You are on page 1of 12

‫الدراسات العليـا ‪ /‬جامعة بنغـازي‬

‫كلية االقتصاد ‪ -‬قسم المحاسبة‬

‫إقتصاديات المعلومات المحاسبية‬

‫إعداد الطـالبة ‪:‬‬


‫رُقية عادل الكوافي (‪)3044‬‬

‫مقـدم إلى الـدكـتور ‪:‬‬


‫حسن الدراجي‬
‫مقـــدمـــة‪:‬‬

‫تحتل المعلومات بصورة عامة أهمية كبيرة في الوحدة االقتصادية من حيث مساعدتها‬
‫لمتخذي القرارات في اتخاذ القرارات التي تحقق أهدافها‪.‬‬

‫وال تختلف أهمية إنتاج المعلومات في أي وحدة اقتصادية عن أهمية أي موارد أخرى يمكنها‬
‫أن تساهم في تحقيق أهدافها ‪ ،‬حيث يؤكد البعض ذلك بقوله ‪ :‬وقد نتج عن األهمية المتزايدة‬
‫للمعلومات أنها تمثل أحد الموارد الهامة في الوحدة االقتصادية مثل‬

‫جميعا ‪ ،‬حيث أن االستخدام األمثل‬


‫ً‬ ‫الموارد واآلالت والقوى البشرية بل أنها تفوق هذه الموارد‬
‫للمعلومات يؤدي إلى نجاح تلك الوحدة في تحقيق أهدافها‪.‬‬

‫ومن هنا تأتي أهمية اقتصاديات المعلومات المحاسبية في تقرير فاعلية نظام المعلومات‬
‫المحاسبية في الوحدة االقتصادية ‪ ،‬وأن هذه األهمية تتطلب ضرورة دراسة الجدوى االقتصادية‬
‫للمعلومات المحاسبية من خالل حصر تكلفة إنتاج المعلومات وموازنتها‪ 6‬مع قيمتها على أساس‬
‫المنفعة التي تحققها لمتخذي القرارات‪.‬‬

‫وعليه فإن الجدوى االقتصادية للمعلومات المحاسبية سوف تتعلق بدراسة كل من‪ :‬كمية‬
‫المعلومات المحاسبية وكلفتها وقيمتها‪ 6،‬وهو ما سوف نتناوله من خالل المباحث الثالثة ضمن‬
‫هذا الفصل‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‬
‫كمية المعلومات المحاسبية‬

‫يمثل قياس كمية المعلومات المحاسبية أحد المتطلبات االقتصادية الواجب مراعاتها لتقرير‬
‫وزيادة فاعلية نظام المعلومات المحاسبية في الوحدة االقتصادية انطالقًا‪A‬‬

‫من أهمية توفير‪ A‬تلك المعلومات بالكمية المطلوبة ‪ ،‬وذلك لمعرفة مقدار ما تحققه من منفعة‬
‫لمتخذ القرار في تقليل حالة عدم التأكد أو زيادة المعرفة لديه‪.‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬إن معلومات التقرير لن تغير من ناحية عدم التأكد الموجودة لدى متخذ القرار‬
‫قبل استالمه التقرير ‪ ،‬وفي هذه الحالة فإن كمية المعلومات التي‬

‫يتضمنها التقرير ال تفيد متخذ القرار في تحديد أي البدائل (التصرفات) اكثر فائدة لتحقيق‬
‫الهدف الذي يبغيه من اتخاذه القرار المعين‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬إن معلومات التقرير تساعد على تغيير حالة عدم التأكد الموجودة لدى‬
‫متخذ القرار قبل استالم التقرير ‪ ،‬وفي هذه الحالة تكون كمية المعلومات‬
‫التي يتضمنها التقرير كبيرة وتزداد كمية المعلومات كلما أدت إلى‬
‫تخفيض حالة عدم التأكد لدى متخذ القرار‬

‫وقد استخدمت مقاييس نظرية المعلومات في المحاسبة منذ سنوات قليلة من خالل‬
‫جهود بعض الكتاب والباحثين ومن أبرزهم ‪ Baruch Lev‬الذي اختبر في عام ‪1969‬‬
‫–بصورة نظرية وعملية – منافع بعض مقاييس نظرية المعلومات في المحاسبة في كل‬
‫من‪:‬‬
‫قياس كمية معلومات التقارير المحاسبية‬ ‫‪.1‬‬
‫قياس الخسارة الناتجة عن دمج بعض عناصر التقارير المالية القابلة للدمج من وجهة‬ ‫‪.2‬‬
‫نظر مستخدمي‪ A‬هذه التقارير ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫قياس دقة تقديرات الموازنات التخطيطية وكفاءة أداء مراكز‪ A‬المسؤولية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫وعليه يمكن استخدام‪ A‬مقاييس المعلومات المتوقعة لتحديد درجة تخفيض حالة عدم‬
‫التأكد الموجودة لدى متخذ قرار معين نتيجة إمداده بتقرير يتضمن معلومات معينة عن‬
‫حدث ما‪.‬‬
‫رياضيا بتحديد لوغاريتم‪ A‬كل من احتمال الحدث قبل‬
‫ً‬ ‫وتقاس كمية المعلومات‬
‫استالم المعلومات وبعده باستخدام القانون اآلتي ‪:‬‬
‫حيث أن ‪:‬ك=‪ -‬لـو ر × ‪322.3‬‬
‫ك ‪ :‬كمية المعلومات‬
‫ر ‪ :‬االحتمال السابق الستالم المعلومات صفر ≥ر ≥‪1‬‬
‫نظرا‬
‫ويمكن القول أن مقياس كمية المعلومات (االنتروبي) هو مقياس لعدم التأكد ً‬
‫لوجود عالقة وثيقة بين حالة عدم التأكد وكمية المعلومات المؤكدة في الرسالة‪ ،‬حيث أن‬
‫األولى موجودة قبل استالم الرسالة والث انية تبث عن طريق الرسالة ‪ ،‬وعليه فانه كلما‬
‫زادت حالة عدم التأكد يزداد مقدار المعلومات المنقولة بالرسالة‪.‬‬

‫البيانات المحاسبية ‪ ،‬حيث أن عملية تجميع الحسابات (جعلها في صورة إجمالية بعد‬
‫أن كانت في صورة تفصيلية ) في هيئة تقارير مالية سوف‪ A‬تؤثر على المحتوى اإلعالمي‬
‫الذي تبثه التقارير ‪ ،‬إذ إنها تؤدي‪ A‬إلى خسارة في كمية المعلومات المرسلة‪.‬‬
‫وتتخذ عملية دمج البيانات المحاسبية شكلين هما ‪:‬‬
‫شكل التلخيص أو الضم‬ ‫‪.1‬‬

‫حيث يمكن ضم (دمج( مجموعة من العناصر المكونة لبند معين في رقم واحد‬
‫يعبر عن إجمالي قيمة ذلك البند ‪ ،‬فمثال ال يمكن ضم البيانات الخاصه للمبيعات الشهرية‬
‫والتعبير عنها برقم‪ A‬واحد يمثل الجمالي المبيعات السنوية ‪ ،‬أو دمج مبيعات األقسام‪A‬‬
‫المختلفة والتعبير‪ A‬عنها بإجمالي‪ A‬المبيعات للوحدة االقتصادية ككل ‪ ..‬وهكذا بالنسبة‬
‫لعناصر المشتريات أو المصروفات ‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫شكل االتحاد أو التركيب‬ ‫‪.2‬‬

‫حيث يمكن دمج مجموعة من العناصر‪( 6‬أرصدة الحسابات) المختلفة مـن حيـث مصطلحاتها‪6‬‬
‫(تسمياتها) ولكنها‪ 6‬تقع ضمن طبيعة واحدة يمكن تمثيلها من خالل مـصطلح واحد معبر عنها‬
‫يمثل الرقم اإلجمالي لها ‪ ،‬كأن يتم دمج عناصـر كـل مـن‪ :‬النقديـة والمديونية و أ‪ .‬مالية و أ‪.‬‬
‫قبض والمخزون السلعي والتعبير‪ 6‬عن اجماليتها مـن خـالل مصطلح الموجودات‪ 6‬المتداولة ‪..‬‬
‫وهكذا بالنسبة لعناصر الموجودات‪ 6‬الثابتة أو المطلوبات المتداولة أو حقوق الملكية ‪ ..‬الخ ‪.‬‬

‫ويترتب على أي عملية دمج تحدث في عناصر التقارير والقوائم المالية ‪ ،‬وأيـا ً كان المستوى‪6‬‬
‫الذي تتوقف عنده ‪ ،‬خسارة معلومات من وجهة قارئ‪ 6‬التقرير أو القائمـة‬

‫هذه من حيث مفهومها ما يعرف‪ 6‬في الفكر المحاسبي بتحيز الموائمة ألغراض اتخاذ القرارات ‪،‬‬
‫ولكن نظراً ألن خسارة المعلومات التي يحدثها الدمج تـؤثر‪ 6‬على اعتبار موائمة أو مالئمة‬
‫البيانات المحتواة في التقرير المالي لعملية اتخاذ القرارات‪ ،‬لذا يمكن القول بأن خسارة‬
‫المعلومات المترتبة على الدمج (خ‪ )2‬البد أن تكون مصحوبة بتحيز دمج (ت د) يؤدي بالتالي‬
‫إلى تحيز مواءمة (تو ) وبهذا المفهوم فإن ‪ :‬خ‪ = 2‬ت د = تو‬

‫ومن ناحية نظرية بحتة ‪ ،‬تكون البيانات المحاسبية موائمـة أو مناسـبة تمامـا ً ألغراض اتخاذ‬
‫القرارات من وجهة نظر قارئ التقرير المالي متى انتفى تماما ً وجود‪ 6‬تحيز الموائمة فيها‪ ،‬وهكذا‬
‫البد من أن يصاحب كل عملية دمج في التقرير المالي نشوء تحيـز‬

‫كما قد يكون هذا التحيز كبيراً جداً من الناحية النسبية لدرجة ال يستطيع قارئ التقريـر تحملهـا‬
‫فتوصف‪ 6‬عملية الدمج حينئذ بأنها رديئة ال يستطيع قارئ‪ 6‬التقرير تحملها فتوصـف عمليـة الدمج‬
‫حينئذ بأنها رديئة أو غير مناسبة‬

‫‪ .‬وقد اقترح ‪ Lev‬استخدام مفهوم مقياس كمية المعلومات (االنتروبـي) ‪ Entropy‬لقياس‬


‫الخسارة الناجمة عن التجميع في التقارير المالية بهدف توفير أسلوب كمي الستخدامه كمعيار‬
‫عند تجميع البيانات ألغراض إعداد التقارير المالية مؤكداً على أن افضل مـستوى للتجميع هو‬
‫ذلك المستوى‪ 6‬الذي يحقق اقل خسارة في كمية المعلومات‪.‬‬

‫وقد طبق ‪ Lev‬ذلك على الميزانية ‪ ،‬حيث اعتبر ان مجموع العناصر في جانـب الموجودات‪6‬‬
‫للميزانية مساوياً‪ 6‬إلى العدد (‪, ) 1‬وأن نسبة كل عنصر من عناصر الموجودات إلى مجموعها‬
‫تمثل االحتمال لذلك العنصر ‪ ،‬وكذلك الحال بالنسبة للمطلوبات‪ 6‬وحق الملكية‪.‬‬

‫وقد حدد ‪ Lev‬بعض األسس التي البد من مراعاتها عند القيام بعملية التجميع في التقارير المالية‬
‫لتقليل الخسارة الناتجة عن التجميع وهذه األسس هي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ال يفضل أن يتم تجميع عنصرين يشكل مبالغهما نسبة كبيرة إلى المجموع‪( 6‬كمجموع‬ ‫‪.1‬‬
‫الموجودات أو المطلوبات أو المصاريف‪ 6‬مثالً) ‪ ،‬بل من األفضل تجميـع عنـصرين مبالغهما‬
‫كبيرة ولكن نسبتهما‪ 6‬إلى المجموع قليلة‪.‬‬
‫ال يفضل أن يتم تجميع عنصرين مبالغها متقاربة ‪ ،‬بل أن يكون الفرق بين مبلغيهما كبيراً‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ولكن نسبتها إلى المجموع قليلة ‪.‬‬
‫ال يفضل أن يكون عدد العناصر التي يتم تجميعها كبيراً حيث أنه كلمـا زاد عـدد العناصر‬ ‫‪.3‬‬
‫التي يتم تجميعها كبيراً ‪ ،‬حيث انه كلما زاد عدد العناصر التي يتم تجميعها كلما كانت‬
‫الخسارة في كمية المعلومات أكبر‪ .‬ويمكن القول أن تحديد وتجميع‪ 6‬كمية معينة من‬
‫المعلومات يعتمد أساسا ً على خبرة المستفيد منها (متخذ القرار) ‪ ،‬حيث أن الشخص األكثر‬
‫خبرة يحتاج إلى كمية اقل مـن المعلومات ودرجة تفصيل اقل نظراً النخفاض حالة عدم‬
‫التأكد لديه ‪.‬‬

‫وذلك على العكس من الشخص األقل خبرة الذي يحتاج إلى كمية اكبر من المعلومات‬
‫ودرجة تفصيل أكبر‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫كلفة المعلومات المحاسبية‬
‫تعتمد كافة المعلومات المحاسبية على كلفة كل من القـوى البـشرية والماديـة الالزمة لتشغيل‬
‫نظام المعلومات المحاسبية ‪ ،‬فكلما كانت كلفة التشغيل كبيرة كلما كانـت كلفة المعلومات‬
‫المنتجة من قبل النظام كبيرة أيضا ً ‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬
‫وعليه فانه البد من التفرقة بين كل من ‪ :‬كلفة المعلومات األساسية (الضرورية) وكلفة‬
‫المعلومات اإلضافية ‪ ،‬وكما يأتي‬
‫‪ .1‬كلفة المعلومات األساسية (الضرورية)‬
‫وهي الكلفة التي البد أن تتحملها الوحدة االقتصادية في سبيل الحصول على كل من الموارد‬
‫البشرية والمادية الالزمة لتشغيل البيانات وانتاج المعلومات الالزمة‬
‫‪ .‬ويمكن حصر عناصر هذه الكلفة – بصورة عامة ‪ -‬باآلتي ‪:‬‬
‫آ‪ .‬الرواتب‬
‫ب‪ .‬القرطاسية‬
‫جـ‪ .‬أقساط االندثار للموجودات‪ 6‬الثابتة (المباني ‪ ،‬اآلالت ‪ ،‬األثاث) في حالـة التملـك أو القيمة‬
‫االيجارية في حالة التأجير‬
‫د‪ .‬مصروفات الصيانة للموجودات‪ 6‬الثابتة‬
‫هـ‪ .‬الفائدة على رأس المال المستثمر في إدارة المحاسبة‬
‫و‪ .‬كلفة تحليل وتصميم‪ 6‬النظام‬
‫‪ .2‬كلفة المعلومات اإلضافية‬
‫وهي تشمل كافة التكاليف التي تنتج عن عملية تجميع وتحليل البيانـات وإعـداد المعلومات‬
‫الالزمة لحالة معينة بهدف اتخاذ قرار‪ 6‬خاص بشأنه‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ويعتمد حدوث هذه التكاليف أو عدم حدوثها على قيمـة المعلومـات اإلضـافية الناتجة عنها ‪،‬‬
‫حيث أن التوسع في جمع البيانات وتوفير المعلومات له تكاليفـه وعائـده المالي الذي سوف‪ 6‬يعود‬
‫على الوحدة االقتصادية من تلك المعلومات ‪،‬ويحكم ذلك الموازنة بين اعتبار الكلفة واعتبار‬
‫العائد ‪ ،‬وهو ما يعرف بقيمة المعلومات اإلضافية ‪ ،‬حيث تتعلق قيمة المعلومات باألهمية‬
‫االقتصادية للمعلومات في اتخاذ القرارات ومدى العائـد الـذي يجنيه الشخص من جراء استخدام‪6‬‬
‫هذه المعلومات ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫قيمة المعلومات المحاسبيةـ‬
‫إن قيمة المعلومات المحاسبية يمكن أن تحتسب بصورة مالية من خالل الفائدة (المنفعة) التي‬
‫تتحقق نتيجة استخدام‪ 6‬المعلومات المحاسبية في قرار معين ‪.‬‬
‫ولقياس قيمة المعلومات المحاسبية اتضح لنا فيما سبق أنه من الـصعوبة القيـام بقياس قيمة‬
‫المعلومات المحاسبية بصورة كاملة وذلك بسبب عدم القـدرة علـى التحديـد الدقيق لما يمكن أن‬
‫بشكل مالي في العديد من القـرارات التي تستخدم فيها ‪ ،‬األمر‬
‫ٍ‬ ‫تساهم به المعلومات المحاسبية‬
‫الذي أدى إلى اعتماد حالة التقدير للمنفعة التي يحصل عليها متخذ القرار عندما تساهم‬
‫المعلومات المحاسبية في إحـداث تغييـر فـي بعـض القرارات‪ ،‬وذلك من خالل بعض‬
‫الخصائص النوعية التي يمكن أن تتصف بها المعلومات المحاسبية‪.‬‬
‫فأن قيمة المعلومات اإلضافية = صافي القيمة المتوقعة للقرار الذي – صافي‪ 6‬القيمة المتوقعة‬
‫للقرار الذي يعتمد على المعلومات اإلضافية ال يعتمد على المعلومات اإلضافية واعتماداً على ما‬
‫سبق ‪ ،‬تعرف قيمة المعلومات بأنها ‪ :‬الفرق بين القيمة المتوقعـة للقرار بدون االعتماد على‬
‫المعلومات اإلضافية والقيمـة المتوقعـة لـه باالعتمـاد علـى المعلومات اإلضافية‪ .‬ويالحظ‪ 6‬أن‬
‫قيمة المعلومات اإلضافية أو عدم قيمتها‪ 6‬تعتمد على اختالف القرار الذي يمكن اتخاذه بناء‪ ‬على‬
‫المعلومات اإلضافية عن القرار الذي يمكن اتخاذه بدونها‪ ،‬ويقـصد باختالف القرارين اختالفهما‪6‬‬
‫من حيث ما سيعود في النهاية على الوحدة االقتـصادية مـن جراء اتخاذ القرار‪ ،‬أي أن اختالف‬
‫العائد الصافي‪ 6‬المتوقع لهما بالنسبة للوحدة االقتـصادية سواء‪ ‬اتخذ هذا العائد شكل صافي ربح‬
‫أو إيراد محتمل أو وفر في التكلفة‪.‬‬
‫ويمكن توضيح ما سبق من خالل الحالة المبسطة اآلتية ‪ :‬على افتراض أن هناك شخص يستثمر‬
‫أمواله في شراء وبيع األسهم فـي سـوق‪ 6‬األوراق المالية اعتماداً على المعلومات التي يمكن أن‬
‫يحصل عليها من خالل مكاتب وكالء شراء وبيع األسهم‪ ،‬ونتيجة للمعلومات األولية المتوفرة‬
‫لديه يمكن أن يتخذ قراراً بالشراء أو البيع ألسهم أي شركة من الشركات التي يستثمر أمواله‬
‫فيها بشكل أسهم ‪ .‬وعندما أراد هذا الشخص بيع أسهم إحدى الشركات البالغة ‪ 50000‬سهم‬
‫بسعر ‪ 20‬ديناراً للسهم الواحد ‪ ،‬اتصل به أحد وكالء شراء وبيع األسهم وقدم‪ 6‬له معلومات تفيد‬
‫بـأن سعر أسهم تلك الشركة يمكن أن يرتفع في اليوم التالي بحيث يمكن أن يصل إلى ‪ 26‬دينار‬
‫فإذا علمت أن سعر السهم قد وصل فعالً إلى ‪ 26‬دينار في اليوم التالي ‪ ،‬وضح كيف يمكن‬
‫احتساب قيمة المعلومات اإلضافية وأهميتها‪ 6‬في اتخاذ القرار الخاص بها من قبل ذلك الشخص ‪.‬‬
‫اإلجابة‬

‫‪7‬‬
‫‪ .1‬إذا قام الشخص ببيع األسهم بدون (قبل) االعتماد على المعلومات اإلضافية فإنه سوف‬
‫يحصل على ‪ :‬إيراد بيع األسهم = ‪ ) 1000000 = 20 × 50000‬دينار وهو يمثل‬
‫صافي قيمـة القرار بدون االعتماد على المعلومات اإلضافية‬
‫‪.‬إذا قام الشخص ببيع األسهم باالعتماد على المعلومات اإلضافية فإن‬ ‫‪.2‬‬
‫إيراد بيع األسهم = ‪ 1300000 = 26 × 50000‬دينار ‪.‬‬
‫كلفة المعلومات اإلضافية (العمولة) = ‪ 65000 = %5 × 1300000‬دينار ‪.‬‬
‫صافي القيمة المتوقعة للقرار باالعتماد على المعلومات اإلضافي ‪-130000‬‬
‫‪1235000=65000‬‬
‫‪ .3‬قيمة المعلومات اإلضافية = ‪ 235000 = 1000000 – 1235000‬دينار وهو‬
‫يعني أن الشخص قد حقق ربحا ً إضافيا ً قدره ‪ 235000‬دينار نتيجة اعتمـاده على‬
‫المعلومات اإلضافية المقدمة له‬
‫ومن خالل الحالة السابقة يالحظ أننا استخرجنا قيمة المعلومات اإلضافية في ضوء الحالة‬
‫الفعلية المطابقة لحالة التوقع والتي يطلق عليها حالة التأكد ‪ ،‬ولكن إذا ما أردنا معرفة تأثير قيمة‬
‫المعلومات اإلضافية على عملية اتخاذ قرار‪ 6‬بتجميع أو شراء البيانات والمعلومات لبديل معين‬
‫ضمن البدائل العديدة التي يمكن أن تشكل مجموعة البدائل المتاحة أمام متخـذ القرار‪ ،‬فإن ذلك‬
‫يعني أن القرار الذي سوف يتخذ بشأن تجميع البيانـات الالزمـة‬
‫ويمكن احتساب القيمة المتوقعة للمعلومات باستخدام‪ 6‬المعادلة الرياضية اآلتية ‪:‬‬
‫القيمة المتوقعة للمعلومات = المنفعة × االحتمال‬
‫حيث تمثل المنفعة اإليراد الذي يمكن تحقيقه باالعتماد على المعلومات اإلضـافية ‪ ،‬أمـا االحتمال‬
‫فيتم تحديده في ضوء الدراسات الالزمة لذلك ‪.‬‬
‫ولتطبيق‪ 6‬ذلك على الحالة السابقة ‪ ،‬نفترض اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬هنالك معلومات تشير إلى أن هناك احتمال ‪% 70‬في أن يبلغ سـعر الـسهم الواحـد ‪. 26‬‬
‫ديناراً‪.‬‬
‫‪ .2‬هنالك معلومات تشير إلى أن هناك احتمال ‪% 30‬في أن يبلغ سـعر الـسهم الواحـد ‪. 30‬‬
‫ديناراً‬
‫ويمكن للشخص أن يتخذ قرار بشأن أحد البديلين اعتماداً على القيمة اإلضـافية للمعلومات‬
‫عن كل بديل وكما يأتي ‪:‬‬
‫أوالً‪ .‬إذا قام الشخص ببيع األسهم بدون االعتماد على المعلومات اإلضافية فإنه سيحصل‬
‫على‪ :‬إيراد بيع األسهم (= ‪ ) 1000000 = 20 × 50000‬دينار وهو يمثل صافي‬
‫القيمـة المتوقعة للقرار دون االعتماد على المعلومات اإلضافية‬
‫ثانياً‪ .‬إذا قام الشخص ببيع األسهم باالعتماد علـى المعلومـات اإلضـافية فـي ضـوء االحتماالت‬
‫المتاحة أمامه ‪ ،‬فإن ‪:‬‬
‫‪ 1 ‬البديل األول ‪ ،‬باحتمال ‪ % : 70‬القيمة المتوقعة للمعلومات = المنفعة ×‬
‫االحتمال المنفعة المتحققة باالعتماد على المعلومات اإلضافية = الربح المتحقق –‬
‫كلفة المعلومـات اإلضافية‬
‫الربح المتحقق = إيراد البيع باالعتماد على المعلومات اإلضافية – إيـراد البيـع‬
‫بـدون االعتمـاد علـى المعلومات اإلضافية‬

‫‪8‬‬
‫(‪= )50000 × 26( – )50000 × 20‬‬
‫‪ 1300000 – 1000000 = 300000‬دينار‬
‫كلفة المعلومات اإلضافية ( العمولة) = ‪ 65000 =% 5 × 1300000‬دينار‬
‫المنفعة المتحققة = ‪ 235000 = 65000 – 300000‬دينار‬
‫القيمة المتوقعة للمعلومات باحتمال ‪164500 = %70 × 235000 =% 70‬‬
‫دينار‬
‫‪2 ‬البديل الثاني باحتمال ‪% 30‬‬
‫الربح المتحقق = (‪= )50000 × 30(– )50000 × 20‬‬

‫‪ 5000000=150000-100000‬دينار‬
‫كلفة المعلومات اإلضافية ( العمولة) = ‪ 75000 =% 5 × 1500000‬دينار‬
‫المنفعة المتحققة = ‪ 425000 = 75000 – 500000‬دينار‬

‫القيمة المتوقعة للمعلومات باحتمال ‪ 127500 = %30 × 425000 = 30%‬دينار‬


‫من خالل ما تقدم يالحظ ‪:‬‬
‫إذا قام الشخص ببيع األسهم باالعتماد علـى المعلومـات اإلضـافية فـي ضـوء االحتماالت‬
‫المتاحة أمامه فإن ‪:‬‬
‫‪ ‬إن القيمة المتوقعة للمعلومات اعتماداً على أيٍ من البديلين هي قيمة موجبة وبما يعني‬
‫إمكانية إجراء المقارنة بين القيمة المتوقعة للمعلومات في ضوء البديلين المتاحين (أما إذا‬
‫كانت قيمها سالبة ألحد البديلين أو كالهما ‪ ،‬فذلك يعني استبعادهما‪ 6‬وعدم الحاجـة إلى‬
‫االعتماد على أحدهما أو كليهما‬
‫إن القيمة المتوقعة للمعلومات اعتماداً على البديل األول (باحتمال ‪) %70‬هي أكبـر من‬ ‫‪‬‬
‫القيمة المتوقعة للمعلومات اعتماداً على البديل الثاني (باحتمال(‪.%30‬‬
‫يفضل أن يكون االعتماد على البديل األول وتجميع البيانات والمعلومات الالزمة لـه )أو‬ ‫‪‬‬
‫شراءها) ‪ ،‬إذ أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تحقيق جدوى اقتصادية ‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫موازنة قيمة المعلومات المحاسبيةـ‬
‫مع تكلفة إعدادها وتوزيعها‬
‫بهدف تحديد اقتصاديات المعلومات المحاسبية البد من دراسة كيفية التوصل إلى موازنة قيمة‬
‫(منفعة) المعلومات المحاسبية مع تكلفة إعدادها وتوزيعها ‪ ،‬مع األخذ بنظـر االعتبار انه ليس‬
‫لقيمة أو منفعة المعلومات خواصاً‪ 6‬ملموسة ‪ ،‬مما يؤدي إلـى صـعوبة قياسها‪ 6‬خالفا ً لتكلفة اإلعداد‬
‫والتوزيع‪ 6‬التي يسهل قياسها‪. 6‬‬

‫وبصفة عامة يمكن تحديد الحجم األمثل لتدفقات البيانات والمعلومات المحاسـبية من خالل‬
‫العالقة بين القيمة (المنفعة) الحدية مع التكلفة الحدية إلعدادها وتوزيعها ‪ ،‬كما يبين الشكل التالي‬
‫‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫ويالحظ انه يمكن أن ينتج عن زيادة حجم المعلومات في ضوء التكلفة المرتفعـة نسبيا ً قيمة حدية‬
‫سالبة وعلى هذا األساس يالحظ أن النقطة ( ب) تمثل الحجـم األمثـل لتدفق البيانات والمعلومات‬
‫‪،‬وفي ضوء التكلفة المرتفعة نسبيا ً فإن زيـادة حجـم هـذه التدفقات عن النقطة ( ب) قد ينتج عنه‬
‫قيمة حدية سالبة‪.‬‬

‫وعليه ‪ ،‬فانه يمكن تحديد حجم المعلومات في ضوء االسترشاد‪ 6‬بالمبادئ اآلتية‬

‫إذا ازدادت القيمة الحدية للمعلومات عن تكلفتها الحدية فيعني ذلك إمكانيـة زيـادة حجم‬ ‫‪.1‬‬
‫المعلومات‬

‫‪2.‬إذا ازدادت التكلفة الحدية للمعلومات عن قيمتها الحدية فيعني ذلك إمكانية خفـض (إنقاص)‬

‫إذا تساوت القيمة الحدية للمعلومات مع تكلفتها الحدية فيعني‪ 6‬ذلـك التوصـل إلـى الحجم‬ ‫‪.3‬‬
‫األمثل للمعلومات مع تكلفتها الحدية فيعني ذلك التوصل إلى الحجم األمثـل للمعلومات ‪.‬‬
‫وبدالً من االستناد إلى التحليل الحدي للمعلومات فإنه يمكن االستناد إلى القيمة اإلجمالية‬
‫والتكلفة اإلجمالية للمعلومات والتي يمكن تمثيلها من خالل الشكل اآلتي‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫ومن خالل الشكل أعاله يتضح أن النقطة (ب) تمثل التكلفة اإلجمالية للمعلومات‪ ،‬بينما تمثل‬
‫النقطة (أ) القيمة اإلجمالية للمعلومات ‪ ،‬ويمثل (أ ب) القيمة الصافية للمعلومات (العائد الصافي‬
‫المترتب على استخدام‪ 6‬هذه المعلومات) ‪ ،‬أو النقطـة (ل) فتمثـل الحجـم األمثل للمعلومات‪ .‬ومن‬
‫خالل الشكل أعاله يتضح أن النقطة (ب) تمثل التكلفة اإلجمالية للمعلومات‪ ،‬بينما تمثل النقطة‬
‫(أ) القيمة اإلجمالية للمعلومات ‪ ،‬ويمثل (أ ب) القيمة الصافية للمعلومات (العائد الصافي‪6‬‬
‫المترتب على استخدام‪ 6‬هذه المعلومات) ‪ ،‬أو النقطـة (ل) فتمثـل الحجـم األمثل للمعلومات‪.‬‬

‫‪11‬‬
12

You might also like