Professional Documents
Culture Documents
الفكر السياسي اليوناني
الفكر السياسي اليوناني
سقراط هو أشهر فيلسوف يوناني ،ويعتبر أبا الفلسفة الغربية ،وشخصية رئيسية في تطور
.الحضارة الغربية
ولد سقراط في اثينا( 470ق.م399-ق.م و يعتبر احد مؤسسي الفلسفه الغربيه ولقب بابو
الفلسفه وايضا لقبوه بالنبي و لقد عرف ببساطته و تواضعه في االكل و الشرب ،وكثير كانو
ت فعلية ،لذا فإن االنطباعات وبعض تفاصيل حياته يعتبروه غامض النه لم يترك سقراط كتابا ٍ
مأخوذة في المقام األول من كتابات تلميذه ،أفالطون .وهناك إسهامات أخرى أيضا ً من زينوفون
والكاتب المسرحي المعاصر– أريستوفانيس .وقد اتهم البعض ان افالطون كتب عن سقراط
بصوره مثاليه بعض الشيء ليجعله يبدو أنبل فيلسوف ،وكمثال يُعتز به ويتبع .ومن الصعب
تحديد مقدار هذه الزينة ،ولكن رغم كل شيء تظ ّل حياة سقراط إلهاما ً عظيما ً للكثيرين .كان
سقراط ابنًا لنحات صخور وصانع تماثيل ،وكانت امه قابلة
و الفتره يلي عاش فيها سقراط كانت فيها الكثير من الفوضى كما عاش وشارك كجندي في
حولت حلف ديلـوس الذي أنشئ للدفاع ضد خطر الفـرس،
حروب البولوبونيز بين أثينـا – التي ّ
إلى إمبراطوريـة استغاللية للمدن اليونانية –وبين اسبرطة التي رفضت الخضوع لهذا الحلف
االستغاللي .دامـت هذه الحروب من 431إلى 405ق .م) .مع بعض التقطعات.
وقد كان سقراط من أشد اعداء السفسطائين النهم كانوا يعلمون الناس لقاء االجر ,فتقدم سقراط
ليقوم بتعريف السفسطائـي :السفسطائي في رأي سقـراط تاجر يت ّجر في المعارف أي يقوم بنقلها
من مدينة إلى أخرى ،وهذا التعريف يتضمن أن السفسطائيين ليسوا خالقي العلم الذي يتجرون
فيه وإنما هم مجرد ناقلين له.
ومن أهم أعالم السفسطائيين :بروتاغوراس ,فهو أولهم وزعيمهم ,جورجياس وغيرهم.
يرى بروتاغوراس :أن اإلنسان هو مقياس األشياء جميعا ،ما يوجد منها وما ال يوجد .ومعنى
ذلك أن اإلنسان هو الذي يحكم على األشياء الموجودة بأنها موجودة وعلى غير الموجود منها
بأنه ليس موجودا ,فالسفسطائيين ال يرون شيئا اسمه الخطأ وال أحد يناقض آخر ،الن االنسان هو
الحكم الوحيد على إحساساته وعقائده ،وإنه مادام ال توجد حقيقة مطلقة ،فكل إنسان يحكم بما
يظن أنه الحقيقة.
السفسطائيين و سقراط:
-السفسطائيين يقولون انهم حكماء اما سقراط سمى نفسه فيلسوف ايمحب للحكمة
-السفسطائيين كانوا يخذون االجور مقابل تدريس الطلبة اما سقراط لم يكن يأخذ شيئا
-السفسطائيين نكرو وجود الواقع الخارجي اما سقراط كان يقر على وجود الواقع الخارجي
-السفسطائيين برأيهم أنه ال أخالقية بالمعرفة طالما أن االنسان هو مقياس كل شي وبالتالي هو
الذي يحكم اذا هذا حق ام باطل ,وان الحق والباطل والخير وصدق وخيانة وغيرها من المفردات
المعيارية هي تابعة لالنسان بما ينفعه ويحقق مصالحه ,فمثال اذا كان الكذب لتحقيق مصلحته فهو
صفة جيدة ,بينما سقراط قال :ان الفضيله هي المعرفه والفضيلة هنا هي القيمه االخالقيه العليا.
عند قراءة عن فلسفة سقراط نرى ان االساس له هو المعرفة وانه ال يوجد شخص لديه المعرفة
الكاملة وهذا كان سبب من اسباب رفض سقراط للديمقراطية.
فاعترض سقراط على الحُكم الديمقراطي االثيني الذي ساد عصره بشدة وتهجّم عليه ،وأبرز
عيوبه ،لذا ،فقد صار الناس جميعا أعداء له .فقد انتقد سقراط أسلوب الديمقراطية وطريقة تعيين
.موظفي الدولة بواسطة القُرعة والدَور ،حيث نترك -بهذا الشكل -مسألة الكفاءة للصدفة والحظ.
الن الديمقراطية تقوم على اساس االنتخاب من قبل االشخاص ويرى ان الناس ليس جميعهم
لديهم الخبرة و التصور المعرفي او حتى الكفاءة العلمية الختيار االشخاص السلطويين واعتبر ان
الديمقراطية قد تؤدي الى فشل الدولة عن طريق اختيار االشخاص الغير المؤهلين ووضعهم في
السلطة عن طريق االنتخاب الذي ايضا يأتي من قبل أناس ليس لديهم المعرفة الكاملة لهذا كان
سقراط ضد الديمقراطية.
يقول سقراط ان هناك شيء واحد صالح وهو المعرفة ،وشر واحد ،وهو الجهل.
على سبيل المثال التعليم هو أفضل أمل للديمقراطية .فالشعب الذي يفهم السمات المطلوبة في
زعيم ما ،يميز الفرق بين كونه ممثل مخادع أو زعيما مشروعا ،ويعرف المسار الذي يجب أن
يتخذه وهو الفرق بين الديمقراطية الفعالة وبين مبدا سقراط عن الديمقراطية المزيفة.
كان سقراط يتحدث عن المعرفة والحاجة إلى الخبراء وكان ينشر أمام المأل أنه اتخذ الكفاءة
شعارا له ،لكن هذا النقد والتهكم والحرب التي شنها سقراط على ديمقراطية أثينا لم تكن بال ثمن،
بل كان ثمن ذلك حياته.
واعتبر ان حكم الديمقراطيه هي تسليم السلطه للشعب وهم الذين يجهلون احكام السلطه و قد
نادى بحكم االرستقراطية الفكريه وقد قسم الدوله تقسيما ابتدائيا الى (ملكيه ،استبدادية ،
)ارستقراطية ،اخر وحده هي الديمقراطيه).
أعرف شيئا ً
ُ االسلوب السقراطي :أنا ال
يقول سقراط" :بالنسبة لي ،كل ما أعرفه هو أنني ال أعرف شيئاً" .هذه المقولة الشهيرة لسقراط
تمثّل جوهر أسلوبه السقراطي ،كان سقراط دائما ً على علم بمحدودية ما يعرفه ,غير أنه كان ال
يقول ذلك ليُعلـن جهله بين الناس ،بل ليبرر أن المعرفة الحقيقية ال تكون ممكنة إال إذا ما وعينا
بجهلنا .ولن يعرف االنسان شيئا جديدا حتى يعرف أوال أنه ال يعرف .
وبالتالي لم يتبع سقراط أسلوب التعليم السابق له والقائم على التلقين كما فعل السفسطائيون .ولم
يفرض على المتحاورين رأيا معينا أو حقيقة معينة ،وكان يردد أنه يبحث مثل سائر الناس عن
الحقيقة وال يعرفها ،فكانت حكمته أنه يعلم أنه جاهل للحقيقة بينما كان يدّعي اآلخرون معرفتهم
وهـم جاهلون بها .وكان يختلف عن السفسطائيين الذين قاموا بتعليم شبان النبالء في أنه كان
يتحادث مع زمالئه في كل مكان – في الشارع وفي السوق وفي الجمعيـة الوطنيـة -أي حينما
وجد اجتماعا للناس.
فقد سعى سقراط للتدريس من خالل مسار االستقصاء الذاتي ،لم يدّع أن لديه إجابات؛ كان يسأل
طالبه أسئلة مجردة ،ويجبرهم على التفكير بأنفسهم والتشكيك في عقائدهم ومعتقداتهم ,حتى
.يصلوا للحقيقة.
وقد اختار سقراط هذه الطريقة الحوارية حين أخذ يناقش حكماء عصره ،فكان يسأل عن معنى
:الفضيلة ،االخالق ,الشجاعة ،العدالة . . .وبقي يزاول حواره الفلسفي كل يوم من خالل:
-التهكـــم :يبدأ سقراط بالتظاهر بالجهل ،ويُلقي أسئلة لها طابع السخرية والتهكم ،ليُجيب عنها
المسؤول ،ثم يناقش سقـراط هذه االجابات حتى يشككه في معلوماتـه فيوقعه في التناقـض
والحرج.
-التوليـــد :ثم يُلقي سقراط على محدثه أسئلة مرتبة ترتيبا منطقيا بحيث تفضي االجابة
عليها إلى التوصل إلـى الحقيقة ،ويشعر المتحدث أنه قد توصل إليها بنفسه.
اعدامه:
حكمت ديمقراطية أثينا على سقراط بالموت بتجرع السم .ووجهت إليه ثالث تهم هي :رفض عبادة
آلهة المدينة ،اإليمان بآلهة جديدة ،إفساد الشباب.
تتفرع تهم سقراط إلى نوعين :أحدهما ديني واآلخر أخالقي ،لكن وراء هذا كله أسباب أخرى
هذه التهم كلها ال أساس لها بالمرة' .فالتهمة األولى يمكن توجيهها ضد معظـم مفكري اليونان
السابقين إذ ال يؤمن معظمهم بالديانة القومية ،بل كثير منهم ينكر صراحة وجود اآللهة .ويكاد
يكون سقراط هو وحده الذي امتنع عن مثل هذه األقوال ،بل بالعكس كان يشترك في تكريم اآللهة.
وكان يحث سامعيه في أية مدينة'يتواجد فيها على تكريم اآللهة حسب عادات تلك المدينة 3
والت ُهمة الثانية قامت على أن سقراط دعا آلهة جديدة ،عندما كان يدّعي سماع صوت سماوي
.داخلي يهديه لما يقوله ويفعله ،غير أن هذا ال يكفي التهام شخص بالدعوة آلهة جديدة
أما تهمة إفساد الشباب ،فهي كذلك بال سند ،فحتى إن أساء بعض تالميذه التصرف مع آبائهم أو
غيرهم فهو ليس مسؤوال عن ذلك.
ولكن الحق أن االتهام الحقيقي الذي كان وراء االتهام الرسمي كان اتهاما آخر ،ويبدو أنه كـان
سياسيا في األصل ،إذ ال يخفى على أحد معارضة سقراط النظام الديمقراطـي وتفضيله في مقابل
ذلك لطريقة الحكم األرستقراطية ،والعسكرية التي كانت تتبعها إسبرطة ' .فلم يقبـل سقراط بنظام
يسمح بأن يصل إلى الحكم أي فرد من أفراد الشعـب ،وبأن يصعد الحـدادون والت ُجار إلى منصة
الجمعية العمومية ليُدلوا بآرائهم في أمور ال يفقهون فيها شيئا.
فقد اعترض سقراط على النظام الديمقراطي االثيني وبشدة وتهجم عليه ,وأبرز عيوبه ,فقد كان
هذا النقد والتهكم والحرب التي شنها سقراط على الديمقراطية لم تكن بال ثمن بل كان ثمنها
حياته.
كان القانون األثيني يسمح للمواطن الصادر بحقه حكم أن يقدم عقابًا ً
بديال للذي حكم عليه به
وكانت هيئة المحلفين تقرر بعد ذلك ،وكان باإلمكان لسقراط أن يَنفذ بجلده باقتراح عقوبة أخف،
جرم ،فإنه ال يستحق عقابا وإن اقترح
غير أن سقراط أكد بكبرياء أنه لما كان لم يرتكب أي ٍ
عقوبة يعني االعتراف بأنه مذنب ,و كفيلسوف شعر بأن األهم أن يثبُت على معتقداته ,وقد توفرت
له الفرصة للفرار ،لكنه أصر على الرفـض قائال أن الهرب من الموت جُبن ،وأن علـى اإلنسان أن
يُطيع القوانين النها سياج الدولة ،في ظلها ينشأ
األفراد ويحيون ،ولئن كان االثينيون ظلموه ،فبأي حق يستهين هو بالقوانين ويظلمها.
وقد وصف أفالطون إعدام سقراط في حوار فايدو ً
قائال أن سقراط شرب خليط الشوكران األبقع
ت قصير قبيلمن دون تردد ،فتسلل الخدر شيئ ًا فشيئ ًا في جسده حتى وصل إلى قلبه ،وبعد وق ٍ
خروج نفسه األخير وصف سقراط موته بأنه تحرر للروح من الجسد.
أفالطون:
فكره السياسي:
ضمن آراؤه السياسية في ثالث كتب له وهي )1 :السياسي )2الجمهورية )3القوانين .وفي هذه
المؤلفات القيمة أثبت اراء نفيسة من الوجهتين التاريخية والعلمية.
كتاب الجمهورية :هو أنفس كتاب الفالطون وأعظمها شأنا ,في هذا الكتاب يسعى افالطون الى
ان يطر االفكار التي استفادها من سقراط ويطورها ,وقدم فيه صلب فكره السياسي المعروف
بنظرية المثل ولعل أهم أفكاره في هذه المحاورة فكرة المدينة الفاضلة ,تعد المدينة الفاضلة عند
افالطون أكبر األحالم التي عاشها وحاول تطبيقها على أرض الواقع .وهو في هذا حاول أيضًا أن
ينشأ تلك المدينة ويحدد معالمها ومن يحكمها وفق رؤيته.
أ) الفضيلة هي المعرفة :تدور فكرة الكتاب حول مقولة سقراط (ان الفضيله هي المعرفه ) ومقصد
افالطون بالفضيله حياه افضل لإلنسان و المجتمع واعتبر الفضيله غايه بذاتها وال يقوم مجتمع
سياسي بدونها.
ب) تقسيم العمل هو أنسب السبل لنجاح الحياة االجتماعية ,وبنى المدينة هذه على منوال جسم
اإلنسان.
وتتحدث جمهورية افالطون عن تعريف العدالة ونظام ,وطبيعة الدولة العادلة وطبيعة االنسان
العادل .والعدالة في تعريف افالطون ان يقوم كل جزء بالمدينة بالعمل المخصص له ومن
اختصاصه ,و عرف افالطون العدل انه هو الشخص الحكيم و الصالح و الشخص المعتدي هو
الشرير و الج اهل ويعتقد ان االنسان يميل بطبعه الى التعدي اكثر من العداله وان على الدوله تعليم
الناس حب العداله.
العداله االجتماعي هي جزء من العداله الداخليه وهي عدالة النفس ,وتصرفات االنسان مصدرها
:3
)1الشهوه مثل حب المال و حب الظهور )2 .العاطفه هم اشخاص يحبون الشجاعه و النصر)3 .
العقل هم اشخاص مهتمين بالفكر .افضل دوله هي الدوله التي يحكم فيها العقل على الشهوه و
العاطفة العداله هي ليست القوه المجرده وليست فقط لالقوياء فقط وانما تعاون من كل افراد
المجتمع.
وان الدولة ال بد أن تشتمل على طبقات ثالث:
طبقة العمال :وعليها أن تعمل لتسد حاجات االفراد الطبيعية ,طبقة المحاربين وعليها أن تحرس
العمال وتحميهم ,وتدافع عن حدود الدولة وممتلكتها ,طبقة الحكام وعليها أن تنظم عالقات االفراد
بعضها ببعض لخير الجميع ,ولم يعن افالطون بطبقى العمال والمحاربين عناية عظيمة بل حصر
جل اهتمامه في طبقة الحكام التي يجب أن تتألف من رجال عقالء راشدين ,ووصف لهم نوع من
التعليم والتدريب يؤهلهم الى تولى السلطة وأمور الحكم.
وبالنسبة للكيانين االقتصادي واالجتماعي للمدينة ظهر في محاورة الجمهورية ما يعرف بشيوعية
أفالطون وعمل على اذاعته حيث رفض أفالطون نظام الملكية الخاصة ألنها تصرف الناس عن
االهتمام بالصالح العام فال يهتمون إال بممتلكاتهم .كما رفض أفالطون نظام األسرة ألنه سيشغل
الناس بأبنائهم وزوجاتهم عن اآلخرين من أبناء المدينة.
وكانت الفكرة األساسية التي سادت "جمهوريته" هي أن السلطة يجب أن تقترن بالعرفان وان
الفيلسوف يجب ان يكون سياسي ,وبالتالي فالفالسفة (ونظرا ألن الفضيلة هي المعرفة) وظيفتهم
الحكم ،ألنهم هم الحكماء القادرون بعقولهم الراجحة على الوصول بسفينة المدينة إلى بر األمان,
فيقول :على الفالسفة ان يكونوا ملوكا ,وعلى الملوك أن يكونوا فالسفة.
وتخيل افالطون بعد ذلك سلسلة من أنواع الحكومة تمر بها الدولة من الكمال الى االضمحالل فقال
ان الحكومة االرستقراطية الرشيدة التي يسودها العدل هي افضل انواع الحكومات ,وتأتي بعدها في
المرتبة الحكومة التمقراطية وهي الت ي تأثر أعضاؤها بحب المجد والشرف اكثر من تأثرهم بحب
العدل .ثم وضع الحكومة األوليجركية في المرتبة الثالثة ,وهي حكومة تكونت عندما تقدمت الثروة
الخاصة فحكم البالد األغنياء.
وظهرت الحكومة الديمقراطية وهي اسوأ انواع الحكم في نظره ,ويتضح من هذا ان افالطون فضل
حكم االستقراط المستنيرين وكره الحكومة الديمقراطية كراهية شديدة ,ولعله تأثر في ذلك بمحاكمة
أثينا ألستاذه سقراط والحكم عليه بالسجن ثم االعدام ظلما وعدوانا.
تأثر افالطون بسقراط :نرى أن تحديد الفروقات بين سقراط و افالطون يصعب ً
قليال ألن أغلب
أفكار سقراط نُقِلت من خالل أفالطون فيتم االعتقاد للوهلة األولى من القراءة أن أفالطون ينقل تأثره
الكبير بسقراط و أفكاره هي نفس أفكار معلّمه ،يوجد مالمح تشابه بين سقراط و افالطون أبرزها
اهتمامهما بالمعرفة و األخالق و المناداة بالحكم العادل الذي ينبثق عن وجود حاكم فيلسوف معرفته
ت شمل عدة جوانب في الحياة السياسية و االقتصادية و االجتماعية و الثقافية و هذا نتاج مرافقة
أفالطون لسقراط في حياته ،اهتم الطرفان بأنظمة الحكم و نوع الحكومات بلغة متشابهة نوعًا ما
نظرا لتأثره بإعدام معلّمه سقراط ظهر هذا التأثر بكتابه الجمهورية الذي أغلب مواضيعه تضمنت ً
.أفكار سقراط و المناداة بالعدل في األنظمة
أوجه االختالف ممكن أن تكون من خالل وجهة نظر كل واحد منهما عن الحياة بشكل عام أرى أن
سقراط كان يرغب بإيصال معلومة و توثيقها في األذهان فقط من خالل ما كان يدور بينه و بين
بعض األشخاص من حوارات و كانت إجاباته الدائمة عن علمه و معرفته بأنه ال يملك من العلم
شيء و هو ليس معل ًما إنما لديه فكرة يرغب بتحقيقها في الدولة تحقيقًا للعدل و سعادة الناس ،أما
أفالطون اهتم بالنفس و الذات ككل و اهتم بفن الحوار و الجدل و النظريات و وصف شكل المدينة
الفاضلة التي يسعى إلى تكوينها من خالل وصف شكل األسر فيها و حياتهم في بيوتهم و أمالكهم و
تعليمهم و االتفاق فيما بينهم في الحياة بشكل عام أي كان أكثر سالسة من سقراط في طرح
.المواضيع و النقاشات
أثر إعدام سقراط على أفالطون بشكل كبير جدًا و اتجه إلى السياسة بشكل مباشر بالرغم من عدم
اهتمام ه فيها بالبداية لكن رؤيته للظلم و االستبداد في األحكام أصبح ينادى بالعدل مما جعل لغة
كتابه الجمهورية تميل بصورة كاملة إلى نفس مطالب سقراط و نقل محاوراته فيه فكانت هذه
الخطوة بداية ازدياد فكره السياسي.
افالطون اتبع نفس طريقة سقراط في الحوار بطرح االسئله طريقة التهكم والتوليد
واتفق افالطون مع سقراط بفكرة أن المعرفه طريق إلى الفضيله ومسأله أعدام سقراط ادى الى
مقته لالنضمه السائده في وقته وهذا ما دفعه الى فكرة المدينه فاضله يسودها المثل العليا تمخض
عنه كتاب الجمهوريه ومن ثم تغيرت بعض قناعات افالطون وتنبه بالحاجة الى الطبقه الحاكمه مما
جاء بكتاب السياسي ومن تم راى ضروره ملحه لوجود ما يشبه العقد االجتماعي لينضم عالقة
الساسه باالفراد فكان كتاب القوانين.
كتاب القوانين:
عرض افالطون في محاورة القوانين نموذجا اخر لمدينة فاضلة اخرى وهي ال تختلف في جوهرها
عن المبادئ التي قامت عليها المدينة األولى في الجمهورية فهي تعتمد على افراغ ما في عقل
الفيلسوف من قوانين قادرة ان تحكم من خاللها مدينة تعمل على خير لجميع مواطنيهم واسعادهم
فشكل افالطون دستور لهذه المدينة (الدولة )الهدف من الدستور تحقيق المثل العليا للمدينة بشرط
مراعاة طاقة اإلنسان ومقتضيات حياته ،إن ما يبدو أقرب إلى الصواب ،هي أي أن الرجل قد تبين
له بعد ثالثين عاما من كتابته للجمهورية ،أن تحقيق المدينة الفاضلة ال يستقيم فقط بتنصيب ملك
والمشرع للقوانين التي تنظمها؛ بل
ِّ فيلسوف على رأس الجمهورية ،بحيث يكون هو عقلها اآلمر
يستقيم ذلك (بناء مدينة فاضلة) بتدارس القوانين الصالحة ،والالَّزمة للمدينة الفاضلة ،بحيث يكون
الحاكم والمحكوم معا ،يسلكان طبقا لما تنص عليه هذه القوانين ،ال مخالفتها
-وقد عدل اراءه تعديال جوهريا فقد سمح بالملكيه الخاصه والحياه المنزليه والكن تحت اشراف
الحكومه
-وكان ضد مبداء الشيوعيه الذي كان في كتابه الجمهوريه الذي كانت فقط لطبقة الحكام الن برائيه
.ان تكوين االسره والملكية قد تكون اسباب لكي تقل والئه للدوله
-وانه يجب اال تستند السلطه الحكوميه على تربية العقليه وحدها بل على تقسيم السكان الى طبقات
على اساس الثروه في ملكية االراضي بشرط ان تفرض الحكومه حدا للملكية ال يتعداه الفرد وقد
.ركز بكتاب الجمهوريه على التربيه النظريه وحدها وعدم وجود ملكيه
-اقترح نوعا من الحكومه وان تكون بعيدا عن الملكيه المتطرفه وعن الديمقراطيه المتطرفه وقد
اوقف كال من حكومة الطغاه حتى ال يصبح استبداد والديمقراطيه حتى ال يصبح فوضى ونادى
بإعطاء كل و طني نصيبا بالحكم يتناسب مع كفايته وان افضل نظام للحكم هو الذي يقوم على اساس
التوازن بين مختلف القوى واحداث االنسجام في ما بينها بمعنى انها حكومة مختلطة (مزيج بين
النظام الملكي والنظام الديمقراطي) تجمع بين مبدأ الحكمة والسلطة التي تبقى في الملكيات ومبدأ
ال حرية الذي يبقى فيه الديموقراطيات وسماها بالجمهورية االرستقراطية الديمقراطية رغم انه كان
ضد الديمقراطيه في كتاب الجمهوريه وانها اسواء انواع الحكم و هي حكم الطغاه اال انه في كتاب
القوانين فكانت افضل االنظمه عندما جمعها مع الملكيه.
-في كتاب الجمهوريه ان من يصح اهم الحكم يجب ان يكونون مختارون اختيارا خاصا ً ومدربون
تدريبا ً معينا اما في كتاب القوانين خاضعه للقانون الذي يسود الحاكم و المحكوم.
ان العدل اساس الملك وان الفضيله قوام الدوله وان اساس الفضيله هو التربيه و التعليم وان صالح
الجماعه فوق مصلحة الفرد.
سبب المثاليه عند افالطون كانت بسبب االحداث التي شهدها ,سببها ردة فعل على اعدام سقراط الن
جزء كبير من المثالية التي طغت على افالطون سببها تلك الحادثة ,واخفاق افالطون في تطبيق
الجمهورية جعله يعيد قرأته ,ف لقد ظل أفالطون بأنه يؤمن الممكن تحقيق هذه الدولة ،إال أنه بعد حين
تراجع عن ذلك وأدرك بأن دولته المثالية هذه ال يمكن أن تتحقق إال على أيادي اآللهة أو أبناء
اآللهة ،ومن ثم يكفي أن تظل مثالً أعلى يجب أن يسعى الناس إلى تحقيقه قدر المستطاع.
.تراجع أفالطون إلى مستوى الواقع المعاش ،محاو ً
ال بذلك أن يصور للناس في محاورته
القوانين" ،فضائل دولته الواقعية الجديدة ،والتي هي عنده هذه المرة ال تخلو من الخير الـذي"
وعندما رأى افالطون ان النظم االسبرطية تنقصها الثقافه العلميه فعندما دعاه طاغيه سيرقيوز ان
يكون مستشاره في الحكم وعندما كان معه كان فعال هو الحاكم و حاول ان يطبق ثقافته النظريه او
التي تميل الى الخياليه لم ينجح وهنا علم الحقيقه ان ارائه تميل الى الخياليه و النظريه اكثر من
العلميه وانها ال تؤدي الى االصالح السياسي.
رأى افالطون في بعض األحيان أن الزواج يقتصر فقط على اإلنجاب الستمرار الحياة و عدم توقف
النسل ليس العتبار وجود المرأة و تكوينها أسرة.
الكهف افالطون:
قصة الكهف كانت تتحدث عن مجموعه من الناس عاشوا حياتهم في كهف مقيدين بايديهم وارجلهم
واعنقاهم باالغالل منذ نعومة أظافرهم وال يعرفون شيئا عن العالم الخارجي اال ظالل كانت تظهر
على حائط تعكس ظاللهم عن طريق القليل من النور فكان خلفهم نار ,والناس الذين كانوا بداخل هذا
الكهف كانوا يعتقدون ان هذه هي الحقيقه ولم يكونوا معترضين على حالهم بل كانوا راضين النهم
كانوا متوقعين ان هذه الحقيقه وان هذا الشي طبيعي ولكن بيوم من االيام استطاع احدى المساجين
ان يتحرر وان يفك نفسه وخرج الى النور و رأى الواقع الحقيقي ورجع لكي يخبر اصدقائه ورفاقه
يلي بالكهف والكن انصدم بردة فعلهم انهم وصفوه بالجنون وهنا قررو ليس فقط ان يكذبوه بل
قررو ان يقتلوه والرساله وراء هذا المثال انه مو كل شيئ بنشوفوا يكون حقيقه والعالم عباره عن
وهم وعن صوره مشوهه والكهف كان عباره عن العالم الحسي و الظالل عباره عن المعرفه
الحسيه اما السجين الذي تحرر ممكن ان نعتبره عالم او فيلسوف وممكن ان نشبهه بسقراط النه
اعدم عن طريق تجرع السم بسبب انه كان يريد ان يحرر عقولهم من المعتقدات القديمه.
وهذا يتطلب البحث العملي وليس التكهنات وأنه ليس من الضروري كل ما نتوصل اليه من
المعارف يعتبر حقيقه او انها تكون قطعية الثبوت
والعائلة عي اللبنة األساسية في المجتمع ثم مجوعة عائالت تتحول الى قرية ومجوعة قرى تتحول الى مدينة
والمدينة بحاجة الى سلطة سياسية .
كما أن أرسطو هو أستاذ اإلسكندر األكبر ( المقدوني ) ،وكان يلقب بالمعلم األول .
مؤلفات أرسطوطاليس:
)2كتاب السياسة :يبدو الكتاب من عنوانه كتا ًبا سياس ًيا ،إال أنه يثبت نظرية أن
ال شيء في حياة اإلنسان غير مرتبط بالسياسة ،فكل تفاصيل المجتمع تتدخل
السياسة بها بشكل مباشر.
صمم الكتاب ليكون شر ًحا وافيًا لفن الحكم و لشكل الدولة وسياساتها ودور كل جزء منها
ُ
في المنظومة العامة ،بما يشمل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ،ودور الفرد
والمجتمع والتربية في شكل الدولة .يف كتاب السياسه قال ارسطو ان افضل نظام حكم
اط و السبب اناالوليغارش و الديمقر ي
ي هو النظام المختلط الذي يجمع بي النظام
ه نتيجة ان الفقراء يثورون ضد االغنياء فافضل حل الت تحدث ي أسباب الثورات ي
الفقيه ,وكان الحل هو الجمع ربي ر ان نجد موازنه ربي القله الغنيه و االغلبيه
اط، .واقر ارسطو العبوديه إلكمال هذه السعاده االوليغارس والديمقر ي
ي النظامي
ر
الن الناس مختلفون يف القوى الفكريه والقوى العقليه رغم من أنه قال أن هناك
من العبيد من هم أفضل من األحرار| ,فخلق فريق منهم سيدا وخلق فريق اخر
مسودا رقيقا ،والن عقلية تلك الفكرة كانت منسجمة مع هذه الطريقة ان
الطبيعة قسمت الناس فئات فكانت هذه العقلية ه المهيمنة ف تلك ر
الفية ي ي
وصعب عىل ارسطو ان يعارضها.وكان ارسطو اول من كتب يف االسس االقتصاديه
اليوه ربي االفراد من العواملوخطرها عىل النظم السياسيه حيث قال :ان توزي ع ر
ه يف الغالب اال مشاحنات ر
الب تؤثر يف شكل الحكومه وان الثورات ما ي المهمه ي
بي الذين يملكون كثي من ر
اليوه والذين ال يملكون اال قليال. ر ر
وبي
وقد فصل ارسطو طاليس ربي السلطات التشيعيه و الفضائيه و التنفيذيه ر
الكثي قبل ارسطو تقسيم الحكومه ر واجبات كل منها واختصاصاتها وقد حاول
وغيه ربي حكومةفمي افالطون ر بدان ر
ي منهم افالطون والكن قسموها تقسيم
ر
االكييه اما ارسطو قسمها تقسيم وبي الحكومة
الفرد و حكومة االقليه وبينها ر
بف ال االن وحلل الحكومه من جهة عدد االفراد و عىل االغراض ر ر
دقيق وحب ي
مي ربي النوع الصالح و الفاسد وان الدولة يجب ان الب تعمل عىل تحقيقها و ر ر
ي
تعمل عىل اسعاد الجميع وان تعمل عىل اسعاد افرادها وتحقيق مصالحهم
الذاتيه.
وقد قسم ارسطو االنظمه السياسيه عىل اساس انه كان يميل ال الواقعيه وكان
سداس للحكم حيث ي كبيه وقدم ارسطو تقسيميعط لسيادة القانون اهميه جدا ر
ي
وكيف ,وهو ان اذا كان الذي يحكم
ي كم
استند يف تصنيفه للحكومات ال معيارين ي
الملك و النظام الفاسد هو االستبدادي ،اما اذا كان
ي فرد هنا يكون النظام الصالح
اوليغاررس ،اما اذا كان يحكم
ي اط و الفاسد
الحاكم قلة فالنظام الصالح ارستقر ي
اط فوضوي ر
اط معتدل والنظام الفاسد الديمقر ي كيه فالنظام الصالح هو ديمقر ي
(غي دستوري) وبالنسبة الرسطو اسواء انواع الحكومه االستبداديه و الحكومه ر
االوليغارس و
ي الديمقراطيه المتطرفه اما افضل انواع الحكم هو المختلط (
اط).
الديمقر ي
المدرسه المشائيه بعد وفاة افالطون
يىل خال ارسطو المقدون ي
ي يىل كان والد االسكندر
وكان ارسطو طبيب لفيلبوس ي
فيه طويله وجعل ابن اخته يدرس االسكندر المقدون واقام ارسطو ف مقدونيا ر
ي ي
المقدون وبعد ذالك حدث خالف ربي االسكندر
ي ايضا يكون طبيبا مع االسكندر
والب لم تعجبر ر
الب قالها ابن اخت ارسطو ي و ابن اخته نتيجت بعض العبارات ي
وف الوقت الذي جعل ابن اخته ان ياخذ مكانه رجع المقدون فاعدمه ي
ي االسكندر
ال اثينا ووجد ان اكادمية افالطون يديرها شخص اخر وتضايق ارسطو الن كان
برائيه هو االنسب ليديرها من بعد افالطون ومن هنا ذهب ال احد الحدائق
ً
ليدرس طالبه واسس مدرستا ليدرس الطالب وابرز االقوال تقول انها سميت
يمش واستمر يدرس يف حدائق ي بالمدرسه المشائيه النه كان يدرس طالبه وهو
لوقيون يف اثينا وظل يدير مدرسته ١٣عام .
نقد ارسطو الفالطون
-١نقد ارسطو طاليس مبادئ افالطون فيما يخص روابط االرسه و ر
اليبيه العامه
والملكيه الذاتيه وقال ارسطو ان الغاء روابط االرسه والملكيه الذاتيه تضيق حياة
الفرد وتمنع الروابط االجتماعيه.
وخيهم كوحده اجتماعيه وقال-٢ورفض ايضا الفكره الخياليه القائله بمصالحهم ر
توفي أعىل درجات السعاده لشعبها .
ه ر ارسطو ان وظيفة الدوله ي
افالطون وارسطو و الفرق
-١افالطون كان يميل ال القضايا االرساقيه اما ارسطو كان يميل ال الواقعيه و
القضايا العقليه
-٢كان افالطون خياليا شاعرا ودمج ربي السياسه و االخالق عىل عكس ارسطو
كان ارسطو منطقيا ونظاميا وعمليا يف آرائه وابحاثه
-٣وكان يعتي افالطون ان السلطه السياسيه نشأة نتيجة الحاجه اما ارسطو يعتي
ه النواة االساسيه لقيام المجتمع ثم الطبيع وان االرسه ال الحاجه ي
ي انه من
السلطه السياسيه .
-٤يف كتاب السياسه قال ارسطو ان افضل نظام حكم هو النظام المختلط الذي
القواني قال
ر اط اما افالطون يف كتاب
االوليغارس و الديمقر ي
ي يجمع ربي النظام
اط .
الملك االرستقر ي
ي افضل نظام حكم هو
-٥واسس ارسطو المدرسه المشائيه يف قبال افالطون الذي اعتمد عىل االرساق
وه يف قصة الكهف يف الوصول ال الحقيق ي
ر
الب امتازت بسمو مداركها اما ارسطو
المؤمني بحكم االقليه ي
ر -٦كان افالطون من
مشيكي ر
اشياكا فعليا يف ادارة شؤن فقد قال ان افضل انواع الدول اذا كان افرادها ر
ر
بالدهم.
اوجه الشبه:
الديب للظاهرة السياسية و اعتمدوا
ي التفسي
ر لقد رفض كل من أفالطون و أرسطو
تفسيا وضعيا للظاهرة السياسية حيث يلتقيان يف البحث حول مواضيع ر
السياسة ،الدولة ،الحاكم و المحكوم حيث أبرزا طرق تأسيس الدولة و مواصفات
السياس حيث يلتقيان أيضا يف تصنيف أنظمة الحكم ربي أنظمة واقعية
ي الحاكم
و أنظمة مثالية.
اوجه االختالف:
يختلف أفالطون عن أرسطو من حيث المنهج و الرؤية حيث ر
اقيح أفالطون
واقع بينما ارسطو له غي ر
ي ماينبع أن يكون و اقيح تصورا للدولة ر
ي منهجا مثاليا
مثال أما فيما يخص شكل الدولة
واقع ي
ي رؤية واقعية يف ان تكون الدولة تدار بشكل
يمي ربي أنظمة الحكم الحكم
فإن أفالطون يراها دولة مركزية مثالية بينما أرسطو ر
الصالحة و الفاسدة عىل أساس المصلحة العامة أو الخاصة كما يختلف أفالطون
عن أرسطو يف صاحب السيادة حيث اعط أفالطون السيادة للحاكم الفيلسوف
الذي يحكم بدون قانون بينما أرسطو أعط السيادة للقانون.
أنا لست سقراطا يا أثينا :هذا المقولة الرسطو عندما كانت ستنتهي حياته بشكل
سقراطي ,حيث أن أحد الكهنة رفع دعوة على ارسطو ,وادراك ارسطو ان مصيره
تجرع السم و حكم اإلعدام ,ولن ارسطو قال لهم انا لست سقراط ثاني لن ادع
أثينا تقتل الفلسفة مرتين ,حيث رفع احد رجال الدين دعوة عليه بأنه يتكلم عن
االلهة مثل تهمتة سقراط فاغلب التهم التي وجهت لسقراط وجهت أيضا الرسطو,
وبالتالي قال ارسطو مقولته الشهيرة انه لن يتجرع سم الشوكران االبقع كما فعل
أستاذ استاذه سقراط ليس جبنا ولكن الن أثينا سوف تتمادى هكذا على الفالسفة,
فهرب من أثينا .وعندما هرب أصيب بمرض خطير والبعض يقول بأنه شرب
السم ليتخلص من االلم الن المرض بدا يفتك في جسمه ,والقسم االخر يقول ان
المرض هو الذي قتله.
الفلسفة الهلنستية
الكلبية-االبيقورية-الرواقية
الفلسفة الهلينستية هي اسم لمجموعة متنوعة من المذاهب والحركات الفلسفية التي ازدهرت بعد
وفاة اإلسكندر األكبر ،وقد أُط ِلق اسم الحقبة الهلنستية على الحقبة التي أمست فيها الثقافة اليونانية
ملكا ً مشتركا ً بين جميع بلدان البحر األبيض؛ إذ انتشرت هذه الثقافة إلى مصر وسورية وصوالً
إلى روما وإسبانيا.
وتعدُّ الفلسفةُ الهلنستيّة من أهم الحقب في تاريخ الحضارة الغربية ،وهي امتدادٌ للفلسفة اليونانية
ولكنها تختلف عنها من خالل صرف اهتمامها عن المشاغل السياسية لتصبَّ ذلك االهتمام في
اكتشاف القواعد العامة للسلوك البشري ،وبذلك أيضًا اختلفت ع ّما قبل السقراطية التي انشغلت
بالمسائل الطبيعية.
وأهم المذاهب والمدارس الفكرية التي ظهرت في هذه الحقبة :الكلبية واألبيقورية والرواقية.
وهذه المدارس بدأت تظهر بعد فترة او مرحلة فلسفة أرسطو وخاصة في العصر الهلنستي بعد
فتوحات االسكندر األكبر واختالط اليونانيين مع الشرق.
ومن هنا نجد أن االسكندر األكبر كان نقطة تحول مهمة جدا في التاريخ البشري كله ,فهو قام
بعملية نقل عملي للفكر السياسي بصورة جذرية وكبيرة .فقبل االسكندر األكبر كان التركيز بالفكر
السياسي اليوناني على دولة المدينة والقوميات والطبقات وكان اغلب الفالسفة و اهمهم ارسطو
كانوا ينظرون الى الشرق على انهم برابرة.
ففتوحات االسكندر األكبر عملت تحوال هائال مع فتح الدول اليونانية على الدولة الشرقية|,
وصارت بذلك الثقافة اليونانية تذهب الى الشرق والثقافة الشرقية تذهب لليونان ,ثم من اليونان
انتقلت في مرحلة الحقة الى الدول األخرى وخاصة منطقة البحر المتوسط.
وهنا بدأ التفكير و بدأت تصعد فلسفة تركز على فكرة المواطنة العالمية وفكرة المساواة والهم من
ذلك كله التركيز على فكرة فلسفة ادارة الحياة وعلى فلسفة الحياة نفسها.
فكانت موضوعات الفلسفة في هذا العصر في االهتمام بكيفية الوصول الى السعادة وكيف يبلغها
االنسان ويحافظ عليها.
وهنا شهدت الفلسفة انتقال مهم من صعيد التنظير واالهتمام بالدمينة المثالية والدولة
المثالية الى االهتمام باإلنسان وادارة حياته وكيف تكون انسان فاضل او جيدا.
المدرسة الكلبية :أسسها الفيلسوف اليوناني أنتستانس 366-446ق|.م الذي
تتلمذ على يد غورغياس فنشأ على السفسطة ثم عرف سقراط ولزمه وتتلمذ
على يده ,وبعد اعدامه كان هو من اشهر من غضب وصدم على اعدامه إلى
جانب افالطون.
اما تسميتها بالكلبية فهناك عدة آراء ,أشهرها أنهم ينبحون في وجه التقاليد
اس الفضيلة ينبحون
حر ُ
االجتماعية ,يتخذون من اسمهم تشبيها فيقولون :إنهم ّ
على الرذيلة كما ينبح الكلب الحارس عند الخطر.
ملخص فلسفة هذه المدرسة :أنهم رفضوا كافة العادات والتقاليد والقيود االجتماعية
مثل (اللباقة في االكل واللبس والرفاهية ...وغيره) .ويرون ان كل الماديات الخارجية
ال توصل الى السعادة الحقيقية ,بل ان السعادة الحقيقية تكمن في االستقالل عنها ,
باختصار ترى هذه المدرسة ان السعادة ليست بالسلطة وال في المال وال في الجاه,
بل السعادة الحقيقية تكمن في الترفع عن كل تلك الماديات.
أن الفضيلةَ هي الشي ُءوان السعادة تكمن في الوصول الى الفضيلة والقيم االخالقية ,و ّ
الوحيد الضروري للحياة ,و الحرية هي القيمة الرئيسية و حتى يصل االنسان اليها البد
له من الكتفاء الذاتي (ان ال تكون بحاجة شيئ) حالة الطبيعة األولى ,وان الزهد من
للحرية. باالضافة والرئيسية العليا القيم اكثر
وأشهر مثال او قصة تعبر او تشرح مذهب المدرسة الكلبية :هي القصة
للفيلسوف الكلبي ديوجينس عاصر افالطون ...عاصر ارسطو ...عاصر انتيتانس,
وهو أحد رواد المدرسة الكلبية وعرفت أيضا بالمدرسة التشاؤمية وهو أحد تالميذ
الفيلسوف أنتستانس وتبزر قيمة ديوجينس بأنه يعد أبو المدرسة التشاؤمية الساخرة في
السياسة ,وقد كان زاهدا غير مكترث بملذات الحياة وتفاصيلها ,فقد كان يعيش في
برميل ال يمتلك أي شيء سوا عصا ومعطف يرتديه وكيس خبز ,وتقول الروايات أن
الكسندر جاءه وهو يقف امام برميله ويستمتع بحرارة الشمس ,وسأله االسكندر ان كان
يتمنى أي شيء ,وأجابه ديوجين وتهكم أنه يريد أن يتنحى االسكندر جانبا حتى ال
يحجب عنه ضوء الشمس ,وبهذا برهن ديوجين على أنه أغنى وأسعد من االسكندر
األكبر النه يمتلك كل ما يتمناه.
كالباف لكنه اختار هذا السلوب منل ويسطيع ان يكون رغم انه يستطيع العيش زف ز ز
ي ي
من الحياة وهذا االختيار جاء مقصودا لتحقيق فلسفته عىل ارض الواقع .ولذلك هو
فيلسوف له اراء عميقة وذكية وليس مجنون !
وبالتال هو واقع... ديوجين اختار نمط من الحياة يعكس فلسفته بشكل زز الجوهر:
ي ي
عنه. يتحدث كان لما عمىل
ي نموذج تطبيق اراد
ه التنشئة السياسية فهو يرى ان النسان يولد ز
الت هاجمها ديوجنن ي من اهم القضايا ي
حر ** لكن التنشئة السياسية او االجتماعية تقيد االنسان وتكبل عقله وقدراته
وبالتال هدف من هذا الرأي بابراز اهمية العودة للحياة االول** .
ي
السابق
ي باف الفلسفة
امن بمبدأ المساواة للجميع ،فكل الناس احرار ومتساوين عكس ي
الذين قسموا الناس لمعادن وطبقات** .احد تلميذه كان مدرسا او استاذا لزينون
الرواف ،ومن هنا جاءت همزة الوصل ز
بي المدرسة الكلبية والمدرسة الرواقية. ي
ي أنشأه الفيلسوف اليوناني أبيقور وسميت
المدرسة االبيقورية :مذهبٌ فلسف ٌّ
بذلك نسبة السمه ابيقور 271-317ق.م ولد في جزيرة ساموس اليونانية .
كان والده يعمل معلما وبدأ دراسة الفلسفة في السن الرابع عشر .وبعدها فسن
السن الثامن عشر غادر الى اثينا ورأى المدارس الفلسفية اكاديمية افالطون
واكاديمية ارسطو.
وكان يجتمع مع تالميذه في حديقة لذلك أطلق عليهم فالسفة الحديقة ,وقاموا
بزراعة الحديقة بالخضار والف واكة (الطعام) لتحقيق عملية االكتفاء الذاتي.
هذه المدرسة ضمت ذكورا واناثا وفتحها للجميع على خالف القواعد الطبقية
الصارمة التي عرفتها اثينا.
فلسفة االبيقوريين :أنهم يرون أن السعادة ال تكمن بتقبل األلم والشرور كما قال
الكلبييون والرواقيون ,بل السعادة تكمن في تجنب تلك الشرور واالالم ,إذ يرون ّ
أن
غايةَ الحياة هي اللذة؛ وأنّها الخير الوحيد واأللم هو الشر الوحيد ،والمقصود باللذة في
هذا المذهب هو التحرر من األلم ،ويتم ذلك عن طريق تحقيق المتعة والملذات الحسية
والملذات العقلية ويتحقق ذلك عن طريق تحقيق المتعة العقلية المتمثلة في الفكر
والفضيلة وتحقيق القيم األخالقية والملذات الجسدية ولكن باعتدال في المتع وعدم
االغراق خاصة بالمتع الحسية التي تؤدي إلى فساد االنسان ,فاللذة عندهم تجمع بين
الزهد والمنفعة ،وقد دعوا إلى الحياة السعيدة دون أن تستعبد اإلنسان شهوته.
ف االبيقورية تعني البساطة واالعتدال باللذات المتواضعة التي تنعم االنسان بالسلم
الداخلي والصحة النفسية ,فالسؤال الرئيسي عند االبقورين هو كيف تعيش حالة سالم
داخلي؟.
نظرية ابيقور الدينية يقر بوجود االلهة ويرى ان االلهة تعيش بالفضاء بين الذرات
ولكن يقر بالوقت نفسه على حياد االله .فااللهة برأيه خلقت الكون وتركت االمور
لتجري بمجراها .وبالتالي اراد اثبات نظرية وصل اليها ضمن رسائله وهي مواجهة
الخوف من االلهة الذي كان سائد عند اليونان فيقول ليس هناك ما يخيفنا من االلهة.
فاراد الغاء الخوف من االلهة من خالل نظرية حياد االلهة .وذلك كان كردة فعل
لمواجهة الخوف من الموت بقوله الموت ال يستحق أن نقلق ألجله .وهذه الفلسفة
مزدوجة عنده خوف االنسان من الدين والموت.
ودعا بذلك ابيقور لمضاعفة متع االنسان بالحياة وتقليل ما يحدث له االلم وما يحدث له
األلم هو الخوف من االلهة والموت.
ويرون أن الوظيفة الرئيسة للسلطة السياسية او الدولة هي تحقيق االمن وحماية الناس،
مع التركيز في نفس الوقت على فلسفة عدم تدخل السلطة في كل شيء وترك مجال
لتحقيق الناس لرغباتهم .والملك الجيد في نظرهم هو من يحقق ويسمح بتحقيق الرغبات
ويكثرها ويسعى لتقليل االلم .وهذا اقرب لليبرالية السياسية|.
عام ٣٠٠ق.م ،وهي مذهب المدرسة الرواقية :نشأت هذه الفلسفة قرابةَ ِ
فلسفي وإحدى الفلسفات المستجدة في هذه الحقبة ،وهي معاصرة لألبيقورية
ومعارضة لها ،وأسسها الفيلسوف اليوناني زينون ( 334ق.م 262 – .ق.م ) هو
من أصل فينيقي الذي كان أحد الفالسفة الكلبيين ولكنه انفصل عنهم ,وسبب
تسمي تهم بالرواقيون يعود ألنهم كانوا يعقدون اجتماعاتهم في األروقة في مدينة
أثينا.
والرواقيون يدعون إلى التناغم مع الطبيعة ،والصبر على المشاق ،واألخذ بأهداب
الفضيلة ،ألن الفضيلة هي إرادة هللا .بحيث تركز الفلسفة الرواقية على التناغم كإطار
لفهم طبيعة االشياء وكأس لوب للتخلص من الكدر الذي تسببه االحاسيس .والسعادة
ليست اللذة والبعد المادي كما عرف عند االبيقورية بل باالعراض عن الملذات.
ويعد السالم مبدأ من أهم المبادئ الرواقية ،فاإلنسان يجب أن يعيش في حالة سالم
عقلي ،وداخلي ،كنوع من التصالح مع الذات ،فالقدر هو الذي يحدد كل شيء في
الحياة ،وعلى اإلنسان أن يتقبل هذه االقدار األلم ,الشرور ,المرض وغيره ،وإال
سيشقى.
وتميزت المدرسة الرواقية بأنهم آمنوا بعدم وجود فرق بين المادة والروح فال وجود
اال لطبيعة واحدة للوجود ,فهم يروا ان كل البشر عبارة عن عالم مصغر للعالم الكوني,
فالرواقيين آمنوا بوجود بوحدة الوجود على عكس أفالطون بأن الواقع أو العلم يتكون
من ثنائية عالم المثل والعالم الحسي\.
تطور الفلسفة الرواقية عبر التاريخ:
تطورت الفلسفة الرواقية على مر العصور ،ومن أهم المحطات التي مرت بها:
الفترة المبكرة :لم تصلنا معظم كتابات الرواقيين المبكرة ،ويصعب تحديد آراء
مفكريهم والتمييز بينها ،على الرغم من أن المصادر ذكرت أن كتابات الفالسفة
الرواقيون كانت غزيرة ،تتجاوز المئات.
الرواقية الجديدة :تطورت الفلسفة الرواقية بشكل كبير في اإلمبراطورية
الرومانية ،وظهر ما يعرف بـ الرواقيين الجدد ،وعلى الرغم من أن الفالسفة
الرواقيين المتأخرين لم يأتوا بأفكار جديدة ،إال أنهم نالوا شهرة كبيرة ،وكان
السؤال المحوري لفلسفته ،هو "كيف أعيش" ،ودعوا إلى سمو النفس والترفع
عن لذائذ الحياة.
الرواقية المتأخرة (فترة ما بعد الميالد) :وهي آخر مراحل تطور الفلسفة
الرواقية ،وأشهر الرواقيين المتأخرين هو ابكتيتوس وهو من أكبر أساتذتهم عاش
بين (130–50م) ،ويُذكر أنه كان عبدًا ،عذبه سيده وبتر ساقه ،استطاع توظيف
مبادئ الرواقية التي تدعو إلى التصالح مع الواقع ،وتقبُّل القدر ،ومن أشهر
تعاليمه أن أخالق اإل نسان هي سعادته التي تعتمد على قوة مقاومته ،وكل ما
نتعرض له في الحياة ليس سوى تمارين لترويض النفس وتدريبها.
الفالسفة الرواقيون هنالك العديد من الفالسفة الرواقيين ،والذين نالوا شهرة كبيرة في تاريخ
الفلسفة ،وأهمهم:
خريسبوس :وهو من الفالسفة الرواقيين المتأخرين ،عمل على دراسة مؤلفات زينو ،وقام
بإعادة صياغتها ،وتقديمها بشكل جديد ،أثرت آراؤه على الفالسفة الالحقين ،وعرف بصعوبة
كتاباته؛ لذلك لم يكن مقروؤًا بشكل كبير ،ولم تصلنا معلومات دقيقة عن مؤلفاته؛ ألنها
اندثرت.
سينيكا :ويعد من أهم الفالسفة الرواقيين في عصر اإلمبراطورية الرومانية ،كتب باللغة
الالتينية ،وله العديد من الكتابات ،فهو يؤمن بثالثة أنواع للحياة :حياة النظرية وحياة المتعة
وحياة السياسة ،وكان في كتابته يهتم بتقديم العزاء لإلنسان على ما يصيبه من نوائب الدهر.
ماركوس أوريليوس :وهو فيلسوف ،وشاعر إمبراطور روماني ،كتب أهم كتاب في الفلسفة
الرواقية ،وهو التأمالت ،وهو عبارة عن مجموعة من الشذرات الفلسفية ،الموجهة إلى النخب
الفكرية في زمنه ،باإلضافة إلى أنه كان يخاطب نفسه فيها.
الخالصة:نستنتج أن الفلسفة الرواقية هي من أشهر الفل سفات ،نادت بالعديد من المبادئ الهامة؛
فهي تسعى إلى اصطناع الفضيلة بهدف تقويم سلوك اإلنسان ،وترويضه على ضبط نفسه،
وانتشرت بشكل كبير في حقبة اإلمبراطورية الرومانية ،ومن أشهر الفالسفة الرواقيين سينيكا،
وماركوس أوريليوس.