You are on page 1of 38

‫‪54‬‬

‫اإلصـــــــــــــــــــــــــــــــــابات‬
‫اإلصابات الميكانيكية‬
‫اإلصــــــابات الخارجية‬
‫الجــــــــــــرح ــ الجـــــــــرح‬
‫الجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــروح‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ :‬قال تعالى ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين واألنف‬
‫باألنف واألذن باألذن والسن بالسن والجروح قصاص ) المائدة ‪. 54‬‬
‫جرح في اللغة ‪ ،‬تعني ‪ :‬أحدث في بدنه أث ار أو شقا بالسالح أو الحجارة أو غيرها من اآلالت الحادة ‪.‬‬
‫وباللسان ‪ :‬تعني الشتم ‪ .‬ولذا فجرح النفس ـ وإن لم يكن هنا موضع تناوله ـ فهو من أقسى وأبلغ أنواع‬
‫الجروح ‪ ،‬وله مضاعفات كبيرة يصعب تعويضها ‪ ،‬إال بم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا أمر هللا ‪.‬‬
‫وال يب أر لما جرح اللسان‪.‬‬ ‫ولقد قال الشاعر ‪ :‬جراحات الطعان لها التئام‬
‫بأن جراح الضحايا فــم‪.‬‬ ‫‪:‬أتعلم أم أنت التعل ــم‬ ‫وقااللشاعر الجواهر‬
‫فالجرح ضرر يصيب الجسم بواسطة شدة أو قوة خارجية ‪ .‬والتعامل مع الجروح يحتل مساحة واسعة في‬
‫عمل الطبيب الشرعي وبما يعاينها من حاالت أو يكشف عليها ‪ ،‬سواء في األحياء ‪ ،‬أو عند التشريح ‪.‬‬
‫وتكمن أهمية التعامل مع الجروح من لحظة معاينة الطبيب األول (طبيب الحوادث مثال )‬
‫وتقريره الطبي القضائي األولي وحتى كتابة التقرير النهائي للمصاب حيا أو ميتا ‪ .‬وخطورة ذلك‬
‫تكمن في عدم الدقة في الفحص وإهمال كتابة تفاصيل اإلصابة تترتب عليها ‪ :‬ضياع حقوق ‪،‬‬
‫تبرئة متهم ‪ ،‬وغيرها من المضاعفات ؛ ليس هذا فحسب بل إن إنقاذ المصاب دون إجراءات علمية‬
‫عملية دقيقة تضع عبئا على الطبيب المعالج ويكون تحت طائلة القانون إذا أتهم باإلهمال أو‬
‫التقصير ‪.‬‬
‫وقد حاولت وضع بعض المواد المتعلقة بمختلف قضايا الطب الشرعي ‪ ،‬والطب بشكل عام ‪ ،‬حتى‬
‫ال يجهل الطبيب بعضها ‪ ،‬بل ويتمكن من معرفة بعض نصوص قانونه السار ‪.‬‬
‫القــانون رقم ( ‪ ) 21‬لسنـــة ‪ 2991‬بشأن الجرائم والعقوبات‬
‫المواد المتعلقة بالجسـم ‪.‬القـتـل ‪:‬‬
‫القتل العمد ‪.‬مادة (‪: ) 435‬من قتل نفسا معصومة عمدا يعاقب باإلعدام قصاصا إال أن يعفو‬
‫ولي الدم فإن كان العفو مطلقا أو بشرط الدية أو مات الجاني قبل‬
‫الحكم حكم بالدية والإعتبار لرضا المجني عليه قبل وقوع الفعل ‪.‬‬
‫القتل غير العمد ‪.‬مادة (‪: ) 432‬يعاقب بالدية من تسبب بخطئه في موت شخص ‪ ،‬ويجوز فوق ذلك‬
‫تعزير الجاني بالحبس مدة التزيد على ثالث سنوات أو بالغرامة فإذا وقعت الجريمة نتيجة إخالل الجاني‬
‫‪55‬‬

‫بما تفرضه عليه أصول وظيفته أو مهنته أو حرفته أو مخالفته للقوانين واللوائح أو كان تحت تأثير سكر‬
‫أو تخدير عند وقوع الحادث كان التعزير الحبس مدة ال تزيد على خمس سنوات ‪.‬‬

‫إ يـــــــــذاء الجسـم ‪:‬االعتداء الذي يفضي إلى الموت ‪.‬‬


‫مادة (‪: )452‬يعاقب بالدية المغلظة والحبس مدة التزيد على خمس سنوات من أعتدى على سالمة جسم‬
‫غيره بأية وسيلة ولم يقصد من ذلك قتال ولكن اإلعتداء أفضى إلى الموت ‪.‬‬

‫و لقد صنفت الجروح من زوايا وأوجه متعددة ـ وما نتعامل معه في موضوعنا هذا هو مايني على‬
‫أساس المسبب (‪ ) Etiology‬والحالة المرضية (‪ ) Pathology‬ـ إلى ‪:‬‬

‫‪.2‬الـسـحــــجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات (‪. ) Abrasions‬‬


‫‪ .1‬الكـــــــــدمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات (‪.) Bruises‬‬
‫‪ .3‬الجروح الــــــــــــــــــــــرضية (‪.) Lacerated wounds‬‬
‫‪ .1‬الجــــــــــروح القطعيـــــــــــــــــــــــــــــــــــة (‪.) Cut wounds‬‬
‫‪ .5‬جـــــــــروح الطعـــــــــــــــــــــــــــــــنات ( ‪. ) Stab wounds‬‬
‫‪ .6‬جــــــــــروح األسلحـــــة النارية(‪.) Firearm injuries‬‬
‫‪ .7‬أ ـ الجــروح المصطنعة (‪.) Fabricated wounds‬‬
‫ب ـ جروح الدفاع أو المقاومة (‪.) Defense injuries‬‬
‫ج ـ الجـــــــــــروح التردديــة ( ‪.) Hesitating wounds‬‬

‫عرف الجرح ط بيا قضائيا بأنه إنقطاع إتصال أو استم اررية بنية األنسجة في الجسم بسبب وقوع‬‫وي ّ‬
‫ُ‬
‫شدة خارجية عليه ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ‬
‫‪Wound is defined as breach or disruption of the continuity of the‬‬
‫‪body tissues as a result of external violence .‬‬
‫‪56‬‬

‫السحجــــــــــــــــــــــــــــــــــات‬
‫غشاه ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫شيء قد ّ‬ ‫السحجة ‪:‬كمنعه ‪ ،‬لغة قشره فانسحج ‪ .‬الكشط ‪ :‬رْفعك شيئ ًا عن‬
‫والسحجة ‪ :‬جرح سطحي بسيط في جلد الجسم وال يتجاوز بشرته ‪ ،‬ناتج عن احتكاكه بجسم‬
‫(ذو سطح خشن غالبا ) أو حاد بحيث ال يخترق كل طبقات الجلد بل ال يتعدى‬
‫ضرره الطبقة القاعدية من طبقة البشرة ( ‪.)epidermis‬‬
‫فهي من أبسط أنواع الجروح وال تترك ندبة (‪ . ) scar‬كما أنها تنضح بسائل مصلي قد يصبغ‬
‫أحيانا بدم ( سائل مصلي مدمى) ‪ .‬ويمكن أن تكون في مساحات كبيرة مصاحبة بألم ونزف ‪ .‬وإذا‬
‫نظرنا إلى طبقات الجلد ( أنظر الشكل ص‪ ) 244‬وطبقنا التعريف المذكور الذ فيه ( عدم النفاذ في‬
‫طبقات الجلد ‪ ،‬وبالتالي عدم النزف ) ‪ ،‬فإن األوعية واألعصاب تقع في األدمة (‪ ) dermis‬ويحدث أن‬
‫تمزق الحلمات الدموية المتموجة تحت سطحها وبالتالي يحدث النزف رغم إن هذا يتعارض مع التعريف‬
‫‪ .‬ألن جسم اإلنسان ليس قالباً جامداً في مجموعه وتفاعله وترابطه ؛ فإن النزف دليل جروح أخرى‬
‫صغيرة طغى عليها جرح السحجة ‪ :‬رضية ‪ ،‬قطعية ‪ ،‬ولذا قد نربط أحيانا التسمية كـ ‪:‬سحجات رضية‬
‫‪ ،‬سحج كدمي ‪..‬الخ ‪.‬‬
‫والسحجات بأنواعها التفصيلية األخرى ‪ ،‬سميت حسب األداة المستعملة وإحداثها للسحجة بصورة‬
‫وصفية أخرى ‪ ،‬غير أنه في المعجم العربي لم تكن هذه األسماء معبرة ‪.‬‬
‫الخدوش (‪ : ) Scratch‬جرح خطي بواسطة جسم حاد ‪ .‬دبوس ‪ ،‬ظفر ‪.‬‬
‫ألكشوط (‪ : ) Graze‬السحجات الناتجة عن احتكاك مساحة واسعة من الجلد بسطح خشن ‪،‬‬
‫كاألرض الطريق اإلسفلت ‪ .‬وذلك أثناء السحل أو الجر ‪ ،‬كما في حوادث المرور ‪.‬‬
‫السحجة الطبعية (‪ : ) Imprint abrasion‬وهي السحجات الناتجة عن الصدمة العمودية ‪،‬أو‬
‫الضغط الشديد على الجلد كما يحدث عند الصدم أو المرور على الجسم‬
‫باإلطارات ‪ ،‬أو كالتي تحدث بحبل الشنق ‪.‬‬
‫فالسحجات من الناحية الجراحية التعني شيئا ‪،‬ولكن من وجهة النظر الطبية الشرعية لها دالالت هامة‪.‬‬

‫األهمية الطبية القضائية للسحجات (‪) Medicolegal importance‬‬


‫للسحجات أهمية بالغة ـ على الرغم من أنها التشكل خط ار على الحياة ـ من حيث تحديد نوعية األعتداء‬
‫أحياناً ‪ ،‬وتتلخص هذه األهمية في الصفات اآلتية‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـكلمة ( كشط ) وردت في القرآن ‪ :‬وإذا السماء كشطت ‪ .‬التكوير ‪ : .22‬أي قلعت كما يقلع السقف ويقال‬
‫الجلد المكشوط‪.‬‬
‫‪57‬‬

‫‪ . 2‬االتجاه (‪ : ) Direction‬ونحدد االتجاه بواسطة اصطدام الجسم ( األداة ) بجسم المصاب ‪،‬‬
‫فنالحظ القشرة الجلدية المنزوعة والتي توجد في النهاية البعيدة ‪،‬حيث ( مكان ) تجمع هذه القشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـور‬
‫( الجلد الظهار المتراكم ‪ ، )heaped epithelium‬وهي تحدد االتجاه وزاوية اإلصابة ‪.‬‬
‫وأفضل مثال لذلك ما يفعله النجار عند إستخدام ( الفأرة أوالمسحاج ) وكيفية‬
‫تج ّمع النشارة ‪ .‬والسحجة في الجلد تبدأ عميقة وتنتهي سطحية ‪ ،‬ولذا فالسحجات تساعد في تحديد اتجاه‬
‫ُ‬
‫القوة المستعملة ‪.‬‬
‫‪ .4‬الموقع (‪ : ) Site‬وموقع السحجة يعطي معلومات عن نوع الجريمة أو الحادث ‪:‬‬
‫فوجودها حول الفم ‪ ،‬يشير إلى إحتمال كتم النفس ‪ ،‬وحول العنق ‪ ،‬إلى أحد أنواع‬
‫االختناق ‪:‬خنق باليد ‪ .‬وفي منطقة الفخذين كمافي حالة االغتصاب ‪ .‬وقد نجدها في‬
‫حوادث المرور مقابل النتوءات العظمية البارزة (‪. ) bone prominence‬‬
‫ونجد السحجة ( الحواف المتسحجة ‪ ) abraded edges‬حول الجرح الرضي المفتوح‬
‫وهي داللة جيدة للتشخيص ‪.‬‬
‫كما نجد السحجة ( الطوق السحجي‪، abrasion collar‬أو ح ازم‬
‫اإلحتكاك‪ )abrasion ring‬حول فتحة جرح المدخل (‪ ) Entrance wound‬للمقذوف النار ‪.‬‬
‫‪.3‬الشكل (‪ : ) Shape‬وشكل السحجات يعطي إنطباعا لشكل الجسم المستعمل ‪ ،‬واألداة المسببة ‪،‬‬
‫فنجد السحجة الهاللية في األظافر القصيرة ‪ ،‬والمثلثة باألظافر الطويلة المستدقة ‪ ،‬وعند مرور المركبات‬
‫على الجسم ‪ ،‬نشاهد صورة اإلطار مطبوعة عليه ‪.‬‬
‫ونشاهد في الشنق صورة الحبل ‪ ،‬ولفاته وتموجات أليافه ‪ ،‬وقد نشاهد عضات اإلنسان‬
‫بصورة صفين منحنيين متقابلين وهو أكثر حدوثا بين اإلناث في مجتمعنا ‪ ،‬غير إنه يتم‬
‫أحيانا التجاوز إلى إحداث ‪ ،‬الكدمات ‪ ،‬والقطع ‪ ،‬والبتر كما يحدث لإلصبع واألذن ‪.‬‬
‫وقد أفرد عددا من المؤلفين موضوعا أو فصال خاصا تحت إسم ( عالمات العض ‪) bite marks‬‬
‫وقد تكون السحجات من ضمن الجروح األخرى عند كسر واقي السيارات الزجاجي( الفريم )‪.‬‬
‫والسحجات قد تحتو على أشياء صغيرة أو دقيقة كالتراب ‪ ،‬حصى ‪ ،‬فهي أجسام غريبة تساعد في‬
‫معرفة الموقع أو الشيء مثال ‪.‬‬
‫عمر السحجة وشفاؤها ‪:‬‬
‫تكون السحجة الحديثة بلون أحمر فاتح تنضح ( تنز ) بسائل مصلي أو مع‬
‫الدم ‪،‬ويجف في حوالي (‪ 24‬ـ ‪ 45‬ساعة ) ليعطي قشرة مصلية جافة داكنة (حمراء بنية )‬
‫في حوالي (‪ 4‬ـ ‪ 3‬أيام ) ‪ ،‬والقشرة عبارة عن ‪ :‬ظهارة ‪ ،‬مصل ‪ ،‬دم ‪.‬‬
‫وهي تشفى في حوالي [ ‪ 5‬ـ‪ ] 7‬أيام من الحواف الخارجية باتجاه المركز ‪ .‬وتسقط القشرة ويحدث الشفاء‬
‫التام والذ قد يصل إلى عشرة أيام وال تترك ندبة ‪.‬‬
‫‪58‬‬

‫هل السحجة قبل الوفاة أو بعد الوفاة ؟ ‪Antemortem or Postmortem‬‬


‫السحجات قبل الوفاة تكون بلون أحمر مع نضح السائل المصلي المدمى ‪ ،‬ويمكن أن تصاحب‬
‫الكدمات وتكون ذات قشرة حمراء بنية وترتفع قليال عن سطح الجلد مع وجود العالمات اإللتهابية ‪،‬أما‬
‫بعد الوفاة فتكون مصفرة شفافة لها لون ورقة البرد وداكنة ‪ ،‬علما بأن الكدمات تظهر بوضوح في اليوم‬
‫التالي للحي بينما السحجات تكون أكثر وضوحا في اليوم التالي للجسم الميت ولحل اإلشكال نلجأ إلى‬
‫الفحص المجهر ‪ .‬ففي التعفن يتسلخ الجلد ( كما يحدث عند وضع الوجه على الحجر ) وينتج عنه‬
‫ظهور وتعر سطح األدمة مع مظهر جاف بلون بني محمر يشابه إلى حد ما السحجة قبل الوفاة ‪.‬‬
‫هذا من جهة ومن جهة أخرى البد من تفريقها من تلك المحدثة بسبب قضم السمك ( تشكل أحد الجروح ‪،‬‬
‫ويتحدد ذلك بنوع السمك ‪ ،‬وكذلك مايحدث نتيجة احتكاك الجسم بالسطح الخشن في أماكن من البحر ‪،‬وقرب‬
‫الشاطئ ( أصداف ‪ ،‬حصى ‪ ..‬الخ ) مانسميه بالحشا ‪ ،‬كما في حاالت الغرق ‪ .‬أو قضم الحشرات ‪.‬‬

‫الكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدمـــــات‬
‫الكدمات ( ‪ ) Bruises or Contusions‬غير الجرح الرضي أو المتهتك ( ‪Contused or‬‬
‫كدمه يعني ‪ :‬عضه بأدنى فمه ‪ ،‬أو أثر فيه بحديدة ‪ .‬والكدمة ‪ :‬الوسم ‪،‬‬
‫‪َ . ) Lacerated wound‬‬
‫وهي في معاجم اللغة ـ كالقاموس المحيط ـ التوجد بالمعنى االصطالحي الطبي لها ‪.‬‬ ‫واألثرة ‪.‬‬
‫فتعرف بإنها النزف الناتج عن ( تمزق ) األوعية الدموية تحت(السطح) الجلد (غالبا) بسبب (شدة)‬
‫اإلصابة بجسم راض ‪ .‬والذ على إثر ذلك يتلون الجلد حسب لون الدم بالتدريج ‪.‬‬
‫فحسب التعريف الكدمات جرح غير مفتوح ‪ .‬وهي عالمة دالة على إصابة في معظم الحاالت‪.‬‬
‫فالكدمات تقع تحت سطح ؛ فقد تكون تحت جلد ( ‪ ، ) skin‬أوفي نسيج أو عضو تحته ‪ ،‬أوقد‬
‫تكون في سمحاق عظم (‪ ، ) periosteum‬أو غشاء غضروف (‪ ) perichondrium‬أو تحت‬
‫محفظةعضو (‪ )capsule of organ‬أو األغشية األخرى المخــــــــــــــــــــــاطية(‪) mucosa‬أو‬
‫المصلية(‪) serosa‬أو الباطنة (‪ ) Intima‬وهي كنتاج للشدة يمكن أن نجدها حيث يوجد دم ونسيج ‪.‬‬
‫فالكدمة عباره عن نزف ألي نسيج أو عضو تحت أي سطح أو غشاء أو غلف ( غير مفتوح )‬
‫بسبب قوة راضة ‪ .‬وتلك ما تنشأ عن طريق القوة والعنف ؛ غير أن هناك كدمات منشأها مرضي‬
‫‪:‬كالتهاب الشغاف (‪ ) pericarditis‬التجرثم (الخمج) الدمو بالسحائيات (‪،) meningococcemia‬‬
‫فر فرية الشيخوخة (‪ ،) senile purpura‬الصمامة الشحمية (‪ ) fat embolism‬والتسمم برابع كلوريد‬
‫الكاربون (‪. ) Ccl4‬واألساس في الكدمات إنها إستثناء في الجروح ( جلد مفتوح ) ‪ ،‬فالجلد في‬
‫الكدمات يجب أن يكون سليما( ‪ ، ) intact‬غير إن هذا ليس صحيحا دائما ‪ ،‬فكتعريف محض يجب‬
‫أن يكون كذلك وهي المثالية لوضوحها كالتي تحدث نتيجة الضرب بعصا ‪ ،‬غير أنها يمكن أن تصاحب‬
‫جروح أخرى مفتوحة ( ‪ ، )open wounds‬ولكن في موقع الجلد السليم أو المصاب بالسحجات ‪.‬‬
‫‪59‬‬

‫والنزف الناتج عن تمزق األوعية تحت الجلد والمؤد لظهور الكدمة يختلف في كميته حسب شدة‬
‫اإلصابة (الضربة) ‪ ،‬وموقعها ‪،‬وطبيعة النسيج ‪ ،‬والشخص المصاب ولو بنفس القوة ‪.‬‬
‫فاإلصابة ( اللكمة )في العين تختلف عنها في البطن ( فاألولى نسيجها رخو ) ‪ ،‬والكدمة في العين‬
‫إلنسان صحيح تختلف عن تلك في إنسان مريض بالنا عور[ النزف الوراثي ] أو (الهيموفيليا ) ‪.‬‬
‫لذا فالكدمات وموقعها وحجمها في الحاالت الطبية القضائية تحتاج الى عناية ودقة في الفحص ‪ .‬فمثال‬
‫في فروة الرأس قد تحتاج إلى حلق الرأس لنجد ما يدل عليها ‪ .‬وقد ال نشاهدها على الرغم من وجودها‬
‫في موقع أعمق ‪ ،‬وهنا قد يضطرنا ذلك إلى إعادة المعاينة مرة أخرى بعد ‪ 45‬ساعة فقد نشاهدها‬
‫بوضوح ‪.‬والنزف يكون غزي اًر عند جرح الفروة لسبب كثافة نسيجها الليفي (‪) dense fibrous tissue‬‬
‫وغ ازرة أوعيتها والكدمات وظهورها قد يلتبس بأنواع أخرى مرضية مثل ‪ :‬المصابين بأمراض ‪ ،‬تليف‬
‫الكبد ‪ ،‬الناعور أوالهيموفيليا ‪ ،‬وكذلك عند التداخالت واإلسعافات الطبية وزرق األبرفي مقدم المرفق أو‬
‫الصدر ‪.‬كذلك فالكدمة يجب االّ تلتبس بالزرقة الرمية ‪ ،‬فالكدمة قد تكون متورمة وبأ حجم وفي أ‬
‫موقع وال تتأثر بالضغط ‪ ،‬وألنها ناتجة عن نزف فهي خارج األوعية الدموية بعكس الزرقة ‪ ،‬لذا إذا ما‬
‫قمنا بالتبضيع نجد دماً متجلطاً ‪ ،‬وهناك عدد من الفروقات تستطيع مقارنتها بما ذكر‬
‫ـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪Ecchymosis: small haemorrhagic spots, larger than petechia , in the skin‬‬
‫‪or mucous membrane forming a nonelevated , round ,or‬‬
‫‪irregular blue or purplish patch.‬‬
‫‪Petechia: a minute red spot due to escape of a small amount of blood.‬‬

‫‪Purpura: agroup of disorders characterized by purplish or brownish red‬‬


‫‪discoloration ,easily visible through the epidermis, caused by‬‬
‫‪haemorrhage into the tissues.e.g: thrombocytopenic purpura.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫األهمية الطبية القضائية للكدمات‬
‫للكدمات أهمية في المساعدة بتحديد نوع االعتداء على ضوء المزايا واألوجه التي تتميز بها كاآلتي‪:‬‬
‫‪.2‬موقع الكدمة ‪ :‬قد نجدها أحيانا في الموقع المباشر لإلصابة وأحيانا تبعد عنها ‪ ،‬كما قد تفصح عن‬
‫نوع القوة المستعملة وموقع تسليطها ‪ .‬فقد قمت بالكشف على حالة وفاة ‪ ،‬كان سببها الضرب من قبل‬
‫أفضى إلى وفاة زوجته‪ .‬وقد شاهدت كدمات عديدة متداخلة على الظهر وأخرى في انحاء‬ ‫الزوج والذ‬
‫نفجار في الطحال‬
‫ا‬ ‫متفرقة من الجسم ‪ ،‬بأشكال طولية وباتجاهات مختلفة ‪ ،‬وعند التشريح كان وجدت ا‬
‫وتهتك في الكبد وتمزقات في الرئتين ‪ ،‬إضافة إلى إصابات أخرى ‪ ،‬وماينتج عن مثل هذه الحاالت من‬
‫نزيف أودى بحياتها ‪ .‬وقد تبعد الكدمة أحيانا عن موقع تسليط القوة أوالضربة ‪ ،‬ويتجمع الدم في موضع‬
‫آخر ‪ ،‬فقد نشاهدها في جفن العين بينما مكان تسليط القوة في الجبهة ‪ ،‬ويرجع ذلك إلى أن عضلة‬
‫الجبهة ليست عظمية المنشأ ‪ ،‬كما إنه ليس لها حاجز أمامي ‪ ،‬أضف إلى أن الجلد ال يحو الطبقة‬
‫‪60‬‬

‫الواضحة (‪ .) stratum lucidum‬كما قد يدلل وجودها حول األنف والفم إلى كتم النفس ‪ ،‬وحول‬
‫العنق إلى الخنق باليد مثال ‪ ،‬وفي الفخذين عند محاولة اغتصاب ‪ ،‬كذلك في الذراعين ‪.‬‬
‫ولقد شاهدت حالة لطفلة بعمر (‪ 22‬سنة ) على قيد الحياة ‪ ،‬فقد كان تقريبا معظم أنحاء جسمها فيه‬
‫كدمات وكان أكثر وضوحا نتيجة لون بشرتها البيضاء ‪ ،‬فقد قاومت مقاومة غير عادية ولم تستسلم‬
‫للمعتد بل ولم تمكنه من نفسها ‪ .‬ليس هذا فحسب بل كان جسم الجاني أيضا فيه من عالمات‬
‫المقاومة مالم نعهده في مثل هذه الحاالت‪.‬‬
‫‪ .4‬الشكل ‪ :‬قد يساعد الشكل على معرفة األداة المستعملة ‪ ،‬كالشكل المحدث بالعصا أو السوط ‪،‬أو‬
‫األظافر واألصابع ‪ ،‬فقد تحدث العصا خطين طوليين متكدمين متوازيين مع بقاء منطقة باهتة بينهما ‪،‬‬
‫بينما في السوط نجد إن نهاية الطرف المالمس للجسم قد يتجاوز إحداث الكدمة إلى جرح متمزق فقد‬
‫قمت بفحص حالة كانت لمتهم في قضية سرقة وعند وقوفه أمام القاضي ذكر إن اعترافه كان بسبب‬
‫اإلكراه ‪ ،‬وقد أحيل إلي للفحص ‪ ،‬وكان شابا في عمر (‪ )47‬سنة ‪ ،‬أسمر البشرة ‪ ،‬وقد شاهدت آثا ار‬
‫لندب شافية طولية الشكل‪،‬غير إني شاهدت جدره (‪ ) Keloid‬على الرغم من البشرة السمراء ‪ ،‬وهذا‬
‫يعني أنه يمكن وجودها وليس فقط في ذو البشرة السوداء ‪ .‬والكدمة بلونها في الجلد تحدث بعد خروج‬
‫الدم من األوعية ‪ ،‬ويكون لون الدم في البداية أحمر ثم أحمر مزرق ‪ ،‬ثم أزرق مسودأوبني في ‪ 5-4‬أيام‬
‫‪ ،‬وذلك بسبب الدم المؤكسد ثم المختزل ‪ .‬ثم يكون لونها أخضر في ‪ 7-4‬أيام ‪ ،‬بسبب وجود البليفردين‬
‫‪ ،‬ثم صفراء في (‪) 21 -2‬أيام بسبب وجود البيلوروبين ‪ ،‬وتشفى في مدة (‪ 4‬ـ ‪ ) 5‬أسابيع ‪.‬وقد تزول‬
‫وهي بنفس اللون كما في الملتحمة ‪.‬‬
‫وفي فترة تحلل الدم يتحلل خضاب الدم الهيموجلوبين (‪ ، ) Hb‬إلى هيماتويدين (‪) Haematoidin‬‬
‫وهو عبارة عن صبغة بللورية بدون حديد ‪ ،‬وهيموسدرين(‪ ) Haemosiderin‬حديد ( بني ) ‪ ،‬ثم إلى‬
‫بيلفردن (‪ Biliverdin‬أخضر) ‪ ،‬ثم إلى بيليروبين( ‪ ) Bilirubin‬وهو بلون أصفر ‪.‬‬

‫هل الكدمات قبل أو بعد الوفاة ؟‬


‫قد يحدث بعد الوفاة كما في الشنق وفي أماكن نزول الدم بحسب الجاذبية أن تنتفخ (تمتلئ ) األوعية وتنفجر‬
‫وتعطي مظه ار كالكدمات ‪.‬والكدمات قبل الوفاة يميزها تجلط وتخثر الدم في االنسجة وتغير لونها‪ .‬غير أنه يجب‬
‫اإلشارة إلى أن الكثير ال يشيرون إلى أن منشأها غير الحيو فهي ليست كدمات ألنها غير حيوية ‪ .‬أما في‬
‫األجسام المتعفنة فيتحلل الدم ( أنظر التعفن) وتتجمع الغازات في األوعية ويعطي شكل الخارطة (‪) Marbling‬‬
‫ثم تنفجر ويخرج الدم إلى النسيج ويصبغه بلون بني محمر ‪ ،‬وهذا أما يكبر أو يضخم الكدمة السابقة أو يطمسها‬
‫ومن مضاعفات جروح الكدمات ‪ :‬الموت سبب الصدمة األولية عصبية المنشأ ‪ .‬و النهي العصبي‬
‫وااللتهاب الخمجي العفن ‪.‬‬
‫‪61‬‬

‫الجـــــــــــــــــــــــــــــــــروح الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرضية‬
‫[‪] Lacerated or Contused Wound‬‬
‫( المتهتكة أو التمزقية )‬
‫وهي جروح مفتوحة تمزق كامل طبقات الجلد ‪ ،‬وقد تصل إلى األنسجة ( واألعضاء ) تحته نتيجة‬
‫اضه ‪.‬‬
‫اإلصابة بجسم ذ طبيعة ر ّ‬
‫الرضي ينتج عن وسيلة وأداة راضه أو ذات سطح كليل ‪ ،‬كالعصا والحجر وقضيب الحديد‬ ‫فالجرح‬
‫ّ ّ‬
‫ومؤخرة الفأس وقبضة اليد واألرض والطريق المسفلت ‪ .‬أو أداة ذات طبيعة رضية قطعية‬
‫( كأدوات القطع الثقيلة ‪ ،‬فأس ‪ ،‬ساطور ) ‪ ،‬فهي ـ غالبا ـ نتيجة كل ما هو غير حاد ‪.‬فقد يحدث‬
‫نتيجة السقوط أو الشجار أو في حوادث المرور ‪ ،‬فهي نتيجة اعتداء أو سبب جنائي(‪) Homicide‬أو‬
‫بسبب عرضي (‪. ) Accidental‬والجرح الناتج عن مثل هذه الحوادث ذو طبيعة وصفات تشخيصية‬
‫دالة ‪ .‬فهو ‪ :‬جرح مفتوح ( أحدث شقاً في النسيج ) ‪ ،‬ونزيفا ‪ ،‬كما أن حوافه غير منتظمة ( ومتعددة ) ‪،‬‬
‫وفي قاعه أنسجة تسمى الجسور النسيجية (‪ ) Tissue bridges‬تصل حواف الجرح بمكان وجودها‬
‫مانعة التباعد وإحداث الفرجة (‪ ، ) Gaping‬كما أن حواف الجرح متسحجة ومتكدمة ‪ ،‬وهذا التسحج‬
‫عالمة تشخيصية للجرح الرضي ‪ ،‬مرجحة لألداة الراضة ‪ ،‬مقصية لألداة الحادة ‪.‬والنزف غير الغزير‬
‫سببه السحق أو الهرس لألنسجة واألوعية وهو الذ يؤد إلى تكدم الحواف ‪.‬والجرح الرضي وشكله‬
‫الذ يظهر عليه ‪ ،‬والتغييرات المحدثة ؛ يعتمد ( أ الشكل )على إتجاه القوة المستعملة والتي يمكن‬
‫تكون ما يسمى بالشلف أو الرف‬
‫تحديدها من خالل هذه الصفات ‪ .‬فالضربة المائلة (حادة ) قد ّ‬
‫(‪ ، ) shelving‬نتيجة التوتر وهو في الجانب المقابل للضربة ‪.‬‬
‫و قد تؤد حوادث المرور ودهس أو دعس السيارات إلى سحق األنسجة وهرسها ؛ وإذا ما حدث‬
‫دوران إلطار السيارة قد يحدث تسلخ الجلد ونزعه ‪ degloving‬على طول مساحة العضلة وهو ما‬
‫يسمى بنزع النسيج ( ‪) Avulsion‬نتيجة الصدمة المستعرضة ‪.‬‬

‫التمزق في فروة الرأس عند صدمها باتجاه عمود ‪ ،‬أو توترها فيتكون جرح رضي‬
‫كما قد يحدث ّ‬
‫يشبه الجرح القطعي عند النظر بالعين المجردة ‪ ،‬وهو مايخطىء فيه كثير من األطباء عند تشخيصهم‬
‫لهذا الجرح فغالب ًا ما يشخص "جرح قطعي" ويمكن مالحظة حواف الجرح بالعدسة المكبرة عند‬
‫االشتباه‪.‬ونشاهد الجروح الرضية ـ أحياناً ـ أثناء رياضة المالكمة على الحاجب وقد يحمل الجرح الرضي‬
‫أجساماً غريبة يجب فحصها بدقة ألهميتها عند ضبط األدلة ‪.‬وحينما تكون هذه الجروح في األحياء فإنها‬
‫تحتاج إلى إسعاف بتنظيفها نظ اًر التساخها ـ وقص األنسجة غير الحيوية (‪) devitalized tissue‬‬
‫ألنها وسط مناسب للتعفن ونمو البكتيريا (التيتانوس) والغر غرينا لذلك تحتاج إلى التدخل الجراحي‬
‫الثانو ‪.‬‬
‫‪62‬‬

‫الجــــــــــــــــروح القطعيــــــــــــــــــة‬
‫‪Cut or Incised wounds‬‬
‫هي الجروح في الجلد واألنسجة التي تحت الجلد والناتجة عن قطع جسم صلب ذ حافة حادة‬
‫أويمتاز بصفة القطع وتفريقه لألنسجة ‪.‬‬
‫والجرح القطعي تحدثه أدوات الحصر لها كالسكين ‪ ،‬والموس ‪ ،‬والزجاج ‪ ،‬والجن ــابي (ج‪:‬جنبية ) ‪،‬‬
‫اف الورق وهي تحدث إما بسبب جنائي أو عرضي أو إنتحار ‪.‬‬
‫وكذلك حو ّ‬
‫وللجروح مميزات (صفات ) فهي منتظمة الحواف وقد التصاحبها سحجات في معظم األحيان ‪ ،‬كما أنها‬
‫تنزف بغ ازرة ‪ ،‬نظيفة ‪ ،‬كما قد نجد تباعد حوافها (‪ ) Gaping‬خاصة إذا كان القطع‪.‬‬
‫متعامدا مع األلياف ‪ ،‬وقد نجد استم اررية القطع في ثنيات الجلد ‪ .‬والجرح القطعي قد يكون سطحيا وقد‬
‫يكون عميقا كما أنه في مساره يبدأ عميقا لينتهي سطحيا في الجلد عند نهايته مكونا ما يسمى بالتذييل‬
‫وتلعب مطاطية الجلد وانكماشه دو ار في‬ ‫(‪ ) Tailing off‬وهذا المسار يحدد اتجاه الجرح القطعي ‪.‬‬
‫شكل الجرح الذ يبدو مغزليا (‪ ) Spindle‬بحواف قلباء (‪ ، ) eversion‬وهذا التباعد يعطي عرضا‬
‫أكبر من عرض األداة المستعملة (النصل مثال) لذا فطول الجرح أو عرضه ال يشكل عالقة مع طول أو‬
‫عرض األداة المستعملة ‪.‬وإذا كان القطع قد أحدث بطريقة مائلة فإن حافة الجرح (الجلد ) المكونة زاوية‬
‫حادة مع الجسم القاطع (النصل ) ‪ ،‬أسفله ؛ تعطي ما يسـمى بالشطــــف ( ‪ ، ) Beveling‬وهو‬
‫استواء الحافة ‪ ،‬كما أن الحافة األخرى المقابلة تعطي زائدة أو لسان بعد القطع ‪.‬والجرح القطعي قد‬
‫يصاحب جروح ًا أخرى ‪ ،‬سحجات ‪ ،‬كدمات ‪ ،‬جروحأً رضية ‪ ،‬كما يحدث في حوادث السيارات وكسور‬
‫الزجاجات وإحداث جروح رضية وقطعية وسحجات مختلفة ‪ ،‬ومجتمعة في الوجه تعطي ما يسمى‬
‫بشكل أرجل الطائر ( ‪ ، )bird’s feet‬أو مصاحب الجرح الرضي كما يحدث عند استخدام أدوات‬
‫ويلعب موقع الجرح وحجمه دو ار في تفسير ظرف‬ ‫القطع الثقيلة ذات الطبيعة الرضية القطعية ‪.‬‬
‫الحادث ‪.‬فهناك الجروح العرضية من األصابات اليومية المختلفة وهناك الجنائية في قطوع الرقبة ( ‪cut‬‬
‫‪ ) throat‬والتي البد فيها من تفريق الظرف الجنائي عن االنتحار وباستعمال اليد اليمنى أو اليد‬
‫اليسرى‪ .‬وهناك الجروح االنتحارية في الرسـغ ( الجروح الترددية ) ‪ ،‬والجروح المصطنعة لدوافع مختلفة ‪.‬‬
‫هل الجرح قبل أو بعد الوفاة ؟‬
‫ولإلجابة عن ذلك أقول إنه أحيانا ـ بعد معاينة عدد من الجروح ـ إنه أحيانا من منظر الجرح ترى‬
‫إن هناك فرقا فلقد شبهت ذلك بـ ‪:‬جرح حي في ميت ‪ ،‬وجرح ميت في ميت ‪.‬‬
‫غير أنه يجب مالحظة تفاعالت حيوية الجرح كاآلتي ‪ :‬يكون متورم الحواف ‪ ،‬قد صاحبه نزف وتخثر‬
‫الدم وتخلله في األنسجة ‪ .‬وإذا كانت الفترة التي مضت كافية لظهور عالمات االلتهاب كالتقيح أو‬
‫االلتئام قبل الوفاة فإننا نجدها ‪ ،‬وعلى العكس من ذلك يكون الجرح غير الحيو ‪ .‬وعند االشتباه‬
‫واإلشكال نلجأ للفحص النسيجي المرضي ‪.‬وإذا ماشفي الجرح فأنه ِّ‬
‫يكون ندبة خطية حسب الجرح‬
‫ّ‬
‫المحدث ‪.‬‬
‫‪63‬‬

‫الجــروح الطعنيـة(‪) Stab wounds‬‬


‫وهي عبارة عن جروح نافذة في الجسم نتيجة جسم صلب حاد له ذروة مدببة في معظم اآلحيان ‪.‬وقد‬
‫يكون النفاذ إلى تجويف الجسم ‪ ،‬وقد يخترق من جهة لينفذ ويخرج من الطرف األخر ‪ ،‬وهو ما أسموه‬
‫الثقب الخاللي أو المشكوك ‪.‬‬
‫واألجسام المحدثة لهذا النوع من الجروح عديدة مثل ‪ :‬الجنبية‪ ،‬السكين ‪،‬المقص ‪،‬المسمار ‪،‬المبرد‬
‫‪،‬قضيب الحديد ‪،‬عود الخشب ‪ .‬فبعض األجسام كالسكين والجنبيه ( السالح التقليد في اليمن ) لها‬
‫خاصية الوخز والقطع ‪ ،‬وبالتالي قد نجد شكل الجرح القطعي على سطح الجلد‬
‫فالجرح الطعني عميق ويشكل خطورة لنفاذة وإصابة األعضاء في التجاويف ‪ ،‬وقد يصاحب الجرح‬
‫الطعني سحجات نتيجة الطرف الكليل (‪ ) blunt edge‬أو المقبض (‪ ، ) hilt‬أو نضاب الخنجر أو‬
‫السيف ‪ .‬ويعتمد شكل الجرح على نوع األداة وحجمها وطريقة استعمالها ‪ ،‬فقد نجد أن السكين ذات‬
‫الحافة الحادة والحرف الكليل تقود الى إحداث جرح ذ زاوية حادة يعطي شكل المثلث أو اإلسفين ‪،‬‬
‫أو جرح ذو زاويتين حادتين أحيانا ‪ .‬كما تقود عملية إعادة الطعن (‪ ) rethrusting‬إلى تكوين ثلمة‬
‫(‪ ، ) notch‬بين الجرح المتفرع بشكل حرف (‪ ) Y‬باإلنجليزية تقريبا ‪ ،‬أو عدد ( سبعة ) بالعربية وهو‬
‫ما يسمى بذيل السمكة (‪. ) Fish tail‬والسكين ذو حافتين حادتين يعطي شكال هالليا (‪. ) elliptical‬‬
‫كما قد يعطي المسمار ذو الذروة الشكل النجمي (‪ ) Satellite‬أو البيضو (‪. ) oval‬‬
‫كما قد يعطي الجسم الصلب ذو المقطع المربع شكال صليبيا (‪ ) Cruciate‬ـ شق مع سحج‬
‫الحواف ـ وقد يختلف ذلك في حالة ما إذا كان الجسم المربع مجوفا حادا ‪ ،‬عنه إذا كان مصمتا ‪ ،‬وليس‬
‫كما تذكر بعض المراجع ‪ .‬وقد يعطي المقص الشكل المربع أو المعين ‪ .‬وهذه األدوات قد تعطي هذه‬
‫األشكال النسبية بوضوح أكثر كلما كان حجمها أكبر ‪ ،‬أو وصلت إلى األعضاء والغضاريف ‪ .‬مع‬
‫األخذ بعين االعتبار أن اإلنسان جسم حي يتفاعل بردود أفعال مختلفة‪ .‬وال يتطابق أو يساعد دائما طول‬
‫الجرح ( القطع على سطح الجلد أو المسافة بين زواياه ) على تحديد عرض الجزء النافذ من األداة‬
‫(السكين ) في الجسم ‪،‬إذا ما أخذنا في االعتبار مطاطية الجلد ‪ .‬كذلك فإن عرض الجرح (المسافة بين‬
‫حوافه) ال يتطابق مع سمك السالح(عرض حافته الكليلة ‪ ،‬أو أقصى عرض لمقطعه) ‪ ،‬فنتيجة‬
‫مطاطية الجلد وانكماشه تتباعد حواف الجرح ويعطي الفرجة (‪ ، ) gaping‬وتزداد هذه عندما يكون‬
‫القطع متعامدا مع طول األلياف للعضالت ‪ ،‬لذلك نحاول تقريبها عند القياس ‪.‬ألقصى البعدين ‪.‬‬
‫أما طول السكين(النصل) فهو ما يحدث عمق الجرح أو الجزء الغائر في الجسم وهو أيضا ليس شرطا‬
‫أن يتساوى ؛ فنصل قصير بضغط شديد عند الطعن قد يقود إلى أحداث جرح عمقه ضعف النصل‬
‫نتيجة مرونة جسم األنسان وقابليته لإلنضغاط ‪ ،‬وهذا هام للطبيب عند إعداد وكتابة التقرير ‪ .‬نستثني‬
‫من ذلك الجزء المغروز في الغضروف أو األعضاء الصلبة ‪.‬‬
‫والجروح الطعنية ‪ ،‬جنائية بالدرجة األولى ‪ ،‬وفي اليمن فإن الطعن بالجنبية أكثر من أ سالح أبيض‬
‫آخر ‪ ،‬ثم العرضية ‪ ،‬ويندر أن تكون انتحارية ‪.‬‬
‫‪64‬‬

‫الجـــــــــــــــــــــــــــــــروح التـردديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫(‪) Hesitating , Preliminary wounds‬‬
‫وهي جروح قطعية سطحية قد يحدثها المنتحر قبل أختيار موقع القطع األكبر ‪ ،‬فقد تكون هذه الجروح‬
‫في الرسغ ثم يتبعها القطع األكبر في الرسغ أيضا ‪ ،‬أو قد يختار المنتحر موقعا آخر وطريقة أخرى‬
‫‪ ،‬أو بجرح قطعي آخرأو بالغرق …‪.‬الخ‪.‬‬ ‫لالنتحار كاستعمال السالح النار‬
‫وقد تكون هذه الجروح الترددية في الرقبة قبل إحداث قطع في الرقبة ‪.‬‬
‫وهذه الجروح تدلل على التردد واإلحجام قبل اإلقدام على خطوة الموت النهائية ‪.‬‬
‫______________________________________________________________‬
‫‪ penetrating & perforating‬لها نفس المعنى بالعربية ( نفذ ‪ ،‬نفاذاً ) ‪ ،‬و (‪)transfixing‬‬
‫تعني المشكوك أو الخاللي‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الجـــروح المفتعلة ( المصطنعة )‬


‫(‪) Fabricated wounds‬‬
‫وهي ما يحدثها الشخص بنفسه أو بمساعدة آخرين إما لغرض التمويه ‪ ،‬أو بهدف وضع آخرين في‬
‫تهمة أو إشكال ‪ ،‬أو هروبا من مهمة أو عمل أو واجب ‪ .‬على أن بعضها تكاد تصل إلى درجة تواز‬
‫اإلدعاء أو تكاد ‪ .‬ولعل قصة قصير أبن سعيد عالمة في تاريخ هذا الجرح فمن ضرب بالسياط على‬
‫الظهر إلى جدع األنف ولهذا قالت العرب ‪ ( :‬من أجل أمر جدع قصير أنفه )‪. 2‬‬
‫فقد يطلق شخص النار على نفسه ( في موقع غير مميت ) إلدعاء المقاومة والدفاع عن النفس أو‬
‫للهروب من معركة ‪ ،‬وكذلك يحدثها الشخص بنفسه للهروب من تهمة كتهمة األغتصاب ‪.‬‬
‫وقد بلغت هذه االدعاءات الكيدية حد االرتماء والسقوط من علو بهدف التعويض ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ‬
‫أق أر هذه القصة في ‪ :‬مجمع األمثال للميداني ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ‬

‫الجـــروح ( الدفاعية )الكفاحية‬


‫(‪) Defence wounds‬‬
‫صد المعتد أو‬
‫وهي جروح المقاومة والتي تحدث في المعتدى عليه ( من أي نوع ) بعد محاولته ّ‬
‫منعه من إحداثها ‪ .‬وغالبا ما تحدث في راحة اليدين أو في الذراع أو في أ موقع آخر عندما يغير‬
‫مسار واتجاه األداة ‪.‬ولقد قمت بالكشف على حالة دافع فيها الضحية قبل موته وكانت جروح قطعية‬
‫عديدة في راحتي يديه ‪.‬وكذلك شاهدت جروحا لمقذوفات نارية في راحة اليدين لمقتول قبل أن يقتل ‪،‬‬
‫وهي جروح دفاعية ‪ .‬كما شاهدت جرحا لرجل كان على قيد الحياة ‪ ،‬وكان هذا الجرح الشافي لمقذوف‬
‫‪65‬‬

‫نار في منتصف الجانب الوحشي للساق اليمنى بعد عملية دفع فوهة بندقية وجهت اله بهدف قتله‬
‫‪.‬وعلى الرغم من أن المراجع ال تتعامل مع هذه الجروح وإمكانية إحداثهاـ إال ما ندر ـ كجروح دفاعية ‪،‬‬
‫إال أنني قد شاهدت حاالت مصابة بهذا النوع من الجروح ‪.‬‬

‫جـــــروح األسـلحة النــارية‬


‫‪Firearm Iniuries‬‬
‫هي نوع آخر من أنواع الجروح ‪ ،‬وتعرف بأنها إصابات أو أضرار نسجية محدثة بمقذوفات‬
‫معدنية وأحيانا نادرة غير معدنية مطلقة من أجهزة ( ‪) Apparatus‬مصممة لإلطالق تعرف‬
‫باألسلحة النارية ‪ .‬وإصابات األسلحة النارية كثيرة في بالدنا وتواجه أطباء الجراحة والعظام عند‬
‫العالج ‪ ،‬كما تواجه الطبيب الشرعي عند إجراءات التشريح بعد الوفاة ‪.‬‬
‫واألسلحة النارية والتعامل معها له مجال وعلم مستقل يعرف بعلم المقذوفات [‪ ،] Ballistics‬ولكن‬
‫معرفة بعض األجزاء في األسلحة ومكوناتها ‪،‬وعملية إطالقها ضرورة لنفهم األثر المحدث الناتج‬
‫عنها‪.‬ورغم تعدد األسلحة ‪ ،‬فقد بني تصنيفها على أساس السبطانة أو الماسورة (‪ : ) Barrel‬وهي‬
‫أنبوب معدني له فوهة أمامية (‪، ) muzzle‬وحجرة في الخلف أوسع قط ار من التجويف السبطاني ‪.‬‬
‫والعتاد ‪ :‬نعني به المقذوف (الرصاصة) (‪ ) Bullet‬إضافة إلى الظرف الفارغ ( الخرطوش أو‬
‫الخشرة ) (‪. ) Cartridge‬واألسلحة نوعان ‪ .2:‬األسلحة طويلة السبطانة ‪،‬مثل الرشاشات ‪.‬‬
‫‪ .4‬األسلحة قصيرة السبطانة مثل الفرود والمسد سات ( ‪ .) Pistol and Revolver‬أو تصنف‬
‫األسلحة أيضا بناءأ على خاصية تجويف السبطانة ‪ ،‬فهي ‪:‬إما ملساء (‪ ) Smooth‬مثل بنادق الصيد‬
‫‪.‬أو محلزنة أو مخشخنة (‪ ) Rifling‬مثل الرشاشات والمسدسات والفرود ‪ .‬وإذا أخذنا مقطعا عرضيا‬
‫في السبطانة ‪ ،‬وجدنا حلزنة عبارة عن ‪ :‬أخاديد (‪ ) Grooves‬محفورة في بطانة السبطانة بشكل‬
‫حلزوني منتظم يتجه من اليمين إلى اليسار ‪ ،‬وكذلك نجد سدودا (‪ ) Lands‬ويكون عدد األخاديد‬
‫يساو عدد السدود ‪.‬والسدود ‪:‬هي االرتفاعات مابين األخاديد في بطانة السبطانة ‪ .‬والغرض من‬
‫الحلزنة هو إحكام غلق الفجوات مابين السبطانة والمقذوف ‪ ،‬ومنع تسرب الغازات ‪ ،‬ولتعطي دفعا أقوى‬
‫وبالتالي سرعة أعلى إضافة إلى دوران(‪ ) Spinning‬الطلقة عبر حركتها المدوارية (‪) Gyroscopic‬‬
‫فيعطيها استقامة في السير (‪ .) Trajectory‬واألسلحة ذات السبطانة الملساء مثل البن ـ ـ ـ ـ ـادق الخردقية‬
‫( بنادق الصيد ) هي إما محسنة (‪ ) Improved‬أو نصف مختنقة (‪ ) Half choke‬أو تامة‬
‫اإلختناق ( ‪ ، )Full Choked‬وكلما كانت االسبطانة طويلة ومحلزنة تكون السرعة الفوهية ( سرعة‬
‫المقذوف عند خروجه ) في المقذوف أكبر ‪ .‬وتتأثر السرعة الفوهية بعوامل عدة كالجسم المالمس مثال ‪.‬‬
‫‪66‬‬

‫قطر السبطانة (‪ : ) Calibre‬هو المسافة بين كل سدين متقابلين بالمليمتر في المحلزنة ‪ ،‬وبأجزاء‬
‫العقدة أوالبوصة في غير المحلزنة ‪.‬والقطر يمثل العيار لعتاد السالح ‪ ،‬فقطر سالح الكالشنكوف‬
‫(اآللي) ‪ 76.4‬مم ‪ ،‬وقطر مسدس المكروف ‪9‬مم‪ ،‬وكلما زاد العيار ووسع القطر قلت السرعة الفوهية ‪.‬‬

‫العتاد الحي( ‪ : ) Living cartridge‬ويتكون من المقذوف والخرطوشة والبارود ‪.‬‬


‫أ‪ -‬المقذوف(الرصاصة) ‪:‬معدن رصاصي يحاط بدرع معدني (‪ ) Jacket‬من النحاس (‪ ) Copper‬أو‬
‫النيكل (‪ . ) Nickle‬والمقذوف أكبر قط ار من التجويف السبطاني المحلزن لمنع تسرب الغاز ؛ مما‬
‫يكسب المقذوف دفعا أقوى وسرعة أكبر ومدى أبعد وتأثي ار أمضى ‪ ،‬وتترك الحلزنة طبعا (عالمة) على‬
‫الجزء األسطواني بحيث يمكن تمييز السالح ( بصمة السالح) ‪.‬‬
‫ب ‪-‬الظرف ‪ :‬عبارة عن أسطوانة معدنية مفتوحة في قسمها العلو قاعدتها فيها الكبسولة‬
‫( ‪ )capsule‬وتوجد في قاعدة الظرف ‪ ،‬أما حافة أو بروز (‪ ) Rim‬لتثبيته في حجرة‬
‫الطلقة أو لإلمساك للقذف به آليا أو تلقائيا ‪.‬‬
‫أو يوجد تخصر أخدوديا (‪ ) Groove‬حلقيا واضحا ‪ ،‬يكون فوق القاعدة مباشرة ليمسك به اللقاف‬
‫‪.‬وتترك اإلبرة ‪..‬واللقاف تأثيرات على الكبسولة وعلى الظرف إضافة إلى‬
‫تأثير الحلزنة على الظرف ‪.‬‬
‫ج _الكبسولة ‪ :‬هي عبارة عن وعاء مصنوع من معدن لين يوضع في منتصف قاعدة الظرف ويحو‬
‫على المادة المتفجرة ‪ .‬وقد كانت تصنع هذه المادة من فلمنات الزئبق ‪ ،‬أزيد الرصاص ‪ ،‬نترات‬
‫البوتاسيوم ‪ .‬كما يصنع اآلن من أكسيد الرصاص ونترات الباريوم وكبريتيد األثمد …الخ ‪.‬ويحتو‬
‫الوعاء المعدني على قنيوات (‪ ) Cannules‬وفتحة أو فتحتين الغرض منها سنح المجال للهب االنفجار‬
‫(عند تفجير محتويات الكبسولة بإبرة الطارق ) إلشعال البارود ‪.‬‬
‫د ـ البارود ‪ :‬وهو المادة التي عند إحتراقها تولد الغازات الكفيلة لدفع المقذوف بسرعة إلى‬
‫األمام ‪ .‬وهو نوعين ‪ :‬البارود األسود أو الدخاني (‪.) Black or smoke‬‬
‫أو البارود الالدخـ ـ ــاني(‪. ) Smokeless‬‬
‫‪67‬‬

‫ويتكون الالدخاني ‪ :‬من نتروسليلوز ونتروجلسرين ‪ ،‬وهو بلون رماد ‪ ،‬وبعد خلطه يوضع على هيئة‬
‫قشور ونصف كرات أو اسطوانات دقيقة ليعطي الجرام الواحد ( ‪ 2111‬سم‪.) 3‬‬
‫من غازات الهيدروجين والنتروجين وأول أكسيد الكاربون وثاني أكسيد الكار بون‬
‫وهو أكثر شيوعا ‪.‬‬
‫إما الدخاني ‪ :‬فهو خليط من نترات البوتاسيوم (ملح البارود ) وكبريت وفحم (كاربون )‬
‫ليعطي الجرام الواحد( ‪ 311– 411‬سم‪ ) 3‬من الغازات المذكورة سابقا‬
‫إضافة إلى كبريتيد الهيدروجين والكاربون ‪.‬‬
‫‪68‬‬

‫آلية اإلطالق ‪:‬‬


‫عند الضغط على الزناد يؤثر على الطارق فيرفعه حتى يفلت ح ار ليرتد ويدفع اإلبرة فتثقب‬
‫الكبسولة وتفجرها محدثة شر اًر يمر عبر الثقوب ليشعل البارود وتتكون الغازات بذلك الحجم وألن‬
‫الضغط يولد انفجا ار ‪ .‬فمكونات العتاد لها مخلفات ونتائج عند اإلطالق تؤدي إلى إحداث أثر في‬
‫الهدف‪ .‬وانطالقها ومدى تأثيرها يعتمد على كتلتها فأولها المقذوف وآخرها الغازات على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫مقذوف (‪ ، ) Bullet‬بارود غير محترق (‪ ،) Unburnt particle‬بارود جزئي اإلحتراق( ‪Partial‬‬
‫‪ ، ) burnt particle‬كاربون (‪ ،) Carbon‬لهب (‪ ،) Flame‬غازات (‪. ) Gases‬‬

‫فالمــــقذوف ‪ :‬يحدث مدخال (‪ ) Entrance or Inlet‬به فقد في النسيج (‪) Loss of substance‬‬
‫وطوق سحجي أو حزام االحتكاك (‪ )abrasion Collar‬والمسحة الرصاصية ( الحلقة الوسخية ) ‪.‬‬
‫والبارود المحترق ‪ :‬يحدث اسوداد ( ‪. ) Carbonization or blackening‬‬
‫والبارود عديم اإلحتراق ‪ :‬يحدث وشما ( ‪ ) Tattooing‬في الجلد ‪.‬‬
‫والبارود جزئي االحتراق ‪ :‬يحدث حروقا في الجلد ‪.‬‬
‫واللهب ‪ :‬يحدث حروقا في الجلد ‪ ،‬والغازات ‪ :‬تحدث لفحا ـ حرقا ـ قد يكون متصلبا ‪.‬‬
‫لذا فتأثيرها يعتمد على المسافة قربا أو بعدا ‪ ،‬وظهورها يعتمد على كتلتها ‪ ،‬فمتىماوجدنا تأثير ذ‬
‫المسافة األقرب البد أن نجد الذ يليه وهكذا يختفي بالترتيب ‪.‬‬
‫وحددت لهذه التأثيرات على الهدف مسافات محددة لنوع السالح ‪ ،‬فمثال سالح نوع كالشنكوف مدى‬
‫مقذوفه القاتل يصل إلى ‪ 411‬متر ‪ ،‬والبارود غير المحترق ‪ 91-41‬سم والكر بون ‪ 41-21‬سم‬
‫واللهب ‪21‬سم والغازات عدة سنتمترات ‪ ،‬حسب نوع السالح قصير أو طويل المأسورة ‪ ،‬وتتغير‬
‫المسافات بأنواع أخرى‪ .‬وسرعة المقذوف عند الخروج من الفوهة حوالي ‪ 3111‬قدم‪/‬الثانية وتدور حوالي‬
‫‪ 3111‬دورة في الثانية‪ .‬ويعتقد البعض إن هذه المسافات ثابتة وتحديدها ثابت وهي نسبية حتى لنوع‬
‫السالح ‪ ،‬والطريقة الصحيحة هي تجريب السالح المحدث للجرح ‪.‬‬
‫ويسأل الطبيب الشرعي عادة من قبل المحققين بأسئلة عديدة مثل ‪:‬‬
‫‪ .2‬هل اإلصابة بمقذوف نار ؟‪.4 .‬ماه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي مسافـــة اإلطالق ؟ ‪.‬‬
‫‪3‬ماهو اتــــــــــــــــــــجاه اإلط ــالق ؟‪ .5 .‬ماهو ســــــــــــــــــــــــــبب الوفـ ــاة ؟ ‪.‬‬
‫‪ 4‬ما هو ظـــــــــــــــــــــــــرف الوفاة ؟ ‪.‬‬
‫إما السؤال األول ‪ ،‬فيستدل عليه من مظهر الجرح في الجسم ( سطح الجلد ) وصفته وما يصاحبه‬
‫من عالمات مختلفه تحددها مسافة اإلطالق ‪ ،‬فهناك جرح مالمس (‪ ، ) Contact‬وجرح قريب(‪)Near‬‬
‫أوقريب من التماس (‪ ) Close‬وجرح بعيد (‪.) Distant‬‬
‫‪69‬‬

‫وهناك جرح قريب مع عالمات قرب إطالق النار‪ ،‬وجرح قريب بنفس المسافة بدون هذه العالمات وذلك‬
‫بسبب حاجز ‪.‬كما إن في المسافة لإلطالق هناك تقسيمات عديدة نتبع نحن التالي ‪ :‬بتماس ‪ ،‬أو جرح‬
‫مع عالمات قرب إطالق النار ‪ ،‬وبدون عالمات قرب إطالق النار‬
‫وشكل الجرح وتشخيصه ال يعتمد فقط على المسافة ‪،‬ولكن على موقع اإلصابة في الجسم ‪ ،‬ففي‬
‫المنطقة الشحمية يختلف عنه في العظم ‪ .‬وهناك فرق بين تماس في البطن وتماس في الجمجمة ‪،‬‬
‫وتماس مع الضغط(‪ )Firm contact‬وتماس بدون ضغط(‪( loose contact‬ففي البطن نجد ما يسمى‬
‫بالفتحة المنجمية أو الوسخية ‪ .‬فجميع مخلفات اإلطالق تكون في مسار الجرح مع تغيير لون النسيج‬
‫بلون وردي نتيجة غاز أول أكسيد الكربون ‪ .‬في الجمجمة (الجبهة ) نجد الشكل النجمي (‪) Satellite‬‬
‫أو الصليبي (‪ ) cruciate‬ـ في الجلد ـ كما نجد الشطف( ‪ ) Beveling‬في العظم ‪ .‬والشطف عبارة‬
‫عن مخروط ناقص ذروته مدخل المقذوف وقاعدته مخرج المقذوف ‪ ،‬إضافة إلى المخلفات األخرى ‪.‬‬
‫وهذا يحدث عندما تكون اإلصابة بطلقة ‪ ،‬وعندما يكون هذا التماس ضاغطا نجد عالمة فوهة السالح‬
‫مطبوعة (عالمة الختم ) ‪ ،‬ففي الشكل النجمي وعند تقريب حواف الجرح نشاهد الطوق السحجي المتكدم‬
‫ونرى فتحة الدخول تخترق هذه الدائرة‪.‬ولكن في حاالت اإلطالق السريع (التلقائي ) كما يحدث ببندقية‬
‫الكالشنكوف وبتماس يحدث الكسر اإلنفجار نتيجة الفعل العصفي للغازات مما يؤد إلى خروج مادة‬
‫الدماغ وهو ما يعرف بجرح كراو نلين ‪.‬‬

‫الشطف في عظم الجمجمة ومايسمى بالمخروط الناقص قاعدته مخرج المقذوف (الجمجمة المكنملة العظم )وإلى يسارها الجرح‬
‫النجمي‪ .‬والصورة التي تحمل الحرف(‪ )a‬مدخل المقذوف والحرف (‪ )b‬مخرج المقذوف ( شطف)‪.‬‬
‫‪70‬‬

‫كما أن شكل الجرح يتشكل بالعوامل التالية ‪ ،‬ويرتبط بها ‪:‬ـ يرتبط بالمسافة ‪ ،‬وإتجاه اإلطالق ‪ ،‬ودخول‬
‫المقذوف ؛ فاالتجاه العمود يعطي الشكل الدائري ‪ ،‬واإلتجاه المائل الشكل البيضوي ‪ .‬وهذه األشكال‬
‫تحدد في شكل السحجات الناتجة عن دخول المقذوف ‪،‬أو إنتشار البارود والمخلفات ‪ .‬وعندما نقول‬
‫اإلطالق بشكل عمود نعني بذلك ‪ :‬دخول المقذوف في الجسم وليس إتجاه اإلطالق عند خروج‬
‫المقذوف من السالح‪.‬وقد يتوافق الوضعان ‪ ،‬أحيانا ‪ ،‬الجسم والسالح ‪ .‬وعلى ضوء ذلك فإننا دائما ما‬
‫نتعامل على أساس أن اإلطالق قد تم واإلنسان في الوضع التشريحي الطبيعي القائم ‪.‬والمقذوف النار‬
‫المحدث للمدخل يتبع طريقين ‪.2 :‬إما أن ينفذ محدثا مخرجاً ‪ .4.‬وإما أن يستقر‪.‬‬
‫واستقرار المقذوف يتم بعد أن تصل سعته صف ار ‪ .‬وقد يخرج مع التقيؤ أو البراز ‪ ،‬وقد يدخل وعاء دمو‬
‫ويدور في الجسم مع الدم فيكون ما يسمى بالسدة الرصاصية (‪ ، ) Bullet embolism‬ويمكن كشف‬
‫المقذوف المستقر بواسطة األشعة ‪.‬وقد يحدث المقذوف مدخال ومخرجين ‪ :‬فعندما يكون مقذوفا سابقا قد‬
‫عبئ في البندقية تاله مقذوفا آخر مرة أخرى ودخل من نفس المكان ‪ ، Tandem‬أوعند دخول المقذوف‬
‫الجسم ثم إرتطامه بعظم ونزع جزء منه ‪ ،‬أوتشظي المقذوف ‪ ،‬وفي كلتا الحالتين قد يعطي مخرجا آخر ‪.‬‬
‫وقد يكون مقذوفا واحدا ويحدث أكثر من مدخل وذلك عندما ينفذ بالتتالي من طرف إلى آخر أو إلى‬
‫تجويف ‪.‬ونفرق جرح المدخل عن المخرج بـ ‪:‬ـ فقد النسيج (‪ ، )Loss of substance‬والطوق‬
‫السحجي (‪ .)Abraded collar‬وقد يكون المدخل أكبر من أو أصغر أو مساو لجرح المخرج حسب‬
‫الموقع في الجسم والمسافة ‪ .‬كماقد نجد تسحجا حول المخرج عند اإلتكاء على جسم صلب أو كان‬
‫هناك جسم صلب مالمس ‪،‬وليس التسحج هذا كالذ في المدخل أضف إلى إنها حاالت نادرة لكنها‬
‫حدثت‪ .‬وقد نجد المدخل بأشكال مختلفة ؛ إذا تشوه المقذوف بعد إرتطامه بجسم صلب ‪ ،‬أو أرتطم‬
‫بأحد جوانبه على سطح آخر (كالماء ) ويسمى (النبو) [‪، ] Ricochet‬أو عند إضطرابه في مساره أو‬
‫كانت اإلصابة ( إصابة المقذوف ) مماسة فنجد المدخل كالجرح الرضي أو الميزابي ‪.‬وغالبا في‬
‫المسافات البعيدة ‪.‬وقد يكون اإلطالق عن بعد فيحدث تكدما فقط ‪ ،‬أو قد يخترق المقذوف الجسم ثم‬
‫يستقر تحت الجلد ‪ ،‬والذ وبواسطة اللمس مع الضغط يمكن تحديد موقعه ‪ ،‬ومن ثم تحريزه ‪ .‬وقد يدور‬
‫المقذوف دورة كاملة ثم يخرج من مكان الدخول أو بجانبه ‪.‬‬
‫وشكل المدخل قد يكون غير مثالي (‪ ) Atypical‬نتيجة الشواذ التي ذكرتها ‪ ،‬كما إنه في إصابات‬
‫مختلفه أخرى قد نجد ظواهر في حاالت معينة ؛ فقد نجد الكسور اإلنفجارية ( ‪Bursting‬‬
‫‪ ، ) fractures‬كما في نوع كراو نلين ‪ ،‬وقد نجد إصابات أخرى بعيدة (‪ ) remote injuries‬عن‬
‫اإلصابات األولية على شكل كدمات ونزف نسيجي وهو مايعرف بـ‪:‬‬
‫موجات الصدمة(‪ ، ) Shock waves‬وهي خطرة على الحياة لذا يجب التنبه لها في األحياء من قبل‬
‫الجراحين ‪.‬أما في ظرف الوفاة ‪ :‬فإننا نساعد على اإلجابة أحيانا أو تكييف أو توجيه جانب التحقيق ؛‬
‫فقد نجزم أحيانا أن هذه اإلصابة اليمكن أن تكون إنتحارية المنشأ ‪ ،‬من خالل عدد الطلقات ومواقعها‬
‫وإمكانية إحداثها بذلك االتجاه ‪ ،‬على أن فحص مكان الجريمه أو الحادث مهم جداً للطبيب المجرب ‪،‬‬
‫‪71‬‬

‫فمن خالل نظرة شاملة للمكان مع الفحص يستطيع في بعض الحاالت أن يرجح ظرف الوفاة ‪ .‬ففي‬
‫عالم اليوم والمعرفة وتقليد إرتكاب الجرائم يجب أن نكون أكثر حذ ار في إعطاء ال أر ‪ ،‬فليس كل سالح‬
‫إلى جانب المقتول يؤكد اإلنتحار ‪ ،‬كما أن السالح بيد المقتول وبصفة التوتر الرمي ليس دليال على‬
‫إنتحاره ‪ ،‬شريطة أن يجمع ال أر كامال في ‪ :‬اليد القابضة ‪ ،‬كم أطلق ؟‪ ،‬كم عدد اإلصابات ؟ إتجاهها‬
‫أو أن يكون الظرف جنائيا ‪ ،‬وكما سبق ذكره نتحرى‬ ‫‪،‬فقد نستعمل أحيانا اإلقصاء للترجيح أو للنفي‪.‬‬
‫الدقة ‪ ،‬في عدد اإلصابات ‪ ،‬مواقعها ‪ ،‬اتجاهها ‪ ،‬فحص المالبس ومطابقتها ‪ ،‬هل هناك مايدل على‬
‫فوضى في موقع الحادث ؟ ‪.‬وقد يكون انتحاريا ‪ ،‬والبد من أخذ اليد التي يتعامل بها الشخص في حياته‬
‫اليومية ‪ ،‬أيمن أو أعسر ( اليد اليسرى ) ‪ ،‬والبد من تذكر إنه يمكن مصادفة من يستعملون كلتا اليدين ‪،‬‬
‫أو أنه في موضوع استعمال السالح والتصويب يوجد من يستخدم اليد اليمنى ‪ ،‬وفي التصويب بالسالح‬
‫يستخدم اليد اليسرى ‪ .‬وهل الجرح المحدث في المتناول أم ال ؟ ‪ .‬كما أن الصدغ ومنطقة القلب ليست‬
‫عالمة دالة لالنتحار ‪ ،‬مالم تؤخذ كل الظروف والعوامل في الحسبان ‪ .‬وقد يحدث أن تكون منطقتي‬
‫اعتداء ‪ .‬وكذلك يمكن أن توجد مناطق شذ أن تستخدم في االنتحار ‪ ،‬كالفم ‪ ،‬والبطن ‪ ،‬ومع هذا فقد تم‬
‫االنتحار بالتصويب فيهما ‪ .‬أما عرضيا فقد يحدث عند تصفية السالح ‪ ،‬أو في الزواج والمناسبات ‪.‬ولقد‬
‫كانت هناك حاالت في مناسبات من يدعي بعد إصابة آخر أن المقذوف تم إطالقه في الهواء ( إلى‬
‫السماء ) وإنه بعد عودته من السماء وارتطامه بجسم المتوفى أدى إلى تلك اإلصابة ‪.‬ومثل هذا الزعم‬
‫غير صحيح ‪ ،‬فالمقذوف بعد إطالقه في الهواء يصل إلى مستوى تكون فيه السرعة صفر ثم يعود‬
‫بسرعة أخرى تتزايد حسب المستوى وعوامل الطبيعية األخرى ( مقاومة الهواء مثال ) ‪ ،‬ولكن يعامل شأنه‬
‫شأن أ جسم صلب آخر ويحدث ما يحدثه ذلك الجسم ‪ .‬ومثل هذه األفعال واستغالل هذه األجواء فإن‬
‫لنوايا واألسباب األخرى للتحقيق تساعد في الوصول لمعرفة كل الحيثيات األخرى ‪.‬‬
‫ومن خال ل ممارستي للعمل وخبرتي وصلت إلى قناعة إنه لوقدر للطبيب الشرعي أن يصل إلى الموقع‬
‫في حينه ‪ ،‬وأن يفحص الضحيه في حينه ‪ ،‬وأن يسمح له بتوجيه أسئلة خاصة في المالبسات بمافيها‬
‫المتهم ؛ لوفر العناء على الكثير‬
‫وألعطى رأيا أفضل ‪ .‬علما بأن تعقد إعطاء ال أر يحدث بعد ضياع هذه األمور ـ التي بنظر البعض تبدو‬
‫بسيطة ـ ولكن فيما بعد تزداد تعقيداً ‪ .‬فكثي ار من الحوادث تم تحويل السالح عن موقعه ‪ ،‬وبعضها يتم‬
‫اإلمساك بموضع البصمات ‪.‬‬
‫وقد يساعد معرفة نوع السالح المستخدم أو فحص المقذوف ومعرفة السالح إلى الوصول في معرفة‬
‫الجاني‪.‬‬
‫جروح المتفجرات‬
‫هي كل المواد واألشياء واألجسام القابلة لألنفجار عند الصدم واألشتعال ‪ ،‬والمحشوة بأ مادة تشاعد‬
‫لهذا الغرض‪ .‬وتتحرر الغازات واللهب وح اررته العالية مع إحداث موجة صوتية تؤد إلى تحطم وتشظي‬
‫‪72‬‬

‫الوعاء الحاو للمتفجر أو تحطم كل مايحيط به أو يقرب منه وذلك بآلية الفعل العصفي‪ .‬واألوعية قد‬
‫تكون معدنية أو غير ذلك ‪ ،‬كالقنابل والديناميت‪.‬‬
‫إن ضرر المتفجرات ينتج عن فعل الشظايا ‪ ،‬والفعل العصفي للغازات ‪ ،‬واللهب فنجد البتر والتمزقات‬
‫إلى أشالء ونجد الثقوب غير منتظمة وقد تنغرز بعض الشظايا وتهشم وكسور العظام واألشياء وأضرار‬
‫في األحشاء واألعضاء نتيجة الفعل العصفي لالنفجار وذلك بسبب الح اررة العالية للغازات والتغيرات‬
‫الضغطية وتخلخل الهواء ويؤد إيض ًا إلى حروق‪.‬فهناك قنابل وقنابل موقوته ‪ ،‬الغام أرضية ومنها‬
‫شخصية ‪،‬سيارات ملغومة ومفخخة ‪ ،‬قذائف وصواريخ‪ .‬يكون اإلنسان هو الوعاء عند التفجيرفي بعض‬
‫األحيان‪.‬وفي فحصنا لحاالت تعرضت لمتفجرات البد أن نضع أمامنا ‪ :‬هل الضرر كان بفعل متفجر‪،‬‬
‫ومحاولة التعرف على الهوية ‪ ،‬ومحاولة بناء الحادث‪.‬مع األخذ بعين االعتبار أسباب الوفاة األخرى ‪،‬‬
‫فربما ينتج عن التفجير هدم في مواقع قريبة وتكون أسباب الوفاة غير أضرار المتفجر‪.‬‬

‫ظروف وأسباب الوفاة بالجروح‬


‫وعادة مايكون السؤال هل الوفاة سببها ‪ :‬جنائي (‪ ، ) Homicide‬أو إنتحار ( ‪ ، )Suicide‬أو‬
‫عرضي (‪ Accident‬وهي وإن كنا ناقشناها في كل موضوع إال إن إيجازها له ضرورة ويساعد على‬
‫ترجيح الظرف ومنها ‪ :‬موقع الجرح ‪ ،‬وعدد الجروح ‪ ،‬وطبيعتها ‪ ،‬واتجاهها ‪ ،‬ووضعية المعتد‬
‫والمعتدى عليه ‪ ،‬واليد المستخدمة ‪،‬وإمكانية إحداثها ذاتيا في الجسم ‪ ،‬والجسم ومالبسه ‪ ،‬واألجسام‬
‫الغريبة ‪ ،‬وال سالح ووجوده أو غيابه عن الموقع ‪ ،‬وهل بيد المقتول أم بعيدا عنه ومهنة أو وظيفة‬
‫الجاني والمجني عليه وآثار وجروح المقاومة في الجسم والموقع ‪ ،‬جميعها تساعد على إعطاء أر‬
‫مناسب وهام‪.‬‬
‫أسبـاب الوفـاة‬
‫ومنها الصدمة اإلصابية (‪ ، ) Traumatic shock‬والصدمة األولية عصبية المنشأ ( ‪Primary‬‬
‫‪ ، ) or neurogenic shock‬والصدمة الثانوية أو النزفية ( ‪Secondary or haemorrhagic‬‬
‫‪.) shock‬‬
‫والصدمة عصبية المنشأ في الجروح تقود إلى كبح (تثبيط) ووقف القلب نتيجة النهي العصبي (منعكس‬
‫وقف القلب‪ ) reflex cardiac inhibition‬أو أماكن أو نتيجة إثارة هذا العصب (العاشر) في مواقع‬
‫اإلثارة المغذاة بنهايات غنية للنظير السمبثاو (‪ )parasympathetic‬كالضغط على الجيب السباتي‬
‫مثال ‪ ،‬أوكما يحدث عند األلم من الضرب والذ يقود ألى الوفاة نتيجة إثارة المواقع المغذاة بالعصب‬
‫السمبثاو (‪ )sympathetic‬ومايلي ذلك من مضاعفات تقود إلى فشل القلب والرجفان البطيني‬
‫وخاصة إذا كان الشخص يعاني من أمراض سابقة في القلب واألوعية الدموية‪.‬وهذا في ما يتعلق‬
‫بالجهاز العصبي الذاتي‪ .‬ومن أسباب الوفاة الثانوية ‪ ً:‬االلتهابات في األعضاء واألجهزة المختلفة وأنتان‬
‫الدم والخثرة الدموية(‪ )thrombus‬والسدة الدموية(‪ )embolism‬والصمة الهوائية (‪)Air embolism‬‬
‫‪73‬‬

‫كما يحدث في الجروح القطعية للرقبة والصمة الشحمية (‪ ) Fat embolism‬كما يحدث عند كسر‬
‫العظام الطويلة كعظم الفخذ ‪ ،‬مع ضرورة التشخيص التفريقي لهما ومعرفة كيفية إجراء الفحص عند‬
‫التشريح‪.‬‬
‫فالخثرة الدموية غالبا ماتتكون في األطراف السفلية وفي األوردة الفخذية وأوردة القصبة‬
‫الخلفية( ‪, )posterior tibial‬أألوردة المأبضية(‪ ، )popliteal‬وهذه تقود إلى سدة دموية تصل إلى‬
‫الرئة وتسد الشرايين والشعيرات الدموية وتقود إلى الوفاة‪.‬أما السدة الشحمية والخارجية منها الناتجة عن‬
‫إصابات المناطق الدهنية وسحق األنسجة وكسور العظام الطويلة والحروق فالسدة الدهنية الرئوية وبعد‬
‫دخولها الدورة الدموية ووصولها إلى الرئة فأنها تسد الشعيرات الدموية وتقود إلى الوفاة ‪ ،‬وهنا تجدر‬
‫اإلشارة أنه عند الكشف عنها في التشريح البد من إجراء قطع الشريان الرئو وهو تحت الماء وقبل أن‬
‫نقوم بفتح القلب والرئة ‪ ،‬نشاهد تحرر النقط الدهنية ‪ ،‬وكذا يمكن مشاهدتها عند الفحص النسيجي‬
‫المرضي‪ .‬وعلى الطبيب الرجوع إلى مراجع التشريح لإلطالع على طريقة إجراء التشريح‪.‬إما السدة‬
‫الدهنية الشريانية والتي تصل إلى الجانب األيسر في القلب وتهاجر إلى مناطق عدة في الجسم خاصة‬
‫المخ ومايلي ذلك من إعراض ووفاة فإنها تظهر عند تشريح المخ بصورة نقط نزفية في المادة البيضاء ‪،‬‬
‫وفي هذا النوع أيضاً يشاهد خارجياً في الجلد النقط النزفية منتشرة كلسع البراغيث‪.‬‬
‫والسدة الهوائية بنوعيها الرئو والشرياني أو الدور نتيجة دخول الهواء خالل الحياة‪.‬‬
‫فالسدة الهوائية الرئوية ودخولها في األوردة ووصولها إلى الجانب األيمن للقلب ثم دخولها إلى الشريان‬
‫الرئو والشعيرات الدموية وسدها‪ .‬وهي تنتج من الحقن واحتوائها على الهواء وكذا من قطوع الرقبة‬
‫وبعض حاالت اإلجهاض الجنائي وعند التشريح البد من ثقب القلب واألوعية الدموية وهي تحت الماء‬
‫وذلك بعد فتح كيس التامور(‪ )pericardial sac‬من األمام وإمساك حافتيه من المنتصف وشدهما إلى‬
‫األعلى (كوعاء الدلو) ثم صب الماء ‪ ،‬فإننا نشاهد الفقاعات الهوائية‪ .‬أما السدة الشريانية وبعد دخولها‬
‫الوريد الرئو ووصولها إلى البطين األيسر لتصل إلى مختلف األعضاء خاصة المخ والشريان التاجي‬
‫ومضاعفاتهما ‪ .‬فإننا نشاهدها عند التشريح على شكل فقاعات نقطية متقطعة مع االحتراز عن ما‬
‫يعطي شبيه ذلك‪.‬‬

‫إصـابات منـاطق معينة في الجســــم‬


‫وهي اإلصابات المختلفة لما أستعرضنا سابقا من جروح ‪ ،‬إضافة إلى الكسور ‪ ،‬بطرق وآليات‬
‫وظروف مختلفة إلحداثها ‪،‬وبإصابات لمختلف الحوادث في الحياة اليومية وما يتعامل به اإلنسان ‪.‬وهذه‬
‫اإلصابات وإن قسمت بطريقة أخرى فهي ألن ظروف أحداثها في مجملها عرضية أو مرضية البد من‬
‫فهمها وتفريقها عن اإلصابات األخرى كما سيتم مناقشته الحقا‪.‬‬
‫‪74‬‬

‫إصابـــــات الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأس‬
‫وهو األكثر عرضة لإلصابات نتيجة لموقعه وأهميته وخطورته لما فيه من أعضاء ‪.‬‬
‫وتكمن أهميته في عالقة هذا الجزء بالوعي وفقده ‪ ،‬وسيطرته على الحركات واألفعال وبالتالي الردود‬
‫المختلفة في مختلف األحوال والظروف ‪.‬‬
‫لذا فإن التعامل مع الحاالت الطبية والطبية القضائية بدءا بالحوادث واإلسعافات األولية وانتهاء‬
‫فعلى‬ ‫بالتداخالت الجراحية والشفاء أو الموت بحاجة إلى دقة وحذر وإتقان وصدق العمل وأمانته ‪.‬‬
‫الطبيب الفاحص سواء كان طبيبا عاما أو مختصا تقع مسئولية كبيرة عند التعامل مع الحاالت الطبية‬
‫القضائية ‪ ،‬ذلك أنها المحطة األولى التي يترتب عليها دقة اآلراء الالحقة ‪ ،‬لذلك البد من االهتمام‬
‫والجدية عند الفحص وأن يكون فحصه كامال شامال مستوفيا الخطوات واإلجراءات التي تعلمها في‬
‫مبادئ فحص المريض فمهما كانت اإلصابة وضآلتها في نظره فأهميتها القضائية غير أهميتها الجراحية‬
‫( أنظر موضوع الحاالت الطبية القضائية )‬

‫‪Aponeurosis‬الصفاق‬
‫‪ Periosteum‬السمحاق‬
‫‪Diploe‬صفيحة العظم‬

‫لذا فمن أولى المالحظات عند أخذ التاريخ المرضي وتاريخ الحادث إلصابات الرأس هي معرفة ما‬
‫إذا كان قد تعرض لـ ( فقدان الوعي ) ‪ ،‬مع ضرورة وضع المريض تحت المالحظة تجنبا أل‬
‫مضاعفات ووضع اإلحتياطات والفحوصات الالزمة لها ؛ وبسبب الضغط على قسم الحوادث أو إمتالء‬
‫سرر القسم قد يرى الطبيب في ذلك مخرجا لخروج المصاب من المستشفى مما قد يصل في ما بعد في‬
‫حالة أسوأ ‪ ،‬كالذ يحدث عند النزف فوق األم الجافية ويعتبر عندها الطبيب مقص ار في أداء واجبه ‪.‬‬
‫وكذلك حلق شعر الرأس لتحديد اإلصابة وإمكانية وصفها ‪ ،‬وتحديد موقع النزف ‪ ،‬والمساعدة بعمل‬
‫الصور اإلشعاعية (‪. ) X- Ray‬وفي مجمل اإلصابات ومنها إصابات الرأس ‪ ،‬البد من ‪ :‬تحديد سبب‬
‫‪75‬‬

‫اإلصابة أو الوفاة وطريقة إحداثها‪ ،‬تحديد األداة المستعملة ‪ ،‬واتجاه ودرجة القوة ‪ ،‬ودور اإلصابة‬
‫في إحداث المرض والعاهة ‪ ،‬وكذلك دور المرض في إحداث اإلصابة أو بما يعرف برابطة السببية ‪.‬‬
‫وهذه يواجهها الطبيب في مسائل التعويضات ‪ .‬وفي الواقع إنها من أصعب ما يواجهه الطبيب‪ ،‬فمسألة‬
‫الربط ليس سهال ألسباب واعتبارات كثيرة ‪ ،‬ومنها ‪ :‬كثرة االدعاءات والمبالغة ـ عند البعض ـ في الشكوى‬
‫وعدم إخبار الطبيب بالصدق من الشكوى واألعراض ‪ ،‬وأحياناً تضارب التشخيصات عند عدم معاودة‬
‫طبيب واحد ‪.‬وأحيان ًا يفقد بعض المرضى حقوقهم نتيجة الملل من المتابعة أو المعاينات ‪ .‬وسنحاول‬
‫التعرض لجوانب منها في موضوع الحاالت الطبية القضائية ‪ .‬وإصابات الرأس تنتج إما من إرتطام‬
‫جسم صلب متحرك بالرأس ‪ ،‬أو إصابة الرأس من جهتين مختلفتين وانضغاطه أو سحقه ‪ ،‬أو إصابة‬
‫الرأس المتحرك عند ارتطامه بجسم ثابت كاألرض مثال ‪.‬‬

‫إصابات فروة الرأس (‪) Scalp Injuries‬‬


‫كل الجروح يمكن إحداثها في فروة الرأس ؛ وإن كانت الجروح الرضية هي األغلب وظرفها العرضي‬
‫(‪ ) Accidental‬هو المتقدم عن العمد أو الجنائي (‪. ) Homicidal‬‬
‫فمن السقوط من علو ‪ ،‬إلى حوادث السيارات ‪ ،‬إلى الضرب بأجسام صلبة راضه كالحديد والحجارة‬
‫والعصي ‪..‬الخ ‪ .‬والجروح الرضية أو التمزقية غالبا مايخطىء األطباء في تشخيص طبيعتها ويعتبرونها‬
‫جروحاً قطعية وبمواصفات الجروح التي استعرضناها وبحلق الشعر وباستعمال العدسة المكبرة يمكن ان‬
‫يحل األشكال ‪ .‬ومهما كان منطلق الطبيب للعالج ‪ ،‬إال أن تحديد طبيعة الجرح مهم للغاية في الحاالت‬
‫الطبية القضائية وتفسير حدوث الجرح ‪.‬ونتيجة لطبيعة أنسجة وأوعية الفروة التشريحية وعالقتها‬
‫بالجمجمة والمخ ؛ فأنها تنزف بغ ازرة كونها ال تتقلص بيسر كما أن تبادل األوعية‬
‫الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادرة ( ‪ )emissary veins‬من الدماغ وإليه يساعد على المضاعفات وحدوث‬
‫التهابات مختلفة‬
‫( السحايا ‪ ،‬التقيح ‪ ،‬الخثر الجيبي )‪ .‬وألنه يمكن حدوث الجروح ألسباب عمدية ( ضرب ) ‪ ،‬أو نتيجة‬
‫سقوط ‪ ،‬فهناك طريقة قد اعتمدت نتيجة تكرار مثل هذه الحاالت وهي غالبا ما تكون صحيحة إال في‬
‫ظروف استثنائية نادرة وهي ما تعرف بقاعدة حافة الطاقية (‪ ، ) The rule of hat brim‬وهي تعني‬
‫أنه في حالة السقوط نجد اإلصابات بمحاذاة خط الحافة للطاقية( الكوفية ) أو أسفله ‪ ،‬بينما إذا كانت‬
‫اإلصابات ناتجة عن الضرب نجدها في أعلى الحافة أو قمة الرأس‪.‬‬
‫‪76‬‬

‫كســـور عظم الجمجمة‬


‫[‪] Skull Fractures‬‬
‫رأس اإلنسان عرضة للصدمات في كل مراحل الحياة ‪ ،‬فإذا ماتعرض عظم الجمجمة لشدة أو عنف‬
‫من أ نوع ؛ كانت النتيجة ودرجتها حسب التفاعل بين العوامل اآلتية ‪:‬ـ األداة المحدثة ‪ ،‬والقوة‬
‫المستعملة والعظم المتلقي للضربة ‪ ،‬وطبيعته ‪ .‬إضافة إلى العوامل األخرى المساعدة ‪.‬‬
‫وفهم نشوء الكسور ومسارها قد يساعد الطبيب المعالج على حسن التعامل عند العالج ‪ ،‬إذ اليكفي‬
‫أحيانا أن تقول إن هناك كس ار فقط ومن هذه الكسور ‪:‬‬
‫الكــــــــــــــــــسر الشدخي‬
‫(‪) Fissure Fracture‬‬
‫‪It is a linear fractures involving both tables with continuity of fragmentation‬‬
‫‪preserving the anatomical contour of the skull in its original shape.‬‬
‫وهو كسر خطي يشمل صفيحتي عظم الجمجمة مع إبقاء أجزاء الكسر على طبيعتها وبذلك تحافظ‬
‫على طبيعة الشكل التشريحي اإلعتياد للجمجمة ‪ .‬ويشمل الكسر الشدخي صفيحتي العظم الداخلية‬
‫والخارجية (‪ ) The inner and outer table‬وناد ار ما يقتصر على الصفيحة الداخلية فقط ‪.‬واألداة‬
‫المحدثة عادة ما تكون ذات سطح عريض (‪ ) Broad surface‬كالسقوط على األرض ‪ ،‬أو تلقي‬
‫ضربة بسطح صلب ‪ ،‬أو جسم راض آخر ذ سطح عريض وبقوة متوسطة كالضرب بكتل الخشب‬
‫العريضة ‪ .‬والكسر الشدخي ( الخطي ) قد يصاحب الكسر المنخسف (‪) Depressed fracture‬‬
‫محددا اتجاهه ومن صفات هذا النوع من الكسور ‪ :‬أن التكون هناك إزاحة ألجزاء العظم من مواضعها‬
‫(‪،) No displacement‬كما أنه يتجه باتجاه القوة المحدثة ويتوقف عند تداريز (‪ ) Sutures‬الجمجمة‬
‫إن كانت في اتجاهه مالم يكن هناك تكلس للعظم ‪ .‬وفي حالة وجود كسر آخر تجاوز التدريز يجب‬
‫التفكير في قوة أخرى وضربة أخرى ‪.‬والكسور الخطية يجب أن تشخص بحذر وبدقة من قبل‬
‫اختصاصي األشعة أو العظام ‪ ،‬ذلك إن وضعية الرأس عند التصوير يجب أن تكون بأوضاع مختلفة‬
‫عند االشتباه حتى اليمر دون تشخيص ‪.‬‬
‫الكسر المنخسف (‪) Depressed Fracture‬‬
‫وهو كسر العظم واندفاع جزء مفصول منه مع اتجاه القوة نتيجة قوة صادمة متموضعة ‪ .‬ومن األدوات‬
‫المحدثه ‪ ،‬األجسام الثقيلة الراضة ‪ ،‬وذات السطح الراض المحدود كالمطارق بقوة تناسب إحداثه ‪.‬‬
‫وكذلك عند المشاجرات بين الفالحين فقد يحدث مؤخرة الفأس هذا الكسر‬
‫ومن صفات هذا الكسر أنه يعطي صورة سطح الجسم المحدث المالمس الضارب ( طبع السطح )‬
‫‪ .‬ونتيجة لطبيعة هذا الكسر فإنه يضغط ويمزق مادة المخ ‪ ،‬ويتحدد إتجاه القوة المستعملة لهذا الكسر‬
‫بتحديد إتجاه الكسر الشدخي المصاحب ‪.‬‬
‫‪77‬‬

‫الكسر المتفتت (‪) Comminuted Fracture‬‬


‫وفيه يتج أز العظم إلى أجزاء عديدة ‪ .‬وهوينتج عن أداة ثقيلة وذات سطح عريض وبقوة وسرعة حركية عالية‬
‫‪ .‬وهناك عوامل كثيرة تتدخل في إحداث هذه الكسور ‪ ،‬وقد تتداخل جميعها ‪ ،‬وقد يشذ بعضها عن الصورة المألوفة ‪ ،‬ومن‬
‫يمارسون هذا في حقل جراحة العظام يواجهون هذا يوميا ‪.‬ومن صفاته أن جزءا عريضا من العظم المتفتت المتشظي‬
‫والمنخسف ربما تبقى متصلة ببعضها وربما تغوص أجزاء منها في المخ وهذه الصورة لهذا النوع تشبه بيت العنكبوت أو‬
‫وفي الواقع إن الهدف من االستعراض هو وصف وتشخيص نوع الكسر ‪ ،‬أما في ما يتعلق بعالماته‬ ‫سطح الرخام ‪.‬‬
‫وأعراض إصاباته ‪ ،‬فذلك أمر لذوي الخصوص ‪ ،‬أضف إلى إن المراجع فيها الكثير لمن أراد اإلطالع ‪.‬كما إن هناك‬
‫أنواعا أخرى من الكسور نذكرمنها ‪:‬‬
‫‪ -2‬الكسر المنبعج ( كسر البركة ) ‪ : Pond fracture‬وهو ما يحدث في األطفال ويكون نتيجة المرونة بشكل مقعر‬
‫نتيجة اإلنضغاط إلى الداخل كما يحدث في الكرة المتسرب منها الهواء ‪ ،‬ويحدث هذا في عظم الجمجمة‪.‬‬
‫‪ -1‬الكسر الميزابي (‪ : ) Gutter fracture‬وهو ما يحدث عند إصابة المقذوفات بشكل مماس‬
‫‪ -3‬الكسر الحلقي (‪ : ) Ring fracture‬وهو الكسر الذي يطوق الفتحة الكبرى في الجمجمة ويحدث عند السقوط‬
‫على القاعدة ‪.‬‬
‫‪ -1‬الكسر النافذ (‪ : ) Perforating fracture‬وهو ما يحدثه المقذوف الناري عند دخوله وخروجه من العظم ‪.‬‬
‫‪ -5‬الكسر اإلنفراقي(‪ : ) Distatic fracture‬وهو ما يحدث نتيجة إنفصال وتباعد التداريز ‪.‬‬
‫‪ -6‬الكسر الجذي (‪: ) Chop wound‬ما ينتج عن اإلصابة بالفأس وبحافته الحادة ‪.‬‬
‫قواعد كسور قاعدة الجمجمة‬
‫‪ .2‬خط الكسر يدل على محور (‪ ) Axis‬الضغط واتجاه القوة ‪.‬‬
‫‪ .1‬األنضغاط الحاصل من الجهتين األمامية والخلفية يحدث كس ار طوليا يقسم القاعدة إلى‬
‫نصفين أيمن وأيسر‪.‬‬
‫‪ .3‬الضغط الحاصل بشكل مستعرض ( أي من اليمين واليسار ) على قاعدة الجمجمة ينتج عنه كس ار مستعرضا يمر‬
‫باللجام التركي (‪ ) Sella Tursica‬ويقسم القاعدة الى نصفين أمامي وخلفي ‪ .‬وهذه الكسور تمر بحفر الجمجمة طوال‬
‫وعرضا وتحدث النزف تبعا لذلك ‪ .‬فالحفرة األمامية تحدث نزفا في الجفنين ومن األنف ‪ .‬وكسور الحفرة الوسطى من‬
‫األذنين ‪ .‬والخلفية من األذنين أيضاً ‪.‬‬

‫ا‬

‫لثقبة شبيهة الشق‪-‬الثقبة البيضوية‪ -‬الثقبة الشوكية‪-‬النتوء اإلبري‪-‬شوكة العظم اإلسفيني‪-‬القناة السباتية‪-‬القناة السمعية‬
‫الخارجية‪-‬الثقبة اإلبرية الخشائية‪-‬الثقبة الوداجية‪-‬العظم الصدغي‪.‬‬
‫‪78‬‬

‫النـــــزف داخل الجمجمة‬


‫‪ .2‬النزف خارج األم الجافية (‪: ) Extradural haemorrhage‬‬
‫وينتج بسبب كسر العظم الصدغي‪ Temporal bone‬مكان تفرع الشريان السحائي األوسط‬
‫(‪ (Middle meningeal artery‬وهويتموضع في الجانب الصدغي أو الصدغي الجدار‬
‫(‪ ) Temporo-Parietal‬بين الوجه الداخلي لعظم الجمجمة واألم الجافية ‪ ،‬والكسر غالبا إصابي ‪ .‬وقد‬
‫يحدث فقد الوعي ليستعيد المصاب وعيه بعد فترة بسيطة ‪ .‬وهي ما تسمى بفترة الصحو ( ‪Lucid‬‬
‫‪ ) interval‬ويكون طبيعيا للحديث فيها ثم يعود بعدها إلى فقد الوعي حسب درجة النزيف وأثره ‪.‬‬
‫وهذه الوقعة وذكرها من قبل المصاب هام في تعامل الطبيب معه ووضعه تحت المراقبة‪ .‬ومن العظام‬
‫مايصادف منها أنواعا رقيقة خلقية تتأثر عند تعرضها للعنف ‪ .‬كما إن فترة النزف هي الحرجة لسرعة‬
‫التشخيص ومن ثم التداخل الجراحي وإلحداث ما يعرف بالتربنة (‪ ، ) trephening‬خاصة وإن التأخير‬
‫في التدخل يقود إلى مضاعفات اليفيد بعدها عمل الطبيب‬
‫كذلك يجب التفريق بين هذه الحاالت والتسمم بالكحول أو التأثر به والذ قد يطمس على مثل هذه‬
‫الحاالت وربما يقود مثل ذلك إلى الوفاة كما يحدث أثناء الحجز (‪. ) death in custody‬‬
‫وغالبا ماتكون الوفاة بسبب انضغاط وتفتق النخاع المستطيل ( ‪herniation of medullla‬‬
‫‪ ) oblongata‬من خالل الفتحة الكبرى ‪.‬‬

‫النــــــزف تحت األم الجافية(‪) Subdural haemorrhage‬‬


‫ويكون موضع النزف بين األم الجافية والعنكبوتية (‪ ) Arachnoid matter‬وهو وريدي المنشأ‬
‫نتيجة إصابة قد تحدث تمزقا في األوردة المخية العلوية (‪ ) Superior cerebral veins‬واألوردة‬
‫اللحائية (‪ ) Cortical veins‬وأحيانا تمزق األم الجافية أو مادة الدماغ ‪ .‬وقد يطغى النزف على سطح‬
‫المخ ليتسرب بفعل الجاذبية لألسفل نحو قاعدة الجمجمة وغالبا الحفرة الوسطى‪.‬‬

‫إنفجار أم دم (‪ -)aneurysm‬السهم‪.‬‬ ‫دائرة ويلس‬


‫‪79‬‬

‫النـــــزف تحت العنكبوتية(‪) Subarachnoid haemorrhage‬‬


‫وهو النزف الذ يقع بين األم العنكبوتية والحنون (‪ ، ) Pia mater‬وينتج بسبب انفجار أم دم‬
‫خلقية (‪ ) congenital aneurysm‬في دائرة ولس (‪ ، ) circle of willis‬ويكون موقع وجودها في‬
‫نقطة التقاء الشريان المخي األمامي والشريان الموصل ‪ .‬وعادة تكون أم الدم واحدة في عددها ‪ ،‬ويكون‬
‫الشباب أكثر المصابين بها ‪ ،‬أما إذا كانت ألسباب مرضية فتكون عددها أكثر وصغيرة الحجم ‪ .‬أو قد‬
‫يكون النزف ألسباب مرضية أخرى كضغط الدم مثال ‪ .‬والنزف داخل المخ يحدث ألسباب عديدة غير‬
‫المذكورة ويمكن الرجوع إلى مراجع علم األمراض وما يهمنا هنا هو جانبها التفريقي من الحاالت الجنائية‬
‫وإصابات الرأس وما ينتج عنها من كسور ورضوض وتمزقات ونزف داخل أو خارج المخ ‪ ،‬وما تقود‬
‫إليها من مضاعفات ‪ ،‬كالشلل وعدم النطق والصرع ‪ ..‬الخ ‪ ،‬تكمن خطورة ‪ ،‬وأهمية الربط بين‬
‫اإلصابة والمرض أو فقد وظيفة العضو ‪.‬‬

‫النـــــــزف داخل مادة الدمـــــــــــــــــاغ‬


‫(‪) Intracerebal haemorrhages‬‬
‫والنزف داخل الدماغ يبدأ من تكون البقع النزفية الصغيرة ‪ ،‬فالتكدم ‪ ،‬وينتهي بالتجمع الدمو‬
‫سمي ‪ ،‬أو مرضي ‪ ،‬مثل التسمم بأول أكسيد الكربون ‪،‬‬
‫(‪ ، ) haematoma‬وذلك بسبب إصابي ‪ّ ،‬‬
‫والسكتة المخية ( ‪ ) cerebral apoplexy‬نتيجة تصلب الشرايين بضغط أو بدونه ‪.‬‬
‫ومايسمى بالصدمة (‪ ، ) Coup‬والصدمة المقابلة (‪ ) Contrecoup‬في حاالت إصابات الدماغ‬
‫وخاصة في حوادث المرور والسقوط والرأس في حالة حركة ‪ ،‬له أهمية عملية عند التشريح وإبداء ال أر‬
‫‪ .‬فالصدمة (‪ : ) coup‬نعني بها النزف في مادة المخ تحت موضع الضربة أو اإلصابة الراضة مباشرة‬
‫‪ .‬أما الصدمة المقابلة (‪ : ) Contrecoup‬فنعني بها البقع النزفية العديدة في الجهة المقابلة للصدمة‬
‫والرأس في حالة حركة‪ .‬وفي الواقع العملي ‪ :‬فقد يحدث السقوط على الجانب األيمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن من ال أرس‬
‫( الصدغ ) ونجد هناك نزفا تحت موضع السقوط ونجد الصدمة المقابلة في الجهة اليسرى ‪.‬‬
‫وإذا كان السقوط على المنطقة القفوية (‪ ) Occipital‬نجد في موقعها اإلصابة وفي‬
‫الجانب الجبهي اإلصابات المقابلة األخرى وقد نجد كسو ار أو تكدما في عظام الحجاج ‪.‬‬
‫وربما التظهر بقع النزف إذا ماكانت الصدمة المقابلة موقعها المنطقة القفوية ‪.‬‬

‫حــــــوادث السيــــــارات‬
‫تحتل الوفيات الناتجة عن حوادث السيارات بأنواعها ووسائط النقل المختلفة نسبة كبيرة ‪ ،‬ومنذ اختراع‬
‫السيارات في القرن الثامن عشر وحتى اليوم الزال الرقم في ارتفاع على الرغم من كل أعمال الوقاية‬
‫للتقليل من حجمها‪ .‬ولعله في عالم اليوم وما توصلت إليه التقنية الحديثة من إبتكارات مختلفة في عالم‬
‫متسارع الهث سمي بعصر السرعة وأصبحت سمة من سماته ‪ .‬ونتيجة لهذا اإلنتاج الهائل من السيارات‬
‫‪80‬‬

‫بأنواعها المختلفة وفي عالم الزحام كان من سلبيات اختراعها كثرة حوادثها وتلوث البيئة من نتاج‬
‫مخلفاتها ‪ .‬والسيارات وما تحدثه من إصابات أو أضرار أو وفيات يمكن تقسيمها إلى تلك التي تحدث‬
‫للسائق أو الراكب أو الماشي ( المترجل ) ‪ .‬وتلك التي تحدث من تصادم السيارة مع جسم ثابت أو‬
‫متحرك ‪ ،‬فإن كانت سيارة فف ي إتجاه واحد أم في اتجاهين متعاكسين ‪ ،‬أو عند تدهور وانقالب السيارة‬
‫وفي طريق مستو أم من على قمة كالجبال مثال ‪.‬وأصبحت السيارات أيضا من الوسائل التي ترتكب بها‬
‫الجرائم ‪ ،‬إما بصدم مباشر ‪ ،‬أو بفعل تعطيل جزء معين هام منها ‪ ،‬كتعطيل الكابح ( الفرامل ) مثال ‪،‬‬
‫أو العبث في إطاراتها ‪ ،‬أو وسيلة إنتحار ‪ ،‬أو وسيلة إلخفاء جريمة أخرى كالرمي بالجثة في طريق‬
‫السيارات أو في البلدان التي فيها سكك الحديد للقطارات ‪ ،‬كما قد يستخدم عادمها ( الجزوز ) في‬
‫االنتحار نتيجة غاز أول أكسيد الكربون ‪.‬‬
‫وقد تحدث وفيات طبيعية أثناء السواقة لتحدث حادثة أخرى ‪ ،‬وقد ينتحر السائق بطريقة أخرى ويحتل‬
‫موقع القيادة للتمويه ‪ .‬ففي حالة كان إنتحار طبيب بعقار ثم أخذ موقعه للقيادة وقاد سيارته لمسافة‬
‫قصيرة ووجد متوفي وسيارته في حالة التشغيل واقفة ‪ .‬وتدخل عوامل أخرى في هذه الحوادث ‪ :‬فمن‬
‫السرعة الجنونية ‪ ،‬إلى تعاطي الكحول والمهدئات والعقاقير األخرى المنومة والتي تؤثر في سرعة‬
‫اإلستجابة والتفكير اللحظي للسائق ‪ ،‬إلى اإلهمال ففي بلدنا اليمن عامل تناول القات أثناء السواقة ‪،‬‬
‫واالنشغال بتشغيل الراديو وجهاز التسجيل أو التحدث بالتلفون السيار( الخلو ) ‪ ،‬يضاف إلى ذلك‬
‫عوامل الطريق واألمطار والضباب والثلوج ‪ ،‬وعامل السائق وقلة مهارته ‪ ،‬وعامل الجو وارتفاع درجة‬
‫الح اررة والرطوبة والشمس في الصيف ‪ ،‬جميعها عوامل تقلل من تركيز السائق بسبب اإلنهاك من‬
‫الشمس والجو الحار ‪.‬‬
‫ثم عامل السيارة ذاتها وما يتعلق من أجزائها المختلفة ‪.‬غير أنه في حوادث السيارات تتعطل أحيانا‬
‫كل القوانين وتبقى عناية هللا هي الواقي فتجد أحياناً أضرار السيارة ال تتناسب مع اإلصابات البسيطة أو‬
‫إنعدامها في الذين تقلهم وقت الحادث ‪.‬وسبب الغوص في ذلك هوما يوجه إلى الطبيب من أسئلة مختلفة‬
‫في اإلصابات أو الوفيات وذلك ألرتباطها بالتعويضات والديات والتأمينات ‪..‬الخ خاصة وأن حوادثها‬
‫عرضية في المقام األول ‪.‬‬
‫ومعظم أنواع الجروح يمكن أن تحدث بسبب السيارات وفي كل مناطق الجسم وقد تختلف نسبتها وترتيبها‬
‫حسب نوع المصاب ‪ .‬سائق (‪ ، ) Driver‬أو راكب (‪ ، ) Occupant‬أو ماشي مترجل (‪Pedestrian‬‬
‫)‪.‬‬
‫ففي السائق ‪ :‬قد نجد إصابات في الوجه بسبب الواقي الزجاجي وهي عبارة عن جروح قطعية ورضية‬
‫وسحجات جميعها متداخلة ‪ ،‬تعطي شكل ما يسمى بأرجل الطائر (‪ ، ) Birds feet‬وقد نجد جروحا‬
‫قطعية كبرى مفردة في الجبهة ‪ ،‬كما قد نجد كسو ار في األضالع على جانبي الصدر وفي القص نتيجة‬
‫مقود السيارة ( السكان ) ‪ ،‬وانفجا ار في القلب أو تمزقات الرئتين نتيجة الضغط أو الكسور‪ ،‬كما قد نجد‬
‫كسو ار في األطراف السفلى والحوض واصابات في احشاء البطن ‪.‬‬
‫‪81‬‬

‫والراكب ‪ :‬قد نجد جروحا في الوجه ‪ ،‬وانزالق ًا أو كسو ار في العمود الفقر ( الفقرات العنقية أو الظهرية)‬
‫وتكدما في النخاع المستطيل وترجع هذه األصابات إلى ما يسمى بظاهرة السوط ( ‪Whiplash‬‬
‫‪،) phenomenon‬كما قد تحدث إصابات أخرى في حالة خروجهما خارج السيارة ‪ .‬كما أن حالة‬
‫السيارة وماتحتوية من أجسام ظاهرة قد تساعد في اإلصابات وقد تختلف حسب موقع الراكب وكذلك في‬
‫حالة إستخدام حزام األمان ‪.‬‬
‫وفي الماشي ‪ :‬قد نجد إصابات أولية ( ‪ : ) Primary injuries‬وهي تلك الناتجة عن الصدمة‬
‫األولى أو اإلصابات الثانوية (‪: ) Secondary injuries‬وهي تلك التي تحدث عند إرتطام الجسم‬
‫باألرض وما ينتج عنها من جروح عند احتكاك الجسم باألرض والطرق المعبدة ( المسفلتة ) من‬
‫سحجات واسعة مع الكدمات أو الجروح الرضية ‪ ،‬كما قد تحدث إصابات أخرى من سيارة أخرى أو من‬
‫نفس السيارة قبل وصوله األرض أو بعد وصوله ‪ .‬فقد نجد كسو ار في عظم الساق ( القصبة ‪ ،‬الظنبوب‬
‫‪ ، ) Tibia،‬وعظم الشظية (‪ ، ) Fibula‬نتيجة فعل الصدام (‪ ) Bumper‬وتسمى مفتاح مسر ( ‪Key‬‬
‫‪ ) of Messer‬وهذه الكسور هامة في تقدير إرتفاع الصدام عن األرض وبالتالي المساعدة في تحديد‬
‫نوع السيارة عند الصدم والهروب أو ما يسمى أضرب واهرب (‪ ) hit and run‬أو الصدم والفرار ‪.‬‬
‫والكسور قد تكون في ساق واحدة ‪ ،‬إذا ما كانت الصدمة والمترجل واقف على رجل واحدة عند رفع‬
‫األخرى ‪ ،‬كما إن اإلصابات تعتمد على جهة الصدمة ‪ ،‬من الجانب أو من األمام أو من الخلف وذلك‬
‫لتفريقها عن حاالت السقوط من علو‪ .‬كما قد يحدث مرور عجالت السيارة على الجسم وما ينتج عن‬
‫ذلك من هرس وسحق لألعضاء وقد نجد صورة اإلطار ( السحجات الطبعية ) على الجسم ‪ .‬أو قد‬
‫يحدث نتيجة دوران اإلطارات على األطراف أن ينزع الجلد وما تحته (‪ ) Degloving‬حتى تتعرى‬
‫العظام ‪ .‬وقد يحدث نزع جزء من الجسم (‪ ، ) Avulsion‬أو نتيجة الصدمة العمودية المباشرة يهرس‬
‫النسيج تحت الجلد مكونا جيبا عبارة عن تجمع نسيج مهروس مع دم (‪. ) Decollement‬‬
‫وعند التشريح البد من البحث عن الصدمة المقابلة (‪ ) Contrecoup‬في المخ فهي – إن وجدت ‪-‬‬
‫تساعد أوال لتحديد المصاب إضافة إلى أن اإلصابة والرأس في حالة حركة ‪.‬‬
‫وحوادث المرور المختلفة اليمكن حصرها في نوع معين وإصابة معينة مادام اإلنسان هو الفاعل‬
‫والضحية ‪ ،‬فمن الحاالت التي فحصت حادثة صدم رجل في رأسه ( الصدمة األولية ) وبعد تطبيق كل‬
‫مامر ذكره تبين إن المتوفي قد تعاطى الكحول ونتيجة السكر لم يستطع المشي على القدمين فقطع‬
‫الطريق حبوا على ركبتيه فصدم وكانت رأسه هي الموقع األول ‪.‬‬
‫وفي تشريح هذه الحاالت يجب الدقة عند الفحص فأحيانا يكون إدعاء السائق فيه جانب من‬
‫الصواب إذا برئت ساحته من كل العوامل المذكورة ‪ .‬فحدث مرة إن سائق كان يقول بعد صدمة رجل‬
‫طاعن في السن إنني لم أفعل سوى دفعه دفعة بسيطة ولم أكن مسرعا نتيجة زحام في الطريق بعد‬
‫مباراة كرة القدم ‪ ،‬وفعال بعد التشريح تبين وجود حالة متقدمة من التهاب السحايا المتقيح ( ‪Purulent‬‬
‫‪ . ) meningitis‬كما إن سائقا آخر كان يقول لم أكن أتوقع أن هذا الرجل لن يشاهد السيارة وخطها ‪.‬‬
‫‪82‬‬

‫وقد تبين إن الرجل كان لديه العتمة (‪ ) Cataract‬بشكل متقدم فقد كان كبي ار في السن ‪ ،‬تجاوز الستين‬
‫وحاالت الطب الشرعي ميزتها في نوعيتها واختالف ظروفها وليس في إصاباتها فإذا حافظنا‬ ‫عاما ‪.‬‬
‫على التعامل مع الثوابت كانت نتائج فحصنا مرضية ‪ .‬كما يجب هنا اإلشارة إلى أن بعض األطباء‬
‫يبالغون في نتائج الفحص وإعطاء اآلراء حيث اليوجد مراقب سوى هللا ‪ ،‬فنجد من يصرح بأن المصاب‬
‫قد مات بثوان قبل الحادث باحتشاء عضلة القلب ثم صدم بالسيارة ‪ ،‬وآخر يدعي أن المتوفى بعد‬
‫مشاهدة السيارة مقبلة مات نتيجة الخوف فالسيارة قد داسته وهو جثة هامدة ‪ ،‬وهذه لم أجدها ولن أجدها‬
‫التمت إلى واقعنا بصلة فهي في رأيي ضرب من الخيال ومادة أفالم ليس إال ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ،‬فهي‬

‫السقوط من علو‬
‫يمثل السقوط من علو أحد الصعوبات التشخيصية الكبرى الموضوعة أمام الطبيب الشرعي لمعرفة‬
‫السبب وطريقة الوفاة ‪.‬فكل الوفيات نتيجة السقوط ليس سبب اإلصابة السقوط فقد تكون هناك أسبابا‬
‫طبيعية أدت لذلك كاألمراض والعقاقير والكحول ‪ .‬فالوفيات نتيجة اإلصابات وطريقة الوفاة يجب أن‬
‫تفحص بعناية ودقة لمعرفة الظروف المحيطة بالوفاة‪.‬وعند فحص وفيات السقوط يجب دراسة‪:‬‬
‫أ‪ -‬مسرح السقوط‪ .‬ب – اإلرتفاع الذ حدث منه السقوط‪.‬والسقوط من علو يمكن أن يكون عرضياً أو‬
‫إنتحاريا وأحيانا قد يكون ذو طبيعة جنائية‪ .‬وتذكر دائما أنه يمكن رمي جثة من على سطح عمارة وتجد‬
‫فيها إصابات بعد الوفاة‪ .‬فعند وجود جثة بجوار بناية شاهقة أو أ أماكن أخرى مرتفعة والذ يمكن أن‬
‫يحدث السقوط فيها فإن إعادة بناء مسرح الوفاة مع موجودات(‪ )findings‬مابعد الوفاة يعتبر أساسيا‬
‫لتأكيد ماإذا كانت ‪:‬أ‪ -‬اإلصابات المميتة بسبب السقوط من علو‪.‬ب – اإلصابات الممية بأسباب أخرى‬
‫على مستوى األرض مثل حادث مرور أو الضرب‪ .‬ج – هناك عالمات وإصابات أخرى على الجسم‬
‫والتي تدل على ظروف أخرى غير السقوط‪.‬‬
‫تقييم مسرح السقوط‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحديد موقع السقوط ‪ .‬ب)المكان الذ وجد فيه المتوفي‪.‬ج – الطريق الذ سلكها جسم المتوفي‬
‫عند السقوط حتى وصل األرض‪.‬‬
‫السقوط من مستوى عال والنزول إلى نقطة اإلرتطام‪-2 :‬سقوط من على الساللم ‪:‬‬
‫أ‪ -‬وجود إصابات على الجسم وإذا لم تجد إصابات فهذا يعني أن الشخص توفى بأسباب طبيعية‬
‫عندما وصل إلى أسفل السلم‪(.‬ب) – إذاكانت هناك إصابات فهل تتوافق مع السقوط أو نتيجة‬
‫التزحلق من على السلم مع أألخذ بعين اإلعتبار نوع السلم وعرضه وعدد الدرجات وتكوينه‪.‬وهنا البد‬
‫من تذكر مايسمى بإصابات حافة الطاقية(‪ , )hat brim‬وهي أن السقوط من على سلم اليمكن أن‬
‫نجد إصابة على قبوة الرأس‪.‬فهذه تنتج بسبب ضربة مباشرة ولكن نجدها التتعدى وضع حافة‬
‫الطاقية(الكوفية) أو أسفل من ذلك‪.‬ج – قد يكون السبب نتيجة مشاجرة في األعلى قبل السقوط إلى‬
‫األسفل‪.‬‬
‫‪83‬‬

‫سقوط الشخص من طوله (وهو واقف)‪ :‬أ‪ -‬تعثر‪ .‬ب– دفع مفاجئ ‪ .‬ج)‪.‬عدم التوازن‪.‬د) عائق ‪.‬‬
‫طبيعة اإلصابات وشدتها تعتمد على ‪ :‬أ‪ -‬اإلرتفاع‪ .‬ب – سطح اإلرتطام‪ .‬ج ‪ .‬كتلة الجسم‪ .‬توزع‬
‫قوى اإلرتطام‪ .‬و‪ -‬عمر المصاب‪ .‬وخالل فحص وتشريح الجثة فقد تتشابه بعض اإلصابات خاصة‬
‫أمام المبتدئ باإلصابات الناتجة عن حواث السير‪ .‬فيتعين على الطبيب الفاحص مشاهدة مواضع‬
‫اإلصابات من كسور وجروح مختلفة في جانب واحد أم في الجانبين‪.‬‬
‫إصابات األطراف السفلية ومانشاهده من كسور في طرف واحد أم طرفين ‪ .‬كسور عظام العقب‬
‫والكاحل ‪ ،‬كسور األطراف العلوية ‪ ،‬األضالع ‪،‬األحشاء الداخلية ‪ ،‬الوجه ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫تعداد العقوبات األصلية‬
‫جاء في القانون رقم [‪ ] 24‬لسنة ‪2992‬م بشأن الجرائم والعقوبات في مادة (‪: ) 32‬‬
‫العقوبات األصلية إحدى عشرة وهي ‪_:‬‬
‫‪. 2‬اإلعدام ( القتل ) حدا أو قصاصا أو تعزي ار ‪.‬‬
‫‪. 4‬الرجم حتى الموت ‪. 3 .‬القطع حدا ‪. 5 .‬القصاص بمادون النفس ‪. 4 .‬الجلد حدا ‪.‬‬
‫‪. .‬الحبــس ‪. 7 .‬الديـ ــة ‪. 2 .‬األرش ‪. 9 .‬الغ ـ ـرامة ‪.‬‬
‫‪.21‬الصلب في األحوال التي ينص عليها القانون ‪.22 .‬العمل اإللزامي ‪.‬‬
‫الحـــــــــبس‬
‫مادة (‪ : ) 39‬التقل مدة الحبس عن أربع وعشرين ساعة والتزيد على عشر سنوات مالم‬
‫ينص القانون على خالف ذلك ‪.‬‬
‫مقدار الدية واألرش‬
‫مادة (‪ : ) 14‬الدية الكاملة ألف مثقال من الذهب الخالص تعادل خمسمائة جنيه من الذهب أبو‬
‫ولد أو مايعادل ذلك من العملة الورقية بالسعر القائم وقت التنفيذ ‪.‬‬
‫واألرش نسبة معينة من الدية تقدر تبعا للجريمة طبقا لما هو منصوص عليه في المادة التالية‪:‬‬
‫وتخفض الدية في الخطأ بمقدار الخمس ‪.‬‬
‫حاالت الدية‬
‫مادة (‪ : ) 12‬تستحق الدية كاملة في ذهاب النفس وكل عضو مفرد أو زوج أو أكثر من‬
‫جنس واحد في البدن أو تفويت منفعته أو جماله كامال ‪ ،‬وذلك بإبانة كل‬
‫األعضاء التي من جنس واحد أو إذهاب معانيها مع بقاء صورها ‪ ،‬وتطبق في شأن دية‬
‫الجنين أحكام المادة (‪ ، ) 439‬وتنقص الدية بنسبة مابقي من األعضاء التي من جنس واحد أو مابقى‬
‫من معانيها أو األشياء التي من جنس واحد في البدن هي ‪:‬ـ‬
‫‪ 4‬ـ الصلب ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ األنف كامال ‪ 4 .‬ـ مارن األنف ‪ 3 .‬ـ اللسان ‪ 5 .‬ـ الذكر ‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ سلس البول ‪ 21 .‬ـ سلس‬ ‫‪ 2‬ـ الصوت ‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ القول ‪.‬‬ ‫‪ .‬ـ العقل ‪.‬‬
‫الغائط ‪ 22.‬ـ قطع النسل ‪ 24.‬ـ حاجز مابين السبيلين ‪ 23 .‬ـ كل حاسة في البدن ‪ . 25 .‬العينان ‪24 .‬‬
‫‪84‬‬

‫‪ 2.‬ـ الي ــدان ‪ 27 .‬ـ الرجالن ‪ 22 .‬ـ الشفتان ‪ 29 .‬ـ الثديان أوحلمتاهما للمرأة‪.‬‬ ‫ـ األذنان ‪.‬‬
‫‪41‬ـالبيضتان للرجل‪.‬‬
‫‪ 44‬ـ المشفران للمرأة ‪ 43 .‬ـ الحاجبان ‪ 45 .‬ـ الجفنان ‪.‬‬ ‫‪ 42‬ـ األثنيان للرجل‬
‫‪ 44‬ـ أصابع اليدين ‪ 4. .‬ـ أصابع القدمين‪ 47 .‬ـ األسنان ‪.‬‬
‫تحــــــــديد األرش‬
‫مادة (‪: ) 11‬يتحدد األرش في ماعدا ما تقدم بمايلي ‪:‬‬
‫‪ .2‬في الجائفة أو اآلمة أو الدامغة ثلث الدية ‪ 333 2/3( 2/3:‬مثقال ) ‪.‬‬
‫‪ .4‬في الناقلة ثالثة أرباع خمس الدية ‪ 241( 3/41‬مثقال ) ‪.‬‬
‫‪ .3‬في الهاشمة عشر الدية ‪ 211( 2/21‬مثقال )‪.‬‬
‫‪ .5‬في الموضحة نصف عشر الدية ‪ 41( 2/41‬مثقال )‪.‬‬
‫‪ .4‬في السمحاق خمسا عشر الدية ‪ 51( 2/44‬مثقال )‪.‬‬
‫‪ ..‬في المتالحمة خمس ونصف عشر الدية ‪ 31( 3/211‬مثقاال )‪.‬‬
‫‪ .7‬في الباضعة خمس عشر الدية ‪ 41( 2/41‬مثقاال )‪.‬‬
‫‪ .2‬في الدامية الكبرى ثمن عشر الدية ‪ 2464( 2/21‬مثقاال )‪.‬‬
‫‪ .9‬في الدامية الصغرى نصف ثمن عشر الدية ‪ .644( 2/2.1‬مثقاال )‪.‬‬
‫‪ .21‬في الخارصة أو الوارمة نصف عشر عشر الدية ‪ 4( 2/411‬مثقاالت )‪.‬‬
‫‪ .22‬في المخضرة أو المحمرة أو المسودة خمسا عشر عشر الدية ‪ 5( 2/441‬مثقاالت )‪.‬‬
‫ودية المرأة نصف دية الرجل وأرشها مثل أرش الرجل إلى قدر ثلث دية الرجل وينصف ما زاد ‪ ،‬ويعتمد‬
‫في تحديد نوع اإلصابة على تقرير من طبيب مختص أو أهل الخبرة وإذا طالت اإلصابة أو سرت إلى‬
‫مالم يقدر أرشه فيلزم حكمه بما تراه وتقدره المحكمة ‪.‬‬
‫وقد عرف الفقهاء هذه اإلصابات نورد التعاريف كاآلتي ‪:‬‬
‫‪ .2‬الجائفة ‪ :‬هي طعنة تبلغ الجوف وهي من ثغرة النحر إلى المثانة وهي مابين السبيلين ‪.‬‬
‫‪ .4‬اآلمـة ‪ :‬هي التي تبلغ أم الرأس ‪ ،‬وهي جلدة رقيقة على الدماغ ‪.‬‬
‫‪ .3‬الدامغة ‪ :‬هي التي تهشم الدماغ ويسيل منها الدم ‪.‬‬
‫‪ .5‬الناقلـة ‪ :‬وهي التي تنقل العظم من مكان إلى آخر مع االنفصال بدون أن تهشمه ‪.‬‬
‫‪ .4‬الهـاشمة‪:‬وهي التي تهشم العظم ولم تنقله من محله ولو من دون جرح ‪.‬‬
‫‪ ..‬الموضحة‪ :‬هي التي توضح العظم ولم تهشمه ‪.‬‬
‫‪ .7‬السمحاق ‪ :‬هي التي تبلغ الجلدة الرقيقة بين اللحم والعظم ‪.‬‬
‫‪ .2‬المتالحمة‪ :‬هي التي تغوص في اللحم فوق النصف إلى الثلثين‪.‬‬
‫‪ .9‬الباضعة ‪ :‬هي ما تقطع اللحم من النصف إلى ما دونه ‪.‬‬
‫‪.21‬الدامية الكبرى ‪ :‬هي التي تخدش الجلد ويسيل منه الدم ‪.‬‬
‫‪85‬‬

‫‪.22‬الدامية الصغرى‪ :‬هي التي تخدش الجلد ويظهر الدم ولم يسل منها ‪.‬‬
‫‪.24‬الخ ــارصة‪ :‬وهي التي قشرت الجلد ولم يخرج منها دم والغيره ‪.‬‬
‫‪.23‬الوارمـ ــة‪ :‬وهي النتوء واألنتفاخ سواء أسودت أوأحمرت أو أخضرت ‪.‬‬
‫‪.25‬المخضرة أو المحمرة أو المسودة ‪ :‬وهي التي تحدث هذا األثر من غير ورم فيها ‪.‬‬
‫غير إن ما يؤخذ على هذه التعاريف إنها ليست عملية لتعامل طبيب اليوم ومالديه من مفردات في العلم‬
‫الحديث ‪ ،‬إضافة إلى إنها متداخلة ‪ ،‬وغير محددة األوصاف والمعايير لتسميات الجروح المختلفة‬
‫ويلتبس األمر فيها عند الطبيب ‪.‬كما أن معظمها اليتعامل مع األنسجة المختلفة بمواقعها التشريحية‬
‫وأضرارها !‪.‬وقد أوردت بعض التعاريف الطبية القضائية لما يقابلها وأوضحت اللبس في التعاريف‬
‫المختلفة كونها اعتمدت التحديد اللغو فقط ‪ ،‬وأغفلت التعريف العلمي الواضح وحبذا لوتحل التعاريف‬
‫الطبية الحديثة عند التعامل في القضايا المختلفة لتوخي الدقة ‪.‬‬
‫فالجائفة ‪ :‬هي الجروح الطعنية النافذة‬
‫اآلمة ‪ :‬وقد أوضح المراد ‪ ،‬أ أنها تصل إلى األم الحانية وبواسطة شدة أو عنف ‪ .‬ولكن كيف‬
‫ّ‬
‫الوصول دون كسر العظم ‪.‬‬
‫الدامغة ‪ :‬ويراد بها الكسر المنخسف ‪ .‬ولكن ماذا عن الكسور األخرى ؟ ‪.‬‬
‫الناقلة ‪ :‬ويراد بها الكسور المفتوحة والمركبة ‪.‬‬
‫الهاشمة ‪ :‬ويراد بها الكسور المتفتتة ‪.‬‬
‫الموضحة ‪ :‬ويعني بها الجروح الرضية أو القطعية ‪.‬‬
‫السمحاق ‪ :‬وهو ما يحيط بصفيحة عظم الجمجمة ‪ .‬وهنا ال يستطيع التمييز بينه وبين السابق ‪.‬‬
‫المتالحمة ‪ ،‬الباضعة ‪ : ،‬الرضية أو القطعية ‪ ،‬وهنا صعوبة التحديد ‪.‬كذلك بالنسبة للدامية الكبرى فإنها‬
‫ممكن أن تقع في المفهوم السابق للجروح الرضية أو القطعية ‪.‬وكذلك بالنسبة للجروح المتبقية ‪ ،‬أضف‬
‫إلى إنه ورد تحديد اللون ( أسود ‪ ،‬أحمر ‪ ،‬أخضر ) ‪ ،‬وهي التغييرات التي تحدث في الكدمات حسب‬
‫عمرها من لحظة اإلصابة وهذا يدلل على عدم دقة التعاريف وفهما للتغييرات المرضية في الجسم ‪.‬كما‬
‫يالحظ تعاملها مع األدوات الصلبة الراضة والقاطعة ‪ ،‬ولم يشر إلى جروح األسلحة النارية ‪.‬‬
‫أن المصطلحات واألسماء السابقة ‪ ،‬التقسيم الفقهي ‪ ،‬بحاجة إلى مراجعة طبية قضائية‬ ‫وفي تقدير‬
‫فقهية ليس في بالدنا فقط ؛ ولكن ‪ ،‬في جميع البلدان التي اعتمدت هذا التقسيم ‪ ،‬وهوقد ورد في التشريع‬
‫الجنائي للمرحوم عبد القادرعودة ‪.‬‬
‫فنظرة ورؤية غير الطبيب تختلف عن الطبيب ‪ .‬واالسم البد ان يكون لمسمى محدد معلوم ‪.‬ومسائل‬
‫التشخيص في متناول وامكانية االطباء ‪.‬‬
‫‪86‬‬

‫السحجات والكدمات الطبعية (صورة اإلطار والسوط والحبل) والسحجات عريضة المساحة (الكشوط) نتيجة السحل‬
‫على سطح خشن كالطريق المسفلت ‪،‬والكدمات الطولية على الظهر‪ ،‬والعين المسودة (النظارة) نتيجة االنسكاب‬
‫الدموي في الجفون‪.‬‬
‫‪87‬‬

‫الجروح الرضية والجسور النسيجية والشلف (الطية والذي يحدد اتجاه القوة المستعملة)‪.‬‬
‫‪88‬‬

‫الجرح القطعي وذبح الرقبة والجروح الترددية وجرح عضة االسنان والجرح الطعني(ما يسمى بذيل السمكة)‪.‬‬

‫وجرح مدخل لمقذوف ناري بتماس وتظهر العالمة‬ ‫جرح رضي ويحدد اتجاه القوة المستعملة)‬
‫الطبعية لفوهة السالح وفقد النسيج‬ ‫(من اليمين إلى اليسار)‬
‫‪89‬‬

‫مخرج مقذوف ناري (اليمين) والجرح النجمي في الجبهة (جرح بتماس) ومدخل مقذوف ناري في الثدي)‪.‬‬

‫جرح انفجاري آخر (جرح كراونلين) ومدخل مقذوفات نارية في القميص (فقد النسيج)‬

‫جرح مخرج للمقذوف الناري والذي مدخله –الصورة في اليسار‪( -‬في الحفرة الوداجية )يقرب من التماس ويظهر‬
‫اسوداد البارود والحروق‬

‫الجـــــــــــــــرح الميـــــــــــــــــزابي‬ ‫مدخل لمقذوف ناري في سقف الفم‬


‫‪90‬‬

‫الشكل النجمي(األطفاتل الثالثة والفتاة)‪.‬‬

‫الشطف في عظم الجمجمة (مخرج المقذوف) ‪،‬‬ ‫جرح مقذوف ناري قريب ونشاهد فقد النسيج‬

‫واالسوداد والحروق – دليل على عدم التماس‬

‫جرح مقذوف ناريي في المخ االتجاه من اليمين ‪.‬‬ ‫النزف خارج األم الجافية‬
‫‪91‬‬

‫النزف في مادة الدماغ والمقذوف الناري (اليمين) مستقر (ساكن) تحت الجلد‬

‫كسر منخسف ناجم عن الضرب بمطرقة‬ ‫كسور الجمجمة (كسور متعددة)‬

‫‪View publication stats‬‬

You might also like