You are on page 1of 52

‫مقدمة‬

‫المبحث االول أسباب و ظروف نشأة المدرسة الكينزية ورائدها‬

‫المطلب االول ‪:‬أسباب و ظروف نشأة المدرسة الكينزية‬

‫المطلب الثاني ‪:‬التعريف برائد المدرسة الكينزية " جون مينا رد كينز"‬

‫المبحث الثاني ‪:‬أهم أفكار كينز و تقييمها‬

‫المطلب األول ‪:‬انتقادات كينز للنظرية الكالسيكية‬

‫المطلب الثاني ‪:‬النظرية العامة الكينزية (أدوات التحليل االقتصادي عند كينز )‬

‫اخاتمة‬

‫‪1‬‬
‫مقدمــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫إن التحليل الذي ساد المدرسة النيوكالسيكية و المرتكز على التحليل الوحدوي و االهتمام‬

‫بمشاكل سلوك الوحدات االقتص ادية‬


‫بمشاكلسلوكالوحداتاالقتصادية‪،‬عجز عن مواجهة مشكالت اقتصادية جديدة ظهرت أللفق‬

‫أال و هي األزمة العالمية أو أزمة الكساد العالمي سنة ‪1929 ،‬حيث أن النظام الرأسمالي و‬

‫الحرية االقتصادية التي كان يدعو إليها و عدم تدخل الدول في النشاطات االقتصادية أصبح‬

‫غير وارد تماما‬


‫غيرواردتماما‪،‬إذ أن ظهور األزمة و اإلختااللت في كل أوجه النشاط االقتصادي و في كل‬

‫الدول الرأسمالية تقريبا أدى الى تدخل الدول في هذه المجتمعات و اتخاذ التدابير االلزمة‬

‫لمعالجة األزمة‪.‬‬

‫و في هذا الوقت بالذات بدأت في الظهور مجموعة من األفكار االقتصادية التي ارتكزت أساسا‬

‫على انتقادات ألفكار الكالسيكيين‬


‫علىانتقاداتألفكارالكالسيكيين‪،‬ثم المناداة بتدخل الدول من أجل مواجهة هذه األزمة من‬

‫خالل تحليل جديد للظواهر االقتصادية أال و هو التحليل الكلي أي التركيز على المجاميع الكلية‬

‫و ليس الفردية‪.‬‬

‫فما هي الظروف و العوامل التي ساعدت على ظهور هذه المدرسة ؟‬

‫و من هو رائد هذه المدرسة ؟ و ما هي أهم األفكار و النظريات التي قدمها كينز؟ و كيف يمكن‬

‫تقييمها؟‬
2
‫الفصل األول ‪:‬أسباب و ظروف نشأة المدرسة الكينزية‬

‫المبحث األول ‪:‬أسباب و ظروف نشأة المدرسة الكينزية‪:‬‬

‫ال يمكن أن نفهم األفكار التي جاء بها "كينز" إال إذا وضعناها في الظرف الزماني و المكاني‬

‫الذي ص درت فيه‬


‫الذيصدرتفيه‪،‬فلقد كانت الوضعية االقتصادية في بريطانيا و في كل الدول الرأسمالية بعد‬

‫أزمة ‪1929‬تتسم بتقلص الطلب و انتشار البطالة التي عرفت باسم " الكساد الكبير " ووصلت‬

‫إلى أشدها في ‪1932‬و استمرت إلى غاية بداية الحرب العالمية الثانية و تميز هذا الكساد‬

‫بوجود بطالة كبيرةو تعطل جزء كبير من الطاقة اإلنتاجية خاص ة في مجال الص ناعة‬
‫بوجودبطالةكبيرةوتعطلجزءكبيرمنالطاقةاإلنتاجيةخاصةفيمجالالصناعة‪،‬كما أن‬

‫األسعار و األرباح و األجور بلغت مستويات منخفض ة جدا‬


‫األسعارواألرباحواألجوربلغتمستوياتمنخفضةجدا‪،‬و باختصار توقف االقتصاد عن‬

‫‪1‬‬

‫السير و ساد جو من التشاؤم و خاصة في دوائر رجال األعمال و اإلنتاج‪.‬‬

‫لقد أدت فترة الكساد إلى فقد ثقة رجال األعمال و االقتصاديين في النظرية التقليدية فقد انخفضت‬

‫األجورواستمرالركود‪،‬و أدى ذلك إلى وجود ‪%25‬من قوة العمل في حالة بطالة و معظم‬
‫األجور و استمر الركود‬

‫المص انع أغلقت و استغلت بنص ف طاقتهااإلنتاجية‬


‫المصانعأغلقتواستغلتبنصفطاقتهااإلنتاجية‪،‬و استمر هذا الركود في الظروف‬

‫االقتصادية عقدا من الزمن‪.‬‬

‫إن النظام الرأسمالي الذي كان النظام العالمي ( أي النظام الذي يغطي كافة أنحاء العالم) و عند‬

‫ظهور األزمة االقتصادية دفع الدول في المجتمعات الرأسمالية إلى اتخاذ إجراءات قصد معالجة‬

‫األزمة مسجلة بذلك بدء مرحلة من التدخل الكبير للدولة في الحياة االقتصادية و هذا يدل على‬

‫ميالد رأسمالية الدولة االحتكارية‪.‬‬


‫بنحمودةسكينة‪،‬دروسفياالقتصادالسياسي‪،‬الجزائر ‪:‬دار الملكية للطباعة و اإلعالم ‪، 2006 ،‬ص‪167.‬‬
‫‪ 1-‬بن حمودةسكينة ‪،‬دروس في االقتص اد السياسي‬

‫‪3‬‬
‫إن عجز النظرية الكالسيكية الجديدة على مواجهة مشكالت االقتصاد القومي و االهتمام فقط‬

‫بمشكلة سلوك الوحدة االقتصادية (الرجل االقتصادي) أدى إلى ضرورة التفكير بنوع اخر من‬

‫التحليل و إعادة النظر في النظريات التي كانت سائدة في الفكر االقتصادي التقليدي‪.‬‬

‫و في مواجهة البطالة ‪،‬و الطاقة اإلنتاجية العاطلة ظهر نموذج "كينز"‬


‫وفيمواجهةالبطالة‪،‬والطاقةاإلنتاجيةالعاطلةظهرنموذجكينز‪،‬ذلك النموذج الذي بين‬

‫سبب عجز النظام السعري عن انتشال االقتصاد تلقائيا من حالة الكساد و العودة إلى التوظيف‬

‫الكاملللموارد‪،‬و قد أحدثت كتابات " كينز" ثورة اقتصادية بكل معنى الكلمة و إحداث‬
‫الكامل للموارد‬

‫‪1‬‬ ‫ثورةفي التفكير االقتص ادي حول قض اياالبطالة‬


‫ثورةفيالتفكيراالقتصاديحولقضاياالبطالة‪،‬و عمل األسواق الكلية و بناء على ذلك‬

‫كان أبا اللقتصاد الكلي‪.‬‬

‫و إلى جانب هذه الظروف االجتماعية و االقتصادية التي أثرت على أفكار كينز و أدت إلى‬

‫ظهور النظرية الكينزية فقد تأثر كينز بمؤلفات االقتصادي السويدي " ويكسل " ‪Wicksell‬‬

‫السيمافيحقلالنقود‪،‬وظهر هذا الـتأثير واضحا في رسالته األولى عن النقود سنة ‪1930.‬‬


‫السيمافي حقل النقود‬

‫و لهذه األسباب كلها ال يمكن التطرق إلى أفكار كينز إال بعد شرح مبسط ألزمة الكساد العالمية‬

‫( أزمة )‪1929‬و بعض االنتقادات التي وجهها كينز للنظرية التقليدية التي كانت قوانينها عاجزة‬

‫‪2‬‬

‫عل إيجاد حلول لهذه األزمة‪.‬‬

‫مفهوم األزمة ‪:‬‬

‫األزمة تعني الشدةأو الض يق ‪،‬و تمثل مرحلة أو فترةص عبة في حياةالفرد أو المجتمع‬
‫األزمةتعنيالشدةأوالضيق‪،‬وتمثلمرحلةأوفترةصعبةفيحياةالفردأوالمجتمع‪،‬و تظهر‬

‫من خالل مظهر من خالل مظهر بارز و مميز لها‪.‬‬


‫أما األزمة االقتصادية فهي ذلك الكساد الذي استفحل أمره و جعل الماليين من المستثمرين‬

‫يفقدون مدخراتهم ‪،‬كماأدى ذلك إلى إغالق سوق العمل و المص انع و إفالس البنوك‬
‫يفقدونمدخراتهم‪،‬كماأدىذلكإلىإغالقسوقالعملوالمصانعوإفالسالبنوك‪،‬و تكدس‬

‫السلع و البضائع الفائضة عن االستهالك مما انجر انخفاض األسعار‪.‬‬

‫محفوظبنعصمان‪،‬مدخلفياالقتصادالحديث‪،‬الجزائر ‪:‬دار العلوم للنشر و التوزيع ‪، 2003،‬ص ‪86.‬‬


‫‪ 1-‬محفوظ بن عص مان ‪،‬مدخل في االقتص اد الحديث‬

‫رجبعزمي‪،‬اإلقتصادالسياسي‪،‬ط ‪4،‬بيروت ‪:‬دار العلم للماليين ‪، 1988 ،‬ص ‪113.‬‬


‫‪ 2-‬رجب عزمي ‪،‬اإلقتص اد السياسي‬

‫‪4‬‬
‫نشأة أزمة ‪1929‬و تطورها ‪:‬‬

‫انطلقت من الواليات المتحدة األمريكية كونها أقوى دولة بعد الحرب العالمية األولى ألنها‬

‫استفادت من الحرب لكونهالم تمسها‪،‬و زادت من قوةص ناعتهااقتص ادها‬


‫استفادتمنالحربلكونهالمتمسها‪،‬وزادتمنقوةصناعتهااقتصادها‪،‬فصارت الممون‬

‫الرئيسي للدول المحاربة زراعياو ص ناعياو اقتص ادها‬


‫الرئيسيللدولالمحاربةزراعياوصناعياواقتصادها‪،‬مما شجع المزارعون و الصناع‬

‫األمريكيونعلىزيادةاإلنتاجلسدحاجياتالدولاألوروبيةالمتزايدة‪،‬و لكن منذ ‪1926‬بدأت‬


‫األمريكيون على زيادةاإلنتاج لسد حاجيات الدول األوروبية المتزايدة‬

‫المؤسسات األمريكية تشعر بوطأةالمض اربات و أخذت األرباح تقل تدريجيا‬


‫المؤسساتاألمريكيةتشعربوطأةالمضارباتوأخذتاألرباحتقلتدريجيا‪،‬و تضخم اإلنتاج‬

‫الزراعي و قل الطلب و انخفضت األسعار نظ ار لتوقف المصانع في الدول األوروبية عن استيراد‬

‫السلع األمريكية بعد أن توص لت إلى إنتاج حاجاتهاالزراعية و الص ناعية بنفسها‬
‫السلعاألمريكيةبعدأنتوصلتإلىإنتاجحاجاتهاالزراعيةوالصناعيةبنفسها‪،‬كما ظهرت‬

‫دولمصدرةللقمحبعدالحرب‪،‬و لهذه األسباب تكدست البضائع في الو‪.‬م‪.‬أ و تراكمت الديون‬


‫دول مص درةللقمح بعد الحرب‬

‫و أفلست الكثير من المعامل والمصانع و تم تسريح العمال و انتشرت البطالة و ضعفت القدرة‬

‫الشرائية و تفاقمت المشاكل االجتماعية و األخالقية ‪.‬إضافة إلى ذلك أثار تباطؤ الدول األوروبية‬

‫عن تسديد ديونهاالمتوجبة عليهاللو‪.‬م‪.‬أ‬


‫عنتسديدديونهاالمتوجبةعليهاللومأ‪،‬ففقد المستثمرون األمريكيون و األجانب الثقة في‬

‫الخزينة األمريكية و انعكس ذلك على بورصة "وول ستريت" األمريكية حيث تسبب عرض‬

‫األسهم للبيع بكثافة مما أدى إلى هبوط األسعار بشكل حاد و مزيد من اإلفالس و التسريح و‬

‫البطالة‪،‬و سرعان ما انتقلت األزمة إلى الصعيد االجتماعي‪.‬‬


‫البطالة‬

‫تطور األزمة ‪:‬‬

‫انتقلت عدوى األزمة إلى خارج الو‪.‬م‪.‬أ بطرق مختلفة‪:‬‬

‫‪-‬توقفت الو‪.‬م‪.‬أ عن استيراد المواد األولية االلزمة لصناعتها و عجزت الدول المنتجة لهذه‬

‫المواد و معظمها في أمريكا االلتينية تسويقها‪.‬‬

‫‪-‬طلبت دول أوروباالغربية و الوسطى تسديد القروض و الديون التي عليها‬


‫طلبتدولأوروباالغربيةوالوسطىتسديدالقروضوالديونالتيعليها‪،‬مما أدى إلى‬

‫إفالس المؤسسات المالية و الصناعية و التجارية و انتشار البطالة‪.‬‬

‫‪-‬سحبت أمريكاأموالهامن أوروبافتأثر االقتص اد األوروبي‬


‫سحبتأمريكاأموالهامنأوروبافتأثراالقتصاداألوروبي‪،‬ثم انعكس كل ذلك على‬

‫المستعمرات األوروبية فأصبحت األزمة عالمية ‪.‬‬


‫إن أهم الدول التي مستها األزمة‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫النمسا ‪:‬لضعف اقتصادها و كثرة األموال األجنبية المستثمرة فيها حيث أدى سحب هذه‬

‫األخيرة و الودائع إلى إفالس بنكها عام ‪1931.‬‬

‫ألمانيا ‪:‬سحب القروض األجنبية من البنك األلماني خاصة األمريكية‪.‬‬

‫إنجلترا‪:‬خفض ت إنجلت ار في قيمة الجنيه اإلسترليني‬


‫إنجلتراخفضتإنجلتارفيقيمةالجنيهاإلسترليني‪،‬فاضطرب الميزان التجاري األوروبي‬

‫بل العالمي‪.‬‬

‫فرنسا ‪:‬تعرضت لصعوبات اقتصادية تحولت إلى أزمة بلغت ذروتها عام ‪1932،‬فقل‬

‫التصدير و ارتفع عدد العاطلين و اضطرت أكثر من ‪20‬دولة إلى تخفيض قيمة‬

‫عمالتها‪.‬‬

‫بدأت الدول المتأثرةباألزمة معالجتهابعدةطرق مختلفة‬


‫بدأتالدولالمتأثرةباألزمةمعالجتهابعدةطرقمختلفة‪،‬و اضطرت على عدة خطط‬

‫منها الخطة الجديدة ) (‪New Deal‬التي وضعها الرئيس األمريكي (تيودور روزفلت) ‪،‬‬

‫و خالصة القول أن النظام الرأسمالي الحر لم يصبح قاد ار على حماية االقتصاد مما‬

‫وجب التدخل في شؤون االقتصادية بواسطة مخططات توجيهية‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬التعريف برائد المدرسة الكينزية ‪:‬‬

‫جون مينارد كينز ‪John Maynard Keyness‬‬

‫) ‪ 1946-1883(،‬اقتص ادي و رجل دولة إنجليزي‬


‫اقتصاديورجلدولةإنجليزي‪،‬هو إبن جون نيفيل كينز أستاذا‬

‫في جامعة كامبرج‬


‫فيجامعةكامبرج‪،‬تعلم الرياضيات و االقتصاد في أيتون و كامبرج و أصبح أستاذا‬

‫في جامعة كامبرج سنة ‪1920 ،‬سافر إلى الهند و عمل موظفا بها كتب مؤلفا حول‬

‫النقود الهندية ‪،‬بعنوان " الت داول النقدي و التمويل في الهند"‬


‫النقودالهندية‪،‬بعنوانالتداولالنقديوالتمويلفيالهند‪،‬ثم عمل في و ازرة المالية‬

‫البريطانية‪،‬و أصبح ممثال لها في مؤتمر السالم بباريس و أصدر كتابه " النتائج‬
‫البريطانية‬

‫االقتصادية لمعاهدة السالم في فرساي" سنة ‪1919 ،‬في ‪1936‬أصدر كتابه المشهور‬

‫" النظرية العامة للنقود و الفائدة و االستخدام" ‪.‬مثل بريطانيا في مفاوضات بروتن وودز‬

‫سنة ‪1945،‬حيث وضعت أسس المعامالت النقدية الدولية‪.‬‬

‫كان كينز مستثم ار ناجحا حيث كون ثروة ضخمة بواسطة المضاربة بالعمالت األجنبية‪،‬‬
‫ونشر إبان الحرب العالمية الثانية خطة إللصالح النقدي شنتها الحكومة البريطانية تحت‬

‫‪6‬‬
‫إسم " خطة كينز" سنة ‪1943 ،‬و كان قد أصبح آنذاك اللورد جون مينارك كينز ‪،‬‬

‫‪1‬‬

‫توفي سنة ‪1946.‬‬

‫الفصل الثاني ‪:‬أهم افكار كينز و تقييمها‬

‫المبحث األول ‪:‬كينز للنظرية الكالسيكية‪:‬‬

‫لقد كانت نظرية "كينز" مناقصة لنظرية الكالسيكيين فكان أول عمل قام به هو انتقاده‬

‫لهذه األخيرة قبو وضع أسس منهجه الجديد و من أهم أركان النظرية الكالسيكية التي‬

‫تعرضت للنقد هي ‪:‬‬

‫‪1-‬الحرية الفردية‬

‫‪2-‬المصلحة الخاصة‬

‫‪3-‬مبدأ االنسجام بين مصلحة الفرد و مصلحة الجماعة المبني على فكرة‬

‫النظام الطبيعي‪.‬‬

‫‪4-‬المنافسة الحرة و دور جهاز األسعار في تحريك النشاط االقتصادي العام‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪5-‬المبدأ القائل بأن الربح هو حافز األفراد على اإلنتاج و التقدم االقتصادي‬

‫لقد رفض " كينز" االعتراف بما جاءت به النظرية الكالسيكية بأن الفرد و‬

‫هو يحقق مصلحته الخاصة ال يضر بمصالح اآلخرين كما رأى أن تدخل‬

‫الدولة عند الضرورة لتحقيق التوظيف الكامل عن طريق خلق طلب كاف‬

‫لمعادلة الزيادة في اإلنتاج و تهيئة البيئة و الظروف االلزمة لتحقيق التوازن‬

‫شيء ضروري و الزم‪.‬‬

‫كما أن اإلنسجام ال يكون دائما بين المصلح الشخصية و المصلحة‬

‫الجماعية‬
‫الجماعية‪،‬كما أن المنافسة الحرة ال تؤدي دائما إلى توازن االقتصاد العام‬
‫‪،‬االقتصادالسياسي‪،‬دبن‪،‬دار الحداثة ‪، 1997 ،‬ص ‪134.‬‬
‫ولعلوفتحهلال‪،‬االقتص اد السياسي ‪،‬د ب ن‬
‫‪ 1-‬ولعلو فتح هللا‬

‫عزميرجب‪،‬مرجعسابقالذكر‪،‬ص‪114.‬‬
‫‪ 2-‬عزمي رجب ‪،‬مرجع سابق الذكر‬

‫‪7‬‬
‫فالتوازنات الجزئية ال تؤدي دائماالى التوازن العام‬
‫فالتوازناتالجزئيةالتؤديدائماالىالتوازنالعام‪،‬و ارتكاز الكالسيك على الربح كحافز وحيد‬

‫أللفراد لتحقيق الرفاهية في الحياة ال يكون دائما صحيحا‪.‬‬

‫و لقد ارتكز كينز في انتقاده للنظرية الكالسيكية حول نقطتين و هي ‪:‬مشكل البطالة و مشكل‬

‫النقوداالدخار‪،‬االستثمار‪،‬الفائدة)‬
‫النقود ( االدخار ‪،‬االستثمار‬

‫‪1.‬مشكلة البطالة‪:‬‬

‫يرى " كينز" أن الكالسيكيين ارتكبوا خطأ كبي ار عندما رفضوا اعتبار وجود البطالة العمالة‬

‫العتقادهم أن كل واحد راغب للعمل يجده بسهولة بما يناسب إمكانياته الفكرية و الجسمية‬

‫بسبب المنافسة الموجودةفي سوق المواد و سوق عوامل اإلنتاج‬


‫بسببالمنافسةالموجودةفيسوقالموادوسوقعواملاإلنتاج‪،‬و لقد برهنت الوقائع‬

‫االق تصادية خطأ هذا الطرح بدليل أن إنجلت ار و كل الدول الرأسمالية عرفت ظاهرة‬

‫البطالة المستمرةمنذ أول القرن العشرين‬


‫البطالةالمستمرةمنذأولالقرنالعشرين‪،‬و أن الظاهرة تفاقمت أثناء األزمة االقتصادية‪،‬‬

‫‪1‬‬

‫و لذلك يبحث كينز في كيفية محاربة البطالة و الوصول إلى مرحلة االستخدام الكامل‪.‬‬

‫‪-‬و يرى كينز خالفا للنظرية الكالسيكية أنه ليس صحيحا أن العمال يتركون عملهم بمجرد‬

‫انخفاض األجر الحقيقي‬


‫انخفاضاألجرالحقيقي‪،‬و قد أثبتت التجارب أن العمال يقبلون األجر النقدي السائد مع‬

‫ارتفاع تكاليف المعيشة‪.‬‬

‫‪-‬كما يرى كينز أن اقتراح النظرية الكالسيكية بتخفيض األجور لحل مشكل البطالة و‬

‫فائض اإلنتاج خاطئ ألن االنخفاض العام في األجور البد أن يؤدي إلى نقص الطلب‬

‫الكلي‪،‬و هو ما يؤدي إلى زيادة حجم البطالة ال غلى قلتها‪.‬‬


‫الكلي‬

‫‪-‬و يرفض " كينز" رفضا تاما معالجة الكالسيك لمشكلة البطالة بواسطة تخفيض األجور‬

‫مع بقاء الطلب الكلي ثابت‬


‫معبقاءالطلبالكليثابت‪،‬ألن في الحقيقة تخفيض ا ألجور في كل الصناعات يؤثر‬

‫على الطلب الكلي‪.‬‬


‫‪-‬و يرى كينز أنه من غير المنطقي أن نعالج المشكلة على أساس تخفيض األجور‬
‫ويرىكينزأنهمنغيرالمنطقيأننعالجالمشكلةعلىأساستخفيضاألجور‪،‬ألن‬

‫هذا يعني تناسي أمرين هامين ‪:‬‬

‫ولعلو‪،‬مرجعسابقالذكر‪،‬ص ‪135.‬‬
‫ولعلو ‪،‬مرجع سابق الذكر‬ ‫‪ 1-‬فتح هللا‬
‫فتحهلال‬

‫‪8‬‬
‫‪-‬وجود نقابات عمالية قوية ترفض هذا اإلتجاه‪.‬‬

‫‪-‬وجود تشريعات عمالية تحدد الحد األدنى أللجور و الحد األقصى للساعات‪.‬‬

‫يرى كينز أن هناك عوامل أخرى تتدخل في حجم التوظيف و هي ‪:‬‬

‫‪1-‬الطلب على النقود‬

‫‪2-‬سعر الفائدة‬

‫‪3-‬توقعات أرباب األعمال عن األسعار المستقبلية‬

‫‪4-‬توزيع الثروة حجم المدخرات‬

‫إن الظاهرة األولى و األكثر انتشا ار ألزمة ‪1929‬و هي البطالة التي مست االقتصاد‬

‫األمريكي‬
‫األمريكي‪،‬و التي بينت خطأ النظرية النيوكالسيكية التي تقول أن التوازن يحدث بطريقة‬

‫تلقائية في السوق حيث كلما زاد عرض اليد العاملة أكثر من الطلب عليها فإن األجور‬

‫تنخفض ‪،‬و بالتالي يجب تشغيل هذاالفائض من اليد العاملة‬


‫تنخفض‪،‬وبالتالييجبتشغيلهذاالفائضمناليدالعاملة‪،‬لكن رغم هذا التشغيل‬

‫فإن هناك نسبة من اليد العاملة‬


‫فإنهناكنسبةمناليدالعاملة‪،‬لكن رغم هذا التشغيل فإن هناك نسبة من اليد العاملة‬

‫غير مشغلة‬
‫غيرمشغلة‪،‬كما أن األجور مازالت منخفضة و لهذا يجب العمل على التشغيل حتى‬

‫تحقيق المساواة‪.‬‬

‫النفقة الحدية للعامل (األجر) = اإلنتاجية الحدية‪.‬‬

‫و في هذه الظروف فالبطالة ال تكون إال لمن ال يريد أو ال يرغب في العمل و هكذا‬

‫يتحدد األجر الحالي في السوق‪.‬‬

‫إن نقد "كينز" لهذه التحليل و الذي مفاده أن الحديين تجاهلوا أن األجر ليس ثمن بسيط‬

‫يمكن رفعه أو خفض ه يومابعد يوم نظ ار الرتفاع العرض و الطلب‬


‫يمكنرفعهأوخفضهيومابعديومنظارالرتفاعالعرضوالطلب‪،‬فالعمال أنشؤوا‬

‫نقابات تعمل من أجل عدم خفض أجورهم‬


‫نقاباتتعملمنأجلعدمخفضأجورهم‪،‬و هنا يجد االقتصاد نفسه في وضعية أن‬

‫العمال يقبلون العمل لمستويات منخفضة من األجر و رغم هذا فهم ال يجدون مناصب‬

‫‪1‬‬

‫عمل و هو ما يسميه " كينز" ب البطالة االإلرداية أو ما نسميه بالبطالة الكينزية‪.‬‬


1

Kheladi Mokhtar, Introduction A l’Economie politique, Alger : OPU.2004 ;P139 -

9
‫مشكلةالنقوداالدخار‪،‬االستثمار‪،‬الفائدة)‪:‬‬
‫‪ 2.‬مشكلة النقود (االدخار ‪،‬االستثمار‬

‫لم يدخل الكالسيكيون في اعتبارهم النقود و لم يولها أي اهتمام بل اعتقدوا أن لها دو ار محايدا و‬

‫أنهامجرد حجاب يغطي الحقيقة‬


‫أنهامجردحجابيغطيالحقيقة‪،‬و يرى كينز أن هذا هو الخطأ الثاني الذي ارتكبه الكالسيك‬

‫ألن للنقود دو ار إيجابيالتعلق الناس بهاو العمل على الحص ول عليهارغبة في اكتنازها‬
‫ألنللنقوددوارإيجابيالتعلقالناسبهاوالعملعلىالحصولعليهارغبةفياكتنازها‪،‬و هي‬

‫‪1‬‬

‫أداة أساسية في التحليل االقتصادي‪.‬‬

‫يرى "كينز" أن الكالسيك أهملوا التغيرات في مستوى الدخل عندما نظروا غلى‬

‫سعر الفائدة على أنه العامل الوحيد الذي يحقق التعادل بين االدخار و‬

‫االستثمار‪.‬‬

‫كما اختلف " كينز" مع الكالسيك بأن العالقة بين االدخار وسعر الفائدة هي‬

‫عالقة طردية حيث يرى أنه في بعض األحيان تكون عالقة عكسية و هناك‬

‫عوامل أخرى تتدخل في حجم المدخرات و هي ‪:‬‬

‫‪-‬مستوى الدخل‬

‫‪2‬‬

‫‪-‬االحتياط للطوارئ‬

‫إن سعر الفائدةعند النيوكالسيك هو مكافأةص احب رأس المال‬


‫إنسعرالفائدةعندالنيوكالسيكهومكافأةصاحبرأسالمال‪،‬و هو السعر الذي‬

‫يعطي أللسر من أجل تشجيعها على عدم االستهالك الفوري للمداخيل و ادخار جزء‬

‫منها‪.‬‬

‫إن كينز انتقد هذا التحليل النيوكالسيكي للفائدة و أدخل في التحليل االقتصادي الجانب‬

‫البسيوكولوجي إلي يفسر سلوك الفرد من أجل ادخار جزء من دخله في شكل سيولة‬
‫البسيوكولوجيإلييفسرسلوكالفردمنأجلادخارجزءمندخلهفيشكلسيولة‪،‬و‬

‫لدخاربثالثةأسبابوهيالمبادلة‪،‬االحتياط و المواظبة‪.‬‬
‫دخار بثالثة أسباب و هي ‪:‬المبادلة‬‫يفسر هذاالدافع لال‬
‫يفسرهذاالدافعال‬

‫حيث أنه حسب كينز سعر الفائدة هو السعر الذي يجعل األفراد يقررون التنازل على‬

‫جزء من السيولة و تغييرها‪.‬‬


‫ولعلو‪،‬مرجعسابقالذكر‪،‬ص ‪135.‬‬
‫ولعلو ‪،‬مرجع سابق الذكر‬ ‫‪ 1-‬فتح هللا‬
‫فتحهلال‬

‫سكينةبنحمودة‪،‬مرجعسابقالذكر‪،‬ص ‪176.‬‬
‫‪ 2-‬سكينة بن حمودة ‪،‬مرجع سابق الذكر‬

‫‪10‬‬
‫‪3.‬الدولة‪:‬‬

‫إن هدف الدولة من االستثمار هو دفع الطلب‬


‫إنهدفالدولةمناالستثمارهودفعالطلب‪،‬فيجب إعطاء الوسائل أللفراد من أجل‬

‫طلب السلع و الخدمات‬


‫طلبالسلعوالخدمات‪،‬فالدولة إذن توزع الدخول بخلق مناصب شغل في فروع معينة‬

‫التي ال يهتم بهاالقطاع الخاص‬


‫التياليهتمبهاالقطاعالخاص‪،‬كما تتدخل الدولة في تحديد معدل الضرائب المختلفة ‪،‬‬

‫و معدل الفائدة عن طريق وضع سياسة موازني ة و سياسة ضريبية‪.‬‬

‫و هكذا نجد أن كينز استنتج أن الدولة عنصر أساسي في عمل االقتصاد الحديث عكس‬

‫المدرسة الكالسيكية التي نادت بعدم تدخل الدولة‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬النظرية العامة الكينزية ( أدوات التحليل االقتصادي عند كينز)‬

‫سميت هذه النظرية بالنظرية العامة ألنها تشمل جميع األوضاع و الحاالت االقتصادية‬

‫الممكنة في كل مكان و زمان‬


‫الممكنةفيكلمكانوزمان‪،‬و عامة أيضا من حيث أنها تناولت الكليات و ليس‬

‫الجزئيات‬
‫الجزئيات‪،‬فهي ال تتعلق بمواضيع و دراسات جزئية و فردية كما هو الحال في االقتصاد‬

‫‪1‬‬

‫الكالسيكي و هذا االتجاه يعرف باقتصاد المجموعات أو االقتصاد الكلي‪.‬‬

‫فنظرية كينز إذن تدرس العالقات بين مجموعات كبيرة من الظواهر االقتصادية مثل ‪:‬‬

‫حجم العمالة العام أو التوظيف العام ‪،‬الدخل العام ‪،‬االستثمار العام‬


‫حجمالعمالةالعامأوالتوظيفالعام‪،‬الدخلالعام‪،‬االستثمارالعام‪،‬االستهالك العام‪،‬‬

‫اإلنفاقالعام‪،‬العرضالكلي‪،‬الطلب الكلي‪.‬‬
‫اإلنفاق العام ‪،‬العرض الكلي‬

‫عرض كينز نظريته باالرتكاز على ثالثة عناصر مهمة و هي ما تسمى بأدوات التحليل‬

‫االقتصادي عند كينز و هي ‪:‬‬

‫)‪1‬الميل الحدي اللستهالك‬

‫)‪2‬الفعالية الحدية لرأس المال‬

‫)‪3‬سعر الفائدة‬
‫عزميرجب‪،‬مرجعسابقالذكر‪،‬ص ‪118.‬‬
‫‪ 1-‬عزمي رجب ‪،‬مرجع سابق الذكر‬

‫‪11‬‬
‫نظرية الدخل و االستخدام‪:‬‬

‫إن نقطة البداية في دراسة و تحليل الدخل و االستخدام عند كينز انطلقت من تحديد‬

‫مفهوم الطاقة اإلنتاجية في االقتصاد و هي " قدرة االقتصاد على إنتاج سلع و خدمات‬

‫تعتبر محدودة في المدى القصير " لذا يمكن القول بأن النظرية الكينزية اللستخدام‬

‫تنطلق أساسا من الطلب الكلي الذي يعتبر المحدد األساسي و الحاسم لمستوى الدخل و‬

‫االستخدام في المدى القص ير‬


‫االستخدامفيالمدىالقصير‪،‬أما في المدى الطويل فقد تظهر عوامل أخرى تؤثر على‬

‫الطاقة اإلنتاجية‪.‬‬

‫و قبل البدء بتحليل العناصر األساسية في نظرية الدخل و االستخدام البد من إعطاء‬

‫‪1‬‬

‫فكرة عن منحنيات الطلب الكلي و العرض الكلي و ما يعنيه كل واحد منهما‪.‬‬

‫أ ‪.‬منحنى الطلب الكلي‪:‬‬

‫هو منحنى يوضح العالقة بين المصروفات المتوقعة عند كل مستوى من مستويات‬

‫الدخل أو اإلنتاج الحقيقي‬


‫الدخلأواإلنتاجالحقيقي‪،‬أي هو منحنى يوضح العالقة بين كل مستوى من‬

‫مستويات اإلنتاج و ما يقابله من إنفاق من أجل شراء ذلك اإلنتاج‪.‬‬

‫و على هذا األساس يمكن القول أن منحنى الطلب الكلي يمثل إحدى األدوات‬

‫التحليلية التي يتم اعتمادها في تحديد المستوى التوازني للدخل و االستخدام و‬

‫اإلنتاج‪،‬أي أنه يعتبر إحدى األدوات الهامة في التحليل االقتصادي‪.‬‬


‫اإلنتاج‬

‫و يمثل منحنى الطلب الكلي بالشكل التالي‪:‬‬

‫‪C‬االستهالك‬

‫‪D‬‬

‫‪C= a+by‬‬

‫‪a‬‬
‫‪Y‬الدخل‬

‫الشكل ( رقم )‪01‬منحنى الطلب الكلي‬

‫محمودحسينالوادي‪،‬أحمدعازفالعساف‪،‬االقتصادالكلي‪،‬عمان ‪:‬دار المسيرة ‪، 2009،‬ص‪87.‬‬


‫‪ 1-‬محمود حسين الوادي ‪،‬أحمد عازف العساف ‪،‬االقتص اد الكلي‬

‫‪12‬‬
‫و إذا كان التعامل مع اقتصاد مغلق ليس له عالقات مع العالم الخارجي فإن ‪:‬‬

‫الطلب الكلي = اإلنفاق العائلي ( االستهالك) ‪+‬اإلنفاق الحكومي (االستثمار) ‪+‬إنفاق القطاع‬

‫الخاص (استثمار)‬

‫ب ‪.‬منحنى العرض الكلي‪:‬‬

‫هو عبارة عن المنحنى الذي يبين العالقة بين اإليرادات المتوقعة للمنتجين و عند‬

‫كل مستوى من مستويات اإلنتاج أو الدخل‬


‫كلمستوىمنمستوياتاإلنتاجأوالدخل‪،‬حيث أن كل إنتاج يجب أن يولد دخال‬

‫و هذا الدخل البد أن يعود للمنتجين بشكل إيرادات ‪.‬لذا فإن كل نقطة على منحنى‬

‫العرض تبين أن لكل مستوى من الدخل مستوى يقابله من اإلنفاق‬

‫و يمكن توضيح منحى العرض الكلي بالشكل التالي‪:‬‬

‫اإليرادات المتوقعة‬

‫‪S‬‬

‫‪Y‬‬ ‫‪45°‬‬

‫الشكل (رقم )‪02‬منحنى العرض الكلي‬

‫و من أجل تحديد الوضع التوازني للدخل و االستخدام البد من الجمع بين منحنيا‬
‫الطلب الكلي و العرض الكلي حيث وضح كينز أن مستوى الدخل و االستخدام‬

‫التوازني سوف يتحدد عند نقطة تقاطع منحنى الطلب الكلي مع منحنى العرض‬

‫الكلي كما يوضحه الشكل التالي‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫‪Q‬اإلنفاق‬

‫‪S‬‬ ‫‪D‬‬

‫‪L‬‬ ‫‪C- a + by‬‬

‫‪Y‬الدخل‬

‫الشكل ( رقم )‪03‬مستوى الدخل و االستخدام التوازني‬

‫إن نقطة تقاطع المنحنيين تحدد المستوى التوازني للدخل و االستخدام أي النقطة‬

‫التي تمثل حالة توازن االقتصاد القومي‪.‬‬

‫ومن خالل تحليل كينز فإنه يمكن جعل االقتصاد في حالة توازن أو إعادة التوازن و‬

‫خاصة في المدى القصير من خالل التأث ير على وحدات اإلنتاج أو وحدات اإلنفاق‪.‬‬

‫و ما يهمنا هو تحرك دالة الطلب الكلي إلى وضع أعلى من وضعها السابق الذي‬

‫يمثل رغبة وحدات اإلنفاق على إنفاق المزيد من الدخل المتولد من اإلنتاج الجاري‪،‬‬

‫أي زيادةوحدات اإلنفاق إنفاقهاأكثر من الدخل المتولد‬


‫أيزيادةوحداتاإلنفاقإنفاقهاأكثرمنالدخلالمتولد‪،‬أو أكثر مما يتوقعه‬

‫المنتجون و ذلك سيؤدي بالضرورة إلى حدوث اختالل سيدفع جميع القوى المؤثرة‬

‫في النشاط االقتصادي للتحرك من أجل دفع االقتصاد للتوازن من جديد و بحالة‬

‫أفض ل مماكان عليه سابقا‬


‫أفضلمماكانعليهسابقا‪،‬و عادة فإن نقطة التوازن الجديدة تمثل وضعا أفضل‬

‫لالقتص اد عماكان عليه‬


‫لقتصادعماكانعليه‪،‬إذ تعني المزيد م ن اإلنتاج و االستخدام و الدخل و هو ما‬ ‫ال‬

‫سماهكينزبالطلبالفعال‪،‬و يمكن توضيح ذلك بالشكل التالي‪:‬‬


‫سماهكينز بالطلب الفعال‬
14
‫‪Q‬‬

‫‪S‬‬

‫’‪D‬‬

‫‪L‬‬ ‫‪D‬‬

‫‪Y‬الدخل (اإلنتاج)‬

‫الشكل ( رقم ) ‪04‬تحرك دالة الطلب الكلي إلى وضع أعلى‬

‫‪Q :‬اإلنفاق الكلي‬

‫‪Y:‬الدخل اإلنتاج‬

‫نظرية االستهالك و االدخار‪:‬‬

‫إن الطلب الكلي هو المحدد الرئيسي لمستوى الدخل و االستخدام في المدى القص ير‬
‫إنالطلبالكليهوالمحددالرئيسيلمستوىالدخلواالستخدامفيالمدىالقصير‪،‬و‬

‫يمثل الطلب الكلي اإلنفاق الكلي أي‪:‬‬

‫الطلب = اإلنفاق الكلي = اإلنفاق االستهالكي (العائلي) ‪+‬اإلنفاق االستثماري (قطاع‬

‫األعمال) ‪+‬اإلنفاق الحكومي ( استهالكي و استثماري) ‪+‬صافي اإلنفاق الخارجي (‬

‫الفرق بين قيمة الصادرات و قيمة الواردات)‪.‬‬

‫)‪Y=C+I+G+(X-M‬‬

‫العوامل المحددة إللنفاق االستهالكي‪:‬‬

‫لقد اعتمد كينز في تحليله لطبيعة العالقة بين الدخل و االستهالك على فكرتين‬

‫أساسيتين أو اللتان أصبحتا األساس في النظرية الحديثة للدخل و االستخدام و هما‪:‬‬

‫‪-‬العالقة الوثيقة بين الدخل و االستهالك‬

‫‪-‬و طبيعة العالقة بين الدخل و االستهالك‬


15
‫حيث بين االستهالك يعتمد دائماعلى الدخل و أن العالقة بينهماهي عالقة طردية‬
‫حيثبيناالستهالكيعتمددائماعلىالدخلوأنالعالقةبينهماهيعالقةطردية‪،‬و قد أطلق‬

‫لستهالك‪،‬و الذي نعبر عنه بالعالقة التالية‪:‬‬


‫كينزعلىهذهالعالقةبالميلاللالستهالك‬
‫كينز على هذهالعالقة بالميل‬

‫االستهالك‬

‫الميل المتوسط اللستهالك =‬

‫الدخل‬

‫أما الفكرة الثانية فهي طبيعة هذه العالقة و المتمثلة فيمايلي‪:‬‬

‫"أن الناس يميلون من حيث المبدأ و بصورة عامة إلى زيادة إنفاقهم االستهالكي كلما زاد دخلهم‪،‬‬

‫لكنبمقدارأقل‪،‬و قد سمى كينز تلك العالقة بالقانون السيكولوجي األساسي"‪.‬‬


‫لكن بمقدار أقل‬

‫أي أن كينز يعتقد بوجود عوامل ذاتية و عوامل موضوعية‪.‬‬

‫فالعوامل الذاتية ‪:‬هي العوامل النفسية ( السيكولوجية) المؤثرة في الطلب العائلي على السلع‪،‬‬

‫تتأثر اتجاهات الشراء باإلشهار ‪،‬و جاذبية المنتج ‪،‬و التوقعات المتعلقة بمستوى األسعار‬
‫تتأثراتجاهاتالشراءباإلشهار‪،‬وجاذبيةالمنتج‪،‬والتوقعاتالمتعلقةبمستوىاألسعار‪،‬و‬

‫الوفرة المستقبلية للسلع و مستويات الدخول المستقبلية و كذلك بصفات المستهلك النفسية مثل‬

‫الكرم‪،‬البخل‪،‬حب المظاهر المغاالة في اإلنفاق‪.‬‬


‫الكرم ‪،‬البخل‬

‫أما العوامل الموضوعية ‪:‬فهي كالتالي‪:‬‬

‫توزيع الدخول ‪:‬حيث يؤثر توزيع الدخل في مستوى االستهالك الكلي إذا كان مستلمو‬
‫الدخل ليس لديهم نفس الميول المتوسطة اللستهالك و قد تؤدي إعادة توزيع الدخل إلى‬

‫انتقال دالة االستهالك الكلية و التغير في ميل الدالة‪.‬‬

‫تقلبات األسعار في األسواق ‪:‬فعندما تنخفض األسعار يقبل الطالبون على رفع مستوى‬

‫استهالكهم و عندما ترتفع األسعار يتقلص الطلب مع العلم أن للطلب تأثي ار أيضا على‬

‫األسعار‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫اختيارات الدولة في ميدان الضرائب ‪:‬فالدولة تستطيع أن تنقص من الميل الحدي‬

‫اللستهالك لبعض الفئات االجتماعية إذا عمدت على رفع الضرائب التي تصب على‬

‫مداخيلهم‪.‬‬

‫اختيارات الدولة في ميدان التخطيط العام ‪:‬فتوجيه الدولة قد يساعد قطاعا على حساب‬

‫قطاع آخر أو دخل فئة على حساب فئة أخرى و يؤثر هذا بالطبع على مستوى‬

‫االستهالك عند األفراد و القطاعات‪.‬‬

‫التقسيط االئتماني للمستهلك ‪:‬تؤثر تكلفة ووفرة التقسيط االئتماني للمستهلك على قدرته‬

‫الشرائية فكلما كانت وفرة في القروض االستهالكية و تكلفة أقل لهذا القرض فإن زيادة‬

‫االقتراض االستهالكي يؤدي إلى انتقال منحنى دالة االستهالك الكلي إلى األعلى‪.‬‬

‫سعر الفائدة ‪:‬في التحليل الكالسيكي كان ينظر إلى سعر الفائدة على أنه الثمن المدفوع‬

‫راد مقابل التض حية باالستهالك الحاض ر أي أنه ثمن االدخار‬


‫لفرادمقابلالتضحيةباالستهالكالحاضرأيأنهثمناالدخار‪،‬و بالتالي اعتبر‬ ‫لألف أل‬

‫ستهالك الحاض ر أي أنه ثمن االدخار‬


‫لستهالكالحاضرأيأنهثمناالدخار‪،‬و بالتالي اعتبر‬ ‫سعر الفائدةالعامل المحدد لال‬
‫سعرالفائدةالعاملالمحددال‬

‫سعر الفائدة العامل المحدد اللستهالك ‪.‬إال أن األمر لم يعد كذلك في التحليل الكينزي‪،‬‬

‫و مع ذلك يشير االقتصاديون إلى أن سعر الفائدة قد يؤثر على االستهالك عن طريق‬

‫تغير تكاليف االقتراض‬


‫تغيرتكاليفاالقتراض‪،‬أو بتأثيره على القيمة الجارية للثروة عندما ترتفع أسعار السندات‬

‫نتيجة انخفاض أسعار الفائدة مثال و بالتالي تصبح دالة االستهالك على النحو التالي‪:‬‬

‫‪C=c(y,i)1‬‬

‫و على هذا األساس حدد كينز الدالة الخطية اللستهالك‪:‬‬

‫‪C=Co+byd‬‬

‫حيث تمثل ‪Co‬كمية االستهالك عندما يكون الدخل المتاح صفرا‪.‬‬

‫ضياءمجيدالموسوي‪،‬النظريةاإلقتصادية‪،‬التحليلاالقتصاديالكلي‪،‬ط ‪3 ،‬الجزائر ‪:‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪، 2005،‬‬


‫‪ 1-‬ض ياء مجيد الموسوي ‪،‬النظرية اإلقتص ادية ‪،‬التحليل االقتص ادي الكلي‬

‫ص‪120.‬‬
17
‫‪C‬‬

‫‪C‬‬

‫‪C0‬‬ ‫‪p‬‬

‫‪yd‬‬ ‫‪45°‬‬

‫الشكل ( رقم )‪05‬يمثل دالة االستهالك الكلي‬

‫أماالمفهوم اآلخر الذي استند عليه كينز في تفسيرهللعالقة بين الدخل و االستهالك‬
‫أماالمفهوماآلخرالذياستندعليهكينزفيتفسيرهللعالقةبينالدخلواالستهالك‪،‬فهو ما‬

‫أطلقعليهبالميلالحدياللالستهالك‬
‫لستهالك‪،‬و يعرف الميل الحدي اللستهالك بأنه أي تغير في الدخل‬ ‫أطلق عليه بالميل الحدي‬

‫البد و أن يؤدي إلى تغير في االستهالك و لكن بدرجة أقل‪.‬‬

‫التغير في االستهالك‬

‫الميل الحدي اللستهالك (= )‪MPC‬‬

‫التغير في الدخل‬

‫‪MPC‬‬ ‫= ‪)-(1‬‬

‫𝐶∆‬
‫𝑦∆‬

‫إن األفراد يستهلكون قسطا من دخلهم و يكون هذا القسط المستهلك متناسبا مع مستوى الدخل ‪،‬‬

‫فإن ارتفع الدخل ارتفع االستهالك ‪،‬و لكن ارتفاع االستهالك أقل من ارتفاع الدخل‬
‫فإنارتفعالدخلارتفعاالستهالك‪،‬ولكنارتفاعاالستهالكأقلمنارتفاعالدخل‪،‬فاألفراد‬

‫‪1‬‬

‫يدخرون أكثر كلما ارتفع دخلهم ألنهم يكونوا قد استجابوا إلى حاجاتهم الملحة و الضرورية‪.‬‬

‫يوجينأ‪،‬ديوليو‪،‬النظريةاالقتصاديةالكلية‪،‬ترجمة ‪:‬محمد رضا العدل وحمدي رضوان عبد العزيز) الجزائر‬


‫‪ 1-‬يوجين أ ‪،‬ديوليو ‪،‬النظرية االقتص ادية الكلية (‬
‫‪:‬ديوان‬

‫المطبوعات الجامعية ‪، 1983 ،‬ص ‪68.‬‬

‫‪18‬‬
‫و الجدول التالي يوضح ذلك ‪:‬فإذا رمزنا للدخل ب ‪Y‬و االستهالك ب ‪C‬فإننا نجد‪:‬‬

‫‪Y($‬‬ ‫‪)C ($‬‬ ‫‪APC‬‬ ‫)‪MPC‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬

‫‪0.80‬‬ ‫‪0.90‬‬ ‫‪360‬‬ ‫‪400‬‬

‫‪0.80‬‬ ‫‪0.78‬‬ ‫‪520‬‬ ‫‪600‬‬

‫‪0.80‬‬ ‫‪0.58‬‬ ‫‪680‬‬ ‫‪800‬‬

‫‪0.80‬‬ ‫‪0.48‬‬ ‫‪840‬‬ ‫‪1000‬‬

‫يبدو من الجدول أن قيمة الميل الحدي اللستهالك هي ‪ 0,8‬و تبقى ثابتة‬


‫وتبقىثابتة‪،‬بينما تنخفض قيمة‬

‫الميل الوسطي اللستهالك مع ارتفاع مستوى الدخل‪.‬‬

‫و نفس هذاالتحليل يطبق على األمم و الدول‬


‫ونفسهذاالتحليليطبقعلىاألمموالدول‪،‬فالدول المتقدمة اقتصاديا تدخل كثي ار فيكون ميلها‬

‫لالستهالك منخفض ا‬
‫لستهالكمنخفضا‪،‬أما الدول المتخلفة اقتصاديا يكون ميلها الحدي اللستهالك مرتفعا‬ ‫الحدي‬
‫الحديال‬

‫ألنها لم تتمكن من اإلستجابة إلى كل حاجاتها و بالتالي فاإلدخار منخفض أو غير موجود‪.‬‬

‫نظرية االستثمار (اإلنفاق االستثماري)‪:‬‬

‫إن اإلنفاق االستثماري ما هو إال ذلك النوع من اإلنفاق على السلع الرأسمالية و التي‬

‫لالت ‪،‬و أدوات اإلنتاج‬


‫لت‪،‬وأدواتاإلنتاج‪،‬كما يتضمن اإلنفاق على المباني الجديدة و‬ ‫تتمثل في اآ‬
‫تتمثلفياآال‬

‫‪1‬‬

‫اإلضافاتإلىالمبانيالقديمة‪،‬كما يتضمن التغير في المخزون السلعي‪.‬‬


‫اإلض افات إلى المباني القديمة‬

‫إن اإلنفاق االستثماري له أهمية كبي رة في النشاط االقتصادي لعدة أسباب منها‪:‬‬

‫‪ 1-‬اعتبارهأهم العوامل المحددةللطاقة اإلنتاجية‬


‫اعتبارهأهمالعواملالمحددةللطاقةاإلنتاجية‪،‬فهو أحد العوامل األساسية في عملية‬

‫التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫محمودحسينالوادي‪،‬أحمدعارفالعساف‪،‬مرجعسابقالذكر‪،‬ص ‪120.‬‬
‫‪ 1-‬محمود حسين الوادي ‪،‬أحمد عارف العساف ‪،‬مرجع سابق الذكر‬

‫‪19‬‬
‫‪2-‬يعتبر أحد المكونات الرئيسية للطلب الكلي‪.‬‬

‫‪3-‬يتميز بأنه شديد التقلب نظ ار ألن التغيرات التي تحدث في قطاع السلع الرأسمالية‬

‫تكون أسرع بكثير من التغيرات التي تحدث في قطاع السلع االستهالكية ‪.‬‬

‫و من العوامل المحددة إللنفاق االستثماري‪:‬‬

‫‪1-‬الكفاية الحدية لرأس المال و المقصود بها العائد الي تحققه الوحدة النقدية المستثمرة‪.‬‬

‫‪2-‬سعر الفائدة والتي تمثل كلفة رأس المال المستثمر و الذي يمكن استعماله للمقارنة بينه و‬

‫بين الكفاية الحدية لرأس المال من أجل معرفة مقدار رأس المال المطلوب استثماره في‬

‫أي نشاط‪.‬‬

‫كما أن هناك مجموعة من العوامل األخرى المحددة إللنفاق االستثماري و هي ‪:‬‬

‫‪-‬التقدم العلمي و التكنولوجي‪.‬‬

‫‪-‬توقعات المستثمرين‪.‬‬

‫‪-‬حالة االقتصاد القومي (انتعاش أو انكماش)‪.‬‬

‫‪-‬األرباح المتوقعة‪.‬‬

‫‪-‬درجة المخاطرة التي تتعرض لها األموال المستثمرة‪.‬‬

‫‪1-‬مضاعف االستثمار‪:‬‬

‫إن العمالة تزيد بزيادة االستثمار ما لم يكن هناك تغير في الميل الحدي اللستهالك‪،‬‬

‫كما أن المجتمع قد يجد أنه من الضروري أن ينفق مقدار أكبر من النقود على‬

‫االستثمار لمنع البطالة‪.‬‬

‫فعندما تقوم الدولة بمشروعات عامة فإن الزيادة الكلية في الدخل القومي ستكون‬

‫أكبر من المبلغ المنفق على هذهالمشروعات‬


‫أكبرمنالمبلغالمنفقعلىهذهالمشروعات‪،‬و بالمثل تصبح الزيادة في العمالة‬

‫الكلية الناشئة عن المشروعات الجديدة أكبر من عدد العمال الذين يعملون في‬

‫المشروع األص لي‬


‫المشروعاألصلي‪،‬ألن الزيادة في الطلب على السلع االستهالكية الناشئة عن‬

‫العمالة األساسية ستؤدي إلى زيادةأكبر في حجم الص ناعات االستهالكية‬


‫العمالةاألساسيةستؤديإلىزيادةأكبرفيحجمالصناعاتاالستهالكية‪،‬و هذا‬
20
‫يؤدي بدورهإلى زيادةالعمالة‬
‫يؤديبدورهإلىزيادةالعمالة‪،‬و عدد المرات التي تزيد بها العمالة األصلية بسبب‬

‫الزيادة في االستثمار يطلق عليها اسم " المضاعف" » ‪Multiplicatieur «.‬‬

‫أو بعبارة أخرى يبين المضاعف عدد المرات التي تتضاعف بها الزيادة في‬

‫االستثمار و نمز له ب ‪:Ke .‬‬

‫فإذا افترضنا أن الدخل قد تغير من ‪y‬إلى) ∆𝑦(𝑦 ‪+‬و لتحديد قيمة 𝑦∆ ننطلق‬

‫من معادلة التوازن‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫𝑦‬ ‫=‪(𝑎 + 𝐼 ) … … … … … … … … … … … … … .1‬‬

‫‪−𝑏1‬‬

‫بالتعويض بالقيم الجديدة ل ‪y‬و ‪I‬نجد ‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫‪𝑦∆ 𝑦 +‬‬ ‫= ‪(𝑎 + 𝐼 + ∆𝐼 ) … … … … … … … … … 2‬‬

‫‪−𝑏1‬‬

‫بطرح المعادلة رقم )(‪1‬من المعادلة رقم )(‪2‬نجد ‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫∆𝑦∆(‬ ‫= 𝐼)‬

‫‪−𝑏1‬‬
‫أي أن التغير في مستوى الدخل يساوي التغير في مستوى االستثمار مضروبا‬

‫بالقيمة‬

‫‪1‬‬

‫‪−𝑏1‬‬

‫و تسمى بمضاعف االستثمار و نرمز له ب ‪ke‬‬

‫= ‪Ke‬‬

‫∆𝑦‬ ‫‪1‬‬

‫=‬

‫∆𝐼‪−‬‬ ‫‪𝑏1‬‬

‫حيث ‪b‬هو الميل الحدي اللستهالك‪.‬‬

‫و منه ‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫المضاعف =‬

‫‪1-‬الميل الحدي إللستهالك‬

‫‪21‬‬
‫و منه ‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫المضاعف‬ ‫=‬

‫الميل الحدي اللستهالك‬

‫‪2-‬الكفاية الحدية لرأس المال ‪:‬‬

‫يعتبر "كينز" الكفاية الحدية لرأس المال عنص ار أساسيا يلعب دوره كباعث للمستثمر‬

‫الذي يقوم باستثمار أمواله‬


‫الذييقومباستثمارأمواله‪،‬ذلك ألن عملية االستثمار خطيرة و مغامرة يجب على‬

‫المستثمرأنيقدرنتائجاإلقدامعليه‪،‬و هذا ما جعل "كينز" يهتم بمفهوم الحافز‬


‫المستثمر أن يقدر نتائج اإلقدام عليه‬

‫على االستثمار أي دافع المستثمر ليقوم باستثمار أمواله‪.‬‬

‫فالمستثمر يترقب مردود أو عائد سنوي اللستثمار و يجب مقارنة هذا المردود بسعر‬

‫قرض رأس المال و هو مايسميه "كينز" بالكفاية الحدية لرأس المال‬


‫قرضرأسالمالوهومايسميهكينزبالكفايةالحديةلرأسالمال‪،‬فالكفاية الحدية‬

‫لرأس المال حسب "كينز" هو عبارة عن معدل الخصم الذي يحقق المساواة بين قيمة‬

‫رأس المال و مجموع القيم الحالية لعوائده‪.‬‬

‫و لتكن هذه العوائد‪:‬‬

‫‪S1,S2,S3,…………….Sn‬‬

‫حيث ‪S1‬عائد السنة األولى‬

‫‪S2‬عائد السنة الثانية‬

‫‪S3‬عائد السنة الثالثة‬

‫‪Sn‬عائد السنة األخيرة‬


‫سكينةبنحمودة‪،‬مرجعسابقالذكر‪،‬ص ‪149.‬‬
‫‪ 1-‬سكينة بن حمودة ‪،‬مرجع سابق الذكر‬

‫‪22‬‬
‫و لحساب الكفاية الحدية لرأس المال نحسب معدل الخصم الذي يجعل مجموع القيم الحالية‬

‫للعوائد مساوية إلى ثمن رأس المال‪.‬‬

‫فإذا افترضنا أن ) (‪P‬هو ثمن رأس المال و ) (‪r‬هي الكفاية الحدية لرأس المال المعادلة التالية‪:‬‬

‫‪𝑆1‬‬ ‫‪𝑆2‬‬ ‫𝑆𝑛‬

‫‪.……………⋯+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫=𝑃‬

‫‪+2‬‬ ‫(‪𝑛 )𝑟 (1 )1 + 𝑟( )𝑟 + 1‬‬

‫و إذا أعطيتنا قيما ل ‪:‬‬ ‫‪S1,S2,S3 ,………Sn‬و عرفنا قيمة )(‪P‬‬

‫تمكننا من حساب ) (‪r‬أي الكفاية الحدية لرأس المال‪.‬‬

‫ثم مقارنته مع سعر الفائدة ‪T .‬‬

‫الحالة األولى ‪:‬إذا كانت الكفاية الحدية لرأس المال مساوية لسعر الفائدة فإنه يجب القيام‬

‫باالستثمار‪.‬‬

‫الحالة الثانية ‪:‬إذا كانت الكفاية الحدية لرأس المال أكبر من سعر الفائدة فإنه يجب القيام‬

‫باالستثمار‪.‬‬

‫الحالة الثالثة ‪:‬إذا كانت الكفاية الحدية لرأس المال أصغر من سعر الفائدة فإنه يجب‬

‫التوقف عن االستثمار‪.‬‬

‫‪3-‬معدل الفائدة ‪:‬‬

‫إن سعر الفائدة عند كينز ظاهرة نقدية تحدد انطالقا من معطيين اثنين هما ‪:‬‬

‫‪1-‬عرض النقود ‪:‬و تمثل كمية النقود الموجودة في السوق التي تصدر عن البنك‬

‫المركزي‬
‫المركزي‪،‬فهذا األخير يستطيع أن يؤثر على مستوى معدل الفائدة ألنه يتحكم‬
‫في إص دار العملة‬
‫فيإصدارالعملة‪،‬أو وسائل الدفع التي يخلفها الجهاز المصرفي في شكلها‬

‫المتعلق بالنقود االئتمانية‬


‫المتعلقبالنقوداالئتمانية‪،‬و منحنى عرض النقود عديم المرونة و لذا يتخذ‬

‫الوضع العمودي مبينا لنا كمية النقود المحددة من طرف السلطات‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪I‬الفائدة‬

‫‪MS‬‬

‫كمية النقود‬

‫الشكل ( رقم ) ‪06‬منحنى عرض النقود‬

‫ب ‪-‬الطلب على النقود ‪:‬أو ما يسميه " كينز" بالتعلق بالسيولة و هو مفهوم يعبر عن‬

‫األهمية التي يعطيها األفراد للنقود بحيث يميلون إلى بقاء أمالكهم و أموالهم في شكل نقود‬

‫أوفيشكلسيولةحباللنقودفيحدذاتها‪،‬و يرى " كينز" أن هذا التعلق بالسيولة يعود‬


‫أو في شكل سيولة حباللنقود في حد ذاتها‬

‫إلى ثالثة دوافع هي ‪:‬‬

‫دافع الدخل أو دافع المعامالت حيث يعمل األفراد على المحافظة على العملة‬

‫في اليد طول الفترة الفاصلة بين وقت استالمهم للدخل ووقت إنفاقه أي إمكانية‬

‫استعماله أثناء هذه الفترة من أجل تغطية المصروفات اليومية‪.‬‬

‫و كلما زاد الناتج الكلي و العمالة ارتفعت األجور و األثمان و زاد الطلب على‬

‫النقود للمعامالت‪.‬‬

‫دافع االحتياط ‪:‬إن األفراد يتعلقون بالنقود احتياطا للمستقبل و خاصة للنفقات‬

‫غير المنتظرة‬
‫غيرالمنتظرة‪،‬و ينشأ هذا الدافع أللفراد و المؤسسات االقتصادية و يسمى‬

‫بدافع المشروع لدى هذه المؤسسات‪.‬‬


24
‫دافع المضاربة ‪:‬يعمل األفراد المضاربين على المحافظة على النقود من أجل‬

‫استعمالها و عرضها في األسواق المالية ستنخفض في المستقبل فإنهم يؤجلون‬

‫عمليات الشراء و يحتفظون بالنقود سائلة‬


‫عملياتالشراءويحتفظونبالنقودسائلة‪،‬و يتوقف حجم هذا الجزء من الطلب‬

‫‪1‬‬

‫على توقعات األفراد بالنسبة اللئتمان في المستقبل بما في ذلك سعر الفائدة‪.‬‬

‫و يمكن تمثيل الطلب على النقود بالمنحنى التالي‪:‬‬

‫‪I‬الفائدة‬

‫‪MD‬‬

‫‪M‬كمية النقود‬

‫الشكل ( رقم )‪07‬منحنى الطلب على النقود‬

‫ويبين المنحنى أن كل زيادة في النقود يقابلها انخفاض في سعر الفائدة‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫و يحدث التوازن في القطاع النقدي عندما يتساوى عرض النقود مع الطلب عليها‪.‬‬
‫‪MS‬‬ ‫‪I‬الفائدة‬

‫‪i1‬‬ ‫‪MD‬‬

‫‪M‬كمية النقود‬

‫الشكل ( رقم )‪08‬التوازن في القطاع النقدي‬

‫زيتونأحمدضياءالدين‪،‬مبادئفيعلماالقتصاد‪،‬االسكندرية‪،‬المكتب العلمي للنشر و التوزيع ‪، 2001،‬ص ‪379.‬‬


‫‪ 1-‬زيتون أحمد ض ياء الدين ‪،‬مبادئ في علم االقتص اد ‪،‬االسكندرية‬

‫يوجينأديوليو‪،‬مرجعسابقالذكر‪،‬ص ‪146.‬‬
‫‪ 2-‬يوجين أ‪.‬د ‪.‬يوليو ‪،‬مرجع سابق الذكر‬

‫‪25‬‬
‫النتائج التي توصل إليها كينز‪:‬‬

‫استنتج كينز بصورة عامة من نظريته أن ‪:‬‬

‫‪ 1-‬في حالة البطالة يترتب على الدولة أن تسعى لتأمين العمل للجميع‬
‫فيحالةالبطالةيترتبعلىالدولةأنتسعىلتأمينالعملللجميع‪،‬و ذلك بالتأثير‬

‫المباشر على االتجاهات االقتصادية األساسية مثل التأثيرات النفسية التي تهمين على‬

‫االتجاه االقتصادي العام‪.‬‬

‫لألفراد‬
‫لفراد‪،‬و ترك القطاع‬ ‫‪ 2-‬الشرط األساسي لهذاالتدخل هو عدم المس بالحريات األساسية‬
‫الشرطاألساسيلهذاالتدخلهوعدمالمسبالحرياتاألساسيةأل‬

‫الخاص يأخذ المبادرات االقتصادية‪.‬‬

‫‪3-‬ضرورة وجود جهاز إداري متين له القدرة على التدخل و التأثير على القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪4-‬اعتبار األدوات المالية أدوات اقتصادية تستخدم لتحقيق أغراض اقتصادية و اجتماعية‬

‫فهي تستعمل من أجل محاربة البطالة و كبح التض خم‬


‫فهيتستعملمنأجلمحاربةالبطالةوكبحالتضخم‪،‬و محاربة التخلف و العمل على‬

‫تدعيم حركات اإلنشاء و التعمير ‪.‬كما أصبحت أداة لتحقيق أغراض اجتماعية حيث‬

‫تهدف إلى توفير العمل لكل من يرغب فيه و إلى محو التفاوت بين الطبقات و إقرار‬

‫التوازن االجتماعي‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫المبحث الثالث ‪:‬تقييم أفكار كينز ‪:‬‬

‫إن أفكار كينز و نظرياته أحدثت تطو ار جوهريافي الفكر االقتص ادي‬
‫إنأفكاركينزونظرياتهأحدثتتطوارجوهريافيالفكراالقتصادي‪،‬لقد أطلق على النظرية‬

‫الكينزية اسم الثورةالكينزية أو العلم االقتص ادي الجديد‬


‫الكينزيةاسمالثورةالكينزيةأوالعلماالقتصاديالجديد‪،‬فقد كان كينز باعتماده على التحليل‬

‫الكلي للظواهر االقتصادية مذهبا جديدا و تحليال حديثا لم يسبقه إليه أحد و خاصة أن التحليل‬

‫الكلي كان ينطلق من التحليل الجزئي ‪.‬إال أن أفكار كينز القت مجموعة من االنتقادات التي‬

‫يمكن إدراجها فيمايلي‪:‬‬

‫‪1-‬ال يمكن اعتبار نظرية كينز نظرية عامة من وجهة نظر البعض ألنها ال تصلح لكل‬

‫مكانوزمان‪،‬فقد وضعت النظرية في زمن األزمة االقتصادية ‪1929‬أي أزمة‬


‫مكان و زمان‬

‫الكسادالعظيم‪،‬فهل هي صالحة لحل أزمة ‪2008‬؟‬


‫الكساد العظيم‬

‫‪ 2-‬إن كينز جمع أفكارهمن مختلف الكتاب الذين سبقوه( التجاريون‬


‫إنكينزجمعأفكارهمنمختلفالكتابالذينسبقوهالتجاريون‪،‬الطبيعيون ‪،‬‬

‫التقليديون) و بالتالي هناك مغاالة في اعتبار الفكر الكينيزي ثورة في علم االقتصاد‪.‬‬

‫‪ 3-‬التقليل من الحرية االقتصادية في النظام الرأسمالي و التي تعتبر سمة من سماته‬

‫األساسية‪.‬‬

‫إن االنتقادات الموجهة للنظرية الكينزية هي في معظمها انتقادات شكلية ال تمس جوهر‬

‫النظريةالعامة‪،‬و بالتالي فالنظرية الكينزية هي مدرسة حديثة اللقتصاد الكلي‪.‬‬


‫النظرية العامة‬

‫‪27‬‬
‫خاتمـــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫خالصة لما جاء في هذا العرض للمدرسة الكينزية نستنتج أن المحور األساسي الذي‬

‫قامت عليه النظرية هو االنتقادات التي وجهت للمدرسة الكالسيكية و إظهار مساوئها و‬

‫كذاإظهار عيوب األنظمة الرأسمالية المتطورة‬


‫كذاإظهارعيوباألنظمةالرأسماليةالمتطورة‪،‬و في مقدمتها اإلخفاق في تأمين‬

‫لأليدي العام لة‬


‫ليديالعاملة‪،‬و عدم نجاحها في إيجاد عدالة لتوزيع الدخول و‬ ‫العمالة الكاملة‬
‫العمالةالكاملةأل‬

‫الثروات ‪،‬انطالقامن تحليل االستهالك و االستثمار و النقود‬


‫الثروات‪،‬انطالقامنتحليلاالستهالكواالستثماروالنقود‪،‬و توصل إلى ضرورة‬

‫تدخل الدولة لتحقيق التوازن العام‬


‫تدخلالدولةلتحقيقالتوازنالعام‪،‬و هذا ال يعني أن كينز يحبذ االشتراكية و إنما هو‬

‫يؤكد دائماثقته بالباعث الفردي و المشاريع الخاص ة‬


‫يؤكددائماثقتهبالباعثالفرديوالمشاريعالخاصة‪،‬و إنما يدعو إلى إحداث بعض‬

‫األجهزةالحكومية الفعالة للرقابة على النشاط االقتص ادي العام‬


‫األجهزةالحكوميةالفعالةللرقابةعلىالنشاطاالقتصاديالعام‪،‬و التوجيه المركز في‬

‫بعض الميادين الهامة كالنقود و االدخار و االستثمار و االستهالك و سعر الفائدة و‬

‫غيرها من الظواهر االقتصادية العامة‪.‬‬

‫‪28‬‬

You might also like