You are on page 1of 1

‫الدرس الرابع‪ :‬التحسنننات‬ ‫الدرس الثالث‪ :‬الحاجنات‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬الضروريات‬ ‫الدرس الول‪ :‬يمدخل إلى المقاصد الشرعنة‬

‫يقول اإلمام الغزالي رحمه هلال‪" :‬المصلحة هي المحافظة‬ ‫مفهوم المقاصد‪- :‬لغة‪ :‬مفردها مقصد‪ ،‬أو مقصود‪،‬‬
‫على مقصود الشارع‪ ،‬ومقصود الشارع عن الخلق خمسة‪:‬‬ ‫والمقصد مكان للقصد‪ ،‬والمقصود غاية القصد‪- .‬‬
‫وهو أن يحفظ عليهم دينهم‪ ،‬ونفسهم‪ ،‬وعقلهم‪ ،‬ونسلهم‪،‬‬ ‫واصطالحا‪" :‬هي الغايات والحكم التي وضعها الشارع‬
‫وأموالهم‪ ،‬فكل ما يتضمن حفظ هذه األصول فهو مصلحة‪،‬‬ ‫عند كل حكم من أحكام الشريعة‪ ،‬تحقيقا لمصالح العباد في‬
‫وكل ما يفوت هذه األصول فهو مفسدة"‪.‬‬ ‫الدنيا واآلخرة عن طريق جلب المنافع لهم ودرء المفاسد‬
‫اقسامها )حفظ الدين ‪,‬حفظ النفس ‪,‬حفظ العقل ‪ ,‬حفظ‬ ‫عنهم"‪ .‬المقصد العام للشارع من تشريع األحكام‪ :‬إن‬
‫النسل‪ ,‬حفظ المال(‬ ‫التكليف كله وضع لدرء المفاسد على العباد وجلب‬
‫ادلة مجيء الشرع للمحافظة على الضروريات الخمس ‪:‬‬ ‫المصالح لهم‪ ،‬ومن اآليات الدالة على ذلك قوله تعالى‪:‬‬
‫‪1-‬الدليل اإلجمالي‪) :‬االستقراء( يقول اإلمام الشاطبي‪" :‬فقد‬ ‫﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها‬
‫اتفقت األمة‪ ،‬بل سائر الملل على أن الشريعة وضعت‬ ‫وجعل بينكم مودة ورحمة﴾‪ ،‬فالقصد من تشريع الزواج هو‬
‫للمحافظة على الضروريات الخمس‪ :‬وهي الدين‪ ،‬والنفس‪،‬‬ ‫المساكنة والمودة والرحمة بين الزوجين‪ .‬والقصد من‬
‫والعقل‪ ،‬والنسل‪ ،‬والمال‪ .‬وعلمها عند األمة كالضروري‪،‬‬ ‫تحريم الخمر في قوله تعالى‪﴿ :‬إنما الخمر والميسر‬
‫ولم يثبت لنا ذلك بدليل معين‪ ،‬وال شهد لنا أصل معين‬ ‫واالنصاب واالزالم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه‬
‫يمتاز برجوعها إليه‪ ،‬بل علمت مالئمتها للشريعة بمجموع‬ ‫لعلكم تفلحون﴾‪ ،‬كونها رجس‪.‬‬
‫أنواع المصالح ‪:‬‬
‫أدلة ال تنحصر في باب واحد" ‪2‬الدليل التفضيلي ‪ ,‬قال‬
‫• ضرورية ‪ :‬وهي في اللغة نسبة إلى الضرورة‪،‬‬
‫تعالى‪۞.‬قُلۡ َتعَ الَ ۡو ْا َأ ۡت ُل مَا حَ رَّ َم‪ ‬رَ ُّب ُكمۡ ‪ ‬عَ لَيۡ ُك ۡۖم َأاَّل ُت ۡش ِر ُكو ْا ِبهِۦ شَيۡ ٗـٔ ۖا َو ِب ۡٱل ٰ َولِدَ يۡ ِن ِإ ۡح ٰسَ ٗن ۖا َواَل‬
‫والضرورة هي الحاجة واإللجاء‪- • .‬واصطالحا‪" :‬هي ما‬
‫ت َۡق ُتلُ ٓو ْا َأ ۡو ٰلَدَ ُكم م ِّۡن ِإمۡ ٰلَ ٖق َّن ۡحنُ ن َۡر ُزقُ ُكمۡ َوِإيَّاه ُۡۖم َواَل ت َۡقرَ بُو ْا ۡٱلف ٰ ََوحِشَ مَا َظهَرَ م ِۡنهَا َومَا ب َ‬
‫َط ۖنَ‬ ‫ال بد منها في قيام مصالح الدين والدنيا‪ ،‬بحيث إذا فقدت‬
‫َواَل ت َۡق ُتلُو ْا ٱل َّن ۡفسَ ٱ َّلتِي حَ رَّ َم‪ ‬ٱهَّلل ُ‪ِ ‬إاَّل بِ ۡٱلحَ ۚقِّ ٰ َذلِ ُكمۡ َوصَّىٰ ُكم ِبهِۦ َلعَ لَّ ُكمۡ ت َۡعقِلُونَ ‪َ  )151 ( ‬واَل‬ ‫لم تجر مصالح الدنيا على استقامة‪ ،‬بل على فساد وتهارج‬
‫ش َّدهُۥۚ َوَأ ۡوفُو ْا ۡٱلكَيۡ َل َو ۡٱلمِيزَ انَ بِ ۡٱلق ِۡس ۖطِ اَل‬ ‫ت َۡقرَ بُو ْا مَا َل ۡٱل َيت ِِيم ِإاَّل بِٱلَّتِي هِيَ َأ ۡحسَ نُ حَ َّت ٰى َيبۡ لُغَ َأ ُ‬ ‫وفوت حياة‪ ،‬وفي األخرى فوت النجاة والنعيم‪ ،‬والرجوع‬
‫َٱع ِدلُو ْا َولَ ۡو َكانَ َذا قُ ۡرب َٰۖى َو ِبعَ هۡ ِد‪ ‬ٱهَّلل ِ‪َ ‬أ ۡوفُو ۚ ْا ٰ َذ ِل ُكمۡ َوصَّىٰ ُكم‬‫ُن َكلِّفُ ن َۡفسًا ِإاَّل وُ ۡسعَ ه َۖا َوِإ َذا قُ ۡل ُتمۡ ف ۡ‬ ‫بالخسران المبين"‬
‫• حاجية‪ :‬وهي في اللغة جمع حاجة والحاجة ما يفتقر‬
‫بِهِۦ َلعَ لَّ ُكمۡ ت ََذ َّكرُونَ ‪َ  )152 ( ‬وَأنَّ ٰ َه َذا صِ ٰرَ طِ ي م ُۡس َتق ِٗيما فَٱ َّتبِعُو ۖهُ َواَل َت َّتبِعُو ْا ٱل ُّس ُب َل َف َتفَرَّ قَ بِ ُكمۡ‬
‫إليه‪- • .‬واصطالحا‪" :‬هي ما يحتاج إليها الناس لليسر‬
‫﴾‬
‫عَ ن سَ بِيلِهِۦۚ ٰ َذلِ ُكمۡ َوصَّىٰ ُكم بِهِۦ لَعَ لَّ ُكمۡ َت َّتقُونَ ‪ .‬تضمنت هذه اآليات الكريمات‬
‫والسعة‪ ،‬واحتمال مشتاق التكليف‪ ،‬وأعباء الحياة‪ ،‬وإذا‬
‫الضروريات بأقسامها الخمسة‪ :‬ورد فيها حفظ الدين في‬ ‫فقدت ال يختل نظام حياتهم وال تعم فيهم الفوضى‪ ،‬كما إذا‬
‫المقطع الملون باللون األحمر‪ ،‬وورد فيها حفظ النفس في‬ ‫فقد الضروري‪ ،‬ولكن ينالهم الحرج والضيق"‪.‬‬
‫المقطع الملون باللون البرتقالي‪ ،‬كما ورد فيها حفظ النسل‬ ‫• تحسينية‪ :‬وهي في اللغة التزيين والتجميل‪- • .‬‬
‫في المقطع الملون باللون األزرق‪ ،‬وأيضا حفظ المال في‬ ‫واصطالحا‪" :‬األخذ بما يليق من محاسن العادات‪ ،‬وتجنب‬
‫المقطع الملون باللون األخضر‪ ،‬فيما حفظ العقل ورد فيها‬ ‫األحوال المدنسات التي تأنفها العقول الراجحات‪ ،‬ويجمع‬
‫من جهتين‪ :‬األولى أن التكليف بهذه األمور ال يكون إال‬ ‫ذلك قسم مكارم األخالق"‪.‬‬
‫لمن سلم عقله‪ ،‬والجهة الثانية أشار إليه سبحانه وتعالى‬
‫بقوله‪) :‬لعلكم تعقلون(‪.‬‬
‫ما شرعه هلال من أحكام إليجادها وحفظها‪ :‬منهج الشرع‬
‫في المحافظة على المصالح الضرورية يقوم على‬
‫مبدأين‪1- :‬حفظها من جانب الوجود‪ :‬ويتمثل هذا في‬
‫حرص الشارع على إيجادها وتحقيقها عن طريق إقامة‬
‫أركانها وتثبيت قواعدها‪ ،‬ويتجسد هذا في تشريع أصول‬
‫العبادات والعادات والمعامالت‪2- .‬حفظها من جانب العدم‪:‬‬
‫وذلك عن طريق دفع ما يؤدي إلى اختاللها أو فسادها‬
‫وتقويض أركانها أو ضياع قواعدها‪ ،‬ويتجسد في تشريع‬
‫العقوبات والتعزيرات الرادعة عن جميع أشكال‬
‫ومستويات االعتداء على الكليات الخمس‪ .‬أمثلة حفظ‬
‫الضروريات‪ :‬مثال حفظ الدين من جانب الوجود‪ :‬األمر‬
‫باإليمان باهلل‪ ،‬والصالة‪ ،‬والزكاة‪ ..‬وغيرها من أصول‬
‫العبادات‪ ،‬والترهيب من الكفر والنفاق‪ ،‬والنهي عن‬
‫ارتكاب الكبائر وغير ذلك‪ .‬مثال حفظ الدين من جانب‬
‫العدم‪ :‬تشريع األحكام والعقوبات التي تدرأ عن الدين كل‬
‫ما من شأنه أن يؤدي إلى اختاهلل‪ ،‬كتشريع الجهاد‪ ،‬وحد‬
‫الردة‪.‬‬

You might also like