‫(أحكام األُ ْ‬

‫ضحية )‬ ‫ُ‬
‫_ح ِفظَوُ هللاُ تعاىل‬ ‫نذ ِر منِ ٍَت َّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ ِ‬
‫الع َدِِنّ َ‬
‫الس ْعد ِي َ‬ ‫ُخطْبَةُ ُُجُ َعة ل َشيخنَا ال َفاض ِل ِأِب ادلُ ُ‬
‫إن احلمد هلل حنمده ونستغفره ونستهديو ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده هللا فال مضل‬
‫لو ومن يضلل فال ىادي لو وأشهد أن ال إلو إال هللا وحده ال شريك لو وأشهد أن حمم ًدا عبده ورسولو‬
‫(اي أيها الذين آمنوا اتقوا هللا حق تقاتو وال متوتن إال وأنتم مسلمون)‬
‫رجاال كثَتا ونساء واتقوا‬
‫(اي أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما ً‬
‫هللا الذي تسآءلون بو واألرحام إن هللا كان عليكم رقيبا)‬
‫(اي أيها الذين آمنوا اتقوا هللا وقولوا قوال سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع هللا ورسولو‬
‫فقد فاز فوزا عظيما)‬
‫أما بعد فإن أصدق احلديث كتاب هللا وخَت اذلدي ىدي دمحم ملسو هيلع هللا ىلص وشر األمور حمداثهتا وكل حمدثة بدعة وكل بدعة‬
‫ضاللة وكل ضاللة يف النار‪.‬‬
‫أيها ادلسلمون عباد هللا‪:‬‬
‫إن ذبح األضاحي شعَتة من شعائر اإلسالم العظيمة ادلشروعة ابلكتاب والسنة وإُجاع ادلسلمُت قال هللا جل‬
‫وعال ( ِّ‬
‫صل لربك واحنر)‪.‬‬
‫وقال سبحانو ‪( :‬قل إن صاليت ونسكي وحمياي وممايت هلل رب العادلُت ال شريك لو وبذلك أمرت وأان أول‬
‫ادلسلمُت)‪.‬‬
‫وقال ربنا تبارك وتعاىل ‪( :‬ولكل أمة جعلنا منس ًكا ليذكروا اسم هللا على ما رزقهم من هبيمة األنعام فإذلاكم إلو‬
‫واحد فلو أسلموا وبشر ادلخبتُت)‪.‬‬
‫والنسك مبعٌت الذبح‪.‬‬
‫النب ملسو هيلع هللا ىلص بكبشُت‬
‫وروى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي هللا تعاىل عنو وأرضاه قال ‪ :‬ضحى ي‬
‫أملحُت ذحبهما بيده ومسَّى وكرب وضع رجلو على صفاحهما‪.‬‬
‫وعن عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما قال أقام النب ملسو هيلع هللا ىلص ابدلدينة عشر سنُت يضحي‪ .‬رواه أمحد‪.‬‬
‫فقد ضحى رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص وضحى أصحابو رضي هللا تعاىل عنهم وأخرب عليو الصالة والسالم أن األضحية من‬
‫سنة ادلسلمُت ‪ ,‬أي ‪ :‬من طريقتهم ‪ ,‬فلهذا أُجع ادلسلمون على مشروعية األضحية كما نقل ذلك غَت واحد من‬
‫أىل العلم وذىب أكثر اىل العلم وىو مذىب الشافعي ومالك وأمحد أن األضحية سنة مؤكدة مبعٌت أهنا مستحبة‬
‫يضح فال شيء عليو‪.‬‬
‫استحبااب شدي ًدا فمن ضحى فقد أحسن وأما من مل ِ‬
‫ً‬
‫وقيل أنو ال ينبغي دلن قدر عليها أن يًتكها فقد يتصور البعض أن التصدق بثمنها أفضل من ذحبها وىذا تصور‬
‫غلط فإن ذبح األضحية أفضل بكثَت من التصدق بثمنها وىذا عمل النب ملسو هيلع هللا ىلص وعمل أصحابو رضوان هللا تعاىل‬
‫عطّلُت لشعَتة عظيمة من شعائر اإلسالم ‪ ,‬ولو كان التصدق بثمن‬ ‫عليهم ولو ذىبنا نتصدق بثمن األضحية لكنا م ِ‬
‫ُ‬
‫دل األمة عليو ‪ ,‬ال سيما أن التصدق بثمن‬ ‫األضحية أفضل من ذحبها لبُت ذلك النب ملسو هيلع هللا ىلص فإنو ما ترك خَتا إال َّ‬
‫ً‬
 ‫األضحية من أسهل من عناء ذحبها والنب ملسو هيلع هللا ىلص ما ُخَت بُت أمرين إال اختار أيسرمها ‪ ,‬فلما مل ِ‬
‫تأت شيءٌ يف ذلك‬
‫عنو عليو الصالة والسالم وجاء عنو أنو كان يضحي كل سنة علمنا علم اليقُت أن ذبح األضاحي أفضل من‬
‫التصدق بثمنها وذلذا قال ابن القيم ‪ -‬رمحو هللا ‪ -‬كالما معناه ‪ :‬لو تصدق أبضعاف أضعاف قيمتها دلا قام ذلك‬
‫مقام ذحبها‪.‬‬
‫واعلموا معاشر ادلؤمنُت أن األصل يف األضحية أهنا عن األحياء فيضحي الرجل عن نفسو وعن أىل بيتو وأما‬
‫األضحية عن األموات قد قسمها بعض العلماء ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫تبعا لألحياء فينوي هبذه األضحية عن نفسو وعن أىل بيتو ويدخل فيهم األموات تبعاً‬ ‫القسم األول‪ :‬أن يدخلهم ً‬
‫وىذا دليلو ما كان عليو النب ملسو هيلع هللا ىلص فإنو كان يضحي عن نفسو وعن آل بيتو وفيهم من مات قبل‪.‬‬
‫القسم الثان‪ :‬أن يضحي عن األموات بناء على ٍ‬
‫وصية يوصي هبا ادليت فيوصي ادليت أبن يضحى عنو فهنا تنفذ‬
‫وصيتو كما قال هللا عز وجل‪( :‬فمن بدلو بعد ما مسعو فإمنا إمثو على الذين يبدلونو إن هللا مسيع عليم) فيضحى‬
‫عنو بناء على ىذه الوصية‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬أن يضحي الرجل عن قريبو ادليت أضحيةً مستقلةً ال يُشرك معو فيها أح ًدا ‪ ,‬أي ‪ :‬يف ثواهبا ‪,‬‬
‫فيضحي ويتربع أبضحية عن قريبو ادليت من غَت وصية فهذه قال بعض العلماء أبهنا جائزة لكن ليست مستحبة ‪,‬‬
‫استقالال فقد مات أحباب لو ومات‬
‫ً‬ ‫يضح عن األموات‬
‫واليقال أن ذلك سنة فإن النب عليو الصالة السلم مل ِ‬
‫استقالال‪.‬‬
‫ً‬ ‫يضح عنهم‬
‫أقارب لو ومل ِ‬
‫ماتت خدجية وىي من أحب الناس إليو وقُتِل محزة وىو من أعز أقاربو ومات بعض أوالده فلم ِ‬
‫تأت عنو أنو‬ ‫َ‬
‫استقالال وإمنا كان إذا ذبح كبشو يقول ‪ :‬اللهم تقبل مٍت ومن آل دمحم ‪ ,‬فيدخل يف آلو األحياء‬
‫ً‬ ‫ضحى عنهم‬
‫واألموات‪.‬‬
‫وىكذ مل يرد عن الصحابة رضوان هللا تعاىل عليهم مل يرد عنهم أو عن أحد منهم أنو ضحى عن أمواتو وذلذا من‬
‫اخلطأ الذي تراه عند بعض الناس أنو يضحي عن ادليت وال يضحي عن نفسو فتجده يشًتي أضحية ليضحي هبا‬
‫عن أبيو أو عن أمو أو عن قريبو ادليت وال يضحي عن نفسو فاعلم رمحٍت هللا وإايك أنك مىت ما أخذت أضحية‬
‫تبعا‪.‬‬
‫فنويت عن نفسك وعن أىل بيتك دخل فيهم األموات ً‬
‫وىكذا معاشر ادلؤمنُت إن لألضحية شرو البد من مراعاهتا ‪,‬‬
‫فأول ىذه الشرو ‪ :‬أن تكون ىذه األضحية من هبيمة األنعام كما قال سبحانو ‪( :‬ولكل أمة جعلنا منس ًكا‬
‫ليذكروا اسم هللا على ما رزقهم من هبيمة األنعام) وهبيمة األنعام ىي اإلبل والبقر والغنم معزىا وضأهنا فال يصح‬
‫أن يُضحى بغَت ىذه األنواع الثالثة‪.‬‬
‫شرعا فقد قال عليو الصالة والسالم كما يف‬
‫الشر الثان ‪ :‬أن تكون ىذه األضحية قد بلغت السن احملدد ً‬
‫صحيح مسلم ‪( :‬ال تذحبوا إال مسنة إال أن يتعسر عليكم فتذحبوا جذعة من الضأن) ويف حديث آخر يقول عليو‬
‫شرعا فإن كانت‬
‫الصالة والسالم ‪( :‬ضحوا ابجلذعة من الضأن) فال بد أن تكون األضحية قد بلغت السن احملدد ً‬
‫شرعا وىي أن تكون مسنة‬
‫من اإلبل أو من البقر أو من الغنم أو من ادلعز فال بد أن تكون قد بلغت السن احملدد ً‬
‫مخس سنوات ‪ ,‬ومن البقر ادلسنة ‪ :‬ما تَّ لو سنتان ‪ ,‬ومن‬
‫وىي الثنية فما فوقها ‪ ,‬فمن اإلبل ادلسنة ‪ :‬ما تَّ لو ُ‬
‫الغنم ادلسنة ‪ :‬ما تَّ لو سنة ‪ ,‬وجيوز أن يضحي من الضأن ما ت لو نصف سنة وىو اجلذعة‪.‬‬
‫اجلذعة ‪ :‬مات لو نصف سنة ‪ ,‬أي ستة أشهر فما فوق فيجوز لو أن يضحي من الضأن إذا ت لو نصف سنة فما‬
‫شرعا فإذا ضحى مبا ىو أقل من ىذه السن فال تصح األضحية‪.‬‬
‫فوق فهذه السن احملددة وادلعتربة ً‬
‫الشر الثالث ‪ :‬أن تكون ىذه األضحية خالية من العيوب وقد سئل النب ملسو هيلع هللا ىلص عن ما يُتقى من األضاحي فأشار‬
‫بيده أر ًبعا (العوراء البُت عورىا) وىذا يُعرف إذا كانت عينها منخسفة إىل الداخل أو ابرزة إىل اخلارج أو كانت‬
‫ضا يدل على عورىا ويتبُت بذلك عورىا فهنا ال يصح أن يُضحى هبا ‪.‬‬
‫مبيضة ابيضا ً‬
‫وىكذا ما ىو أشد من العور كالعمى أبن تكون البهيمة عمياء فهذه من ابب أوىل ال يصح أن يضحى هبا‪.‬‬
‫قال ‪( :‬والعرجاء البُت عرجها أو البُت ضلعها) وىي اليت ال تسطيع أن متشي معا أخواهتا السليمات عرج جيعلها‬
‫تعجز أن تساير أخواهتا السليمات فهذه ال يصح التضحية هبا‪.‬‬
‫وىكذا يدخل يف ذلك ما لو كانت يدىا أو رجلها مقطوعة أو كانت مشلولة فهذه من ابب أوىل ال يصح‬
‫التضحية هبا‪.‬‬
‫قال ‪( :‬وادلريضة البُت مرضها) كما لو كانت فيها محى متنعها من ادلرعى ومتنعها من األكل أو كان فيها جرب يف‬
‫جلدىا يفسد اللحم أو كان فيها جرح عميق يؤثر على صحتها فهذه كذلك ال يصح التضحية هبا‪.‬‬
‫قال ‪( :‬والعجفاء اليت ال تُنقي) وىي اذلزيلة الضعيفة اليت ليس يف عظامها مخ فهذه ال يصح التضحية هبا‪.‬‬
‫فهذه أربعة عيوب معاشر ادلسلمُت جيب أن يتجنبها ادلضحي إذا أراد أن يضحي فعليو أن جيتنب ىذه العيوب‬
‫األربعة وما ىو أشد منها‪.‬‬
‫وما سوى ذلك من العيوب كما لو كانت مكسورة القرن أو مقطوعة الذيل أو سقط بعض أسناهنا أو قُ ِطعت أذهنا‬
‫فهذه يصح التضحية هبا وإن كان األفضل وإن كان األكمل وإن كان األحسن واألكمل وإن كان األحسن أن‬
‫ختتار أضحية سادلة خالية من العيوب‪.‬‬
‫شرعا من بعد صالة العيد إىل‬
‫شرعا فإن وقتها احملدد ً‬
‫الشر الرابع ‪ :‬أن تذبح ىذه األضحية يف الوقت احملدد ً‬
‫غروب مشس اليوم الثالث عشر من ذي احلجة فهذه أربعة أايم يوم العيد وثالثة أايم بعده ىذا ىو وقت الذبح ‪,‬‬
‫تذبح بعد صالة العيد وبعد خطبة العيد وىذا ىو األفضل لفعل النب ملسو هيلع هللا ىلص مث جيوز أن تذبح يف اليوم الذي يليو‪.‬‬
‫هنارا ويف النهار أفضل لفعل رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال عليو‬
‫ليال أو ً‬
‫وىكذا كل يوم من أايم التشريق جائز فيو الذبح ً‬
‫الصالة والسالم ‪( :‬من ذبح قبل الصالة فإمنا ىو حلم يقدمو ألىلو وليس من النسك يف شيء) فهذا دليل على‬
‫أن من ذبح قبل الصالة فال يصح أو ال تصح أضحيتو وىكذا يقول عليو الصالة والسالم ‪( :‬من ذبح قبل أن‬
‫يصلي فليذبح مكاهنا أخرى)‪.‬‬
‫وىكذا يقول عليو الصالة والسالم ‪( :‬أايم التشريق أايم أكل وشرب وذكر هلل) مبعٌت أنو جيوز أن تذبح يف أايم‬
‫التشريق وال جيوز لك أن أتخر إىل مابعد ذلك ‪.‬‬
‫وإذا ذبح ادلسلم أضحيتو شرع لو أن تأكل منها وشرع أن يدخر منها وشرع لو أن يتصدق منها لقولو سبحانو ‪:‬‬
‫(فكلوا منها وأطعموا البائس الفقَت) وقولو سبحانو ‪( :‬فكلوا منها وأطعموا القانع وادلعًت) والنب ملسو هيلع هللا ىلص ىو القائل ‪:‬‬
‫(كلوا وتصدقوا وادخروا) وقد اختلف العلماء يف مقدار ما يتصدق بو اإلنسان وما تأكلو اإلنسان وما يهديو‬
‫اإلنسان واألمر يف ذلك واسع فيتصدق ولو ابلشيء القليل يتصدق ولو ابلشيء اليسَت وتأكل ويدخر ألايم‬
‫التشريق فإهنا أايم أكل وشرب وذكر هلل عز وجل‪.‬‬
 ‫أقول ما تسمعون وأستغفر هللا إنو ىو الغفور الرحيم‬

‫‪-----------------------------------‬‬

‫احلمد هلل وأشهد أن ال إلو إال هللا وحده ال شريك لو وأشهد أن حمم ًدا عبده ورسولو صلى هللا عليو وعلى آلو‬
‫تسليما كثَتا أما بعد ‪:‬‬
‫ً‬ ‫وصحبو وسلم‬
‫أيها ادلسلمون عباد هللا ‪:‬‬
‫بقي أمور ننبو عليها‬
‫من ىذه األمور أن الواحد من الغنم من ادلعز أو من الضأن جتزئ عن الرجل وعن أىل بيتو ويدخل كما تقدم‬
‫يدخل يف أىل بيتو األحياء واألموات‪.‬‬
‫وىكذا يقوم مقام الواحد من الغنم سبع بعَت أو سبع بقرة فقد جاء عن جابر رضي هللا تعاىل عنو قال ‪ :‬حنران يوم‬
‫احلديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة‪.‬‬
‫وىذا وإن كان يف اذلدي فقد قاس العلماء األضحية على اذلدي إذ ال فرق بينهما فالواحدة من الغنم جتزئ عن‬
‫الرجل وعن أىل بيتو وىكذا سبع البعَت وسبع البقرة جيزئ عن الرجل وأىل بيتو فيقوم السبع مقام الواحدة من‬
‫ُجيعا‪.‬‬
‫شا عنو وعن آل بيتو ويذبح كبشا آخر عن أمتو ً‬
‫الغنم والنب ملسو هيلع هللا ىلص كان يذبح كب ً‬
‫وىكذا يف حديث أِب أيوب هنع هللا يضر وأرضاه قال كان الرجل على عهد النب ملسو هيلع هللا ىلص يذبح الشاة عنو وعن أىل بيتو‪.‬‬
‫وىكذا من األمور اليت ننبو عليها أنو جيوز أن يستدين ادلسلم لشراء األضحية إذا كان عنده قدرة على السداد‬
‫يضح فال شيء عليو ‪ ,‬والنب ملسو هيلع هللا ىلص قد ضحى بكبش عن‬
‫والوفاء فهي سنة مؤكدة من ضحى فقد أحسن ومن مل ِ‬
‫ُجيعا فال تكلف نفسك فوق ما تطيق ‪ ,‬لكن إن كنت تستطيع أن تستدين وتويف هبذا الدين وتقضيو بعد‬
‫أمتو ً‬
‫ذلك فال أبس أن تشًتي أضحية ابلدين‪.‬‬
‫وىكذا ما تفعلو بعض ادلرافق من إعطاء موظفيها األضاحي ابلتقسيط فتشًتي ذلم األضاحي مث تقسمها عليهم‬
‫كروت ليذىب ادلوظف يستلم أضحيتو هبذا الكرت فبعضهم‬
‫من رواتبهم فهذا جائز لكن ننتبو أن ادلرافق تعطي ً‬
‫يذىب يبيع الكرت إىل غَته فهذا حرام ال جيوز ‪ ,‬ىذا البيع بيع الكروت اليت تُعطى من ىذه ادلرافق احلكومية‬
‫ليستلم هبا ادلوظف أضحيتو بيع ىذه الكروت ال جيوز ألنو ابع مامل تأخذه ومامل يستلمو وما ال ال حيوزه ‪ ,‬وأما إذا‬
‫ذىب واستلم هبذا الكرت البهيمة مث أراد أن يبيعها فهذه مسألة التورق إذا ابعها لغَت من أخذىا منو ومن اشًتاىا‬
‫منو فهذه مسألة التورق وىي جائزة عند اجلمهور هبذا الشر ابرك هللا فيكم أال يبيعها دلن أخذىا منو‪.‬‬
‫وىكذا إذا ذبح لك من ىو من أىل الصالة فال جيوز أن تعطيو من حلم األضحية على سبيل األجرة إمنا تعطيو‬
‫أجرتو ادلتعارف عليها مث إذا أردت أن تعطيو من حلم األضحية على سبيل الصدقة أو على سبيل اذلدية فافعل‪.‬‬
‫ينبغي أن نستشعر عند ذبح األضاحي أننا نتقرب إىل هللا تبارك وتعاىل هبذه الشعَتة العظيمة ونريق ىذه الدماء‬
‫وتقراب هلل تبارك وتعاىل وحنن يف ىذه األايم ادلباركة ويف ىذه ادلواسم الفاضلة ننصح‬
‫تعظيما ً‬
‫ً‬ ‫ونزىق ىذه األنفس‬
‫أنفسنا وإايكم ابألقبال على هللا ابلتوبة واالستغفار وابدلسارعة يف اخلَتات وابحملافظة على الواجبات وبًتك‬
‫ادلنكرات وابستغالل األوقات يف طاعة هللا تبارك وتعاىل ‪ ,‬احرصوا على التكبَت يف ىذه األايم العشر‬
 ‫التكبَت ادلطلق هللا أكرب هللا أكرب هللا أكرب الإلو إال هللا هللا أكرب هللا أكرب وهلل احلمد‬
‫كربوا يف بيوتكم كربوا يف طرقاتكم كربوا يف مرافقكم ويف أعمالكم وجتاراتكم ويف مساجدكم كربوا يف ىذه األايم‬
‫فإن هللا عزوجل قال ‪( :‬ويذكروا اسم هللا يف أايم معلومات) يعٍت أايم عشر من ذي احلجة ‪.‬‬
‫فنحرص على ذكر هللا تباك وتعاىل وعلى ادلسارعة يف القرابت فإهنا مواسم فاضلة مباركة لعلها التعود عليك‬
‫ايعبد هللا مرة أخرى ‪.‬‬

‫قام بتفريغها‪ :‬أحد طلبة الشيخ ‪.‬‬