Professional Documents
Culture Documents
المطلب الثاني :التعريف برائد المدرسة الكينزية " جون مينا رد كينز"
المطلب الثاني :النظرية العامة الكينزية (أدوات التحليل االقتصادي عند كينز )
اخاتمة
1
مقدمــــــــــــــــــــــــــــة
إن التحليل الذي ساد المدرسة النيوكالسيكية و المرتكز على التحليل الوحدوي و االهتمام
أال و هي األزمة العالمية أو أزمة الكساد العالمي سنة 1929 ،حيث أن النظام الرأسمالي و
الحرية االقتصادية التي كان يدعو إليها و عدم تدخل الدول في النشاطات االقتصادية أصبح
الدول الرأسمالية تقريبا أدى الى تدخل الدول في هذه المجتمعات و اتخاذ التدابير االلزمة
لمعالجة األزمة.
و في هذا الوقت بالذات بدأت في الظهور مجموعة من األفكار االقتصادية التي ارتكزت أساسا
خالل تحليل جديد للظواهر االقتصادية أال و هو التحليل الكلي أي التركيز على المجاميع الكلية
و ليس الفردية.
و من هو رائد هذه المدرسة ؟ و ما هي أهم األفكار و النظريات التي قدمها كينز؟ و كيف يمكن
تقييمها؟
2
الفصل األول :أسباب و ظروف نشأة المدرسة الكينزية
ال يمكن أن نفهم األفكار التي جاء بها "كينز" إال إذا وضعناها في الظرف الزماني و المكاني
أزمة 1929تتسم بتقلص الطلب و انتشار البطالة التي عرفت باسم " الكساد الكبير " ووصلت
إلى أشدها في 1932و استمرت إلى غاية بداية الحرب العالمية الثانية و تميز هذا الكساد
بوجود بطالة كبيرةو تعطل جزء كبير من الطاقة اإلنتاجية خاص ة في مجال الص ناعة
بوجودبطالةكبيرةوتعطلجزءكبيرمنالطاقةاإلنتاجيةخاصةفيمجالالصناعة،كما أن
1
لقد أدت فترة الكساد إلى فقد ثقة رجال األعمال و االقتصاديين في النظرية التقليدية فقد انخفضت
األجورواستمرالركود،و أدى ذلك إلى وجود %25من قوة العمل في حالة بطالة و معظم
األجور و استمر الركود
إن النظام الرأسمالي الذي كان النظام العالمي ( أي النظام الذي يغطي كافة أنحاء العالم) و عند
ظهور األزمة االقتصادية دفع الدول في المجتمعات الرأسمالية إلى اتخاذ إجراءات قصد معالجة
األزمة مسجلة بذلك بدء مرحلة من التدخل الكبير للدولة في الحياة االقتصادية و هذا يدل على
3
إن عجز النظرية الكالسيكية الجديدة على مواجهة مشكالت االقتصاد القومي و االهتمام فقط
بمشكلة سلوك الوحدة االقتصادية (الرجل االقتصادي) أدى إلى ضرورة التفكير بنوع اخر من
التحليل و إعادة النظر في النظريات التي كانت سائدة في الفكر االقتصادي التقليدي.
سبب عجز النظام السعري عن انتشال االقتصاد تلقائيا من حالة الكساد و العودة إلى التوظيف
الكاملللموارد،و قد أحدثت كتابات " كينز" ثورة اقتصادية بكل معنى الكلمة و إحداث
الكامل للموارد
و إلى جانب هذه الظروف االجتماعية و االقتصادية التي أثرت على أفكار كينز و أدت إلى
ظهور النظرية الكينزية فقد تأثر كينز بمؤلفات االقتصادي السويدي " ويكسل " Wicksell
و لهذه األسباب كلها ال يمكن التطرق إلى أفكار كينز إال بعد شرح مبسط ألزمة الكساد العالمية
( أزمة )1929و بعض االنتقادات التي وجهها كينز للنظرية التقليدية التي كانت قوانينها عاجزة
2
األزمة تعني الشدةأو الض يق ،و تمثل مرحلة أو فترةص عبة في حياةالفرد أو المجتمع
األزمةتعنيالشدةأوالضيق،وتمثلمرحلةأوفترةصعبةفيحياةالفردأوالمجتمع،و تظهر
يفقدون مدخراتهم ،كماأدى ذلك إلى إغالق سوق العمل و المص انع و إفالس البنوك
يفقدونمدخراتهم،كماأدىذلكإلىإغالقسوقالعملوالمصانعوإفالسالبنوك،و تكدس
4
نشأة أزمة 1929و تطورها :
انطلقت من الواليات المتحدة األمريكية كونها أقوى دولة بعد الحرب العالمية األولى ألنها
السلع األمريكية بعد أن توص لت إلى إنتاج حاجاتهاالزراعية و الص ناعية بنفسها
السلعاألمريكيةبعدأنتوصلتإلىإنتاجحاجاتهاالزراعيةوالصناعيةبنفسها،كما ظهرت
و أفلست الكثير من المعامل والمصانع و تم تسريح العمال و انتشرت البطالة و ضعفت القدرة
الشرائية و تفاقمت المشاكل االجتماعية و األخالقية .إضافة إلى ذلك أثار تباطؤ الدول األوروبية
الخزينة األمريكية و انعكس ذلك على بورصة "وول ستريت" األمريكية حيث تسبب عرض
األسهم للبيع بكثافة مما أدى إلى هبوط األسعار بشكل حاد و مزيد من اإلفالس و التسريح و
-توقفت الو.م.أ عن استيراد المواد األولية االلزمة لصناعتها و عجزت الدول المنتجة لهذه
5
النمسا :لضعف اقتصادها و كثرة األموال األجنبية المستثمرة فيها حيث أدى سحب هذه
بل العالمي.
فرنسا :تعرضت لصعوبات اقتصادية تحولت إلى أزمة بلغت ذروتها عام 1932،فقل
التصدير و ارتفع عدد العاطلين و اضطرت أكثر من 20دولة إلى تخفيض قيمة
عمالتها.
منها الخطة الجديدة ) (New Dealالتي وضعها الرئيس األمريكي (تيودور روزفلت) ،
و خالصة القول أن النظام الرأسمالي الحر لم يصبح قاد ار على حماية االقتصاد مما
في جامعة كامبرج سنة 1920 ،سافر إلى الهند و عمل موظفا بها كتب مؤلفا حول
البريطانية،و أصبح ممثال لها في مؤتمر السالم بباريس و أصدر كتابه " النتائج
البريطانية
االقتصادية لمعاهدة السالم في فرساي" سنة 1919 ،في 1936أصدر كتابه المشهور
" النظرية العامة للنقود و الفائدة و االستخدام" .مثل بريطانيا في مفاوضات بروتن وودز
كان كينز مستثم ار ناجحا حيث كون ثروة ضخمة بواسطة المضاربة بالعمالت األجنبية،
ونشر إبان الحرب العالمية الثانية خطة إللصالح النقدي شنتها الحكومة البريطانية تحت
6
إسم " خطة كينز" سنة 1943 ،و كان قد أصبح آنذاك اللورد جون مينارك كينز ،
1
لقد كانت نظرية "كينز" مناقصة لنظرية الكالسيكيين فكان أول عمل قام به هو انتقاده
لهذه األخيرة قبو وضع أسس منهجه الجديد و من أهم أركان النظرية الكالسيكية التي
1-الحرية الفردية
2-المصلحة الخاصة
3-مبدأ االنسجام بين مصلحة الفرد و مصلحة الجماعة المبني على فكرة
النظام الطبيعي.
2
5-المبدأ القائل بأن الربح هو حافز األفراد على اإلنتاج و التقدم االقتصادي
لقد رفض " كينز" االعتراف بما جاءت به النظرية الكالسيكية بأن الفرد و
هو يحقق مصلحته الخاصة ال يضر بمصالح اآلخرين كما رأى أن تدخل
الدولة عند الضرورة لتحقيق التوظيف الكامل عن طريق خلق طلب كاف
الجماعية
الجماعية،كما أن المنافسة الحرة ال تؤدي دائما إلى توازن االقتصاد العام
،االقتصادالسياسي،دبن،دار الحداثة ، 1997 ،ص 134.
ولعلوفتحهلال،االقتص اد السياسي ،د ب ن
1-ولعلو فتح هللا
عزميرجب،مرجعسابقالذكر،ص114.
2-عزمي رجب ،مرجع سابق الذكر
7
فالتوازنات الجزئية ال تؤدي دائماالى التوازن العام
فالتوازناتالجزئيةالتؤديدائماالىالتوازنالعام،و ارتكاز الكالسيك على الربح كحافز وحيد
و لقد ارتكز كينز في انتقاده للنظرية الكالسيكية حول نقطتين و هي :مشكل البطالة و مشكل
النقوداالدخار،االستثمار،الفائدة)
النقود ( االدخار ،االستثمار
1.مشكلة البطالة:
يرى " كينز" أن الكالسيكيين ارتكبوا خطأ كبي ار عندما رفضوا اعتبار وجود البطالة العمالة
العتقادهم أن كل واحد راغب للعمل يجده بسهولة بما يناسب إمكانياته الفكرية و الجسمية
االق تصادية خطأ هذا الطرح بدليل أن إنجلت ار و كل الدول الرأسمالية عرفت ظاهرة
1
و لذلك يبحث كينز في كيفية محاربة البطالة و الوصول إلى مرحلة االستخدام الكامل.
-و يرى كينز خالفا للنظرية الكالسيكية أنه ليس صحيحا أن العمال يتركون عملهم بمجرد
-كما يرى كينز أن اقتراح النظرية الكالسيكية بتخفيض األجور لحل مشكل البطالة و
فائض اإلنتاج خاطئ ألن االنخفاض العام في األجور البد أن يؤدي إلى نقص الطلب
-و يرفض " كينز" رفضا تاما معالجة الكالسيك لمشكلة البطالة بواسطة تخفيض األجور
ولعلو،مرجعسابقالذكر،ص 135.
ولعلو ،مرجع سابق الذكر 1-فتح هللا
فتحهلال
8
-وجود نقابات عمالية قوية ترفض هذا اإلتجاه.
-وجود تشريعات عمالية تحدد الحد األدنى أللجور و الحد األقصى للساعات.
2-سعر الفائدة
إن الظاهرة األولى و األكثر انتشا ار ألزمة 1929و هي البطالة التي مست االقتصاد
األمريكي
األمريكي،و التي بينت خطأ النظرية النيوكالسيكية التي تقول أن التوازن يحدث بطريقة
تلقائية في السوق حيث كلما زاد عرض اليد العاملة أكثر من الطلب عليها فإن األجور
غير مشغلة
غيرمشغلة،كما أن األجور مازالت منخفضة و لهذا يجب العمل على التشغيل حتى
تحقيق المساواة.
و في هذه الظروف فالبطالة ال تكون إال لمن ال يريد أو ال يرغب في العمل و هكذا
إن نقد "كينز" لهذه التحليل و الذي مفاده أن الحديين تجاهلوا أن األجر ليس ثمن بسيط
العمال يقبلون العمل لمستويات منخفضة من األجر و رغم هذا فهم ال يجدون مناصب
1
9
مشكلةالنقوداالدخار،االستثمار،الفائدة):
2.مشكلة النقود (االدخار ،االستثمار
لم يدخل الكالسيكيون في اعتبارهم النقود و لم يولها أي اهتمام بل اعتقدوا أن لها دو ار محايدا و
ألن للنقود دو ار إيجابيالتعلق الناس بهاو العمل على الحص ول عليهارغبة في اكتنازها
ألنللنقوددوارإيجابيالتعلقالناسبهاوالعملعلىالحصولعليهارغبةفياكتنازها،و هي
1
يرى "كينز" أن الكالسيك أهملوا التغيرات في مستوى الدخل عندما نظروا غلى
سعر الفائدة على أنه العامل الوحيد الذي يحقق التعادل بين االدخار و
االستثمار.
كما اختلف " كينز" مع الكالسيك بأن العالقة بين االدخار وسعر الفائدة هي
عالقة طردية حيث يرى أنه في بعض األحيان تكون عالقة عكسية و هناك
-مستوى الدخل
2
-االحتياط للطوارئ
يعطي أللسر من أجل تشجيعها على عدم االستهالك الفوري للمداخيل و ادخار جزء
منها.
إن كينز انتقد هذا التحليل النيوكالسيكي للفائدة و أدخل في التحليل االقتصادي الجانب
البسيوكولوجي إلي يفسر سلوك الفرد من أجل ادخار جزء من دخله في شكل سيولة
البسيوكولوجيإلييفسرسلوكالفردمنأجلادخارجزءمندخلهفيشكلسيولة،و
لدخاربثالثةأسبابوهيالمبادلة،االحتياط و المواظبة.
دخار بثالثة أسباب و هي :المبادلةيفسر هذاالدافع لال
يفسرهذاالدافعال
حيث أنه حسب كينز سعر الفائدة هو السعر الذي يجعل األفراد يقررون التنازل على
سكينةبنحمودة،مرجعسابقالذكر،ص 176.
2-سكينة بن حمودة ،مرجع سابق الذكر
10
3.الدولة:
و هكذا نجد أن كينز استنتج أن الدولة عنصر أساسي في عمل االقتصاد الحديث عكس
المبحث الثاني :النظرية العامة الكينزية ( أدوات التحليل االقتصادي عند كينز)
سميت هذه النظرية بالنظرية العامة ألنها تشمل جميع األوضاع و الحاالت االقتصادية
الجزئيات
الجزئيات،فهي ال تتعلق بمواضيع و دراسات جزئية و فردية كما هو الحال في االقتصاد
1
فنظرية كينز إذن تدرس العالقات بين مجموعات كبيرة من الظواهر االقتصادية مثل :
اإلنفاقالعام،العرضالكلي،الطلب الكلي.
اإلنفاق العام ،العرض الكلي
عرض كينز نظريته باالرتكاز على ثالثة عناصر مهمة و هي ما تسمى بأدوات التحليل
)3سعر الفائدة
عزميرجب،مرجعسابقالذكر،ص 118.
1-عزمي رجب ،مرجع سابق الذكر
11
نظرية الدخل و االستخدام:
إن نقطة البداية في دراسة و تحليل الدخل و االستخدام عند كينز انطلقت من تحديد
مفهوم الطاقة اإلنتاجية في االقتصاد و هي " قدرة االقتصاد على إنتاج سلع و خدمات
تعتبر محدودة في المدى القصير " لذا يمكن القول بأن النظرية الكينزية اللستخدام
تنطلق أساسا من الطلب الكلي الذي يعتبر المحدد األساسي و الحاسم لمستوى الدخل و
الطاقة اإلنتاجية.
و قبل البدء بتحليل العناصر األساسية في نظرية الدخل و االستخدام البد من إعطاء
1
هو منحنى يوضح العالقة بين المصروفات المتوقعة عند كل مستوى من مستويات
و على هذا األساس يمكن القول أن منحنى الطلب الكلي يمثل إحدى األدوات
Cاالستهالك
D
C= a+by
a
Yالدخل
12
و إذا كان التعامل مع اقتصاد مغلق ليس له عالقات مع العالم الخارجي فإن :
الطلب الكلي = اإلنفاق العائلي ( االستهالك) +اإلنفاق الحكومي (االستثمار) +إنفاق القطاع
الخاص (استثمار)
هو عبارة عن المنحنى الذي يبين العالقة بين اإليرادات المتوقعة للمنتجين و عند
و هذا الدخل البد أن يعود للمنتجين بشكل إيرادات .لذا فإن كل نقطة على منحنى
اإليرادات المتوقعة
S
Y 45°
و من أجل تحديد الوضع التوازني للدخل و االستخدام البد من الجمع بين منحنيا
الطلب الكلي و العرض الكلي حيث وضح كينز أن مستوى الدخل و االستخدام
التوازني سوف يتحدد عند نقطة تقاطع منحنى الطلب الكلي مع منحنى العرض
13
Qاإلنفاق
S D
Yالدخل
إن نقطة تقاطع المنحنيين تحدد المستوى التوازني للدخل و االستخدام أي النقطة
ومن خالل تحليل كينز فإنه يمكن جعل االقتصاد في حالة توازن أو إعادة التوازن و
خاصة في المدى القصير من خالل التأث ير على وحدات اإلنتاج أو وحدات اإلنفاق.
و ما يهمنا هو تحرك دالة الطلب الكلي إلى وضع أعلى من وضعها السابق الذي
يمثل رغبة وحدات اإلنفاق على إنفاق المزيد من الدخل المتولد من اإلنتاج الجاري،
المنتجون و ذلك سيؤدي بالضرورة إلى حدوث اختالل سيدفع جميع القوى المؤثرة
في النشاط االقتصادي للتحرك من أجل دفع االقتصاد للتوازن من جديد و بحالة
S
’D
L D
Yالدخل (اإلنتاج)
Y:الدخل اإلنتاج
إن الطلب الكلي هو المحدد الرئيسي لمستوى الدخل و االستخدام في المدى القص ير
إنالطلبالكليهوالمحددالرئيسيلمستوىالدخلواالستخدامفيالمدىالقصير،و
)Y=C+I+G+(X-M
لقد اعتمد كينز في تحليله لطبيعة العالقة بين الدخل و االستهالك على فكرتين
االستهالك
الدخل
"أن الناس يميلون من حيث المبدأ و بصورة عامة إلى زيادة إنفاقهم االستهالكي كلما زاد دخلهم،
فالعوامل الذاتية :هي العوامل النفسية ( السيكولوجية) المؤثرة في الطلب العائلي على السلع،
تتأثر اتجاهات الشراء باإلشهار ،و جاذبية المنتج ،و التوقعات المتعلقة بمستوى األسعار
تتأثراتجاهاتالشراءباإلشهار،وجاذبيةالمنتج،والتوقعاتالمتعلقةبمستوىاألسعار،و
الوفرة المستقبلية للسلع و مستويات الدخول المستقبلية و كذلك بصفات المستهلك النفسية مثل
توزيع الدخول :حيث يؤثر توزيع الدخل في مستوى االستهالك الكلي إذا كان مستلمو
الدخل ليس لديهم نفس الميول المتوسطة اللستهالك و قد تؤدي إعادة توزيع الدخل إلى
تقلبات األسعار في األسواق :فعندما تنخفض األسعار يقبل الطالبون على رفع مستوى
استهالكهم و عندما ترتفع األسعار يتقلص الطلب مع العلم أن للطلب تأثي ار أيضا على
األسعار.
16
اختيارات الدولة في ميدان الضرائب :فالدولة تستطيع أن تنقص من الميل الحدي
اللستهالك لبعض الفئات االجتماعية إذا عمدت على رفع الضرائب التي تصب على
مداخيلهم.
اختيارات الدولة في ميدان التخطيط العام :فتوجيه الدولة قد يساعد قطاعا على حساب
قطاع آخر أو دخل فئة على حساب فئة أخرى و يؤثر هذا بالطبع على مستوى
التقسيط االئتماني للمستهلك :تؤثر تكلفة ووفرة التقسيط االئتماني للمستهلك على قدرته
الشرائية فكلما كانت وفرة في القروض االستهالكية و تكلفة أقل لهذا القرض فإن زيادة
االقتراض االستهالكي يؤدي إلى انتقال منحنى دالة االستهالك الكلي إلى األعلى.
سعر الفائدة :في التحليل الكالسيكي كان ينظر إلى سعر الفائدة على أنه الثمن المدفوع
سعر الفائدة العامل المحدد اللستهالك .إال أن األمر لم يعد كذلك في التحليل الكينزي،
و مع ذلك يشير االقتصاديون إلى أن سعر الفائدة قد يؤثر على االستهالك عن طريق
نتيجة انخفاض أسعار الفائدة مثال و بالتالي تصبح دالة االستهالك على النحو التالي:
C=c(y,i)1
C=Co+byd
ص120.
17
C
C
C0 p
yd 45°
أماالمفهوم اآلخر الذي استند عليه كينز في تفسيرهللعالقة بين الدخل و االستهالك
أماالمفهوماآلخرالذياستندعليهكينزفيتفسيرهللعالقةبينالدخلواالستهالك،فهو ما
أطلقعليهبالميلالحدياللالستهالك
لستهالك،و يعرف الميل الحدي اللستهالك بأنه أي تغير في الدخل أطلق عليه بالميل الحدي
التغير في االستهالك
التغير في الدخل
MPC = )-(1
𝐶∆
𝑦∆
إن األفراد يستهلكون قسطا من دخلهم و يكون هذا القسط المستهلك متناسبا مع مستوى الدخل ،
فإن ارتفع الدخل ارتفع االستهالك ،و لكن ارتفاع االستهالك أقل من ارتفاع الدخل
فإنارتفعالدخلارتفعاالستهالك،ولكنارتفاعاالستهالكأقلمنارتفاعالدخل،فاألفراد
1
يدخرون أكثر كلما ارتفع دخلهم ألنهم يكونوا قد استجابوا إلى حاجاتهم الملحة و الضرورية.
18
و الجدول التالي يوضح ذلك :فإذا رمزنا للدخل ب Yو االستهالك ب Cفإننا نجد:
لالستهالك منخفض ا
لستهالكمنخفضا،أما الدول المتخلفة اقتصاديا يكون ميلها الحدي اللستهالك مرتفعا الحدي
الحديال
ألنها لم تتمكن من اإلستجابة إلى كل حاجاتها و بالتالي فاإلدخار منخفض أو غير موجود.
إن اإلنفاق االستثماري ما هو إال ذلك النوع من اإلنفاق على السلع الرأسمالية و التي
1
إن اإلنفاق االستثماري له أهمية كبي رة في النشاط االقتصادي لعدة أسباب منها:
التنمية االقتصادية.
محمودحسينالوادي،أحمدعارفالعساف،مرجعسابقالذكر،ص 120.
1-محمود حسين الوادي ،أحمد عارف العساف ،مرجع سابق الذكر
19
2-يعتبر أحد المكونات الرئيسية للطلب الكلي.
3-يتميز بأنه شديد التقلب نظ ار ألن التغيرات التي تحدث في قطاع السلع الرأسمالية
تكون أسرع بكثير من التغيرات التي تحدث في قطاع السلع االستهالكية .
1-الكفاية الحدية لرأس المال و المقصود بها العائد الي تحققه الوحدة النقدية المستثمرة.
2-سعر الفائدة والتي تمثل كلفة رأس المال المستثمر و الذي يمكن استعماله للمقارنة بينه و
بين الكفاية الحدية لرأس المال من أجل معرفة مقدار رأس المال المطلوب استثماره في
أي نشاط.
-توقعات المستثمرين.
-األرباح المتوقعة.
1-مضاعف االستثمار:
إن العمالة تزيد بزيادة االستثمار ما لم يكن هناك تغير في الميل الحدي اللستهالك،
كما أن المجتمع قد يجد أنه من الضروري أن ينفق مقدار أكبر من النقود على
فعندما تقوم الدولة بمشروعات عامة فإن الزيادة الكلية في الدخل القومي ستكون
الكلية الناشئة عن المشروعات الجديدة أكبر من عدد العمال الذين يعملون في
أو بعبارة أخرى يبين المضاعف عدد المرات التي تتضاعف بها الزيادة في
فإذا افترضنا أن الدخل قد تغير من yإلى) ∆𝑦(𝑦 +و لتحديد قيمة 𝑦∆ ننطلق
1
−𝑏1
1
−𝑏1
1
∆𝑦∆( = 𝐼)
−𝑏1
أي أن التغير في مستوى الدخل يساوي التغير في مستوى االستثمار مضروبا
بالقيمة
1
−𝑏1
= Ke
∆𝑦 1
=
∆𝐼− 𝑏1
و منه :
1
المضاعف =
21
و منه :
1
1
المضاعف =
يعتبر "كينز" الكفاية الحدية لرأس المال عنص ار أساسيا يلعب دوره كباعث للمستثمر
فالمستثمر يترقب مردود أو عائد سنوي اللستثمار و يجب مقارنة هذا المردود بسعر
لرأس المال حسب "كينز" هو عبارة عن معدل الخصم الذي يحقق المساواة بين قيمة
S1,S2,S3,…………….Sn
22
و لحساب الكفاية الحدية لرأس المال نحسب معدل الخصم الذي يجعل مجموع القيم الحالية
فإذا افترضنا أن ) (Pهو ثمن رأس المال و ) (rهي الكفاية الحدية لرأس المال المعادلة التالية:
الحالة األولى :إذا كانت الكفاية الحدية لرأس المال مساوية لسعر الفائدة فإنه يجب القيام
باالستثمار.
الحالة الثانية :إذا كانت الكفاية الحدية لرأس المال أكبر من سعر الفائدة فإنه يجب القيام
باالستثمار.
الحالة الثالثة :إذا كانت الكفاية الحدية لرأس المال أصغر من سعر الفائدة فإنه يجب
التوقف عن االستثمار.
إن سعر الفائدة عند كينز ظاهرة نقدية تحدد انطالقا من معطيين اثنين هما :
1-عرض النقود :و تمثل كمية النقود الموجودة في السوق التي تصدر عن البنك
المركزي
المركزي،فهذا األخير يستطيع أن يؤثر على مستوى معدل الفائدة ألنه يتحكم
في إص دار العملة
فيإصدارالعملة،أو وسائل الدفع التي يخلفها الجهاز المصرفي في شكلها
23
Iالفائدة
MS
كمية النقود
ب -الطلب على النقود :أو ما يسميه " كينز" بالتعلق بالسيولة و هو مفهوم يعبر عن
األهمية التي يعطيها األفراد للنقود بحيث يميلون إلى بقاء أمالكهم و أموالهم في شكل نقود
دافع الدخل أو دافع المعامالت حيث يعمل األفراد على المحافظة على العملة
في اليد طول الفترة الفاصلة بين وقت استالمهم للدخل ووقت إنفاقه أي إمكانية
و كلما زاد الناتج الكلي و العمالة ارتفعت األجور و األثمان و زاد الطلب على
النقود للمعامالت.
دافع االحتياط :إن األفراد يتعلقون بالنقود احتياطا للمستقبل و خاصة للنفقات
غير المنتظرة
غيرالمنتظرة،و ينشأ هذا الدافع أللفراد و المؤسسات االقتصادية و يسمى
1
على توقعات األفراد بالنسبة اللئتمان في المستقبل بما في ذلك سعر الفائدة.
Iالفائدة
MD
Mكمية النقود
2
و يحدث التوازن في القطاع النقدي عندما يتساوى عرض النقود مع الطلب عليها.
MS Iالفائدة
i1 MD
Mكمية النقود
يوجينأديوليو،مرجعسابقالذكر،ص 146.
2-يوجين أ.د .يوليو ،مرجع سابق الذكر
25
النتائج التي توصل إليها كينز:
1-في حالة البطالة يترتب على الدولة أن تسعى لتأمين العمل للجميع
فيحالةالبطالةيترتبعلىالدولةأنتسعىلتأمينالعملللجميع،و ذلك بالتأثير
المباشر على االتجاهات االقتصادية األساسية مثل التأثيرات النفسية التي تهمين على
لألفراد
لفراد،و ترك القطاع 2-الشرط األساسي لهذاالتدخل هو عدم المس بالحريات األساسية
الشرطاألساسيلهذاالتدخلهوعدمالمسبالحرياتاألساسيةأل
3-ضرورة وجود جهاز إداري متين له القدرة على التدخل و التأثير على القطاع الخاص.
4-اعتبار األدوات المالية أدوات اقتصادية تستخدم لتحقيق أغراض اقتصادية و اجتماعية
تدعيم حركات اإلنشاء و التعمير .كما أصبحت أداة لتحقيق أغراض اجتماعية حيث
تهدف إلى توفير العمل لكل من يرغب فيه و إلى محو التفاوت بين الطبقات و إقرار
التوازن االجتماعي.
26
المبحث الثالث :تقييم أفكار كينز :
إن أفكار كينز و نظرياته أحدثت تطو ار جوهريافي الفكر االقتص ادي
إنأفكاركينزونظرياتهأحدثتتطوارجوهريافيالفكراالقتصادي،لقد أطلق على النظرية
الكلي للظواهر االقتصادية مذهبا جديدا و تحليال حديثا لم يسبقه إليه أحد و خاصة أن التحليل
الكلي كان ينطلق من التحليل الجزئي .إال أن أفكار كينز القت مجموعة من االنتقادات التي
1-ال يمكن اعتبار نظرية كينز نظرية عامة من وجهة نظر البعض ألنها ال تصلح لكل
التقليديون) و بالتالي هناك مغاالة في اعتبار الفكر الكينيزي ثورة في علم االقتصاد.
األساسية.
إن االنتقادات الموجهة للنظرية الكينزية هي في معظمها انتقادات شكلية ال تمس جوهر
27
خاتمـــــــــــــــــــــــــــــــة
خالصة لما جاء في هذا العرض للمدرسة الكينزية نستنتج أن المحور األساسي الذي
قامت عليه النظرية هو االنتقادات التي وجهت للمدرسة الكالسيكية و إظهار مساوئها و
28