪045‬‬

You might also like