Professional Documents
Culture Documents
اسايمنت الموهبة والتفوق
اسايمنت الموهبة والتفوق
:بحث بعنوان
إن الموهوبين والمتفوقين يعتبرون من أهم الطاقات البشرية التي تعد مرغوبة اجتماعياً وتربوياً
حيث تبذل الدول الجهود ألجلها ،بل وتسخر الطاقات واإلمكانات ،حيث إن رفعة ونهوض الدول تعتمد
على هؤالء الموهوبين .والبد من االهتمام بالموهوبين اهتماماً خاصاً خصوصاً لحاجاتهم واهتماماتهم
وميولهم وخصائصهم المعرفية واالنفعالية ،والبد من توفير خبرات تعليمية مناسبة لهم تستوعب طاقاتهم
الكامنة وتساعدهم على إخراجها وصوالً لإلبداع ،فمن المعروف ان الموهوب إذ ما حصل على االهتمام
المناسب سوف يعزز تنمية الذات عنده وبسبب خصائصه المعرفية واالنفعالية سوف يسعى لتنمية المجتمع
الذي يعيش فيه.
وبعد االطالع على المراجع والكتب والدراسات السابقة الحظت أن تربية األذكياء والموهوبين والمتميزين
من المسائل حديثة العهد حيث أن هذا االهتمام قد بدأ بالظهور في بدايات القرن العشرين ،وبلغ ذروته في
الثمانينات ،وقد أبدا (ويب )1993في دراساته تقسيم المنشورات التي ناقشت الحاجات النفسية
واالجتماعية لألطفال الموهوبين وعائالتهم إلى قسمين :فريق من المؤرخين والباحثين يرى أن األذكياء
والموهوبين يتعرضون للمشكالت وهم بحاجة للتدخل واالهتمام بشكل خاص في مساعدتهم بالتغلب على
انفعاالتهم وصعوباتهم التي تعتبر من نوع خاص ،اما المجموعة األخرى فترى أن الموهوبين باستطاعتهم
االعتماد على أنفسهم ،وأن األطفال الموهوبين الذين يعانون من مشاكل ويحتاجون للتدخل هم غالباً من
الندرة.
ومن وجهة نظري أن الموهوبين والمتفوقين هم بحاجة دائمة لالهتمام واإلرشاد خصوصاً في المراحل
االبتدائية حيث إن تلك الفترة تعتبر من أهم فترات تكون الشخصية لديهم تليها فترة المراهقة ،ومن
الدراسات التي تؤكد وجهة نظري دراسات (هولينغويرت) حيث سلطت في بحوثها على وجود حاجات
اجتماعية وعاطفية للطلبة الموهوبين والمتفوقين ،وفقر االستجابة في المناخ المدرسي لهذه الحاجات وكذلك
وجود فجوة بين مستوى نموهم العقلي الذي يعتبر فائق السرعة والذي من الممكن أن يكون أسرع من
مستوى النمو العاطفي لديهم.
ومن هنا سوف اتناول في بحثي هذا الخصائص االنفعالية للطلبة الموهوبين والمتميزين في مرحلة
الروضة ومرحلة المراهقة باإلضافة إلى الخصائص االنفعالية للموهوبين والمتفوقين من ذوي اإلعاقات.
إن الخصائص االنفعالية هي الخصائص التي ال تكون ذات طبيعة معرفية أو ذهنية وتأثر على
الجوانب الشخصية والعاطفية واالجتماعية للفرد لذلك ال يمكن فصل الجانب المعرفي عن الجانب االنفعالي
أو عزل التفكير عن المشاعر في عملية التعلم والتعليم (جروان .)2002
في العديد من الدراسات التي أجريت على الموهوبين والمتميزين تم التوصل ألن الغالبية العظمى من
الموهوبين والمتفوقين يحظون باستقرار عاطفي ويميلون إلى االستقاللية الذاتية باإلضافة إلى حسهم
القيادي وهم بالغالب أقل عرضة لمشاكل االضطرابات الذهنية والعصابية التي من الممكن أن تصيب
غيرهم ،كذلك هم يبدون السعادة بحب زمالئهم ومعلميهم والمجتمع من حولهم لكن من ناحية أخرى قد
تضاربت األقوال أن الموهوب قد يكون غير متكيف اجتماعيا ومضطرب عاطفياً في حال لم يلق الرعاية
واالهتمام المناسبين.
وتتمثل أبرز الخصائص االنفعالية على أنها نفسية المنشأ أي انها حالة وجدانية ،او تغير لدى الفرد
يصاحبه اضطرابات في السلوك أو انها انفعاالت تصاحبها التغيرات الفسيولوجية الداخلية مثل تسارع
نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم وقد تحدث نتيجة إلدراك بعض المؤثرات سواء كانت داخلية أو خارجية
وهي حالة معقدة لدى الفرد تضمن استجابات شعورية وأفعال ظاهريه وباطنية.
وتكمن أهمية االنفعاالت في أنها تؤدي وظائف متنوعة وتترك آثار كبيرة في شخصية االنسان وسلوكياته
ومن تلك الوظائف واآلثار أن بعض االنفعاالت تساعد األشخاص في اتخاذ القرارات المالئمة ،وتساعد
األشخاص على تنمية العالقات فيما بينهم باإلضافة الى أنها تعتبر احدى وسائل إيصال الرسائل بين الناس
كما أن من الممكن االستدالل على االضطرابات النفسية والجسدية من عن طريق االنفعاالت.
في دراسة أجرتها العالمة "هولينغويرث" على مدار 23سنة قامت بدراسة 12طفل درجة ذكائهم أعلى
من 180على مقياس ستانفورد بينيه ،وجدت أنهم يعانون من العزلة االجتماعية الن المجتمع ال يتقبل
االنحراف عن المعايير المتعارف عليها حتى وإ ن كان هذا االنحراف إيجابي ،وقد أوضحت العالمة ان
األطفال الذين كان يتراوح ذكائهم بين 150-130كانت عزلتهم االجتماعية واضطراباتهم العاطفية اقل
من األطفال ذوي الذكاء العالي.
حساسية عالية :حساسية الموهوبين والمتفوقين قد تعني قدرتهم على الشعور بالمحيطات .1
والتجارب بشكل مكثف وعميق .يمكنهم امتصاص المحيطات البيئية واالجتماعية بشكل مكثف،
مما يساعدهم على التفاعل بفهم أكبر مع العالم من حولهم .قد يتسبب ذلك في استجابات عاطفية
متعمقة تتضمن التأثر القوي بالفن ،الثقافة ،والتجارب الحياتية.
تعاطف متعمق :تعاطف الموهوبين والمتفوقين يمتاز بالتفهم العميق لمشاعر اآلخرين .يمكنهم .2
قراءة لغة الجسد والعواطف بشكل دقيق ،وبالتالي ،فهم ما يحدث في عقول وقلوب األشخاص من
أيضا إلى
حولهم .هذا التعاطف يمكن أن يجعلهم مستمعين جيدين وداعمين لآلخرين ،وقد يؤدي ً
تجربة مشاعر مشتركة مع اآلخرين.
تأمل وتفكير عميق :تفكير الموهوبين والمتفوقين يميل إلى التعمق والتفكير العميق في األمور. .3
يمكن أن يمضوا وقتًا طويالً في تحليل األفكار واستنباط ٍ
معان أعمق .يمكن أن تتسبب هذه
الخاصية في تجربة تفاعالت عاطفية عميقة مع األفكار الجديدة والتحديات الفكرية.
االنفعالية المعقدة :الموهوبون والمتفوقون قد يتجاوزون تجارب االنفعاالت البسيطة ويعيشون .4
تجارب معقدة ومتنوعة .يمكنهم أن يكونوا متنقلين بين مشاعر متعددة في فترة زمنية قصيرة ،مما
وتعقيدا.
ً يجعل تجربتهم العاطفية أكثر غنى
اهتمامات غير تقليدية :قد يظهر لديهم اهتمام واسع بمواضيع متنوعة وغير تقليدية .يمكن أن .5
بدءا من العلوم والفنون إلى األدب والتكنولوجيا.
ينجذبوا إلى مجموعة متنوعة من االهتماماتً ،
هذا التنوع في االهتمامات يمكن أن يؤدي إلى تجربة مشاعر متنوعة وإ ثراء عاطفي.
الشغف والتفاني :يمكن أن يعيشوا تجارب شديدة الشغف والتفاني تجاه مجاالتهم المفضلة. .6
يشعرون بسعادة كبيرة وتحفيز عند تطوير مهاراتهم وتحقيق إنجازات في هذه المجاالت ،وهذا
يؤدي إلى تجربة مشاعر إيجابية عميقة.
التأقلم االجتماعي :قد يجدون صعوبة في التأقلم مع بعض المجموعات االجتماعية بسبب تفكيرهم .7
أحيانا وقد يعيشون مشاعر من القلق أو عدم
ً العميق واهتماماتهم الفريدة .يمكن أن يشعروا بالعزلة
االرتياح في بعض البيئات االجتماعية.
التفكير اإلبداعي :قد يظهر لديهم تفكير إبداعي وقدرة على االبتكار .يمكن أن يكونوا مستمتعين .8
جديدا .هذا يمكن أن يؤدي إلى تجربة انفعاالت
بتحليل المشكالت بطرق غير تقليدية واستنباط حالً ً
إيجابية خالل عملية اإلبداع والتجديد.
االرتباط المعرفي :االنفعاالت اإليجابية تعزز من إفراز المواد الكيميائية في الدماغ التي تحفز
االنتباه وتعزز من القدرة على التركيز .هذا يمكن أفراد الموهوبين والمتفوقين من تحقيق تركيز أعلى
على المهام واألنشطة التي يشاركون فيها.
تحسين األداء المعرفي :االنفعاالت اإليجابية تؤثر على الدماغ بطرق تعزز من عمليات معالجة
المعلومات .تسهم في تحسين سرعة وفعالية االستجابة للمهام المعرفية ،مما يعزز من قدرتهم على
تنفيذ المهام بكفاءة أكبر.
تعزيز االسترجاع :االنفعاالت اإليجابية تسهم في تحفيز عملية استرجاع المعلومات من الذاكرة،
مما يسهم في تذكر المعلومات بشكل أفضل وأكثر دقة.
تعزيز التفكير اإليجابي :االنفعاالت اإليجابية تشجع على تفكير إيجابي ومنفتح ،مما يساعد على
توليد أفكار جديدة وغير تقليدية.
تعزيز االقتران المعرفي :االنفعاالت اإليجابية ترتبط بزيادة في االقتران بين األفكار والمفاهيم
المختلفة ،مما يسهم في تعزيز القدرة على االبتكار وإ يجاد حلول جديدة.
تقليل تأثير القلق :االنفعاالت اإليجابية تقلل من التوتر والقلق ،مما يمكن الشخص من اتخاذ
قرارات مستنيرة وتقليل تأثير العوامل السلبية على القرارات.
تحفيز االستقبال :االنفعاالت اإليجابية تحفز األشخاص على استقبال وتفسير المعلومات بشكل أكثر
إيجابية ،مما يعزز من تقديرهم للوضعيات والمشكالت المختلفة.
تعزيز التحليل :االنفعاالت اإليجابية تسهم في تعزيز القدرة على تحليل األمور بشكل منطقي
ومتوازن.
تعزيز االتصال بين المناطق الدماغية :االنفعاالت اإليجابية تعزز من التواصل بين المناطق
المختلفة في الدماغ ،مما يساهم في تعزيز القدرة على تصميم حلول مبتكرة وإ بداعية.
تحفيز العقل الباطن :االنفعاالت اإليجابية تساهم في تنشيط العقل الباطن ،مما يمكنهم من توليد
حلول غير تقليدية ومبتكرة للمشكالت.
تتأثر االنفعاالت اإليجابية بشكل مباشر بالعوامل النفسية والبيئية ،وهذا يؤثر بدوره على الناحية
المعرفية واألداء الذهني لألفراد .اإلدراك الجيد لهذا االرتباط يمكن الموهوبين والمتفوقين من استغالل
وتعزيز انفعاالتهم اإليجابية لتحقيق أقصى إمكانياتهم العقلية.
القلق المفرط :يمكن للموهوبين والمتفوقين أن يعانوا من قلق مفرط بسبب تفكيرهم العميق .1
والمستمر ،مما يجعلهم يتوقعون األمور بشكل مفرط ويخشون من األحداث المستقبلية .هذا القلق
الزائد يمكن أن يؤثر على استقرارهم العاطفي ويمنعهم من التمتع بلحظاتهم.
الضغط النفسي :تواجههم ضغوط نفسية مكثفة نتيجة التوقعات العالية المفروضة عليهم من .2
المحيطين وأنفسهم لتحقيق التميز في كل جوانب حياتهم .هذا الضغط النفسي يمكن أن يؤدي إلى
شعورهم بعدم القدرة على االسترخاء واالستمتاع باللحظات الحالية.
التوتر االجتماعي :نتيجة الهتماماتهم غير التقليدية وتفكيرهم العميق ،يمكن أن يشعروا بالتوتر .3
االجتماعي عند التفاعل مع اآلخرين .قد يجدون صعوبة في التأقلم مع بيئات مختلفة وتقديم أنفسهم
بثقة.
التوتر المثبط :بسبب خوفهم من عدم تحقيق توقعات اآلخرين ،قد يعانون من توتر مثبط يمنعهم .4
من التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بحرية .هذا التوتر يمكن أن يقيِّدهم ويمنعهم من تحقيق
إمكاناتهم الكاملة.
التوتر النفسي :يمكن أن يشعروا بالتوتر النفسي الناتج عن ضغوطهم الداخلية للتفوق وتحقيق .5
األداء الممتاز .هذا التوتر الدائم يمكن أن يؤثر على استقرارهم العاطفي ويتسبب في تجربة
مشاعر سلبية مستمرة.
التشكيك الذاتي :قد يعانون من التشكيك الذاتي ،حيث يقيِّمون إنجازاتهم وقدراتهم بشكل سلبي .6
ويشكون في قدرتهم على تحقيق النجاح .هذا التشكيك يمكن أن يقوض ثقتهم بأنفسهم ويمنعهم من
تحقيق إمكاناتهم الحقيقية.
االنتكاسات العاطفية :يمكن أن تكون لهم استجابة عاطفية قوية تجاه االنتكاسات واإلخفاقات نتيجة .7
التفكير العميق واالرتباط العاطفي .قد يعيشون تجارب عاطفية مكثفة عند مواجهة صعوبات أو
تحديات.
الملل واالكتئاب :بسبب اهتماماتهم غير التقليدية وتوقعاتهم العالية ،قد يشعرون بالملل إذا لم يجدوا .8
تحديات ملهمة .هذا الشعور بالملل يمكن أن يؤدي إلى االكتئاب وشعور بالفراغ العاطفي.
ضغوط األداء :يتعرضون لضغوط مستمرة لتحقيق أداء ممتاز في جميع جوانب حياتهم ،مما يزيد .9
من مستوى التوتر النفسي ويمكن أن يؤثر على صحتهم العامة.
التعب العاطفي :بسبب االنخراط العاطفي العميق واالهتمام بالتفاصيل ،يمكن أن يشعروا بالتعب .10
العاطفي بشكل دائم .هذا يمكن أن يتسبب في شعورهم باإلرهاق واإلجهاد النفسي.
الكمالية :يمكن لبعض الموهوبين والمتفوقين أن يعانوا من الكمالية المفرطة ،حيث يسعون للكمال .11
في جميع جوانب حياتهم وأعمالهم .هذا السعي الدائم وراء الكمال يمكن أن يتسبب في تجربة
شعور بعدم الرضا عن الذات وعدم القدرة على التقدير لإلنجازات الحالية.
العدوان والشغب :في بعض الحاالت ،قد يظهر لدى الموهوبين والمتفوقين استجابات عاطفية .12
عنيفة أو سلوك عدواني عند مواجهة تحديات أو إحباطات .هذا السلوك قد يكون نتيجة للتوتر
العاطفي الذي يعيشونه وصعوبة التعامل معه.
يجب مالحظة أن هذه النقاط السلبية ليست حتمية وقائمة ،ويمكن لألفراد تطوير استراتيجيات للتعامل معها
وتحسين صحتهم العاطفية والنفسية.
الضغط النفسي :االنفعاالت السلبية مثل القلق والضغوط النفسية يمكن أن تتسبب في
تشتيت انتباه الموهوبين والمتفوقين وتقليل قدرتهم على التركيز على المهام.
تأثير على األداء :القلق المستمر واالنفعاالت السلبية يمكن أن يؤدي إلى تقليل األداء
التفكير السلبي :االنفعاالت السلبية تزيد من احتمالية وجود تفكير سلبي وانعكاسه على
تأثير على الهوية :االنفعاالت السلبية يمكن أن تؤثر على تشكيل هوية الموهوبين
تأثير الضغط :االنفعاالت السلبية تزيد من مستويات التوتر والضغط ،وهذا يمكن أن يؤثر
تأثير على النوم :القلق واالكتئاب يمكن أن يتسببا في اضطرابات في النوم وقلة النوم ،مما
تأثير على التحمل :االنفعاالت السلبية تقلل من قدرة الموهوبين على التحمل والتكيف مع
تقليل القدرة على التعلم من التجارب :القلق واالنفعاالت السلبية يمكن أن تمنع الموهوبين
تأثير على التواصل :االنفعاالت السلبية يمكن أن تؤثر على قدرة الموهوبين على التواصل
تقليل االحتمالية في المشاركة :القلق واالكتئاب يمكن أن يجعل الموهوبين أقل عرضة
تقليل الوضوح :االنفعاالت السلبية يمكن أن تقلل من وضوح رؤية الموهوبين وقدرتهم
تأثير على القرارات المستنيرة :القلق واالكتئاب يمكن أن يؤديا إلى اتخاذ قرارات غير
التعامل مع االنفعاالت للموهوبين والمتفوقين يتطلب استراتيجيات محددة تساهم في تعزيز الصحة العقلية
والنفسية لهؤالء األفراد وتمكينهم من االستفادة القصوى من إمكانياتهم .إليك بعض االستراتيجيات المهمة:
يجب توعية الموهوبين والمتفوقين بأهمية االنفعاالت وتأثيرها على أدائهم وحياتهم
اليومية.
يمكن تقديم شروحات ومعلومات مفصلة عن االنفعاالت وكيفية تأثيرها على النفس
واألداء.
تعليم الموهوبين والمتفوقين مهارات إدارة االنفعاالت مثل التفكير اإليجابي ،واالسترخاء،
تشجيعهم على تطبيق هذه المهارات في حياتهم اليومية للتحكم في االنفعاالت السلبية.
توفير بيئة داعمة ومشجعة للتفاعل االجتماعي يمكن أن يقوي روابطهم االجتماعية ويقلل
وطموحاتهم.
تشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم والتحدث عما يشعرون به مع أشخاص موثوقين بهم
تعليمهم كيفية التعامل مع المشاعر بشكل بناء وبناء قدراتهم على التعبير عن أنفسهم بشكل
صحيح.
تشجيع الموهوبين على بناء شبكات دعم اجتماعي متينة تساعدهم على التعامل مع
توفير الفرص للتفاعل مع أشخاص يمكنهم تقديم الدعم واالستماع إلى مشاكلهم.
تشجيع ممارسة النشاط البدني ،والتغذية الصحية ،والنوم الكافي ،حيث أن هذه العوامل
تعزيز التوعية بأهمية ممارسات االسترخاء والتأمل وكيفية تنظيمها في روتين الحياة.
تقديم الدعم من خالل االستشارة مع مختصين في الصحة النفسية والمرشدين النفسيين،
اإلعاقة البصرية:
الموهوبون ذوو اإلعاقة البصرية يشكلون مجموعة فريدة من األفراد الذين يتمتعون بقدرات استثنائية
وإ مكانات مذهلة ،بالرغم من التحديات اإلضافية التي تفرضها إعاقتهم البصرية .يتسمون بتوازن مميز بين
السمات اإليجابية والسلبية في شخصياتهم ،مما يجعلهم نماذج لإللهام والتحدي في ٍ
آن واحد.
من جهة الخصائص اإليجابية ،يتسم الموهوبون ذوو اإلعاقة البصرية بالعديد من الجوانب المشجعة:
قوة اإلرادة والصمود :يتمتعون بإرادة قوية تمكنهم من التغلب على الصعوبات وتحقيق أهدافهم
بإصرار.
اإلبداع والتفكير اإليجابي :يمتلكون قدرة استثنائية على إيجاد حلول إبداعية للمشكالت والتحديات،
التحفيز الذاتي والرغبة في التميز :يتمتعون بحماس داخلي قوي يدفعهم لتطوير مهاراتهم وتحقيق
التفاعل االجتماعي وبناء العالقات :يتميزون بالقدرة على التواصل االجتماعي وبناء عالقات
إيجابية مع من حولهم.
استخدام التحديات للنمو :يستخدمون التحديات كفرص للتعلم وتطوير ذاتهم ،مما يساهم في تحقيق
نجاحات ملموسة.
بجانب هذه السمات اإليجابية ،يواجه الموهوبون ذوو اإلعاقة البصرية تحديات انفعالية يتعين عليهم التغلب
عليها:
قلة الثقة بالنفس والتوتر االجتماعي :قد يعانون من نقص في الثقة بأنفسهم وتجنب المواقف
االكتئاب والحزن :يمكن أن تسبب الصعوبات الناجمة عن اإلعاقة البصرية مشاعر االكتئاب
والحزن.
صعوبة التأقلم مع التغيير :قد يواجهون صعوبة في التأقلم مع التغييرات المفاجئة ،مما يؤثر على
استقرارهم االنفعالي.
التوتر الناجم عن التوقعات الزائدة :قد يشعرون بالتوتر والضغط نتيجة لتوقعات زائدة تواجههم
من اآلخرين.
العزلة االجتماعية :يمكن أن يشعروا بالعزلة في بعض األحيان بسبب صعوبة التواصل أو
أساسيا من هوية
ً جزءا
ً لكن على الرغم من هذه التحديات ،فإن القدرات االنفعالية اإليجابية والسلبية تشكل
الموهوبين ذوي اإلعاقة البصرية .من بين األمثلة الملهمة على الموهوبين ذوي اإلعاقة البصرية على
المستوى العالمي نجد:
تاركان مامات :ملحن تركي معروف بتأليفه للعديد من األعمال الموسيقية والتصويرية .على
الرغم من فقدانه للبصر في سن مبكرة ،استطاع تاركان تحقيق شهرة واسعة ونجاح كبير في
مجاله.
سهيل خان :شاعر وفيلسوف ومترجم باكستاني ،اشتهر بإسهاماته األدبية والفلسفية .تميز سهيل
خان بأعماله التي تجمع بين التأمل الفلسفي والجمال الشعري ،على الرغم من إعاقته البصرية.
طه حسين ( :)1973-1889كان طه حسين أحد أعالم األدب العربي والنقاد ،على الرغم من
فقدانه للبصر في سن مبكرة .قدم مساهمات كبيرة في مجال األدب والثقافة ،وعمل على تطوير
التعليم والثقافة في الوطن العربي.
هيلين كيلر ( :)1968-1880هيلين كيلر هي إحدى أشهر الشخصيات التي تمتاز بالقوة واإلرادة
رغم إعاقتها البصرية والسمعية .اشتهرت كمؤلفة ومحاضرة وناشطة اجتماعية ،وعملت على نشر
الوعي بقضايا اإلعاقة وحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة.
لودفيج فان بيتهوفن ( :)1827-1770كان مؤلف الموسيقى الكالسيكية العظيم ،وقد فقد بصره
تدريجيا خالل حياته .ومع ذلك ،استمر في إبداع أعماله الموسيقية الرائعة والتي تعد من أهم
ً
المساهمات في تاريخ الموسيقى.
هذه األمثلة تجسد تفاني الموهوبين ذوي اإلعاقة البصرية وقدرتهم على تحقيق إنجازات ملهمة رغم
التحديات .يظهر قدرتهم على تجاوز الصعاب وتحقيق النجاح ،مما يعكس تأثير القدرات االنفعالية على
تحقيق إمكاناتهم وتفوقهم في مجموعة متنوعة من المجاالت.
اإلعاقة السمعية:
الموهبين ذوو اإلعاقة السمعية يتمتعون بخصائص انفعالية مميزة تساهم في تحديد تجاربهم ونجاحاتهم.
مهما من شخصياتهم وتؤثر على تطورهم الشخصي والمهني .من بين
جزءا ً
ً تعد هذه الخصائص األساسية
الخصائص االنفعالية المميزة للموهبين ذوي اإلعاقة السمعية:
التفاعل والتواصل البصري :تتمثل إحدى السمات الرئيسية للموهبين ذوي اإلعاقة السمعية في .1
قدرتهم الفائقة على التفاعل والتواصل باستخدام اللغة اإلشارية والتعبيرات الوجهية .يمكنهم فهم
مفهوم الرسائل والعواطف من خالل الحركات والمالمح ،مما يعزز قدرتهم على بناء عالقات
فعال.
وتواصل ّ
اإلبداع في التعبير الفني :يمكن للموهبين ذوي اإلعاقة السمعية التعبير عن أنفسهم ومشاعرهم من .2
خالل الفنون المرئية والتشكيلية ،مثل الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافيُ .يعد هذا وسيلة لهم
للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بطريقة مبتكرة ومؤثرة.
التحفيز الذاتي واإلصرار :يتسم الموهبون ذوو اإلعاقة السمعية بقوة اإلرادة والقدرة على تحفيز .3
قويا يساعدهم على التغلب على التحديات والعوائق التي
إصرارا ً
ً أنفسهم لتحقيق األهداف .يمتلكون
قد تعترض طريقهم.
التفكير اإلبداعي وحل المشكالت :يستخدم الموهبون ذوو اإلعاقة السمعية تفكيرهم اإلبداعي في .4
تطوير حلول للمشكالت المختلفة .يمتازون بالقدرة على تحليل المواقف بشكل مختلف وابتكار
أساليب فريدة للتعامل مع التحديات.
الرؤية والتفاؤل :يتمتعون بقدرة على إيجاد الجوانب اإليجابية في المواقف والظروف المختلفة، .5
وهذا يعزز من قدرتهم على التعامل مع التحديات وتحقيق النجاح.
بناء العالقات والتواصل االجتماعي :يتمتعون بقدرة على بناء عالقات اجتماعية قوية ،حيث .6
يتفهمون قيمة التواصل والتعاون مع اآلخرين .يمكنهم إقامة عالقات معتمدة على التفهم واالحترام
المتبادل.
أمثلة على موهبين ذوي اإلعاقة السمعية الذين أثروا في مجتمعاتهم وتألقوا بمجاالتهم:
عبد الرحمن عويس :فنان بصري سعودي موهوب في مجال الفن التشكيلي .استطاع أن يتجاوز
نيللي بينتانجان :ملحنة فلبينية موهوبة في مجال الموسيقى الكالسيكية .على الرغم من إعاقتها
ومدونة تعمل على نشر الوعي بالقضايا التي تواجه األشخاص ذوي
ّ روشيل النغبان :ناشطة
اإلعاقة السمعية .تستخدم منصاتها لتسليط الضوء على قصص النجاح والتحديات التي يواجهها
هؤالء األفراد.
إيجابيا في مجتمعاتهم من
ً تأثيرا
هذه األمثلة توضح كيف يمكن للموهبين ذوي اإلعاقة السمعية أن يحققوا ً
خالل تفوقهم وإ بداعهم في مختلف المجاالت.
الخصائص التي تميز الموهوبين والمتفوقين ذوي صعوبات التعلم والتوحد عن الموهوبين والمتفوقين
العاديين:
اإلبداع في الحلول :يمكن أن يكون لديهم قدرة على التفكير اإلبداعي وابتكار طرق جديدة لحل .2
المشكالت المعقدة.
توماس إديسون :على الرغم من إبداعه في مجال االختراع واختراعه المصباح الكهربائي ،إال أن توماس
.إديسون قد اعتبر طفولته غير تقليدية ولديه صعوبات في التعلم والقراءة
ألبرت أينشتاين :واحد من أعظم العلماء في التاريخ ،كان لديه صعوبات تعلم في سنوات صغره وتأخر في
.البداية في التحدث
أورينتالينغو نيبيجينينا :عالم رياضيات روسي مشهور بأعماله في نظرية األعداد ونظرية الفضاء الذي
.يعاني من صعوبات تعلم
جون تشامبيون :عالم كيمياء أمريكي فاز بجائزة نوبل في الكيمياء ،عانى من صعوبات في التعلم وتأخر
..في القراءة
التوحد:
التفكير العميق والتفرد :قد يتمتعون بالقدرة على التفكير العميق والتركيز الشديد على مجاالت .1
محددة.
اإلبداع في مجاالت معينة :قد يظهرون قدرة إبداعية مميزة في مجاالت معينة مثل الرياضيات أو .2
الفنون.
االلتزام بالروتين والتنظيم :قد يميلون إلى االلتزام بالروتين والتنظيم في حياتهم اليومية. .3
التفاصيل والدقة :قد يتميزون بقدرة فريدة على رصد التفاصيل واالنتباه إلى األمور الصغيرة. .5
واحدة من األمثلة على الموهوبين الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد هي الدكتورة نادين بيرجر،
وهي جراحة عظام تعمل في مستشفى مايو كلينك بالواليات المتحدة .قد قامت الدكتورة بيرجر بنجاح
بعمليات جراحية معقدة وحصلت على تقدير كبير في مجالها.
تعد مرحلة رياض األطفال من المراحل المهمة في حياة الطفل كونها البيئة التعليمية التربوية المتكاملة
بخصائص نمو أطفال الروضة على الجانب الجسمي والحركي والمعرفي باإلضافة الى الجانبين االنفعالي
واالجتماعي لتصبح بيئة ما قبل المدرسة بيئة هادفة في تهيئة الطفل لمرحلة المدرسة وتعتبر هذه الفترة
من مراحل الطفولة المبكرة وما يميز هذه الفترة عن غيرها من الفترات أنها ذات أهمية بالغة في حياة
الفرد نظراً للتطورات والتغيرات التي يستمر أثرها لديه فيما بعد باإلضافة الن الفرد وتوافقه النفسي
مستقبال مبني على هذه الفترة الحرجة .وفي دراسة أجرتها الهوساوي 2021للتعرف على درجة االتزان
االنفعالي للموهوبين والمتفوقين في فترة رياض األطفال هدفت للتعرف على درجة االتزان االنفعالي لدى
أطفال الروضة الموهوبين مقارنة باألطفال العاديين ،أن التفاعل االجتماعي لألطفال في سن ما قبل
المدرسة كانت مليئة بالخبرات االنفعالية التي ظهرت بنسبة كبيرة أثناء اللعب الحر وأن %92من هذه
التعبيرات كان إيجابية لمجتمع الدراسة ،وان الطلبة الموهوبين خالل هذه المرحلة تميزوا بارتفاع مفهوم
الذات واتزان انفعالي عال ووجدت ان هنالك عالقة ارتباطية بين االتزان االنفعالي ومفهوم الذات لديهم،
وعرفت الهوساوي أطفال الروضة الموهوبين على أنهم األطفال الملتحقون برياض األطفال والذين تم
ترشيحهم باستخدام مقياس الخصائص السلوكية المتعلقة بالموهوبين في مرحلة الروضة من قبل معلماتهم
ومن ثم خضعوا الختبارات ريفين الجمعي وكذلك اختبار رسم الرجل وانطبقت عليهم المعايير المحددة
للموهوب.
تشكل مرحلة المراهقة فترة حساسة في حياة الشبان ،وإ ذا تمت إضافة عامل التميز والموهبة إلى هذه
المعادلة ،فإنه يمكن أن يظهر تأثير كبير على الخصائص االنفعالية وتجربتهم االجتماعية .يعتبر
الموهوبون المراهقون فئة مميزة بقدراتهم واستعداداتهم غير العادية في مجموعة متنوعة من المجاالت.
جزءا ال
ً لكن مع هذه القدرات الفريدة ،يأتي تحدي االندماج االجتماعي والتأثيرات االنفعالية التي تشكل
يتجزأ من تجربتهم.
تبدأ تأثيرات الخصائص االنفعالية من خصائص الموهوبين المراهقين ،مثل الحساسية العالية والتفكير
العميق .يمتلك الموهوبون المراهقون قدرة استثنائية على التفكير العميق والتحليل ،مما يعني أنهم
يستجيبون بشكل أعمق للمحيط من حولهم والتجارب الشخصية .هذا التفكير يمكن أن يؤثر على تجربتهم
االجتماعية من خالل تفاعلهم مع اآلخرين وفهمهم للعالقات االجتماعية.
بجانب التفكير العميق ،يتسم الموهوبون المراهقون باالنفعاالت العميقة .يميلون إلى االستجابة بشكل مكثف
للمشاعر واالنفعاالت ،مما يعزز من إبداعهم وقدرتهم على التعبير الفني واإلبداعي .لكن في نفس الوقت،
يمكن أن يؤدي هذا التفاعل المكثف إلى زيادة القلق والتوتر ،خاصةً عند مواجهتهم لتحديات اجتماعية.
العزلة االجتماعية :تفاجئ الحساسية العالية والتفكير العميق الموهوبين المراهقين بتجربة العالم .1
االجتماعي بطريقة مختلفة .قد يشعرون بالعزلة إذا لم يتمكنوا من العثور على أقران يشتركون في
اهتماماتهم وقدراتهم.
ضغوط األداء :التوقعات المرتفعة والضغوط الناتجة عن السعي لتحقيق التفوق والنجاح قد تؤثر .2
على صحتهم النفسية وتزيد من مستويات القلق والتوتر.
توازن الحياة :يمكن أن يكون من الصعب عليهم تحقيق توازن بين االلتزامات المدرسية .3
واالجتماعية والوقت الذاتي ،مما يؤثر على رفاهيتهم الشخصية.
العالقات االجتماعية :قد يجدون صعوبة في بناء عالقات اجتماعية صحية بسبب التفاوت في .4
االهتمامات والتفكير العميق ،مما يؤثر على قدرتهم على التواصل وتكوين صداقات.
في النهاية ،يظهر أن الموهوبين المراهقين يواجهون تحديات فريدة تتعلق بالخصائص االنفعالية التي
يمتلكونها ،وهذه التحديات يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على تجربتهم االجتماعية والنفسية .لذلك ،من
الضروري تقديم الدعم والتوجيه لهؤالء الشبان لمساعدتهم على تطوير مهارات التواصل والتعامل مع
التحديات بشكل إيجابي وصحي.
الخاتمة:
أما في مرحلة الروضة ،تبدأ الخصائص االنفعالية في التشكل والظهور بوضوح .حيث يتعلم األطفال كيفية
التفاعل مع المحيط من خالل تجاربهم اليومية وتفاعالتهم مع أقرانهم .تلعب الحساسية والتفكير العميق
مهما في تطور قدراتهم االجتماعية واالنفعالية ،وتشجعهم على التعلم واالستكشاف.
دورا ً
ً
في مرحلة المراهقة ،تتطور الخصائص االنفعالية بمزيد من التعقيد والتأثير .يجد المراهقون أنفسهم أمام
تحديات جديدة تتعلق بالتواصل والعالقات االجتماعية وضغوط األداء .تؤثر االنفعاالت العميقة والتفكير
الذاتي في تجربتهم بشكل مباشر ،وتجعلهم يبحثون عن التوازن بين التفكير والعواطف.
باختصار ،تعد الخصائص االنفعالية سمة فريدة ومؤثرة في حياة الموهوبين والمتفوقين وذوي االعاقة في
جميع مراحل التعلم .إنها تشكل مساحة للتعبير عن الذات وتطوير القدرات ،بغض النظر عن الظروف
المحيطة .تواجه هذه الخصائص التحديات وتؤثر في تجاربهم ،ومع ذلك ،يمكن توجيهها ودعمها بشكل
إيجابي لتحقيق نمو شخصي واجتماعي متوازن ومثمر.
المراجع:
المراجع العربية:
"الموهبة واإلبداع عند األطفال والشباب" للدكتور أحمد مختار -سنة النشر.2016 : .1
"أساليب الكشف عن الموهوبين ورعايتهم" فتحي جروان سنة النشر .2002 .2
"الطفل الموهوب :معالجة وتنمية" للدكتور عبداهلل القاسم -سنة النشر.2008 : .3
"الكفاءة االنفعالية لدى أطفال الروضة الموهوبين والعاديين" آسية الهوساوي المجلد السابع .4
والثالثون العدد العاشر أكتوبر .2021
المراجع األجنبية:
1. "The Social and Emotional Development of Gifted Children: What Do We
Know?" edited by Maureen Neihart, Sally M. Reis, Nancy M. Robinson, and
Sidney M. Moon – 2002.