You are on page 1of 17

‫مسائل مهمة في‬

‫أحكام األضحية‬

‫للشيخ سعيد بن عيضة اجلابري‬


‫حفظه اهلل‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫المقدمة‬

‫احلمد هلل محدا كثريا طيبا مباركا فيه والصالة والسالم على عبده ومصطفاه وعلى آله وصحبه‬
‫وسلم‪.‬‬

‫وبعد‪:‬‬

‫فهذه مسائل مهمة تتعلق باألضحية وغالبها إجابة ألسئلة وردت إىل العبد الفقري‪ .‬فأسأل اهلل أن‬
‫ينفع هبا عباده وأن يكتب يل أجرها عنده‪.‬‬

‫الفقري إىل ربه‪ :‬سعيد عيضة اجلابري‬

‫‪2‬‬
‫المسألة األولى‪:‬‬

‫يشرتط يف األضحية أن تبلغ السن املعترب شرعا وهو يف اإلبل بتماﻡ الﺨامسة ويف البقر واملعز‬
‫بتماﻡ الثاﻧية والضأن بتماﻡ السنة هذا ﺇﻥ لم يﺠذﻉ ﻗبلها ﺃﻱ سقﻂ سنه ﻭﺇﻻ كفى كما فﻲ ﺧبر ﺃحمد‬
‫ﻭغيره ﻭيكوﻥ ﺫلﻚ بمنزلة البلوﻍ باﻻحتالﻡ‪.‬‬

‫وجرى كالم حول ما يوجد من البقر يف بعض البلدان من صغر اجلثة حىت تكاد أن تكون البقرة‬
‫يف حﺠم الشاة فهل جتزئ يف األضحية أم ﻻ؟‬

‫والكالم هنا في مقامين‪:‬‬

‫األول‪ :‬هل جتزئ التضحية هبا؟‬

‫الثاني‪ :‬هل جتزئ هذه عن سبعة أشﺨاص ألهنا بقرة؟ أم جتزئ عن واحد فقﻂ ألهنا يف حﺠم‬
‫الشاة اعتبارا حبﺠمها؟‬

‫أما األول فالظاهر صحة التضحية هبا ألن الشارع مل يأت مبقدار حﺠم ما يضحﻲ به املكلف‬
‫وإمنا ورد مبقدار سنه كما سبق‪.‬‬

‫وصغر حﺠم ما ذكر ليس عيبا فيها حىت يقال‪ :‬ﻻ جتزئ من هذه احليثية وإمنا هﻲ ساللة وﻧوع‬
‫منه‪.‬‬

‫وأما الثاني فهل جتزئ هذه البقرة من هذا النوع عن سبعة أم عن واحد فقﻂ ألهنا يف حﺠم‬
‫الشاة؟‬

‫األﻗرب إجزاؤها عن سبع ألن الشارع ورد بإجزاء البقرة عن سبع ومل يتعرض حﺠمها وكون هذه‬
‫صغرية احلﺠم فإﻧه ﻻ مينع من إجزائها عن سبع ألمور منها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أن لفظ البقر عام فيشمل ما ذكر وإن كان ذلﻚ ﻧادرا ألن الصحيح أن الصورة النادرة‬
‫تدﺧل يف العموم وهذه مسألة أصولية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن النادر أحلق جبنسه يف كثري من الفروع وهذا ينبغﻲ أن يكون منها فيلحق جبنس البقر يف‬
‫اإلجزاء عن سبع وتتبع أفراد البقر ليحكم عليها هل تكفﻲ سبعة أم دون السبعة لكون حﺠمها صغريا‬
‫مما يشق وﻻ ضابﻂ لصغر اجلثة لريجع إليه فﺠعلنا مسمى البقرة مع بلوغها السن املعترب هو الضابﻂ يف‬
‫اإلجزاء عن السبع ﻻ احلﺠم‪ .‬وهذه ﻗاعدة فقهية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬لو اعتربﻧا صغر اجلثة وكربها يف اإلجزاء لكاﻧت الشاة كبرية اجلثة اليت تقرب من البقر جتزئ‬
‫عن سبع‪.‬‬

‫فاحلاصل إجزاء البقر املذكور يف التضحية وإجزاؤه عن سبعة أشﺨاص‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المسألة الثانية‪:‬‬

‫يف حكم التضحية بالشاة احلامل‪:‬‬

‫ﻻ جتزئ التضحية باحلامل ألﻥ الحمل ينقﺺ لحمها كما علله النووي يف اجملموع وغريه وكثري‬
‫من الناس ﻻ يستطيب أكل احلامل بل ﻗد يضرهم فدﺧل يف املعىن املقصود من احلديث الذي رواه‬
‫الترمذﻱ ﻭصححه "ﺃﺭبع ﻻ تﺠزﺉ فﻲ األضاحﻲ‪ :‬العوﺭاء البين عوﺭها ﻭالمريضة البين مرضها‬
‫ﻭالعرجاء البين عرجها ﻭالعﺠفاء التﻲ ﻻ تنقﻲ" فإن املعىن املاﻧع من اإلجراء ما حصل بسببه ﻧقﺺ يف‬
‫اللحم أو فساد‪.‬‬
‫وﺧالف اإلمام ابن الرفعة فصحح إجزاء التضحية باحلامل وعلل ذلﻚ بأﻥ ما حصل بها من‬
‫ﻧقﺺ اللحم ينﺠبر بالﺠنين فهو كالﺨصﻲ حيث جيزئ وإن فات باخلصاء جزء مأكول ألن يف اخلصاء‬
‫زيادة مسن‪.‬‬
‫ﻭﺭﺩوا هذا القياس من وجهني‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن الﺠنين ﻗد ﻻ يبلغ حد األكل كالمضغة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ﺯياﺩﺓ اللحم ﻻ تﺠبر عيبا حاصال يف الشاة بدليل أن العرجاء السمينة ﻻ جتزئ وﻻ‬
‫يقال‪ :‬إن مسنها جرب عرجها‪.‬‬

‫فإن ﻗيل‪ :‬يف باب الزكاة جعلوا احلمل صفة كمال ولذا ﻻ جيوز أﺧذ حامل إﻻ برضا املالﻚ فلم‬
‫كان احلمل يف األضحية عيبا؟‬

‫فاجلواب كما يف البﺠريمﻲ أهنم عدﻭها كاملة فﻲ الزكاﺓ ألﻥ القصد فيها النسل ﺩﻭﻥ طيب‬
‫اللحم الذي هو مقصود من األضحية فافرتﻗا يف احلكم‪.‬‬

‫وهذا هو الفقه أن تعرف متشابه املسائل والفروق بينها‪.‬‬

‫ﻭﺃلحق الزﺭكشﻲ بالحامل ﻗريبة العهد بالوﻻﺩﺓ لنقﺺ لحمها ﻭالمرضع ﻭﺭﺩه ابن حﺠر ﻭفرﻕ‬
‫بأﻥ الحمل يفسد الﺠوﻑ ﻭيصير اللحم ﺭﺩيئا كما صرحوا به ﻭبالوﻻﺩﺓ زال هذا المحذﻭﺭ‪.‬‬

‫واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المسألة الثالثة‪:‬‬

‫إذا تعددت األضاحﻲ من الشﺨﺺ فمىت تزول كراهة حلق الشعر والظفر؟‬

‫يكره ملن أراد التضحية أن يأﺧذ شيئا من شعره أو بشرته أو أظفاره حىت يضحﻲ ملا رواه مسلم‬
‫عن ﺃﻡ سلمة رضﻲ اهلل عنهاﺃﻥ النبﻲ صلى الله عليه ﻭسلم ﻗاﻝ‪ :‬ﺇﺫا ﺩﺧلت العشر‪ ،‬ﻭﺃﺭاﺩ ﺃحدكم ﺃﻥ‬
‫يضحﻲ‪ ،‬فال يمس من شعره ﻭبشره شيئا‪.‬‬

‫فلو أراد أن يذبح أكثر من أضحية فهل تزول الكراهة باإلضحية األوىل أم تستمر حىت يذبح‬
‫مجيع ضحاياه؟ استوجه يف التحفة أن الكراهة تنتفﻲ باألضحية األوىل وﻻ تستمر إىل الفراغ من ذبح‬
‫مجيع ضحاياه‪.‬‬

‫وﻗال الرملﻲ يف النهاية‪:‬‬

‫ﻭلو ﺃﺭاﺩ التضحية بعدﺩ ﺯالت الكراهة بأﻭلها كما جزﻡ به بعضهم ﻭهو المعتمد‪.‬‬

‫وهذه املسألة الفقهية مبنية على مسألة أصولية وهﻲ ﺃﻥ الحكم المعلق على معنى كلﻲ يكفﻲ‬
‫فيه ﺃﺩﻧى المراتب لتحقيق المسمى فيه على األصح وﻗيل‪ :‬جيب أعلى املراتب احتياطا‪.‬‬

‫وﻗد بناها على هذه املسألة ابن حﺠر يف التحفة وسبقه اإلسنوي يف التمهيد وعبارته‪ :‬فلو ﺃﺭاﺩ‬
‫التضحية بأعداﺩ من النعم فهل يبقى النهﻲ ﺇلى ﺁﺧرها ﺃﻡ يزﻭﻝ بذبح األﻭﻝ يتﺠه تﺨريﺠه على هذه‬
‫القاعدﺓ‪ .‬أهـ‪.‬‬

‫ولكن األفضل ﺃﻥ ﻻ يفعل شيئا من تقليم الظفر وحلق الشعر حىت يذبح مجيع ضحاياه كما‬
‫ذكره اخلطيب الشربيين يف املغين‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المسألة الرابعة‪:‬‬

‫يف أضحية هربت من صاحبها‪:‬‬

‫خيتلف احلكم باﺧتالف هذه األضحية‪:‬‬

‫فإن كاﻧت منذورة معينة – وﻗد تكلم الفقهاء رمحهم اهلل عن ضالل املنذورة – كأن ﻗال‪ :‬ﻧذرت‬
‫هلل أن أضحﻲ هبذه أو علﻲ هلل أن أضحﻲ هبذه فهنا صارت هذه الشاة املعينة ﻧذرا ولزمه ذحبها يف أيام‬
‫التشريق فإن هربت أو سرﻗت ووجدها بعد أيام التشريق لزمه ذحبها وتكون ﻗضاء ﻗال يف أسىن املطالب‪:‬‬
‫ﻭصرفها مصرﻑ الضحية‪ ،‬ﻭﻻ يلزمه الصبر ﺇلى ﻗابل بل ﻻ يﺠوﺯ له فيلزمه الذبح فﻲ الحاﻝ كما‬
‫صرﺡ به الماﻭﺭﺩﻱ ﻭغيره أهـ‪.‬‬

‫ﻭجيب عليه طلب هذه الشاة الضالة إﻻ ﺇﻥ كاﻥ طلبها بمﺆﻧة وكلفة فال يﺠب فإن مل ترجع إليه‬
‫فال شﻲء عليه وﻻيلزمه ذبح بدهلا ﻗال يف الروضة واجملموع‪:‬‬

‫ﺇﺫا ﻗاﻝ‪ :‬جعلت هذه البدﻧة‪ ،‬ﺃﻭ هذه الشاﺓ‪ ،‬ضحية‪ ،‬ﺃﻭ ﻧذﺭ ﺃﻥ يضحﻲ ببدﻧة ﺃﻭ شاﺓ عينها‪،‬‬
‫فماتت ﻗبل يوﻡ النحر‪ ،‬ﺃﻭ سرﻗت ﻗبل تمكنه من ﺫبحها يوﻡ النحر‪ ،‬فال شﻲء عليه‪.‬أهـ‪.‬‬

‫وعلله يف اجملموع بأهنا أماﻧة لم يفرﻁ فيها‪.‬‬

‫ﻭﺇﻥ ﻗصر يف حفظها حتى ضلت طلبها ﻭجوبا‪ ،‬ﻭلو بمﺆﻧة ﻭيلزمه ﺫبح بدلها ﻭجوبا ﻗبل‬
‫ﺧرﻭﺝ الوﻗت ﺇﻥ علم ﺃﻧه ﻻ يﺠدها ﺇﻻ بعده‪ ،‬ﺛم ﺇﺫا ﻭجدها يذبحها ﻭجوبا ﺃيضا ألﻧها األصل‪.‬‬

‫وإن ﻧذر أن يذبح شاة أضحية غري معينة مث عني شاة عن اليت ﻧذرها يف ذمته مث ضلت هذه‬
‫املعينة فذبح غيرها ﺃجزﺃته فإﻥ ﻭجدها لم يلزمه ﺫبحها بل يتملكها كما يف شرح روض الطالب‪.‬‬

‫وإن كان األضحية تطوعا مل ينذرها مث ضلت وذهبت ﻗبل ذحبها ومل تظهر إﻻ بعد أيام التشريق‬
‫فواضح أﻧه ﻻ يلزمه ذحبها بل لو مل يذحبها يف أيام التشريق مع ﻗدرته على الذبح ﻻ شﻲء عليه ألهنا‬
‫تطوع غري واجبة عليه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المسألة الخامسة‪:‬‬

‫يف حكم ﻧقل حلم األضحية وﻧقل مثنها‪:‬‬

‫محل التضحية موضع المضحﻲ سواء كاﻥ بلده ﺃﻭ موضعه من السفر كما ﻗاله يف اجملموع‪.‬‬

‫فال جيوز ﻧقل األضحية من بلد املضحﻲ إىل بلد آﺧر وسواء األضحية المندﻭبة ﻭالواجبة وهﻲ‬
‫اليت ﻧذرها املضحﻲ‪.‬‬

‫ﻭاألضحية المندﻭبة جيب عليه التصدق بشﻲء منها فهذا هو الذي ﻻ جيوز ﻧقله وما عدا ذلﻚ‬
‫جيوز ﻧقله‪.‬‬

‫ومنع ﻧقل األضحية مبين على منع ﻧقل الزكاة فإن منعناه كما هو املذهب فاألضحية كذلﻚ وإن‬
‫جوزﻧاه فيﺠوز ﻧقلها وﻗد صحح اإلسنوي رمحه اهلل جواز ﻧقلها وﻗال‪ :‬ﻗد صححوا فﻲ ﻗسم الصدﻗاﺕ‬
‫جواﺯ ﻧقل المنذﻭﺭﺓ‪ ،‬ﻭاألضحية فرﺩ من ﺃفراﺩها‪.‬‬

‫ﻭضعفه ابن العماﺩ ﻭفرﻕ بأﻥ األضحية تمتد ﺇليها ﺃطماﻉ الفقراء‪ ،‬ألﻧها مﺆﻗتة بوﻗت كالزكاﺓ‪،‬‬
‫بﺨالﻑ المنذﻭﺭﺓ ﻭالكفاﺭاﺕ‪ ،‬ﻻ شعوﺭ للفقراء بها حتى تمتد ﺃطماعهم ﺇليها‪.‬‬

‫هذا بالنسبة لنقل حلمها ﻭﺃما ﻧقل املبلغ املايل من بلد ﺇلى بلد ﺃﺧرﻯ ليشترﻱ بها ﺃضحية فيها‬
‫فهو جائز وﻗد ﻧقل صاحب إعاﻧة الطالبني فتوى مفيت الشافعية يف زماﻧه أمحد زيين دحالن عن فتوى‬
‫اإلمام الكردي جواز ﻧقل ذلﻚ املبلغ واستدل له الكردي بأن النيب عليه الصالﺓ ﻭالسالﻡ كان يبعث‬
‫الهدﻱ من المدينة يذبح له بمكة ففﻲ الصحيحين‪ :‬ﻗالت عائشة ﺭضﻲ الله عنها‪ :‬ﺃﻧا فتلت ﻗالئد‬
‫هدﻱ ﺭسوﻝ الله صلى الله عليه ﻭسلم بيدﻱ‪ ،‬ﺛم ﻗلدها النبﻲ صلى الله عليه ﻭسلم بيده‪ ،‬ﺛم بعث بها‬
‫مع ﺃبﻲ بكر ﺭضﻲ الله عنه‪.‬‬

‫فاحلاصل جواز ﻧقل املبالغ إىل بلدة أﺧرى لشراء أضاحﻲ وذحبها‪.‬‬

‫واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المسألة السادسة‪:‬‬

‫يندب ملن أراد األضحية أن ﻻ حيلق شعره وﻻ يقلم ظفره يف عشر ذي احلﺠة حىت يضحﻲ ملا‬
‫رواه مسلم عن أم سلمة أن النيب صلى اهلل عليه وسلم ﻗال‪ :‬من كان عنده ذبح يريد أن يذحبه فرأى‬
‫هالل ذي احلﺠة فال ميس من شعره وﻻ من أظفاره حىت يضحﻲ‪.‬‬

‫واملراد بالنهﻲ عن احللق والقلم املنع من إزالة الظفر بقلم أو كسر أو غريه واملنع من إزالة الشعر‬
‫حبلق أو تقصري أو ﻧتف أو إحراق أو بنورة وغري ذلﻚ وسواء شعر العاﻧة واإلبﻂ والشارب وغري ذلﻚ‪.‬‬

‫وإمنا مل حيرم ذلﻚ ملا رواه الشيﺨان عن عائشة أهنا ﻗالت‪ :‬كنت أفتل ﻗالئد هدى رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم مث يقلده ويبعث به وﻻ حيرم عليه شﻲء أحله اهلل له حىت ينحر هديه‪.‬‬

‫ﻗال الشافعﻲ‪ :‬البعث باهلدي أكثر من إرادة التضحية فدل على أﻧه ﻻ حيرم ذلﻚ‪.‬‬

‫فهذا صارف للنهﻲ السابق من التحرمي إىل الكراهة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المسألة السابعة‪:‬‬

‫هل العربة يف األضحية بتوﻗيت بالد املوكل أم مكان الذبح؟‪:‬‬

‫ﻗد يوكل شﺨصا يف ذبح أضحيته وذلﻚ ظاهر ولكن هل يراعﻲ يف الذبح بالد املوكل أم بالد‬
‫الذبح فيما لو اﺧتلف التوﻗيت كأن وكل من باملشرق شﺨصا باملغرب مث غربت مشس آﺧر يوم يف‬
‫املشرق ومل تغرب بعد يف املغرب؟‬

‫ﻧﺺ احلنفية على أن اﻻعتبار باملكان الذي وجد فيه الذبح أي بالد الوكيل الذي ذبح كما يف‬
‫اجلوهرة النرية‪.‬‬

‫ومل اطلع فيما وﻗفت عليه على ﻧﺺ يف املذهب يف املسألة ولكن يﺆيد كون اﻻعتبار مبكان الذبح‬
‫من الفروع أﻧه لو وكله يف تفرﻗة زكاته فإن اﻻعتبار بالبلد الذي يوجد فيه املال ﻻ ببلد املالﻚ فيقاس عليه‬
‫حكم التضحية املذكور جبامع أن كال منهما حق مايل جاز فيه التوكيل‪.‬‬

‫وعليه فلو ﺧرج وﻗت التضحية يف بالد املوكل كأن غربت مشسه من آﺧر يوم من التشريق ومل‬
‫تغرب يف بالد الوكيل فيﺠوز أن يضحﻲ عن موكله لبقاء وﻗت التضحية‪.‬‬

‫ويﺆيد هذا أيضا ﻗوهلم‪ :‬ﺃحكاﻡ العقد تتعلق بالوكيل ﺩﻭﻥ الموكل فيعتبر فﻲ الرﺅية ﻭلزﻭﻡ العقد‬
‫بمفاﺭﻗة المﺠلس ﻭالتقابض فﻲ المﺠلس حيث يشترﻁ الوكيل ﺩﻭﻥ الموكل‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المسألة الثامنة‪:‬‬
‫لو ذبح شاة وﻧوى هبا األضحية والعقيقة‪:‬‬
‫ذهب ابن حﺠر يف التحفة إىل أﻧه ﻻ حيصل واحدة منهما ﻻ أضحية وﻻ عقيقة وﻗال‪ :‬إﻧه ظاهر‬
‫كالﻡ املنهاج ﻭاألصحاﺏ‪.‬‬
‫واستدل هلذا القول بأوجه‪:‬‬
‫األول‪ :‬ﻗال يف التحفة‪ ::‬ألﻥ كال منهما سنة مقصوﺩﺓ‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ﻗال يف التحفة أيضا‪ :‬القصد باألضحية الضيافة العامة ﻭمن العقيقة الضيافة الﺨاصة‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ﻗال فيها أيضا‪ :‬ألﻧهما يﺨتلفاﻥ فﻲ مسائل كما يأتﻲ‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬ﻗد يقاﻝ‪ :‬ﻭﺃيضا كل منهما ﻻ يحصل بأﻗل من شاﺓ ﻭيلزﻡ من حصولهما بواحدﺓ حصوﻝ كل‬
‫منهما بدﻭﻧها أهـ سم‪ .‬واستوجه هذا القول الحلبﻲ ﻭالشوبرﻱ‪.‬‬
‫وذهب اإلمام الرملﻲ يف النهاية وغريه إىل حصولهما ﻗياسا على غسل الﺠمعة ﻭالﺠنابة فإﻧه لو‬
‫اغتسل غسال واحدا وﻧوى به اجلنابة واجلمعة حصال‪.‬‬
‫وجياب عن هذا بوجهني‪:‬‬
‫األول‪ :‬األضحية والعقيقة سنتان خبالف اجلنابة واجلمعة فاألول فرض والثا ي سنة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ﻗال يف التحفة‪ :‬صرحوا بأﻥ مبنى الطهاﺭاﺕ على التداﺧل فال يقاﺱ بها غيرها أهـ‪.‬‬
‫وﻗد ﻧظم هذا اخلالف العالمة باكثري فقال‪:‬‬
‫أج ـ ـ ـ ـازه ال ـرملﻲ ب ـشاة م ـﺠـ ـزئ ـة‬ ‫اجل ـم ـع فـ ـﻲ ع ـق ـي ـقـ ـة وأضحـي ـة‬
‫ي ـ ـﺠـ ـزئ ل ـ ـما مـ ـنـ ـع الـ ـتـ ـداﺧ ـال‬ ‫وﺧالف ابن حـ ـﺠـ ـر وﻗـ ـ ـال ﻻ‬

‫واألﻗرب هو القول األول وهو عدم احلصول فيذبح شاة لألضحية وأﺧرى عن العقيقة واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المسألة التاسعة‪:‬‬

‫إذا ﻗال‪ :‬هذه أضحية هل تلزم؟‬

‫إذا ﻗال الشﺨﺺ‪ :‬هلل علﻲ أن أضحية هبذه أو ﻧذرت أن أضحﻲ هبذه فواضح أﻧه يلزمه أن‬
‫يضحﻲ مبا عينه وﺧرجت عن ملكه بالتعيني‪.‬‬

‫لكن لو ﻗال‪ :‬هذه أضحييت أو جعلتها أضحية‪ ،‬ﺃﻭ هذه ﺃضحية‪ ،‬ﺃﻭ علﻲ ﺃﻥ ﺃضحﻲ بها‪ ،‬ﻭلو‬
‫لم يقل لله تعالى‪.‬‬

‫فهل خترج عن ملكه ويلزمه أن يضحﻲ هبا؟‬

‫الصحيح يف املذهب ﻧعم وتكون واجبة كما يعتق العبد بقوﻝ سيده‪ :‬هذا حر ﻗال ابن حﺠر يف‬
‫التحفة‪ :‬ﻧظير هذا حر ﺃﻭ مبيع منﻚ بألف فكما ﺃﻥ كال من هذين صريح فﻲ بابه فكذلﻚ ﺫاﻙ‪.‬أهـ‬

‫ويف فتاوى الرملﻲ سئل عن ﺭجل ملﻚ شاﺓ‪ ،‬ﻭﻗاﻝ هذه ﺃضحية ﺃﻭ جعلتها ﺃضحية ﻭلو عند‬
‫الذبح هل تصير بذلﻚ ﻭاجبة‪ ،‬ﻭيحرﻡ ﺃكله منها‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﻧوﻯ به التطوﻉ لتلفظه بذلﻚ ﺃﻡ ﻻ؟ ﻭهل يحرﻡ‬
‫األكل من األضحية الواجبة بالنذﺭ ابتداء ﺃﻡ ﻻ؟‬

‫فأجاﺏ بأﻥ الشاﺓ المذكوﺭﺓ تصير بلفظه المذكوﺭ ﺃضحية‪ ،‬ﻭﻗد ﺯاﻝ ملكه عنها فيحرﻡ عليه‬
‫ﺃكله من األضحية الواجبة‪.‬أهـ‪.‬‬

‫وﻗال يف خمتصر املز ي‪ :‬ﻗاﻝ الشافعﻲ‪ :‬ﻭﺇﺫا ﺃﻭجبها ﺃضحية ﻭهو ﺃﻥ يقوﻝ هذه ﺃضحية ﻭليس‬
‫شراﺅها ﻭالنية ﺃﻥ يضحﻲ بها ﺇيﺠابا لها‪.‬أهـ‪.‬‬

‫هذا مذهبنا وهو مذهب احلنابلة كما يف املغين ﻻبن ﻗادمة‪.‬‬

‫ﻗال يف التحفة والنهاية‪:‬‬

‫ﻭحينئذ فما يقع فيه كثير من العامة ﺃﻧهم يشترﻭﻥ ﺃضحيتهم من ﺃﻭائل السنة ﻭكل من سألهم‬
‫عنها يقولوﻥ‪ :‬هذه ﺃضحية جاهلين بما يترتب على ﺫلﻚ بل ﻭﻗاصدين‬

‫اإلﺧباﺭ عما ﺃضمرﻭه ﻭظاهر كالمهم ﺃﻧهم مع ﺫلﻚ تترتب عليهم تلﻚ األحكاﻡ مشكل‪.‬أهـ‬

‫‪12‬‬
‫والقول بأهنا تلزم األضحية وتصري واجبة عليه بقوله‪ :‬هذه أضحية من غري ﻧية ألﻧه صريح يف بابه‬
‫يف هذا القول حرج شديد كما ﻗال بعضهم ﻭتأبى عنه محاسن الشرﻉ الشريف ﻭلذلﻚ ماﻝ ابن ﻗاسم‬
‫ﻭﺃفتى السيد عمر البصري بﺨالفه كما سيأيت‪.‬‬

‫ﻭكالﻡ األﺫﺭعﻲ يف التوسﻂ يفهم ﻗبوﻝ ﺇﺭاﺩته ﺃﻧه سيتطوﻉ باألضحية بها‪.‬‬

‫ﻗال السيد عمر البصري يف حاشيته على التحفة‪:‬‬

‫ينبغﻲ ﺃﻥ يكوﻥ محله ما لم يقصد اإلﺧباﺭ فإﻥ ﻗصده ﺃﻱ هذه الشاﺓ التﻲ ﺃﺭيد التضحية بها‬
‫فال تعيين‪.‬أهـ‪.‬‬

‫وﻗد أجاب السيد عمر البصري فﻲ ﻧاﺯلة ﺭفعت له ﻭهﻲ ﺃﻥ شﺨصا اشترﻯ شاﺓ للتضحية فلقيه‬
‫شﺨﺺ فقاﻝ‪ :‬ما هذه؟ فقاﻝ‪ :‬ﺃضحيتﻲ‪.‬‬

‫فاحلاصل أﻧه إن ﻗصد بقوله‪ :‬هذه أضحية أو أضحييت أﻧه سيضحﻲ هبا مستقبال فال زالت على‬
‫ملكه ومل خترج عنه ملكه وﻻ جيب عليه أن يضحﻲ هبا‪.‬‬

‫وإن ﻗصد إﻧشاء أهنا أضحية فإهنا خترج عن ملكه هبذا اللفظ كما لو ﻗال‪ :‬هذا صدﻗة هلل‪.‬‬

‫واهلل أعلم‬

‫‪13‬‬
‫المسألة العاشرة‪:‬‬

‫هل يشرتط أن يذكر الذابح عند الذبح أن هذه أضحية فالن؟‬

‫النية واجبة يف الذبح لألضحية وغريها من أﻧواع القربات لقوله صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬إمنا‬
‫األعمال بالنيات"‪.‬‬

‫واألصل أن النية تكون على املوكل ﻻ الوكيل (الذابح) فلو ﻧوى املوكل أهنا أضحية مثال ولو كان‬
‫هذا عندما دفع الشاة للوكيل فتكفﻲ هذه النية فال حاجة ﺇلى ﻧية الوكيل بل لو لم يعلم ﺃﻧه مضح لم‬
‫يضر كما يف أسىن املطالب فمن باب أوىل ﻻ يضر ترك التلفظ بالنية من الوكيل وأن هذه أضحية فالن‪.‬‬

‫لكن للموكل أن يفوض ﻧية الذبح إىل الوكيل فينوي الوكيل عند الذبح أن هذه أضحية فالن وﻻ‬
‫يشرتط أن يتلفظ بذلﻚ وأن يذكر امسه‪.‬‬

‫وهذا املوضع الذي يصح التوكيل يف النية فيه‪.‬‬

‫كما ﻗال أبو بكر بن أيب القاسم األهدل‪:‬‬

‫واسـ ـت ـث ـنـيـ ـن م ـهما ت ـ ـقـ ـارن فـ ـعـ ـ ـ ـ ـال‬ ‫وما ك ـ ـفى الـ ـتوكـ ـيل فـ ـيها أصـ ـال‬

‫فاحلاصل أﻧه ﻻ يشرتط ذكر اسم املوكل عند الذبح‪.‬‬

‫واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المسألة الحادية عشرة‪:‬‬

‫إذا كاﻧت األضحية تطوعا فالمستحب ﺃﻥ يأكل منه لما ﺭﻭﻯ مسلم عن جابر رضﻲ اهلل عنه‬
‫ﺃﻥ النبﻲ صلى الله عليه ﻭسلم ﻧحر ﺛالﺛا ﻭستين بدﻧة ﺛم ﺃعطى عليا ﺭضى الله عنه فنحر ما غبر‬
‫ﻭاشركه فﻲ هديه ﻭأمر من كل بدﻧة ببضعة فﺠعلها فﻲ ﻗدﺭ فطبﺨت فأكل من لحمها ﻭشرﺏ من‬
‫مرﻗها‪.‬‬

‫واملستحب أن يأكل الثلث ﻭيهدﻱ الثلث ﻭيتصدﻕ بالثلث لقوله عز ﻭجل "فكلوا منها‬
‫ﻭاطعموا القاﻧع ﻭالمعتر"‪.‬‬

‫وجيب أن يتصدق منها مبا يسمى صدﻗة واألفضل كما سبق الثلث ألﻥ القصد منها القربة فإﺫا‬
‫أكل الﺠميع لم تحصل القربة له‪.‬‬

‫وإن كاﻧت األضحية منذورة كأن ﻗال‪ :‬ﻧذرت هلل أن أضحﻲ أو ﻧذرت هذه الشاة أضحية فيﺠب‬
‫أن يتصدق جبميعها‪.‬‬

‫واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المسألة الثانية عشرة‪:‬‬

‫مىت يبدأ ترك األﺧذ من الشعور للمضحﻲ‪:‬‬

‫يبدأ ترك األﺧذ من الشعر و الظفر و سائر أجزاء البدن عند إرادة التضحية حىت لو عزم عليها‬
‫يف اليوم السابع فمن هنا ميسﻚ عن األﺧذ حلديث ﺃﻡ سلمة ﺭضﻲ الله عنها ﻗالت‪ :‬ﻗاﻝ ﺭسوﻝ الله‬
‫صلى الله عليه ﻭسلم‪ :‬ﺇﺫا ﺩﺧلت العشر ﻭﺃﺭاﺩ ﺃحدكم ﺃﻥ يضحﻲ فال يمس من شعره شيئا‪.‬‬

‫ﻭفﻲ ﺭﻭاية‪ :‬ﺇﺫا ﺩﺧل العشر ﻭعند ﺃحدكم ﺃضحية يريد ﺃﻥ يضحﻲ فال يأﺧذﻥ شعرا ﻭﻻ‬
‫يقلمن ظفرا ﻭفﻲ ﺭﻭاية ﺇﺫا ﺭﺃيتم هالﻝ ﺫﻱ الحﺠة ﻭﺃﺭاﺩ ﺃحدكم ﺃﻥ يضحﻲ فليمسﻚ من شعره‬
‫ﻭﺃظفاﺭه ﺭﻭاه مسلم‪.‬‬

‫فعلق األمر على اإلرادة‪.‬‬

‫وأما إذا كان عازما من ﻗبل على التضحية فيبدأ وﻗت اإلمساك عن األﺧذ من الشعور من غروب‬
‫مشس آﺧر يوم من ذي القعدة لرواية مسلم السابقة "إذا رأيتم هالل ذي احلﺠة‪."..‬‬

‫وأما اجلماع فيﺠوز ألﻧه ليس مبحرم وإمنا جاء املنع فقﻂ يف الشعر والظفر والبشرة فيﺠوز له‬
‫اجلماع واستعمال الطيب على أن مذهب مجهور العلماء عدم حترمي أﺧذ شﻲء من الشعر والظفر‬
‫للمضحﻲ وإمنا هو مكروه عند الشافعية حلديث عائشة رضﻲ اهلل عنها فﻲ الصحيحين ﻗالت‪ :‬كنت‬
‫ﺃفتل ﻗالئد هدﻱ النبﻲ صلى الله عليه ﻭسلم ﺛم يقلدها هو بيده‪ ،‬ﺛم يبعث بها فال يحرﻡ عليه شﻲء‬
‫ﺃحله الله تعالى حتى ينحر الهدﻱ‪.‬‬

‫وذهب احلنفية واملالكية إىل اجلواز من غري كراهة‪.‬‬

‫واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المسألة الثالثة عشرة‪:‬‬

‫حكم التضحية عن امليت‬

‫هذه املسألة من ﺧبايا زوايا الروضة حيث ذكرها اإلمام النووي يف الوصايا كما ﻗال الزركشﻲ‪.‬‬

‫ومعتمد املذهب عدم جواز التضحية عن امليت إن مل يوص‪ .‬لقوله تعالى‪" :‬ﻭﺃﻥ ليس لإلﻧساﻥ‬
‫ﺇﻻ ما سعى" وألﻧها عباﺩﺓ ﻭاألصل منعها عن الغير ﺇﻻ لدليل‪.‬‬

‫فإﻥ ﺃﻭصى بها جاﺯ ففﻲ سنن ﺃبﻲ ﺩاﻭﺩ والرتمذي ﻭالبيهقﻲ ﻭالحاكم ﺃﻥ علﻲ بن ﺃبﻲ طالب‬
‫كاﻥ يضحﻲ بكبشين عن ﻧفسه ﻭكبشين عن النبﻲ صلى الله عليه ﻭسلم ﻭﻗاﻝ‪ :‬ﺇﻥ ﺭسوﻝ الله صلى‬
‫الله عليه ﻭسلم ﺃمرﻧﻲ ﺃﻥ ﺃضحﻲ عنه فأﻧا ﺃضحﻲ عنه ﺃبدا"‪.‬‬

‫ﻗاﻝ البيهقﻲ‪:‬تفرﺩ به شريﻚ بن عبد الله بإسناﺩه‪ ،‬ﻭهو ﻭﺇﻥ ﺛبت يدﻝ على جواﺯ األضحية‬
‫عمن ﺧرﺝ من ﺩاﺭ الدﻧيا من المسلمين‪ .‬ﻭضعفه عبد الحق‪.‬‬

‫ﻭﻗيل‪ :‬تصح التضحية عن الميت ﻭﺇﻥ لم يوﺹ بها وهو مذهب اجلمهور ألﻧها ضرﺏ من‬
‫الصدﻗة ﻭهﻲ تصح عن الميت ﻭتنفعه‪.‬‬

‫ورد يف التحفة هذا القياس بالفرق بينهما ﻭبين الصدﻗة بأﻧها تشبه الفداء عن النفس فتوﻗفت‬
‫على اإلﺫﻥ بﺨالﻑ الصدﻗة‪.‬‬

‫‪17‬‬

You might also like