أهمية تحديد الخصائص النوعية: اذا كان تحديد أهداف التقارير المالية يمثل نقط البدء و المستوى األعلى في هيكل نظرية المحاسبة فان المستوى الثاني الذي يليه مباشرة يختص بتحديد الصفات التي ينبغي أن تتوفر في المقاييس المحاسبية و المعلومات الناجمة عنها حتى تتمكن من تحقيق األهداف الموضوعية. أغراض الخصائص النوعية للمعلومات المحاسبية: ان تعدد طرائق واساليب القياس المحاسبي يتطلب معيارًا لتقييم تلك البدائل المتعددة واختيار األفضل بينها .من ناحية أخرى فان الخصائص النوعية للمعلومات المحاسبية سوف تكون ذات فائدة كبيرة أيضا للجهات المسؤولة عن وضع معايير المحاسبة و الجهات المسؤولة عن اعداد التقارير المالية وذالك في مجال تقييم نوعية المعلومات التي تنتج من تطبيق الطرائق و األساليب المحاسبية البديلة. الخصائص النوعية للمعلومات المحاسبية يعد البيان رقم 2الصادر عن مجلس معايير المحاسبة المالية عام 1980 بعنوان " الخصائص النوعية للمعلومات المحاسبية" الدراسة األكثر شمولية و أهمية و مازالت تمثل المرجعية األولية في تقييم و تطوير الممارسات المحاسبية ويوضح هرم الخصائص النوعية للمعلومات المحاسبية األربع نقاط التالية: -1خصائص تتعلق بمتخذي القرارات أي مستخدمي المعلومات المحاسبية. -2خصائص ذاتية للمعلومات المحاسبية ،و تنقسم الى خاصيتين اساسيتن ،خاصية مالئمة المعلومات و خاصية موثوقية المعلومات وهاتان الخاصيتان األساسيتان تنقسمان بدورها -كل خاصية -الى ثالث خصائص فرعية على النحو التالي: *خاصية أساسية :مالئمة المعلومات -خاصية فرعية :القيمة التنبؤية للمعلومات -خاصية فرعية :القدرة على التقييم االرتدادي أي التغذية العكسية. -خاصية فرعية :التزامن أو التوقيت المناسب للمعلومات *خاصية اساسية :موثوقية أو مصداقية المعلومات -خاصية فرعية :قابلية التحقيق -خاصية فرعية :الحياد و عدم التحيز في القياس و االفصاح -خاصية فرعية :الصدق في التعبير -3من تفاعل أو تداخل الخاصيتين األساسيتين ،المالئمة و الموثوقية ،ايضا هنالك خصائص ثانوية البد ان تتصف بها المعلومات المحاسبية هما القابلية للمقارنة والثبات . -4هناك قيدان رئيسيان على استخدام الخصائص السابقة *قيد حاكم أو متحكم وهو أن تكون المنفعة المتوقعة من المعلومات أكبر من تكلفة انتاجها و توصيلها. • األهمية النسبية ،حيث تعد نقطة الفصل في االعترف المحاسبي لبنود القوائم المالية. تجدر المالحظة أن الخصائص النوعية للمعلومات المحاسبية قابلة للتطبيق على جميع الوحدات • المحاسبية بغض النظر عن طبيعة النشاط الذي تقوم به الوحدة ،وسواء كانت وحدات هادفة للربح أو غير هادفة للربح. خصائص تتعلق بمتخذي القرارات :كما شرحنا سابقا ،فان المعلومات الجيدة هي تلك المعلومات األكثر فائدة في مجاالت ترشيد القرارات.ولكن نجد ان مستوى جودة المعلومات و االستفادة منها ال يعتمد فقط على الخصائص الذاتية األساسية و الثانوية للمعلومات المتوفرة ،بل يعتمد أيضا على خصائص تتعلق بالمستفيد منها أو متخذ القرار نفسه ،أي مقدرته على تحليل المعلومات ومستوى الفهم واالدراك المتوفر لديه. متخذ القرارات مستثمر حصيف : حيث يتربع هذا المستثمر الحصيف أعلى الهرم – في استخدم تحليل المعلومات المحاسبية , فهو مستثمر متخصص أو محلل مالي يتابع التطورات المالية واالقتصادية ويوازن بين البدائل االستثمارية.لذالك اعتمد اإلطار المفاهيمي اتجاهًا متزايدًا نحو التوسع في اإلفصاح المحاسبي وتعدد مجاالته ,ويسمى هذا االتجاه باإلفصاح اإلعالمي. يتضمن االفصاح االعالمي بشكل رئيسي – إضافة إلى ما يقدمه اإلفصاح التقليدي : زيادة عدد القوائم المالية األساسية . قوائم مالية ملحقة معدلة بالتغيرات المحاسبية التضخم وكذلك محاسبة تكلفة االستبدال . قوائم مالية موحدة مالية قطاعية عن خطوط اإلنتاج والتوزيع في الوحدات ذات النشاط المتعدد . إعداد تقارير مرحلية مؤقتة . قائمه دخل متعددة المراحل مع اإلفصاح عن عائد السهم . الخاصية األساسية :المالئمة ومكوناتها - إن معيار المنفعة أو فائدة المعلومات يأتي في قمة هرم الخصائص النوعية باعتباره القاعدة العامة "معيار حاكم المنفعة للقرار" وإن تحقيق المنفعة المرجوة يتطلب توافر خاصتين أساسيتين ,هما خاصية المالئمة وخاصية المصداقية أو الثقة .فإذا فقدت المعلومات المحاسبية أيَا من هاتين الخاصيتين األساسيتين ,فلن تكون مفيدة بالنسبة للمستخدمين المعنيين . تعريف المالئمة :كخاصية من خصائص المعلومات المحاسبية عرفت بأنها " قدرة تلك المعلومات على التأثير في القرار المتخذ من جانب مستخدمها وذلك بصدد تكوين تنبؤات عن نتائج األحداث الماضية أو الحاضرة أو المستقبلية ,أو تأكيد أو تصحيح قرارات وتوقعات سابقة .وبصيغة أخرى " :هي قدرة المعلومات على إحداث تغيير في اتجاه قرار مستخدم معين " .وهذا التعريف ينسجم مع مفهوم مبدأ االفصاح الشامل ومع مفهوم قيد األهمية النسبية وفق القاعدة العامة التالية ( :كل معلومة مؤثرة هي مهمة نسبيًا ويجب اإلفصاح عنها) .وهكذا يظهر الترابط الوثيق بين مفهوم المالئمة ومبدأ اإلفصاح وقيد األهمية النسبية ,وعلى العكس من ذلك فان المعلومة غير المؤثرة ليس لها أهمية نسبية وال داعي اإلفصاح عنها . والخصائص الفرعية للمالئمة تشمل: أ-التوقيت المالئم :توفير المعلومات في حينها أي في الزمن المحدد والالزم التخاذ القرار قبل أن تفقد منفعتها أو قدرتها على التأثير في عملية اتخاذ القرارات .وفيما يتعلق بالتقارير المالية الدورية التي تنشرها المنشأة ،هناك جانبان لخاصية التوقيت المالئم: -دورية التقارير أي طول أو قصر الفترة التي يلزم إعداد التقرير عنها. --المدة التي تنقضي بين نهاية الدورة المالية التي تعد عنها التقارير وبين تاريخ نشر التقرير وإتاحتها للتداول ( عادة تكون خالل األربع اشهر األولى بعد مضي السنة المالية). ب -القدرة على التنبؤ بالمستقبل : "هي خاصية المعلومات في مساعدة المستخدمين على زيادة احتمال تصحيح تنبؤات نتائج أحداث ماضية أو أحداث حاضره. أوضحت الجمعية األمريكية للمحاسبة أن هناك على األقل أربعة طرق لالستفادة من مفهوم القيمة التنبؤية نعرضها فيما يلي: الطريقة المباشرة :تزويد اإلداراة التنبؤات ,مثال حول التدفقات النقدية المتوقعة دون الرجوع إلى بيانات الماضي ويحد من تطبيق هذه الطريقة سوء االستخدام المحتمل وااللتزامات التي قد تنشأ عن توقعات غير دقيقة . الطريقة غير المباشرة :تقديم بيانتها عن أحداث ماضية لتمكن المستخدمين من التنبؤ يالمستقبل .وتفترض هذه الطريقة وجود عالقة ارتباط قوية بين أحداث الماضي وأحداث المستقبل ,وهذا الوضع قد يكون غير مبرر . طريقة اعتماد مؤشرات مرشدة :تزود ببيانات تكون تحركاتها وتغيراتها مؤشرَا سابقَا لحدوث تحركات وتغيرات في األحداث المتنبأ بها مثًال :إن تزايد نسب المديونية إلى حقوق الملكية يمكن اعتبارها مؤشرَا مرشدَا قد يسبق تدهورَا تدريجيًا في التدفقات النقدية . طريقة المعلومات المعززة :التزويد ببيانات محاسبية قد تستخدم في التنبؤ ببيانات أخرى .وتفترض هذه الطريق ان هناك عالقة ارتباط معروفة بين البيانات المحاسبية وبيانات أخرى. عمومًا إن األخذ بمفهوم قابلية التنبؤ .أو مايسمى بالمدخل التنبؤي في تكوين النظرية المحاسبية يمثل طاقة هامة تدفع إلى تطوير تقارير مالية مالئمة . ج -القدرة على التقييم االرتدادي للتنبؤات السابقة : تلعب المعلومات دورًا هامًا في تعزيز أو تصحيح توقعات سابقة أي انها تساعد المستخدم في تقييم صحة توقعاته السابقة ،وبالتالي تقييم نتائج القرارات التي بنيت على هذه التوقعات. ان هذه الخاصية في التقييم االرتدادي أو كما تسمى أيضًا بالتغذية العكسية أو الراجعة ال تقل اهمية عن خاصية القيمة التنبؤية للمعلومات. وتقوم التغذية الراجعة على فكرة المقارنة بين الخطة والتنبؤ وبين المنفذ وماجرى فعًال ,أي تستند إلى فكرة تحديد " االنحراف" الطارئ بين التنبؤ بما سيحدث وبين مايحدث فعًال . وهذا المدخل يعني التقييم المستمر بهدف التحسين المستمر . )5الخاصية األساسية الموثوقية ومكوناتها : تعد الموثوقية الخاصيه األساسية الثانيه بعد خاصية المالئمة ،وعرفها البيان رقم ( )2بانها «هي خاصية المعلومات في التأكيد بأن المعلومات خالية من األخطاء والتحيز بدرجة معقولة وأنها تمثل بصدق ما تزعم تمثيله» .إن خاصية الموثوقية تتعلق بأمانة المعلومات وإمكانية االعتماد عليها .وتتكون هذه الخاصية من ثالث خصائص فرعية الصدق في التعبير القابلية للتحقق الحياد أ -الصدق في التعبير :يقصد في التعبير أو العرض مقابلة أو مطابقة األرقام والمعلومات المحاسبية للظواهر المراد التقرير عنها . مثال :تبلغ المبيعات الفعلية لشركة ما خالل إحدى الدورات المحاسبية مليون دينار ولكن القوائم المالية تظهر مبيعات بمبلغ 900000دينار فقظ النتيجة :إن هذه القوائم غير صادقة في العرض ,نتيجة الخطأ المادي الحسابي. إن تجاهل القوائم المالية لمعالجة واستعياب االحتماالت الطارئة التي تواجهها المنشأة يجعل تلك القوائم غير صادقة في التعبير ,فهي غير مكتملة مثال غالبًا ماتتجاهل القوائم المالية شهرة المحل وكذلك عدم كفاية مخصص الديون المشكوك في تحصيلها يجعل القيمة الدفترية لحسابات المدينين ال تعكس بصدق القيمة القابلة للتحصيل وبالتالي لن تمثل هذه القيمة المعلومات يمكن الوثوق بها . ب -القابلية للتحقق : ويعني وجود درجة عالية من االتفاق بين القائمين بالقياس المحاسبي الذين يستخدمون نفس طرق القياس بأنهم يتوصلوا إلى نفس النتائج .فإذا وصلت أطراف خارجية إلى نتائج مختلفة فهذا دليل على أن معلومات القوائم المالية غير قابلة للتحقق ,وبالتالي ال يمكن االعتماد عليها فهي التتمتع بخاصية الموثوقية . أن قابلية التحقق تعني أن القياس المحاسبي موضوعي آلنه خال من التحيز الشخصي للقائم بعملية القياس .ومن ناحية ثانية – هو قياس موضوعي بمعنى انه يستند إلى اثبات وأدلة يؤدي اعتمادها إلى الوصول إلى نفس النتائج ج -الحياد :ويقصد به عدم التحيز عرف مجلس معايير المحاسبة التحيز في القياس بأنه :هو ميل للقياس بأن يحدث مايعبر عنه على جانب أكثر من جانب أخر ,بدًال من أن يكون الحدوث متساوي االحتمال على كال الجانبين . تتوافر للمعلومات المحاسبية خاصية الحياد إذا كانت تخلو من التحيز عن طريق قياس النتائج أو عرضها بطريقة ال تغلب مصالح فئة معينة من فئات مستخدمي القوائم المالية على حساب غيرها من المستخدمين اآلخرين . -6الموازنة بين المالءمة والموثقية : لكي تكون المعلومات مفيدة في تحقيق أهداف القوائم يجب أن يتوافر فيها قدر معقول من خاصيتي المالئمة والموثوقية في الوقت نفسها .
مقياس القيم الجارية أو القيم الحالية مقياس التكلفة التاريخية المقياس
درجة عالية من المالئمة درجة منخفضة من المالئمة المالئمة
درجة منخفضة من الموثوقية درجة عالية من الموثوقية الموثوقية
مالحظات علي الخصائص النوعية قد ينشأ تعارض بين الخصائص النوعية فيما بينها مثل تعارض مالئمة المعلومة مع امكانية االعتماد عليها والمثال الشائع في هذا االحتمال اساس او مبدأ التكلفة التاريخية. ايضًا عند استخدام األرقام القياسية الخاصة والعامة للتوصل الى قياس للقيم الجارية هذا يعكس التعارض بين الصدق في التعبير وإمكانية التثبت . كما احتمال التعارض بين الخصائص الفرعية مثًال التعارض القائم بين التوقيت المالئم والقدرة التنبؤية للمعلومة الن السرعة في اعداد القوائم المالية في الغالب ما تكون على حساب درجة الدقة واالكتمال وعدم التأكد. مما سبق ذكره قد يكون من الضروري التضحية بقدٍر من المالئمة في مقابل مزيد من الثقة والعكس .هنا يلزم التنبيه إلي أن التضحية يجب أال تكون على حساب خاصية على األخرى ففي جميع األحوال وكقاعدة عامة يجب أن تشتمل المعلومات المحاسبية على حد أدنى من كافة الخصائص الموضحة سابقا فيما يعرف باال حالل الجزئي أو المبادلة الجزئية وبالتالي يجب عدم غياب احد خاصيتي المالئمة والثقة بالكامل من المعلومات المحاسبية. -7خاصية الثبات في اتباع النسق : فالثبات في اتباع النسق الواحد يتضمن : .1تطبيق نفس اإلجراءات المحاسبية على األحداث المماثلة في المشروع الواحد عبر الزمن من دورة إلى أخرى . .2تطبيق نفس المفاهيم وطرق القياس واإلجراءات بالنسبة لكل عنصر من العناصر في القوائم المالية . فهي تساعد على ترشيد قراراته بجعل القوائم المالية قابلة للمقارنة عبر الدورات المحاسبية المتتالية . -8خاصية التماثل وقابلية المقارنة : التماثل يعني استخدام نفس اإلجراءات بين المنشآت المختلفة .و هدف التماثل هو جعل القوائم المالية الصادرة عن المنشآت المختلفة قابلة للمقارنة ,وذلك عن طريق تخفيض التنوع الكبير الناشئ عن استخدام إجراءات محاسبية مختلفة في منشآت مختلفة ويتضمن هدف التماثل اتباع مايلي : .1نفس االجراءات المحاسبية .2نفس المفاهيم القياس .3نفس التبويب نفس الطرائق اإلفصاح أو العرض 4. إن التماثل هو شرط أساسي لجعل البيانات المحاسبية قابلة للمقارنة بين المنشآت الممتاثلة في صناعة معينة مثًال كالفندقة أو المطاعم .أما هدف القابلية المقارنة فيمكن أن يعرف بانه تماثل الخصائص التي تجعل أمرًا ممكن التحقق ,بما يسهل الدراسة والتحليل والتنبؤ واتخاذ القرارات بواسطة الدائنين والمستثمرين وغيرهم وذلك على مستوى صناعة معينة .تعد خاصية قابلية المقارنة من أهم المؤشرات التي يعتمد عليها التحليل المالي والرقابة بهدف تقييم أداء الوحدات االقتصادية . النهاية