You are on page 1of 37

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫كلية القلم الجامعة‬


‫قسم إدارة األعمال‬

‫مسؤولية المعلن عن اإلعالن المضلل في التجارة‬

‫االلكترونية‬

‫دولة االمارات النموذجية‬


‫د‬

‫بحث مقدم الى مجلس قسم ادارة االعمال كجزء من متطلبات نيل شهادة‬
‫البكالوريوس في ادارة االعمال‬

‫اعداد الطلبة‬
‫عماد هاشم محمد‬
‫احمد علي هواس‬
‫علي حسين عيسى‬
‫بإشراف‬
‫م‪ .‬وداد ناجي عبد المجيد‬
‫‪2023- 2022‬‬

‫‪1‬‬
‫اإلهداء‬

‫حت من أجلي‬
‫م ال؛ فلقد ض َّ‬ ‫إلى من ُأف ِ ّ‬
‫ضلها على نفسي‪ ،‬ولِ َ‬

‫جه ًدا في سبيل إسعادي على ال َّدوام‬


‫ولم ت َّدخر ُ‬

‫(ُأ ِ ّمي الحببية)‪.‬‬

‫نسير في دروب الحياة‪ ،‬ويبقى من ُيسيطر على أذهاننا في كل مسلك نسلكه‬

‫صاحب الوجه الطيب‪ ،‬واألفعال الحسنة‪.‬‬

‫ي طيلة حياته‬
‫فلم يبخل عل َّ‬

‫(والدي العزيز)‪.‬‬

‫والى اساتذتنا في قسم إدارة االعمال كل حسب مقامه و على وجه الخصوص الدكتورة ‪ :‬وداد‬
‫ناجي‬

‫التي قامت باألشراف على هذا البحث وقدمت لنا النصائح و التوجيهات ألتمامه ‪.‬‬

‫إلى أصدقائي‪ ،‬وجميع من وقفوا بجواري وساعدوني بكل ما يملكون‪ ،‬وفي أصعدة كثيرة‬

‫ُأق ِّ‬
‫دم لكم هذا البحث‪ ،‬وأتم َّنى أن يحوز على رضاكم ‪.‬‬

‫أ‬
‫ب‬
‫المحتويات‬

‫االهداء ‪ --------------------------------------------------------------------‬أ‬

‫الملخص ‪ -------------------------------------------------------------------‬ب‬

‫المحتويات ‪ -----------------------------------------------------------------‬ج‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار العام للبحث ‪4 – 1 -----------------------------------------‬‬

‫المقدمة ‪3 – 1-------------------------------------------------------------------‬‬

‫مشكلة البحث ‪4 --------------------------------------------------------------‬‬

‫فرضيات البحث ‪4 -----------------------------------------------------------‬‬

‫اهداف البحث ‪4 --------------------------------------------------------------‬‬

‫أهمية البحث ‪4 ---------------------------------------------------------------‬‬

‫منهجية البحث ‪4 -------------------------------------------------------------‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية اإلعالن التجاري االلكتروني ‪16 – 5 --------------------------‬‬

‫المطلب األول مفهوم اإلعالن التجاري االلكتروني ‪7 – 5-------------‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لإلعالن االلكتروني ‪10 – 8-----------‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬إدراك التضليل في اإلعالن االلكتروني ‪16 - 11--------‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الحماية القانونية للمستهلك االلكتروني من اإلعالن المضلل ‪25 – 17 ----‬‬

‫المطلب األول مفهوم المستهلك االلكتروني ‪21 - 18 -------------------‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبررات حماية المستهلك االلكتروني ‪25 – 22 ---------‬‬

‫االستنتاجات والتوصيات ‪25 -------------------------------------------------‬‬

‫االستنتاجات ‪25 ----------------------------------------------‬‬

‫التوصيات ‪25 ------------------------------------------------‬‬

‫مصادر البحث ‪30 - 26 -----------------------------------------------------‬‬

‫ج‬
‫د‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلطار العام للبحث‬

‫المقدمة‬

‫بعد أن شهد العالم ثورة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت والتطوارت المتالحقة والسريعة‪ ،‬نجد النمو‬
‫الس ريع في مج ال التج ارة اإللكتروني ة من خالل المواق ع واألس واق االلكتروني ة وتطبيق ات تل ك األس واق‬
‫المتخصص ة في ع رض وبي ع الس لع ‪ ،‬وتعت بر التج ارة اإللكتروني ة من أهم الممارس ات العملي ة في مج ال‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬اذ أحدثت تطورا كبيرا في طرق إجراء المعامالت التجارية إلكتروني اً‬
‫وعق د الص فقات في ال بيع والش راء لمختل ف الس لع في أي مك ان وأي زم ان‪ ،‬وه و بالنتيج ة يعكس م دى‬
‫التنامي المستمر في حجم التجارة االلكترونية ‪.‬‬

‫ونتيج ة ل ذلك ب دأ االقتص اد الع المي بالتن امي بش كل ملح وظ ويرج ع ذل ك إلى التق دم التكنول وجي وتزاي د‬
‫استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في شتى مجاالت الحياة اليومية‪ ،‬وقد أصبحنا نعيش فيما يعرف‬
‫باالقتصاد الجديد أو االقتصاد الرقمي أو اقتصاد المعرفة‪.‬‬

‫وأهم ما يميز االقتصاد الجديد أن تكنولوجيا المعلومات تمثل القوة الحقيقية ‪،‬وأيضاً تحقيق معدالت مرتفعة‬
‫للنمو االقتصادي‪ ،‬وتسجيل شركات التكنولوجيا الحديثة ألرباح كبيرة‪ ،‬ووجود ظواهر احتكارية في السوق‬
‫تك ون ض رورية وحتمي ة وفق اً آللي ات الوص ول إلى وف ورات الحجم الكب ير‪ ،‬وانتش ار اس تخدام اإلن ترنت‪،‬‬
‫والتوسع في التجارة اإللكترونية‪ ،‬وتطور أجهزة االتصاالت ‪.‬‬

‫وشهد العالم خالل الفترة الماضية تنامي ظاهرة جديدة قد تكون مشكلة عالمية وهي الفجوة الرقمية والتي‬
‫تسمى أحيان اً الفجوة التكنولوجية أو الفجوة العلمية والتي تتمثل في وجود تباين بين دول العالم فيما يتعلق‬
‫بامتالك تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت )‪(1‬ومن أكثر األمثلة على تلك الفجوة هي التعامالت االلكترونية‬
‫في المج ال التعليمي والمص رفي بش كل كام ل بالنس بة لبعض ال دول وش ل الحرك ة ل دى دول أخ رى أثن اء‬
‫اغالقات جائحة كرونا‪.‬‬

‫د‪ .‬ماج دة ش لبي‪ :‬حماي ة المس تهلك اإللك تروني في العق د اإللك تروني ومع امالت التج ارة اإللكتروني ة والحجي ة في اإلثب ات‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫االم ارات‪ ،‬دبي‪ ،‬بحث منش ور بمجل ة معه د دبي القض ائي‪ ،‬المختص ة بنش ر البح وث والدارس ات القانوني ة المتعلق ة بتقني ة‬
‫المعلومات والعلوم الحديثة‪ ،‬العدد) ‪ ،(3‬السنة الثانية‪ ،‬ذي القعدة ‪1434‬هـ‪ ،‬سبتمبر ‪2013‬م‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص ‪.80‬‬

‫‪1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان ظهور شبكة اإلنترنت واستخدام الكمبيوتر ووسائل التكنولوجيا االخرى كالهواتف‬
‫المحمولة التي اصبحت حواسيب صغيرة قد ازد من التعامالت التجارية والمدنية عبر هذه الوسائل الحديثة‬
‫‪،‬وكذلك ظهور أساليب حديثة إلبرام العقود لم تكن معروفة من قبل ‪.‬‬

‫هذا وتقوم التجارة اإللكترونية على عدة مقومات منها إبرام العقود عبر وسيط إلكتروني‪ ،‬والذي يعد نوع اً‬
‫من أنواع التعاقد عن بعد بين البائع والمشتري‪ ،‬ورغم هذا البعد يربطهما اتصال مباشر‪.‬‬

‫وح ري بالبي ان ان المس تهلك في نط اق تع امالت التج ارة اإللكتروني ة ه و ذات ه المس تهلك في نط اق العق د‬
‫التقليدي ‪،‬لكنه يتعامل من خالل وسائط إلكترونية‪ ،‬ومفاد ذلك أن له كافة الحقوق والمزايا التي يتمتع بها‬
‫المستهلك في نطاق التجارة التقليدية باإلضافة إلى مراعاة خصوصية العقد الذي ينعقد من خالل الوسيط‬
‫االلكتروني‪.1‬‬

‫ونتيج ة له ذه التح والت المتس ارعة في المج ال االلك تروني‪ ،‬تظه ر أهمي ة وض ع سياس ات جدي دة لحماي ة‬
‫المس تهلك ي ارعى فيه ا التط ورات التكنولوجي ة المتس ارعة في ش تى مج االت حي اة االنس ان‪ ،‬وم ا ي ترتب‬
‫عليه الحاجة لحماية المستهلك في مجال العالم االفتراضي وما ينتج عنه من إعالنات عن السلع والمنتجات‬
‫من قب ل المنتجين والمس وقين من جمي ع دول الع الم األم ر ال ذي ق د ي دفع بعض األف ارد والش ركات إلى‬
‫إنتاج سلع غير مطابقة للمواصفات الفنية والقيام باإلعالن عنها بهدف خداع المستهلكين على نحو أو أخر‬
‫لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب (‪.)2‬‬

‫وق د أثبتت التجرب ة أن رقاب ة الض مير وح دها ال تكفي أم ام "فئ ة "قليل ة اح ترفت المت اجرة بمص الح جمه ور‬
‫المستهلكين‪ ،‬وأصبح همها الوحيد وشغلها الشاغل هو الكسب‪ ،‬والكسب وحده من أي طريق وبأي وسيلة‪.‬‬

‫د‪ .‬أسامة أحمد بدر‪ :‬حماية المستهلك في التعاقد اإللكتروني‪ ،‬دارسة مقارنة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،2002 ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.19‬‬

‫‪ )(2‬د‪ .‬محمد شكري سرور‪ :‬التجارة اإللكترونية ومقتضيات حماية المستهلك‪ ،‬المؤتمر العلمي األ ول حول الجوانب القانونية واألمنية‬
‫للعمليات اإللكترونية ‪،‬اإلماارت العربية المتحدة‪ ،‬الناشر أكاديمية ش رطة دبي مركز البحوث والدارسات القانونية المنعقد في ‪28-26‬‬
‫أبريل ‪ ،2003‬الجزء الثاني ‪،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص ‪.101‬‬

‫‪2‬‬
‫وهك ذا تب دو حق وق المس تهلك عموم اً مه ددة بالض ياع في ظ ل غي اب تنظيم تش ريعي خ اص ومتكام ل له ذا‬
‫الموضوع الحيو ي )‪.(1‬‬

‫ومن هنا بدأت الحاجة لحماية المستهلكين في السوق اإللكترونية في كل مراحل التعاقد خاصة في مرحلة‬
‫ما قبل التعاقد بسبب المخاطر والمشاكل التي ترافق العملية اإلعالنية‪ ،‬فبدأ يتبلور مفهوم الحماية القانونية‬
‫للمستهلك اإللكتروني والذي مؤداه الحفاظ على حقوقه وحمايته من سائر ضروب الغش والخداع والتضليل‬
‫وذلك بسبب اتساع مستخدمي االنترنت وانتشار األسواق االلكترونية المتخصصة على نطاق واسع )‪.(2‬‬

‫وكان هناك العديد من التوجهات التي تهدف إلى تبني منظومة ثابتة لتوفير حماية المستهلك من الغش ‪،‬أو‬
‫االحتيال ‪،‬أو شراء البضائع غير المطابقة للوصف المنشود ؛ وألجل تلك الغاية كان البد للدول أن تسعى‬
‫من أجل توفير آلية لحماية المستهلك‪ ،‬تراعي فيها مصالحة واحتياجاته األساسية‪ ،‬في ظل تفاوت لألحوال‬
‫االقتص ادية‪ ،‬واالجتماعي ة‪ ،‬والمس تجدات في ع الم اإلنت اج والتص نيع‪ ،‬وال ذي أدى إلى تع اظم مش كلة ع دم‬
‫التكافؤ بين المستهلكين والمحترفين‪ ،‬وال شك في أن ظهور قواعد قانونية لحماية المستهلكين يرتبط بشكل‬
‫وثيق بهذا التقدم االقتصادي والصناعي في المجتمع)‪.(3‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬محم د المرس ى زه رة‪ :‬الحماي ة القانوني ة للمس تهلك في دول ة اإلم اارت العربي ة المتح دة‪ ،‬االم اارت‪ ،‬مجل ة الح ق ش ريعة‬
‫وقانون‪ ،‬مجلة بحثية سنوية ‪،‬العدد) ‪1421 ،(7‬هـ ‪2001 /‬م‪ ،‬الطبعة األ ولى‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪2‬‬
‫د‪ .‬محم د س عد العرم ان‪ :‬الحماي ة القانوني ة للمس تهلك اإللك تروني من اإلعالن ات التجاري ة المض للة في التش ريع اإلم اارتي‪،‬‬
‫دارسة مقارنة ‪،‬االماارت ‪،‬مجلة الدارسات القضائية‪ ،‬مجلة علمية محكمة‪ ،‬معهد التدريب والدارسات القضائية‪ ،‬العدد) ‪،(11‬‬
‫السنة السادسة ‪1435،‬ه‪ /‬ديسمبر ‪2013‬م‪ ،‬الطبعة األ ولى‪ ،‬ص‪49‬‬
‫‪3‬‬
‫ابتس ام على الب د وا و ي‪ :‬الحماي ة المدني ة للمس تهلك وفق اً لق انون المع امالت المدني ة لدول ة اإلم اارت رقم ) ‪ 5‬لس نة‬
‫‪ (1985‬وق انون حماي ة المس تهلك رقم) ‪ 24‬لس نة ‪2006‬م( وتعديالت ه‪ ،‬د راس ة مقارن ة م ع بعض التش ريعات ذات‬
‫اصلة ‪،‬االماارت‪ ،‬أكاديمية شرطة دبي‪ ،‬سلسلة الرسائل العلمية ‪،‬دارسات قانونية‪ ،‬العدد) ‪1434 ،(16‬هـ‪2013/‬م‪ ،‬الطبعة األ‬
‫ولى‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪3‬‬
‫الملخص‬

‫أص بح المس تهلك في ظ ل االقتص اد الح ر‪ ،‬عرض ة للتالعب بمص الحه ومحاول ة غش ه وخداع ة‪ ،‬فق د يلج أ‬
‫المنتج أو مزود الخدمة إلى التغاضي عن سالمة وأمن المستهلك ‪،‬إذ أن الخطر الذي يتعرض له المستهلك‬
‫في إط ار التجارة اإللكترونية كبير جداً بالمقارنة مع الخطر الذى يواجه في التج ارة التقليدي ة‪ ،‬وذلك ألن‬
‫نطاق التجارة اإللكتروني ة أ وسع وأشمل‪ ،‬ومن هنا فالثقة في السوق اإللكتروني ة من أبرز ما يحتاج إليه‬
‫المستهلك في سبيل تلبية احتياجاته الشخصية‪ ،‬وتحديداً الحماية القانونية في مرحلة ما قبل التعاقد‪ ،‬لكونه‬
‫الطرف االضعف من حيث الخبرة والدراية في مجال المعامالت التجارية اإللكترونية ‪.‬‬

‫ومن هنا بدأت الحاجة لحماية المستهلكين في السوق اإللكترونية في كل مراحل التعاقد خاصة في مرحلة‬
‫م ا قب ل التعاق د بس بب المخ اطر والمش اكل ال تي ت ارف ق العملي ة اإلعالني ة‪ ،‬فب دأ يتبل ور مفه وم الحماي ة‬
‫القانونية للمستهلك اإللكتروني والذي مؤداه الحفاظ على حقوقه وحمايته من سائر ضروب الغش والخداع‬
‫والتض ليل وذل ك بس بب اتس اع مس تخدمي االن ترنت وانتش ار األس واق االلكتروني ة المتخصص ة على نط اق‬
‫واسع‪.‬‬

‫وكان هناك العديد من التوجهات التي تهدف إلى تبني منظومة ثابتة لتوفير حماية المستهلك من الغش‪ ،‬أو‬
‫االحتيال ‪،‬أو ش ارء البضائع غير المطابقة للوصف المنشود ؛ وألجل تلك الغاية كان البد للدول أن تسعى‬
‫من أج ل توف ير آلي ة لحماي ة المس تهلك‪ ،‬ت ارعي فيه ا مص الحة واحتياجات ه األساس ية‪ ،‬في ظ ل تف ا وت‬
‫لألحوال االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والمستجدات في عالم اإلنتاج والتصنيع‪ ،‬والذي أدى إلى تعاظم مشكلة‬
‫عدم التكافؤ بين المستهلكين والمح ترفين‪ ،‬وال شك في أن ظهور قواعد قانونية لحماية المستهلكين يرتبط‬
‫بشكل وثيق بهذا التقدم االقتصادي والصناعي في المجتمع‬

‫مشكلة البحث‬

‫تكمن المشكلة في المخاطر التي يمكن أن تصيب جمهور المستهلكين المتعاملين مع األسواق االلكترونية‪،‬‬
‫حيث قد تتضمن بعض الرسائل الدعائية عبر الوسائط اإللكترونية‪ ،‬أو ان الوصف الذي يضعه التاجر في‬

‫‪4‬‬
‫السوق االلكتروني لسلعته‪ ،‬يتناقض مع حقيقة سمات السلعة وبالنتيجة فإن اإلعالن يحمل احتياالً وخداعاً‬
‫لجمهور المستهلكين‪.‬‬

‫اهداف البحث‬

‫يهدف البحث الى الكشف عن اشكالية تحديد صور هذا السلوك وهل نصوص التجريم كافية لإلحاطة به‪،‬‬
‫وما هي المصالح محل الحماية ‪ ،‬وهل يتطلب قيام جريمة اإلعالن المضلل توافر القصد الجرمي‬

‫فرضية وتساؤالت البحث‬

‫اء على م ا تق دم يمكن نط رح تس اؤل ح ول الوس يلة ال تي يمكن من خالله ا حماي ة فئ ة المس تهلكين على‬
‫بن ً‬
‫الس وق االلك تروني ‪ ،‬من تل ك اإلعالن ات المض للة‪ ،‬وم ا هي م بررات حم ايتهم من المنظ ور الق انوني وه ل‬
‫أوجد المشرع نطاق قانوني لحماية المستهلك من اإلعالنات التجارية المضللة سواء في المواقع واألسواق‬
‫االلكترونية أو التطبيقات على الهواتف‪ ،‬العاملة داخل الدولة أو من خارجها‪.‬‬

‫أهمية البحث‬

‫يكتس ب البحث اهمي ة بالغ ة كون ه ذو ص لة بالحي اة اليومي ة‪ ،‬اذ يتع رض المس تهلك لإلعالن ات المض للة من‬
‫خالل وسائل االعالن المتنوعة ومن ثم على قدرته في تحديد اختياره لألشياء المعلن عنها ‪،‬‬

‫منهجية البحث‬

‫اعتمد الباحث في طرحه على المنهج التحليلي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الدراسات السابقة‬

‫أوال‪ :‬دراسة آمال زيدان‪ ،‬وسائل حماية المستهلك من اإلعالنات التجارية المضللة‪.‬‬

‫يعالج هذا البحث موضوع في غاية األهمية‪ ،‬اال وهو وسائل حماية المستهلك من اإلعالنات التجارية‬
‫الخادعة واثارها السيئة‪ ،‬التي ال تقتصر على الجوانب االقتصادية فقط بل تتجاوزه الى كافة أوجه النشاط‬
‫اإلنساني فكما تؤثر في ترويج السلع والخدمات فإنها تسهم في نشر القيم األخالقية وتغيير العادات‬
‫واالذواق لدى الشعوب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دراسة عبداهلل ليندة ‪ ،‬حماية المستهلك من اإلعالنات االلكترونية الكاذبة والمضللة‪.‬‬

‫ان االنتشار الواسع لإلعالن بسبب التقنيات الحديثة قد أثار عدة مسائل كانت موضوعا لدراسات قانونية‪،‬‬
‫حيث تدخل المشرع في كثير من الدول بنصوص قانونية هدفها تنظيم اإلعالنات‪ ،‬ومواجهة اإلعالنـات‬
‫الكاذبـة والمـضللة‪ ،‬وهنـا تثـار مسألة اإلعالنات اإللكترونية وإ مكانية أن تكون هي األخرى كاذبة‬
‫ومضللة‪،‬لذلك نطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫هل يعتبر تصدي المشرع الجزائري لإلشهار التضليلي في نص قانوني واحد‪1‬كاف بل وقادر على حماية‬
‫هذا المستهلك أثناء تعاقده إلكترونيا‪ ،‬وبالتحديد لحمايته في المرحلة قبل التعاقدية مـن اإلعالنـات اإللكترونيـة‬
‫الخادعـة والمـضللة‪ ،‬في ظـل انعدام نطاق تشريعي جزائري متكامل لحماية المستهلك في التعاقد‬
‫االلكتروني‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المبحث الثاني ماهية اإلعالن التجاري اإللكتروني‬

‫تعد مسالة حماية المستهلك من الغش واإلعالنات المضللة والت ازم المعلن بالبيانات الجوهرية واإلعالن‬
‫والتبصير في حال إذا كان التعامل عبر المواقع اإللكترونية‪ ،‬بمثابة القضية المحورية والتي تؤثر بصورة‬
‫مباشرة على أداء النمو االقتصادي والسالمة العامة‪.‬‬

‫وس وف نتن اول مفه وم اإلعالن التج اري اإللك تروني وك ذلك ن بين الطبيع ة القانوني ة لإلعالن اإللك تروني‬
‫وايضاً بيان اإلعالن اإللكتروني المضلل وكيفية إدراك التضليل والخداع فيه‪.‬‬

‫المطلب األول مفهوم اإلعالن التجاري االلكتروني‬

‫إذا ك ان الب د أن نطل ق على العص ر ال ذي نعيش في ه عص ر "المعلوم ات" فإن ه يمكن أيض اً أن نطل ق علي ه‬
‫عص ر "اإلعالن"‪ .‬فه ذا العص ر ه و عص ر اإلنت اج الكب ير وه و‪ ،‬في ذات ال وقت‪ ،‬عص ر االس تهالك الكب ير‬
‫حيث يلعب اإلعالن‪ ،‬في ظل عصر اإلنتاج واالستهالك‪ ،‬دواًر مزدوجا‪ ،‬فهو من ناحية‪ ،‬أداة هامة لتشجيع‬
‫االستهالك ومن ناحية ثانية هو أداة لرفع عجلة اإلنتاج‪ ،‬فاإلنتاج البد أن يقابله استهالك لتصريف المنتجات‬
‫حتى تدور عجلة اإلنتاج‪ ،‬واألكسدة السلع )‪.(1‬‬

‫ويع رف اإلعالن بأن ه "ك ل وس يلة ته دف إلى الت أثير نفس ياً على الجمه ور تحقيق اً لغاي ات تجاري ة" وك ذلك‬
‫يعرف بأنه عبارة عن "مجموعة من الجهود غير الشخصية التي تهدف إلى توجهه انتباه أف ارد المجتمع‬
‫إلى سلعة ‪،‬أو خدم ة مح ددة لحثهم على شرائها ‪،‬أو طلبها ‪"،‬أو هو عب ارة عن أنواع من األنشطة المختلف ة‬
‫ال تي يتم من خالله ا نش ر ‪،‬أو إذاع ة الرس ائل اإلعالني ة المرئي ة أو المس موعة على أف راد المجتم ع به دف‬
‫حثهم على شراء السلعة ‪،‬أو الخدمة المعلن عنها‪".‬‬

‫ويعرف اإلعالن ايضاً بأنه‪ ،‬تعريف الجمهور بمجموعة من المنتجات أو الخدمات التي تقدمها مؤسسة أو‬
‫شركة تجارية معينة بكافة وسائل اإلعالن التقليدية والحديثة‪ .‬وتنقسم اإلعالنات إلى سلبية وإ يجابية‪.‬‬

‫ام ا الس لبية فهي ال تي تتمح ور ح ول تح ذير المس تهلك من بعض الع ادات الس يئة وم ا تتس بب ب ه من نت ائج‬
‫س لبية م دمرة‪ .‬ومن األمثل ة على المنتج ات ال تي تس تخدم ن وع الدعاي ة الس لبية هي منتج ات الت دخين‪ ،‬حيث‬

‫‪.198‬‬ ‫د‪ .‬محمد المرسى زهرة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪7‬‬
‫يكتب على عب وة الس جائر عب ا ارت تحذيري ة عن المخ اطر الص حية الناتج ة عن الت دخين‪ .‬وك ذلك بعض‬
‫المكمالت الغذائية والتي يكتب عليها بعض التحذيرات من االستهالك الزائد أو غير ذلك ‪.‬‬

‫وتتمحور الدعاية اإليجابية حول تنبيه المستهلك للنتائج اإليجابية والمكاسب التي سيحصل عليها عند شراء‬
‫منتج معين أو خدمة بعينها‪ .‬كاالشتراك بخدمة مجانية أو التمتع بخصم معين أو منح خدمات لمدة محدودة‬
‫مثالً‪.‬‬

‫وي رى البعض أن اإلعالن ه و ك ل فع ل أو تص رف يك ون اله دف من ه الت أثير النفس ي على جمه ور‬
‫المستهلكين‪ ،‬بهدف تعريفهم وإ قناعهم بمزايا السلعة أو الخدمة وما يمكن أن تحققه من فوائد‪ ،‬بغض النظر‬
‫عن الوس يلة المس تخدمة في ذل ك‪ ،‬وال يختل ف اإلعالن اإللك تروني عن اإلعالن التقلي دي إال في الوس يلة‬
‫المس تخدمة س واء أك انت ه ذه الوس يلة من خالل مواق ع اإلن ترنت ‪،‬أو غيره ا من الوس ائل اإللكتروني ة‬
‫كتطبيقات الهاتف الذكي ‪)1(.‬‬

‫وبالنتيج ة ف أن اإلعالن التج اري ه و عب ارة عن إخب ار أو إعالن بقص د تعري ف المس تهلك بس لعة أو خدم ة‬
‫معينة وذلك بإبراز مزاياها وامتداح أثارها بهدف إقبال الجمهور على شراء هذه السلعة أو الخدمة‪.‬‬

‫ولإلعالن عنص ران اح داهما م ادي واالخ ر اعتب اري‪ ،‬ويتمث ل العنص ر الم ادي في اس تخدام أداة من أدوات‬
‫التعبير أياً كان شكلها أو صورتها شفاهياً أو مكتوب اً‪ ،‬وسواء كان مسموعاً أو مرئي اً‪ ،‬بل وحتى لو كان في‬
‫ش كل رس م أو ص ورة أو موس يقى أو رائح ة‪ ،‬أم ا العنص ر االعتب ار ي فيتمث ل في اس تهداف ال ربح الم ادي‬
‫باعتب ار أن اإلعالن تج اري ف اإلعالن يه دف إلى اس تمالة الجمه ور لالتص ال على التعاق د لتل ك الس لعة أو‬
‫الخدمة التي نوه عنها باإلعالن بهدف تحقيق ربح )‪.(2‬‬

‫وتجدر االشارة إلى انه إذا كان اإلعالن ضرورياً للمنتج‪ ،‬فهو ايض اً ضروري للمستهلك باعتباره مصدر‬
‫معلومات لجموع المستهلكين لتكوين قناعة عن السلعة أو الخدمة التي يريد التعاقد عليها لكن هذه الوسيلة‬
‫ذات نتيج ة مح دودة‪ ،‬في تحقي ق اله دف الم زدوج رغم كونه ا تحق ق نظري اً مص الح الط رفين المنتج‬

‫عبد اهلل ذيب عبد اهلل محمود‪ :‬حماية المستهلك في التعاقد اإللكتروني‪ ،‬دارسة مقارنة‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2012‬م‪ ،‬الطبعة األ ولى ‪،‬ص ‪.68 ،67‬‬

‫‪.200‬‬ ‫د‪ .‬محمد المرسى زهرة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪8‬‬
‫والمستهلك حيث يتلقى المستهلك سيل من اإلعالنات عند الدخول إلى الشبكة منها موجه له بشكل خاص‬
‫ومنه ا ع ام لجمي ع المس تخدمين والمس تهلكين ‪ ،‬وأم ا الموج ه فه و اإلعالن المعتم د على ال ذكاء الص ناعي‬
‫وتتب ع معلوم ات المس تخدم ليرس ل ل ه م ا ي رغب ب ه من اإلعالن ات للس لع والخ دمات ال تي يبحث عنه ا‬
‫باستمرار‪.‬‬

‫ه ذا وتنقس م اإلعالن ات التجاري ة إلى أن واع مختلف ة‪ ،‬منه ا إعالن ات بحس ب اله دف منه ا أو حس ب المنطق ة‬
‫الجغرافي ة ال تي يغطيه ا‪ ،‬أو حس ب نوعي ة نش اط المعلن‪ ،‬أو حس ب األداة المس تخدمة‪ ،‬أو حس ب الس لعة‬
‫والخدمة محل اإلعالن ‪.‬‬

‫ومن التطبيقات العملية على اإلعالن التجاري اإللكتروني‪ ،‬اإلعالنات المختصرة عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬فعند‬
‫فتح ص فحة الموق ع على اإلن ترنت‪ ،‬من خالل شاش ة الحاس وب‪ ،‬تظه ر في الغ الب عن ا وين بعض المواق ع‬
‫التجاري ة على تل ك الص فحة‪ ،‬حيث يتم ال دخول إلى أي عن وان من العن ا وين المعروض ة بش كل مباش ر‪،‬‬
‫وتظهر هذه اإلعالنات أعلى صفحة محركات البحث بشكل عشوائي أو بمظهر ثابت‪ ،‬ايض اً هناك االعالن‬
‫عن السلع من خالل األسواق االلكترونية والتي يضعها التاجر في موقع السوق لترويج السلع الخاصة به‪.‬‬
‫ومن أنواع اإلعالنات اإللكترونية أيضاً الرسائل القصيرة التي يتم إرسالها إلى الهواتف النقالة للمستهلكين‬
‫أو إلى البريد اإللكتروني‪ ،‬وقد تكون هذه الرسائل مصحوبة بالصوت والصورة )‪.(1‬‬

‫المطلب الثاني الطبيعة القانونية لإلعالن اإللكتروني‬

‫عبد اهلل ذيب محمود‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪9‬‬
‫لبيان الطبيعة القانونية لإلعالن االلكترونية فيما اذا كان ايجاباً أو دعوة للتفاوض سنعرض آراء الفقه حول‬
‫ذلك‪ ،‬حيث ذهب جانب من الفقه إلى أن اإلعالن الموجه لجمهور المستهلكين عبر شبكة االنترنت ال يعد‬
‫إيجاباً وإ نما دعوة للتفاوض‪ ،‬بشرط أن ال يتضمن اإلعالن الشروط الجوهرية للتعاقد‪ ،‬اذ ان عرض السلع‬
‫والخدمات عن طريق اإلنترنت ‪ ،‬كما هو الحال عندما تعرض البضائع في واجهة المجالت التجارية دون‬
‫بي ان أس عارها ‪ ،‬ال يع د إيجابي اً‪ ،‬والعكس ف إذا تض من الع رض عن طري ق اإلن ترنت ثمن الم بيع فيع د ه ذا‬
‫العرض إيجابياً كما هو االمر في االعالنات التي يضعها التاجر داخل السوق االلكتروني ‪ ،‬حيث يش ير إلى‬
‫الوصف والسعر )‪ . (1‬وكذلك الحال في التطبيقات االلكترونية الخاصة ببعض األسواق والتي تحدد الوصف‬
‫بالكامل مع تحديد السعر ايضاً‪.‬‬

‫ب الرجوع إلى ق انون المع امالت المدني ة اإلم اراتي رقم ‪ 5‬لس نة ‪ 1985‬نج د ان الم ادة( ‪ )134‬الفق رة( ‪)1‬‬
‫تنص على‪" :‬يعتبر عرض البضائع والخدمات مع بيان المقابل إيجابي اً‪ ،‬أما النشر واإلعالن وبيان األسعار‬
‫الجاري التعامل بها وكل بيان آخر متعلق بعرض أو بطلبات موجهه للجمهور أو لألفراد فال يعتبر عند‬
‫الشك إيجابي اً وإ نما يكون دعوة إلى التعاقد ‪.‬كما تنص المادة"‪ "8‬من قانون حماية المستهلك رقم ‪ 15‬لسنة‬
‫‪ 2020‬على " ‪ .1‬يلتزم المزود عند عرض السلعة للبيع بتدوين السعر عليها بشكل ظاهر ‪ .2‬عند اإلعالن‬
‫عن أسعار السلع والخدمات التي يؤديها المزود يجب ان يكون اإلعالن عنها غير مضلل ‪ .3‬يلتزم المزود‬
‫بتزويد المستهلك بفاتورة مؤرخة تتضمن اسمه التجار ي وعنوانه ونوع السلعة وسعرها وكميتها أو نوع‬
‫الخدم ة وس عرها وتفاص يلها وأي بيان ات أخ رى تح ددها الالئح ة التنفيذي ة له ذا الق انون ‪ .4.‬يجب ان تك ون‬
‫الفاتورة باللغة العربية وللمزود إضافة أي لغة أخرى يحددها‪".‬‬

‫وب ذلك ف ان ع رض الس لع والخ دمات مق ترن بتحدي د أس عار ثابت ة بالنس بة إلى الق انون االم ا ارتي وب ذلك‬
‫نستطيع القول إن المشرع االما ارتي اعتبر عرض السلع مع الوصف والثمن بمثابة االيجاب الذي ينتظر‬
‫اقت ارن قبول المستهلك به‪.‬‬

‫رامي محم د عل وان‪ :‬التعب ير عن اإلرادة عن طري ق اإلن ترنت وإ ثب ات التعاق د اإللك تروني‪ ،‬الك ويت‪ ،‬مجل ة الحق وق‪ ،‬الس نة‬ ‫‪1‬‬

‫السادسة والعشرون‪ ،‬العدد االربع ‪2002،‬م‪ ،‬الطبعة األ ولى‪ ،‬ص ‪.244‬‬

‫‪10‬‬
‫وعلي ه ف ان اإليج اب اإللك تروني ه و التعب ير الث ابت عن اإلرادة من خالل بي ان الوص ف والمقاب ل وال ذي‬
‫يع رض على آخ ر من خالل وس ائل اتص ال إلكتروني ة عن طري ق النق ر على الحاس ب ليظه ر التعب ير عن‬
‫اإلرادة على شاشة مستخدم الحاسب وبخالف ذلك فال يعد ايجاب اً (‪.)1‬‬

‫اذاً إن اإلعالن التجاري اإللكتروني قد يعتبر‪:‬‬

‫إيجاباً وذلك في حال احتواء اإلعالن على الشروط الجوهرية للتعاقد كما لو احتوت السلعة‬ ‫‪-1‬‬
‫على بي ان ثمنه ا وه ذا م ا يج ري العم ل علي ه في األس واق االلكتروني ة من خالل التطبيق ات الذكي ة‬
‫والمواق ع االلكتروني ة‪ .‬ومثاله ا التطبيق ات العامل ة بدول ه االم ا ارت مث ل تط بيق ش ركة ام ازون‬
‫وتطبيق شركة طلبات وغيرها‪ ،‬فهي ملزمة بوضع األسعار وإ صدار الفواتير االلكترونية للعميل‬
‫االلكتروني‪.‬‬

‫دع وة للتف ا وض وتتمث ل ه ذه الحال ة عن دما ال يتض من اإلعالن عن الس لع‬ ‫‪-2‬‬
‫والخدمات ‪،‬الشروط الجوهرية للتعاقد‪ ،‬فاإلعالن اإللكتروني في مثل هذه الحالة ‪،‬يعتبر دعوة للتفا‬
‫وض وهو ما يجري العمل عليه من خالل المواقع االلكترونية المختلفة والرسائل الترويجية للسلع‬
‫على أجهزة الهاتف المحمول ‪.‬وتتمثل هذه الحالة أيضا ببعض التطبيقات لتجار السلع والمنتجين‬
‫ومزودي الخدمات‪ ،‬عندما يكون مقر عملهم خارج دوله االما ارت‪ ،‬فان مسالة تحديد السعر قد ال‬
‫تس توي م ع تغي ير أس عار الص رف والش حن والض ارئبوبالت الي يح دد الس عر عن د التعاق د واالتف اق‬
‫على الوصف والكم‪.‬‬

‫وق د يتب ادر إلى ال ذهن التس اؤل ح ول تجاري ة ه ذه الوس يلة االعالني ة‪ ،‬نج د ان المش رع اإلم ا ارتي يق رر‬
‫تجاري ة اإلعالن في الفقرة الحادية عشرة من المادة ‪ 6‬من ق انون المع امالت التجارية االتحادي وتعديالت ه‬
‫رقم ‪ 18‬لس نة ‪ 1993‬وال تي تنص على أن ه "تع د األعم ال التالي ة أعمال ه تجاري ة إذا ك انت م از ولته ا على‬
‫وجه االحت ارف أعمال الطباعة والنشر والتصوير واإلعالن‪".‬‬

‫د‪ .‬أسامة أحمد بدر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.139‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬
‫اذ اً يعد اإلعالن عن السلع والخدمات عمالً تجاري اً‪ ،‬حيث أن عملية اإلعالن تتم بصبغة مشروع وتسعى‬
‫إلى تنشيط تدا ول الثروة من أجل تصريف البضائع وتشجيع اإلقبال عليها من قبل المتعاملين (‪.)1‬‬

‫وال شك أن تجارية اإلعالن اإللكتروني تلحق أطراف اإلعالن جميع اً‪ ،‬طالما كان الهدف من االعالن هو‬
‫تحقيق الربح سواء بالنسبة للمعلن‪ ،‬وهو كل شخص طبيعي أو معنو ي يلجأ إلى أحد شركات اإلعالن من‬
‫(‪)2‬‬
‫أو بالنسبة الى‬ ‫أجل تصميم وإ طالق العلم بمنتج أو خدمة معينة يقدمها إلى الجمهور‪ ،‬من خالل االعالن‬
‫الشركة المختصة بصناعة اإلعالن ‪.‬‬

‫والص فة التجاري ة تلح ق ايض اً ب أداة اإلعالن ك المواقع واألس واق اإللكتروني ة أو المحط ات اإلذاعي ة أو‬
‫التلفزيونية وذلك النطباق معايير العمل التجاري عليها لكونها تهدف من وراء ذلك إلى تحقيق الربح (‪.)3‬‬

‫‪ )(1‬د‪ .‬باس م محم د ص الح‪ :‬الق انون التج اري‪ ،‬القس م األ ول‪ ،‬بغ داد‪ ،‬مطبع ة جامع ة بغ داد ‪ ،1987،‬الطبعة الثاني ة‪ ،‬ص‬
‫‪.68‬‬
‫د‪ .‬محمود عساف‪ :‬أصول اإلعالن‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النشر العربي ‪ ،1977،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ص ‪.48‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد سعد العرمان‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪12‬‬
‫المطلب الثالث إدراك التضليل في اإلعالن اإللكتروني‬

‫األص ل أن يك و ن اإلعالن التج اري اإللك تروني غ ير مغ اير للحقيق ة والواق ع وال يش تمل على الخ داع‬
‫والتض ليل لغ ير الواق ع‪ ،‬حيث إن المس تهلك بص فته متلقي اً لإلعالن يع د الط رف االض عف في تل ك العملي ة‪.‬‬
‫ومن هنا البد من بيان ماهية اإلعالن اإللكتروني المضلل وكيفية إدراكه وكما يلي ‪..‬‬

‫أ والً ‪ -‬مفهوم اإلعالن االلكتروني المضلل‪:‬‬

‫تع د ش بكة االن ترنت من الوس ائل المعاص رة ال تي يتم من خالله ا تب ادل الس لع والخ دمات‪ ،‬ويتم إب رام‬
‫الكثير من العقود التجارية وغير التجارية من خاللها ايض اً‪ ،‬والتي تصل إلى مستخدمي األجهزة الذكية‬
‫اي اً ك انت ‪،‬هوات ف ذكي ة ‪،‬أجه زه لوحي ة أو الكم بيوتر بأنواع ه ‪ ،‬في جمي ع أنح اء الع الم وهي تع د وس يلة‬
‫للتسويق المباشر آلالف الشركات التجارية والمتاجر العالمية في دول في العالم‪ ،‬حيث تقوم هذه الشركات‬
‫والمتاجر بعرض منتجاتها‪ ،‬والوصول إلى المستهلكين مباشرة بل وفي أماكن يصعب الوصول إليها ‪،‬من‬
‫خالل اس تخدام البري د اإللك تروني والمواق ع االلكتروني ة التجاري ة والتطبيق ات وأيض ا وس ائل التواص ل‬
‫االجتماعي ‪ ،‬والتي تعرف باألسواق االلكترونية وهي كثيرة في الدول الغربية وهناك بعض هذه األسواق‬
‫في ال دول العربي ة وقد القت رواج اً واقب االً واس ع النط اق من قب ل المس تهلك الع ربي ‪ ،‬وته دف إلى تس ويق‬
‫السلع والخدمات‪ ،‬والتعرف على حاجات العمالء وتلبيتها ‪.‬‬

‫وال شك أن العقود التي تتم عن طريق االنترنت بكل اشكاله‪ ،‬قد يعتريها في أحيان كثيرة عيوب اإلرادة‪،‬‬
‫وبخاصة التدليس للطبيعة التي تتسم بها مثل هذه العقود‪ ،‬حيث تنعقد نتيجة اإلعالن المعروض بالموقع أو‬
‫التطبيق‪ ،‬بين غائبين من حيث الزمان‪ ،‬فيما يتعلق بالبريد اإللكتروني‪ ،‬ومن حيث المكان فيما يتعلق بعقود‬
‫اإلن ترنت على مواق ع األس واق‪ ،‬ولكن في النهاي ة أص بحت من العق ود الص حيحة ال تي يتم التعام ل بموجبه ا‬
‫وأصبحت واقعاً مؤثرا في نظرية العقد المحلى أو الدولي على حد سواء (‪.)1‬‬

‫ومن خالل هذا اإلعالن اإللكتروني يمكن خداع وتضليل المستهلك المتعاقد‪ ،‬وهو شيء ملموس في حياتنا‬
‫اليومية التي أصبحت غير تقليدية ويحكمها التطور التكنلوجي في شتى المجاالت‪ ،‬وبذلك نجد أن أساليب‬
‫التدليس قد تختلف وتتفاوت بحسب الشخص القائم بها والشخص المستهدف منها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد السعيد الزقرد‪ :‬حق المشتري في إعادة النظر في عقود البيع بواسطة التليفزيون‪ ،‬الكويت‪ ،‬مجلة الحق وق‪ ،‬مجلس النشر‬
‫العلمي‪ ،‬جامعة الكويت – س‪ 19‬سبتمبر ‪ ،1995‬الطبعة الثانية‪ ،‬ص‪171‬‬

‫‪13‬‬
‫من الجدير بالذكر ان التضليل قد ال يكون هو الكذب حيث ان الكذب يقود إلى التضليل ولكن األخير قد ال‬
‫يحتوي على الكذب انما التمويه في البيانات أو إخفاء بعض الحقائق عن الذكر‪ .‬ويرى البعض إن اإلعالن‬
‫الكاذب هو الذي يتضمن بيانات غير حقيقية بشكل يعرض المخاطبين إلى الخداع‪ ،‬وأن الخداع يفترق عن‬
‫الغش من حيث الوس يلة ومن حيث اله دف من معاقب ة مرتكب ه‪ ،‬فمن حيث الوس يلة ف إن الخ داع عب اره عن‬
‫مج رد أك اذيب ب القول أو الكتاب ة أو باإلش ارة‪ ،‬أم ا الغش فه و عب ارة عن نش اط موج ه إلى نفس الس لعة‬
‫موضوع التعاقد ‪،‬بالعبث فيها‪ ،‬دون أن يلزم وجود متعاقد اص الً‪ ،‬ومن حيث الهدف‪ ،‬فإن الهدف من معاقبة‬
‫‪1‬‬
‫مرتكب الخداع‪ ،‬هو حماية رضا الشخص‪ ،‬وضمان تنفيذ المتعاقد اللتزامه على الوجه الصحيح‪.‬‬

‫فالكذب هو تزييف الحقيقة وذلك باإلخبار عن شيء بخالف ما هو عليه في الواقع‪ .‬واألصل في الكذب أنه‬
‫عمل عمدي يقوم على إخفاء الحقيقة أو تزييفها بهدف تضليل من يقع ضحية له‪ .‬وهو بهذا المعنى يحتوي‬
‫على عنصرين‪ :‬م ادي بتزييف الحقيقة‪ ،‬واعتب اري بقص د الغش‪ .‬وال ش ك أن المعلن يلتزم بع دم الك ذب في‬
‫إعالنه وإ ال كان مسؤوالً امام القانون عما الحقه بالغير من ضرر‪ .‬لكن ليس معنى ذلك أنه يلتزم بالصدق‬
‫بالنسبة لمواصفات السلعة أو الخدمة المعلن عنها بشكل كامل‪ .‬إذ إن المعلن ال يلتزم بقول الحقيقة كاملة‪،‬‬
‫وإ نم ا ق د يكتفي بس رد بعض م ا ه و مرغ وب دون م ا ه و غ ير مرغ وب بمع نى أخ ر أن ه يك ون ص ادقاً‬
‫بخص وص العناص ر المعلن عنه ا‪ ،‬ح تى ال يض لل المس تهلك في المعلوم ات ال تي لم يعلن عنه ا كالعناص ر‬
‫والص فات واآلث ار‪ .‬فمثال لوك ان اإلعالن يرك ز على مواص فات تهم المس تهلك مث ل ك اميرا اله اتف أو حجم‬
‫البطاري ة أو ن وع الش بكة ويخفي األم ور األخ رى‪ ،‬مث ل ك ون الجه از ال ي دعم بعض اللغ ات أو بعض‬
‫التطبيقات المهمة أو عدم وجود وكيل حصري داخل دوله المستهلك المستهدف‪ ،‬مما يعني ان الصيانة غير‬
‫متوفرة في منطقة المستهلك‪.‬‬

‫ومما سبق فان التضليل يعني خداع الجمهور المستهلك دون ذكر معلومات كاذبة‪ .‬فاإلعالن هنا صادق من‬
‫حيث البيانات التي يذكرها لكنه يصاغ في عبا ارت أو يقدم بطريقة من شأنها أن تخدع المستهلك‪.‬‬

‫ومن األمثل ة ايض اً اإلعالن عن ق روض ميس رة بس عر فائ دة مقب ول دون أن ي ذكر اإلعالن أن س عر الفائ دة‬
‫المنخفضة قاصر على السنة األ ولى فقط‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫د‪ .‬زياد إبارهيم النجار – قواعد حماية المستهلك من التغرير والغبن في العقود االلكترونية – رسالة دكتوراه – الدار العلمية الدولية‬
‫‪-‬األردن – ص ‪149‬‬

‫‪14‬‬
‫لكن المبالغة ال تعتبر تضليالً لقيام المعلن بامتداح سلعته المعلن عنها والمبالغة في وصف محاسنها وإ براز‬
‫آثارها هو أمر مقبول في الحياة التجارية )‪.(1‬‬

‫هذا ويعد اإلعالن التجاري مظهر من مظاهر المنافسة المشروعة‪ ،‬وعامل من عوامل التسويق وأداة من‬
‫أدوات إعالم الجمهور بالمنتجات والخدمات )‪ .(2‬ويعرف البعض من فقه القانون اإلعالن التجاري المضلل‬
‫بأنه "اإلعالن الذي يكون من شأنه خداع المستهلك‪ ،‬أو يمكن أن يؤدي إلى ذلك‪".‬‬

‫ويعرف أيضاً بأنه "اإلعالن المتضمن معلومات تهدف إلى الوقوع في خلط وخداع فيما يتعلق بعناصر وأ‬
‫ُ‬
‫وصاف جوهرية للمنتج‪".‬‬

‫وعلي ه ف ان اإلعالن التج اري المض لل ه و ال ذي ي ؤدي إلى خ داع المس تهلك من خالل تض منه معلوم ات‬
‫مغلوطة بعناصر أل وصاف جوهرية في المبيع‪.‬‬

‫وعليه فإن وضوح اإلعالن التجاري اإللكتروني يؤثر بشكل إيجابي على المستهلك‪ ،‬بحيث يكون على بينة‬
‫من أمره عند التعاقد ‪،‬حتى ال يتعرض المستهلك لإلدعاء أو اإليهام بأن السلعة تتمتع بشهادة الجودة ‪،‬وعليه‬
‫يعاقب كل من يحاول خداع المستهلك بحقيقة المبيع أو صفاته الجوهرية‪ ،‬وكذلك من يحرض على استعمال‬
‫منتج ات غ ير مطابق ة للمواص فات والمق اييس بواس طة نش رات أو إعالن ات ‪،‬مم ا ي ؤدي إلى توف ير األم ان‬
‫للمس تهلك من خالل إم داده بالمعلوم ات الص حيحة عن طبيع ة المنتج وخصائص ه‪ ،‬وتجنب م ا ق د ي ؤدي إلى‬
‫خلق انطباع غير حقيقي أو مضلل لدى المستهلك )‪.(3‬‬

‫إذا اإلعالن الخادع أو المضلل‪ ،‬هو اإلعالن المتضمن معلومات تدفع المستهلك إلى الوقوع في خداع فيما‬
‫يتعلق بعناصر وأ وصاف المنتج أو الخدمة‪ .‬والبد من توافر شرطين حتى يعتبر اإلعالن كاذباً ومضلالً‬

‫الشرط األ ول‪ :‬استخدام المعلن معلومات مخادعة عن الخصائص الجوهرية للسلع المعلن عنها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬محمد المرسى زهرة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪201‬‬

‫‪2‬‬
‫د‪ .‬أحمد السعيد الزقرد‪ :‬الحماية القانونية من الخداع اإلعالني في القانون الكويتي والمقارن‪ ،‬الكويت‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬العدد‬
‫االربع‪ ،1995 ،‬الطبعةالثانية‪ ،‬ص‪.444‬‬

‫‪3‬‬
‫عبد اهلل ذيب محمود‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.76‬‬

‫‪15‬‬
‫ويك ون الخ داع هن ا في المعلوم ات األساس ية أو الجوهري ة للش يء المعلن عن ه ‪.‬وي رى البعض ان الك ذب‬
‫البسيط أو الكذب المبالغ فيه جداً والذي من الصعب أن يصدقه جمهور المستهلكين ال يعاقب عليه )‪ .(1‬ولكن‬
‫ليس مج رد الك ذب المكت وب ه و المع ول علي ه‪ ،‬وإ نم ا ت رك ذك ر بي ان مهم بم ا ي ؤدي إلى خ داع المس تهلك‬
‫ين درج تحت اإلعالن الك اذب أو المض لل الم وجب للمس ئولية‪ ،‬اذ يع د حجب المعلوم ات الحقيقي ة عن‬
‫المستهلك من صور اإلعالن الخادع‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬تضليل المستهلكين بهدف جذبهم للتعاقد أو لزيادة التعاقد‪:‬‬

‫هن ا يق وم الت اجر بتض مين إعالن ه ك ذباً في المعلوم ات به دف خ داع المس تهلك بمم يزات وفوائ د الس لعة‬
‫وبأهميتها بالنسبة له واحتياجه إليها بشكل يزيد من الطلب على تلك السلع مما يؤدي إلى زيادة أرباحه )‪.(2‬‬

‫ثانياً ‪ -‬إدراك التضليل اإلعالني من قبل المستهلك‬

‫للوصول إلى مؤشرات إدراك التضليل في االعالن البد من اإلحاطة بصور التضليل اإلعالني اإللكتروني‬
‫حيث تتمثل أساليب التضليل اإلعالني من خالل صواًر متعددة منها )‪.(3‬‬

‫أ‪ :‬من حيث الوس‪II‬يلة‪ :‬ويتم اإلعالن الخ داع أو المض لل من خالل وس يلة من الوس ائل الس معية أو البص رية‬
‫أو الس معية البص رية‪ .‬ك اإلعالن في الص حف االلكتروني ة أو مواق ع التواص ل االجتم اعي أو التطبيق ات‬
‫االلكتروني ة أو القن وات التليفزيوني ة أو التلفزي ون االلك تروني على الش بكة وك ذلك اإلعالن ات الثابت ة في‬
‫الش وارع والمي ادين كحال ة تقليدي ة وعلى ج انب الط رق العام ة أو من خالل تص فح األس واق االلكتروني ة‬
‫والتي قد تجد من خاللها تدفق إعالنات متوافقة لبحث المستهلك وموجه له مباشرة‪.‬‬

‫ب‪ :‬من حيث الهدف‪ :‬وهنا يكون هدف اإلعالن الخداع أو المضلل هو خداع المستهلك وإ يقاعه في الغلط‬
‫‪26‬‬
‫الذي يجعله يتعاقد على سلعة‪ ،‬ما كان ليتعاقد عليها بذات الطريقة لو علم حقيقة األمر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬ميرفت عبد المنعم صادق‪ :‬الحماية الجنائية للمستهلك‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،2001 ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ص‪.184‬‬

‫‪2‬‬
‫د‪ .‬ماجدة شلبي‪ :‬المرجع السابق – ص‪.127‬‬

‫‪3‬‬
‫د‪ .‬محمد سعد العرمان‪ :‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.54‬‬

‫‪16‬‬
‫ج‪ :‬من حيث المض‪II‬مون‪ :‬وهن ا ي رد اإلعالن الك اذب الخ داع أو المض لل على الس لعة؛ وذل ك فيم ا يخص‬
‫جوانب معينة منها‪:‬‬

‫طبيعة السلعة أو تركيبها أو صفاتها الجوهرية أو العناصر التي تتكون منها وكمية هذه العناصر‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫كالوصف بانها مصنوعة من خامات ذات جودة عالية وفي حقيقة األمر انها رديئة الصنع‪.‬‬

‫مص در الس لعة أو وزنه ا أو حجمه ا أو طريق ة ص نعها أو ت اريخ انته اء ص الحيتها أو ش روط‬ ‫‪.2‬‬
‫استعمالها أو محاذير هذا االستعمال‪.‬‬

‫ن وع الخدم ة والمك ان المتف ق علي ه لتق ديمها ومح اذير اس تعمالها أو ص فاتها الجوهري ة والنوعي ة أو‬ ‫‪.3‬‬
‫الفوائد المتوخاة‪ .‬كما لو ان السلعة لها مخاطر مثال ولم تذكر‪.‬‬

‫شروط التعاقد ومقدار الثمن اإلجمالي وكيفية تسديده‪ .‬حيث لم يتم إيضاح ان السعر المذكور مثالً‬ ‫‪.4‬‬
‫هو سعر الجملة وليس للقطعة الواحدة‪ .‬أو سداد الثمن يكون عن طريق تمويل بنكي بفؤاد مرتفعة لم‬
‫تذكر في االعالن‬

‫اإلعالن الذي يتضمن حصول المنتج على جوائز أو شهادات أو ميداليات وذلك على غير الحقيقة‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫وك ثي اًر م ا نش اهد مث ل ه ذه اإلعالن ات وبال ذات على بعض مستحض رات البش رة والتجمي ل‪ ،‬وحقيق ة‬
‫األمر إنها غير ذلك‪.‬‬

‫اإلعالن الذي يتضمن استعمال شعار أو عالمة فارقة أو غيره دون وجه وحق أو استعمال عالمة‬ ‫‪.6‬‬
‫مقلدة أو مشابهة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬القواعد المتبعة العتبار اإلعالن التجاري اإللكتروني مضلالً أم ال‬

‫أن وج ود قواع د ثابت ة يتم إتباعه ا العتب ار اإلعالن التج اري اإللك تروني مض لالً أم ال‪ ،‬ق د يس اعد في بي ان‬
‫حاالت التضليل اإلعالني ومن هذه القواعد‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫إذا ت بين أن اإلعالن اإللك تروني كاذب اً في ج زء من ه ف ذلك يكفي العتب ار اإلعالن مض لال‪.‬‬ ‫ا‪.‬‬
‫كما لو ذكر في اإلعالن انه تم الحصول على شهادات تقديرية وجوائز على تلك الخدمة أو المنتج‬
‫وفي الحقيقة ال يوجد شيء مما ذكر‪.‬‬

‫إذا تض من اإلعالن معلوم ات وهمي ة وغ ير حقيقي ة‪ ،‬فوج ود معلوم ات وهمي ة يس اعد في‬ ‫ب‪.‬‬
‫تحديد حالة التضليل اإلعالني وكثير من اإلعالنات التجارية االلكترونية أو التقليدية ينطبق عليها‬
‫مث ل ه ذا الوص ف‪ .‬كم ا في اإلعالن ات الخاص ة بمستحض رات البش رة والش يخوخة حيث يش ير‬
‫اإلعالن إلى أن استعمال المستحضر سوف يمنح ُعمر أصغر أو يعطي جمال أكثر‪.‬‬

‫إذا ك ان هن اك نقص في بيان ات اإلعالن‪ ،‬أن إخف اء بعض البيان ات من اإلعالن ي ؤثر على‬ ‫ج‪.‬‬
‫ع دم ص دقه كم ا ل و لم ت ذكر الس لبيات في الس لعة أو الخدم ة حيث إن الوق وف على حقيق ة اإلعالن‬
‫من خالل تصور بياناته‪ ،‬يعطي المستهلك ص ورة واضحة عن حقيقته‪.‬‬

‫إذا تبين من اإلعالن عدم المقدرة على إثبات صحة المعلومات التي يوردها مقدم المنتج أو‬ ‫د‪.‬‬
‫السلعة أو الخدمة‪.‬‬

‫هذا وان األساليب التي ينتهجها بعض منتجي أو مقدمي السلع قد تقع في إطار أي من القواعد السالفة‪ .‬في‬
‫حقيقة االم ر ان هن اك الكث ير من اإلعالن ات المخادعة التي ينجرف ورائها المس تهلك ويق ع فريس ة لهؤالء‬
‫المعلنين عن سلعهم وخدماتهم وال يمكن ضبط هذه الحالة واخذ الحقوق وبالخصوص عندما يتم التعاقد مع‬
‫متاجر على المواقع االلكترونية من خارج دوله المستهلك ويكون الموقع غير معروف‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫المبحث الثالث الحماية القانونية للمستهلك اإللكتروني من اإلعالن المضلل‬

‫يع د ق انون حماي ة المس تهلك نقل ة نوعي ة‪ ،‬على طري ق ض مان حق وق اإلنس ان في الحص ول على معامل ة‬
‫كريم ة‪ ،‬وتق ديم الخدم ة والس لعة الجي دة إلكتروني اً بس عر مناس ب‪ ،‬دون اس تخدام ط رق االحتي ال والك ذب‬
‫للحص ول من ه على الس عر ال ذي ال يتناس ب م ع الس لعة أو الخدم ة ‪ ،‬فالق انون يق وم على تنظيم الج وانب‬
‫المختلف ة لعالق ة المنتج والمس تهلك‪ ،‬بخاص ة م ا يتعل ق بالمواص فات القياس ية‪ ،‬والم وازين‪ ،‬والمق اييس‪ ،‬وه ذا‬
‫يؤكد حق المستهلك في توفر معلومات تجعله قاد اًر على التمييز بين السلع والخدمات من حيث الجودة‪،‬‬
‫مم ا ي ؤدي ب ه إلى رفض الكث ير من الس لع والخ دمات المس توردة الرديئ ة‪ ،‬وه و م ا ي وفر الحماي ة للس لع‬
‫‪1‬‬
‫والخدمات ذات الجودة‪.‬‬

‫اء على ذل ك‪ ،‬ف إن اإلن ترنت ومن خالل األس واق االلكتروني ة المتمثل ة بالتطبيق ات أو المواق ع أو من‬
‫وبن ً‬
‫خالل وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬يؤدي الدور األكبر في الترويج للخدمات وللسلع التجارية‪ ،‬وان بعض‬
‫المنتجين والتجار ومقدمي الخدمات قد يلجؤون إلى استعمال طرق احتيالية في اعالناتهم إلكتروني اً من أجل‬
‫تص ريف بض ائعهم وخ دماتهم‪ ،‬وإ ذاع ة أم ور مغ ايرة للحقيق ة‪ ،‬ته دف إلى جع ل المس تهلكين يق دمون على‬
‫الشراء‪ ،‬نتيجة البيانات الكاذبة حول السلع والمنتجات‪ ،‬مما يلحق الضرر بهم )‪.(2‬‬

‫س نتناول في ه ذا الس ياق التعري ف بالمس تهلك في أوالً والم برارت لحماي ة المس تهلك اإللك تروني وقواع د‬
‫حمايته في ثانياً‪- :‬‬

‫المطلب األول التعريف بالمستهلك‬

‫من الجدير بالذكر ان قانون حماية المستهلك يوفر الحماية إلى المستهلك على ارض الدولة التي يحكمها القانون وبالتالي يلتزم التاجر‬ ‫‪1‬‬

‫ومزود الخدمة بكل ما يحكم به القانون بالنسبة إلى األسواق التقليدية أو اإللكترونية المسجلة داخل الدولة وبخالف ذلك ال يمكن حماية‬
‫المستهلك المتعام ل مع مواق ع غير معروفه تق دم خ دمات وسلع من خارج دول ة المستهلك‪ ،‬كم ا ان بعض المنتجات حتى وان كانت ال‬
‫تحمل مواصفات الدولة فيسمح القانون باقتنائها لغاية االستعمال الشخصي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫د‪.‬رض ا مت ولي وه دان‪ :‬الخ داع اإلعالني وأث ره في معي ار الت دليس‪ ،‬الق اهرة‪ ،‬مجل ة البح وث القانوني ة واالقتص ادية‪ ،‬كلي ة الحق وق‬
‫المنصورة‪ ،‬العدد )‪ (43‬أبريل ‪2008‬م‪ ،‬الطبعة األ ولى‪ ،‬ص‪.205‬‬
‫‪19‬‬
‫لم يحظ المستهلك باهتمام الفقه القانوني سابقاً‪ ،‬إذ كان هذا المفهوم مستعمالً فحسب من علماء االقتصاد‪ ،‬إال‬
‫أن استعمال مصطلح المستهلك أخذ يت ازيد في اللغة القانونية في الفترة األخيرة‪ ،‬خاصة مع بداية ظهور‬
‫جمعيات الدفاع عن المستهلكين في دول العالم المختلفة شيئاً فشيئاً‪ .‬ومع تبلور هذه الفكرة وانتشارها ظهر‬
‫جدل فقهي وقضائي حول مضمونها‪ .‬وقد جاء تعريف المستهلك باتجاهين أحدهما ضيق واآلخر واسع (‪:)1‬‬

‫‪ ‬االتجاه الضيق لمفهوم المستهلك‬

‫يب دو ان أغلبي ة الفقه اء تبنت المفه وم الض يق للمس تهلك‪ ،‬فالمس تفيد من أحك ام الق وانين المتعلق ة بحماي ة‬
‫المستهلك هو "كل من يؤول إليه الشيء بطريقة الشراء بقصد االستهالك أو االستعمال "وهو المفهوم الذي‬
‫ذهبت إليه غالبية النصوص التشريعية في فرنسا التي اهتمت بحماية المستهلك‪ ،‬ويرى الغالبية من الفقهاء‬
‫أن هذا التعريف المقدم لمفهوم المستهلك هو أضيق التعريفات وأفضلها ألنه يخرج من وصف المستهلك‬
‫كل من يقوم بإبرام تصرفات قانونية موجهة ألغراض المهنة أو الحرفة‪ ،‬وبهذا الشكل سيمنع التعريف فئة‬
‫التج ار والمهن يين ال ذين يتعاق دون ألغ راض تجاري ة أو مهني ة من التمت ع بالحماي ة ال تي يكفله ا الق انون‬
‫للمس تهلك‪ ،‬فالمعي ار ال ذي اعتم ده ه ذه االتج اه ه و معي ار الغ رض من التص رف‪ ،‬وال ذي يس مح بتص نيف‬
‫ش خص م ا بين طائف ة المح ترفين أو طائف ة المس تهلكين ويعتق د بعض الفقه اء بص حة ه ذا األري‪ ،‬فتعري ف‬
‫المستهلك لديهم يتطابق مع التعريف القانوني لالستهالك‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬ويمي ل إلى األخذ بهذا االتجاه غالبية الفقهاء والقضاء الفرنس ي‪ ،‬إذ صدرت أحكام قض ائية تؤي د هذا‬
‫المعنى الضيق للمستهلك في مجاالت السعي التجاري‪ .‬والشروط التعسفية واالئتمان‪.‬‬

‫كما أجمع أغلبية الفقهاء على أن المستهلك هو كل شخص يقوم بإبرام تصرفات قانونية من أجل الحصول‬
‫على مال أو خدمة بهدف إشباع حاجاته االستهالكية الشخصية أو العائلية )‪.(2‬‬

‫ومع تمسك أغلبية الفقهاء بهذا األري‪ ،‬إال أنه قد واجه العديد من االنتقادات من أبرزها ما يلي )‪:(3‬‬

‫‪ )(1‬د‪ .‬عب د الحمي د ال د يس طي عب د الحمي د‪ :‬حماي ة المس تهلك في ض وء القواع د القانوني ة لمس ئولية المنتج‪ ،‬دارس ة مقارن ة‪ ،‬الق اهرة‪ ،‬دار‬
‫الفكر والقانون‪2010 ،‬م‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪2‬‬
‫د‪ .‬حسن عبد الباسط جميعي‪ :‬حماية المستهلك‪ ،‬الحماية الخاصة لرضاء المستهلك في عقود االستهالك‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية ‪1996،‬م ‪،‬الطبعة األ ولى‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪3‬‬
‫مساعد زيد المطيري‪ :‬الحماية المدنية للمستهلك في القوانين المصري والكويتي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬رسالة دكتواره في الحقوق‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة عينشمس ‪2002،‬م‪ ،‬الطبعة األ ولى‪ ،‬ص ‪.27 – 26‬‬
‫‪20‬‬
‫أنه ا ض يقت مفه وم المس تهلك‪ ،‬بحيث يتم حص ره في طائف ة من األش خاص الطبيع يين دون‬ ‫أ‪.‬‬
‫األش خاص االعتب اريين‪ ،‬كالجمعي ات والش ركات ال تي تتعاق د م ع المهن يين للحص ول على بعض‬
‫الخدمات‪ ،‬سواء كانت مادية‪ ،‬مثل النقل أو اإلصالح‪ ،‬أم خدمات مالية‪ ،‬مثل التأمين أو االستشارات‬
‫القانونية‪ ،‬فقد قصرت الحماية القانونية على األشخاص الطبيعيين‪.‬‬

‫إن المس تهلك ال يهتم فق ط بإش باع حاجات ه الشخص ية‪ .‬وحاج ات أف ارد أس رته‪ ،‬رغم أن‬ ‫ب‪.‬‬
‫اهتمامات الشخص الطبيعي تتجاوز بكثير حاجاته االستهالكية‪ ،‬فهو يقوم بإبرام العديد من العقود‬
‫التي ال يهدف من ورائها اإلشباع المادي‪ ،‬مثل عقد نقل البضائع‪ ،‬التأمين على الحياة ‪،‬وعقد ال تزود‬
‫باالتصاالت واالنترنت‪ ،‬وعقود النقل الجوي‪ ،‬فهذه النوعية من العقود رغم أنها ال تشبع االحتياج‬
‫المادي للشخص الطبيعي‪ .‬إال أنها حتمية لحمايته‪.‬‬

‫االتج‪II‬اه الموس‪II‬ع لمفه‪II‬وم المس‪II‬تهلك وفق اً له ذا االتج اه‪ ،‬يع د مس تهلكاً ك ل ش خص يتعاق د‬ ‫‪‬‬
‫بغ رض االس تهالك‪ ،‬س واء الس تخداماته الشخص ية أو الس تعماالته المهني ة‪ .‬ويالح ظ على ه ذا‬
‫التعريف‪ ،‬أنه بقدر ما جاء مختص اًر ومحدود العبا ارت‪ ،‬فهو واسع فضفاض‪ ،‬بحيث يشمل‬
‫فئات أخرى من المتعاقدين الذين يمكن أن نطلق عليهم وصف المستهلكين؛ والتي استبعدت من‬
‫نطاق الحماية بالقواعد المقررة لحماية المستهلك استناداً إلى االتجاه الضيق لمفهوم المستهلك‬
‫آنف الذكر ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫فالمستهلك حسب هذا االتجاه هو كل من يقوم باستعمال أو استخدام مال ‪،‬أو خدمة‪ ،‬فمن يشتري سيارة‬
‫الستعماله الشخصي أو المهني يعتبر مستهلكاً‪ .‬طالما أن السيارة تستهلك في الحالتين )‪.(1‬‬

‫ويه دف ه ذا الفري ق من الفقه اء إلى أن التوس ع في دائ رة األش خاص ال ذين يمكنهم االس تفادة من قواع د‬
‫الحماية للمستهلك‪ .‬ومد نطاق الحماية القانونية إلى المهني حينما يقوم بإبرام تصرفات تخدم مهنته ‪،‬كما‬
‫هو الحال بالنسبة للطبيب حين يشتري المعدات الطبية‪ ،‬أو التاجر حين يشتري أثاث معمله )‪.(2‬‬

‫مفهوم المستهلك اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ه و ك ل ش خص ط بيعي أو اعتب اري يتعاق د بأح د الوس ائل اإللكتروني ة من أج ل الحص ول على الس لع‬
‫والخدمات إلشباع احتياجاته الشخصية أو العائلية أو احتياجاته المهنية خارج نطاق اختصاصه )‪.(3‬‬

‫تعريف القانو ن للمستهلك‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يع رف الق انون االتح ادي رقم ‪ 24‬لس نة ‪2006‬م بش أن حماي ة المس تهلك الملغي‪ .‬في الم ادة األ ولى‪،‬‬
‫مصطلح المستهلك بانه "كل من يحصل على سلعة أو خدمة – بمقابل أو بدون مقابل – إشباعاً لحاجاته‬
‫الشخص ية أو حاج ات اآلخ رين")‪ ،(4‬اال ان ق انون حماي ة المس تهلك االم ا ارتي رقم ‪ 15‬لس نة ‪ 2020‬ق د‬
‫ع رف المس تهلك في الم ادة األ ولى ع ل ان ه " ك ل ش خص ط بيعي أو اعتب اري يحص ل على س لعة أو‬
‫خدم ة بمقاب ل أو دون مقاب ل إش باعا لحاجت ه أو حاج ة غ يرة أو يج ري التعام ل أو التعاق د مع ه بش أنها"‬
‫ومن ثم يك ون المش رع اإلم ا ارتي ق د تق دم عن غالبي ة التش ريعات ال تي ت ركت أم ر التعري ف للفق ه‬
‫والقض اء‪ .‬وتل ك ع ادة درج عليه ا المش رع االم ا ارتي في الكث ير من الق وانين‪ ،‬وه و أم ر حس ن‬
‫وخصوص ا مع القوانين التي تعالج قضايا معاصره لم تعرف في السابق‪ .‬ومن التعريف‪ .‬أن المشرع‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬أحم د محم د محم ود علي خل ف‪ :‬الحماي ة الجنائي ة للمس تهلك‪ ،‬االس كندرية‪ ،‬دار الجامع ة الجدي دة للنش ر ‪2005 ،‬م ‪،‬الطبع ة األ‬
‫ولى‪ ،‬ص‪51‬‬

‫‪2‬‬
‫د‪ .‬محمد شكري سرور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪105‬‬

‫‪3‬‬
‫د‪ .‬ماجدة شلبي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫د‪ .‬فاروق محمد أحمد األباصيري‪ :‬حماية المستهلك في القانون اإلماارتي بين قانون المعامالت المدنية وقانون حماية‬ ‫‪4‬‬

‫المس تهلك األم اارت‪ ،‬بحث منش ور ل دى م ؤتمر االحتف ال باليوبي ل الفض ي لق انون المع امالت المدني ة االتح ادي رقم )‪15‬‬
‫لسنة ‪1985‬م( والمعدل بقانون رقم )‪ (1‬لسنة ‪1987‬م‪ ،‬المنعقد في الفترة ‪ 29-28‬مارس ‪ ،2011‬منشورات معهد دبي‬
‫القض ائي ‪1432،‬هـ‪2011/‬م‪ ،‬الطبع ة األ ولى‪ ،‬ص‪ .21‬أيض اً في ذل ك د‪ .‬خال د حام د مص طفى‪ :‬الحماي ة الجنائي ة‬
‫للمس تهلك من ج ارئم الغش والتقلي د‪ ،‬االم اارت‪ ،‬بحث منش ور بمجل ة الدارس ات القض ائية ‪،‬معه د الت دريب والدارس ات‬
‫القضائية‪ ،‬العدد) ‪ ،(10‬السنة السادسة رجب ‪1434‬هـ‪/‬يونيو‪2013‬م‪ ،‬الطبعة األ ولى‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫‪22‬‬
‫اإلماراتي اعتبر المستهلك شخصاً طبيعياً أو اعتباري اً طالما أن الغرض من االستهالك هو سد حاجات‬
‫متعلقة بالسلع والخدمات‪ ،‬وقد أشار المشرع إلى ان الحصول على السلع والخدمات قد يكون بمقابل أو‬
‫من غ ير مقاب ل‪ ،‬فأم ا المقاب ل فيك ون بمناس بة عق د بي ع أو إيج ار أو توري د س لع أو توري د خ دماتك‬
‫االتص االت واالن ترنت والم اء والكهرب اء وغيره ا من حاج ات االنس ان أو الش خص االعتب اري ام ا‬
‫بخص وص الحص ول على الس لعة والخدم ة من دون مقاب ل فيك ون من خالل الهب ة واالع ارة م ع تحم ل‬
‫تبعة الهالك‪.‬‬

‫وعرف القانون اللبناني المستهلك بانه " الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يشتري خدمة أو سلعة أو‬
‫(‪)1‬‬
‫يستأجرها أو يستفيد منها وذلك ألغراض غير مرتبطة بنشاطه المهني‪".‬‬

‫عرف المستهلك بأنه " كل شخص تقدم إليه أحد المنتجات إلشباع احتياجاته‬ ‫اما المشرع المصري فقد ّ‬
‫‪2‬‬
‫الشخصية أو العائلية أو يجرى التعامل أو التعاقد معه بهذا الخصوص‪".‬‬

‫المس تهلك ه و الش خص الط بيعي أو المعن وي ال ذي ي تزود بس لعة أو‬


‫وأش ار المش رع ال ع ارقي إلى ان ُ‬
‫خدم ة بقص د اإلف ادة منه ا‪ .‬ولع ل ه ذا التوج ه ه و محاول ة إلدخ ال العق ود التبرعي ة ض من العق ود‬
‫االستهالكية بما يرتب ان يكون المتبرع اليه في بعض الحاالت مستهلكاً‪ 3.‬اما في القانون األردني فان‬
‫‪4‬‬
‫قانون حماية المستهلك يعرف المستهلك بأنه مشتري السلعة أو الخدمة لغرض االستهالك‬

‫ونجد ان التعريفات على اختالف المشرعين فيها اال انها تصب في طريق واحد وهو ان المستهلك اما‬
‫ش خص ب دون تحدي د الص فة أو م ع تحدي د الص فة يحت اج إلى س لع وخ دمات شخص ية أو غ ير شخص ية‬
‫متعلق ة بالعم ل بمقاب ل أو ب دون مقاب ل أي ان المش رع ادخ ل التبرع ات في ذل ك كم ا ج اء في النص‬
‫‪5‬‬
‫الصريح للقانون االما ارتي والنص الضمني للقانون العراقي‪.‬‬

‫‪ )(1‬المادة ‪ 2‬من قانون حماية المستهلك اللبناني رقم ‪ 659‬لسنة ‪.2005‬‬


‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 1‬من قانون حماية المستهلك المصري رقم ‪ 67‬لسنة ‪.2006‬‬

‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 1‬من قانون حماية المستهلك في العارق رقم ‪ 1‬لسنة ‪.2010‬‬

‫‪4‬‬
‫مش روع الق انون في االردن ط رح من ذ س نة ‪ 2006‬واج ري على المش روع اض افات س نة ‪ 2013‬وص در الق انون رقم ‪ 7‬لس نة‬
‫‪ 2017‬وبدء العمل به وهو النافذ حالياً‪.‬‬
‫ندوة حماية المستهلك بين الواقع والتطبيق – المجلس العربي للبحوث القانونية والقضائية ‪-‬مجلس وزارء العدل العرب –جامعة‬ ‫‪5‬‬

‫الدول العربية‪ -‬بيروت – لبنان‪.2014 -‬‬


‫‪23‬‬
‫المطلب الثاني مبررات حماية المستهلك اإللكتروني‬

‫يعد المس تهلك في نط اق المعامالت التج ارة اإللكترونية هو م اردف اً للمستهلك في المع امالت التجارية‬
‫التقليدية‪ ،‬إال أنه في التعامالت اإللكتروني تتم من خالل الوسائط اإللكترونية والتي تعطيه ذات الم ازيا‬
‫والحق وق ال تي يتمت ع به ا المس تهلك في المع امالت التجاري ة التقليدي ة ون ظ اًر ألن تل ك التع امالت ال تي‬
‫أث رى به ا التق دم الح ديث والتكنول وجي خالل ش بكة االن ترنت أدى بالض رورة لحماي ة المس تهلكين من‬
‫الكذب والتضليل وهو ما سوف نبينه‪:‬‬

‫أ والً ‪ -‬المبررات‬

‫ضمانات رضاء المستهلك‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫وفق اً للقواع د العام ة يل زم إلب رام العق د إع راب المس تهلك ص راحة أو ض مناً عن رغبت ه في التعاق د‬
‫بالش روط ال تي عرض ها الم ورد للخدم ة أو ب ائع الس لعة‪ ،‬وان الوس يلة اإللكتروني ة للتعب ير عن الق ول‬
‫غالب اً م ا تك ون مج رد الض غط على مفت اح أو لمس ه إذا كن ا نس تخدم الشاش ات الذكي ة دون ت رك أث ر‬
‫ملموس بشرط تنبيه المستهلك إلى أن مجرد الضغط على المفتاح أو لمسة يعني القبول ولضمان عدم‬
‫وجود أي لبس بصدد هذا القبول فإن العرض التجاري غالب اً ما يستتبعه صفحات إضافية على الشاشة‬
‫تدعو المستهلك إلعادة تأكيد قبوله أو خيا ارته مرة ثانية‪.‬‬

‫وتحث التعليمات األوربية األول على اتخاذ اإلجراءات الالزمة لحظر توريد سلعة أو خدمة مصحوبة‬
‫بفاتورة السداد إلى المستهلك دون أن يكون قد طلب ذلك (‪.)1‬‬

‫الجانب اإليجابي لاللتازم بالمعلومات‬

‫ولتحقق هذه المعلومات الهدف منها يجب أن تتوافر عدة شروط في تلك المعلومات وهي‪:‬‬

‫أن تك ون المعلوم ات مكتوب ة باللغ ة متداول ة بالدول ة وهي العربي ة ‪48‬ويمكن أض افة أي‬ ‫‪.1‬‬
‫لغ ة أخ رى‪ ،‬ح تى يمكن تفهمهم ا من ج انب المس تهلك‪ .‬وه ذا يقتض ي بالنس بة للس لع واألغذي ة‬
‫المستوردة ضرورة ترجمة البيانات المرفقة بها إلى اللغة العربية‪ ،‬حتى يسهل االطالع عليها‪.‬‬

‫‪ )( 1‬د‪ .‬خالد محمد كدفور المهري‪ :‬حماية المستهلك اإللكتروني‪ ،‬االماارت‪ ،‬بحث منشور لدى المؤتمر العلمي األ ول حول الجوانب‬
‫القانونية واألمنية للعمليات اإللكترونية – دبي – اإلمارات – ‪ 26/28‬أبريل ‪2003‬م‪ ،‬بحوث المؤتمر – محور المعامالت المدنية‬
‫– الجزء) ‪ (2‬أكاديمية شرطةدبي‪ ،‬الطبعة األ ولى ‪،‬ص‪.493‬‬
‫‪24‬‬
‫كم ا يجب أن تك ون المعلوم ات واض حة ليس به ا غم وض‪ ،‬وأن تتس م بالدق ة بحيث ال يحتم ل‬
‫اللفظ تأويالت أو تفسيرات مختلفة بمعنى أن تكون غير مضللة كما أشار المشرع إلى ذلك في‬
‫الفقرة" ‪ "2‬من المادة" ‪ "8‬من ذات القانون‪.‬‬

‫ضرورة أن تتضمن المعلومات بالنسبة للسلع المستوردة‪ ،‬بلد المنشأ حتى يستطيع أن‬ ‫‪.2‬‬
‫يقدر المستهلك قيمة السلعة وجودتها ومقارنتها بالسعر المدون عليها‪.‬‬

‫البد أن تكون تلك المعلومات مدونة على السلعة بشكل ظاهر مما يمكن المستهلك من‬ ‫‪.3‬‬
‫الوق وف على ك ل م ا يتعل ق بالس لعة بمج رد االطالع عليه ا‪ ،‬س واء من حيث مكوناته ا أو‬
‫أس عارها‪ ،‬وخاص ة‪ ،‬بالنس بة للس لع الخط رة حيث يجب التنوي ه إلى م ا يحت وي علي ه اس تخدام‬
‫السلعة من مخاطرة تضر بالمستهلك سواء كانت أضراراً صحية أو مالية )‪.(1‬‬

‫ب‪ :‬الجانب السلبي لاللتازم بالمعلومات‬

‫وهنا البد من التزام مزود السلعة عند إمداد المستهلك بالمعلومات أن يكون صادقاً وأمين اً اذ يجب أن‬
‫تعبر تلك البيانات عن حقيقة السلعة أو الخدمة‪ ،‬التي سيقدم المستهلك على التعاقد بشأنها‪.2‬‬

‫ثانياً ‪ -‬قواعد حماية المستهلك في مواجهة اإلعالنات التجارية اإللكترونية المضللة‬

‫لقد أولت التشريعات هذه الحماية العناية الكافية بغرض تنظيم وتقنين حماية المستهلك‪ ،‬والمتمثلة فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫حق األمان‪ :‬حماية المستهلك من المنتجات وعمليات اإلنتاج والخدمات التي تؤدي إلى مخاطر‬ ‫‪.1‬‬
‫على صحته وحياته‪.‬‬

‫ح ق المعرف ة‪ :‬تزوي د المس تهلك بالحق ائق ال تي تس اعد على قيام ه باالختي ار الس ليم وحمايت ه من‬ ‫‪.2‬‬
‫اإلعالنات التي تشمل معلومات مضللة وغير صحيحة‪.‬‬

‫الفقرة" ‪ "2‬من المادة" ‪ "7‬من قانون حماية المستهلك االماارتي رقم ‪ 15‬لسنة ‪.2020‬‬ ‫‪1‬‬

‫يعتبر االلتازم بإعالم المستهلك التازماً سابقاً على التعاقد بتقديم المعلومات التي تمكن المستهلك من اإللمام بها‪ .‬حول الموضوع‬ ‫‪2‬‬

‫انظر د‪ .‬أنيس العذر – النظام القانوني لحق المستهلك في الحصول على منتج امن – مجلة الشريعة والقانون – جامعة االماارت‬
‫العربية المتحدة – السنة ‪ 79‬العدد ‪79 – 2019.‬‬
‫‪25‬‬
‫ح ق االختي ار‪ :‬ب أن يتمكن المس تهلك من االختي ار بين العدي د من المنتج ات والخ دمات ال تي‬ ‫‪.3‬‬
‫تعرض بأسعار تنافسية مع ضمان الجودة‪.‬‬

‫حق االستماع إلى آ ارئه‪ :‬بأن تمثل مصالح المستهلك في إعداد سياسة الحكومة وتنفيذها‪ ،‬وفي‬ ‫‪.4‬‬
‫تطوير المنتجات أو الخدمات‪.‬‬

‫ح ق إش باع حاجيات ه األساس ية‪ :‬وذل ك بالحص ول على الس لع والخ دمات األساس ية‪ ،‬كالغ ذاء‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫والكساء ‪،‬والرعاية الصحية‪ ،‬والتعليم‪.‬‬

‫حق التعويض‪ :‬بحيث يكون للمستهلك الحق في التعويض العادل المشروع عن السلع الرديئة‬ ‫‪.6‬‬
‫والخدمات غير الم رضية‪.‬‬

‫حق التثقيف‪ :‬فالمستهلك بحاجة إلى اكتساب المها ارت المطلوبة لممارسة االختيا ارت الواعية‬ ‫‪.7‬‬
‫بين السلع والخدمات‪ ،‬وأن يكون مدركاً لحقوقه األساسية وكيفية استخدامها‪.‬‬

‫حق الحياة في بيئة صحية‪ :‬بحيث يعيش المستهلك ويعمل في بيئة خالية من المخاطر لألجيال‬ ‫‪.8‬‬
‫الحالية والمستقبلية )‪.(1‬‬

‫دوار بالغ األهمية في التجارة اإللكترونية‪ ،‬ونظ اًر‬


‫مما تقدم فأن اإلعالنات التجارية اإللكترونية تلعب ً‬
‫ألهمي ة ه ذه اإلعالن ات في تأثيره ا على ج ذب المس تهلك ‪،‬خصوص اً وأن المس تهلك ق د يل زم ب االطالع‬
‫على تلك اإلعالنات أذا كان يعمل على األجهزة االلكترونية الذكية كالهواتف وااللواح الذكية وغيرها‪،‬‬
‫حيث تقوم ش ركات اإلعالن ات بإقحام اإلعالن ات التجاري ة في ك ل الب ارمج المجاني ة وبعد التعاقد م ع‬
‫مزود البرن امج أو التط بيق ‪ ،‬وبالتالي ف ان المس تهلك يتلقى العدي د من اإلعالن ات منه ا ال تي ال يهتم لها‬
‫اء على متابع ة وتعقب دخ ول ذل ك المس تهلك فيتم أظه ار‬
‫ومنه ا م ا تك ون مس تهدفة لزب ون معين بن ً‬
‫اإلعالن ات ال تي يهتم به ا ‪ ،‬ومن هن ا ربم ا يق ع في إعالن مض لل يحم ل معلوم ات غير كامل ة أو يحم ل‬
‫ش يء من الك ذب في الوص ف‪ ،‬علم اً أن قواع د حماي ة المس تهلك في مواجه ة اإلعالن ات التجاري ة‬
‫اإللكتروني ة ‪،‬تش ترط أن يك ون اإلعالن متفق اً م ع الق انون ومش روعاً وص ادقاً ومن ع اإلعالن التج اري‬
‫اإللكتروني المضلل ‪ .‬وهذ األمر يتطلب‪- :‬‬

‫الرقاب ة القانوني ة على اإلعالن االلك تروني من خالل الق وانين واألجه زة التنظيمي ة‬ ‫‪.1‬‬
‫واإلدارية التي تمارس تلك الرقابة قبل وبعد نشر اإلعالن‪ .‬واإلعالن يتم من خالل معلن وهو‬

‫د‪ .‬ماجدة شلبي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪90‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪26‬‬
‫كل شخص اعتباري يقوم بذاته أو بواسطة غيره باإلعالن عن السلعة أو الخدمة أو المعلومات‬
‫بمختل ف وس ائل الدعاي ة واإلعالن س واء ك ان المعلن ه و الم زود نفس ه أو شخص اً مرخص اً ل ه‬
‫‪1‬‬
‫بذلك‪.‬‬

‫عدم السماح بنشر اإلعالن اإللكتروني المضلل‪ ،‬ولذلك حرص المشرع اإلماراتي في‬ ‫‪.2‬‬
‫اء على‬
‫الق انون الجدي د على بي ان ماهي ة اإلعالن المض لل بأن ه اإلعالن عن س لعة أو خدم ة بن ً‬
‫معلومات خادعة أو اغفال معلومات جوهرية أو أساسية ذات ارتباط في السلعة أو الخدمة مما‬
‫يؤثر على المستهلك ويدفعه إلى التعاقد بحيث انه ما كان ليتعاقد لوال تلك المعلومات‪ ،‬ويعتبر‬
‫في حكم اإلعالن المض لل اإلعالن عن ج وائز أو تخفيض ات وهمي ة أو غ ير حقيقي ة‪ .‬وه ذا‬
‫الوصف يس هل مس ألة الرقاب ة على اإلعالن ات التجاري ة إذا تطابق اإلعالن م ع أحد األوص اف‬
‫المذكورة‪.‬‬

‫المادة" ‪ "1‬من قانون حماية المستهلك االماارتي رقم ‪ 15‬لسنة ‪2020‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪27‬‬
‫االستنتاجات والتوصيات‪:‬‬

‫األستنتاجات‬

‫لعبت الث ورة التكنولوجي ة دواًر ك بي اًر في زي ادة اإلنت اج‪ ،‬من خالل اس تخدام ه ذه التكنولوجي ا بتعري ف‬
‫المستهلك بالمنتجات‪ ،‬فاإلعالم اإللكتروني أصبح في عالمنا المعاصر من األهمية بحيث أصبح هو النافذة‬
‫لنقل هموم المستهلكين وآرائهم وبيان حقوقهم المشروعة‪ ،‬فالمستهلك يتعرض ألخطار الغش في السلع من‬
‫خالل اإلعالنات التجارية المضللة‪ ،‬وبعض المؤسسات التجارية تنتهج أساليب الغش والخداع في رسائلها‬
‫اإلعالني ة لغ رض تض ليل المس تهلك وإ ث ارة التص رفات االنفعالي ة لدي ه بغ رض اقتن اء الس لعة‪ ،‬واإلعالم‬
‫مسئولية ورسالة‪.‬‬

‫وق د وض عت ال دول التش ريعات الحامي ة للمس تهلك من تل ك اإلعالن ات المض للة س واء على ص عيد التج ارة‬
‫الداخلية التقليدية أو االلكترونية ولكن هذه القوانين غير قادرة على حماية المستهلك خارج حدود اقاليمها‪.‬‬
‫وقد كان المشرع االماراتي يولي اهتماما كبيرا في وضع التشريعات الحامية وتطوير تلك التشريعات بين‬
‫الحين واألخر لتلبي التطور العالمي في شتى المجاالت التكنولوجيا ومنها قانون حماية المستهلك رقم ‪15‬‬
‫لسنة ‪ 2020‬الذي عالج الكثير من القضايا الخاصة بالتجارة االلكترونية والتقليدية لحماية المستهلك على‬
‫إقليم الدول ة من التض ليل والغش والخ داع الن اتج عن اإلعالن ات المنش ورة أو الوص ف غ ير ال دقيق للس لع‬
‫والخدمات المقدمة من المواق التجارية االلكترونية داخل الدول وقد فرض عقوبات شديدة بحق المخالف‬
‫وضاعفت تلك العقوبات في حالة العود ومنحت المستهلك الحق في المطالبة بالتعويض عن الضر الذ وقع‬
‫عليه ولكن بالمقابل نرى ضعف المشرع العراقي في وضع القوانين والتشريعات في هذا المجال‪.‬‬

‫التوصيات‬

‫نوصي بعقد اتفاقيات دولية خاصة لمتابعة التجارة االلكترونية والرقابة على تلك اإلعالنات وإ لزام‬ ‫‪.1‬‬
‫المزودين بالتعويض في حال الغش والخداع الي مستهلك الكتروني‪.‬‬

‫نوص ي بتش ديد الرقاب ة على ال بيوع االلكتروني ة في مواق ع التواص ل االجتم اعي وال تي أص بحت‬ ‫‪.2‬‬
‫منتشرة بشكل كبير وتروج لسلع غير مطابقة للمواصفات الخاصة بالدولة‪.‬‬

‫نوصي بإلزام المواقع التجارية االلكترونية بأرسال مستند الضمان لتلك السلع المشترات كما هو‬ ‫‪.3‬‬
‫األمر بالنسبة للتجارة التقليدية‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫نوص ي بتك ثيف الرقاب ة على أس عار الس لع والخ دمات بحيث ال تك ون متفاوت ة بش كل كب ير بين‬ ‫‪.4‬‬
‫المزودين مع مبدا حرية التنافس‪.‬‬

‫مصادر البحث‬
‫أ والً ‪ -‬الكتب‬

‫أسامة أحمد بدر ‪ :))2002‬حماية المستهلك في التعاقد اإللكتروني‪ ،‬د ارسة مقارنة‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫دار النهضة العربية‪.‬‬

‫باس م محم د ص الح ‪ :))1987‬الق انون التج اري‪ ،‬القس م األ ول‪ ،‬الطبع ة الثاني ة‪ ،‬بغ داد‪ ،‬مطبع ة‬ ‫‪.2‬‬
‫جامعة بغداد‬

‫حسن عبد الباسط جميعي‪ )1996‬م)‪ :‬حماية المستهلك‪ ،‬الحماية الخاصة لرضاء المستهلك في‬ ‫‪.3‬‬
‫عقود االستهالك‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪.‬‬

‫حسن علي الذنون – النظرية العامة لاللتزام ‪-‬دار الحرية للطباعة ‪-‬بغداد‬ ‫‪.4‬‬

‫عب د اهلل ذيب عب د اهلل محم ود( ‪2012‬م)‪ :‬حماي ة المس تهلك في التعاق د اإللك تروني‪ ،‬دراس ة‬ ‫‪.5‬‬
‫مقارنة‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫عب د الحمي د ال د يس طي عب د الحمي د‪ :‬حماي ة المس تهلك في ض وء القواع د القانوني ة لمس ئولية‬ ‫‪.6‬‬
‫المنتج‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر والقانون‪2010 ،‬م‪.‬‬

‫عبد الرازق احمد السنهوري ‪-‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ‪-‬الجزء األول – دار‬ ‫‪.7‬‬
‫احياء التراث العربي –بيروت‪.‬‬

‫عب د المجي د الحكيم وعب د الب اقي البك ري ومحم د ط ه البش ير( ‪ -)2010‬الوج يز في نظري ة‬ ‫‪.8‬‬
‫االلتزام ‪-‬الجزء األول‪-‬المكتبة القانونية ‪-‬بغدا‬

‫محمود عساف(‪ :)1977‬أصول اإلعالن‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النشر العربي ‪ ،‬الطبعة الثانية‬ ‫‪.9‬‬

‫م يرفت عب د المنعم ص ادق(‪ :)2001‬الحماي ة الجنائي ة للمس تهلك‪ ،‬الق اهرة‪ ،‬مكتب ة النهض ة‬ ‫‪.10‬‬
‫المصرية ‪،‬الطبعة الثانية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫مص طفى أحم د أب و عم رو(‪2011‬م)‪ :‬م وجز أحك ام ق انون حماي ة المس تهلك‪ ،‬الطبع ة األولى‪،‬‬ ‫‪.11‬‬
‫بيروت‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪.‬‬

‫مس اعد زيد المطيري ‪)2002‬م)‪ :‬الحماي ة المدني ة للمس تهلك في القوانين المصري والكوي تي‪،‬‬ ‫‪.12‬‬
‫القاهرة‪ ،‬رسالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة عين شمس‪،‬‬

‫ممدوح خليل البحر ‪ – ))2015‬الجرائم الواقعة على األموال في قانون العقوبات االماراتي –‬ ‫‪.13‬‬
‫الطبعة الثانية – مكتبة الجامعة – الشارقة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬األبحاث والمجالت العلمية‬

‫الب دواوي‪ ،‬ابتس ام على (‪2013‬م)‪ :‬الحماي ة المدني ة للمس تهلك وفق اً لق انون المع امالت المدني ة‬ ‫‪.1‬‬
‫لدولة اإلمارات رقم (‪ 5‬لسنة ‪ )1985‬وقانون حماية المستهلك رقم (‪ 24‬لسنة ‪2006‬م) وتعديالته‪،‬‬
‫دراسة مقارنة مع بعض التشريعات ذات اصلة‪ ،‬االمارات‪ ،‬أكاديمية شرطة دبي‪ ،‬سلسلة الرسائل‬
‫العلمية‪ ،‬دارسات قانونية‪ ،‬العدد( ‪.)16‬‬

‫الزق رد‪ ،‬أحم د الس عيد (‪ :)1995‬ح ق المش تري في إع ادة النظ ر في عق ود ال بيع بواس طة‬ ‫‪.2‬‬
‫التليفزيون‪ ،‬الكويت‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬مجلس النشر العلمي‪ ،‬جامعة الكويت‪.‬‬

‫الزق رد‪ ،‬أحم د الس عيد ((‪ :1995‬الحماي ة القانوني ة من الخ داع اإلعالني في الق انون الكوي تي‬ ‫‪.3‬‬
‫والمقارن‪ ،‬الكويت‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬العدد الرابع‪.‬‬

‫الع ذر‪ ،‬أنيس (‪ –)2019‬النظام القانوني لحق المس تهلك في الحص ول على منتج امن – مجل ة‬ ‫‪.4‬‬
‫الشريعة والقانون – جامعة االمارات العربية المتحدة السنة ‪ 79‬العدد ‪.79‬‬

‫مص طفى‪ ،‬خال د حام د (‪2013‬م)‪ :‬الحماي ة الجنائي ة للمس تهلك من ج رائم الغش والتقلي د‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫االم ارات‪ ،‬بحث منش ور بمجل ة الدراس ات القض ائية‪ ،‬معه د الت دريب والدراس ات القض ائية‪ ،‬الع دد (‬
‫‪ ،)10‬السنة السادسة رجب‪.‬‬

‫المهري‪ ،‬خالد محمد كدفور (‪2003‬م)‪ :‬حماية المستهلك اإللكتروني‪ ،‬االمارات‪ ،‬بحث منشور‬ ‫‪.6‬‬
‫ل دى الم ؤتمر العلمي األول ح ول الج وانب القانوني ة واألمني ة للعملي ات اإللكتروني ة – دبي –‬
‫اإلمارات ‪ ،‬بحوث المؤتمر – محور المعامالت المدنية – الجزء( ‪ )2‬أكاديمية شرطة دبي‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫عل وان‪ ،‬رامي محم د (‪2002‬م)‪ :‬التعب ير عن اإلرادة عن طري ق اإلن ترنت وإ ثب ات التعاق د‬ ‫‪.7‬‬
‫اإللكتروني‪ ،‬الكويت‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬السنة السادسة والعشرون‪ ،‬العدد الرابع‪.‬‬

‫وه دان‪ ،‬رض ا مت ولي (‪2008‬م)‪ :‬الخ داع اإلعالني وأث ره في معي ار الت دليس‪ ،‬الق اهرة‪ ،‬مجل ة‬ ‫‪.8‬‬
‫البحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬كلية الحقوق المنصورة‪ ،‬العدد (‪.)43‬‬

‫النج ار‪ ،‬زي اد إب راهيم (‪ ،)2017‬قواع د حماي ة المس تهلك من التغري ر والغبن في العق ود‬ ‫‪.9‬‬
‫االلكترونية – رسالة دكتواره – الدار العلمية الدولية ‪-‬األردن ‪.‬‬

‫الج اف‪ ،‬عالء عم ر محم د (‪ – )2017‬االلي ات القانوني ة لحماي ة المس تهلك في عق ود التج ارة‬ ‫‪.10‬‬
‫االلكترونية‪ -‬منشورات الحلبي الحقوقية – الطبعة األولى ‪ -‬بيروت‪.‬‬

‫األباصيري‪ ،‬فاروق محمد أحمد (‪2011‬م)‪ :‬حماية المستهلك في القانون اإلماراتي بين قانون‬ ‫‪.11‬‬
‫المعامالت المدنية وقانون حماية المستهلك األما ارت‪ ،‬بحث منشور لدى مؤتمر االحتفال باليوبيل‬
‫الفضي لقانون المعامالت المدنية االتحادي رقم (‪ 15‬لسنة ‪1985‬م) والمعدل بقانون رقم (‪ )1‬لسنة‬
‫‪1987‬م‪ ،‬المنعقد في الفترة ‪ 29-28‬مارس ‪ ،2011‬منشورات معهد دبي القضائي‪.‬‬

‫شلبي‪ ،‬ماجدة (‪2013‬م)‪ :‬حماية المستهلك اإللكتروني في العقد اإللكتروني ومعامالت التجارة‬ ‫‪.12‬‬
‫اإللكتروني ة والحجي ة في اإلثب ات‪ ،‬االم ارات‪ ،‬دبي‪ ،‬بحث منش ور بمجل ة معه د دبي القض ائي‪،‬‬
‫المختص ة بنش ر البح وث والدراس ات القانوني ة المتعلق ة بتقني ة المعلوم ات والعل وم الحديث ة‪ ،‬الع دد (‬
‫‪ ،)3‬السنة الثانية‪ ،‬ذي القعدة ‪1434‬هـ‪.‬‬

‫س رور‪ ،‬محم د ش كري (‪ :)2003‬التج ارة اإللكتروني ة ومقتض يات حماي ة المس تهلك‪ ،‬الم ؤتمر‬ ‫‪.13‬‬
‫العلمي األول ح ول الج وانب القانوني ة واألمني ة للعملي ات اإللكتروني ة‪ ،‬اإلم ارات العربي ة المتح دة‪،‬‬
‫الناشر أكاديمية شرطة دبي مركز البحوث والدراسات القانونية المنعقد في ‪ 28-26‬أبريل‪.‬‬

‫زه رة‪ ،‬محم د المرس ى (‪2001‬م)‪ :‬الحماي ة القانوني ة للمس تهلك في دول ة اإلم ارات العربي ة‬ ‫‪.14‬‬
‫المتحدة ‪،‬االمارات‪ ،‬مجلة الحق شريعة وقانون‪ ،‬مجلة بحثية سنوية‪ ،‬العدد (‪.)7‬‬

‫جالل‪ ،‬ناصر خليل (‪- )2015‬سميرة عبد اهلل مصطفى – قراءة نقدية لنطاق الحماية المدنية‬ ‫‪.16‬‬
‫في قانون حماية المستهلك العراقي – مجلة جامعة الشارقة – المجلد ‪ -12‬العدد ‪.1‬‬

‫‪31‬‬
‫مساعدة‪ ،‬نائل علي (‪ - )2006‬الضرر في الفعل الضار وفق اً للقانون األردني – مجلة المنارة‬ ‫‪.17‬‬
‫‪-‬جامعة ال البيت ‪-‬األردن ‪-‬المجلد ‪ 12‬العدد ‪.3‬‬

‫ندوة حماية المستهلك بين الواقع والتطبيق – المجلس العربي للبحوث القانونية والقضائية ‪-‬‬ ‫‪.18‬‬
‫مجلس وزراء العدل العرب – جامعة الدول العربية‪ -‬بيروت – لبنان‪.2014‬‬

‫يلس اس يا (‪ – )2017‬االل تزام ب اإلعالم في عق د الب ع االس تهالكي ‪-‬رس الة ماجس تير – دار‬ ‫‪.19‬‬
‫الجامعة الجديدة – اإلسكندرية – مصر ‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ -‬القوانين‬

‫قانون حماية المستهلك العراقي رقم ‪ 1‬لسنة ‪.2010‬‬ ‫‪.1‬‬

‫قانون حماية المستهلك اللبناني رقم ‪ 659‬لسنة ‪.2005‬‬ ‫‪.2‬‬

‫قانون حماية المستهلك المصري رقم ‪ 67‬لسنة ‪.2006‬‬ ‫‪.3‬‬

‫قانون حماية المستهلك االماراتي رقم ‪ 15‬لسنة ‪2020‬‬ ‫‪.4‬‬

‫قانون حماية المستهلك األردني رقم ‪ 7‬لسنة ‪2017‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪32‬‬

You might also like