You are on page 1of 16

37/ 36‫العدد‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية – جامعة محمد خيضر بسكرة‬

‫المرتكزات المعرفية لفينومينولوجا متكاملة للتشكيل االجتماعي للواقع‬

‫ فتيحة طويـل‬/‫د‬
‫جامعة بسكرة‬

Abstract : : ‫الملخص‬
This research seeks to reveal the ‫يسعى هذا البحث إلى الكشف‬
platform of knowledge, which
‫ التي يمكن‬،‫عن المرتكزات المعرفية‬
can be invested in giving a
complete model, that overpass ‫استثمارها في إعطاء نموذج متكامل؛‬
some of the weaknesses in the ‫الضعف‬ ‫نقاط‬ ‫بعض‬ ‫يتجاوز‬
phenomenology theses based on
experience and awareness ‫في األطروحات الفينومينولوجية القائمة‬
structure, and on the concepts of ‫ وعلى مفاهيم‬،‫على بناءات الخبرة والوعي‬
the Social Formation Of Reality
theory; that works to transform ‫نظرية التشكيل االجتماعي للواقع ؛ التي‬
the uniteral meanings into a ‫تعمل على تحويل المعاني الذاتية لحقائق‬
realistic and objective facts,
‫واقعية موضوعية ضمن محاولة مقدمة‬
within a fore attempt to integrate
sayings of farreaching analysis ‫إلستدماج مقوالت مستوى التحليل بعيد‬
level as concepts of power, and ‫ وما يمكن أن تحدثه‬،‫المدى كمفاهيم القوة‬
what an impress can it make in
the contexts of meaning; what ‫من أثر في سياقات المعنى ؛ وما تلعبه‬
role it plays in shaping the lived ‫من دور في تشكيل الخبرة المعاشة لفئات‬
experience for a wide social
catergories in daily life, which ،‫اجتماعية عريضة في واقع الحياة اليومية‬
gives the phenomenology theory ‫مما يعطي للنظرية الفينومينولوجية القدرة‬
the ability for a complete
explanation to all aspects of the ‫على تفسير متكامل لجميع جوانب الظاهرة‬
social phenomenon, according to ‫ وفق ما تطرحه السوسيولوجيا‬،‫االجتماعية‬
what the multidimensional
.‫متعددة األبعاد‬
sociology poses.

00 4102 ‫نوفمبر‬
‫د‪ /‬فتيحة طويل‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يلتقييي معظييم المنتمييين بييالتطورات النظرييية السوسيييولوجية فييي الوقييت ال يراهن‪ ،‬حييول فك يرة‬
‫البنيياء النظييرش الشييامل والمتعييدد األبعيياد فييي علييم االجتميياو ‪ ،‬ضييمن محيياوالت توليفييية تعمييل‬
‫عليييى تق ييديم أفكيييار جدييييدة‪ ،‬تس ييتمد م يين االلتق يياء والتكام ييل المفييياهيمي ب ييين النم يياذج النظري يية‬
‫المختلفة‪ ،‬لتتجاوز بذلك الوضع الراهن للنظرية السوسيولوجية‪ ،‬التيي تعياني االنقسيام والقصيور‬
‫وانحصار قدرتنا التفسيرية والمفاهيمية‪.‬‬
‫إذ توجي ي ييد هي ي ييذف النظ ي ي يرة التفسي ي يييرية ذات االتجي ي يياف الوحيي ي ييد؛ في ي ييي العديي ي ييد مي ي يين المنظي ي ييورات‬
‫السوسيييولوجية كالفينومينولوجييية‪ ،‬التييي تركييز علييى أولوييية الييوعي والمعنييي الييذاتي النييابع ميين‬
‫الخبيرة‪ ،‬والمرتبطيية بعملييية التيويييل فييي بنيياء وتشييكيل المعرفيية‪ ،‬متجيياهلين ع قيية المعنييى بييالبنى‬
‫االجتماعي يية‪ ،‬وتط ييور التنظيم ييات االجتماعي يية وت ييره ييا‪ ،‬ودور الق ييوة ف ييي تحدي ييد مس ييار الفع ييل‬
‫ومعاييرف‪ ،‬وصناعة المعني ودالالته أسبابه ودافعيته‪.‬‬
‫ونتيجيية لييذلك؛ تسييعى هييذف الد ارسيية لوضييع مرتكيزات معرفييية ضييمن محاوليية توليفييية‪ ،‬تعمييل‬
‫على اسيتدماج النظريية الفينومينولوجيية‪ ،‬بمت ييرات سوسييولوجية مسيتقاة مين مسيتويات التحلييل‬
‫السوسييولوجي المختلفيية‪ ،‬تزودنييا بنطيياق تفسيييرش أكثيير كفياءة وثيراء؛ ضييمن إطييار فكييرش يرتكييز‬
‫عليييى اس ييت دماج مفن ييوم الق ييوة فيييي تش ييكيل الخبي يرة المعاش يية لفئيييات اجتماعي يية عريض يية داخ ييل‬
‫المجتمع‪ ،‬وعلى أهمية التنشئة االجتماعية ومستويات بناءات المجتمع‪ ،‬في ربط األفراد بالعالم‬
‫الذش عملوا على بنائه‪.‬‬
‫األمر الذش يطرح أمام النظرية الفينومينولوجية تساؤالت ذات قيمية‪ ،‬حيول سيياقات المعنيي‬
‫المنبثق يية ع يين ه ييذا الفع ييل‪ ،‬وم ييا يي يرتبط ب ييه م يين ع ق ييات‪ ،‬مم ييا يق ييرب مف يياهيم الفينومينولوجي ييا‬
‫وافتراضاتنا من الواقع بكل جوانبه‪ ،‬ويمنحنا قدرة تحليلية على المستوى بعيد المدى‪.‬‬
‫حييث تنطلييق هييذف الد ارسيية ميين األطروحييات األساسييية للنظرييية الفينومينولوجييية‪ ،‬ميين خي ل‬
‫قراءة األفكار والرؤى التيي قيدمنا "هوسـرل وشـوتز"؛ كييهم مؤسسيي هيذف النظريية فيي تحلييلنم‬

‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪ -‬نوفمبر ‪4102‬‬ ‫‪04‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية‬ ‫المرتكزات المعرفية لفينومينولوجا ‪...‬‬
‫للواقع االجتماعي‪ ،‬ومن ثم الوصف الفينومينولوجي المعدل الذش قدمه "بيرغر ولوكمان" حول‬
‫التش ييكيل االجتم يياعي للواق ييع‪ ،‬معتم ييدين عل ييى محاول يية لوض ييع إط ييار فك ييرش متكام ييل؛ ض ييمن‬
‫اس ييتدماج النظري يية الفينومينولوجي يية بمس ييتويات التحلي ييل السوس يييولوجي الجزئ ييي والكل ييي ‪ ،‬الت ييي‬
‫تعكييأ أنميياط متكامليية ميين السييلوك‪ ،‬وتبييرز قضييايا الحييياة اليومييية للمدينيية الجزائرييية؛ لتجسيييد‬
‫الحركة التوليفية النظرية‪.‬‬
‫أوال ‪ -‬األطروحات األساسية للنظرية الفينومينولوجية‪:‬‬
‫تعتبير الفينومينولوجييا لالظاهراتييية ‪ ،Phenomenology‬أحيد المنظييورات األساسيية فييي‬
‫‪ ، Micro‬حيييث تركييز‬ ‫‪sociological‬‬ ‫التحليييل السوسييولوجي قصييير المييدى ‪Analysis‬‬
‫أطروحاتنا األساسية على بناءات الخبرة والوعي؛ كوسيلة الستخ ص ما ن حظه في الواقيع‪،‬‬
‫وفنييم لجييوهر األشييياء وتحليلنييا‪ ،‬ميين خ ي ل د ارسيية السييلوك اإلنسيياني وتحليييل المعيياني وأنميياط‬
‫ال معرفة‪ ،‬ودراسة ع قات التفاعل ونوعية المواقف والذات واآلخرين‪ ،‬وقدراتنم الشخصية التيي‬
‫تنطبع من ذاتنم الخاصة حول حقائق األمور والظواهر االجتماعيية المعرفيية‪ ،‬وربطنيا بصيورة‬
‫ذهنية وعقلية ملموسة وبمختلف عمليات اإلدراك والشيعور‪ ،‬واالعتمياد عليى األشيكال المختلفية‬
‫ل‪1‬‬
‫للخبرة الذاتية في الحياة اليومية وتحليلنا‪.‬‬
‫حيييث ت يرتبط الجييذور العميقيية للنظرييية الفينومينولوجييية بالتقليييد الفلسييفي‪ ،‬الييذش تصيياعد فييي‬
‫العقييد األخييير ميين القييرن التاسييع عشيير‪ ،‬وارتييبط بكييل ميين أدمونييد هوسييرل وهايييدجر ‪ ،‬وبييونتي‪،‬‬
‫وسارتر ‪ ...‬ولكين هوسـرل ‪ Edmund Husserl‬كيان أكثير ف سيفة الظاهراتيية إسيناما فيي‬
‫تطوير المننج الظاهراتي‪ ،‬الذش يرى أن حقيقة الواقيع يظنير فيي اليوعي والتييم ت والتطيورات‬
‫المرتبطيية بييذات اإلنسييان‪ ،‬التييي يحملنييا ويشييكلنا للواقييع االجتميياعي‪ ،‬بواسييطة الحيواأ كحقيقيية‬
‫عقلييية ممثليية بييالوعيل‪ ، 2‬ضييمن نظريتييه فييي الحييدأ التييي أقامنييا علييى أنقيياض أبنييية نظري ية‬
‫اإلدراك الحسييي التقليدييية‪ ،‬التييي قييدمنا ديفيييد هيييوم وجييون لييوك‪ ،‬ليييتم ميين خ ي ل هييذف األبنييية‬
‫النظرييية المنطقييية‪ ،‬إسييتدخال العييالم فييي الييذات واسييتخراج الييذات ميين العييالم‪ ،‬هييذف الفك يرة التييي‬
‫ل‪3‬‬
‫سيطورها بيرغر فيما بعد إلى بنية محورية في سوسيولوجيا المعرفة ‪.‬‬

‫‪01‬‬ ‫نوفمبر ‪2014‬‬


‫د‪ /‬فتيحة طويل‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬
‫إذ يظن يير الفع ييل اإلنس يياني ف ييي س ييياق مع يياني الف يياعلين ووع ييينم ال ييذاتي؛ ب ييدال م يين كون ييه‬
‫محصلة مؤثرات خارجية‪ ،‬من خ ل إعادة الصلة بين المعرفة العلميية والحيياة اليوميية‪ ،‬كبيديل‬
‫يط ييرح ض ييد الوظيفي يية الت ييي انفص ييلت ع يين ن ييبض الحي يياة اليومي يية‪ ،‬مؤك ييدا أن المعرف يية العلمي يية‬
‫أصييبحت منفصييلة عيين خب يرة الحييياة اليومييية ونشيياطنا‪ ،‬وهييي المك ييان الييذش تنبعييث منييه تلييك‬
‫وذلييك ميين خي ل تصيينيف الخبيرات الشخصييية للفيياعلين‪ ،‬وتيويلنييا ميين أجييل‬ ‫ل‪4‬‬
‫المعرفيية أصي ‪.‬‬
‫فن ييم فكي يرة رص يييد المع يياني المش ييتركة للواق ييع‪ ،‬الت ييي يس ييتخدمنا جماع يية م ييا لوص ييف الظي يواهر‬
‫المشابنة‪ ،‬بدرجة تكفي لوضيعنا فيي نفيأ المجموعية الوصيفية‪ ،‬مركيز بيذلك عليى بنياء اليوعي‬
‫الييذش يتحييول ميين ذاتييي إلييى جميياعي بالتفاعييل؛ بقصييد كشييف جييوهر الواقييع بنيياء علييى عملييية‬
‫تيويل تتشكل المعرفة بهل‪ ، 5‬ألنه بحسب هوسرل ليأ هناك حقيقة واقعيية مسيتقلة عميا يحمليه‬
‫اإلنسييان؛ لنييذا الواقييع ميين معيياني تمثييل الييوعي العقلييي بييه‪ ،‬والييذش يتشييكل فييي إطييار الخب يرات‬
‫اإلنسيانية‪ ،‬بمعنييى أن العييالم الخييارجي ال معنيى لييه إال ميين خي ل وعينيا بييه‪ ،‬باعتبييارف كييون ميين‬
‫خي ل الييوعي ال يييرل‪ ، 6‬ومين ثييم بوسييعنا االطمئنييان إليى العييالم كييدافع وسيبب وحيييد ألنييه فييي‬
‫أذهاننال‪ ، 7‬م فل بذلك قضية ماهية الواقع الموضوعي‪.‬‬
‫ولقد قام "الفرد شوتز ‪ "A.Schutz‬بطرح المنطق المعرفيي للظاهراتيية‪ ،‬باسيتخدامه تعبيير‬
‫المعياني المحييدودة‪ ،‬ليؤكيد بييين النيياأ هيم الييذين يعطيون ميين خي ل البنذاتيــة ‪Intersubje‬‬
‫‪ ctivity‬معنى حقيقي لألشياء ‪.‬هذف المعاني التي تنبع من تجاربنم وليأ علم وجيود األشيياء‬
‫هو الذش يكون الحقيقة‪ ،‬ومن ثيم فيان هيذا المصيطل ؛ يعبير عين طريقية وصيف جرييان الحيياة‬
‫اليومي يية لانس ييان‪ ،‬ض ييمن مختل ييف التج ييارب ذات المعن ييىل‪ ، 8‬ول يييأ لموض ييوو م ييادش يش ييارك‬
‫األفراد في صناعته‪ ،‬وفي ضوء ما يعرفونه من خ ل الحأ البديني الذش يشكل ليدى األفيراد‬
‫مسبقا حول جميع الموضيوعات التيي يخبروننيا‪ ،‬بيدليل أن الفيرد يسيمع صيوت األخير ككلميات‬
‫ل‪9‬‬
‫تحمل معاني ذات داللة تفضي إلى الفنم وليأ كصوت مجرد خارجي‪.‬‬
‫وبنييذا يصييب بنمكييان الفعييل والفعييل االجتميياعي أن يحييددا الييوعي‪ ،‬حيييث ينصييب اجتماعيييا‬
‫علييى أفعييال الييوعي وليييأ علييى الفعييل عيين العييالم‪ ،‬والعييالم االجتميياعي هييو شيييء نخلفييه سييويا‬

‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪ -‬نوفمبر ‪4102‬‬ ‫‪02‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية‬ ‫المرتكزات المعرفية لفينومينولوجا ‪...‬‬
‫بفعييل تشييييد م ييا يييدعوف شـــوتز" س ييياقات المعنييى"‪ ،‬الت ييي تمثييل مجموعيية المع ييايير الت ييي ت يينظم‬
‫بواسييطتنا مييدركاتنا الحسييية‪ ،‬وتحولنييا إلييى عييالم ذات معنييى‪ ،‬لوالييى ذخي يرة ميين المعرفيية‪ ،‬وهييي‬
‫ليست ذخيرة مين المعرفية عين العيالم بقيدر ميا هيي العيالم ذاتيه‪ ،‬إننيا معرفية مسيلم بنيا نكتسيبنا‬
‫بالفطرة‪ ،‬وكل واحد منا ينظم هذف المعرفة على أسياأ ميا هيو قيائم هنيا اآلن‪ ،‬أش عليى أسياأ‬
‫ما يفعله بزميان ومكيان معينيين‪ ،‬لترتييب الحيياة االجتماعيية بطريقية موضيوعية‪ ،‬تضيمن جانيب‬
‫كيفييية التخطيييط وتحقيييق النييدف ‪ ،‬إل ييى جانييب االختي ييار ال ييذش يجلييب للف ييرد درجيية أكبيير ميين‬
‫اإلشي ييباو والمنفعي يية‪ ،‬ليتض ي ي في ييي هي ييذا الطي ييرح إسي ييتدماج شي ييكل مي يين أشي ييكال نظريي يية االختيي ييار‬
‫ل‪10‬‬
‫العق ني‪.‬‬
‫هذا ف ض عن إلقائنا الضوء على الدوافع والحوافز السيببية‪ ،‬التيي تيربط بخبيرات الماضيي‬
‫والتنشييئة االجتماعييية‪ ،‬أو ح يوافز ال ائييية القصييدية التييي سييترتبط بتحقيييق حاليية فييي المسييتقبل‪،‬‬
‫الذش يمثل حالة يصعب التنبؤ بنا في عالم الحياة اليومية‪ ،‬مما يؤكد أن هناك حدودا لخبرات‬
‫األفيراد ونطاقيا لتفيياع تنم‪ ،‬فحصييلة المعيياني التيي يحملوننييا تتبياين حسييب ظيروفنم التفاعلييية‪،‬‬
‫ل‪11‬‬
‫وهكذا تظنر العوالم الفرعية لألفراد ومناطق المعاني المحدودة‪.‬‬
‫األميير الييذش يتطلييب تشييكيل عييالم يشييمل البيئيية الثقافييية بجانبنييا المعنييوش والمييادش‪ ،‬فت يرتبط‬
‫تصييرفات الفييرد بنييذا المخييزون المعرفييي والثقييافي للجماعيية ‪ ،‬ويجعييل األف يراد بعييد هييذا يمثلييون‬
‫ل‪12‬‬
‫متطلبات الدور‪ ،‬لما يضمن من مستويات وحقوق وما يرتبط به من توقعات‪.‬‬
‫ومن هذا الطيرح تتياح فرصية للنظير بصيورة واقعيية للفينومينولوجيية‪ ،‬التيي حاوليت أن تعييد‬
‫الصلة بين المعرفة العلمية وخبرة الحياة اليومية ونشياطنا‪ ،‬متجاهلية لع قيات القيوة وميا تحدثيه‬
‫من أثر في سياقات المعني‪ ،‬حيث يبتعد شوتز عين خبيرات الخضيوو واإلذالل والظليم والقنير‪،‬‬
‫واالسييتبعاد الييذش يمكيين أن ينشييي عيين القييوة‪ ،‬لواذ نظمنييا معرفتنييا الحياتييية انط قييا ميين مشييروعنا‬
‫علييى حييد تعبييير شييوتز‪ ،‬فيينن التسيياؤل المركييزش الييذش ينب ييي أن يطييرح هنييا ‪ :‬مييا هييو مشييروو‬
‫ل‪13‬‬
‫أوالئك الذين يعانون من جميع مظاهر االجحاف اإلنساني؟!‬

‫‪01‬‬ ‫نوفمبر ‪2014‬‬


‫د‪ /‬فتيحة طويل‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬
‫ل ييذلك في ينن النظري يية الفينومينولوجي يية بص ييورتنا الراهن يية ‪ ،‬ال يمكنن ييا أن تس ييتوعب مظ يياهر‬
‫إحباطييات النيياأ وأشييكال الحرمييان الييذش يتعرضييون لييه داخييل المجتمييع‪ ،‬األميير الييذش يتطلييب‬
‫عملية تجسير نظريية الفينومينولوجييا لتشيمل قضيايا بعييدة الميدى تعكيأ تكاميل الفعيل والبنياء‪.‬‬
‫وه ييذا م ييا يمك يين الوق ييوف علي ييه ف ييي االتج يياف الظ يياهراتي المع ييدل‪ ،‬ال ييذش يح يياول توس يييع نط يياق‬
‫الظاهراتية لتشمل نظرية المجتمع‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الفينومينولوجية المعدلة ضمن التشكيل االجتماعي للواقع‪:‬‬
‫لقد تطورت النظرية الفينومينولوجية خ ل العقود األخيير مين القيرن العشيرين‪ ،‬لتيخيذ أبعياد‬
‫جديييدة وم ييايرة‪ ،‬وتقييدم تصيينيفات متطييورة للمسييلمات والقض ييايا األساسييية ‪ ،‬التييي تقييوم علينييا‬
‫الفينومينولوجيي يية كنظريي يية معاص ي يرة؛ ضي ييمن إسي يينامات" بيتــــر بيرغــــر ‪ P.Berger‬ولوكمــــان‬
‫‪The social‬‬ ‫‪ Luckman‬فييي المؤلييف المشييترك المسييوم ب ي"التشــكيل االجتمــاعي للواقــع‬
‫‪ ،construction of Reality‬اليذش يسيتمد أهميتيه مين تحلييل فكيرة التشيكيل االجتمياعي‬
‫للواقييع‪ ،‬ويجعييل هييذف الفك يرة بمثابيية إطييار مرجعييي لد ارسيية البنيياءات االجتماعييية‪ ،‬وفنييم وتحليييل‬
‫الظ يواهر االجتماعييية ومجموعيية األفع ييال واألدوار‪ ،‬والس ييلوكيات الت ييي توج ييد بييين األفييراد وف ييي‬
‫ل‪14‬‬
‫المجتمعات الحديثة‪.‬‬
‫حي ييث يعم ييل"بير ر ولوكم ييان" عل ييى توض ييي الص ييورة ح ييول عملي يية التش ييكيل االجتم يياعي‪،‬‬
‫واعتبارهييا كعملييية ديالكتيكييية مسييتمرة بييين األفي يراد إليجاده ييا عيين طري ييق أفعييالنم وتف يياع تنم‪،‬‬
‫وخل ييق واقي ييع مش ييترك يتكي ييون مي يين خبي يرتنم عي يين الحقي ييائق الموضيييوعية أو الواقي ييع الموضي ييوعي‬
‫‪ ،Objective reality‬اليذش ييرتبط بالنظيام االجتمياعي أو العيالم النظيامي اليذش يعتبير نتاجيا‬
‫لانسانية‪ .‬إلى جانب المعاني الذاتية أو الواقع اليذاتي ‪ ،Subjective Reality‬اليذش يينعكأ‬
‫من خ ل المعنى الداخلي الذش يدركه األفراد‪ .‬وهذا ميا أشيار إلييه بير ير ضيمن د ارسيته حيول‬
‫العير المقيدأ‪ ،The sacred conopy‬ومناقشيته ألفكيار متعيددة تيرتبط بيالواقع سيواء أكيان‬
‫ذاتيييا أو موضييوعيا‪ ،‬وكيفييية تكييوين أو ظن ييور هييذا الواق ييع حسييب أنميياط معينيية ميين المواق ييف‬
‫والعمليات االجتماعية‪ ،‬كما تعتبر أنماط الواقع مطلبا أساسيا الستم اررية النظام ككلل‪. 15‬‬

‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪ -‬نوفمبر ‪4102‬‬ ‫‪01‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية‬ ‫المرتكزات المعرفية لفينومينولوجا ‪...‬‬
‫و هذا بفضل قدرة اإلنسان عليى إنتياج عيالم يجربيه بعدئيذ عليى أنيه شييء يخير لييأ نتياج‬
‫إنسيياني‪ ،‬ومؤكييدا فييي لحظتنييا علييى أن الع قيية بييين اإلنسييان المنييتج والعييالم االجتميياعي الييذش‬
‫ليييأ ميين إنتاجييه ع قيية جدلييية‪ ،‬وسييوف تبقييى كييذلك‪ ،‬بمعنييى أن اإلنسييان وعالمييه االجتميياعي‬
‫يتفاع ن معا‪.‬‬
‫األمر الذش يتطليب البحيث فيي الطريقية التيي يتشيكل بنيا هيذا الواقيع‪ ،‬مين أجيل المزييد مين‬
‫الفنييم الحقيقييي والكييافي للواقييع ككيييان مسييتق عيين المجتمييع‪ ،‬أو بعبييارة أخييرى‪ ،‬كيييف تصييب‬
‫وفييي هييذا الشييين يييرى بير يير أن تشييييد العييالم‬ ‫ل‪16‬‬
‫المعيياني الذاتييية إد اركييا موضييوعيا للحقيقيية ؟‪،‬‬
‫االجتم ي يياعي يم ي يير عب ي يير ثي ي ي ث م ارح ي ييل أساس ي ييية ف ي ييي العملي ي يية الديالكتيكي ي يية وه ي ييي‪ :‬التش ي ييييء‬
‫‪ ،Exlernchuzation‬وال ي ييذش يعن ي ييي أن األفي ي يراد يخلق ي ييون المجتم ي ييع ويبتدعون ي ييه‪ ،‬والموض ي ييعة‬
‫‪ Objectivation‬وتعنييي بييين المجتمييع يشييمل واقعييا موضييوعيا لييه نتييائج بالنسييبة للفييرد ‪ ،‬ألنييه‬
‫يع ي ييود بالت ي يييثير عل ي ييى مبتدع ي ييه‪ ،‬واالس ي ييتدماج ‪ Internalization‬ويمث ي ييل نوع ي ييا م ي يين التنش ي ييئة‬
‫االجتماعية التي يتم بواسطتنا ضمان شرعية النظام المؤسسي‪ ،‬الذش يضمن وجيود اسيتم اررية‬
‫عملية التشكيل االجتماعي‪ ،‬حيث يظنير هيذا النيوو مين التنشيئة االجتماعيية عين طرييق وجيود‬
‫درجية عالييية ميين التسياوق بييين الواقييع الموضيوعي والييذاتي‪ ،‬وبييين النويية الموضييوعية والذاتييية‪،‬‬
‫موازية بذلك عملية التنشئة االجتماعية بالنسبة لبارسونز‪ ،‬والتي يقوم فينيا األفيراد باإلسيتدماج؛‬
‫أش يجعلوا خاصتنم الواقع االجتماعي المموضع‪ ،‬مع نتيجة أن كل واحيد تقريبيا يمثيل ميا كيان‬
‫ل‪17‬‬
‫يسعى أن يكون عليه‪.‬‬
‫وأخي ار توض نظرية التشكيل االجتماعي للواقع‪ ،‬أنه يعني انخيراط األفيراد فيي االسيتدماج‪،‬‬
‫إذ يتكيفييون مييع توقعييات المؤسسييات االجتماعييية الموجييودة‪ ،‬ويعيييدون ابتييداو وضييع المؤسسيية‬
‫االجتماعية في مرحلة التشييء‪ ،‬وما إن تتشيي فنننا تصيب مموضيعة‪ ،‬وميا أن تتموضيع فنننيا‬
‫تعود بالتيثير على الفرد باعتبارف كيانا مستدمجا‪ ،‬حييث يوضي بير ير ولوكميان‪ ،‬بيين المجتميع‬
‫نتي يياج إنساني"التشي ييييء"‪ ،‬والمجتمي ييع واقي ييع موضي ييوعي لالموضي ييعة ‪ ،‬اإلنسي ييان نتي يياج اجتمي يياعي‬
‫لاإلستدماج ‪.‬‬

‫‪01‬‬ ‫نوفمبر ‪2014‬‬


‫د‪ /‬فتيحة طويل‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬
‫إن هييذف الم ارحييل أو العمليييات ال ني يية معرفي ييا‪ ،‬تجمييع ب ييين م ازي ييا الد ارسييات السوس يييولوجية‬
‫الصي رى والكبيرى‪ ،‬السيييما النظريية الوظيفييية‪ ،‬األمير الييذش يظنير فييي محاولية تركيييز كيل مننييا‬
‫عل ييى الق يييم واألفك ييار والمعرف يية والمع ييايير‪ ،‬باعتباره ييا العناص يير األساس ييية الت ييي تش ييكل طبيع يية‬
‫النظام االجتماعي‪ ،‬كما أننيا تسينم فيي عمليية التنشيئة المسيتمرة لألعضياء أو األفيراد الحياليين‬
‫الجدد‪ ،‬ولكن دون استثمارها في فنم وتفسير ع قيات القيوة وبناءاتنيا‪ ،‬وميا يمكين أن تموضيعه‬
‫هييذف القييوة وتجعلييه رائجييا لاسييتدماج‪ ،‬لواذا مييا تييم التركيييز علييى مؤسسييات القييوة واحتيواء د ارسيية‬
‫الظ يواهر االجتماعييية المعقييدة‪ ،‬التييي تفاقمييت خ ي ل العقييود األخي يرة ميين القييرن العش يرين‪ ،‬فييان‬
‫الفجييوة تصييب أكث يير وضييوحا ‪ ،‬حيييث هنيياك عملي ييات إجبييار وانتقيياء ومع ييايير مشييوهة يجييرى‬
‫ل‪18‬‬
‫إستدماجنا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إستدماج فينومينولوجي لمستويات التحليل المختلفة في الحياة اليومية للمجتمع‪.‬‬


‫ي حظ " أنطوني غيدنز "‪ " A.Giddens‬أن هناك معضلة كبيرة تواجه الفينومينولوجيية‪،‬‬
‫العتقييادف أن عملييية إنتيياج عييالم اجتميياعي ميينظم وقابييل للتفسييير؛ ال يمكيين أن تفن ييم ببسيياطة‬
‫بوصفنا عمي تعاونييا ينفيذ بواسيطة أنيداد‪ ،‬وذليك ألن المعياني ذات األهميية هيي تليك المعياني‬
‫ل‪19‬‬
‫التي تنطوش على عدم التماثل في القوة‪.‬‬
‫و بالفعييل فيينن الحقيقيية الواضييحة فييي الطييرح السوسيييولوجي؛ للنظرييية الفينومينولوجييية يبييين‬
‫أن ثييم خييط جييدل مفقييود‪ ،‬حيييث اقتصيير الطييرح الك سيييكي علييى إعييادة الصييلة بييين المعرفيية‬
‫العلمية وخبرة الحياة اليومية ونشاطنا‪ ،‬ليحاول االتجاف المعدل فيما بعد للظاهراتية الجميع بيين‬
‫التحليلين الكلي والجزئي‪ ،‬ويبين السبل التيي تتطيور بنيا المعياني العلييا للظياهرة‪ ،‬وتشيترك فينيا‬
‫الجماعيية للتنظيييم االجتميياعي‪ ،‬والت ييي يج ييرش تنشييئة أعضيياء المجتمييع الجييدد بنيياء علينييال‪، 20‬‬
‫متجاهليية ع قييات القييوة فييي الحييياة االجتماعييية ‪ ،‬ومييا تنطييوش عليييه ميين تيييثيرات فييي سييياقات‬
‫المعنى‪.‬‬

‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪ -‬نوفمبر ‪4102‬‬ ‫‪01‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية‬ ‫المرتكزات المعرفية لفينومينولوجا ‪...‬‬
‫إن إستدماج النظرية الفينومينولوجية لع قات القوة‪ ،‬ستكون موجنا رئيسا لنظريية ظاهراتيية‬
‫معاصييرة‪ ،‬ق ييادرة عل ييى تفس ييير وتحلي ييل أنسيياق البن ييى والق ييوى االجتماعييية ‪ ،‬وتوض ييي عملي ييات‬
‫إجبييار وانتقيياء معييايير مشييوهة يجييرى إس يتدماجنا‪ ،‬باإلضييافة إلييى مييا يمكيين أن تلقيييه ع قييات‬
‫القوة في تشكيل الخبرة المعاشة لفئات اجتماعية عريضة داخيل المجتميع ‪ ،‬والتيي سيتلعب دو ار‬
‫خطي ي ار فييي تحليلنييا للواقييع االجتميياعي‪ ،‬كتلييك المحيياوالت المتيييخرة التييي حاولييت تجيياوز نقيياط‬
‫الضي ي ي ييعف في ي ي ييي الفينومينولوجيي ي ي يية‪ ،‬والتي ي ي ييي ظني ي ي ييرت في ي ي ييي د ارسي ي ي يية "ســــــــيمون شــــــــارلزوور‬
‫‪APhenomenology‬‬ ‫‪of‬‬ ‫"‪ ،Cahrlesworth‬حييول ظاهراتييية خبي يرة الطبقيية العامل يية‬
‫‪ ، working cless Experience‬التيي تبيين الخبيرات االجتماعيية التيي تعيشينا الجماعيات‬
‫االجتماعية المنمشة‪ ،‬وخبرات الخاضعين سياسيا‪ ،‬ولمن يفتقدون القوة االقتصيادية‪ ...‬وبالفعيل‬
‫فييالفقر والطبقيية لنمييا خطيياب وثقافيية ضييرورة وظييروف واضييحة ال يخبرهييا إال الفق يراء‪ ،‬وليييأ‬
‫لمعللي السياسة االجتماعية‪ .‬وهكذا يتبين دور القيوة وهيي المسيؤولة عين الخضيوو واالسيت ل‬
‫ل‪21‬‬
‫الذش يقع على الفقراء‪ ،‬في تكوين خبرة االبت ء والمقت واالشمئزاز وخيبة األمل لدينم‪.‬‬
‫ع ي وة علييى ذلييك فننييه إذا مييا تييم اختيييار واقييع الحييياة اليومييية كمعبيير ومميير إبسييتيمولوجي‬
‫‪ ،Gravese‬باعتب ييارف يش ييمل الوج ييود المعاش ييي لانس ييان بك ييل جوان ييب‬ ‫‪epistemolgique‬‬
‫اليييومي الييذش ينظمييه‪ ،‬ويحييدد ع قتييه مييع البنيياء االجتميياعي الواسييع‪ ،‬ومختلييف أشييكال‬ ‫المعييا‬
‫التبييادل س يواء كانييت المادييية أو الثقافييية‪ ،‬والتييي تسيياهم فييي تفاعييل األوسيياط المعيشييية لألف يراد‪،‬‬
‫وتسنيل مختلف أشكال التبادل في إعادة إنتاج حياتنم اليومية‪ ،‬التي تستمر في الزمان وتنتقل‬
‫عبر عوالم مكانية مختلفة لألفرادل‪ . 22‬ذلك أن مجال الحيياة اليوميية مجيال جيد شاسيع‪ ،‬ويشيير‬
‫إلي ي ي ي ييى الممارسي ي ي ي يية االجتماعيي ي ي ي يية في ي ي ي ييي إطارهي ي ي ي ييا الكلي ي ي ي ييي كمي ي ي ي ييا يقي ي ي ي ييول "لــــــــــوفيفر هنــــــــــر "‬
‫"‪ ، "H. Lefèvre‬والذش يتكون من الفعل والبناء ‪ ،‬أو كما أسماف "غيـدنز " بياالزدواج البنيائي‬
‫أو النيكلييي ‪ ، la dualité Structurelle‬الييذش يجعييل ميين المسييتحيل التطييرق إلييى الواحييد‬
‫الكلي من دون التطرق إلى الثاني الجزئي والعكأ صحي ‪ ،‬فنيي إذن ع قية جدليية متكاملية‬
‫وشاملة ‪ ،‬فحسب "لوفيفر" فنن الميكرو أو الجزئي يفسرف الماكرو أو الكلي‪ ،‬بحيث يست ل هيذا‬

‫‪01‬‬ ‫نوفمبر ‪2014‬‬


‫د‪ /‬فتيحة طويل‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬
‫األخييير ضييعف ومحدودييية الميكييرو‪ ،‬ألنييه حسييب يراء منظييرش علييم االجتميياو متعييدد األبعيياد ‪،‬‬
‫أصبحت األطروحات التي إنبنى علينا المجتمع ير قادرة لوحيدها عليى األداء بكيل ميا يفيرزف‬
‫الواق ييع المعاص يير م يين ظي يواهرل‪ . 23‬مم ييا تطل ييب وض ييع مح يياوالت توفيقي يية ب ييين الفع ييل والبن يياء‬
‫االجتميياعيين‪ ،‬ميين خي ل إعييادة بنيياء شييبكة المفيياهيم والنميياذج الخاصيية بالبنيياء والفعييل‪ ،‬بنييدف‬
‫تحقي ييق معرف يية موح ييدة لم ييا ه ييو منس ييجم و ي يير منس ييجم م يين الواق ييع اإلنس يياني‪ ،‬وفن ييم مختل ييف‬
‫ف ي ييي د ارس ي يية الظي ي يواهر‬ ‫التنظيم ي ييات االجتماعي ي يية‪ ،‬وتج ي يياوز التناقض ي ييات المننجي ي يية العقيم ي يية‬
‫ل‪24‬‬

‫االجتماعية‪.‬‬
‫باعتبييار ه ييذف الظ يواهر االجتماعي يية ال تنتمييي وبص ييفة يلي يية إل ييى حق ييل معرف ييي مع ييين‪ ،‬ب ييل‬
‫أصييب الفعييل والبنيياء يشييك ن شيييئين متكيياملين‪ ،‬ال يمكيين أن يفنييم الواحييد دون اآلخيير‪ ،‬األميير‬
‫الذش يتطلب العمل على مبدأ علم االجتماو متعدد األبعاد‪ ،‬الذش سوف يساعد ال محالة على‬
‫التوضييي والفن ييم‪ ،‬خاصيية إذا علمن ييا ب ييين الواقييع الي ييومي كيح ييد المسييتويات الش يياملة ل قتي يراب‬
‫السوسيولوجي‪ ،‬يعمل على فنم التفاع ت في إطارها االجتماعي وضمن تطور أشمل‪ ،‬بحيث‬
‫يكيون فييه الواقيع الييومي عبيارة عين ميزيج بيين الكليي والجزئيي‪ ،‬اليذش يفيرض مقاربية لع قيات‬
‫معقي ييدة ومتشي ييابكة مي يين االسي ييت ل والحرمي ييان والظلي ييم ‪ ...‬ويكي ييون خب ي يرة لفئي ييات إبسي ييتيمولوجية‬
‫اجتماعييية عريضيية تييم االقتيراب إلييى تصييوراتنا ومسيياءلة واقعنييا الييذش أعطييي لألشييياء معانينييا‬
‫ودالالتنييا ‪ ،‬ضييمن منظييور أشييمل يبييرز فينييا تفيياع ت الفييرد والمجتمييع‪ ،‬ليسيياعد علييى الفنييم‬
‫الداخلي للظواهر االجتماعية ‪ ،‬كما يطرحه جوفمـان ‪ ،Goffman‬أو كميا يسيميه ألفيرد شيوتز‬
‫علم االجتماو من الداخل أو علم االجتماو الداخلي ‪Sociologie du dedans‬ل‪. 25‬‬
‫حيث سنعتمد على اقتراب ود ارسية مجميع المدينية؛ كمجيال تمتيزج فييه التصيورات المشيوهة‬
‫والمتض يياربة‪ ،‬للعدي ييد م يين األنش ييطة المتبادل يية والخبي يرات المعاش يية الت ييي تش ييكلنا الق ييوة ألطف ييال‬
‫الشوارو واألحياء المتخلفة ومرتكبي جرائم زنا المحارم‪ ،‬اليذين يتفياعلون مين خي ل ميا يملكونيه‬
‫ويسييتعملونه ميين معييارف نظرييية وميدانييية ذات مسييتوى عييالي‪ ،‬يسيينمون بييه فييي إعييادة تشييكيل‬
‫واقعنييم‪ ،‬بعييدما يميلييون إلييى إدراك الواقييع حييولنم بطييرق مختلفيية ومتفاوتيية؛ اعتميياد علييى طبيعيية‬

‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪ -‬نوفمبر ‪4102‬‬ ‫‪41‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية‬ ‫المرتكزات المعرفية لفينومينولوجا ‪...‬‬
‫المنارات والخلفيات التي نشؤوا فينا‪ ،‬والبواعث التي يستندون بنا والمصال التي يسيعون إليى‬
‫تحقيقنييا‪ ،‬ميراو ين المعييايير االجتماعييية؛ ويتجاوزوننييا ميين أجييل االسييتفادة مننييا‪ ،‬وتكفينييا وفييق‬
‫الخيييارات العق ني ي ة التييي يطرحنييا واقييع الحييياة اليومييية‪ ،‬وذلييك ألن لألف يراد القييدرة علييى الفعييل‬
‫االبتكارش الخ ق‪ ،‬إلعادة تشكيل واقعنم على الدوام عبر ما يتخذونه من ق اررات وميا يقوميون‬
‫بي ييه مي يين تصي ييرفاتل‪ ، 26‬أصي ييبحت بمثابي يية نظي ييام يلجي ييي فيي ييه الفي يياعلين السي ييتراتيجيات إنحرافيي يية‬
‫واست لية؛ أشمل وأوسع لتحقيق البناء االجتماعي الع ئقي للقوة‪ ،‬والذش يعبير عين حالية مين‬
‫اال تراب المتعاكأ‪.‬‬
‫وكمثال على ذلك؛ دراسة الباحثة حول العنف في الحياة اليومية ألطفيال أسير العشيوائيات‬
‫الحض يرية‪ ،‬والتييي أظنييرت فينييا خب يرات الحييياة اليومييية المعاشيية وعييالم الحييياة المعطييى‪ ،‬كمييا‬
‫يتجسد من خ ل تركيبات من المعرفة‪ ،‬التي يتم تكويننا ونقلنا اجتماعيا لحياالت مين أطفيال‬
‫العشوائيات الحضرية‪ ،‬الذين لنم خطاب وثقافة ضرورة‪ ،‬وظروف واضيحة تعميل عليى تشيكيل‬
‫خبرة العنف وخيبة األمل جراء الفقر واالستبعاد الذش يقيع عليينم‪ ،‬ليقفيوا فيي ع قية جدليية ميع‬
‫واقع هذف العشيوائيات الحضيرية‪ ،‬باعتبيارهم صيانعي هيذا الواقيع ونتاجيا ليه فيي ذات الوقيت‪ ،‬إذ‬
‫يعيشيون فيي بيئية متيدهورة‪ ،‬وأحيوال معيشيية وصييحية سييئة‪ ...‬يعيانون مننيا فيي بدايية أعمييارهم‬
‫كعنف رمزش‪ ،‬ويمارسوها مع نموهم كعنيف جنسيي ميع محيارمنم‪ ،‬وييلفوهيا فيي حيياتنم اليوميية‬
‫كعنف لفظي وجسدش‪ ...‬لتزج بنم فيما بعد في عالم العمالية النامشيية واالنحيراف واإلجيرام‪...‬‬
‫ليتعلموا بالخبرة والتقليد والمحاكاة في الحياة اليومية وسط الشوارو‪ ،‬التي تشيكل وعيينم بيالعنف‬
‫الذش ال يستطيعون دفعه‪ ،‬فيحملون داخلنم الر بة على القنير البشيرش‪ ،‬تحيت سيتار ضيرورات‬
‫نفسييية واجتماعييية تبسييط أمييامنم؛ وكيننييا محتميية بييل ومفيييدة ضييد المجتمييع فيمييا بعييد‪ ،‬ليتحوليوا‬
‫بييذلك ميين ضييحايا إل ييى فيياعلين ف ييي ع ييالم العن ييف‪ .‬ه يؤالء األطفييال ال ييذين تعييودوا علييى سييرقة‬
‫المح ي ت التجارييية‪ ،‬فييي حييي البخييارش وزقيياق بيين رمضييان فييي مدينيية بسييكرة ‪ ،‬ر ييم تعرضيينم‬
‫للضييرب واإلهانيية عييدة ميرات‪ ،‬ييير أننييم أصييبحوا ال يبييالون ميين المخيياطر التييي تعيودوا عننييا‪،‬‬
‫المنييم الحصييول علييى المييال بيييش قييوة ووسيييلة ميين الييذين يملكييون المييال‪ ،‬إلعانيية األس يرة تييارة‪،‬‬

‫‪40‬‬ ‫نوفمبر ‪2014‬‬


‫د‪ /‬فتيحة طويل‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬
‫وشراء الدخان وشراء راء العج ت المطاطية المثقوبة تارة أخرش‪ ،‬ليسيكروا بنيا عين هميومنم‬
‫ومشاكلنم وحضنم ‪...‬‬
‫ليعلن هؤالء األطفيال عين جريمية الفاعيل وقصيديه وعييه بذاتيه وبجريمتيه‪ .‬فالنشياط المينظم‬
‫الييذش قييام بييه ه يؤالء األطفييال كمييا بينتييه الد ارسيية ‪ ،‬يفتييرض أن يكون يوا واعييين وعييارفين ولييدينم‬
‫رصيييد ميين الخبيرة بعييد السيرقة األولييى‪ ،‬ممييا يسيينل قييابليتنم المييت ك الييوعي وامييت ك المعرفيية‪،‬‬
‫وبالتيالي اميت ك القييدرة عليى الفعيل اإلج ارمييي ميرة أخييرش‪ ،‬عين وعيي وعيين قصيد دون مقاوميية‪،‬‬
‫كما تراف الفينومولوجيا‪ .‬إلى جانب أنه خطاب منفعل في كل محادثات هؤالء األطفيال‪ ،‬ول يتنم‬
‫تمي ييل نح ييو اس ييتخدام تعبيي يرات مادي يية ألوص يياف مجس ييدة‪ ،‬الت ييي تق ييرب المعن ييى بكلم ييات قبيح يية‬
‫وبع مييات أكبيير قييب ‪ ،‬ميين ال ضييب والحييزن واالنتقييام والسييخرية‪ ،‬التييي تظنيير فييي م محنييم‪،‬‬
‫واألكيد أن خطياب هيؤالء األطفيال يتشيكل مين البنياء األسيرش والمجتميع‪ ،‬اليذش عاشيت وتعيي‬
‫فيه‪.‬‬
‫هذف الجرائم التي يفقد الباحث أمامنا نقاط االستدالل؛ وتدعوف إلى االنخراط مع العديد من‬
‫المفكرين وعلماء االجتماو‪ ،‬وسط جدلية البناء االجتماعي األسرش تحدييدا ومختليف الفياعلين‪،‬‬
‫وأينما أسبق عن اآلخر واألكثر تيثي ار وفاعلية في تنميية هيذف الظياهرة؛ بيسياليب مباشيرة و يير‬
‫مباش يرة‪ ،‬تبرزهييا الد ارسيية الميدانييية التييي قامييت بنييا الباحثيية لحيياالت ميين زنييا المحييارم ‪ ،‬تحييت‬
‫عنوان‪ :‬جريمة زنا المحارم‪ :‬جريمة البناء األسرش أم جريمة الفاعل ؟‪.‬‬
‫حي ييث نج ييد أح ييد الح يياالت الت ييي أجب ييرت عل ييى الفعي يل دون أن يك ييون ل ييدينا أش ق ييدرة عل ييى‬
‫االختيار أو المقاومة أو الرفض‪ ،‬الشيء الذش جعل ل تنيا تمييل نحيو اسيتخدام تعبييرات ماديية‬
‫ألوص يياف مجس ييدة‪ ،‬والت ييي تق ييرب المعن ييى بكلم ييات وع م ييات م يين ال ض ييب والح ييزن واالنتق ييام‬
‫والسخرية التي تظنر في م محنيا‪ ،‬واألكييد أن خطياب هيذف الحالية يتشيكل مين البنياء األسيرش‬
‫فينا هيي األخيرى‪ ،‬لوان خطابنيا يتسيم بالصي بة والوقيوف كثيي ار‬ ‫والمجتمع الذش عاشت وتعي‬
‫أمام التفصي ت‪ ،‬كما أنه خطاب يتسم بالعملية وااللتواء من أجل تحقيق األهيداف‪ .‬وفيي ظيل‬
‫الظروف التي تعيشنا فنننا تطور أسلوب خياص للمقاومية يير المباشيرة‪ ،‬التيي تتسيم باالنتقيام‬

‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪ -‬نوفمبر ‪4102‬‬ ‫‪44‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية‬ ‫المرتكزات المعرفية لفينومينولوجا ‪...‬‬
‫ميين كييل الرجييال بممارسيية الب يياء‪ ،‬والبحييث عيين ال ارحيية النفسييية دون الشييعور بالمتعيية‪ ،‬واحتقييار‬
‫جمييع الرجييال وميلنيا إلييى النزعية البطولييية فيي كييل ميرة كييان يضيعف أمامنييا رجيل ‪ ،‬متواصييلة‬
‫ميع األحيداث التاريخيية اليوميية؛ عياجزة فيي االسيتمرار ميع حيياة سينلة ومريحية؛ بعيدما حرميت‬
‫من مصدر الرزق‪ ،‬لتنتني هيذف الفتياة إليى عيالم التسيول والب ياء واليدعارة‪ ،‬حالنيا كحيال العدييد‬
‫ميين النسيياء الب ايييا الل يواتي كيين فريسيية لزنييا المحييارم‪ .‬لتتييدفق الحييياة اليومييية لنييذف الحاليية فييي‬
‫مختل ييف األم يياكن‪ ،‬وتتش ييكل مح ييددات بنائي يية أقص ييى وأوس ييع نط يياق قابل يية للت يي يير ف ييي ض ييوء‬
‫الظروف المبعثرة‪ ،‬التي حلت بنا لتخضع هذف الحياة الزدواجية المصيير السييو وخيداو اليذات‬
‫ل‪27‬‬
‫حسب ما يقول سارتر‪.‬‬
‫نتيج ي يية طبيعي ي يية لحي ي يياة مضي ي ي وطة ومل م ي يية بالصي ي يراعات والت ي ييوترات‪ ،‬الت ي ييي خلفن ي ييا البن ي يياء‬
‫االجتماعي واألسرش؛ لما يشيعه من معوقات وخلل في وظائفيه‪ ،‬وليعبير عين ميدش االسيت ل‬
‫الذش يمارسه على فاعليه‪ ،‬باختراقه الواقع وأال معقول بجريمة زنا المحارم والسرقة‪ ...‬وهذا ميا‬
‫تشير إليه نظرية الصراو التي تركز على الشعور الشخصيي بالحرميان‪ ،‬بميا ير يب فييه النياأ‬
‫وما يحصلون عليه‪ ،‬وبين انخفاض المستوى االقتصيادش كحياالت مين النسياء واألطفيال اليذين‬
‫يع ييانون الحرم ييان م يين أبس ييط األم ييور‪ ،‬مم ييا يزي ييد م يين الن ييزوو نح ييو الجريم يية والع ييدوان نتيج يية‬
‫ل‪28‬‬
‫اإلحساأ بالظلم االجتماعي‪ ،‬وانعدام العدالة االجتماعية وسيطرة القيم المادية‪.‬‬
‫و م يين ه ييذا المنظ ييور تت يياح فرص يية للنظ يير بص ييورة أكث يير واقعي يية لعملي يية الخبي يرة‪ ،‬وتك ييوين‬
‫المعارف العلمية من واقع الحياة اليومية‪ ،‬بحيث تيخذ بعين االعتبار مواقع الفاعلين من البنى‬
‫والمؤسسييات القائميية‪ ،‬وم يواقفنم ميين موضييوعات القييوة وقييدرتنم علييى اتخيياذ الق يرار أو الخضييوو‬
‫ل ي ييه‪ ،‬مم ي ييا يك ي ييون ل ي ييدينم خبي ي يرة معاش ي يية م ي يين ع ق ي ييات الق ي ييوة‪ ،‬األم ي يير ال ي ييذش يجع ي ييل النظري ي يية‬
‫الفينومينولوجية أكثر اتساعا وقدرة تفسيرية‪ ،‬لبناءات الخبرة والوعي المرتبطة بتفاع ت األفيراد‬
‫مييع البنيياءات المنبثقيية عبيير الييزمن‪ ،‬حيييث إن مؤسسيية ع قييات القييوة ومييا تحملييه ميين دالالت‪،‬‬
‫ل‪29‬‬
‫تمثل مسيلة تاريخية تحمل قضايا من تجارب األفراد وخبراتنم في وجودهم االجتماعي‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫نوفمبر ‪2014‬‬


‫د‪ /‬فتيحة طويل‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫لقييد تييم ضييمن هييذا البحييث ؛ إبيراز أهييم المرتكيزات المعرفييية للنظرييية الفنومينولوجييية ‪ ،‬وفييق‬
‫استدراك ألهم أطروحاتنا األساسية‪ ،‬وتوسيعاتنا التيي حمليت االتجياف الظياهراتي المعيدل؛ اليذش‬
‫يشييمل نظرييية التشييكيل االجتميياعي للواقييع‪ ،‬إلييى رؤييية قييد تكسييب نظرييية الفيمومنولوجيييا طابعييا‬
‫سوس يييولوجيا بعيي ييد المي ييدى‪ ،‬ض ييمن عملي يية ديالكتيكي يية تفرض يينا تطيييورات األح ييداث والظي يواهر‬
‫االجتماعي ة‪ ،‬التي ال تنتميي وبصيفة يليية إليى حقيل معرفيي معيين‪ ،‬والتيي تجعيل عليم االجتمياو‬
‫متعدد األبعاد موضيوعا لنيا؛ بتناولنيا دور البنيى والقيوش ضيمن بعيض القيراءات الجدييدة‪ ،‬التيي‬
‫حاولت تجاوز بعض نقاط الضعف في الظاهراتيية‪ ،‬مين خي ل لفيت األنظيار إليى اليدور اليذش‬
‫تلعبه القوة تحديدا في تشكيل الخبرة المعاشة‪ ،‬لفئات اجتماعية عريضة داخل المجمع‪ ،‬مؤشيرة‬
‫بذلك إلى المييل لفنيم تحيوالت اليوعي المرتبطية بحركية الواقيع االجتمياعي‪ ،‬والقيدرة عليى مراقبية‬
‫الفعل اإلنساني الناجم عن وعي ت ييرش يعرف جيدا أهدافه وحاجاته‪.‬‬

‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪ -‬نوفمبر ‪4102‬‬ ‫‪42‬‬


‫مجلة العلوم اإلنسانية‬ ‫المرتكزات المعرفية لفينومينولوجا ‪...‬‬
‫المراجع‪:‬‬

‫عبد هللا محمد عبد الرحمان‪ :‬علم االجتماع التربية الحديثة‪-‬النشأة التطورية والمداخل النظرية‬ ‫ل‪1‬‬

‫والدراسات الميدانية الحديثة‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬األزارطية اإلسكندرية‪ ،‬لد‪.‬ت ‪ ،‬ص‪.692‬‬
‫إبراهيم عيسى عثمان‪ :‬النظرية المعاصرة في علم االجتماع‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‬ ‫ل‪2‬‬

‫األردن‪ ،6002 ،‬ص‪.640‬‬


‫ع ء جواد كاظم‪ :‬التأويل الذاتي للعالم المنعرج السوسيو فينومينولوجي لنظرية الحداثة‪،‬‬ ‫ل‪3‬‬

‫إضافات‪ ،‬المجلة العربية لعلم االجتماو‪ ،‬العدد ‪ /51‬صيف ‪ ،6055‬ص‪.566‬‬


‫ربي علي‪ :‬علم االجتماع والثنائيات النظرية والتقليدية والحديثة‪ ،‬مختبر علم االجتماو للنشر‬ ‫ل‪4‬‬

‫والترجمة‪ ،‬جامعة منتورش قسنطية‪ -‬الجزائر‪ ،6002 ،‬ص‪.631‬‬


‫مصطفى خلف عبد الجواد‪ :‬نظرية علم االجتماع المعاصر‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫ل‪5‬‬

‫‪ ،6009‬ص‪.522‬‬
‫‪ 6‬ل ‪Husserl, Edmund :Ideas Pertaining to a Pure Phenomenology and to a‬‬
‫‪p Springer, London, Phenomenological Philosophy, Translated by F?kersten,‬‬
‫‪238.‬‬
‫ع ء جواد كاظم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.563‬‬ ‫ل‪7‬‬

‫ارنفنج زايتلن‪ :‬النظرية المعاصرة في علم االجتماع‪ ،‬دراسة نقدية‪ ،‬ترجمة محمود عودة‪ ،‬دار‬ ‫ل‪8‬‬

‫المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،5929،‬ص‪.696-695،‬‬


‫محمد عبد الكريم الحوراني‪ :‬النظرية المعاصرة في علم االجتماع‪ -‬التوازن التفاضلي صيغة‬ ‫ل‪9‬‬

‫توليفية بين الوظيفية والصراع‪ ،‬دار مجدالوش للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،6002 ،‬ط‪،5‬‬
‫ص‪.32-32‬‬
‫إبان كريب‪ :‬النظرية االجتماعية من بارسونز إلى هابرماس‪ ،‬ترجمة محمد حسن لوم‪ ،‬عالم‬ ‫ل‪10‬‬

‫المعرفة‪ .‬الكويت ‪ ، 5999،‬العدد‪ ،644‬ص‪.510‬‬


‫محمد عبد الكريم الحوراني‪ :‬المرجع السابق‪ ، 6002 ،‬ص‪.32‬‬ ‫ل‪11‬‬

‫إبراهيم عيسى عثمان‪:‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.642 -641‬‬ ‫ل‪12‬‬

‫محمد عبد الكريم الحوراني‪ :‬القوة وانتاج المعنى في الفعل االجتماعي ‪ ،‬قدمت هذف األطروحة‬ ‫ل‪13‬‬

‫استكماال لمتطلبات الحصول على درجة الدكتوراف في علم االجتماو‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬الجامعة‬
‫األردنية ‪ ،‬يب ‪ ،6002‬ص‪.62‬‬

‫‪41‬‬ ‫نوفمبر ‪2014‬‬


‫د‪ /‬فتيحة طويل‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫ورث واالأ‪ ،‬وألسون وولف‪ :‬النظرية المعاصرة في علم االجتماع تمدد آفاق النظرية‬ ‫ل‪14‬‬

‫الكالسيكية‪ ،‬ترجمة محمد عبد الكريم الحوراني‪ ،‬دار مجدالوش للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪-6055 ،‬‬
‫‪ ،6056‬ط‪ ،5‬ص‪.426 – 419‬‬
‫عبد هللا محمد عبد الرحمان‪ :‬النظرية في علم االجتماع‪ -‬النظرية السوسيولوجية المعاصرة‪ ،‬دار‬ ‫ل‪15‬‬

‫المعرفة الجامعية‪ ،‬األزارطية اإلسكندرية‪ ،6003 ،‬ص ‪.634 -633‬‬


‫بيتر بير ر وتوماأ لوكمان‪ :‬البنية االجتماعية للواقع –دراسة في علم االجتماع المعرفة‪،‬‬ ‫ل‪16‬‬

‫ترجمة أبو يكر أحمد باقادر‪ ،‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،6000،‬ص‪.21-36‬‬
‫ورث واالأ‪ ،‬وألسون وولف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.422-421‬‬ ‫ل‪17‬‬

‫محمد عبد الكريم الحوراني‪ :‬المرجع السابق‪ ،6002 ،‬ص‪.39‬‬ ‫ل‪18‬‬

‫المرجع نفسه‪.‬‬ ‫ل‪19‬‬

‫إبان كريب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.516‬‬ ‫ل‪20‬‬

‫محمد عبد الكريم الحوراني‪ :‬المرجع السابق‪ ،6002 ،‬ص‪.62‬‬ ‫ل‪21‬‬

‫ل‪http//:www:ahewar.org/debat/show.art.asp ?aid=123387‬‬ ‫‪22‬‬

‫رشيد حمدو ‪ :‬مسألة الرباط االجتماعي وسوسيولوجية الحياة اليومية أو المعاش‪ ،‬إضافات‪،‬‬ ‫ل‪23‬‬

‫المجلة العربية لعلم االجتماو‪ ،‬العددان ‪52‬و‪/52‬شتاء وربيع ‪ ،6056‬ص ‪.560، 559‬‬
‫فضيل دليو‪ :‬علم االجتماع المعاصر‪ -‬ثنائياته النظرية والمنهجية‪ -‬دراسات نقدية ‪ -‬مخبر علم‬ ‫ل‪24‬‬

‫االجتماو االتصال‪ ،‬جامعة منتورش قسنطينة‪ -‬الجزائر‪ ،6004 ،‬ص‪.12‬‬


‫رشيد حمدو ‪:‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.560-552 ،‬‬ ‫ل‪25‬‬

‫يدنر‪ :‬علم االجتماع‪ ،‬ترجمة فايز الصباغ‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية للتوزيع‪،‬‬ ‫أنتوني‬ ‫ل‪26‬‬

‫بيروت‪-‬لبنان ‪ ،6001 ،‬ط‪ ،4‬ص‪.519‬‬


‫أحمد زايد‪ :‬خطاب الحياة اليومية في المجتمع المصرش ‪ ،‬القراءة للجمع والنشر والتوزيع ‪ ،‬دبي‬ ‫ل‪27‬‬

‫اإلمارات العربية المتحدة‪،5996 ،‬ط‪ ،5‬ص‪. 22‬‬


‫ج ل إسماعيل حلمي‪ :‬العنف األسر ‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪،1999 ،‬‬ ‫ل‪28‬‬

‫ص‪.49-42‬‬
‫محمد عبد الكريم الحوراني‪ :‬التفاعل الرمز ونظرية االختيار العقالني المنطلقات المعرفية‬ ‫ل‪29‬‬

‫لنموذج رمز في االختيار العقالني ‪ ،‬مجلة أبحاث اليرموك سلسلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة اليرموك‪ ،6055 ،‬العدد‪ ،03‬ص‪.6602‬‬

‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪ -‬نوفمبر ‪4102‬‬ ‫‪41‬‬

You might also like