Professional Documents
Culture Documents
خاتمة
خاتمة
يعت بر النظ ام الجب ائي وط ني ك ان اومحلي بمثاب ة م رآة او انعك اس للمجتم ع ياخ ذ
بعين االعتب ار المتطلب ات الظرفي ة والمعطي ات المرحلي ة ،ه ذا م ا خلص إلي ه أح د الب احثين "
بعدم عشوائية تأسيس الضرائب على التأقلم والتكييف مع الظرفية الزمانية المكانية داخلية
كانت أو خارجية وبالتالي اإلنسجام مع المحيط االقتصادي واالجتماعي ومع البيئة السياسية
للمجتمع الذي يندرج فيه النظام الجبائي" 1وإ صالح النظام الجبائي المغربي أتى في إطار
ظرفية خارجية انطبعت بسيادة موجة اإلصالحات الجبائية المماثلة على مستوى التشريعات
المقارنة وفي سياسة التقويم الهيكلي المنسوخ بنهجها من طرف المؤسسات السياسية المالية
الدولية حيث بدأ المغرب في نهج سياسة تقويم الهيكلي منذ أواخر سنة 1983الذي توخى
إص الحات عدي دة كتحري ر نظ ام الق روض البنكي ة وتحري ر األس عار واتب اع سياس ة التقش ف
وغيرها .
ومنذ حصوله على االستقالل اذن حاول المغرب وضع نظام ضريبي يتالئم مع
أوض اعه االقتص ادية واالجتماعي ة ويس اهم في االن ذات ه في ال دفع بعجل ة التنمي ة ،إال ان
االص الحات الس طحية ال تي أقره ا المش رع وال تي ك انت في غالبه ا مس تقاة من التجرب ة
األص وات المنادي ة بض رورة إع ادة النظ ر في النظ ام الض ريبي المعتم د ،حيث أن التغي ير لم
يكن ليوجد إال في حالة االزمات االقتصادية ،فكان أن يتم استخدام الضريبة كوسيلة للحد من
هذه األزمات وذلك عن طريق الزيادة فيها تارة أو التخفيف منها تارة أخرى ،أو حتى خلق
ض ريبة جدي دة .وكمث ال على ه ذا نستحض ر قي ام المغ رب بع د أزم ة 1964وب اقتراح من
البن ك ال دولي ب الرفع من الض رائب الغ ير المباش رة وذل ك راج ع الى أهميته ا وس هولة
- .1النظام الجبائي المحلي على ضوء التشريع المغربي – منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية -سلسلة
مؤلفات وأعمال جامعية 2001
تحص يلها ،وفي االن ذات ه تخفيض الض ريبة على األرب اح المهني ة .حيث يظه ر أن اله دف
المتوخى من هذه اإلجراءات كان محصورا في الرفع من المداخيل لتغطية عجز الميزانية
دون األخذ بعين اإلعتبار لباقي األهداف الضريبية األخرى ،فترتب عن هذا الوضع ارتفاع
الض غط الض ريبي من %10س نة 1965الى %17في بداي ة الس بعينات .وعلى ال رغم من
كل المحاوالت التي سلف ذكرها والرامية الى تصحيح الوضع خالل سنوات السبعينات إال
أن النظ ام الض ريبي ظ ل على م اهو علي ه من ض عف،فك انت س نة 1978وال تي ع رفت
اس تفحال األزم ة االقتص ادية مناس بة لبداي ة التفك ير الج دي في التغي ير الج ذري ،وذل ك بع د
ارتف اع نس بة ال دين الى 4.6ملي ار درهم س نة 1982أي مايع ادل %22من النفق ات ،فم ا
ك ان من الدول ة اال اإلس تنجاد بالمؤسس ات الدولي ة .فتم االص الح بع د تف اقم االزم ة وانته اج
وعلى ه ذا األس اس يظه ر اإلرتب اط الج وهري بين النظ ام الض ريبي والحال ة
االقتصادية ،فلربما لم يكن النظام الضريبي المغربي ليعرف التغيير لو لم يعرف االزمة،
ولوال ضغوط البنك الدولي الذي كان هدفه األساسي توفير الموارد الضرورية لتسديد الديون
المتراكمة .
وفي األخ ير نستحض ر موق ف األس تاذة القائ ل بأن ه اليمكن أن ننتظ ر من نظ ام
ضريبي يقوم باقتراح خطوطه العريضة غرباء عن بيئتنا النجاح بالشكل المطلوب والتحقي ق
النتائج المتوخاة منه ،ألنه يفترض بالسياسة الضريبية أن تكون وسيلة لتحقيق أهداف وخدم ة
إس تراتيجية معين ة ،ف أي إص الح يجب أن يأخ ذ بعين اإلعتب ار المن اخ الخ ارجي وال داخلي
أي نظ ام ض ريبي؟ ألي ة معطي ات؟ على أن تك ون معطي ات محاي دة بعي دة عن أي
تأثيرات خارجية.