Professional Documents
Culture Documents
الرسول1فصول في حديث ّ
(مقاربة تحليليّة نفسيّة)
1
جميع الحقوق محفوظة
دار سحر للنّشر
ّ
الطبعة األولى2003
2
د-ألـفـة يـوسـف
3
4
الرضا بالغيب والشّوق إلى التّجلّي…
إلى ك ّل من احتار بين ّ
تقديم
5
أن خطاب العرفاان يعتبر ميشال دو سيرتو (ّ )Michel De Certeau
ي هااو م ّمااا ك يمو ا لول ا ولونّ ا أي ااا م ا م ااال مااا ك يمو ا ال ادّين ّ
ّ
سووت عن ،وفي هذا اإلطار يتنزل هاذا الوتااب ف او محاولاة لقاول 1 ال ّ
ما ك ينقال منطلق ا الع ز ع صمت .
إنّنا في هذا الوتاب نودّ اكهتمام بوج م وجوه الخطااب الادّين ّ
ي
الروحانياة الرسول بالبحث فاي بعا أبعادهاا ّ وذلك بمساءلة أحاديث ّ
النّفسية،ونح ك ننشد التّأريخ لحياة الرساول وألوالا فغيرناا أكفاأ منااّ
وألااادر علاااى القياااام بمعااا هاااذا العمااا .وك تااادّعي لراءتناااا لااابع
ااز وجااا ّ األحادياااث أو اتياااات القرتنيّاااة تحدياااد معاااان لصااادها عا ّ
يوالرسااول ص الّى علي ا وس الّق فاانح نقا ّار ب اايا المعن اى األصاال ّ ّ
ي باأن نقاول لولناا مساقطا سق القدر البشر ّ ّ
للقول.إننا نودّ فحسب أن ن ّ
على لول تخر.
ولد اختار هذا العما لصادا أن ي ارب صافحا عا اكخت فاات
تسارب إلي اا الرسول وع ّما يموا أن يواون لاد ّ التّاريخيّة بي أحاديث ّ
ي م ا تحري ا أو تحوير.فقراءتنااا ل حاديااث النّبويّااة ك تقااوم علااى أ ّ
ت ريح وتعدي ب تتعام مع ا معطى تاريخيّا غُ ْف .
وفي هذا الوتااب أربعاة مقااكت تختلا موااايع ا ولونّ اا تتّفا
سا هاذا العما الرى..فقاد تو ّ في ما يشدّها م وحدة في المن ج وفاي ّ
ي*()psychanalyse في كعير م فصول ببع معاار التّحليا النّفسا ّ
عموما والتّحلي النّفسي ال كاني( )lacanienخصوصاا ،وباي التّحليا
2
ي يُعدّ م
ي فرنس ّنسبة إلى جاك ككان(،)Jacques Lacan 1981-1901وهو محلّ نفس ّ
2
ي.وأصبح ككان ّ
لراء سيغموند فرويد( )Sigmund freud 1856-1939أب التحلي النّفس ّ أه ّق ّ
عند الوعيري رائد مدرسة في التّحلي النّفس ّ
ي.
6
أن األبعااد اإليمانيّاة ك الوتابات ا ّلتي تعمد كلي ماا وهاي كتاباات بيّنات ّ
ي ما تحقيا ساعادة الفارد.3ون ااد تتناافى ماع ماا ينشااده التّحليا النّفسا ّ
ي معتماادا ي أو المساايح ّكعياارا ما هااذه الوتابااات يقاارأ التّااراثي الي ااود ّ
ي،4واهااات ّق بعااا الدّارساااي العااارب بقاااراءة التّااارا التّحليااا النّفسااا ّ
ي .5وفي هاذا اإلطاار العاا ّم ّ
يتنازل ي م منظور التّحلي النّفس ّ اإلس م ّ
هااذا الوتاااب ف ااو جاازء ّأول م ا بحااو تنشااد لااراءة بع ا أحاديااث
ي ومنطلقاة ما المصاادرة اإليمانيّااة الرساول مسااتعينة بالتّحليا النّفسا ّ ّ
ي ّ ّ
ولاااد حاولناااا لااادر اإلمواااان تواااايح بعااا مفااااهيق التحليااا النفسااا ّ
صااا ب ا شااواغ فوريّااة المعقّاادة 6فاانح ك نوتااب كتابااا أكاديميّااا مخت ّ
المختّ.وربّماا جلاب لناا ّ المخاتّ وغيار
ّ نرجو أن ت د صد .لاد.
صاي وربّماا لقاي بماا فيا ما هذا الوتاب بما في م تبسيط نقد المخت ّ
صي ،وبي هاذا وذاك ياودّ بع المفاهيق الدّليقة نفورا م غير المخت ّ
ّ
هذا الوتاب مساءلة بعد ما أبعادناا البشاريّة التاي نشاترك في اا جميعاا
يالروح ّ تتوز اهتماماتنا،وهو البعد ّ ّ تتنو اختصاصاتنا وم ما م ما ّ
ي،ونودّ مسااءلة هاذا البعاد ما منظاور ك ينصاح وك يلاوم وك اإليمان ّ
يدّعي امت كا للحقيقة ب ي رب علاى غيار هاد .مشاتالا إلاى إشابا
شوق ذات علّة وجوده وألاصي متعت . ل يوون،ي د في ذلك ال ّ
7
محنة الغياب
الجوهري:
ّ االفتقار
"دخا أبااو بواار الص ادّي بياات الماادراس علااى ي ود،فوجااد ماان ق
ناسااا كعياارا لااد اجتمعااوا إلااى رج ا ماان ق يوقااال لا فنحاااص وكااان م ا
علماائ ق وأحبااارهق ومعا حبار ما أحبااارهق يقااال لا أشاايع فقااال أبااو
أن مح ّمدا لرسول وأسلق فو إنّك تعلق ّ بور:ويحك يا فنحاص ات ّ
لااد جاااءكق بااالح ّ م ا عنااده ت دون ا موتوبااا عناادكق فااي التّااوراة
واإلن ي ،فقال فنحاص ألباي بوار:و ياا أباا بوار ماا بناا إلاى ما
8
فقاار وإ ّن ا إلينااا لفقير،ومااا نت ا ّار إلي ا كمااا يت ا ّار إلينا،وإنّااا عن ا
ي ولاو كاان غنيّاا ماا استقراانا أموالناا".7إ ّن بأغنياء وما هاو عنّاا بغنا ّ
هااذا الي ااودي لااق يميّااز بااي فقاار اإلنسااان العراااي إلااى المااال وفقااره
ال ااوهري إلااى ذات مطلقااة غياار منشطرة.ومشااو هااذا الي ااودي أنّ ا
خلااط بااي الفقاار إلااى المااال وهااو فقاار ولتااي لااد يملااؤه المااال والفقاار
البشري األنطولوجي الذي ك يُم .فما الفقر؟ الفقار لغويّاا يفياد معنياي
الع ّقب واكحتياج.وهما معنيان مترابطان.فالمعقوب في حاجة إلاى ما
يرتااااا ثقبااااا .ولو مااااا العّقاااااوب ماااااا ك يرتااااا وجوهرهاااااا الع ّقاااااب
البشااري.وحاجة رتا العقااب المااادّي طلااب يموا أن يُ اااب شااأن ك ا ّ
الحاجااات.ولو ّ ك ا ّ حاجااات اإلنسااان إذ ت ُ اااب تفااتح م ا جديااد علااى
ّ
أخاااار،.إن الحاجااااة ك ت يااااب اإلنسااااان عاااا معنااااى ذاتاااا حاجااااة
ّ
ي،إن ا ك تربأ العقب،إن ا ت دّئ اغطا ليفغر ااغط تخار فااه ّ ال وهر ّ
م جديد إلى حاجة أخر..
إن حركة الحاجة الّتي ك تنت ي هاي الادّال األساساي علاى افتقاار ّ
أن مواااع اللغااة هااو الااذي تنبنااي ي فاااذا اعتبرنااا ّ اإلنسااان ال ااوهر ّ
بمقت اااااه الااااذّات فا ّ
اااان ّأول مااااا تفعلاااا اللغااااة هااااو أن تفصاااا بااااي
مقول*( )énoncéمتحقّ حاار وغير مقول ممو غائاب.8وكا ّ لاول
ليوون ينفي لوك تخر ل يوون.أن تسمك الذّكورة ينفي بال رورة أن
تساااامك األنوثااااة وأن تساااامك األنوثااااة ينفااااي بال اااارورة أن تساااامك
الذّكورة،م البدء تتماهى مع األب أو مع األ ّم ك مع كلي ما.منذ البادء
األول األثير وك تعود إليا أبادا فا ّماا تولد فتفترق بيولوجيّا ع محلّك ّ
أن توااون جنيناااا خاااارج هاااذه الحياااة أو أن تواااون بشااارا فاااي موااااع
الحياااة.م الباادء يُحا ّارم عليااك نواااّ األب واأل ّم ف ا يمواا أن يوونااا
إن فعا سلب في تزام مذه ب ّ زوجي .ويتواص فع اإلي اب وال ّ
سلب ألاي اإلي ااب فاي جاوهره نفياا للنفاي؟ اإلي اب هو نفس فع ال ّ
سلب إي ابا للنّفي؟ وألي ال ّ
9
إن شاااارط وجااااود الااااذّات البشااااريّة أن يوااااون اااااياعا لشاااايء ّ
ي شارط بادء الاذّات؟ وأليسات التّسامية لات ممو .ألي التّرميز اللغو ّ
شيء غيار المسا ّمى باخراجا ما موااع الرمز أي لت لل ّ للوائ لب ّ
ّ
شيء()choseإلاى محا الموااو ( )objetالاذي يساتدعي بال ّارورةّ ال ّ
ذاتا واصفة.9
إن تعلّق تدم األسماء بد وء لبشريّت وبدء لسلطت على المواايع ك ّ
أن الوا م هاو فصا باي المسا ّمي والمسا ّمى الّااذي علاى األشاياء ذلاك ّ
اار مااا
ينقااااد طائعاااا للتمعيااا وفاااي اتن نفسااا وبسااابب انقيااااده ذاك يفا ّ
سق اربي م اكفتقار وف محاور الح ور.ف ح ور إكّ للّغة ت ّ
اكساااتبدال*( )axe de sélectionووفااا محاااور التّوزياااع*( axe de
األول ك وجااود إكّ للّغااة تتقاذفنااا كلمات ااا .)distributionفوف ا المحااور ّ
م كلماة إلاى أخار .إلاى أخار .فاي سلسالة ك تنت اي،دون أن ن ازم
ي.ووف ا المحااور العّاااني ك البت ّ اة إن كااان للولمااة اللغويّااة نظياار والع ّ
يوجد البتّة لول منت منغل على نفس ب كا ّ لاول منفاتح بال ّارورة
إلااى ك ا م يزيااده وصاافا وتوااايحا.10إ ّن "لبولنااا" الخ ااو للّغااة هااو
األول غيار الّذي أنشأنا ذواتا بشريّة لونّ ي يع منّا بال ّرورة تش ّولنا ّ
شارخ ي فالبدء هو رحلة لإلنشاء والفقادان وهاو محا ّ ظ اور ال ّ الرمز ّ ّ
ي.وإذا كاان ي*( )Le réelواللغو ّ ي الذي ك يمو سدّه بي الوالع ّ ّ األصل ّ
ّ
اكفتقار إلاى شايء غائاب أبادا هاو جاوهر الاذات البشاريّة ّ
فاان مولا
ي من ك يعدو أن يوون ساعيا مساتحي لما ء افتقاار الذّوات المرا ّ
ك يُم .
وهم الجمع:
ُ
يقاول تعالى":ويْا و لوُا ّ هُمازة لمازة-الاذي جماع مااكا وعاددهُ-
).إن الت ديد في هاذه اتياة ك ب أن مال ُ أ ْخلدهُ" (ال مزةّ 3-2-1/104 يحْ س ُ
ي بعاد كاانط( )Kantالّاذي يميّاز باي شيء والمواو إلى التّقلياد الفلساف ّ 9يعود التّمييز بي ال ّ
شيء في ذات ( )chose en soiوهو لائق بصر النّظر ع ذات تدرك والمواو وهو ماا ال ّ
ك يوون إكّ بوجود الذّات المدركة.
ي وذلك في واّحنا هذي المف ومي ،ووسمنا العّاني باكتّسا التّركيب ّ
10
ّ
ألفااااااة يوساااااا :تعدّد المعنااااااى فااااااي القرتن،تون ،كليااااااة اتداب منّوبااااااة-دار سااااااحر للنّشاااااار
،2003صّ.293-289
10
أن جماع يحي على ك ّ جامع للمال با علاى جاامع الماال الّاذي يارّ .
.إن ال ماع ي ّ
المال هذا لد يُن ي م الموت أي م حدّ الوجاود األصال ّ
ي جمع عندما يوون هدفا في ذات لي سو .سعي محماوم إلاى نفاي أ ّ
ي.ومعال دون جااوان()Don Juanالااذي ك ينااي ي مااع اكفتقااار األصاال ّ
النّسوة والبخي الذي ك يو ّ ع جمع المال ،واإلنسان الذي ك يو ّ ّ
الزماان صانو الماال فاي المعا األمريواي ع جمع الولت حتّى يغادو ّ
أن دون جوان الّذي ي مع النّسوة ك يو ّ الش ير .Time is moneyعلى ّ
بالراحااة،والبخي الّااذي ي مااع المااال ك يتمتّااع ع ا ال مااع وك يشااعر ّ
بالمااال الّااذي ي مع ،واإلنسااان الااذي يااودّ أن يمتلااك الحياااة ك يتمتااع
ّ ّ
بالحياة الّتي يحياها.فوق م فارد ت اده يُم اي حياتا كلّ اا نادماا علاى
أنّ لاق يُما حياتا فاي صاورة أف ا ،وما النّادم فاي جمياع ااروب
سم سو .تأكيد لرف ايا الممو بتحقّ الوائ .ولو افتراانا ت ّ
فاان حركاة الحاجاة فيا لا تخماد أل ّن ّ شخصا "أشابعنا" كا ّ حاجاتا
ْ
الحاجة ك يمو أن تنت ي بتلبيت ا.واإلنسان عند امت ك لمواو ّماا
يساااق افتقااااره إلاااى موااااو تخر،إلاااى شااايء يت ااااوز امااات ك أ ّ ي ّ
أن وصال معشول هو ألصى تمال ومناى مواو .فوق عاش شعر ّ
حيات فاذا ب يح ّ بعد تحقّ ذاك الوصال بوحشة النّف التي تتاو ّهق
أن توادي المااال تصاور ّّ اإلشابا فا تصااد إكّ فراغاا،وكق معاوز
وت ميع ي يب ن ق نفس فاذا ب ك ي د بعد جمع العّروات سو .رزم
إن ال مع الانّ ق محاولاة يائساة لما ء ماا ك سعادةّ . م المال ك تحقّ ال ّ
ألن وجاود يمو أن يم ه ال مع،إنّ محاولاة لسادّ ال ّاوة الّتاي ك تسادّ ّ
الاذّات فااي هااذه الحياااة لااائق علااى وجااود هااذه ال ّوة،فاااذا كااان اكفتقااار
شاارط الااذات البشااريّة كااان نفي ا نفيااا لل اذّات البشااريّة لااذلك ك ياازول
اكفتقاااار إكّ باااالموت أو باااالخروج مااا موااااع اللغاااة التاااي تفااار
شيء. اكختيار إلى مواع ال لغة حيث تتماهى الولمة وال ّ
سايطرة علاى العاالق كلاّ والح ارة المادّياة الحديعاة الّتاي تنشاد ال ّ
سااعي المحمااوم نحااو سااق أحس ا ت ساايق هااذا ال ّ باسااق العولمااة إنّمااا ت ّ
سااعي نحاو امات ك الموااو م مااا ّ
ال ماع واكسات ك متماع فاي ال ّ
ّ ّ
يو نوع .إنّ ا تنشئ لد .اإلنسان وهق الحاجاة التاي كلماا غارق في اا
شااوق*(.)désirوليساات وظيفااة اإلش ا ار الفعليّااة ابتعااد عاا مواااع ال ّ
11
التّرغياااب فاااي اسااات ك موااااو ّماااا بقااادر ماااا هاااي إنشااااء لحاجاااة
است كيّة ما كانت لتنشأ في غياب ذلك اإلش ار.وتحقي هذه الحاجاة
لااد ي اادّئ ال ّااغط لماادّة لصاايرة ينفااتح بعاادها اإلنسااان علااى حاجااة
أن ك وجاااود لشااايء يموااا أن يطااااب شاااولنا إليااا ،فو ّ أخر..ذلاااك ْ
محركاا الاذّات ّ حاار يُنشئ بال ّرورة غائبا منشودا أبدا ااائعا أبادا
الرسااول صالى علي اّ البشااريّة فااي حركااة ك تنااي البتّة.لااذلك يشااير ّ
وأن الواافر يأكا فاي سابعة أن المسلق يأك في معاى واحاد ّ وسلّق إلى ّ
ساي أن ل ك في رأينا معنى م ازيّا يت اوز معناه الح ّ أمعاء،11ويبدو ّ
األول فاألكاااا سااااعي نحااااو اكماااات ء م مااااا يواااا مواااااو ذلااااك ّ
ّ
اكمت ء،واكماات ء لاااي ساااو .وهاااق ينشااده اإلنساااان الاااذي يااارف
شاابع المسااتحي وك ال مااع منزلت ا البشااريّة أ ّمااا المااؤم ف ا ينشااد ال ّ
الرسول يعاوذ باام ما نفا ك تشابع،12وعلاى الماؤم ي ّ
.إن ّ التوديس ّ
ّ
أن يعاار ليمااة الفاارا الااذي تحمل ا ذات ا ،ذلك الفاارا الخ ا ق ذلااك
الاادّافع الّااذي يخاارج الوجاااود كلّاا ماا حيّاااز دافااع ال مااع المساااتحي
ي
ي األصاال ّ المره ا أباادا إلااى حيّااز اإللاارار العمي ا باكفتقااار البشاار ّ
شوق* إلى مواع اتخر المطل *(.)L’Autreولي ما العباث أن وال ّ
سار تتّف جميع التّشريعات على تحريق إتيان المحارم*( )incesteولد ف ّ
ساتراوس( )C-L-Straussهااذا التّحاريق ب اارورة التّباادل،ويُع ّم دنااي
ساار تحااريق ي فيف ّ ي نفسا ّفااس( )Denis Vasseالتّبااادل ما منظااور تحليلا ّ
إتيااان المحااارم* بأنّ ا ت ساايق كفتقااار ال اذّات،وهو افتقااار يُشااعر اكب ا
اا،وأن علي ا أن يتن ّحااى ع ا ّ بأنّ ا غياار كااا إلشاابا رغبااات أ ّم ا كلّ ا
تخيّل الومال في ذات .13
أن ك تشاابع أنفساانا صااورة تخرجن اا م ا حيّااز الحاجااة إلااى حيّااز ْ
ّ
شوق*.فلوي يوون اإلنسان علي أن يتخلى عا وهاق اكمات ك ألنّا ال ّ
شيئا.إن حياتنا في جوهرها لائمة علاى ّ بو ّ بساطة ك يمو أن يمتلك
العطاااء ب ا إنّ ااا عطاااء،أك يعطااي ك ا ّ منّااا بع ااا م ا حيات ا فااي ك ا ّ
ّ
موطأ مالك،بيروت،دارالفور 1998ص.615 11
12سن اب ماج ،دار إحياء التّرا العربي ،1975ج 1ص.92
Denis Vasse:Le temps du désir,Paris,Seuil 1997(2éme édition),p-76. 13
12
لحظة يحياها،ألي األكس ي لوام حياتنا حام في تركيبت األصاليّة
ك ا ّ العناصاار المؤكساادة الّتااي تحلّ ا ال سااد شاايئا فشاايئا؟ ّ
إن لااول
"(الزمر )30/39لاااد يفياااد إلاااى معناااىتعالى":إناااك ميّاااتو وإن ُ ااا ْق ميّتُاااون ّ
ي معنى حاارا.14إنّنا نماوت اتن وفاي كا ّ لحظاة صفتي المستقبل ّ ال ّ
ّ
نحياها ألن جوهر حياتنا هو أن ن ب هذه الحياة التاي ُوهبات لناا دون ّ
ا.إن هبة الحياة لنا هباة م انيّاة ك ينشاد أن نطلب ا ودون أن نطالب ب ّ
ي مصلحة،وهذا ماا لاد ن اد عسارا فاي ف ما إذا ماا لاق من ا الواهب أ ّ
ّ
أن جاااوهر الحياااة هاااو العطاااء.ففي هاااذا العطاااء يتحقااا معناااى نف ااق ّ
فاان معناى العطااء يُطما فاي كا ّ ي وفاي مقابا ذلاك ّ الوجاود البشار ّ
سااعي محمااوم نحااو اكماات ك وإن يوا اماات ك الحياااة نفس ا،فبع اانا
يف ّ امت ك الحياة حتّى الموت على يعطي وهو يحيا.15
أن ال مااااعالرسااااول صاااالّى علياااا وساااالّق تؤ ّكااااد ّ إن ساااايرة ّ ّ
أن لريش اا ّ
واكماات ك ك يماالن النف .فقااد ورد فااي ساايرة اب ا هشااام ّ
بدأت تتذ ّمر م رسول إثر شروع في نشر الدّعوة وخروج ب اا
الرساول وحاامي حمااه س ّر إلى ال ر فمشوا إلى أبي طالب ع ّق ّ م ال ّ
مستنوري وحانقي لائلي ":إنّا و ك نصبر على هذا ما شاتق تبائناا
وتسفي أح منا وعيب تل تنا حتى توفّ عنّاا أو ننازلا وإيّااك فاي ذلاك
حتى ي لك أحد الفريقي .ثق انصرفوا عن ،فعظق على أبي طالب فراق
لوم ا وعااداوت ق ولااق يطااب نفسااا باس ا م رسااول صاالى علي ا
وساااالق ل ااااق وك خذكناااا " فبعااااث لرسااااول يعلماااا الخباااار فقااااال
الرسول":يا عق و لو واعوا الشم في يميني والقمر في يسااري
على أن أترك هذا األمر حتى يظ ره أو أهلك ما تركتا "،16وورد
أن كباار الرجاال ما لبائا لاريا لاد اجتمعاوا في خبر تاريخي تخر ّ
بالرسول صلى علي وسلق فعابوا علي شتم اتل ة وخروج عا
14يقول ّ
الرازي":ك تبال ياا مح ّماد ب اذا (مولا الوفّاار) فا ّناك وهُا ْق أي اا سايموتون" وهاذا
ّ ّ
تفسير كسق الفاع على معنى اكستقبال،ويقول أي ا":إنك وإيّاهق وإن كنتق أحياء فاناك وإيّااهق
في أعداد الموتى ألنّ ما هو تت تت" وهذا أي ا تفسير لسق الفاع على سابي اكساتقبال .فخار
الرازي:مفاتيح الغيب،بيروت،دار الفور ،1985مج 13ج 26ص.278 ّ الدي
Denis Vasse:Inceste et Jalousie,Paris,Seuil 1995,p-129 . 15
16سيرة اب هشام ج 1ص.195
13
الدّي السائد ولالوا":إن كنت جئت ب ذا الحديث تطلب ب مااك جمعناا
لك م أموالنا حتاى تواون أكعرناا مااك وإن كنات إنّماا تطلاب الشار
فينا فنح نساودك عليناا وإن كنات ترياد با ملواا ملونااك عليناا" فقاال
شر فيوق ل ق رسول ":ما جئت بما جئتوق ب أطلب أموالوق وك ال ّ
ي كتابااا بععنااي إلاايوق رسااوك وأناازل علاا ّ وك الملااك علاايوق ولواا
ّ
وأمرني أن أكون لوق بشيرا وناذيرا فبلغاتوق رسااكت رباي ونصاحت
حظوق في الدنيا واتخرة وإن لوق فا ّما أن تقبلوا منّي ما جئتوق ب ف و ّ
تردّوه علي أصبر ألمر حتى يحوق بيني وبينوق".17
الرسااااول فااااي هااااذي الخبااااري إن القرشاااايّي يعراااااون علااااى ّ ّ
سلطة فيرف ،ب ّ
إن شر أو ملويّة ال ّ الملويّة،ملويّة المال أو ملويّة ال ّ
الرسااول صاالّى علياا وساالّق يفتاار أنّ ااق يم ّونوناا ماا اماات ك ّ
المساااتحي وهاااو أن توااااع الشااام فاااي يمينااا والقمااار فاااي يسااااره
الرسااالة بو ا ّ مااا في ااا م ا
سااك فااي مقاب ا ذلااك بوظيفااة ّ فياارف ويتم ّ
عطاء وتوااع،إنّ يودّ أن يواون بشايرا وناذيرا،يودّ أن يواون حاام
لقااول لااق يو ا هااو منشاائ ،يااودّ أن يوااون حااام لقااول ك يمتلو ا وك
ي فخاار أو شاار ،يااودّ أن يوااون مبلّ ا يحص ا من ا فااي ذات ا علااى أ ّ
صورة*(.)image ّ
الولمة ونالل ا،ويرف أن يوون ممع ال ّ
الرساول يُعار ي الّذي عُار علاى ّ الرمز ّومع ُ هذا اكختيار ّ
علينا فاي حياتناا بأشاوال شاتّى،فا ّما أن ن ماع ونمتلاك ظاانّي فاي ذلاك
ي جمااع لااي سااو. ال مااع واكماات ك حقيقااة ذواتنااا أو أن نعلااق ّ
أن أ ّ
فينا.إن ذواتنا منقسمة بي أنا*( )moiينشاد المتاع ّ طام لولمة الحقيقة
ي حاجااة الملبّيااة للحاجااة وذات*( )sujetمنشااطرة*( )clivéك تشاابع ا أ ّ
ألنّ ا محوومة بما وراء مبدإ اللذّة.18األنا* تنشد النّ اّ والذّات* تنشد
أن المال والبني زينة الحيااة عز وج ّ ك ينفي ّ ّ سعادة،ونح ن د ال ّ
أن ّ
الدّنيا ف ما يتّص ن بمبدإ اللاذة ومف اوم النّ اّ،ولونّا تعاالى يؤ ّكاد ّ
صااااالحات خياااار عنااااد ثوابااااا وخياااار أم ،والباليااااات الباليااااات ال ّ
14
الرسول صا ّلى وسالّق سعادة.19ونح ن د ّ صالحات تمع ّ مف وم ال ّ ال ّ
عازّ وهو المعنى الّذي حادّده ك يرف الملويّة بمعنى اكستخ
ي إذ يقااول تعااالى…" :وأ ْنفقُااوا ممااا جعلوُاا ْقوجاا ّ لواا ّ اماات ك بشاار ّ
ُم ْس ات ْخلفي في ا …"(الحديااد،)7/57ولونّ ا ياارف الملويّااة التااي تغاادو
يتصور المرء بمقت اه التصاار ذاتا علاى تلاك الملويّة،فيصابح ّ وهما
ّ
معا ذاك الاذي جماع الماال فعادّده حاسابا أن مالا أخلده،ويصابح معا ّ
نرج األسطورة(،)Narcisseفلي خطأ نرج أنّ نظر إلى صورت
صاورة حقيقاة في الماء ولو ّ خطأه القات بادأ عنادما تاو ّهق فاي تلاك ال ّ
ذاتا .ولي خطااأ اإلنسااان أن يمتلاك ماااك أو منصاابا ولوا ّ خطااأه يباادأ
أن ذات تتل ّخّ في ذاك المنصاب أو الماال أو ال اه.إنّناا عندما يتو ّهق ّ
أن المالاك ك نفع شايئا ساو .أنّناا نقاوم بادور المالاك وعليناا أن نعاي ّ
ي هااااو ،ولواااا عناااادما يصاااادّق الممعّاااا دوره فانّاااا يغاااادو الحقيقاااا ّ
ّ ّ ّ ّ
م نوناا.وم هااذا المنظاور يؤكااد ككاان أنا "إن كاان الشااخّ الااذي
فاان الملاك الّاذي يعتقاد أنّا ملاك ك يقا ّ يعتقد أنّ ملكو شخصا م نوناا ّ
عن جنونا".20
صاادلة كمااا الزكاااة وال ّوم ا هااذا المنظااور يمو ا أن نف ااق فلساافة ّ
صااادلة ليسااات مصااالحة الرساااول صااالى عليااا وسلّق.فال ّ يحااادّدها ّ
للمعطاااى إليااا بقااادر ماااا هاااي مصااالحة للمعطي.إنّناااا ك ننفاااي البعاااد
ي إلعطاااء الفقياار المااال وهااو بعااد ظاااهر كُتباات في ا الوتااب اكجتماااع ّ
للزكااة ت حول الخطب والمواعظ،و لو ّ ما ي ّمناا هاو بعاد تخار ّ وأ ُ ْلقي ْ
ي الّذي ي عل ا نعمة للمتصادّق با اارورة صدلة،هو بعدها النّفس ّ ولل ّ
صااادلة باااأن يتصااادّق الرساااول أف ااا ال ّلصااا ّحت النّفسااايّة.لذلك حااادّد ّ
اإلنسان وهو صحيح حريّ يأم الغنى ويخشى الفقر ،ذلك أ ّن في
21
19يقول تعالى":ا ْلما ُل و ْالبنُون زينةُ ْالحياة الد ْنيا و ْالبالياتُ الصالحاتُ خ ْي ور ع ْند ربّك ثوابا ا
وخ ْي ور أم ا"(الو .)46/18
Jacques Lacan :Ecrits,Paris,Seuil 1966,pp-170/171 . 20
21صحيح البخاري،دار مطابع ال ّ
شعب(،د-ت) مج 2ج 1ص.5
15
توااثرا سرطان؟ ألاي
ي؟ وما ال ّسرطان في عصرنا الحال ّ
شى ال ّأن يتف ّ
ي للخ يا؟ ألي جمعا ومنعا؟.22غير عاد ّ
الخروج من األنا*:
ي ااارب ما اااروب ال مااع إن انغا ق الفاارد علااى ذاتا فااي أ ّ ّ
سر رف اإلنسان أن يتزحزّ ما سلطة هو ما يف ّ للمال أو للعلق أو لل ّ
صورت لينفتح علاى اتخار فيا وعلاى اتخار حولا .ف شايء يخيفناا
لاادر موتنااا أ ّمااا مااوت اتخااري فقااد يؤلمنااا ولونّ ا ك يفزعنااا إكّ ألنّ ا
يااذ ّكرنا بموتنااا،وك شاايء يخيفنااا لاادر اااعفنا أو مرااانا أ ّمااا ماار
يساتدر شافقتنا ولونّا ك يخاطاب أعمالناا إكّ ألنّا ياذ ّكرنا ّ اتخري فقد
باموان مرانا.وك شيء يفرحنا لادر ن احناا أ ّماا ن ااّ اتخاري فقاد
يساتفزنا إكّ ألنّا
ّ يفرحنا أو لد يحملنا على أن نغبط الفرحان ولونّا ك
ياذ ّكرنا بفشالنا أو باموااان ن احنا.إنّناا م ووساون بااذواتنا حتّاى النّخااا
ي وك نسااتطيع أن نحااا ّ ن مااع ل ااا مااا باا نحقّاا النّ اااّ اكجتماااع ّ
باااتخر فااي ذات ا .فوي يمو ا أن نح ا ّ باااتخر فينااا؟كي يمو ا أن
أفاارّ لفاارّ اتخاار باانف الدّرجااة الوبياارة الّتااي ب ااا أفاارّ لنفسااي أو
كيا يمو ا أن أفاارّ لنفسااي باانف الدّرجااة البساايطة الّتااي ب ااا أفاارّ
للخر؟ كي يمو أن يصبح اتخر أنا أو أن أصبح أنا اتخار؟ إنّناي
ي أبتعااد ع ا ذاتااي فتوااون ذاتااي تخاار معلااك إذا بحعاات ع ا اتخاار ف ا ّ
أتصاور أناا أنّاك تحبّاّ ويمونني أن أحبّ لك ما تحبّ أنت لنفسك ك ما
الرساول صالّى عليا وسالّق":ك ياؤم أحادكق حتّاى ّ
لنفسك.إن لول ّ
شاااارط يحاااابّ ألخياااا مااااا يحاااابّ لنفساااا " يحاااادّد لإليمااااان هااااذا ال ّ
23
16
المسااتتر الفاع ا فااي فع ا يحبّ (العّاااني) محااي علااى المؤم ،فيوااون
أن شاارط اإليمااان أن يحاابّ الم اؤم ألخي ا مااا يح ّب ا المااؤم المعنااى ّ
لنفس ا ،فان كُناات أحاابّ المااال فم ا المفاارو أن أحاابّ المااال ألخااي
أن ال ّمير المساتتر الفاعا فاي المؤم .أ ّما القراءة العّانية فانّ ا تعتبر ّ
يإن علا ّ الفع "يحبّ " ك يحي على الماؤم با يحيا علاى األخ أي ّ
أن أحبّ ألخي المؤم ماا يحبّا هاو لنفسا ،وما يحبّا هاو لنفسا لاي
موافقااا بال ّ اارورة لمااا أحبّ ا أنااا لنفسااي.وب ذا المعنااى ك أ ُسااقط علااى
تصوري ل شياء وك أفر علي ما أحابّ با أصاالح صاوت ّ اتخر
ي عساااني أص ا إلااى صااوت اتخاار في ا .فيوون العطاااء ب ا اتخاار ف ا ّ
ي جزاء. هد وك انتظار أل ّ
الغائب الحاضر:
عناادما تخاارج حركااة اإلنسااان فااي الوااون م ا م ااال اكساات ك
شاوق* ينفاتح بااب جدياد لواما الغياب.ذلاك أ ّن والحاجة إلاى م اال ال ّ
شاوق* ك أن ال ّ
الحاجة ليست سو .سعي كست ك الحاار في حي ّ
ي هااو ذلااك إن مواااو ال ّ
شااوق* األساسا ّ يوااون إكّ شااولا إلااى غائاابّ .
يحركناا للقاول إنّا اتخر الّذي لق يو ،ذلك اتخر الّذي لق ي ْنق ْ .إنّ ماا ّ
ي الّاااذي ك يموااا أن ينقال.إنّااا موااااع اإلثباااات عناااد دافعناااا األصااال ّ
ااالقوة فاااي كااا ّ لاااول ولونّااا ك يواااون إكّ المناطقة،مواااا وع موجاااود با ّ
بغياب ا .فاذا صا ّارحت ب ا فااي لااول ّمااا نشااأ عنااد التّصااريح ب ا مواااع
بااالقوة أو لنقاا إنّاا الغيااابّ إثبااات تخاار غائب.إنّاا الغياااب الموجااود
يأن مواااع الشااوق* البشاار ّ ّ الحاااار أباادا بغياباا .وإنّنا إذ نفتاار
ي ك يوااون إكّ إلاى هااذا اتخار الغائااب أبادا نساامح ألنفسانا بااأن األصال ّ
نس ّمي هذا اتخر " ".
إن ح ور في غياب ينتج أمري : ّ
+ال ضامن لوجود هللا:
ّأول مااا أنّا ك يموا تحقيا وجااود تحقيقااا ت ريبيّااا.فلئ كااان
صاور ذلاك األصا وجود األص بمعناه العاا ّم لااب ل فتارا فا ّ
ان ت ّ
أن القااول: كائنااا أو وحاادة يمو ا أن توسااق بااام ك يقب ا التحقي ،ذلااك ّ
" موجااود" يسااند محمااول الوجااود إلااى مواااو ك يمواا إثبااات
وجااوده ت ريبيّااا لااذلك يع ادّ الواااعيّون والف ساافة الت ّ ريبيااون القااول
17
ّ
ألن تحقيا المذكور لوك خلوا م المعنى.ك يموا تحقيا وجاود
يعباات وجااوده وهااذا وجااوده يفتاار وجااود مواااو خااارج ع ا
ألار
مستحي .لقد عبّر ككان ع المفارلة ذات ا في حديع ع اللغة إذ ّ
بأ ْن ك وجود لما وراء اللغة أي أ ْن ك وجاود لشايء خاارج عا اللغاة
ي م وجود اللغة.24فو ّ ما لد نعتمده م ح ج إلثباات وجاود اللغاة
لد صي وف لواعد اللغة.وك يبقى لناا إكّ أن نعتقاد وجاود اللغاة دون
ي وهاو فانّا ك وجاود ي امان.وكذا شأن مواع الوجود األصل ّ أ ّ
ي أو ّ
لشيء ي م وجود .إن وجود ك يقوم على استدكل منطق ّ
الريااااايي أنفسااا ق مااا لبيااا ي ألنّااا األص ،واألصااا عناااد ّ ريااااا ّ
ّ ّ
المصادرات( )axiomesك ما لبيا النظريّاات(.)théorèmesومعلماا أنناا
ك نستد ّل على المصادرات األولاى البدي يّاة -شاأن اعتباار الوا ّ أكبار
م ال زء -فانّ ك يموننا اكستدكل علاى وجاود .25إنّا ك ااام
ش ا ير سااو .إلاارار بوطااأة لوجااود ولااي رهااان بسااوال( )Pascalال ّ
أن اإليمااان ك غياااب ال ّ ااام ،إنّ ا اإللاارار بوطااأة الغياااب فااي حااي ّ
يوتسااب معناااه إكّ م ا هااذا الغياااب.أك يؤ ّكااد عا ّاز وج ا ّ فااي تيااات
أن ما الرحمان بالغيب.26إنّناا نارّ . أن المؤم هو م يخشى ّ كعيرة ّ
وجوه ال حود الفارار ما وطاأة الغيااب والبحاث عا ااام لوجاود
الرسول صلى عليا وسالّق ح اا ّ .فقد طلب مشركو لريا م
تعبت وجود ،فقالوا":يا مح ّمد…لد علمت أنّا لاي ما النّااس أحاد
أاي بلدا وك أل ّ ماء وك أشادّ عيشاا منّاا فسا لناا رباك الاذي بععاك
بما بععك ب فليسيّر عنّا هذه ال بال التي لاد اايّقت عليناا وليبساط لناا
شاام أو العاراق…فقاال ل اق رساول ب دنا وليف ر في ا أن ارا كأن اار ال ّ
صلى علي وسلق":ما ب ذا بععت إليوق…" فقالوا":فااذا لاق تفعا
هذا لنا فخاذ لنفساك سا رباك أن يبعاث معاك ملواا يصادلك بماا تقاول
ويراجعنااا عنااك…فقااال ل ااق رسااول صاالى علي ا وس الّق مااا أنااا
Ecrits,p-867. 24
" 25اتخر المطل هو طبعا اام القانون وهو المرجع العالث للع لة مع المعي .ولونّ وإن
الخااص"
ّ ي فانّ يصطدم بمحال وهاو أن يعبّار ع ّماا يؤسّا اامان
الرمز ّ
كان اامنا للميعاق ّ
Lacan ,p-66
26انظر على سبي المعال البقرة– 2/2المائدة– 94/5فاطر- 18/35ي …11/36
18
بفاع وما أنا بالذي يسأل رب هذا وما بععت إليوق ب ذا…لالوا:فأساقط
أن ربّك إن شاء فعا فانّاا ك ناؤم لاك سماء علينا كسفا كما زعمت ّ ال ّ
إكّ أن تفع ،لال:فقااال رسااول ذلااك إلااى إن شاااء أن يفعل ا بوااق
فع ".27
إن المشركي يطلبون م الرسول في هذا الخبر تد ّخ إل يّا ّ
مباشرا في شؤون الحياة سواء أكان ذلك بتحقي رغبات ق م ج ة
يتصورون رغبات الرسول م ج ة أخر(.أي بالتّرغيب) أم ّ وما
ّ ّ
بتدمير بع عناصر الحياة (أي بالترهيب).وفي ك ّ األحوال فان ق
الرسول صلى ولو ّ ّ ينشدون ح ا لاطعة ملموسة على وجود
ّ ّ
علي وسلق يرف أن ي يب ق إلى طلبات ق ألن األساس الذي يقوم
علي اإليمان بام هو غياب وغياب الح ّ ة على وجوده.
إ ّن اإليمان بام ك يحتاج إلى أدلّة باعتباره فع نفسيّا ك عم
أن حقيقة علي وسلّق يؤ ّكد ّ الرسول صلى منطقيّا،ولذلك ن د ّ
ّ
اإليمان هي في لول المؤم ":ك إل إك " خالصا م قلبه أو
المؤم على غير المؤم هو في اإليمان بام دون نفسهّ 28
.إن ف
ي ح ّ ة عقليّة أو منطقيّة أي في اإليمان بام دون اام على أ ّ
المؤم على غير وجوده.ففي حال وجود هذه الح ّ ة ينتفي ف
كُل ُ ْق م ْ في األ ْر المؤم ":ول ْو شاء ربك تم
).إن جوهر اإليمان هو فع ثقة واطمئنان ك جميعاا("...يون ّ 99/10
فع تفلس وتفوير وكذا جوهر الوفر فع جحود ولل ك فع
تفلس وتفوير.فالوافر إذ يطلب ح ّ ة على وجود ك ينشد اإليمان
عز ّ ول يؤم ما دام في دائرة اإللنا واكلتنا .أف يقول
وج ّ ":ول ْو نز ْلنا عليْك كتاباا في ل ْرطاس فلمسُوهُ بأيْدي ْق لقال الذي
الرازي هذه اتية سر ّ كف ُروا إ ْن هذا إك س و
حْر ُمبي و "(األنعام.)7/6ويف ّ
ّ
لائ ":والمقصود أنّ ق إذا رأوه بقوا شاكي في ولالوا إنّما سورت
ي باإلدراك أبصارنا فاذا لمسوه بأيدي ق فقد يقو .اإلدراك البصر ّ
أن ّ
والقوة ث ّق هؤكء يبقون شاكي في ّ ّ ي وبل الغاية في ّ
الظ ور اللمس ّ
19
ذلك الّذي رأوه ولمسوه ه هو موجود أم ك وذلك يد ّل على أنّ ق
سفسطة".29ونح ك نت ّ ق هؤكء بما بلغوا في ال الة إلى حدّ ال ّ
الرازي محووما في ذلك بمنطلقات اكعتقاديّة ولونّنا نر. ات ّ م ق ب ّ
في ش ّو ق الّذي ك ين ي شيء تأكيدا لما أسلفناه م استعصاء وجود
ع الخ و لمنط التّحقي سواء كان ذلك التّحقي باعتماد
الحواس والت ّ ريب.ب إنّنا نذهب إلى أبعد م ذلك ونر. ّ العق أو
ّ
أن ك مواو في حياتنا اليوميّة البسيطة لاب للتحقي فنح نوتفي ْ
بالتّوااع على وجود المواايع في الوون إذ اليقي في وجودها ك
شيء الوحيد الّذي ّ
نقر أن ال ّ
يعني أنّ ا موجودة.وربّما أشرنا إلى ّ
بوجوده هو أحاسيسنا العميقة م ألق وفرّ وحزن ولذّة وهي
صة" الّتي ك يمو أحاسي فرديّة تدخ في إطار "الت ّ ربة الخا ّ
صة بللخر تحقيق ا.30واإليمان هو م لبي هذه الت ّ ارب الخا ّ
س إكّ هو. لعلّ أعمق ا في مخاطبت لو ّ فرد بما ك يح ّ
في غياب -على إنشائ شيئا م القل لد. إن ح ور ث ّق ّ
ّ ّ
بع المؤمني وإلى جانب اتصال ب وهر الذات اإلل يّة-هو تعبير
سق الح ج القطعيّة والوفر ب ا ع رحمة بالنّاس إذ في حال ت ّ
تعالى مع ذلك ف راحق ألحد م عذاب ،وهذا ما أثبت لول
سماء ":لال ُ إنزال مائدة م ال ّ لعيسى إذ طلب الحواريّون م
ُ ُ
إنّي ُمن ّزلُ ا عل ْيوُ ْق فم ْ ي ْوفُ ْر ب ْعد ُ م ْنوُ ْق فانّي أعذبُ ُ عذاباا ك أعذبُ ُ أحداا
ّ ّ
م ْالعالمي "(المائدة.)115/5
+وما يعلم تأويله إالّ هللا:
أن اإليمان بام وإذا ت اوزنا عدم إموان تحقي وجود ولبلنا ّ
فان لغياب نتي ة ثانية إذ المؤم يريد أن يطيع فع ثقة واطمئنان ّ
فيوون م المنعق وأن يلتزم بتعاليم ويودّ أن يراى عن
ي ع المؤم غير أن غيابعلي ق غير المغ وب علي ق.غير ّ
20
ك يمو أن ي يب المرء ّ
ألن عن متي ّق م مد .راا
الرسول صلّى مباشرة ع تساىكت .فقد طرّ المؤمنون ال دد على ّ
أن إجابت أن القرتن لق ي ب عن ا أو ّ علي وسلّق أسئلة كعيرة إ ّما ّ
الرسول أ ّكد أنّ لد عن ا لق تقنع المؤمني ولق تطمئن ق.31صحي وح ّ
أن ّ
ترك فينا ما إن اتّبعناه لق ن ّ أبدا:كتاب وسنّت .ولو توفي نظرة
بي الفرق سريعة إلى تاريخ اإلس م لنتبيّ مد .اكخت
والمذاهب اإلس ميّة في تفسير كتاب وسنّة رسول ،وهو اخت
سق عمليّا ي ليت ّ ت اوز في كعير م األحيان المستو .النّظر ّ
ي الفور ّ
في عديد الحروب والفت والمح الّتي عرفت ا م تمعات اإلس م
سابقة ّ
أن وعاناها أفراده.32ولد حاولنا أن نعبت في أحد أبحاثنا ال ّ
القرتن -م ما تو موااع إع ازه -ك يعدو أن يوون لوك لغويّا يقب
أن معنى القول هو سبب القول أو الدّافع بالقوة،وبيّنّا ّ
ّ معناه التّعدّد
فان معرفت الواملة بمعاني لول أي إلي .فاذا كان البا ّ كائنا بشريّا ّ
بأسباب مستحيلة لوجود مواع ال وعي*( )inconscientالّذي ّ
يفر م
فان هو اإلحاطة ب ،وإذا كان با ّ القول إل يا-وهذا شأن القرتنّ -
البا ّ المؤ ّه لإلحاطة بمعاني لول كلّ ا ولونّ ك يخبرنا ب ا إذ ك
تعدّد المعنى.33وج لنا إكّ عبر اللغة ا ّلتي تفر يُخاطبنا
سق في عدم سق أواح ت ّ بأسباب لول أي بمعاني ذلك القول يت ّ
عز وج ّ يو ّج لول إلينا ّ لدرتنا على القطع بمقاصد تعالى ألنّ
نح البشر ولد يتّص معنى ذلك القول بطبيعتنا البشريّة النّسبيّة.ف
الرق مع ل سباب الوعيرة الّتي ذكرها ّ امتنع القرتن ع تحريق
الرسول ّ ي زم ي اكجتماع ّ المحدثون-شأن استلزام النّمط اكلتصاد ّ
الر ّق كختياره إباحت إيّاه في لذلك النّظام -...أم امتنع ع تحريق ّ
تعالى لت اإلنسان نفس لتموي اإلنسان م حرم
ّ ذات ؟ وه
حرمت اوز مح ولحظات اع لد يف ّور في ا في اكنتحار أم ّ
بالخمور والحور العي تعالى لت النّف في ذات ؟ وه يعدنا
21
سي مغرية للمؤمني الّذي أن تلك الم ذّ في بعدها الح ّ لمعرفت ّ
سيّة المذكورة؟ وه صورة الح ّ يخاطب ق أم ال نّةُ هي فع على ال ّ
صورة العقاب لحم النّاس على عدم إلحاق ال ّرر يشدّد لنا
ي" بي البشر أم العقاب هو بع ق ببع ولتحقي تعايا "سلم ّ
صورة المذكورة؟ وبعبارة أخر .ه يموننا أن نبحث في فع على ال ّ
ّ ّ ّ
مقاصد تعالى؟ فان لي ك فاننا نبط ك تفسير للقرتن وك بحث
في حومة التشريع وك ّ حديث ع معاني األحوام وإنّنا بذلك ندعو
تعالى صمت،وإن لي نعق فانّنا نوتفي بألوال حول لول إلى ال ّ
ّ ّ
وهي ألوال ك تمعل وك تلزم إك أصحاب ا.فلي تفسير الطبري ّ
ب ُملزم لسواه وك تفسير اب عربي بملزم غيره ول على ذلك سائر
التّفاسير الّتي ك تمع ّ القرتن ب أصحاب ا،وليست بذلك سو .معان
ي ك ينقال هو القرتن في اللوّ المحفوظّ 34
.إن ثوان ع معنى أصل ّ
ْ ْ ْ ّ
عز وج ّ يقول ":هُو الذي أنزل عليْك الوتاب من ُ تياتو ُمحْ وماتو ّ
هُ أُم ْالوتاب وأُخ ُر ُمتشاب اتو فأما الذي في لُلُوب ْق ز ْي و فيتبعُون ما
تشاب م ْن ُ ا ْبتغاء ْالفتْنة وا ْبتغاء تأ ْويل وما ي ْعل ُق تأ ْويل ُ إك ُ
والراس ُخون في ْالع ْلق يقُولُون تمنا ب ُك م ْ ع ْند ربّنا("...تل
أن يعود ال ّمير "ه" المتّص عمران،)7/3ويمو
بالمصدر":تأوي " على القرتن أو على المتشاب من ،فان عاد على
أن تأويل م علق وحده وإن عاد على المتشاب وحده القرتن ثبت ّ
سرون مما اختل في المف ّ طُرّ إشوال تمييز المحوق م المتشاب ّ
أن تأوي القرتن -أي العودة ب إلى والفرق اإلس ميّة 35وبذلك يتأ ّكد ّ
ي في اللوّ المحفوظ-أمر محال ك يمو أن األول األصل ّ
معناه ّ
يدّعي واحد م البشر.36
34السّاب صّ.405-404
الارازي":واعلق أنّااك ك تاار .طائفاة فااي الادّنيا إ ّ
ك 35مفاااتيح الغياب،مج 4ج 7ص.188يقااول ّ
وتس ّمي اتيات المطابقة لمذهب ق محومة واتيات المطابقة لمذهب خصم ق متشاب ة".
36أشار بع المفسّري إلى إمواان اعتباار الاواو علاى العطا ك علاى اكساتئنا (مفااتيح
الراسااخون فااي العلااق لااادري علااى تأوي ا القاارتن،ولو أك
الغيااب مااج 4ج 7ص )190فيوااون ّ
الرسوخ في العلق ذات ُ ا لتعدّد المعنى،وه نتّف ارورة في ّ
الراسخي في العلق؟ تخ ع صفة ّ
22
سرون أنفس ق بعسر التّقرير بتفسير ن ائي لاطع ولد شعر المف ّ
الزركشي يحدّد وجوه عسر التّفسير معتبرا ّ
أن ي،ف ذا ّ للمقول القرتن ّ
سما من وك "أظ رها أنّ ك م متولّق لق يص النّاس إلى مراده بال ّ
فان اإلنسان يمو األمعال واألشعار ّ إموان للوصول إلي بخ
علم بمراد المتولّق بأن يسمع من أو يسمع م ّم سمع من أ ّما القرتن
الرسول علي ّ فتفسيره على وج القطع ك يعلق إكّ بأن يسمع م
.إن غياب با ّ القرتن س م وذلك متعذّر إكّ في تيات ل ئ "ّ 37 ال ّ
سر المطابقة بي تفسير المتق ّب م ج ة ولصد البا م ج ة يع ّ
أخر،.حتّى تغدو هذه المطابقة المنشودة م ّرد وهق مستحي إدراكُ
علي وسلّق الرسول صلّى لغياب المنشئ القاصد العليق.ولد كان ّ
ّ
المؤ ّه الوحيد لتقديق المعنى "اإلل ي" تيات القرتن،ولوننا ن ده في
مع ظاهر تيات كعير م األحيان يسلك سلوكا يوهم بالتّعار
القرتن م ّما ندرس أبعاده في ما يأتي م هذا الوتاب.38
الرسول الصّامت: ّ
إذا اربنا صفحا ع إموان واع األحاديث واخت ف ا الظاهر
الرسول صلّى أن ّ ع معاني القرتن المتداولة،وإن افترانا جدك ّ
عز وج ّ ّ
،فان مشو ّ علي وسلّق لادر على أن يُترجق لنا مقاصد
الرسول نفس لد غاب بالموت،ولق ي يّع ّ
ألن ّ الغياب ل يُح ّ
المؤمنون األوائ أكعر م ساعات ليختلفوا في تعيي خليفت .ولق
الرسول أكعر م سنوات لينش ّقوا في فتنة بع ي يّع صحابة ّ
الرسول واب أطراف ا إحد .أ ّم ات المؤمني في مواج ة ص ر ّ
ع ّم .39
الرسول كان ال ّام الوحيد لتواص ممو مع إن ح ور ّ ّ
الذّات اإلل ية وبغياب غاب هذا التّواص غيابا ن ائيّا.ونح نؤ ّكد ّ
أن
هذا الغياب –شأن في ذلك شأن عدم القدرة على القطع بوجود -
ّ
الزركشي:البرهان في علوم القرتن.بيروت،دار ال ي ،1988ج 1ص.16 37بدر الدّي
38انظر المقال:روّ القانون أم حرفيّة القانون؟
39لمزيد م التّفاصي انظر:هشاام جعيط:الفتناة الوبار-.جدليّاة الادّي والسّياساة فاي اإلسا م
المب ّور،بيروت،دار ّ
الطليعة .1995
23
ي لإليمان.فقد ورد في عدد م كتب الحديث أنّ "ل ّما شرط أساس ّ
ُح ر رسول صلّى علي وسلّق وفي البيت رجال فقال النب ّ
ي
علي وسلّق هل ّموا أكتبْ لوق كتابا ك ت لّون بعده،فقال صلّى
علي وسلّق لد غلب الوجع وعندكق صلّى إن رسول بع ق ّ
القرتن،حسبنا كتاب ،فاختل أه البيت واختصموا فمن ق م
لربوا يوتب لوق كتابا ك ت لّون بعده ومن ق م يقول غير يقول ّ
علي ّ
صلى لال رسول ذلك،فل ّما أكعروا اللغو واكخت
الرزيّة وسلّق لوموا.لال عبيد فوان يقول اب عبّاس إن ّ
الرزيّة ك ّ ّ ّ
ما حال بي رسول صلّى علي وسلّق وبي أن يوتب ل ق ذلك
الوتاب كخت ف ق ولغط ق".40
الرسول المحت ر القوم هو ما منع ّ رأ .اب عبّاس ّ
أن اخت
الرزيّة ك ّ أن في غياب ذلك الوتاب ّ م كتابة الوتاب األخير ورأّ .
الرأي الممو ك يح ب إموانا تخر وهو أن يوون الرزيّة،وهذا ّ ّ
متناسقة مع جوهر اإليمان غياب هذا الوتاب األخير إرادة م
ّ
أن غياب هذا القول الممو الذي وهو بذلك نعمة ك ّ النّعمة.ذلك ّ
ّ
أن طبيعة الذات ي فقد بيّ ّنا ّ
ي يب ع جميع األسئلة أمر ارور ّ
تمر شوق* المس ّ البشريّة اكفتقار،وم دوا ّل اكفتقار ال وهريّة ال ّ
شوق إلى هو التّساىل المتواص الّذي ك يني.والدّا ّل األساس ّ
ي لل ّ
المستمر ع جواب ل يوون البتّة ن ائيّا،وكي يوون ن ائيّا ّ والبحث
واإلنسان ك يمو أن يقول ك ّ شيء؟ وكي يوون ن ائيّا وما أوتينا
م العلق إكّ للي ؟
إنّنا ل نعر البتّة في الحياة الدّنيا مد .راا عنّا ول ن زم
"شرا"؟ ولنا في حواية ّ إن كان ما يفعل الواحد منّا "خيرا" أم
الخ ر وموسى دعوة للتّأ ّم والنّظر.
لن تستطيع معي صبرا:
لنتذ ّكر معا اتيات 82-65م سورة الو ":فوجدا ع ْبداا م ْ
عبادنا تت ْيناهُ رحْ مةا م ْ ع ْندنا وعل ْمناهُ م ْ لد ُنا ع ْل اما-لال ل ُ ُموسى ه ْ
أتبعُك على أ ْن ت ُعلّمني مما عُلّ ْمت ُر ْشداا-لال إنك ل ْ ت ْستطيع معي
24
ط ب ُخ ْب ارا-لال ست دُني إ ْن شاء صب ُر على ما ل ْق ت ُح ْ ص ْب ارا-وك ْي ت ْ
يء ُ صاب ارا وك أ ْعصي لك أ ْم ارا-لال فان اتب ْعتني ف ت ْسأ ْلني ع ْ ش ْ
حتى أ ُحْ د لك م ْن ُ ذ ْك ارا-فا ْنطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرل ا لال
أخر ْلت ا لت ُ ْغرق أ ْهل ا لقدْ جئْت ش ْيئ اا إ ْم ارا-لال أل ْق ألُ ْ إنك ل ْ ت ْستطيع
معي ص ْب ارا-لال ك ت ُؤاخذْني بما نسيتُ وك ت ُ ْره ْقني م ْ أ ْمري عُ ْس ارا-
سا زكيةا بغ ْير ن ْف لقدْ فا ْنطلقا حتى إذا لقيا غُ اما فقتل ُ لال ألت ْلت ن ْف ا
جئْت ش ْيئ اا نُ ْو ارا-لال أل ْق ألُ ْ إنك ل ْ ت ْستطيع معي ص ْب ارا-لال إ ْن
يء بعْدها ف ت ُصاح ْبني لدْ بل ْغت م ْ لد ُنّي عُذْ ارا-فا ْنطلقا سأ ْلت ُك ع ْ ش ْ
طعما أ ْهل ا فأب ْوا أ ْن يُ يّفُوهُما فوجدا في ا حتى إذا أتيا أ ْه ل ْرية ا ْست ْ
ارا يُريد ُ أ ْن ي ْنق فألام ُ لال ل ْو شئْت كتخذْت عل ْي أجْ ارا-لال هذا جد ا
اق ب ْيني وب ْينك سأ ُنبّئ ُك بتأ ْوي ما ل ْق ت ْستط ْع عل ْي ص ْب ارا-أما السفينةُ فر ُ
ْ ْ
ت لمساكي ي ْعملون في البحْ ر فأردْتُ أن أعيب ا وكان وراءهُ ْق ُ فوان ْ
صباا-وأما ْالغُ ُم فوان أبواهُ ُمؤْ من ْي فخشينا أنْ ُ ُ
ملكو يأ ُخذ ك سفينة غ ْ ْ
يُ ْرهق ُ ما طُ ْغياناا وكُ ْف ارا-فأردْنا أ ْن يُ ْبدل ُ ما رب ُ ما خ ْي ارا من ُ زكاة ا
ْ
ار فوان لغُ م ْي يتيم ْي في ْالمدينة وكان وأ ْلرب ُرحْ اما-وأما ْال د ُ
تحْ ت ُ ك ْن وز ل ُ ما وكان أبُوهُما صال احا فأراد ربك أ ْن ي ْبلُغا أشُدهُما
وي ْست ْخرجا ك ْنزهُما رحْ مةا م ْ ربّك وما فع ْلت ُ ُ ع ْ أ ْمري ذلك تأ ْوي ُ
ما ل ْق ت ْسط ْع عل ْي ص ْب ارا".
في تأوي الحد صة القرتنيّة هو اكخت إن جوهر هذه الق ّ ّ
صالح خيرا .ومرد ّ
41 شرا يعتبره العبد ال ّ الواحد فما يراه موسى ّ
سفينة وبناء أن موسى يقيّق لت الغ م وخرق ال ّ بين ما ّ اكخت
ّ
الحائط م ّ انا وف معرفت الظاهرة باألمور أي وف معرفت النّسبيّة
صالح ف و يقيّق األحدا نفس ا وف معرفة المنطقيّة،أ ّما العبد ال ّ
ّ
علما).إن ّ
(تتيناه رحمة م عندنا وعلمناه م لدنّا أل م ا إيّاه
األول ك يعر م المقام إكّ أن ّ صالح ّ الفرق بي موسى والعبد ال ّ
م ّ
أن العاني يعر أكعر م ّما علم ّ ّ عناصره في حي بع
عناصر المقام.وهذا هو جوهر الفرق بي اإلنسان و ،ف يمو
25
لإلنسان-ولد لصرت معرفت بالمقام ع أن توون مطلقة-أن يف ق
في الوون.42وفي هذا اإلطار يتسنّى لنا أن نف ق الحديث حومة
صبر سو .صبرنا على صة القرتنيّة،فلي أص ال ّ صبر في الق ّ ع ال ّ
م ظاهر ج لنا وعدم لدرتنا على ف ق سبب ما لد يبتلينا ب
المصائب.إن موسى لق يستطع صبرا على ان يار منظومت المنطقيّة ّ
الرزق خير؟وكعير المتماسوة،فوي يوون في لت النّف أو خرق ّ
في الوون فير .في ما منّا مع موسى ك يصبر على حومة
يصيب النّاس م نقّ في األنف والعّمرات واألموال ظلما أو عبعا
وك يعر أنّنا م ما نتفقّ في شؤون الدّي والدّنيا لسنا بذوي معرفة
مطلقة ولسنا م ث ّق لادري على النّفاذ إلى الحومة الّتي تسيّر الوون
هو أرلى أنوا صبر على الرازي إلى ّ
أن ال ّ كلّ .لقد ذهب ّ
سو .صبر على ج لنا وع زنا ع صبر على صبر،ولي ال ّ ال ّ
الرااصبر سوّ . تفسير ما لد يح ّ بنا م كروب ومصائب،لي ال ّ
والقبول ب ف ق ألنّنا بو ّ بساطة ك يمو أن نف ق.
عولمة الدّين:
ّ
إن انتشار الوتب التي عنوان ا" :أنت تسأل وف ن ي يب" يد ّل ّ
يعلى سعي إلى تحوي الفقي أو رج الدّي إلى مواو است ك ّ
ويوهق باموان الععور على يوهق بح ور صوت م في األر
سائلي ظاهرة دالةّ .إن لل ال ّصد ويسدّ اكفتقار ّ ي يربأ ال ّجواب ن ائ ّ
ّ
يتصوره هؤكء إك على منوال ّ ّ
على غياب اكطمئنان الذي ك
يعو
معو .أك ّي فان لق يو فعلى األل ّ ح ور ّ الح ور األصل ّ
المعو –لعبة كان أو ّ الطف أ ّم الغائبة بلعبة؟ ولو هي ات ّ
إن 43
26
سق هذا الغياب رج دي -ك يمو أن يسدّ الغياب ألنّ هو نفس ي ّ
الرمز بالرمز ول ّما كان ّ شوق* ّ إن طلب اإلنسان يخدش ال ّ ويؤ ّكدهّ .
فان ك ّ است ابة للحاجة م ما تو ل تسد ّ شوق* ّ عاجزا ع تمعي ال ّ
اكفتقار.44والمسلق الّذي يتو ّج إلى رج الدّي متو ّهما أنّ لادر على
سؤال إكّ على إجابت ع سؤال ل ي د برد اليقي إذ ك ينفتح ال ّ
شافي منشودا ك يُدرك. ي ال ّ
سؤال وهوذا دواليك.ويظ ّ ال واب النّ ائ ّ
إنّنا ك نر .فرلا في ت سيق ليام الح ارة المادّية الحديعة على
سلع المادّية الّتي توهق باكمت ء الحاجة واكست ك بي جمع ال ّ
ي.وك نر. الرمزيّة الّتي توهق باكمت ء المعرف ّ سلع ّ ي وجمع ال ّ المادّ ّ
فرلا بي حيرة المست لك إزاء مصنعي يش ر ك ّ واحد من ما
إي ابيّات سلعة ّما وحيرت ب فزع إزاء مذهبي أو شيخي يختلفان
في مسألة فق ية ّما.ولنا في "خ " رجال الدّي حول فائ البنوك
البنوك ربا رجال الدّي يعتبرون فائ معال وااح،فبع
لربا ّ
فيحرمون وبع ق اتخر يعتبر ذلك الفائ حقا ك ع لة ل با ّ ّ
فيحلّون .وإذا ما تغااينا ع خلفيّات المولفي المصلحيّة وسلمنا
ّ
،فان ك المولفي التّقريريّي يُح ّ الحاجة فوري ّ أن الخ جدك ّ
ّ
شوق* فيدّعي ك ّ فري تقديق القول الفص الذي ك لول مح ّ ال ّ
ي حاار لي أن ك ّ بحث محموم ع جواب ن ائ ّ ّ بعده،في حي
شوق* إلى ي وع ز ع ال ّ سو .سعي ك وا لنفي اكفتقار األصل ّ
في غياب .
العالمات الخفيّة:
ي أو ّ
إن ك يواااون إك فاااي غيابااا ف اااو ك يقبااا التّحقيااا العقلااا ّ ّ
ّارة.إن ذاتّ ي وهو ك يقدّم لنا إجابات لاطعة ع أسائلتنا المحي الت ّ ريب ّ
ليست مواع معرفة ومنط ب مواع انوشا وت ّ.فقد يشعر
سااا ا إكّ أن يشاااير إليااا وأنّااا ي ديااا وفااا ع ماااات ك يح ّ بع ااانا ّ
أن هااذه اإلشااارات غياار لابلااة ّ هااو،وم يعاايا هااذه الت ّ ربااة يعاار
ااة.إن يخاطبناااا خطااااب الغيااااب،وهو لإلثباااات ولونّااا يراهاااا حقيقا ّ
27
ي واألنساااق المغلقااة الّتااي تاااه في ااا خطاااب بعيااد ع ا الت ّماسااك المنطق ا ّ
اذا.إن صااوت الح ا حاااار فينااا يوفااي أن اإلنسااان فااي عصاارنا ها ّ
الرسااول ص الّى علي ا يخاارج اإلنسااان م ا صااورت حتّااى يسمع .ف ّ
وسااالّق إذ دخااا المديناااة تااارك النّالاااة تختاااار المواااان الّاااذي ساااينزل
الرساول ي ولو ّ ّ ي وتمحيّ عقل ّ ب .45ولي اختيار النّالة بفع منطق ّ
راي الدّخول في منط تخر يخرج الذّات م مولع القادرة الوهميّاة
الرسول يساائ ع ماات الّتاي ك ّ
وحي.إن ّ الر
إلى مولع اكستس م ّ
ي اامان ماادّي يعبات تنقال ويراى بحوم اا دون أن يحصا علاى أ ّ
ّ
الرااا بالغياب تتشاو طاعاة أنّ ا فع الع مات المقصودة.وفي هاذا ّ
ويساااتطيع اإلنساااان إلاااى لقااااء سااابي بعيااادا عااا كااا ّ الفتااااو.
والطقاوس والعادات،يساتطيع اإلنساان إلاى لقااء سابي فاي أعماااق ّ
ذات ،فتصير كا ّ أفعالا اسات ابة لع ماات فاي الوون.لقاد ورد فاي
تقرب إلى أحبّ فااذا أحبّا كاان أن العبد إذا ّ أحد األحاديث القدسيّة ّ
سمع الّاذي يسامع با وبصاره الاذي يبصار با وياده التاي يابطا ب اا
ّ ّ
ورجل الّتي يمشي ب ا.46
قرب إلي ك تقتصر في رأيناا علاى تطبيا أن طاعة والت ّ ّ على ّ
ي ولونّ ااا سااعي ما اإلنسااان نحااو للطقااوس فااار ما ك ا ّ بعااد روحا ّ ّ
صوت في .فالذّهاب إلى أعماق الذّات فاي افتقارهاا وألم اا ويأسا ا
.إن تعاالى ّ سفر في أغوار الاذّات سافر فاي هو ذهاب إلى وال ّ
ْ ْ ْ
لال":ون ْف وما سواها-فأل م ا فُ ُ ورها وتقواها-لادْ أفلاح ما ْ زكاهاا-
شااام ،)10-9-8-7/91وك نااار .أف ااا ولااادْ خااااب مااا ْ دساها"(ال ّ
تزكية للانّف وإنمااء ل اا ما الغاوص في اا وك نار .أكعار تدساية ل اا
وإخفاااء ما اإلعاارا عن ااا ولمااع صااوت ا تحاات وابا ما األواماار
والنّااواهي المن ّمطااة الّتااي ت ادّعي لو ا ّ شاايء جوابااا ولو ا ّ حياارة ردعااا
ولو ّ بحث حدّا.
28
29
بين حرف ّية القانون وروح القانون:
ّ
الزنى مثاال
حديث محيّر:
الرساول ّ سيرة موال ما ّ
حيّرتني عند نظري في كتب السنة وال ّ
ك تعياار كبياار اهتمااام إللامااة الحاادود وتطبي ا القانون،وكااان منطل ا
حيرتي التقاب الوبير بي "تسامح" الرسول م ج اة وماا يقاوم عليا
ي ك سيّما المتأ ّخر م تركياز علاى الحادود وإعا ء ما الفق اإلس م ّ
شأن ا.
ّ
الرسول الذي أتاه أحد الماؤمني يعلما باأن رجا ّ حيّرني مول
الرسول لل ُمخبر "لو ساترت بردائاك لواان خيارا متزوجا لد زنى فقال ّ ّ
لك" .وكحظت تملم وللقا وااحي يعتريان ج ّ م أخبرت ق ب ذا 47
اااوراتنا
أن وراء هااااذا القلاااا مااااا ياااارتبط فااااي تصا ّالحااااديث.وك شااااكّ ّ
اكجتماعيااة بالع لااة ال نساايّة مطلقااا وخااارج إطااار الاازواج بصاافة
أخّ م شحنة أخ لية يبل ما ت اذّرها فاي المخياال ال مااعي أن ّ
كاااد معنااى الفساااد مسااندا إلااى فاارد ّمااا يقتصاار علااى إلامت ا ع لااات
جنسيّة خارج إطار الزواج.
ّ
موطأ مالك،ص.546 47
30
صاحاّ وذ ّكرنا هذا الفص م سنّة الرساول -الاوارد فاي كتاب ال ّ
صااة ش ا يرة فااي األناجي ا تعاار لمول ا عيسااى المعتاار ب ااا -بق ّ
متزوجااة زنااات وكااان الق اااة مقتفااي خطاهاااا ّ المتسااامح ماا اماارأة
ليرجموها .48فاذا بالمسيح يتصدّ .ل ق لائ لولت الشا يرة":م كاان
منوق ب خطيئة فليرم ا بح ر".فألقى الق اة جميع ق أح ارهق.49
إن حديث الرسول صلّى عليا وسالّق ومولا المسايح كلي ماا ّ
يبايّ ظاهريّاا خروجاا عا القاانون المفتر .فقاانون المسايحيّة ين ااى
ّ
الزنااى عمومااا،وم ازوج ولااانون اإلس ا م ين ااى ع ا ع ا زنااى المتا ّ
الرساول المفتر ليطمئ المرء المسلق إلى تطبي القانون أن يحواق ّّ
الزانيي وف لانون الحدود بال لاد اساتنادا إلاى ماا هاو وارد فاي على ّ
الرسااول االرجق وف ا مااا تعبت ا بع ا األحاديااث.50ولو ا ّ ّ القاارتن أو با ّ
يحول مواو اللوم م الزاني مقتر الذنب المفتر إلاى الشااهد ّ
ّ
والنال .
ّ
ي لتتحقا "جريماة التحاول غيااب شارط أساسا ّ
ّ لد يوون مردّ هذا
سار تطبيا الحادّ الزنى" وهو ح ور أربعاة شا داء .وهاو شارط يع ّ
51 ّ
الزاني إذ يندر أن يقيق شخصان ع لاة جنساية بح اور أربعاة على ّ
شاا داء ف اا عاا أن توااون هااذه الع لااة "جريمااة" يُعالااب علي اااا
القانون.ف ا يعنااي التّشاديد فااي شاارط تطبيا الحادّ علاى ّ
الزناااة مولفااا
الزنى أم ه هو ولاية م الوشاية؟ وه التّشدّد في هذا ّ متسامحا م
شاهد على فع ّ
الزنى؟ للزاني أم تشديد على ال ّ الشرط تيسير ّ
ي ولد أسلفنا أن ك جواب لطعيّاا.ولو ك يمو تقديق جواب لطع ّ
ساببي المموناي ودككت ماا علاى ع لاة اإلنساان المسالق لننظر فاي ال ّ
باتخر وبالقانون.
الرجق غير المذكور في القرتن رغق اعتماده حوما تشريعيّا في بلدان إس ميّة 48هذا يؤ ّكد أنّ ّ
كعيرة لي حوما إس ميّا جديدا بقدر ما هو مواصلة لممارسة تاريخيّة لديمة.
Evangile d'après Jean,chapitre VIII,Versets 1-11 49
50ج ل الدي السّيوطي:اإلتقان في علوم القرتن،بيروت ،عالق الوتب (د-ت) ج 2ص.25
51يقول تعالى " :والذي يرْ ُمون ْال ُم ْحصنات ث ُق ل ْق يأْتُوا بأرْ بعة شُ داء فاجْ لد ُوهُ ْق ثماني
ج ْلدةا…"(النّور.)4/24
31
للزاني؟:التيسير ّ
إذا نظرنا فاي تقناي القارتن والسانّة للع لاات ال نساية وجادنا ّ
أن
المحرماة.فاذا ّ المواايع ال نسيّة المباحة أكعر م المواايع ال نسيّة
ااااان ساااااائر الموااااااايع ال نساااااية اساااااتعنينا المحاااااارم والمشاااااركي فا ّ
لازواج ما يتزوج أربع نساء علاى األكعار ولاي ا ّ ّ مباحة.فللرج أن
ّ
حيث شروط اإلجرائية عسيرا إذ يوفي وجود شاهدي عدلي وم ار
الرساول أحاد المسالمي زوج ّشارعية.ولد ّ حتى يوتسب عقد الازواج ال ّ
الرجااا مااا القااارتن.52ويختلااا ي هاااو ماااا يحفظااا ذلاااك ّ بم ااار رماااز ّ
ساااااارون فااااااي تحااااااريق زواج المتعااااااة انط لااااااا ماااااا لااااااول المف ّ
ُ
تعاااااااالى…":فماااااااا اسْااااااات ْمت ْعت ُ ْق بااااااا مااااااا ْن ُ فااااااا تُوهُ أ ُجاااااااورهُ
أن عمااار باااا فري اااةا…"(النّسااااء،)24/4ويااار .بعاااا الدّارساااي ّ
الطباري حرم زواج المتعة،وفي هذا اإلطار يادرج ّ الخطاب هو الّذي ّ ّ
أن عماار راااي عن ا ن ااى ع ا ي ب ا أبااي طالااب":لوك ّ لااول عل ا ّ
ي".53وفي إطار الع لات اكجتماعيّة الّتي تقبا المتعة ما زنى إكّ شق ّ
ساري بماا شااء ما ملاك اليماي ولا سابي للرجا حا ّ الت ّ ّ الر ّق يوون ّ ّ
متزوجات.54ويؤ ّكد أن با مالاك أنّا ك ّ ّ ك وإن الغزوات في ساء النّ
وللرجا تسااريح الرجا جاريتا ما عبادهّ .55 ّ يار .بأساا فاي أن يناز
شاااااروط اااازوج ساااااواه ّ وفااااا ال ّ زوجاتااااا باحساااااان متاااااى شااااااء وتا ّ
المااذكورة.وللمرأة الخلااع م ا زوج ااا بشاارط إرجااا م ااره إلي ا ،ول ا
الزواج برج م المسلمي وأها الوتااب دون المشاركي .56وك ن اد ّ
32
الحارة بملاك يمين اا،وك تياة ّ في القرتن تية صريحة في تحاريق ع لاة
سرون صريحة في تحريق زواج المرأة بأكعر م رج إذ اختل المف ّ
ت علاااا ْيوُ ْق فاااي دكلاااة لفظاااة "محصااانة" فاااي لاااول تعالىُ ":ح ّرمااا ْ
ت أ ْيم اانُوُ ْق" (النّساااء أُم اااتُوُ ْق…و ْال ُمحْ ص اناتُ م ا النّس ااء إك م اا ملو ا ْ
.)24-23/4ولونّناااا -درءا لل ااادل الّاااذي لاااي هااادفنا -نأخاااذ بالتفساااير
أن للماارأة أن تاانوح زوجااا واحاادا يمون ااا س اائد الّااذي ياارّ . العرفااي ال ّ
خلع متى شاءت.
أن إموانات تحق الممارسات ال نسايّة كبيارة جادّا خ فاا ّ وااح ّ
لمااا هااو الشااأن فااي بع ا لااراءات الديانااة المساايحيّة حيااث ك تسا ّاري
وحيااث ك يحااا ّ لإلنسااان أن ي ُحااا ّ مااا عقاااده أي أن يفصااق عااار.
الزواج.ويمو أن نطرّ فاي هاذا المساتو .ساؤاك عا الفارق ع لة ّ
ّ
المحرم علناا نتبايّ ّ بي هذه الع لات ال نسيّة الوعيرة المباحة ّ
والزنى
الزنى أو سبب .معنى تحريق ّ
الزنى فاحشة؟: لماذا كان ّ
الزنااى بأنّاا "عبااارة عاا إي ا ج فاارج فااي فاارج يعا ّار الفق اااء ّ
محرم لطعا" .ويمو أن نعتمد هذا التّعريا اااربي 57
ّ مشت ى طبعا
صفحا ع وجاود ااروب عديادة ما الممارساات ال نسايّة ك تادخ
اااامن ،وهي ممارساااات حيّااارت الفق ااااء وولّااادت اخت فاااات عديااادة
والزناى والتسري م ج ة ّ ّ ّ
الزواج أن الفرق بيبين ق.ويبدو وااحا ّ
م ا ج ااة ثانيااة لااي فااي طبيعااة الع لااة ال نس ايّة أو ساامات ا ب ا فااي
وخلااو الع لااة العالعااة ّ خ ااو الع لتااي األوليااي لشااروط تنظيميّااة
من ااا،ففي حااال التسا ّاري والا ّازواج تعلااق ال ماعااة باموااان ليااام ع لااة
أن ال ماعاة ت ا إمواان لياام ع لاة جنسيّة بي شخصاي فاي حاي ّ
الزانيي .ولذلك فانّ ي وز في الحالتي األولياي أن ينساب ّ جنسيّة بي
المسلمي (…و ْال ُمحْ صناتُ م الّذي أُوتُوا ْالوتاب ما ْ لابْلوُ ْق…المائادة )5/5ويساوت عا زواج
المؤمنات م رجال أه الوتاب.واختل المفسّرون فاي اعتباار تياة المائادة الماذكورة منساوخة
واختلفوا في اعتبار الوتابيّة مشركة فرأ .بع ق أنّ ا مشركة تحرم على المسلق ورأ .تخرون
نّ وبمقت ى اإلجماأنّ ا تح ّ ل (مفاتيح الغيب مج 3ج 6صّ،)63/62ولونّ ق اتّفقوا دون ّ
على منع زواج المسلمة بغير المسلق.وهو إجما حاول بع الدّارسي المحدثي مراجعت وف ق
خلفيّات النّفسيّة واكجتماعيّة.
57مفاتيح الغيب مج 12ج 23ص.132
33
علي ا وس الّق ّ
أن الطف ا إلااى أبي ا الممو ا إذ يؤ ّكااد الرسااول صاالى
"الولد للفراش وللعاهر الح ر".58
الزنى لقيام ا على ج ال ماعة ب ا لد تنتج أطفاك ك إن ع لة ّ ّ
يمو نسبت ق إلى تبائ ق في م تمع يقوم على دعوة اكبا ألبيا ،وهي
ي با ما شااأن ا أن لاذلك ع لاة ما شاأن ا أن ت ادّد النّظاام اكجتمااع ّ
ي وهو لانون منع ي الّذي يقوم علي ال ن البشر ّ ت دّد القانون األصل ّ
إتيااان المحارم*.فغياااب اسااق األب* لااد يااؤدّي إلااى إموااان ليااام ع لااة
جنسيّة بي األب وابنت أو األخ وأختا دون أن يعلاق كا ّ واحاد من ماا
سار تحاريق بما يربط باتخر م ع لة دم.وهذا اإلموان هاو الّاذي يف ّ
التّبنّي بمعنى نسبة اكب إلى غير أبي في حال معرفة ذلك األب،ذلك
أن التّبنّي يقيق اساق األب* علاى الواذب فيتموااع األصا فاي الواذب ّ
ويفقاد اكساق المنشائ لدرتا علاى إثباات اإلنساان منااذ البادء فاي محا ّ
الرساول صالّى عليا وسالّق":لي ما رجا صدق.59ولاذلك لاال ّ ال ّ
ّ
ادّعى لغير أبي وهو يعلمه إك كفر" .
60
روح القانون:
الزنى إذن ك ينشد تحدياد الع لاات ال نسايّة با إن لانون تحريق ّ ّ
ي الاذي يمعا شارط دخاول اإلنساان فاي ّ ّ هو تفريع م القاانون األصال ّ
الرساول ّ ي.ومول العّقافة وذلك م ما تو ديانت أو انتمااىه اكجتمااع ّ
م ا الا ّازانيي فااي اخت ف ا ع ا المول ا المتش ادّد المتولااع أي مول ا
ي للقااانون إلااى سااق فااي رأينااا ت اااوزا للتّطبيا اتلا ّ
إلامااة الحادّ إنّمااا ي ّ
محاولاااااة لاااااراءة القاااااانون أو إاااااافاء معناااااى عليااااا بالنّفااااااذ إلاااااى
61
الزنااى لااي هاادفا فااي ذات ا وح ادّ الا ّازانيي لااي ردعااا روح ا .فتحريق ّ
للا ّارد ولونّ ا متّص ا بالخشااية م ا اخاات ط األنساااب وم ا ث ا ّق خشااية
34
الرساااول دعااوة إلااى التّفوياار فاااي ّ إن فااي مولاا إتيااان المحااارم*ّ .62
ي أي الزناااى فاااي إطاااار القاااانون األصااال ّ ي أي تحاااريق ّ القاااانون الفرعااا ّ
أن ك ا ّ القااواني الفرعيّااة ك تحوم ااا تحااريق المحااارم*،وهو يؤ ّكااد لنااا ّ
سق تاريخيّا في تفوير عمر في اتليّة ب التّفوير وإعمال النّظر م ّما ت ّ
لانون لطع اليد وتعطيل ،وفي تحريما العمارة فاي أشا ر الحا ّج وفا
الرساول يار .أناّ تفسير ممو لروّ القانون.63والنّاظر فاي أحادياث ّ
متسرعا إلى تطبي الحدود وك سبّالا إلى ّ صلّى علي وسلّق لق يو
الرسااول أعاار أن ّوالزجر،فقااد جاااء فااي صااحيح البخاااري ّ ّ الا ّارد
يطاو
الرساول ّ مرات ع رج لال إن زنى ،وفي حديث تخر ن د ّ
64 ّ ّ
ي في المسا د"،فعار الحدّ وف الوالع الذي يتعام مع ،فقد بال أعراب ّّ
إلي النّاس ليقعوا ب ،فقال ل اق رساول صالّى عليا وسالق دعاوه
ّ
وأهريقااوا علااى بول ا ذنوبااا م ا ماااء أو س ا م ا ماااء فانّمااا بُععااتق
الرج ا لااق .إن مح ّماادا علااق ّ
أن هااذا ّ سااري "ّ 65 سااري ولااق تُبععااوا مع ّ مي ّ
ساالوك بغاار اكعتااداء علااى مقدّسااات المساالمي يساالك مع ا هااذا ال ّ
ي فا داعاي لعقابا ماا أموا ي أو عقلا ّ ولعلّ كان مصاابا بمار بادن ّ
الرسااااول تنظياااا الموااااان ،وفااااي حااااديث تخاااار جاااااء رجاااا إلااااى ّ
"فقال:هلوتُ ،لال:ولق؟ لال ولعت على أهلي فاي رم اان لاال فاأعت
رلبة لال لي عندي لال فصق شا ري متتاابعي لاال ك أساتطيع لاال
فأطعق ستّي مسوينا لال ك أجد فأُتي النّبي صلى علي وسلّق بعرق
سائ لال ها أنذا لال:تصدّق ب ذا لاال علاى أحاوج في تمر فقال أي ال ّ
منّا يا رسول فوالّذي بععك بالح ّ ماا باي كبت ْي اا أها بيات أحاوج
منّااا ف ااحك النبااي ص الّى علي ا وساالق حتّااى باادت أنياب ا لااال فااأنتق
الرج ا وهاادوء إذاا".66ولنااا أن نقااارن فااي هااذا الحااديث بااي انزعاااج ّ
35
الرسول الوااح،ففي تخر األمار ولاع الرسول ولنا أن ن حظ تسامح ّ ّ
ّ
ساول.إن الر
ّ ما غاذاء على ص
ّ وتح ان رم في امرأت على ج الر
ّ
مح ّمدا كان ينظر فاي خلفيّاة القاانون وع لتا بمف اوم إلحااق ال ّارر
يتسار إلاى العقااب ّ باتخر أي إنّ كان يعطي للقانون معناه،ولق يوا
وتطبياا الحااادود باعتبارهماااا غاياااة وهاادفا.ف و إذن يعلاااي مااا شاااأن
ي" فاي غناى عا إلحااق ساو ّ القانون الدّاخلي الّاذي ي عا اإلنساان "ال ّ
ي الّاذي ك الردع ّ ال ّرر باتخري ويقلّ م أه ّمية القانون الخارجي ّ
يفع شيئا سو .لمع الذّات التي تظ ّ حوايت ا فرديّاة ك يحايط ب اا أ ّ
ي
صور م شاأن أن يسامح لعادد كبيار ما النّااس باأن لانون.67وهذا الت ّ ّ
ي فااي يت اااوزوا اإلحساااس بال اذّنب المراااي،فلو اااربنا مع ا اللااوط ّ
سسات مع بلداننا العربية اإلس ميّة اليوم لوجدنا تعام األفراد والمؤ ّ
الرسول الّذي أسلفنا.ف يوفي أن تقر أساما اللاوطي منافيا لسلوك ّ
ّ
ي مؤكادا لا بمواعظ ونصاائح أو أن تادعوه إلاى تغييار سالوك ال نسا ّ
أنّ ا "شاااذّ" وه ا يوفااي أن تر ّهب ا بش اتّى أنااوا العقاااب المحتملااة فااي
إن اإلجابااة باانعق ي"؟ ّ الادّنيا واتخاارة حتّااى يتحا ّاول إلااى إنسااان "طبيعا ّ
أن اإلنسان يختار ع وعي أن يوون لوطيّا أي إنّا يختاار أن ت مر ّ
أن التحالي النّفسية ب ال لسات الحميماة تعبات يعيا منبوذا في حي ّ
ألن سالوك ق أن هؤكء يودّون اكنادماج فاي الم تماع وك يساتطيعون ّ ّ
سالوك لاي اختياارا عقليّاا ي شأن فاي ذلاك شاأن ساائر أنمااط ال ّ ال نس ّ
ي.وكق فارد منّاا ودّ لاو غيّار منطقيّا كما أراد أن يوهمناا الفوار الوااع ّ
ّ
ي فاذا باالطبع ك بع ا م طباع انط لا م اختيار وا ولرار ن ائ ّ
سق في ي –سواء أت ّ أخر..إن القانون الخارج ّ ّ يتغيّر وإن اتّخذ أشواك
ّ
سسة أم في سلوك األفراد-ك يؤثر في الوالع ب يع ّما اإلحسااس المؤ ّ
أن اإلسا م ديا بالذّنب وهو إحساس ك يت ءم مع روّ اإلس م ذلك ّ
منفاتح نحااو المسااتقب وهااذا مااا يؤ ّكاده مف ااوم التّوبااة،ف ي ليساات فعا
ي للوجاود ك تصاور ديناام ّ ّ مؤ ّج ب ممارسة يوميّة تم ّو المارء ما
ّ
يقا علااى أطا ل المااااي بقاادر مااا يتطلااع إلااى المسااتقب فااي تفاااىل
36
ي م ا بنااي وحبااور منطلق مااا اكعتقاااد فااي رحمااة .أفلااق يُغفاار لبغ ا ّ
إسرائي ألنّ ا سقت كلبا كاد يقتل العطا.68
نسبيّة القانون:
متحولاااة،فالخمر حااا ل عناااد ّ ّ إن القاااواني وإن توااا إل ياااة تظااا ّ
ساااري المسااايحيّي بااا هاااي مقدّساااة وهاااي حااارام عناااد جم اااور المف ّ
محرم عند ّ الزوجات مباّ في اإلس م في حي أنّ المسلمي .69وتعدّد ّ
القاواني اإلل يّااة المسايحيّي ،ولي هاذان ساو .معاالي علاى اخات
أن القواني نسبيّة ما عدا لانون تحريق بي دي ودي وهو ما لد يؤ ّكد ّ
الزماان إتيان المحارم* الّذي يخرج ع ك ّ نسبيّة ليوون مطلقاا عبار ّ
القااواني هااذا مااردّه تحريا أن اخااتوالمواان.وحتّى إن افترااانا ّ
النّصااار .والي ااود ك ا م فانّنااا ن ااد فااي القاارتن نفس ا شاااهدا علااى
عز وجا ّ يقاول":فبظُ ْلق ما الاذي هااد ُوا وتحول ا،فام ّ ّ نسبيّة القواني
اارا" كعيا ا ْ
ت ل ُ ااا ْق وبصااادّه ْق عااا سااابي ُ
حر ْمناااا علااا ْي ْق طيّباااات أحلااا ْ
ّ
أن لااد بادّل الطيّااب الحا ل خبيعااا (النّسااء.)160/4ويؤ ّكااد الا ّارازي ّ
محرما بغر التّشديد على الي ود وعقااب ق ع ّماا الترفاوه ما ذناوب ّ
سارون .أفا ي اوز أن يواون تحاريق الخمار 70 اختل فاي تحديادها المف ّ
سووت عن ا نات ا ع ظلق بعا المسالمي األوائا في القرتن بعد ال ّ
أنفس ق عند شرب الخمر واعتاداء بع ا ق علاى بع ا ق اتخار وهاق
فالدون لحدود العق ؟. 71وحينئذ أك ي وز أن يوون ظلق اإلنسان لنفس
أن المسالق الرساول ّ منشئا لحدود القانون؟ وأك ي وز أن يوون تقريار ّ
68صحيح البخاري مج 2ج 1ص .211ون حظ ال مع بي صفتي البغاء واكنتماء إلى بني
إسرائي بما ل ما م معان التزاميّة سلبية م ج ة والبساطة الظاهرة لفعا الخيار المتمعّا فاي
سقي الولب م ج ة ثانية.
69نقاول جم اور ألنّ هنااك خ فاات بااي المفسّاري والفق ااء فاي حادود مقولاة الخمر.انظاار
مع :أبو بور ب العربي:أحوام القرتن،مطبعة البابي الحلبي 1968ج 1ص.149
70مفاتيح الغيب مج 6ج 11ص.106
أباااااااو الحسااااااا الواحااااااادي النّيسابوري:أساااااااباب النّزول،بياااااااروت،دار الوتااااااااب 71
ّ
العربي،1986صّ.170-167تختل األخبار الواردة في الوتاب ولونّ اا تتفا فاي أنّ تحاريق
الخمر كان بعد اعتداء بع المسلمي على بع ق اتخر اعتداء لفظيّا أو مادّيا.
37
ساليمة ا ّلتاي م سلق النّاس م يده ولسان 72تقريارا للفطارة البشاريّة ال ّ
أن " ك يحاااااابّ يُعاااااادّ كاااااا ّ ماااااا ت اوزهااااااا معتااااااديا فااااااي حااااااي ّ
المعتدي "73؟وألق يح األوان ليعي المسالمون الّاذي اتّفقاوا علاى مناع
ي ماا لاق يقاق ي تاريخ ّ أن القانون نسب ّ بنّ صريح ّ ّ الرق ولق يمنع ّ
على اعتداء اإلنسان على اإلنسان؟
ّ
التّشديد على الشّاهد على فعل الزنى:
ما الّذي يحم مرءا فط إلى ع لة جنسيّة بي شخصي أو بي
م موعااة م ا األشااخاص إلااى إب ا المسااؤول ع ا القااانون (ويمعّل ا
سابب باالمنقول إليا (وهااو الرساول فاي خبرناا المنقاول)؟ لااد يتّصا ال ّ ّ
ّ
الرسول) أو بالمواو المنقول (وهو هنا حصول فع الزنى). هنا ّ
الرسول إلى تطبي الحادّ ّ
األول لد يدعو الشاهد ّ ّ فوف اكفترا
إ ّما تزلّفا ل أو اختبارا ل .وفي حاالتي التزلا واكختباار يبادو النالا
ّ ّ ّ
كاذبا إذ لي ه ّم القانون في الحالتي با المساؤول عا تنفياذ بعا
أن القانون يسب المنفّذ الّذي لاد يختلا ما نظاام حواق بنوده ومعلوم ّ
ّ
إلى نظام حوق تخر.ول ّما كان القانون أص دون منفاذه أموا أن نف اق
ي.ي دون األص ال وهر ّ ت اه الرسول لم اعتبر الفر العرا ّ
ووفا اكفتارا العّاااني أي تغلياب المواااو المنقاول ك يموا
الازانيي شايئا ّماا حارك مشا د ّ ّ الزناى إكّ م ّماش ادة على ّ أن توون ال ّ
عميقا في نفسا لاد نعادّه غيارة علاى القاانون وساعيا إلاى تطبيا الحادّ
الرساول صالى عليا الزناى إلاى ّ نتصور نال مش د ّ ّ ي.فشرع ّ ال ّ
وسلق أشدّ حرصا م هذا األخير علاى تطبيا الحادّ؟ وها يعناي هاذا ّ
شاهد الغيور؟ صر دون ال ّ الرسول مق ّ أن ّ ّ
ي* يمو أن نت اوز هذا التّسااىل إذا اساتندنا إلاى التّحليا النّفسا ّ
أن في مول النّال تعبيرا ع حرج ّما أح ّ ب 74ك يخلو الّذي يبيّ ّ
الازانيي أو خوفاا كواعياا ما أن يزناي ّ أن يواون غيارة كواعياة ما
الزناى بع م يعدّ نفس مسؤوك عن ق أي خوفا م أن ي دّد خطار ّ
38
اأن القااانون م ا خ ا ل هااذي أفااراد عائلت ا وك س ايّما اإلنااا من ق.فوا ّ
ساار دافااع الغياارة وكا ّ
اأن المااولفي يمنااع شاايئا مرغوبااا بااالفطرة م ّمااا يف ّ
القانون يسعى إلى حماية النّاس ما هاذا المرغاوب باالفطرة وهاذا ماا
اأن القااانون مقاب ا للفطاارة البشااريّة يل م ااا ساار دافااع الخااو أي كا ّ يف ّ
ويوبح جماح ا.
رؤى المسيحيّة تحكم المسلمين:الحرج من الجنس:
أن تصا ّاور القااانون باعتباااره كجماا للفطاارة البشااريّة يتنااافى يبادو ّ
ويحارم عليناا الخبائث،فقاد ّ مع إلرار تعالى بأنّا يحا ّ لناا الطيّباات
الرسول ينظر في القانون نظرة عميقة تراعي روح .ونح أن ّأسلفنا ّ
يحرماوا علاى نر .في مساءلة روّ القانون تحذيرا للمسلمي م أن ّ
أنفس ا ق طيّبااات أحلّاات ل ااق ،يقااول تعالى":ي اا أي اا الّااذي تمنُ اوا ك
ُ لوُا ْق وك ت ْعتاد ُوا إن ك يُحاب ال ُم ْعتادي " ت ُح ّر ُموا طيّبات ما أح
(المائدة.)87/5ولد سُبقت هذه اتية بقول تعالى":لت دن أشاد النااس
عداوة ا للذي تمنُوا ْالي ُ ود والذي أ ْشركُوا ولت ادن أ ْلارب ُ ْق ماودة ا للاذي
سيسي و ُر ْهبانااا اوأ ان ُ ا ْق ك تمنُوا الذي لالُوا إنا نصار .ذلك بأن م ْن ُ ْق ل ّ
أني ْس ات ْوب ُرون"(المائدة .)82/5ولااد ربااط الا ّارازي بااي اتيتااي معتباارا ّ
الاربطالرهبان النّصار .75.ونح نر ّجح هذا ّ ّ المسلمي مختلفون ع
الرسول تحذيرا للمسلمي م أن يقتفوا خطى الفور ّ ونر .في مول
ي الّذي يقوم على اعتبار ال ن خطيئة اإلنساان األصاليّة حتّاى الونس ّ
ي ااارب ماا يغاادو مااا يعتبرون ا عفّااة ( )chastetéأي امتناعااا ع ا أ ّ
اااروب الع لااات ال نساايّة م ا شااروط اكنتماااء إلااى الونيسااة.وهو
تصور أعاد النّظر في بعا المف ّواري الغاربيّي ما صالب الونيساة ّ
الرسااول نفس ا ا .علااى أنّنااا ناار .فااي لااراءة بع ا المحاادثي لساايرة ّ 76
ي
اناااادراجا -واعيااااا كااااان أو غياااار وا -فااااي هااااذا الفواااار المساااايح ّ
الرسول م أن خبر زواج ّ المتشدّد.فن د بع المستشرلي يعتبرون ّ
الرسااول زينااب بناات جحااا عم ا ك ي ئااق مقااام النّبا ّاوة فويا يُع ااب ّ
ب مال امرأة ك سيّما أنّ ا زوجة زيد با الحارثاة ابنا باالتّبنّي؟ وتراء
39
هاؤكء "المستشارلي " حملات كتّاباا محادثي لينبااروا عا الادّفا عا
الرسول م "مفتريات المستشرلي ".وهق ك يعون أنّ اق بادفاع ق ذاك ّ
ّ
الرساول تقييماا سالبيّا ذلاك أن المارء ك يادافع عا إنّما يقيّمون سالوك ّ
إن بع ااااا ق ينفاااااي "كااااا ّ تلاااااك الخيااااااكتي بااااا ّالسااااالوك اإلي ااااااب ّ
ّ
واأللاصيّ" التي تفيد إع اب مح ّمد بزينب في حي أننا ن اد فاي
77
سايرة ابا إسااحاق الخبار الت ّاالي":مر زيااد با حارثااة فاادخ عليا
رسااول ص الّى علي ا وس الّق يعااوده وزينااب ابنااة جحااا امرأت ا
جالسة عند رأس زيد،فقامت زيناب لابع شاأن ا فنظار إلي اا رساول
صلّى علي وسلّق ث ّق طأطأ رأس فقال:سبحان مقلّب القلاوب
واألبصااار،فقال زيااد:أطلّق ا لااك يااا رسااول فقال:ك،فااأنزل عا ّاز
وج ّ ":وإذْ تقُو ُل للذي أ ْنعق ُ عل ْي وأ ْنع ْمت عل ْي " إلاى لولا "وكاان
الطباري خبارا مشااب ا":حدّثني أ ْم ُر م ْفعُاوكا"".78ون اد فاي تفساير ّ
زوج ي لاد ّ يون لال:أخبرناا ابا وهاب لاال :لاال ابا زياد :كاان النبا ّ
زياد با حارثاة زينااب بنات جحاا ابناة ع ّما فخارج رساول يومااا
ساتر فانوشا ،وهي الريح ال ّيريده وعلى الباب ستر م شعر،فرفعت ّ
ي فل ّمااا ولااع ذلااك فااي ح رت ااا حاساارة،فولع إع اب ااا فااي للااب النّباا ّ
كُ ّرهااات إلاااى اتخر،ف ااااء فقال:ياااا رساااول إنّاااي أرياااد أن أفاااارق
صاااحبتي،لال:مالك أرابااك من ااا ش ايء؟ لااال:ك و مااا رابنااي من ااا
شاايء يااا رسااول وك رأياات إكّ خيرا،فقااال لاا رسااول :أمسااك
،فذلك لول تعالى" :وإذْ تقُو ُل للاذي أ ْنعاق ُ عليك زوجك وات ّ
ْ
وت ُ ْخفي في نفسك ماا عل ْي وأ ْنع ْمت عل ْي أ ْمس ْك عل ْيك ز ْوجك وات
ُ ُم ْبدياااااا …"(األحاااااازاب )37/33تخفااااااي فااااااي نفسااااااك إن فارل ااااااا
تزوجت ا".79 ّ
الطبااري المعاارو ب معا لوا ّ األخبااار لااق ياار داعيااا لتنزي ا إن ّ ّ
الرسااول ماا ولااو نظااره علااى زينااب وإع اباا ب ااا لمااا فااي ذلااك ّ
والردّ علاى
الرسول ّ 77محمود م دي اإلستانبولي ومصطفى أبو النّصر ال ّ
شلبي :نساء حول ّ
مفتريات المستشرلي ،جدّة (د-ت) ص.354
78السّيرة النّبويّة كب إسحاق،القاهرة،أخبار اليوم 1998ج 1ص.339
79جامع البيان ج 10ص.302
40
الرسااول سااو .بشاار ّ اإلع اااب ما تا ىم مااع الفطاارة البشااريّة فلااي
معلنا يوحى إلي ،80ولي في اشت ائ امرأة ما يُحرج وك ماا يعياب إكّ
ي يعتباار ال سااد موطنااا إذا كاان النّالااد أو المبا ّارر متااأثرا بااالفور الونسا ّ
ويتحرج م الفطرة ال نسيّة فاي ذات اا أي بصار ّ لش وات شيطانيّة
ي،لانون تحاريق المحاارم* وفرعا اخات ط النّظر ع القاانون األصال ّ
ي خطر على اإلس م أدّ .إلى اإلفراط في صور الونس ّ .إن الت ّ ّ
األنساب ّ
تقني الع لات ال نسيّة وإلى إط ق األحوام "األخ ليّة" جزافا على
ك ا ّ م ا يصا ّارّ برغبات ا ال نس ايّة ب ا إنّنااا ابتعاادنا ع ا التّصا ّاورات
اإلس ميّة فصرنا ندعو إلى الوحدانيّة في الع لات ال نسيّة فاي حاي
أن سلوك جلّنا ينق هذه الدّعوة،وصرنا نعتبر المزواج إنساانا شااذاّ ّ
يتازوج م ّما يصاغره سانّا - ّ ذا سالوك فاساد ،وصارنا نحواق علاى ما
أن جلّناا يقبا بالاماة ع لاة جنسايّة ماع رج كان أو امرأة -في حاي ّ
ّ
تزوجاات مح ّماادا الااذي أن خدي ااة بناات خويلااد ّ ذلااك األصغر،وننسااى ّ
ّ
لرسول لاق يغ اب ما المارأة التاي أرادت أن يصغرها 81وننسى ّ
أن ا ّ
ألن مع ا "مع ا هدبااة العّااوب" ب ا إنّ ا صاالى علي ا تطلّ ا زوج ااا ّ
االرجو إلااى زوج ااا بعااد البناااء وس الّق اكتفااى بال ّ ااحك سااامحا ل ااا با ّ
الرسول سمح كمرأة بأن تخلاع نفسا ا أن ّ بالزوج العّاني،82وإنّنا ننسى ّ ّ
ّ
م ا زوج ااا بعااد أن تااردّ ل ا حديقت ا ولااي ساابب الط ا ق م ّمااا يقا ّاره
أن المارأة الماذكورة ك تعتاب علاى زوج اا فاي ديا الم تمع اليوم إذ ّ
وك في خل ولونّ ا ك تطيق .
83
صلت.6/41
-110/18ف ّ "لُ ْ إنما أنا بش ور معْلُوُ ْق يُوحى إلي أنما إل ُ وُ ْق إل و واحد و…"الو 80
س ّ بي خدي ة ومح ّمد وإن اتّفقت فاي أنّ خدي اة توبار مح ّمادا 81تختل
األخبار في فارق ال ّ
سنّا.
ّ
انظر في هذه المسألة:سلو .بالحاج صالح-العاياب:دثريني ياا خدي ة،دراساة تحليلياة لشخصاية
الطليعة ،1999صّ.61/60 خدي ة بنت خويلد،بيروت،دار ّ
82صحيح البخاري مج 3ج 8ص.28
83السّاب ج 7ص.60
41
يتصاور تطبيا القاانون وحاده كافياا لتحقيا رااا أو الادّخول ّ إ ّنا
إلاى ال نّة.فاإلنساان الّااذي يطبّا القااانون نااج وذاك الّااذي يخارج عا
القااانون غياار ناااج.وم خ ا ل هااذا التصا ّاور يغاادو القااانون هااو اإلل ا
ويتو ّهق اإلنسان أنّ بت احيات المتواصالة والتزاما المطلا لاد حقّا
صاااورة* المعاليّاااة المخلّصاااة الّتاااي ينشااادها.وهي صاااورة* بارادتااا ال ّ
المقاارر
ّ ّ تحقّ ا اكطمئنااان الااوهم ّ
ي وتااوهق اإلنسااان بأن ا هااو الفاع ا
ّاة".إن رفا الاذّنب ك ّ يتحول المرء إلى عبادة صورة* نفسا المعالي ف ّ
يُدخ في اإليمان ب إنّ كعيرا ما يع ّما الغارور" 84فينساى المارء أنّ
وأن تطبيقا لاي ااامنا للف ايلة 85كماا ينساى ّ
أن القانون لاي مارتة ّ
الخااا ص لاااي فاااي تطبيااا القاااانون أو تألي ااا ولونّااا فاااي رحماااة
.والرساااول يؤ ّكاااد هاااذا المولااا إذ يقاااول":ل يُااادخ أحااادا عملااا
ّ
ّ
ال نّة،لالوا وك أنت ياا رساول ؟ لاال ك وك أناا إك أن يتغ ّمادني
بف اا ورحمااة".86وك أد ّل علااى أنّناااا ناادخ ال نّااة برحمااة مااا
للرسااول "لااال كااان فااي بنااي إساارائي رج ا لت ا تسااعة حااديث تخاار ّ
وتسعي إنسانا ث ّق خرج يسأل فأتى راهبا فسأل فقال لا ها ما توباة
لاال ك فقتلا ف عا يساأل فقاال لا رجا ائات لرياة كاذا وكذا،فأدركا
الرحماة وم ئواة الموت فناء بصادره نحوهاا فاختصامت فيا م ئواة ّ
تقربي وأوحى إلى هاذه أن تباعادي العذاب فأوحى إلى هذه أن ّ
إن هاذا فوجد إلى هذه ألرب بشابر فغُفار لا " ّ .
87
ولال ليسوا ما بين ما ُ
الرج الّذي لت مائة نف وجد في رحمة التي وساعت كا ّ شايء ّ
صاادفة أن ُوساامت ال نااة فااي م اااز مرسا بلي ا المغفاارة،ولي ما ال ّ
42
أن رااااا ع ّناااا لاااي حقّاااا نوتساااب بمحاولاااة ب"رحماااة " ذلاااك ّ
اإلع ء م صاورنا عبار مطابقاة القاانون المفتار ،ولو ّ رااا
عنّا هبة من ورحمة يشم ب اا ما يشااء ما عباده.با لعلّناا فاي هاذا
ساري إذ ينسابون بعا المشايئة إلاى المساتو .نار .رأي بعا المف ّ
أن يغفاار لم ا طلااب من ا المغفاارة صااادلا متوااااعا المؤم ،ذلااك ّ
يائسااا ما ذاتا تم ا فااي .88وم ا األحاديااث القدس ايّة مااا يؤ ّكااد هااذا
عاز وج ّ":أناا عناد ظا ّ عبادي باي"،89ويؤ ّكاد هاذا ّ الرأي إذ يقول ّ
ّ ّ
ي تخاار مفاااده أن "رجلااي م ّم ا دخ ا النااار اشااتدّ المعنااى حااديث لدس ا ّ
ُ
الربّ عز وج ّ أخرجوهما،فل ّما أخرجا لاال ل ماا أل ّ
ي ّ صياح ما فقال ّ
ّ
شيء اشتدّ صياحوما؟ لاك فعلنا ذلك لترحمنا،لال:إن رحمتي لوماا أن
تنطلقااا فتلقيااا بأنفسااوما حيااث كنتمااا ما النّااار فينطلقااان،فيلقي أحاادهما
نفس ،في عل ا علي بردا وس ما،ويقوم اتخر ف يلقي نفس ،فيقول ل
عز وج ّ ما منعك أن تُلقي نفسك كماا ألقاى صااحبك؟ فيقول:ياا الربّ ّ ّ
ربّ إنّااااي ألرجااااو أن ك تعياااادني في ااااا بعاااادما أخرجتني،فيقااااول لاااا
الربّ :لك رجاىك،فيدخ ن جميعا ال نّة برحمة ".90
طمع في موضع هللا: ال ّ
يي بمااا يحقّق ا ما خصاااء*( )castrationرمااز ّ إن القااانون األصاال ّ ّ
ّ ّ
ينقّ م ت ّخق الذات ويؤكد لادرت ا المحادودة،فالطف ك يموا أن ّ
يُراي أ ّم راا كام وك يمون -م ماا ترتفاع منزلتا عناد األ ّم -أن
يح ّ مح ّ األب،وك بدّ ل أن يتنازل ع نشدان الو ّ لتتحقّ ذات فاي
ااوص.إن القاااانون يسا ّ
ااتفز اإلنساااان فاااي أعمااا ّ ي مخصا موااااع جزئااا ّ
ّ
أعمال حتّى يتن ّحى ع الطمع في الو ّ فيوتش أنّ لي سو .واحد
م تخري ويتبايّ أنّا مختلا عا أخيا ما ج اة وأنّا غيار مؤ ّها
للحوق علي م ج ة أخر..
ي حواق أن أ ّ وإذا كان خ ص اإلنسان متّص برحمة ثبت لنا ّ
ي علااى ال اذّات أو علااى اتخر(وهمااا شاايء واحااد) فااي ع لت مااا لطعا ّ
43
عز وج ّ الّاذي ك حااكق ّ بالقانون هو طمع م اإلنسان في مواع
الرسول القدسيّة يعبات هاذا المولا إذ لاال صالى سواه.وأحد أحاديث ّ
علي وسلّق":كان رج ن في بني إسرائي متواخيي ،فوان أحادهما
يذنب،واتخر م ت اد فاي العباادة فواان ك يازال الم ت اد يار .اتخار
ي رليبااا؟ علااى الااذّنب فيقااول ل :ألصاار،فقال:خلّني وربّي،أبُععاات علاا ّ
فقال:و ك يغفر لك أو ك يدخلك ال نّة فقب أرواح ما،فاجتمعا
عند ربّ العالمي ،فقال ل ذا الم ت د:أكنت عالما بي أو كنات علاى ماا
فااااي ياااادي لادرا؟ولااااال للمااااذنب:اذهب إلااااى ال نّااااة برحمتييييي،ولااااال
للخر:اذهبوا ب إلى النّار".91
ي يعبات خطار خاروج القاانون ما وظيفتا إن هذا الحديث القدسا ّ ّ
ليتحول هدفا في ذات ب سا حا مخيفاا فاي ياد ّ سطيّة() médiatrice التو ّ
ك ّ م يدّعي-واعيا أو غير وا -أنّ ظ ّ في األر .ولذلك لاال
الرساااااول صااااالّى عليااااا وسااااالّق":م رماااااى مؤمناااااا بوفااااار ف اااااو ّ
ي واكمتناا عا الحواق علاى أن التّواااع ال اوهر ّ كقتْل " .وك شكّ ّ
92
44
45
ال إله إالّ هللا:
95مح ّمد ّ
الطاهر اب عاشور :تفسير التّحرير والتّنوير ،تون ،الدّار التّونساية للنّشار 1984
ج 5صّ.83/82
96األحاديث القدسيّة.
97صحيح البخاري مج 1ج 1صّ.18/17
98السّاب ص.44
99السّاب مج 2ج 4ص.35
46
شارك هاذا الاذّنب الّاذي ك يُغفار؟ لقاد اختُلا فاي فما هي ماهية ال ّ
شرك بي لصره على عبادة األوثان وتوسيع إلى الوفار باام تحديد ال ّ
والزكاة،وبذلك يُعدّ ك ّ كاافر ص ة ّ شرعيّة كال ّ واعتباره م األسماء ال ّ
ساااريمشاااركا.100واخت ُلااا فاااي أهااا الوتااااب فااااعتبرهق بعااا المف ّ
مشركي ورتهق تخرون كفّارا.وبغ ّ النّظر عا دكلاة هاذه الولماات
شاارك يفتاار بال ّ اارورة إااافاء اان جااذر كلمااة ال ّ اكلت ااائيّة 101فا ّ
بع صفات األلوهة على غير .ونودّ م ج تنا تبيّ بع وجوه
شاارك ك س ايّما ال واعيااة من ااا،معتبري أ ّن مااا يميّااز ع ا سااائر لل ّ
أن خااال المواااايع (بو ا المعاااني الممونااة لولمااة مواااايع) هااو ّ
وأن ماااا ساااواه مخلولات.فاااام هاااو الّاااذي ي اااب الحيااااة أي إنّااا أصااا ّ
تصاور ّ شرك بمعنى اتّخاذ إل سو .يقوم علاى فان ال ّالحياة.ولذلك ّ
مواو تخر سو .لادر على أن ي اب الحيااة أو أن ينتزع اا.وك
ااورة أو إلرارهاااا ااور وعاااي الاااذّات المتصا ّيشاااترط لتحقّااا هاااذا التّصا ّ
مقري ب الرسول لق يوونوا واعي بشرك ق وك ّ ّ ب ،فالمشركون زم
عز وج ّ يصف ق بالمشركي . ّ ولو ّ
ّ
شرك في مظاهره ال واعية ت ليات شائعة نذكر من ا: ولل ّ
أ -المعشوق إله:
إذا اعتبرنا الحبّ حركة شاوق نحاو اتخر،فانّ اا حركاة ك يموا
ي شو م األشوال إلى التّماهي في اتخر با هاي تؤ ّكاد أن تؤدّي بأ ّ
في ك ّ لحظة م لحظات ا استحالة هاذا التّمااهي معلماا يؤ ّكاد المتحقاّ
ساعي المحماوم غياب الممو .والعاطفة الم طربة 102ليست ساو .ال ّ
ي باي العاشا ال اوهر ّ إلى تحقي المساتحي أي إلاى نفاي اكخات
والمعشوق،وم مظاهر هذه العاطفاة الم اطربة عاذاب العاشا فاي
الزمان في غياب المعشوق إلاى زماان انتظاار وتحول ّ ّ غياب معشول
ات.إن ألااق العاش ا فااي غياااب المعشااوق لااي سااو. ّ ّ تنااوء بوطأتا الاذ
ساااعادة ااأن ح اااور المعشاااوق هاااو منشااائ ال ّ إلااارار اااامني كوا با ّ
47
والطمأنينااة فيغاادو المعشااوق واهااب الحياااة وهااذا مااا تعبت ا كعياار م ا ّ
أن األشياء ك ليمة ل اا فاي ذات اا با األشعار.فم أبرز معاني الغزل ّ
إن ح اور المعشاوق هااو الّاذي يمنح اا القيمااة.103وهاي ليماة واهمااة ّ
ت عااا المعشاااوق أصااا األشاااياء بااا منت اهاااا فت ااافي عليااا صااافتي
واألبدية.إن إسناد هبة الحياة إلى المعشوق لي سو .اارب ّ األزلية
الرمازي با ي أو بعاد القاول ّ م العبادة ك ينفي ا بعد الشاعر اكساتعار ّ
لررنا منذ البداية أنناّ سق في مواع ال وعي* ولد ّ
104 يؤ ّكدان ا إذ تت ّ
شاارك بااوعي المشاارك باا ،وم هنااا توااون عبااادة اتخاار ك نحاادّد ال ّ
صغير*( )L’autreدون اتخر المطل *( )L’Autreبعدا ّأول م أبعاد ال ّ
شرك. ال ّ
ب -األب أو األ ّم إله:
أن أ ّماا وأباااه لااد وهباااه الحياة،ولااد شااا عنااد لااد ياار .الماارء ّ
ّ
األطفال اليوم أن يحاسبوا أ ّم اق وأبااهق لائلي ":إنوماا مساؤوكن علاى
حيااتي وأنتماا ساببا وجودناا فاي هاذه الادّنيا"،ولو ّ تاأ ّم بسايطا كااا
لرفع هذا الوهق،فان كان األب واأل ّم مسؤول ْي ع وكدة طفا ّماا أي
أن كاا ّ ذكاار وأنعااى بااالغي عاا حياااة واحااد ماا البشاار،ف ذا معناااه ّ
ي مانع م موانع الحم -ينشئان جنينا،ونح نعلق يت اجعان -دون أ ّ
الرجااال عااوالر ّ أن هااذا غياار صااحيح.فبع النّساااء وبع ا جميعااا ّ
وبع الع لات ال نسيّة وإن ت ّمت وف مواعيد اإلخصاب الدّليقة ك
أن الحماا ك يشااترط فحسااب وجااود ع لااة تنااتج حم .وهااذا يعنااي ّ
جنسيّة ل ا صفات معيّنة ب يحتاج إلاى شايء تخار لاد يسا ّمي الابع
اتخااار ّ
الطبيعاااة ولاااد يسااا ّمي الااابع صااادفة ولاااد يسااا ّمي الااابع
ال ّ
المطل * ولد نس ّمي .ك ت ّق التّسمية با األها ّق إلرارناا بوجاود هاذا
.إن شايئا العّالث الّذي ين ا إلى اكثني األب واأل ّم كاي ينشاأ الحما ّ
شعر،وم ذلك على سبي المعال لول المتنبّي(البسيط) :يا م ْ 103هذا المعنى متواتر في ال ّ
يعز عليْنا أ ْن نُفارل ُ ْق وجْ دانُنا كُ ش ْيء ب ْعدكُ ْق عد ُم.
األلوال الشّعريّة ب ذه العبادة شأن لول شولي على سبي تصرّ بعّ 104لد
المعال(الخبب):
ت يد ُهُ… م ْوكي و ُروحي في يده لدْ ايع ا سلم ْ
وألُو ُل وأُوش ُ
ك أ ْعبُد ُه ُ ويقُو ُل تواد ُ ت ُ ب
48
إنّما باساتعناء أبيناا وأ ّمناا لاد رغاب فاي وجودناا فاي هاذه الحيااة ،با ّ
اارر أن أبانااا وأ ّمنااا لاااد ك يرغبااان فاااي وجودنااا ولواا ّ ذلاااك العّالااث لا ّ
نحيا.فل ا وك ألحااد سااواه ناادي بالحياااة.105وهااو وك أحااد سااواه يمع ّ ا
س ذواتنا جميعاا دون األص المنشئ القائق فينا،هذا األص الّذي يؤ ّ
أن يوون مواوعا لمعرفتنا.
سق الخلط بي األص الخال واأل ّم أو األب في سالوك األ ّم ويت ّ
أو األب أو كلي مااا ساالوكا م ا شااأن أن يحا ّاول اكب ا إلااى ملااك ل مااا
ططان حيات وف إرادت ماا أو رغبت ماا فيرف ان اكنفصال عن ويخ ّ
الطف ا ك ياادي بحيات ا ل مااا وناساايي أنّ مااا "ليسااا أص ا أن ّ ناساايي ّ
الحياة ب صورة بدايت ا".106و إذ يدعونا إلى اإلحسان للوالادي ك
بأن الوالدي نبع الحياة وهو ما ك ف ا ل ماا فيا سر ذلك اإلحسان ّ يف ّ
صغير م ّما ي طلع ب ّ
سر ذلك اإلحسان بتربية الوالدي للطف ال ّ ب يف ّ
ّ ّ ّ
الوالدان.وكلماة التربياة تت ااوز هناا المعنااى الشاائع الاذي يفياد توييا
الطف وفا لواعاد سالوكيّة يختاران اا ويعياان ب اا با تشام ّ الوالدي
ي الاذي ّ ّ
التّربية ك ّ ما يسق ب الوالدان الطف بداية م الحاو اللغاو ّ
ينشاااأ فيااا ال ناااي مااارورا بماااا "يرثااا " ال ناااي مااا مشااااعر أ ّمااا
أن ي* يب ايّ ّ اع.إن التّحلي ا النّفس ا ّ
وأحاسيسا ا أثناااء الحم ا وبعااد الواا ّ
ساار ّ
فالطف ا يتصا ّاور عنااد أ ّم ا إجابااة تف ّ ك ا ّ أ ّم تشا ّاوش طفل ااا بشااول ا
حقيقااة كيان ا ولونّ ا ك ي ااد عناادها هااذا ال ااواب ويوتفااي باكصااطدام
بشااول ا هااي. 107ولااذلك كااان اإلنسااان شااولا إلااى شااوق اتخاار.ولي
ي سو .الخروج بالذّات م تمواع ا وف شاوق هد التحلي النّفس ّ
إن األ ّم إلى تمواع وف شوق اتخر المطل * أو لنق ماع ككاان ّ
108
شفاء لي سو" .تحقّ الذّات عبر لول يأتي ما بُعاد مغااير ويشا ّ ال ّ
105يتأ ّكاد هاذا المعناى فاي تياات لرتنيّاة كعيارة ناذكر من اا علاى سابي المعاال:البقرة-28/2
التّوبة-116/9الح ر-23/15الحج-66/22ق.43/50
Inceste et jalousie,p-133. 106
Jacques Lacan: Les quatre concepts fondamentaux de la 107
psychanalyse,Le séminaire .Livre IX,Paris,Seuil 1973,p-188.
Lacan,p-28. 108
49
اإلنسان".109وما هاذا المنظاور لاد نف اق لاول تعالى":ماا أصاابك
ومااااااااا أصااااااااابك ماااااااا ْ ساااااااا ّيئة فماااااااا ْ ماااااااا ْ حساااااااانة فماااااااا
ن ْفساااك…"(النّسااااء،)79/4فلاااي العصااااب*(/)névroseالسااايّئة ساااو.
صااغير* أي اإلنسااان ولااي تمواااع اإلنسااان وفاا شااوق اتخاار ال ّ
شفاء/الحسنة سو .معرفة اإلنسان بابع خفاياا ذاتا ال واعياة أي ال ّ
ّ
انفتاّ اإلنسان على صوت األص الوام في ،ذاك األصا الاذي هاو
شوق* دون أن يوون مواوعا ل . سبب ال ّ
وم هنا يمو أن نف ق التّقاب في القرتن بي م كاان علاى ديا
ساك أن التّم ّ ،110وفي بع األخباار ن اد ّ اتباء وم كان على دي
بدي اتباء اختيار مقاب لإليمان بام ينفي أحدهما اتخر،فاأبو طالاب
رفاااا الاااادّخول فااااي الاااادّي ال ديااااد ك لخصااااائّ ماااا اإلساااا م
ينالش ا،ولو ألنّا ك يساتطيع الخاروج عا ديا اتبااء.111ولاد كاان
الرسول ين اى عا القساق بغيار ":أك ما كاان حالفاا فا يحلا إكّ ّ
بام فوانت لريا تحل ب بائ ا فقال ك تحلفوا ب بائوق" .
112
ت)الصّورة* إله:
ي*()l’imaginaire يميّاااز ككاااان باااي ث ثاااة مواااااع هاااي الخياااال ّ
ي*ي* (.)Le réelويمع ّ ا الخيااال ّ والرماازي*( )Le symboliqueوالااوالع ّ ّ
ي* الّااااذي ك يموااااي* مواااااعي الت ّمعياااا خ فااااا للااااوالع ّوالرمااااز ّ
ّ
شااايء بمعنااااه الفلسااافي الواااانطي أي باااذاك ي* شااابي بال ّ
تمعيلاا .فالوالع ّ
50
أنتقرر وجوده في حاي ّ بالقوة دون حاجة إلى ذات ّ ّ المفتر الوائ
صااب مواااوعا.وك شااكّ أنّاا ك المواااو مفتقاار دومااا إلااى ذات تن ّ
ي*) باعتباااره مواااوعا إكّ يموا التعاما مااع الوالااع (ك مااع الااوالع ّ
م ا خ ا ل ااارب م ا اااروب التّمعي ،لااذلك ك يوجااد متخيّ ا خااال
ي* أن الفاارق بااي الخيااال ّ الرمزيّااة.113علااى ّ تمامااا م ا بع ا وجااوه ّ
ي ينشاااد تمعيااا الوالاااع كماااا هاااو،في حاااي أنّ الرماااز ّ أن ّ ي* ّ والرماااز ّ
ّ
ّ
ي* ك يمع إك والعا متخيّ . ّ الخيال ّ
ّ
وتمعا مرحلااة الماارتة *( )Le stade du miroirالت ساايق األواااح ّ
الرايع األولى في المرتة تقدّم لا متخاي لمواع المتخي ،فصورة* ّ
ّ
الرايع يتعام معا إك تعاام ّ سيطرة على جسد لق يو ل نتظام وال ّ
صورة* وهاو ّ
سيطرة لي إك وهما تقدّم ال ّ أن هذه ال ّ م ّزءا.114على ّ
اتمر هااذا الااوهق فاايخلط م ا ّ شااأن فااي ذلااك شااأن ك ا ّ وهق.ولااد يسا ّ
اإلنسااان بااي أبعاااده المتخيلااة وأبعاااده الوالعيّة.ولااد يوااون ل ااذا الااوهق
سمان: ت ّ
+وهم المعرفة:
لد يطاب المرء بي تخيّل لنفس وللعالق م ج ة وحقيقة نفسا
والعااالق م ا ج ااة أخر..فيتخيّ ا أنّ ا يعاار نفس ا واتخااري معرفااة
كاملة وااحة.وم منّا لق يسمع شخصا ّما يدّعي أنّ يعر نفسا أو
تصاور المعرفاة ّ ي مواو سواها معرفاة تا ّماة.وغالبا ماا يصااحب أ ّ
ّ
بأن األنساق المنطقيّاة التاي تبني اا المعرفاة العقليّاة لاادرة هذا اكعتقاد ُ ّ
أن ج ا ّ النّاااس(إن لااق ألاا ّ
علااى اإلحاطااة بال اذات وبالمواااو .على ّ
ي بسالوك أو مولا كاان مخالفااا كلّ اق) لاد فوجئااوا فاي تعااامل ق الياوم ّ
لتولّعااات ق أو لنق ا إنّ ااق لااد فوجئااوا بشاايء ّم اا ك يمو ا أن تحاايط ب ا
أنسااال ق العقليّااة المغلقااة وذلااك م مااا تبلاا ماا تماسااك ومنط .ولااد
يحاول البع إخ ا هذه "المفاجأة" إلاى نظاام ونسا تخاري لوا ّ
هاااذا اإلخ اااا ك يموااا أن يشااام البتّاااة جمياااع "المفاجااا ت" اتتياااة
ي* فااي اة.إن فااي ك ا ّ مفاجااأة وج ااا ما وجااوه انوشااا الااوالع ّ الممونا ّ
51
يفار ما كا ّ نسا ووجاود شايء ّماا ي بما يؤ ّكد وجود شايء ّماا ّ اليوم ّ
غير خااع للتّمعي الّذي يسعى إلى اإلحاطة ب .
ولااد يتخيّ ا اإلنسااان المطابقااة بااي صااورت ع ا نفس ا وحقيقااة
نفساااااا تخيّلاااااا المطابقااااااة بااااااي أنااااااا القااااااول*( )énonciationوأنااااااا
المقااول*( )énoncéعنااد تقريااره بالوااذب فااي لولاا " :أنااا أكذب".ف ااذا
أن األنااا القائا إن صاادق فااي تقريااره الوااذب يغاادو القااول محيّاار ذلااك ّ
صاادلا وهاذا ماا يقابا إساناد الوااذب إليا فاي المقاول*،وإن كاذب فااي
تقريره الوذب ف و صادق أي ا وهذا ماا يقابا إساناد الواذب إليا فاي
المقول*.
وهاذه "المفارلاة" الظااهرة حملات بعا الدّارساي علاى اعتباار
سااق غياااب هااذا القااول م ا لبي ا ال معنااى 115فااي حااي أنّ ا لااول ي ّ
يالتطاب بي أنا القول* وأنا المقول*.لقد غف هؤكء ع أمار أساسا ّ
صاورة*،أ ّما أناا القاول فا
أن مرجع أناا المقاول* لاي ساو .ال ّ مفاده ّ
مرجع ل ممع في الوالع".فو م اإلنسان مانع لا ما أن يخلاط ذاتا ّ
.إن مواااع ال اذّات* هااو بمااا يااتولّق عن ا أي بصااورت عا نفس ا "ّ 116
ي المنشئ لو ّ لول،ذاك الدّافع الّاذي ك يموا أن يطابقا الدّافع األصل ّ
ي لاول ما األلااوال ألنّا بحواق طبيعتا ال وهريّاة خاارج عن ااا وإن أ ّ
ّ
كان مولدها ومنشئ ا.
ساايطرة علااى المعنااى ي ّمحيااان عناادما إن وهااق المعرفااة ووهااق ال ّ ّ
ّ
يح ا ّ الماارء بااذلك اتخ ار الااذي يحا ّارك لول ا دون أن يعااي ب .ولااذلك
أن اإللرار بمعرفة كاملة متماسوة بالذّات* أو بااتخر وجا ما نرّ .
شرك يحاول أن ينشئ ح ورا متخي ينفي الشاعور بالغيااب وجوه ال ّ
ي* 117فينسينا أنّناا ماا أوتيناا ما العلاق إكّ ويوهق بأنّ الح ور الوالع ّ
52
إكّ بماا شااء هاو ك بماا للي وينسينا أنّناا ك نحايط بشايء ما علاق
شئنا نح .118
+وهم المقدرة:
ولد يت اوز اإلنسان تخيّلا المطابقاة باي معرفتا الوالاع وحقيقاة
الوالااع إلااى تخيّلا القاادرة علااى الفعا فااي الوالااع فعا مطلقااا أي إلااى
تخيّل القدرة على تحقي مشيئت فاي الواون دون اكساتناد إلاى مشايئة
يء إنّي فاع و ذلك غاداا -إك أخر .عليا.يقول تعالى":وك تقُول لش ْ
أ ْن يشااء ُ"(الو ا ،)24-23/18فاانح إاااافة إلااى أنّنااا ن ا ك ا ّ
ي عنّاا دوماا فانّا شيء ع مشيئتنا البشريّة الفعليّة أو ع شولنا الخف ّ
ك يموننا أن نوون المن زي الوحيدي الفعليّي لعم ّماا إذ نفتقار إلاى
عوام وعناصر ك نتح ّوق في ا وإن تو ّهمناا ذلك.ولولناا هاذا ك يحما
دعااوة إلااى الفش ا والوساا ولو ا ياادعو إلااى التو ّكاا علااى وإلااى
ي تقزيق ل ا. معرفة حدود الذّات وك نر .في معرفة حدود الذات أ ّ
لااي م ا اليسااير الخااروج م ا عبااادة األنااا* هااذا المتخيّ ا الااذي
يوهق بالمعرفة والقدرة،هاذا األناا* الّاذي ينساى أنّا ك يعادو أن يواون
األول الّاذي لاق وأن علي شاء أم أبى الخ و لقاانون ّ ثانيا في الوون ّ
إن اإلنسااان خااااع ل ااذا القااانون فع ا ولواا ّ يو ا إنسااانا إكّ ب ا ،ب ّ
بع نا يوابر فيتعذّب وبع نا اتخر يستسلق فيطمئ ّ .
مفهوم األ ّمية:
إن عبااادة األنااا* الم اا ّ تصاا ّق تذاننااا عاا صااوت الحقيقااة فااي ّ
ذواتناا .وما ألطا ما عبّاار عا وهااق القاادرة هااذا فاااس إذ يقا ّار با ّ
اأن
فاان التّخلّاياإلنسان يتو ّهق أنّا يحياا ألنّا يتانفّ .119وفاي مقابا ذلاك ّ
سابي الوحيادة ع وهق المعرفاة وما ثا ّق وهاق المقادرة المطلقاة هاو ال ّ
الرسااول ت ساايق لقولنا.فقااد اختل ا ي*.ولنااا فااي أ ّميااة ّكنوشااا الوالع ّ
ّ
ساارون فااي معنااى األ ّميااة فشااا عنااد جل ااق أنّ ااا ال ا بالوتابااة المف ّ
سااري إلااى إموااان إفادت ااا غياااب الوتاااب والقااراءة وأشااار بع ا المف ّ
53
المقدّس عند أ ّمة مح ّمد فيوون أفراد تلك األ ّمة بذلك أ ّمياي ،120وأشاار
ي المبعاو فاي غيار بناي أن عبارة النبي األ ّمي تعني "النّب ّ جعيّط إلى ّ
إسرائي " "المختار هو ذات م بي أ ّمة م غير الي ود".121
ي يتمع ّ في الخروج م ك ّ عناصر ول ّمية في رأينا بعد رمز ّ
معرفة األنا* با فاي إفارا لتراكماات المعاار العقليّاة والموتسابات
بة.إن الاوحي لاق يوا إكّ ّ اكجتماعيّة بحعا ع الفطرة األصليّة المحت
الرسول صلّى علي وسالّق عا معاار القاوم با عا ّ بعد انقطا
ّ ّ
معرفت ا نفس ا .ف و لااي بقااارئ وكلنااا لااي بقااارئ وك يموننااا إك أن
نقرأ باسق الّذي خل ،باسق األص الّذي نتاوه عنا فننساى أن نت ّ ا
إليا .واب عرباي يقا ّارر أنّا "ل ّمااا كانات األنبياااء صالوات علااي ق ك
تأخذ علوم ا إكّ م الوحي الخاص اإلل ي فقلوب ق ساذجة م النّظار
ي عاا إدراك ي لعلم ااق بقصااور العق ا ماا حيااث نظااره الفواار ّ العقل ا ّ
األمور على ما هي علي " .
122
ذواتنا ف ي غريبة عنّا أو نحا غريباون إنّنا جميعنا أ ّميون ن
عن ااا،123وكلّمااا تخيّلنااا المعرفااة والقاادرة كباارت ال ّااوة بااي الحقيقااة
والمتخيّااا حتّاااى يغااادو المتخيّااا صااانما نسااام بقااادرة وهميّاااة علاااى
سااام لااااول إباااراهيق لقوماااا سااااخرا ماااا ع ااااز الفع ،وهاااذا مااااا يُ ّ
ُ
اااااارهُ ْق هاااااااذا فا ْساااااااألوهُ ْق إ ْن كاااااااانُوا
صااااااانق":لال بااااااا ْ فعلااااااا ُ كبيا ُ
ال ّ
ي ْنطقُون"(األنبياء.)63/21
وظيفة الدّعاء:
54
ااااااح لناااااا طبيعاااااة دعائناااااا عا ّ
ااااز إن إحساسااااانا بع زناااااا يو ّ ّ
سااق فااي وج ّ،فوظيفااة الاادّعاء األساس ايّة باعتباااره م ا ّخ العبااادة ك تت ّ
إن وظيفااة الاادّعاء م اامون الاادّعاء باا فااي عماا الاادّعاء نفساا أي ّ
ساااق كماااا يقاااول اللغويّاااون فاااي العمااا المقصاااود باعتبااااره لاااوك تت ّ
ي*( contenu باالقول*( )acte illocutionnaireك فاي الم امون الق او ّ
سق ،حال تحققّ .إن فع الدّعاء م ما يو م مون ي ّ ّ )propositionnel
ي.أ ّما باللغة ،اإلنسان سائ و مسؤوك فيعبت مواع كلي ماا األصال ّ
الارازي م مون الدّعاء فانّ ي مر عناد الابع مفارلاة أشاار إلي اا ّ
أن "المطلوب بالدّعاء إن كان معلاوم الولاو عناد في مفاتيح مفادها ّ
كااان واجااب الولااو ،ف حاجااة إلااى الادّعاء وإن كااان غياار معلااوم
الولااو ف ا حاجااة أي ااا إلااى ال ادّعاء".124وهااذا التّصا ّاور يقااوم علااى
سق في الادّعاء ما ج اة افترا التقاب بي مشيئة اإلنسان معلما تت ّ
أن اإلنساان ي إذ ّومشيئة م ج ة ثانية.ونر .أن هذا التّقابا وهما ّ
الظااهرة إكّ ك يمون أن يعر ما يشاىه هو،وليسات مشايئة اإلنساان ّ
ي،وك صاادلة أي شاولنا األصال ّ الوهق المتخيّ الّذي يح اب مشايئتنا ال ّ
أنشاااوق* إكّ ُ.وعندئاااذ نتبااايّ ّ يموااا أن يوشااا لناااا حقيقاااة هاااذا ال ّ
ّ
دعاءنااا ي ااب أن يوااون دعاااء ّش كااي يوش ا لنااا حقيقااة شااولنا التااي
ن ل ا نح ويعرف ا هو.هذه الحقيقة الّتي ك يمو أن نقترب من ا إكّ
بقدر ابتعادنا ع متخيّ ذواتنا وعبادة صورنا الوهميّة.125
الجبر واالختيار:
وفي هذا اإلطار نطرّ مسألة ال بر واكختيار.فم ال اكختياار
ي يشم ما يعي ب اإلنسان ويتو ّهق لدرت على التّح ّوق في أ ّما ّ
الظاهر ّ
م ااال اإلجبااار فيشاام كوعااي اإلنسان،ومواااع ال وعااي* هااذا هااو
س ك ّ ألوال وأفعال .ويمع ُ اإلل ي في هذا يحرك اإلنسان ويؤ ّ الّذي ّ
ي*،فنح إذن محوومون المواع ال ّواعي الّذي ك يعبّر عن ّ
الرمز ّ
بمااااااا يمواااااا أن نساااااا ّمي مااااااع ككااااااان اتخاااااار المطلاااااا * أو مااااااع
شااااااوبن اور( )schopenhauerاإلرادة*( )volontéأو مااااااع يوناااااا ()jung
55
حرياة اكختياار ي*(.)inconscient collectifولاي وهاق ّ ال وعي ال معا ّ
الّتي يطمح إلي ا األنا* سو .وهق يمنع الذّات* م الحيااة 126فيتخيّا
سق إكّ أن ألصى حريت ك تت ّ حر في الوون في حي ّ ّ األنا* أنّ فاع
في الخ و ألص الح ّ في .
ساعادة أن اإليمان شاأن فاي ذلاك شاأن ال ّ شرك تؤ ّكد ّ إن مقاربتنا لل ّ ّ
والراحاااة النّفسااايّة ك يموااا أن يتحقّااا وفااا فعااا لإلنساااان عق نااا ّ
ي ّ
ّ
ي يتمع في السؤال الذي يطرح ّ مخصوص.إن عائ اإليمان األساس ّ ّ
سااؤال اإلنسااان":ماذا يمو ا أن أفع ا ألص ا إلااى ؟" وهااو شاابي بال ّ
ي":ماذا ي اب أن الّذي يطرح المحلّ ()analysantعلاى المحلّا النّفسا ّ
ي إنساان ساؤال الّاذي لاد يطرحا أ ّ أفع كي أُشفى؟" 127وهو شابي بال ّ
علاااى نفسااا أو علاااى الغيااار وهو":مااااذا ي اااب أن أفعااا كاااي أحقّااا
صدق كاذباا" 128إذ عاو سعادة؟".وهذه األسئلة جميع ا "ت ع ال ّ ال ّ
ّ
يقاااار اإلنسااااان باااااأللق والعااااذاب والحياااارة فاناااا يحاااااول تخيّاااا ّ أن
ّ
سااعادة هاادفا يحقق ا اإلنسااان شاافاء أو ال ّ غياب ا،فيتصا ّاور اإليمااان أو ال ّ
ي .129
الواعي ،في حي أنّ ا ليست هدفا ب نتي ة ل ستس م األصل ّ
ك ّل الكبائر شرك:
سارون شرك رأس الوبائر بمعنى أنّ ّأول كبيرة ياذكرها المف ّ إن ال ّ ّ
أن كا ّ الوباائر تحما فاي جوهرهاا وج اا ولونّ رأس الوباائر بمعناى ّ
سارون فاي تحدياد الوباائر واختلفات شرك.ولد اختلا المف ّ م وجوه ال ّ
شاارك بااام أن أدناهااا إثنتااان همااا ال ّ الرسااول فااي عااددها علااى ّ أحادياث ّ
شاارك بااام ولت ا ال انّف وأوسااط ا أربااع هااي ال ّ 130 وعقااوق الوالاادي
شاارك بااام وعقااوق الوالاادي وشا ادة الا ّازور ،وألصاااها ساابع هااي ال ّ
131
الرباا وأكا ماال حارم إكّ باالح ّ وأكا ّ سحر ولت الانّف الّتاي ّ وال ّ
56
الزحاااااا ولااااااذ المحصاااااانات المؤمنااااااات اليتاااااايق والتّااااااولّي يااااااوم ّ
الغاااف ت،132وفااي بع ا األحادي اث تعا ّاو اليمااي الغمااوس ش ا ادة
الاازور 133وبين ماااا وشاااائج إذ ك هماااا يقااوم علاااى الواااذب المقصاااود ّ
فصاحب اليمي الغماوس هاو الّاذي يقتطاع ماال امارئ مسالق هاو في اا
شرك. أن ك ّ الوبائر تفيد وج ا م وجوه ال ّ كاذب.134ويبدو لنا ّ
ساحر علاى تاد ّخ اإلنساان فاي ساير حيااة إنساان سحر:يقوم ال ّ +ال ّ
متصاورا لدرتا
ّ سااحر ياودّ أخاذ مولاع اإللا تخر،ف و تغيير للقدر،وال ّ
على التّح ّوق في مصائر الناس ف و م هذا المنظور مشرك.
ّ
سااحر فاي تغييااره الازور:ك يختلا شااهد الا ّازور عا ال ّ +شا ادة ّ
ساحر لو .خارلاة وشااهد سير الحياة والع لات وإن تميّزا باعتماد ال ّ
الزور الوذب المقصود. ّ
+لذ المحصنات:لي لاذ المحصانات إكّ ااربا مخصوصاا
الزور والوذب المقصود الّذي يؤثّر فاي كعيار ما م اروب ش ادة ّ
األحيان تأثيرا سلبيّا في حياة المقذوفة وع لات اا ك سايّما فاي م تماع
بالرجال.ّ ي يقوم على اعتبار ما تأتي النّساء عارا يلح أبو ّ
+لت النّف :ك يحتاج المرء إلى عم ذكااء أو كعيار تفويار لي ّ
قار
سايطرة علاى الحيااة فاي بأن لت الانّف بغيار حا ّ يفياد ساعي القاتا لل ّ ّ
حي ك ي ب الحياة وك يستردّها غير وحده.
أن الوالدي ليسا أص الحياة ب صاورة +عقوق الوالدي :أسلفنا ّ
ّ
صااورة التااي لااق يخترهااا باادايت ا،وفي عقااوق الوالاادي رف ا ل ااذه ال ّ
اإلنسان أي رف إلرادة .
+الفرار م ال اد:لد يوون في إدراج الفرار م ال ااد اام
الوبااائر ترهياابو للمتخلّااي عاا نشاار الاادّي وبناااء الدّولااة،ولو ّ هااذا
ساايالي المتحا ّاول غياار كااا فااي رأينااا إذ ال اااد التّفسااير التّاااريخ ّ
ي ال ّ
بشا ادة عاادد كبياار ما األحاديااث يت ااوز بعااده المااادّي ليوااون ج ااادا
57
للاا ّنف . 135فال اااد وفااا تأويلنااا مناااع ل نااا ماا اإلبحاااار فااي عباااادة
شرك.صورت ا ووهق لدرت ا.والفرار من يوون بذلك م وجوه ال ّ
الربااا سااو .سااعي محمااوم إلااى جمااع المااال علااى ّ الربااا:لي
ّ +
ّ ّ
حسااااب المحتااااجي والفقراء،فواااأن المراباااي يتخاااذ مالااا إل اااا.فيوون
شرك. سلوك اربا م ال ّ
شاارك وتتنا ّاو فانّ ااا جميع ااا تشااترك فااي وم مااا تتع ادّد وجااوه ال ّ
اإلي ام بتأثير اإلنسان فيما ك يملك في تأثيرا،وفي السعي إلاى عباادة
صورة* والخيال،وفي نشدان امانات منطقيّاة حقوليّاة للحيااة صنق ال ّ
ّ
عو اكستس م لصوت الح األص الواحد.
58
ناقصات عقل ودين
59
الرسول م المرأة انط لا ما مسااءلة ّ في هذا المقال أن نقرأ مول
ي وك تبا ّارر وروده هاذا الحااديث مساااءلة ك تبحااث فاي ساايال التّاااريخ ّ
أن هاذا الحااديث ك متحولاة،وإنّما هااي لاراءة تعتقااد ّ
ّ بظارو تاريخيّااة
ّ
للرج ا ولون ا حااديث لااد يعبّاار ع ا ي بعااد تقييمااي للماارأة أو ّيحم ا أ ّ
ّ
ي التي ك تختل عبر الزمان والموان. ّ طبيعة األنعو ّ
60
فاذا ُولد ال ني غدا رايعا ينفص ع أ ّم بقطع الحب الس ّاري
ّ
وتنظفااااا فتحقّااااا لااااا بعااااا لونّااااا يظااااا ّ مفتقااااارا إلي اااااا تغذّيااااا
تحركاات أ ّما ا.والراايع ك يف اق ّ ّ حاجات،وت دهاده فتنشائ شاول إلي
تحركااات فواااويّة ك المتراوحااة بااي الح ااور والغياااب،ف ي عنااده ّ
ي مح ّ الرمز ّ منط يحوم ا.140فم البداية إذن تسو األ ّم في بعدها ّ
شااوق* لااي شااوق*.141وال ّ ال وعااي* ومح ا ّ الفواااى فتمع ّا تخاار ال ّ
الراايع ك أن شاوق ّ م ال العق ب م اال اكنوشاا والت ّ لّي،علاى ّ
وأول لاانون يفصا ال ناي ما األ ّم ّ يمو أن يظ ّ با لاانون ّ
ينظما
تفرق اكب ع أ ّم " 142واأل ّم تسا ّمي هو لانون اللغة.فاللغة هي الّتي ّ
أشياء العالق كبن ا حتّى يغدو لادرا على تساميت ا،إنّ ا هاي الّتاي تار.
الطفا تعبيارا عا ال او وهاي التاي تغذّيا وفاي اتن نفسا في بواء ّ
تس ا ّمي جوع ا وبواااءه وغااذاءه حتّااى يغاادو لااادرا علااى تساامية أشااياء
الراايع ك يموا أن يسا ّمي إكّ ولاد العالق وحده،فينفص عن اا.ولو ّ ّ
ي* لابع النّساويات سُ ّمي لبا ذلك.ولاد تاواتر فاي الخطااب العصااب ّ
التّساىل ع سبب تسمية اكبا باساق األب واعتباار هاذه التسامية ما
ّ
الرجا علاى المارأة.143ولاي اساق ّ ساخ تف اي الوسائ التّاي ب اا يتر ّ
األب* فااي رأينااا تف ااي ولااي األماار فااي لااول تعااالى":ا ُدْعُوهُ ْق
تبائ ْق هُو أ ْلساطُ ع ْناد …"(األحازاب )5/33رفعاا ما شاأن األب
الطفا عا ّ ي لتفرياالرمازي األساسا ّ دون األ ّم ولونّ تأكياد المظ ار ّ
ي إلخااراج الطف اّ الطاار العّالااث ال اارور ّ إن اسااق األب* هااو ّ أ ّم ا ّ .
ّ
البشار.إن رمزيّا م ع لة ثنائيّة خانقة مع األ ّم وإدراجا فاي م تماع
التّسمية ع مة تش ّو الذّات*.وم شروط لباول التّسامية(أو لياام اساق
األب* بوظيفتا أو دخااول اإلنسااان فااي زماارة البشاار) أن ت ُحا ّارم علااى
أن شاوق شائع ّ اكب والبنت ك ّ ع لة جنسية مع األ ّم.فلئ كان م ال ّ
Lacan,p-67. 140
141السّاب ،ال ّ
صفحة نفس ا.
Le temps du désir,p-150. 142
143انظار علاى سابي المعاال:نوال السّاعداوي:األنعى هاي األص ،بيروت،المؤسساة العربياة
للدّراسات والنّشر .1974
61
الطفا األنعاى يت ّ ا إلاى األب وأن شاوق ّ الطف الاذّكر يت ا إلاى األ ّم ّ
فان النّظر العميا فاي شولي يبني ما يس ّمى بعقدة أوديب* ّ وأن ك ال ّ
ّ
أن كا ما اكبا واكبناة يشاتاق فاي مرحلاة الدّراسات النّفساية يبايّ ّ
للراايع بااب المتعاة*( )jouissanceما أولى إلى األ ّم ف اي الّتاي تفاتح ّ
أن هاذه المتعاة* ك توتما إذ لاانون اللغاة خ ل عنايت ا با ،144علاى ّ
محرمااة ألنّ ااا
ّ يحاارم إتيااان األ ّم.فاااأل ّم ليسااتّ الّااذي يرمااز إلياا األب
شاااوق* إذ شاااوق* ولونّ اااا تغااادو موااااوعا لل ّ ي" لل ّموااااو "طبيعااا ّ
ّ ّ
تُحااارم.145وعلاااى هاااذا التحاااريق الاااذي ينشااائ األب تنشاااأ الم تمعاااات
البشاااااريّة.وبذلك يمعّااااا األب "تخااااار القاااااانون" فاااااي مقابااااا "تخااااار
أن العقا فاي اللغاة هاو الح ار والنّ اي ألنّا يمناع شوق".وإذا علمنا ّ ال ّ
الرجا
سبي 146أمو أن نف ق لواماة ّ صاحب م العدول ع سواء ال ّ
ي،وهي ي علااى األنعااو ّ ّ
علااى الماارأة باعتبارهااا لوامااة رمزيّااة لل اذكور ّ
لواماااة ك تنااادرج اااام الفعااا الاااواعي بااا تتموااااع فاااي م اااال
الطفااا مااا اكساااتق ل مااا الع لاااة األولاااى ماااع ّ ال وعاااي* فاااتم ّو
ي ل ان علاى جان تخار ي بعد تف ايل ّ األ ّم.والقوامة بذلك ك تحم أ ّ
إذ "أن يمحاااو اساااق األب* شاااوق األ ّم يبااايّ طبيعاااة كلي ماااا" .وأن
147
يوون على المولود ل رزق الطف وكساوت باالمعرو لاي تف اي
األبوة في
ّ ألحد ال نسي على اتخر ولونّ م اروب تحقي ع لة
األباوة الّتاي لاق توا فايّ ساق رابطاة الوالع فانفاق األب علاى اكبا ي ّ
البداية إكّ عبر مواع األ ّم.
عقدة أوديب* بين األنثى والذّكر:
إن نظرناااا فاااي صاااورتي األب واأل ّم بااايّ لناااا ماااا لصاااورة األ ّم ّ
ال واعية م بون ع العق وما لصورة األب ال واعية م انادراج
باالقوة لوا ّ أنعاى
ّ واألبوة ف ما خصيصاتان ّ امن ،ولو لند األمومة
Serge André :Que veut une femme ?,Paris,Seuil 1995 p-91. 144
يتصاور أنّ شاوق البنات ّ
األول يواون لا ب ّ تطور رأي فرويد في هذه المسألة فبعد أن كان
ولد ّ
تبيّ أنّ يتّ نحو األ ّم.انظر السّاب ص.169
Le Père.Métaphore paternelle et fonctions du père ,p-270. 145
146جمي صليبا:المع ق الفلسفي،بيروت،ال ّ
شركة العالميّة للوتاب 1994ج 2ص.84
Lacan,p-66. 147
62
وذكر ولد ك يتحقّقان بالفع .ولنختبر نقصان عق المارأة فاي موااع
ي،فالمرء لاد ك يلاد ولونّا البنوة وهو خصيصة بالفع لو ّ كائ بشر ّ ّ
ي* أن عقادة أودياب* ّ ّ ّ
ب رورة المنط مولود.ويخبرنا التحليا النفسا ّ
عند الذّكر مختلفة عن ا لد .األنعى.فالذّكر يشتاق في البدء إلى أ ّم ث ّق
إن الذّكر يمااهي األب ()s’identifie au père شوق* أي ّ ينقلب ع هذا ال ّ
ويبتعد ع األ ّم مت ّ ا نحاو موااو مشااب ل اا فاي ال ان أي نحاو
نسااء أخريات،أ ّمااا البناات ف ااي تشااتاق إلاى األ ّم ثا ّق تناأ .عن ااا مت ّ ااة
إن على البنت أن تبتعاد عا نحو مواو مخال ل ا في ال ن أي ّ
اا.إن هاذا الموااع معقّاد ّ األ ّم في نفا الولات الاذي تنشاد التّمااهي في
شاوق* وهاو وعسير فوي توفّ البنت بي اكنفصال ع مواو ال ّ
هنااا األ ّم والمحافظااة علااى اكتّصااال ب ا لتحقي ا التّماااهي ال ا زم فااي
موااع األنوثاة؟ وكيا يموا للبنات التّخلّاي عا اكنفعااال()passivité
لتنفصااا عااا األ ّم والمحافظاااة علاااى ذلاااك اكنفعاااال ذاتااا ل تّصاااال
بال اذّكر؟ 148مااا أبعااد هااذه العمليّااة المعقّاادة ب ا المتنال ااة ع ا العق ا
والمنط ؟أليساات األنوثااة فااي محاا ّ تشاا ّول ا ال واعااي ذاتاا نقصااانا
للعق ؟
األنثوي:
ّ كوري واإليمانّ ّ الدّين الذ
النّساء لس نالصات عق فحسب ب نالصاات ديا أي اا.والدّي
سسات الّتي تنشاره،فاذا نظرناا فاي الادّيانات متّص اتّصاك وثيقا بالمؤ ّ
ي ي متّص بأحبار الي اود والادّي المسايح ّ الوتابيّة وجدنا الدّي الي ود ّ
ي متّصاااا بالفق اااااء متّصاااا بالونيسااااة وبابوات ااااا والاااادّي اإلساااا م ّ
واألئ ّمة.149إ ّن الدّي في ع لة جوهريّة مع الدّولة وذلاك م ماا تتعادّد
سسااة الدّينياة هااو أشاوال هاذه الع لااة أو ااروب ا.والمول ما المؤ ّ
ي وفاي مقابا هاذا اكنتماااء ت ااطلع الّاذي يحادّد شاعور اكنتماااء الادّين ّ
ي لل ماعاااة المنتمااايي والفعلااا ّ الرماااز ّ
سساااة بااادور الحاااامي ّ هاااذه المؤ ّ
ي إذ ت يب ع أسئلت ق وإذ تنشئ ق م موعة الرمز ّ
إلي ا.ف ي الحامي ّ
63
مختلفااة ع ا الم موعااات األخاار .ومتم ّياازة عن ااا،150وهااي الحااامي
ي فاي حاال اكعتاداء علاى الم موعاة أو علاى مقدّساات ا .ولااذلك الفعلا ّ
سسااات سياسااية اجتماعيااة أن األديااان هاي مؤ ّ اعتبارت دولتااو (ّ )Dolto
يالطاعة،طاعااة ول ا ّ تقااوم علااى تراتبيّااة ل اايبيّة ( )phalliqueأساس ا ا ّ
األمر أو طاعة الفقي أو طاعة الق ّ .151
إن لولمة "الق يبيّة" هنا ليماة كبار .إذ ماا الق ايب*()phallus؟ ّ
ي ولونّااا دا ّل لااي الق اايب* الااذّكر أي إنّااا لااي الع ااو البيولااوج ّ
إن الدّالّااااة الق اااايبيّة( fonction
ير ّمااااز( )symboliseهااااذا الع ااااوّ .152
)phalliqueهاي الّتااي تميّااز ال نسااي إلاى ما يمعّلا الق اايب* وما ك
يمعّلا .وبعبارة أخاار .ل ّماا كاناات اللغااة هااي المحادّدة للوااائ فانّ ااا هااي
الّتااي تح ادّد انتماااء ال اذّات إلااى جاان أو تخر،ول ّمااا كاناات الم موعااة
ااور إكّ بامواااان وجاااود عنصااار ي ك تُتصا ّالريااااا ّ
ي ّبمعناهاااا المنطقااا ّ
ّ ّ ّ
خارج عن ا أو عنصر شاذ،فان يمو تحديد الذكور اام م موعاة
هي م موعة م يمتلوون الق يب* لوجود عنصر خارج عنا وهاو
األنعى.وبااذلك يوااون الخصاااء* عنااد ال اذّكر ممونااا وألنّ ا ممو ا فا ّ
اان
الاذّكور يخشااون ،وفي مقابا ذلااك فانّا ك يموا تحديااد األنعااى ااام
ألن خصاء* المرأة حاص ك ممو ،وك يمو الحديث ع م موعة ّ
الرجااال وك أنعااى غياار مخصاايّة ،فخصاااء* الماارأة يحاادّد م موعااة ّ
أن "المارأة (باالمعنى يمون تحديد م موعة النّسااء،ولذلك أ ّكاد ككاان ّ
ال نسي ل ل والا م) غيار موجاودة".153ولعا ّ الفارق يبادو أوااح
إن كاا ّ مااا الااذّكر واألنعااى يحااادّد لغويّااا بوجااود الق ااايب* إذا للنااا ّ
وبغيابا فنتح ادّ لغويّااا ع ّم ا يمتلااك الق اايب* وع ّم ا هااو خلااو م ا
الق اايب*.وفي الحااالتي يوااون الق اايب* حاااارا أو غائبااا محاادّدا
لل ن .فان كان حاارا كان غياب ممونا وبذلك ينشئ م موعاة هاي
م موعاة الاذّكور،وإن كااان غائبااا ف ااو حاااار بغيابا –ولااذلك تحاايط
64
ي -ولو ّنا ك يواون فعا علاى نماط الدّالّة الق يبيّة بابع ما األنعاو ّ
الح اور ولاذلك تظا ّ الدّالاة الق ايبية عااجزة عا تمعيا بعا ما
ي.األنعو ّ
ّ
ي وهاذا شاأن الت ّمعاات إن مبدأ الم موعة هو في أساسا ذكاور ّ ّ
الحزبياااة والعساااوريّة والدينياااة.154ومبااادأ األفاااراد هاااو فاااي أساسااا
ي،ففي غياااب ساامة لم موعااة النّساااء تغيااب الم موعااة وتُعاادّد أنعااو ّ
النّساء واحدة واحدة إلاى ماا ك ن اياة لا .وفي هاذا اإلطاار نف اق تو ّجا
الخطاب في القارتن إلاى الاذّكور دون اإلنا ،فالاذّكور هاق الم موعاة
الرمزيّااة المعنيّااة بتنفيااذ األحوااام والقااواني ،وفي اإلطااار نفساا نف ااق ّ
تو ّج الخطاب إلى بع أفراد اإلنا المخصوصي شأن مريق بنات
الرسااول.155وإذا كاناات الدّالّااة الق اايبية غياار لااادرة عمااران أو نساااء ّ
ّ
علااى اإلحاطااة باااألنعوي فااي كليت ا وإذا كاناات المتعااة* البشاارية فااي
صاور يفياد إمواان وجاود اارب فاان هاذا الت ّ ّجوهرها ل ايبيّة لغويّاة ّ
ثان م المتعة* ك يمو أن ينقاال أي يفياد إمواان وجاود اارب ثاان
ماااا المتعااااة* ك يخ ااااع للتّعبياااار اللغوي.إنّ ااااا المتعااااة* األخاااار.
المفتراة الّتي ك نعر عن ا شيئا.
ي والتميياز باي المتعاة* ي واألنعاو ّ ويبدو لنا التميياز باي الاذّكور ّ
الق اايبيّة اللغويّااة والمتعااة* األخاار .المفتراااة صاانوا للتّمييااز بااي
سساات مف ومي الدّي واإليماان(.)foiفالادّي كماا أسالفنا يقاوم علاى مؤ ّ
شاااافي الواااافي للنّااااس باعتباااارهق جماعيّاااة تااادّعي تقاااديق ال اااواب ال ّ
م موعة منتمية إلى ذلك الادّي ،أ ّما اإليماان فمغاامرة فرديّاة ك تادّعي
ي،إنّا بحاث ك يناي عا اطمئناان فارد ّ
ي تقديق جواب جمااعي أو ن ائ ّ
تختل ا سااب بلوغ ا م ا ذات إلااى أخاار..وم هااذا المنظااور يمو ا
ي-سااانّيا كاااان أو شااايعيّا -ميراثاااا دينيّا،ويقابلااا
اعتباااار الميااارا الفق ااا ّ
ي الّاذي ناراه ميراثاا إيمانيّاا منادرجا اام ت رباة ك صاوف ّ
الميرا ال ّ
ي ل ذه 154ك يعني هذا أنّ النساء ك ينتمي إلى هذه الم موعات في الوالع،ولو ّ البعد ّ
الرمز ّ
الم موعات يظ ّ ذكوريّا.
155على سبي المعال تل عمران 43-42/3األحزاب…33/33
65
يمو للقول نقل ا نق أميناا با لعا ّ وجودهاا رهاي ع از القاول عا
وصف ا أك ت ي العبارة كلّما اتّسعت ّ
الرىيا؟
باالرمز ويؤ ّكاد خ او ي يحتفاي ّ ي ذكاور ّ إن سلوك الفق اء الادّين ّ ّ
،وإن متعة* الفق ااء ل ايبيّة تقاوم علاى لا ّق شام األ ّماة ّ البشر لسلطان
اااام رىياااة واحااادة هاااي جاااوهر الم موعاااة وعمادها،أ ّماااا سااالوك
،وإن متعااة* ّ ي* المفتاار ي يفااتح بابااا علااى الااوالع ّ المتصا ّاوفة فااأنعو ّ
تقر بوجاد ك تملاك عنا المتصوفة غير ل يبيّة إذ هي متعة* صامتة ّ ّ
تعبيرا.
وم ا ج تنااا ك ناار .بااي كلتااا الاارىيتي وكلتااا المتعتاا ْي م اااك
للتّفااا معلمااا ك ناار .بااي العق ا واإلحساااس وبااي الادّي واإليمااان
ي م ااك للتّفااا ،وك نار .فاي نقصاان عقا ي واألنعاو ّ وبي الذّكور ّ
الماارأة ودين ااا -وف ا تأويلنااا -ذ ّما،فالنّقصااان لااي فااي ذات ا عيب اا ب ا
يتحااادّد النّقصاااان عيباااا إن كاااان المنقاااوص إي ابيّاااا ويتحااادّد النّقصاااان
خصلة إن كان المنقوص سلبيّا،ولي العق في ذات ز ْيناا واإلحسااس
شرا ّ
.إن في ذات ش ْينا معلما لي الدّي في ذات ح ْلية واإليمان في ذات ّ
نقصان عق المرأة ودين اا تعبيار عميا عا طبيعاة الاذّات* األنعويّاة
أن تأويلنااا هااذا مفتاااّ لف ااق بع افااي أعمال ااا النّفس ايّة.ونح ناازعق ّ
خصائّ ال نسي الواردة في بعا تي القارتن أو بعا األحادياث
حواء.
ّ شأن خل تدم لب
حواء؟ : لماذا ُخلق آدم قبل ّ
وحواء في اتن نفس ،وك بدّ أن يسب خل ك يمو أن يُخل تدم ّ
الزمان يوون محايعا تخر إذ طبيعة أحدهما خل اتخر،ف شيء في ّ
اأن تدم ُخلا لبا حا ّاواء إذ الوجااود التّتااالي.وك تصا ّارّ تيااات القاارتن با ّ
يقول تعالى":هُو الذي خلقوُ ْق م ْ ن ْف واحادة وجعا م ْن اا ز ْوج اا
لي ْساوُ إل ْي ااا…"(األعاارا ،)189/7والا ّازوج فااي اللغااة العربيّااة لفااظ
أن خلا يُعتمد للذّكر واألنعى.ولو ّ بع األحادياث النّبويّاة تؤ ّكاد ّ
سري إلاى حواء ُخلقت م الع .156ويذهب بع المف ّ وأن ّ تدم ّأوك ّ
اعتباار هااذه األساابقية فااي الوجااود مظ ارا ما مظاااهر تف ااي الاذّكر
66
علااى األنعى،ف ااذا اباا العربااي يقااول":وك يخفااى علااى لبيااب ف اا
الرجا ف او ّ أن المارأة ُخلقات ما الرجال على النّساء،ولو لق يوا إكّ ّ ّ
ي باايي تفسااير تفاااال ّ ّ
أصاال ا" .ولااد بيّنااا منااذ الباادء عزوفنااا عا أ ّ
157
أن النّقصاان لاي عيباا فااي ذاتا فاان األسابقيّة ليساات
ّ ال نساي ،فمعلما ّ
في ذات ا،وإنّنا ك نودّ أن نقيّق ب أن نف ق سبب هذه األسبقيّة. ف
ّ ّ ّ ّ
أسلفنا أن اللغة هي التي تشو الوائ وبيّناا -اساتنادا إلاى التحليا ّ
أن الدّالّاة الق ايبيّة اللغوياة تمعّا الاذّكور وأنّ اا ك ي* ال كاانيّ - النّفس ّ
تحيط بالمرأة أي إنّ ك وجود لدا ّل على األنوثة.وم هذا المنظاور ك
الرج ا إذ ك يمو ا أن يوجااد الوااائ لب ا يمو ا أن تُخل ا الماارأة لب ا ّ
اللغااة،وك يموا أن توااون األنوثااة أولااى وهااي المفتقاارة أباادا إلااى دا ّل
يسم ا كلّ اا.فخل الاذّكر ت سايق لفعا الخلا باللغاة "كا فيواون"158
الرجا كلّا با ما االع أو ّ الرجا ،ولو ك ما ّ واألنعى ُخلقت م
ّ
ف ا طينت ا ،وهي فااي الحااالتي إذن محوومااة بالدّالااة الق اايبيّة التااي
تساابق ا ولونّ ااا ليساات محوومااة ب ااا إكّ فااي جاازء من ااا فقااط.وإن كااان
حاواء انتقاصاا ّ األمر كذلك فلماذا تر .بع النّساء في خل تدم لبا
ي أن ّ
م شأن ّ وتف ي للذّكر على األنعى فاي حاي أنّا ما الطبيعا ّ
الرج ا ال ادّا ّل ّأوك حتّااى يااد ّل علااى مااا ك يحاايط ب ا ال ادّالّ،وم يوااون ّ
ي* الاذي ك يحايط با ّ الرمز ّأوك حتّى يوون الوالع ّ ي أن يوون ّ ّ
الطبيع ّ
صمت صوت هو الّذي يلد ال ّ صوت،ب ال ّ صمت ك يسب ال ّ ّ
مز.إن ال ّ الر
ّ
صاوت وك نفطا صامت إك بساما ال ّ ّ صمتا .فنح ك نفطا إلاى ال ّ 159
إلى ما وراء الدّا ّل إكّ بوجود الدّالّ.
للرجال درجة على النّساء؟ لماذا كانت ّ
لرجاااال ْ ْ
لاااال تعاااالى":ول ُ معااا ُ الاااذي علااا ْي باااالم ْع ُرو ول ّ
أن هاااذه سااارون علاااى ّ علااا ْي درجاااةو"(البقرة،)228/2ولاااد اتّفااا المف ّ
اّ المنزلااة عنااد خ فااا لمعنااى الدّرجااة فااي تيااات الدّرجااة ك تخا ّ
67
سااري اختلفااوا فااي هااذه الدّرجااة التااي أخاار .ماا القاارتن،ولو ّ المف ّ
الطاعاة أو زياادة الميارا أو للرجا علاى المارأة فااعتبروا أنّ اا حا ّ ّ ّ
الرجا ّ
ال اد أو النفقة والقيام على المرأة أو ح اللعان أو صفح ّ
160 ّ
الرجا للماارأة أو أن اّ عا الماارأة وتف ّ اال علي ااا 161أو جااواز تأديااب ّ
أن أطاار تفساير هاو ذاك الااذي أصا ل اا إذ ُخلقاات ما االع ،غير ّ
أن للرجال على النّساء درجة اللحياة.162وما هناا يبادو يقرر صاحب ّ ّ
و
الرج ا دون الماارأة درجااة ل ا علي ااا.فلق ك اتّ ب ا ّ ّ
أن ك ا مااا لااد يخا ّ ّ
الرجا للدّالّااة الق اايبيّة دون ّ توااون هااذه الدّرجااة هااي درجااة خ ااو
المرأة؟.
من مودّة االختالف إلى غيرة المطالبة:
الرساول لائلاة:يا رساول أن أ ّم سالمة أتات ّتاذكر بعا المصاادر ّ
ّ
الرجااال وك نغاازو وإنمااا لنااا نص ا الميرا ،وفااي روايااة تغاازو ّ
أن جعا لناا الغازو فنصايب ّ
أخر .سأل النساء ال اد فقل :وددناا ّ
الرجااااالالرجااااال.وفي روايااااة ثالعااااة لااااال ّماااا األجاااار مااااا يصاااايب ّ
للرسول":إنّا لنرجو أن نف ا علاى النّسااء بحساناتنا فاي اتخارة كماا ّ
ف االنا علااي ّ فااي المياارا فيوااون أجرنااا علااى ال ّ ااع م ا أجاار
النّساء،ولالت النّساء إنّا لنرجو أن يوون الوزر عليناا نصا ماا علاى
الرجاال فااي اتخارة كمااا لنااا الميارا علااى النّصا ما نصاايب ق فااي ّ
ّ
الدّنيا .وسؤال النّساء يقوم على شعور واااح باالحي والظلاق فاي 163
فوق يرغااب الرجااال يقااوم علااى إحساااس وااااح بااالت ّ ّ أن سااؤال ّ حااي ّ
ساؤالي عا الطبيعاة الرجال فاي ت سايم أكعار فأكعر.ويوشا كا ال ّ ّ
ّ
سااام ا الدّالاااة ّ
والرج .فاااالمرأة التاااي ك ت ّ العميقاااة لعُصاااابي* المااارأة ّ
ي* محماوم نحاو الق يبيّة ت سيما كام ،تظ ّ دائماا فاي ساعي عصااب ّ
اكندراج ام هذه الدّالّة وهو ما عبّر عن فرويد بشاوق األنعاى إلاى
ّ
الطبرسااي:م مع البيااان فااي تفسااير القرتن،بيااروت،دار المعرفااة 160أبااو الف ا با الحس ا
،1986ج 2/1ص.575
161جامع البيان ج 2ص.468
162أحوام القرتن ج 1ص.188
163أسباب النّزول صّ.125/124
68
سااق ااام م موعااة م ا يمتلااك ،والرج ا ا ّلااذي ك يت ّ
ّ الق اايب*164
صورة للق ايب* إكّ لوجاود أنعاى خارجاة عا تلاك الم موعاة،يظ ّ
فاااي فاااز دائاااق مااا الخصااااء* فيساااعى إلاااى إثباااات وجاااود صاااورة
أن سااؤال كاا ّ ماا الق اايب* بتأكيااد تميّاازه عاا األنعااى.وإذ ات ّ ااح ّ
الرجال والنّساء ي مر حالاة عصاابيّة* فما المشارو التّسااىل عا ّ
ي* لو ال نسي . كيفيّة الخروج م هذا المأزق العصاب ّ
ساائلي ؟ ّ
والرساول صالى عليا وسالق ال ّ ّ كي أجاب تعاالى ّ
ّ ّ
اعتمد تعالى في خطاب امير ال مع الذي يشم الذكور واإلنا
لرجاال نصايبو ُ ب ب ْع وُ ْق علاى ب ْعا ل ّ فقال":وك تتمن ْوا ما ف
مما ا ْكتسبُوا وللنّساء نصيبو مما اكتس ْب …"(النّساء .)32/4وفي هذا
ْ
إن فاي القاول القول ن ي عا أن يتمنّاى كا ّ جان موااع اتخار أي ّ
سامات تصاور ال ّ
ّ أمرا بقبول ك ّ جن لسمات المميّزة.فالخطاأ هاو فاي
وأس الخطا ال واعي هو شوق المارأة إلاى ّ التمييزيّة سمات معياريّة
الرجا ما أن يمتلاك سامات المارأة ّ الرجا وخاو أن تمتلك سامات ّ
الرج ا م ا ج ااة ّ س ا ال واعااي هااو الغيرة،غياارة الماارأة م ا أي ّ
إن أ ّ
الرج على ل يبيّت م ج ة أخر..وماا الغيارة؟ إنّ اا ليسات وغيرة ّ
ّ و
إكّ خوفااا م ا اإللاارار باانقّ ّمااا أو إنّ ااا محاولااة لس ادّ اكفتقااار الااذي
نشادان لموااع الواحاد الواما غيار المنشاطر،أك و أسلفنا تحليل ،وهي
أن الغيارة فاي معناهاا العميا غيارة ما اتخار ي ّ يؤ ّكد التّحليا النّفسا ّ
؟ .
165 المطل * أي إنّ ا في منظورنا غيرة م
إن ن ااي تعااالى ع ا تمنّااي ك ا ّ جاان موا اع اتخاار وتأكيااده ّ
اختصاص ك ّ من ما بمواع مخصاوص،إنّما هاو ن اي ينشاد إلصااء
القاااائق علاااى صااارا ليحااا ّ محلّااا اكخااات التّقابااا القاااائق علاااى ال ّ
س م.166 ال ّ
األنثوي والموت والصّمت: ّ
69
les يغازل ( ترماز األسااطير اإلغريقيّاة إلاى الماوت بنسااء ثا
ي الع لاااااة الوثيقاااااة باااااي الماااااوت .)parquesويبااااا ّي التّحليااااا النّفسااااا ّ
ي.فاأل ّم األنعى هي الّتي تلد اإلنساان للحياة،وبوكدتا تلاك يبادأ واألنعو ّ
ي تااوه رحلتا فااي المااوت ونحااو الماوت.والمرأة فااي انفعال ااا ال نسا ّ
ي*( pulsion de الرج وت عف فتمع ّ بع وجوه دافع الموت الغرز ّ ّ
الرمزيّة.،)mortواإلنسان عند موت يعود إلى األر األ ّم ّ
ول ّما كانت اللغة هي الّتي تس ّمي الوائ فتنشئ بتلك التسمية كائناا
ّ
صمت.ولد أسلفنا ّ
أن نقر بالع لة الوثيقة بي الموت وال ّ فانّ يموننا أن ّ
الدّالّااة الق اايبيّة اللغويّااة ك تمع ّ ا الماارأة كلّ ا.لااذلك يبقااى بع ا م ا
ي غيااار لابااا للتّرمياااز،وم هناااا نف اااق الع لاااة باااي األنعاااو ّ
ي األنعاااو ّ
ي أن تواون ي اإلسا م ّ صمت.فم سمات المرأة في المخيال العربا ّ وال ّ
ّ
ي في كعير م األح م ممع في صامتة،ونح ن د فرويد يقرأ األنعو ّ
صمت والموت.167 ك ّ م ال ّ
ودون أن نااادّعي إنشااااء شاااولنة عا ّماااة يمونناااا اعتباااار موااااعي
األول يسق الحياة والفعا ي متقابلي رمزيّا،المواع ّ ي واألنعو ّ الذّكور ّ
صمت.والعناصاار واللغاة والمواااع العّاااني يسااق المااوت واكنفعااال وال ّ
الع ّ ثة مترابطة فالحياة البشريّة ك تواون خاارج اللغاة وك تساتقيق با
صاامت والفع ا فع ا وإن يو ا فع ا اللغااة.والموت م ااال اكنفعااال وال ّ
ال واعااي.وم صاافات الحياة/الفع /اللغااة أن توااون باثّااة وفانيااة،وم
صااااامت أن تواااااون أكعااااار تقااااابّ وأكعااااار صااااافات الموت/اكنفعال/ال ّ
أن الحيواناات المنويّاة الماذ ّكرة أسار ما خلودا.وم لطي األماور ّ
المؤنّعة في الوصول إلى البوي ة لتلقيح ا ولونّ ا ألا ّ تح ّما لعواما
الفنااااء إذ تماااوت بسااارعة،وفي مقابااا ذلاااك ن اااد الحيواناااات المنويّاااة
المؤنّعاااة ألااا ّ سااارعة فاااي بلاااو البوي اااة وأكعااار مقاوماااة لعوامااا
الرج ا
اأن لا ّاوة ّالفناء.ولساانا فااي حاجااة إلااى دراسااات م ريّااة لنقا ّار با ّ
لوة المرأة وفي مقاب ذلك تفيد كعير ما الدّراساات الع ليّة أكبر م ّ
167انظر مع :
L e thème des trois coffrets et L’inquiétante étrangeté ,in S-Freud :
Essais de psychanalyse appliquée,Paris,Puf,NRF 1993 .
70
وأن معادّل ّ الرجا بأن لادرة المارأة علاى تح ّما األلاق أكبار ما لادرة ّ ّ
الرجال. أم الحياة لد .النّساء أكبر م معدّل أم الحياة لدّ .
أن الاادّي مواااع فعاا فاااذا نظرنااا فااي الاادّي واإليمااان وجاادنا ّ
واختيار،فاإلنسااان يمو ا أن يقتنااع بتعاااليق دي ا ّمااا فيقا ّارر اعتنال ا ،أ ّما
اإليمان ف و مواع انفعاال وتقبّا يقاوم علاى اكستسا م كختاراق
لاوة وربااط الخيا للذّات.والدّي في ع لت الوثيقة بالدّولة يحتاج إلى ّ
لنشاار الاادّي واإللنااا باا أ ّمااا اإليمااان ف ااو متعااة* فرديّااة ك يحتاااج
سساات الادّي اإلنسان إلى لول ا ب إنّ ك يستطيع لول ا.ولد توون مؤ ّ
شاة فيعتري اا ال ّاع عبار التّااريخ أ ّماا اإليماان لويّاة إكّ أنّ اا تظا ه ّ
ي موااو خااارجي عليا ساالطة وك يملاك لا ي لااي أل ّ فعما فارد ّ
أحااااد تباااادي ،وهااااو ت ربااااة فرديّااااة تت اااا ّم كاااا ّ معاااااني الخطاااار
ينظق تصاري الحياة ،أ ّما اإليمان فا يغادو ّ وال ك.والدّي بأحوام
الرمزيّاة م ال معرفاة إكّ بعاد الماوت.ألي الادّي ألارب فاي طبيعتا ّ
ي (بحقول الدّكليّة الفع /القول/الحياة،)...واإليماان ألارب إلى الذّكور ّ
صاامت/الموت )...فوي ا ك ي (بحقول ا الدّكليّااة اكنفعال/ال ّ إلااى األنعااو ّ
توون المرأة نالصة دي ؟
والواقعي*:
ّ الواقع والحقيقة أو الواقع
ي فااااي رمزيّت ااااا ومنطلقااااات تتظااااافر منطلقااااات التّحلياااا النّفساااا ّ
ّ ّ
الم حظة المباشرة في بساطت ا ومنطلقات العلوم الطبيعيّاة فاي دلت اا
ي بي ال نسي توون المرأة بمقت اه نالصة عقا رمز ّ لتقر باختّ
ي تف ااي فااي الوالااع ّ
ودي ا ماا المنظااور ال واعااي الااذي ك يفيااد أ ّ
ّ
.إن الماارأة مفتقاارة إلااى التّرميااز الااذي يقااول ذات ااا ّ ل اان علااى جاان
ااد.والرج ببعاااده ّ ّ
شاااأن ا فاااي ذلاااك شاااأن الحقيقاااة التاااي ك يعرف اااا أحا
ي يسق ذات ويسق بع ا ما المارأة فيرساي لاانون الوالع.يقاول القانون ّ
ُ
تعاااااااااااالى":ولوُ ْق فااااااااااااي القصاااااااااااااص حياااااااااااااة و يااااااااااااا أولااااااااااااي
األ ْلب ااب…"(البقاارة،)179/2فالقصاااص م ا اااروب تنظاايق الحياااة
اكجتماعيّة أي تنظيق الوالع،وم هذا المنظور نف ق سبب تنفيذ أحوام
القانون علاى ما يخارق القاانون رغاق وعيناا بأنّا محواوم فاي خرلا
ذاك باادوافع نفسااايّة كواعياااة .فوعيااار ماا النّااااس يشاااعر بحيااارة باااي
ارورة تطبي القانون على م يخرلا ما ج اة وخ او الخاارج
71
عا القاانون لادوافع عميقاة هااي الّتاي حملتا علاى خارق القااانون.ول
يتسااانّى لناااا م ماااا بحعناااا فاااي ظااارو "الماااذنب" اكجتماع ّياااة أو فاااي
خصائص ا النّفس ايّة أن نتأ ّكااد م ا مااد .مسااؤوليّت أمااام القااانون،ول
يتسنّى لنا أن نغيّر "المذنب" بم ّرد تطبي القانون علي .فمعرفة هاذه
المسااااااؤوليّة تسااااااتدعي معرفااااااة مطلقااااااة بالمقااااااام م ّمااااااا ك يتساااااانّى
للبشر،والتّغيير يستدعي غوصا فاي أعمااق الاذّات* األخار .وحلاوك
الرجا الّااذي جاااءه يشااوو ّ الرسااول ما ّ ّ
ّنيا.إن مولا يسااتحي فااي ال اد
ّ
زوجت ا يب ايّ هااذه المسااألة.فقد "جاااء رج ا إلااى رسااول ص الى
ي وهااي ك إن عناادي اماارأة هااي ما أحاابّ النّاااس إلا ّ عليا وسالّق فقااال ّ
تمنع يد كم ،لال طلّق ا،لاال ك أصابر عن ا،لاال اساتمتع ب اا"ّ 168
.إن
الرجااا يشاااوو "عيباااا" فاااي سااالوك زوجتااا ويطالاااب بتغييااار ذلاااك ّ
أن التغييار غيار مموا فا ّماا أن ينادرج هاذا ّ ّ
العيب،والرسول يؤكاد لا ّ ّ
ي فيطل المرأة أو أن ينادرج فاي ّ ي ال ماع ّ ّ
الرج في مواع الذكور ّ ّ
ي فيقبا صاافت ا.الوج ان ممونااان ومتنال ااان ي الفاارد ّ مواااع األنعااو ّ
وك سبي لوج ثالث يصالح بين ما فيربأ انشطار* ( )clivageاإلنساان
ي يستند إلى مبدإ الوالاع أ ّماا الحقيقاة إن القانون مواع األبو ّ يّ .األصل ّ
ف صلة ل ا بالوالع،إنّ ا م اال ماا نختلا فيا حتّاى ينبّئناا با فاي
مقام تخر.ولعلّ ا م م ال ما لاد ينوشا فاي الادّنيا لابع األصافياء
دون أن يستطيعوا إلى لول ا سبي .فمف وم الحقيقة يتمازج ماع مف اوم
ّ
ترمياازه.إن ي* الّااذي يفاجئنااا فااي أعماااق ذواتنااا ف ا نسااتطيع الااوالع ّ
ي،أف توااون الحقيقااة محت بااة ي* م ا م ااال األنعااو ّ الحقيقااة والااوالع ّ
دوما؟
األنثوي والحجاب: ّ
لعلّ ا يموننااا الحااديث اليااوم ع ا ح اااب الماارأة باعتباااره مسااألة
صاات ق وعااا ّمت ق،وكعير ماا الّناااس يتحاادّ فااي تشااغ المساالمي خا ّ
"الح اااب" بااا معرفاااة بنصاااوص التّرا .ولاااد رجعناااا لااابع هاااذه
النّصوص مساائلي إيّاهاا فبادا لناا "الح ااب" ذا وج اي وجا والعا ّ
ي
ي.ي نفس ّ ي ووج رمز ّ تاريخ ّ
72
+ح اب التّاريخ والوالع:
أن الح اااب لغااة ك ع لااة ل ا باللباااس الّااذي م ا لطي ا األمااور ّ
ترتدي بع المسلمات اليوم م ّم يوسم بالمتح ّ بات.فالح ااب ما
الرىياة،وّ جذر:ح ب،والح ب يفتر غيابا تا ّماا للمح اوب عا
أباااارز المح ااااوبي باعتباااااره الغائااااب األكباااار كمااااا رأينااااا.يقول
تعالى":ومااااااا كااااااان لبشاااااار أ ْن يُولّماااااا ُ ُ إك وحْ ياااااااا أ ْو ماااااا ْ وراء
أن الح اااب شااور.)51/42.وتؤ ّكااد األخبااار التّاريخيّااة ّ ح ااب…"(ال ّ
الروية .ولد طلب تعالى م زوجات 169
ّ يقوم على ح ب كام ع
ُ
ع اا فا ْس األوهُ م ا ْ ْ
الرسااول أن يحت ااب بقول ا ...":وإذا س األت ُ ُموهُ متا ا ّ
ُ
وراء ح اب("...األحزاب،)53/33وذكر في أسباب نزول هذه اتياة
سم الخبر التّالي الوارد في صحيح البخاري األول ي ّ أكعر م سبب ّ
ي صالىّ ع أن ب مالك لال":كان أ ّم اتي ياواظب علاى خدماة النبا ّ
ي صالى عليا وسالقّ علي وسلّق فخدمت عشر سني وتوفّي النب ّ
وأناااا ابااا عشاااري سااانة،فونت أعلاااق النّااااس بشاااأن الح ااااب حاااي
الرسول بزينب ابنة جحا أصابح أُنزل،وكان ّأول ما أُنزل في مبتنى ّ
الطعاام ثا ّق خرجاوا وبقااي ّ ي ب اا عروساا فادعا القاوم فأصااابوا ما النبا ّ
ي فخارج وخرجات معا ي،فأطالوا الموث فقام النب ّ رهط من ق عند النّب ّ
ي ومشايت حتّاى جااء عتباة ح ارة عائشاة،ث ّق لوي يخرجوا فمشى النب ّ
ظ ّ أنّ ق خرجوا فرجع ورجعت مع حتّى إذا دخا علاى زيناب فااذا
ي ورجعات معا فااذا هاق لاد خرجاوا هق جلوس لق يقوماوا فرجاع النبا ّ
سااتر وأناازل الح اااب" .أ ّمااا الخباار
170 ُ ي بينااي وبيناا بال ّ ف اارب النباا ّ
إن نسااءك يادخ ّ الخطاب لال":يا رساول ّ أن عمر ب العّاني فيفيد ّ
ااار والفاااااجر فلااااو أماااارت ّ أن يحت ب ،لال:فنزلاااات تيااااة علااااي ّ البا ّ
أن "رسااول ص الّى علي ا ساابب العّالااث ف ااو ّ الح اااب".171أ ّمااا ال ّ
169لول المخبر "فسمعت تصفيق ا م وراء الح اب" يبيّ أ ّن المرأة (وهي هنا عائشة زوج
الرسول) ك يظ ر من ا شيء.صحيح البخاري مج 3ج 7ص.133 ّ
170صحيح البخاري مج3ج 1ص.30
171جامع البيان ج 10ص.326
73
وس ا ّلق كااان يطعااق ومع ا بع ا أصااحاب فأصااابت يااد رج ا ماان ق يااد
فنزلت تية الح اب"172 عائشة فوره ذلك رسول
إن هذه األخبار الع ّ ثة تتاواتر بألفااظ مختلفاة فاي كعيار ما كتاب ّ
أن نااازول تياااة الح ااااب متّصااا بااادرء الحاااديث والتّفساااير،وهي تفياااد ّ
لرساول نفسا ّ
.إن الرساول وما ثا ّق عا ا ّ ارر محتما عا زوجاات ّ
ّ
الرسول ُح ب عا الماؤمني خشاية ماا لاد يلحا ب ا ما أذ. نساء ّ
ااور المااارأة كائناااا ذا ي ك يتصا ّ ي أو ماااادّي فاااي م تماااع جااااهل ّ معناااو ّ
ليمة.أفلق يو ال اهليّون يئدون النّساء ويمنعون توريع ّ ب يرثوه ّ
مع الب اعة إذ يار اكبا األكبار زوجاة أبيا بعاد أن يتاوفّى أباوه؟
الخطااب نفسا ":كنّا فاي ال اهليّاة ك نعادّ النّسااء ّ يصرّ عمر ب ّ وألق
شيئا" ؟
173
الرسااول ليشاام سااائر نساااء ولااد ت اااوز األذ .المحتم ا نساااء ّ
المؤمني فام تعالى يقول ":يا أي ا النبي لُ ْ ألزواجاك وبناتاك ونسااء
ْ
ْال ُمؤْ مني يُدْني عل ْي م ْ ج بيب ذلك أدْناى أ ْن يُ ْعار ْف فا يُاؤْ ذ ْي
تصارّ ّ ورا رحي اما"(األحزاب.)59/33ون حظ ّ
أن اتياة وكان ُ غفُ ا
بسبب النّزول وهو تصريح تتظافر علي أخبار كعير في كتب التّفسير
االطبري مااع يااورد الخباار التّالي":لاادم النبااي ص الّى علي ا وس الّق فا ّ
ي صااالّى عليااا وسااالّق المديناااة علاااى غيااار منزل،فواااان نسااااء النّبااا ّ
وغياااره ّ إذا كاااان الليااا خااارج لق ااااء حاااوائ ّ ،وكاااان رجاااال
ي لا ألزواجاك الطريا للغزل،فاأنزل "ياا أيّ اا النبا ّ ي لسون على ّ
وبناتك ونساء المؤمني يدني علي ّ م ج بيب ّ ".174
صاااا وتااادلّ بعااا األخباااار موااااو هاااذا األمااار فتعتباااره خا ّ
الطبااري الخباار التّااالي ":ولااد كاناات بااالحرائر دون اإلماااء ولااد أورد ّ
ماارت تناولوهااا باإليااذاء،فن ى الحرائاار أن يتشاابّ المملوكااة إذا ّ
باإلماااء" .175فو ْف ا هااذا الخباار يباادو اإلماااء معفيّ اات م ا أماار إدناااء
172السّاب ص.325
173صحيح البخاري مج 3ج 1ص.196
174جامع البيان ج 10ص .332
175السّاب الصفحة نفس ا.
74
ج بيب ّ أل ّن ّ ك يستحقق دفعا ل ذ .ف ّ م ّرد إماء،ويبادو إدنااء
ال بيااب ذا وظيفااة تمييزيّااة بااي اإلماااء والحرائاار فالنّساااء يُعاارف
بزيّ ّ أنّ ّ حرائر ولس باماء.176وتعبت الدّراسات اكجتماعيّاة دور
اللبااااس خصوصاااا وال يئاااة عموماااا فاااي التميياااز باااي الم موعاااات
.إن إدنااااء ال بيااب سااامة تمييزيّااة للحرائااار ت نّاااب ّ اكجتماعيّااةّ 177
الرفيعاااة مااا ج اااة األذ .مااا ج اااة وتعبااات مواااانت ّ اكجتماعيّاااة ّ
أن "الفتيان وأها الزمخشري ّ يقرر ّ ثانية.ولي م الغريب عندئذ أن ّ
يتعراااون إذا خاارج بالليا لمقااااي حااوائ ّ …لإلماااء شاطارة ّ ال ّ
ّ
تعراااوا للحا ّارة بعلااة األمااة يقولااون حساابناها أمااة فااأمرن أن وربّمااا ّ
ي اإلماااء" .ولااي م ا الغريااب أن ياارد فااي178
يخااالف باازيّ ّ ع ا ز ّ
ّ
ي صالى عليا وسالق باي صاحيح البخااري الخبار التّالي":ألاام النّبا ّ
ي فادعوت المسالمي خيبر والمديناة ث ثاا يُبناى عليا بصافيّة بنات حيا ّ
إلااى وليمتاا فمااا كااان في ااا ماا خبااز وك لحااق أُماار باألنطا ...فقااال
المساالمون إحااد .أ ّم ااات المااؤمني أو م ّمااا ملواات يميناا ،فقااالوا إن
حجبها فهيي مين أ ّمهيات المينمنين وإن ليم يحجبهيا فهيي م ّميا ملكيت
وطاااى ل ااااا خلفااا ومااادّ الح ااااب بين اااا وباااايّ يمينيييه،فل ّماااا ارتحااا
النّاااس".179ولااي ماا الغريااب والحااال هااذه أن يوااون إدناااء األمااة
الطبقااات اكجتماعيّااة وهااو خلاا ال بيااب مصاادر خلاا فااي تنظاايق ّ
بقوة إذ ي ارب كا ّ أماة تتقنّاع الخطاب ويتصدّ .ل ّ ّ عمر ب يرف
ي الحرائار .وما هاذا المنظاور يفقاد إدناااء
180
بالادرة محافظاة علاى ز ّ ّ
ال بيب البعد المقدّس الّذي ي في علي بع األصاوليّي ،فان كاان
75
هااذا األمااار مقدّسااا شاااام جمياااع النّساااء بااا اسااتعناء بغااار اتّقااااء
ّ
الخطاااب الفتنااة،فوي يُسااتعنى منا اإلماااء؟ وكي ا ي اارب عماار با
الرجاال؟ ها تواون غيارة عمار ّ تتغطاى كاي ك تفات ّ امرأة أرادت أن
علاى األمااة الب اااعة أكباار ما غيرت ا علااى ك ا م وأوامااره وها
بالحرة أكبر م استيائ لوجود هذه "الفتناة ّ يوون استياىه لتشبّ األمة
ّ
بالقوة" في الطري ؟ المطروحة ّ
ّ ّ
سااابقتي تعبتااان أن األماار بادناااء ال بيااب متصاا إن اتيتااي ال ّ ّ
ي ياادعو إلااى حمايااة نساااء المااؤمني الحرائاار ي عراا ّ بظاار تاااريخ ّ
الرسااول خصوصااا م ا األذ .فااي م تمااع لااائق علااى عمومااا ونساااء ّ
ّ
صاارا بااي المساالمي وغياار المساالمي .على أن اتيااة األكعاار تااواترا
إلثبااااات وجااااوب "الح اااااب" لااااول تعااااالى…":ولُاااا ْ ل ْل ُمؤْ منااااات
ظ فـ ُ ُروج ُ وك يُ ْبدي زينات ُ إكّ ماا ي ْغ ُ ْ م ْ أ ْبصاره ويحْ ف ْ
ظ ااااااااااااااااار م ْن اااااااااااااااااا و ْلي ْااااااااااااااااار ْب ب ُخ ُماااااااااااااااااره علاااااااااااااااااى
الرازي اختصاص األمر فاي هاذه ُجيُوب …"(النّور.)31/24ويؤ ّكد ّ
اتية كذلك بالحرائر دون اإلماء إذ يقول":ات ّفقوا على تخصيّ لولا
"وك يبادي زينات ّ إكّ ماا ظ ار من اا باالحرائر دون اإلمااء والمعناى
أن األماااة ماااال فااا بااادّ مااا اكحتيااااط فاااي بيع اااا فيااا ظااااهر وهاااو ّ
وشاارائ ا،وذلك ك يمواا إكّ بااالنّظر إلي ااا علااى اكستقصاااء بخاا
الحرة".181 ّ
خااص باالحرائر ّ يناة ّ
الز بعا باخفااء األمار ّ
أن ساب ا م
ّ م يبدو و
ّ
حماية ل ا ّ ما األذ .ما ج اة ولعادم الحاجاة إلاى النظار إلاي ما
ّ
سار نشادان الرفيعاة تف ّ ثانياة.إن الحرائار لسا ب اائع ودرجات ّ ّ ّ ج اة
ّ ّ
منااع األذ .عاان ومنااع إدامااة النظاار إلي ،أ ّمااا اإلماااء ف ا ب اأس إن ّ
أ ُلح ب ّ األذ .أو استقصي في تقليب ّ ف ّ مال لب أن يو ّ نساء.
صاور لاد يحارج ما منظاور حقاوق اإلنساان أن هاذا الت ّ ّ وك شكّ ّ
تصاور متناسا ّ الحديعة ومف وم المساواة المفتراة بي النّاس ولونّا
مااع الفتاارة التّاريخيّااة التااي نزلاات في ااا تيااات القاارتن حيااث كااان الا ّ
ارق
ي الّذي لق يشذّ عنا والعا تاريخيّا ومف وما متغلغ في المخيال البشر ّ
76
ي.ول نقاا طااوي عنااد مااد .دكلااة هااذا ي اإلساا م ّ المخيااال العرباا ّ
المولا علاى تاريخيّاة القاارتن،فنح ك ناودّ فاي هاذا المسااتو .إكّ أن
نعر تفاسير اتية الحادية والع ّ ثي م سورة النّور.
أن هااذه اتيااة ولّاادت خ فااات كبياارة بااي وم ا ال فاات ل نتباااه ّ
الزينااةّ الزينااة ّأوك وبمف ااوم الظاااهر ماا سااري تعلّقاات بمف ااوم ّ المف ّ
سرون في اعتبارهاا شااملة الخلقاة يخّ الزينة اختل المف ّ ّ ّ ثانيا.ففيما
ّ ّ
"أنور بع ق ولو اسق الزينة على الخلقاة ألنا ك يوااد يقاال فاي
الخلقة إنّ م زينت ا.وإنّما يقال ذلك فيما توتساب ما كحا وخ ااب
الظاهر يخّ ّ ّ الزينة".182وفيماأن الخلقة داخلة في ّ وغيره،واأللرب ّ
الحرة كشاف ما بادن ا فقاد رأ .بعا ّ الزينة أي ما ي وز للمرأة ّ م
ّ ّ
أن الشعر والوج والوفي م الزينة الظاهرة ونفاى بعا ّ سري ّ المف ّ
ّ ّ
ساااااري أن يواااااون الشاااااعر زيناااااة ظااااااهرة مؤكااااادي اااااارورة المف ّ
ّ
أن جساد المارأة كلا زيناة ولاذلك سرون تخارون ّ تغطيت .ورأ .مف ّ 183
،وذلاك 184 ُغطى كلّ ،وتقوم هذه الموال كل ا على اإلجماا
ّ ي ب أن ي ّ
للرساول صالّى سري استند إلى بع أحادياث ّ أن عددا م المف ّ رغق ّ
أن النّباي صالّى عليا وسالقّ علي وسلق فقاد لاال لتاادة":وبلغني ّ ّ
ّ
لال ك يح ّ كمرأة تاؤم باام وبااليوم اتخار أن تخارج يادها إك إلاى
ه نااا،ولب نص ا ال اذّرا "،185وفااي روايااة أخاار .عا عائشااة ّ
أن
الرسول لال":إذا عركت المرأة لق يحا ّ أن تظ ار إكّ وج اا،وإكّ ماا ّ
دون هذا ولب على ذراع فترك بي لب ت وبي الو ّ مع لب ة
الرسول في ال ّروايتي ك يتولّق ب يعمد إلاى أن ّ ّ الطري أخر.186".و ّ
الزيناة.فما حادود نصا الاذّرا المساموّ ّ الظااهر مااإلشارة لبيان ّ
شااعر جاازء م ا الوجا أم ك؟ولماااذا ن ااد بع ا "علماااء ب اا؟ وه ا ال ّ
الرساول ي اربون صافحا عا ساوي بحرفيّاة أحادياث ّ اإلس م" المتم ّ
77
إباحتااا للمااارأة كشااا وج اااا علاااى األلااا ّ وذراع اااا وياااذهبون إلاااى
ارورة تغطيت ا جسدها؟ ه ير .المودودي مع نفس مؤ ّه أكعار
الرسااول لينفااي مااا اتفا فيا ما حديعا شااأن إباحتا للماارأة إبانااة ّ ما
نص ذراع ا ماع ؟ إن الماودودي يخاال كا م رساول ويصابح ّ
مرجعااا مقدّسااا.فلق ك يُعاادّ مولفاا هااذا عصاايانا؟ه العصاايان يوااون
ي وتحريفااا سااا بااالقول النّبااو ّ باإلنقاااص فحسااب أليساات ّ
الزيااادة ذات ااا م ّ
ل ؟187
ي وإلى اتية ولو لند المودودي وأتباع ولنعد إلى القول اإلل ّ
سااري
المف ّ الحادياة والع ّ ثااي ما سااورة النّور.فقاد عرااانا كخات
الظاهرة ولق نقا علاى األمار العّااني فاي اتياة وهاو الزينة ّ في معنى ّ
اارب الخمااار علااى ال يااب؟ فمااا الخمااار؟ ومااا ال يااب؟ الخمااار ما
غطااى وساتر وفاي معناااه جاذر "خمار" ويفيااد فاي معنااه العااا ّم كا ّ ماا ّ
تغطي ب المارأة رأسا ا.وال يب ما القمايّ طولا ،وم الخاص ما ّ
ّ
ي
صاادر .وإذا اعتبرنااا الخمااار بمعناااه اكصااط ح ّ 188
الباادن القلااب وال ّ
الرأس-وهو لي كاذلك بال ّارورة كماا رأيناا -تبايّ لناا شائع غطاء ّ ال ّ
أن اتية ك تأمر بوااع الخماار با ب ارب الخماار علاى ال ياب أي ّ
.اتياة 189 إن وجود الخمار هو مقت اى( )présupposéبعباارة اللساانيّي ّ
إذن تأمر بتغطية ال يوب ك بلاب الخمار إذ كاان لبسا ّ شاائعا،وم
"إن نسااااء ال اهليااة كاا ّ يشاااددن الاارازيّ : هااذا المنظااور نف اااق لااول ّ
الزمخشااري":كانت جيااوب ّ خمااره ّ ماا خلف اا ّ …"،ونف ااق لااول ّ
واسااعة تباادو من ااا نحااوره ّ وصاادوره ّ ومااا حوالي ااا وك ا ّ يساادل
78
سااؤال الخماار ماا ورائ اا ّ فتبقااى موشااوفة"،190ويمواا أن نطاارّ ال ّ
الارأس- التّالي :ه ذكر المقت ى أي ال ُخ ُمر-على فار أنّ اا غطااء ّ
أماار بلبس ا ّ ،وه يوااون ذكاار ال بيااب فااي األماار بادناااء ال بيااب
أماارا بلبساا ّ ،فيوون كاا ّ ماا لااب سااو .ال لباااب عاصاايا؟ ووفاا
الرليا فاي تياات كعيارة ما القارتن أمارا المنط ذات ه يوون ذكر ّ
ّ
الرق فيوون ك ّ م ألغى الرق عاصيا؟ ّ بوجود
لااي غرااانا اإلجابااة ع ا هااذه األساائلة فقااد ألررنااا أن ك أحااد
يلاوّ با األصاوليّون أن بي الح ااب الّاذي ّ يمتلك جوابا ولو بدا لنا ّ
الياااااوم مااااا ج اااااة و"ح ااااااب" القااااارتن والسااااانّة غياباااااا للتّطااااااب
وااحا،األصااوليّون يقا ّارون ويؤ ّكاادون والقاارتن والس انّة ي م ا ن وك
صصان،األصوليّون يعبتاون م امونا ل اويّا* والقارتن يعماد إلاى يخ ّ
أن األصااوليّي يوااادون ي علااون "الح اااب" مقت ااى ممو ،واألهاا ّق ّ
ّ
ركنااا ماا أركااان الاادّي جاااهلي بواا ّ أبعاااده التاريخيّااة أو متناسااي
إيّاها.وك يمو أن نف ق مولف ق هذا إكّ إذا خرجنا م ح ااب التّااريخ
الرمز.لنق على ح اب ّ
الرمز:
+ح اب ّ
ّ
الغائااب.وألن أساالفنا الحااديث ع ا شااوق الماارأة إلااى الق اايب*
المارأة لا تحصا علااى هااذا الق ايب* أباادا فانّ ااا تبااال فااي اكعتناااء
باأن النّرجسايّة طباع ب سدها كلّا وهاذا ماا حما فروياد علاى التّقريار ّ
ي أساسااا.191وعلااى هااذا األساااس لااد يغاادو جسااد الماارأة كلّا م ا أنعااو ّ
الرجاال ياودّون امات ك ّ
.فوأن ّ الرمزي في صورة الق يب* المنظور ّ
اأن النّساااء يااوددن أن يو ا ّ ه ا ّ الق اايب* .واعتبااار
192 الق اايب* وكا ّ
تصور النّساء ذوات ّ ب ّ المرأة ذات ا ل يبا* رمزيّا لي حورا على
الرجااال أنفس ا ّ يتعاااملون مااع أن ّ علااى تصا ّاور ال اذّكور ل ا ّ إذ يباادو ّ
79
معوا اا للق اايب*.193وبااذلك توااون جنسااانيّة جسااد الماارأة باعتباااره ّ
الرج في جوهرها ش ْي نيّة*(.194)fétichiste ّ
ّ ّ
والم ا ّق فااي م النااا هااو أن اتخااذ جسااد الماارأة صااورة الق اايب*
الرجاال جساد المارأة كلّا سار ماا شاا ما اعتباار ّ رمزيّاا يموا أن يف ّ
الحارة عورة،ويؤكادّ ّ ّ
يقارر أن جمياع بادن المارأة ّ عورة.فالرازي مع
ّ
ّ
أن بدن ا "في ذاتيه عاورة" .فواأن هاذا اكعتباار يوشا باللغاة ماا
195 ّ
يقبااع فااي أعماااق ال وعااي* باا ترميز.وبااذلك تصاابح تغطيااة جسااد
ي وإخفااء الرجاليّاة وتغطياة للخصااء* النّساائ ّ شاي نيّة* ّ المرأة تغطية لل ّ
ل ااذا الّااذي إن ظ اار يحا ّارك رواكااد ال انّف وي تااك المسااتور.وم هنااا
يموااا أن نف اااق تركياااز بعااا التيّاااارات األصاااوليّة علاااى الح ااااب
ق.إن مااا يساامون بالح اااب لااي ّ الزاويااة فااي خطاااب واعتباااره ح اار ّ
سااتر ما ي المميّز للمنتماي إلاى الم موعاة فقاط ولاي اللبااس ال ّ الز ّ
ّ ّ ّ
الفتنة فقط،إذ لاو التصار األمار علاى التميياز والتميّاز لوجادنا التركياز
الرجااال،ولو التصاار األماار علااى درء ي لاادّ . نفس ا علااى إعفاااء اللح ا ّ
الرجال ما فتناة النّسااء الفتنة لوجدنا درء الفتنة يت اوز الخو على ّ
ساري الرجال أفلق ياذهب بعا المف ّ إلى الخو على النّساء م فتنة ّ
الرج ا مااع الماارأة ففي ا نظاار إن كااان أجنبيّااا...وقيييل أن "عااورة ّ إلااى ّ
جميع بدنيه إالّ الوجيه والكفيين كهيي معيه" .ولوا ّ صاوت هاؤكء
196 ّ
سري بقي خافتا ب أسوت اإلجما ،وبقي ح اب المرأة ذاك الّذي المف ّ
يست يب لحاجات نفسيّة عميقة ُم ْخمدا بع جوانب ال وعي*.
ان مف وم ح اب المارأة يتّسا رمزيّاا ماع ماا وم منظور تخر ف ّ
ّ
اال.إن هااذه ّ
أساالفناه م ا وجااود المتعااة* األنعويّااة األخاار .التااي ك تنقا
المتعااة* موجااودة وراء ح اااب اللغااة ك يموا التّصااريح ب ااا.وهي ك
ي المق ادّس الّااذي يتمواااع فااي الخفاااء الروحااان ّ ّ تخاارج فااي ذلااك ع ا
ّ
ي واإليمان واإلل ي كل ا مواايع ك تواون ّ
بالغياب.إن األنعو ّ وينتشي
Lacan,p-84. 193
194السّاب الصفحة نفس ا.
195مفاتيح الغيب مج 12ج 23ص.205
196السّاب ،ال ّ
صفحة نفس ا.
80
إكّ مفترااة محت باة علااى نماط الغيااب .إ ّن ااا موااايع خاارج العقا
سسااة ال ماع ّيااة.أفيوون بعااد هااذا كلّ ا والمنط ا وخااارج ال ادّي والمؤ ّ
ع يبا أن توص النّساء بأنّ ّ نالصات عقا وديا ؟ وأيواون ع يباا
بي ما يُر .وما ك يُر .وما ينقال وما أن يقوم الوون على اكخت
ك ينقال؟ وألي امتعا بعا النسااء ما "نقصاان الادّي والعقا " ّ
الرجاال إيّااه ذ ّمااا ما ج اة ثانيااة هاو مولا واحااد ما ج اة وتصا ّاور ّ
ي وانشاطار ي واألنعاو ّ ّ
ينفي اكنشطار*،انشطار اإلنساان باي الاذكور ّ
ي الااانّف بااااي الاااوعي وال وعااااي* وانشااااطار الفعااا بااااي ال ماااااع ّ
اوق*،والرأي الّااذي ذكرنااا ّ إن اكنشااطار* هااو منطل ا ال ّ
شا ي؟ ّ والفاارد ّ
ي فاي يُسوت صوت الشاوق* ويساعى إلاى هتاك تثاار الح ااب األصال ّ ّ
ي ننشد با موااع الماتولّق الفاعا ي بانشاء ح اب مادّي ذكور ّ األنعو ّ
ّ
المقرر الممتلك للحقيقة وننشد ب مواع اإلنسان الواما الاذي يمتلاك ّ
ّ
أن لو ّ مول نقي ا وناسي أننا م ماا بلغناا ما القول الفص ناسي ّ
العلق والمعرفة يظ ّ جوهرنا افتقاارا إلاى تخار مطلا * لا ندركا إكّ
بسلطان.لال تعالى":يا م ْعشر ْال ّ واإل ْن إن ا ْستط ْعت ُ ْق أ ْن ت ْنفُذ ُوا م ْ
أ ْلطااااااااااااااار السااااااااااااااماوات واأل ْر فا ْنفُااااااااااااااذ ُوا الا ت انفُييييييييييييييذ ُونا إالا
(الرحمان.)33/55 طان" ّ بسُل ا
81