You are on page 1of 21

‫دار القرأن‬

‫جابتن كمجوان إسالم‬

‫العمل اإلجتماعي‬
‫دبلوم تحفيظ القرءان والقراءات‬

‫فقه المنهجي‬
‫‪PTF 3273‬‬

‫الموضوع ‪ :‬صالة الجمعة ومباحثها‬

‫اسم ‪ :‬خير العامرين بن رشدي‬

‫الرقم المصفوفة ‪DT5027/2020 :‬‬

‫فصل‪ :‬أسبهاني‬

‫اسمم حاضر‪ :‬أستاذ أزهار بن أواغ‬


‫فهرس‬

‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬ ‫الرقم‬


‫‪2‬‬ ‫‪ 1‬املقدمة‬
‫‪3‬‬ ‫فرضية اجلمعة ومنزلتها‬ ‫‪2‬‬
‫‪4‬‬ ‫دليل واحلكمة من مشروعيتها‬ ‫‪3‬‬
‫‪5‬‬ ‫شرائط وجوهبا‬ ‫‪4‬‬
‫‪7‬‬ ‫شرائط صحتها‬ ‫‪5‬‬
‫‪10‬‬ ‫فرائض اجلمعة‬ ‫‪6‬‬
‫‪12‬‬ ‫مكروهات اخلطبة‬ ‫‪7‬‬
‫‪13‬‬ ‫آداب اجلمعة وهيئاهتا‬ ‫‪8‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪ 9‬آداب عامة ليوم اجلمعة‬
‫‪19‬‬ ‫‪ 10‬اخلالصة‬
‫‪20‬‬ ‫‪ 11‬املراجع‬

‫المقدمة‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‪,‬‬

‫‪1‬‬
‫مسيت مجعة الجتم‪I‬اع الن‪II‬اس هلا‪ ,‬وقي‪II‬ل ‪ :‬ملا مجع يف يومه‪II‬ا من اخلري‪ ,‬وقي‪II‬ل ألن‪II‬ه مجع‬

‫في ‪II‬ه خل ‪II‬ق آدم وقي ‪II‬ل ‪ :‬الجتماع ‪II‬ه في ‪II‬ه م ‪II‬ع ح ‪II‬واء يف األرض وك ‪II‬ان يس ‪II‬مى يف اجلاهلي ‪II‬ة ي ‪II‬وم‬

‫العروبة أي البني تالعظم‪ ,‬وقيل ‪ :‬يوم الرمحة‪ .1‬باختصار‪ ,‬هذه املرة الدورة اليت أعملها معي‬

‫يف هذا املوضوع الفقهي املنهاج هي صالة اجلمعة والنقاش‪.‬‬

‫بفض‪II I‬ل احلض‪II I‬ور اإلهلي بنعمت‪II I‬ه الوف‪II I‬رية‪ ,‬متكنتمن إكم‪II I‬ال ه‪II I‬ذه املهم‪II I‬ة بتوجي‪II I‬ه من‬

‫حماض‪II I‬ريت أي أس‪II I‬تاذ ح‪II I‬ىت يكتم‪II I‬ل متام‪II I‬ا دون أي ص‪II I‬عوبة‪ .‬ك‪II I‬ل املص‪II I‬اعب واملل‪II I‬ذات ال‪II I‬يت‬

‫أواجهها مبثابرة إمياين بوعوده بالقران أي “إن مع العسر يسرا”‪.‬‬

‫معلوم ‪II‬ات متنوع ‪II‬ة مت احلص ‪II‬ول عليه ‪II‬ا بن ‪II‬اء على البحث عن املعلوم ‪II‬ات املوج ‪II‬ودة يف‬

‫الكتب الكبرية أو املوجودة يف الكتب املدرسية‪ .‬آمل أن نتائج جهودي اليوم ميكن أن ت‪II‬وفر‬

‫فهم ‪II‬ا جي ‪II‬دا لنفس ‪II‬ك ومفي ‪II‬د لآلخ ‪II‬رين كم ‪II‬ا يق ‪II‬ول املث ‪II‬ل الع ‪II‬ريب “ب ‪II‬العلم واألخالق ت ‪II‬رتقي‬

‫األمم”‪.‬‬

‫فرضية الجمعة ومنزلتها‬

‫‪ 1‬الدكتور وهبة الزحيلي(‪)1997‬م‪ ,‬الفقه اإلسالمية وأدلته الجزء الثاني‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬دمشق‪ ,‬الصفحة ‪1278‬‬

‫‪2‬‬
‫ص‪I‬الة اجلمع‪I‬ة مش‪I‬روعة‪ ,‬وهي من الفض‪I‬ائل ال‪I‬يت اختص اهلل تع‪I‬اىل هبا ه‪I‬ذه األم‪I‬ة ال‪I‬يت‬

‫هديت للف‪II‬وز مبكرم‪II‬ات ه‪II‬ذا الي‪II‬وم‪ً .‬ص‪II‬الة اجلمع‪II‬ة ف‪II‬رض عني‪ ,2‬وهي ف‪II‬رض مس‪II‬تقل ليس‪II‬ت‬

‫بدال عن الظه‪I‬ر‪ ,‬لع‪I‬دم انعقاده‪I‬ا بني‪I‬ة الظه‪I‬ر ممن ال جتب اجلمع‪I‬ة علي‪I‬ه كاملس‪I‬افر واملرأة‪ ,‬وهي‬

‫آك ‪II‬د من الظه ‪II‬ر‪ ,‬ب ‪II‬ل هي أفض ‪II‬ل الص ‪II‬لوات‪ ,‬ويومه ‪II‬ا أفض ‪II‬ل األي ‪II‬ام‪ ,‬وخ ‪II‬ري ي ‪II‬وم طلعت في ‪II‬ه‬

‫الشمس‪ ,‬يعتق اهلل فيه ست مئة ألف عتيق من النار‪ ,‬من مات في‪I‬ه كتب اهلل ل‪I‬ه أج‪I‬ر ش‪I‬هيد‪,‬‬

‫ووقي فتنة القبور‪ , 3‬ودليل فضل يومها حديث مرفوع‪[ :‬يوم اجلمعة سيد األيام وأعظمه‪II‬ا‪,‬‬

‫وأعظم عند اهلل من يوم الظهر‪ ,‬ويوم األضحى]‪.4‬‬

‫ورد أن يوم اجلمعة خري أيام األسبوع‪ .‬فعن أيب هري‪II‬رة رض‪II‬ى اهلل عن‪II‬ه أن رس‪II‬ول اهلل‬

‫(ص) ق‪II‬ال‪[ :‬خ‪II‬ري ي‪II‬وم طلعت في‪II‬ه الش‪II‬مس ي‪II‬وم اجلمع‪II‬ة ‪ :‬في‪II‬ه خل‪II‬ق آدم علي‪II‬ه الس‪II‬الم‪ ,‬وفي‪II‬ه‬

‫أدخل اجلنة‪ ,‬وفي‪II‬ه أخ‪I‬رج منه‪II‬ا‪ ,‬وال تق‪II‬وم الس‪I‬اعة إال يف ي‪II‬وم اجلمع‪II‬ة] رواه مس‪II‬لم وأب‪II‬و داود‬

‫والنسائى والرتمذى وصححه‪.5‬‬

‫وق ‪II‬د فرض ‪II‬ة مبك ‪II‬ة قبي ‪II‬ل اهلج ‪II‬رة‪ ,‬إال أهنا مل تقم يف مك ‪II‬ة لض ‪II‬عف ش ‪II‬وكة املس ‪II‬لمني‪,‬‬

‫وعجزهم عن اإلجتماع إلقامته‪II‬ا إذ ذاك‪ .‬وأول من مجع هلا وص‪I‬الها يف املدين‪II‬ة‪ ,‬قب‪II‬ل هج‪I‬رة‬
‫‪6‬‬
‫النيب‪ ,‬أسعد بن زرارة رضي اهلل عنه‪.‬‬

‫دليل والحكمة من مشروعيتها‬

‫‪ 2‬الدار المختار ‪ ,1/747 :‬الشرح الصغير ‪1/493 :‬‬


‫‪ 3‬الدكتور وهبة الزحيلي(‪)1997‬م‪ ,‬الفقه اإلسالمية وأدلته الجزء الثاني‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬دمشق‪ ,‬الصفحة ‪1278‬‬
‫‪ 4‬ذكره البيهقي في فضائل الألوقات من حديث أبي لبانة بن عبد المنذر‬
‫‪ 5‬محمد اسيد السابق (‪)2000‬م‪ ,‬فقه السنة الجزء األول‪ ,‬دار الفتح لإلعالم العربي‪ ,‬الصفحة ‪212‬‬
‫‪ 6‬الدكتور مصطفى البخن والدكتور مصطفى البغا (‪)2010‬م‪ ,‬الفقه المنهجي على مذهب اإلمام الشافعي‪ ,‬دار القلم‪-‬دمشق‪ ,‬الصفحة ‪199‬‬

‫‪3‬‬
‫دل على مش ‪II I‬روعية اجلمع ‪II I‬ة ووجوهبا قول ‪II I‬ه تع ‪II I‬اىل‪ٰٓ [:‬ـَأُّي ا ٱَّل ِذي ا ُنٓو ۟ا ِإَذا ُن وِد‬
‫َى‬ ‫َن َء َم‬ ‫َي َه‬
‫ِإ‬ ‫َٰذ ِل‬ ‫۟ا‬ ‫ِه‬ ‫۟ا ِإ ِذ‬ ‫ِة‬ ‫ِة ِم ِم‬ ‫ِل‬
‫لَّص َلٰو ن َيْو ٱُجْلُم َع َفٱْس َعْو ٰىَل ْك ِر ٱلَّل َو َذُر و ٱْلَبْي َع ۚ ُك ْم َخْيٌۭر َّلُك ْم ن ُك نُتْم‬
‫َتْع َلُم وَن ]‪ 7‬أي أمضوا إىل ذكر اهلل‪.‬‬

‫وأحادث كثرية منها‪ :‬ما رواه أبو داود (‪ ,)1067‬عن طارق بن شهاب رضي اهلل‬

‫عن‪II‬ه‪ ,‬عن الن‪II‬يب (ص) ق‪II‬ال‪[ :‬اجلمع‪II‬ة ح‪II‬ق واجب على ك‪II‬ل مس‪II‬لم يف مجاع‪II‬ة إال أربع‪II‬ة ‪ :‬عب‪II‬د‬
‫‪8‬‬
‫مملوك‪ ,‬أو امرأة‪ ,‬أو صيب‪ ,‬أو مريض‪].‬‬

‫وم‪II‬ا رواه مس‪II‬لم (‪ )865‬وغ‪II‬ريه‪ ,‬عن أيب هري‪II‬رة وابن عم‪II‬ر رض‪II‬ي اهلل عنهم‪ ,‬أهنم‪II‬ا‬
‫‪9‬‬
‫مسعا ألن ‪II I‬يب ص ‪II I‬لى اهلل علي ‪II I‬ه وس ‪II I‬لم يق ‪II I‬ول على أع ‪II I‬واد من ‪II I‬ربه‪[ :‬لينتهني أق ‪II I‬وام عن ودعهم‬
‫‪10‬‬
‫اجلمعات‪ ,‬أو ليختمن اهلل على قلوهبم‪ ,‬مث ليكونن من الغافلني]‪.‬‬

‫ملش ‪II‬رعية ص ‪II‬الة اجلمع ‪II‬ة حكم وفوائ ‪II‬د كث ‪II‬رية‪ ,‬ال جمال الستقص ‪II‬ائها يف ه ‪II‬ذا املك ‪II‬ان‪.‬‬

‫اجلمع‪II I‬ة ش‪II I‬رعت ل‪II I‬دعم الفك‪II I‬ر اجلم ‪II‬اعي‪ ,‬وجتم ‪II‬ع املس ‪II‬لمني وتع‪II I‬ارفهم وت‪II I‬آلفهم‪ ,‬وتوحي ‪II‬د‬

‫كلمتهم‪ ,‬وت‪II I‬دريبهم على طواعي‪II I‬ة القائ‪II I‬د‪ ,‬وال‪II I‬تزام متطلب‪II I‬ات القي‪II I‬ادة‪ ,‬وت‪II I‬ذكريهم بش‪II I‬رع‬

‫اإلس ‪II‬الم دس ‪II‬تورا وأحكام ‪II‬ا وأخالق ‪II‬ا وآداب ‪II‬ا وس ‪II‬لوكا‪ ,‬وتنفي ‪II‬ذا ألوام ‪II‬ر اجله ‪II‬اد‪ ,‬وم ‪II‬ا تتطلب ‪II‬ه‬

‫املصلحة العامة يف الداخل واخلارج‪ ,‬واألمر باملعروف والنهي عن املنكر‪.‬‬

‫شرائط وجوبها‬

‫صالة اجلمعة سبعة أشياء بتقدمي السني على املوحدة‪-:‬‬


‫‪ 7‬سورة الجمعة أية ‪ 9‬الصفحة ‪554‬‬
‫‪ 8‬نيل األوطا (‪)3/226‬‬
‫‪ 9‬ودعهم‪ :‬تركهم‬
‫‪ 10‬نيل األوطا (‪)3/221‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‬

‫وهو شرط لغريها من كل عبادة‪ ,‬فال جتب وجوب مطالبة يف الدنيا على الكافر‪.‬‬

‫‪ -2‬البلوغ‬

‫فال جتب على الصيب ألنه غري مكلف‪.‬‬

‫‪ -3‬العقل‬

‫فال على اجملنون‪,‬كعريها من الصلوات‪ ,‬والتكليف أيضا ش‪II‬رط يف ك‪II‬ل عب‪II‬ادة ق‪II‬ال يف‬

‫الروضة ‪ :‬واملغمى عليه كاجملنون‪ ,‬خبالف السكران‪ ,‬لفإنه يلزم قضاؤها ظهرا كغريها‪.‬‬

‫‪ -4‬الحرية الكاملة‬

‫فال جتب ص‪II‬الة اجلمع‪II‬ة على الرقي‪II‬ق‪ ,‬لنقص‪II‬ه والش‪II‬تغاله حبق‪II‬وق الس‪II‬يد عن التهي‪II‬ؤ هلا‬

‫ومشل ذلك املكاتب‪ ,‬ألنه عبد ما بقي عليه درهم‪.‬‬

‫‪ -5‬الذكورة‬

‫فال جتب على النس ‪II‬اء‪ ,‬النش ‪II‬غاهلن يف األوالد وش ‪II‬ؤون ال ‪II‬بيت‪ ,‬وحص ‪II‬ول املش ‪II‬قة هلن‬

‫بوجوب احلضور يف وقت خمصوص ومكان معني‪.‬‬

‫‪ -6‬الصحة الجسمية‬

‫‪5‬‬
‫فال جتب على املريض ال ‪II I‬ذي يت ‪II I‬أمل حبض ‪II I‬ور املس ‪II I‬جد أو باحنباس ‪II I‬ه في ‪II I‬ه إىل انقض ‪II I‬اء‬

‫الصالة‪ ,‬أو الذي يزداد مرضه شدة حبضوره أو يزداد طوال بأن يتأخر برؤه‪.‬‬

‫‪ -7‬اإلقامة بمحل الجمعة‬

‫فال جتب على مسافر سفرا مباحا ولو قصريا‪ ,‬غذا كان قد بدأ س‪II‬فره قب‪II‬ل فج‪II‬ر ي‪II‬وم‬

‫اجلمع‪II‬ة‪ ,‬وك‪II‬ان ال يس‪II‬مع يف املك‪II‬ان ال‪II‬ذي ه‪II‬و في‪II‬ه ص‪II‬وت األذان من بلدت‪II‬ه ال‪II‬يت س‪II‬افر منه‪II‬ا‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫وقد روي‪ [ :‬ال مجعة على مسافر]‬

‫شرائط صحتها‬
‫‪ 11‬رواه البيهقي موقوفا على ابن عامر‬

‫‪6‬‬
‫ف ‪II‬إذا ت ‪II‬وفرت ه ‪II‬ذه الش ‪II‬روط الس ‪II‬بعة‪ ,12‬وجبت ص ‪II‬الة اجلمع ‪II‬ة‪ ,‬إال أهنا ال تص ‪II‬ح إال‬

‫بشروط أربعة‪:‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -1‬أن تكون البلد‬

‫قال الشافعية‪ :‬أن تقام اجلمعة يف خطة‪ 14‬أبنية‪ ,‬سواء كانت ه‪II‬ذه اخلط‪II‬ة ض‪II‬من أبني‪II‬ة‬

‫بلدة‪ ,‬أو قرية يستوطنها ما ال يقل عن أربعني رجال ممن جتب عليهم صالة اجلمعةز‬

‫وقال احلنفي‪I‬ة‪ :‬أي كوهنا يف مص‪I‬ر ج‪I‬امع‪ ,‬أو يف مص‪I‬لى املص‪I‬ر ‪ :‬وه‪I‬و ك‪I‬ل موض‪I‬ع ل‪I‬ه‬

‫أم‪II I‬ري وق‪II I‬اض ينف‪II I‬ذ األحك‪II I‬ام ويقيم احلدود‪ .‬ودليلهم على اش‪II I‬رتاط املص‪II I‬ر ‪[ :‬ال مجع‪II I‬ة‪ ,‬وال‬

‫تشريق إال يف مصر جامع]‪.15‬‬

‫وقال املالكية‪ :‬أي كوهنا يف موضع االستيطان‪ ,‬وهو إما بلد أو قرية‪ ,‬مبني‪II‬ة بأحج‪II‬ار‬

‫وحنوها‪ ,‬أو بأخصاص من قصب أو أعواد شجر‪.‬‬

‫وقال احلنبلية‪ :‬أن يكون املكلفون باجلمعة وهم أربعون فأكثر مستوطني أي مقيمني‬

‫بقري ‪II‬ة جمتمع ‪II‬ة البن ‪II‬اء‪ ,‬مبا ج ‪II‬رت الع ‪II‬ادة بالبن ‪II‬اء ب ‪II‬ه‪ ,‬من حج ‪II‬ر أو لنب أو طني أو قص ‪II‬ب أو‬

‫شجر‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يكون العدد أربعين رجال‬

‫‪ 12‬شروط صحة الصالة اإلحدى عشرة المتقدمة‪ ,‬سبعة شرائط عند الحنيفة والشافعية‪ ,‬وخمسة شرائط عند الما لكية وأربعة لدى الحنبلية‬
‫‪ 13‬الدكتور وهبة الزحيلي(‪)1997‬م‪ ,‬الفقه اإلسالمية وأدلته الجزء الثاني‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬دمشق‪ ,‬الصفحة ‪1294‬‬
‫‪ 14‬خطة‪ :‬األرض التي خط عليها أعالم للبناء فيها‬
‫‪ 15‬رواه عبد الرزاق عن علي موقوفا‬

‫‪7‬‬
‫أي ممن تنعقد هبم‪ ,‬ومنهم اإلم‪I‬ام (من أه‪I‬ل اجلمع‪I‬ة) وهم ال‪I‬ذكور األح‪I‬رار املكلف‪I‬ون‬

‫املستوطنون مبحلها ال يظعنون عنه شتاء وال ص‪I‬يفا إال حلاج‪I‬ة‪ ,‬ألن‪I‬ه [ مل جيم‪I‬ع حبج‪I‬ة ال‪I‬وداع‬

‫م ‪II‬ع عزم ‪II‬ه على اإلقام ‪II‬ة أيام ‪II‬ا] لع ‪II‬دم الت ‪II‬وطن‪ .16‬عن جب ‪II‬ار بن عب ‪II‬د اهلل رض ‪II‬ي اهلل عن ‪II‬ه ق ‪II‬ال‪:‬‬

‫مض ‪II‬ت الس ‪II‬نة أنفي ك ‪II‬ل أربعني فم ‪II‬ا ف ‪II‬وق ذل ‪II‬ك مجع ‪II‬ة‪ .‬وج ‪II‬اء يف ح ‪II‬ديث كعب بن مال ‪II‬ك‬

‫رض‪I‬ي اهلل عن‪I‬ه‪ ,‬عن‪I‬د أيب داود‪ :‬أن أول من مجع هبم أس‪I‬عد بن زرارة رض‪I‬ي اهلل عن‪I‬ه‪ ,‬وك‪I‬انوا‬

‫يومئذ أربعني‪.17‬‬

‫‪ -3‬الوقت‬

‫وهو وقت الظهر‪ ,‬فتص‪I‬ح في‪I‬ه فق‪I‬ط‪ ,‬وال تص‪I‬ح بع‪I‬ده‪ ,‬وال تفض‪I‬ي مجع‪I‬ة‪ ,‬فل‪I‬و ض‪I‬اقت‬

‫الوقت‪ ,‬أحرموا‪ ,‬ب‪I‬الظهر‪ ,‬وال تص‪I‬ح عن‪I‬د اجلمه‪I‬ور غ‪I‬ري احلنابل‪I‬ة قبل‪I‬ه‪ ,‬أي قب‪I‬ل وقت ال‪I‬زوال‪,‬‬

‫ب‪II‬دليل مواظب‪II‬ة الن‪II‬يب (ص) على ص‪II‬الة اجلمع‪II‬ة إذا ذالت الش‪II‬مس‪ ,‬ق‪II‬ال أنس رض‪II‬ي اهلل عن‪II‬ه‪:‬‬
‫‪18‬‬
‫أي إىل الغ‪II I‬روب‪ ,‬وه‪II I‬و‬ ‫[ك‪II I‬ان رس‪II I‬ول اهلل (ص) يص‪II I‬لي اجلمع‪II I‬ة حيت متي‪II I‬ل الش‪II I‬مس]‬

‫الزوال‪.‬‬

‫‪ -4‬عدم تعدد الجمع لغير حاجة‬

‫أن ال يسبقها وال يقارهنا مجعة يف حملها‪ ,‬إال لك‪II‬رب البل‪II‬د وعس‪II‬ر اجتم‪II‬اع‪ 19‬الن‪II‬اس يف‬

‫مك‪II‬ان‪ .‬وق‪II‬ال الش‪II‬افعي‪ ,‬أن‪II‬ه ص‪II‬لى اهلل علي‪II‬ه وس‪II‬لم وص‪II‬حبه واخللف‪II‬اء الراش‪II‬دين والت‪II‬ابعني مل‬

‫‪16‬الشيخ شمس الدين محمد بن محمد الخطيب الشربني‪ ,‬اإلقناع في حل ألفظ أبيِ شجاع الجزء األول‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بيروت لبنان‪ ,‬الصفحة ‪276‬‬
‫‪ 17‬رواه البيهق (‪)1/177‬‬
‫‪ 18‬رواه احمد والبخاري وأبو داود والترمذي (نيل الألوطا‪)3/259 :‬‬
‫‪ 19‬وعسر اجتماع‪ :‬إما لكثرة الناس‪ ,‬أو لقتال منهم‪ ,‬أو لبعد أطراف البلد‬

‫‪8‬‬
‫يقيموا سوى مجعة واحدة‪ ,‬وألن االقتصار على واحدة أفضى إىل املقصود من إظه‪II‬ار ش‪II‬عار‬

‫اإلجتماع واتفاق الكلمة‪.‬‬

‫عن عائش ‪II‬ة رض ‪II‬ي اهلل عنه ‪II‬ا ق ‪II‬الت‪ :‬ك ‪II‬ان الن ‪II‬اس ينت ‪II‬ابون‪ 20‬ي ‪II‬وم اجلمع ‪II‬ة من م ‪II‬نزهلم‬

‫والعوايل‪ 21‬فيأتون يف الغب‪II‬ار يص‪II‬يبهم الغب‪II‬ار والع‪II‬رق‪ ,‬ف‪II‬أتى رس‪II‬ول اهلل ص‪II‬لى اهلل علي‪II‬ه وس‪II‬لم‬
‫‪22‬‬
‫إنسان منهم وهو عندي‪ ,‬فقال النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬لو أنكم تطهرمت ليومكم هذا‪.‬‬

‫عن ابن عب‪I‬اس رض‪I‬ي اهلل عنهم‪I‬ا أن‪I‬ه ق‪I‬ال‪ :‬إن أول مجع‪I‬ة مجعت بع‪I‬د مجع‪I‬ة يف مس‪I‬جد‬
‫‪23‬‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يف مسجد عبد القيس‪ ,‬جبواثي من البحرين‪.‬‬

‫‪ 20‬ينتابون‪ :‬يأتون مرة بعد مرة‬


‫‪ 21‬ماضع شرق المدينة‪ ,‬أقربها على بعد أربعة أميال أو ثالثة من المدينة‬
‫‪ 22‬رواه البخاري (‪ ,)860‬ومسل (‪)847‬‬
‫‪ 23‬رواه البخاري(‪)852‬‬

‫‪9‬‬
‫فرائض الجمعة‬

‫‪ -1‬خطبتان‬

‫اتف ‪II‬ق الفقه ‪II‬اء على أن اخلطب ‪II‬ة ش ‪II‬رط يف اجلمع ‪II‬ة‪ ،‬ال تص ‪II‬ح ب ‪II‬دوهنا‪ ، 24‬لقول ‪II‬ه تع ‪II‬اىل‪:‬‬

‫[فاس‪II‬عوا إىل ذك‪II‬ر اهلل ]‪ 25‬وال‪II‬ذكر‪ :‬ه‪II‬و اخلطب‪II‬ة‪ ،‬وألن الن‪II‬يب مل يص‪II‬ل اجلمع‪II‬ة ب‪II‬دون اخلطب‪II‬ة‪،‬‬

‫وق‪II‬د ق‪II‬ال‪[ :‬ص‪II‬لوا كم‪II‬ا رأيتم‪II‬وين أص‪II‬لي]‪ ،‬وعن عم‪II‬ر وعائش‪II‬ة رض‪II‬ي اهلل عنهم‪II‬ا أهنم‪II‬ا ق‪II‬اال‪:‬‬

‫قص‪II I‬رت الص‪II I‬الة ألج ‪II‬ل اخلطب‪II I‬ة‪ .‬واألص ‪II‬ح عن‪II I‬د احلنفي‪II I‬ة‪ :‬أن اخلطبـة لـيـسـت قـائـمـة مـقـام‬

‫ركعتني‪ ،‬بل كشطرها يف الثواب‪ ،‬ملا ورد به األثر من أن اخلطبة كشطر الصالة ‪.‬‬

‫وق‪II‬ال الش‪II‬افعية‪ :26‬للخطب‪II‬ة مخس‪II‬ة أرك‪II‬ان أو ف‪II‬روض‪ :‬محد اهلل تع‪II‬اىل‪ ،‬والص‪II‬الة على‬

‫رسول اهلل ﷺ ‪ ،‬والوصية ب‪I‬التقوى‪ ،‬وجتب ه‪I‬ذه الثالث‪I‬ة يف ك‪I‬ل من اخلطب‪I‬تني‪ ،‬وق‪I‬راءة‬

‫آية مفهمة يف إحدى اخلطبتني‪ ،‬والدعاء للمؤمنني واملؤمنات بأمر أخروي ‪.‬‬

‫فقال احلنفية‪ :27‬خيطب اإلمام بعد الزوال قبل الصالة خطبتني خفيفتني بق‪II‬در س‪II‬ورة‬

‫من طوال املفصل‪ ،‬يفصل بينهم‪I‬ا بقع‪I‬دة ق‪I‬در ق‪I‬راءة ثالث آي‪I‬ات‪ ،‬وخيفض جه‪I‬ره بالثاني‪I‬ة عن‬

‫األوىل‪ ،‬وخيطب قائم ‪ًI‬ا‪ ،‬مس ‪II‬تقبل الن ‪II‬اس‪ ،‬على طه ‪II‬ارة من احلدثني‪ ،‬وس ‪II‬رت ع ‪II‬ورة‪ ،‬ول ‪II‬و ك ‪II‬ان‬

‫احلاضرون صمًا أو نيامًا‪.‬‬


‫‪ 24‬تبيين الحقائق‪1/219 :‬‬
‫‪ 25‬سورة الجمعة اية ‪9‬‬
‫‪ 26‬مغني المحتاج‪287-1/285 :‬‬
‫‪ 27‬فتح القدير مع العناية‪415-1/414 :‬‬

‫‪10‬‬
‫وق‪II‬ال احلنابل‪II‬ة‪ :28‬يش‪II‬رتط للجمع‪II‬ة أن يتق‪II‬دمها خطبت‪II‬ان‪ ،‬لألدل‪II‬ة الس‪II‬ابقة‪ ،‬ومها ب‪II‬دل‬

‫ركع‪II‬تني ملا تق‪II‬دم عن عم‪II‬ر وعائش‪II‬ة‪ ،‬وال يق‪II‬ال‪ :‬إهنم‪II‬ا ب‪II‬دل ركع‪II‬تني من الظه‪II‬ر؛ ألن اجلمع‪II‬ة‬

‫ليست بدًال عن الظهر‪ ،‬بل الظهر بدل عنها إذا فاتت‪.‬‬

‫‪ -2‬صالة ركعتين في الجماعة‬

‫يرى أكثر أهل العلم أن من أدرك ركعة من اجلمعة مع اإلمهم فهو مدرك هلا وعليه‬

‫أن يضيف إليها أخرى‪ ,‬فعن ابن عمر عن النيب صلى اهلل عليه وسلم قال‪[ :‬من أدرك ركع‪II‬ة‬

‫من ص ‪II‬الة اجلمع ‪II‬ة فليض ‪II‬ف إليه ‪II‬ا أخ ‪II‬رى وق ‪II‬د متت ص ‪II‬الته]‪ .29‬ق ‪II‬ال احلاف ‪II‬ظ يف بل ‪II‬وغ املرم‪:‬‬

‫إسناده صحيح‪ ,‬لكن قوى أبو ح‪I‬امت إرس‪I‬اله‪ .‬وعن أيب هري‪I‬رة أن الن‪I‬يب ص‪I‬لى اهلل علي‪I‬ه وس‪I‬لم‬
‫‪31 30‬‬
‫قال‪[ :‬من أدرك من الصالة ركعة فقد أدركها كلها] ‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫وأما من أدرك أق‪II‬ل من ركع‪II‬ة فإن‪II‬ه ال يك‪II‬ون م‪II‬دركا للجمع‪II‬ة ويص‪II‬لي ظه‪II‬را أربع‪II‬ا‬

‫يف ق‪II‬ول أك‪II‬ثر العلم‪II‬اء‪ .‬ق‪II‬ال ابن مس‪II‬عود‪ :‬من أدرك من اجلمع‪II‬ة ركع‪II‬ة فليض‪II‬ف إليه‪II‬ا أخ‪II‬رى‪,‬‬

‫من فاتت‪II‬ه الركعت‪II‬ان فليص‪II‬ل أربع‪II‬ا‪ .33‬وق‪II‬ال ابن عم‪II‬ر‪ :‬إذا ادركت من اجلمع‪II‬ة ركع‪II‬ة فأض‪II‬ف‬

‫إليها أخرى‪ ,‬وإن أدركتهم جلوسا فصل أربعا‪ .34‬وهذا مذهب الشافعية واملالكي‪II‬ة واحلنابل‪II‬ة‬

‫وحمم ‪II‬د بن احلس ‪II‬ن‪ .‬وق ‪II‬ال أب ‪II‬و حنيف ‪II‬ة وأب ‪II‬و يوس ‪II‬ف من أدرك التش ‪II‬هد م ‪II‬ع اإلم ‪II‬ام فق ‪II‬د أدرك‬

‫اجلمعة فيصلى ركعتني بعد السالم اإلمام ومتت مجعته‪.‬‬

‫‪ 28‬المغني‪310-2/302 :‬‬
‫‪ 29‬رواه النسائي وابن ماجه والدارقطنى‬
‫‪ 30‬رواه الجماعة‬
‫‪ 31‬محمد اسيد السابق (‪)2000‬م‪ ,‬فقه السنة الجزء األول‪ ,‬دار الفتح لإلعالم العربي‪ ,‬الصفحة ‪226‬‬
‫‪ 32‬ينوي الجمعة ويتمها ظهرا‬
‫‪ 33‬رواه الطبراني بسند حسن‬
‫‪ 34‬رواه البيهقي‬

‫‪11‬‬
‫مكروهات الخطبة‬

‫مكروه ‪II‬ات اخلطب ‪II‬ة عن ‪II‬د احلنفي ‪II‬ة واملالكي ‪II‬ة‪ :‬هي ت ‪II‬رك س ‪II‬نة من الس ‪II‬نن املتقدم ‪II‬ة‪ ،‬ومن‬

‫أمهها تطويل اخلطبة وترك الطه‪II‬ارة‪ ،‬فكالمها مك‪II‬روه‪ ،‬ومنه‪II‬ا عن‪II‬د احلنفي‪II‬ة‪ :‬أن يس‪II‬لم اخلطيب‬

‫على القوم إذا استوى على املنرب‪.‬‬

‫وقال احلنفية‪ :‬ال بأس بالتخطي بشرطني‪ :‬األول‪-‬اال يؤذي أحدا به بأن يطا ثوبه أو‬

‫ميس جس‪II‬ده‪ ،‬والث‪II‬اين ‪ -‬أن يك‪II‬ون ذل‪II‬ك قب‪II‬ل ش‪II‬روع اإلم‪II‬ام يف اخلطب‪II‬ة‪ ،‬وإال ك‪II‬ره حترميًا‪ ،‬إال‬

‫إذا كان التخطي لضرورة كان مل جيد مكانًا إال بالتخطي‪ .‬فال ب‪I‬أس ب‪I‬التخطي عن‪I‬دهم م‪I‬ا مل‬

‫يأخذ اإلمام يف اخلطبة‪ ،‬ومل يؤذ أحدًا‪.‬‬

‫فمن املكروه يف اخلطبة عند الشافعية‪ :‬أن يتكلم سامعها أثناءها‪ ،‬وأن يؤذن جـمـاعـة‬

‫بني يدي اخلطيب وهو مكروه أيض‪ًI‬ا عن‪I‬د احلنابل‪I‬ة‪ ،‬وأن يلتفت اإلم‪I‬ام يف اخلطب‪I‬ة الثاني‪I‬ة‪ ،‬وأن‬

‫يشري بيده أو غريها‪ ،‬وأن يدق درج املنرب‪ .‬ويكره االحتباء‪ 35‬للحاض‪I‬رين يف اخلطب‪I‬ة‪ ،‬ملا ص‪I‬ح‬

‫من النهي عنه‪ ،‬عن سهل بن معاذ‪[ :‬أن النيب ﷺ هنى عن احلبوة يوم اجلمعة‪ ،‬واإلمام‬

‫خيطب]‪ 36‬وألنه جيلب النوم‪.‬‬

‫ومن املك‪II‬روه عن‪II‬د احلنابل‪II‬ة‪ :‬اس‪II‬تدبار اخلطيب الق‪II‬وم ح‪II‬ال اخلطب‪II‬ة‪ ،‬ورف‪II‬ع يدي‪II‬ه ح‪II‬ال‬

‫الدعاء يف اخلطبة‪ ،‬وفاقًا للمالكية والشافعية وغريهم‪.‬‬

‫‪ 35‬االحتباء‪ :‬لجلوس على األليتين‬


‫‪ 36‬رواه أبو داود والترمذي وحسنه‬

‫‪12‬‬
‫آداب الجمعة وهيئاتها‬

‫ليوم اجلمعة وصالة آداب مسنونة‪ ,‬ينبغي االهتمام هبا والدأب عليها‪ ,‬وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬الغسل‬

‫ملن يري ‪II‬د حض ‪II‬ورها وإن مل جتب علي ‪II‬ه اجلمع ‪II‬ة‪ ،‬حلديث [إذا ج ‪II‬اء أح ‪II‬دكم اجلمع ‪II‬ة‬

‫فليغتسل]‪ 37‬وتفارق اجلمعة العبد ‪ -‬حيث مل خيتص مبن حيضر ‪ -‬ب‪II‬أن غس‪II‬له للزين‪II‬ة وإظه‪II‬ار‬

‫السرور وهذا للتنظيف ودفع األذى عن الناس‪ ،‬ومثله يأيت يف التزيني‪ ،‬وروي [غسل اجلمعة‬

‫واجب على ك‪II I‬ل خمتلم] أي متأك‪II I‬د‪ ،‬ووقت‪II I‬ه من الفج‪II I‬ر الص‪II I‬ادق‪ ،‬وتقريب‪II I‬ه من ذهاب‪II I‬ه إىل‬

‫اجلمع ‪II‬ة أفض ‪II‬ل‪ ،‬ألن ‪II‬ه أفض ‪II‬ى إىل املقص ‪II‬ود من انتف ‪II‬اء الرائح ‪II‬ة الكريه ‪II‬ة‪ ،‬ول ‪II‬و تع ‪II‬ارض الغس ‪II‬ل‬

‫والتبكري فمراعاة الغـل أوىل‪ ،‬ف‪I‬إن عج‪I‬ز عن املاء ك‪I‬أن توض‪I‬أ مث عدم‪I‬ه أو ك‪I‬ان جرحيًا يف غ‪I‬ري‬

‫أعض‪II‬اء الوض‪II‬وء ‪ -‬تيمم بني‪II‬ة الغس‪II‬ل ‪ :‬ب‪II‬أن ين‪II‬وي ال‪II‬تيمم عن غس‪II‬ل اجلمع‪II‬ة إح‪II‬رازًا للفض‪II‬يلة‬

‫كسائر األغسال ‪.‬‬

‫‪ -2‬تنظيف الجسد من األوساخ والروائح الكريهة واالدهان والتطيب‬

‫وذلك لئال يتأذى به أحد من الناس‪ ،‬بل ليألفوه ويس‪II‬روا باللق‪II‬اء ب‪II‬ه‪ .‬وق‪II‬د علمت أن‬

‫من رخص ترك صالة اجلمعة أن يكون قد أكل ذا ريح کریه بتأذى به الناس‪.‬‬

‫‪ 37‬رواه الشيخان‬

‫‪13‬‬
‫‪ -3‬التزين باللباس الحسن والتطيب‬

‫لقول ‪II‬ه‪[:‬من اغتس ‪II‬ل ي ‪II‬وم اجلمع ‪II‬ة وليس من أحس ‪II‬ن ثياب ‪II‬ه ومس من طيب بيت ‪II‬ه ‪ -‬إن‬

‫ك ‪II‬ان عن ‪II‬ده ‪ -‬مث أتى اجلمع ‪II‬ة فلم يتخ ‪II‬ط أعن ‪II‬اق الن ‪II‬اس مث ص ‪II‬لى م ‪II‬ا كتب ل ‪II‬ه مث أنص ‪II‬ت إذا‬

‫خرج إمامه حىت يفرغ من صالته ك‪II‬انت كف‪II‬ارة ملا بينه‪II‬ا وبني مجعت‪II‬ه ال‪II‬يت قبله‪II‬ا]‪ 38‬وق‪II‬ال ‪:‬‬

‫صحيح على شرط مسلم‪ .‬واألبيض من الثياب أفضل لقوله ﷺ‪[ :‬البسوا من ثي‪I‬ابكم‬
‫‪39‬‬
‫البياض فإهنا من خري ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم]‪.‬‬

‫‪ -4‬أخذ الظفر وتهذيب الشعر‬

‫خلرب البزار يف مسنده‪ :‬أنه ﷺ كان يقلم أظافره ويقص شاريه يوم اجلمعة‪.‬‬

‫‪ -5‬التبكير إلى المسجد‬

‫عن أيب هريرة رضي اهلل عنه أن رسول اهلل ﷺ قال‪[ :‬من اغتسل يوم اجلمعة‬

‫غسل اجلنابة‪ ،40‬مث راح‪ 41‬فكأمنا قرب بدنة‪ ،‬ومن راح يف الس‪II‬اعة الثاني‪II‬ة فكأمنا ق‪II‬رب بق‪II‬رة‪،‬‬

‫ومن راح يف الس ‪II‬اعة الثالث ‪II‬ة فكأمنا ق ‪II‬رب كبش ‪II‬ا أق ‪II‬رن‪ ،‬ومن راح يف الس ‪II‬اعة الرابع ‪II‬ة فكأمنا‬

‫قرب دجاجة‪ ،‬ومن راح يف الساعة اخلامس‪II‬ة فكأمنا ق‪II‬رب بيض‪II‬ة‪ ،‬ف‪II‬إذا خ‪I‬رج اإلم‪II‬ام حض‪II‬رت‬
‫‪42‬‬
‫املالئكة يستمعون الذكر]‪.‬‬

‫‪ 38‬رواه ابن حيان في صحيحه والحاكم‬


‫‪ 39‬أحمد عيسى عاشور (‪)2004‬م‪ ,‬الفقه الميسر في العبادات والمعامالت الجزء األول والثاني‪ ,‬دار الخير‪ ,‬للمراسلة‪ :‬دمشق‪-‬سوريا‪-‬حلبوني‪-‬جادة الشيخ‬
‫تاج‪ ,‬الصفحة ‪133‬‬
‫‪ 40‬راح‪ :‬أي كغسل الجنابة من حيث الهيئة‬
‫‪ 41‬المقصود هو ذهب‬
‫‪ 42‬روى البخاري (‪ )841‬ومسلم (‪)850‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -6‬اإلنصات للخطبتين‬

‫عن أيب هري ‪II‬رة رض ‪II‬ي اهلل عن ‪II‬ه‪ ،‬أن الن ‪II‬يب ﷺ ق ‪II‬ال‪[ :‬إذا قلت لص ‪II‬احبك ي ‪II‬وم‬

‫اجلمعة‪ :‬أنصت‪ ،‬واإلم‪II‬ام خيطب‪ ،‬فق‪II‬د لغ‪II‬وت]‪ .43‬وعن‪II‬د أيب داود (‪ )1051‬من رواي‪II‬ة علي‬

‫رضي اهلل عنه‪[ :‬ومن لغا فليس له يف مجعته تلك شيء]‪ .‬أي مل حيصل ل‪II‬ه الفض‪II‬ل املطل‪II‬وب‪،‬‬

‫والثواب املرجو‪ .‬واللغو‪ :‬هو ما ال حيسن من الكالم‪.‬‬

‫‪ 43‬روى البخاري في صحيحه (‪ )892‬ومسلم (‪ )851‬وغيرهما‬

‫‪15‬‬
‫آداب عامة ليوم الجمعة‬

‫يوم اجلمعة أفضل أيام األسبوع‪ ،‬وله سنن وآداب‪ ،‬ينبغي أن يكون املسلم على بيئ‪II‬ة‬

‫منها‪ ،‬ليطبق منها ما ميكنه تطبيقه‪ ،‬وإليك بعضًا منها ‪-:‬‬

‫‪ -1‬أتسن قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة وليلتها‬

‫روى النس‪II‬ائي عن أيب س‪II‬عيد اخلدري رض‪II‬ي اهلل عن‪II‬ه‪ ،‬أّن الن‪II‬يب ﷺ ق‪II‬ال‪[ :‬من‬

‫قرأ سورة الكهف يف يوم اجلمعة أضاء له من الثور ما بني اجلمعتني]‪.‬‬

‫‪ -2‬يسن اإلكثار من الدعاء يومها وليلتها‬

‫أن النيب ﷺ ذكر يوم اجلمعة فقال‪[ :‬فيها ساعة ال يوافقها عب‪II‬د مس‪II‬لم‪ ،‬وه‪II‬و‬

‫قائم يصلي‪ ،‬يسأل اهلل تعاىل شيئًا إال أعط‪II‬اه إي‪II‬اه]‪ .44‬وأش‪II‬ار بي‪II‬ده يقلله‪II‬ا‪ ،‬أي ي‪II‬بني أهنا ف‪II‬رتة‬

‫قصرية من الزمن‪.‬‬

‫‪ -3‬يسن اإلكثار من الصالة على النبي ﷺ في يومها وليلتها‬

‫حلديث‪[ :‬إن من أفض ‪II‬ل أي ‪II‬امكم ي ‪II‬وم اجلمع ‪II‬ة‪ ،‬ف ‪II‬أكثروا على من الص ‪II‬الة في ‪II‬ه‪ ،‬ف ‪II‬إن‬
‫‪46 45‬‬
‫صالتكم معروضة علي] ‪.‬‬

‫‪ 44‬لما رواه البخاري (‪ )٨٩٣‬ومسلم (‪)٨٥٢‬‬


‫‪ 45‬رواه أبو داود‪ ,1047 :‬وغيره بأسانيد صحيحة‬
‫‪46‬الدكتور مصطفى البخن والدكتور مصطفى البغا (‪)2010‬م‪ ,‬الفقه المنهجي على مذهب اإلمام الشافعي‪ ,‬دار القلم‪-‬دمشق ‪ ,‬الصفحة ‪212‬‬

‫‪16‬‬
‫صالة الجمعة‬

‫حكمة مشروعية‬ ‫دليل مشروعية‬ ‫فرضية الجمعة ومنزلتها‬

‫وتجمٰٓـٰٓـع المسٰٓـٰٓـلمين وتعٰٓـٰٓـارفهم‬ ‫َيٰٓـ َأُّيَها ٱَّل ِذ يَن َء اَم ُن ٓو ۟ا ِإَذ ا ُن وِدَى‬ ‫صالة الجمعة فرض عين‬
‫وتآلفهم‪,‬‬ ‫ِللَّص َلٰو ِة ِم ن َي ْو ِم ٱْلُج ُمَع ِة‬ ‫ورد أن يٰٓـوم الجمعٰٓـة خٰٓـير أيٰٓـام‬
‫وتوحيٰٓـد كلمتهم‪ ,‬وتٰٓـدريبهم على‬ ‫َفٱْس َع ْو ۟ا َلٰى ِذ ْك ٱِهَّلل َو َذ ُرو۟ا‬ ‫األسبوع‬
‫ِر‬ ‫ِإ‬
‫طواعية القائد‬ ‫ٱْلَبْي َع ۚ َٰذ ِلُك ْم َخْي ٌۭر َّلُك ْم ِإن ُك نُتْم‬ ‫فرضة بمكة قبيل الهجرة‬
‫والتزام متطلبات القيادة‬ ‫َتْع َلُم وَن‬
‫لينتهين أقٰٓـٰٓـٰٓـٰٓـٰٓـٰٓـٰٓـٰٓـٰٓـٰٓـوام عن ودعهم‬
‫الجمعٰٓـٰٓـٰٓـات‪ ,‬أو ليختمن هللا على‬
‫قلٰٓـٰٓـٰٓـٰٓـٰٓـٰٓـٰٓـوبهم‪ ,‬ثم ليكٰٓـٰٓـٰٓـٰٓـٰٓـٰٓـٰٓـونن من‬
‫الغافلينودعهم‪ :‬تركهم‬

‫شرائط وجوهبا‬ ‫شرائط صحتها‬

‫اإلسالم‬ ‫أن تكون البلد‬


‫البلوغ‬ ‫أن يكون العدد أربعني رجال‬
‫العقل‬ ‫الوقت‬
‫احلرية الكاملة‬ ‫عدم تعدد اجلمع لغري حاجة‬
‫الذكورة‬
‫الصحة اجلسمية‬
‫اإلقامة مبحل اجلمعة‬

‫فرائض اجلمعة‬

‫صالة ركعتني يف اجلماعة‬ ‫خطبتان‬

‫الحنيفة والمالكية‬ ‫الحنفية‬

‫مكروهات الخطبة‬

‫الشافعية‬ ‫الحنابلة‬

‫‪17‬‬
‫الغسل‬
‫تنظيف اجلسد من األوساخ والروائح الكريهة واالدهان والتطيب‬
‫التزين باللباس احلسن والتطيب‬
‫آداب‬ ‫أخذ الظفر وهتذيب الشعر‬

‫اجلمعة‬ ‫التبكري إىل املسجد‬


‫اإلنصات للخطبتني‬
‫وهيئاهتا‬

‫أتسن قراءة سورة الكهف يف يوم اجلمعة وليلتها‬


‫آداب‬ ‫يسن اإلكثار من الدعاء يومها وليلتها‬
‫عامة‬ ‫يف يومها وليلتها‬ ‫يسن اإلكثار من الصالة على النيب ﷺ‬

‫ليوم‬
‫اجلمعة‬

‫‪18‬‬
‫الخالصة‬

‫يف اخلت‪II‬ام‪ ,‬ص‪II‬الة اجلمع‪II‬ة ص‪II‬الة ش‪II‬رعها اهلل س‪II‬بحانه وتع‪II‬اىل على الرج‪II‬ال املس‪II‬لمني‪.‬‬

‫وهي املزايا اليت أعطاها اهلل على وجه التحديد لشعبه لين‪II‬الوا النج‪II‬اح‪ ,‬وال س‪II‬يما يف األخ‪II‬رة‪.‬‬
‫ِة‬ ‫ِة ِم ِم‬ ‫ِد ِل‬ ‫۟ا‬ ‫ِذ‬
‫وه‪II I I‬ذا يثبت بكالم اهلل تع‪II I I‬اىل‪َ’ :‬يٰٓـَأُّيَه ا ٱَّل يَن َءاَم ُنٓو ِإَذا ُن و َى لَّص َلٰو ن َيْو ٱُجْلُم َع‬
‫َفٱْسَعْو ۟ا ِإٰىَل ِذْك ِر ٱلَّلِه َو َذُر و۟ا ٱْلَبْيَع ۚ َٰذ ِلُك ْم َخْيٌۭر َّلُك ْم ِإن ُك نُتْم َتْع َلُم وَن ’‪.‬‬

‫ل ‪II I‬ذلك حث اهلل ع ‪II I‬ز وج ‪II I‬ل املس ‪II I‬لمني بش ‪II I‬ده على حض ‪II I‬ورها‪ ,‬وحيذر من يرتكه ‪II I‬ا‬

‫ويستخف هبا‪ .‬كما قال النيب ﷺ ‪ :‬اجلمعُة حٌّق واجٌب على كِّل مسلٍم يف مجاعٍة إَّال‬

‫أربعًة عبٌد مملوٌك أِو ام‪I‬رأٌة أو ص‪ٌّI‬يب أو م‪I‬ريٌض ‪ .‬جيب علين‪I‬ا كمس‪I‬لمني أن نفي ب‪I‬واجب ص‪I‬الة‬

‫اجلمعة كل أسبوع ألن ترك صالة اجلمعة إمث‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫احلمد هلل‪ ،‬لقد خلصنا عن الواجبات اليت أرسل علينا قبل هذا‪ ،‬لعل األستاذ ممكن أن تفهم‬

‫كل ما فعلنا‪ ،‬ونرجوا الدعاء من األستاذ لكي حنن دائما من الناجحني والفائزين يف كل‬

‫أمور الدنيا واألخرة‪" ..‬ما أصابك من حسنة فمن اهلل‪ ،‬وما أصابك من سيئة فمن‬

‫نفسك"‪ ..‬ختتتم بقول هذا ونستغفر اهلل العظيم لنا ولكم ولسائر املسلمني واملسلمات‬

‫واملؤمنني واملؤمنات‪ ،‬انه هو الغفور الرحيم‪ ...‬السالم عليكم ورمحة اهلل ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫المراجع‬

‫‪ -1‬ال‪II‬دكتور مص‪II‬طفى البخن وال‪II‬دكتور مص‪II‬طفى البغ‪II‬ا (‪)2010‬م‪ ,‬الفق‪II‬ه املنهجي على م‪II‬ذهب‬

‫اإلمام الشافعي‪ ,‬دار القلم‪-‬دمشق‪.‬‬

‫‪ -2‬أمحد عيسى عاشور (‪)2004‬م‪ ,‬الفق‪II‬ه امليس‪II‬ر يف العب‪II‬ادات واملع‪II‬امالت اجلزء األول والث‪II‬اين‪,‬‬

‫دار اخلري‪ ,‬للمراسلة‪ :‬دمشق‪-‬سوريا‪-‬حلبوين‪-‬جادة الشيخ تاج‪.‬‬

‫‪ -3‬الشيخ مشس الدين حممد بن حممد اخلطيب الشربين‪ ,‬اإلقن‪I‬اع يف ح‪I‬ل ألف‪I‬ظ أيبِ ش‪I‬جاع اجلزء‬

‫األول‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بريوت لبنان‪.‬‬

‫‪ -4‬الدكتور وهبة الزحيلي(‪)1997‬م‪ ,‬الفقه اإلسالمية وأدلته اجلزء الثاين‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬دمشق‪.‬‬

‫‪ -5‬حممد اسيد السابق (‪)2000‬م‪ ,‬فقه السنة اجلزء األول‪ ,‬دار الفتح لإلعالم العريب‪.‬‬

‫‪20‬‬

You might also like