You are on page 1of 5

‫‪H.

Thème 3- Chapitre 1 : LA MODIFICATION DES GRANDS EQUILIBRES‬‬


‫)‪ECONOMIQUES ET POLITIQUES MONDIAUX (1970-1991‬‬

‫تحول التوازنات االقتصادية والسياسية‪ 4‬العالمية الكبرى (‪)1991-1970‬‬

‫‪ -‬مقدمة‪:‬‬

‫إذا كانت الفترة الممتدة من ‪ 1945‬إلى ‪ ،1975‬المعروفة ب"السنوات المجيدة"‪ ،‬ق د تم يزت بنم و ق وي وإنتاجي ة‬
‫عالية‪ ،‬فإن سنوات ‪ 1970‬قد أعطت االنطالقة لفترة من األزمات المالية واالقتصادية ال تي ك انت له ا انعكاس ات‬
‫اجتماعية وسياسية عميقة كبرى طبعت نهاية عالم القرن ‪ 20‬وأس فرت عن تح والت اقتص ادية وسياس ية ك برى‬
‫مثل انهيار المعسكر السوفياتي‪ ،‬وصعود الصين‪ ،‬وتوسيع االتحاد األوربي‪.‬‬

‫‪ -‬اإلشكالية‪ :‬ما هي التحوالت االقتصادية واالجتماعية والسياسية التي غيرت العالم ابتداء من سنوات ‪1970‬؟‬

‫‪ -1‬اختالل التوازنات االقتصادية‪.‬‬

‫أ‪ -‬تميزت سنوات ‪ 1970‬بعدة أزمات مالية وبترولية‪.‬‬

‫‪ -‬تضخم االقتصاد العالمي‪:‬‬

‫في بداية سنوات ‪ 1970‬عرفت جميع البلدان الرأسمالية تباطؤا اقتصاديا ناتجا عن األزمة االقتصادية ال تي ك انت‬
‫تمر منها الواليات المتحدة األمريكية الغارقة في حرب الفيتنام وغير القادرة بالتالي على الدفع باالقتصاد العالمي‬
‫نح و األم ام‪ .‬وأص بح نظ ام ب ريتن وودز ‪ ، Bretton-Woods‬ال ذي يجع ل من ال دوالر العمل ة الوحي دة القابل ة‬
‫للتحويل إلى ذهب للحفاظ على االستقرار النقدي العالمي‪ ،‬عبئا ثقيال عليها‪ .‬مما دفع بريتشارد نيكس ون إلى تعلي ق‬
‫تحوي ل ال دوالر إلى ذهب‪ ،‬ثم إلى تخفيض العمل ة األمريكي ة في وقت الح ق‪ .‬وذل ك م ا أص بح يع رف بالص دمة‬
‫النكسونية «‪ » Nixon shock ‬التي أدت إلى أزمة مالية كونية مع نظام نقدي غير مستقر‪.‬‬

‫‪ -‬الصدمتان البتروليتان ‪:Les chocs pétroliers‬‬

‫في إط ار ه ذا الس ياق االقتص ادي المت وتر‪ ،‬ج اءت الص دمة البترولي ة األولى س نة ‪ ،1973‬حيث ق ررت بل دان‬
‫األوبيب ‪( L’OPEP‬منظمة البلدان المص درة للنف ط) تخفيض إنت اج الب ترول للرف ع من األس عار‪ ،‬بع دما تس بب‬
‫تخفيض الدوالر في انهيار قيمة البترول‪ .‬وبخصوص البلدان العربية‪ ،‬كان األمر يتعلق كذلك بالضغط على حلفاء‬
‫إسرائيل (الواليات المتحدة وأوربا) خالل حرب أكتوبر ‪ .la guerre du Kippour 1973‬مما نتج عنه ارتفاع‬
‫كبير في سعر البترول‪ ،‬وبالت الي تس ارع التب اطؤ االقتص ادي في الوالي ات المتح دة والبل دان الغربي ة‪ .‬وفي س نة‬
‫‪ ،1979‬ومن جراء الثورة اإليرانية‪ ،‬ثم الحرب العراقية اإليرانية التي انطلقت سنة ‪ ،1980‬ارتف ع س عر الب ترول‬
‫من جديد‪ .‬ليؤثر البترول من ثمة فصاعدا وبشكل مستمر على طبيعة النمو االقتصادي العالمي‪.‬‬
‫ب‪ -‬أفرزت األزمة االقتصادية تحوالت اجتماعية عميقة‪.‬‬

‫‪ -‬نهاية الثالثين المجيدة‪:‬‬

‫انعكس ارتفاع أسعار البترول على مجموع المواد الصناعية في البلدان المتقدمة‪ ،‬وجعل تلك البلدان تصاب بكساد‬
‫تضخمي ‪ ،Stagflation‬أي تضخم قوي (وبالتالي ارتفاع األسعار) مصحوب بنمو اقتص ادي ض عيف ج دا‪ .‬ب ل‬
‫إن بعض الدول قد عرفت انكماشا اقتص اديا ‪ Récession‬أدى إلى تراج ع ناتجه ا ال داخلي الخ ام مث ل الوالي ات‬
‫المتحدة بناقص ‪ %0.5‬سنة ‪ 1975‬والمملكة المتحدة بن اقص ‪ .2.5‬وق د كش فت األزم ة البترولي ة عن م دى ش دة‬
‫تبعية البلدان الغربية في المي دان الط اقي‪ .‬مم ا جع ل تل ك البل دان تنظم حمالت تحسيس ية لالقتص اد في اس تهالك‬
‫الطاقة‪ ،‬أو تتجه كما هو الحال بالنسبة لفرنسا نحو الطاقة النووية‪.‬‬

‫‪ -‬نشأة البطالة الجماعية ‪:Chômage de masse‬‬

‫أدى تباطؤ االقتصاد العالمي إلى إعادة تشكيل المجاالت الص ناعية من خالل إع ادة الت وطين ‪Délocalisation‬‬
‫أو التشغيل اآللي ‪ Automatisation‬للتخفيض من اليد العاملة‪ .‬كما تم هجر بعض القطاعات لضعف مردوديتها‬
‫مثل مناجم الفحم‪ .‬مما أسفر عن تسريح الماليين من عمال المناجم في فرنسا والوالي ات المتح دة ابت داء من نهاي ة‬
‫سنوات ‪ .1970‬وقد مست األزمة االجتماعية مناطق بكاملها مثل بالد الغ ال وش مال فرنس ا ومنطق ة الل ورين‪ .‬و‬
‫ظهرت في جميع البلدان‪ ،‬وبشكل دائم‪ ،‬بطالة جماعية تج اوزت ‪ %10‬من الس اكنة النش يطة‪ ،‬ووض عت ح دا لم ا‬
‫عرفته سنوات ‪ 1960‬من تشغيل كامل ‪.Plein-emploi‬‬

‫ج‪ -‬التدابير المتخذة للخروج من األزمة‪.‬‬

‫‪ -‬فشل سياسات االنتعاش االقتصادي ‪:La relance‬‬

‫أمام عدم االستقرار النقدي وانهيار اإلنتاج الصناعي واالنكماش االقتصادي‪ ،‬حاولت البلدان الغربية نهج سياسات‬
‫تقشفية ‪ ،austérité‬مثل فرنس ا س نة ‪ 1976‬تحت حكوم ة ريم ون ب ار ‪ ،Barre‬تمثلت في الح د من المص اريف‬
‫العمومي ة وتس قيف األج ور‪ ،‬للتحكم في ميزاني ة الدول ة‪ .‬لكن ه ذه السياس ات لم تنجح في تحقي ق االنتع اش‬
‫االقتصادي‪ ،‬بل زادت من البطالة وعمقت االس تياء الش عبي‪ .‬وهن ك بعض ال دول ال تي ح اولت تحقي ق االنتع اش‬
‫بواسطة االستهالك مما أدى إلى تعمي ق عج ز ‪ déficit‬التوازن ات الك برى (الميزاني ة‪ ،‬م يزان األداءات ‪ )...‬م ع‬
‫عدم تحقيق االنتعاش الصناعي في الوقت نفسه‪ .‬كما تم تنظيم عدة مؤتمرات بين الدول العظمي في إطار مجوع ة‬
‫‪ 6‬ثم مجموعة ‪ 7‬إليجاد حلول مشتركة لألزمة العالمية‪.‬‬

‫‪ -‬الليبرالية الجديدة (‪:)Libéralisation et dérégulation‬‬

‫بعد وصول مارغريت تاتشر إلى الحكم في بريطانيا سنة ‪ 1979‬وانتخاب رونالد ريغان رئيسا للوالي ات المتح دة‬
‫سنة ‪ ،1980‬تم إرساء استراتيجية جديدة قائمة على تحرير االقتصاد‪ .‬وذلك من خالل تشجيع المبادالت الخارجية‬
‫وتقليص دور الدولة على مستوى مراقبة االقتصاد‪ .‬وهكذا ألغت الدول الغربية‪ ،‬بقيادة الواليات المتح دة والمملك ة‬
‫المتحدة‪ ،‬القوانين المنظم ة للتج ارة العالمي ة (‪ .)dérégulation‬وإذا ك انت ه ذه السياس ات ق د س محت بتخفيض‬
‫التضخم وبشيء من االنتعاش االقتصادي‪ ،‬فإنها أسفرت في المقابل عن هشاشة اجتماعي ة ناتج ة عن تع دد إع ادة‬
‫التوطين الصناعي وإغالق المص انع‪ .‬وعلى ال رغم من ك ل ذل ك‪ ،‬أص بحت ه ذه السياس ة الليبرالي ة هي القاع دة‬
‫االقتصادية لمجموعة ‪ 7‬خالل سنوات ‪.1980‬‬

‫‪ -‬تنظيم جديد للعمل‪:‬‬

‫استفادت المقاوالت الغربية من سياسة االنفتاح التي قام بإرسائها دينغ ش ياوبنغ ‪ Deng Xiaoping‬في الص ين‪.‬‬
‫فقد أطلق الرئيس الصيني الذي خلف ماو تسيتونغ ‪ Mao Zedong‬سنة ‪ ،1978‬برنامج التحديثات األربعة وهي‬
‫الفالح ة والجيش والص ناعة والبحث العلمي‪ .‬ولتموي ل ذل ك أرس ى ال زعيم الص يني رأس مالية عمومي ة‬
‫‪ .Capitalisme d’Etat‬فظه رت في س نة ‪ 1978‬أولى المن اطق االقتص ادية الخاص ة (‪ZES, zones‬‬
‫‪ ،)économiques spéciales‬التي جاءت إليها المقاوالت الغربية إلقامة مصانعها اإلنتاجية‪ ،‬مستفيدة بذلك من‬
‫اليد العاملة الصينية الرخيصة‪ .‬مما شكل بداية لتقس يم دولي جدي د للعم ل‪ ،‬كنم وذج اقتص ادي س يؤدي إلى تن امي‬
‫المبادالت العالمية‪.‬‬

‫‪ -2‬تحوالت سياسية عميقة تميزت بالتأرجح بين رفض الديمقراطية وبين تأكيدها‪.‬‬

‫أ‪ -‬الثورة اإلسالمية في إيران أو رفض النموذج الغربي‪.‬‬

‫‪ -‬إيران والغرب‪ :‬في عهد الشاه محمد رضى بهلوي‪ ،‬كانت إيران في نظر الغرب‪ ،‬أكثر البلدان حداثة في الشرق‬
‫األوس ط واألدنى‪ ،‬لكنه ا ت أثرت بش دة من ج راء األزم ة االقتص ادية لس نوات ‪ 1970‬ال تي عمقت من الف وارق‬
‫االجتماعية‪ .‬وإذا ك ان الش اه يحظى ب دعم الق وى الغربي ة وخصوص ا الوالي ات المتح دة ال تي تجع ل من ه مح ور‬
‫سياستها في الشرق األوسط‪ ،‬فإن عددا كبيرا من اإليرانيين كانوا ضد انحياز بالدهم للقوى الغربية واتجه وا نح و‬
‫اإلسالمي السياسي حول اإلمام آية هللا الخميني‪ .‬وأمام تعدد المظ اهرات س نة ‪ ،1978‬لج أ النظ ام إلى المزي د من‬
‫القمع‪ ،‬ثم تخلت عنه الواليات المتحدة في نهاية المطاف‪ .‬وفي يناير ‪ ،1979‬غادر الشاه إي ران‪ ،‬مم ا س مح بع ودة‬
‫الخميني من المنفى‪.‬‬

‫‪ -‬ميالد الجمهورية اإلسالمية في إيران ‪ :‬بما أن الخميني كان يدعو إلى نظام معتدل في الظاهر‪ ،‬فإنه حظي بدعم‬
‫معارضي الش اه من ش يوعيين ووطن يين‪ .‬وفي ف اتح أبري ل ‪ ،1979‬تم اإلعالن عن جمهوري ة إي ران اإلس المية‪.‬‬
‫ورغم انتخ اب رئيس للبالد‪ ،‬أص بح الخمي ني "مرش دا أعلى" للبالد‪ ،‬وت رأس مجلس ا مهمت ه التأك د من تط ابق‬
‫القوانين المتخذة مع الشريعة اإلسالمية‪ .‬وأمام الص راعات القائم ة بين مختل ف التي ارات السياس ية ال تي تزع زع‬
‫البالد‪ ،‬عزز الخميني سلطته بشكل أكبر‪ ،‬باالستناد إلى اإليديولوجيا الشيعية‪ ،‬ليتحول اإلسالم السياس ي عندئ ذ إلى‬
‫سالح ثوري‪.‬‬
‫‪ -‬رفض الغرب‪ :‬في ‪ 4‬نونبر ‪ ،1979‬هوجمت السفارة األمريكية في طهران من طرف مئات الطلب ة المس لحين‪،‬‬
‫احتجاجا على استقبال الواليات المتحدة للشاه‪ .‬وتم احتجاز حوالي ‪ 50‬عضوا من أعضاء الس فارة خالل أزي د من‬
‫سنة‪ .‬وقد فشلت محاولة تحرير الرهائن بواسطة البحرية األمريكية فشال ذريعا‪ ،‬مما شكل إهان ة ك برى للوالي ات‬
‫المتحدة على عهد الرئيس جيمي كارتر‪ .‬وعندما شن العراق بقيادة صدام حسين هجومه على إيران في ‪ 22‬شتنبر‬
‫‪ ،1980‬فإنه حظي بدعم مجموع الدول الغربية‪ .‬الشيء الذي عزز إسالم الخميني السياس ي وس مح ل ه بالس يطرة‬
‫التامة على البالد بعد القضاء سنة ‪ 1983‬على زعماء الحزب الشيوعي اإليراني وأطره‪.‬‬

‫ب ‪ -‬تطور الديمقراطية في أوربا الجنوبية‪.‬‬

‫‪ -‬اليونان‪ :‬منذ سنة ‪ ،1967‬عاشت اليونان تحت قبضة العسكر بقيادة جيورجيوس باب ادوبولوس ‪Gheórghios ‬‬
‫‪ .Papadhópoulos‬وفي فبراير ‪ ،1973‬شرع الطلبة في التظاهر ضد ذلك النظام ال ديكتاتوري‪ .‬وفي نون بر من‬
‫نفس السنة‪ ،‬التحق طلبة مدرسة بوليتكنيك في آثين ا بالمظ اهرات‪ .‬ورغم ش دة القم ع‪ ،‬تف اقمت عزل ة النظ ام ال ذي‬
‫انهار في يوليوز ‪ .1974‬وهكذا أصبحت اليونان بعد سبع سنوات من الديكتاتورية‪ ،‬ديمقراطية برلمانية‪ .‬وكرست‬
‫انتخابات نونبر ‪ 1974‬فوز قس طنطين كارام انليس ‪ Constantin Karamanlis‬وحزب ه الجدي د‪ :‬الديمقراطي ة‬
‫الجدي دة‪ .‬وبع د ش هر من ذل ك‪ ،‬تمت المص ادقة على الجمهوري ة بواس طة االس تفتاء‪ .‬وفي س نة ‪ ،1981‬ان دمجت‬
‫اليونان في المجموعة االقتصادية األوربية‪.‬‬

‫‪ -‬إسبانيا‪ :‬أحكم فرانكو سلطته على إسبانيا منذ نهاية الحرب األهلية سنة ‪ .1939‬وفي نهاية حكم ه أس ند خالفت ه‬
‫للملك خوان كارلوس‪ .‬وبعد وفاة فرانك و س نة ‪ ،1975‬عم ل خ وان ك ارلوس على تنظيم االنتق ال السياس ي نح و‬
‫ملكية برلمانية‪ .‬فدفع ب الوزير األول ذي المي ول الفرانكاوي ة ناﭬارو ‪ Navarro‬إلى االس تقالة وعوض ه ب أدولفو‬
‫سواريز‪ .‬وقد تمكن الملك الجديد من إضفاء الشرعية على الحزب الشيوعي والحرية النقابية‪ .‬وفي دجنبر ‪،1978‬‬
‫تم تبين دستور ديمقراطي‪ .‬وقية حاول الكولونيل تيخ يرو ‪ Tejero‬تنظيم انقالب عس كري‪ ،‬لكن المحاول ة ب اءت‬
‫بالفشل‪ ،‬ثم جاء فوز االش تراكيين س نة ‪ ،1982‬لتك ريس التن اوب السياس ي‪ .‬وق د أك د دخ ول إس بانيا إلى الس وق‬
‫األوربية المشتركة‪ ،‬تجذر المبادئ الديمقراطية رغم التوترات االستقاللية لبالد الباسك مع حركة إيتا ‪.L’ETA‬‬

‫‪ -‬البرتغال‪ :‬منذ سنة ‪ ،1932‬أحكم أنطونيو دي أوليفيرا ساالزار سيطرته على البرتغال‪ ،‬بإرس اء م ا أطل ق علي ه‬
‫"الدول ة الجدي دة"‪ ،‬كنظ ام س لطوي محاف ظ وك اثوليكي ووط ني‪ .‬وأم ام الت وترات االس تعمارية في أنغ وال‬
‫والموزمبيق‪ ،‬أخذ االستياء يتصاعد في صفوف الجيش‪ .‬وفي ليلة ‪ 24‬و‪ 25‬أبريل ‪ ،1974‬ب ادرت حرك ة الق وات‬
‫المسلحة (‪ )MFA‬إلى تعويض الديكتاتورية ب"مجلس عسكري للخالص الوطني" الذي ألغى الشرطة السياسية‪،‬‬
‫وأعاد إقرار الحريات‪ ،‬وأفرج عن المعتقلين السياسيين‪ .‬وذلك ما أطلق عليه "ثروة القرنف ل" « ‪la révolution‬‬
‫‪ ،» des œillets‬التي كانت عبارة عن انقالب سياسي جعل حدا للديكتاتورية‪ .‬ثم جاءت أولى االنتخاب ات الح رة‬
‫سنة ‪ 1975‬ال تي تم يزت بت وتر ش ديد بين المح اوالت االنقالبي ة والض غوط الش يوعية‪ .‬وفي يولي وز ‪ ،1976‬تم‬
‫انتخاب الجنرال إينيس ‪ Eanes‬رئيسا للجمهورية‪ .‬فتم منح حق االنتخاب للنساء‪ ،‬وإقرار ح ق اإلض راب والعدي د‬
‫من الحقوق االجتماعية‪ .‬وأخيرا سمح دخول البرتغال إلى السوق األوربية المشتركة بتحديث البالد‪.‬‬
‫ج‪ -‬انهيار المعسكر السوفياتي واتحاد الجمهوريات االشتراكية السوفياتية ‪.L’URSS‬‬

‫‪ -‬تفكك المعسكر الشرقي‪ :‬بينما تفاقم التوتر الدولي المرتبط بالحرب الباردة من جراء أزمة الص واريخ األوربي ة‬
‫واستئناف السباق نحو التسلح على يد رونالد ريغان‪ ،‬أصبحت الوضعية االقتصادية في االتحاد الس وفياتي خ ارج‬
‫السيطرة‪ .‬وعن دما وص ل غورباتش وف إلى الس لطة س نة ‪ ،1985‬وج د نفس ه مض طرا للقي ام بإص الحات تجنب ا‬
‫إلفالس االتحاد السوفياتي‪ .‬وهك ذا تم إرس اء سياس ة البرس ترويكا ‪( Perestroïka‬تع ني حرفي ا "إع ادة البن اء")‬
‫كمجموع ة من اإلص الحات‪ ،‬والتعه د س نة ‪ 1986‬ب إقرار حري ة التعب ير (الكالسنوس ت ‪ .)Glasnost‬وم ع‬
‫الواليات المتحدة‪ ،‬دخل غورباتشوف في مفاوضات للحد من التسلح ليتم سنة ‪ 1987‬إلغاء الصواريخ األوربية‪.‬‬

‫‪ -‬سقوط جدار برلين‪ :‬بعد فقدان الدعم السوفياتي‪ ،‬انهارت األنظمة الش يوعية في ظ رف وج يز‪ .‬فابت داء من س نة‬
‫‪ ،1988‬دخلت بولونيا في مفاوضات مع النقابة المعارضة للح زب الش يوعي‪ ،‬ال تي ك ان يقوده ا ال زعيم النق ابي‬
‫ليش فاليسا‪ .‬وشهدت بلدان أخرى مفاوضات لتنظيم انتقال ديمقراطي سلمي مثل تشيكوسلوفاكيا (الثورة المخملي ة‬
‫«‪ ،)»Révolution de velours‬أو هنغاريا التي فتحت ح دودها م ع الغ رب في ش تنبر ‪ .1989‬كم ا انه ارت‬
‫ألمانيا الشرقية بدورها بعد عدة مظاهرات أسفرت ‪ 1989‬عن سقوط جدار برلين الذي ك ان بمثاب ة رم ز أساس ي‬
‫من رموز الحرب الباردة‪ .‬وفي ‪ 4‬أكتوبر ‪ ،1990‬تمت إعادة توحيد األلمانيتين‪ .‬أما في الصين‪ ،‬فقد ح اول الطلب ة‬
‫فرض إصالحات على النظام الشيوعي‪ ،‬واحتلوا ساحة تيينانمين ‪ Tienanmen‬لمدة سبعة أسابيع‪ ،‬قبل أن يتمكن‬
‫الجيش من فك ذلك االعتصام في رابع يونيو ‪ ،1989‬مخلفا ماليين القتلى‪.‬‬

‫‪ -‬انهي‪44‬ار االتح‪44‬اد الس‪44‬وفياتي‪ :‬على ال رغم من انهي ار األنظم ة الش يوعية في أورب ا الش رقية‪ ،‬ح اول نظ ام‬
‫غورباتشوف االستمرار في البقاء‪ .‬بيد أن سياسة الكالسنوست أسفرت عن تزايد االحتجاجات في البل دان الملحق ة‬
‫سنة ‪ ،1945‬مثل دول البلطيق المطالبة باالستقالل‪ .‬وبعد التعرض لمحاولة انقالبية فاشلة‪ ،‬بفض ل ت دخل ب وريس‬
‫إلتسين ‪ Boris Eltsine‬زعيم فيدرالية روسيا‪ ،‬تزاي دت عزل ة غورباتش وف وأخ ذت الجمهوري ات الس وفياتية‬
‫تعلن استقاللها الواحدة تلو األخرى‪ ،‬ليعلن غورباتشوف بدوره موت االتحاد السوفياتي في ‪ 25‬دجنبر ‪.1991‬‬

‫‪ -‬خاتمة‪:‬‬

‫أدت األزمة االقتصادية الناتجة عن ح رب الفيتن ام‪ ،‬وال تي زاده ا تفاقم ا الص دمتان البتروليت ان لس نتي ‪ 1973‬و‬
‫‪ ،1979‬إلى زعزعة استقرار اقتصاديات البلدان الغربية ومجتمعاتها بش كل عمي ق‪ .‬مم ا أس فر عن نش أة البطال ة‬
‫الجماهيرية وتفاقم التفاوتات االجتماعية‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬فإن التطور الديمقراطي في أورب ا الجنوبي ة‪ ،‬وانهي ار‬
‫نظام القطبية الثنائية الذي مزق القارة منذ سنة ‪ ،1945‬أديا إلى رسم خريطة جيوسياسية‪ ،‬كانت الواليات المتح دة‬
‫هي الفائز األكبر فيها سياسيا واقتص اديا‪ ،‬ب ل وح تى إي ديولوجيا بع دما أص بحت الليبرالي ة هي القاع دة الرئيس ية‬
‫لالقتصاد العالمي‪ .‬وبعد اختفاء االتحاد السوفياتي‪ ،‬بقيت الصين القوة الش يوعية الوحي دة في ع الم يش هد تح والت‬
‫جديدة‪.‬‬

You might also like